Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: وحس

البروج

البروج: القصور وبه سمي بروج النجوم لمنازلها المختصة بها، وثوب مبرج صور عليه بروج واعتبر حسنه، فقيل تبرجت المرأة أي تشبهت به في إظهار الزينة والمحاسن أو ظهرت من برجها أي قصرها، ويدل عليه {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ} . والبروج سعة العين وحســنها تشبيها بالبرج في الأمرين.

البراعة

(البراعة) كَمَال الْفضل وَحســن الفصاحة الْخَارِجَة عَن نظائرها
البراعة: كمال الفضل والتبرز. قال ابن دريد: كل شيء تناهى في جمال أو نضارة فقد برع، وقال أبو البقاء البراعة حسن الفصاحة الخارجة عن نظائرها.
البراعة:
[في الانكليزية] Excellence ،eloquence
[ في الفرنسية] Excellence ،eloquence
في اللغة التفوّق. يقال برع الرجل إذا فاق على أقرانه في العلم ونحو ذلك. وعند البلغاء هي الفصاحة. وبراعة الاستهلال عندهم هو أن يشتمل أول الكلام على ما تناسب حال المتكلّم فيه ويشير إلى ما سيق الكلام لأجله. إنما سمّي به لأنّ الكلام الذي فيه هذه الصناعة له تفوّق على غيره. والاستهلال في اللغة أول صوت المولود حين الولادة، وبذلك يستدل على حياته، فسمّي به الكلام الذي يدلّ أوله على المقصود كخطبة المطول وخطبة ضابطة قواعد الحساب ونحو ذلك؛ وبذلك يحسن الابتداء في الإتقان، من ذلك سورة الفاتحة التي هي مطلع القرآن فإنها مشتملة على جميع مقاصده كما أخرج البيهقي في شعب الإيمان حديثا «أنزل الله تعالى مائة وأربعين كتابا أودع علومها أربعة منها التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ثم أودع علوم التوراة والإنجيل والزبور الفرقان ثم أودع علوم القرآن المفصّل، ثم أودع علوم المفصّل فاتحة الكتاب. فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة». وقد وجه ذلك بأنّ العلوم التي احتوى عليه القرآن وقامت به الأديان علم الأصول ومداره على معرفة الله وصفاته، وإليه الإشارة بربّ العالمين الرحمن الرحيم، ومعرفة النبوات وإليه الإشارة بالذين أنعمت عليهم، ومعرفة المعاد وإليه الإشارة بمالك يوم الدين، وعلم العبادات وإليه الإشارة بإيّاك نعبد، وعلم السلوك وهو حمل النفس على الآداب الشرعية والانقياد لربّ البرية وإليه الإشارة بإيّاك نستعين اهدنا الصراط المستقيم، وعلم القصص وهو الاطلاع على أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية ليعلم المطلع على ذلك سعادة من أطاع الله وشقاوة من عصاه، وإليه الإشارة بقوله صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ، فنبّه في الفاتحة على جميع مقاصد القرآن. وهذا هو الغاية في براعة الاستهلال مع ما اشتملت عليه من الألفاظ الحسنة والمقاطع المستحسنة وأنواع البلاغة. وكذلك أول سورة اقرأ فإنها مشتملة على نظير ما اشتملت عليه الفاتحة من براعة الاستهلال لكونها أول ما نزل من القرآن، فإنّها فيها الأمر بالقراءة والبداءة باسم الله، وفيه الإشارة إلى علم الأحكام وفيها ما يتعلق بتوحيد الربّ وإثبات ذاته وصفاته من صفة ذات وصفة فعل. وفي هذا الإشارة إلى أصول؛ وفيها ما يتعلق بالأخبار من قوله عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ.

الإضافة

الإضافة: هي النسبة العارضةُ للشيء بالقياس إلى نسبة أخرى كالأبوة والبنوَّة.
الإضافة: ضم شيء إلى شيء ومنه الإضافة في اصطلاح النحاة، لأن الأول منضم للثاني ليكتسب منه التعريف أو التخصيص، فالإضافة تكون للملك ك غلام زيد، والاختصاص ك حصير المسجد، ومجازية ك دار زيد لما يسكنه بالأجرة لا بالملك.
الإضافة:
[في الانكليزية] Relation
[ في الفرنسية] Relation
هي عند النحاة نسبة شيء إلى شيء بواسطة حرف الجرّ لفظا أو تقديرا مرادا.
والشيء يعمّ الفعل والاسم، والشيء المنسوب يسمّى مضافا والمنسوب إليه مضافا إليه. وقيد بواسطة حرف الجرّ احتراز عن مثل الفاعل والمفعول نحو: ضرب زيد عمروا فإنّ ضرب نسب إليهما لكن لا بواسطة حرف الجر.

واللفظ بمعنى الملفوظ، مثاله: مررت بزيد، فإنّ مررت مضاف وزيد مضاف إليه، والتقدير بمعنى المقدر مثاله غلام زيد، فإنّ الغلام مضاف بتقدير حرف الجر إلى زيد إذ تقديره: غلام لزيد. وقولنا مرادا حال، أي حال كون ذلك التقدير أي المقدّر مرادا من حيث العمل بإبقاء أثره وهو الجرّ، فخرج منه: قمت يوم الجمعة فإنه وإن نسب إليه قمت بالحرف المقدّر وهو في، لكنه غير مراد، إذ لو أريد لانجر، وكذا ضربته تأديبا. وهذا مبني على مذهب سيبويه.
والمصطلح المشهور فيما بينهم أن الإضافة نسبة شيء إلى شيء بواسطة حرف الجر تقديرا، وبهذا المعنى عدّت في خواص الاسم. وشرط الإضافة بتقدير الحرف أن يكون المضاف اسما مجرّدا عن التنوين، وهذه قسمان: معنوية أي مفيدة معنى في المضاف تعريفا إذا كان المضاف إليه معرفة، أو تخصيصا إذا كان نكرة، وتسمّى إضافة محضة أيضا، وعلامتها أن يكون المضاف غير صفة مضافة إلى معمولها، سواء كان ذلك المعمول فاعلها أو مفعولها قبل الإضافة كغلام زيد وكريم البلد، وهي بحكم الاستقراء إمّا بمعنى اللام فيما عدا جنس المضاف إليه وظرفه، نحو: غلام زيد، وإمّا بمعنى من، في جنس المضاف نحو: خاتم فضة، وإمّا بمعنى في، في ظرفه، نحو: ضرب اليوم. وإضافة العام من وجه إلى الخاص من وجه إضافة بيانية بتقدير من، كخاتم فضة، وإضافة العام مطلقا إلى الخاص مطلقا إضافة بيانية أيضا، إلّا أنّه بمعنى اللام عند الجمهور وبمعنى من عند صاحب الكشاف كشجر الأراك. ولفظية أي مفيدة للخفة في اللفظ وتسمّى غير محضة أيضا، وعلامتها أن يكون المضاف صفة مضافة إلى معمولها، مثل ضارب زيد وحســن الوجه، وحرفها ما هو ملائمها، أي ما يتعدّى به أصل الفعل المشتق منه المضاف نحو: راغب زيد، فإنه مقدّر بإلى أي راغب إلى زيد إذا جعلت إضافته إلى المفعول، وليست منها إضافة المصدر إلى معموله خلافا لابن برهان، وكذا إضافة اسم التفضيل ليست منها خلافا للبعض.
اعلم أنّ القول بتقدير حرف الجر في الإضافة اللفظية هو المصرّح به في كلام ابن الحاجب، لكن القوم ليسوا قائلين بتقدير الحرف في اللفظية، فعلى هذا، تعريف الإضافة لا يشتملها. ففي تقسيم الإضافة بتقدير الحرف إلى اللفظية والمعنوية خدشة، وقد تكلّف البعض في إضافة الصّفة إلى مفعولها مثل: ضارب زيد بتقدير اللام تقوية للعمل، أي ضارب لزيد، وفي إضافتها إلى فاعلها مثل: الحسن الوجه بتقدير من البيانية، فإنّ ذكر الوجه في قولنا جاءني زيد الحسن الوجه بمنزلة التمييز، فإن في إسناد الحسن إلى زيد إبهاما فإنه لا يعلم أنّ أي شيء منه حسن، فإذا ذكر الوجه فكأنّه قال: من حيث الوجه، هكذا يستفاد من الكافية وشروحه والإرشاد والوافي.
وعند الحكماء يطلق بالاشتراك على ثلاثة معان: الأول النسبة المتكررة أي نسبة تعقل بالقياس إلى نسبة أخرى معقولة أيضا بالقياس إلى الأولى، كالأبوّة فإنها تعقل بالقياس إلى البنوّة، وأنها أي البنوّة أيضا نسبة تعقل بالقياس إلى الأبوّة، وهي بهذا المعنى تعدّ من المقولات من أقسام مطلق النسبة، فهي أخص منها أي من مطلق النسبة، فإذا نسبنا المكان إلى ذات المتمكّن مثلا حصل للمتمكن باعتبار الحصول فيه هيئة هي الأين، وإذا نسبناه إلى المتمكّن باعتبار كونه ذا مكان كان الحاصل إضافة لأنّ لفظ المكان يتضمّن نسبة معقولة بالقياس إلى نسبة أخرى هي كون الشيء ذا مكان، أي متمكنا فيه، فالمكانية والمتمكّنية من مقولة الإضافة، وحصول الشيء في المكان نسبة معقولة بين ذات الشيء والمكان لا نسبة معقولة بالقياس إلى نسبة أخرى، فليس من هذه المقولة، فاتضح الفرق بين الإضافة ومطلق النسبة، وتسمى الإضافة بهذا المعنى مضافا حقيقيا أيضا. والثاني المعروض لهذا العارض كذات الأب المعروضة للأبوّة. والثالث المعروض مع العارض، وهذان يسمّيان مضافا مشهوريا أيضا. فلفظ الإضافة كلفظ المضاف يطلق عل ثلاثة معان: العارض وحده والمعروض وحده والمجموع المركّب منهما، كذا في شرح المواقف، لكن في شرح حكمة العين أن المضاف المشهوري هو المجموع المركب، حيث قال: والمضاف يطلق بالاشتراك على نفس الإضافة كالأبوّة والبنوّة، وهو الحقيقي، وعلى المركب منها ومن معروضها وهو المضاف المشهوري كالأب والابن، وعلى المعروض وحده انتهى. قال السيّد السّند في حاشيته: الظاهر أن إطلاق المضاف على المعروض من حيث أنه معروض لا من حيث ذاته مع قطع النظر عن المعروضية، لا يقال فما الفرق بينه وبين المشهوري لأنا نقول: العارض مأخوذ هاهنا بطريق العروض وهناك بطريق الجزئية.
فإن قلت الأب هو الذات المتّصفة بالأبوّة لا الذات والأبوّة معا، وإلّا لم يصدق عليه الحيوان. قلت المضاف المشهوري هو مفهوم الأب لا ما صدق عليه، والأبوّة داخلة في المفهوم، وإن كانت خارجة عمّا صدق عليه.
والتفصيل أن الأبوّة مثلا يطلق عليها المضاف لا لأنها نفس مفهومه بل لأنها فرد من أفراده، فله مفهوم كلّي يصدق على هذه الإضافات ولذا اعتبرت الأبوة مع الذات المتصفة بها مطلقة أو معيّنة، ويحصل مفهوم مشتمل على الإضافة الحقيقية، وعيّن بإزائه لفظ الأب أطلق المضاف عليه لا لأنها مفهومه، بل لأنه فرد من أفراد مفهومه، فله معنى كلّي شامل لهذه المفهومات المشتملة على الإضافات الحقيقية. ثم إذا اعتبر معروض الإضافات على الإطلاق من حيث هي معروضات وعيّن لفظ بإزائه حصل له مفهوم ثالث مشتمل على المعروض والعارض على الإطلاق لا يصدق على الأبوة ولا على مفهوم الأب بل على الذات المتّصفة بها فكما أنّ مفهوم الأب مع تركبه من العارض والمعروض لا يصدق إلّا على المعروض من حيث هو معروض فكذلك المفهوم الثالث للمضاف، وإن كان مركّبا من العارض والمعروض على الإطلاق لا يصدق إلّا على المعروض من حيث هو معروض، فقد ثبت أنّ المضاف يطلق على ثلاثة معان وارتفع الإشكال انتهى.
تنبيه
قولهم المضاف ما تعقل ماهيته بالقياس إلى الغير لا يراد به أنه يلزم من تعقّله تعقّل الغير إذ حينئذ تدخل جميع الماهيات البيّنة اللوازم في تعريف المضاف، بل يراد به أن يكون من حقيقته تعقّل الغير فلا يتم إلّا بتعقل الغير، أي هو في حدّ نفسه بحيث لا يتم تعقّل ماهيته إلّا بتعقّل أمر خارج عنها. وإذا قيد ذلك الغير بكونه نسبة يخرج سائر النسب وبقي التعريف متناولا للمضاف الحقيقي وأحد القسمين من المشهوري، أعني المركّب. وأمّا القسم الآخر منه أعني المعروض وحده فليس لهم غرض يتعلّق به في مباحث الإضافة، ولو أريد تخصيصه بالحقيقي قيل ما لا مفهوم له إلّا معقولا بالقياس إلى الغير على الوجه الذي سبق، فإنّ المركب مشتمل على شيء آخر كالإنسان مثلا.
التقسيم
للإضافة تقسيمات. الأول الإضافة إمّا أن تتوافق من الطرفين كالجوار والأخوّة، وإمّا أن تتخالف كالابن والأب، والمتخالف إمّا محدود كالضّعف والنّصف أو لا كالأقل والأكثر.
والثاني إنّه قد تكون الإضافة بصفة حقيقية موجودة إمّا في المضافين كالعشق فإنه لإدراك العاشق وجمال المعشوق، وكلّ واحد من العاشقية والمعشوقية إنّما يثبت في محلها بواسطة صفة موجودة فيه، وإمّا في أحدهما فقط كالعالمية فإنها بصفة موجودة في العالم وهو العلم دون المعلوم، فإنه متصف بالمعلومية من غير أن تكون له صفة موجودة تقتضي اتصافه به، وقد لا تكون بصفة حقيقية أصلا كاليمين واليسار إذ ليس للمتيامن صفة حقيقية بها صار متيامنا، وكذا المتياسر. والثالث قال ابن سينا:
تكاد تكون الإضافات منحصرة في أقسام المعادلة والتي بالزيادة والتي بالفعل والانفعال ومصدرهما من القوة والتي بالمحاكاة، فأمّا التي بالمعادلة فكالمجاورة والمشابهة والمماثلة والمساواة، وأمّا التي بالزيادة فإمّا من الكمّ وهو الظاهر، وإمّا من القوة فكالغالب والقاهر والمانع، وأمّا التي بالفعل والانفعال فكالأب والابن والقاطع والمنقطع. وأمّا التي بالمحاكاة فكالعلم والمعلوم والحس والمحسوس، فإنّ العقل يحاكي هيئة المعلوم والحس يحاكي هيئة المحسوس. والرابع الإضافة قد تعرض المقولات كلها، بل الواجب تعالى أيضا كالأول، فالجوهر كالأب والابن، والكمّ كالصغير والكبير، والكيف كالأحرّ والأبرد، والمضاف كالأقرب والأبعد، والأين كالأعلى والأسفل، ومتى كالإقدام، والإحداث، والوضع كالأشد انحناء أو انتصابا، والملك كالأكسى والأعرى، والفعل كالأقطع، والانفعال كالأشدّ تسخّنا.
فائدة:
قد يكون لها من الطرفين اسم مفرد مخصوص كالأبوّة والبنوّة أو من أحدهما فقط كالمبدئية أو لا يكون لها اسم مخصوص لشيء من طرفيها كالأخوة.
فائدة:
قد يوضع لها ولموضوعها معا اسم فيدلّ ذلك الاسم على الإضافة بالتضمّن سواء كان مشتقا كالعالم أو غير مشتق كالجناح، وزيادة توضيح المباحث في شرح المواقف.

الابتداء

الابتداء: تقديم الشيء على غيره ضربا من التقديم كما قاله الراغب، أي فيطلق على ما قبل المقصود فيشمل الحمد بعد البسملة، والابتداء في الشعر أول جزء من المصراع الثاني، وفي النحو تعرية الاسم عن العوامل اللفظية للإسناد.
الابتداء:
[في الانكليزية] Beginning -Initiation
[ في الفرنسية] Commencement ،debut
هو لغة الافتتاح وفي عرف العلماء يطلق على معان منها ذكر الشيء قبل المقصود وهو المسمّى بالابتداء العرفي. ومنها ما يكون بالنسبة إلى جميع ما عداه وهو المسمّى بالابتداء الحقيقي. ومنها ما يكون بالنسبة إلى بعض ما عداه وهو المسمّى بالابتداء الإضافي، وهذا على قياس معنى القصر الحقيقي والإضافي.
فالابتداء بالبسملة حقيقي وبالتحميد إضافي. ولا يرد ما قيل إنّ كون الابتداء بالتسمية حقيقيا غير صحيح إذ الابتداء الحقيقي إنّما يكون بأوّل أجزاء البسملة، إذ الابتداء الحقيقي بالمعنى المذكور لا ينافي أن يكون بعض أجزائها متّصفا بالتقديم على البعض، كما أنّ اتّصاف القرآن بكونه في أعلى مرتبة البلاغة بالنسبة إلى ما سواه لا ينافي أن يكون بعض سوره أبلغ من بعض.
ثم الابتداء العرفي أمر ممتدّ يمكن الابتداء به بأمور متعددة من التسمية والتحميد وغيرهما، وقد يتحقّق في ضمن الابتداء الحقيقي، وقد يتحقّق في ضمن الإضافي، هكذا يستفاد من حاشية الخيالي للمولوي عبد الحكيم. ومنها مقابل الوقف كما سيجيء مع بيان أنواعه وهو من مصطلحات القرّاء. ومنها الرّكن الأوّل من المصراع الثاني على ما في المطوّل وغيره، وهذا من مصطلحات العروضيّين. ومنها الزّحاف الواقع في الصدر على ما سيجيء وهذا أيضا من مصطلحات أهل العروض. ومنها ما هو مصطلح النحاة وهو تجريد الاسم عن العوامل اللفظيّة للإسناد أي ليسند إلى شيء أو ليسند إليه شيء.
وقولهم للإسناد لإخراج التجريد الذي يكون للعدّ، فإنّ الأسماء المعدودة مجرّدة عن العوامل اللفظية لكن لا للإسناد، وذلك الاسم يسمّى بالمبتدإ وذلك الشيء يسمى بالخبر.
إن قيل التّجريد عدميّ فلا يؤثّر والابتداء من العوامل المعنويّة، والعامل لا بدّ أن يكون مؤثّرا، فالأولى أن يفسّر الابتداء بجعل الاسم في صدر الكلام تحقيقا أو تقديرا للإسناد إليه أو إسناده إلى شيء.
قلنا العوامل علامات لتأثير المتكلّم لا مؤثّرات فإنّ المؤثّر هو المتكلّم ولا محذور فيه، مع أنّ ما جعله أولى أمر اعتباري فلا يصحّ أن يكون مؤثّرا.

ثمّ المبتدأ عندهم على قسمين: أحدهما الاسم المجرّد عن العوامل اللفظيّة معنى من حيث هو اسم للإسناد إليه. والاسم أعمّ من اللفظي والتقديري فيتناول نحو: وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ. والمجرّد معناه الذي لم يوجد فيه عامل أصلا حتى يئول إلى السّلب الكلّي.
واحترز به عن الاسم الذي فيه عامل لفظي كاسمي إنّ وكان. ومعنى تمييز عن المجرّد أي المجرّد عنها معنى سواء لم يكن فيه عامل لفظا نحو زيد قائم أو كان لكنه معدوم معنى وحكما بأن لا يكون مؤثّرا في المعنى كالمبتدإ المجرور بحرف الجر الزائد نحو بحسبك درهم. وقولهم من حيث هو اسم قيد للتجريد أي إنما يعتبر التجريد للإسناد إليه من حيث هو اسم. أمّا إذا كان صفة كما هو القسم الثاني فلم يعتبر فيه التجريد عنها للإسناد إليه إذ المبتدأ هو المسند في القسم الثاني، كذا قيل. وفيه أنّه إن أريد بالاسم مقابل الصفة مطلقا فلا يجب في التّجريد لأجل الإسناد أن يكون اسما بل يجوز أن يكون صفة أيضا، نحو حاتم من قريش. وإن أريد مقابل الصفة المعتمدة على الاستفهام والنفي فهو استعمال غير واقع فالأولى أن يقال إنّه قيد في المبتدأ ليدخل في تعريفه الناس في قول الشاعر:
سمعت الناس ينتجعون غيثا.
برفع الناس على حكاية الجملة. فالناس مبتدأ وهو من حيث هو اسم واحد مجرّد عن ملابسة سمعت معنى. وأمّا من حيث هو مع خبره جملة فيكون غير مجرّد عن ملابسته معنى لأنّ المسموع هو هذه الجملة. وإنما كان الناس مجرّدا عن ملابسته معنى لأنّ المراد على تقدير رفعه حكاية الجملة فلا يكون بسمعت تأثير في الناس وحده، كما كان لباب علمت تأثير في كلّ واحد من جزئي الجملة، لأنّ المراد منه مضمونها. وإنما قيّد التّجريد بالإسناد إليه إذ لو جرّد لا للإسناد لكان حكمه حكم الأصوات التي ينعق بها غير معربة، وفيه احتراز عن الخبر وعن القسم الثاني. وثانيهما الصفة المتعمدة على أحد ألفاظ الاستفهام والنفي رافعة لاسم ظاهر أو ما يجري مجراه من الضمير المنفصل، نحو: أقائم الزيدان وأَ راغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي. والمراد بالصفة أعمّ من الوصف المشتقّ كضارب ومضروب وحســن أو جارية مجراها كقريشي. وإنما قلنا أحد ألفاظ الاستفهام والنفي ولم نقل على أحد حرفي الاستفهام والنفي لأنّ الشّرط الاعتماد على الاستفهام حرفا كان أو اسما متضمّنا له كمن وما، وعلى النفي سواء كان مستفادا من حرفه أو ما هو بمعناه نحو إنما قائم الزيدان. وقولنا رافعة لظاهر احتراز عن نحو: أقائمان الزيدان لأن قائمان رافع لضمير عائد إلى الزيدان، ولو كان رافعا لهذا الظاهر لم يجز تثنيته. وعن سيبويه جواز الابتداء بالصّفة بلا اعتماد مع قبح نحو: قائم زيد. والأخفش يرى ذلك حسنا.
وعن البعض جواز الابتداء باسم الفعل نحو:
هيهات زيد، فهيهات مبتدأ وزيد فاعل سادّ مسدّ الخبر.
واعلم أنّ العامل في المبتدأ والخبر عند البصريين هو الابتداء. وأما عند غيرهم، فقال بعضهم الابتداء عامل في المبتدأ والمبتدأ في الخبر. وقال بعضهم كلّ واحد منهما عامل في الآخر. وعلى هذا لا يكونان مجرّدين عن العوامل اللفظية، وعلى القول الثاني لا يكون الخبر فقط مجرّدا عنها. هذا كله خلاصة ما في العباب والإرشاد والفوائد الضيائية وغيرها.
الابتداء:
* الابتداء الحقيقي، وهو أول ما يظهر من المتكلم وليس قبله شيء، ويكون عند بدء القراءة فقط.
* معاودة القراءة بعد وقف، وعليه جرى عمل العلماء في تسمية (علم الوقف والابتداء)، حيث قدموا اسم (الوقف) على اسم (الابتداء)، لأن كلامهم في الوقف الناشئ عن الوصل، وفي الابتداء الناشئ عن الوقف وهو يستأنف بعده، ولذلك يُطلَق على الابتداء: (الائتناف)، وبذلك سمّى أبو جعفر النحاس (ت 338 هـ) كتابه (القطع والائتناف).

العارف

العارف: من أشهده الرب نفسه، فظهرت عليه الأحوال، والمعرفة حاله.
العارف: المختص بمعرفة الله، ومعرفة ملكوته، وحســن معاملته تعالى.
العارف:
[في الانكليزية] Connoisseur ،initiated
[ في الفرنسية] Connaisseur ،initie
انت عارفه بما سبق.

الأب

الأب: بالتشديد المرعى المتهيئ للرعي أو الذي لم تزرعه الناس مما يأكله الدواب والأنعام.
الأب: الوالد والأبوان: الأب والأم أو الأب والجد أو الأب والعم أو الأب والمعلم، وكذا كل من كان سببا لإيجاد شيء أو إصلاحه أو ظهوره.
الأب: الوالد ويسمى كلُّ مَن كان سبباً في إيجاد شيء، أو إصلاحه أو ظهوره أباً قاله الراغب. وقال السيد: "الأبُ حيوانٌ يتولد من نطفةِ شخص آخر من نوعه".
الأب:
[في الانكليزية] Full moon .stars
[ في الفرنسية] Pleine lune ،astres

بالفارسية: پدر، الآباء الجمع، والآباء عند الحكماء تطلق على الأفلاك. وسيجيء في لفظ الأمّهات.
الأبّ
الأبُّ: العُشب والمرعى، من: أبَّ يؤبُّ أبّاً وأَبَاباً وأبابَةً: نشأ وطلع . وهي مادة قديمة جرى فيها تصرّفُ اللسان، فتجدها في صور متشابهة، مثلاً: أمَّ، و هَمَّ، و هَبَّ، و تَأهَّبَ . فأَبَّ صورة أخرى لهَبّ. ولذلك نظائر، مثلاً: هَزَّ و أزَّ، وأرَاقَ و هَرَاقَ ، قال الأعشى:
أخٌ قَدْ طَوَى كَشْحاً وَأبَّ لِيَذْهَبَا أي هَبَّ وهَمَّ.
وإنما سُمّي المرعى "أبّاً" لنشئه أولاً بعد المطر. ومنه: إبَّان النبات. لأول خروجه. ثم توسّع، فقيل: إبّان الشباب، لمناسبة ظاهرة؛ ثم إبّان كل شيء: أوّل وقته. يقال: كُلِ الفواكهَ فِي إبَّانِها .
وتوهّم الجوهري وغيره، فجعل الإبّان فِعَّالاً من مادة "أبن" ، ولا مناسبة بينهما، فإن أبَنَه بشيء: اتهمه به، من الأُبنَةِ: وهي العقدة في العود. وإنما هو فِعْلاَن من "أبَّ" لما يدلّ عليه المناسبة بينهما، ولما تجد هذه المادة بهذا المعنى في العبرانية -وهي أخت العربية-[. . .] (أب ب) [. . .] (أب): الخضرة والثمرة. [. . .] (أبيب): السنبلة الخضراء، وأول شهورهم -وهو الربيع- لظهور النبات فيه أولاً .
ومما ذكرنا تبيّن أن هذه المادّة مما عرفته العرب، وإنَّما قَلّ استعمالها في أشعارهم لخفّة مرادفاتها . ولكن إذا أريدَ استعمالُ كلمة جامعة وحســن موقعها لم تترك، بل تكون أحسن من غيرها .
الأب
قال السيوطي" (آب) قال بعضهم وهو الحشيش بلغة أهل الغرب حكاه شيدلة ".اهـ. ونقله عنه جفري وفسر لغة أهل الغرب بالبربرية. أقول وهذا من أعجب العجب ولا نعلم أن العرب كانت لهم علاقة بالبربر قبل الإسلام حتى تقتبس العربية من لغتهم ثم إن هذه الكلمة يبعد أن تكون بربرية لأنها لا تشبه الكلمات البربرية وإنما تشبه العربية والسريانية والعبرانية. وقال جفري أنه مأخوذ من (أبا) الآرامية ومعناه الخضرة.
وقال في لسان العرب:"الاب الكلأ وعبر بعضهم عنه بأنه المرعى، وقال الزجاج: الاب، جميع الكلأ الذي تعتلفه الماشية، وفي التنزيل العزيز {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} ,قال أبو حنيفة سمى الله تعالى المرعى كله أبا.قال الفراء الاب ما يأكله الأنعام، وقال مجاهد: الفاكهة ما أكله الناس، والاب ما أكلت الأنعام، فالاب من المرعى للدواب كالفاكهة للانسان. وقال الشاعر:
جذ منا قيس ونجد دارنا ... ولنا الاب به والمكرع
قال ثعلب: الاب كل ما أخرجت الأرض من النبات، وقال عطاء كل شئ ينبت على وجه الأرض فهو الاب وفي حديث أن عمر بن الخطاب "قرأ قوله عز وجل: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} وقال فما الاب؟ ثم قال ما كلفنا وما أمرنا بهذا".اهـ.
وقال ابن كثير عن ابن جرير بسنده إلي أنس قال قرأ عمر بن الخطاب {عَبَسَ وَتَوَلَّى} فلما أتى على هذه الآية: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} قال قد عرفناها الفاكهة فما الاب؟ فقال لعمرك
يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلّف" فهو إسناد صحيح رواه غير واحد عن أنس به. وهذا محمول على أنه أراد يعرف شكله وجنسه وعينه وإلا فهو وكل من قرأ هذه الآية يعلم أنه من نبات الأرض لقوله تعالى: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبّاً}

طلى

(طلى) المَاء طليا وطلاء طحلب وَالشَّيْء بِكَذَا دهنه بِمَا يستره وَاللَّيْل الْآفَاق وَغَيرهَا غشاها بظلمته وَفُلَانًا شَتمه والظبي ربطه بِرجلِهِ وحبسه

(طلى) فلَان غَنِي وَالشَّيْء بِكَذَا بَالغ فِي طلبه
[طلى] فيه: ما "أطلى" نبي قط، أي ما مال إلى هواه، وأصله من ميل الطلا وهي الأعناق جمع طلاة، من أطلى إذا مالت عنقه إلى أحد الشقين. وفي ح على: كان يرزقهم "الطلاء"، هو بالكسر والمد الشراب المطبوخ من عصير العنب وهو الرب، وأصله القطران الخاثر الذي تطلي به الإبل. ج: هو أن يطبخ حتى يذهب ثلثاه، ويسمى البعض الخمر طلاء. نه: ومنه ح: إن أول ما يكفأ الإسلام كما يكفأ الإناء في شراب يقال له "الطلاء"، وهو كحديث: سيشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يريد أنهم يشربون النبيذ المسكر المطبوخ ويسمونه طلاء تحرجا من أن يسموه خمرًا، وما في ح على فرب حلال لا خمر. وفيه: وإن له لحلاوة وإن عليه "لطلاوة"، أي رونقًا وحســنًا، وقد تفتح طاؤه. ط: من "أطلى" أو احتجم، من طليته بنورة أو غيره لطخته، واطليت افتعلت منه إذا فعلته بنفسك. ن: "فاطلى" فيه أناس، أي أزالوا شعرًا لعانة بالنورة، قوله: إن سعيدًا يكره هذا، أي إزالة الشعر في ذي الحجة لمريد التضحية.
طلى: طلى كلامه: زخرف كلامه وزينه (بوشر) طلى على: تملّق. تزلف (بوشر).
طلى على: خدع متعمداً (بوشر).
أطلى= طلى: دهن بالزيت (فوك) وذهّب (هلو).
أطلى ب: غسله وهو يفركه (بوشر).
أطلى: ربح في لعب القمار (الكالا).
انطلى: مطاوع طلى (فوك).
انطلى على بعضه: لاءم، شاكل، تلاءم، تطابق، تناسق، توافق (بوشر).
انطلى: في مصطلح الفن: تألف من أجزاء متناسقة (بوشر).
انطلى عليه الكذب: جاز عليه الكذب، انخدع بالكذب (بوشر).
شيء لا ينطلي: شيء ظاهر واضح، سهل كشفه (بوشر) وفي ألف ليلة (4: 698): ولكن مرادي أن تخبرني بالصحيح لان حيل الكذب غير نافعة ولا تنطلي في كل الأوقات وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: لا تصدق. وفي طبعة برسلاو (11: 109) لا ينطلي عليكم كلامه وما هذا إلا لص أي لا تنخدعوا بما تقول فما هو إلا لص وفي طبعة ماكن (4: 701). انطلق عليه الحيلة، وفي ترجمة لين: خدعته الحيلة.
وفي طبعة ماكن (1: 292): ربما تنطلق عليه الحيلة ولا بد أن تبدل تنطلق بكلمة تنطلي كما نجد في نفس الموضع من طبعة برسلاو (3: 194) غير إنه لا بد في هذه الطبعة أن تبدل كلمة الحجة بكلمة الحيلة.
طلى وطلية: تذهيب، ذهب التمويه (بوشر).
طلاَء: لزقة، لصقة، وتجمع على أطلية.
(فوك). وفي شكوري (ص224 ق): الاضمدة والاطلية. طلاّء: مذّهب، عامل التذهب، طالٍ بالذهب (بوشر) مُطْلىِ، وتجمع بالألف والتاء: مزيتة، جرّة، وعاء الزيت (فوك، الكالا) ومنها أخذت الكلمة البرتغالية almotolia التي تدل على نفس المعنى.
طلى
الط: الوَلَدُ الصغِيْرُ من كُل شَيْءٍ، حتّى قال العَجاج: طَلا الرَّمَادِ اسْتُرْئِمَ الطلي والأطْلاءُ جَمْعُه، وكذلك الطِّلْيَانُ. وهو يَتَطَلّى: يَفْعَلُ فِعْلَ الطلاَ. وأطْلَتِ الظبْيَةُ فهي مُطْلٍ: تَبِعَها طَلاها.
والطُلاَةُ: العُنُقُ، وكذلك الطلْيَةُ، والجميع طُلى وأطْلاء. ويقولونَ: مالَ النُّعَاسُ بطُلاهم. وأطْلَى الرَّجُلُ: مالَتْ عُنُقُه للمَوْتِ؛ فهو مُطْلٍ. والطُّلْيَةُ: الرأسُ.
والطلاءُ - مَمْدُوْد -: ضَرْبٌ من القَطِرَانِ. وكُلُّ شَيْءٍ طُلِيَ به. والطلِيةُ والطلْيَةُ: خِرْقَةٌ تُطْلَى بها الإبِلُ، ومَثَل: " هو أهْوَنُ عَلَي من طَلْيَةٍ ".
والطلْيَاءُ: الجَرْبَاءُ. والطلْيَةُ والطلْيَاءُ: خِرْقَةُ الحَيْضِ والهِنَاءِ. وطَلَيْتُ الشيْءَ: حَبَسْته، فهو مَطْلِي وطَلِي.
وكذلك الجَدْيُ إِذا رَبَطْتَه بخَيْطٍ، واسْمُ الخَيْطِ: الطلْيَةُ.
والطلِي: الحمَلُ الذي في السَّمَاءِ؛ في قَوْلِه: ومَجَر مُنْتَحَرِ الطَّلِي والطلْيَاءُ: قَرْحَة تكونُ في جَنْب الإنسانِ كالقُوباءِ. والمَلةُ من الخُبْزِ.
والطلَوَانُ والطلَيَانُ والطلْيَاءُ: الرِّيقُ الذي يَجِفًّ على الأسْنَانِ من جُوْعٍ، وهو الطُلاوَةُ أيضاً. وقد طَلِيَ رِيْقُه وفُوْه.
والطلا: الرجُلُ المَرِيْضُ، وهما طَلَيَانِ وأطْلاءٌ. وطَليْتُه: مَرَّضْته. وهو يَتَطَلى: أي يَتَضَرغُ. وقَضى فلان طَلاه: أي حاجَتَه.
والمِطْلَاءُ من الأرْضِ: المَسِيْلُ السَّهْلُ لَيْسَ بوَادٍ، وجَمْعُه مَطَالٍ. وعُوْدٌ مَطْلِي: لَيْسَ بمَقْشُوْرٍ. ولَيْل طالٍ: مُظْلِمٌ.
والطَلاءُ من الأشْرِبَةِ: ما طُبخَ حَتّى ذَهَبَ ثُلُثَاه.

رونق

[رونق] ش فيه: الكبير "الرونق" رونق السيف ماؤه وحســنه.
رونق
رَوْنَق [مفرد]: حُسْن وبهاء وإشراق (انظر: ر ن ق - رَوْنَق) "له رونق خاص" ° بدا عليه رونق النَّعيم: أثره- رونق الشَّباب: أوّله وطراوته، ماؤه ونضارته.
• رونق السَّيف: صفاؤه ولمعانه. 

انس

انس

1 أَنِسَ بِهِ, (Az, S, M, A, Msb, K,) and إِلَيْهِ, (A,) aor. ـَ (Msb, TA;) and أَنَسَ, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـِ (M, Msb, TA) and اَنُسَ; (M;) and أَنُسَ, aor. ـُ (M, Sgh, K;) inf. n. أَنَسٌ and أَنَسَةٌ, (S, K,) both of أَنِسَ, (S,) or إِنَسٌ, (Az, AHát, T, M, Msb,) also of أَنِسَ, (Az, AHát, Msb, TA,) but this is rare, (T, TA,) and أُنْسٌ, (T, S, M, A, K,) which is the more common, (T, TA,) and is of أَنَسَ, (S,) or أُنْسٌ has a different signification from إِنْسٌ the inf. n. of أَنِسَ, [see أُنْسٌ below,] (Az, AHát,) or it is a subst. from أَنِسَ بِهِ, (Msb,) and أُنْسَةٌ; (M;) [but this also is probably a subst.;] one says أُنْسٌ and أُنْسَةٌ, like as one says بُعْدٌ and بُعْدَة; (Ham p. 768;) He was, or became, sociable, companionable, conversable, inclined to company or converse, friendly, amicable, or familiar, with him, or by means of him, and to him: and [انس به] he was, or became, cheered, or gladdened, by his company or converse, or by his, or its, presence; or cheerful, gay, or gladsome: the inf. n. signifying the contr. of وَحْشَةٌ: (T, S, A, K:) or he was, or became, at ease, or tranquil, with him: (M:) or his heart was, or became, at ease, or tranquil, with him; without shrinking, or aversion: (Msb:) and بِهِ ↓ استأنس, (S, M, A, Msb,) and إِلَيْهِ, (A,) and بِهِ ↓ تأنّس, signify the same, (S, M, Msb,) i. e., the same as أَنِسَ (M, A, Msb, TA) and أَنَسَ (M, Msb) and أُنُسَ: (M:) أَنِسَ بِفُلَانٍ is likewise explained as signifying he delighted, or rejoiced, in such a one; he was happy, or pleased, with him: (IAar, TA:) [and ↓ آنسهُ, a form of frequent occurrence, inf. n. مُؤَانَسَةٌ, which occurs in this art. in the TA, also signifies he was, or became, sociable, &c., with him; like أَنِسَ بِهِ &c.: it is also said in the TA that أَنِسَ بِهِ and بِهِ ↓ آنَسَ are syn., meaning, app., like استأنس and تأنّس به, and that آنس in this case is therefore of the measure فَاعَلَ; but this admits of some doubt, as it is said immediately after آنسهُ as meaning the contr. of أَوْحَشَهُ:] and ↓ استأنس, (K, TA,) said of a wild animal, (TA,) signifies [he became familiar, or tame, or domesticated; or] his wildness (تَوَحُّشُهُ) departed: (K, TA:) you say إِذَا جَآءَ اللَّيْلُ اسْتَأْنَسَ كُلُّ وَحْشِىٍّ وَاسْتَوْحَشَ كُلُّ إِنْسِىٌ [When the night comes, every wild animal becomes familiar with his kind, and every human being becomes shy of his kind, i. e., of such thereof as he does not know, when meeting them in the dark]. (A, TA, Msb in art. وحش.) 2 اَنَّسَ أنّسهُ, inf. n. تَأْنِيسٌ, He rendered him familiar; or tame. (KL.) A2: See also 4, in three places.3 اَاْنَسَ see 1, in two places.4 آنسهُ, (M, K,) inf. n. إِينَاسٌ, (S,) He behaved in a sociable, friendly, or familiar, manner with him; [see 1, in two places;] he, or it, cheered him, or gladdened him, by his company or converse, or by his, or its, presence; he, or it, solaced, or consoled, him; contr. of أَوْحَشَهُ; (S, * K;) as also ↓ أنّسهُ, (K,) inf. n. تَأْنِيسٌ: (S, K:) or he, or it, rendered him easy, at ease, or tranquil; as also ↓ the latter verb, occurring in the following ex.: سَمَّاهَا بِالْمُؤْنِسَاتِ لِأَنَّهُنَّ يُؤَنِّسْنَهُ بِأَقْرَانِهِ فَيُؤَمِّنَّهُ أَوْيُحَسِّنَّ ظَنِّهُ [He has called them (referring to weapons) المؤنسات because they render him at ease with his adversaries, and secure, or cause him to have a good opinion of his safety, and thus, cheer him, or solace him, by their presence]. (M: [and the like is said in the A.]) A2: He perceived it; syn. of the inf. n. إِدْرَاكٌ. (TA.) b2: He saw him, or it, (S, M, A, * Msb, K,) and looked at him, or it; (M, TA;) as also ↓ أنّسهُ, inf. n. تَأْنِيسٌ; (K;) and ↓ استأنسهُ: (M:) or he saw it so that there was no doubt or uncertainty in it: or he saw it, meaning a thing by the sight or presence of which he was cheered, gladdened, solaced, or consoled; إِينَاسٌ signifying إِبْصَارُ مَا يُؤْنَسُ بِهِ: (Bd in xx. 9:) or he saw it, not having before known it, or been acquainted with it. (TA.) b2: He heard it; namely, a sound or voice. (S, K.) b3: He felt it; was sensible of it; (M, K, TA;) experienced it in himself; (TA;) namely, [for instance,] fright, or fear. (A, TA.) b4: He knew it: (S, M, Msb, K:) he was acquainted with it: (TA:) he had certain knowledge of it; was certain of it. (M, TA.) You say, آنَسْتُ مِنْهُ رُشْدًا (S, A, TA) I knew him to be characterized by رُشْد, (S, TA,) i. e., maturity of intel-lect, and rectitude of actions, and good management of affairs. (TA.) [See Kur iv. 5.] and it is said in a prov., بَعْدَ اطِّلَاعٍ إِينَاسٌ, i. e. After appearance [is knowledge, or certain knowledge]. (Fr, TA.) 5 تأنّس بِهِ: see 1.

A2: تأنّس البَازي The falcon looked, raising his head (M, A, K) and his eyes. (A.) b2: تأنّس لَهُ: see 10.10 استأنس, and استأنس بِهِ and إِلَيْهِ: see 1.

A2: استأنس signifies also He (a wild animal) became sensible of the presence or nearness of a human being. (S, K.) A3: He looked; as in the phrase اِذْهَبْ فَاسْتَأْنِسْ هَلْ تَرَى أَحَدًا [Go thou and look if thou see any one]: (Fr, TA:) he considered, or examined, endeavouring to obtain a clear knowledge of a thing; (K, TA;) and looked aside, or about, to ascertain if he could see any one: (TA:) he sought, or asked for, knowledge, or information; he inquired: (M, TA:) and hence, (Bd in xxiv. 27,) he asked permission. (Fr, Zj, K, TA, and Bd ubi suprà.) It is said in the Kur [xxiv. 27], لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّي تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا [Enter ye not houses other than your own houses] until ye inquire whether its inhabitants desire that ye should enter or not; [and salute:] (M:) or (which is essentially the same, M) until ye ask permission: (Fr, Zj, M, TA:) but Fr says that the sentence presents an inversion, and that the meaning is, until ye salute, and ask if ye shall enter or not: (TA:) I'Ab says that تَستأنسوا is a mistranscription; and he and Ubeí and Ibn-Mes'ood read تَسْتَأْذِنُوا, which signifies the same: (Az, TA:) [it is said that] استأنس also signifies he made a reiterated hemming, like a slight coughing; [as a man does to notify his nearness;] syn. تَنَحْنَحَ: and so some explain it in the text of the Kur quoted above. (TA.) b2: استأنس لَهُ He listened to, or endeavoured or sought to hear, him, or it; as also ↓ تأنّس. (A.) [See the Kur xxxiii. 53.]

A4: استأنسهُ: see 4.

أُنْسٌ Sociableness; companionableness; conversableness; inclination to company or converse; friendliness; amicableness; socialness; familiarity: cheerfulness; gayness; gladsomeness: contr. of وَحْشَةٌ: (T, S, A, K:) joy; gladness; happiness: (Har p. 652:) or ease, or tranquillity: (M:) or ease, or tranquillity, of heart, and freedom from shrinking, or from aversion: (Msb:) an inf. n. of 1, (S, M,) as are also ↓ أَنَسٌ and ↓ أَنَسَةٌ (S, K) and ↓ إِنْسٌ, (M,) but this is rare as signifying the contr. of وَحْشَةٌ: (T, TA:) or ↓ إِنْسٌ is the inf. n. of أَنِسَ بِهِ; but أُنُسٌ is not: (Az, AHát, Msb, TA:) this latter is a subst. from that verb [signifying as explained above]: (Msb:) or only signifying converse, and companionship, or familiarity, with women; (Az, AHát, TA;) or amatory conversation and conduct; or the talk of young men and young women: (Fr, TA:) [but of all the forms above, أُنْسٌ is that which is most commonly used, at least in post-classical works, as signifying the contr. of وَحْشَةٌ.] b2: [Also (assumed tropical:) Delight, as meaning a cause of delight, or thing that gives delight.] A poet says, يَا سَاكِنِى مَكَّةَ لَا زِلْتُمُ

أُنْسًا لَنَا إِنِّىَ لَمْ أَنْسَكُمْ مَا فِيكُمُ عَيْبٌ سِوَى قَوْلِكُمْ عِنْدَ اللِّقَا أَوْحَشَنَا أُنْسُكُمْ [O inhabitants of Mekkeh, may ye not cease to be a delight to us: verily I have not forgotten you: there is in you no fault beside your saying, at meeting, Your sociableness, or companiableness, &c., has made us feel lonely and sad; meaning, in your absence]. (TA in art. وحش.) [See أَوْحَشَ. But this signification, though allowable as tropical, is perhaps post-classical.] b3: اِبْنُ أُنْس: and فُلَانٌ ابْنُ أُنْسِ فُلَانٍ: and كَيْفَ ابْنُ أُنْسِكَ: and كَيْفَ تَرَى ابْنَ أُنْسِكَ: see إِنْسٌ.

إِنْسٌ: see أُنْسٌ, in two places.

A2: (tropical:) A chosen, select, particular, or special, friend or companion; (S, K;) as also اِبْنُ إِنْسٍ (S, K,) or ↓ اِبْنُ أُنْسٍ. (So in a copy of the A.) You say, هٰذَا إِنْسِى; (S;) and إِنْسُكَ, and ابْنُ إِنْسِكَ; (K;) (tropical:) This is my chosen, or particular, friend; (S;) and thy chosen, or particular, friend. (K.) And فُلَانٌ ابْنُ إِنْسِ فُلَانٍ (S,) or فلان ↓ ابن أُنْسِ (A,) (tropical:) Such a one is the chosen, or particular, friend of such a one. (S, A.) One also says, كَيْفَ ابْنُ إِنْسِكَ and ↓ أُنْسِكَ, (S, M,) or كَيْفَ تَرَي ابْنَ

إِنْسِكَ (Az, Fr, A) and ↓ أُنْسِكَ, (A,) meaning himself, (Az, Fr, S, S TA,) i. e., (assumed tropical:) How dost thou regard me in my companionship with thee? (S:) or the meaning is, (tropical:) how dost thou find thyself? (A:) or how is thyself? (M, TA.) A3: Mankind; (S, M, A, K;) the opposite of جِنٌّ; (Msb;) as also ↓ أَنَسٌ, (Akh, S, TA,) and ↓ إِنْسَانٌ; (A, K;) the last being a gen. n., (Msb,) but applied to the male (S, * Msb) and female, (S, Msb, K,) and sing. and pl.: (Msb:) one is [also] termed ↓ إِنْسِىٌّ and ↓ أَنَسِىٌّ; (S, K;) the former of which is a rel. n. from إِنْسٌ; (M;) [and the latter, from أَنَسٌ: the fem. of each is with ة:] the vulgar apply to a woman, instead of ↓ إِنْسَانٌ, [which is the more approved,] ↓ إِنْسَانَةٌ: (S, K:) this latter [accord. to some] should not be used: (S:) but it is correct, though rare: it is said in the K to occur in poetry, but supposed to be post-classical: it occurs, however, in classical poetry, and has been transmitted by several authors: (MF:) the pl. (of إِنْسٌ, M, TA) is آنَاسٌ; (M, K, TA;) and (of the same, K in art. نوس, or of ↓ إِنْسَانٌ, M) أُنَاسٌ, (M, K ubi suprà,) with which نَاسٌ is syn., (S, M, Msb, K,) being a contraction thereof; (Sb, S, M, Msb;) and (of ↓ إِنْسِىٌّ, S, M, or ↓ أَنَسِىٌّ, S, or of ↓ إِنْسَانٌ, Lh, S, M, Msb) أَنَاسِىٌّ, (Lh, S, M, Msb, K,) like as كَرَاسِىُّ is pl. of كُرْسِىٌّ, or like as سَرَاحينُ is pl. of سِرحَانٌ, but ى being substituted for ن, (M, TA,) after the same manner as they say أَرَانٍ for أَرَانِبُ; (Fr, TA;) and أَنَاسٍ, (Lh, M,) in the accus. case أَنَاسِىَ, as the word is read in the Kur xxv. 51, by Ks, (TA,) and by Yahyà Ibn-El-Hárith, (K, TA,) dropping the ى between the second and last radical letters, [for, with some others, it seems, they held the word to be derived from the root نسى,] (TA,) and أَنَاسِيَةٌ, (S, M, K,) in which the ة is a substitute for one of the two yás in أَنَاسِىُّ, a pl. of إِنْسَانٌ; or, accord. to Mbr, أَنَاسِيَةٌ is pl. of إِنْسِىٌّ, [in the TA, of إِنْسِيَّةٌ, which I regard as a mistranscription,] and is like زَنَادَقَةٌ for زَنَادِيقُ, and فَرَازِتَةٌ for فَرَازِينُ; (M, TA;) and you say also إِنْسَيُّونَ. (TA.) نَاسٌ is masc., as in the Kur ii. 19, &c.; and sometimes fem., as meaning A tribe, or a body of men, قَبِيلَةٌ, or طَائِفَةٌ; as in the phrase, mentioned by Th, جَآءَتَْكَ النَّاسُ, meaning, The tribe, or portion of people (قِطْعَة), came to thee. (M, TA.) ↓ بَنُوالإِنْسَانِ means The sons of Adam. (M.) And النَّاسُ النَّاسُ, an expression mentioned by Sb, means, Men in every place and in every state are men: a poet says, بِلَادٌ بَهَا كُنَّا وَكُنَّا نُحِبُّهَا

إِذِ النَّاسُ نَاسٌ وَالبِلَادُ بِلَادُ meaning [A country in which we were, and which we used to love,] since the men were ingenuous men, and the country was a fruitful country. (M.) The following trad., لَوْ أَطَاعَ اللّٰهُ النَّاسَ فِى النَّاسِ لَمْ يَكُنْ نَاسٌ If God complied with the prayer of men with respect to men there would be no men, is said to mean, that men love to have male children born to them, and not females, and if there were no females, or if the females were not, men would cease to be. (TA.) It is related that a party of the jinn, or genii, came to a company of men, and asked permission to go in to them, whereupon the latter said to them, Who are ye? and they answered, نَاسٌ مِنَ الجنِّ [A people of the jinn], making their answer to accord. with common usage; for it is customary for men, when it is said to them, Who are ye? to answer, نَاسٌ مِنْ بَنِى فُلَانٍ [Men of the sons of such a one]. (IJ, M, L: but in the L, for ناس, in both instances, we find أُنَاسٌ.) [See also نَاسٌ in art. نوس.] Respecting the derivation of ↓ إِنْسَانٌ, authors differ, though they agree that the final ن is augmentative: the Basrees say that it is from الإِنْسُ; (Msb;) and its measure is فِعْلَانٌ; (S, Msb;) but an addition, of ى, is made in its dim., [which is أُنَيْسِيَانٌ,] like as an addition is made in رُوَيْجِلٌ, the dim. of رَجُلٌ: (S:) [but it should be observed that رُوَيْجِلٌ is more probably the dim. of رَاجِلٌ:] some say that it is from إِينَاسٌ, signifying “perception,” or “sight,” and “knowledge,” and “sensation;” because man uses these faculties: (TA:) and Mohammad Ibn-'Arafeh El-Wásitee says that men are called إِنسِيُّونِ because they are seen (يُؤْنَسُونَ, i. e. يُرَوْنَ), and that the jinn are called جِنّ because they are [ordinarily] concealed (مُجْتَنُّونَ, i. e. مُتَوَارُونَ,) from the sight of men: (TA:) [it is said in the B, as cited in the TA, that the form أَنِسَان is also used for إِنْسَانٌ; as though it were a dual, meaning “a double associate,” i. e., an associate with the jinn and with his own kind; for it is added, أَنِسَ بِالآْجِنِّ وَأَنِسَ بِالآْخَلْقِ:] some derive the word from النَّوْسُ, signifying “motion:” (TA:) some (namely, the Koofees, Msb) say that it is originally إِنسِيَانٌ, (S, Msb, TA,) of the measure إِفْعِلَانٌ, (S, Msb,) from النِّسْيَانُ [“forgetfulness”], (Msb,) and contracted to make it more easy of pronunciation, because of its being so often used; (S;) but it is restored to its original in forming the dim., (S, Msb,) which is أُنَيْسِيَانٌ: (Msb, TA:) this form of the dim., they say, shows the original form of the word which is its source; (TA;) and they adduce as an indication of its derivation the saying of I'Ab, إِنَّمَا سُمِّيَ

إِنْسَانًا لِأَنَّهُ عُهِدَ إِلَيْهِ فَنَسِىَ [He (meaning the first man) was only named انسان because he was commanded and he forgot]: (S, TA:) [in like manner,] it is said that النَّاسُ is originally النَّاسِى; the former of these, accord. to one reading, and the latter accord. to another, occurs in the Kur ii. 195; the latter referring to Adam, and to the words of the Kur in xx. 114: (TA:) but Az holds that إِنْسِيَانٌ is of the measure فِعْلِيَانٌ, from الإِنْسُ, and similar to خِرْصِيَانٌ. (L, TA. *) أَنَسٌ i. q. أُنْسٌ, q. v. (S, K.) A2: Also i. q. إِنْسٌ, q. v. (Akh, S, TA.) b2: Also A numerous company of men; (K, * TA;) many men. (TA.) b3: A tribe (حَىُّ) staying, residing, dwelling, or abiding: (S, K:) the people of a place of alighting or abode: (M, TA: [but in the latter, in one place, said to be إِنْسٌ, with kesr; though a verse cited in both, as an ex., shows it to be أَنَسٌ:]) the inhabitants of a house: (AA, TA:) pl. (of the word in the first sense, of these three, TA, and in the second, M, TA) آنَاسٌ. (M, TA.) b4: One with whom a person is sociable. (Ham p. 136.) You say also, هُمْ أَنَسُ فُلَانٍ They are they with whom such a one is sociable (اَلَّذِينَ يَسْتَأْنِسُ إِلَيْهِمْ). (Lh, M.) And هُوَ أَنَسُ فُلَانٍ He is much accustomed to the serving of him. (Har p. 472.) أَنَسَةٌ i. q. أُنْسٌ, q. v. (S, K.) إِنْسِىُّ Of, or belonging to, mankind; human; [as also ↓ أَنَسِىٌّ, and ↓ إِنْسَانِىُّ;] a rel. n. from

إِنْسٌ. (M.) b2: A human being; a man; as also ↓ أَنَسِىٌّ, (S, K,) and ↓ إِنْسَانٌ. (S, A, Msb, K.) See إِنْسٌ, in two places. b3: [Domestic, as opposed to wild. Ex.] حُمُرٌ إِنْسِيَّةٌ Domestic asses; asses that are accustomed to the houses: commonly known as written with kesr to the أُنْسِيَّةٌ: but in the book of Aboo-Moosà is an indication of its being with damm to the ء [أَنَسِيَّةٌ]: and as some relate a trad. in which it occurs, أَنَسِيَّةٌ, which is said to be of no account. (TA.) b4: The left side (Az, S, M, Msb, K) of an animal, (Msb,) or of a beast and of a man, (M,) or of anything: (Az, S, K:) or the right side: (As, S:) [but the latter seems to be a mistake:] Az says that Lth has well explained this term and its contrary وَحْشِىٌّ, saying that the latter is the right side of every beast; and the former, the left side; agreeably with those of the first authority in sound learning; and [that] it is related of El-Mufaddal and As and AO, that all of them asserted the latter to be, of every animal except man, [the “far” side, or “off” side,] the side on which it is not milked nor mounted; and the former, [the near side,] the side on which the rider mounts and the milker milks: (TA in art. وحش:) [and the like is said, as a citation from Az, in the Msb in art. وحش: but after this, in my copy of the Msb, there seems to be an omission; for it is immediately added, “But Az says, This is not correct in my opinion:”] it is said that everything that is frightened declines to its right side; for the beast is approached to be mounted and milked on the left side, and, fearing thereat, runs away from the place of fear, which is the left side, to the place of safety, which is the right side: (S, * IAmb in Msb; both in art. وحش:) [accordingly,] Er-Rá'ee describes a beast as declining to the side termed الوحشى because frightened on the left side: (S and Msb in art. وحش:) and 'Antarah alludes to one's shrinking with the side so termed from the whip, [which he likens to a cat,] because the whip of the rider is in his right hand: (S in art. وحش:) but Abu-l-'Abbás says that people differ respecting these two terms when relating to a man: that, accord. to some, they mean the same in this case as in the cases of horses and other beasts of carriage, and of camels: but some say, that in the case of a man, the latter term means the part next the shoulder-blade; and the former, the part next the arm-pit. (TA in art. وحش.) Of every double member of a man, as the upper half of each arm, and the two fore arms, and the two feet, it means That [side] which is towards the man; and وحشىّ, that which turns away from him: (As, S:) or, of the foot, the former means that [side] which is towards the other foot; [i. e., the inner side;] and the latter, the contrary of the former. (TA in art. وحش.) Of a bow, (S, M, K,) or of a Persian bow, (TA in art. وحش,) That [side] which is towards thee; (S, K;) and وحشىّ, the back: (S and K in art. وحش:) or the former, that [side] which is next to the archer; and the latter, that which is next to the animal shot at: (M, TA:) or of a bow, whether Persian or not is not said, [the former means the side against which the arrow lies; and] the latter, the side against which the arrow does not lie. (TA in art. وحش.) أَنَسِىٌّ: see إِنْسٌ and إِنْسِىٌّ, each in two places.

إِنْسَانٌ and إنْسَانَةٌ: see إِنْسٌ, passim; and إِنْسِىٌّ. b2: إِنْسَانُ العَيْنِ (tropical:) The image that is seen [reflected] in the black of the eye; (S, K;) what is seen in the eye, like as is seen in a mirror, when a thing faces it: (Zj in his “Khalk el-Insán:”) or the pupil, or apple, (نَاظِر,) of the eye: (M:) or the black (حَدَقَة) of the eye: (Msb:) pl. أَنَاسِىُّ, (S, Msb, K,) but not أُنَاسٌ. (S.) إِنْسَانِىٌّ: see إِنْسِىٌّ, first signification.

إِنْسَانِيَّةٌ Human nature; humanity; as also نَاسُوتٌ, which is probably post-classical, opposed to لَاهُوتٌ, q. v., in art. ليه.]

أَنُوسٌ A tame, or gentle, dog; contr. of عَقُورٌ: pl. أُنُسٌ. (M, A, K.) b2: See also آنِسَةٌ.

أَنِيسٌ i. q. ↓ مُؤَانِسٌ [generally used as an epithet in which the quality of a subst. is predominant, meaning, A sociable, companionable, conversable, friendly, or familiar, person; a cheerful companion]: (S, K:) one with whom one is sociable, companionable, conversable, friendly, familiar, or cheerful: (K:) a person, (A,) or anything, (S,) by whose company, or converse, or presence, one is cheered, gladdened, solaced, or consoled. (S, A.) You say, مَا بِالدَّارِ أنِيسْ (or, as in some copies of the K, مِنْ أَنِيسٍ,) There is not in the house any one by whose company, or converse, or presence, one is cheered, gladdened, solaced, or consoled: (A:) or there is not in the house any one. (S, M, K.) [See also آنِسَةٌ.] b2: الأَنِيسُ (assumed tropical:) The domestic cock; (AA, K;) also called الشُّقَرُ. (TA.) b3: الأَنِيسَةُ (tropical:) The fire; (IAar, A, K;) as also ↓ مَأْنُوسَةُ, [imperfectly decl., being a proper name and of the fem. gender,] (M,) and ↓ المَأْنُوسَةُ, (M, K,) of which [says ISd] I know no verb: (M:) because, when a man sees it in the night, he becomes cheerful and tranquil thereat, even if it be in a desert land. (TA.) You say, بَاتَتِ الأَنِيسَةُ

أَنِيسَتَهُ (tropical:) [The fire was during night his cheerful companion, or his cheerer by its presence]. (A, TA.) آنَسُ [More, and most, sociable, &c.]. Hence, آنَسُ مِنَ الحُمَّى (assumed tropical:) [A closer companion than fever]: a saying of the Arabs, meaning, that fever scarcely ever quits the patient; as though it were sociable with him. (M, TA.) جَارِيَةٌ آنِسَةٌ A girl of cheerful mind, (Lth, A, K, TA,) whose nearness, and conversation, or discourse, thou lovest, (Lth, TA,) or whose conversation, or discourse, and nearness, are loved: (A:) or a girl of pleasant conversation or discourse; as also ↓ أَنُوسٌ: (M:) and آنِسَةُ الحَدِيثِ who becomes sociable, companionable, conversable, friendly, familiar, or cheerful, by means of thy conversation or discourse: it does not mean who cheers thee [by conversation or discourse]: (S:) pl. أَوَانِسُ (Lth, A, TA) and آنِسَاتٌ: (Lth, TA:) and the pl. of أَنُوسٌ is أُنُسٌ. (M, TA.) [See also أَنِيسٌ.]

مَأْنَسٌ [app. i. q. مَكَانٌ مَأْنُوسٌ, q. v.] (A.) مُؤْنِس (assumed tropical:) A name which the Arabs, (S, M,) and the ancients, (M,) used to give to Thursday; (S, M;) because on that day they used to incline to places of pleasure; and 'Alee is related to have said that God created Paradise on Thursday, and named it thus. (M, TA.) b2: المُؤْنِسَاتُ (tropical:) Weapons: (M, A:) or all weapons: (K:) or the spear and the مِغْفَر and the تِجْغَاف and the تَسْبِغَة and the تُرْس (Fr, K) and the sword and the helmet: (IKtt, TA:) so called because they render their possessor at ease with his adversaries, and secure, or cause him to have a good opinion [of his safety, and thus, cheer him, or solace him, by their presence: see 4]. (M, A. *) b3: See also بَابُونَجٌ.

مَكَانٌ مَأْنُوسٌ, (M,) and مَحَلٌّ مَأْنُوسٌ, (A,) [A place, and] a place of alighting or abode, in which is أُنْس [i. e. sociableness, &c.]: (A:) مأنوس is a kind of possessive noun, because they did not say أَنَسْتُ المَكَانَ, nor أَنِسْتُهُ. (M, L.) b2: مَأْنُوسَةُ and المَأْنُوسَةُ: see أَنِيسٌ.

مُؤَانِسٌ: see أَنِيسٌ.

المُتَأَنِّسُ (assumed tropical:) The lion; (TS, K;) as also ↓ المُسْتَأْنِسُ: (TS, TA:) or he that is sensible of the prey from afar, (K, TA,) and examines and looks about for it. (TA.) المُسْتَأْنِسُ: see what next precedes.
[انس] في حديث إسماعيل: كأنه "انس" شيئاً أي أبصر ورأى شيئاً لم يعهده. ج: كأنه رأى أثر أبيه وبركة قدومه. نه: "أنست" منه كذا أي علمته، واستأنست أس استعلمت. ومنه: كان إذا دخل داره "استأنس" أي استعلم وتبصر قبل الدخول. ومنه: ألم تر الجن وإبلاسها ويأسها بعد "إيناسها" أي يئست مما كانت تعرفه وتدركه من استراق السمع ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم. وحتى "يؤنس" منه الرشد أي يعلم منه كمال العقل وسداد الفعل وحســن التصرف. غ: سمي "الإنس" به لأنهم يؤنسون أي يرون. وح: "تستأنسوا" تنتظروا هل هنا أحد يأذن لكم، أو تستأذنوا. و"استأنس" الظبي تبصر هل يرى قانصاً فيحذره. ك: كل "أناس" بضم همزة وهي تحب "الإنس" بكسر همزة وضمها. و"استأنس" يا رسول الله أي استأنس الجلوس والمحادثة وأتوقع عوده إلى الرضا ويتم في "عدلت". وأنا قائم "استأنس" أي أتبصر هل يعود النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرضا، وأقول ما أطيب به وقته. ش: "أنس" بالعفو من الإيناس والتأنيس وهما بمعنى خلاف الإيحاش. ن: لحوم الحمر "الإنسية" من إضافة الموصوف وكسر همزته وسكون نونه أشهر من فتحهما نسبة إلى الإنس لاختلاطها بالناس بخلاف الحمر الوحش. نه: بالكسر نسبة إلى الإنس بني آدم، وقيل بالضم نسبة إلى الأنس ضد الوحشة، وبفتحتين نسبة إلى الأنس مصدر آنست به. وفيه: لو أطاع الله "الناس" في "الناس" لم يكن "ناس"، قيل يعني أنهم يحبون الأبناء دون البنات، ولو لم تكن ذهب الناس. "أطاع" استجاب دعاءهم. وفي ح ابن صياد: قال صلى الله عليه وسلم انطلقوا بنا إلى "أنيسيان" قد رابنا شأنه، هو تصغير إنسان شذوذاً.

اكدر

(اكدر) اللَّوْن كدر
[اكدر] فيه: أهدى "أكيدر" دومة هو ابن عبد الملك الكندي النصراني ملك دومة، قيل: أسلم حين قدم المدينة وعاد إلى دومة وارتد بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وقتله خالد. ط: أكيدر دومة بضم دال وفتحها قلعة، وأسلم اكيدر وحســن إسلامه.

أترنج

[أترنج] ك- وفيه: مثل "الأترنجة" والمعروف الأترجه وهي بضم همزة وراء، وحكى: ترنجه، وهي أفضل الثمار لكبر جرمها، وحســن منظرها، وطيب طعمها، ولين ملمسها، ولونها تسر الناظرين، وأكلها يفيد بعد اللذة طيب نكهة، ودباغ معدة، وقوة هضم، وقشرها حار يابس، ولحمها حار يابس، ولحمها حار رطب، وحماضها بارد يابس، وبزرها حار مجفف؛ وفيها منافع تعرف في الطب.

الصَّبْر

الصَّبْر: حبس النَّفس عَن مُتَابعَة الْهوى.
(الصَّبْر) التجلد وَحســن الِاحْتِمَال وَعَن المحبوب حبس النَّفس عَنهُ وعَلى الْمَكْرُوه احْتِمَاله دون جزع وَقَالُوا قَتله صبرا حَبسه حَتَّى مَاتَ وَشهر الصَّبْر شهر الصَّوْم لما فِيهِ من حبس النَّفس عَن الشَّهَوَات

(الصَّبْر) من الشَّيْء أَعْلَاهُ وناحيته (ج) أصبار وَيُقَال مَلأ الكأس إِلَى أصبارها إِلَى رَأسهَا وَأخذ الشَّيْء بأصباره تَاما بأجمعه

(الصَّبْر) عصارة شجر مر واحدته صبرَة (ج) صبور
الصَّبْر: بِالْفَتْح ترك الشكوى من ألم الْبلوى لغير الله تَعَالَى لَا إِلَيْهِ تَعَالَى بل لَا بُد للْعَبد إِظْهَار ألمه وعجزه ودعائه تَعَالَى فِي كشف الضّر عَنهُ لِئَلَّا يكون كالمقاومة مَعَ الله تَعَالَى وَدَعوى التَّحَمُّل لمشاقه أَلا ترى أَن أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام شكا إِلَى الله تَعَالَى وَدعَاهُ فِي دفع الضّر عَنهُ بقوله {أَنِّي مسني الضّر وَأَنت أرْحم الرَّاحِمِينَ} - وَمَعَ هَذَا أثنى الله تَعَالَى عَلَيْهِ عَلَيْهِ السَّلَام بِالصبرِ بقوله تَعَالَى {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا} فَعلم من هَا هُنَا أَن شكاية العَبْد إِلَيْهِ تَعَالَى وَالدُّعَاء فِي كشف الضّر عَنهُ لَا يقْدَح فِي صبره.
حُكيَ أَن امْرَأَة من أهل الْبَادِيَة نظرت فِي الْمرْآة وَكَانَت حَسَنَة الصُّورَة وَكَانَ زَوجهَا ردي الصُّورَة جدا فَقَالَت لَهُ والمرآة فِي يَدهَا إِنِّي لأرجو أَن ندخل الْجنَّة أَنا وَأَنت فَقَالَ وَكَيف ذَلِك فَقَالَت أما أَنا فلأني ابْتليت بك فَصَبَرت وَأما أَنْت فَلِأَن الله أنعم بِي عَلَيْك فَشَكَرت والصابر والشاكر فِي الْجنَّة تَعَالَى.
وَاعْلَم أَن الصَّبْر مر لَا حُلْو. نعم إِنَّه على صُورَة الصَّبْر بِالْكَسْرِ.

أيَا

أيَا: أو أيا بعد: ما هذا! (الكالا).
إيّا: تستعمل في كتب المتأخرين بدل اسم في حالة الرفع أنت، ففي كيسج، مختار 78 مثلاً: ولا لنا أمير سواك، ولا مقدم إلا إياك أي إلا أنت. وفي ألف ليلة (1: 99): فتقاتلا هي وإياه، أي هي وهو.
أيَا: حَرْفٌ لِنِداءِ البَعيدِ لا القَريبِ، ووَهِمَ الجوهريُّ، وتُبْدَلُ هَمْزَتُه هاءً.
وايَّا، بالكسر والفتح: اسْمٌ مُبْهَمٌ تَتَّصِلُ به جَميعُ المُضْمَراتِ المُتَّصِلَةِ التي للنَّصْبِ:
إيَّاكَ وإيَّاهُ وإيَّايَ، وتُبْدَلُ هَمْزَتُه هاءً، وتارَةً واواً، تقولُ ويَّاكَ.
الخَلِيلُ: إيَّا: اسمٌ مُضْمَرٌ مُضافٌ إلى الكافِ.
الأخْفَشُ: اسمٌ مُضْمَرٌ مُفْرَدٌ، يَتَغَيَّرُ آخِرُهُ كما تَتَغَيَّر أواخِرُ المُضْمَراتِ لاِخْتِلافِ أعْدادِ المُضْمَرِينَ.
وإيَا الشمسِ، بالكسر والقَصْرِ وبالفَتْحِ والمَدِّ،
وإياتُها، بالكسر والفتحِ: نورُها وحُسْــنُها، وكذا من النَّباتِ.
وأيَّايَا ويَايَا ويَايَهْ: زَجْرٌ للإِبِلِ، وقد أيَّا بها.

الحسن

الحسن: عبارة عن كل مبهج مرغوب فيه وهو ثلاثة: مستحسن من جهل العقل، ومستحسن من جهة الهوى، ومستحسن من جهة الحس. وقيل الحسن كون الشيء ملائما للطبع كالفرح، وكون الشيء صفة كمال كالعلم وكون الشيء يتعلق به المدح كالعبادة، والحسن لمعنى في نفسه عبارة عما اتصف بالحسن لمعنى ثبت في ذاته كالإيمان بالله وصفاته. والحسن لمعنى في غيره ما اتصف بالحسن لمعنى ثبت في غيره كالجهاد فإنه لا يحسن لذاته لأنه تخريب بلاد الله وتعذيب عباده وإنما حسن لما فيه من إعلاء كلمة الله وإهلاك أعدائه. والحسنة يعبر بها عن كل ما يسر من نعمة تنال الإنسان في نفسه وبدنه والسيئة ضدها، والفرق بين الحسنة والحسن والحسنى أن الحسن يقال في الأعيان والأحداث، وكذا الحسنة إذا كانت وصفا، والحسنى لا تقال إلا في الأحداث دون الأعيان، والحسن أكثر ما يقال في تعارف العامة في المستحسن بالبصر وأكثر ما جاء في القرآن من الحسن، فللمستحسن من جهة البصيرة.
الحسن:
[في الانكليزية] Beautiful ،good
[ في الفرنسية] Beau ،bon ،joli
بفتحتين نعت من الحسن، فمعانيه كمعانيه. وأمّا المحدّثون فقد اختلفوا في تفسيره. فقال الخطّابي الحسن ما عرف مخرجه واشتهر رجاله أي الموضع الذي يخرج منه الحديث، وهو كونه شاميا أو عربيا أو عراقيا أو مكيا أو كوفيا أو نحو ذلك، وكان الحديث من رواية راو قد اشتهر برواية أهل بلده كقتادة في البصريين فإنّ حديث البصريين إذا جاء عن قتادة كان مخرجه معروفا بخلافه عن غيرهم، وذلك كناية عن الاتصال إذ المرسل والمنقطع والمعضل لعدم ظهور رجالها لا يعلم مخرج الحديث منها. والمراد بالشهرة الشهرة بالعدالة والضبط. قال ابن دقيق العيد ليس في عبارة الخطّابي كثير تلخيص. وأيضا فالصحيح ما عرف مخرجه فيدخل الصحيح في حدّ الحسن. قيل المراد شهرة رجاله بالعدالة والضبط المنحط عن الصحيح. وقال ابن الجوزي الحسن ما فيه ضعف قريب محتمل.
واعترض ابن دقيق العيد على هذا الحدّ أيضا بأنه ليس مضبوطا يتميز به القدر المحتمل عن غيره، وإذا اضطرب هذا الوصف لم يحصل التعريف المميّز عن الحقيقة. وقال الترمذي الحسن الحديث الذي يروى من غير وجه نحوه ولا يكون في إسناده راو متّهم بالكذب ولا يكون شاذّا، وهو يشتمل ما إذا كان بعض رواته مسيء الحفظ ممن وصف بالغلط والخطأ غير الفاحش، أو مستورا لم ينقل فيه جرح ولا تعديل، وكذا إذا نقل فيه ولم يترجّح أحدهما على الآخر، أو مدلّسا بالعنفة لعدم منافاتها نفي اشتراط الكذب، وأيضا يشتمل الصحيح فإنّ أكثره كذلك. وأيضا يرد على قوله ويروى من غير وجه نحوه الغريب الحسن، فإنّه لم يرو من وجه آخر. قيل أراد الترمذي بقوله غير متهم أنه بلغ في العدالة إلى غاية لا يتهم فيها بكذب بخلاف الصحيح فإنّه لا يكفي فيه ذلك، بل لا بدّ من الضبط. وأراد بقوله ويروى من غيره وجه نحوه أنّه لا يكون منكرا يخالف رواية الثقات فلذلك قال ونحوه، ولم يقل ويروى هو أو مثله. ولذلك يقول في أحاديث كثيرة حسن غريب. وقيل إنّ الترمذي يقول في بعض الأحاديث حسن، وفي بعضها صحيح، وفي بعضها غريب، وفي بعضها حسن صحيح، وفي بعضها حسن غريب، وفي بعضها صحيح غريب، وفي بعضها حسن صحيح غريب.
وتعريفه هذا إنّما وقع على الأول فقط. وقيل في خلاصة الخلاصة الحسن على الأصح حديث رواه القريب من الثقة بسند متّصل إلى المنتهى، أو رواه ثقة بسند غير متّصل، وكلاهما مروي بغير هذا السّند وسالم عن الشذوذ والعلّة، فخرج الصحيح من النوع الأول بالقرب من الثقة، ومن النوع الثاني بعدم الاتصال، إذ يشترط في الصحيح ثبوت الوثوق واتصال الإسناد، وخرج الضعيف منهما بقوله وكلاهما مروي الخ فإنّ تكثّر الرواة يخرجه من الضعف إلى الحسن. وأما التقييد بالاتصال في الأول وبالوثوق في الثاني فلإخراج ما لم يتصل عن الأول وما لم يكن مرويا من الثقة عن الثاني وإن كانا مرويين من غير وجه، فإنّ كثرة الرواة لم تخرج غير المتّصل المروي عن غير الثقة عن الضعيف إذا لم ينجبر بمجردها ضعفه، وخرج الشّاذ والعليل بما خرج من الصحيح. وما يرد على التعريف شيء إلّا الحسن الفرد. والحسن حجّة كالصحيح ولكن دونه لأنّ شرائط الصحيح معتبرة فيه، إلّا أنّ العدالة في الصحيح يجب أن تكون ظاهرة والإتقان بإسناده كاملا، وليس ذلك شرطا في الحسن. وأما إذا روي من وجه آخر فيلحق في القوة إلى الصحيح لاعتضاده بالجهتين بخلاف الضعيف فإنه لم يكن حجة ولم ينجبر بتعدّد الطرق ضعفه لكذب راويه أو فسقه انتهى.
وفي شرح النخبة وشرحه خبر الواحد بنقل عدل خفيف الضبط متّصل السّند غير معلّل ولا شاذا هو الحسن لذاته أي لا بشيء خارج والحسن بشيء خارج ويسمّى بالحسن لغيره هو الذي يكون حسنه بسبب الاعتضاد نحو حديث الراوي المستور إذا تعدّدت طرقه، وكذا كلّ ما كان ضعفه بسوء حفظ راويه كعاصم بن عبد الله العدوي فإنه مع صدقه كان مسيء الحفظ كثير الوهم فاحش الخطأ بحيث ضعفه الأئمة، فإذا توبع ارتقى حديثه إلى الحسن. والمراد بخفيف الضبط في تعريف الحسن لذاته أن يكون الراوي متأخرا عن درجة الحافظ الضابط تأخرا يسيرا غير فاحش، لم يبلغ إلى مرتبة الراوي الضعيف الفاحش الخطأ. وفوائد القيود تعلم في لفظ الصحة. والحسن لذاته مشارك للصحيح في الاحتجاج به ولذا أدرجه طائفة منهم في الصحيح وإن كان دونه في القوة انتهى. وظاهر هذا يدلّ على أنّ إطلاق الحسن على الحسن لذاته والحسن لا لذاته بطريق الاشتراك اللفظي.
فائدة:
لو قيل هذا حديث حسن الإسناد أو صحيحه فهو دون قولهم حديث صحيح أو حديث حسن لأنه قد يصحّ ويحسن الإسناد لاتصاله وثقة رواته وضبطهم دون المتن، لشذوذ أو علّة، وأمّا قولهم حسن صحيح فللتردد الحاصل من المجتهد في الناقل أي حسن عند قوم باعتبار وصفه صحيح عند قوم باعتبار وضعه. فهذا دون ما قيل فيه صحيح فقط لعدم التردد هناك. وهذا حيث يحصل من الناقل التفرّد بتلك الرواية بأن لا يكون الحديث ذا سندين، وإن لم يحصل التفرّد فباعتبار إسنادين أحدهما صحيح والآخر حسن، فهو فوق ما قيل فيه صحيح فقط، إذا كان فردا لأنّ كثرة الطرق تقوي.
الحسن:
[في الانكليزية] Beauty ،goodness
[ في الفرنسية] Beaute ،bonte
بالضم وسكون السين يطلق في عرف العلماء على ثلاثة معان لا أزيد، وكذا ضد الحسن وهو القبح.
الأول كون الشيء ملائما للطبع وضده القبح، بمعنى كونه منافرا له. فما كان ملائما للطبع حسن كالحلو، وما كان منافرا له قبيح كالمرّ، وما ليس شيئا منهما فليس بحسن ولا قبيح كأفعال الله تعالى لتنزهه عن الغرض.
وفسّرهما البعض بموافقة الغرض ومخالفته، فما وافق الغرض حسن وما خالفه قبيح، وما ليس كذلك فليس حسنا ولا قبيحا. وقد يعبّر عنهما باشتماله على المصلحة والمفسدة فما فيه مصلحة حسن وما فيه مفسدة قبيح، وما ليس كذلك فليس حسنا ولا قبيحا، ومآل العبارات الثلاث واحد. فإنّ الموافق للغرض فيه مصلحة لصاحبه وملائم لطبعه لميله إليه بسبب اعتقاد النفع، والمخالف له مفسدة له غير ملائم لطبعه. وليس المراد بالطبع المزاج حتى يرد أنّ الموافق للغرض قد يكون منافرا للطبع كالدواء الكريه للمريض، بل الطبيعة الإنسانية الجالبة للمنافع والدافعة للمضار.
والثاني كون الشيء صفة كمال وضدّه القبح، وهو كونه صفة نقصان. فما يكون صفة كمال كالعلم حسن، وما يكون صفة نقصان كالجهل قبيح. وبالنظر إلى هذا فسّره الصوفية بجمعية الكمالات في ذات واحدة، وهذا لا يكون إلّا قي ذات الحق سبحانه، كما وقع في بعض الرسائل.
والثالث كون الشيء متعلّق المدح وضده القبح بمعنى كونه متعلق الذمّ. فما تعلّق به المدح يسمّى حسنا، وما تعلّق به الذم يسمّى قبيحا، وما لا يتعلّق به شيء منهما فهو خارج عنهما، وهذا يشتمل أفعال الله تعالى أيضا. ولو أريد تخصيصه بأفعال العباد، قيل الحسن كون الشيء متعلّق المدح عاجلا والثواب آجلا أي في الآخرة، والقبح كونه متعلّق الذمّ عاجلا والعقاب آجلا. فالطاعة حسنة والمعصية قبيحة والمباح والمكروه وأفعال بعض غير المكلفين مثل المجنون والبهائم واسطة بينهما. وأما فعل الصبي فقد يكون حسنا كالواجب والمندوب وقد يكون واسطة. هذا وكذا الحاصل عند من فسّر الحسن بما أمر به والقبح بما نهي عنه، فإنّه أيضا مختصّ بأفعال العباد راجع إلى الأول لأنّ هذا تفسير الأشعري الذاهب إلى كون الحسن والقبح شرعيين، إلّا أن الحسن على هذا هو الواجب والمندوب، والقبح هو الحرام. وأما المباح والمكروه وفعل غير المكلف كالصبيان والمجانين والبهائم فواسطة بينهما إذ لا أمر ولا نهي هناك. وقال صدر الشريعة الأمر أعمّ من أن يكون للإيجاب أو للإباحة أو للندب فالمباح حسن. وفيه أنّ المباح ليس بمأمور به عنده فكيف يدخل في الحسن؟ وقيل الحسن ما لا حرج في فعله والقبيح ما فيه حرج. فعلى هذا المباح وفعل غير المكلف حسن إذ لا حرج في الفعل، والقبيح هو الحرام لا غير. وأما المكروه فلا حرج في فعله، فينبغي أن يكون حسنا، اللهمّ إلّا أن يقال عدم لحوق المدح الذي في الترك حرج في الفعل فيكون قبيحا.
والحرج إن فسّر باستحقاق الذمّ يكون هذا التفسير راجعا إلى الأول، إلّا أنه لا تتصور الواسطة بينهما حينئذ وإن فسّر باستحقاق الذم شرعا يكون راجعا إلى تفسير الأشعري، إلا انه لا تتصور الواسطة حينئذ أيضا، ويكون فعل الله تعالى حسنا بعد ورود الشرع وقبله إذا لا حرج فيه مطلقا وأمّا على تفسير من قال الحسن ما أمر الشارع بالثناء على فاعله، والقبيح ما أمر بذمّ فاعله، فإنّما يكون حسنا بعد ورود الشرع لأنه تعالى أمر بالثناء على فاعله لا قبله، إذ لا أمر حينئذ، اللهم إلّا أن يقال الأمر قديم ورد أو لم يرد. وهذا التفسير راجع إلى تفسير الأشعري أيضا كما لا يخفى.
اعلم أنّ فعل العبد قبل ورود الشرع حسن بمعنى ما لا حرج فيه وواسطة بينهما على تفسير الأشعري، وهذا التفسير الأخير. وأما بعد ورود الشرع فهو إمّا حسن أو قبيح أو واسطة على جميع التفاسير. وبعض المعتزلة عرّف الحسن بما يمدح على فعله شرعا أو عقلا، والقبيح بما يذمّ عليه فاعله. ولا شكّ أنه مساو للتعريف الأول إلّا أن يبنى التعريف الأول على مذهب الأشعري. وبعضهم عرّف الحسن بما يكون للقادر العالم بحاله أن يفعله، والقبيح بما ليس للقادر العالم بحاله أن يفعله. القادر احتراز عن فعل العاجز والمضطرّ فإنّه لا يوصف بحسن ولا قبيح. وقيد العالم ليخرج عند فعل المجنون والمحرّمات الصادرة عمّن لم يبلغه دعوة نبي، أو عمّن هو قريب العهد بالإسلام. والمراد بقوله أن يفعله أن يكون الإقدام عليه ملائما للعقل، وقس عليه القبيح. فالحسن على هذا يشتمل الواجب والمندوب والمباح، والقبيح يشتمل الحرام والمكروه، وهو أيضا راجع إلى الأول. وبالجملة فمرجع الجميع إلى أمر واحد وهو أنّ القبيح ما يتعلّق به الذمّ والحسن ما ليس كذلك، أو ما يتعلّق به المدح فتدبّر ولا تكن ممّن يتوهّم من اختلاف العبارات اختلاف المعبرات من أنّ المعاني للحسن والقبيح أزيد من الثلاثة.
اعلم أنّ الحسن والقبح بالمعنيين الأولين يثبتان بالعقل اتفاقا من الأشاعرة والمعتزلة.
وأما بالمعنى الثالث فقد اختلفوا فيه. وحاصل الاختلاف أنّ الأشعرية وبعض الحنفية يقولون إنّ ما أمر به فحسن وما نهي عنه فقبيح.
فالحسن والقبح من آثار الأمر والنهي.
وبالضرورة لا يمكن إدراكه قبل الشرع أصلا.
وغيرهم يقولون إنه حسن فأمر به وقبيح فنهي عنه. فالحسن والقبيح ثابتان للمأمور به والمنهي عنه في أنفسهما قبل ورود الشرع، والأمر والنهي يدلّان عليه دلالة المقتضى على المقتضي. ثم المعتزلة يقولون إنّ جميع المأمورات بها حسنة والمنهيات عنها قبيحة في أنفسها، والعقل يحكم بالحسن والقبح إجمالا، وقد يطّلع على تفصيل ذلك إمّا بالضرورة أو بالنظر وقد لا يطلع. وكثير من الحنفية يقولون بالتفصيل. فبعض المأمورات والمنهيات حسنها وقبحها في أنفسها، وبعضها بالأمر والنهي. هذا هو المذكور في أكثر الكتب. وفي الكشف نقلا عن القواطع أنّ أكثر الحنفية والمعتزلة متفقون على القول بالتفصيل. هذا كله خلاصة ما في شرح المواقف والعضدي وحواشيه والتلويح وحاشيته للمولوي عبد الحكيم.
فائدة:

قال المعتزلة: ما تدرك جهة حسنه أو قبحه بالعقل من الأفعال الغير الاضطرارية ينقسم إلى الأقسام الخمسة، لأنه إن اشتمل تركه على مفسدة فواجب، وإن اشتمل فعله على مفسدة فحرام، وإلّا فإن اشتمل فعله على مصلحة فمندوب، وإن اشتمل تركه على مصلحة فمكروه، وإلّا أي وإن لم يشتمل شيء من طرفيه على مفسدة ولا مصلحة فمباح. وأمّا ما لا تدرك جهة حسنه أو قبحه بالعقل فلا يحكم فيه قبل ورود الشرع بحكم خاص تفصيلي في فعل فعل. وأما على سبيل الإجمال في جميع تلك الأفعال فقيل بالحظر أي الحرمة والإباحة والتوقف. وبالجملة فإذا لوحظت خصوصيات تلك الأفعال لم يحكم فيها بحكم خاص. وأما إذا لوحظت بهذا العنوان أي بكونها مما لا يدرك العقل جهة حسنها وقبحها فيحكم فيها بالاختلاف المذكور. وهذا الحكم كالحكم بأنّ كلّ مؤمن في الجنة وكلّ كافر في النار مع التوقّف في المعيّن منهما، فاندفع ما قيل عدم إدراك الجهة يقتضي التوقف، فكيف قيل بالحظر والإباحة؟ وأما الأشاعرة فلمّا حكموا بأنّ الحاكم بالحسن والقبح هو الشرع لا العقل فلا تثبت الأحكام الخمسة المذكورة عندهم للأفعال قبل ورود الشرع، كذا في شرح المواقف.
فائدة:

المأمور به في صفة الحسن نوعان: حسن لمعنى في نفسه ويسمّى حسنا لعينه أيضا، وحســن في غيره ويسمّى حسنا لغيره. ومن الحسن لغيره نوع يسمّى بالجامع وهو ما يكون حسنا لحسن في شرطه بعد ما كان حسنا لمعنى في نفسه أو لغيره، وهي القدرة التي بها يتمكّن العبد من أداء ما لزمه، فإنّ وجوب أداء العبادة يتوقّف على القدرة كتوقف وجوب السعي على وجوب الجمعة، فصار حسنا لغيره مع كونه حسنا لذاته. وإن شئت التوضيح فارجع إلى التلويح والتوضيح.

الحمد

الحمد: اللغوي: الوصف بفضيلة على فضيلة على جهة التعظيم باللسان فقط.
الحمد:
[في الانكليزية] Praise ،thanking
[ في الفرنسية] Reconnaissance ،louange ،remerciement
بالفتح وسكون الميم في اللغة هو الوصف بالجميل على الجميل الاختياري على قصد التعظيم، ونقيضه الذمّ. وهذا أولى مما قيل هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل، لأنّ الحمد لا يتحقّق إلّا بعد أمور ثلاثة:
الوصف بالجميل وهو المحمود به، وكونه على الجميل الاختياري أعنى المحمود عليه، وكونه على قصد التعظيم. والتعريف الأول مشتمل على جميع هذه الأمور بخلاف التعريف الثاني فإنّه لا يشتمل المحمود عليه إن جعل الباء صلة للوصف كما هو الظاهر، أو المحمود به إن جعل الباء للسببية.
فإن قيل إذا وصف المنعم بالشجاعة ونحوها لأجل إنعامه كانت الشجاعة محمودا بها والإنعام محمودا عليه. وأمّا إذا وصف الشجاع بالشجاعة لشجاعته لم يكن هناك محمود عليه مع أنّ هذا الوصف حمد قطعا. قلت تلك الشجاعة من حيث إنّها كان الوصف بها كانت محمودا بها، ومن حيث قيامها بمحلها كانت محمودا عليها، فهما متغايران هنا بالاعتبار.
ولذا يقال وصفته بالشجاعة لكونه شجاعا. ثم الوصف يتبادر منه ذكر ما يدلّ على صفة الكمال فيكون قولا مخصوصا فصار مورد الحمد اللسان وحده. ولمّا لم يقيد الوصف بكونه في مقابلة النعمة ظهر أنّ الحمد قد يكون واقعا بإزاء النعمة وقد لا يكون. وبقيد الجميل المحمود به يخرج الوصف على الجميل بما ليس بجميل. وبقيد الجميل المحمود عليه يخرج الوصف على غير الجميل. وفي قيد الاختياري إشارة إلى أنّ الحمد أخصّ من المدح. والبعض اعتبر قيد الاختياري في جميع المحمود به وهو غير مشهور، فإنّه يعمّ الاختياري وغيره على الأظهر.
وعلى هذا قيل الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري من إنعام أو غيره. والمدح هو الثناء باللسان على الجميل مطلقا. يقال مدحت اللؤلؤ على صفائها ولا يقال حمدتها على ذلك فالحمد يختص بالفاعل المختار دون المدح فإنّه يقع على الحي وغيره. وبالجملة فالممدوح عليه كالممدوح به لا يجب أن يكون اختياريا، بخلاف المحمود عليه فإنّه يجب كونه اختياريا. ومنهم من منع صحّة المدح على ما ليس اختياريا وجعل مثال اللؤلؤ مصنوعا.
وتوضيحه ما ذكره السّيد السّند في حاشية إيساغوجي من أنّ من يقول بكون الجميل الاختياري مأخوذا في الحمد إنّما يقول بكونه مأخوذا فيه بحسب العقل، ولا فرق فيه بين الحمد والمدح، صرّح به صاحب الكشاف حيث قال: وكلّ ذي لب إذا رجع إلى بصيرته لا يخفى عليه أنّ الإنسان لا يمدح بغير فعله. وقد نفى الله تعالى على الذين أنزل فيهم ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا الآية. ثم سأل كيف ذلك وأنّ العرب يمدح بالجمال وحســن الوجه؟
وأجاب بأنّ الذي يسوّغ ذلك أنّ حسن المنظر يشعر عن مخبر مرضي وأخلاق محمودة. ثم نقل عن علماء البيان تخطئة المادح على غير الاختياري وجعله غلطا، وهو مخالف للمعقول، وقصر المدح على الجميل الاختياري. وهذا صريح في أنّ أخذ الاختياري في الحمد إنّما هو بحسب العقل وأنّه لا فرق فيه بين الحمد والمدح انتهى. وأيضا صريح في أنّ الحمد والمدح مترادفان، وهذا هو الأشهر كما قيل.
وقيل ترادفهما باعتبار عدم اختصاصهما بالاختياري. فالحمد أيضا غير مختصّ بالاختياري كالمدح، واختاره السيّد السّند في حاشية إيساغوجي، واستدل عليه بقوله تعالى عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً وبالحديث المأثور «وابعثه المقام المحمود الذي وعدته».

قال: والحمل على الوصف المجازي وصفا له بوصف صاحبه كالكتاب الكريم والأسلوب الحكيم صرف عن الظاهر. ثم معنى الجميل الاختياري هو الصادر بالاختيار كما هو المشهور أو الصادر عن المختار وإن لم يكن مختارا فيه، كما قال به بعض المتأخرين. فعلى القول الثاني لا نقض بصفات الله تعالى لأنّ صفاته تعالى صادرة عن المختار وهو ذاته تعالى أي مستندة إليه، وإن لم تكن صادرة عنه بالاختيار. وكذا على القول الأول بأن يراد بالاختياري أعمّ من أن يكون اختياريا حقيقة أو بمنزلة الاختياري. والصفات المذكورة بمنزلة الأفعال الاختيارية لاستقلال الذات فيها وعدم احتياجه فيها إلى أمر خارج كما هو شأن الأفعال الاختيارية. وفيه أنّ ذات الواجب تعالى يحتاج في بعض الأفعال الاختيارية إلى خارج كإرزاق زيد مثلا فإنه يحتاج فيه إلى وجود زيد، فالأولى أن يقال المراد بالاختيار المعنى الأعم المشترك بين القادر والموجب وهو كون الفاعل بحيث إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل، فإنّه متّفق عليه بين المتكلّمين والحكماء في الواجب وغيره، لا كونه بحيث يصحّ منه الفعل والترك لأنّه مقابل للإيجاب، هكذا يستفاد مما ذكر صاحب الاطول وأبو الفتح في حاشية الحاشية الجلالية.
وبالقيد الأخير خرج الاستهزاء والسخرية إذ لا بدّ في الحمد أن يكون ذلك الوصف على قصد التعظيم بأن لا يكون هناك قرينة صارفة عن ذلك القصد لأنّه إذا عرى عن مطابقة الاعتقاد أو خالفه أفعال الجوارح ونحوها لم يكن حمدا حقيقة، بل كان من السخرية والاستهزاء. لا يقال فقد اعتبر في الحمد فعل الجنان والأركان أيضا لأنّا نقول إنّ كلّ واحد منهما شرط لكون فعل اللسان حمدا لا ركن منه. وفي أسرار الفاتحة المدح يكون قبل الإحسان وبعده، والحمد لا يكون إلّا بعده.
وأيضا قد يكون منهيا كما قال عليه السلام:
«احثوا التراب على وجوه المدّاحين».
والحمد مأمور به مطلقا. قال عليه السلام: «من لم يحمد الناس لم يحمد الله» انتهى. ولا يخفى ما فيه من المخالفة لما سبق عن عموم الحمد النعم الواصلة إلى الحامد وغيرها.
ثم اعلم أنّ القول المخصوص الذي يحمدون به إنّما يريدون به إنشاء الحمد وإيجاد الوصف لا الإخبار به، فهو إنشاء لا خبر؛ وليس ذلك القول حمدا بخصوصه بل لأنّه دالّ على صفة الكمال ومظهر لها، أي لها مدخل تام في ذلك. ومن ثمّ أي من أجل أنّ لدلالته على صفة الكمال وإظهاره لها مدخلا تاما في كونه حمدا عبّر بعض المحقّقين من الصوفية عن إظهار الصفات الكمالية بالحمد تعبيرا عن اللازم بالملزوم مجازا حيث قال: حقيقة الحمد إظهار الصفات الكمالية، وذلك قد يكون بالقول وقد يكون بالفعل، وهذا أقوى لأنّ الأفعال التي هي آثار السخاوة تدلّ عليها دلالة قطعية، بخلاف دلالة الأقوال فإنّها وضعية قد يتخلّف عنها مدلولها. ومن هذا القبيل حمد الله وثناؤه على ذاته وذلك أنّه تعالى حين بسط بساط الوجود على ممكنات لا تحصى ووضع عليه موائد كرمه التي لا تتناهى فقد كشف عن صفات كماله وأظهرها بدلالات قطعية تفصيلية غير متناهية، فإنّ كل ذرة من ذرات الوجود تدلّ عليها، ولا يتصوّر في العبارات مثل ذلك. ومن ثمة قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
والإحصاء يمكن أن يكون بمعنى العلم أو العدّ على سبيل الاستقصاء. وعلى كلا التقديرين الضمير المرفوع أعني أنت مبتدأ والكاف زائدة وكلمة ما موصولة أو موصوفة، واختيارها على كلمة من يأباها وأثنيت على نفسك صلتها أو صفتها كما في قوله:
أنا الذي سمّتني أمي حيدرة
وهذه الجملة خبر للمبتدإ، والمجموع تعليل لعدم علمه صلّى الله عليه وآله وسلّم ثناء عليه تعالى لأنّه إذا أثنى على نفسه كان ثناء غير متناه، فلا يعلم ولا يعدّ، بل لا مناسبة لشيء من العلم والعدّ المذكورين إلّا لله تعالى، أو بمعنى القدرة، والجملة استئنافية كأنه قيل من ثنى حق الثناء وتمامه، ويكون كلمة أنت تأكيد للضمير المجرور في عليك، وما موصولة أو موصوفة أو مصدرية، والمعنى أنّه لا أقدر على ثناء عليك مثل الثناء الذي أثنيت به، بحذف العائد إلى الموصول أو الموصوف، أو مثل ثنائك بجعل ما مصدرية. ومقصوده عليه السلام من هذا الكلام إظهار العجز عن مثل ثناء الله تعالى على ذاته وسلب المماثلة بين ثنائه قولا أو فعلا وبين ثنائه تعالى على ذاته.
اعلم أنّ الحمد في العرف هو الشكر في اللغة. وهو فعل يشعر بتعظيم المنعم بسبب كونه منعما. قال بعض الصوفية لسان الحمد ثلاث:
اللسان الإنساني واللسان الروحاني واللسان الرباني. أمّا اللسان الإنساني فهو للعوام وشكره به التحدّث لإنعام الله وإكرامه مع تصديق القلب بأداء الشكر. وأمّا اللسان الروحاني فهو للخواصّ وهو ذكر القلب لطائف اصطناع الحق في تربية الأحوال وتزكية الأفعال. وأما اللسان الرباني فهو للعارفين وهو حركة السرّ لقصد شكر الحق جل جلاله بعد إدراكه لطائف المعارف وغرائب الكواشف بنعت المشاهدة والغيبة في القربة واجتناء ثمرة الأنس وخوض الروح في نحو القدس وذوق الأسرار بمباشرة الأنوار.

الشَّاهِد

(الشَّاهِد) من يُؤَدِّي الشَّهَادَة وَالدَّلِيل وَشبه مخاط يخرج مَعَ الْمَوْلُود (ج) شُهُود وأشهاد وَشهد وَشهد وَجمع غير الْعَاقِل شَوَاهِد وَصَلَاة الشَّاهِد صَلَاة الْمغرب وَصَلَاة الْفجْر
الشَّاهِد: فِي اللُّغَة الْحَاضِر. وَفِي الشَّرْع الْمخبر بقضية أَو بِحَق شخص على غَيره عَن مُشَاهدَة وعيان لَا عَن تخمين وحســبان. وَفِيه إِشَارَة إِلَى مَا قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا علمت مثل الشَّمْس فاشهد وَإِلَّا فدع. وَقد يُرَاد بِالشَّاهِدِ المعشوق المحبوب لحضوره عِنْد العاشق فِي تصَوره وخياله. وَقد يُطلق على مَا كَانَ حَاضرا فِي قلب الْإِنْسَان الْمُؤمن وَغلب عَلَيْهِ ذكره فَإِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْعلم فَهُوَ شَاهد الْعلم وَإِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الوجد فَهُوَ شَاهد الوجد وَإِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْحق فَهُوَ شَاهد الْحق.

الأصر

الأصر: بِالْكَسْرِ الثّقل وَالْحَبْس. فِي التَّحْقِيق شرح الحسامي الأصر الْأَعْمَال الشاقة وَالْأَحْكَام الْمُغَلَّظَة كَقَتل النَّفس فِي التَّوْبَة وَقطع الْأَعْضَاء الْخَاطِئَة والأغلال المواثيق اللَّازِمَة لُزُوم الغل كَذَا فِي عين الْمعَانِي. وَفِي الْكَشَّاف الأصر الثّقل الَّذِي يأصر صَاحبه أَي يحْبسهُ فِي الحراك لثقله وَهُوَ مثل لثقل تكليفهم وصعوبته نَحْو اشْتِرَاط قتل النَّفس فِي صِحَة تَوْبَته. وَكَذَا الأغلال مثل لما كَانَ فِي شرائعهم من الْأَشْيَاء الشاقة نَحْو بت الْقَضَاء بِالْقصاصِ عمدا كَانَ أَو خطأ من غير شرع الدِّيَة - وَقطع الْأَعْضَاء الْخَاطِئَة - وقرض مَوضِع النَّجَاسَة من الْجلد وَالثَّوَاب - وإحراق الْغَنَائِم - وَتَحْرِيم الْعُرُوق فِي اللَّحْم - وَتَحْرِيم السبت.

وَرُوِيَ: أَن الأصر كَانَ فِي بني إِسْرَائِيل فِي عشرَة أَشْيَاء كَانَت الطَّيِّبَات تحرم عَلَيْهِم بِالذنُوبِ - وَكَانَ الْوَاجِب عَلَيْهِم خمسين صَلَاة فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة - وزكاتهم كَانَت ربع المَال - وَلَا يطهرهم من الْجَنَابَة وَالْحَدَث غير المَاء - وَلم تكن صلَاتهم جَائِزَة فِي غير الْمَسْجِد - وَيحرم عَلَيْهِم الْأكل بعد النّوم فِي الصَّوْم - وَحرم عَلَيْهِم المجامعة بعد صَلَاة الْعشَاء وَالنَّوْم كَالْأَكْلِ - وَكَانَت عَلامَة قبُول قُرْبَانهمْ إحراق نَار تتنزل من السَّمَاء - وحســناتهم كَانَت بِوَاحِدَة - وَمن أذْنب مِنْهُم ذَنبا بِاللَّيْلِ كَانَ يصبح وَهُوَ مَكْتُوب على بَاب دَاره. فَرفعت عَن هَذِه الْأمة تكريما للنَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام. وَلِهَذَا يُقَال إِن هَذِه الْأمة مَرْحُومَة والحراك الْحَرَكَة وَبت الْقَضَاء بِالْقصاصِ أَي الحكم بِالْقصاصِ جزما بِلَا تردد وَتَحْرِيم الْعُرُوق يَعْنِي كَانَ عَلَيْهِم أكل اللَّحْم حَرَامًا مَا لم يخرجُوا الْعُرُوق مِنْهُ وَتَحْرِيم السبت يَعْنِي (شكار كردن مَا هِيَ روز شنبه) .

السُّورَة

(السُّورَة) الوثبة وَمن الْمجد وَنَحْوه أَثَره وعلامته وارتفاعه وَمن الْبرد أَو الشَّرَاب أَو الْغَضَب وَغير ذَلِك شدته وحدته وهياجه وَمن الرجل أَو السُّلْطَان وَغَيرهمَا سطوته وَيُقَال فلَان ذُو سُورَة فِي الْحَرْب ذُو نظر سديد

(السُّورَة) من الْبناء مَا طَال وَحســن وعرق من عروق الْحَائِط والمنزلة من الْبناء وَوَاحِدَة سور الْقُرْآن والمنزلة الرفيعة وَالْفضل والشرف والعلامة (ج) سور وسور
السُّورَة: بِالْفَتْح تندي ونيزي. وبالضم جُزْء من الْقُرْآن الْمجِيد لَكِن لَا مُطلقًا بل جُزْء مفصول بِالتَّسْمِيَةِ وسور الْقُرْآن مائَة وَأَرْبَعَة عشر بِهَذَا التَّرْتِيب (1) الْفَاتِحَة (2) الْبَقَرَة (3) آل عمرَان (4) النِّسَاء (5) الْمَائِدَة (6) الْأَنْعَام (7) الْأَعْرَاف (8) الْأَنْفَال (9) التَّوْبَة (10) يُونُس (11) هود (12) يُوسُف (13) الرَّعْد (14) إِبْرَاهِيم (15) الْحجر (16) النَّحْل (17) بني إِسْرَائِيل (18) الْكَهْف (19) مَرْيَم (20) طه (21) الْأَنْبِيَاء (22) الْحَج (23) الْمُؤْمِنُونَ (24) النُّور (25) الْفرْقَان (26) الشُّعَرَاء (27) النَّمْل (28) الْقَصَص (29) العنكبوت (30) الرّوم (31) لُقْمَان (32) السَّجْدَة (33) الْأَحْزَاب (34) سبأ (35) فاطر (36) يس (37) الصافات (38) ص (39) الزمر (40) الْمُؤمن (41) حم السَّجْدَة (42) حمعسق (43) حم الزخرف (44) حم الدُّخان (45) حم الجاثية (46) حم الْأَحْقَاف (47) مُحَمَّد (48) الْفَتْح (49) الحجرات (50) ق (51) الذاريات (52) الطّور (53) النَّجْم (54) الْقَمَر (55) الرَّحْمَن (56) الْوَاقِعَة (57) الْحَدِيد (58) المجادلة (59) الْحَشْر (60) الممتحنة (61) الصَّفّ (62) الْجُمُعَة (63) المُنَافِقُونَ (64) التغابن (65) الطَّلَاق (66) التَّحْرِيم (67) الْملك (68) ن (69) الحاقة (70) المعارج (71) نوح (72) الْجِنّ (73) المزمل (74) المدثر (75) الْقِيَامَة (76) الدَّهْر (77) المرسلات (78) النبأ (79) النازعات (80) عبس (81) التكوير (82) الانفطار (83) المطففين (84) الانشقاق (85) البروج (86) الطارق (87) الْأَعْلَى (88) الغاشية (89) الْفجْر (90) الْبَلَد (91) الشَّمْس (92) اللَّيْل (93) الضُّحَى (94) ألم نشرح (95) التِّين (96) الْقَلَم (97) الْقدر (98) الانفكاك (1) (99) إِذا زلزلت (100) العاديات (101) القارعة (102) التكاثر (103) الْعَصْر (104) الْهمزَة (105) الْفِيل (106) قُرَيْش (107) الماعون (108) الْكَوْثَر (109) الْكَافِرُونَ (110) النَّصْر (111) اللهب (112) الْإِخْلَاص (113) الفلق (114) النَّاس.

السّمع

(السّمع) قُوَّة فِي الْأذن بهَا تدْرك الْأَصْوَات وَالْأُذن والمسموع وَالذكر (ج) أسماع وَيُقَال سمعا وَطَاعَة أَي أسمع سمعا وَأطِيع طَاعَة وَسمع وَطَاعَة أَي أَمْرِي سمع وَطَاعَة وَأخذت عَنهُ سمعا سَمَاعا وسمعك إِلَيّ اسْمَع مني وَهُوَ بَين سمع الأَرْض وبصرها أَي طولهَا وعرضها أَو لَا يدرى أَيْن توجه أَو بِأَرْض خَالِيَة لَا يسمع كَلَامه أحد وَلَا يبصره أحد إِلَّا الأَرْض القفر وَألقى نَفسه بَين سمع الأَرْض وبصرها أَي غرر بِهِ وَأَلْقَاهَا حَيْثُ لَا يدرى أَيْن هُوَ وَأم السّمع الدِّمَاغ

(السّمع) يُقَال فِي الدُّعَاء (اللَّهُمَّ سمعا لَا بلغا) و (سمع لَا بلغ) أَي يسمع وَلَا يبلغ يَقُوله من يسمع خَبرا لَا يُعجبهُ أَو أسمع بالدواهي وَلَا تبلغني وَيُقَال سمع أُذُنِي أَي على مسمع مني

(السّمع) الذّكر المسموع وحيوان من الفصيلة الْكَلْبِيَّة أكبر من الْكَلْب فِي الحجم قوائمه طَوِيلَة وَرَأسه مفلطح يضْرب بِهِ الْمثل فِي حِدة سَمعه فَيُقَال (أسمع من سمع) و (أسمع من السّمع الْأَزَل) 
السّمع: قُوَّة مودعة فِي الْعصبَة المفروشة فِي مُؤخر الصماخ الَّتِي فِيهَا هَوَاء محتبس كالطبل فَإِذا وصل الْهَوَاء المتكيف بكيفية الصَّوْت لتموجه الْحَاصِل من قرع أَو قلع عنيفين مَعَ مقاومة المقروع للقارع والمقلوع للقالع إِلَى تِلْكَ الْعصبَة وقرعها أَدْرَكته الْقُوَّة بالمودعة فِيهَا وَكَذَا إِذا كَانَ الْهَوَاء المتكيف بكيفية الصَّوْت قَرِيبا مِنْهَا وَإِن لم يكن قارعا وَلَيْسَ المُرَاد بوصول الْهَوَاء الْحَامِل للصوت إِلَى السامعة أَن هَوَاء وَاحِدًا بِعَيْنِه يتموج ويتكيف بالصوت ويوصل التموج ذَلِك الْهَوَاء إِلَى السامعة بل أَن الْهَوَاء المجاور لذَلِك الْهَوَاء المتكيف بالصوت يتموج ويتكيف بِهِ الْهَوَاء الراكد فِي الصماخ فَتُدْرِكهُ السامعة حِين الْوُصُول.
وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن السّمع قُوَّة مؤدعة لِأَن الْوَدِيعَة تَزُول بِأخذ الْمُودع والسمع وَالْبَصَر أَيْضا كَذَلِك بِخِلَاف اللَّمْس والذوق والشم فَإِنَّهَا لَا تَزُول مَا دَامَت الْحَيَاة بَاقِيَة نعم قد يحدث النُّقْصَان فِيهَا وَهُوَ لَا يُوجب الزَّوَال كَمَا لَا يخفى.
ثمَّ اعْلَم أَن السّمع أفضل الْحَواس الظَّاهِرَة فَإِن التَّعْلِيم والتعلم والنطق مَوْقُوف عَلَيْهِ وَهُوَ يتَعَلَّق بالقريب والبعيد وَلِهَذَا كَانَ بعض الْأَنْبِيَاء أعمى لَا أَصمّ فَلَا بُد من احتياطه ومحافظته وَصِحَّته بالاجتناب عَن الْهَوَاء الْحَار والبارد وَدخُول المَاء وَالْغُبَار وَالتُّرَاب والهوام وَالْوَاجِب تقطير الدّهن المحرور بالنَّار المعتدل والاجتناب عَن كَثْرَة الْكَلَام وَسَمَاع الْأَصْوَات القوية وَالْقِرَاءَة الجهرية وَالْحَرَكَة العنيفة والقيء وَالْحمام الْحَار وَالنَّوْم على الامتلاء وَالسكر المتوالي وَتَنَاول الأغذية المبخرة وَمن أَرَادَ حفظ صِحَة لسمع فَعَلَيهِ أَن يضع الْقطن فِي الْأذن لَيْلًا وَنَهَارًا.
السّمع:
[في الانكليزية] Hearing
[ في الفرنسية] Audition
بالفتح وسكون الميم في اللّغة الإذن.
وحسّ الأذن وهو قوة مودعة في العصب المفروش في مقعّر الصماخ الذي فيه هو محتقن كالطبل، فإذا وصل الهواء الحامل للصوت إلى ذلك العصب وقرعه أدركته القوة السامعة المودعة في ذلك العصب، فإذا انخرق ذلك العصب أو بطل حسّها بطل السمع. اعلم أنّ المسلمين اتفقوا على أنّه تعالى سميع بصير لكنهم اختلفوا في معناه. فقالت الفلاسفة والكعبي وأبو الحسين البصري: ذلك عبارة عن علمه تعالى بالمسموعات والمبصرات. وقال الجمهور منا أي من الأشاعرة ومن المعتزلة والكرّامية إنّهما صفتان زائدتان على العلم. وقال ناقد المحصل: أراد فلاسفة الإسلام، فإنّ وصفه تعالى بالسمع والبصر مستفاد من النقل، وإنّما لم يوصف بالشّمّ والذّوق واللّمس لعدم ورود النقل بها. وإذا نظر في ذلك من حيث العقل لم يوجد لها وجه سوى ما ذكره هؤلاء فإنّ إثبات صفتين شبيهتين بسمع الحيوانات وبصرها مما لا يمكن بالعقل، والأولى أن يقال لما ورد النقل بهما آمنّا بذلك وعرفنا أنهما لا يكونان بالآلتين المعروفتين، واعترفنا بعدم الوقوف على حقيقتهما كذا في شرح المواقف.

قال الصوفية: السمع عبارة عن تجلّي علم الحق بطريق إفادته من المعلوم لأنّه سبحانه يعلم كلّ ما يسمعه من قبل أن يسمعه ومن بعد ذلك، فما ثمّ إلّا تجلّي علمه بطريق حصوله من المعلوم سواء كان المعلوم نفسه أو مخلوقه فافهم، وهو لله وصف نفسي اقتضاه لكماله في نفسه فهو سبحانه يسمع كلام نفسه وشأنه كما يسمع مخلوقاته من حيث منطقها ومن حيث أحوالها. فسماعه لنفسه من حيث كلامه مفهوم سماعه لنفسه من حيث شئونه وهو ما اقتضته أسماؤه وصفاته من اعتباراتها وطلبها لمؤثراتها فإجابته لنفسه وهو إبراز تلك المقتضيات، فظهور تلك الآثار للأسماء والصفات. ومن هذا الأسماع الثاني تعليم الرحمن القرآن لعباده المخصوصين بذاته الذين نبّه عليهم النبي صلّى الله عليه وسلم بقوله: «أهل القرآن أهل الله وخاصته» فيسمع العبد الذاتي مخاطبة الأوصاف والأسماء للذات فيجيبها إجابة الموصوف للصّفات، وهذا السّماع الثاني أعزّ من السّماع الكلامي، فإنّ الحقّ إذا أعار عبده الصفة السمعية يسمع ذلك العبد كلام الله بسمع الله، ولا يعلم ما هي عليه الأوصاف والأسماء مع الذّات في الذّات، ولا تعدّد بخلاف السمع الثاني الذي يعلم الرحمن عباده القرآن، فإنّ الصفة السمعية تكون هنا للعبد حقيقة ذاتية غير مستعارة ولا مستفادة. فإذا صحّ للعبد هذا التجلّي السمعي نصب له عرش الرحمانية فيتجلّى ربّه مستويا على عرشه. ولولا سماعه أولا بالشأن لما اقتضته الأسماء والأوصاف من ذات الديان لما أمكنه أن يتأدّب بآداب القرآن في حضرة الرحمن، ولا يعلم ذلك الأدباء وهم الأفراد المحققون. فسماعهم هذا الشأن ليس له انتهاء لأنّه لا نهاية لكلمات الله تعالى، وليست هذه الأسماء والصفات مخصوصة بما نعرفه منها بل لله أسماء وأوصاف مستأثرات في علمه لمن هو عنده، وهي الشئون التي يكون الحقّ بها مع عبده وهي الأحوال التي يكون بها العبد مع ربّه. فالأحوال بنسبتها إلى العبد مخلوقة والشئون بنسبتها إلى الله تعالى قديمة، وما تعطيه تلك الشئون من الأسماء والأوصاف هي المستأثرات في غيب الله تعالى.
وإلى قراءة هذا الكلام الثاني الإشارة في قوله:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ، فإنّ هذه القراءة قراءة أهل الخصوص وهم أهل القرآن، أعني الذاتيين المحمديين. أما قراءة الكلام الإلهي وسماعه من ذات الله بسمع الله تعالى فإنّها قراءة الفرقان وهو قراءة أهل الاصطفاء وهم النفسيون الموسويون. قال الله لموسى عليه السلام:
وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي. فأهل القرآن ذاتيون وأهل الفرقان نفسيون، وبينهما من الفرق ما بين مقام الحبيب ومقام الكليم. كذا في الإنسان الكامل.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.