Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: وقية

رمثن

رمثن
: (رَامِيثَن، بالمُثلَّثَةِ، والعامَّةُ تقولُ بالتاءِ الفَــوْقيَّةِ: قرْيَةٌ ببُخارَى، مِنْهَا: أَبو إبراهيمَ تَروْحُ بنُ المُسْتَنيرِ الرَّاميثنيُّ عَن المُخْتارِ بنِ سابقٍ، وَعنهُ محمدُ بنُ هاشمِ بنِ نعيمٍ وغيرِهِ.

حشَّ

حشَّ:
حشش وتحشَّش: ذكرتا في معجم فوك في مادة ( Festuca) .
حَشَّة: حصده وهو ما يقطعه الحاصد في يومه (بوشر). حَشِيش: ( Axix el Hame , Herba Centerii hoc hedera) بدرة (باجني مخطوطات).
حُشَاشَة: أَفَلْت (أو نجا) بحشاشته، أو بحشاشة نفسه، يقال ذلك عن الرجل الذي يسرع في الهرب لينجو من مطاردة أعدائه (عباد 3: 85، معجم البلاذري، البكري ص121).
ويقول الأب عن ابنه انه حُشاشة كبدي أي إنه أغلى شيء وأثمنه عنده (ألف ليلة 1: 12، 14، 15) ومعناه اللفظي بقية كبدي وأحشائي.
لطيف الحشاشة (هلو ص49) ويظهر أن معناها: أديب، انيس، مهذب. ولا أدري كيف أن هذه الكلمة تدل على هذا المعنى. وأميل إلى القول أن الحشاشة هنا هي تصحيف الهشاشة صحفها الناقل أو الناشر. حَشِيشة، لما كانت حشيشة تعني فيما تعنية تبنة وقشة ( Festuca في معجم فوك) فقد استعملت بمعنى القشة (التباعة) يمس بها الأطفال حين يتعلمون القراءة، الحرف الذي يريدون تهجيه (ألكالا).
والحشيشة عند المصريين: القنب (ابن البيطار 2: 328، مخطوطة أب). على الحشيشة: أنيس، بشوش، طلق الوجه (بوشر) وهذا مثل ما يقال ثمل. وذلك لأنهم يستعملون الحشيشة ليثملوا ويسكروا.
والحشيشة عند المصريين: ببيحاء، الصفراء، واسمها العلمي: ( Reseda tuteola L.) وفي ابن البيطار (1: 167، 2: 314): والحشيشة عندهم اسم لليرون.
والحشيشة عند البربر: التربة والترباء (براكس ص20، ريشاردسن صحارى 1: 210).
والحشيشة أو العشبة المغربية نبات يجلب من بلاد المغرب يتداوى به من الحب الفرنجي غلباً (محيط المحيط).
حشيشة الأسد: نبات اسمه العلمي: ( Ororbanch caryophyllacea) ( ابن البيطار 1: 309).
حشيشة البرص: النبات الذي يسميه البربر أأطِريلال (انظر الكلمة). ونبات آخر أيضاً سماه ديسقوريدوس طيلافيون. (ابن البيطار 1: 309) وقد أساء سونثيمر ترجمته.
حشيشة البراغيث: انظرها في مادة برغوث.
الحشيشة المباركة: تسمى بالفرنسية ( Benoit) ( بوشر).
حشيشة البزاز: حشيشة الحلمة (بوشر).
الحشيشة الثومية: الثوم البري (بوشر، ابن البيطار 1: 233، 2: 102).
حشيشة الجرح: نبات تداوي بها الجراح ويقال لها حشيشة الذهب لزغب في أقفية ورقها يشبه الذهب (محيط المحيط).
حشيشة الحجل: بــوقية (بوشر).
حشيشة الحليب: غلوكس (بوشر).
حشيشة الحمرة: حشيشة حمراء، بلادونا، ست الحسن، اطرب. أو قطف أبيض (بوشر). الحشيشة الخراسانية: أفسنتين خراسانس (ابن البيطار 2: 581).
حشيشة الخطاطيف: بقلة الخطاطيف، عروق صفر، عروق الصباغين (بوشر). حشيشة الدب: حشيشة الجروح (بوشر).
حشيشة الداحس: نبات اسمه العلمي: ( Polycarpon tetraphyllum) ( ابن البيطار 1: 309).
حشيشة الدُخَّان: التبغ. (بوشر). حشيشة الدهن: ربيلة، سمينة (بوشر).
حشيشة الدود: حشيشة الشفاء (بوشر).
الحشيشة الدودية: أقولو فندريون، أو لسان الأيل (المستعيني انظر: اسقولو فندريون، ابن البيطار 1: 309). حشيشة الدينار: جنجل (بوشر).
حشيشة الذهب: شتراق ودورادلا (بوشر) ونبات في لبنان يسميه النباتيون باراس. وهو يضيء في الليل كما يضيء القنديل (روجر ص418 - 419) وهو يذكر عنه تفصيلات كثيرة. وانظر حشيشة الجرح.
حشيشة الرية: اخيليا، أخيل، ونوع من نبات اليعقوبية (بوشر). حشيشة الزجاج: حبيقة، حبقالة (بوشر، المستعيني، ابن البيطار 1: 308).
حشيشة السعال: فيخيون، دوست الحمار (بوشر، ابن البيطار 1: 309، 2: 23).
حشيشة السلحفاة: اسم يطلق في الشام على نبات أإلسن (ابن البيطار 1: 1).
حشيشة السلطان: اسم يطلق بالديار المصرية على الخردل العريض الورق (ابن البيطار 1: 357).
حشيشة الأسنان: قنابري (بوشر).
حشيشة السواح: أنَغرا (بوشر). حشيشة الشفوقة: قبيعة (334) (بوشر).
حشيشة الشوكي: الحشيشة الخنازيرية (335) (بوشر).
حشيشة الصليب: صُلَيبَة (336) (بوشر) حشيشة الطحال: حشيشة الذهب وكذلك: أفيبقطس (ابن البيطار 1: 309) (337).
حشيشة الطوغ: أمسوخ، ذنب الفرس (بوشر).
حشيشة عبد المسيح: حشيشة سنت خريستوف، اقطي ذو السنبلة خمان (بوشر).
حشيشة العقرب: يطلق في مصر على نبات اسمه العلمي: ( Heliotropium europeum)
(ابن البيطار 2: 118) زكما يطلق على نبات اسمه العلمي: ( Pallenis spinosa)
(براكس، مجلة الشرق والجزائر 8: 343).
حشيشة العلق: أناغاليس (المستعيني انظر: أناغاليس، ابن العوام، 2: 594). وسميت بذلك لن العلق يموت منها.
حشيشة المعالق: الملعقية (بوشر).
حشيشة الفزع: هذا فيما أرى صواب قراءة الكلمة لدى باجني الذي يذكر ( Hacist Chrysanthemum Mycon Planta timoris, el fegiarha) حشيشة الأفعى: نبات اسمه العلمي ( Galium aparine) ( ابن البيطار 1: 309).
حشيشة القبال: كوكوبال. (بوشر) حشيشة القُرعان: باطاطيس (بوشر).
حشيشة القزاز: حشيشة الزجاج. (بوشر) حشيشة القط: قطرم (بوشر).
الحشيشة القنطرية: قنطريون (بوشر).
حشيشة الكافور: ريحان الكافور (بوشر).
حشيشة الكلب: فراسيون (بوشر). حشيشة اللجاة: تطلق في الشام على أإلُسَن (ابن البيطار 1: 1).
حشيشة الملاك: انجليك (نبات) (بوشر).
حشيشة اللبن: حشيشة الزئبق أو حريق، حلبوب، فيلون (بوشر).
حشيشة المية: حشيشة المِجَن، حشيشة مائة مرض (بوشر).
حَشِيشِيّ وحَشَّاشي: حشاش وهو الذي يدخن الحشيشة ليسكر.
وحشيشي وحشاشي: إسماعيلي وذلك لأن المنتسبين إلى طائفة الإسماعيلية كان من عادتهم تدخين الحشيشة ليسكروا بها (معجم الأسبانية ص 207 مونج ص123). حَشَّائِشيّ: شارب الحشيشة أو التروري (شيرب، دوماس حياة العرب ص103).
حَشَّاش بمعنى شارب الحشيشة وآكلها وهي موجودة في طرائف دي ساسي (1: 282) ومن هذا قيل حَشَّاشون وأطلق على الصخابين والمعربدين من الرجال (لين عادات 2: 40).
وحشاش: بائع الحشيشة (مونج ص125).
وحشاش: حاشَّ، حصَّاد (بوشر) ومن هذا أطلق على المنتج والرائد وقد نقل فريتاج ما نقل عن حياة صلاح الدين من شلتنز ولكن كان عليه ان يضعها في مادة حشَّاش المفرد وليس في حشَّاشة الجمع.
وحَشَّاش: من يعمل في المجازر وينقل الدم وأحشاء الحيوانات التي ذبحت إلى الدمان (ألف ليلة 2: 158).
وحَشَّاش: صانع البلاليع (فوك) وربما أطلقت على النزَّاح أيضا.
وحشَّاش: قطعة من الحديد على شكل المنجل حدد طرفاها ولها يد (مقبض) في وسطها تقوم مقام آلات الحراثة في كردفان. ومَرَّ أو معزقة أو مجرفة علة شكل هلال صغير في قسمه المقعر ثقب تدخل فيها يد الآلة من خشب. والكلمة الأسبانية ( Aciche) التي اشتقت منها تعني بلطة أو قدوم المبلط أو الاسكافي المتنقل (معجم الأسبانية ص37).
حَشِّاشِيّ: مِحصد، منجل (بوشر، همبرت ص179، دومب ص96).
مَحْشَشْ: محل تعاطي الحشيشة. (دسكرياك ص233).
مَحْشَشَة: نفس المعنى السابق (لين عادات 2: 40) ومحل شرب التتن (بوشر).

بهمن

بهمن
: (البَهْمَنُ) ، كجَعْفَرٍ:
أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وَهُوَ (أَصْلُ نَباتٍ شَبيهٌ بأَصْلِ الفُجْلِ الغَليظِ فِيهِ اعْوِجاجٌ غَالِبا، وَهُوَ أَحْمَرُ وأَبْيَضُ، ويُقْطَعُ ويُجَفَّفُ نافِعٌ للخَفَقانِ البارِدِ مُقَوَ للقَلْبِ جدّاً باهِيٌّ.
(وبَهْمَنُ: اسمُ) رجُلٍ مِن مُلُوكِ الفُرْسِ.
(وبَهْمَن: ماهْ) اسمُ شَهْرٍ (من الشُّهورِ الفارِسِيَّةِ الحادِي عَشَرَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
بَهْمانُ: والدُ عبدِ الرَّحمنِ التَّابِعِيّ الحجازيّ الرَّاوي عَن عبدِ الرَّحمنِ بنِ ثابِتٍ، قالَ البُخارِي: وقالَ بعضُهم: عبدُ الرَّحمنِ بنِ يَهْمان بالياءِ التحْتِيّة وَلَا يَصحُّ.
وَقد أَوْرَدَه المصنِّفُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى فِي الزَّاي فقالَ بَهْماز والدُ عبدِ الرَّحمنِ فحرَّفَ وصحَّفَ، وَقد نبَّهْنا عَلَيْهِ هُنَاكَ فرَاجِعْه.

بَين
: ( {البَيْنُ) فِي كَلامِ العَرَبِ جاءَ على وَجْهَيْن: (يكونُ فُرْقَةً، و) يكونُ (وَصْلاً) ، بانَ} يَبِينُ {بَيْناً} وبَيْنُونَةً، وَهُوَ مِن الأَضْدادِ؛ وشاهِدُ البَيْنِ بمعْنَى الوَصْلِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
لقد فَرَّقَ الواشِينَ {بَيْني} وبينَها فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عَيْني وعينُهاوقالَ قيسُ بنُ ذَريح:
لَعَمْرُكَ لَوْلَا البَيْنُ لانْقَطَعَ الهَوَى وَلَوْلَا الهَوَى مَا حَنَّ {للبَيْنِ آلِف} فالبَيْنُ هُنَا الوَصْلُ؛ وأَنْشَدَ صاحِبُ الاقْتِطافِ، وَقد جَمَعَ بينَ المَعْنَيَيْن: وكنَّا على {بَيْنٍ ففَرَّقَ شَمْلَنافأَعْقَبَه البَيْن الَّذِي شَتَّتَ الشَّمْلافيا عجبا ضِدَّان واللّفْظ واحِدفللَّهِ لَفْظ مَا أَمَرّ وَمَا أَحْلى وقالَ الرَّاغبُ: لَا يُسْتَعْمل إلاَّ فيمَا كانَ لَهُ مَسافَة نَحْو بَيْن البُلْدان؛ أَوله عَدَدٌ مَّا اثْنانِ فصاعِداً نَحْو بَيْن الرَّجُلَيْن} وبَيْن القَوْمِ، وَلَا يُضَافُ إِلَى مَا يَقْتَضِي معْنَى الوحِدَةِ إلاَّ إِذا كُرِّرَ نَحْو: {وَمن {بَيْننا} وبَيْنك حِجابٌ} .
وقالَ ابنُ سِيْدَه: (و) يكونُ البَيْنُ (اسْماً وظَرْفاً مُتَمَكِّناً) .
(وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {لقَدْ تقَطَّعَ! بَيْنكم وضَلَّ عَنْكم مَا كُنْتم تَزْعَمُون} ؛ قُرِىءَ بَيْنكم بالرَّفْعِ والنَّصْبِ، فالرَّفْع على الفِعْل أَي تقَطَّع وَصْلُكم، والنَّصبُ على الحَذْفِ، يريدُ مَا بَيْنكم، وَهِي قِراءَةُ نافِعٍ وَحَفْص عَن عاصِمٍ والكِسائي، والأَوْلى قِراءَةُ ابنِ كثيرٍ وابنِ عامِرٍ وحَمْزَةَ.
ومَنْ قَرَأَ بالنَّصْبِ فإنَّ أَبا العبَّاس رَوَى عَن ابنِ الأَعْرابيِّ أنَّه قالَ: مَعْناهُ تقَطَّع الَّذِي كانَ بَيْنَكم.
وقالَ الزَّجَّاجُ: لقد تقَطَّع مَا كُنْتم فِيهِ مِن الشَّركةِ بَيْنَكم؛ ورُوِيَ عَن ابنِ مَسْعودٍ أنَّه قَرَأَ لقد تقَطَّع مَا بَيْنَكم، واعْتَمَدَ الفرَّاءُ وغيرُهُ مِن النَّحويينِ قِراءَةَ ابنِ مَسْعودٍ، وكانَ أَبو حاتِمٍ يُنْكِرُ هَذِه القِراءَةَ ويقولُ: لَا يَجوزُ حَذْفُ المَوْصولِ وبَقَاء الصِّلَة.
وَقد أَجابَ عَنهُ الأَزْهرِيُّ بِمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي تَهْذِيبِه.
وقالَ ابنُ سِيدَه: مَنْ قَرَأَ بالنَّصْبِ احْتَمَل أَمْرَيْن: أَحَدُهما أَنْ يكونَ الفاعِلُ مُضْمَراً أَي تقَطَّع الأَمرُ أَو الودُّ أَو العَقْدُ بَيْنَكم، والآخَرُ مَا كانَ يَراهُ الأَخْفشُ مِن أَنْ يكونَ بَيْنَكم، وَإِن كانَ مَنْصوبَ اللفْظِ مَرْفوعَ الموْضِعِ بفِعْلِه، غيرَ أنَّه أُقِرَّتْ نَصْبةُ الظَّرْفِ، وَإِن كانَ مَرْفوعَ الموْضِعِ لاطِّرادِ اسْتِعْمالِهم إيَّاه ظَرْفاً، إِلَّا أنَّ اسْتِعْمالَ الجُملةِ الَّتِي هِيَ صفَةٌ للمُبْتدأِ مَكانَه أَسْهلُ مِن اسْتِعمالِها فاعِلةً، لأنَّه ليسَ يَلْزمُ أَنْ يكونَ المُبْتدأُ اسْماً مَحْضاً كلزومِ ذلكَ الفاعِل، أَلا تَرَى إِلَى قوْلِهِم: تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ مِن أَنْ تَراهُ؛ أَي سماعُك بِهِ خيرٌ مِن رُؤْيتِك إيَّاهُ.
(و) البَيْنُ: (البُعْدُ) كالبُونِ. يقالُ: بَيْنَهما بُونٌ بَعيدٌ وبَيْنٌ بَعيدٌ، والواوُ أَفْصَحُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {البِينُ، (بالكسْرِ: النَّاحِيَةُ) ؛) عَن أَبي عَمْرو.
(و) أَيْضاً: (الفَصْلُ بينَ الأَرْضَينِ) وَهِي التّخومُ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ:
بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ بهأَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ} البِينا والجَمْعُ! بُيونٌ.
(و) أَيْضاً: (ارْتِفاعٌ فِي غِلَظٍ.
(و) أَيْضاً: القطْعَةُ مِن الأرضِ (قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ) مِن الطَّريقِ.
(و) البِينُ: (ع قُرْبَ نَجْرانَ.
(و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ الحِيرةِ.
(و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ المَدينَةِ) ، جاءَ ذِكْرُها فِي حدِيثِ إسلامِ سلَمَةَ بنِ جَيش، ويقالُ فِيهِ بالتاءِ أَيْضاً.
(و) أَيْضاً: (ة بفَيْرُوزآبادِ فارِسَ.
(و) أَيْضاً: (ع) آخَرُ.
(و) أَيْضاً: (نَهْرٌ بَين بَغْدادَ ودَفاعِ) ، وَفِي نسخةٍ: دَماغ، وقيلَ: رَماغ بالرَّاءِ، والصَّوابُ فِي سِياقِ العِبارَةِ ونَهْرُ بِينَ ببَغْدادَ، فإنَّ ياقوتاً نَقَلَ فِي معجمِهِ أنَّه طسو ج مِن سَوادِ بَغْدادَ مُتَّصِل بنَهْر بوق. ويقالُ فِيهِ باللامِ أَيْضاً؛ وَقد يُنْسَبُ إِلَيْهِ أَبو العبَّاس أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ النَّهْرُبينيُّ سَمِعَ الطيوريَّ، وسَكَنَ الحديثَةَ من قُرَى الغُوطَةِ وبهاماتَ، وأَخُوه أَبُو عبدِ اللَّهِ الحُسَيْنُ بنُ محمدٍ النَّهْرُبينيُّ المُقْرِىءُ سَكَنَ دِمَشْقَ مدَّةً.
(و) يقالُ: (جَلَسَ بَين القَوْمِ: وَسْطَهُمْ) بالتخْفيفِ.
قالَ الرَّاغبُ: بَين مَوْضوعٌ للخَلَلِ بينَ الشَّيْئَيْن ووَسْطَهما؛ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وجَعَلْنا {بَيْنهما زرعا} .
قالَ الجوْهرِيُّ: وَهُوَ ظَرْفٌ، وَإِن جَعَلْتَه اسْماً أَعْرَبْتَه، تقولُ: لقد تقَطَّع بَيْنُكم برَفْعِ النونِ، كَمَا قالَ الهُذَليُّ:
فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ فصادَفَ بينَ عَيْنَيْه الجَبُوبا (و) يقالُ: (لَقِيَهُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ: إِذا لَقِيَهُ بَعْدَ حِينٍ ثمَّ أَمْسَكَ عَنهُ ثمَّ أَتَاهُ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) قد (} بانُوا {بَيْناً} وبَيْنونةً) :) إِذا (فارَقُوا) ؛) وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
فهَاجَ جَوًى بالقَلْب ضَمَّنه الهَوَى {ببَيْنُونةٍ يَنْأَى بهَا مَنْ يُوادِعُوقالَ الطرمَّاحُ:
أَآذَنَ الثَّاوِي ببَيْنُونةٍ (و) } بانَ (الشَّيءُ بَيْناً {وبُيوناً وبَيْنُونَةً: انْقَطَعَ؛} وأَبانَهُ غيرُه) {إبانَةً: قَطَعَهُ.
(و) } بانَتِ (المرْأَةُ عَن الرَّجُلِ فَهِيَ! بائِنٌ: انْفَصَلَتْ عَنهُ بطَلاقٍ. (وتَطْليقَةٌ {بائِنَةٌ) ، بالهاءِ (لَا غَيْر) ، فاعِلَةٌ بمعْنَى مَفْعولَةٍ: أَي تَطْليقَةٌ ذَات} بَيْنُونَةٍ، ومثْلُه عِيشَةٌ راضِيَةٌ أَي ذَات رِضاً.
والطّلاقُ {البائِنُ: الَّذِي لَا يملكُ الرَّجُلُ فِيهِ اسْتِرجاعَ المرْأَةِ إلاَّ بعَقْدٍ جَديدٍ وَله أَحْكامٌ تَفْصِيلُها فِي أَحْكامِ الفُروعِ مِن الفقْهِ.
(و) بانَ (} بَياناً: اتَّضَحَ، فَهُوَ {بَيِّنٌ) ، كسَيِّدٍ، (ج} أَبْيِناءُ) ، كهَيِّنٍ وأَهْيِناء، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُه مثْلُ هَيِّن وأَهْوِناء لأنَّه مِن الهوانِ.
( {وبِنْتُه، بالكسْرِ،} وبَيَّنْتُه {وتَبَيَّنْتُه} واسْتَبَنْتُه: أَوْضَحْتُه وعَرَّفْتُه {فبانَ} وبَيَّنَ {وتَبَيَّنَ} وأَبانَ {واسْتَبَانَ، كُلُّها لازِمَةٌ مُتَعَدِّيَةٌ) ، وَهِي خَمْسَةُ أَوْزانٍ، اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ مِنْهَا على ثلاثَةٍ وَهِي:} أَبانَ الشَّيْء اتَّضَحَ، {وأَبَنْتُه: أَوْضَحْتُه، واسْتَبَانَ الشيءُ: ظَهَرَ، واسْتَبَنْتُه: عَرفْتُه، وتَبَيَّنَ الشيءُ: ظَهَرَ، وتبَيَّنْتُه أَنا، ولكلَ مِن هَؤلاء شَواهِدُ.
أَمَّا} بانَ {وبانَهُ، فقد حَكَاه الفارِسِيُّ عَن أَبي زيْدٍ وأَنْشَدَ:
كأَنّ عَيْنَيَّ وَقد} بانُوني غَرْبانِ فَوْقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِوأَمَّا أَبانَ اللاّزِمَ فَهُوَ {مُبِينٌ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لعُمَر بنِ أَبي ربيعَةَ:
لَو دَبَّ ذَرَّ فوقَ ضاحِي جلْدِها} لأَبانَ مِن آثارِهِنَّ حُدورُقالَ الجَوْهرِيُّ: {والتَّبْيينُ: الإيضاحُ، وأَيْضاً: الوُضوحُ.
وَفِي المَثَل:
قد} بَيَّنَ الصبحُ لذِي عَيْنَينِ أَي {تَبَيَّنَ.
وقالَ النابِغَةُ:
إلاَّ الأَوارِيّ لَأْياً مَا} أُبَيِّنُها والنُّؤْيُ كالحَوْضِ بالمظلومةِ الجَلَد ِأَي {أَتَبيَّنُها.
وقوْلُه تعالَى: {آياتٌ} مُبَيِّناتٍ} ، بكسْرِ الياءِ وتَشْديدِها بمعْنَى {مُتَبَيِّناتٍ؛ ومَنْ قَرَأَ بفتْحِ الياءِ فالمعْنَى أَنَّ اللَّهَ بَيَّنَها.
وقالَ تعالَى: {قد} تَبَيَّنَ الرشد من الغيِّ} ، وقوْلُه تعالَى: {إلاَّ أَنْ يأْتِين بفاحِشَةٍ {مُبَيِّنة} ، أَي ظاهِرَةٍ} مُتَبَيِّنة؛ وقالَ ذُو الرُّمّة:
تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً كَمَا {بَيَّنْتَ فِي الأَدَم العَواراأَي} تُبَيِّنُها، ورَوَاهُ عليُّ بنُ حَمْزَةَ: تُبيِّن نِسبةُ، بالرَّفْع، على قوْلِه:
قد {بَيَّنَ الصبْحُ لذِي عَيْنَيْن وقوْلُه تَعَالَى: {والكِتابُ} المُبِينُ} ، قيلَ: مَعْناه المُبِين الَّذِي {أَبانَ طُرُقَ الهُدَى مِن طُرُقِ الضّلالِ} وأَبانَ كلَّ مَا تَحْتاجُ إِلَيْهِ الأُمَّةُ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: {الاسْتِبانَةُ قد يكونُ واقِعاً. يقالُ:} اسْتَبَنْتُ الشيءَ إِذا تَأَملْتَه حَتَّى {يَتَبيَّنَ لكَ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} ولِتَسْتَبين سبيلَ المُجْرِمين} ، المَعْنى {لِتَستبينَ أَنْتَ يَا محمدُ، أَي لتَزْدادَ} اسْتِبَانَةً.
وأَكْثَرُ القرَّاءِ قَرأُوا ولِتَسْتَبينَ سبيلُ المُحْرِمِين، {والاسْتِبانَةُ حينَئِذٍ غَيْر واقِعٍ.
(} والتِّبْيانُ) ، بالكسْرِ (ويُفْتَحُ مَصْدَرُ) {بَيَّنتْ الشَّيءَ} تَبْيِيناً {وتِبْياناً وَهُوَ (شاذٌّ) .
(وعِبارَةُ الجوْهرِيِّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، أَوْفى بالمُرادِ مِن عِبارَتِه فإنَّه قالَ:} والتِّبْيانُ مَصْدَرٌ وَهُوَ شادٌّ، لأنَّ المَصادِرَ إنَّما تَجِيءُ على التَّفْعال بفتْحِ التاءِ نَحْو التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف، وَلم يَجِيءْ بالكسْرِ إلاَّ حَرْفان وهُما! التِّبْيان والتِّلْقاء، اه.
وأَيْضاً حِكَايَةُ الفتْحِ غَيْرُ مَعْروفَةٍ إلاّ على رأْي مَنْ يُجِيزُ القِياسَ مَعَ السماع وَهُوَ رأْيٌ مَرْجوحٌ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَمَا ذَكَرَه من انْحِصار تِفْعال فِي هذَين اللَّفْظَيْن بِهِ جَزَمَ الجَماهِير مِن الأَئِمَّة، وزَعَمَ بعضُهم أنَّه سَمِعَ التِّمْثال مَصْدَر مَثلْتُ الشيءَ تَمْثِيلاً وتِمْثالاً.
وزادَ الحَرِيري فِي الدرَّةِ على الأَوَّلَيْن تِنْضالاً مَصْدَر الناضلة.
وزادَ الشّهابُ فِي شرْحِ الدرَّة: شَربَ الخَمْر تِشْراباً، وزَعَمَ أَنَّه سَمِعَ فِيهِ الفَتْحَ على القِياسِ، والكَسْرَ على غيرِ القِياسِ، وأَنْكَر بعضُهم مَجِيءَ تِفْعال، بالكسْرِ، مَصْدراً بالكُلِيَّة؛ وقالَ: إنَّ كلَّ مَا نَقَلوا من ذلكَ على صحَّتِه إنَّما هُوَ مِن اسْتِعمالِ الاسمِ مَوْضِعَ المَصْدرِ كَمَا وَقَعَ الطَّعامُ، وَهُوَ المَأْكُولُ، مَوْقِعَ المَصْدَرِ وَهُوَ الإطْعامُ كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
وقوْلُه تَعَالَى: {وأَنْزَلْنا عَلَيْك الكِتابَ {تِبْياناً لكلِّ شيءٍ} ، أَي} بُيِّنَ لكَ فِيهِ كلُّ مَا تَحْتاجُ إِلَيْهِ أَنْتَ وأُمَّتُك مِن أَمْرِ الدِّيْن، وَهَذَا مِن اللَّفْظِ العامِّ الَّذِي أُرِيد بِهِ الخاصُّ، والعَرَبُ تقولُ: بَيَّنْتُ الشيءَ تَبْيِيناً وتِبْياناً، بكسْرِ التاءِ، وتِفْعالٌ، بالكسْرِ يكونُ اسْماً، فأَمَّا المَصْدَرُ فإنَّه يَجِيءُ على تَفْعالٍ بالفتْحِ، مثْلُ التّكْذاب والتَّصْداق وَمَا أَشْبَهه، وَفِي المَصَادِرِ حَرْفان نادِرَان. وهُما تِلْقاء الشَّيْء {والتِّبْيان، وَلَا يقاسُ عَلَيْهِمَا.
وقالَ سِيْبَوَيْه فِي قوْلِه تعالَى: {والكِتابُ المُبِين} ، قالَ: هُوَ} التِّبْيانُ، وليسَ على الفِعْل إنَّما هُوَ بناءٌ على حِدةٍ، وَلَو كانَ مَصْدَراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال، فإنَّما هُوَ من {بَيَّنْتُ كالغارَةِ من أَغَرْتُ.
وقالَ كراعٌ: التِّبْيانُ مَصْدرٌ وَلَا نَظِيرَ لَهُ إلاَّ التِّلْقاء.
(وضَرَبَهُ} فأَبانَ رأْسَه) مِن جَسَدِه وفَصَلَه (فَهُوَ مُبِينٌ.
(و) قوْلُه: (مُبْيِنٌ، كمُحْسِنٍ) ، غَلَطٌ وإنّما غَرَّهُ سِياقُ الجوْهرِيِّ ونَصّه فَتَقول: ضَرَبَه فأَبانَ رأْسَه مِن جَسَدِه فَهُوَ مُبِينٌ. {ومُبْيِنٌ أَيْضاً: اسمُ ماءٍ، وَلَو تأَمَّل آخِرَ السِّياقِ لم يَقَعْ فِي هَذَا المَحْذورِ. وَلم أَرَ أَحداً مِن الأَئِمةِ قالَ فِيهِ مُبْينٌ كمُحْسِنٍ، وَلَو جازَ ذلكَ لوَجَبَ الإشارَة لَهُ فِي ذِكْرِ فِعْله كأَنْ يقولَ:} فأَبانَ رأْسَه {وأَبْيَنَه، فتأَمَّلْ.
(} وبايَنَه) {مُبايَنَةً: (هاجَرَه) وفارَقَه.
(} وتَبايَنا: تَهاجَرا) ، أَي {بانَ كلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا عَن صاحِبِه، وكذلِكَ إِذا انْفَصَلا فِي الشّركةِ.
(} والبائِنُ: مَنْ يأْتي الحَلوبَةَ مِن قِبَلِ شِمالِها) ، والمُعَلِّي الَّذِي يأْتي مِن قِبَلِ يَمِينِها، كَذَا نَصّ الجوْهرِيّ، والمُسْتَعْلي من يعلى العلبة فِي الضّرْعِ.
وَالَّذِي فِي التَّهْذِيبِ للأزْهرِيّ يُخالِفُ مَا نَقَلَه الجوْهرِيُّ فإنَّه قالَ: {البائِنُ الَّذِي يقومُ على يَمينِ الناقَةِ إِذا حَلَبَها والجَمْعُ} البُيَّنُ، وقيلَ: البائِنُ والمُسْتَعْلي هُما الحالِبَانِ اللذانِ يَحْلُبان الناقَةَ أَحدُهما حالِبٌ، والآخَرُ مُحْلِب، والمُعينُ هُوَ المُحْلِبُ، والبائِنُ عَن يَمينِ الناقَةِ يُمْسِكُ العُلْيةَ، والمُسْتَعْلي الَّذِي عَن شِمالِها، وَهُوَ الحالِبُ يَرْفعُ البائِنُ العُلْبةَ إِلَيْهِ؛ قالَ الكُمَيْت:
يُبَشِّرُ مُسْتَعْلِياً بائِنٌ من الحالبَيْنِ بأَن لَا غِرارا (و) البائِنُ: (كلُّ قَوْسٍ {بانَتْ عَن وَتَرِها كثيرا) ؛) عَن ابنِ سِيدَه؛ (} كالبائِنَةِ) عَن الجوْهرِيّ، قالَ: وأَمَّا الَّتِي قرُبَتْ من وَتَرِها حَتَّى كادَتْ تلْصَقُ بِهِ فَهِيَ {البانِيةُ، بتقْدِيمِ النونِ، وكِلاهُما عَيْبٌ.
(و) البائِنُ كَمَا هُوَ مُقْتَضى سِياقِه؛ وَفِي الصِّحاح،} البائِنَة (البئْرُ البَعيدَةُ القَعْرِ الواسِعَةُ {كالبَيُونِ) ، كصَبُورٍ، لأنَّ الأَشْطانَ} تَبِينُ عَن جرابِها كثيرا.
وقيلَ: بِئْرٌ! بَيُونٌ واسِعَةُ الجالَيْنِ.
وقالَ أَبو مالِكٍ: هِيَ الَّتِي لَا يُصيبُها رِشاؤُها، وذلكَ لأنَّ جِرابَ البِئْرِ مُسْتَقيمٌ.
وقيلَ: هِيَ البِئْرُ الواسِعَةُ الرأْسِ الضَّيِّقَةُ الأسْفَل؛ وأَنشد أَبو عليَ الفارِسِيّ:
إنَّك لَو دَعَوْتَني ودُوني زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ لقُلْتُ لَبَّيْه لمَنْ يَدْعوني والجَمْعُ {البَوائِنُ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للفَرَزْدقِ يَصِفُ خَيْلاً:
يَصْهِلْنَ للشبحِ البَعِيدِ كأَنَّماإرْنانُها} ببَوائنِ الأَشْطانِ أَرادَ: أَنَّ فِي صَهِيلِها خُشُونَةً وغِلَظاً كأَنَّها تَصْهَل فِي بئْرٍ دَحُول، وذلكَ أَغْلَظُ لِصَهِيلِها.
(وغُرابُ {البَيْنِ) :) هُوَ (الأبْقَعُ) ؛) قالَ عَنْترةُ:
ظَعَنَ الَّذين فِراقَهم أَتَوَقَّع ُوجَرَى} ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لَحْيَيْ رأْسِه جَلَمَانِ بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ (أَو) هُوَ (الأَحْمَرُ المِنْقارِ والرِّجْلَيْنِ، وأَمَّا الأَسْوَدُ، فإنَّه الحاتِمُ لأنَّه يَحْتِمُ بالفِراقِ) ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ عَن أَبي الغَوْثِ.
(وَهَذَا) الشَّيءُ (! بَيْنَ بَيْنَ أَي بينَ الجيِّد والرَّدِيءِ) ، وهما (اسْمانِ جُعِلا واحِداً وبُنِيا على الْفَتْح؛ والهمزةُ المُخَفَّفَةُ تُسَمَّى) هَمْزَةَ (بَيْنَ بَيْنَ) أَي هَمْزَةٌ بَيْنَ الهَمْزَةِ وحَرْف اللّين، وَهُوَ الحَرْفُ الَّذِي مِنْهُ حَرَكَتُها إنْ كَانَت مَفْتوحَة، فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والأَلِفِ مِثْل سَأَلَ، وَإِن كانتْ مَكْسورَةً فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والياءِ مِثْل سَئِم، وَإِن كانتْ مَضْمومَةً فَهِيَ بَيْنَ الهَمْزَةِ والواوِ مِثْل لَؤُمَ، وَهِي لَا تَقَعُ أَوَّلاً أَبداً لقرْبِها بالضِّعْفِ مِن السَّاكِنِ، إلاَّ أَنَّها وَإِن كانتْ قد قَرُبَتْ مِن السّاكِن وَلم يكنْ لَهَا تَمكّن الهَمْزَةِ المُحَقَّقَة فَهِيَ مُتَحرِّكَة فِي الحَقيقَةِ، وسُمِّيَت بَيْنَ بَيْنَ لضَعْفِها؛ كَمَا قالَ عَبيد بنُ الأَبْرص: نَحْمي حَقيقَتَنا وبعضُ القَوْمِ يَسْقُط بَيْنَ {بَيْنَا أَي يَتَساقَطُ ضَعِيفاً غَيْر معتدَ بِهِ، كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ السِّيرافي: كأَنَّه قالَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء، كأَنَّه رجلٌ يدْخلُ بينَ الفَرِيقَيْنِ فِي أَمرٍ مِنَ الأُمورِ فيسْقُط وَلَا يُذْكَر فِيهِ.
قالَ الشيْخ: ويجوزُ عنْدِي أَن يُريدَ بينَ الدّخولِ فِي الحرْبِ والتّأَخر عَنْهَا، كَمَا يقالُ: فلانٌ يُقدِّمُ رِجْلاً ويُؤخِّرُ أُخْرَى.
(و) قوْلُهم: (بَيْنا نَحْنُ كَذَا) إِذا حَدَثَ كَذَا: (هِيَ بينَ) ، وَفِي الصِّحاحِ: فعلى، (أُشْبِعَتْ فَتْحَتُها فحَدَثَتِ الألِفُ) ؛) وَفِي الصِّحاحِ: فصارَتْ أَلِفاً.
قالَ عبدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: ومَن زَعَمَ أَنَّ بَيْنا مَحْذُوفَة مِن} بَيْنما احْتَاجَ إِلَى وَحي يصدقهُ؛ وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
! فبَيْنا نَحن نَرْقُبُه أَتانامُعَلّقُ وَفْضةٍ وزِنادُ راعِيأَرادَ بَيْنَ نحنُ نَرْقُبُه أَتانا، فَإِن قِيلَ: لِمَ أَضافَ الظَّرْفَ الَّذِي هُوَ بَيْن، وَقد علِمْنا أَنَّ هَذَا الظَّرْفَ لَا يُضافُ مِنَ الأَسْماءِ إلاَّ لمَا يدلُّ على أَكْثَر مِنَ الواحِدِ أَو مَا عُطِف عَلَيْهِ غيرُه بالواوِ دُونَ سائِرِ حُروف العَطْف، وقوْلُه نحنُ نَرْقُبُه جمْلَةٌ، والجمْلَةُ لَا يُذْهَب لَهَا بَعْدَ هَذَا الظَّرْفِ؟
فالجَوابُ: أنَّ هَهُنَا واسِطَةٌ مَحْذوفةٌ وتقْديرُ الكَلامِ بَيْنَ أَوْقاتِ نحنُ نَرْقُبُه أَتانا، أَي أَتَانا بَيْنَ أَوقاتِ رَقْبَتِنا إيَّاه، والجُمَلُ ممَّا يُضافُ إِلَيْهَا أَسْماءُ الزَّمانِ كقوْلِكَ: أَتَيْتك زَمَنَ الحجاجُ أَميرٌ، وأَوانَ الخَلِيفةُ عبدُ الملِكِ، ثمَّ إنَّه حذف المضافُ الَّذِي هُوَ أَوْقاتٌ ووَليَ اللَّفْظ الَّذِي كانَ مُضافاً إِلَى المَحْذوفِ الجُمْلة الَّتِي أُقِيمت مُقامَ المُضاف إِلَيْهَا كقوْلِه تعالَى: {واسْئَل القَرْيةَ} ؛ أَي أَهْلَ القَرْيةِ، ( {وبَيْنا} وبَيْنما من حُروفِ الاِبْتِداءِ) وليْسَتِ الأَلفُ بصلةٍ، وبَيْنما أَصْله بَيْنَ زِيْدَتْ عَلَيْهِ مَا والمَعْنى واحِدٌ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وقوْلُه: مِن حُروفِ الاِبْتِداءِ، إِن أَرادَ بالحُروفِ الكَلِماتَ كَمَا هُوَ مِن إطْلاقات الحُرُوف، فظاهِرٌ، وأَمَّا إِن أَرادَ أَنَّهما صَارا حَرْفَيْن فِي مُقابلةِ الاسْم والفِعْل فَلَا قائِل بِهِ، بل هما باقِيانِ على ظَرْفِيّتِهما والإشْبَاعِ وهما لَا يُخْرِجان بَيْنَ عَن الاسْميَّةِ، وإنَّما يقْطَعانه عَن الإضافَةِ كَمَا عُرِف فِي العربيَّة؛ اه.
وقالَ غيرُهُ: هما ظَرْفا زَمانٍ بمعْنَى المُفاجَأَة، ويُضافَان إِلَى جُمْلةٍ مِن فِعْل وفاعِلٍ ومُبْتدأ وخَبَر فيَحْتاجَانِ إِلَى جَوابٍ يتمُّ بِهِ المعْنَى.
قالَ الجوْهرِيُّ: (و) كانَ (الأَصْمَعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إِذا صَلُحَ فِي موْضِعِه بَيْنَ كقَوْلِه) ، أَي أَبي ذُؤَيْب الهُذَليّ كانَ ينْشدُه هَكَذَا بالكَسْر:
(بَيْنا تَعَنَّفِه الكُماةَ ورَوْغِه (يَوْمًا أُتِيحَ لَهُ جَرِيءٌ سَلْفَعُ) كَذَا فِي الصِّحاحِ تَعَنُّفه بالفاءِ، وَالَّذِي فِي نسخِ الدِّيوان تَعَنُّقه بالقافِ؛ أَرادَ بينَ تَعَنُّقه فزادَ الألِفَ إشْباعاً؛ نَقَلَه عبدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ.
وقالَ السّكَّريُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: كانَ الأَصْمعيُّ يقولُ بَيْنا الأَلِف زائِدَة إنَّما أَرادَ بينَ تَعَنُّقه! وبينَ رَوَغَانِه أَي بَيْنا يقتلُ ويُراوِغُ إِذْ يخْتل. (وغيرُه يَرْفَعُ مَا بَعْدَها على الاِبْتِداءِ والخَبَرِ) ؛) نَقَلَه السُّكَّريُّ.
قالَ ابنُ بَرِّي: ومثْلُه فِي جوازِ الرَّفْع والخفْضِ قوْلُ الرّاجزِ:
كُنْ كيفَ شِئْتَ فقَصْرُك الموتُلا مَزْحَلٌ عَنهُ وَلَا فَوْتُبَيْنا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِهزالَ الغِنَى وتَقَوَّضَ البيتُقالَ: وَقد تأْتي إذْ فِي جوابِ بَيْنا؛ قالَ حُمَيْد الأَرْقط:
بَيْنا الفَتَى يَخْبِطُ فِي غَيْساتِهإذِ انْتَمَى الدَّهْرُ إِلَى عِقْراتِهقالَ: وَهُوَ دَليلٌ على فَسَادِ قوْلِ مَنْ قالَ إنَّ إذْ لَا تكونُ إلاَّ فِي جوابِ بَيْنما بزِيادَةِ مَا، وممَّا يدلُّ على فَسادِ هَذَا القَوْل أَنَّه جاءَ بَيْنما وليسَ فِي جوابِها إِذْ كقوْلِ ابنِ هَرْمة:
بَيْنما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقاعِ سِراعاً والعِيسُ تَهْوي هُوِيَّاخطَرَتْ خطْرةٌ على القلبِ مِن ذِكراكِ وَهْناً فَمَا استَطَعتُ مُضِيَّا ( {والبَيانُ: الإفْصاحُ مَعَ ذَكاءٍ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ الفَصاحَةُ واللَّسَن.
وَفِي النهايةِ: هُوَ إظْهارُ المَقْصودِ بأبْلَغ لَفْظٍ وَهُوَ مِن الفَهْم وذَكاء القَلْب مَعَ اللّسَن وأَصْلُه الكَشْف والظّهور.
وَفِي الْكَشَّاف: هُوَ المَنْطقُ الفَصِيحُ المُعْربُ عمَّا فِي الضَّميرِ.
وَفِي شرْحِ جَمْع الجوامِعِ:} البَيانُ إخْراجُ الشيءِ من حيِّزِ الأَشْكالِ إِلَى حيِّزِ التَّجَلِّي.
وَفِي المَحْصول: البَيانُ إظْهارُ المعْنَى للنَّفْسِ حَتَّى {يتبيَّنَ من غيرِهِ ويَنْفصِلَ عمَّا يلتبسُ بِهِ.
وَفِي المُفْردات للرَّاغب، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: البَيانُ أَعَمُّ مِن النُّطْقِ لأنَّ النُّطْقَ مُخْتصٌّ باللِّسانِ ويُسمَّى مَا} يَبِينُ بِهِ {بَيَانا وَهُوَ ضَرْبان: أَحَدُهما بالحالِ وَهِي الأشْياءُ الدَّالَّةُ على حالٍ مِنَ الأَحْوالِ مِن آثارِ صفَةٍ؛ وَالثَّانِي بالإخْبارِ وَذَلِكَ إمَّا أَنْ يكونَ نُطْقاً أَو كِتابَةً، فَمَا هُوَ بالحالِ كقولِهِ تَعَالَى: {إنَّه لكُم عَدوٌّ مُبِينٌ} ، وَمَا هُوَ بالإخْبارِ كقوْلِهِ تَعَالَى: {فاسْئَلُوا أَهْل الذِّكْر إِن كُنْتم لَا تَعْلمُونَ} بالبَيِّناتِ والزُّبُر} ؛ قالَ: ويُسمَّى الكَلام بَيَانا لكَشْفِه عَن المعْنَى المَقْصودِ وإظْهارِهِ نَحْو {هَذَا بَيانٌ للناسِ} ؛ ويُسمَّى مَا يُشْرَحُ بِهِ المُجْمَلُ والمُبْهَم مِن الكَلامِ بَيَانا نحوَ قوْلِه تعالَى: {ثمَّ إنَّ علينا {بَيانَه} .
وَفِي شرْحِ المَقامَاتِ للشَّريشي، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: الفَرْقُ بَيْنَ البَيانِ} والتِّبْيان أَنَّ البَيانَ وُضوحُ المعْنَى وظُهورُه، والتِّبْيان تَفْهِيم المعْنَى {وتَبْيِينه، والبَيانُ منْك لغيرِكَ، والتِّبْيان منْك لنَفْسِك مثْلُ} التَّبْيِين، وَقد يَقَعُ التَّبْيينُ فِي معْنَى البَيانِ، وَقد يَقَعُ البَيانُ بكثْرةِ الكَلامِ ويُعَدُّ ذلكَ مِن النِّفاقِ، وَمِنْه حدِيثُ التّرمذيّ: (البذاءُ والبَيانُ شُعْبتان مِنَ النِّفاقِ) ، اه.
قلْتُ: إنّما أَرادَ مِنْهُ ذَمَّ التَّعَمّقِ فِي المنْطِقِ والتَّفاصُحَ وإظْهارَ التَّقدُّمِ فِيهِ على الناسِ، وكأَنَّه نوعٌ من العُجْبِ والكِبْرِ؛ ورَاوِي الحَدِيْثِ أَبو أُمامَةَ الباهِلِيُّ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ؛ وجاءَ فِي رِوايَةٍ أُخْرى: (البَذاءُ وبعضُ البَيانِ) ، لأنَّه ليسَ كلُّ البَيانِ مَذْموماً.
وأَمَّا حَدِيْث: (إنَّ مِن البَيانِ لسِحْراً) ، فرَاجِع النِّهايَة.
(! والبَيِّنُ) مِن الرِّجالِ: (الفَصيحُ) ؛) زادَ ابنُ شُمَيْل: السَّمْحُ اللِّسانِ الظَّريفُ العالِي الكَلام القَلِيل الرَّتَج؛ وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ ويَلْتَئي على {البَيِّنِ السَّفَّاكِ وَهُوَ خَطيبُ (ج} أَبْيِناءُ) ، صحَّتِ الباءُ لسكونِ مَا قَبْلها.
(و) حَكَى اللَّحْيانيُّ فِي جَمْعِه: ( {أَبْيانٌ} وبُيَناءُ) ، فأَمَّا أَبْيانُ فكمَيِّتٍ وأَمْواتٍ، قالَ سِيْبَوَيْه: شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعِلٍ حينَ قَالُوا شَاهِد وأَشْهاد، مِثْل، قَيِّلٍ وأَقْيالٍ؛ وأَمَّا بُيَناءُ فنادِرٌ، والأَقْيَس فِي ذلِكَ جَمْعُه بالواوِ، وَهُوَ قَوْلُ سِيْبَوَيْه.
(و) قالَ الأزْهرِيُّ فِي أَثْناءِ هَذِه التَّرْجَمةِ: رُوِي عَن أَبي الهَّيْثم أَنَّه قالَ: (الكَواكِبُ {البَيانِيَّاتُ) هِيَ (الَّتِي لَا تَنْزِلُ الشمسُ بهَا وَلَا القمرُ) إنَّما يُهْتَدَى بهَا فِي البرِّ والبَحْرِ، وَهِي شآمِيةٌ، ومَهَبُّ الشّمالِ مِنْهَا، أَوَّلُها القُطْبُ وَهُوَ كوكبٌ لَا يَزُولُ، والجدْيُ والفَرْقَدان، وَهُوَ بَيْنَ القُطْب، وَفِيه بَناتُ نعْشٍ الصُّغْرى.
هَكَذَا النَّقْل فِي هَذِه التَّرْجَمة صَحِيحٌ غَيْر أَنَّ الأَزْهرِيَّ استدلَّ بِهِ على قَوْلِهم: بَيْنَ بمعْنَى وَسْط، وذلِكَ قَوْله: وَهُوَ عَيْنُ القُطْب، أَي وَسْطُه.
وأَمَّا الَّذِي استدلَّ بِهِ المصنِّفُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، مِن كوْنِ تلْك الكَواكِبِ تسمَّى} بَيانِيَّاتٍ فتَصْحِيفٌ مَحْضٌ لَا يَتَنبَّه لَهُ إلاَّ مَنْ عانَى مُطالَعَةَ الأُصولِ الصَّحِيحةِ ورَاجَعَها بالذِّهْن الصَّحِيحِ المُسْتَقِيم. والصَّوابُ فِيهِ {الببانيات، بموحَّدَتَيْن، ويقالُ فِيهِ أَيْضاً} البابانيات، هَكَذَا رَأَيْته مُصحَّحاً عَلَيْهِ، والدَّليلُ فِي ذلِكَ أَنَّ صاحِبَ اللِّسانِ ذَكَرَ هَذَا القَوْلَ بعَيْنِه فِي تَرْكِيبِ ب ب ن، كَمَا مَرَّ آنِفاً فتَفَهَّم ذلِكَ.
( {وبَيَّنَ} بنْتَه: زَوَّجَها، {كأَبانَها) } تَبْيِيناً! وإِبانَةً، وَهُوَ مِن البَيْنِ بمعْنَى البُعْدِ، كأَنَّه أَبْعَدها عَن بيتِ أَبِيها.
(و) مِن المجازِ: بَيِّنَ (الشَّجرُ) :) إِذا (بَدا) ورَقُه (وظَهَرَ أَوَّلَ مَا يَنْبُتُ.
(و) بَيَّن (القَرْنُ: نَجَمَ) ، أَي طَلَعَ.
(وأَبو عليِّ بنُ {بَيَّانٍ) العاقُوليُّ، (كشَدَّادٍ: زاهِدٌ ذُو كَراماتٍ) ، وقَبْرُهُ يُزارُ؛ قالَهُ ابنُ ماكُولا.
(} وبَيَّانَةُ، كجبَّانَةٍ: ة بالمغْربِ) ، وَالْأولَى فِي الأَنْدَلُس فِي عَمَلِ قرطبَةَ، ثمَّ إنَّ التَّشْديدَ الَّذِي ذَكَرَه صَرَّح بِهِ الحافِظُ الذهبيُّ وابنُ السّمعانيّ والحافِظُ، وشَذِّ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى فقالَ: هُوَ بالتَّخْفِيفِ مِثْل سَحابَةٍ، وَهُوَ خِلافُ مَا عَلَيْهِ الأَئِمَّةِ؛ (مِنْهَا) أَبو محمدٍ (قاسِمُ بنُ أَصْبَغِ) بنِ محمدِ بنِ يُوسُف بنِ ناسجِ بنِ عطاءٍ مَوْلى أَميرِ المُؤْمِنِينَ الوَلِيد بنِ عبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوانَ (! البَيَّانيُّ الحافِظُ المُسْنِدُ) بالأَنْدَلُس، سَمِعَ مِن قرطبَةَ مِن بقيّ بنِ مَخْلدٍ ومحمدِ بنِ وَضَّاح، ورَحَلَ إِلَى مكَّةَ، شرَّفَها اللَّهُ تعالَى، والعِرَاق ومِصْر، وسَمِعَ مِن ابنِ أَبي الدُّنْيا والكِبار، وَكَانَ بَصِيراً بالفقْهِ والحَدِيْثِ، نَبِيلاً فِي النَّحْوِ والغَريبِ والشِّعْرِ، وصنَّفَ على كتابِ أَبي دُاوَد، وَكَانَ يُشاوَرُ فِي الأحْكامِ، وتُوفي سَنَة 144 عَن ثَلَاث وتسْعِيْن سَنَة، وحَفِيدُه قاسِمُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمٍ الأَنْدَلُسيُّ البَيَّانيُّ رَوَى عَنهُ ابْنُه أَبو عَمْرٍ ووأَحْمد، وأَحْمدُ هَذَا مِن شيوخِ ابنِ حَزْم، وقاسِمُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمِ بنِ سَيَّار البَيَّانيُّ أَنْدلُسِيُّ لَهُ تَصانِيف صَحِبَ المُزَنيّ وغيرَه، وكانَ يميلُ إِلَى مَذْهَبِ الإِمامِ الشافِعِيّ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، ماتَ سَنَة 278. [وَابْنه مُحَمَّد، روى عَن مُحَمَّد بن وضاح، وَغَيره، مَاتَ سنة 328 -] . وابْنُه أَحْمدُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمٍ رَوَى عَن أَبيهِ. (وبَلَدِيُّهُ محمدُ بنُ سُليمانَ) بنِ أَحْمد المراكشيُّ الصنهاجيُّ (المُقْرىءُ) .
(قُلْت: الصَّوابُ فِي نِسْبَتِه البَياتيُّ، بالتاءِ الفــوْقيَّةِ بدلُ النُّونِ، كَمَا ضَبَطَه الحافِظُ وصَحَّحَه، فقَوْله بَلَديُّه غَلَطٌ، ومحلُّ ذِكْرِه فِي ب ي ت، وَهُوَ مِن شيوخِ الإسْكَنْدريَّة، سَمِعَ مِن ابنِ رواح ومظفر اللُّغَويّ، وَعنهُ الوَانِي وجماعَةٌ.
( {وبَيانٌ) ، كسَحابٍ: (ع بَبَطْلَيُوسَ) مِن كُورِ الأَنْدلُس.
(ويوسفُ بنُ المُبارَكِ بنِ} البِينِي، بالكسْرِ) ، وضَبَطَه الحافِظُ بالفتْحِ، (مُحَدِّثٌ) هُوَ وأَخُوهُ مهنا ووالدُهُما، سَمِعَ الثلاثَةُ عَن أَبي القاسِمِ الرَّبَعيِّ، سَمِعَ مِنْهُم أَبو القاسِمِ بنُ عَساكِر.
وقالَ عُمَرُ بنُ عليَ القُرَشِيُّ: سَمِعْتُ مِن يُوسُف، وماتَ سَنَة 561.
( {وبَيْنونُ: حِصْنٌ باليمنِ) يُذْكَرُ مَعَ سَلْحَيْنَ، خرَّبَهما أرياطُ عامِلُ النَّجاشِيّ، يقالُ: إنَّهما مِن بِناءِ سُلَيْمان، عَلَيْهِ السَّلامُ، لم يَرَ الناسُ مثْلُه، ويقالُ: إنَّه بَناهُ} بَينونُ بنُ مَنافِ بنِ شرحبيلِ بنِ ينكف بنِ عبْدِ شمسِ بنِ وائِلِ بنِ غوث؛ قالَ ذُو وجدن الحِمْيريُّ:
أَبَعْدَ بَينُونَ لَا عينٌ وَلَا أَثَرٌ وبَعْدَ سَلْحينَ بيني الناسُ أبياتا (و) ! بَيْنونَةٌ، (بهاءٍ، ة بالبَحْرَيْنِ) ؛) وَفِي التهْذِيبِ: بينَ عُمَان والبَحْرَيْن؛ وَفِي مُعْجمِ نَصْر: أَرْضٌ فَوْق عُمَان تتَّصِلُ بالشَّحْرِ؛ قالَ:
يَا رِيحَ بَيْنونَةَ لَا تَذْمِيناجئْتِ بأَرْواحِ المُصَفَّرِينا (و) هُما {بَيْنونَتان، (بَيْنُونَةُ الدُّنْيَا، و) بَيْنُونَةُ (القُصْوَى) ، وكِلْتاهُما (قَرْيتَانِ فِي شِقِّ بني سَعْدٍ) بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين.
(} وبَيْنَةُ: ع بوادِي الرُّوَيْثَةِ) بَيْنَ الحَرَمَيْن، ويقالُ بكسْرِ الباءِ أَيْضاً، كَمَا فِي مُعْجمِ نَصْر، (وثَنَّاها كُثَيِّرٌ) عزَّة؛) (فقالَ:
(أَلا شَوْقَ لَمَّا هَيَّجَتْكَ المنازِلُ (بحَيْثُ الْتَقَتْ مِن {بَيْنَتَيْنِ العَياطِلُ) وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الطَّويلُ} البائِنُ: أَي المُفْرِطُ طُولاً الَّذِي بَعُدَ عَن قَدِّ الرِّجالِ الطِّوال.
وحَكَى الفارسِيُّ عَن أَبي زيْدٍ: طَلَبَ إِلَى أَبَوَيْه {البائِنَةَ، وذلِكَ إِذا طَلَبَ إِلَيْهِمَا أَنْ} يُبِينَاهُ بمالٍ فيكونَ لَهُ على حِدَةٍ، وَلَا تكونُ البائِنَةُ إلاَّ مِن الأَبَوَيْن أَو أَحدِهما، وَلَا تكونُ مِن غيرِهما، وَقد {أَبانَه أَبواهُ} إبانَةً حَتَّى بانَ هُوَ بذلِكَ {يَبينُ} بُيُوناً.
{وبانَتْ يَدُ الناقَةِ عَن جَنْبِها} تَبِينُ {بُيُوناً.
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يقالُ للجارِيَةِ إِذا تزوَّجَتْ: قد} بانَتْ، وهنَّ قد {بِنَّ إِذا تزوَّجْنَ كأَنَّهنَّ قد بَعَدْنَ عَن بَيْتِ أَبِيهنَّ؛ وَمِنْه الحدِيْثُ: (مَنْ عالَ ثلاثَ بَناتٍ حَتَّى} يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ) .
{وبَيَوانُ، محرَّكةً: مَوْضِعٌ فِي بحيرَةِ تنيس، قد ذُكِرَ فِي ب ون.
} وأَبانَ الدَّلْوَ عَن طَيِّ البئْرِ: حادَ بهَا عَنهُ لئَلاَّ يُصيبَها فتَنْخرِق؛ قالَ:
دَلْوُ عِراكٍ لجَّ بِي مَنينُهالم يَرَ قبْلي مائِحاً {يُبينُها} والتَّبْيينُ: التَّثبُّتُ فِي الأَمْرِ والتَّأَني فِيهِ؛ عَن الكِسائي.
وَهُوَ! أَبْيَنُ مِن فلانٍ: أَي أَفْصَح مِنْهُ وأَوْضَح كَلاماً.
وأَبانَ عَلَيْهِ: أَعْرَبَ وشَهِدَ. ونَخْلَةٌ بائِنَةٌ: فاتَتْ كبائِسُها الكوافرَ وامتدَّتْ عَراجِينُها وطالَتْ؛ عَن أَبي حَنيفَةَ؛ وأَنْشَدَ:
مِن كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَهاعنها وحاضنةٍ لَهَا مِيقارِ {والباناةُ مَقْلوبَةٌ عَن البانِيَةِ، وَهِي النَّبْلُ الصِّغارُ؛ حَكَاه السُّكَّريُّ عَن أَبي الخطَّاب.
} والبائِنُ: الَّذِي يُمْسِكُ العُلْبة للحالِبِ.
ومِن أَمْثالِهم: اسْتُ {البائِنِ أَعْرَفُ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فَهُوَ أَعْلَم بِهِ ممَّن لم يُمارِسْه.
} ومُبِينٌ، بالضمِّ: مَوْضِعٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: اسْمُ ماءٍ؛ وأَنْشَدَ:
يَا رِيَّها اليومَ على مُبِينِعلى مبينٍ جَرَدِ القَصِيمِجَمَعَ بَيْنَ المِيمِ والنُّونِ، وَهُوَ الإِكْفاءُ.
{وأَبْيَنُ، كأَحْمدَ: اسْمُ رجُلٍ نُسِبَتْ إِلَيْهِ عَدَنُ مَدينَةٌ على ساحِلِ بَحْرِ اليمنِ؛ ويقالُ} يبين بالياءِ.
{والبَيِّنَةُ: دَلالَةٌ واضِحَةٌ عَقْليَّة كانَتْ أَو مَحْسوسَة، وسُمِّيَت شَهادَةُ الشاهِدَيْن بَيِّنَة لقَوْلِه، عَلَيْهِ السّلامُ:} البَيِّنَةُ على المُدَّعِي واليمينُ على مَنْ أَنْكَر؛ والجَمْعُ {بَيِّناتٌ.
وَفِي المَحْصولِ: البَيِّنَةُ: الحجَّةُ الوَاضِحَةُ.
} والبِينَةُ، بالكسْرِ: مَنْزلٌ على طرِيقِ حاجِّ اليَمامَةِ بينَ الشِّيح والشُّقَيْرَاءَ.
وذاتُ {البَيْنِ، بالفتْحِ، مَوْضِعٌ حِجازيٌّ عَن نَصْر.
} وبَيانُ، كسَحابٍ: صقْعٌ مِن سَوادِ البَصْرَةِ شَرْقيّ دجْلَةَ عَلَيْهِ الطَّريقُ إِلَى حِصْنِ مَهْدِي.
{والبَيْنِي: نوعٌ من الذُّرَةِ أَبْيَض} بَيَانِيَّة. ومحمدُ بنُ عَبْدِ الخالِقِ {البَيَانيُّ مِن شيوخِ الحافِظِ الذهبيِّ، رَحِمَهم اللَّهُ تعالَى، مَنْسوبٌ إِلَى طَريقَةِ الشيْخ أَبي} البَيان تبَاين مُحَمَّد بن مَحْفُوظ القُرَشِيّ عُرِفَ بابنِ الحورانيّ المُتَوفّى بدِمَشْق سَنَة 551، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، لَبِسَ الخرقَةَ عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِياناً يقْظَة، وَكَانَ الملبوس مَعَه معايناً للخلقِ كَمَا هُوَ مَشْهورٌ.
وقالَ الحافِظُ أَبو الفُتوحِ الطاووسيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: إنَّه مُتواتِرٌ.
{وبايانُ: سكَّةٌ بنَسَفَ، مِنْهَا أَبو يَعْلى محمدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ نَصْر الإمامُ الأَدِيبُ، تُوفي سَنَة 337، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
} ومباينُ الحقِّ: مواضِحُه.
ودِينارُ بنُ {بَيَّان، كشَدَّادٍ، وداودُ بنُ} بَيَّان، وقيلَ: {بنُون ثَقيلَة، مُحَدِّثان.
وعُمَرُ بنُ بَيانٍ الثَّقفيُّ، كسَحابٍ: مُحَدِّثٌ.
} وبَيانٌ أَيْضاً: لَقَبُ محمدِ بنِ إمامِ بنِ سراجٍ الكِرْمانيِّ الفارِسِيّ الكازرونيِّ مُحَدِّث وحَفِيدُه محمدُ.
ويُلَقَّبُ {ببَيان أَيْضاً ابنُ محمدٍ، ويُلَقَّبُ بعباد ابْن محمدٍ، ماتَ سَنَة 857. ووَلَدُه عليّ وَرَدَ إِلَى مِصْرَ فِي أَيَّام السُّلْطان قايتباي، فأَكْرَمَه كَثيراً، وَله تَأْليفٌ صَغيرٌ رَأَيْته.
} والبيانيَّةُ: طائِفَةٌ مِن الخَوارِجِ نُسِبُوا إِلَى بَيان بنِ سمْعَان التَّمِيميّ.
ومُبِينٌ، بالضمِّ: ماءٌ لبَني نُمَيْرٍ ورَاءَ القَرْيَتَيْن بنصفِ مَرْحَلة بمُلْتَقى الرَّمْل والجلْد؛ وقيلَ لبَني أَسَدٍ وبَني حَبَّة بَيْنَ القَرْيَتَيْن أَو فِيهِ؛ قالَهُ نَصْر.
! ومَبْيَنٌ، كمَقْعَدٍ: حِصْنٌ باليمنِ من غَرْبي صَنْعاء فِي البِلادِ الحجية؛ واللَّهُ أَعْلَم بالصَّواب. 

بكتكين

بكتكين
وبُلْتَكِينُ، بضمٍ فسكونٍ ففتْحِ الفــوْقِيَّة وكسْرِ الكافِ: جَدُّ المَلِكِ المظفَّر كوكبرى ابْن الْأَمِير عَليّ صاحِب إِربل، قيَّدَه الحافِظُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.

غنتم

غنتم

(غُنْتُمٌ، كَقُنْفُذٍ والتَّاءُ مُثَنَّاةٌ فَــوْقِيَّةٌ) . أهْمَلَه الجَوْهَرِيّ وصَاحِبُ اللِّسان وَهُوَ (ابنُ ثَوَابَةَ الطَّائِيُّ: مُحَدِّثٌ) حَدَّث عَنهُ عَبدُ الله بنُ أبِي سَعْدٍ الوَرَّاقُ، كَذَا فِي التَّبْصِيرِ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: 

شنتم

شنتم

(شَنْتَم كَجَنْدَل) أَهْمله الجوهَرِيُّ وَصَاحب اللِّسَان، وَهُوَ (أَبو عَاصِم) ، وهكَذا قَيَّده اْبنُ مَاكُولا، (أَو) هُوَ (أَبُو سَعِيد السَّهْمِيّ) أحدُ بني سَهْم بنِ مُرَّة من قَيْس عَيْلان، وَقيل: من سَهْم باهِلَة (صَحابِيٌّ) ، رَوَى لَهُ اْبنُ قَانِع. قَالَ: وَرَوَى عَنهُ اْبنُه عَاصِم، (أَو هُوَ بِمُثَنَّاتَيْن) من (تَحْت) وَأَوَّلُه مَكْسور، هكَذَا ضَبَطَه الأَمِيرُ فِي وَالِد سَعِيد، وضَبَطَه أَبُو الوَلِيد الفَرضِيّ بِشينٍ وَتَاءٍ فَــوْقِيَّة على وَزْن أَمِير، وَقد تَقدَّم ذَلِك.

خَتم

خَتم

(خَتَمه يَخْتِمه خَتْماً وخِتاماً) بالكَسْر، وَهَذِه عَن اللِّحياني، أَي: (طَبَعَه) ، فَهُوَ مَخْتوم ومُخَتَّم، شُدّد للمُبالَغة، قَالَه الجَوْهَرِيّ. وَقيل الْخَتْم: إخفاءُ خَبَرِ الشَّيْء يُجْمَع أطرافِه عَلَيْهِ على وَجْه يَتَحَفَّظ بِهِ.
(و) من الْمجَاز: خَتَم (عَلَى قَلْبِه) إِذا جَعَله لَا يَفْهَم شَيْئاً، وَلَا يَخْرُج مِنْهُ شَيْء) ، كَأَنَّهُ طُبع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {ختم الله على قُلُوبهم} ، وَهُوَ كَقَوْلِه: طَبَع الله على قُلوبِهم فَلَا تَعْقِل وَلَا تِعِي شَيْئا. وَقَالَ الزجّاج: مَعْنى خَتَم وطَبَع وَاحِد فِي اللّغة، وَهُوَ التَّغْطِية على الشّيء والاستِيثاق من أَن لَا يَدْخُلَه شَيْء، كَمَا قَالَ جلّ وَعلا: {أم على قُلُوب أقفالها} . (و) خَتَم (الشيءَ خَتْماً: بَلَغ آخِرَه) ، كَمَا فِي المُحْكم. وَقَالَ الرّاغب: " الخَتْم والطَّبْع يُقَال على وَجْهين: الأولُ تأثِيرُ الشيءِ بِنَقْش الخَاتَم والطَابع، وَالثَّانِي الأثرُ الْحَاصِل عَن النَّقْش، ويُتَجَوَّز بِهِ تَارَة فِي الاستِيثاق من الشَّيء والمَنْع مِنْهُ اعْتِبَارا لِمَا يَحْصُل من المَنْع بالخَتْم على الكُتُب والأبواب، وتَارةً فِي تَحْصِيل أثر شَيْء عَن شَيْء اعْتِبَارا بالنَّقْش الْحَاصِل، وَتارَة يُعْتَبر فِيهِ بُلُوغ الآخِر، وَمِنْه: خَتَمتُ الْقُرْآن أَي: انْتَهَيتُ إِلَى آخِره، فقاله تَعَالَى: {ختم الله على قُلُوبهم} إِشَارَة إِلَى مَا أَجْرَى اللهُ بِهِ الْعَادة أنَّ الْإِنْسَان إِذا تَناهَى فِي اعْتِقَاد باطلٍ، وارتكاب مَحْظور فَلَا يَكُون مِنْهُ تَلَفُّت بِوَجْهٍ إِلَى الحَقّ، يُورِثُه ذلِك هَيْئةً تُمَرِّنُه على اسْتِحْسَان المَعاصي، فَكَأَنما يُخْتَم بِذلِك على قَلْبه، وعَلى هَذَا النَّحْو استعاره لِلإِغْفالِ والكِنّ والقَساوة.
وَقَالَ الجُبَّائي: جَعَل اللهُ خَتْمًا على قُلوبِ الكُفَّارِ ليكونَ دَلالةً للملائِكة على كُفْرِهِم، فَلَا يَدْعُون لَهُم. قَالَ الرّاغبُ: ولَيْس ذَلِك بِشَيْء؛ فَإِن هَذِه الكِتابَةَ إِن كَانَت مَحْسُوسةً فَمن حَقِّها أَن يُدرِكَها أصحابُ التشريح، وَإِن كَانَت مَعْقُولَة فالمَلائِكة باطِّلاعهم على اعتِقاداتهم مُسْتَغْنِيةٌ عَن الاسْتِدلال.
(و) من المَجاز: خَتَم (الزَّرعَ) يَخْتِمه خَتْماً، (و) خَتَم (عَلَيْهِ) : إِذا (سَقَاهُ أَوَّلَ سَقْيَهُ) وَهُوَ الخَتْم. والخِتامُ اسمٌ لَهُ؛ لأنّه إِذا سُقِي خُتِم بالرَّجاء، وَقد خَتَموا على زُرُوعِهم أَي: سَقَوْها، وَهِي كِرابٌ بعد. قَالَ الطَّائِفي: " الخِتامُ: أَن تُثارَ الأرضُ بالبَذْر حَتَّى يَصِير البَذرُ تحتَها، ثمَّ يَسْقُونَها، يَقُولُونَ: خَتَموا عَلَيْهِ. قَالَ الأزهريّ: وأصل الخَتْم: التَّغْطِية، وخَتْمُ البّذْر تَغْطِيَتُه " ز
(و) الخِتامُ، (كَكِتاب: الطِّينُ يُختَم بِهِ على الشَّيْء) . يُقَال: مَا خِتامُك؟ طينٌ أم شْمعٌ؟
(والخَاتَم) بِفَتْح التَّاء: (مَا يُوضَع على الطِّينة) ، وَهُوَ اسمٌ مِثْلُ العالَم.
(و) من الْمجَاز: لَبِس الخاتَم، وَهُوَ (حَلْي للإِصْبَع كالخَاتِم) ، بِكَسْر التَّاءِ، لُغَتان.
وَفِي الحَدِيث: " آمين خاتَمُ رَبّ العَالمين على عِبادِه الْمُؤمنِينَ ". أَي: طابعه وعَلامَتُه الَّتِي ترفَع عَنْهُم الأَعراضَ والعَاهَات؛ لأنّ خاتَم الكتابِ يَصُونه ويَمْنَع النَّاظرين عَمَّا فِي بَاطِنه.
(والخَاتامِ والخَيْتَامِ والخِيتَامِ) بالكَسْر (والخَتَم مُحَرَّكة والخَاتِيام) ، فَهِيَ لغاتٌ سَبْعَة نقلَها ابنُ سِيدَه مَا عَدَا الْأَخِيرَة، وَاقْتصر الجوهريُّ على الخَمْسَة الأُولى، وَزَاد ابنُ مَالك: الخًيْتَمَ كَحَيْدَر، وَجَمَعَها خَمْسَ لُغاتٍ فِي قَوْلِه:
(فِي الخَاتَم الخَيْتَمَ والخَيْتَامَا ... )

(يَرْوُون والخَاتِمَ والخَاتَامَا ... )

وقولُ شَيْخِنا: " وَفِي كَلَام المُصَنّف سِتٌّ فِيهِ نَظَر "، بل سَبْع، ونَظَمَها الزّينُ العِراقِيّ الْحَافِظ مُسْتَوفَاة اللُّغات، فَقَالَ:
(خُذ عدّ نَظْم لُغاتِ الْخَاتم انْتَظَمت ... ثمانِيًا مَا حَواها قَبْلُ نَظّامُ)

(خَاتَامُ خَاتَمُ خَتْمٌ خَاتِمٌ وخَتامٌ ... خاتِيامٌ وخَيْتومٌ وخَيْتامُ) وَهَمْز مَفْتوح تَاء تَاسِع وإِذا ... ساغَ القِياس أَتمَّ العشرَ خَأْتامُ)

وَلم يذكر النَّاظِم خَتَمًا مُحَرَّكة، وَقد ذَكَره المصنِّف وابنُ سِيده وابنُ هِشام فِي شَرْح الكَعْبِيَّة. قَالَ ابنُ سِيْدَه: هُوَ من الحَلْي كَأَنّه أَوَّلَ وهلةٍ خُتِم بِهِ فدَخَل بذلِك فِي بَاب الطّابع، ثمَّ كَثُر اسْتِعْمالُه لِذلك وَإِن أُعِدَّ الخاتِمُ لغَيْر الطَّبْعِ، وَأنْشد الجوهريُّ للأعشى:
(وَصَهْباءَ طَافَ يَهُودِيُّها ... وَأَبْرَزَها وَعَلَيْهَا خَتَم)

أَي: عَلَيْهَا طِينَة مَخْتُومة مثل: نَفَضَ بمَعْنى مَنْفُوض.
وَأنْشد ابنُ بَرِّيّ فِي الخَيْتام:
(يَا هِنْدُ ذاتَ الجَوْرب المُنْشَقّ ... )

(أَخَذْتِ خَيْتامِي بِغَيْر حَقّ ... )

ويروى: خَاتَامى.
قَالَ: وَقَالَ آخر:
(أَتُوعِدُنا بخَيْتَامِ الأَمير ... )

قَالَ: وشاهِدُ الخَاتَام مَا أَنْشَدَه الفَرَاء لبَعْض بني عُقَيْل:
(لئِن كانَ مَا حُدِّثْتُه الْيَوْم صادِقاً ... أَصُمْ فِي نَهارِ القَيْظ للشَّمس بادِيا)

(وأركبْ حمارا بَين سَرْجٍ وفَرْوَة ... وَأعْرِ من الخَاتَام صُغْرى شِمَالِيا)

وأنشدَ الجَوْهَرِيّ فِي (د ر هـ م) :
(لجَاز فِي آفاقِها خَاتَامي ... )
(ج: خَوَاتِمُ وخَواتِيمُ) . قَالَ سِيبَوَيه: " الَّذين قَالُوا: خَوَاتيم إِنَّمَا جَعَلوه تَكْسير فَاعَال، وَإِن لم يكن فِي كَلامهم ". وَهَذَا دَلِيل على أنَّ سِيبَوَيه لم يَعْرِف خاتاما، (وَقد تَخَتَّمَ بِهِ) ، وَمِنْه الحَدِيث: " إنّ التَّخَتُّم باليَاقُوت يَنْفِي الفَقْر "، يُرِيد أَنه إِذا ذَهب مالُه بَاعَ خاتَمه فوَجَد فِيهِ غِنًى، قَالَ ابنُ الأثيرُ: والأشبَهُ - إِن صَحّ الحَدِيث - أَن يكون لَخَاصَّة فِيهِ.
(و) الخاتَم (من كُلِّ شَيْء: عاقِبَتُه، وآخِرتُه خاتِمته) .
(و) الخَاتَم: (آخِرُ القَوْم كالخاتِم) ، وَمِنْه قَولُه تَعَالَى: {وَخَاتم النَّبِيين} أَي: آخِرهم.
وَقد قُرِئ بِضَم التّاء، وقَولُ العجّاج:
(مُبارَكٍ للأنبياءِ خَاتِمِ ... )

إِنما حَمَله على القِراءة المَشْهُورة فَكَسَر، وَقَالَ الفَرَّاء: قَرَأَ عليٌّ رَضِي الله تَعالى عَنهُ {خَاتَمُه مِسْك} ، يُرِيد آخِره.
(و) الخَاتَم (من القَفَا: نُقرتُه) .
يُقَال: احْتَجَم فِي خاتَم القَفا، وَهُوَ مجَاز.
(و) الخَاتَم: (أَقلُّ وَضَح القَوائِم، وَهُو) أَي: الفَرَس (مُخَتَّم كَمُعَظَّم) بأشاعِره بَياضٌ خَفِيّ كاللُّمَعِ دون التَّخْدِيم.
(و) الخَاتَم (من الفَرَس الأُنْثَى: الحَلْقة الدَّنْيَا من ظَبْيتها) على التَّشْبيه.
(و) من الْمجَاز: (تَخَتَّم عَنهُ) أَي: (تَغافَل وسَكَت) .
(و) تَخَتَّم (بأَمْره: كَتَمه) ، نَقله الزمخشَرِيّ.
(و) من الْمجَاز أَيْضا: تَخَتَّم الرجلُ أَي: (تَعَمَّم) ، يُقَال: جَاءَ مُتَخَتِّمًا، أَي: مُتَعَمِّمًا. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: تَخَتَّم بِعِمامَتِه، أَي: تَنَقَّب بهَا. (والاسمُ التَّخْتِمَة) ، يقالُ: مَا أَحْسَنَ تَخْتِمَتَه، عَن الزّجَّاجّي.
(و) المِخْتَم (كَمِنْبَر: الجَوْزَةُ) الَّتي (تُدْلَك لتَمْلاسَّ، وَيُنْقَدَ بهَا، فارِسِيَّتُه تِيْر) بِكَسْر التَّاء الفَــوْقِيّة وَسُكُون التَّحْتِيَّة.
(و) من الْمجَاز: (الخَتْمُ: العَسَلُ) .
(و) أَيْضا: (أَفْواهُ خَلايَا النَّحْل) .
(و) أَيْضا: (أَنْ تَجْمَعَ النَّحْلُ شَيْئاً من الشَّمْع رَقيقًا أرقَّ من شَمْع القُرْص، فَتَطْلِيَه بِهِ) . كَذَا فِي المُحْكَم، وَفِي الأساس: يُقال للنَّحْل إِذا مَلأَ شُوَرَته عَسَلاً: خَتَم.
(والمَخْتومُ: الصَّاعُ) .
(و) قَالَ ابنُ الأعرابيّ: (الخُتُم بِضَمَّتَيْن: فُصوصُ مَفاصِل الخَيْل، الواحِدُ كَكِتاب وعالَم) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ. وَالَّذِي فِي نَصّ ابنِ الأَعْرابيّ: كَكِتاب وسَحاب.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
خَتَّم الشيءَ تَخْتِيماً، شُدِّد للمُبالغة، نَقله الجَوْهَرِيّ.
والخَتْمُ: المنعُ.
والخَتْمُ: حِفْظُ مَا فِي الكِتابِ بِتَعْلِيم الطّينَةِ.
وَمن لُغاتِ الخاتَم: الخَتْم بالفَتْح، والجَمْع خُتومٌ، وخَيْتومٌ وخَأْتَم بِالْهَمْز مَعَ فَتْح التَّاء. الثلاثَةُ ذكرَهُنّ الوَلِيّ العِراقيّ كَمَا تَقَدّم. وَيُقَال: " فلانٌ خَتَمَ عليكَ بابَه: إِذا أَعْرَضَ عَنْكَ، وخَتَم فلانٌ لَكَ بابَه: إِذا آثَرَك على غَيْرِك. وَهُوَ مجَاز ". واخْتَتَمْتُ الشيءَ: نقيضُ افْتَتَحْتُه، نقلَه الجوهَرِيّ.
وَفِي الأساس: " التَّحْمِيد: مُفْتَتَح القُرآن، والاستِعاذة مُخْتَتَمة "، وَبِهَذَا ظَهَر سُقوطُ قَولِ شَيْخِنا: إنّه لَا تَكاد تُوجَد المُخْتَتَم عِنْد لُغَوِيٍّ ثَبَت، وادَّعى آخرُون أَنَّهَا غَيْرُ فَصِيحة، بخِلاف المُفْتَتَح، فَإِنَّهُ فَصِيحٌ وَارِد كَثِيرٌ.
ويُقالُ: الأَعْمالُ بخَواتِيمِها، إِنَّمَا هُوَ جَمْع خَاتم على الشّذوذ، وأنشَدَ الزَّجاجّ:
(إنّ الخَلِيفة إِنَّ الله سَرْبَلَهُ ... سِرْبالَ مُلْك بِهِ تُرجَى الخَواتِيم)

وَهُوَ ضَرُورة.
وخِتام كل مشروب: آخِرُه، وقَولُه تَعالى: {ختامه مسك} ، أَي: آخر مَا يَجِدُونه رائحةُ المِسْك. وَقَالَ عَلْقَمَة: أَي: خِلطه مِسْك. وقَريبٌ من ذَلِك قَولُ مُجاهِد فِي مَعْناه: مِزاجُه مِسْك. وَقَالَ ابنُ مَسْعود: عاقِبَتُه طَعْمُ المِسْك. قَالَ الفَرّاء: والخَاتِم والخِتام مُتَقاربان فِي المَعْنى، وَمِنْه قِراءةُ عَلِيٍّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ " خاتِمُه مِسْك "، قَالَ: ومثلُه قَوْلُك للرَّجل: هُوَ كَرِيم الطَّابِع والطِّباع. قالَ: وتَفْسِيرُه: أَنَّ أَحَدَهم إِذا شَرِبَ وَجَد آخر كَأْسَه رِيحَ المِسْك. وَقَالَ الرَّاغِب: " مَعْناهُ مُنْقَطَعُه وخاتِمَةُ شُرْبه، أَي: سُؤْرُه فِي الطِّيب مِسْك. قالَ: وقولُ مَنْ قَالَ: يُخْتَم بالمِسْك أَي: يُطْبَع، فَلَيْسَ بشَيْءٍ؛ لأنَّ الشَّراب يَجِب أَن يَطِيبَ فِي نَفْسِه، فأَمّا خَتْمُهُ بالطِّيب فَلَيْسَ مِمّا يُفِيدُه، وَلَا يَنْفَعُه طِيبُ خاتِمه مَا لم يَطِبْ فِي نَفْسِه " انْتهى. وخِتامُ الوَادِي: أقْصاه. وخِتامُ القَوْم: آخِرُهم. عَن اللّحياني.
وَمن أسمائِه [
] : الخاتَم والخاتِم، وَهُوَ الَّذِي خَتَم النُّبُوَّةَ بمَجِيئه. وَأَعْطانِي خَتْمِي أَي حَسْبِي، وَهُوَ مجَاز، قَالَ دُرَيْد بنُ الصِّمَّة:
(وَإِنِّي دَعَوتُ اللهَ لَمَّا كَفَرْتَني ... دُعاءً فأَعطانِي على ماقِطٍ خَتْمِي)

وَهُوَ من ذَلِك؛ لأّن حَسْب الرَّجُل آخِرُ طلبه.
وَيُقَال: زُفَّت إِلَيْك بخاتَم رَبّها وبخِتامها، وسِيقَت هَدِيَّتُهم إِلَيْهِ بخِتامها. وَهُوَ مجَاز.
والخَتْم: قريةٌ من قُرى خاكان من إِقليم فَرْغانَة، قَالَ الحافِظ: قَالَ أَبُو العَلاء الفَرَضِيُّ: أفادَنِي أَبُو عَبْدِ الله الأُوشِيُّ [الخَتْمِيُّ، نِسْبَة إِلَى خَتْم] .
والخَتْمةُ، بالفَتْح ويُكْسر: المُصْحَفُ، عامِّيَّة.
وَأَبُو العَبَّاس محمدُ بنُ جعفرٍ الخَوَاتِيمي: مُحَدِّث، عَن الحَسَن ابنِ عَرَفة، وَعنهُ الدَّارقُطْنِيُّ.
والخَتْمُ عِنْد أهل الحَقِيقة: مَنْ يُخْتَم بِهِ الوِلايةُ المُحَمَّديةُ، وثُمّ خَتْمٌ آخرُ: من يُخْتَمُ بِهِ الوِلايَةُ العامَّة.

شحتل

شحتل
أعْطِنِي شَحْتَلَةً مِنْ كَذا، بالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وبالمُثَنَّاةِ الْفَــوْقِيَّةِ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسانِ، وقالَ الصَّاغَانِيُّ: هِيَ لُغَةٌ بَغْدادِيَّةٌ، أَي نُتْفَةً مِنْهُ، أَو قَلِيلاً مِنْهُ، قالَ: وليسَ مِن كَلامِ العَرَبِ.
قلتُ: فَإِذاً اسْتِدْراكُهُ على الجَوْهَرِيِّ فِي غَيٍ رِ مَحَلِّهِ، فتَأَمَّلْ ذَلِك.

خَبتل

خَبتل
الخَبْتَلُ، كجَعْفَرٍ أهمله الجوهريّ، وَفِي المُحكَم: هِيَ المَرأةُ القَصِيرةُ. قَالَ ابنُ دُرَيد: أحسَبُ أَبَا عُبيدةَ ذَكر أَن العربَ تَقول: الخُبْتُلُ كقُنْفُذٍ: شِبهُ الأهْوَجِ الأَبْلَه المُقْدِمُ على مَكْرُوهِ الناسِ.
قَالَ الصاغانيُّ: اختلَفَتْ نُسَخُ الجَمهَرة الصَّحيحةُ الخَطِّ المُعتَمَدةُ الضَّبط، فِي هَذَا التَّرْكِيب، فَفِي بَعْضهَا كَمَا ذُكِر، وَفِي بَعْضهَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء المُوحَّدة وَالتَّاء المُثنّاة الفَــوقيّة. وفِعْلُه الخَبْتَلَةُ نقلَه ابنُ دُرَيد، عَن أبي مَالك، كَمَا فِي العُباب.

حبكل

حبكل:)
الحَبَوْكَلُ أهمله الجوهريّ، وَقَالَ ابنُ عَبّاد: هُوَ كحَبَوْكَرٍ، لفظا ومَعْنىً أَي الداهِيةُ، قَالَ: والراءُ أَعْرَفُ. الحَبكَلُ كجَعْفَرٍ، وقُنْفُذٍ: القَصِير اللَّئيمُ، وَهُوَ فِي المُحكَم بالفَــوقِيَّة بدلَ المُوحَّدة.

النش

النشُّ: نصفُ أوقيَّة وكذلك نصفُ كل شيء.
(النش) نصف كل شَيْء يُقَال نش أُــوقِيَّة وَوزن مِقْدَاره عشرُون درهما

صرَّ

صرَّ: صَرَّ: تقال أيضا عن صوت الآلة الموسيقية، ففي رياض النفوس (ص94 ق): كأني أسمع صرير مزمار.
صرَّ: شدة الصُرَّة وهي ما يجمع فيه الشيء ويشدُّ (بوشر).
صرَّر: صَرَّ (فوك - الكالا).
صَرَّر بأسنانه: إصطكت أسنانه (بوشر).
صارَّ: صرَّ أسنانه، صْرّف بأسنانه (بابن سميث 1383).
أصرَّ على: ثبت على الشيء ولزمه، وأقام عليه. ولا يقال: أصرّ عليه فقط بل أصر فيه أيضاً. ففي حيّان - بسّام (3: 142 و): وهو على ذلك مصرّ في غيّه. ويتعدى بنفسه أيضاً، (عبّاد 3: 81).
وأصرَّ بمعنى قصد ونوى يتعدى بنفسه أيضاً. ففي حيّان (ص22 ق): ونسبوه إلى ان أصَرَّ الخلافَ للامير عبد الله والمروق عنه.
أصرَّ: صرّ أسنانه، صرف بأسنانه (السعدية النشيد 35، 37).
صَرّ: الصَرُّ عند التجار ما يصرّ من الدراهم أو الدنانير فيرسل إلى الجهات (محيط المحيط).
صِرّ. شدة البرد ويجمع على إصْرار. ففي ابن ليون (ص33 ق): ولا تؤثر فيه الرياح والاصرار.
صِرَ: جَلَد، صقيع (دومب ص54، هلو، بوشر) وحَشَف، حبات من الجليد الابيض، صَبَر، مَلاَح، طبقة خفيفة من الجليد تتكون بتجميد نقيطات ماء الضباب، صغار البَرَد (بوشر).
صُرَّة: أمين خزانة القافلة يسمى أمير الصرة، ويسمى اختصاراً الصرة (برتون 1: 359، 2: 72).
صُرَّة: كيس صغير يوضع فيه مسحوق الذهب (دوماس صحاري ص300) ومنه تطلق على خمس عشرة اونساً من مسحوق الذهب (براكس ص12). وقد أخطأ في معرفة أصل الكلمة، وانظر (ص70 من دافيدسن ففيها: وزن ريال أمريكي يساوي ستة مثاقيل صرّة من الذهب).
صُرَّة: كيس صغير توضع فيه العقاقير والتوابل التي تتبل بها اللحوم (معجم المنصوري).
صُرَّة: صرَّة عقاقير، خرقة مشدودة وضعت فيها بعض العقاقير لتنقع في الماء (بوشر).
صُرَّة: شدّة نقود مرسلة من مكان إلى آخر (بوشر).
صَرَّة: معاش سنوي، نفقة سنوية (صفة مصر 12: 215، 218).
صُرَّة: المعاش الذي يستمله أهل المدينة المنورة من القسطنطينية أو من القاهرة (بركهارت بلاد العرب 2: 255) وقد زودني السيد دي غويه بما
في السمهودى (ص176): صرّة في الذخيرة.
تعويضة أي المعاش الذي تدفعه الخزينة العامة.
صُرّة: رزمة، حزمة (بوشر) ورزمه كبيرة، حزمة بضاعة، بالة، طرد (همبرت ص101).
صُرَّة: تحريف سُرَّة وهي الــوقية التي وسط البطن، وتجمع على صُرَر (فوك).
صَرّار. حذاء صرّار: يصدر صريراً (المسعودي 1: 253، المقري 1: 555) وفي نفس الحكاية يقول محمد بن الحارث (ص239) وفي رجليه حذاء يَصِرّ.
مَصَرّ، بفتح الميم وكسرها (انظر لين): كيس النفقة (فوك، ألكالا) بالفتح عندهما، وفي محيط المحيط بالكسر.
مصر: كيس كبير (الكالا).
مَصَرَّ: رزمة كبيرة، بالة، طرد (همبرت ص101).
مَصَرَّ: حزام، نطاق (فوك).

بشتل

بشتل
بَشْتِيلُ، بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الشين وكسرِ الْمُثَنَّاة الْفَــوْقِيَّة وَسُكُون الْيَاء: قَريةٌ بمِصْرَ، من أَعمال الجِيزة، وَقد رأيتُها، وَمِنْهَا الإمامُ المحدِّث أَبُو العبّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد المُهَيمِن البَكْرِيّ، ويُعرَف بِابْن خَطِيب بَشْتِيل، تُوفي سنةَ. ووَلدُه الفقيهُ الماهر عبد المُهَيمِن، أَخو الْحَافِظ ابْن حَجَرٍ، لأُمِّه.

علم البيان

علم البيان
هو: علم يعرف به إيراد المعنى الواحد، بتراكيب مختلفة، في وضوح الدلالة على المقصود، بأن تكون دلالة بعضها أجلى من بعض.
وموضوعه: اللفظ العربي، من حيث وضوح الدلالة على المعنى المراد.
وغرضه: تحصيل ملكة الإفادة، بالدلالة العقلية، وفهم مدلولاتها.
وغايته: الاحتراز عن الخطأ، في تعيين المعنى المراد.
ومباديه: بعضها: عقلية، كأقسام الدلالات، والتشبيهات، والعلاقات، وبعضها: وجدانية، ذوقية، كوجوه التشبيهات، وأقسام الاستعارات، وكيفية حسنها.
وإنما اختاروا في علم البيان: وضوح الدلالة، لأن بحثهم لما اقتصر على الدلالة العقلية، أعني: التضمنية، والالتزامية، وكانت تلك الدلالة خفية، سيما إذا كان اللزوم بحسب العادات، والطبائع، فوجب التعبير عنها بلفظ أوضح.
مثلا: إذا كان المرئي دقيقا في الغاية، تحتاج الحاسة في إبصارها إلى شعاع قوي، بخلاف المرئي، إذا كان جليا، وكذا الحال في الرؤية العقلية، أعني: الفهم، والإدراك.
والحاصل: أن المعتبر في علم البيان: دقة المعاني المعتبرة فيها، من الاستعارات والكنايات، مع وضوح الألفاظ الدالة عليها.
ومن الكتب المفردة فيه:
علم البيان
هو: علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بتراكيب مختلفة في وضوح الدلالة على المقصود بأن تكون دلالة بعضها أجلى من بعض.
وموضوعه: اللفظ العربي من حيث وضوح الدلالة على المعنى المراد.
وغرضه: تحصيل ملكة الإفادة بالدلالة العقلية وفهم مدلولاتها ليختار الأوضح منها مع فصاحة المفردات.
وغايته: الاحتراز من الخطأ في تعيين المعنى المراد بالدلالة الواضحة.
ومباديه: بعضها: عقلية كأقسام الدلالات والتشبيهات والعلاقات المجازية ومراتب الكنايات وبعضها: وجدانية ذوقية كوجوه التشبيهات وأقسام الاستعارات وكيفية حسنها ولطفها وإنما اختاروا في علم البيان وضوح الدلالة لأن بحثهم لما اقتصر على الدلالة العقلية - أعني التضمنية والالتزامية - وكانت تلك الدلالات خفية سيما إذا كان اللزوم بحسب العادات والطبائع وبحسب الألف فوجب التعبير عنهما بلفظ أوضح مثلا إذا كان المرئي دقيقا في الغاية تحتاج الحاسة في إبصارها إلى شعاع قوي بخلاف المرئي إذا كان جليا وكذا الحال في الروية العقلية أعني الفهم والإدراك.
والحاصل: أن المعتبر في علم البيان دقة المعاني المعتبرة فيها من الاستعارات والكنايات مع وضوح الألفاظ الدالة عليها.
قال في: كشاف اصطلاحات الفنون: علم البيان: علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه كذا ذكر الخطيب في: التلخيص وقد احترز به عن ملكة الاقتدار على إيراد المعنى العادي عن الترتيب الذي يصير به المعنى معنى الكلام المطابق لمقتضى الحال بالطرق المذكورة فإنها ليست من علم البيان وهذه الفائدة أقوى مما ذكره السيد السند من أن فيما ذكره القوم تنبيها على أن علم البيان ينبغي أن يتأخر عن علم المعاني في الاستعمال وذلك لأنه يعلم منه هذه الفائدة أيضا فإن رعاية مرابت الدلالة في الوضوح والخفاء على المعنى ينبغي أن يكون بعد رعاية مطابقته لمقتضى الحال فإن هذه كالأصل في المقصودية وتلك فرع وتتمة لها وموضعه: اللفظ البليغ من حيث أنه كيف يستفاد منه المعنى الزائد على أصل المعنى وإن شئت زيادة التوضيح فارجع إلى الأطول. انتهى.
قال ابن خلدون في: بيان علم البيان: هذا العلم حادث في الملة بعد علم العربية واللغة وهو من العلوم اللسانية لأنه متعلق بالألفاظ وما تفيده ويقصد بها الدلالة عليه من المعاني.
وذلك وأن الأمور التي يقصد المتكلم بها إفادة السامع من كلامه هي: إما تصور مفردات تسند ويسند إليها ويفضي بعضها إلى بعض والدالة على هذه هي المفردات من الأسماء والأفعال والحروف.
وأما تمييز المسندات من المسند إليها والأزمنة ويدل عليها بتغير الحركات وهو الإعراب وأبنية الكلمات وهذه كلها هي صناعة النحو يبقى من الأمور المكتنفة بالواقعات المحتاجة للدلالة أحوال المتخاطبين أو الفاعلين وما يقتضيه حال الفعل وهو محتاج إلى الدلالة عليه لأنه من تمام الإفادة وإذا حصلت للمتكلم فقد بلغ غاية الإفادة في كلامه وإذا لم يشتمل على شيء منها فليس من جنس كلام العرب فإن كلامهم واسع ولكل مقام عندهم مقال يختص به بعد كمال الإعراب والإبانة ألا ترى أن قولهم: زيد جاءني مغاير لقولهم: جاءني زيد من قبل أن المتقدم منهما هو الأهم عند المتكلم.
ومن قال: جاءني زيد أفاد أن اهتمامه بالمجيء قبل الشخص المسند إليه.
ومن قال زيد جاءني أفاد أن اهتمامه بالشخص قبل المجيء المسند.
وكذا التعبير عن أجزاء الجملة بما يناسب المقام من موصول أو مبهم أو معرفة وكذا تأكيد الإسناد على الجملة كقولهم زيد قائم وإن زيدا قائم وإن زيدا القائم متغايرة كلها في الدلالة وإن استوت من طريق الأعراف.
فإن الأول: العادي عن التأكيد إنما يفيد الخالي الذهن.
والثاني: المؤكد بأن يفيد المتردد.
والثالث: يفيد المنكر فهي مختلفة. وكذلك تقول جاءني الرجل ثم تقول مكانه بعينه جاءني رجل إذا قصدت بذلك التنكير تعظيمه وأنه رجل لا يعادله أحد من الرجال ثم الجملة الإسنادية تكون خبرية: وهي التي لها خارج تطابقه أولا وإنشائية: وهي التي لا خارج لها كالطلب وأنواعه ثم قد يتعين ترك العاطف بين الجملتين إذا كان للثانية محل من الإعراب فينزل بذلك منزلة التابع المفرد نعتا وتوكيدا وبدلا بلا عطف أو يتعين العطف إذا لم يكن للثانية محل من الإعراب ثم يقتضي المحل الإطناب والإيجاز فيورد الكلام عليهما ثم قد يدل باللفظ ولا يريد منطوقه ويريد لازمه إن كان مفردا كما تقول:
زيد أسد فلا تريد حقيقة الأسد المنطوقة وإنما تزيد شجاعته اللازمة وتسندها إلى زيد وتسمى هذه استعارة.
وقد تريد باللفظ المركب الدلالة على ملزومه كما تقول: زيد كثير الرماد وتريد به ما لزم ذلك عنه من الجود وقرى الضيف لأن كثرة الرماد ناشئة عنهما فهي دالة عليهما وهذه كلها دلالة زائدة على دلالة الألفاظ المفرد والمركب وإنما هي هيئات وأحوال لواقعات جعلت للدلالة عليها أحوال وهيئات في الألفاظ كل بحسب ما يقتضيه مقامه فاشتمل هذا العلم المسمى ب: البيان على البحث عن هذه الدلالات التي للهيئات والأحوال والمقامات وجعل على ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: يبحث فيه عن هذه الهيئات والأحوال التي تطابق باللفظ جميع مقتضيات الحال ويسمى: علم البلاغة.
والصنف الثاني: يبحث فيه عن الدلالة على اللازم اللفظي وملزومه وهي الاستعارة والكناية كما قلناه ويسمى: علم البيان وألحقوا بهما صنفا آخر وهو النظر في تزيين الكلام وتحسينه بنوع من التنميق إما بسجع يفصله أو تجنيس يشابه بين ألفاظه وترصيع يقطع أوزانه أو تورية عن المعنى المقصود بإيهام معنى أخفى منه لاشتراك اللفظ بينهما وأمثال ذلك ويسمى عندهم: علم البديع.
وأطلق على الأصناف الثلاثة عند المحدثين اسم: البيان وهو: اسم الصنف الثاني لأن الأقدمين أول ما تكلموا فيه ثم تلاحقت مسائل الفن واحدة بعد أخرى.
وكتب فيها جعفر بن يحيى والجاحظ وقدامة وأمثالهم ملاءات غير وافية.
ثم لم تزل مسائل الفن تكمل شيئا فشيئا إلى أن محض السكاكي زبدته وهذب مسائله ورتب أبوابه على نحو ما ذكرناه آنفا من الترتيب وألف كتابه المسمى ب: المفتاح في النحو الصرف والبيان فجعل هذا الفن من بعض أجزائه وأخذه المتأخرون من كتابه ولخصوا منه أمهات هي المتداولة لهذا العهد كما فعله السكاكي في كتاب: التبيان وابن مالك في كتاب: المصباح وجلال الدين القزويني في كتاب: الإيضاح والتلخيص وهو أصغر حجما من الإيضاح.
والعناية به لهذا العهد عند أهل المشرق في الشرح والتعليم منه أكثر من غيره وبالجملة فالمشارقة على هذا الفن أقوم من المغاربة وسببه - والله أعلم -: أنه كمالي في العلوم اللسانية والصنائع الكمالية توجد في العمران والمشرق أوفر عمراناً من المغرب.
أو نقول: لعناية العجم وهو معظم أهل المشرق كتفسير الزمخشري وهو كل مبني على هذا الفن وهو أصله وإنما اختص بأهل المغرب من أصنافه: علم البديع خاصة وجعلوه من جملة علوم الأدب الشعرية وفرعوا له ألقابا وعددوا أبوابا ونوعوا وزعموا أنهم أحصوها من لسان العرب وإنما حملهم على ذلك: الولوع بتزيين الألفاظ.
وأن علم البديع سهل المأخذ وصعبت عليهم مآخذ البلاغة والبيان لدقة أنظارهما وغموض معانيهما فتجافوا عنهما.
ومن ألف في البديع من أهل إفريقية ابن رشيق وكتاب: العمدة له مشهور وجرى كثير من أهل إفريقية والأندلس على منحاه.
واعلم أن ثمرة هذا الفن إنما هي في فهم الإعجاز من القرآن لأن إعجازه في وفاء الدلالة منبه لجميع مقتضيات الأحوال منطوقة ومفهومة وهي أعلى مراتب الكلام مع الكمال فيما يختص بالألفاظ في انتقائها وجودة رصفها وتركيبها وهذا هو الإعجاز الذي تقصر الأفهام عن دركه وإنما يدرك بعض الشيء منه من كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي وحصول ملكته فيدرك من إعجازه على قدر ذوقه فلهذا كانت مدارك العرب الذين سمعوه من مبلغه أعلى مقاما في ذلك لأنهم فرسان الكلام وجهابذته والذوق عندهم موجود بأوفر ما يكون وأصحه.
وأحوج ما يكون إلى هذا الفن المفسرون وأكثر تفاسير المتقدمين غفل عنه حتى ظهر جار الله الزمخشري ووضع كتابه في التفسير حيث جاء بأحكام هذا الفن بما يبدي البعض من إعجازه فانفرد بهذا الفضل على جميع التفاسير لولا أنه يؤيد عقائد أهل البدع عند اقتباسها من القرآن بوجوه البلاغة ولأجل هذا يتحاماه كثير من أهل السنة مع وفور بضاعته من البلاغة فمن أحكم عقائد أهل السنة وشارك في هذا الفن بعض المشاركة حتى يقتدر على الرد عليه من جنس كلامه أو يعلم أنه بدعة فيعرض عنها ولا تضر في معتقده فإنه يتعين عليه النظر في هذا الكتاب للظفر بشيء من الإعجاز مع السلامة من البدع - والأهواء والله الهادي من يشاء إلى سواء السبيل -. انتهى كلام ابن خلدون.
وأقول: إن تفسير أبي السعود قد وفى بحق المعاني والبيان والبديع التي في القرآن الكريم على نحو ما أشار إليه ابن خلدون بيد أنه رجل فقيه لا يفسر الكتاب على مناحي السلف ولا يعرف علم الحديث حق المعرفة فجاء الله - سبحانه - بقاضي القضاة محمد بن علي الشوكاني اليمني - رحمه الله - ووفقه لتفسير كتابه العزيز - على طريقة الصحابة والتابعين وحذا حذوهم وميز بين الأقوال الصحيحة والآراء السقيمة وفسر بالأخبار المرفوعة والآثار المأثورة وحل المعضلات وكشف القناع عن وجوه المشكلات إعرابا وقراءة فجزاه الله عنا خير الجزاء.
ثم وفق الله - سبحانه - هذا العبد بتحرير تفسير جامع لهذه كلها على أبلغ أسلوب وأمتن طريقة يغني عن تفاسير الدنيا بتمامها وهو في أربعة مجلدات وسماه: فتح البيان في مقاصد القرآن ولا أعلم تفسيرا على وجه البسيطة يساويه في اللطافة والتنقيح أو يوازيه في الرقة والتصحيح ومن يرتاب في دعواي هذه فعليه بتفاسير المحققين المعتمدين ينظر فيها أولا ثم يرنو في ذلك يتضح له الأمر كالنيرين ويسفر الصبح لذي عينين وبالله التوفيق. قال في: مدينة العلوم: ومن الكتب المفردة فيه: الجامع الكبير لابن أثير الجزري و: نهاية الإعجاز للإمام فخر الدين الرازي - رحمه الله - تعالى -. انتهى.

حُلْوَة

حُلْوَة
من (ح ل و) مؤنث حُلْو والحُلْوَة من النساء: الجميلة التي تحلو في عين الناظر إليها.
حُلْوَة:
بالضم ثم السكون، وفتح الواو: ماء بأسفل الثلبوت لبني نعامة، وذلك حيث يدفع الثلبوت في الرّمّة على الطريق. وحلوة أيضا: بئر بين سميراء والحاجر على سبعة أميال من العباسية، عذبة الماء، ورشاؤها عشرة أذرع، ثم الحاجر والحامضة تناوحها.
وعين حلوة: بوادي الستار، عن الأزهري.
وحلوة أيضا: موضع بمصر نزل فيه عمرو بن العاص أيام الفتوح.
الحِلَّةُ:
بالكسر ثم التشديد، وهو في اللغة القوم النزول وفيهم كثرة، قال الأعشى:
لقد كان في شيبان، لو كنت عالما، ... قباب وحيّ حلّة وذراهم
والحلة أيضا: شجرة شاكة أصغر من العوسج، قال:
يأكل من خصب سيال وسلم ... وحلّة لمّا يوطّئها النعم
والحلة: علم لعدة مواضع، وأشهرها حلة بني مزيد:
مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد كانت تسمّى الجامعين، طولها سبع وستون درجة وسدس، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة، تعديل نهارها خمس عشرة درجة، وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وربع، وكان أول من عمرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي، وكانت منازل آبائه الدور من النيل، فلما قوي أمره واشتد أزره وكثرت أمواله لاشتغال الملوك السلجــوقية بركياروق ومحمد وسنجر أولاد ملك شاه بن ألب أرسلان بما تواتر بينهم من الحروب انتقل إلى الجامعين موضع في غربي الفرات ليبعد عن الطالب، وذلك في محرم سنة 495، وكانت أجمة تأوي إليها السباع فنزل بها بأهله وعساكره وبنى بها المساكن الجليلة والدور الفاخرة وتأنق أصحابه في مثل ذلك فصارت ملجأ، وقد قصدها التجار فصارت أفخر بلاد العراق وأحسنها مدة حياة سيف الدولة، فلما قتل بقيت على عمارتها، فهي اليوم قصبة تلك الكورة، وللشعراء فيها أشعار كثيرة، منها قول إبراهيم بن عثمان الغزّيّ وكان قدمها فلم يحمدها:
أنا في الحلة، الغداة، كأني ... علويّ في قبضة الحجّاج
بين عرب لا يعرفون كلاما، ... طبعهم خارج عن المنهاج
وصدور لا يشرحون صدورا، ... شغلتهم عنها صدور الدّجاج
والمليك الذي يخاطبه النا ... س بسيف ماض وفخر وتاج
ما له ناصح، ولا يعلم الغي ... ب، وقد طال في مقامي لجاجي
قصة ما وجدت غير ابن فخر ال ... دين طبّا لها لطيف العلاج
وإذا سلّطت صروف الليالي ... كسرت صخر تدمر كالزجاج
والحلّة أيضا: حلّة بني قيلة بشارع ميسان بين واسط والبصرة. والحلة أيضا: حلة بني دبيس بن عفيف الأسدي قرب الحويزة من ميسان بين واسط والبصرة، والأهواز في موضع آخر.

علم الألغاز

علم الألغاز
وهو: علم يتعرف منه دلالة الألفاظ على المراد، دلالة خفية في الغاية، لكن لا بحيث تنبو عنها الأذهان السليمة، بل تستحسنها، وتنشرح إليها، بشرط أن يكون المراد من الألفاظ الذوات الموجودة في الخارج، وبها يفترق من المعمى، لأن المراد من الألفاظ: اسم شيء من الإنسان، وغيره.
وهو من: فروع علم البيان، لأن المعتبر فيه وضوح الدلالة، كما سيأتي.
والغرض فيهما: الإخفاء، وستر المراد، ولما كان إرادة الإخفاء على وجه الندرة، عند امتحان الأذهان، لم يلتفت إليهما البلغاء، حتى لم يعدوهما أيضا من الصنائع البديعة، التي يبحث فيها عن الحسن العرضي.
ثم هذا المدلول الخفي: إن لم يكن ألفاظا، وحروفا، بلا قصد دلالتهما على معان آخر، بل ذوات موجودة يسمى: اللغز، وإن كان ألفاظا وحروفا دالة على معان مقصودة، يسمى: معمي.
وبهذا يعلم: أن اللفظ الواحد، يمكن أن يكون: معمى، ولغزا، باعتبارين، لأن المدلول إذا كان ألفاظا، فإن قصد بها معان أخر يكون: معمى.
وإن قصد: ذوات الحروف، على أنها من الذوات، يكون: لغزا.
وأكثر مبادي هذين العلمين: مأخوذ من تتبع كلام الملغزين، وأصحاب المعمى.
وبعضها: أمور تخييلية، تعتبرها الأذواق، ومسائلها: راجعة إلى المناسبات الذوقية، بين الدال والمدلول الخفي، على وجه يقبلها الذهن السليم.
ومنفعتهما: تقويم الأذهان، وتشحيذها.
ومن أمثلة الألغاز:
قول القائل في القلم:
(شعر)
وما غلام راكع ساجد * أخو نحول دمعه جاري
ملازم الخمس لأوقاتها * منقطع في خدمة الباري
وآخر في الميزان:
(شعر)
وقاضي قضاة يفصل الحق ساكتا * وبالحق يقضي لا يبوح فينطق
قضى بلسان لا يميل، وإن يمل * على أحد الخصمين فهو مصدق
ومن الكتب المصنفة فيه أيضا:
كتاب: (الألغاز).
للشريف، عز الدين: حمزة بن أحمد الدمشقي، الشافعي.
المتوفى: سنة أربع وسبعين وثمانمائة.
وصنف فيه: جمال الدين: عبد الرحيم بن حسن الأسنوي، الشافعي.
المتوفى: سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة.
وتاج الدين: عبد الوهاب بن السبكي.
المتوفى: سنة إحدى وسبعين وسبعمائة.
ومن الكتب المصنفة فيه:
(الذخائر الأشرفية، في الألغاز الحنفية).
للقاضي: عبد البر بن الشحنة الحلبي.
وهو الذي انتخبه: ابن نجيم، في الفن الرابع من (الأشباه)، وذكر أن: (حيرة الفقهاء)، و(العدة)، اشتملا على كثير من ذلك، لكن الجميع ألغاز فقهية.
علم الألغاز
هو علم يتعرف منه دلالة الألفاظ على المراد دلالة خفية في الغاية لكن لا بحيث تنبو عنها الأذهان السليمة بل تستحسنها وتنشرح إليها بشرط أن يكون المراد من الألفاظ الذوات الموجودة في الخارج وبهذا يفترق من المعمى لأن المراد من الألفاظ اسم شيء من الإنسان وغيره.
وهو من فروع علم البيان لأن المعتبر فيه وضوح الدلالة كما سيأتي.
والغرض فيهما: الإخفاء وستر المراد ولما كان إرادة الإخفاء على وجه الندرة عند امتحان الأذهان لم يتلفت إليهما البلغاء حتى لم يعد وهما أيضا من الصنائع البديعة التي يبحث فيها عن الحسن العرضي.
ثم هذا المدلول الخفي إن لم يكن ألفاظا وحروفا بلا قصد دلالتهما على معان أخر بل ذوات موجودة يسمى اللغز.
وإن كان ألفاظا وحروفا دالة على معان مقصودة يسمى معمى.
وبهذا يعلم أن اللفظ الواحد يمكن أن يكون معمى ولغزا باعتبارين.
لأن المدلول إذا كان ألفاظا: فإن قصد بها معان أخر يكون معمى.
وإن قصد ذوات الحروف على أنها من الذات: يكون لغزا.
وأكثر مبادئ هذين العلمين مأخوذ من تتبع كلام الملغزين وأصحاب المعمى وبعضها أمور تخييلية تعتبرها الأذواق.
ومسائلها راجعة إلى المناسبة الذوقية بين الدال والمدلول الخفي على وجه يقبلها الذهن السليم
ومنفعتها تقويم الأذهان وتشحيذها:.
ومن أمثلة الألغاز قول القائل في القلم:
وما غلام راكع ساجد ... أخو نحول دمعه جاري
ملازم الخمس لأوقاتها ... منقطع في خدمة الباري
وآخر في الميزان:
وقاضي قضاة يفصل الحق ساكتا ... وبالحق يقضي لا يبوح فينطق
قضى بلسان لا يميل وإن يمل ... على أحد الخصمين فهو مصدق
ومن الكتب المصنفة فيه أيضا كتاب: الألغاز للشريف عز الدين حمزة بن أحمد الدمشقي الشافعي المتوفى سنة أربع وسبعين وثمانمائة.
وصنف فيه جمال الدين عبد الرحيم بن حسن الأسنوي - المتوفى سنة إحدى وسبعين وسبعمائة.
ومن الكتب المصنفة فيه: الذخائر الأشرفية في الألغاز الخفية للقاضي عبد البر بن شحنة الحلبي - المتوفى سنة إحدى وعشرين وتسعمائة - وهو الذي انتخب ابن نجيم في الفن الرابع من الأشباه وذكر أن خبرة الفقهاء والعدة اشتملا على كثير من ذلك لكن الجميع ألغاز فقهية.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.