Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: يتقرب

القربان

القربان: ما يتقرب به إلى الله، ثم صار عرفا اسما للنسيكة التي هي الذبيحة، ويستعمل للواحد. وقربان المرأة: غشيانها.
(القربان) كل مَا يتَقرَّب بِهِ إِلَى الله عز وَجل من ذَبِيحَة وَغَيرهَا وجليس الْملك وخاصته (ج) قرابين

الصلب

الصلب: بالضم الشديد وباعتباره سمي الظهر صلبا، ومنه الصلب بالفتح الذي هو تعليق الإنسان للقتل لشدة تصلبه على الخشب. وقيل الصلب الجرم الذي لا يقبل دفع سطحه إلى داخله إلا بعسر. والصلب الذي يتقرب به النصارى لكونه على هيئة الصليب الذي صلب عليه عيسى عليه السلام في زعمهم.
(الصلب) الشَّديد الْقوي وَمن الأَرْض الشَّديد الجامد وكل مَادَّة يثبت شكلها وحجمها فِي الْأَحْوَال العادية وَيخْتَلف بذلك عَن السَّائِل والغاز (مج) وسبيكة من الْحَدِيد وعنصر الكربون وعناصر أُخْرَى كالسليكون والمنجنيز تُضَاف بِنسَب ضئيلة جدا والصلب متين ذُو مرونة عالية قَابل للطرق تصنع مِنْهُ الأسلحة والأدوات وتتغير صلابته بالمعاملات الحرارية وصلابته دَرَجَات (مج) وفقار الظّهْر وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يخرج من بَين الصلب والترائب} وَيُقَال هُوَ من صلب فلَان من ذُريَّته وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وحلائل أَبْنَائِكُم الَّذين من أصلابكم} (ج) أَصْلَب وأصلاب

(الصلب) الشَّديد والودك (ج) أصلاب

(الصلب) الشَّديد الْقوي وَحجر المسن والمشحوذ المحدد
الصلب: ضد الرخو وَمِنْه حجر صلب وَأَيْضًا الصلب بِالْفَارِسِيَّةِ بردار كشيدن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {لأصلبنكم فِي جُذُوع النّخل} أَي عَلَيْهَا وَكَيْفِيَّة الصلب الْمَشْرُوع لقاطع الطَّرِيق حِين قَتله وَأَخذه مَا لَا أَن يغرز خَشَبَة فِي الأَرْض ويربط عَلَيْهَا خَشَبَة أُخْرَى فَيَضَع قَدَمَيْهِ على تِلْكَ الْخَشَبَة ويربط من أَعْلَاهُ خَشَبَة أُخْرَى ويربط عَلَيْهَا يَدَاهُ ثمَّ يطعن بِالرُّمْحِ فِيهِ. الصِّلَة: بِالْكَسْرِ فِي اللُّغَة (عطيه وهديه دادن ومزده وبيوند وخويشي) وَعند النُّحَاة الْجُمْلَة الخبرية الَّتِي تقع بعد الْمَوْصُول الْمُشْتَملَة على ضمير عَائِد إِلَيْهِ.

الرقيقة

الرقيقة: هِيَ اللطيفة الروحانية. وَقد تطلق على الْوَاسِطَة اللطيفة والرابطة بَين الشَّيْئَيْنِ كالمدد من الْحق إِلَى العَبْد.
الرقيقة: اللطيفة الروحانية. وقد تطلق على الواسطة اللطيفة الرابطة بين الشيئين كالمدد الواصل من الحق إلى العبد، ويقال لها رقيقة النزول وكالوسيلة التي يتقرب بها العبد إلى الحق من العلوم والأعمال والأخلاق السنية والمقامات الرفيعة، ويقال لها رقيقة العروج ورقيقة الارتقاء. وقد تطلق الرقائق على علوم الطريقة والسلوك وكل ما يلطف به سر العبد وتزول كثافة النفس. والرقة كالدقة لكن الرقة تقال اعتبارا لمراعاة جوانبه والرقة، اعتبارا بعمقه، فمتى كانت الرقة في جسم يضادها الصفاقة نحو ثوب رقيق وصفيق، ومتى كانت في نفس يضادها الجفوة والقسوة، يقال: زيد رقيق القلب وقاسيه، والرق ما يكتب فيه شبه الكاغد، ذكره الراغب. وقال العضد: الرقة التأذي من أذى يلحق الغير.

البعل

(البعل) الزَّوْج وَالزَّوْجَة وَالْأَرْض المرتفعة الَّتِي لَا يسقيها إِلَّا الْمَطَر وَالزَّرْع يشرب بعروقه فيستغني عَن السَّقْي وَرب الشَّيْء ومالكه (ج) بعال وبعول وبعولة
البعل: الرجل المتهيء لنكاح الأنثى المتأتي له ذلك، يقال على الزوج والسيد، ذكره الحرالي. وقال الراغب: الذكر من الزوجين، ولما تصور من الرجل استعلاء على المرأة فجعل سائسها والقائم عليها شبه كل مستعل على غيره به فسمي باسمه، فسمى العرب معبودهم الذي يتقربــون به إلى الله تعالى بعلا لاعتقادهم ذلك فيه، ومنه {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} . وقيل لفحل النخل بعل تشبيها بالبعل من الرجال، ولما عظم حتى شرب بعروقه واستغنى عن السقي بعل لاستعلائه، ولما كانت وطأة العالي على المستولى عليه ثقيلة في النفس قيل أصبح فلان بعل على أهله أي ثقيلا لعلوه عليهم. وبني من لفظ البعل المباعلة والبعال كناية عن الجماع. وقد يقال للمرأة "بعل" إذا استعلت على الرجال. 

الى

[الى] نه فيه: من "يتأل" على الله يكذبه أي من حكم وحلف نحو والله ليدخلن الله فلاناً النار، منلية اليمين من ألى يولى إيلاء، وتألى يتألى، والاسم الألية. ومنه ح: ويل "للمتألين" أي الحاكمين على الله فلان في الجنة، وفلان في النار. ومنه: فمن "المتألى" على الله. ط قوله: هذا إن كان كفراً فإحباط أعماله ظاهر، وإن كان معصية فمحمول على التغليظ. ن: أو يأول الإحباط أنه أسقطت حسناته في مقابلة سيئاته، أو جرى منه ما يوجب الكفر، أو كان في شريعتهم إحباط الأعمال بالمعاصي. ج: تألى أي حلف تفعل من الألية و"لا يأتل" يفتعل منها إلى وائتلى وتألى بمعنى. نه ومنه ح: "ألى" من نسائه أي حلف لا يدخل عليهن إذا الإيلاء الفقهي مشروط بأمور. ومنه حديث منكر ونكير: لا دريت ولا "ائتليت" أي ولا استطعت أن تدري يقال: ما ألوه أي ما استطيعه، وهو افتعلت منه، وعند المحدثين ولا تليت والصواب الأول. ومنه: من صام الدهر لا صام ولا "ألى" أي ولا استطاع أن يصوم، كأنه دعاء عليه، فعل من ألوت ويجوز كونه إخباراً أي لم يصم ولم يقصرالشاة و"الجب" القطع. ومنه: حتى تضطرب "اليات" نساء دوس على ذي الخلصة أي ترتد عن الدين فتطوف نساؤهم حول ذلك الصنم وتضطرب أعجازهن في الطواف. ن: وهو بفتح همزة ولام. نه وفيه: لا يقام الرجل من مجلسه حتى يقوم من "إلية" نفسه أي من قبل نفسه من غير أن يزعج أو يقام، وهمزته مكسورة، وقيل أصله ولية. ومنه: كان ابن عمر يقوم له الرجل من "إليته" فما يجلس في مجلسه، ويروى من ليته، ويجيء في اللام. وفي الحج: وليس ثم طرد ولا "إليك" أي تنح وابعد، يفعل بين يدي الأمراء كما يقال الطريق الطريق. وح: قال عمر لابن عباس: إني قائل قولاً وهو "إليك" أي هو سر أفضيت به إليك. وفيه: اللهم "إليك" أي أشكو إليك أو خذني إليك. وعن الحسن: اللهم "إليك" أي اقبضني إليك وذلك حين رأى من قوم رعة سيئة. وفيه: والشر ليس "إليك" أي ليس مما يتقرب به إليك، كما تقول لصاحبك أنا منك وإليك، أي التجائي وانتمائي إليك.

ال

ى1 أَلِىَ, (S, K,) aor. ـْ inf. n. أَلًى, (S,) He (a man, S) was, or became, large in the أُلْيَة, q. v. (S, K. *) A2: أَلَيْتَ: see 1 in art. الو.

أَلْىٌ: see إِلًى: A2: and see also أَلَيَانٌ.

أَلًى: see إِلًى: A2: and see also أَلَيَانٌ.

أُلْىٌّ: see إِلًى.

أُلَى, (so in some copies of the S and in the M,) accord. to Sb, or أُلَا, (so likewise in the M, in which it is mentioned in art. الى, [and thus it is always pronounced,]) or أُولَى; (so in several copies of the S and in the K, in the last division of each of those works, [and thus it is generally written;]) and with the lengthened ا, [and this is the more common form of the word, i. e. ↓ أُلَآءِ, as it is always pronounced, or أُولَآءِ, as it is generally written, both of which modes of writing it I find in the M.,] (S, M, K,) of the same measure as غُرَاب, (M,) indecl., with a kesreh for its termination; (S;) [These and those,] a pl. having no proper sing., (S, K,) or a noun denoting a pl., (M,) or its sing. is ذَا for the masc. and ذِهْ for the fem., (S, K,) for it is both masc. and fem., (S,) and is applied to rational beings and to irrational things. (M.) [Thus,] هُمْ أُولَآءِ عَلَى أَثَرِى, in the Kur xx. 86, means [They are these, following near after me; or] they are near me, coming near after me. (Jel, and Bd says the like.) And in the same, iii. 115, هَاأَنْتُمْ أُولَآءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ Now ye, O ye these believers, love them, and they love not you. (Jel.) b2: The particle (M) هَا (S, K) used as an inceptive to give notice of what is about to be said is prefixed to it, [i. e., to the form with the lengthened ا,] (S, M, K,) so that you say, ↓ هؤُلَآءِ [meaning These, like as هذَا means “this”]. (S, K.) And Az says that some of the Arabs say, هؤَلَآءِ قَوْمُكَ [These are thy people], (S, M, *) and ↓ رَأَيْتُ هؤُلَآءٍ [I saw these], (M,) with tenween and kesr (S, M) to the hemzeh; (S;) and this, says IJ, is of the dial. of Benoo-'Okeyl. (M.) b3: And the ك of allocution is added to it, so that you say, أُولئِكَ, [or آُولَآئِكَ, which is the same, and أُولئِكُمْ, or أُولَآئِكُمْ, &c.,] and أُولَاكَ, (S, K,) and أُولَالِكَ, (so in some copies of the S and in the K,) or أُلَالِكَ, (so in some copies of the S and in the M,) in which the [second] ل is augmentative, (M,) and ↓ أُلَّاكَ, with teshdeed, (K,) [all meaning Those, like as ذَاكَ and ذلِكَ mean “that” and hence] Ks says that when one says أُولَآئكَ, the sing. is ذلِكَ; and when one says أُولَاكَ, the sing. is ذَاكَ; (S;) or أُلَالِكَ [or أُولَالِكَ, each with an augmentative ل, like ذلِكَ, (and this, I doubt not, is the correct statement,)] is as though it were pl. of ذلِكَ: (M:) but one does not say هَاؤُلَالِكَ, or هأُولَالِكَ, (M,) [nor هَؤُلَائِكَ, or the like.] [Thus it is said in the Kur ii. 4, أُولَآئِكَ عَلَ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَآئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ Those follow a right direction from their Lord, and those are they who shall prosper.] And sometimes أُولَآئِكَ is applied to irrational things, as in the phrase بَعْد أُولَآئِكَ الأَيَّامِ [After those days]; and in the Kur [xvii. 38], where it is said, إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَآئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا [Verily the ears and the eyes and the heart, all of those shall be inquired of]. (S.) b4: The dims. are ↓ إُلَيَّا and ↓ أُلَيَّآءِ (S, M) and ↓ هؤُلَيَّآءِ: (M:) for the formation of the dim. of a noun of vague application does not alter its commencement, but leaves it in its original state, with fet-h or damm, [as the case may be,] and the ى which is the characteristic of the dim. is inserted in the second place if the word is one of two letters, [as in the instance of ذَيَّا, dim. of ذَا,] and in the third place if it is a word of three letters. (S.) A2: الأُلَى, (as in some copies of the S and T,) of the same measure as العُلَى; (S; [wherefore the author of the TA prefers this mode of writing it, which expresses the manner in which it is always pronounced;]) or الأُلَا; (ISd, TA;) or الأُولَى; (so in some copies of the S and T;) is likewise a pl. having no proper sing., [meaning They who, those which, and simply who, and which,] its sing. being الَّذِى; (S;) or is changed from being a noun of indication so as to have the meaning of الَّذِينَ; as also ↓ الأُلَآءِ; wherefore they have the lengthened as well as the shortened alif, and that with the lengthened alif is made indecl. by terminating with a kesreh. (ISd.) A poet says, وَإِنَّ الإُولَى بِالطَّفِّ مِنْ آلِ هَاشِمٍ

تَآسَوْا فَسَنُّوا لِلْكِرَامِ التَّآسِيَا [And they who are in Et-Taff, of the family of Háshim, shared their property, one with another, and so set the example, to the generous, of the sharing of property]. (T, and S in art. اسو, where, in one copy, I find الأُلَى in the place of الأُولَى.) And another poet says, وَإَنَّ الإُلَآءِ يَعْلَمُونَكَ مِنْهُمُ [And verily they who know thee, of them]: which shows what has been said above, respecting the change of meaning. (ISd.) Ziyád El-Aajam uses the former of the two words without ال, saying, فَأَنْتُمْ أُولَى جِئْتُمْ مَعَ البَقْلِ وَالدَّبَى

فَطَارَ وَهذَا شَخْصُكُمْ غَيْرُ طَائِرِ [For ye are they who came with the herbs, or leguminous plants, and the young locusts, and they have gone away, while these, yourselves, are not going away]: (T:) he means that their nobility is recent. (Ham p. 678; where, instead of فأنتم and اولى, we find وَأَنْتُمُ and أُلَا.) b2: In the phrase العَرَبُ الأُولَى, (as in the L, and in some copies of the S and K,) or الأُلَى, (as also in the L, and in other copies of the S and K, [and thus it is always pronounced,]) الاولى or الالى may also signify الَّذِينَ, the verb سَلَفُوا being suppressed after it, because understood; [so that the meaning is, The Arabs who have preceded, or passed away;] so says Ibn-EshShejeree: (L:) or it is formed by transposition from الأُوَلُ, being pl. of أُولَى [fem. of أَوَّلُ], like as أُخَرُ is pl. of آخَ: and it is thus in the phrase, ذَهَبَتِ العَرَبُ الأُولَى or الأُلَى [The first Arabs have passed away]. (S, K.) 'Obeyd Ibn-ElAbras uses the phrase, نَحْنُ الأُلَى [as meaning We are the first]. (TA.) إِلْىٌ: see إِلًى.

إِلَى: see إِلًى: A2: and see also art. الو.

إِلَى (T, S, M, K) and ↓ أَلًى, (S, M, K,) the latter said by Zekereeyà to be the most common, and the same is implied in the S, but MF says that this is not known, (TA,) and ↓ إِلْوٌ, (T,) or ↓ أَلْوٌ, (Es-Semeen, K,) like دَلْوٌ, (Es-Semeen, TA,) [belonging to art. الو,] and ↓ إِلْىٌ (T, M, K) and ↓ أَلْىٌ (M, K) and ↓ أُلْيٌ (Es-Sakháwee, Zekereeyà, TA) and ↓ إِلَى, (the same,) or إِلَا, occurring at the end of a verse, but it may be a contraction of إِلَّا, meaning عَهْدًا, (M,) A benefit, benefaction, favour, boon, or blessing: pl. آلَآءٌ. (T, S, M, K, &c.) IAmb says that إِلًى and أَلًى are originally وِلًا and وَلًا. (TA.) أَلْيَةٌ The buttock, or buttocks, rump, or posteriors, syn. عَجِيزَةٌ, (K,) or [more properly] عَجُزٌ, (M,) of a man &c., (M,) or of a sheep or goat, (Lth, T, S,) and of a man, (Lth, T,) or of a ewe: (ISk, T:) or the flesh and fat thereon: (M, K:) you should not say ↓ إِلْيَةٌ, (T, S, K,) a form mentioned by the expositors of the Fs, but said to be vulgar and low; (TA;) nor لِيَّةٌ, (T, S, K,) with kesr to the ل, and with teshdeed to the ى, as in the S, [but in a copy of the S, and in one of the T, written without teshdeed,] a form asserted to be correct by some, but it is rarer and lower than إِلْيَةٌ, though it is the form commonly obtaining with the vulgar: (TA:) the dual. is ↓ أَلْيَانِ, (Az, T, S,) without ت; (S;) but أَلْيَتَانِ sometimes occurs: (IB:) أَلَصُّ الأَلْيَتَيْنِ is an epithet applied to the Zenjee, (K in art. لص,) meaning having the buttocks cleaving together: (TA in that art.:) the pl. is أَلْيَاتٌ (T, M, K) and أَلَايَا; (M, K;) the latter anomalous. (M.) Lh mentions the phrase, إِنَّهُ لَذُو أَلْيَاتٍ [Verily he has large buttocks]; as though the term إَلْيَةٌ applied to every part of what is thus called. (M.) b2: Fat, as a subst.: (M:) and a piece of fat. (M, K.) b3: The tail, or fat of the tail, (Pers\. دُنْبَهٌ,) of a sheep. (KL.) [Both of these significations (the “tail,” and “fat of the tail,” of a sheep) are now commonly given to لِيَّة, a corruption of أَلْيَةٌ mentioned above: and in the K, voce طُنْبُورٌ, it is said that the Pers\. دُنْبَهْ بَرَّهْ signifies أَلْيَةُ الحَمَلِ.] b4: أَلْيَةُ السَّاقِ The muscle of the shank; syn. حَمَاةُ السَّاقِ [which see, in art. حمو]. (AAF, M, K.) b5: أَلْيَةُ الإِبْهَامِ The portion of flesh that is at the root of the thumb; (S, M;) and which is also called its ضَرَّة; (M;) or the part to which corresponds the ضَرَّة; (S;) and which is also called أَلْيَةُ الكَفِّ; the ضَرَّة being the portion of flesh in فِى, [app. a mistranscription for مِنْ from]) the little finger to the prominent extremity of the ulna next that finger, at the wrist: (TA:) or the portion of flesh in the ضَرَّة of the thumb. (K.) b6: أَلْيَةُ الخَنْصِرِ The portion of flesh that is beneath the little finger; [app. what is described above, as called the ضَرَّة, extending from that finger to the prominent extremity of the ulna, at the wrist;] also called أَلْيَةُ اليَدِ. (Lth, T.) b7: أَلْيَتَا الكَفِّ The أَلْيَة of the thumb [described above as also called by itself أَلْيَةُ الكَفِّ] and the ضَرَّة of the little finger [respecting which see the next preceding sentence]. (TA, from a trad.) b8: القَدَمِ أَلْيَةُ The part of the human foot upon which one treads, which is the portion of flesh beneath [or next to] the little toe. (M.) b9: أَلْيَةُ الحَافِرِ The hinder part of the solid hoof. (S, M.) إِلْيَةٌ: see أَلْيَةٌ.

أَلْيَانُ: see أَلَيَانٌ.

أَلْيَانِ an irreg. dual of أَلَيَانٌ, q. v.

أَلَيَانٌ (T, S, M, K) and ↓ أَلْيَانُ (M, K) and ↓ آلَى, (T, S, K,) of the measure أَفْعَلُ, (S,) and ↓ آلٌ, (M,) or ↓ أَلًى, (so in some copies of the K, and so accord. to the TA,) or ↓ أَلْىٌ, (so in a copy of the K,) or ↓ أَلِىٌ, (accord. to the CK,) and ↓ آلٍ, (M, K,) applied to a ram, Large in the أَلْيَة, q. v.: (T, * S, M, * K, * TA:) and so, applied to a ewe, أَلَيَانَةٌ, (T, M, K, [in the CK اَلْيَانَةٌ,]) fem. of أَلَيَانٌ; (T;) and ↓ أَلْيَآءٌ, (T, S, M, K,) fem. of آلَى: (T, S:) and in like manner these epithets [masc. and fem. respectively, آلَى, however, being omitted in the M,] are applied to a man and to a woman; (M, K;) or, accord. to Aboo-Is-hák, (M,) آلَى is applied to a man, and عَجْزَآءُ to a woman, but not أَلْيَآءُ, (S, M,) though [it is asserted that] some say this, (S,) Yz saying so, accord. to A 'Obeyd, (IB,) but A 'Obeyd has erred in this matter: (M:) the pl. is أُلْىٌ, (T, S, M, K, [in the CK erroneously written with fet-h to the ا,]) pl. of آلَى, (T, S, M,) or of آلٍ; of the former because an epithet of this kind is generally of the measure أَفْعَلُ, or of the latter after the manner of بُزْلٌ as pl. of بَازِلٌ, and عُودٌ as pl. of عَائِدٌ; (M;) applied to rams (T, S M) and to ewes, (T, S,) and to men and to women; (M, K) and أَلَيَانَاتٌ, (S, M, K, [in the CK اَلْيانات,]) pl. of أَلَيَانَةٌ, (TA,) [but] applied to rams (S) [as well as ewes], or to women, (M, K,) and, also applied to women, إِلَآءٌ, (M, and so in a copy of the K, [in the CK اَلآء,]) or آلَآءٌ, (so in some copies of the K, and in the TA,) with medd, pl. of أَلًى, (TA,) and أَلَايَا, (K,) pl. of أَلْيَانُ. (TA.) أُلَآءِ and هؤُلَآءِ and هؤُلَآءٍ and الأُلَآُءِ: see أُلَى.

أَلِىُ, mentioned in this art. in the K: see art. الو: A2: and see also أَلَيَانٌ.

أُلَيَّا and أُلَيَّآءِ and هؤُلَيَّآءِ: see أُلَى.

أَلَّآءٍ A man who sells fat, which is termed الأَلْيَةُ. (M.) أُلَّاكَ: see أُلَى.

آلٌ: see أَلَيَانٌ.

آلٍ: see أَلَيَانٌ.

آلَى, and its fem. أَلْيَآءُ: see أَلَيَانٌ, in two places.

الزَّلَفُ

الزَّلَفُ، مُحرَّكةً: القُرْبَةُ، والدَّرَجَةُ، والحِياضُ المُمْتَلِئَةُ، أو الحَوْضُ المَلْآنُ، وبهاءٍ: المَصْنَعَةُ المُمْتَلِئَةُ، والصَّحْفَةُ، والإِجَّانَةُ الخَضْراءُ، والصَّدَفَةُ، والصَّخْرَةُ المَلْساءُ، والأرضُ الغَلِيظَةُ، والأرضُ المَكْنُوسةُ، والمُسْتَوِي من الحَبْلِ الدَّمِثِ، ج: زَلَفٌ، والمِرآةُ، أو وَجْهُها. وكَمَرْحَلَةٍ: كُلُّ قَرْيَةٍ تكونُ بينَ البَرِّ والرِيفِ، ج: مَزالِفُ.
والزُّلْفَةُ، بالضم: ماءَةٌ شَرْقِيَّ سَمِيراءَ، والصَّحْفَةُ، والقُرْبَةُ، والمَنْزِلَةُ،
كالزَّلْفِ، بالفتح، وكحُبْلَى، أو هي اسمُ المَصْدَرِ،
وـ: الطائِفَةُ من اللَّيْلِ، ج: كغُرَفٍ وغُرَفاتٍ وغُرُفاتٍ وغُرْفاتٍ،
أو الزُّلَفُ: ساعاتُ الليلِ الآخِذَةُ من النَّهارِ، وساعاتُ النَّهارِ الآخِذَةُ من اللَّيْلِ،
وقُرِئَ: {وزُلُفاً} ، بضمتينِ: إمّا مُفْرَدٌ كحُلُمٍ، وإِمّا جَمْعُ زُلُفَةٍ، كبُسُرٍ وبُسُرَةٍ، بضمِ سينهِما، وبضَمَّةٍ: جَمْعُ زُلْفَةٍ، كدُرَّةٍ ودُرٍّ، وكحُبْلَى، والأَلِفُ للتأْنيثِ.
والزِلْفُ، بالكسرِ: الرَّوْضَةُ.
وزَلَّفَ في حَدِيثِهِ تَزْليفاً: زادَ. وكجُهَيْنَةَ: بَطْنٌ باليمنِ.
والمَزالِفُ: المَراقِي.
وعَقبَةٌ زَلوفٌ: بعيدَةٌ.
والزَّليفُ: المُتَقَدِّمُ من مَوْضِعٍ إلى مَوْضِعٍ. والمُزْدَلِفُ بنُ أبي عَمْرٍو: طائِيٌّ، ولَقَبُ الخَصيبِ، أو عَمْرِو بنِ أبي رَبيعَةَ، لُقِّبَ لأَنه ألْقَى رُمْحَهُ بين يدَيهِ في حرْبٍ، فقال: ازْدَلِفُوا إليه، أو لاقْتِرابِه من الأَقْرانِ في الحُروبِ وازْدِلافِه إليهم.
والمُزْدَلِفَةُ: ع بين عَرَفاتٍ ومِنىً، لأَنه يُتَقَرَّبُ فيها إلى اللهِ تعالى، أو لاقْتِرابِ الناسِ إلى مِنىً بعدَ الإِفاضَةِ، أو لمَجيءِ الناسِ إليها في زُلَفٍ من الليلِ، أو لأَنها أرضٌ مُسْتَوِيَةٌ مَكْنوسَةٌ، وهذا أقْرَبُ.
وتَزَلَّفوا: تقدَّموا، وتَفَرَّقوا،
كازْدَلَفوا فيهما.

رقيقة

الرقيقة: هي اللطيفة الروحانية، وقد تطلق على الواسطة اللطيفة الرابطة بين الشيئين، كالمدد الواصل من الحق إلى العبد، ويقال لها: رقيقة النزول، وكالوسيلة التي يتقرب بها العبد إلى الحق من العلوم والأعمال والأخلاق السنية والمقامات الرفيعة، ويقال لها: رقيقة الرجوع، ورقيقة الارتقاء، وقد تطلق الرقائق على عموم الطريقة والسلوك، وكل ما يتلطف به سر العبد، وتزول به كثافات النفس. 

وَسَلَ

(وَسَلَ)
- فِي حَدِيثِ الْأَذَانِ «الَّلهُمَّ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ» هِيَ فِي الأصْل: مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى الشَّيْء ويُتَقَرَّبُ بِهِ، وجَمْعُها: وَسَائِل. يُقال: وَسَلَ إِلَيْهِ وَسِيلَةً، وتَوَسَّلَ. والمُراد بِهِ فِي الْحَدِيثِ القُرْبُ مِنَ اللَّه تَعَالَى.
وقِيل: هِيَ الشَّفاعة يومَ القِيامة.
وقِيل: هِيَ مَنْزِلة مِنْ مَنازِل الجنَّة كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ.

نَفَلَ

(نَفَلَ)
(س) فِي حَدِيثِ الْجِهَادِ «إِنَّهُ نَفَّلَ في البَدأة الرُّبُع، وفي القَفْلة الثُلُث» النَّفَلُ بِالتَّحْرِيكِ: الغَنِيمة، وَجَمْعُهُ: أَنْفَالْ. والنَّفْلُ بِالسُّكُونِ وَقَدْ يُحرّك: الزِّيَادَةُ. وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ فِي حَرْفِ الْبَاءِ وَغَيْرِهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ بَعَث بَعْثاً قِبَل نَجْد، فبلَغَتْ سُهْمانُهم اثْنَي عَشَرَ بعَيرا، ونَفَّلَهُمْ بَعيراً بَعيراً» أَيْ زادَهم عَلَى سِهامِهم. وَيَكُونُ مِنْ خُمْس الخُمُس.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «لَا نَفَلَ فِي غَنِيمة حَتَّى تُقْسم جُفَّةً كلُّها» أَيْ لَا يُنَفِّل مِنْهَا الأميرُ أَحَدًا مِنَ المُقاتِلة بعْد إحرازِها حَتَّى تُقْسَم كُلُّها، ثُمَّ يُنَفِّله إِنْ شَاءَ مِنَ الخُمس، فَأَمَّا قَبل القِسْمة فَلَا.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «النَّفَلِ والْأَنْفَالِ» فِي الْحَدِيثِ، وَبِهِ سُمِّيت النَّوافل فِي العِباداتِ، لِأَنَّهَا زائدةٌ عَلَى الفرائضِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَزالُ العَبدُ يَتَقَرَّبُ إليَّ بالنَّوافِل» الْحَدِيثَ.
وَفِي حَدِيثِ قِيام رَمَضَانَ «لَوْ نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ ليْلَتنا هَذِهِ» أَيْ زِدْتنَا مِنْ صَلَاةِ النَّافلة.
وَالْحَدِيثِ الْآخَرِ «إنَّ المَغانمَ كَانَتْ مُحَرَّمةً عَلَى الْأُمَمِ قَبْلَنا، فَنَفَّلَهَا اللَّه تَعَالَى هَذِهِ الأمَّة» أَيْ زادَها.
وَفِي حَدِيثِ الْقَسَامَةِ «قَالَ لأوْلِياء المَقْتول: أتَرْضَون بنَفْل خَمْسين مِنَ الْيَهُودِ مَا قَتَلوه؟» يقالُ: نَفَّلْتُهُ فَنَفَلَ: أَيْ حَلَّفْتُه فحَلَفَ. ونَفَلَ وانْتَفَلَ، إِذَا حَلَف. وأصلُ النَّفْلُ: النَّفْي. يُقَالُ: نَفَلْتُ الرجُل عَنْ نَسَبه، وانْفُلْ عَنْ نفسِك إِنْ كُنت صادِقا: أَيِ انْفِ عَنْكَ مَا قِيلَ فِيكَ، وسُمِّيت الْيَمِينُ فِي القَسامة نَفْلا، لِأَنَّ القِصاصَ يُنْفَى بِهَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «لَودِدْتُ أنَّ بَنِي أميَّة رَضُوا ونَفَّلْنَاهُمْ خَمْسِينَ رجُلا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، يَحْلِفون مَا قَتَلْنا عُثْمَانَ، وَلَا نَعْلم لَهُ قَاتِلا» يريدُ نَفَّلْنَا لَهُمْ.
(س [هـ] ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أنَّ فُلَانًا انْتَفَلَ مِنْ وَلَده» أَيْ تَبرَّأ مِنْهُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْداء «إِيَّاكُمْ والخَيْلَ الْمُنَفِّلَة الَّتِي إِنْ لَقِيتْ فَرَّت، وَإِنْ غَنِمَت غَلَّت» كَأَنَّهُ مِنَ النَّفَلِ: الغَنيمة: أَيِ الَّذِينَ قَصْدُهم مِنَ الغَزْوِ الغنيمةُ والمالُ، دُونَ غَيْرِهِ، أَوْ مِنَ النَّفَلِ، وَهُمُ المطَّوِّعة المُتَبَرّعون بِالْغَزْوِ، وَالَّذِينَ لَا إسمَ لَهُمْ فِي الدِّيوَانِ، فَلَا يقاتِلون قِتالَ مَن لَهُ سَهْم.
هَكَذَا جَاءَ فِي كِتَابِ أَبِي مُوسَى مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ. وَالَّذِي جَاءَ فِي «مُسْند أَحْمَدَ» مِنْ رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ «أنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِيَّاكُمْ والخَيْلَ الْمُنَفِّلَةَ، فَإِنَّهَا إِنْ تَلْقَ تَفرّ، وَإِنْ تَغْنَم تَغْلُل» ولَعلَّهما حَدِيثَانِ.

مُولْتَان

مُولْتَان:
بضم أوله، وسكون ثانيه واللام يلتقي فيه ساكنان، وتاء مثناة من فوق، وآخره نون، وأكثر ما يسمع فيه ملتان، بغير واو، وأكثر ما يكتب كما ههنا: بلد في بلاد الهند على سمت غزنة، قال الإصطخري: وأما المولتان فهي مدينة نحو نصف المنصورة ويسمى فرج بيت الذهب وبها صنم تعظمه الهند وتحج إليه من أقصى بلدانها ويتقرب إلى الصنم في كل عام بمال عظيم ينفق على بيت الصنم والمعتكفين عليه منهم، وسمي المولتان بهذا الصنم، وبيت هذا الصنم قصر مبنيّ في أعمر موضع بسوق المولتان بين سوق العاجيّين وصفّ الصّفّارين، وفي وسط هذا القصر قبّة فيها الصنم وحوالي القبة بيوت يسكنها خدم هذا الصنم ومن يعتكف عليه، وليس أهل المولتان من الهند والسند يعبدون الصنم وليس يعبده إلا الذين هم في القصر، والصنم على صورة إنسان جالس متربع على كرسي من جصّ وآجرّ وقد ألبس جميع بدنه جلدا يشبه السّختيان الأحمر لا يبين من جثته شيء إلا عيناه، فمنهم من يزعم أن بدنه خشب ومنهم من يزعم غير ذلك إلا أن بدنه لا يترك أن ينكشف البتة، وعيناه جوهرتان وعلى رأسه إكليل ذهب وهو متربع على ذلك السرير وقد مدّ ذراعيه على ركبتيه وجعل كلتا يديه كما يعقد في الحساب أربعة قد لفّ البنصر والوسطى وبسط الخنصر والسبّابة، وعامة ما يحمل إلى هذا الصنم من المال فإنما يأخذه أمير المولتان وينفق على السدنة منه ويرفع الباقي لنفسه، وإذا قصدهم الهند بحرب أو انتزاع البلد أخرجوا الصنم وأظهروا كسره وإحراقه فيرجعون عنهم ولولا ذلك لخرّبوا المولتان، وعلى المولتان حصن منيع، وهي خصبة إلا أن المنصورة أخصب منها وأعمر، وإنما سمي المولتان فرج بيت الذهب لأنها فتحت في أول الإسلام وكان بالمولتان ضيق وقحط فوجدوا فيها ذهبا كثيرا فاتّسعوا به، قال: وخارج المولتان على نصف فرسخ أبنية كثيرة تسمى جندراون وهي معسكر الأمير لا يدخل الأمير منها إلى المولتان إلا يوم الجمعة فإنه يركب الفيل ويدخل المدينة لصلاة الجمعة، وأميرهم قرشيّ من نسل سامة بن لؤيّ وقد تغلب عليها ولا يطيع صاحب المنصورة ولا غيره إنما يخطب للخليفة، وذكر أهل السير أن الكرك وهم
شراة كفّار تلك الناحية سبوا نسوة من المسلمين فصاحت امرأة منهم: يا حجّاجاه! فبلغه ذلك فأرسل إلى داهر ملك الدّيبل وأمره على الغزو لهؤلاء الذين سبوا النسوة فحلف أنه لا طاعة له على الذين أخذوهنّ، فاستأذن عبد الملك في غزوه فلم يأذن له، فلما ولي الوليد استأذنه فأذن له فبعث لذلك محمد بن القاسم بن أبي عقيل ابن عمّه فقتل داهر وفتح مولتان من بلاد الهند، ومات الوليد وولي سليمان فبعث إلى محمد وضربه بالسياط وألبسه المسوح لعداوة كانت بينهما، وكان أنفق في الغزوة خمسين ألف ألف درهم حتى فتح الهند فاسترجع النفقة وزيادة مثلها، فالهند من فتوح الوليد بن عبد الملك، وهذه البلاد منذ ذلك الوقت بيد المسلمين إلى الآن.

الرّقيقة

الرّقيقة:
[في الانكليزية] Fine ،thin ،subtle
[ في الفرنسية] Fin ،mince ،subtil
هي اللطيفة الروحانية. وقد تطلق على الواسطة اللطيفة الرابطة بين الشيئين كإمداد الواصل من الحق إلى العبد، ويقال لها رقيقة النزول كالوسيلة التي يتقرّب بها العبد إلى الحق من العلوم والأعمال والأخلاق السّنية والمقامات الرفيعة، ويقال لها رقيقة العروج ورقيقة الارتقاء. وقد تطلق الرقائق على علوم الطريقة والسلوك وكل ما يلطف به سر العبد وتزول كثافات النفس، كذا في الاصطلاحات الصوفية لكمال الدين.

قُرْبِيَّة

قُرْبِيَّة
من (ق ر ب) مؤنث قُرْبِيّ نسبة إلى القُرْب، أو نسبة إلى قُرْبَة بمعنى القرابة، وما يتقرب به إلى الله تعالى من أعمال البر والطاعة.

قُرَيْبَة

قُرَيْبَة
من (ق ر ب) تصغير قُرْبَة بمعنى ما يتقرب به إلى الله تعالى من أعمال البر والطاعات، أو تصغير قرية بمعنى ظرف من جلد يحزز من جانب واحد ويستعمل لحفظ الماء أو اللبن ونحوها.

قَرْبَانِيّ

قَرْبَانِيّ
من (ق ر ب) نسبة إلى قُرْبَان بمعنى جليس الملك وخاصته؛ ونسبة إلى قربان في الآرامية بمعنى كل ما يتقرب به إلى الله عز وجل من ذبيحة وغيرها.

علم الظاهر والباطن

علم الظاهر والباطن
أما الظاهر فهو علم الشرع وقد تقدم.
وأما الباطن فيقال له: علم الطريقة وعلم التصوف وعلم السلوك وعلم الأسرار وقد تقدم أيضا ولا حاجة لنا إلى الإعادة ولكن نتحفك هنا بفائدة جديدة وعائدة سديدة اشتملت على حكم هذا العلم.
قال شيخنا الإمام العلامة القاضي محمد بن علي الشوكاني رضي الله عنه وأرضاه في الفتح الرباني ولفظه: اعلم أن معنى التصوف المحمود يعني: علم الباطن هو الزهد في الدنيا حتى يستوي عنده ذهبها وترابها.
ثم الزهد فيما يصدر عن الناس من المدح والذم حتى يستوي عنده مدحهم وذمهم.
ثم الاشتغال بذكر الله وبالعبادة المقربة إليه فمن كان هكذا فهو الصوفي حقا وعند ذاك يكون من أطباء القلوب فيداويها بما يمحو عنها الطواغيت الباطنية من الكبر والحسد والعجب والرياء وأمثال هذه الغرائز الشيطانية التي هي أخطر المعاصي أقبح الذنوب ثم يفتح الله له أبوابا كان عنها محجوبا كغيره لكنه لما أماط عن ظاهره وباطنه في غشاوة صار حينئذ صافيا عن شوب الكدر مطهرا عن دنس الذنوب فيبصر ويسمع ويفهم بحواس لا يحجبها عن حقائق الحق حاجب ولا يحول بينها وبين درك الصواب حائل ويدل على ذلك أتم دلالة وأعظم برهان ما ثبت في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله تعالى: من عادى لي وليا فقد بارزته بالمحاربة" وفي رواية: "فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بمثل ما افترضت عليه ولا زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه".
ومعلوم أن من كان يبصر بالله سبحانه ويسمع به ويبطش به ويمشي به له حال يخالف حال من لم يكن كذلك لأنها تنكشف له الأمور كما هي وهذا هو سبب ما يحكى عنهم من المكاشفة لأنه قد ارتفع عنهم حجب الذنوب وذهب عنهم أدران المعاصي وغيرهم من لا يبصر ولا يسمعه به ولا يبطش به ولا يمشي به لا يدرك من ذلك شيئا بل هو محجوب عن الحقائق غير مهتد إلى مستقيم الطريق كما قال الشاعر:
وكيف ترى ليلى بعين ترى بها ... سواها وما طهرتها بالمدامع
وتلتذ منها بالحديث وقد جرى ... حديث سواها في خروق المسامع
أجلك يا ليلى عن العين إنما ... أراك بقلب خاشع لك خاضع
وأما من صفا عن الكدر وسمع وأبصر فهو كما قال الآخر:
ألا إن وادي الجزع أضحى ترابه ... من المسك كافورا وأعواده رندا
وما ذاك إلا أن هندا عشية ... تمشت وجوت في جوانبه بردا
ومما يدل على هذا المعنى الذي أفاده حديث أبي هريرة حديث: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله" وهو حديث صححه الترمذي فإنه أفاد أن المؤمنين من عباد الله يبصرون بنور الله سبحانه وهو معنى ما في الحديث الأول من قوله صلى الله عليه وسلم: "فبي يبصر".
فما وقع من هؤلاء القوم الصالحين من المكاشفات هو من هذه الحيثية الواردة في الشريعة المطهرة وقد ثبت أيضا في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه في هذه الأمة محدثين وإن منهم عمر بن الخطاب ففي هذا الحديث فتح باب المكاشفة لصالحي عباد الله وأن ذلك من الله سبحانه فيحدثون بالوقائع بنور الإيمان الذي هو من نور الله سبحانه فيعرفونها كما هي حتى كان محدثا يحدثهم بها ويخبرهم بمضمونها.
وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقع له من ذلك الكثير الطيب في وقائع معروفة منقولة في دواوين الإسلام ونزل بتصديق ما تكلم به القرآن1 الكريم فمن كان من صالحي العباد متصفا بهذه الصفات متسما بهذه السمات فهو رجل العالم فرد الدهر وزين العصر والاتصال به مما تلين به القلوب وتخشع له الأفئدة وتنجذب بالاتصال به العقول الصحيحة إلى مراضي الرب سبحانه وكلماته هي الترياق المجرب وإشاراته هي طب القلوب القاسية وتعليماته كيمياء السعادة وإرشاداته هي الموصلة إلى الخير الأكبر والكرمات الدائمة التي لا نفاذ لها ولا انقطاع ولم تصف البصائر ولا صلحت السرائر بمثل الاتصال بهؤلاء القوم الذين هم خيرة الخيرة وأشرف الذخيرة فيا لله قوم لهم السلطان الأكبر على قلوب هذا العالم يجذبونها إلى طاعات الله سبحانه والإخلاص له والاتكال عليه والقرب منه والبعد عما يشغل عنه ويقطع عن الوصول إليه وقل أن يتصل بهم ويختلط بخيارهم إلا من سبقت له السعادة وجذبته العناية الربانية إليهم لأنهم يخفون أنفسهم ويطهرون في مظاهر الخمول ومن عرفهم لم يدل عليهم إلا من أذن الله له ولسان حاله يقول كما قال الشاعر:
وكم سائل عن سر ليلى كتمته ... بعمياي عن ليلى بعين يقين
يقولون خبرنا فأنت أمينها ... وما أنا إن خبرتهم بأمين
فيا طالب الخير إذا ظفرت يدك بواحد من هؤلاء الذين هم صفوة الصفوة وخيرة الخيرة فاشددها عليه واجعله مؤثرا على الأهل والمال والقريب والحبيب والوطن والسكن فإنا إن وزنا هؤلاء بميزان الشرع واعتبرناهم بمعيار الدين وجدناهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقلنا لمعاديهم أو للقادح في علي مقامهم أنت ممن قال فيه الرب سبحانه كما حكاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وقد آذنته بالحرب" لأنه لا عيب لهم إلا انهم أطاعوا الله كما يحب وآمنوا به كما يحب ورفضوا الدنيا الدنية وأقبلوا على الله عز وجل في سرهم وجهرهم وظاهرهم وباطنهم وإذا فرضنا أن في المدعين للتصوف والسلوك من لم يكن بهذه الصفات وعلى هذا الهدى القويم فإن بدا منه ما يخالف هذه الشريعة المطهرة وينافي منهجها الذي هو الكتاب والسنة فليس من هؤلاء والواجب علينا رد بدعته عليه والضرب بها في وجهه كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وكل أمر ليس عليه أمرنا فهو رد" وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كل بدعة ضلالة" ومن أنكر علينا ذلك قلنا له وزنا هذا بميزان الشرع فوجدناه مخالفا له ورددنا أمره إلى الكتاب والسنة فوجدناه مخالفا لهما وليس المدين إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والخارج عنهما المخالف لهما ضال مضل ولا يقدح على هؤلاء الأولياء وجود من هو هكذا فإنه ليس معدودا منهم ولا سالكا طريقتهم ولا مهديا بهديهم فاعرف هذا فإن القدح في قوم بمجرد فرد أو أفراد منسوبين إليهم نسبة غير مطابقة للواقع لا تقع إلا ممن لا يعرف الشرع ولا يهتدي بهديه ولا يبصر بنوره.
وبالجملة فمن أراد أن يعرف أولياء هذه الأمة وصالحي المؤمنين المتفضل عليهم بالفضل الذي لا يعد له فضل والخير الذي لا يساويه خير فليطالع الحلية لأبي نعيم وصفوة الصفوة لابن الجوزي فإنهما تحريا ما صح وأودعا كتأبيهما من مناقب الأولياء المروية بالأسانيد الصحيحة ما يجذب بعضه بطبع من يقف عليه إلى طريقتهم والاقتداء بهم وأقل الأحوال أن يعرف مقادير أولياء الله وصالحي عباده ويعلم أنهم القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنت مع من أحببت" فمحبة الصالحين قربة لا تهمل وطاعة لا تضيع وإن لم يعمل كعملهم ولا جهد نفسه كجهدهم انتهى حاصله.
وأما ما يحدث من أولياء الله سبحانه وتعالى من الكرامات الظاهرة التي لا شك فيها ولا شبهة فهو حق صحيح لا يمتري فيه من له أدنى معرفة بأحوال صالحي عباد الله المخصوصين بالكرامات التي أكرمهم بها وتفضل بها عليهم ومن شك في شيء من ذلك نظر في كتب الثقات المدونة في هذا الشأن كحلية الأولياء للشرجي وكتاب روض الرياحين لليافعي وسائر الكتب المصنفة في تاريخ العالم فإن كلها مشتملة على تراجم كثير منهم ويغني عن ذلك كله ما قصه الله إلينا في كتابه العزيز عن صالحي عباده الذين لم يكونوا أنبياء كقصة ذي القرنين وما تهيأ له مما تعجز عنه الطباع البشرية وقصة مريم كما حكاه الله تعالى.
ومن ذلك قصة أصحاب كهف فقد قص الله علينا فيها أعظم كرامة وقصة آصف من برخيا حيث حكى عنه قوله: {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} وغير ذلك مما حكاه عن غير هؤلاء والجميع ليسوا بأنبياء وثبت في الأحاديث الثابتة في الصحيح مثل حديث الثلاثة الذي انطبقت عليهم الصخرة وحديث جريج الراهب الذي كلمه الطفل وحديث المرأة التي قالت سائلة الله عز وجل أن يجعل الطفل الذي ترضعه مثل الفارس فأجاب الطفل بما أجاب وحديث البقرة التي كلمت من أراد أن يحمل عليها وقالت إني لم أخلق لهذا.
ومن ذلك وجود القطف من العنب عند خبيب الذي أسرته الكفار.
وحديث أن أسيد بن حضير وعبادة بن بشر خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصاحبين وحديث رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره.
وحديث لقد كان فيمن قبلكم محدثون.
وحديث إن في هذه الأمة محدثين وإن منهم عمر.
ومن ذلك كون سعد بن أبى وقاص مجاب الدعوة وهذه الأحاديث كلها ثابتة في الصحيح وورد لكثير من الصحابة رضي الله عنهم كرامات قد اشتملت عليها كتب الحديث والسير.
ومن ذلك الأحاديث الواردة في فضلهم والثناء عليهم كما ثبت في الصحيح أنه قال رجل: أي الناس أفضل يا رسول الله؟ قال: "مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله" قال: ثم من؟ قال: "ثم رجل معتزل في شعب من شعاب يعبد ربه".
وحديث "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" وهذه الأحاديث كلها في الصحيح وفي هذا المقدار كفاية لمن له هداية. 

الْوَسِيلَةَ

{الْوَسِيلَةَ} :
قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} ما الوسيلة؟
قال: القربة، قال فيه عنترة:
أن العدو لهم إليكِ وسيلة. . . أن يأخذوكِ تكحَّلى وتخضَّبى
(وق) وفي (تق، ك، ط) قال:
الوسيلة الحاجة.
= الكلمة من آية المائدة 35:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
ومعها آية الإسراء 57:
{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} وليس في القرآن غيرهما من المادة.
تأويلها في المسألة بالقربة، في (وق) ، أوْلى من تأويلها في (ك، ط) بالحاجة، ولم أقف عليه فيما قرأت لهم في معنى آية المائدة. قال أبو عبيدة في (مجاز القرآن) : أي القربة، أي أطلبوا واتخذوا ذلك بطاعته، يقال: توسلت إليه، تقربت. قال عنترة: - البيت.
وفي تأويل الطبري: اطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه، والوسيلة فعلية من: توسلت إلى فلان بكذا، بعمنى تقربت، ومنه قول عنترة البيت. يعني بالوسيلة القربة. ونحوه في تفسير القرطبي للآية، ولم ينقلا فيها خلافاً بين أهل التأويل في تفسيرها بالقربة.
وقال الراغب: الوسلية التوصل إلى الشيء برغبة، وهي أخص من الوصيلة، لتضمنها معنى الرغبة. قال تعالى: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} والوسيلة إليه تعالى مراعاة سبيله وهي كالقربة، بالعلم والعبادة وتحرى الشريعة (المفردات) .
وفي حديث الآذان: "اللهم آت محمداً الوسيلة" قال ابن الأثير: الوسيلة هي في الأصل ما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به. والمراد بها في الحديث القرب من الله تعالى، وقيل هي الشفاعة يوم القيامة، وقيل هي منزلة من منازل الجنة. (النهاية)

العقائد والعبادات

العقائد والعبادات
من أهم العقائد التى وردت في القرآن عقيدة الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، وقد بينا كيف عرض القرآن هذه العقائد.
أما العبادات فمنها الصلاة، وقد أكثر القرآن من الحديث عنها، وعدها ركنا مؤكدا من أركان الدين، حددت له أوقاته، وليس ثمة ما يبيح تركها، حتى أشد ألوان الخوف في الحرب، ذلك لأن الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً (النساء 103).
والقرآن يجعل الصلاة سمة من سمات المؤمنين، ومظهرا من مظاهر التقوى ودليلا على تمام الخضوع لله، ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ (البقرة 2، 3). إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ (فاطر 18). وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ (البينة 5). ولذا كان من تمامها الخشوع في أدائها، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (المؤمنون 1، 2).
وإذا كان للصلاة هذه المنزلة الرفيعة من الدين، فقد أكثر القرآن من الأمر بها، والحث عليها، فقال: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (البقرة 43).
حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (البقرة 238). قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ (إبراهيم 31). وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها (طه 132). وأثنى على هؤلاء الذين لا يصرفهم شاغل من الحياة عن أدائها، إذ قال: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ (النور 37). وجعل الكسل في أدائها والنهوض إليها مظهرا من مظاهر النفاق، إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (النساء 142). وجعل الهزء بها كفرا، كالهزء بالدين نفسه، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (المائدة 57، 58).
ويقرر القرآن أن الصلاة عبادة شاقة على النفس، وهو من أجل ذلك يضع الخاشعين مثالا يقتدى به، فهؤلاء لا يجدونها ثقيلة ولا شاقة، كما وضع إلى جانب ذلك اليوم الآخر وما فيه من نعيم أو عذاب، يدفع المرء إلى الصلاة رغبة أو رهبة فقال: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (البقرة 45 - 46). وأمر رسوله بالصبر على الصلاة إذ قال: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها (طه 132). ووعد القرآن وعدا كريما من يؤديها على وجهها بأن أجره عنده، ويعيش يوم القيامة في سلامة وأمن، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 277). وقد فرضت الصلاة ليتذكر الإنسان في الحين بعد الحين خالقه ورب نعمته، أو ليس الخالق المنعم جديرا بأن يذكر ويشكر، فهذه الصلاة وسيلة الذكر والشكران، إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (طه 14).
ولذا كان من أكبر أمانى الشيطان أن يصد عن إقامة الصلاة لذلك المعنى الذى أشرت إليه، ويتخذ الشيطان الخمر والميسر وسيلة إلى نسيان الصلاة وذكر الله، إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (المائدة 91).
وكانت الصلاة بأشكالها المختلفة مظهر ذلك في الأديان التى سبقت الإسلام، وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (يونس 87). وإبراهيم يدعو ربه قائلا: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي (إبراهيم 40). وعيسى يقول: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (مريم 30، 31). وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (مريم 54، 55). وذكر الله في الصلاة عدة مرات في الليل والنهار تدفع إلى تقواه، والوقوف عند حدود ما أمر به ونهى عنه، ولذلك قال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ (العنكبوت 45). وفي ذكر الله في الصلاة تذكر لقدرته الباهرة، فيلجأ إليه المرء مستعينا بهذه القدرة على تحقيق ما يصبو إليه من أمان وآمال، ولذلك قرنها بالصبر، فقال: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ. والاستعانة بقدرة الله توحى إلى النفس بأن المرء ليس وحيدا في جهاده في تلك الحياة، فيقوى ذلك من روحه المعنوية، وتقوية هذه الروح أساس النجاح والظفر، فإذا انضم إليها الصبر، زال اليأس، وامتلأ القلب بالأمل.
تلك هى الدوافع التى وضعها القرآن إلى جانب الصلاة، لتحث عليها، وتدفع إلى إقامتها. وعد كريم من الله بالثواب على أدائها، وهى مظهر لشكر الله على نعمه وأفضاله، والشكر على النعمة تدفع إليه الإنسانية المهذبة ويدفع إليه العقل السليم، ثم إنها بصورها المتعددة مظهر هذا الشكر عند الأمم السابقة، ولا يقف فضل الصلاة عند هذا الحد، بل هى ينبوع لطهارة النفس، وبعدها عن الشرور والمآثم، وفيها تقوية للمرء على مجابهة الحياة مزودا بقوة معنوية، ينجح بها فى الحياة، أولا يستحق هذا الينبوع العذب لتهذيب النفس ونجاحها أن يحافظ المرء عليها، وأن يؤديها موفيا أركانها في تؤدة واطمئنان، ولعل هذا هو السر في أن القرآن يستخدم كلمة «يقيم» فالمادة تدل على الدوام والاستمرار، كما تدلّ على معنى التقويم والتهذيب.
ولم يتعرض القرآن لتفصيل هيئة الصلاة، تاركا ذلك لفعل رسول الله، ولكنه عرض بعض أحكامها في إجمال، كقصر الصلاة، وصلاة الخوف، والوضوء.
وتقترن إقامة الصلاة في القرآن غالبا بإيتاء الزكاة، وقد جعلهما القرآن معا مظهرين من مظاهر الإسلام، فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ (التوبة 5). ولا سبيل لكم عليهم، لأنهم «إخوانكم في الدين».
ويقرر القرآن غريزة الملكية، ويعرف ما لها من آثار في تصرفات الإنسان وهو من أجل ذلك دعا هذه الأموال التى يبذلها المرء على سبيل الصدقة، دعاها قرضا يقرضه المتصدق لله، إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ (التغابن 17)، كما أضاف الأموال إلى أصحابها في قوله: وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ (التغابن 15).
وقرر كسبنا لها في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ (البقرة 267). وفي ذلك تقرير لملكية الإنسان لما تحت يده؛ وليست غريزة الملكية بالضعيفة ولا الواهنة في نفس الإنسان، بل هى قوية عنيفة يقرر القرآن عنفها في قوله:
قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً (الإسراء 100). وقوله: وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ (النساء 128). ولذلك عالج القرآن هذه الناحية النفسية علاجا مستفيضا، كى تسمح النفس بما تملك، وتجود عن رضا ورغبة.
وإذا كانت غريزة الملكية هى التى تدفع إلى الشح، فقد أثارها القرآن إلى الصدقة مؤكدا أن ما سينفقه المرء في الصدقة اليوم، سيخلفه الله عليه غدا وكأنه يوحى إلى الإنسان بأنه إذا تصدق وزكى فلن يخسر شيئا، فلا داعى إلى الشح والإمساك، فضلا عما في الصدقة من استجابة إلى داعى الإنسانية، واتصاف بصفة الكرم وهو من صفات المروءة، قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (سبأ 39). بل إنه يخلفه مضاعفا، إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (الحديد 18).
وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة 265). مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 261). وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (الروم 39). وفي ذلك تحريك لغريزة حب الذات التى تعمل على جلب الخير للنفس، فلا جرم كان وعدها بمضاعفة الجزاء مغريا لها بالصدقة والزكاة، بل إن الجزاء لا يقف عند حد العوض المضاعف، ولكن الله سيوفى المتصدقين أجرهم، ويتولى هو مكافأتهم، وحسبك جزاء الله جزاء يرضى النفس ويكفيها، الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 262).
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 274). مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (الحديد 11). وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ (الأعراف 156). وإذا كان الأمر كذلك فليست هذه الصدقة في حقيقة الأمر سوى خير يعود نفعه على المرء نفسه، وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (البقرة 272). وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة 110)، وإذا كانت الزكاة والصدقة خيرا يجب اكتسابه، فمن الخير أن يستكثر الإنسان منه في هذه الحياة وأن يبادر إليه قبل أن تضيع الفرصة ولا تعود وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (المنافقون 10)، قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (إبراهيم 31)، وفي ذلك إثارة لغريزة الخوف، أن يضيع على المرء خير مأمول.
ويمضى القرآن مخففا من آثار غريزة التملك، فيذكر هؤلاء الذين بأيديهم المال أن الذى أعطاهم ذلك المال إنما هو الله، وهو الذى يطالبهم بأن يعطوا عباده الفقراء بعض ما أعطاهم هو من المال، فيقول: وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ (النور 33). ثم يصل إلى الحقيقة، فيبين لهم أن هذا المال الذى تحت أيديهم إنما هو في الواقع مال الله، وأنهم ليسوا بأكثر من مستخلفين فيه، أعطاه إياهم لينفقوه حيث يرشدهم إلى مواضع إنفاقه، آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (الحديد 7). وليس ما أعطيناه من مال سوى أحد الاختبارات التى اختبرنا الله بها، ليرى أنشكر أم نكفر، وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (الأنفال 28). وإذا كان المال في الواقع مال الله، فإن الشح به ليس من سمات الخير، ولا مؤذنا بفلاح صاحبه، أما ... مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الحشر 5).
ويجعل القرآن من صفات المؤمن المثالى أداء الزكاة، ويعده عليها بخير ما يعد به من يعمل صالحا، فيقول: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (الذاريات 15 - 19). وفي اختيار كلمة الْمَحْرُومِ هنا ما يحرك في النفس الشفقة والرحمة والحنان.
واقترن طلب إيتاء الصدقة في القرآن بصفات إنسانية سامية، فنهى عن الرياء فى أدائها، أو اتباعها بالمن والأذى، أو اختيار أردأ المال للتصدق به، وجعل أداءها في السر خيرا، حتى تخلص من الرياء، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (البقرة 267). لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (آل عمران 92). قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا (البقرة 263 - 264). أرأيت تخير القرآن لكلمة صفوان، يدل بها على قسوة قلب هذا المتصدق الذى يتبع صدقته بالمن والأذى، أو ينفق رياء، فهو لا ينبعث إلى الصدقة بعامل الشفقة والرحمة، ولكن بعامل الغرور والزهو، ولا أريد أن أسرف فى
الحديث عن أسواء المن والأذى والرياء، فهى من الوضوح بمكان، ويقول في الحديث عن كتمان الصدقة: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (البقرة 271).
هذا وقد توعد القرآن أولئك الذين لا ترق قلوبهم للإنسانية، ولا يعطفون على البائسين والمحرومين، وقرنهم بهؤلاء الذين لا يؤمنون بالله، وكأنما الكفر بالله قرين الكفر بالإنسانية، قال سبحانه: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (الحاقة 25 - 34).
أما الصوم فلم يطل القرآن الحديث عنه، واقتصر على الحديث عن بعض أحكامه، ولكنه لم يترك بيان ما يحفزنا إلى الصوم، فأثارنا إليه بأننا لم ننفرد بأدائه، بل كان مفروضا على من سبقنا، وهو ينبوع من ينابيع تقوى الله بما فيه من إمساك النفس عما تشتهى، والتمكين للضمير كى يقوى ويشتد، كما أن اختصاص شهر رمضان بهذه العبادة، لما اختص به من ميزة نزول القرآن فيه: هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ (البقرة 185)، فكان هذا الشهر جديرا أن يتقرب فيه إلى الله.
وتحدث القرآن عن الحج، فقال: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا (آل عمران 97). وانتثر في القرآن الأسباب الباعثة على أداء هذه الفريضة، فقال:
وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (الحج 27 - 34). فالحج مفروض لهذه المنافع التى يحصل عليها من يشهدونه في الأشهر الحرم، وأى منافع أكبر من انعقاد هذا المؤتمر الإسلامى الجامع يعرف فيه كل بلد ما يحتاج إليه البلد الآخر، وينعقد بين المسلمين في أرجاء الأرض أعظم الصلات السياسية والثقافية والاقتصادية، فإذا انعقد هذا المؤتمر كل عام، تم الربط بين قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وكونوا قوة لها قيمتها وقدرها، ومن الميسور الانتفاع بأيام الحج في تحقيق هذا الهدف، إذا أحسن استغلال وقت الحج على وجه يحقق هذه المنافع التى أشار إليها القرآن، وفي الحج كذلك منافع اقتصادية واضحة لسكان البيت الحرام.
وفضلا عن هذه المنافع الدنيوية، ذات الأثر البالغ في حياة الإسلام- تخلص النفوس في أيام الحج لذكر اسم الله فتخلع عن نفسها مظاهر هذه الحياة الدنيا، ويقف الحاج أمام الله عبدا قد تجرد من زخرف الدنيا وزينتها، ويومئذ يحاسب كلّ نفسه على ما قدم، وما يجب أن يفعل، وفي الحج تعظيم لحرمات الله وشعائره، يدفع إلى التقوى، ويحفز إلى تطهير القلوب، وهو الهدف المقصود من الحج، وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ (الحج 36، 37).
وتحدث القرآن في مواضع عن الكعبة، فقال: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً (آل عمران 96 - 97)، وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (آل عمران 26). وإن بيتا هذا شأنه جدير بأن يزوره المسلمون، ويعبدوا ربهم عنده.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.