Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: وباء

بشتر

بشتر
: (البُشْتِيرِيُّ) ، أَهملَه الجماعَةُ، وَهُوَ (بالضَّمِّ) وسُكُونِ الشِّين وكسرِ المُثَنّاةِ الفَوْقِيَّةِ وسُكُون التحْتِيَّةِ، هاكذا فِي نُسْخَتِنَا، وَفِي بعضِهَا: البُشْتَبْرِيُّ، بضمِّ المْثَنّاةِ وسُكُونِ المُوَحَّدةِ، (هُوَ شيخُ الإِسلامِ) والمِنَّةُ الكُبْرَى مِن الله تعالَى على الأَنام، القُطْبُ مُحْيِي الدِّين (عبدُ القادرِ بنُ أَبي صالحٍ) مُوسَى بنِ جنكى دوست (الجِيليّ) الحَسَنِيُّ، ولد سنة 470 هـ، وتوفِّي سنة 561 هـ، كَذَا بخطِّ الذَّهَبِيِّ، (كَذَا نَسَبَه حَفِيدُه) الإِمامُ المحدِّثُ عمادُ الدِّينِ (القَاضِي أَبو صالحٍ) نصرُ بنُ عبد الرَّزّاقِ بنِ عبد القادرِ (الجِيلِيُّ) ، تُوُفِّي فِي سنة 633 هـ، درسَ فِي مدرسةِ جَدِّه، ورَوَى الحديثَ، وأَعْقَبَ عَن ثَلَاثَة.
قلتُ: لم يَذْكُر أَنْ المنسوبَ إِليه قَريةٌ أَو مَوضِعٌ، وَالَّذِي يَظهرُ لي أَنه تَصْحِيفٌ عَن النَّشْتَبْرِيِّ، بفتحِ النّونِ وسُكُونِ الشِّين المُعْجَمَةِ وَفتح تاءٍ مُثَنْاةٍ فَوْقِيَّةٍ، وباءٍ مُوَحَّدَةِ (وراءٍ) مفتوحةٍ إِلى نَشْتَبْرَى، بأَلف القَصْرِ: قَرْيَة قُرْبَ شَهْرابانَ مِن نواحِي بغدادَ، كَمَا ضَبَطَه ياقُوتُ فِي المُعْجَم، فَلْيُنْظَرْ ويُتَأَمَّلْ.

توربشت

توربشت
: وَمِنْهَا توْرِبِشْت، بضمَ فَسُكُون فَكسر راءٍ وباءِ موحّدة مَكْسُورَة وَسُكُون شين مُعْجمَة: قريةٌ كَبِيرَة من خُراسانَ، مِنْهَا شارِحُ المَصَابِيح.

إِرْبِلُ

إِرْبِلُ:
بالكسر ثم السكون، وباء موحدة مكسورة، ولام، بوزن إثمد، ولا يجوز فتح الهمزة لأنه ليس في أوزانهم مثل أفعل، إلا ما حكى سيبويه من قولهم: أصبع وهي لغة قليلة غير مستعملة، فان كان إربل عربيّا، فقد قال الأصمعي: الرّبل ضرب من الشجر، إذا برد الزمان عليه وأدبر الصيف تفطّر بورق أخضر من غير مطر، يقال:
تربّلت الأرض، لا يزال بها ربل، فيجوز أن تكون إربل مشتقّة من ذلك. وقد قال الفرّاء:
الريبال النبات الكثير الملتفّ الطويل، فيجوز أن تكون هذه الأرض، اتّفق فيها في بعض الأعوام من الخصب، وسعة النبت ما دعاهم إلى تسميتها بذلك. ثم استمر،
كما فعلوا بأسماء الشهور، فإنهم سموا كل شهر بما اتفق به في فصله، من حرّ أو برد، فسقط جمادى في شدّة البرد وجمود المياه، والربيعان في أيام الصيف، وصفر حيث صفرت الأرض من الخيرات، وكانت تسميتها لذلك في أزمنة متباعدة، ولم يكن في عام واحد متوال، ولو كان في عام واحد، كان من المحال أن يجيء جمادى، وهم يريدون به جمود الماء وشدّة البرد، بعد الربيع، ثم تغيّرت الأزمنة ولزمها ذلك الاسم، وإربل: قلعة حصينة، ومدينة كبيرة، في فضاء من الأرض واسع بسيط، ولقلعتها خندق عميق، وهي في طرف من المدينة، وسور المدينة ينقطع في نصفها، وهي على تلّ عال من التراب، عظيم واسع الرأس، وفي هذه القلعة أسواق ومنازل للرعية، وجامع للصلاة، وهي شبيهة بقلعة حلب، إلّا أنها أكبر وأوسع رقعة. وطول إربل تسع وستون درجة ونصف، وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف وثلث، وهي بين الزابين، تعدّ من أعمال الموصل، وبينهما مسيرة يومين. وفي ربض هذه القلعة، في عصرنا هذا، مدينة كبيرة، عريضة طويلة، قام بعمارتها وبناء سورها، وعمارة أسواقها وقيسارياتها، الأمير مظفّر الدين كوكبرى بن زين الدين كوجك علي، فأقام بها، وقامت، بمقامه بها، لها سوق وصار له هيبة، وقاوم الملوك ونابذهم بشهامته وكثرة تجربته حتى هابوه، فانحفظ بذلك أطرافه، وقصدها الغرباء، وقطنها كثير منهم، حتى صارت مصرا كبيرا من الأمصار. وطباع هذا الأمير مختلفة متضادة، فإنه كثير الظلم، عسوف بالرعية، راغب في أخذ الأموال من غير وجهها، وهو مع ذلك مفضل على الفقراء، كثير الصدقات على الغرباء، يسيّر الأموال الجمّة الوافرة يستفكّ بها الأسارى من أيدي الكفار، وفي ذلك يقول الشاعر:
كساعية للخير من كسب فرجها، ... لك الويل! لا تزني ولا تتصدّقي
ومع سعة هذه المدينة، فبنيانها وطباعها بالقرى أشبه منها بالمدن، وأكثر أهلها أكراد قد استعربوا، وجميع رساتيقها وفلاحيها وما ينضاف إليها أكراد، وينضمّ إلى ولايتها عدّة قلاع، وبينها وبين بغداد مسيرة سبعة أيام للقوافل، وليس حولها بستان، ولا فيها نهر جار على وجه الأرض، وأكثر زروعها على القنيّ المستنبطة تحت الأرض، وشربهم من آبارهم العذبة الطيبة المريئة، التي لا فرق بين مائها وماء دجلة في العذوبة والخفة، وفواكهها تجلب من جبال تجاورها، ودخلتها فلم أر فيها من ينسب إلى فضل غير أبي البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب ابن غنيمة بن غالب، يعرف بالمستوفي، فإنه متحقق بالأدب، محب لأهله، مفضل عليهم، وله دين واتصال بالسلطان، وخلّة شبيهة بالوزارة، وقد سمع الحديث الكثير ممن قدم عليهم إربل، وألّف كتبا، وقد أنشدني من شعره، وكتب لي بخطه عدة قطع، منها:
تذكّرنيك الريح مرت عليلة ... على الروض مطلولا، وقد وضح الفجر
وما بعدت دار، ولا شطّ منزل، ... إذا نحن أدنتنا الأمانيّ والذكر
وقد كان اشتهر شعر نوشروان البغدادي، المعروف بشيطان العراق الضرير، فيها سالكا طريق الهزل، راكبا سنن الفكاهة، موردا ألفاظ البغداديين والأكراد، ثم إقلاعه عن ذلك والرجوع عنه، ومدحه لإربل، وتكذيبه نفسه، وأنا أورد مختار
كلمتيه هاهنا، قصدا لترويج الأرواح، والإحماض بنوع ظريف من المزاح، وهي هذه:
تبّا لشيطاني وما سوَّلا، ... لأنه أنزلني إربلا
نزلتها في يوم نحس، فما ... شككت أني نازل كربلا
وقلت ما أخطا الذي مثلا ... بإربل، إذ قال: بيت الخلا
هذا، وفي البازار قوم إذا ... عاينتهم، عاينت أهل البلا
من كلّ كرديّ حمار، ومن ... كلّ عراقيّ، نفاه الغلا
أما العراقيون ألفاظهم: ... جب لي جفاني جفّ جال الجلا
جمّا لك أي جعجع جبه تجي ... تجب جماله، قبل أن ترجلا
هيّا مخاعيطي الكشحلي، مشى ... كف المكفني اللّنك أي بو العلا
جفّه بجعصه، انتفه مدّة ... يكفو به، أشفقه بالملإ
عكلي ترى هواي قسيمه أعفقه، ... قل له البويذ بخين كيف انقلا
هذي القطيعة هجعة الخط من ... عندي تدفّع، كم تحطّ الكلا
والكرد لا تسمع إلّا جيا، ... أو نجيا أو نتوى زنكلا
كلّا، وبوبو علّكو خشتري ... خيلو وميلو، موسكا منكلا
ممّو ومقوّ ممكي ثم إن ... قالوا: بو يركي تجي؟ قلت: لا
وفتية تزعق، في سوقهم ... سردا، جليدا، صوتهم قد علا
وعصبة تزعق، والله تنفر ... وشوترايم، هم سخام الطّلا
ربع خلا من كلّ خير، بلى ... من كلّ عيب، وسقوط ملا
فلعنة الله على شاعر ... يقصد ربعا، ليس فيه كلا
أخطأت، والمخطىء في مذهبي ... يصفع، في قمّته، بالدّلا
إذ لم يكن قصدي إلى سيدي ... جمّاله، قد جمّل الموصلا
ثم قال يعتذر من هجائه لإربل، ويمدح الرئيس مجد الدين داود بن محمد، كتبت منها ما يليق بهذا الكتاب، وألقيت السّخف والمزح:
قد تاب شيطاني وقد قال لي: ... لا عدت أهجو بعدها إربلا
كيف؟ وقد عاينت في صدرها ... صدرا، رئيسا سيدا مقبلا
مولاي مجد الدين، يا ماجدا ... شرّفه الله، وقد خوّلا
عبدك نوشروان، في شعره، ... ما زال للطيّبة مستعملا
لولاك، ما زارت ربى إربل ... أشعاره قطّ، ولا عوّلا
ولو تلقّاك بها لم يقل: ... تبّا لشيطاني، وما سوّلا
هذا، وفي بيتي سئتّ، إذا ... أبصرها غيري انثنى أحولا
تقول: فصل كازروني، وان ... طاكي، والّا ناطح الأيّلا
فقلت: ما في الموصل اليوم لي ... معيشة، قالت: دع الموصلا
واقصد إلى إربل واربع بها، ... ولا تقل ربعا قليل الكلا
وقل: أنا أخطأت في ذمّها، ... وحطّ في رأسك خلع الدّلا
وقل: أبي القرد، وخالي وأنا ... كلب، وإنّ الكلب قد خوّلا
وعمّتي قادت على خالتي، ... وأمّي القحبة رأس البلا
وأختي القلفاء شبّارة، ... ملاحها قد ركب الكوثلا
فربعنا ملآن من فسقنا، ... وقطّ من ناكتنا ما خلا
وكلّ من واجهنا وجهه ... سخّم فيه، بالسّخام، الطّلا
يا إربليين اسمعوا كلمة، ... قد قال شيطاني واسترسلا:
فالآن عنكم قد هجا نفسه، ... بكل قول يخرس المقولا
هيّج ذاك الهجو، عن ربعكم، ... كلّ أخير ينقض الأوّلا
وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم والحديث، منهم أبو احمد القاسم بن المظفّر الشهرزوري الشيباني الإربلي وغيره. وإربل أيضا: اسم لمدينة صيداء التي بالساحل من أرض الشام عن نصر، وتلقّنه عنه الحازمي، والله أعلم.

أَسْتَراباذ

أَسْتَراباذ:
بالفتح ثم السكون، وفتح التاء المثناة من فوق، وراء، وألف، وباء موحدة، وألف، وذال معجمة: بلدة كبيرة مشهورة أخرجت خلقا من أهل العلم في كل فنّ، وهي من أعمال طبرستان بين سارية وجرجان في الإقليم الخامس، طولها تسع وسبعون درجة وخمسون دقيقة، وعرضها ثمان وثلاثون درجة ونصف وربع، وممن ينسب إليها القاضي أبو نصر سعد بن محمد بن إسماعيل المطرفي الأستراباذي قاضي أستراباذ، وكان صالحا حسن السيرة، ومات بآمل طبرستان في حدود سنة 550. وأبو نعيم عبد الملك ابن محمد بن عدي الأستراباذي أحد الأئمة له كتاب في الجرح والتعديل، وهو أقدم من أبي أحمد بن عدي الجرجاني صاحب كتاب الجرح والتعديل أيضا وشيخه، وتوفي سنة 320 عن ثلاث وثمانين سنة، والحسين بن الحسين بن محمد بن الحسين بن رامين الأستراباذي أبو محمد القاضي سمع بدمشق أبا بكر الميانجي، وبجرجان أبا بكر الإسماعيلي وأبا أحمد ابن عدي ونعيم بن أبي نعيم الأستراباذي، وبخراسان محمد بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل السّرّاج وخلف ابن محمد الخيّام وأبا عمرو بن نجيد وغيرهم بعدّة بلاد، وروى عنه أبو بكر الخطيب، وقال: كان صدوقا صالحا سافر الكثير ولقي الشيوخ الصوفية وأقام ببغداد إلى أن مات بها سنة 412. وأستراباذ:
كورة بالسواد يقال لها كرخ ميسان. وأستراباذ:
كورة بنسإ من نواحي خراسان، عن ابن البنّاء.

أُسْبَانِيكَث

أُسْبَانِيكَث:
بالضم ثم السكون، وباء موحدة، وألف، ونون مفتوحة أو مكسورة، وياء ساكنة، وفتح الكاف، وثاء مثلثة: مدينة بما وراء النهر من مدن أسبيجاب بينهما مرحلة كبيرة، ينسب إليها أبو نصر أحمد بن زاهر بن حاتم بن رستم الأديب الأسبانيكثي، كان فاضلا، مات بعد الستين وثلاثمائة، وغيره.

أَسْبَانَبْرُ

أَسْبَانَبْرُ:
بالفتح ثم السكون، والباء الموحدة، وألف، ونون مفتوحة، وباء موحدة ساكنة، وراء: هو اسم أجلّ مدائن كسرى وأعظمها، وهي التي فيها إيوان كسرى الباقي بعضه إلى الآن.

أَسْبَارُ

أَسْبَارُ:
بالفتح ثم السكون، وباء موحدة، وألف، وراء: قرية على باب حيّ مدينة أصبهان، ويقال لها أسبارديس، منها: أبو طاهر سهل بن عبد الله بن الفرّخان الأسباري الزاهد، كان مجاب الدّعوة، توفي سنة 296.

أُرَيْنِبَاتٌ

أُرَيْنِبَاتٌ:
بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة، ونون مكسورة، وباء موحدة، وألف، وتاء فوقها نقطتان:
موضع في قول عنترة:
وقفت وصحبتي بأرينبات، ... على أقتاد عوج كالسّمام
فقلت: تبيّنوا ظعنا أراها ... تحلّ شواحطا، جنح الظّلام
وقد كذبتك نفسك، فاصدقنها ... لما منّتك تغريرا قطام

أَرْيابُ

أَرْيابُ:
بفتح أوله، وبعضهم يكسره، ثم السكون، وياء، وألف، وباء موحدة: قرية باليمن من مخلاف قيظان من أعمال ذي جبلة، قال الأعشى:
وبالقصر من أرياب، لو بتّ ليلة ... لجاءك مثلوج، من الماء، جامد

أرْسَابَنْدُ

أرْسَابَنْدُ:
بالفتح ثم السكون، وسين مهملة، وألف، وباء موحدة مفتوحة، ونون ساكنة، ودال مهملة:
قرية بينها وبين مرو فرسخان، خرج منها طائفة من أئمة العلماء، منهم: محمد بن عمران الأرسابندي، وأبو الفضل محمد بن الفضل الأرسابندي، والقاضي محمد بن الحسين الأرسابندي الحنفي القاضي مرو، وكان من أجلّاء الرجال ملكا في صورة عالم.

أَرْحَبُ

أَرْحَبُ:
بالفتح ثم السكون، وحاء مهملة مفتوحة، وباء موحدة، وزن أفعل، من قولهم: بلد رحب أي واسع، وأرض رحبة، وهذا أرحب من هذا أي أوسع. وأرحب: مخلاف باليمن سمّي بقبيلة كبيرة من همدان، واسم أرحب مرّة بن دعام ابن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل ابن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، وإليه تنسب الإبل الأرحبية، وقيل: أرحب بلد على ساحل البحر، بينه وبين ظفار نحو عشرة فراسخ.

أَرْبُكُ

أَرْبُكُ:
بالفتح ثم السكون، وباء موحدة، تضم وتفتح، وآخره كاف، وهو الذي قبله بعينه، يقال بالكاف والقاف من نواحي الأهواز: بلد وناحية ذات قرى ومزارع، وعنده قنطرة مشهورة، لها ذكر في كتب السير، وأخبار الخوارج وغيرهم. فتحها المسلمون عام سبعة عشر في خلافة أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب، رضي الله عنه، قبل نهاوند، وكان أمير جيش المسلمين النعمان بن مقرّن المزني، وقد قال في ذلك:
عوت فارس، واليوم حام أواره ... بمحتفل بين الدكاك وأربك
فلا غرو إلّا حين ولّوا وأدركت ... جموعهم خيل الرئيس ابن أرمك
وأفلتهن الهرمزان موابلا، ... به ندب من ظاهر اللون أعتك

أَرْبَقُ

أَرْبَقُ:
بالفتح ثم السكون، وباء مفتوحة موحدة، وقد تضمّ، وقاف، ويقال بالكاف مكان القاف، وقد ذكره بعده: من نواحي رامهرمز من نواحي خوزستان، ينسب إليها أبو طاهر علي بن أحمد بن الفضل الرامهرمزي الأربقي، وقرأت في كتاب المفاوضة لأبي الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب:
حدثني القاضي أبو الحسن أحمد بن الحسن الأربقي بأربق، وكان رجلا فاضلا، قاضي البلد وخطيبه وإمامه في شهر رمضان، ومن الفضل على منزلة، قال: تقلّد بلدنا بعض العجم الجفاة، والتفّ به جماعة ممن حسدني وكره تقدّمي، فصرفني عن القضاء، ورام صرفي عن الخطابة والإمامة، فثار الناس، ولم يساعده المسلمون، فكتبت إليه بهذه الأبيات:
قل للذين تألّبوا وتحزّبوا: ... قد طبت نفسا عن ولاية أربق
هبني صددت عن القضاء تعدّيا، ... أأصدّ عن حذقي به وتحققي؟
وعن الفصاحة والنزاهة والنّهى، ... خلقا خصصت به، وفضل المنطق

أَذْرَبِيجَان

أَذْرَبِيجَان:
بالفتح، ثم السكون، وفتح الراء، وكسر الباء الموحدة، وياء ساكنة، وجيم، هكذا جاء في شعر الشمّاخ:
تذكرّتها وهنا، وقد حال دونها ... قرى أذربيجان المسالح والجال
وقد فتح قوم الذال، وسكنّوا الراء، ومدّ آخرون الهمزة مع ذلك. وروي عن المهلب، ولا أعرف المهلّب هذا، آذربيجان، بمد الهمزة، وسكون الذّال، فيلتقي ساكنان، وكسر الراء، ثم ياء ساكنة، وباء موحدة مفتوحة، وجيم، وألف، ونون.
قال أبو عون إسحاق بن علي في زيحه: أذربيجان في الإقليم الخامس، طولها ثلاث وسبعون درجة، وعرضها أربعون درجة. قال النّحويون: النسبة إليه أذريّ، بالتحريك، وقيل: أذري بسكون الذال، لأنه عندهم مركب من أذر وبيجان، فالنسبة إلى الشطر الأول، وقيل أذربي، كلّ قد جاء. وهو اسم اجتمعت فيه خمس موانع من الصرف: العجمة، والتعريف، والتأنيث، والتركيب، ولحاق الألف والنون، ومع ذلك، فانه إذا زالت عنه إحدى هذه الموانع، وهو التعريف، صرف، لأن هذه الأسباب لا تكون موانع من الصرف، إلا مع العلمية، فإذا زالت العلمية بطل حكم البواقي، ولولا ذلك، لكان مثل قائمة، ومانعة، ومطيعة، غير منصرف، لأن فيه التأنيث، والوصّف، ولكان مثل الفرند، واللّجام، غير منصرف لاجتماع العجمة والوصف فيه، وكذلك الكتمان، لأن فيه الألف والنون، والوصف، فاعرف ذلك. قال ابن المقفّع: أذربيجان مسماة باذرباذ بن إيران بن الأسود بن سام بن نوح، عليه السلام، وقيل:
أذرباذ بن بيوراسف، وقيل: بل أذر اسم النار بالفهلوية، وبايكان معناه الحافظ والخازن، فكأن معناه بيت النار، أو خازن النار، وهذا أشبه بالحقّ وأحرى به، لأن بيوت النار في هذه الناحية كانت كثيرة جدّا. وحدّ أذربيجان من برذعة مشرقا إلى أرزنجان مغربا، ويتّصل حدّها من جهة الشمال ببلاد الديلم، والجيل، والطّرم، وهو إقليم واسع. ومن مشهور مدائنها: تبريز، وهي اليوم قصبتها وأكبر مدنها، وكانت قصبتها قديما المراغة، ومن مدنها خويّ، وسلماس، وأرمية، وأردبيل، ومرند، وغير ذلك. وهو صقع جليل، ومملكة عظيمة، الغالب عليها الجبال، وفيه قلاع كثيرة، وخيرات واسعة، وفواكه جمة، ما رأيت ناحية أكثر بساتين منها، ولا أغزر مياها وعيونا، لا يحتاج السائر بنواحيها إلى حمل إناء للماء، لأن المياه جارية تحت أقدامه أين توجه، وهو ماء بارد عذب صحيح. وأهلها صباح الوجوه حمرها، رقاق البشرة، ولهم لغة يقال لها: الأذرية، لا يفهمها غيرهم. وفي أهلها لين وحسن معاملة، إلا أن البخل يغلب على طباعهم. وهي بلاد فتنة وحروب، ما خلت قط منها، فلذلك أكثر مدنها خراب، وقراها يباب. وفي أيامنا هذه، هي مملكة
جلال الدين منكبرنى بن علاء الدين محمد بن تكش خوارزم شاه. وقد فتحت أولا في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وكان عمر قد أنفذ المغيرة بن شعبة الثّقفي واليا على الكوفة، ومعه كتاب إلى حذيفة بن اليمان، بولاية أذربيجان، فورد الكتاب على حذيفة وهو بنهاوند، فسار منها إلى أذربيجان في جيش كثيف، حتى أتى أردبيل، وهي يومئذ مدينة أذربيجان. وكان مرزبانها قد جمع المقاتلة من أهل باجروان، وميمذ، والبذّ، وسراو، وشيز، والميانج، وغيرها، فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا أياما. ثم إن المرزبان صالح حذيفة على جميع أذربيجان، على ثمانمائة ألف درهم وزن، على أن لا يقتل منهم أحدا، ولا يسبيه، ولا يهدم بيت نار، ولا يعرض لأكراد البلاشجان، وسبلان، وميان روذان، ولا يمنع أهل الشيز خاصّة من الزّفن في أعيادهم، وإظهار ما كانوا يظهرونه. ثم إنه غزا موقان، وجيلان، فأوقع بهم، وصالحهم على إتاوة. ثم إنّ عمر، رضي الله عنه، عزل حذيفة، وولّى عتبة بن فرقد على أذربيجان، فأتاها من الموصل، ويقال: بل أتاها من شهرزور على السّلق الذي يعرف بمعاوية الأذري، فلما دخل أردبيل، وجد أهلها على العهد، وقد انتقضت عليه نواح، فغزاها وظفر وغنم، فكان معه ابنه عمرو بن عتبة بن فرقد الزاهد، وعن الواقدي:
غزا المغيرة بن شعبة أذربيجان من الكوفة، سنة اثنتين وعشرين، ففتحها عنوة، ووضع عليها الخراج.
وروى أبو المنذر هشام بن محمد عن أبي مخنف، أن المغيرة بن شعبة غزا أذربيجان في سنة عشرين ففتحها، ثم إنهم كفروا، فغزاهم الأشعث بن قيس الكندي، ففتح حصن جابروان، وصالحهم على صلح المغيرة، ومضى صلح الأشعث إلى اليوم. وقال المدائني:
لما هزم المشركون بنهاوند، رجع الناس إلى أمصارهم، وبقي أهل الكوفة مع حذيفة، فغزا بهم أذربيجان، فصالحهم على ثمانمائة ألف درهم، ولما استعمل عثمان بن عفان، رضي الله عنه، الوليد بن عقبة على الكوفة، عزل عتبة بن فرقد عن أذربيجان، فنقضوا، فغزاهم الوليد بن عقبة سنة خمس وعشرين، وعلى مقدمته عبد الله بن شبيل الأحمسي، فأغار على أهل موقان، والتبريز، والطّيلسان، فغنم وسبا، ثم صالح أهل أذربيجان على صلح حذيفة.

أَخْشَنْبَةُ

أَخْشَنْبَةُ:
بالفتح، ثم السكون، وفتح الشين المعجمة، ونون ساكنة، وباء موحدة: بلد بالأندلس، مشهور عظيم كثير الخيرات، بينه وبين شلب ستة أيام، وبينه وبين لبّ ثلاثة أيام.

أَحْزَاب

أَحْزَاب:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وزاي وألف وباء موحدة: مسجد الأحزاب، من المساجد المعروفة بالمدينة التي بنيت في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والأصل في الأحزاب، كل قوم تشاكلت قلوبهم وأعمالهم، فهم أحزاب، وإن لم يلق بعضهم بعضا بمنزلة عاد وثمود، أولئك الأحزاب، والآية الكريمة:
كلّ حزب بما لديهم فرحون، أي كل طائفة هو أهم واحد. وحزّب فلان أحزابا أي جمعهم، قال رؤبة:
لقد وجدت مصعبا مستصعبا، ... حين رمى الأحزاب والمحزّبا
وحدث الزبير بن بكّار قال: لما ولّي الحسن بن زيد المدينة، منع عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي أن يؤمّ بالناس في مسجد الأحزاب، فقال له: أصلح الله الأمير، لم منعتني مقامي، ومقام آبائي وأجدادي قبلي؟ قال: ما منعك منه إلا يوم الأربعاء، يريد قوله:
يا للرجال ليوم الأربعاء! أما ... ينفكّ بحدث لي، بعد النّهى، طربا؟
إذ لا يزال غزال فيه يفتني، ... يأتي، إلى مسجد الأحزاب، منتقبا
يخبّر الناس أنّ الأجر همّته، ... وما أتى طالبا أجرا ومحتسبا
لو كان يطلب أجرا ما ما أتى ظهرا، ... مضمّخا بفتيت المسك مختضبا
لكنّه ساقه أن قيل ذا رجب، ... يا ليت عدّة حولي كلّه رجبا
فإنّ فيه، لمن يبغي فواضله، ... فضلا، وللطالب المرتاد مطّلبا
كم حرّة درّة قد كنت آلفها، ... تسدّ، من دونها، الأبواب والحجبا
قد ساغ فيه لها مشي النهار، كما ... ساغ الشراب لعطشان إذا شربا
أخرجن فيه، ولا ترهبن ذا كذب، ... قد أبطل الله فيه قول من كذبا
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.