Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ونب

اللُّوفُ

اللُّوفُ، بالضم: ة، ونبــاتٌ له بَصَلَةٌ كالعُنْصُلِ، وتُسَمَّى: الصَّرَّاخَةَ، لأنَّ له في يومِ المَهْرَجَانِ صَوْتَاً، يَزْعُمونَ أنَّ مَنْ سَمِعَهُ يَموتُ في سَنَتِهِ، وشَمُّ زَهْرِهِ الذابِلِ يُسْقِطُ الجَنينَ، وأكْلُ أصلِهِ مُدِرٌّ مُنْعِظٌ، والطِلاءُ به مَسْحوقاً بِدُهْنٍ يُوقِفُ الجُذَامَ، واحِدَتُهُ: بهاءٍ،
وة ولُفْتُ الطَّعامَ لَوْفاً: أكَلْتُهُ، أو مَضَغْتُه.
واللَّوْفُ من الكَلأَ والطَّعامِ: ما لا يُشْتَهَى، وأكلُ المالِ الكَلأَ يابِساً.
وكَلأ مَلوفٌ: قد غَسَلَهُ المَطَرُ. وكشَدَّادٍ: صانِعُ الزَّلاَلِيِّ.
ولُوفا، كَرُوما: نَباتٌ يُشْبِهُ حيَّ العالَمِ، أو نَوْعٌ منه مُجَرَّبٌ في الإِسْهَالِ المُزْمِنِ.

العَوْفُ

العَوْفُ: الحالُ، والشأنُ، والذَّكَرُ، والضَّيْفُ، والجَدُّ، والحَظُّ، وطائرٌ، والديكُ، وصَنَمٌ، وجَبَلٌ، والأسَدُ، لأنه يَتَعَوَّفُ بالليلِ، والذئْبُ، وحُسْنُ الرِّعْيَةِ، والكادُّ على عِيالِهِ، ونبــاتٌ طَيِّبُ الرائحةِ، وبه سَمَّوْا.
وعافَ: لَزِمَه. والعَوْفانِ: ابنُ سعدٍ، وابنُ كعْبِ بنِ سعدٍ.
والجَرادُ: أبو عَوْفٍ، وهي: أُمُّ عَوْفٍ. و"لا حُرَّ بوادي عَوْفٍ"، و"هو أوْفَى من عَوْفٍ"، أي: ابنِ مُحَلِّمِ بنِ ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ، لأَنَّ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ طَلَبَ منه مَرْوانَ القَرَظِ، وكان قد أجارهُ، فَمَنَعَه عَوْفٌ، وأبَى أن يُسَلِّمَهُ، فقال عَمْرٌو ذلك، أي: أنه يَقْهَرُ مَن حَلَّ بِوادِيهِ، وكلُّ مَن فيه كالعَبيدِ له لِطاعَتِهِم إيَّاهُ، أو قيلَ ذلك لأِنه كانَ يَقْتُلُ الأسارَى، أو هو عَوْفُ بنُ كعبٍ، طَلَبَ منهُ المُنْذرُ بنُ ماءِ السماءِ زُهَيْرَ بنَ أمَيَّةَ لذَحْلٍ، فَمَنَعَهُ، فقال ذلك. وعَوْفُ بنُ مالِكٍ الأشْجَعِيُّ: صَحابِيٌّ، وابنُ مالِكٍ الجُشَمِيُّ، وابنُ الحارِثِ الأزْدِيُّ: تابِعِيَّانِ.
وعَوْفٌ الأعْرابِيُّ، غيرُ مَنْسوبٍ، وعَطِيَّةُ العَوْفِيُّ: محدِّثان.
والعافُ: السَّهْلُ. وعُوَيْفُ القَوافِي، كزُبَيْرٍ: شاعرٌ، وهو ابنُ عُقْبَةَ بنِ مُعَاوِيَةَ، أو مُعَاوِيَةَ بنِ عُقْبَةِ. وعُوَيْفُ بنُ الأضْبَطِ: اسْتَخْلَفَه النبي، صلى الله عليه وسلم، على المدينةِ عام عُمْرَةِ القَضاءِ.
وعافَتِ الطيرُ: اسْتَدارتْ على الشيءِ أو الماءِ أو الجِيَفِ، أو إذا حامتْ عليه تَتَرَدَّدُ ولا تَمْضي، تُريدُ الوُقوعَ. وكثُمامٍ وثُمامةٍ: ما يَتَعَوَّفُهُ الأسَدُ باللَّيْلِ فَيَأْكُلُهُ. ومَنْ ظَفِرَ بشيءٍ فالشيءُ: عُوافَتُهُ وعُوافُهُ.
وبَنو عُوافَةَ: بَطْنٌ من أسَدٍ، أو من سَعْدِ ابنِ زَيْدِ مَناةَ، منهم: الزَّفَيانُ أبو المِرْقال عَطِيَّةُ بنُ أسِيدٍ الراجِزُ.

العَقْفُ

العَقْفُ: الثَّعْلَبُ.
وعَقَفَهُ، كضَرَبَهُ: عطَفَهُ.
والأَعْقَفُ: الفَقيرُ المُحْتَاج،
وـ من الأَعْرابِ: الجافي، والأَعْوَجُ، والمُنْحَنِي.
والعَقْفَاءُ: حديدَةٌ قد لُوِيَ طَرَفُهَا، وفيها انْحناءٌ، ونَبْــتٌ ورَقُهُ كالسَّذابِ يَقْتُلُ الشاءَ، ولا يَضُرُّ بالإِبِلِ،
ويُقالُ: العُقَيْفَاءُ.
والعُقَّافَةُ، كرُمَّانَةٍ: خَشَبَةٌ في رَأْسِهَا حُجْنَةٌ يُمَدُّ بها الشيءُ كالمِحْجَنِ.
والعُقَافُ، كغُرابٍ: داءٌ في قَوائِمِ الشاءِ تَعْوَجُّ منه،
وشاةٌ عاقفٌ ومَعْقُوفَةُ الرِجْلِ.
وعُقْفَانُ، كعُثْمَانَ: حَيٌّ من خُزَاعَةَ،
وع بالحِجازِ، وجَدُّ الحُمْرِ من النَّمْلِ، وفارزٌ: جدُّ السُّودِ.
والعُقَيْفَانُ: النَّمْلُ الطويلُ القَوائِمِ، يكونُ في المَقابِرِ والخَرِبَاتِ. وكصَبُورٍ، من ضُروعِ البَقَرِ: ما يُخالِفُ شَخْبُهُ عندَ الحَلْبِ.
وانْعَقَفَ: انْعَوَجَ،
كتَعَقَّفَ.

الكَهْلُ

الكَهْلُ: مَنْ وخَطَهُ الشَّيْبُ ورأيتَ له بَجالَةً، أو من جاوَزَ الثلاثينَ أَو أربعاً وثلاثين إلى إحْدَى وخمسينَ
ج: كَهْلونَ وكُهولٌ وكِهالٌ وكُهْلانٌ وكُهَّلٌ، كرُكَّعٍ، وهي: بهاءٍ
ج: كَهْلاتٌ، ويُحَرَّكُ، أو لا يقالُ كَهْلَةٌ إلاَّ مُزْدَوِجاً بشَهْلَةٍ.
واكْتَهَلَ: صار كهْلاً. قالوا: ولا تَقُلْ كَهَلَ.
وقد جاءَ في الحديثِ: "هَلْ في أهْلِكَ من كاهلٍ" ويُرْوَى: "مَنْ كاهَلَ" أي: تَزَوَّجَ. قاله لرَجُلٍ أرادَ الجِهادَ معه، صلى الله عليه وسلم.
ونَبْــتٌ كَهْلٌ ومُكْتَهِلٌ: مُتَناهٍ.
ونَعْجَةٌ مُكْتَهِلَةٌ: مُخْتَمِرَةُ الرأسِ بالبياضِ.
واكْتَهَلَتِ الرَّوْضَةُ: عَمَّها نَوْرُها.
والكاهِلُ، كصاحِبٍ: الحارِكُ، أو مُقَدَّمُ أعْلَى الظَّهْرِ مما يَلي العُنُقَ وهو الثُّلُثُ الأَعْلَى، وفيه سِتُّ فِقَرٍ، أو ما بين الكَتِفَيْنِ، أو مَوْصِلُ العُنُقِ في الصُّلْبِ، وابنُ أسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ، وأبو قَبيلةٍ من أسَدٍ، قاتِلَيْ أبي امْرِئ القيسِ.
ويقالُ للشديدِ الغَضَبِ وللفَحْلِ الهائِجِ: إِنه لذو كاهِلٍ.
والشديدُ الكاهِلِ: المَنيعُ الجانبِ.
وأبو كاهِلٍ: قيسُ بنُ عائِذٍ البَجَلِيُّ الصحابيُّ.
والكُهْلولُ، بالضم: الضَّحَّاكُ والكريمُ.
وسَمَّوْا كَهْلاً، بالفتح. وكصاحِبٍ وزُبيرٍ وسَكْرانَ.
وكجُهَيْنَةَ: ع.
وكغُرابٍ: كاهِنٌ جاهِلِيٌّ، وكجَرْوَلٍ وصَبورٍ: العَنْكبوتُ، وطار له طائرٌ كَهْلٌ، أي: له جَدٌّ وحَظٌّ في الدنيا.

الكُحْلُ

الكُحْلُ، بالضم: المالُ الكثيرُ، والإِثْمِدُ،
كالكِحالِ، ككِتابٍ، وكلُّ ما وُضِعَ في العينِ يُشْتَفَى به.
وكُحْلُ السودانِ: البَشْمَةُ.
وكُحْلُ فارِسَ: الأنْزروتُ.
وكُحْلُ خَوْلانَ: الحُضُضُ.
وَكَحَلَ العينَ، كَمَنَعَ ونَصَرَ، فهي مَكْحولَةٌ وكَحِيلٌ، وكَحِيلَةٌ وكَحِلٌ، كخَجِلٍ، من أعْيُنٍ كَحْلَى وكحائلَ.
وكحَّلَها تَكْحيلاً.
والكَحَلُ، محرَّكةً: أن يَعْلُو مَنَابِتَ الأشْفارِ سَوادٌ خِلْقَةً، أو أن تَسْوَدَّ مَواضِع الكُحْلِ. كَحِلَ، كفرِحَ، فهو أكْحَلُ.
والكَحْلاءُ: الشديدةُ سَوادِ العينِ، أو التي كأَنها مَكحولَةٌ وإن لم تُكْحَلْ،
وـ من النِعاجِ: البَيْضاءُ السَّوْداءُ العَيْنَيْنِ، ونَبْــتٌ مَرْعًى للنَحْلِ تَجْرُسُها، أو عُشْبَةٌ سُهْلِيَّةٌ لها وَرْدَةٌ حَسَنَةٌ، ولسانُ الثَّوْرِ،
كالكُحَيْلاءِ، وطائرٌ.
والكَحْلَةُ: خَرَزَةٌ للتأخيذِ أو للعَيْنِ،
كالكِحالِ، والكِحْلِ. وبالضم: بَقْلَةٌ، ج: أكاحِلُ، نادِرٌ.
وكَحْلَةٌ، مَعْرِفَةً: اسمٌ للسَّماءِ،
كالكَحْلِ وكُحْلَ.
وكحَلَتِ السنةُ، كمَنَعَ: اشْتَدَّتْ،
وـ السِنونَ القومَ: أصابَتْهُم.
وكَحْلٌ، ويُمْنَعُ: السَّنَةُ الشَّديدَةُ.
والكَحْلُ والإِكْحالُ: شِدَّةُ المَحْلِ.
واكْتَحَلَتِ الأرضُ بالنَّباتِ كَحَّلَتْ وتَكَحَّلَتْ وأكْحَلَتْ واكْحالَّتْ: وذلك حينَ تُرِي أوَّلَ خُضْرَةِ النَّباتِ.
والأكْحَلُ: عِرْقٌ في اليَدِ، أو هو عِرْقُ الحياةِ، ولا تَقُلْ عِرْقُ الأَكْحَلِ. وكمِنْبَرٍ ومِفْتاحٍ: المُلْمُولُ يُكْتَحَلُ به.
والمِكْحالانِ: عَظْمانِ شاخِصانِ فيما يَلي باطِنَ الذِراعِ، أو هما عَظْما الوَرِكَيْن من الفَرَسِ. وكزُبَيْرٍ: النَّفْطُ أو القَطِرانُ يُطْلَى به الإِبِلُ،
وع بالجزيرَةِ. وكجُهَيْنَة: ع.
ومُكْحُلْ مُكْحُلْ، بضمهما: دُعاءٌ للنَعْجَةِ إلى الحَلْبِ، أي: كأنها مُكْحُلَةٌ مُلِئَتْ كُحْلاً منْ سَوادِها.
وكُحْلُ كُحَيْلَه، بضمهما: زَجْرٌ لها، أي سودُ سُوَيْدَه، وكقُفْلٍ: ع.
وكُحْلان، بالضم: ابنُ شُرَيْحٍ أبو قَبيلَةٍ.
ومَكْحولٌ: مَوْلًى للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، والتابِعِيُّ الدِمَشْقِيُّ فقيهُ الشامِ، وفَرَسُ عليِّ ابنِ شَبيبٍ الأزْدِيِّ.
وكَحَلَةُ، محرَّكةً: ماءٌ لجُشَمَ.
والمُكْحُلَةُ: ما فيه الكُحْلُ، وهو أحَدُ ما جاءَ بالضم من الأَدَواتِ.
وتَمَكْحَلَ: أخَذَ مُكْحُلَةً.
واكْتَحَلَ: وَقَعَ في شِدَّةٍ.

خَلْفُ

خَلْفُ، أو الخَلْفُ: نَقيضُ قُدَّامَ، والقَرْنُ بَعْدَ القَرنِ، ومنه: هؤُلاءِ خَلْفُ سُوءٍ،
وـ: الرَّدِيءُ من القَوْلِ، والاسْتِقاءُ، وحَدُّ الفَأسِ أو رَأسُهُ، ومَنْ لا خَيْرَ فيه، والذينَ ذَهَبُوا مِنَ الحَيِّ، ومَنْ حَضَرَ منهم، ضدٌّ، وهُمْ خُلوفٌ،
وـ: الفَأْسُ العَظِيمَةُ؛ أو بِرَأْسٍ واحِدٍ، وَرَأْسُ المُوسَى، (والنَّسْلُ) ، وأقْصَرُ أضْلاعِ الجَنْبِ، ج: خُلوفٌ،
وـ: المِرْبَدُ، أو الذي وراءَ البَيْتِ، والظَّهْرُ، والخَلَقُ من الوِطابِ،
ولَبِثَ خَلْفَهُ: بَعْدَهُ، وبالكسرِ: المُخْتَلِفُ،
كالخِلْفَةِ، واللَّجُوجُ، والاسْمُ من الاسْتِقاءِ،
كالخِلْفَةِ، وما أنْبَتَ الصَّيْفُ من العُشْبِ، وما وَلِيَ البَطْنَ من صِغارِ الأضْلاعِ، وحَلَمَةُ ضَرْعِ النَّاقَةِ أو طَرَفُهُ، أو المُؤَخَّرُ من الأطْباءِ، أو هو لِلنَّاقَةِ كالضَّرْعِ لِلشَّاةِ.
ووَلَدَتِ الشاةُ خِلْفَيْنِ: وَلَدَتْ سَنَةً ذَكَراً وسَنَةً أُنْثَى.
وذاتُ خِلْفَيْنِ، ويُفْتَحُ: اسْمُ الفَأسِ، ج: ذَواتُ الخِلْفَيْنِ. وككَتِفٍ: المَخاضُ، وهي الحَوامِلُ من النُّوقِ، الواحِدَةُ: بهاءٍ، وبالتَّحْريكِ: الوَلَدُ الصالِحُ، فإذا كان فاسِداً أُسْكِنَتِ اللامُ، ورُبَّما اسْتُعْمِلَ كُلٌّ منهما مَكانَ الآخَرِ، يُقالُ:
هو خَلْفُ صِدْقٍ من أبيه: إذا قامَ مَقامَهُ، أو الخَلْفُ، وبالتَّحْريكِ سَواءٌ.
اللَّيْثُ: خَلْفٌ لِلأشْرارِ خاصَّةً، وبالتَّحْريكِ: ضِدُّهُ.
وما اسْتَخْلَفْتَ من شيءٍ، ومَصْدَرُ الأخْلَفِ لِلْأَعْسَرِ، والأحْوَلِ، ولِلمُخالِفِ العَسِرِ الذي كأنَّهُ يَمْشِي على شِقٍّ. وخَلَفُ بنُ أيُّوبَ، وابنُ تَميمٍ، وابنُ خالِدٍ، وابنُ خَليفَةَ، وابنُ سَالِمٍ، وابنُ مَهْدَانَ، وابنُ مُوسى، وابنُ هِشامٍ، وابنُ محمدٍ، وابنُ مَهْرانَ: مُحَدِّثونَ. وأبو خَلَفٍ: تابِعِيَّانِ.
وخُلُفٌ، بضَمَّتَيْنِ: ة باليمنِ.
والأخْلَفُ: الأحْمَقُ، والسَّيْلُ، والحَيَّةُ الذَّكَرُ، والقَليلُ العَقْلِ.
والخُلْفُ، بالضم: الاسمُ من الإِخْلافِ، وهو في المُسْتَقْبَلِ، كالكَذِبِ في الماضي، أو هو أنْ تَعِدَ عِدَةً ولا تُنْجِزَها،
وـ: جَمْعُ الخَلِيفِ في مَعانِيهِ. وكزُبَيْرٍ: ابنُ عُقْبَةَ، من تَبَعِ التابِعِينَ.
والخِلْفَةُ، بالكسرِ: الاسمُ من الاخْتِلافِ، أو مَصْدَرُ الاخْتِلافِ، أي: التَّرَدُّدِ.
و {جَعَلَ الليلَ والنهارَ خِلْفَةً} ، أي: هذا خَلَفٌ من هذا، أو هذا يأتِي خَلْفَ هذا، أو معناهُ: مَنْ فاتَهُ أمرٌ بالليلِ أدْرَكَهُ بالنهارِ، وبالعَكْسِ.
والخِلْفَةُ أيضاً: الرُّقْعَةُ يُرْقَعُ بها، وما يُنْبِتُهُ الصَّيْفُ من العُشْبِ، وزَرْعُ الحُبوبِ خِلْفَةٌ، لأنه يُسْتَخْلَفُ من البُرِّ والشَّعيرِ، واخْتِلافُ الوُحوشِ مُقْبِلَةً مُدْبِرَةً، وما عُلِّقَ خَلْفَ الراكِبِ، وما يَتَفَطَّرُ عنه الشَّجَرُ في أوَّلِ البَرْدِ، أو ثَمَرٌ يَخْرُجُ بعدَ ثَمَرٍ، أو نَباتُ وَرَقٍ دونَ ورَق، وشيءٌ يَحْمِلُهُ الكَرْمُ بعدما يَسْوَدُّ العِنَبُ، فَيُقْطَفُ العِنَبُ وهو غَضٌّ أخْضَرُ ثم يُدْرِك، وكذلك هو من سائِرِ الثَّمَرِ، أو أنْ يأتِيَ الكَرْمُ بِحِصْرِمٍ جَديدٍ،
وـ: أنْ يُناظِرَ الرجُلُ الرجُلَ، فإذا غابَ عن أهْلِهِ خالَفَهُ إليهم، والدَّوابُّ التي تَخْتَلِفُ، وما يَبْقَى بين الأَسْنانِ من الطَّعامِ، والهَيْضَةُ، ووَقْتٌ بعدَ وقْتٍ، ونَبْــتٌ يَنْبُتُ بعدَ نَبْتٍ، أو يَنْبُتُ من غيرِ مَطَرٍ، بَلْ بِبَرْدِ آخِرِ اللَّيْلِ، والقوْمُ المُخْتَلِفونَ، والمُخالَفَةُ، ويُضَمُّ، وله ولَدَانِ، أو عَبْدانِ،
أو أمَتانِ خِلْفَتانِ وخِلْفَانِ: إذا كان أحَدُهُما طَويلاً والآخَرُ قَصيراً، أو أحَدُهُما أبيضَ والآخَرُ أسْوَدَ، ج: أخلافٌ وخِلَفَةٌ.
وكلُّ لَوْنَيْنِ اجْتَمعا فَهُما: خِلْفَةٌ.
وخِلْفَةُ الإِبِلِ: أن يُورِدَها بالعَشِيِّ بعدَما يَذْهَبُ الناسُ.
ومن أيْنَ خِلْفَتُكُمْ: من أيْنَ تَسْتَقُونَ.
وأخَذَتْهُ خِلْفَةٌ: كثُرَ تَرَدُّدُهُ إلى المُتَوَضَّأ، وبالضم: العَيْبُ، والحُمْقُ،
كالخَلافَةِ، كَسَحابَةٍ، والعَتَهُ، والخِلافُ،
وـ من الطَّعامِ: آخِرُ طَعْمِهِ، وبالفتح (وكصُرَدٍ) : ذَهابُ شَهْوَةِ الطَّعامِ من المَرَضِ،
ومَصْدَرُ خَلَفَ القَميصَ: إذا أخْرَجَ بالِيَهُ ولَفَقَهُ.
والمِخْلافُ: الرجُلُ الكثيرُ الإِخْلافِ، والكُورَةُ، ومنه: مَخاليفُ اليمنِ.
ورجُلٌ خالِفَةٌ: كثيرُ الخِلافِ،
وما أدْري أيُّ خالِفَةٍ هو، مَصْروفَةً ومَمْنوعَةً،
وأيُّ الخَوالِفِ هو، وأيُّ خافِيَةٍ، أيْ: أيُّ الناسِ.
وهو خالِفَةُ أهْلِ بَيْتِهِ،
وخالِفُهُم: غيرُ نجيبٍ لا خَيْرَ فيه.
والخَوالِفُ: النساءُ، قال الله تعالى: {مع الخَوالِفِ} ، والأراضي التي لا تُنْبِتُ إلا في آخِرِ الأرَضِينَ.
والخالِفَةُ: الأحمقُ،
كالخالِفِ، والأمَّةُ الباقِيَةُ بعدَ الأُمَّةِ السَّالِفَةِ، وعَمُودٌ من أعْمِدَةِ البيتِ في مُؤَخَّرِه.
والخالِفُ: السِّقاءُ،
كالمُسْتَخْلِفِ، والنَّبِيذُ الفاسدُ، والذي يَقْعُدُ بعدَكَ، قال الله تعالى: {مع الخالِفِينَ} .
والخِلِّيفَى، بكسر الخاءِ واللامِ المُشَدَّدَةِ: الخِلافةُ. وكأَميرٍ: الطريقُ بين الجَبَلَيْنِ، أو الوادي بينهما، ومنه: ذِيخُ الخَلِيفِ، أو مَدْفَعُ الماءِ، والطريقُ في الجبلِ أيّاً كانَ، أو الطريقُ فقطْ، والسَّهْمُ الحديدُ الطَّريرُ، والثوبُ يُشَقُّ وسَطُهُ فَيُوصَلُ طَرَفاهُ، والناقةُ في اليومِ الثاني من نِتاجِها، يقالُ: رَكِبها يومَ خَليفِها، واللَّبَنُ بعدَ اللِّبَأِ، جمعُ الكلِّ: ككُتُبٍ،
وـ: جبلٌ،
وة بين مكةَ واليَمنِ، والمَرْأةُ التي أسْبَلَتْ شَعَرَها خَلْفَهَا.
وخَليفَا الناقَةِ: ما تَحْتَ إبْطَيْها، لا إبْطاها، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ.
والخَليفَةُ: جَبَلٌ مُشْرِفٌ على أجْيادٍ الكَبِيرِ، وبِلا لامٍ: ابنُ عَدِيٍّ الأنْصارِيُّ الصَّحابِيُّ، أو هو عَليفَةُ، وابنُ كَعْبٍ، وابنُ حُصَيْنٍ، وأبو خَليفَةَ، وابنُ خَيَّاطٍ البَصْرِيُّ، وفِطْرُ بنُ خَلِيفَةَ: مُحَدِّثونَ.
والخَليفَةُ: السُّلْطانُ الأعْظَمُ، ويُؤَنَّثُ،
كالخَلِيفِ، ج: خَلائِفُ وخُلَفاءُ.
وخَلَفَهُ خِلافَةً: كان خَليفَتَهُ، وبَقِيَ بَعْدَهُ،
وـ فَمُ الصَّائِمِ خُلوفاً وخُلوفةً: تَغَيَّرَتْ رائحَتُهُ،
كأَخْلَفَ، ومنه: نَوْمَةُ الضُّحَى مَخْلَفَةٌ للفَمِ،
وـ اللَّبَنُ، والطعامُ: تَغَيَّرَ طَعْمُهُ أو رائحَتُهُ،
كأَخْلَفَ،
وـ فلانٌ: فَسَدَ،
وـ: صَعِدَ الجبلَ،
وـ فلاناً: أخَذَه من خَلْفِه،
وـ الله تعالى عليك، أي: كان خَليفَةَ من فَقَدْتَهُ عليك،
وـ بَيْتَهُ: جَعَلَ له عَمُوداً في مُؤَخَّرِه،
وـ أباهُ: صارَ خَلْفَهُ أو مكانَه،
وـ مكانَ أبيهِ خِلافَةً: صارَ فيه دونَ غيره،
وـ الفاكِهَةُ بعضُها بعضاً: صارَتْ خَلَفاً من الأولَى،
وـ رَبَّهُ في أهْلِهِ خِلافَةً: كانَ خَليفةً عليهم،
ط وـ فُوهُ خُلوفاً وخُلوفةً ط، (بضمهما: تَغَيَّرَ) ،
وـ الثوبَ: أصْلَحَهُ،
كأَخْلَفَ، فيهما،
وـ لأِهْلِهِ: اسْتَقَى ماءً،
كاسْتَخْلَفَ وأخْلَفَ،
وـ النَّبيذُ: فَسَدَ،
ويقالُ لمَنْ هَلَكَ له ما لا يُعْتاضُ منه، كالأبِ والأمِّ: خَلَفَ الله عليك، أي: كان عليك خَليفةً، وخَلَفَ الله تعالى عليك خَيْراً، أو بخَيْرٍ، وأخْلَفَ عليك، ولَكَ، خَيْراً، ولِمَنْ هَلَكَ له ما يُعْتاضُ منه: أخْلَفَ الله لَكَ، وعليك، وخَلَفَ الله لَكَ، أَو يَجُوزُ: خَلَفَ الله عليك في المالِ ونحوِهِ، ويَجُوزُ في مُضارِعِهِ: يَخْلَفُ، كَيَمْنَعُ، نادرٌ.
وخَلَفَ عن أصحابِه: تَخَلَّفَ،
وـ فلانٌ خَلافةً، كصَدارَةٍ وصُدُورٍ: حَمُقَ، فهو خالِفٌ وخالِفةٌ،
وـ عن خُلُقِ أَبِيهِ: تَغَيَّرَ عَنه،
وـ فلاناً: صارَ خَليفَتَهُ في أَهْلِهِ.
وخَلِفَ البعيرُ، كفرِحَ: مالَ على شِقٍّ، فهو أَخْلَفُ،
وـ الناقةُ: حَمَلَتْ.
والخِلافُ، ككتابٍ، وشَدَّه لَحْنٌ: صِنْفٌ من الصَّفْصافِ، وليس به، سُمِّيَ خِلافاً لأنّ السَّيْلَ يَجِيءُ به سَبْياً، فَيَنْبُتُ من خِلافِ أَصْلِهِ، ومَوْضِعُه: مَخْلَفَةٌ.
ورجلٌ خِلِّيفةٌ، كبِطِّيخَةٍ،
وخِلَفْنَةٌ، كرِبَحْلَةٍ،
وخِلَفْناةٌ، ونُونُهُما زائدةٌ، وهُما للمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ والجمعِ، أَي: كثيرُ الخِلافِ.
وفي خُلُقِهِ خِلَفَنَةٌ وخِلَفْنَاةٌ، أيضاً،
وخالِفٌ وخالِفَةٌ، وخِلْفَةٌ، بالكسر والضمِ: خِلافٌ. وكَمَرْحَلَةٍ: الطَّريقُ، والمَنْزِلُ،
ومَخْلَفَةُ مِنًى: حيثُ يَنْزِلُ الناسُ. وكمَقْعَدٍ: طُرُقُ الناسِ بِمِنًى حيثُ يَمُرُّونَ.
ورجُلٌ خُلْفُفٌ، كقُنْفُذٍ: أَحْمَقُ، وهي خُلْفُفٌ وخُلْفُفَةٌ.
وأُمُّ الخُلْفُفِ، كقُنْفُذٍ وجُنْدَبٍ: الداهِيَةُ، أَو العُظْمَى.
وأَخْلَفَهُ الوَعْدَ: قال ولم يَفْعَلْهُ،
وـ فلاناً: وجَدَ مَوْعِدَهُ خُلْفاً،
وـ النُّجومُ: أَمْحَلَتْ فلم يكن فيها مَطَرٌ،
وـ فلانٌ لِنَفْسِه: إذا ذَهَبَ له شيءٌ فَجَعَلَ مَكانَهُ آخَرَ،
وـ النَّباتُ: أَخْرَجَ الخِلْفَةَ،
وـ: أَهْوَى بِيَدِهِ إلى السَّيْفِ لِيَسُلَّهُ،
وـ عن البَعيرِ: حَوَّلَ حَقَبَهُ، فجعَلَهُ مِمَّا يَلِي خُصْيَيْهِ، وذلك إذا أَصابَ حَقَبُهُ ثِيلَهُ فاحْتَبَسَ بَوْلُه،
وـ فلاناً: رَدَّهُ إلى خَلْفِهِ،
وـ الله تعالى عليك: رَدَّ عليك ما ذَهَبَ،
وـ الطائِرُ: خَرَجَ له رِيشٌ بعدَ رِيشِهِ الأوّلِ،
وـ الغُلامُ: راهَقَ الحُلُمَ،
وـ الدَّواءُ فلاناً: أَضْعَفَه.
والإِخْلافُ: أَنْ تُعيدَ الفَحْلَ على النَاقَةِ إذا لم تَلْقَحْ بِمَرَّةٍ.
والمُخْلِفُ: البَعيرُ جازَ البازِلَ، وهي مُخْلِفٌ ومخْلِفَةٌ،
أَو المُخْلِفَةُ: الناقَةُ ظَهَرَ لهم أَنها لَقِحَتْ ثم لم تكن كذلك.
وخَلَّفُوا أَثْقالَهُم تَخْليفاً: خَلَّوْهُ وراءَ ظُهُورِهِم،
وـ بناقَتِه: صَرَّ منها خِلْفاً واحِداً،
وـ فلاناً: جَعَلَهُ خَليفَتَهُ،
كاسْتَخْلَفَه.
والخِلافُ: المُخالَفَةُ، وكُمُّ القَميصِ.
وهو يُخالِفُ فُلانَةَ، أَي: يأتيها إذا غابَ زَوْجُها.
وخالَفَها إلى مَوْضِعٍ آخَرَ: لازمَهَا.
وَتَخَلَّفَ: تأخَّرَ.
واخْتَلَفَ: ضِدُّ اتَّفَقَ،
وـ فلاناً: كانَ خَليفَتَهُ،
وـ إلى الخَلاءِ: صارَ به إسْهالٌ،
وـ صاحبَهُ: باصَرَه، فإذا غابَ دَخَلَ على زَوْجَتِهِ.

الحَزَنْبَلُ

الحَزَنْبَلُ: القَصِيرُ. وجِرٌ حَزَنْبَلٌ: ضَخْمٌ.
الحَزَنْبَلُ: المرأةُ الحَمْقاءُ، والقَصيرُ المَوْثُوقُ الخَلْقِ، والعَجوزُ المُتَهَدِّمَةُ، ونَبْــتٌ من العَقاقيرِ، والغَليظُ الشَّفَةِ، والمُشْرِفُ الرَّكَبِ من الأَحْراحِ، ومن كُلِّ شيءٍ.

الحَقْلُ

الحَقْلُ: قَراحٌ طَيِّبٌ يُزْرَعُ فيه،
كالحَقْلَةِ، ومنه: "لا يُنْبِتُ البَقْلَةَ إلا الحَقْلَةُ"، والزَّرْعُ قد تَشَعَّبَ ورَقُهُ، وظَهَرَ وكثُرَ، أو إذا اسْتَجْمَعَ خُروجُ نَباتِهِ، أو ما دامَ أخْضَرَ، وقد أَحْقَلَ في الكُلِّ.
والمَحاقِلُ: المَزارِعُ.
والمُحاقَلَةُ: بَيْعُ الزَّرْعِ قبلَ بُدُوِّ صَلاحِهِ، أو بَيْعُهُ في سُنْبُلِهِ بالحِنْطَةِ، أو المُزارَعَةُ بالثُّلُثِ أو الرُّبُعِ، أو أقَلَّ أو أكثَرَ، أو اكْتِراءُ الأرضِ بالحِنْطَةِ.
والحِقْلَةُ، بالكسر: ما يَبْقَى في الحَوْضِ من الماءِ الصافي، ويُثَلَّثُ، وبَقِيَّةُ اللَّبَنِ، وحُشافَةُ التَّمْرِ، وما دونَ مِلْءِ القَدَحِ، وبالفتح: داءٌ في الإِبِلِ، ووجَعٌ في بَطْنِ الفرسِ من أكْلِ التُّرابِ، وقد حَقِلَتْ، فيهما، كفرِحَ، حَقْلَةً وحَقَلاً.
والحِقْلُ، بالكسر: الهَوْدَجُ، وداءٌ في البَطْنِ، وماءُ الرُّطَبِ في الأَمْعَاءِ،
كالحُقالِ، بالضم،
والحَقيلَةِ، ج: حَقائِلُ.
والحَقِيلُ: الأرضُ التي لا تَبْلُغُ أن تكونَ جَبَلاً، ونَبْــتٌ،
وع، وبهاءٍ: حُشافَةُ التَّمْرِ.
والحَوْقَلَةُ: القارورةُ الطويلَةُ العُنُقِ، تكون مع السَّقَّاءِ، والغُرْمُولُ اللَّيِّنُ، وسُرْعَةُ المَشْيِ، ومُقارَبَةُ الخَطْوِ، والإِعْياءُ، والضَّعْفُ، والنَّوْمُ، والإِدْبارُ، والعَجْزُ عن الجِماعِ، واعْتِمادُ الشيخِ بيَدَيْهِ على خَصْرِه، والدَّفْعُ.
والحَيْقَلُ، كصَيْقَلٍ: مَن لا خيرَ فيه.
والحَوْقَلُ: الذَّكَرُ.
والحاقُولُ: سَمَكٌ أخْضَرُ طويلٌ.
وحَقْلُ: ة بأَجَأَ،
وة قُرْبَ أيْلَةَ، ووادٍ لِسُلَيْمٍ، واسمُ ساحِلِ تَيْماءَ.
ومِخْلافُ الحَقْلِ: باليَمنِ.
وحَقْلُ الرُّخامَى: ع.
والحِقْلَةُ، بالكسر: ناحيةٌ باليمامةِ.
والحُقالِيَةُ، بالضم: حِصْنٌ باليمنِ.
وككِتابٍ: ع. وكسحابٍ: ابنُ أنْمارٍ.

العُسَيْلَةُ

العُسَيْلَةُ:
بلفظ تصغير عسلة، وهو تأنيث العسل، مشبّه بقطعة من العسل، وهذا كما يقال: كنا في لحمة ونبــيذة وعسلة أي في قطعة من كل شيء منها، ومنه: حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك، وهو ماء الرجل ونطفته، وقال الشافعي: هو كناية عن حلاوة الجماع وهو جيد حسن، والعسيلة: ماء في جبل القنان شرقي سميراء، وقال القحيف بن حميّر العقيلي:
يقود الخيل كلّ أشقّ نهد، ... وكلّ طمرّة فيها اعتدال
تكاد الجنّ بالغدوات منّا، ... إذا صفّت كتائبها، تهال
فبتن على العسيلة ممسكات، ... بهنّ حرارة وبها اغتلال

الغَرِيّانِ

الغَرِيّانِ:
تثنية الغريّ، وهو المطليّ، الغراء، ممدود: وهو الغراء الذي يطلى به، والغريّ فعيل بمعنى مفعول، والغريّ: الحسن من كلّ شيء، يقال: رجل غريّ الوجه إذا كان حسنا مليحا، فيجوز أن يكون الغريّ مأخوذا من كل واحد من هذين، والغريّ: نصب كان يذبح عليه العتائر، والغريّان: طربالان وهما بناءان كالصّومعتين بظاهر الكوفة قرب قبر عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال ابن دريد: الطربال قطعة من جبل أو قطعة من حائط تستطيل في السماء وتميل، وفي الحديث: كان، عليه الصلاة والسلام، إذا مرّ بطربال مائل أسرع المشي، والجمع الطرابيل،
وقيل: الطربال القطعة العالية من الجدار والصخرة العظيمة المشرفة من الجبل، وطرابيل الشام: صوامعها.
والغريّان أيضا: خيالان من أخيلة حمى فيد بينهما وبين فيد ستة عشر ميلا يطؤهما طريق الحاجّ، عن الحازمي، والخيال: ما نصب في أرض ليعلم أنها حمى فلا تقرب، وحمى فيد: معروف وله أخيلة، وفيهما يقول الشاعر فيما أحسب:
وهل أرين بين الغريّين فالرّجا ... إلى مدفع الريّان سكنا تجاوره؟
لأن الرجا والريّان قريتان من هذا الموضع، وقال ابن هرمة:
أتمضي ولم تلمم على الطّلل القفر ... لسلمى ورسم بالغريّين كالسطر
عهدنا به البيض المعاريب للصّبا ... وفارط أحواض الشباب الذي يقري
وقال السمهري العكلي:
ونبّــئت ليلى بالغريّين سلّمت ... عليّ، ودوني طخفة ورجامها
عديد الحصى والأثل من بطن بيشة ... وطرفائها ما دام فيها حمامها
قال: فأما الغريّان بالكوفة فحدّث هشام بن محمد الكلبي قال: حدّثني شرقيّ بن القطامي قال: بعثني المنصور إلى بعض الملوك فكنت أحدثه بحديث العرب وأنسابها فلا أراه يرتاح لذلك ولا يعجبه، قال: فقال لي رجل من أصحابه يا أبا المثنى أي شيء الغريّ في كلام العرب؟ قلت: الغريّ الحسين، والعرب تقول:
هذا رجل غريّ، وإنما سمّيا الغريين لحسنهما في ذلك الزمان، وإنما بني الغريان اللذان في الكوفة على مثل غريّين بناهما صاحب مصر وجعل عليهما حرسا فكل من لم يصلّ لهما قتل إلا أنه يخيّره خصلتين ليس فيهما النجاة من القتل ولا الملك ويعطيه ما يتمنى في الحال ثم يقتله، فغبر بذلك دهرا، قال: فأقبل قصّار من أهل إفريقية ومعه حمار له وكذين فمرّ بهما فلم يصلّ فأخذه الحرس فقال: ما لي؟ فقالوا:
لم تصلّ للغريّين، فقال: لم أعلم، فذهبوا به إلى الملك فقالوا: هذا لم يصلّ للغريّين، فقال له: ما منعك أن تصلي لهما؟ قال: لم أعلم وأنا رجل غريب من أهل إفريقية أحببت أن أكون في جوارك لأغسل ثيابك وثياب خاصتك وأصيب من كنفك خيرا، ولو علمت لصليت لهما ألف ركعة، فقال له: تمنّ، فقال: وما أتمنّى؟ فقال: لا تتمنّ الملك ولا أن تنجّي نفسك من القتل وتمنّ ما شئت، قال: فأدبر القصّار وأقبل وخضع وتضرع وأقام عذره لغربته فأبى أن يقبل، فقال: إني أسألك عشرة آلاف درهم، فقال: عليّ بعشرة آلاف درهم، قال: وبريدا، فأتى البريد فسلّم إليه وقال: إذا أتيت إفريقية فسل عن منزل فلان القصّار فادفع هذه العشرة آلاف درهم إلى أهله، ثم قال له الملك: تمنّ الثانية، فقال: أضرب كلّ واحد منكم بهذا الكذين ثلاث ضربات واحدة شديدة وأخرى وسطى وأخرى دون ذلك، قال: فارتاب الملك ومكث طويلا ثم قال لجلسائه: ما ترون؟ قالوا: نرى أن لا تقطع سنّة سنّها آباؤك، قالوا: فيمن تبدأ؟ قال: أبدأ بالملك ابن الملك الذي سنّ هذا، قال: فنزل عن سريره ورفع القصّار الكذين فضرب أصل قفاه فسقط على وجهه، فقال الملك: ليت شعري أيّ الضربات هذه! والله لئن كانت الهينة ثم جاءت الوسطى والشديدة لأموتن! فنظر إلى الحرس وقال: أولاد الزنا، تزعمون أنه لم يصلّ وأنا والله رأيته حيث صلى، خلوا سبيله
واهدموا الغريّين! قال: فضحك القصار حتى جعل يفحص برجله من كثرة الضحك، قلت أنا: فالذي يقع لي ويغلب على ظني أن المنذر لما صنع الغريين بظاهر الكوفة سنّ تلك السنّة ولم يشرط قضاء الحوائج الثلاث التي كان يشرطها ملك مصر، والله أعلم، وأن الغريّين بظاهر الكوفة بناهما المنذر بن امرئ القيس ابن ماء السماء، وكان السبب في ذلك أنه كان له نديمان من بني أسد يقال لأحدهما خالد بن نضلة والآخر عمرو بن مسعود فثملا فراجعا الملك ليلة في بعض كلامه فأمر وهو سكران فحفر لهما حفيرتان في ظهر الكوفة ودفنهما حيّين، فلما أصبح استدعاهما فأخبر بالذي أمضاه فيهما فغمه ذلك وقصد حفرتهما وأمر ببناء طربالين عليهما وهما صومعتان، فقال المنذر: ما أنا بملك إن خالف الناس امري، لا يمرّ أحد من وفود العرب إلا بينهما، وجعل لهما في السّنة يوم بؤس ويوم نعيم، يذبح في يوم بؤسه كلّ من يلقاه ويغري بدمه الطربالين، فان رفعت له الوحش طلبتها الخيل، وإن رفع طائر أرسل عليه الجوارح حتى يذبح ما يعنّ ويطليان بدمه، ولبث بذلك برهة من دهره وسمّى أحد اليومين يوم البؤس وهو اليوم الذي يقتل فيه ما ظهر له من إنسان وغيره، وسمى الآخر يوم النعيم يحسن فيه إلى كلّ من يلقى من الناس ويحملهم ويخلع عليهم، فخرج يوما من أيام بؤسه إذ طلع عليه عبيد بن الأبرص الأسدي الشاعر وقد جاء ممتدحا، فلما نظر إليه قال: هلّا كان الذبح لغيرك يا عبيد! فقال عبيد: أتتك بحائن رجلاه، فأرسلها مثلا، فقال له المنذر: أو أجل قد بلغ أناه، فقال رجل ممن كان معه: أبيت اللعن اتركه فاني أظن أن عنده من حسن القريض أفضل مما تريد من قتله فاسمع فان سمعت حسنا فاستزده وإن كان غيره قتلته وأنت قادر عليه، فأنزل فطعم وشرب ثم دعا به المنذر فقال له: زدنيه ما ترى، قال: أرى المنايا على الحوايا، ثم قال له المنذر: أنشدني فقد كان يعجبني شعرك، فقال عبيد: حال الجريض دون القريض وبلغ الحزام الطبّيين، فأرسلهما مثلين، فقال له بعض الحاضرين: أنشد الملك هبلتك أمك! فقال عبيد: وما قول قائل مقتول؟ فأرسلها مثلا أي لا تدخل في همك من لا يهتم بك، قال المنذر: قد أمللتني فأرحني قبل أن آمر بك، قال عبيد: من عزّ بزّ، فأرسلها مثلا، فقال المنذر: أنشدني قولك:
أقفر من أهله ملحوب فقال عبيد:
أقفر من أهله عبيد، ... فاليوم لا يبدي ولا يعيد
عنّت له منيّة تكود، ... وحان منها له ورود
فقال له المنذر: أسمعني يا عبيد قولك قبل أن أذبحك، فقال:
والله إن متّ ما ضرّني، ... وإن عشت ما عشت في واحده
فأبلغ بنيّ وأعمامهم ... بأن المنايا هي الواردة
لها مدة فنفوس العباد ... إليها، وإن كرهت، قاصده
فلا تجزعوا لحمام دنا، ... فللموت ما تلد الوالده
فقال المنذر: ويلك أنشدني! فقال:
هي الخمر بالهزل تكنى الطّلا، ... كما الذئب يكنّى أبا جعدة
فقال المنذر: يا عبيد لا بد من الموت وقد علمت أن النعمان ابني لو عرض لي يوم بؤسي لم أجد بدّا من أن أذبحه، فأما أن كانت لك وكنت لها فاختر إحدى ثلاث خلال: إن شئت فصدتك من الأكحل وإن شئت من الأبجل وإن شئت من الوريد، فقال عبيد:
أبيت اللعن! ثلاث خلال كساحيات واردها شرّ وارد وحاديها شر حاد ومعاديها شر معاد فلا خير فيها لمرتاد، إن كنت لا محالة قاتلي فاسقني الخمر حتى إذا ماتت لها مفاصلي وذهلت منها ذواهلي فشأنك وما تريد من مقاتلي، فاستدعى له المنذر الخمر فشرب فلما أخذت منه وطابت نفسه وقدمه المنذر أنشأ يقول:
وخيّرني ذو البؤس، في يوم بؤسه، ... خلالا أرى في كلها الموت قد برق
كما خيّرت عاد من الدهر مرة، ... سحائب ما فيها لذي خيرة أنق
سحائب ريح لم توكّل ببلدة ... فتتركها إلا كما ليلة الطّلق
ثم أمر به المنذر ففصد حتى نزف دمه فلما مات غرّى بدمه الغريّين، فلم يزل على ذلك حتى مرّ به في بعض أيام البؤس رجل من طيّء يقال له حنظلة فقرّب ليقتل فقال: أبيت اللعن! إني أتيتك زائرا ولأهلي من بحرك مائرا فلا تجعل ميرتهم ما تورده عليهم من قتلي، قال له المنذر: لا بد من قتلك فسل حاجتك تقض لك قبل موتك، فقال: تؤجلني سنة أرجع فيها إلى أهلي فأحكم فيهم بما أريد ثم أسير إليك فينفذ في أمرك، فقال له المنذر: ومن يكفلك أنك تعود؟
فنظر حنظلة في وجوه جلسائه فعرف شريك بن عمرو ابن شراحيل الشيباني فقال:
يا شريك يا ابن عمرو ... هل من الموت محاله؟
يا شريك يا ابن عمرو، ... يا أخا من لا أخا له
يا أخا المنذر فكّ ال ... يوم رهنا قد أنى له
يا أخا كل مضاف ... وأخا من لا أخا له
إنّ شيبان قبيل ... أكرم الناس رجاله
وأبو الخيرات عمرو ... وشراحيل الحمالة
رقباك اليوم في المج ... د وفي حسن المقاله
فوثب شريك وقال: أبيت اللعن! يدي بيده ودمي بدمه إن لم يعد إلى أجله، فأطلقه المنذر، فلما كان من القابل قعد المنذر في مجلسه في يوم بؤسه ينتظر حنظلة فأبطأ عليهم فقدم شريك ليقتل فلم يشعر إلا وراكب قد طلع فإذا هو حنظلة وقد تحنط وتكفّن ومعه نادبته تندبه، فلما رأى المنذر ذلك عجب من وفائه وقال: ما حملك على قتل نفسك؟ فقال: أيها الملك إن لي دينا يمنعني من الغدر، قال: وما دينك؟
قال: النصرانية، فاستحسن ذلك منه وأطلقهما معا وأبطل تلك السّنّة وكان سبب تنصره وتنصر أهل الحيرة فيما زعموا، وروى الشرقيّ بن القطامي قال:
الغريّ الحسن من كل شيء وإنما سميا الغريّين لحسنهما وكان المنذر قد بناهما على صورة غريّين كان بعض ملوك مصر بناهما، وقرأت على ظهر كتاب شرح سيبويه المبرّد بخط الأديب عثمان بن عمر الصقليّ النحوي الخزرجي ما صورته: وجدت بخط أبي بكر السّرّاج، رحمه الله، على ظهر جزء من أجزاء
كتاب سيبويه أخبرني أبو عبد الله اليزيدي قال حدثني ثعلب قال: مرّ معن بن زائدة بالغريين فرأى أحدهما وقد شعّث وهدم فأنشأ يقول:
لو كان شيء له أن لا يبيد على ... طول الزمان لما باد الغريّان
ففرّق الدهر والأيام بينهما، ... وكلّ إلف إلى بين وهجران

كَرْخُ بَغْدَاد

كَرْخُ بَغْدَاد:
ولما ابتنى المنصور مدينة بغداد أمر أن تجعل الأسواق في طاقات المدينة إزاء كل باب سوق، فلم يزل على ذلك مدّة حتى قدم عليه بطريق من بطارقة الروم رسولا من عند الملك فأمر الربيع أن يطوف به في المدينة حتى ينظر إليها ويتأملها ويرى سورها وأبوابها وما حولها من العمارة ويصعده السور حتى يمشي من أوله إلى آخره ويريه قباب الأبواب والطاقات وجميع ذلك، ففعل الربيع ما أمره به، فلما رجع إلى المنصور قال له: كيف رأيت مدينتي؟
قال: رأيت بناء حسنا ومدينة حصينة إلا أن أعداءك فيها معك، قال: من هم؟ قال: السوقة، يوافي الجاسوس من جميع الأطراف فيدخل الجاسوس بعلّة التجارة والتجار هم برد الآفاق فيتجسس الأخبار ويعرف ما يريد وينصرف من غير أن يعلم به أحد، فسكت المنصور، فلما انصرف البطريق أمر بإخراج السوقة من المدينة وتقدم إلى إبراهيم بن حبيش الكوفي وخرّاش بن المسيب اليماني بذلك وأمرهما أن يبنيا ما بين الصراة ونهر عيسى سوقا وأن يجعلاها صفوفا ورتّب كل صف في موضعه وقال: اجعلا سوق القصّابين في آخر الأسواق فإنهم سفهاء وفي أيديهم الحديد القاطع، ثم أمر أن يبنى لهم مسجد يجتمعون فيه يوم الجمعة ولا يدخلوا المدينة، قال الخطيب:
وقلد المنصور ذلك رجلا يقال له الوضّاح بن شبا فبنى القصر الذي يقال له قصر الوضاح والمسجد فيه، قال ولم يضع المنصور على الأسواق غلّة حتى مات، فلما استخلف المهدي أشار عليه أبو عبد الله حتى وضع على الحوانيت الخراج، وقال غيره: إنه وضع عليهم المنصور الغلة على قدر الصناعة، فلما كثر الناس ضاقت عليهم فقالوا لإبراهيم بن حبيش وخرّاش: قد ضاقت علينا هذه الصفوف ونحن نتسع ونبــني لنا أسواقا من أموالنا ونؤدي عنّا الإجارة، فأجيبوا إلى ذلك فاتسعوا في البناء والأسواق، وقد قيل: إن السبب في نقلهم إلى الكرخ أن دخاخينهم ارتفعت واسودّت حيطان المدينة وتأذّى بها المنصور فأمر بنقلهم، وقال محمد بن داود الأصبهاني:
يهيم بذكر الكرخ قلبي صبابة، ... وما هو إلا حبّ من حلّ بالكرخ
ولست أبالي بالرّدى بعد فقدهم، ... وهل يجزع المذبوح من ألم السلخ؟
وأضاف إليهما عبيد الله بن عبد الله الحافظ بيتين آخرين وهما:
أقول وقد فارقت بغداد مكرها: ... سلام على أهل القطيعة والكرخ
هواي ورائي والمسير خلافه، ... فقلبي إلى كرخ ووجهي إلى بلخ
والأشعار في الكرخ كثيرة جدّا، وكانت الكرخ أولا في وسط بغداد والمحالّ حولها، فأما الآن فهي محلة وحدها مفردة في وسط الخراب وحولها محالّ إلا أنها غير مختلطة بها، فبين شرقها والقبلة محلة باب البصرة وأهلها كلهم سنّيّة حنابلة لا يوجد غير ذلك، وبينهما نحو شوط فرس، وفي جنوبها المحلة المعروفة بنهر القلّائين وبينهما أقلّ مما بينهما وبين باب البصرة، وأهلها أيضا سنّيّة حنابلة، وعن يسار قبلتها محلة تعرف بباب المحوّل وأهلها أيضا سنية، وفي قبلتها نهر الصراة، وفي شرقيها نصب بغداد ومحالّ كثيرة، وأهل الكرخ كلهم شيعة إمامية لا يوجد فيهم سنيّ البتة.

كفرنَبُو

كفرنَبُو:
النون قبل الباء الموحدة، موضع له ذكر في التوراة، ونبــو اسم صنم كان فيه: وهو موضع قرب حلب فيه آثار وفيه قبّة عظيمة باقية يقولون إنّها قبّة للصنم.

مَذْحِجُ

مَذْحِجُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وكسر الحاء المهملة، وجيم، قال ابن دريد: ذحجه وسحجه بمعنى، قال: ذحجته الريح أي جرّته، قال ابن الأعرابي: ولد أدد بن زيد بن يشجب مرّة والأشعر وأمهما ذلّة بنت ذي منشجان الحميري فهلكت فخلف على أختها مذلّة بنت ذي منشجان فولدت له مالكا وطيّئا واسمه جلهمة ثم هلك أدد فلم تتزوج مذلة وأقامت على ولدها مالك وطيّء فقيل أذحجت على ولدها أي أقامت فسمي مالك وطيّء مذحجا، قال ابن الكلبي: ولد أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان مرّة ونبــتا وهو الأشعر ومالكا وجلهمة وهو طيّء وأمهما ذلة بنت ذي منشجان وهي مذحج وكانت قد ولدتهما عند أكمة يقال لها مذحج فلقبت بها فولد مالك وطيّء كلهم يقال لهم مذحج وليس من ولد مرة من يقال له مذحجي كما قال ابن الأعرابي، وقال ابن إسحاق: مذحج بن يحابر بن مالك بن زيد بن كهلان، ولم يتابع على ذلك، وقد ذهب قوم إلى أن طيّئا ليست من مذحج وأن مذحجا ولد مالك بن أدد فقط، فعلى قول ابن الكلبي بنو الحارث بن كعب كلهم وسعد العشيرة وجعفي والنّخع ومراد وجنب وصدا ورها وعنس، بالنون، كلّ هؤلاء من ولد مالك بن أدد، وطيّء على شعب قبائلها كلها من مذحج، والكلام في شعب هذه القبائل ليس كتابي هذا مؤسسا عليه ولي عزم إن ساعدني الأجل ومدّ بضبعي التوفيق أن أعمل فيه كتابا شافيا سهل المأخذ حتى لا يفتقر النسّاب بعده إلى غيره.

النِّبَاجُ

النِّبَاجُ:
بكسر أوله، وآخره جيم، قال اللحياني:
النباج الصوت، ورجل نبّاج: شديد الصوت، والنباج: الآكام العالية، والنباج: الغرائر السود، والنبيج: كان من أطعمة العرب في المجاعة يخاض الوبر باللبن ويجدح، ويحتمل غير ذلك، فهذا ما اجتهدت أنا فيه، ثم وجدت في كتاب لابن خالويه:
ليس أحد ذكر اشتقاق النباج جمع النباجة، يقال:
نبجت اللبن الحليب إذا جدحته بعود في طرفه شبه فلكة حتى يكر فىء ويصير ثمالا فيؤكل به التمر يجتحف اجتحافا، قال: ولا يفعل ذلك أحد من العرب إلا بنو أسد، يقال: لبن نبيج ومنبوج، واسم ما ينبج به النباجة، قال: وهذا حرف غريب فانظر، رعاك الله، إلى هذه الدعوى والتعجرف، ثم جاء بما لا يليق أن يكون اسم موضع، وانظر إلى ما جئنا به فإن جميعه صالح أن يركّب عليه اسم موضع، قال أبو منصور: وفي بلاد العرب نباجان أحدهما على طريق البصرة يقال له نباج بني عامر وهو بحذاء فيد والآخر نباج بني سعد بالقريتين، وقال غيره: النباج منزل لحجاج البصرة، وقيل: النباج بين مكة والبصرة للكريزيّين، ونبــاج آخر بين البصرة واليمامة بينه وبين اليمامة غبّان لبكر بن وائل، والغب: مسيرة يومين، وقال أبو عبيد الله السكوني: النباج من البصرة على عشر مراحل وثيتل قريب من النباج وبهما يوم من أيام العرب مشهور لتميم على بكر بن وائل، وفيه
يقول محرز الضّبّيّ:
لقد كان في يوم النباج وثيتل ... وشطف وأيام تداركن مجزع
قال: والنباج استنبط ماءه عبد الله بن عامر بن كريز شقّق فيه عيونا وغرس نخلا وولده به وساكنه رهطه بنو كريز ومن انضم إليهم من العرب، ومن وراء النباج رمال أقوار صغار يمنة ويسرة على الطريق والمحجة فيها أحيانا لمن يصعد إلى مكة رمل وقيعان منها قاع بولان والقصيم، قال أعرابيّ:
ألا حبّذا ريح الألاء إذا سرت ... به بعد تهتان رياح جنائب
أهمّ ببغض الرمل ثمّت إنني ... إلى الله من أن أبغض الرمل تائب
وإني لمعذور إلى الشوق كلما ... بدا لي من نخل النباج العصائب
وقيل: النباج قرية في بادية البصرة على النصف من طريق البصرة إلى مكة بمنزلة فيد لأهل الكوفة، وقد قال البحتري:
إذا جزت صحراء النباج مغرّبا، ... وجازتك بطحاء السواجير يا سعد
فقل لبني الضّحّاك: مهلا! فإنني ... أنا الأفعوان الصِّلُّ والضيغم الورد
والسواجير: نهر منبج، فيقتضي ذلك أن يكون النباج بالقرب منها ويبعد أن يريد نباج البصرة وبين منبج وبينها أكثر من مسيرة شهرين، وإليها ينسب يزيد بن سعيد النباجي، سمع مالك بن دينار وروى عنه رجاء بن محمد بن رجاء البصري.

نبارة

نبارة:
في كتاب ابن عبد الحكم: ونزل عمرو بن العاص على مدينة طرابلس الغرب فملك المدينة فكان من بسبرة متحصنين، فلما بلغهم محاصرة عمرو مدينة طرابلس واسمها نبارة وسبرة السوق القديم، فهذا يدل على أن طرابلس اسم الكورة ونبــارة مدينتها.

نَبْطٌ

نَبْطٌ:
بالفتح ثم السكون، والنّبط، بفتح الباء: وهو الماء المستخرج بالحفر، ولعل سكونه للتخفيف في هذا الموضع: وهو شعب من شعاب هذيل، قال ساعدة ابن جؤيّة:
أضرّ به ضاح فنبطا أسالة ... فمرّ فأعلى حوزها فخصورها
ضاح ومرّ ونبــط: مواضع.

الخَشْلُ

الخَشْلُ: البَيْضَةُ إذا أُخْرِجَ جَوْفُها، والمُقْلُ، أو يابِسُهُ، أو رَطْبُهُ، أو صِغارُه، أو نَواهُ، ويُحَرَّكُ، واحِدَتُهُ: خَشْلَةٌ (وخَشَلَةٌ) ، ونَبــاتٌ أصْفَرُ وأحْمَرُ وأخْضَرُ، ورُؤوسُ الأَسْوِرَةِ والخَلاخِيلِ، وبالتحرِيكِ: الرَّديءُ.
والمُخَشَّلُ والمَخْشولُ: المَرْذُولُ، وقد خَشَلَهُ.
وخَشِلَ الثوبُ، كفرِحَ: بَلِيَ.
ورجُلٌ مُخَشَّلٌ، كمُعَظَّمٍ: مُحَلًّى. وكأَميرٍ: اليابِسُ من الغُثاءِ. وخَشِلٌ فَشِلٌ، ككتِفٍ: ضَعيفٌ.
وتَخَشَّلَ: تَطامَنَ، وذَلَّ.
والخَنْشَليلُ: الماضي.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.