Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: وفض

قَلَبَ

(قَلَبَ)
(هـ) فِيهِ «أَتَاكُمْ أهلُ الْيَمَنِ، هُمْ أرَقُّ قُلُوبًا وألْيَنُ أَفْئِدَةً» القُلُوب: جَمْعُ القَلْب، وَهُوَ أخَصُّ مِنَ الْفُؤَادِ فِي الِاسْتِعْمَالِ.
وَقِيلَ: هُمَا قَرِيبَانِ مِنَ السَّواء، وكَرّر ذِكرهُما لِاخْتِلَافِ لَفْظيْهما تَأْكِيدًا. وقَلْب كُلِّ شَيْءٍ:
لُبُّه وخالِصه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ لكلِّ شَيْءٍ قَلْباً، وقَلْبُ الْقُرْآنِ يَاسِينُ» .
(هـ) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «إِنَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يَأْكُلُ الجَراد وقُلُوب الشَّجَرِ» يَعْنِي الَّذِي يَنْبُت فِي وَسَطِهَا غَضّاً طَرِيّاً قَبْلَ أَنْ يَقْوَى وَيَصْلُبَ، وَاحِدُهَا: قُلْب بِالضَّمِّ، للفَرْق. وَكَذَلِكَ قُلْب النَّخْلَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «كَانَ عَلِيٌّ قُرَشِيًّا قَلْباً» أَيْ خَالِصًا مِنْ صَمِيمِ قُريش. يُقَالُ: هُوَ عَرَبيٌّ قَلْب: أَيْ خَالِصٌ.
وَقِيلَ: أَرَادَ فَهِماً فَطِناً، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى «إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ» .
(س) وَفِي حَدِيثِ دُعَاءِ السَّفر «أَعُوذُ بِكَ مِنْ كَآبَةِ المُنْقَلَب» أَيِ الانقِلاب مِنَ السَّفَرِ، وَالْعَوْدِ إِلَى الْوَطَنِ، يَعْنِي أَنَّهُ يَعُودُ إِلَى بَيتْه فَيَرَى فِيهِ مَا يُحْزِنه. والانقِلاب: الرُّجوع مُطْلَقًا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ صَفيَّة زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ثُمَّ قُمْت لأَنْقَلِب، فَقَامَ مَعِي ليَقْلِبَني» أَيْ لِأَرْجِعَ إِلَى بَيْتِي فَقَامَ معى يصحبنى. وَمِنْهُ حَدِيثُ المنذِر بْنِ أَبِي أُسَيْد حِينَ وُلِد «فأَقْلَبُوه ، فَقَالُوا: أَقْلَبْناه يَا رَسُولَ اللَّهِ» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ، وصَوابه «قَلَبْناه» : أَيْ رَدَدْناه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لمُعَلّم الصِبْيان: اقْلِبْهم» أَيِ اصْرفْهم إِلَى مَنازلهم.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «بينْا يُكَلِّم إِنْسَانًا إِذِ انْدَفَع جَرير يُطرِيه ويُطْنب، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا جَرِيرُ؟ وعَرَف الغَضَب فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: ذَكَرْتُ أَبَا بَكْرٍ وفَضْــله، فَقَالَ عُمَرُ: اقْلِب قَلَّابُ» وسَكت.
هَذَا مَثَلٌ يُضْرب لِمَنْ تَكُونُ مِنْهُ السَّقْطة فيَتداركها، بِأَنْ يَقْلِبَها عَنْ جِهَتِها ويَصْرِفها إِلَى غَيْرِ مَعْنَاهَا، يُرِيدُ: اقْلِبْ يَا قَلَّابُ، فأسْقَط حَرْفَ النِّدَاءِ، وَهُوَ غَرِيبٌ، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْذف مَعَ الْأَعْلَامِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ شُعيب وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ «لَكَ مِنْ غَنَمِي مَا جَاتَ بِهِ قالِبَ لَوْن» تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّهَا جَاءَتْ عَلَى غَيْرِ أَلْوَانِ أمُّهاتِها، كَأَنَّ لَوْنَها قَدِ انْقَلَب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ فِي صِفَةِ الطُّيُورِ «فمِنها مَغْموس فِي قالِبِ لَوْنٍ لَا يَشُوبه غَيْرُ لَوْن مَا غُمِس فِيهِ» .
[هـ] وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «لَمَّا احْتُضِر، وَكَانَ يُقَلب عَلَى فِراشِه فَقَالَ: إِنَّكُمْ لتُقَلِّبُون حُوَّلاً قُلَّبا إنْ وُقِي كَبَّةً النَّارِ » أَيْ رجُلاً عَارِفًا بِالْأُمُورِ، قَدْ ركِب الصَّعبَ والذَّلول، وقَلَبَها ظهْراً لِبَطْن، وَكَانَ مُحتالاً فِي أُمُورِهِ حَسَنَ التَّقَلُّب.وَفِي حَدِيثِ ثَوْبان «إنَّ فَاطِمَةَ حَلَّت الحَسن والحُسين بقُلْبَيْنِ مِنْ فِضَّة» القُلْب: السِوار.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ رَأَى فِي يَدِ عَائِشَةَ قُلْبَيْن» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى «وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْها، قَالَتِ: القُلْبُ والفَتَخَة» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «فانْطَلَق يَمشي مَا بِهِ قَلَبَة» أَيْ ألَمٌ وعِلَّة.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى قَلِيب بَدْر» القَلِيب: البِئر الَّتِي لَمْ تُطْوَ، ويُذَكَّر وَيُؤَنَّثُ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ.
وَفِيهِ «كَانَ نِساء بَنِي إِسْرَائِيلَ يَلْبَسْن القَوالِب» جَمْعُ قالِب، وَهُوَ نَعْلٌ مِنْ خَشب كالقَبْقاب، وتُكْسَر لامُه وتُفْتَح. وَقِيلَ: إِنَّهُ مُعَرَّبٌ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْبَس القالِبَيْن تَطاوَلُ بِهِمَا» .

فَضَا

(فَضَا)
فِي حَدِيثِ دُعَائِهِ لِلنَّابِغَةِ «لَا يُفْضِي اللَّهُ فَاك» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ ، وَمَعْنَاهُ ألاَّ يَجْعله فَضَاء لَا سِنَّ فِيهِ. والفَضَاء: الْخَالِي الْفَارِغُ الواسِع مِنَ الْأَرْضِ.
وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ فِي عَذَابِ القَبْر «ضَرَبه بمِرْضافَةٍ وسَط رأسِه حَتَّى يُفْضِيَ مِنْهُ كلُّ شَيْءٍ» أَيْ يَصِير فَضَاء. وَقَدْ فَضَا المكانُ وأَفْضَى إِذَا اتَّسَع. هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ.
فَضَا المكانُ فَضَاءً وفُضُــوًّا: اتَّسَعَ،
كأَفْضَى،
وـ دَراهِمَهُ: لم يَجْعَلْها في صُرَّةٍ.
والفَضَا: الفَصَى، والشيءُ المُخْتَلِطُ، وبالمدّ: الساحةُ، وما اتَّسَعَ من الأرضِ،
وع بالمدينةِ. وككِساءٍ: الماءُ يَجْرِي على الأرضِ.
وأفْضَى المرأةَ: جَعَلَ مَسْلَكَيْها واحِداً، فهي مُفْضَاةٌ،
وـ إليها: جامَعَها، أو خَلاَ بها، جامَعَ أم لا،
وـ إلى الأرضِ: مَسَّها بِراحَتِهِ في سُجُودِهِ.
وسَهْمٌ فَضاً: واحِدٌ.
وبَقِيتُ فَضاً: وحْدِي.
ومحمد وخالِدٌ ابنا فَضاً: مُعَبِّرانِ.

قَبَلَ

قَبَلَ
الجذر: ق ب ل

مثال: قَبَل الصُّلحَ
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لعدم ورودها بهذا الضبط في المعاجم.
المعنى: رَضِيَه

الصواب والرتبة: -قَبِل الصُّلحَ [فصيحة]
التعليق: الفعل «قَبِل» بمعنى «رَضِيَ»، ورد في المعاجم مكسور العين من باب «فرح».
(قَبَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَه بِيَده ثُمَّ سَوّاه قِبَلًا» وَفِي رِوَايَةٍ «إِنَّ اللَّهَ كلَّمه قِبَلًا» أَيْ عِياَناً ومُقابَلة، لَا مِن وَراء حِجاب، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يُوَلِّيَ أمْرَه أَوْ كلامَه أَحَدًا مِنْ مَلَائِكَتِهِ .
(هـ) وَفِيهِ «كَانَ لِنَعْلهِ قِبالان» القِبال: زِمام النَّعْل، وَهُوَ السَّير الَّذِي يَكُونُ بَيْنَ الإِصَبعين . وَقَدْ أقْبل نَعْلَه وقابَلها.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قابِلوا النِّعال» أَيِ اعْمَلوا لَهَا قِبالا. ونَعْلٌ مُقْبَلة إِذَا جَعَلْتَ لَهَا قِبالا، ومَقْبولة إِذَا شَدَدْت قِبالَها.
(هـ) وَفِيهِ «نَهى أَنْ يُضَحَّى بمُقابَلة أَوْ مُدابَرة» هِيَ الَّتِي يُقْطَع مِنْ طَرَف أُذُنِها شَيْءٌ ثُمَّ يُتْرك مُعَلَّقا كَأَنَّهُ زَنَمة، واسْم تِلْكَ السِمة القُبْلة والإقْبالة.
(هـ) وَفِي صِفة الغَيْث «أرضٌ مُقْبِلَة وَأَرْضٌ مُدْبِرَة» أَيْ وَقَع المطَر فِيهَا خِطَطاً وَلَمْ يَكُنْ عَامًّا.
وَفِيهِ «ثُمَّ يُوضَع لَهُ القَبُول فِي الْأَرْضِ» هُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ: المَحَبَّة والرِضا بِالشَّيْءِ ومَيْل النَّفْس إِلَيْهِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ «وَرَأَى دَابَّةً يُوارِيها شَعَرُها أهْدَب القُبال» يُرِيدُ كَثْرَةَ الشَّعْر فِي قُبَالِها. القُبال: النَّاصِيَةُ والعُرْف؛ لِأَنَّهُمَا اللَّذَانِ يَسْتَقْبِلان الناظِرَ. وقُبال كُلِّ شَيْءٍ وقُبُله: أوّلُه وَمَا اسْتَقْبَلَك مِنْهُ.
(هـ) وَفِي أَشْرَاطِ السَّاعَةِ «وأنْ يُرْى الهلالُ قَبَلًا» أَيْ يُرى سَاعَةَ مَا يَطْلَع، لعِظَمِه ووُضُوحِه مِنْ غَيْرِ أنْ يُتَطَلَّب، وَهُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالْبَاءِ.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ الْحَقَّ بِقَبَلٍ » أي واضح لك حيث تراه. (س) وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ هَارُونَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «فِي عينَيه قَبَلٌ» هُوَ إِقْبال السَّواد عَلَى الْأَنْفِ.
وَقِيلَ: هُوَ مَيْلٌ كاَلحَول.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي رَيْحَانَةَ «إِنِّي لَأَجِدُ فِي بَعْضِ مَا أنزل من الكتب: الأقْبَل القصير القصرة، صاحب العِراقَين، مُبَدَّل السُّنَّة، يَلْعَنُه أهلُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَيْلٌ لَهُ ثُمَّ وَيْلٌ لَهُ» الأقْبَل: مِنَ القَبَل الَّذِي كَأَنَّهُ يَنْظر إِلَى طَرَف أنْفه.
وَقِيلَ: هُوَ الأفْحَج، وَهُوَ الَّذِي تَتَدانى صُدور قَدَمَيْه وَيَتَبَاعَدُ عَقِباهُما.
(هـ) وَفِيهِ «رَأَيْتُ عَقيلا يَقْبَلُ غَرْبَ زَمْزم» أَيْ يتَلقَّاها فيأخُذها عِنْدَ الاسْتقاء.
[هـ] وَمِنْهُ «قَبِلَت القابِلَةُ الولدَ تَقْبَلُه» إِذَا تَلَقَّتْهُ عِنْدَ وِلادته مِنْ بطْن أُمِّهِ.
(س) وَفِيهِ «طَلَّقُوا النِّسَاءَ لِقُبُل عِدَّتِهنّ» وَفِي رِوَايَةٍ «فِي قُبُل طُهْرِهنّ» أَيْ فِي إقْبالِه وَأَوَّلِهِ، [وَ] حِينَ يُمكنها الدُّخُولُ فِي العِدِّة والشُّروع فِيهَا، فَتَكُونُ لَهَا مَحْسوبةً، وَذَلِكَ فِي حَالَةِ الطهُّر. يُقال: كَانَ ذَلِكَ فِي قُبُل الشِّتاء: أَيْ إِقْبَالِهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْمُزَارَعَةِ «يُسْتَثْنى مَا عَلَى المَاذِيَانَاتِ، وأَقْبَال الجَداوِل» الْأَقْبَالُ:
الأوائل والرؤوس، جَمْع قُبْل، والقُبْل أَيْضًا: رَأْسُ الْجَبَلِ والأكَمَةِ، وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ قَبَل- بِالتَّحْرِيكِ- وَهُوَ الكَلأ فِي مَوَاضِعَ مِنَ الْأَرْضِ. والقَبل أَيْضًا: مَا اسْتَقْبلك مِنَ الشَّيْءِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُرَيج «قُلت لعَطاء: مُحْرمٌ قَبَض عَلَى قُبُل امرأتِه، فَقَالَ: إِذَا وَغَلَ إِلَى مَا هُنالِك فَعَلَيْهِ دَمٌ» القُبُل بِضَمَّتَيْنِ: خِلافُ الدُّبُر، وَهُوَ الفَرْج مِنَ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى.
وَقِيلَ: هُوَ لِلْأُنْثَى خاصَّة، وَوَغَلَ إِذَا دَخَل.
(س) وَفِيهِ «نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذَا الْيَوْمِ وَخَيْرِ مَا قَبْله وَخَيْرِ مَا بَعْده، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذَا الْيَوْمِ وَشَرِّ مَا قَبْلَهُ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ» مَسْأَلَة خَيْرِ زَمَانٍ مَضَى: هُوَ قَبُول الحَسنة الَّتِي قَدَّمَهَا فِيهِ، والاسْتِعاذة مِنْهُ: هِيَ طَلَب العَفْو عَنْ ذَنْب قارَفَه فِيهِ، والوَقْت وإن مَضَى فَتبعتُه باقية. (س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «إيَّاكم والقَبالاتِ فَإِنَّهَا صَغارٌ وفَضْــلُها رِباً» هُوَ أَنْ يَتَقَبَّل بِخَرَاجٍ أَوْ جِبَايَةٍ أَكْثَرَ مِمَّا أعْطي، فَذَلِكَ الفَضْلُ رِبًا، فَإِنْ تَقَبَّل وزَرع فَلَا بَأْسَ. والقَبَالة بِالْفَتْحِ:
الْكَفَالَةُ، وَهِيَ فِي الْأَصْلِ مًصْدر: قَبَل إِذَا كَفَل. وقَبُل بِالضَّمِّ إِذَا صَارَ قَبيلا: أَيْ كَفِيلًا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «مَا بَيْنَ المشْرِق وَالْمَغْرِبِ قِبْلَة» أَرَادَ بِهِ المُسَافر إِذَا الّتبَسَت عَلَيْهِ قِبْلته، فَأَمَّا الْحَاضِرُ فيَجب عَلَيْهِ التَّحري وَالِاجْتِهَادُ. وَهَذَا إِنَّمَا يَصِحُّ لِمَنْ كَانَتِ القِبلة فِي جَنوبه أَوْ فِي شَماله.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِهِ قِبلْة أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَنَوَاحِيهَا؛ فَإِنَّ الْكَعْبَةَ جَنُوبُهَا. وَالْقِبْلَةُ فِي الْأَصْلِ: الجِهَة.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ أقْطَع بِلال بْنَ الْحَارِثِ مَعادن القَبَلِيَّة، جَلْسِيهَّا وغَوْرِيَّها» القَبَليَّة:
مَنْسُوبَةٌ إِلَى قَبَل- بِفَتْحِ الْقَافِ وَالْبَاءِ- وَهِيَ نَاحِيَةٌ مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ خَمْسَةُ أَيَّامٍ.
وَقِيلَ: هِيَ مِنْ نَاحِيَةِ الفُرْع، وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ نَخْلة وَالْمَدِينَةِ. هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي كِتَابِ الأمْكِنة «مَعادن القِلَبَة» بِكَسْرِ الْقَافِ وَبَعْدَهَا لامٌ مَفْتُوحَةٌ ثُمَّ بَاءٌ.
وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أمْري مَا اسْتَدْبَرتُ مَا سُقْتُ الهَدْيَ» أَيْ لَوْ عَنَّ لِي هَذَا الرَّأي الَّذِي رَأَيْتُهُ آخِراً وأمَرْتُكم بِهِ فِي أَوَّلِ أمْري، لَمَا سُقْتُ الهدْيَ مَعِي وقلَّدتُه وأشعَرتُه، فَإِنَّهُ إِذَا فَعل ذَلِكَ لَا يُحِلُّ حَتَّى يَنْحَر، وَلَا يَنْحَر إِلَّا يَوْمَ النَّحر، فَلَا يَصِحُّ لَهُ فَسْخُ الْحَجِّ بعُمرة، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلَا يَلْتَزِم هَذَا، وَيَجُوزُ لَهُ فسْخ الْحَجِّ.
وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهَذَا الْقَوْلِ تطيب قُلُوبِ أَصْحَابِهِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَشُق عَلَيْهِمْ أَنْ يُحِلُّوا وَهُوَ مُحِرم، فَقَالَ لَهُمْ ذَلِكَ لِئَلَّا يَجدوا فِي أنْفُسِهم، وَلِيَعْلَمُوا أَنَّ الْأَفْضَلَ لَهُمْ قَبُول مَا دَعاهم إِلَيْهِ، وَأَنَّهُ لَوْلَا الهدْيُ لفَعَله.
وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ «سُئِلَ عَنْ مُقْبَلة مِنَ العِراق» المُقْبَل بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْبَاءِ: مَصْدر أقْبَلَ يُقْبِل إِذَا قَدِم.

فَقَصَ

(فَقَصَ)
(س) فِي حَدِيثِ الحُدَيْبية «وفَقَصَ البَيْضة» أَيْ كسَرها، وَبِالسِّينِ أَيْضًا.
فَقَصَ البَيْضَةَ يَفْقِصُهَا: كسَرَهَا، وفَضَــخَها، فهي فَقيصةٌ ومَفْقُوصةٌ.
والفَقِيصُ: حَديدَةٌ كحَلْقَةٍ في أدَاةِ الحَرَّاثِ. وكتَنُّورٍ: البِطِّيخَةُ قبلَ النُّضْجِ، مِصْرِيَّةٌ.
والمِفْقَاصُ: شِبْهُ رُمَّانَةٍ تكونُ في طَرَفِ جُرْزٍ، تَفْقِصُ كلَّ شيءٍ أدْرَكَتْهُ.

مَزَنَ

(مَزَنَ)
- قَدْ تَكَرَّرَ فِيهِ ذِكْرُ «المُزْنِ» وَهُوَ الغَيْمُ والسَّحَابُ، وَاحِدَتُهُ: مُزْنَةٌ. وَقِيلَ:
هِيَ السَّحابَةُ البَيْضَاءُ.
مَزَنَ مَزْناً ومُزوناً: مَضَى لوَجْهِه، وذَهَبَ،
كتَمَزَّنَ، وأضاءَ وجْهُه،
وـ القِرْبَةَ: مَلأَها،
كمَزَّنَها،
وـ فلاناً: مَدَحَه، وفَضَّــلَه، أو قَرَّظَه من وَرَائِهِ عند ذِي سُلْطانٍ.
والمُزْنُ، بالضم: السَّحابُ، أو أبْيَضُه، أو ذُو الماءِ،
القِطْعَةُ: مُزْنَةٌ، وامرأةٌ،
وبلا لامٍ: ة بسَمَرْقَنْدَ،
وقد يقالُ مُزْنَةُ،
ود بالدَّيْلَمِ، وبالتَّحْرِيكِ: العادَةُ، والطَّريقَةُ، والحالُ وليسَ بتَصْحيفِ مَرِنٍ.
والمازِنُ، كصاحِبٍ: بَيْضُ النَّمْلِ، وأبو قَبيلَةٍ، وماءٌ.
والمُزْنَةُ، بالضم: المَطْرَةُ.
وابنُ مُزْنَةَ، بالضم: الهِلالُ.
والتَّمَزُّنُ: التَّمَرُّنُ، والتَّسَخِّي، والتَّفَضُّلُ، والتَّظَرُّفُ، وإظهارُ أكثَرَ ممَّا عِنْدَكَ.
والتَّمْزِينُ: التفضِيلُ، والمَدْحُ، والتّقْرِيظُ. وكصَبورٍ: أرضُ عُمانَ.
وكجُهَيْنَةَ: قبيلَةٌ، وهو: مُزَنِيٌّ.
وهذا يَوْمُ مَزْنٍ، بالفتح: يَوْمُ فِرارٍ من العَدُوِّ.

فَشَا

(فَشَا)
فشوا وفشوا ظهر وانتشر وَعَلِيهِ أُمُوره انتشرت فَلم يدر بِأَيّ ذَلِك يَأْخُذ وأنعامهم كثرت
فَشَا خَبَرُهُ وعُرْفُه وفَضْــلُه فَشْواً وفُشُوًّا وفُشِيًّا: انْتَشَرَ، وأَفْشاهُ.
والفَوَاشِي: ما انْتَشَرَ من المالِ كالغَنَمِ السائِمَةِ والإِبِلِ وغيرها.
وأفْشَى زيدٌ: كثُرَ فَوَاشِيهِ.
وتَفَشَّاهُمُ المرضُ،
وـ بهم: كَثُرَ فيهم،
وـ القَرْحَةُ: اتَّسَعَتْ.
والفَشَاءُ، كسماءٍ: تَناسُلُ المالِ وكَثْرَتُه.
والفَشْيَانُ: غَشْيَةٌ تَعْتَرِي الإِنسانَ، فارِسِيَّتُه تَاسَا.
(فَشَا)
(هـ) فِيهِ «ضُمُّوا فَوَاشِيَكم» الفَوَاشِي: جُمْعُ فَاشِيَة، وَهِيَ الماشِية الَّتِي تَنْتَشِر مِنَ الْمَالِ، كالإبِل. والبَقر وَالْغَنَمِ السَّائِمَةِ، لِأَنَّهَا تَفْشُو، أَيْ تَنْتَشِر فِي الْأَرْضِ. وَقَدْ أَفْشَى الرَّجُلُ:
إِذَا كَثُرَت مَواشِيه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ هَوازِن «لمَّا انْهَزمُوا قَالُوا: الرَّأيُ أَنْ نُدْخِل فِي الحِصْن مَا قَدَرْنا عَلَيْهِ مِنْ فَاشِيَتِنا» أَيْ مَواشِينا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْخَاتَمِ «فَلَمَّا رَآهُ أَصْحَابُهُ قَدْ تَخَتَّم بِهِ فَشَتْ خَواتِيم الذَّهب» أَيْ كثُرت وانْتَشَرت. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَفْشَى اللهُ ضَيْعَته» أَيْ كَثَّر عَلَيْهِ مَعاشَه لِيْشَغَله عَنِ الْآخِرَةِ.
وَرَوَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي حَرْفِ الضَّادِ، «أفْسَد اللَّهُ ضَيْعَته» ، وَالْمَعْرُوفُ المرْوِيُّ «أَفْشَى» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «وآيَةُ ذَلِكَ أَنْ تَفْشُوَ الْفَاقَةُ» .

دَكَلَ

(دَكَلَ)
فِي قَصِيدَةٍ مُدح بِهَا أصحابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
عَلِيٌّ لَهُ فَضْلانِ فَضْلُ قَرابَةٍ ... وفَضْــلٌ بِنَصْل السَّيْفِ وَالسُّمُرِ الدُّكْل
الدُّكْل والدُّكْن وَاحِدٌ، يريدُ لَوْنَ الرِّمَاح.
دَكَلَ الطينَ يَدْكُلُ ويَدْكِلُ: جَمَعَهُ بيَدِهِ لِيُطَيِّنَ به،
وـ الشَّيْءَ: وطِئَهُ.
والدَّكَلَةُ، مُحرَّكةً: الحَمْأةُ، والطينُ الرَّقيقُ، والَّذينَ لا يُجيبونَ السُّلْطانَ من عِزِّهِم.
وتَدَكَّلَ عليه: تَدَلَّلَ، وانْبَسَطَ، وتَرَفَّعَ، واعْتَزَّ، وتَخامَلَ، وتَباطَأَ.
وكَرمَّانَةٍ: د بالمَغْرِبِ للبَرْبَرِ.
والأَدْكَلُ: الأَدْكَنُ.
ودَكَلَةٌ من صِلِّيانٍ: بَقِيَّةٌ منه، أو قِطْعَةٌ.
ودَكَّلَ الدابَّةَ تَدْكيلاً: مَرَّغَها.
ودَكالَى، كسَكارَى: اسْمُ شَيْطانٍ.

مَتَعَ

مَتَعَ النهارُ، كمنَع، مُتُوعاً: ارْتَفَعَ قبلَ الزَّوالِ،
وـ الضُحَى: بَلَغَ آخِرَ غايَتِه؛ وهو عندَ الضُّحَى الأكْبَرِ، أو تَرَجَّلَ وبَلَغَ الغايةَ،
وـ بفلانٍ مَتْعاً، ويُضَمُّ: كاذَبَه،
وـ السرابُ: ارْتَفَعَ،
وـ الحَبْلُ: اشْتَدّ،
وـ النَّبِيذُ: اشْتَدّتْ حُمْرَتُه،
وـ الرجلُ: جادَ وظَرُفَ،
كمَتُع، ككَرُم،
وـ بالشيءِ مَتْعاً ومُتْعَةً، بالضم: ذهَبَ به.
والماتِعُ: الطويلُ، والجَيِّدُ من كلِّ شيءٍ، والفاضلُ المُرْتَفِعُ من المَوازينِ، أو الراجحُ، والجَيِّدُ الفَتْلِ من الحِبالِ، والشديدُ الحُمْرَةِ من النَّبيذِ، ووالدُ كعْبِ الحَبْرِ.
والمَتاعُ: المَنْفَعَةُ، والسِّلْعَةُ، والأداةُ، وما تمَتَّعْتَ به من الحَوائجِ، ج: أمْتِعةٌ، وقولُه تعالى: {ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ} ، أي: ذهَبٍ وفِضَّــةٍ
{أو مَتاعٍ} أي: حديدٍ وصُفْرٍ ونُحاسٍ ورَصاصٍ.
والمُتْعَةُ، بالضم والكسر: اسمٌ للتَمْتيعِ،
كالمَتاعِ، وأن تَتَزَوَّجَ امرأةً تَتَمَتَّعُ بها أياماً، ثم تُخَلِّي سَبِيلَها، وأن تَضُمَّ عُمْرَةً إلى حَجِّكَ، وقد تَمَتَّعْتَ واسْتَمْتَعْتَ، وما يُتَبَلَّغُ به من الزادِ، ويُكْسَرُ فيهما، ج: مِتَعٌ كصُرَدٍ وعِنَبٍ، وبالضم: الدَّلْوُ، والسِّقاءُ، والرِّشاءُ، والزادُ القليلُ، والبُلْغَةُ، وما يُتَمَتَّعُ به من الصَّيْدِ والطعامِ، ويكسَرُ في الثلاثَةِ الأخيرَةِ.
ومُتْعَةُ المَرأةِ: ما وُصِلَتْ به بعدَ الطَّلاقِ، وقد مَتَّعَها تَمْتيعاً،
وأمْتَعَهُ اللَّهُ تعالى بكذا: أبْقاهُ وأنْشأهُ إلى أنْ يَنْتَهي شَبَابهُ،
كمَتَّعَهُ،
وـ عنه: اسْتَغْنَى،
وـ بمالِهِ: تَمَتَّعَ،
كاسْتَمْتَعَ.
والتَّمْتيعُ: التَّطْويلُ، والتَّعْمِيرُ.
(مَتَعَ)
- فِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ نِكاح المُتْعَة» هُوَ النِّكاح إِلَى أجَلٍ مُعَيَّن، وَهُوَ مِنَ التَّمَتُّع بِالشَّيْءِ: الانْتفاع بِهِ. يُقَالُ: تَمَتَّعْتُ بِهِ أَتَمَتَّعُ تَمَتُّعاً. وَالِاسْمُ: المُتْعَة، كَأَنَّهُ يَنْتفع بِهَا إِلَى أمَدٍ مَعْلُومٍ. وَقَدْ كَانَ مُباحاً فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ. ثُمَّ حُرِّم، وَهُوَ الْآنُ جَائِزٌ عِنْدَ الشِّيعة.
وَفِيهِ ذِكْرُ «مُتْعَة الْحَجِّ» التَمَتُّع بِالْحَجِّ لَهُ شَرائطُ مَعْرُوفَةٌ فِي الْفِقْهِ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أحْرَم فِي أشْهُر الْحَجِّ بعُمرة، فَإِذَا وَصَل إِلَى الْبَيْتِ وَأَرَادَ أَنْ يُحِلَّ ويَستعمِل مَا حَرُم عَلَيْهِ، فسبيلُه أَنْ يَطُوفَ ويَسْعَى ويُحِلَّ، ويُقيمَ حَلالاً إِلَى يَوْمِ الْحَجِّ، ثُمَّ يُحْرِم مِنْ مَكَّةَ بِالْحَجِّ إحْراماً جَدِيدًا، ويَقِف بعَرَفةَ ثُمَّ يَطُوفُ ويَسْعى ويُحِلّ مِنَ الْحَجِّ، فَيَكُونُ قَدْ تَمَتَّعَ بالعُمْرة فِي أَيَّامِ الْحَجِّ: أَيِ انْتَفَع؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرَوْن الْعُمْرَةَ فِي أشْهُر الْحَجِّ، فَأَجَازَهَا الْإِسْلَامُ.
وَفِيهِ «أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ طَلَّق إمْرأةً فَمَتَّعَ بِوَليدة» أَيْ أعْطاها أَمَةً، وَهِيَ مُتْعَة الطَّلَاقِ.
وَيُسْتَحَبّ للمطلِّق أَنْ يُعْطِيَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ طَلاقِها شَيْئًا يَهَبُها إيَّاه.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأكْوَع «قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْلَا مَتَّعْتَنَا بِهِ» أَيْ هَلاَّ تَركْتَنا نَنَتَفع بِهِ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْر «التَّمتُّع، والمُتْعة، والاسْتِمتاع» فِي الْحَدِيثِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّهُ كَانَ يُفْتي النَّاسَ حَتَّى إِذَا مَتَعَ الضُّحَى وسَئِم» مَتَعَ النَّهَارُ، إِذَا طَالَ وامْتَدّ وَتَعَالَى.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ «بَيْنَا أَنَا جالسٌ فِي أَهْلِي حِينَ مَتَعَ النهارُ إِذَا رسولُ عُمر، فانْطَلَقْت إِلَيْهِ» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْبٍ والدَّجَّال «يُسَخَّر مَعَهُ جبلٌ مَاتِع، خِلاطُه ثَرِيد» أَيْ طويلٌ شاهِق.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ حرَّم الْمَدِينَةَ ورَخَّص فِي مَتَاع النَّاضِحِ» أَرَادَ أَدَاةَ البَعير الَّتِي تُؤخَذ مِنَ الشَّجَرِ، فَسَّماها مَتاعاً. والمَتَاع: كلُّ مَا يُنْتَفع بِهِ مِنْ عُروض الدُّنْيَا، قَليلها وَكَثِيرِهَا.

فَضَخَهُ

فَضَخَهُ، كمنعه: كسرَهُ، ولا يكونُ إلا في شيءٍ أجْوَفَ، وشَدَخَهُ، كافْتَضَخَهُ فيهما،
وـ عَيْنَهُ: فَقَأَها.
وأفْضَخَ العُنْقودُ: حانَ أن يُعْتَصَرَ.
والفَضيخُ: عَصيرُ العِنَبِ، وشَرابٌ يُتَّخَذُ من بُسْرٍ مَفْضُوخٍ، ولَبَنٌ غَلَبَهُ الماء.
والمِفْضَخَةُ: حَجَرٌ يُفْضَخُ به البُسْرُ، والواسِعَةُ من الدِّلاء.
والمفاضِخُ: أواني الفَضِيخِ.
وانْفَضَخَت القَرْحَةُ، وغيرُها: انْفَتَحَتْ، واتَّسَعَتْ،
وـ زيدٌ: بَكَى شديداً،
وـ الدَّلْوُ: دَفَقَتْ ما فيها من الماء،
وـ سَنامُ البعيرِ: انْشَدَخَ.
والفَضوخُ، كقَبولٍ: الشَّرابُ يَفْضَخُ شارِبَهُ، أي: يَكْسِرُهُ ويُسْكِرُهُ.
وفَضْــخُ الماء: دَفْقُهُ.

تِنِّيسُ

تِنِّيسُ، كسِكِّينٍ: د بِجَزِيرَةٍ من جَزائِرِ بَحْرِ الرُّومِ قُرْبَ دِمْيَاطَ، تُنْسَبُ إليه الثِّيَابُ الفاخِرَةُ.
وتُونِسُ: قاعِدَةُ بلادِ إفْرِيقِيَّةَ، عُمِّرَتْ من أنْقَاضِ مدينةِ قَرْطاجَنَّةَ. ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ التَّنَسِيِّ، محركةً: إسْكَنْدَرِيٌّ لَهُ نَسْلٌ.
تِنِّيسُ:
بكسرتين وتشديد النون، وياء ساكنة، والسين مهملة: جزيرة في بحر مصر قريبة من البر ما بين الفرما ودمياط، والفرما في شرقيّها قال المنجمون: طولها أربع وخمسون درجة، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلث في الإقليم الثالث قال الحسين بن محمد المهلّبي: أما تنيس فالحال فيها كالحال في دمياط إلا أنها أجل وأوسط، وبها تعمل الثياب الملونة والفرش البوقلمون، وبحيرتها التي هي عليها مقدار إقلاع يوم في عرض نصف يوم، ويكون ماؤها أكثر السنة ملحا لدخول ماء بحر الروم إليه عند هبوب ريح الشمال، فإذا انصرف نيل مصر في دخول الشتاء وكثر هبوب الريح الغربية حلت البحيرة وحلا سيف البحر الملح مقدار بريدين حتى يجاوز مدينه الفرما، فحينئذ يخزنون الماء في جباب لهم ويعدونه لسنتهم ومن حذق نواتيّ البحر في هذه البحيرة أنهم يقلعون بريح واحدة، يديرون القلوع بها حتى يذهبوا في جهتين مختلفتين فيلقى المركب المركب مختلف السير في مثل لحظ الطرف بريح واحدة قال:
وليس بتنيس هو امّ مؤذية لأن أرضها سبخة شديدة الملوحة. وقرأت في بعض التواريخ في أخبار تنّيس: قيل فيه إن سور تنيس ابتدئ ببنيانه في شهر ربيع الأول سنة 230، وكان والي مصر يومئذ عيسى بن منصور بن عيسى الخراساني المعروف بالرافعي من قبل ايتاخ التركي في أيام الواثق ابن المعتصم، وفرغ منه في سنة 239 في ولاية عنبسة ابن إسحاق بن شمر الضبي الهروي في أيام المتوكل، كان بينهما عدة من لولاة في هذه المدة، بطالع الحوت اثنتا عشرة درجة في أول جد الزهرة وشرفها وهو الحد الأصغر، وصاحب الطالع المشتري وهو في بيته وطبيعته، وهو السعد الأعظم في أول الإقليم الرابع الأوسط الشريف، وإنه لم يملكها من لسانه أعجمي لأن الزهرة دليلة العرب، وبها مع المشتري قامت شريعة الإسلام، فاقتضى حكم طالعها أن لا تخرج من حكم اللسان العربي. وحكي عن يوسف بن صبيح أنه رأى بها خمسمائة صاحب محبرة يكتبون الحديث، وأنه دعاهم سرّا إلى بعض جزائرها وعمل لهم طعاما يكفيهم، فتسامع به الناس فجاءه من العالم ما لا يحصى كثرة، وإن ذلك الطعام كفى الجماعة كلهم وفضــل منه حتى فرّقه بركة من الله الكريم حلت فيه بفضائل الحديث الشريف.
وقيل إن الأوزاعي رأى بشر بن مالك يلتبط في المعيشة فقال: أراك تطلب الرزق، الا أدلك على أمّ متعيّش قال: وما أمّ متعيّش؟ قال: تنيس ما لزمها أقطع اليدين إلا ربّته، قال بشر: فلزمتها فكسبت فيها أربعة آلاف، وقيل: إن المسيح، عليه السلام، عبر بها في سياحته فرأى أرضا سبخة مالحة قفرة والماء الملح محيط بها، فدعا لأهلها بإدرار الرزق عليهم.
قال: وسمّيت تنّيس باسم تنيس بنت دلوكة الملكة، وهي العجوز صاحبة حائط العجوز بمصر، فإنها أول من بنى بتنيس وسمتها باسمها، وكانت ذات حدائق وبساتين، وأجرت النيل إليها، ولم يكن هناك بحر، فلما ملك دركون بن ملوطس وزمطرة من أولاد العجوز دلوكة فخافا من الروم، فشقّا من بحر الظلمات خليجا يكون حاجزا بين مصر والروم فامتدّ وطغى وأخرب كثيرا من البلاد العامرة والأقاليم المشهورة، فكان فيما أتى عليها أحنّة تنّيس وبساتينها وقراها ومزارعها ولما فتحت مصر في سنة عشرين من الهجرة كانت تنيس حينئذ خصاصا من قصب، وكان بها الروم، وقاتلوا أصحاب عمرو، وقتل بها جماعة من المسلمين، وقبورهم معروفة بقبور الشهداء عند الرمل فوق مسجد غازي وجانب الأكوام، وكانت الوقعة عند قبّة أبي جعفر بن زيد، وهي الآن تعرف بقبّة الفتح، وكانت تنيس تعرف بذات الأخصاص إلى صدر من أيام بني أميّة، ثم إن أهلها بنوا قصورا ولم تزل كذلك إلى صدر من أيام بني العباس، فبني سورها كما ذكرنا، ودخلها أحمد ابن طولون في سنة 269، فبنى بها عدّة صهاريج وحوانيت في السوق كثيرة، وتعرف بصهاريج الأمير.
وأما صفتها فهي جزيرة في وسط بحيرة مفردة عن البحر الأعظم يحيط بهذه البحيرة البحر من كل جهة، وبينها وبين البحر الأعظم برّ آخر مستطيل، وهي جزيرة بين البحرين، وأول هذا البر قرب الفرما والطينة، وهناك فوهة يدخل منها ماء البحر الأعظم إلى بحيرة تنيس في موضع يقال له القرباج، فيه مراكب تعبر من برّ الفرما إلى البر المستطيل الذي ذكرنا أنه يحول بين البحر الأعظم وبحيرة تنيس، يسار في ذلك البر نحو ثلاثة أيام إلى قرب دمياط، وهناك أيضا فوهة أخرى تأخذ من البحر الأعظم إلى بحيرة تنيس، وبالقرب من ذلك فوهة النيل الذي يلقي إلى بحيرة تنيس، فإذا تكاملت زيادة النيل غلبت حلاوته على ماء البحر فصارت البحيرة حلوة، فحينئذ يدخر أهل تنيس المياه في صهاريجهم ومصانعهم لسنتهم، وكان لأهل الفرما قنوات تحت الأرض تسوق إليهم الماء إذا حلت البحيرة، وهي ظاهرة الى الأرض، وصورتها في الصفحة المقابلة.
قال صاحب تاريخ تنيس: ولتنيس موسم يكون فيه من أنواع الطيور ما لا يكون في موضع آخر، وهي مائة ونيف وثلاثون صنفا، وهي: السلوى، القبج المملوح، النصطفير، الزرزور، الباز الرومي، الصفري، الدبسي، البلبل، السقاء، القمري، الفاختة، النواح، الزّريق، النوبي، الزاغ، الهدهد، الحسيني، الجرادي، الأبلق، الراهب، الخشّاف، البزين، السلسلة، درداري، الشماص، البصبص، الأخضر، الأبهق، الأزرق، الخضير، أبو الحناء، أبو كلب، أبو دينار، وارية الليل، وارية النهار، برقع أم علي، برقع أم حبيب، الدوري، الزنجي،
الشامي، شقراق، صدر النحاس، البلسطين، الستة الخضراء، الستة السوداء، الأطروش، الخرطوم، ديك الكرم، الضريس، الرقشة الحمراء، الرقشة الزرقاء، الكسر جوز، الكسر لوز، السمانى، ابن المرعة، اليونسة، الوروار، الصردة، الحصية الحمراء، القبرة، المطوق، السقسق، السلار، المرع، السكسكة، الارجوجة، الخوخة، فردقفص، الاورث، السلونية، السهكة، البيضاء، اللبس، العروس، الوطواط، العصفور، الروب، اللفات، الجرين، القليلة، العسر، الأحمر، الأزرق، البشرير، البون، البرك، البرمسي، الحصاري، الزجاجي، البج، الحمر، الرومي، الملاعقي، البط الصيني، الغرناق، الأقرح، البلوى، السطرف، البشروش، وز الفرط، أبو قلمون، أبو قير، أبو منجل، البجع، الكركي، الغطاس، البلجوب، البطميس، البجوبة، الرقادة، الكروان البحري، الكروان الحرحي، القرلّى، الخروطة، الحلف، الارميل، القلقوس، اللدد، العقعق، البوم، الورشان، القطا، الدّرّاج، الحجل، البازي، الصردي، الصقر، الهام، الغراب، الأبهق، الباشق، الشاهين، العقاب، الحداء، الرخمة، وقيل: إن البجع من طيور جيحون وما سوى هذا الجنس من طيور نهر جيحون وما سوى ذلك من طيور نهري العراق: دجلة والفرات، وإن البصبص يركب ظهر ما اتفق له من هذه الطيور، ويصل إلى تنيس طير كثير لا يعرف اسمه صغار وكبار، ويعرف بها من السمك تسعة وسبعون صنفا، وهي: البوري، البلمو، البرو، اللبب، البلس، السكس، الاران، الشموس، النسا، الطوبان، البقسمار، الأحناس، الأنكليس، المعينة، البنّي، الإبليل، الفريص، الدونيس، المرتنوس، الاسقملوس، النفط، الخبار، البلطي، الحجف، القلارية، الرخف، العير، التون، اللت، القجاج، القروص، الكليس، الأكلس، الفراخ، القرقاج، الزلنج، اللاج، الأكلت، الماضي، الجلاء، السلاء، البرقش، البلك، المسط، القفا، السور، حوت الحجر، البشين، الشربوت، البساس، الرعاد، المخيرة،
اللبس، السطور، الراي، الليف، اللبيس، الابرميس، الاتونس، اللباء، العميان، المناقير، القلميدس، الحلبوة، الرقاص، القريدس، الجبر، هو كباره، الصيح، المجزّع، الدّلّينس، الأشبال، المساك الأبيض، الزقزوق، أم عبيد، السلور، أم الأسنان، الأبسارية، اللجاة.
وينسب إليها خلق كثير من أهل العلم، منهم:
محمد بن علي بن الحسين بن أحمد أبو بكر التنيسي المعروف بالنقّاش، قال أبو القاسم الدمشقي: سمع بدمشق محمد بن حريم ومحمد بن عتاب الزّفتي وأحمد بن عمير بن جوصا وحمامة بن محمد وسعيد ابن عبد العزيز والسلّام بن معاذ التميمي ومحمد بن عبد الله مكحولا البيروتي وأبا عبد الرحمن السناني وأبا القاسم البغوي وزكرياء بن يحيى الساجي وأبا بكر الباغندي وأبا يعلى الموصلي وغيرهم، روى عنه الدارقطني وغيره، ومات سنة 369 في شعبان، ومولده في رمضان سنة 282 وأبو زكرياء يحيى بن أبي حسان التنيسي الشامي، أصله من دمشق سكن تنيس، يروي عن الليث بن سعد وعبد الله بن الحسن بن طلحة ابن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن كامل أبو محمد البصري المعروف بابن النحاس من أهل تنيس قدم دمشق ومعه ابناه محمد وطلحة، وسمع الكثير من أبي بكر الخطيب، وكتب تصانيفه، وعبد العزيز الكناني وأبي الحسن بن أبي الحديد وغيرهم، ثم حدث بها وببيت المقدس عن جماعة كثيرة، فروى عنه الفقيه المقدسي وأبو محمد بن الأكفاني ووثّقه وغيرهما، وكان مولده في سادس ذي القعدة سنة 404، ومات بتنيس سنة 461 وقيل 462.

بَدَأَ

(بَدَأَ) الشَّيْء قدمه وفضــله
(بَدَأَ)
بدءا وبدأة حدث وَنَشَأ وَمن مَكَان إِلَى آخر انْتقل وَيفْعل كَذَا أَخذ وَشرع وَيُقَال بَدَأَ فِي الْأَمر وَعَاد تكلم فِيهِ مرّة بعد أُخْرَى والبئر احتفرها فَهِيَ بديء وَالشَّيْء أنشأه وأوجده وَالشَّيْء وَبِه فعله قبل غَيره وفضــله
بَدَأَ به، كَمَنَعَ: ابْتَدَأَ،
وـ الشَّيْءَ: فَعَلَهُ ابْتِدَاءً، كَأَبْدَأَهُ ابْتدَأَهُ،
وـ مِنْ أرْضِهِ: خَرَجَ،
وـ اللَّهُ الخَلْقَ: خَلَقَهُمْ، كَأَبْدَأَ فيهما.
ولَكَ البِدْءُ والبَدْأةُ والبَدَاءَةُ، ويُضَمّانِ،
والبَدِيئَةُ، أي: لَكَ أنْ تَبْدَأ،
والبَدِيئَةُ: البَدِيهَةُ، كالبَدَاءَةِ.
وافْعَلْهُ بَدْءاً،
وأوّلَ بَدْءٍ، وبادِي بَدْءٍ، وبادِي بَدِيّ، وبادي بَدْأَةَ، وَبَدْأَةَ ذِي بَدْءٍ، وَبَدْأَةَ ذِي بَدَاءٍ،
وبِدْأَةَ ذِي بَدْأَةٍ، وبَدْأَةَ ذِي بَدِيءٍ، وبَدَاءَةَ ذِي بَدِيءٍ، وبِدَأَةَ بَدْءٍ، وبَدِيءَ بَدْءٍ، وبادِئَ بَدِيءٍ، وبادِئَ بَدِئٍ، ككَتِفٍ، وبَدِيءَ ذِي بَدِيءٍ، وبادئَ بَدْءٍ، وبادِئَ بَدَاءٍ، وبَدَا بَدْءٍ، وبَدْأَةَ بَدْأَةَ، وبادىِ بَدٍ، وبادي بَداءٍ، أي: أوّلَ كُلِّ شَيْءٍ. ورجَعَ عَوْدَهُ على بَدْئِهِ، وفي عَوْدِهِ وبَدْئِهِ، وفي عَوْدَتِهِ،
وبَدْأَتِهِ، وعَوْداً
وبَدْءاً، أي: في الطَّريقِ الذي جاءَ منه.
وما يُبْدِئُ وما يُعِيدُ: ما يَتَكَلَّمُ ببادِئَةِ ولا عائِدَةِ.
والبَدْءُ: السِّيَّدُ، والشَّابُّ العاقِلُ، والنَّصِيبُ من الجَزُورِ،
كالبَدْأَّةِ، ج: أبْدَاءٌ وبُدُوءٌ. وكالبَدِيعِ: المخْلُوقُ، والأمْرُ المُبْدَعُ، والبِئْرُ الإسْلامِيَّةُ. والأوَّلُ،
كالبَدْءِ.
وبُدِئَ، بالضم، بَدْاً: جُدِرَ، أو حُصِبَ بالحَصْبَةِ.
وبَدَّاءٌ، ككتَّانِ: اسْمُ جماعة.
والبُدْأَةُ، بالضم: نَبْتٌ. وكان ذلك في بَدْأَتِنَا، مُثَلَّثَةَ الباءِ، وفي بَدَأَتِنا، مُحَرَّكَةً، وفي مُبْدَئِنا ومَبْدَئنَا ومَبْدَأَتِنا، كذا في (الباهِرِ) لابن عُدَيْس.

فَضَحَهُ

فَضَحَهُ، كمَنَعَهُ: كَشَفَ مَساوِيَهُ، فأفْضحَ، والاسْمُ:
الفَضيحَةُ والفُضوحُ والفُضوحَةُ، بضمِهما، والفَضاحَةُ، بالفتح، والفِضاحُ بالكسر.
والأَفْضَحُ: الأَبْيَضُ لا شديداً، فَضِحَ، كفَرِحَ، والاسمُ: الفُضْحَةُ، بالضم،
و=الأَسَدُ، والبَعيرُ.
وأفْضَحَ الصُّبْحُ: بَدا، كَفَضَّحَ،
وـ النَّخْلُ: احْمَرَّ واصْفَرَّ.
وفَضَــحَكَ الصُّبْحُ: فَصَحَكَ.
والصُّبْحُ الفَضَحُ، محرَّكةً: ما تَعْلوهُ حُمْرَةٌ.
وهو فَضيحٌ في المالِ: سَيِّئُ القيامِ عليه، ويقالُ لِلمُفْتَضِحِ: يا فَضوحُ.
وفاضِحَةُ: ع.
وفاضَحٌ: ع قُرْبَ مَكَّةَ، ووادٍ بالشُّرَيْفِ بِنَجْدٍ.

الوَلْثُ

الوَلْثُ: القَليلُ من المَطَرِ، والعَهْدُ الغَيْرُ الأَكيدِ، والضَّرْبُ، وبَقِيَّةُ العَجينِ في الدَّسيعَةِ، وبَقِيَّةُ الماءِ في المُشَقَّرِ، وفَضْــلَةُ النَّبيذِ في الإِناءِ، والوَعْدُ الضَّعيفُ، وأثَر الرَّمَدِ، والتَّوْجيهُ، وهو أنْ تقولَ لِمَمْلوكِكَ: أنْتَ حُرٌّ بَعدَ مَوتِي.
وشَرٌّ والِثٌ: دائمٌ.
ودَيْنٌ والثٌ: مُثْقِلٌ.

حَسَدَهُ

حَسَدَهُ الشيءَ، وعليه، يَحْسِدُه ويَحْسُدُه حَسَداً وحُسوداً وحَسادَةً،
وحَسَّدَه: تَمَنَّى أن تَتَحَوَّلَ إليه نِعْمَتُه وفَضــيلَتُه، أو يُسْلَبَهُما،
وهو حاسِدٌ من حُسَّدٍ وحُسَّادٍ وحَسَدَةٍ، وحَسُودٌ من حُسُدٍ.
وحَسَدَنِي اللهُ إن كنْتُ أحْسُدُكَ، أي: عاقَبَنِي على الحَسَدِ.
وتَحاسَدوا: حَسَدَ بعضُهم بعضاً.

بَيْدَ

(بَيْدَ)
(هـ) فِيهِ «أنَا أفْصَح العَرب بَيْدَ أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ» بَيْدَ بِمَعْنَى غَيْرَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلنا» وَقِيلَ مَعْنَاهُ عَلَى أَنَّهُمْ، وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ بَايِدَ أنَّهم، وَلَمْ أرَهُ فِي اللُّغَةِ بِهَذَا الْمَعْنَى. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهَا بأيْدٍ، أَيْ بقُوّة، وَمَعْنَاهُ نَحْنُ السَّابِقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُوّة أعْطَانَاها اللَّهُ وفَضَّــلنَا بِهَا.
وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ «بَيْدَاؤُكُمْ هَذِهِ الَّتِي تَكْذبون فِيهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» البَيْدَاء: الْمَفَازَةُ الَّتِي لَا شَيْءَ بِهَا، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ هَاهُنَا اسْمُ مَوْضِعٍ مَخْصُوصٍ بَيْن مكَّة وَالْمَدِينَةِ، وَأَكْثَرُ مَا تَرِدُ ويُرَاد بِهَا هَذِهِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ قَوْمًا يَغْزُون الْبَيْتَ، فَإِذَا نَزَلُوا بالبَيْدَاء بَعَث اللَّهُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَقُولُ يا بَيْدَاء أَبِيدِيهِمْ، فيخسف بهم» أى أهليكهم. والإِبَادَة: الْإِهْلَاكُ. أَبَادَهُ يُبِيدُهُ، وبَادَ هُو يَبِيد.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِذَا هُمْ بديارٍ بَادَ أهلُها» أَيْ هَلَكُوا وانْقَرضوا.
وَحَدِيثُ الْحُورِ الْعَيْنِ «نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَبِيد» أَيْ لَا نَهْلِك وَلَا نَمُوت.

بُشْتُ

بُشْتُ، بالضم: د بِخُراسانَ، منه: إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الحافِظُ صاحبُ المُسْنَدِ، والحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ بنِ العَلاءِ، ومحمدُ بنُ مُؤَمَّلٍ، وأحمدُ بنُ محمدٍ اللُّغَوِيُّ الخَارْزَنْجِيُّ البُشْتِيُّونَ.
وبَشيتُ، كأَميرٍ: ة بِفِلَسْطينَ.
وبَشْتانُ: ة بِنَسَفَ.
بُشْتُ:
بالضم: بلد بنواحي نيسابور، قال أبو الحسن ابن زيد البيهقي: سميت بذلك لأن بشتاسف الملك أنشأها، وهي كورة قصبتها طريثيث، وقيل:
سميت بذلك لأنها كالظهر لنيسابور، والظهر باللغة الفارسية يقال له بشت، تشتمل على مائتين وست وعشرين قرية، منها كندر التي منها الوزير أبو نصر الكندري، وزير طغرلبك السلجوقي، كان قبل نظام الملك فقام نظام الملك مقام الكندري، وقد ذكرت، وقد يقال لها أيضا: بشت العرب لكثرة أدبائها وفضــلائها، وقد ينسب إليها جماعة كثيرة في فنون من العلم، منهم: إسحاق بن إبراهيم بن نصر أبو يعقوب البشتي، سمع قتيبة بن سعيد وإبراهيم بن المستمر وأبا كريب محمد بن العلاء ومحمد بن أبي عمرو ومحمد بن المصطفى وهشام بن عمرو وحميد بن مسعدة وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وغيرهم، روى عنه أبو جعفر محمد بن هانئ بن صالح وأبو الفضل محمد بن إبراهيم الموصلي وجماعة من الخراسانيين، وحسان بن مخلّد البشتي، سمع عبد الله بن يزيد المقري وسعيد بن منصور ويحيى بن يحيى، روى عنه جعفر بن محمد بن سوّار وإبراهيم بن محمد المروزي، مات في شعبان سنة 259، وسعيد بن شاذان بن محمد النيسابوري، وهو سعيد بن أبي سعيد البشتي، سمع محمد بن رافع وإسحاق بن منصور وحمّ بن نوح وعيسى بن أحمد العسقلاني وغيرهم، روى عنه أبو القاسم يعقوب، وأبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان موسى بن عبد الرحمن البشتي، حدث عن الحسن بن عليّ الحلواني، روى عنه بشر بن أحمد الأسفراييني، وأبو سعيد أحمد بن شاذان البشتي، حدث عن الحسن ابن سفيان وأحمد بن نصر الخفاف وابن أبي غيلان، حدث عنه أبو سعد الإدريسي، وأحمد بن الخليل بن أحمد البشتي، روى عن الليث بن محمد، روى عنه أبو زكرياء يحيى بن محمد العنبري، ومحمد بن يحيى ابن سعيد البشتي أبو بكر المؤدب، حدث عن عبد الله ابن الحارث الصنعاني، روى عنه الحاكم أبو عبد الله ومحمد بن إبراهيم بن عبد الله أبو سعيد البشتي، حدث عن محمد بن المؤمّل، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو صالح البشتي النيسابوري، كان كثير الصلاة والعبادة، سمع أبا زكرياء النيسابوري وأبا بكر الحيري، مات بأصبهان سنة 483، وأبو عليّ الحسن بن عليّ بن العلاء ابن عبدويه البشتي، روى عن أبي طاهر محمد بن محمد بن محمش وغيره، وعبيد الله بن محمد بن نافع البشتي الزاهد، وأحمد بن محمد البشتي الخارزنجي اللغوي، ذكرته في كتاب الأدباء وغيرهم. وبشت أيضا: من قرى باذغيس من نواحي هراة، منها أحمد ابن صاحب البشتي، حدث عن أبي عبد الله المحاملي، روى عنه أبو سعد الماليني وأخوه محمد بن صاحب البشتي الباذغيسي.

سَحَبَهُ

سَحَبَهُ، كَمَنَعَهُ: جَرَّهُ على وجْهِ الأرضِ فانْسَحَبَ، وأَكَل وشَرِبَ أَكْلاً وشُرْباً شَديداً، فهو أُسْحوبٌ.
والسَّحابَةُ: الغَيْمُ، ج: سَحابٌ وسُحُبٌ وسَحائِبُ.
وما أَفْعَلُهُ سَحابَةَ يَوْمِي: طُولَهُ.
والسَّحابُ: سَيْفُ ضِرارِ بنِ الخَطَّابِ.
ورَجُلٌ سَحبانُ: جُرافٌ يَجْرُفُ ما مَرَّ به، وبَلِيغٌ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ، وبالضمِّ: فَحْلٌ.
والسُّحْبَةُ، بالضمِّ: الغِشاوَةُ، وفَضْــلَةُ ماءٍ في الغَديرِ
كالسُّحابَةِ، بالضمِّ.

مَنَا

(مَنَا)
(هـ) فِيهِ «إِذَا تَمَنَّى أحَدُكم فلْيُكْثِر، فَإِنَّمَا يسألُ ربَّه» التَّمَنِّي: تَشَهِّي حُصُولِ الأمْرِ المَرْغُوبِ فِيهِ، وَحَدِيثُ النَّفْس بِمَا يَكُونُ وَمَا لَا يَكُونُ.
وَالْمَعْنَى: إِذَا سألَ اللهَ حوائِجَه وفَضْــلَه فلْيُكْثِر، فَإِنَّ فَضْلَ اللَّهِ كثيرٌ، وخزائِنَه واسِعةٌ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «لَيْسَ الإيمانُ بالتَّحَلِّي وَلَا بِالتَّمَنِّي، وَلَكِنْ مَا وقَر فِي القَلْبِ، وصَدَّقَتْه الْأَعْمَالُ» أَيْ لَيْسَ هُوَ بالقولِ الَّذِي تُظْهِرهُ بِلسانِكَ فَقَطْ، وَلَكِنْ يَجِبُ أَنْ تُتْبِعَهُ مَعْرِفَةَ القلْبِ.
وَقِيلَ: هُوَ مِنَ التَّمَنِّي: القراءةِ والتَّلاَوةِ؛ يُقَالُ: تَمَنَّى، إِذَا قَرأ.
[هـ] وَمِنْهُ مَرْثِيَةُ عُثْمَانَ:
تَمَنَّى كِتَابَ اللهِ أوّلَ لَيْلَةٍ وآخِرَهَا لاَقَى حِمَامَ المَقادِرِ وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الملِك «كتَب إِلَى الحجَّاج: يَا ابْنَ الْمُتَمَنِّيَةِ» أَرَادَ أمَّهُ، وَهِيَ الفُرَيْعَةُ بنتُ هَمّامٍ، وَهِيَ القائلَةُ:
هَلْ مِنْ سَبيلٍ إِلَى خَمْرٍ فأَشْرَبَهَا أمْ هَلْ سَبِيلٍ إِلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ وَكَانَ نصرٌ رَجُلاً جَمِيلًا مِنْ بَنِي سُلَيمٍ، يَفْتَتِنُ بِهِ النِّساءُ، فحلَقَ عُمَرُ رأسَه ونفاهُ إِلَى البَصْرَةِ.
فَهَذَا كَانَ تَمَنِّيهَا الَّذِي سَمَّاهَا بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ.
(س [هـ] ) وَمِنْهُ قَوْلُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ لِلْحَجَّاجِ «إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ مَنْ لَا أُمَّ لَهُ، يَا ابْنَ الْمُتَمَنِّيَةِ» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «مَا تَعَنَّيْتُ، وَلَا تَمَنَّيْتُ، وَلَا شَرْبِتُ خمْراً فِي جاهليَّةٍ وَلَا إسْلامٍ» .
وَفِي رِوَايَةٍ «مَا تَمَنَّيْتُ منذُ أسْلَمْتُ» أَيْ مَا كَذَبْتُ. التَّمَنِّي: التَّكَذُّبُ، تَفَعُّلٌ، مِنْ مَنَى يَمْنِي، إِذَا قَدَّرَ، لِأَنَّ الكاذبَ يُقَدِّرُ الحديثَ فِي نَفْسه ثُمَّ يَقُولُهُ.
قَالَ رجلٌ لابْن دَأْبٍ، وَهُوَ يُحَدِّثُ: «أَهذا شيءٌ رُوِّيتَهُ أَمْ شيءٌ تَمَنَّيْتَهُ؟» أَيِ اخْتَلَقْتَهُ وَلَا أصلَ لَهُ. وَيُقَالُ لِلْأَحَادِيثِ الَّتِي تُتَمَنَّى: الْأَمَانِيُّ، واحِدتُها: أُمْنِيَّةٌ. وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:
فَلَا يَغُرَّنْكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ إِنَّ الْأَمَانِيَّ والأحْلاَمَ تَضْلِيلُ (هـ) وَفِيهِ «أنَّ مُنْشِداً أنْشَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لَا تَأْمَنَنَّ وإنْ أمْسَيْتَ فِي حَرَمٍ حَتَّى تُلاَقِيَ مَا يَمْنِي لَكَ المَانِي
فالخَيْرُ والشَّرُّ مَقْرُونَانِ فِي قَرَنٍ ... بِكُلِّ ذلِك يَأْتِيكَ الجَدِيدَانِ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَدْرَكَ هَذَا الْإِسْلَامَ» مَعناه: حَتَّى تُلاقِيَ مَا يُقدَّرُ لَكَ المُقدِّرُ، وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى. يُقَالُ: مَنَى اللهُ عليكَ خَيْراً يَمْنِي مَنْياً.
وَمِنْهُ سَمِّيَتِ «الْمَنِيَّةُ» وَهِيَ الموتُ. وجمعُها: المَنَايَا؛ لأِنها مُقدَّرةٌ بوقتٍ مَخْصُوصٍ.
وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
وَكَذَلِكَ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ «الْمَنِيِّ» بِالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ ماءُ الرَّجُلِ. وَقَدْ مَنَى الرَّجُلُ، وأَمْنَى، واسْتَمْنَى، إِذَا اسْتَدْعَى خُروجَ الْمَنِيِّ.
[هـ] وَفِيهِ «البيتُ المعمورُ مَنَا مَكّة» أَيْ بِحذَائِها فِي السَّمَاءِ. يُقَالُ: دّارِي مَنَا دارِ فُلانٍ: أَيْ مُقَابِلُها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مجاهدٍ «إِنَّ الحَرَمَ حَرَمٌ مَنَاهُ من السَّمواتِ السَّبْعِ والأَرَضِينَ السَّبْعِ» أَيْ حذاءَه وقَصْدَه .
وَفِيهِ «أنَّهم كَانُوا يُهِلُّون لِمَنَاةَ» مَنَاةُ: صنمٌ كَانَ لِهُذَيْلٍ وخُزَاعَةَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَالْهَاءُ فِيهِ للتأنيث. والوقف عَلَيْهِ بالتاءِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.