Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ينضج

جُرْجانُ

جُرْجانُ:
بالضم، وآخره نون قال صاحب الزيج:
طول جرجان ثمانون درجة ونصف وربع، وعرضها ثمان وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة، في الإقليم الخامس، وروى بعضهم أنها في الإقليم الرابع، وفي كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: طول مدينة جرجان ست وثمانون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها أربعون درجة، في الإقليم الخامس، طالعها النور ولها شركة في كف الخضيب ثلاث درج وست عشرة دقيقة وشركة في مرفق الدب الأصغر تحت سبع عشرة درجة وست عشرة دقيقة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان. وجرجان: مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان، فبعض يعدها من هذه وبعض يعدّها من هذه، وقيل: إن أول من أحدث بناءها يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة، وقد خرج منها خلق من الأدباء والعلماء والفقهاء والمحدثين، ولها تاريخ ألفه حمزة بن يزيد السّهمي.
قال الإصطخري: أما جرجان فإنها أكبر مدينة بنواحيها، وهي أقل ندّى ومطرا من طبرستان، وأهلها أحسن وقارا وأكثر مروءة ويسارا من كبرائهم، وهي قطعتان: إحداهما المدينة والأخرى بكراباذ، وبينهما نهر كبير يجري يحتمل أن تجري فيه السفن، ويرتفع منها من الإبريسم وثياب الإبريسم ما يحمل إلى جميع الآفاق، قال: وإبريسم جرجان بزر دودة يحمل إلى طبرستان، ولا يرتفع من طبرستان بزر إبريسم، ولجرجان مياه كثيرة وضياع عريضة، وليس بالمشرق بعد أن تجاوز العراق مدينة أجمع ولا أظهر حسنا من جرجان على مقدارها، وذلك أن بها الثلج والنخل، وبها فواكه الصرود والجروم، وأهلها يأخذون أنفسهم بالتأنى والأخلاق
المحمودة قال: وقد خرج منها رجال كثيرون موصوفون بالسّتر والسخاء، منهم: البرمكي صاحب المأمون، ونقودهم نقود طبرستان الدنانير والدراهم، وأوزانهم المنّ ستمائة درهم، وكذلك الري وطبرستان.
وقال مسعر بن مهلهل: سرت من دامغان متياسرا إلى جرجان في صعود وهبوط وأودية هائلة وجبال عالية، وجرجان مدينة حسنة على واد عظيم في ثغور بلدان السهل والجبل والبر والبحر، بها الزيتون والنخل والجوز والرمان وقصب السكر والأترج، وبها إبريسم جيد لا يستحيل صبغه، وبها أحجار كبيرة، ولها خواصّ عجيبة، وبها ثعابين تهول الناظر لكن لا ضرر لها ولأبي الغمر في وصف جرجان:
هي جنّة الدّنيا التي هي سجسج، ... يرضى بها المحرور والمقرور
سهليّة جبليّة بحريّة، ... يحتلّ فيها منجد ومغير
وإذا غدا القنّاص راح بما اشتهى ... طبّاخه، فملهّج وقدير
قبج ودرّاج وسرب تدارج، ... قد ضمّهن الظبي واليعفور
غربت بهنّ أجادل وزرازر ... وبواشق وفهودة وصقور
ونواشط من جنس ما هي أفتنت ... رأي العيون بها، وهنّ النور
وكأنما نوّارها برياضها، ... للمبصريه، سندس منشور
وللصاحب كافي الكفاة أبي القاسم في كتابه كافي الرسائل في ذمّ جرجان:
نحن والله من هوائك، يا جر ... جان، في خطّة وكرب شديد
حرّها ينضج الجلود، فإن هبّت ... شمالا تكدّرت بركود
كحبيب منافق، كلما همّ ... بوصل أحاله بالصّدود
وقال أبو منصور النيسابوري يذكر اختلاف الهواء بها في يوم واحد:
ألا ربّ يوم لي بجرجان أرعن، ... ظللت له من حرقه أتعجّب
وأخشى على نفسي اختلاف هوائها، ... وما لامرئ عما قضى الله مهرب
وما خير يوم أخرق متلوّن ... ببرد وحرّ، بعده يتلهّب
فأوّله للقرّ والجمر ينقب، ... وآخره للثلج والخيش يضرب
وكان الفضل بن سهل قد ولى مسلم بن الوليد الشاعر ضياع جرجان وضمّنه إياها بخمسمائة ألف وقد بذل فيها ألف ألف درهم، وأقام بجرجان إلى أن أدركته الوفاة ومرض مرضه الذي مات فيه فرأى نخلة لم يكن في جرجان غيرها فقال:
ألا يا نخلة بالسف ... ح من أكناف جرجان
ألا إني وإياك ... بجرجان غريبان
ثم مات مع تمام الإنشاد وقد نسب الأقيشر اليربوعي، وقيل ابن خزيم، إليها الخمر فقال:
وصهباء جرجانية لم يطف بها ... حنيف، ولم ينفر بها ساعة قدر
ولم يشهد القسّ المهيمن نارها ... طروقا، ولم يحضر على طبخها حبر
أتاني بها يحيى وقد نمت نومة، ... وقد لاحت الشّعرى وقد طلع النّسر
فقلت اصطبحها أو لغيري فأهدها، ... فما أنا بعد الشيب ويحك والخمر!
تعفّفت عنها في العصور التي مضت، ... فكيف التصابي بعد ما كمل العمر؟
إذا المرء وفّى الأربعين، ولم يكن ... له دون ما يأتي حياء ولا ستر
فدعه ولا تنفس عليه الذي أتى، ... وإن جرّ أسباب الحياة له الدهر
وكان أهل الكوفة يقولون: من لم يرو هذه الأبيات فإنه ناقص المروءة وأما فتحها فقد ذكر أصحاب السير أنه لما فرغ سويد بن مقرّن من فتح بسطام في سنة 18 كاتب ملك جرجان ثم سار إليها وكاتبه روزبان صول وبادره بالصلح على أن يؤدي الجزية ويكفيه حرب جرجان، وسار سويد فدخل جرجان وكتب لهم كتاب صلح على الجزية وقال أبو نجيد:
دعانا إلى جرجان، والرّيّ دونها، ... سواد فأرضت من بها من عشائر
وقال سويد بن قطبة:
ألا ابلغ أسيدا، إن عرضت، بأننا ... بجرجان في خضر الرياض النواضر
فلما أحسونا وخافوا صيالنا ... أتانا ابن صول، راغما، بالجرائر
وممن ينسب إليها من الأئمة أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني الأسترآباذي الفقيه أحد الأئمة، سمع يزيد بن محمد بن عبد الصمد وبكار بن قتيبة وعمار بن رجاء وغيرهم، قال الخطيب: وكان أحد أئمة المسلمين والحفّاظ بشرائع الدين مع صدق وتورّع وضبط وتيقظ، سافر الكثير وكتب بالعراق والحجاز ومصر، وورد بغداد قديما وحدث بها، فروى عنه من أهلها يحيى بن محمد بن صاعد وغيره، وقال أبو علي الحافظ: كان أبو نعيم الجرجاني أوحد ما رأيت بخراسان بعد أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة مثله وأفضل منه، وكان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد، وقال الخليلي القزويني: كان لأبي نعيم تصانيف في الفقه وكتاب الضعفاء في عشرة أجزاء، وقال حمزة بن يوسف السّهمي في تاريخ جرجان:
عبد الملك بن محمد بن عدي بن زيد الأسترآباذي سكن جرجان وكان مقدما في الفقه والحديث وكانت الرّحلة إليه في أيامه، روى عن أهل العراق والشام ومصر والثغور، ومولده سنة 242، وتوفي بأسترآباذ في ذي الحجة سنة 323 ومنها أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن المبارك الجرجاني الحافظ المعروف بابن القطان أحد أئمة الحديث والمكثرين منه والجامعين له والرّحالين فيه، رحل إلى دمشق ومصر، وله رحلتان أولاهما في سنة 297 والثمانية في سنة 305، سمع الحديث بدمشق من محمد بن خزيم وعبد الصمد بن عبد الله بن أبي زيد وإبراهيم بن دحيم وأحمد بن عمير بن جوصا وغيرهم، وسمع بحمص هبيل بن محمد وأحمد بن أبي الأخيل وزيد بن عبد الله المهراني، وبمصر أبا يعقوب إسحق المنجنيقي، وبصيدا أبا محمد المعافى بن أبي كريمة، وبصور أحمد بن بشير بن حبيب الصوري، وبالكوفة أبا العباس بن عقدة ومحمد بن الحصين بن حفص، وبالبصرة أبا خليفة الجمحي، وبالعسكر عبدان الأهوازي،
وببغداد أبا القاسم البغوي وأبا محمد بن صاعد، وببعلبكّ أبا جعفر أحمد بن هاشم وخلقا من هذه الطبقة كثيرا، وروى عنه أبو العباس بن عقدة، وهو من شيوخه، وحمزة بن يوسف السّهمي وأبو سعد الماليني وخلق في طبقتهم، وكان مصنّفا حافظا ثقة على لحن كان فيه وقال حمزة: كتب أبو محمد بن عدي الحديث بجرجان في سنة 290 عن أحمد بن حفص السعدي وغيره، ثم رحل إلى الشام ومصر وصنف في معرفة ضعفاء المحدّثين كتابا في مقدار مائتي جزء سماه الكامل قال: وسألت الدارقطني أبا الحسن أن يصنف كتابا في ضعفاء المحدثين فقال: أليس عندكم كتاب ابن عدي؟ قلت: بلى، قال: فيه كفاية لا يزاد عليه، وكان ابن عدي جمع أحاديث مالك بن أنس والأوزاعي وسفيان الثوري وشعبة وإسماعيل ابن أبي خالد وجماعة من المتقدّمين وصنف على كتاب المزني كتابا سماه الأبصار، وكان أبو أحمد حافظا متقنا لم يكن في زمانه مثله، تفرّد بأحاديث فكان قد وهب أحاديث له يتفرّد بها لبنيه عدي وأبي زرعة وأبي منصور تفرّدوا بروايتها عن أبيهم، وابنه عدي سكن سجستان وحدث بها، قال ابن عدي:
سمع مني أبو العباس بن عقدة كتاب الجعفرية عن أبي الأشعث، وحدث به عندي فقال: حدّثني عبد الله بن عبد الله، وكان مولده في ذي القعدة سنة 277، ومات غرّة جمادى الآخرة سنة 365 ليلة السبت، فصلى عليه أبو بكر الإسماعيلي ودفن بجنب مسجد كوزين، وقبره عن يمين القبلة مما يلي صحن المسجد بجرجان ومنها حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم ابن محمد، ويقال ابن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن هشام بن العباس بن وائل أبو القاسم السهمي الجرجاني الواعظ الحافظ، رحل في طلب الحديث فسمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي، وبمصر ميمون بن حمزة وأبا أحمد محمد بن عبد الرحيم القيسراني، وبتنيس أبا بكر بن جابر، وبأصبهان أبا بكر المقري، وبالرّقة يوسف بن أحمد بن محمد، وبجرجان أبا بكر الإسماعيلي وأبا أحمد بن عدي، وببغداد أبا بكر بن شاذان وأبا الحسن الدارقطني، وبالكوفة الحسن بن القاسم، وبعكبرا أحمد بن الحسن بن عبد العزيز، وبعسقلان أبا بكر محمد بن أحمد بن يوسف الخدري، روى عنه أبو بكر البيهقي وأبو صالح المؤدّب وأبو عامر الفضل بن إسماعيل الجرجاني الأديب وغير هؤلاء سمعوا ورووا قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الكتبي الهروي الحاكم: سنة 427 ورد الخبر بوفاة الثّعلبي صاحب التفسير وحمزة بن يوسف السّهمي بنيسابور ومنها أبو إبراهيم إسماعيل بن الحسن بن محمد بن أحمد العلوي الحسيني من أهل جرجان، كان عارفا بالطبّ جدّا، وله فيه تصانيف حسنة مرغوب فيها بالعربية والفارسية، انتقل إلى خوارزم وأقام بها مدة ثم انتقل إلى مرو فأقام بها، وكان من أفراد زمانه، وذكر أنه سمع أبا القاسم القشيري، وحدث عنه بكتاب الأربعين له، وأجاز لأبي سعد السمعاني، وتوفي بمرو سنة 531 وغير هؤلاء كثير.

خُوارِزْم

خُوارِزْم:
أوله بين الضمة والفتحة، والألف مسترقة مختلسة ليست بألف صحيحة، هكذا يتلفظون به، هكذا ينشد قول اللحّام فيه:
ما أهل خوارزم سلالة آدم، ... ما هم، وحقّ الله، غير بهائم
أبصرت مثل خفافهم ورؤوسهم ... وثيابهم وكلامهم في العالم
إن كان يرضاهم أبونا آدم، ... فالكلب خير من أبينا آدم
قال ابن الكلبي: ولد إسحاق بن إبراهيم الخليل الخزر والبزر والبرسل وخوارزم وفيل، قال بطليموس في كتاب الملحمة: خوارزم طولها مائة وسبع عشرة درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها خمس وأربعون درجة، وهي في الإقليم السادس، طالعها السماك ويجمعها الذراع، بيت حياتها العقرب، مشرقة في قبة الفلك تحت ثلاث وعشرين درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، وقال أبو عون في زيجه: هي في آخر الإقليم الخامس، وطولها إحدى وتسعون درجة وخمسون دقيقة، وعرضها أربع وأربعون درجة وعشر دقائق، وخوارزم ليس اسما للمدينة إنما هو اسم للناحية بجملتها، فأما القصبة العظمى فقد يقال لها اليوم الجرجانية، وقد ذكرت في موضعها، وأهلها يسمونها كركانج، وقد ذكروا في سبب تسميتها بهذا الاسم أن أحد الملوك القدماء غضب على أربعمائة من أهل مملكته وخاصة حاشيته فأمر بنفيهم إلى موضع منقطع عن العمارات بحيث يكون بينهم وبين العمائر مائة فرسخ، فلم يجدوا على هذه الصفة إلا موضع مدينة كاث، وهي إحدى مدن خوارزم، فجاؤوا بهم إلى هذا الموضع وتركوهم وذهبوا، فلما كان بعد مدة جرى ذكرهم على بال الملك فأمر قوما بكشف خبرهم، فجاؤوا فوجدوهم قد بنوا أكواخا ووجدوهم يصيدون السمك وبه يتقوّتون وإذا حولهم حطب كثير، فقالوا لهم: كيف حالكم؟ فقالوا: عندنا هذا اللحم، وأشاروا إلى السمك، وعندنا هذا الحطب فنحن نشوي هذا بهذا ونتقوّت به، فرجعوا إلى الملك وأخبروه بذلك فسمى ذلك الموضع خوارزم لأن اللحم بلغة الخوارزمية خوار والحطب رزم، فصار خوارزم فخفف وقيل خوارزم استثقالا لتكرير الراء، وقد جاء به بعض العرب على الأصل، فقال الأسدي:
أتاني، عن أبي أنس، وعيد، ... فسلّ تغيّظ الضحّاك جسمي
ولم أعص الأمير، ولم أربه، ... ولم أسبق أبا أنس بوغم
ولكنّ البعوث جرت علينا، ... فصرنا بين تطويح وغرم
وخافت من رمال السّغد نفسي، ... وخافت من رمال خوارزم
فقارعت البعوث وقارعتني، ... ففاز بضجعة في الحيّ سهمي
وأعطيت الجعالة، مستميتا، ... خفيف الحاذ من فتيان جرم
وأقرّ أولئك الذين نفاهم بذلك المكان وأقطعهم إياه وأرسل إليهم أربعمائة جارية تركية وأمدهم بطعام من الحنطة والشعير وأمرهم بالزرع والمقام هناك، فلذلك في وجوههم أثر الترك وفي طباعهم أخلاق الترك وفيهم جلد وقوة، وأحوجهم مقتضى القضية للصبر على الشقاء، فعمّروا هناك دورا وقصورا وكثروا وتنافسوا في البقاع فبنوا قرى ومدنا وتسامع بهم من يقاربهم من مدن خراسان فجاؤوا وساكنوهم فكثروا وعزّوا فصارت ولاية حسنة عامرة، وكنت قد جئتها في سنة 616، فما رأيت ولاية قط أعمر منها، فإنها على ما هي عليه من رداءة أرضها وكونها سبخة كثيرة النزوز متصلة العمارة متقاربة القرى كثيرة البيوت المفردة والقصور في صحاريها، قلّ ما يقع نظرك في رساتيقها على موضع لا عمارة فيه، هذا مع كثرة الشجر بها، والغالب عليه شجر التوت والخلاف لاحتياجهم إليه لعمائرهم وطعم دود الإبريسم، ولا فرق بين المارّ في رساتيقها كلها والمارّ في الأسواق، وما ظننت أن في الدنيا بقعة سعتها سعة خوارزم وأكثر من أهلها مع أنهم قد مرنوا على ضيق العيش والقناعة بالشيء اليسير، وأكثر ضياع خوارزم مدن ذات أسواق وخيرات ودكاكين، وفي النادر أن يكون قرية لا سوق فيها مع أمن شامل وطمأنينة تامة.
والشتاء عندهم شديد جدّا بحيث أني رأيت جيحون نهرهم وعرضه ميل وهو جامد، والقوافل والعجل الموقرة ذاهبة وآتية عليه، وذلك أن أحدهم يعمد إلى رطل واحد من أرز أو ما شاء ويكثر من الجزر والسلجم فيه ويضعه في قدر كبيرة تسع قربة ماء ويوقد تحتها إلى أن ينضج ويترك عليه أوقية دهنا ثم يأخذ المغرفة ويغرف من تلك القدر في زبدية أو زبديتين فيقنع به بقية يومه، فإن ثرد فيه رغيفا لطيفا خبزا فهو الغاية، هذا في الغالب عليهم، على أن فيهم أغنياء مترفهين إلّا أن عيش أغنيائهم قريب من هذا ليس فيه ما في عيش غيرهم من سعة النفقة وإن كان النزر من بلادهم تكون قيمته قيمة الكثير من بلاد غيرهم، وأقبح شيء عندهم وأوحشه أنهم يدوسون حشوشهم بأقدامهم ويدخلون إلى مساجدهم على تلك الحالة لا يمكنهم التحاشي من ذلك لأن حشوشهم ظاهرة على وجه الأرض، وذلك لأنهم إذا حفروا في الأرض مقدار ذراع واحد نبع الماء عليهم، فدروبهم وسطوحهم ملأى من القذر، وبلدهم كنيف جائف منتن، وليس لأبنيتهم أساسات إنما يقيمون أخشابا مقفصة ثم يسدونها باللبن، هذا غالب أبنيتهم، والغالب على خلق أهلها الطول والضخامة، وكلامهم كأنه أصوات الزرازير، وفي رؤوسهم عرض، ولهم جبهات واسعة، وقيل لأحدهم: لم رؤوسكم تخالف رؤوس الناس؟ فقال: إن قدماءنا كانوا يغزون الترك فيأسرونهم وفيهم شية من الترك فما كانوا يعرفون، فربما وقعوا إلى الإسلام فبيعوا في الرقيق، فأمروا النساء إذا ولدن أن يربطن أكياس الرمل على رؤوس الصبيان من الجانبين حتى ينبسط الرأس، فبعد ذلك
لم يسترقّوا وردّ من وقع منهم إليهم إلى الكوفة، قال عبد الله الفقير إليه: وهذا من أحاديث العامة لا أصل له، هب أنهم فعلوا ذلك فيما مضى فالآن ما بالهم؟ فإن كانت الطبيعة ورثته وولدته على الأصل الذي صنعه بهم أمهاتهم كان يجب أن الأعور الذي قلعت عينه أن يلد أعور وكذلك الأحدب وغير ذلك، وإنما ذكرت ما ذكر الناس.
قال البشاري: ومثل خوارزم في إقليم الشرق كسجلماسة في الغرب، وطباع أهل خوارزم مثل طبع البربر، وهي ثمانون فرسخا في ثمانين فرسخا، آخر كلامه، قلت: ويحيط بها رمال سيّالة يسكنها قوم من الأتراك والتركمان بمواشيهم، وهذه الرمال تنبت الغضا شبه الرمال التي دون ديار مصر، وكانت قصبتها قديما تسمى المنصورة، وكانت على الجانب الشرقي فأخذ الماء أكثر أرضها فانتقل أهلها إلى مقابلها من الغربي، وهي الجرجانية، وأهلها يسمونها كركانج، وحوّطوا على جيحون بالحطب الجزل والطرفاء يمنعونه من خراب منازلهم يستجدّونه في كل عام ويرمّون ما تشعث منه، وقرأت في كتاب ألفه أبو الريحان البيروني في أخبار خوارزم ذكر فيه أنّ خوارزم كانت تدعى قديما فيل، وذكر لذلك قصة نسيتها فإن وجدها واحد وسهل عليه أن يلحقها بهذا الموضع فعل مأذونا له في ذلك عنّي، قال محمد بن نصر بن عنين الدمشقي:
خوارزم عندي خير البلاد، ... فلا أقلعت سحبها المغدقه
فطوبى لوجه امرئ صبّحت ... هـ، أوجه فتيانها المشرقة
وما ان نقمت بها حالة، ... سوى أن أقامت بها مقلقه
وكان المؤذّن يقوم في سحرة من الليل يقارب نصفه فلا يزال يزعق إلى الفجر قامت، وقال الخطيب أبو المؤيد الموفّق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي يتشوّقها:
أأبكاك لمّا أن بكى في ربى نجد ... سحاب ضحوك البرق منتحب الرعد
له قطرات كاللآلئ في الثرى، ... ولي عبرات كالعقيق على خدّي
تلفّتّ منها نحو خوارزم والها ... حزينا، ولكن أين خوارزم من نجد؟
وقرأت في الرسالة التي كتبها أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حمّاد مولى محمد بن سليمان رسول المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة ذكر فيها ما شاهده منذ خرج من بغداد إلى أن عاد إليها فقال بعد وصوله إلى بخارى، قال: وانفصلنا من بخارى إلى خوارزم وانحدرنا من خوارزم إلى الجرجانية، وبينها وبين خوارزم في الماء خمسون فرسخا، قلت: هكذا قال ولا أدري أي شيء عنى بخوارزم لأن خوارزم هو اسم الإقليم بلا شك، ورأيت دراهم بخوارزم مزيفة ورصاصا وزيوفا وصفرا، ويسمون الدرهم طازجه، ووزنه أربعة دوانق ونصف، والصيرفي منهم يبيع الكعاب والدوامات والدراهم، وهم أوحش الناس كلاما وطبعا، وكلامهم أشبه بنقيق الضفادع، وهم يتبرؤون من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، في دبر كل صلاة، فأقمنا بالجرجانية أياما وجمد جيحون من أوله إلى آخره، وكان سمك الجمد تسعة عشر شبرا، قال عبد الله الفقير: وهذا كذب منه، فإنّ أكثر ما يجمد خمسة أشبار وهذا يكون نادرا، فأما العادة فهو شبران أو ثلاثة، شاهدته وسألت عنه أهل تلك البلاد، ولعله
ظنّ أنّ النهر يجمد كلّه وليس الأمر كذلك، إنما يجمد أعلاه وأسفله جار، ويحفر أهل خوارزم في الجليد ويستخرجون منه الماء لشربهم، لا يتعدّى الثلاثة أشبار إلّا نادرا، قال: وكانت الخيل والبغال والحمير والعجل تجتاز عليه كما تجتاز على الطريق، وهو ثابت لا يتحلحل، فأقام على ذلك ثلاثة أشهر فرأينا بلدا ما ظننا إلّا أنّ بابا من الزمهرير فتح علينا منه، ولا يسقط فيه الثلج إلّا ومعه ريح عاصف شديدة، قلت: وهذا أيضا كذب فإنه لولا ركود الهواء في الشتاء في بلادهم لما عاش فيها أحد، قال: وإذا أتحف الرجل من أهله صاحبه وأراد بره قال: تعال إليّ حتى نتحدّث فإن عندي نارا طيبة، هذا إذا بلغ في برّه وصلته، إلّا أنّ الله عز وجلّ قد لطف بهم في الحطب وأرخصه عليهم، حمل عجلة من حطب الطاغ وهو الغضا بدرهمين يكون وزنها ثلاثة آلاف رطل، قلت: وهذا أيضا كذب لأن العجلة أكثر ما تجرّ على ما اختبرته، وحملت قماشا لي عليها، ألف رطل لأن عجلتهم جميعها لا يجرها إلّا رأس واحد إما بقر أو حمار أو فرس، وأما رخص الحطب فيحتمل ان كان في زمانه بذلك الرخص، فأما وقت كوني بها فإن مائة من كان بثلث دينار ركنيّ، قال: ورسم سؤالهم أن لا يقف السائل على الباب بل يدخل إلى دار الواحد منهم فيقعد ساعة عند ناره يصطلي ثم يقول:
پكند، وهو الخبز، فإن أعطوه شيئا وإلّا خرج، قلت أنا: وهذا من رسمهم صحيح إلّا أنه في الرستاق دون المدينة شاهدت ذلك، ثم وصف شدة بردهم الذي أنا شاهدته من بردها أنّ طرقها تجمد في الوحول ثم يمشى عليها فيطير الغبار منها، فإن تغيّمت الدنيا ودفئت قليلا عادت وحولا تغوص فيها الدواب إلى ركبها، وقد كنت اجتهدت أن أكتب شيئا بها فما كان يمكنني لجمود الدواة حتى أقرّبها من النار وأذيبها، وكنت إذا وضعت الشربة على شفتي التصقت بها لجمودها على شفتي ولم تقاوم حرارة النفس الجماد، ومع هذا فهي لعمري بلاد طيبة وأهلها علماء فقهاء أذكياء أغنياء، والمعيشة بينهم موجودة وأسباب الرزق عندهم غير مفقودة، وأما الآن فقد بلغني أن التتر صنف من الترك وردوها سنة 618 وخرّبوها وقتلوا أهلها وتركوها تلولا، وما أظنّ أنه كان في الدنيا لمدينة خوارزم نظير في كثرة الخير وكبر المدينة وسعة الأهل والقرب من الخير وملازمة أسباب الشرائع والدين، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
والذين ينسبون إليها من الأعلام والعلماء لا يحصون، منهم: داود بن رشيد أبو الفضل الخوارزمي، رحل فسمع بدمشق الوليد بن مسلم وأبا الزرقاء عبد الله بن محمد الصغاني، وسمع بغيرها خلقا، منهم بقية بن الوليد وصالح بن عمرو وحسان بن إبراهيم الكرماني وأبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأمار وغيرهم، روى عنه مسلم بن الحجاج وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وصالح بن محمد جزرة، روى البخاري عن محمد بن عبد الرحيم في كفّارات الأيمان، وقال البخاري:
مات في سنة 239، وآخر من روى عنه أبو القاسم البغوي.

العِرَاقُ

العِرَاقُ:
مياه لبني سعد بن مالك وبني مازن.
والعراق أيضا: محلة كبيرة عظيمة بمدينة إخميم بمصر، فأما العراق المشهور فهي بلاد. والعراقان: الكوفة والبصرة، سمّيت بذلك من عراق القربة وهو الخرز المثنّي الذي في أسفلها أي أنها أسفل أرض العرب، وقال أبو القاسم الزّجاجي: قال ابن الأعرابي سمي عراقا لأنه سفل عن نجد ودنا من البحر، أخذ من عراق القربة وهو الخرز الذي في أسفلها، وأنشد:
تكشّري مثل عراق الشّنّه وأنشد أيضا:
لما رأين دردري وسني ... وجبهتي مثل عراق الشّنّ
متّ عليهنّ ومتن مني
قال: ولا يكون عراقها إلا أسفلها من قربة أو مزادة، قال: وقال غيره العراق في كلامهم الطير، قالوا: وهو جمع عرقة، والعرقة: ضرب من الطير، ويقال أيضا: العراق جمع عرق، وقال قطرب:
إنما سمي العراق عراقا لأنه دنا من البحر وفيه سباخ وشجر، يقال: استعرقت إبلهم إذا أتت ذلك الموضع، وقال الخليل: العراق شاطئ البحر، وسمي العراق عراقا لأنه على شاطئ دجلة والفرات مدّا حتى يتصل بالبحر على طوله، قال: وهو مشبّه بعراق القربة وهو الذي يثنى منها فيخرز، وقال الأصمعي: هو معرّب عن إيران شهر، وفيه بعد عن لفظه وإن كانت العرب قد تتغلغل في التعريب بما هو مثل ذلك، ويقال: بل هو مأخوذ من عروق الشجر، والعراق:
من منابت الشجر، فكأنه جمع عرق، وقال شمر:
قال أبو عمرو سميت العراق عراقا لقربها من البحر، قال: وأهل الحجاز يسمون ما كان قريبا من البحر عراقا، وقال أبو صخر الهذلي يصف سحابا:
سنا لوحه لما استقلّت عروضه، ... وأحيا ببرق في تهامة واصب
فجرّ على سيف العراق ففرشه ... وأعلام ذي قوس بأدهم ساكب
فلما علا سود البصاق كفافه ... تهبّ الذّرى فيه بدهم مقارب
فجلّل ذا عير ووالى رهامه، ... وعن مخمص الحجّاج ليس بناكب
فحلّت عراه بين نقرى ومنشد، ... وبعّج كلف الحنتم المتراكب
ليروي صدى داود واللحد دونه، ... وليس صدى تحت التراب بشارب
فهذا لم يرد العراق الذي هو علم لأرض بابل إنما هو يصف الحجاز وهذه المواضع كلها بالحجاز، فأراد أن هذا السحاب خرج من البحر يعني بحر القلزم ومرّ بسيف ذلك البحر وسمّاه عراقا اسم جنس ثم وصف كل شيء مرّ به من جبال الحجاز حتى سقى قبر ابنه داود، وقد صرح بذلك مليح الهذلي فقال:
تربّعت الرياض رياض عمق، ... وحيث تضجّع الهطل الجرور
مساحلة عراق البحر حتى ... رفعن كأنما هنّ القصور
وقال حمزة: الساحل بالفارسية اسمه إيراه الملك ولذلك سمّوا كورة أردشير خرّه من أرض فارس إيراهستان لقربها من البحر فعرّبت العرب لفظ إيراه بالحاق القاف فقالوا إيراق، وقال حمزة في الموازنة:
وواسطة مملكة الفرس العراق، والعراق تعريب إيراف، بالفاء، ومعناه مغيض الماء وحدور المياه، وذلك أن دجلة والفرات وتامرّا تنصبّ من نواحي أرمينية وبند من بنود الروم إلى أرض العراق وبها يقرّ قرارها فتسقي بقاعها، وكانت دارا الملك من أرض العراق إحداهما عبر دجلة والأخرى عبر الفرات وهما بافيل وطوسفون، فعرّب بافيل على بابل وعلى بابلون أيضا وطوسفون على طيسفون وطيسفونج، وقيل: سميت بذلك لاستواء أرضها حين خلت من جبال تعلو وأودية تنخفض، والعراق: الاستواء في كلامهم، كما قال الشاعر:
سقتم إلى الحقّ معا وساقوا ... سياق من ليس له عراق
أي استواء، وعرض العراق من جهة خطّ الاستواء أحد وثلاثون جزءا، وطولها خمسة وسبعون جزءا وثلاثون دقيقة، وأكثر بلاده عرضا من خط الاستواء عكبران على غربي دجلة، وعرضها ثلاثة وثلاثون جزءا وثلاثون دقيقة وذلك آخر ما يقع في الإقليم الثالث من العراق، ومن بعد عكبرا يدخل العراق كله في الإقليم الثالث إلى حلوان، وعرضها أربعة وثلاثون جزءا، ومقدار الربع من العراق في الإقليم الرابع دسكرة الملك وجلولاء وقصر شيرين، وأما الأكثر ففي الثالث، وأما القادسية ففي الإقليم الثالث، وطولها من المغرب تسعة وستون جزءا وخمس وعشرون دقيقة، وعرضها من خطّ الاستواء أحد وثلاثون جزءا وخمس وأربعون دقيقة، وحلوان والعذيب جميعا من الإقليم الثالث، وقد خطئ أبو بكر أحمد بن ثابت في جعله العراق وبغداد من الإقليم الرابع، وأما حدّه فاختلف فيه، قال بعضهم: العراق هو السواد الذي حدّدناه في بابه، وهو ظاهر الاشتقاق المذكور آنفا لا معنى له غير ذلك وهو الصحيح عندي، وذهب آخرون فيما ذكر المدائني فقالوا: حدّه حفر أبي موسى من نجد وما سفل عن ذلك يقال له العراق، وقال قوم:
العراق الطور والجزيرة والعبر والطور ما بين ساتيدما إلى دجلة والفرات، وقال ابن عياش: البحرين من أرض العراق، وقال المدائني: عمل العراق من هيت إلى الصين والسند والهند والريّ وخراسان وسجستان وطبرستان إلى الديلم والجبال، قال:
وأصبهان سنّة العراق، وإنما قالوا ذلك لأن هذا كلّه كان في أيام بني أميّة يليه والي العراق لا أنه منه، والعراق هي بابل فقط كما تقدّم، والعراق أعدل أرض الله هواء وأصحّها مزاجا وماء فلذلك كان أهل العراق هم أهل العقول الصحيحة والآراء الراجحة والشهوات المحمودة والشمائل الظريفة والبراعة في كلّ صناعة مع اعتدال الأعضاء واستواء الأخلاط وسمرة الألوان، وهم الذين أنضجتهم الأرحام فلم تخرجهم بين أشقر وأصهب وأبرص كالذي يعتري أرحام نساء الصقالبة في الشقرة، ولم يتجاوز أرحام نسائهم في النّضج إلى الإحراق كالزنج والنوبة والحبشة الذين حلك لونهم ونتن ريحهم وتفلفل شعرهم وفسدت آراؤهم وعقولهم فمن عداهم بين خمير لم ينضج ومجاوز للقدر حتى خرج عن الاعتدال، قالوا: وليس بالعراق مشات كمشاتي الجبال ولا مصيف كمصيف عمان ولا صواعق كصواعق تهامة ولا دماميل كدماميل الجزيرة ولا جرب كجرب الزنج ولا طواعين كطواعين الشام ولا طحال كطحال البحرين ولا حمّى كحمّى خيبر ولا كزلازل سيراف ولا كحرارات الأهواز ولا كأفاعي سجستان وثعابين مصر وعقارب نصيبين ولا تلوّن هوائها تلوّن هواء مصر، وهو الهواء الذي لم يجعل الله فيه في أرزاق أهله نصيبا من الرحمة التي نشرها الله بين عباده وبلاده حتى ضارع في ذلك عدن أبين، قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ 7: 57، وكل رزق لم يخالط الرحمة وينبت على الغيث لم يثمر إلا الشيء اليسير، فالمطر فيها معدوم والهواء فيها فاسد، وإقليم بابل موضع اليتيمة من العقد وواسطة القلادة ومكان اللّبّة من المرأة الحسناء والمحّة من البيضة والنقطة من البركار، قال عبيد الله الفقير إلى رحمته: وهذا الذي ذكرناه عنهم من أدلّ دليل على أن المراد بالعراق أرض بابل، ألا تراه قد أفرده عنها بما خصّه به؟ وقال شاعر يذكر العراق:
إلى الله أشكو عبرة قد أظلّت، ... ونفسا إذا ما عزّها الشوق ذلّت
تحنّ إلى أرض العراق ودونها ... تنايف لو تسري بها الريح ظلّت
والأشعار فيها أكثر من أن تحصى.

مَرْدانُ

مَرْدانُ:
بالفتح، وآخره نون، فعلان، والمرد:
ثمر الأراك قبل أن ينضج، قال ابن إسحاق: وكانت مساجد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فيما بين المدينة وتبوك معلومة مسمّاة مسجد تبوك ومسجد ثنية مردان، وذكر الباقي.

عصى

عصى
عَصَى عَصْياً وعِصْيَاناً. وعِرْقٌ عَاصٍ: لاَ يَرْقَأُ دَمُه. ويُجْعَلُ العَاصِي اسْماً للفَصِيْلِ إِذا لم يَتْبَعْ أُمَّه. وقيل: عَصِيْكَ: في مَعْنى عَصِيْتَ.
عصى: عصى عن: في ألف ليلة (3: 428): أنا مثل سقط الفول عاص عن الماء والنار. أي أنا مثل الفول الرديء: يقاوم الماء والنار، بمعنى إنه لا يطبخ ولا ينضج. والأفضل عصى على.
عَصَّى (بالتشديد): جعله يعصى ولا يطيع. (فوك).
عاصَى: تآمر. (هلو).
أعصَى: أهان، شتم، أذّل. (الكالا).
تعاصَى: امتنع، دافع عن نفسه، تحامى. ففي الخطيب (ص175 و): اعتصم أهلها بالقصبة فتعاصتْ.
استعصى مثل تعصى: تصعب، عسر، صار صعباً وعسيراً. (معجم مسلم). استعصى: وجده صعباً وعسيراً. ففي تاريخ البربر (1: 487): استعصى الحصن إلا بالمطاولة. وقد ترجمها السيد دي سلان إلى الفرنسية بما معناه: رأي صعوبة الاستيلاء على الحصن إلا بعد حصار طويل.
عَصَاوة: استعمال عَصاوة للعصيان من لحن العامة. والعِصيان خلاف الطاعة وترك الانقياد (محيط المحيط).
عاصٍ: متآمر. (هلو).
مَعْصِيَة: وجمعها مَعاصٍ: عصيان، تمرد. (حيان) (ص49 و، ق).
مَعْصِيَة: خطيئة، إثم. (فوك، الكامل ص311) وفي طرائف دي ساسي (1: 162): بُقْعة يُعْمَل فيها معاصي الله. أي يعصى فيها الله وترتكب فيها المنكرات.
في معصية مبينة: في حالة تلبس بالجريمة (بوشر).
مَعْصِيَة: حرب أهلية. ففي حيان (ص38 ق): المعصية بين اليمانية والمضرية.
مَعْصَية: إهانة، إساءة، قدح. (الكالا).

عص

ى1 عَصَاهُ, aor. ـْ inf. n. عَصْىٌ and مَعْصِيَةٌ (S, Msb, K, TA) and عِصْيَانٌ, (TA, and so in some copies of the S,) or this last is a simple subst., (Msb,) He ([for instance] a slave, Msb, TA) disobeyed him, or rebelled against him, (S, K, TA,) i. e., his master; (Msb, TA;) as also ↓ عاصاهُ, (S, Msb, K, TA,) inf. n. مُعَاصَاةٌ; (TA;) and عَلَيْهِ ↓ استعصى, (S,) meaning he opposed him, or resisted him, and did not obey him, [or he rebelled against him,] namely, his prince, or commander. (TA.) [See also an ex. of the first in a verse cited voce زُجٌّ] فُلَانٌ يَعْصِى الرِيحَ means (assumed tropical:) Such a one faces the quarter from which the wind blows, not opposing his side to the wind. (TA.) 3 عَاْصَىَ see the preceding paragraph.5 تعصّىِ It (an affair) was, or became, difficult; syn. اِعْتَاصَ: (K, TA:) said by some to be originally تَعَصَّصَ; like تَظَنَّى and تَقَضَّى. (TA.) 6 تعاصى [occurs in the S and TA, voce تَحَمَّسَ, as meaning He feigned disobedience, or rebellion: and in the A and TA, voce تَشَاغَبَ, as meaning he manifested incompliance].8 اِعْتَصَتِ النَّوَاةُ The date-stone was, or became, hard. (S, K.) 10 إِسْتَعْصَىَ see the first paragraph.

عِصْيَانٌ [mentioned above as an inf. n., but accord. to the Msb a simple subst.,] Disobedience, or rebellion; contr. of طَاعَةٌ. (S, K.) عَصِىٌّ: see what follows, in two places.

عَاصٍ and ↓ عَصِىٌّ Disobeying, or rebelling; or disobedient, or rebellious: (S, K:) [both are mentioned in the S and K as though syn.: but] ↓ the latter is an intensive epithet [and therefore has the latter signification, or means very disobedient or rebellious]: the pl. of the former is عُصَاةٌ. (Msb.) b2: العَاصِى is an appellation of The young camel when it disobeys its mother, and does not follow her. (TA.) b3: And it signifies also (tropical:) The vein that will not cease bleeding: (S, K, TA:) belonging to this art. and to art. عصو: (TA: mentioned in art. عصو in the K:) pl. العَوَاصِى. (S.)

فج

(فج)
فجا باعد بَين رجلَيْهِ والقوس باعد بَين وترها وكبدها وَالْأَرْض شقها شقا بَالغا

(فج) الرجل وَالدَّابَّة (كمل) فججا وفجيجا تبَاعد مَا بَين قدميهما والقوس بعد وترها عَن كَبِدهَا فَهُوَ أفج وَهِي فجَاء (ج) فج
فج: فج، وجمعه فجوج: تل، ربوة. (فوك، ألكالا) فج: عامية فج وهي الفجاجة أي ما لم ينضج من الفواكه (محيط المحيط).
خطاب فج: خشن، كلام جارح. (بوشر) ويقال: قول فج (قلائد الذهب (ص50) طبعة باربييه دي مينار.).
كلام فج: خشن جارح (بوشر).
أخلاط فجة: أخلاط لم تهضم، سوء هضم (بوشر).
فج: تشنج في وجه وهذه عامية في وجهه. (فوك).
فجاجة: قلة النضج، يقال: فجاجة النبيذ أي حموضته، وفجاجة الفاكهة: قلة نضجها (بوشر).
فجاجة: تحمض الطعام في المعدة. (بوشر).
فجاجة: تعنى غير النضيج من الفاكهة وقد ذكرها أبو الوليد (ص238 رقم 82) مع جمعها فجاجات. ولذلك فإن شك لين لا مبرر له.
أفج. فرس أفج اليدين: فرس أصدف وهو الذي أقبلت إحدى ركبته على الأخرى حين المشي. (بوشر) ويقال للأنثى فجاء لداخل أيضا. (دوماس حياة العرب ص189).
فج
الفَجُّ: الطَّرِيْقُ الواسِعُ في قُبُل جَبَلٍ، والجميع الفِجَاجُ. والإِفْجِيْجُ: الفَجُّ من الجَبَل، وجَمْعُه أفَاجِيْجُ. والفُجَاجُ - بالضمِّ -: الفَجُّ، وجَمْعُه أفِجَّةٌ. وافْتَجَّ البَعِيرُ: أخَذَ في الفَجِّ.
والفَجَجُ: أقْبَحُ من الفَحَج، رَجُلٌ أفَجُّ.
والنَّعَامَةُ تَفِجُّ: إِذا رَمَتْ بصَوْمِها.
والفُجَّةُ: الفُرْجَةُ، وجَمْعُها فُجَجٌ.
وفَجَّجَ بَيْنَ القَوْم: إِذا فَرقَ بينهمِ. وفَجَجْتُ القَوْسَ أفُجُّها: إِذا رَفعْتَ وتَرَها عن كَبِدِها، وقَوْسٌ فَجّاءُ ومُنْفَجَّةٌ.
وأفِجَّ عَنّا: أي تَنحَّ.
والإِفْجَاجُ والمُفَاجَّة: المُبَاعَدَةُ بين الشَّيْئَيْن. وأفَجَّ الشَّيْءُ إفْجَاجَاً: اتَّسَعَ، ومنه: مُفجُّ الحَوامي.
وفاجَّ عن ذلك الأمْرِ: أي رَجَعَ عنه.
وفَجَّ الأرْضَ بالفَدّانِ: أي شَقَّها شَقَاً مُنْكَراً.
ويُقال للبِطِّيْخ الذي لم يَنْضَجْ: فَجَاجَةٌ.
ويُقال للرَّجُل الصَّيّاح: إنَّه لَفَجْفَاجٌ بَجْبَاجٌ. وكذلك المَأْفُوْنُ. والفُجَافِجُ: الكَثيرُ الكلام.

فج

1 فَجَّ, (TA,) [see. Pers\. فَجِجْتَ, aor. ـَ inf. n. فَجَجٌ, (S, * O, * K, * TA,) He had the feet wide apart: or, said of a man, he had the knees wide apart: and, said of a beast, or quadruped, he had the hocks wide apart: (TA:) ↓ فَجَجٌ is more ugly than what is termed فَحَجٌ. (S, O, K.) b2: See also 7. b3: فَجَّ رِجْلَيْهِ, (TA,) and فَجَّ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ, (S, O, K, TA,) aor. ـُ inf. n. فَجٌّ, (S, O, TA,) He opened [or parted] his legs (S, O, K, TA) widely; [i. e. he straddled;] (TA;) and so ↓ افجّ, (K,) or افجّ رِجْلَيْهِ, he parted his legs widely, said of a man and of a beast; (O;) so too ↓ فاجّ [alone], and فَجَا; (TA;) and one says also ↓ تفاجّ [meaning the same], of one walking, (S, K, TA,) and meaning he did thus to make water, (Mgh, TA,) as also ↓ فاجّ, inf. n. فِجَاجٌ and مُفَاجَّةٌ, both of these verbs said of a man; but ↓ تفاجّ signifies he parted his legs very widely; (TA;) and ↓ تفاجّت is said of a she-camel, (A, O,) لِلْحَلْبِ [to be milked]; (A;) and of a sheep or goat (شَاة). (O.) وَلَا يَبُولُ ↓ مَا شَىْءٌ يُفَاجُّ [What is a thing that straddles and will not make water?] is an enigma: it is a thing like a couch, having four legs. (A, TA.) الفَجُّ in the language of the Arabs is The making an opening, or interval, between two things. (TA.) b4: And فَجَجْتُ القَوْسَ, (S, O, K,) aor. ـُ (S, O,) inf. n. فَجٌّ, (TA,) I raised the string of the bow [so as to make it distant] from its كَبِد[q. v.]; (S, O, K;) like فَجَوْتُهَا. (S, O.) b5: فَجَّ الأَرْضَ, (so in the O,) or الارضَ ↓ افجّ, (so in the K,) He clave the ground, or earth, with the plough, in a manner not approved. (O, K.) A2: فَجَّ said of a horse &c., He purposed, or desired, to run. (TA.) A3: See also فَجَاجَةٌ.2 تَفْجِيجٌ The making [a thing] to be crude [or not thoroughly cooked]. (KL.) [See فِجٌّ.]3 فَاْجَّ see 1, in three places.4 افجّ: see 1, former half. b2: Also, (L,) or أَفَجَّتْ, (S, O, L, K,) He, or she, (i. e. an ostrich) muted.

A2: And, the former, He travelled a road such as is termed فَجّ; (O, L, K;) said of a man; (O;) as also ↓ افتجّ. (L.) b2: And He, (a man, S, O,) or it, (a thing, Msb,) hastened, went quickly, or was quick; (S, O, Msb, K;) mentioned by IAar. (S.) A3: See also 1, near the end.6 تَفَاْجَّ see 1, in three places.7 انفجّت القَوْسُ, (A,) inf. n. اِنْفِجَاجٌ, (O,) The bow had its string distant from its كَبِد [q. v.]; (A, O;) [and so, app., ↓ فَجَّت, for] ↓ فَجَجٌ, in a bow, signifies the state of having the string distant from the كَبِد thereof. (S, O.) 8 إِفْتَجَ3َ see 4.

فَجٌّ A wide road between two mountains; (S, A, O, K;) and ↓ فُجَاجٌ signifies the same: (O, K:) or, in a mountain: (AHeyth, TA:) or, in the anterior part of a mountain, wider than a شِعْب [q. v.]: (TA:) or a depressed road: (Th, TA:) or a conspicuous and wide road: (Msb:) or a far-extending beaten track or road: (AHeyth, TA: [see an ex. in a verse cited voce عِمْقٌ:]) or, accord. to ISh, [a track] as though it were a road; and sometimes it is a road between two mountains, (L, TA,) or having on either side what is termed a فَأْو [a word variously explained], (so in the L,) or between two walls (حَائِطَيْنِ), (so in the TA,) and extending to the distance of two days' journey, or three, if a road or not a road; and if a road, abounding with herbage: (L, TA:) pl. [of mult.] فِجَاجٌ (Th, S, O, Msb) and [of pauc.]

أَفِجَّةٌ, which is extr. [with respect to analogy], (Th, TA,) and أَفُجٌّ. (Msb.) A2: See also the next paragraph, in two places.

فِجٌّ, with kesr, The Syrian بِطِّيخ [i. e. melon or water-melon], (S, A, O, K,) which the Persians call the Indian. (S, A, O.) b2: And فِجٌّ, (so in the S and A and K,) or ↓ فَجٌّ, (thus in the O, and by implication in the Msb, [and thus pronounced in the present day,]) signifies Unripe; (S, A, O, Msb, K;) applied to fruit (A, Msb, K) of any kind, (A,) &c; (Msb;) to anything of melons (بِطِّيخ) and of other fruits; (S, O;) and so ↓ فَجَاجَةٌ; (O, K;) but ↓ فَجٌّ and ↓ فَجَاجَةٌ are not mentioned by Ed-Deenawaree [i. e. AHn; and the latter (which see below) I think doubtful in the sense expl. above]. (O.) فُجَّةٌ An opening, or intervening space, (O, K, TA,) between two mountains. (TA.) فَجَجٌ an inf. n.: (TA:) see 1, first sentence: b2: and see also 7.

فُجُجٌ [a pl. of which the sing. is not mentioned] i. q. ثُقَلَآءُ [Such as are heavy, slow, sluggish, &c.], (IAar, O, K,) of men. (IAar, O.) فُجَاجٌ: see فَجٌّ.

فِجَاجٌ A male ostrich which [they assert, like as they say of the domestic cock, (see عُقْرٌ,]) lays one egg. (TA.) فَجَاجَةٌ [app. an inf. n., of which the verb is ↓ فَجَّ, sec. Pers\. فَجُجْتَ,] The state of being unripe, or not sufficiently cooked. (TA.) b2: See also فِجٌّ, in two places.

فَجَّانٌ The stem (عُود) of the raceme of a palmtree: mentioned by ISd; and held by him to be of the measure فَعْلَانٌ because this is more common than the measure فَعَّالٌ. (TA.) فَجْفَجٌ and فُجْفُجٌ: see فَجْفَاجٌ.

فَجْفَجَةٌ Loquacity, or much talking: or frivolous babbling: or much talking, and boasting of abundance which one does not possess: or clamouring: or great and disorderly talking. (TA.) فَجْفَاجٌ, applied to a man, Loquacious; a great talker: (S:) or a frivolous babbler: (TA:) or, as also ↓ فَجْفَجٌ (O, K) and ↓ فُجْفُجٌ (K) and ↓ فُجَافِجٌ, (O, but there written فَجَافِجٌ,) a great talker, who boasts of abundance which he does not possess: (O, K:) or clamourous: or a great and disorderly talker: fem. with ة. (TA.) The poet Aboo-'Árim El-Kilábee applies the first of these epithets to palm-trees (نَخِيل) [as meaning (assumed tropical:) Promising much fruit, but not fulfilling the promise]. (L, TA.) فُجَافِجٌ: see the next preceding paragraph.

أَفَجُّ A man having his legs wide apart; who straddles; (S, * O, * L, K, * TA;) as also ↓ مُفِجُّ السَّاقَيْنِ; (L, TA;) [and ↓ مُفَاجٌّ, for] one says يَمْشِى مُفَاجًّا he walks with his legs wide apart, or straddling: (S, A, K:) or أَفَجُّ signifies having his thighs wide apart. (IAar, TA.) b2: And قَوْسٌ فَجَّآءُ A bow of which the curved ends are elevated so that its string is distant from the part where it is grasped by the hand: (L:) or of which the string is distant from its كَبِد [q. v.]; (S, O, K;) as also ↓ مُنْفَجَّةٌ: (A, O, K:) and so قَوْسٌ فَجْوَآءُ. (S, O.) إِفْجِيجٌ A valley: (O, K:) or a wide valley: (K:) or a narrow and deep valley, (IDrd, O, K,) in the dial. of the people of El-Yemen, but others apply this appellation to any valley. (O.) مُفِجُّ السَّاقَيْنِ: see أَفَجُّ. b2: حَافِرٌ مُفِجٌّ A solid hoof that is round like a cupola, syn. مُقَبَّبٌ, (S, O, K, TA,) [and] hard: (TA:) such is approved. (S, O.) مُفَاجٌّ: see أَفَجُّ.

قَوْسٌ مُنْفَجَّةٌ: see أَفَجُّ. b2: أَرْضٌ مُنْفَجَّةٌ Ground, or earth, that is cleft [app. with the plough, in a manner not approved: see 1, near the end]. (TA.)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.