Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: وسق

غَثَا

(غَثَا)
فِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ «كَمَا تَنْبُت الحَّبِةُ فِي غُثَاء السَّيْل» الغُثَاء بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ: مَا يَجِيءُ فَوْقَ السَّيْل مِمَّا يَحْمِله مِنَ الزَّبَد والوَسَخ وَغَيْرِهِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَجَاءَ فِي كِتَابِ مُسْلم «كَمَا تَنْبُت الغُثَاءَة» يُريد مَا احْتَمله السَّيْل مِنَ البُزُورات.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الحسَن «هَذَا الغُثَاء الَّذِي كنَّا نُحَدَّث عَنْهُ» يُريد أرْذالَ النَّاسِ وسَقَــطَهم.

نَجَمَ

(نَجَمَ)
[هـ] فِيهِ «هَذَا إبَّانُ نُجُومِهِ» أَيْ وقتُ ظُهورِه، يَعْنِي النبيَّ صَلَّى اللَّه عليه وسلم. يُقَالُ: نَجَمَ النّبتُ يَنْجُمُ، إِذَا طَلَع. وكلُّ مَا طَلَعَ وظَهَر فَقَدْ نَجَمَ. وَقَدْ خُصَّ بالنّجم منه مالا يَقُوم عَلَى سَاقٍ، كَمَا خُصَّ الْقَائِمُ عَلَى السَّاقِ مِنْهُ بالشَّجَر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ جَرير «بَيْنَ نَخلةٍ وَضَالةٍ ونَجْمَةٍ وأثْلَةٍ» النَّجْمَةُ: أخَصُّ مِنَ النَّجم، وَكَأَنَّهَا واحدتُه، كنَبْتةٍ ونَبْت.
وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ «سِراجٌ مِنَ النَّارِ يَظْهر فِي أكتافِهم حَتَّى يَنْجُمَ فِي صدورِهم» أَيْ يَنْفُذ ويَخْرج مِنْ صدورِهم.
(س) وَفِيهِ «إِذَا طَلَع النَّجْمُ ارْتَفَعت الْعَاهَةُ» .
وَفِي رِوَايَةٍ «مَا طَلَع النَّجْمُ وَفِي الأرضِ مِنَ الْعَاهَةِ شَيْءٌ» .
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى «مَا طَلَع النَّجم قَطُّ وَفِي الْأَرْضِ عاهةٌ إِلَّا رُفِعَت» .
النَّجْمُ فِي الْأَصْلِ: اسْمٌ لِكُلِّ واحدٍ مِنْ كَوَاكِبِ السَّمَاءِ، وجمْعُه: نُجُومٌ، وهو بالثّريّا أخضّ، جَعَلُوهُ عَلَماً لَهَا، فَإِذَا أُطْلِق فَإِنَّمَا يُرادُ بِهِ هِيَ، وَهِيَ المرادةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
وَأَرَادَ بطلوعِها طلوعَها عِنْدَ الصُّبْحِ، وَذَلِكَ فِي العْشر الأوْسَط مِنْ أيَّار، وسُقــوُطُها مَعَ الصُّبْحِ فِي الْعَشْرِ الْأَوْسَطِ مَنْ تَشْرين الآخَر.
وَالْعَرَبُ تَزْعُم أَنَّ بَيْنَ طلوعِها وَغُرُوبِهَا أَمْرَاضًا ووَباءً، وَعَاهَاتٍ فِي النَّاسِ وَالْإِبِلِ وَالثِّمَارِ.
وَمُدَّةُ مَغِيبِهَا بِحَيْثُ لَا تُبْصَر فِي اللَّيْلِ نَيِّفٌ وَخَمْسُونَ لَيْلَةً؛ لِأَنَّهَا تَخْفَى بقُرْبِها مِنَ الشَّمْسِ قبلَها وبعدَها، فَإِذَا بَعُدَت عَنْهَا ظَهَرَت فِي الشَّرق وَقْتَ الصُّبْحِ.
قَالَ الْحَرْبِيُّ: إِنَّمَا أَرَادَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَرْضَ الحجازِ، لأنَّ فِي أيّارَ يقَع الحَصادُ بِهَا وتُدْرِك الثِّمار، وَحِينَئِذٍ تُباع؛ لِأَنَّهَا قَدْ أُمِنَ عَلَيْهَا مِنَ الْعَاهَةِ.
قَالَ القُتيبي: وأحْسَب أنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ عاهةَ الثِّمَارِ خاصَّةً.
وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ «واللَّهِ لَا أَزيدُك عَلَى أربعةِ آلافٍ مُنَجَّمَة» تَنْجِيمُ الدَّين: هُوَ أَنْ يُقَرَّر عطاؤُه فِي أوقاتٍ مَعْلُومَةٍ مُتتَابعة، مشاهَرةً أَوْ مُساناةً.
وَمِنْهُ «تَنْجيم المكاتَب، ونُجوم الْكِتَابَةِ» وأصلُه أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَجْعل مَطالِع مَنازِل الْقَمَرِ ومَساقِطَها مواقيتَ لِحُلول دُيونِها وَغَيْرِهَا، فَتَقُولُ: إِذَا طَلَع النَّجمُ حلَّ عَلَيْكَ مَالِي: أَيِ الثُّريَّا، وَكَذَلِكَ بَاقِي المنازِل.

لَغَا

لَغَا
من (ل غ و) ما لا يعتد به وما لا يحسب في العدد في الدية والبيع ونحوهما لصغره وسقــط المتاع والصوت.
(لَغَا)
فِي القَوْل لَغوا أَخطَأ وَقَالَ بَاطِلا وَيُقَال لَغَا فلَان لَغوا تكلم بِاللَّغْوِ ولغا بِكَذَا تكلم بِهِ وَعَن الصَّوَاب وَعَن الطَّرِيق مَال عَنهُ وَالشَّيْء بَطل
(لَغَا)
[هـ] قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ «لَغْوِ اليَمين» قِيلَ: هُوَ أنْ يَقُولَ: لاَ واللهِ، وبَلَى واللهِ، وَلَا يَعْقِد عَلَيْهِ قَلْبه.
وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَحْلِفُها الْإِنْسَانُ سَاهِياً أَوْ ناسِياً.
وَقِيلَ: هُوَ الْيَمِينُ فِي المعْصية. وَقِيلَ: فِي الغَضَب. وَقِيلَ: فِي المِرَاء. وَقِيلَ: فِي الهَزْل.
وَقِيلَ: اللَّغْوُ: سُقوط الإثْم عَنِ الحالِف إِذَا كَفَّر يَمِينَه. يُقال: لَغَا الْإِنْسَانُ يَلْغُو، ولَغَى يَلْغَى، ولَغِيَ يَلْغَى، إِذَا تكَلَّم بالمُطْرَح مِنَ القَول، ومَا لَا يَعْنِي. وأَلْغَى، إِذَا أسْقَطَ.
وَفِيهِ «مَن قَالَ لصاحِبه والإمَام يَخْطُب: صَهْ فَقد لَغَا» . [هـ] وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَن مَسَّ الحَصَا فَقَد لَغَا» أَيْ تَكَلَّم، وقِيل: عَدَل عَنِ الصَّواب. وَقِيلَ: خَابَ. والأصْل الْأَوَّلُ.
[هـ] وَفِيهِ «والحَمْولة الْمَائِرَةُ لهُم لَاغِيَةٌ» أَيْ مُلْغَاة لَا تُعَدّ عَلَيهم، وَلَا يُلْزَمُون لَهَا صَدَقةً.
فاعِلة بمْعنَى مُفْعَلة» .
والمائِرة: الْإِبِلُ الَّتِي تَحْمِل المِيرَة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّهُ أَلْغَى طَلَاقَ المُكرَه» أَيْ أَبْطَلَهُ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ سَلْمان «إيَّاكُم ومَلْغَاةَ أوّلَ اللَّيْلِ» المَلْغَاة: مَفْعَلة مِنَ اللَّغْو والْبَاطِلِ، يُريد السَّهَر فِيهِ، فَإِنَّهُ يَمْنَعُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ.

لَبَطَ

لَبَطَ به الأرضَ: ضَرَبَ.
ولُبِطَ به، كَعُنِي: سَقَطَ مِنْ قِيامٍ، وصُرِعَ.
واللَّبْطَةُ: الزُّكامُ، لُبِطَ، بالضم، لَبْطاً،
فهو مَلْبوطٌ، وبالتحريك: اسمٌ من الالْتباطِ، وعَدْوُ الأَقْزَلِ.
ولَبَطَةُ: ابنٌ للفَرَزْدَقِ، أخو كَلَطَةَ وحَبَطَةَ.
وتَلَبَّطَ: تَحَيَّرَ، وعَدَا، واضْطَجَعَ، وتَمَرَّغَ،
وـ إليه: تَوَجَّهَ.
والمِلْبَطُ، كمِنْبَرٍ: ع، وله يومٌ.
ولِبْطيطٌ، كزِنْبِيلٍ: د بالجَزيرة الخَضْراء الأنْدَلُسِيَّةِ.
والْتَبَطَ البعيرُ: خَبَطَ بيدَيهِ وهو يَعْدُو،
كَلَبَطَ يَلْبِطُ،
وـ فلانٌ: سَعَى، وتَحَيَّرَ واضْطَرَبَ،
وـ الفَرَسُ: جَمَعَ قَوائِمَهُ،
وـ القومُ به: أطافُوا به، ولَزِمُوهُ.
والأَلْباطُ: الجُلودُ.
(لَبَطَ)
[هـ] فِيهِ «أَنَّهُ سُئل عَنِ الشُّهداء، فَقَالَ: أُولَئِكَ يَتَلَبَّطون فِي الغُرَف العُلَى» أَيْ يَتَمرّغون.
(س [هـ] ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ماعِز «لَا تَسُبُّوه فَإِنَّهُ الْآنَ يَتَلَبَّط فِي الْجَنَّةِ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ «جَعلت تَنْظر إِلَيْهِ يَتَلَوَّى ويَتَلَبَّطُ» .
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ خَرج وقُريشٌ مَلْبُوطٌ بِهِمْ» أَيْ أَنَّهُمْ سُقوطٌ بَيْنَ يَدَيْهِ.
(س [هـ] ) وَحَدِيثُ سَهل بْنِ حُنَيْفٍ «لَمَّا أَصَابَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بالعَيْن فلُبِطَ بِهِ» أَيْ صُرع وسَقَــط إِلَى الْأَرْضِ. يُقَالُ: لُبِط بالرجُل فَهُوَ مَلْبُوط بِهِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «تَضْرب اليَتيم وتَلْبِطُه» أَيْ تَصْرَعه إِلَى الْأَرْضِ.
وَحَدِيثُ الْحَجَّاجِ السُّلَمي «حِينَ دَخل مَكَّةَ قَالَ لِلْمُشْرِكِينَ: [لَيْسَ] عِنْدِي مِنَ الخَبر مَا يَسُرُّكم، فَالْتَبطُوا بجَنْبَيْ نَاقتِه، يَقُولُونَ: إيهٍ يَا حَجَّاجُ» .

لَبَأَ

(لَبَأَ)
(س) فِي حَدِيثِ وِلادة الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ «وأَلْبَأَهُ بريقِه» أَيْ صَبَّ رِيقَه فِي فِيهِ، كَمَا يُصَبّ اللِّبَأ فِي فَم الصَّبِي، وَهُوَ أَوَّلُ مَا يُحْلَب عِنْدَ الوِلادة. ولَبَأَتِ الشاةُ وَلَدها: أرْضَعَتْه اللِّبَأ، وأَلْبَأْتُ السّخلة، أرضعتها اللِّبَأ. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ بَعْضِ الصَّحَابَةِ «أَنَّهُ مَرَّ بأنْصارِيٍّ يَغْرِس نَخْلاً، فَقَالَ: يَا ابْنَ أخِي، أنْ بَلَغك أنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ فَلَا يَمْنَعَنك مِنْ أنْ تَلْبَأَها» أَيْ لَا يَمْنَعَنَّك خروجهُ عَنْ غَرْسها وسَقْــيِها أَوَّلَ سَقية؛ مَأْخُوذٌ مِنَ اللِّبَأ.

كَنَتَ

(كَنَتَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَعَامَّةُ أَهْلِهِ الكُنْتِيُّون» هُمُ الشُّيُوخُ. وَيَرِدُ مُبَيَّنًا فِي الْكَافِ وَالْوَاوِ.
كَنَتَ في خَلْقِه: قَوِيَ.
والكُنْتِيُّ، ككُرْسِيٍّ: الشديدُ، والكبيرُ، كالكُنْتَنِيِّ.
والاِكْتِناتُ: الخُضُوعُ، والرِّضا.
وسِقــاء كَنيتٌ: مِسِّيْكُ.
وقد كَنِتَ، كَفَرِحَ: حَشُنَ.

قَلَدَ

(قَلَدَ)
[هـ] فِيهِ «قَلِّدُوا الخيلَ وَلَا تُقَلِّدُوها الْأَوْتَارَ» أَيْ قَلِّدُوها طلبَ أعداء الدين والدفاع على الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تُقَلِّدوها طَلَب أَوْتَارِ الجاهلَّية وذُحُولَها الَّتِي كَانَتْ بَيْنَكُمْ.
وَالْأَوْتَارُ: جَمْعُ وِتْر بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الدَّمُ وطَلَبُ الثَّأْرِ، يُرِيد اجْعلوا ذَلِكَ لازِماً لَهَا فِي أَعْنَاقِهَا لُزوم القَلَائد لِلْأَعْنَاقِ.
وَقِيلَ: أَرَادَ بِالْأَوْتَارِ: جَمْع وَتَر القَوْس: أَيْ لَا تَجْعلوا فِي أعْناقها الْأَوْتَارَ فَتَخْتنِقَ، لأنَّ الخيلَ رُبَّمَا رعَت الْأَشْجَارَ فنَشِبَت الْأَوْتَارُ بِبَعْضِ شُعَبها فَخَنَقَتْها .
وَقِيلَ: إِنَّمَا نَهاهم عَنْهَا لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْتقِدون أَنَّ تَقْليد الْخَيْلِ بِالْأَوْتَارِ يَدْفع عَنْهَا الْعَيْنَ والأذَى، فَتَكُونُ كالعُوذة لَهَا، فَنَهَاهُمْ وأعْلَمَهم أَنَّهَا لَا تَدْفع ضَرَراً وَلَا تَصْرف حَذَراً.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ اسْتِسْقَاءِ عُمَرَ «فقَلَّدَتْنا السماءُ قِلْداً، كلَّ خمسَ عشْرةَ لَيْلَةً» أَيْ مَطَرَتْنا لوقْتٍ مَعْلُومٍ، مَأْخُوذٌ مِنْ قِلْد الحُمَّى، وَهُوَ يَوْمُ نَوْبَتِها. والقِلْد: السَّقْي. يُقَالُ: قَلَدْتُ الزَّرعَ إِذَا سَقَيْتَه.
(هـ س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَمْرو «أَنَّهُ قَالَ لقَيِّمه عَلَى الوَهْطِ: إِذَا أقَمْتَ قِلْدَك مِنَ الْمَاءِ فاسْقِ الأقْرَبَ فلأقرب» أَيْ إِذَا سَقَيْتَ أرضْكَ يَوْمَ نَوْبتِها فأعْط مَن يَليك.
وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ ابْنِ أَبِي الحُقَيْق «فقُمْتُ إِلَى الأَقاليد فأخَذْتُها» هِيَ جَمْعُ: إِقْلِيد، وهو المِفْتاح. 
قَلَدَ الماءَ في الحَوْضِ،
وـ اللَّبَنَ في السِّقاءِ،
وـ الشَّرابَ في البَطْنِ،
يَقْلِدُهُ: جَمَعَهُ فيه،
وـ الشيءَ على الشيء: لواهُ،
وـ الحَبْلَ: فَتَلَهُ، فهو قَليدٌ ومَقْلودٌ،
وـ الحُمَّى فلاناً: أخَذَتْهُ كُلَّ يَوْمٍ،
وـ الزَّرْعَ: سَقاهُ،
وـ الحَديدَةَ: رَقَّقَها ولَواها على شيءٍ.
وسِوارٌ مَقْلودٌ وقَلْدٌ، بالفتح: مَلْوِيٌّ.
والإِقْليدُ: بُرَةُ الناقَةِ، والمفْتاحُ،
كالمِقلادِ والمِقْلَدِ، وشَريطٌ يُشَدُّ به رأسُ الجُلَّةِ، وشيءٌ يُطَوَّلُ مِثلَ الخَيْطِ من الصُّفْرِ يُقْلَدُ على البُرَةِ وعلى خَوْقِ القُرْطِ،
كالقِلادِ، والعُنُقُ، وجَمْعُهُ: أقْلادٌ.
وناقةٌ قَلْداءُ: طَويلَتُها. وكسِكِّيتٍ ومِصْباحٍ: الخِزانَةُ.
وضاقَتْ مَقالِدُهُ، ومَقاليدُهُ: ضاقَتْ عليه أُمورُهُ. وكمِنْبَرٍ: الوِعاءُ، والمِخْلاةُ، والمِكْيالُ، وعَصًى في رأسِها اعْوِجاجٌ، ومِفْتاحٌ كالمِنْجَلِ.
والقِلْدُ، بالكسر: قَوافِلُ مكَّةَ إلى جُدَّةَ، ويومُ إِتْيانِ الحُمَّى، أو حُمَّى الرِّبْعِ، والحَظُّ من الماءِ، والجَماعةُ، وقَضيبُ الدَّابَّةِ، وسَقْــيُ الماءِ كُلَّ أُسْبوعٍ، وشِبْهُ القَعْبِ.
وأعْطَيْتُهُ قِلْدَ أمْري: فَوَّضْتُهُ إليه، وبهاءٍ: القِشْدَةُ، والتَّمْرُ، والسَّويقُ يُخَلَّصُ به السَّمْنُ.
والقَليدُ: الشَّريطُ.
والقِلادَةُ: ما جُعِلَ في العُنُقِ.
وتَقَلَّدَ: لَبِسَها.
وذُو القِلادَةِ: الحارِثُ بنُ ضُبَيْعَةَ.
والمُقَلَّدُ، كمُعَظَّمٍ: مَوْضِعُها، والسابِقُ من الخَيْلِ، وموضِعُ نجادِ السَّيْفِ على المَنْكِبَيْنِ.
ومُقَلَّدُ الذَّهَبِ: من ساداتِ العَرَبِ.
وبنو مُقَلَّد: بَطْنٌ.
ومُقَلَّداتُ الشِّعْرِ،
وقلائِدُه: البَواقي على الدَّهْرِ.
ويَتقالدونَ الماءَ: يَتَناوَبونَهُ.
وأقْلَدَ البَحْرُ عليهم: أغْرَقَهُمْ.
واقْلَوَّدَهُ النُّعاسُ: غَشِيَهُ.
والاقْتِلادُ: الغَرْفُ.
وقَلَّدْتُها قِلادَةً: جَعَلْتُها في عُنُقِها، ومنه: تَقْليدُ الوُلاةِ الأَعْمالَ، وتَقْليدُ البَدَنَةِ شيئاً يُعْلَمُ به أنها هَدْيٌ.

قَرَعَ

(قَرَعَ)
(هـ) فِيهِ «لَمَّا أَتَى عَلَى مُحَسِّر قَرَعَ ناقتَه» أَيْ ضرَبها بسَوْطه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ خِطْبة خَدِيجَةَ «قَالَ وَرَقَة بْنُ نَوفَل: هُوَ الفَحْلُ لَا يُقْرَع أنفهُ» أَيْ أَنَّهُ كُفْءٌ كَريم لَا يُرَد. وَقَدْ تَقَدَّمَ أصلُه فِي الْقَافِ وَالدَّالِ وَالْعَيْنِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ أخَذَ قَدح سَوِيق فشَرِبَه حَتَّى قَرَع القَدَحُ جَبِينَه» أَيْ ضَرَبه، يَعْنِي أَنَّهُ شَرِب جَمِيعَ مَا فِيهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أقْسم لَتَقْرَعَنَّ بِهَا أَبَا هُرَيْرَةَ» أَيْ لتَفْجأنَّه بذكْرها، كالصَّك لَهُ والضَّرب.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الرَّدْع. يُقَالُ: قَرَع الرُجُل: إِذَا ارْتَدَعَ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَقْرَعْتُه إِذَا قَهَرَته بِكَلَامِكَ، فَتَكُونُ التَّاءُ مَضْمُومَةً وَالرَّاءُ مَكْسُورَةً. وهُما فِي الْأُولَى مَفْتُوحَتَانِ.
وَفِي حَدِيثِ عبد الملك وذكر سَيْف الزُّبير فقال: بهنَّ فُلُولٌ مِنْ قِراعِ الكتائبِ
أَيْ قِتَالِ الجُيوش ومُحارَبَتها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلْقمة «أَنَّهُ كَانَ يُقَرِّع غنَمه ويَحْلِبُ ويَعْلِفُ» أَيْ يُنْزِي عَلَيْهَا الْفُحُولَ.
هَكَذَا ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ بِالْقَافِ، وَالزَّمَخْشَرِيُّ.
وَقَالَ أَبُو مُوسَى: هُوَ بِالْفَاءِ، وَهُوَ مِنْ هَفَوات الْهَرَوِيِّ.
قُلْتُ: إِنْ كَانَ مِنْ حيثُ إِنَّ الْحَدِيثَ لَمْ يُرْوَ إِلَّا بِالْفَاءِ فَيَجُوزُ، فَإِنَّ أَبَا مُوسَى عارفٌ بطُرُق الرِّوَايَةِ. وَأَمَّا مِنْ حَيْثُ الُلغَة فَلَا يَمْتنع، فَإِنَّهُ يُقَالُ: قَرَع الفحلُ الناقةَ إِذَا ضرَبها. وأَقْرَعْتُه أَنَا.
والقَرِيع: فَحْل الْإِبِلِ. والقَرْع فِي الْأَصْلِ: الضَّرب. وَمَعَ هَذَا فَقَدَ ذَكَرَهُ الحرْبي فِي غَرِيبِهِ بِالْقَافِ، وَشَرَحَهُ بِذَلِكَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْأَزْهَرِيُّ فِي «التَّهْذِيبِ» لفْظاً وشَرحاً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ هِشَامٍ، يَصِفُ نَاقَةً «إِنَّهَا لَمِقْراع» هِيَ الَّتِي تُلْقَح فِي أَوَّلِ قَرْعَة يَقْرَعُها الفَحْل.
وَفِيهِ «أَنَّهُ ركِب حِمَارَ سَعد بْنِ عُبادة وَكَانَ قَطوفاً، فَردّه وَهُوَ هِمْلاج قَرِيعٌ مَا يُسَايَرُ» أَيْ فارِهٌ مُخْتار.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَلَوْ رُوِي «فَريغ » يَعْنِي بِالْفَاءِ وَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ لَكَانَ مُطابِقاً لِفَراغٍ، وَهُوَ الواسِع الَمْشي. قَالَ: وَمَا آمَنُ أَنْ يَكُونَ تَصْحيفاً.
وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ «إِنَّكَ قَرِيع القُرّاء» أَيْ رئيسُهم. والقَرِيع: المُخْتار. واقْتَرَعْتُ الْإِبِلَ إِذَا اخْتَرتَها.
وَمِنْهُ قِيلَ لفحْل الْإِبِلِ «قَرِيعٌ» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ «يُقْتَرَع مِنْكُمْ وكُلُّكم مُنْتَهى» أَيْ يُخْتارُ مِنْكُمْ.
(هـ) وَفِيهِ «يَجيء كَنْزُ أَحَدِكِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجاعاً أَقْرَع» الأَقْرَع: الذي لا شَعْر على رَأْسِهِ، يُريد حَيةً قَدْ تَمَعَّطَ جلْد رأسِه، لِكثرة سَمِّه وطُول عُمْره.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قَرِع أهلُ الْمَسْجِدِ حِينَ أُصِيبَ أَصْحَابُ النَّهْر » أَيْ قَلّ أهلُه، كَمَا يَقْرع الرأسُ إِذَا قَلَّ شَعْرُه، تَشْبِيهًا بالقَرْعة، أَوْ هُوَ مِنْ قَوْلهم: قَرِع المُراح إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِبِلٌ.
[هـ] وَفِي الْمَثَلِ «نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَرَع الْفِنَاءِ وصَفَر الْإِنَاءِ» أَيْ خُلُوِّ الدِيار مِنْ سُكانها، وَالْآنِيَةِ مِنْ مُسْتَوْدَعاتها.
(هـ) وَمِنْهُ حديث عمر «إن اعْتَمرتُم في أشْهُر الحج قَرِعَ حَجُّكم» أَيْ خَلَت أيَّام الْحَجِّ مِنَ النَّاسِ واجْتَزَأوا بالعُمْرة.
[هـ] وَفِيهِ «لَا تُحْدِثوا فِي القَرَع فإِنه مُصَلَّى الخافِين» القَرَع بِالتَّحْرِيكِ: هُوَ أَنْ يَكُونَ فِي الْأَرْضِ ذَاتِ الكَلأ مواضِعُ لَا نباتَ بِهَا، كالقَرَع فِي الرَّأْسِ، والخافُون: الجِنُّ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّ أعْرابياً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصُّلَيْعَاءِ والقُرَيْعاء» القُرَيْعاء: أَرْضٌ لعنَها اللَّهُ، إِذَا أنْبَتَت أَوْ زُرِع فِيهَا نَبَت فِي حافَتَيْها، وَلَمْ يَنْبُت فِي مَتْنِها شَيْءٌ.
وَفِيهِ «نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ عَلَى قَارِعة الطَّرِيقِ» . هِيَ وِسَطه. وَقِيلَ: أَعْلَاهُ. وَالْمُرَادُ بِهِ هَاهُنَا نَفْس الطَّرِيقِ وَوَجْهه.
(هـ) وَفِيهِ «مَن لَمْ يَغْزُ وَلَمْ يَجِّهز غَازِيًا أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ» أَيْ بِدَاهِيَةٍ تُهلِكُه. يُقَالُ:
قَرَعَه أمْرٌ إِذَا أَتَاهُ فَجْأة، وجَمْعُها: قَوَارِعُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فِي ذِكْرِ قَوَارِع القُرآن» وَهِيَ الْآيَاتُ الَّتِي مَن قَرأها أمِن شَرَّ الشَّيْطَانِ، كَآيَةِ الكُرْسيّ وَنَحْوِهَا، كَأَنَّهَا تَدْهاه وتُهْلِكُه.
قَرَعَ البابَ، كمَنَعَ: دقَّهُ، وفي المثَلِ: "من قَرَعَ باباً وَلجَّ ولَجَ"،
وـ رأسَه بالعَصا: ضربَهُ،
وـ الشارِبُ جَبْهَتَه بالإِناء: اشْتَفَّ ما فيه،
وـ الفَحْلُ الناقَةَ قَرْعاً وقِراعاً، بالكسر،
وـ الثَّوْرُ قِراعاً: ضَرَبا،
وـ فلانٌ سِنَّهُ: حَرَقَهُ نَدَماً.
وقَرَعَهُم، كنَصَرَ: غَلَبَهُم بالقُرْعة.
و"إن العَصا قُرِعَتْ لذي الحِلْمِ"، أي إنَّ الحَليمَ إذا نُبِّهَ انْتَبَهَ. وأوَّلُ مَن قُرِعَتْ له العَصا: عامِرُ بنُ الظَّرِبِ، أو قيسُ بنُ خالِدٍ، أو عَمْرُو بنُ حُمَمَةَ، أو عَمْرُو بنُ مالكٍ، لمَّا طَعَنَ عامِرٌ في السّنِّ، أو بَلَغَ ثَلاثَ مئَةِ سنةٍ، أنْكَرَ من عَقْلِه شيئاً، فقال لبَنِيه: إذا رأيْتُموني خَرَجْتُ من كلامِي وأخَذْتُ في غيرِه، فاقْرَعُوا لي المِجَنَّ بالعَصا.
والمَقْرُوعُ: المُخْتارُ للفِحْلَةِ، والسَّيِّدُ، ولَقَبُ عبد شَمْسِ بنِ سعدٍ،
وـ بعيرُ ـ: وُسِمَ بالقَرْعة، بالفتح: لِسمَةٍ لهم على أيْبَسِ الساقِ،
وبعيرٌ ـ: وُسِمَ بالقُرْعَةِ، بالضم: لسِمَةٍ على وَسَطِ أنْفِهِ.
والقَرْعُ: حَمْلُ اليَقْطِينِ، واحدتُه: بهاءٍ، والشاهُ بنُ قَرْعٍ: روى عن الفُضَيلِ بنِ عياضٍ، وبالضم: أودِيَةٌ بالشأْمِ. وكزُفَرَ: قَلْعَةٌ باليَمن، وبالتحريك: السَّبَقُ، والنَّدَبُ، أي: الخَطَرُ يُسْتَبَقُ عليه.
(والقُرْعةُ، بالضم: م، وخِيارُ المالِ، والجِرابُ، أو الواسعُ الصغيرُ، ج: قُرَعٌ، وبالتحريك: الحَجَفَةُ والجِرابُ، وتَحْريكُهُ أفصحُ) ، وبَثْرٌ أبيضُ يَخْرُجُ بالفِصال، ودَواؤُه المِلْحُ وجُبَابُ ألْبانِ الإِبِلِ، والحَجَفَةُ والجِرابُ الصغيرُ أو الواسِعُ الأَسْفَلِ، يُلْقَى فيه الطَّعامُ، والمُراحُ الخالي من الإِبِلِ. وكأميرٍ: الفَصِيلُ، ج: كسَكْرَى، وفَحْلُ الإِبِلِ لأَنَّهُ مُقْتَرَعٌ لِلفِحْلَةِ، أي مُخْتارٌ، والمُقارِعُ، والغالِبُ، والمَغْلُوبُ، وسيفُ عُمَيْرَةَ بنِ هاجِرٍ، والسَّيِّدُ،
كالقِرِّيعِ، كسِكِّيتٍ، ومحدِّثٌ روى عن عِكْرِمَةَ، (ووهِم الذَّهَبِيُّ، فَضَبَطَهُ بالضم) . وكزبيرٍ: أبو بَطنٍ من تَميمٍ، رَهْطِ بَني أنْفِ الناقَةِ، وجَدٌّ لأبي الكَنُودِ ثَعْلَبَةَ الحَمْراوِيِّ الصَحابِيِّ، (واسْمُ أبي زِيادٍ الصَحابِيِّ) .
وقَرِعَ، كفرِح: قُمِرَ في النِّضالِ، وذَهَبَ شَعَرُ رأسِه، وهو أقْرَعُ، وهي قَرْعاءُ، ج: قُرْعٌ وقُرْعانٌ، بضمِّهما، وذلك الموضِعُ قَرَعَةٌ، محركةً،
وـ فُلانٌ: قَبِلَ المَشُورَةَ، فهو قَرِعٌ، ككتِفٍ،
وـ الفِناءُ: خَلا من الغاشِيَةِ، قَرْعاً، ويُحَرَّكُ،
وـ الحَجُّ: خَلَتْ أيامُهُ من الناسِ. وككتِفٍ: من لا يَنامُ، والفاسِدُ من الأَظْفارِ.
والأقْرَعانِ: الأقْرَعُ بنُ حابِسٍ الصحابِيُّ، وأخُوهُ مَرْثَدٌ.
وألْفٌ أقْرَعُ: تامٌّ.
ومكانٌ، وتُرْسٌ أقْرَعُ: صُلْبٌ، ج: قُرْعٌ، بالضم.
وعُودٌ أقْرَعُ: قُرِعَ من لِحائِهِ.
وقِدْحٌ أقْرَعُ: حُكَّ بالحَصَى حتى بَدَتْ سَفاسِقُهُ، أي: طَرائِقُهُ.
والأقْرَعُ: السيفُ الجَيِّدُ الحَدِيدِ،
وـ من الحَيَّاتِ: المُتمَعِّطُ شَعَرُ رأسهِ لِكَثْرَةِ سُمِّهِ.
ورِياضٌ قُرْعٌ، بالضم: بِلا كَلأٍَ.
والقَرْعاءُ: مَنْهَلٌ بطَرِيقِ مَكَّةَ بين القَادِسِيَّةِ والعَقَبَةِ، ورَوْضَةٌ رَعَتْها الماشِيَةُ، والشديدَةُ، والداهيةُ، وساحَةُ الدَّارِ، وأعْلَى الطَّرِيقِ، والفاسِدَةُ من الأصابعِ.
والقارِعَةُ: القِيامَةُ، وسَرِيَّةٌ للنبيِّ، صلى الله عليه وسلم، قيل: ومنه: {تُصيبُهُم بما صَنَعوا قارِعَةٌ} ، أو معناها: داهيةٌ تَفْجَؤُهُم.
وقَوارِعُ القرآنِ: الآياتُ التي من قَرَأها أمِنَ من الشياطينِ والإِنْسِ والجِنِّ، كأَنها تَقْرَعُ الشيطانَ،
ونَعُوذُ بالله من قَوارِعِ فلانٍ، أي: من قَوارِصِ لِسانِهِ. وكصَبورٍ: الرَّكِيَّةُ القليلَةُ الماءِ، أي: التي تُحْفَرُ في الجَبَلِ من أعلاها إلى أسْفَلِها.
والقَريعَةُ، كَسفينَةٍ: خِيارُ المالِ، وناقةٌ يُكثِرُ الفَحْلُ ضِرَابَها، ويُبْطِئُ لِقاحُها، وسَقْــفُ البَيْتِ. وكشَدَّادٍ: طائِرٌ يَقْرَعُ العُودَ الصُّلْبَ بِمِنْقارِهِ فَيدخُلُ فيه، ج: قَرَّاعاتٌ، وفَرَسُ غَزَالَةَ السَّكونِيِّ، والصُّلْبُ الشديدُ، وبهاءٍ: الاسْتُ، واليَسيرُ من الكَلأَِ.
وقَرْعونُ، كحَمْدونٍ: ة بين بَعْلَبَكَّ ودِمَشْقَ. وكَمِنْبَرٍ: وِعاءٌ يُجْمَعُ فيه التمرُ، وبهاءٍ: السَّوْطُ، وكُلُّ ما قَرَعْتَ به.
والمِقْراعُ بالكسر: الناقَةُ تُلْقَحُ في أَوَّلِ قَرْعَةٍ يَقْرَعُها الفَحْلُ، وفأسٌ يُكسرُ بها الحجارَةُ،
وأقْرَعَه: أعطاهُ خِيارَ المالِ، أو فَحْلاً يَقْرَعُ إبِلَهُ،
وـ إلى الحَقِّ: رجَعَ، وذَلَّ، وامْتَنَعَ، ضِدٌّ، وكَفَّ،
كانْقَرَعَ فيهما، وأطاقَ ولم يَقْبَلِ المَشُورَةَ،
وـ فلاناً: كفَّهُ،
وـ بينهم: ضَرَبَ القُرْعَةَ،
وـ المُسافِرُ: دَنَا من مَنْزِلِهِ،
وـ الدابَّةَ: كَبَحَها بِلِجَامِهَا،
وـ دارَهُ آجُرّاً: فَرَشَهَا به،
وـ الشَّرُّ: دَامَ،
وـ الغائِصُ والمائِحُ: انْتَهَيَا إلى الأرضِ،
وـ الحَميرُ: صَكَّ بعضُها بعضاً بحَوافِرِها.
والمُقْرَعُ، كمُحْكَمٍ: الذي قد أُقْرِعَ فَرَفَعَ رأْسَه. وكمُحَدِّثةٍ: الشديدةُ.
والتَّقْريعُ: التَّعْنيفُ والتَّثْريبُ، ومُعَالَجَةُ الفَصيلِ من القَرَعِ، وإنْزاءُ الفَحْل.
وقَرَّعَ القومَ تَقْريعاً: أقْلَقَهُم،
وـ الحَلوبَةُ رأسَ فَصِيلِها: وذلك إذا كانت كثيرَة اللَّبَنِ، فإذا رَضِعَ الفَصِيلُ خِلْفاً قَطَرَ اللَّبَنُ من الخِلْفِ الآخَرِ، فَقَرَعَ رأسَه قَرْعاً.
واسْتَقْرَعَهُ: طَلَبَ منه فَحْلاً،
وـ الناقةُ: أرادتِ الفَحْلَ،
وـ الحافِرُ: اشْتَدَّ،
وـ الكَرِشُ: ذَهَبَ خَمَلُها.
والاقْتِراعُ: الاخْتيارُ، وإيقادُ النارِ.
وضَرْبُ القُرْعةِ، كالتَّقارُعِ.
والمُقارَعَةُ: المُساهَمَةُ، وأن تأخُذَ الناقةَ الصَّعْبَةَ فَتُرْبِضَها للفَحْلِ فَيَبْسُرَها، وأن يَقْرَعَ الأبْطالُ بعضُهم بعضاً.
وبِتُّ أتَقَرَّعُ، وأنْقَرِعُ، أي: أتَقَلَّبُ لا أنامُ. (وعُمَرُ بنُ محمدِ بنِ قُرْعَةَ، بالضم: محدِّثٌ مُؤَدِّبٌ) .

عَرَا

(عَرَا)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ رَخَصَّ فِي العَرِيَّة والعَرَايَا» قَدْ تَكَرَّرَ ذكْرُها فِي الْحَدِيثِ وَاخْتُلِفَ فِي تَفْسِيرِهَا، فَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا نَهَى عَنِ المُزَابَنَة وهو بيع الثمر في رُؤُوس النَّخْل بِالتَّمْرِ رخَّص فِي جُمْلَةِ المُزَابنة فِي العَرَايَا، وَهُوَ أَنَّ مَنْ لَا نَخْلَ لَهُ مِنْ ذَوي الحاجَة يدْرك الرُّطَبَ وَلَا نَقْدَ بِيَدِهِ يَشتري بِهِ الرُّطَب لِعياله، وَلَا نَخْلَ لَهُ يطعِمُهم مِنْهُ وَيَكُونُ قَدْ فَضَل لَهُ مِنْ قُوتِهِ تَمْرٌ، فيجيءُ إِلَى صاحِب النَّخْلِ فَيَقُولُ لَهُ: بِعْنِي ثَمَرَ نَخلةٍ أَوْ نَخلَتين بِخرْصِها مِنَ التَّمْرِ، فَيُعْطِيهِ ذَلِكَ الْفَاضِلَ مِنَ التَّمْرِ بِثَمَرِ تِلْكَ النَّخَلات ليُصِيب مِنْ رُطبها مَعَ النَّاسِ، فرَخَّصَ فِيهِ إِذَا كَانَ دُون خمسة أوْسُقٍ. والعَرِيَّة: فَعيلة بِمَعْنَى مَفْعُولة، مِنْ عَرَاه يَعْرُوه إِذَا قصَده.
ويَحتَمِل أَنْ تَكُون فَعيلة بِمَعْنَى فَاعِلَة، مِنْ عَرِيَ يَعْرَى إِذَا خَلَع ثَوْبَهُ، كأنَّها عُرِّيَتْ مِنْ جُمْلة التَّحْريم فَعرِيَتْ: أَيْ خَرَجَتْ.
(هـ) وَفِيهِ «إنَّما مَثَلي وَمَثَلُكم كمثلِ رجُلٍ أنْذَر قومَه جَيشاً فَقَالَ: أنَا النَّذِيرُ العُرْيَان» خَصَّ العُرْيَان لِأَنَّهُ أبْيَنُ للعَينِ وأغْرَب وأشْنَع عِنْدَ المُبْصِر. وَذَلِكَ أنَّ ربيئَةَ الْقَوْمِ وعَيْنَهم يَكُونُ عَلَى مكانٍ عالٍ، فإذَا رَأَى العَدُوَّ قَدْ أَقْبَلَ نَزَع ثوبَهُ وأَلاَحَ بِهِ ليُنْذِر قومَه ويبقَى عُرْيَاناً.
(هـ) وَفِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «عَارِي الثَّديَيْن» وَيُرْوَى «الثُّنْدُوَتَين» أرادَ أَنَّهُ لَم يَكُن عَلَيْهِمَا شَعَرٌ. وَقِيلَ: أَرَادَ لَمْ يَكُن عَلَيهما لحمٌ، فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي صِفَتِهِ: أشْعَر الذِّرَاعَيْنِ والمَنْكِبَينِ وأعْلَى الصَّدْرِ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ أُتِيَ بفَرَس مُعْرَوْرٍ» أَيْ لَا سَرْجَ عَلَيْهِ وَلَا غَيْرَهُ. واعْرَوْرَى فَرسَه إِذَا ركِبَه عُرْياً، فَهُوَ لازِمٌ ومُتَعَدٍّ، أَوْ يَكُونُ أُتِيَ بفَرَس مُعْرَوْرًى، عَلَى الْمَفْعُولِ. ويقالُ: فَرسٌ عُرْيٌ، وخيلٌ أَعْرَاء.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ رَكِب فَرَسًا عُرْياً لِأَبِي طَلْحَةَ» وَلَا يُقَالُ: رجُل عُرْيٌ، وَلَكِنْ عُرْيَان.
(س) وَفِيهِ «لَا يَنْظُر الرجُل إِلَى عِرْيَةِ الْمَرْأَةِ» هَكَذَا جَاءَ فِي بعضِ رِوايات مُسْلم يُريدُ مَا يُعْرَى مِنْهَا ويَنْكَشِفُ. والمشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ «لَا يَنْظُر إلى عَوْرَةِ المَرْأةِ» . (س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَلَمة «كُنْتُ أرَى الرُّؤْيَا أَعْرَى مِنْهَا» أَيْ يُصِيبُنِي البَرْد والرِّعْدَة مِنَ الخَوف. يُقَالُ: عُرِيَ فَهُوَ مَعْرُوٌّ. والعُرَوَاء: الرِّعْدَة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ «أَنَّهُ كَانَ يُصِيبُه العُرَوَاء» وَهُوَ فِي الأصْلِ بَرْدُ الحُمَّى.
(س) وَفِيهِ «فكَره أَنْ يُعْرُوا الْمَدِينَةَ» وَفِي رِوَايَةٍ «أَنْ تَعْرَى» أَيْ تَخْلُوَ وَتَصِيرَ عَرَاء وَهُوَ الفَضَاء مِنَ الأرضِ، وتَصير دُورُهم فِي العَرَاء.
(س) وَفِيهِ «كَانَتْ فَدَكُ لحِقُوقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي تَعْرُوه» أَيْ تَغشاه وتَنْتَابُه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ «مَا لَكَ لَا تَعْتَرِيهم وتُصِيبُ مِنْهُمْ» عَرَاه واعْتَرَاه إِذَا قَصَدَه يطلُب مِنْهُ رِفْدَه وصِلَته. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «أنَّ امْرَأَةً مَخْزُوميَّة كَانَتْ تَسْتَعِير المَتَاع وتَجْحَده، فأمَرَ بِهَا فقُطِعَت يدُها» الاسْتِعَارَة: مِنَ العَارِيَّة وَهِيَ مَعْرُوفةٌ. وذَهَبَ عامَّةُ أَهْلِ العِلْم إِلَى أَنَّ المُسْتَعِير إِذَا جَحَد العَارِيَّة لَا يُقْطعُ لِأَنَّهُ جاحِدٌ خائنٌ، وَلَيْسَ بسَارِقٍ، والخائنُ والجاحدُ لَا قَطْعَ عَلَيْهِ نَصًّا وَإِجْمَاعًا.
وذَهَب إِسْحَاقُ إِلَى الْقَوْلِ بِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: لَا أَعْلَمُ شَيْئًا يدْفعُه.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَهُوَ حديثٌ مُخْتَصَر اللَّفظِ والسِّياق. وَإِنَّمَا قُطِعَت المَخْزُومية لِأَنَّهَا سَرقت، وَذَلِكَ بيِّن فِي رِوَايَةِ عَائِشَةَ لِهَذَا الْحَدِيثِ.
وَرَوَاهُ مَسْعُودُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَذَكَرَ أنَّها سَرقت قَطِيفَة مِنْ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا ذُكرت الاسْتِعَارَة وَالْجَحْدُ فِي هَذِهِ القِصَّة تَعْرِيفًا لَهَا بخاصِّ صِفَتِها، إِذْ كَانَتِ الاسْتِعَارَة والجحدُ مَعْرُوفَةً بِهَا، وَمِنْ عادتِها كَمَا عُرِفَت بأنَّها مَخْزُومية، إلاَّ أَنَّهَا لمَّا اسْتَمَرَّ بِهَا هَذَا الصَّنِيعُ ترقَّتْ إِلَى السَّرِقَة واجْتَرَأت عَلَيْهَا، فأمرَ بِهَا فقُطِعت.
(س) وَفِيهِ «لَا تُشَدُّ العُرَى إلاَّ إِلَى ثلاثةِ مَسَاجدَ» هِيَ جمعُ عُرْوَة، يُريدُ عُرَى الأحْمَالِ والرَّواحِل. 

دَلَا

(دَلَا)
فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ «تَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ» التَّدَلِّي: النزولُ مِنَ العُلُوِّ. وقابُ القَوِس: قَدْرُه. وَالضَّمِيرُ فِي تَدَلَّى لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ «تَطَأْطَأْتُ لكم تَطأْطُأَ الدُّلَاةِ» هُمْ جمعُ دَالٍ- مِثل قاضٍ وقُضاة- وَهُوَ النازِعُ بالدَّلو المُسْتقى بِهِ الْمَاءُ مِنَ الْبِئْرِ. يُقَالُ أَدْلَيْتُ الدَّلْوَ ودَلَيْتُهَا إِذَا أرْسَلْتَها فِي البئرِ. ودَلَوْتُهَا أَدْلُوهَا فَأَنَا دالٍ: إِذَا أخرجْتَها، الْمَعْنَى تواضَعتُ لَكُمْ وتَطامنْت كَمَا يَفعل المُسْتقى بِالدَّلْوِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ «إِنْ حَبَشِيًّا وَقَعَ فِي بئرِ زمزمَ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَدْلُوا ماءَها» أَيْ يَستَقُوه. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ استِسقاء عُمَرَ «وَقَدْ دَلَوْنَا بِهِ إِلَيْكَ مُسْتَشْفعين بِهِ» يَعْنِي العباسَ.
أَيْ توسَّلْنا، وَهُوَ مِنَ الدَّلْوِ لأنهُ يُتوصَّلُ بِهِ إِلَى الْمَاءِ. وَقِيلَ أَرَادَ بِهِ أقْبَلْنا وسُقْــنا، مِنَ الدَّلْوِ:
وَهُوَ السَّوقُ الرَّفِيقُ.

شَطَرَ

(شَطَرَ)
فِيهِ «أنَّ سْعداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَأذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يتصدَّق بمالِه قَالَ: لاَ، قالَ: الشَّطْرَ، قَالَ: لاَ، قَالَ: الثلُثَ، فَقَالَ: الثُّلُث، والثُلث كثيرٌ» الشَّطْرُ: النصفُ، ونَصْبُه بِفِعْلٍ مُضْمر: أَيْ أهَب الشَّطْرَ، وَكَذَلِكَ الثُلث.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤمن بِشَطْرِ كَلِمَةٍ» قِيلَ هُوَ أَنْ يَقُولَ أُقْ، فِي أقْتل، كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «كَفى بِالسَّيْفِ شاَ» يُرِيدُ شَاهِدًا .
(س) وَمِنْهُ «أَنَّهُ رَهَن دِرعه بِشَطْرٍ مِنْ شَعِير» قِيلَ أَرَادَ نِصفَ مَكُّوكٍ. وَقِيلَ أَرَادَ نِصْفَ وَسْقٍ. يُقَالُ شَطْرٌ وشَطِيرٌ، مثْل نِصْف ونَصِيف.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الطَّهُور شَطْرُ الْإِيمَانِ» لأنَّ الإيمانَ يُطهِّر نجاسةَ الْبَاطِنِ، والطَّهورَ يُطهِّر نَجَاسَةَ الظَّاهِرِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «كَانَ عِندَنا شَطْرٌ مِنْ شَعِير» .
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ مَانِعِ الزَّكَاةِ «إنَّا آخِذُوها وشَطْرَ مالِهِ، عَزْمَةٌ مِنْ عَزَمات رَبِّنا» قَالَ الْحَرْبِيُّ: غَلِط [بَهْزٌ] الرَّاوي فِي لَفْظ الرِّوَايَةِ، وَإِنَّمَا هُو «وشُطِّرَ مالهُ» أَيْ يُجْعَلُ مَالُهُ شَطْرين ويَتَخيَّر عَلَيْهِ المُصَدّقُ فيأخُذ الصَّدَقَةَ مِنْ خَير النِّصفين عُقُوبةً لمْنعه الزَّكَاة، فأمَّا ماَ لاَ تَلَزْمه فلاَ.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي قَوْلِ الحَرْبى: لَا أعْرف هَذَا الوَجْه. وَقِيلَ مَعْناه إِنَّ الحقَّ مُسْتَوْفىً منْه غَيرُ مَتْرُوك عَلَيْهِ وإنْ تَلِفَ شَطْرُ مَالِهِ، كرجُل كَانَ لَهُ ألْفُ شاةٍ مثَلا فتَلفِت حَتَّى لَمْ يَبْق لَهُ إلاَّ عِشْرون، فَإِنَّهُ يُؤخَذ مِنْهُ عَشْرُ شِياَهٍ لصدَقة الْأَلْفِ وَهُوَ شَطْرُ مالِه الْباَقِي. وَهَذَا أَيْضًا بَعِيد، لِأَنَّهُ قَالَ: إنَّا آخِذوها وشَطْر مالِه، وَلَمْ يَقُلْ إنَّا آخِذوا شَطْر مالِه. وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ فِي صَدْر الْإِسْلَامِ يقَع بَعْضُ العُقُوبات فِي الْأَمْوَالِ، ثُمَّ نُسخ، كَقَوْلِهِ فِي الثَّمَرِ المُعَلَّق: مَن خَرج بِشَيْءٍ مِنْهُ فَعَلَيْهِ غَرامة مثْلَيه والعقوبةُ. وَكَقَوْلِهِ فِي ضَالَّةِ الْإِبِلِ الْمَكْتُومَةِ: غَرَامَتُهَا وَمِثْلُهَا مَعَهَا، وَكَانَ عُمَرُ يَحْكم بِهِ، فَغَرَّمَ حَاطِبًا ضِعْفَ ثَمَنِ نَاقَةِ المُزَنِىِّ لمَّا سَرَقها رَفيقُه ونَحرُوها. وَلَهُ فِي الْحَدِيثِ نظائرُ. وَقَدْ أخَذَ أحمدُ بْنُ حَنْبل بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا وعَمِل بِهِ، وَقَالَ الشافِعىُّ فِي القَدِيم: مَنْ مَنَع زكاةَ مَالِهِ أُخِذَت مِنْهُ وأُخِذ شَطْرُ مالِه عُقوبةً عَلَى مًنْعه، واسْتَدَل بِهَذَا الْحَدِيثِ. وَقَالَ فِي الجَديِد: لَا يُؤخذ مِنْهُ إِلَّا الزَّكَاةُ لاَ غَيْرَ. وَجَعَلَ هَذَا الحديثَ مَنْسُوخًا. وَقَالَ: كَانَ ذَلِكَ حيثُ كَانَتِ العُقُوبات فِي الْمَالِ ثُمَّ نُسِخَت.
ومذهبُ عامَّة الفُقَهاء أَنْ لاَ واجبَ عَلَى مُتْلِفِ الشَّيْءِ أكثرُ مِنْ مِثْله أَوْ قِيمِته.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْأَحْنَفِ «قَالَ لعليٍّ وقْت التَّحكيم: يَا أميرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي قَدْ عَجَمْتُ الرجُل وحَلبْتُ أَشْطُرَهُ، فوجَدْته قريبَ القَعْر كَليلَ المُدْيةِ، وَإِنَّكَ قَدْ رُمِيتَ بحَجر الأرضِ» الْأَشْطُرُ جَمْعُ شَطْرٍ وَهُوَ خِلْفُ النَّاقة. وللنَّاقة أربعةُ أخْلاف كلُّ خِلفين مِنْهَا شَطْرٌ، وَجُعِلَ الْأَشْطُر مَوضعَ الشَّطْرَيْنِ كَمَا تُجعل الحواجبُ مَوْضِعَ الْحَاجِبَيْنِ، يُقَالُ حَلبَ فلانٌ الدهرَ أَشْطُرَهُ: أَيِ اخْتبر ضُرُوبه مِنْ خَيره وشرِّه، تَشْبِيهًا بحَلْب جَميع أخْلافِ النَّاقة مَا كَانَ مِنْهَا حَفِلاً وَغَيْرَ حَفِل، ودَارّاً وغَير دارٍّ. وَأَرَادَ بِالرَّجُلَيْنِ الحكَمين: الْأَوَّلُ أَبُو مُوسى، والثَّاني عَمْرو بْنُ الْعَاصِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ «لَوْ أَنَّ رَجُلين شَهِدا عَلَى رَجُلٍ بحَقٍّ أحدُهما شَطِيرٌ فَإِنَّهُ يَحْمِل شهادَة الْآخَرِ» الشَّطِيرُ: الغَرِيبُ، وَجَمْعُهُ شُطُرٌ. يَعْنِي لَوْ شَهِد لَهُ قريبٌ مِنْ أَبٍ أَوِ ابْنٍ أَوْ أَخٍ وَمَعَهُ أجنَبِىٌّ صحَّحت شهادةُ الأجْنَبي شَهادةَ الْقَرِيبِ، فَجَعَلَ ذَلِكَ حَمْلا لَهُ. ولعَلَّ هَذَا مذهبٌ لِلْقَاسِمِ، وَإِلَّا فشهادةُ الْأَبِ وَالِابْنِ لَا تُقْبل.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ «شهادةُ الأخِ إِذَا كَانَ مَعَهُ شَطِيرٌ جازَت شهادتُه» وَكَذَا هَذَا، فَإِنَّهُ لَا فَرْق بَيْنَ شهادةِ الغَريب مَعَ الْأَخِ أَوِ القَريب، فَإِنَّهَا مقبولةٌ.

سَمَا

سَمَا
من (س م و) مقصور سَمَاء.
(سَمَا)
(س) فِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَد «وَإِنْ صَمَت»
سَمَا وعَلاهُ البَهاءُ» أَيِ ارْتفعَ وعَلا عَلَى جُلسائه. والسُّمُوُّ: العُلوُّ. يُقَالُ: سَمَا يَسْمُو سُمُوّاً فَهُوَ سَامٍ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ زِمْل «رجُل طُوال إِذَا تكلَّم يَسْمُو» أَيْ يَعْلُو برأسِه وَيَدَيْهِ إِذَا تَكَلَّمَ. يُقَالُ فلانٌ يَسْمُو إِلَى المَعالى إِذَا تَطاول إِلَيْهَا.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «قَالَتْ زَينَب: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْمِي سَمعي وَبَصَرِي، وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي منهُنّ» أَيْ تُعالِيني وتُفاخِرني، وَهُوَ مُفاعَلة مِنَ السُّمُوِّ: أَيْ تُطاوِلُني في الحُظْوة عنده. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أهلِ أُحُد «إِنَّهُمْ خَرَجوا بسُيوفهم يَتَسَامَوْنَ كَأَنَّهُمُ الفُحول» أَيْ يَتَبارَون ويَتَفاخَرُون. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ يتَداعَون بِأَسْمَائِهِمْ.
(س) وَفِيهِ «إِنَّهُ لمَّا نزَل: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ
قَالَ: اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمُ» الِاسْمُ هَاهُنَا صِلَة وَزِيَادَةٌ، بِدَلِيلِ أَنَّهُ كَانَ يقولُ فِي رُكُوعه سُبْحَانَ ربِّىَ الْعَظِيمِ وبحَمْده، فحذِف الاسمُ. وَهَذَا عَلَى قَول مَنْ زَعم أَنَّ الِاسْمَ هُوَ المُسمَّى. وَمَنْ قَالَ إِنَّهُ غيرُه لَمْ يَجْعلْه صِلَةً.
(س) وَفِيهِ «صلَّى بِنا فِي إثْر سَمَاءٍ مِنَ اللَّيْلِ» أَيْ إثْر مَطَر. وسُمِّى المَطُر سَمَاءً لِأَنَّهُ يَنزِل مِنَ السَّمَاءِ. يُقَالُ: مَا زِلْنا نَطَأ السَّمَاءَ حَتَّى أتَيْناكُم: أَيِ المَطَر، وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤَنِّثه، وَإِنْ كَانَ بِمَعْنَى المَطَر، كَمَا يُذَكر السَّمَاء، وَإِنْ كَانَتْ مؤنَّثة، كقوله تعالى السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ هاجَر «تِلك أُمُّكم يَا بَني مَاءِ السَّمَاءِ» تُريد الْعَرَبَ، لِأَنَّهُمْ يَعِيشون بماءِ المَطَر ويَتَتبَّعون مساقِط الغَيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ شُرَيْح «اقْتضى مَالِي مُسَمًّى» أَيْ باسْمى.
سَمَا سُمُوًّا: ارْتَفَعَ،
وـ به: أعْلاهُ،
كأسْماهُ،
وـ لِيَ الشيءُ: رُفِعَ من بُعْدٍ فاسْتَبَنْتُهُ،
وـ القَوْمُ: خَرَجُوا للصَّيْدِ، وهُمْ سُماةٌ،
وـ الفَحْلُ سَماوَةً: تَطَاوَلَ على شُوَّلِهِ.
والسماءُ: م، وتُذَكَّرُ، وسَقْــفُ كلِّ شيءٍ، وكلِّ بَيْتٍ، ورُوَاقُ البَيْتِ،
كسَمَاوَتِهِ، وفَرَسٌ، وظَهْرُ الفَرَسِ، والسَّحابُ، والمَطَرُ، أو المَطَرَةُ الجَيِّدَةُ
ج: أسْمِيَةٌ وسَمَوَاتٌ وسُمِيٌّ وسَماً.
واسْتَمَى الصائِدُ: لَبِسَ المِسْماةَ، للجَوْرَبِ، أو اسْتَعَارَها لصَيْدِ الظِّباءِ في الحَرِّ،
وـ الظِّباءَ: طَلَبَها في غَيْرِ آنِها عِندَ مَطْلَعِ سُهَيْلٍ.
وماءُ السَّماءِ: أُمُّ بَني ماءِ السَّماءِ، لا اسْمَ لها غيرُهُ.
وأُسْمُ الشيءِ، بالكسر والضم،
وسُمُهُ وسُمَاهُ، مُثَلَّثَتَيْنِ: عَلامَتُه، واللَّفْظُ المَوْضوعُ على الجَوْهَرِ والعَرَضِ للتَّمْييزِ
ج: أسْماءٌ وأسْماواتٌ
جج: أَسَامي وأَسَامٍ.
وسَمَّاهُ فُلاناً،
وـ به،
وأسْماهُ إيَّاهُ،
وـ به، وسَمَاهُ إيَّاهُ،
وـ به، والأوَّلُ عن ثَعْلَبٍ.
وسَمِيُّكَ: مَنِ اسْمُهُ اسْمُكَ، ونَظيرُكَ.
وتَسَمَّى بكذا.
وـ بالقَوْمِ،
وـ إلَيْهِم: انْتَسَب.
وسَاماهُ: فاخَرَهُ، وبارَاهُ.
وتَسامَوْا: تَبَارَوْا.
وسَماوَةُ كلِّ شيءٍ: شَخْصُهُ،
وع بين الكوفَةِ والشامِ، ولَيْسَتْ من العَواصِمِ، ووَهِمَ الجوهريُّ.
وسُمَاهُ، كهُداهُ، أي: صَوْتُهُ في الخَيْرِ.
واسْتَمَيْتُهُ: تَعَمَّدْتُهُ بالزيارَةِ، أو تَوَسَّمْتُ فيه الخَيْرَ.
وسُمَيَّةُ: جَبَلٌ، وأُمُّ عَمَّارِ بنِ ياسِرٍ، رضي الله تعالى عنهما.

سَقْسَقَ

(سَقْسَقَ)
(س [هـ] ) فِيهِ «أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ جَالِسًا إِذْ سَقْسَقَ عَلَى رَأسه عُصْفور فنكَته بِيَدِهِ» أَيْ ذَرَق. يُقَالُ سَقْسَقَ وزَقزَق، وسَقَّ وزَقَّ إِذَا حَذَفَ بِذَرْقة .

سَقَدَ

(سَقَدَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ ابْنِ السَّعدي «خَرَجْتُ سَحَراً أُسَقِّدُ فَرساً لِي» أَيْ أضمِّره.
يُقَالُ أَسْقَدَ فَرَسَه وسَقَّــدَهُ. هَكَذَا أَخْرَجَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ عَنِ ابْنِ السَّعدي. وَأَخْرَجَهُ الْهَرَوِيُّ عَنْ أَبِي وَائِل. ويُروى بِالْفَاءِ وَالرَّاءِ وَقَدْ تَقَدَّمَ.

سَفْسَفَ

(سَفْسَفَ)
(هـ) فِيهِ «إِنَّ اللَّهَ يُحب مَعَالِىَ الْأُمُورِ ويُبْغض سَفْسَافَهَا» .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «إِنَّ اللَّهَ رضِىَ لَكُمْ مكارِمَ الأخْلاق وكَرِه لَكُمْ سَفْسَافَهَا» السَّفْسَافُ: الأمر الحقير والردئ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ ضِدُّ المعالِى والمكارِم. وَأَصْلُهُ مَا يَطِيرُ مِنْ غُبار الدَّقِيقِ إِذَا نُخِل، والترابِ إِذَا أُثِيرَ.
وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ «إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ سَفَاسفَه» هَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى فِي السِّينِ وَالْفَاءِ وَلَمْ يُفَسره. وَقَالَ: ذَكَرَهُ الْعَسْكَرِيُّ بِالْفَاءِ وَالْقَافِ ، وَلَمْ يُورده أَيْضًا فِي السِّين وَالْقَافِ. والمشهورُ الْمَحْفُوظُ فِي حَدِيثِ فاطمةَ إِنَّمَا هُوَ «إِنِّي أخافُ عليكِ قَسْقَاسَتَه» بِقَافَيْنِ قبلَ السِّينين، وَهِيَ الْعَصَا، فَأَمَّا سَفاسفُه وسَقَــاسِقُه بِالْفَاءِ أَوِ الْقَافِ فَلَا أعْرفه، إِلَّا أَنْ يكونَ مِنْ قَوْلِهِمْ لِطَرَائق السَّيْفِ سَفاسِقُه، بِفَاءٍ بَعْدَهَا قَافٌ، وَهِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الفِرِندُ، فَارِسِيَّةٌ مُعَرَّبة.

سَرَحَ

(سَرَحَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ «لَهُ إبلٌ قَليلاتُ المَسَارِحِ كثيراتُ المبَارِك» الْمَسَارِحُ:
جَمْعُ مَسْرَحٍ، وَهُوَ الموضِع الَّذِي تَسْرَحُ إِلَيْهِ الْمَاشِيَةُ بالغَدَاة للرَّعي. يُقَالُ سَرَحَتِ الْمَاشِيَةُ تَسْرَحُ فَهِيَ سَارِحَةٌ، وسَرَحْتُهَا أَنا، لَازِمًا ومتعدِّيا. والسَّرْحُ: اسْم جَمْع وَلَيْسَ بِتَكْسِيرِ سَارِح، أَوْ هُوَ تَسْمية بالمَصْدر، تَصِفُه بكَثرة الْإِطْعَامِ وسَقْــى الألْبانِ: أَيْ إِنَّ إبلَه عَلَى كَثْرَتِهَا لَا تَغيِب عَنِ الحيِّ وَلَا تَسْرَحُ إِلَى المَرَاعي البَعِيدَة، ولكنَّها تْبرك بفِناَئه ليَقْربَ الضِّيفان مِنْ لَبنها ولَحْمها، خَوْفًا مِنْ أَنْ ينْزل بِهِ ضيفٌ وَهِيَ بعيدةٌ عازبةٌ. وَقِيلَ معناهُ أَنَّ إبلَه كثيرةٌ فِي حَالِ بُرُوكِها، فَإِذَا سَرَحَتْ كَانَتْ قليلَة لِكَثْرَةِ مَا نُحر مِنْهَا فِي مَباَرِكها للأضْيافِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ جَرِيرٍ «وَلَا يَعْزُب سَارِحُهَا» أَيْ لَا يبعُد مَا يَسْرَحُ مِنْهَا إِذَا غَدَت للمرْعَى.
(هـ) وَمِنْهُ «لَا تُعْدَل سَارِحَتُكُمْ» أَيْ لَا تُصْرفُ ماشيتُكم عَنْ مرْعًى تُرِيدُه.
(هـ) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَا يُمْنعُ سَرْحُكُمْ» السَّرْحُ والسَّارِحُ والسَّارِحَةُ سواءٌ:
المْاَشية. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «فَإِنَّ هُنَاكَ سَرْحَةً لَمْ تُجْرَد وَلَمْ تُسْرَحْ» السَّرْحَةُ: الشجَرةُ العظيمةُ، وَجَمْعُهَا سَرْحٌ. وَلَمْ تُسْرَحْ: أَيْ لَمْ يُصِبْها السَّرْح فَيَأْكُلَ أغصانَها وورَقَها. وَقِيلَ هُوَ مأخوذٌ مِنْ لَفْظِ السَّرْحة، أرادَ لَمْ يؤخذ منها شىء، كما يقال: شجرت الشَّجَرة إِذَا أخَذْت بَعْضَها.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ظَبياَن «يأكُلون مُلاَّحَها ويَرْعَون سِرَاحَهَا» جَمْعُ سَرْحَة أَوْ سَرْح.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْفَارِعَةِ «إِنَّهَا رَأَت إبليسَ سَاجِدًا تسيلُ دُمُوعه كَسُرُحِ الجَنِين» السُّرُحُ: السَّهل. يُقَالُ ناقةٌ سُرُحٌ، وَنُوقٌ سُرُحٌ، ومِشيةٌ سُرُحٌ: أَيْ سهلةٌ. وَإِذَا سهُلت ولادُة الْمَرْأَةِ قِيل ولَدت سُرُحاً. وَيُرْوَى «كَسريح الجَنِين» وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. والسَّرْحُ والسَّرِيحُ أَيْضًا:
إدرَارُ الْبَوْلِ بَعْدَ احْتِبَاسِهِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «يَا لَهَا نِعْمة- يَعْني الشّرْبة مِنَ الْمَاءِ- تُشْرَب لذَّة وتحرج سُرُحاً» أى سهلا سريعا.
(س) فِي حَدِيثِ الْفَجْرِ الْأَوَّلِ «كَأَنَّهُ ذَنَب السِّرْحَانِ» السِّرْحَانُ: الذِّئْبُ.
وَقِيلَ الأسَدُ، وَجَمْعُهُ سِرَاحٌ وسَرَاحِين.

رَعَعَ

(رَعَعَ)
(س) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «أنَّ المَوسِم يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاس» أَيْ غَوْغَاءَهم وسُقَّــاطَهم وأخْلاطَهم، الواحدُ رَعَاعَةٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ حِينَ تنكَّر لَهُ الناسُ «إنَّ هؤُلاء النَّفَر رَعَاع غَثَرة» .
وَحَدِيثُ عَلِيٍّ «وسائرُ النَّاس هَمَجٌ رَعَاعٌ» .

رَبَضَ

(رَبَضَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ «فدَعا بإناءٍ يُرْبِضُ الرَّهْط» أَيْ يُرْوِيهِمْ وَيُثْقِلُهُمْ حَتَّى يَنَامُوا وَيَمْتَدُّوا عَلَى الْأَرْضِ. مِن رَبَضَ فِي الْمَكَانِ يَرْبِضُ إِذَا لَصِقَ بِهِ وَأَقَامَ مُلازِماً لَهُ. يُقَالُ أَرْبَضَتِ الشمسُ إِذَا اشتَدّ حرُّها حَتَّى تَرْبِضَ الوحشُ فِي كِنَاسِها. أَيْ تَجْعَلُها تَرْبِضُ فِيهِ. ويُروى بِالْيَاءِ. وَسَيَجِيءُ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ بَعث الضَّحّاك بنَ سُفيان إِلَى قَوْمه وَقَالَ: إِذَا أَتَيْتَهُم فَارْبِضْ فِي دارِهم ظَبْياً» أَيْ أقِمْ فِي دَارِهم آمِنًا لَا تَبْرحْ، كَأَنَّكَ ظبيٌ فِي كِنَاسِه قدْ أمِن حَيْثُ لَا يَرى إنْسِيًّا.
وَقِيلَ المعنَى أَنَّهُ أَمَرَهُ أَنْ يأتِيَهُم كالمُتوحِّش؛ لِأَنَّهُ بَيْن ظَهْرانَيِ الكَفَرة، فمَتى رابَه مِنْهُمْ رَيْب نَفَر عَنْهُمْ شارِداً كَمَا يَنْفِر الظَّبيُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «فَفَتَحَ الْبَابَ فَإِذَا شِبْه الفَصِيل الرَّابِض» أَيِ الْجَالِسِ الْمُقِيمِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَرَبْضَة العَنْز» ويُروى بكسْر الرَّاءِ: أَيْ جُثَّتها إِذَا برَكَت.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُ رَأى قُبَّة حَوْلها غَنَمٌ رُبُوضٌ» جَمْعُ رَابِضٍ.
وَحَدِيثُ عَائِشَةَ «رَأَيْتُ كَأَنِّي عَلَى ظَرِبٍ وحَوْلي بَقَرٌ رُبُوضٌ» .
(س) وَحَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «لَا تَبْعَثُوا الرَّابِضِينَ التُّرك والحبَشَة» أَيِ المُقِيمين السَّاكنين، يريد لا تهيّجوهم عليكم ماداموا لَا يَقْصدُونَكم.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الرَّابِضَةُ مَلَائِكَةٌ أُهْبِطوا مَعَ آدَمَ يَهْدُون الضُّلاَّل» ولعَلَّه مِنَ الْإِقَامَةِ أَيْضًا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الرَّابِضَةُ: بَقِيَّة حَمَلة الحُجَّة، لَا تَخْلُو مِنْهُمُ الْأَرْضُ. وَهُوَ فِي الحديث. (هـ) وَفِيهِ «مَثَل المُنافق كَمَثَلِ الشَّاة بَيْن الرَّبَضَيْنِ» وَفِي رِوَايَةٍ «بَيْنَ الرَّبِيضَيْنِ» الرَّبِيضُ:
الغَنم نَفْسها. والرَّبَضُ: مَوْضِعُها الَّذِي تَرْبِضُ فِيهِ. أَرَادَ أَنَّهُ مُذَبْذَب كَالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ بَيْنَ قَطِيعَين مِنَ الغَنَم، أَوْ بَيْنَ مَرْبِضَيْهِمَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وَالنَّاسُ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الغنَم» أَيْ كالغنَم الرُّبَّضُ.
(س) وَفِيهِ «أنَا زَعيمٌ ببَيْت فِي رَبَضِ الجنَّة» هُوَ بِفَتْحِ الْبَاءِ: مَا حَوْلها خَارِجًا عَنْهَا، تَشْبيها بالأبْنِيَة الَّتِي تَكُونُ حَوْلَ المُدُن وَتَحْتَ القِلاَع. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وبِنَاء الْكَعْبَةِ «فَأَخَذَ ابْن مُطِيع العَتَلة مِنْ شِقِّ الرُّبْضِ الَّذِي يَلي دَارَ بَنِي حُمَيد» الرُّبْضُ بِضَمِّ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْبَاءِ: أساسُ البنَاء. وَقِيلَ وسَطه، وَقِيلَ هُوَ والرَّبَضُ سَواء، كسُقْم وسَقَــم.
(س) وَفِي حَدِيثِ نَجبَة «زَوّج ابْنَته مِنْ رَجُلٍ وجَهَّزَها، وَقَالَ: لَا يَبِيت عَزَباً وَلَهُ عِنْدَنَا رَبَضٌ» رَبَضُ الرَّجُل: المرأةُ الَّتِي تَقُوم بِشَأْنِهِ. وَقِيلَ هُو كُلُّ مَن اسْتَرحْت إِلَيْهِ، كَالْأُمِّ والبنْت والأختِ، وكالقيِّم والمَعيشة والقُوت.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ «وَأَنْ تَنْطِق الرُّوَيْبَضَةُ فِي أمْر العامَّة، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبَضَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ» الرُّوَيْبَضَةُ، تَصْغِيرُ الرَّابِضَةُ وَهُوَ الْعَاجِزُ الَّذِي رَبَضَ عَنْ مَعَالي الأمُور وقعَد عَنْ طَلَبها، وَزِيَادَةُ التَّاء للمبالغَة. والتَّافه: الخَسِيس الحَقِير.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي لُبَابة «أَنَّهُ ارْتَبَط بسِلْسِلَةٍ رَبُوضٍ إِلَى أَنْ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ» هِيَ الضَّخْمة الثَّقِيلة اللاَّزِقة بِصَاحِبِهَا. وفَعُول مِنْ أبْنية المبالغَة يَسْتوي فيه الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ قَتْل القُرّاء يَوْمَ الجَمَاجِم «كَانُوا رِبْضَةً» الرِّبْضَةُ: مَقْتَل قَوْمٍ قَتلوا فِي بُقْعة وَاحِدَةٍ.

الوخش

الوخش: الدنيء من الناس.
(الوخش) الرَّدِيء من كل شَيْء والدنيء من الرِّجَال ورذال النَّاس وسقــاطهم (يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِد وَالْجمع والمذكر والمؤنث) وَقد يثنى وَقد يُقَال فِي الْجمع أوخاش ووخاش وَرُبمَا جَاءَ مؤنثه بِالتَّاءِ (ج) وخاش
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.