Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: منفرد

الحِجْرُ

الحِجْرُ: مَا يلْزمه من حظر الشَّرْع وَالدُّخُول فِي أَحْكَامه.
الحِجْرُ:
بالكسر ثم السكون، وراء، وهو في اللغة ما حجرت عليه أي منعته من أن يوصل إليه، وكل ما منعت منه فقد حجرت عليه، والحجر العقل واللب، والحجر، بالكسر والضم، الحرام، لغتان معروفتان فيه. والحجر: اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام، قال الإصطخري: الحجر قرية صغيرة قليلة السكان، وهو من وادي القرى على يوم بين جبال، وبها كانت منازل ثمود، قال الله تعالى:
وَتَنْحِتُونَ من الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ 26: 149، قال: ورأيتها بيوتا مثل بيوتنا في أضعاف جبال، وتسمى تلك الجبال الأثالث، وهي جبال إذا رآها الرائي من بعد ظنها متّصلة فإذا توسطها رأى كل قطعة منها منفردة بنفسها، يطوف بكل قطعة منها الطائف وحواليها الرمل لا تكاد ترتقى، كل قطعة منها قائمة بنفسها، لا يصعدها أحد إلا بمشقة شديدة، وبها بئر ثمود التي قال الله فيها وفي الناقة: لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ 26: 155، قال جميل:
أقول لداعي الحب، والحجر بيننا ... ووادي القرى: لبّيك! لما دعانيا
فما أحدث النأي المفرّق بيننا ... سلوّا، ولا طول اجتماع تقاليا
والحجر أيضا: حجر الكعبة، وهو ما تركت قريش في بنائها من أساس إبراهيم، عليه السلام، وحجرت على الموضع ليعلم أنه من الكعبة، فسمّي حجرا لذلك، لكن فيه زيادة على ما فيه البيت حدّة، وفي الحديث: من نحو سبعة أذرع، وقد كان ابن الزبير أدخله في الكعبة حين بناها فلما هدم الحجّاج بناءه صرفه عما كان عليه في الجاهلية، وفي الحجر قبر هاجر أم إسماعيل، عليه السلام. والحجر أيضا، قال عرام بن الأصبغ وهو يذكر نواحي المدينة فذكر الرّحضيّة ثم قال: وحذاءها قرية يقال لها الحجر وبها عيون وآبار لبني سليم خاصّة وحذاءها جبل ليس بالشامخ يقال له قنّة الحجر.

القَبُولُ

القَبُولُ: اتِّصَال الْكَوْكَب بكوكب من بَيت الْمُتَّصِل بِهِ، أَو شرفه، أَو مثلثه، أَو وَجهه.الرَّدُّ: اتِّصَال كَوْكَب مُنْفَرد لَا يتَّصل بِشَيْء من الْكَوَاكِب.

لَوِيَ

لَوِيَ القِدْحُ والرَّمْلُ، كَرَضِيَ، لَوًى، فهو لَوٍ: اعْوجَّ،
كالْتَوَى.
واللِّوَى، كإلَى: ما الْتَوَى من الرَّمْلِ، أو مُسْتَرَقُّهُ
ج: ألْواءٌ وألْوِيَةٌ.
وألْوَيْنا: صِرْنا إليه.
ولِواءُ الحَيَّةِ: اْطِواؤُها.
ولاوَتِ الحَيَّةُ الحَيَّةَ لِواءً: الْتَوَتْ عليها.
وتَلَوَّى: انْعَطَفَ،
كالْتَوَى
وـ البَرْقُ في السَّحابِ: اضْطَرَبَ على غيرِ جِهَةٍ.
وقَرْنٌ ألْوَى: مُعْوَجٌّ
ج: لُيٌّ، بالضم، والقياسُ الكسرُ.
ولَواهُ بِدَيْنِهِ لَيًّا ولِيًّا ولِيَّاناً، بكسرهما: مَطَلَهُ.
وألْوَى الرَّجُلُ: خَفَّ زَرْعُه، وخاطَ لِواءَ الأميرِ، وأكثَرَ التَّمَنِّي،
وأَكَلَ اللَّوِيَّةَ،
وـ بِثَوْبِهِ: أشارَ،
وـ البَقْلُ: ذَوِيَ،
وـ بِحَقِّهِ: جَحَدَهُ إيَّاهُ،
كلَوَاهُ،
وـ به: ذَهَبَ،
وـ بِما في الإِناءِ: اسْتَأْثَرَ به، وغَلَبَ على غَيرِهِ،
وـ به العُقابُ: طارَتْ به،
وـ بِهِم الدَّهْرُ: أهْلَكَهُمْ،
وـ بكلامِهِ: خَالَفَ به عن جِهَتِهِ.
واللَّوِيُّ، كغَنِيٍّ: يَبِيسُ الكَلأَِ، أو بين الرَّطْب واليابِسِ. وقد لَوِيَ لَوًى، وألْوَى.
والألْوَى من الطَّرِيقِ: البَعيدُ المَجْهولُ، والشديدُ الخُصومَةِ الجَدِلُ، والــمُنْفَرِدُ المُعْتَزِلُ، وهي لَيَّاءُ، وشَجَرَةٌ، كاللُّوَيِّ، كسُمَيٍّ.
واللَّوِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: ما خَبَأْتَهُ وأخْفَيْتَه
ج: لَوايَا.
واللَّوَى: وجَعٌ في المَعِدَةِ، واعْوِجاجٌ (في الظَّهْرِ) . لَوِيَ، كرضِيَ، لَوًى فهو لَوٍ فيهما.
واللِّواءُ، بالمَدِّ،
واللِّوايُ: العَلَمُ
ج: ألْوِيَةٌ
جج: ألْوِياتٌ.
وألْواهُ: رَفَعَهُ.
واللَّوَّاءُ كشَدَّادٍ: طائِرٌ.
واللاَّوِيا: نَبْتٌ، ومِيسَمٌ يُكْوَى به.
واللَّوَى، بمعنَى: اللاتِي، جَمْعُ التي، وبالضم: الأباطِيلُ.
واللاؤونَ واللاؤُو، بمعنَى: الذينَ.
واللَّوَّةُ: الشَّرْهَةُ، وبالضم: العُودُ يُتَبَخَّرُ به
كاللِّيَّةِ، بالكسر.
واللَّيَّاءُ، كشدَّادٍ: الأرضُ البَعيدَةُ عن الماءِ، وغَلِطَ الجوهرِيُّ في قَصْرِهِ وتَخْفيفِه.
ولُوَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: ع دونَ بُسْتانِ ابنِ عامرٍ.
ولِيَّةُ، بالكسر: وادٍ لثقيفٍ، أو جَبَلٌ بالطائِفِ أعْلاهُ لثقيفٍ، وأسْفَلُهُ لِنَصْرِ بنِ مُعاوِيَةَ.
واللِّيَّةُ أيضاً: القَراباتُ.
وألْواءُ الوادِي: أحْناؤُهُ،
وـ من البِلادِ: نَواحِيها.
وبَعَثُوا بالسِّواءِ واللِّواءِ، مَكْسُورَتَيْنِ، أي: بَعَثُوا يَسْتَغيثونَ.
واللِّوايَةُ، بالكسر: عَصًا تَكونُ على فَمِ العِكْمِ.
وتَلاوَوْا عليه: اجْتَمَعوا.
ولَوْلَيْتُ مُدْبِراً: ولَّيْتُ.
والَّلاتُ: صَنَمٌ لثَقيف، فَعَلَةٌ من لَوَى، عن أبي عَلِيٍّ، وذُكِرَ في ل اهـ. وفي ل ت ت.
وزُجُّ لاوَةَ: ع بِناحِيَةِ ضَرِيَّةَ.

القَنُّ

القَنُّ: تَتَبُّعُ الأخْبارِ، والتَّفَقُّدُ بالبَصَرِ، والضَّرْبُ بالعَصا، وبالضمِّ: الجَبَلُ الصَّغيرُ، وبالكسر: عَبْدٌ مُلِكَ هو وأبَواهُ، للواحدِ والجَمْعِ، أو يُجْمَعُ أقْناناً وأقِنَّةً، أَو هو الخالِصُ العُبودَةِ، بَيِّنُ القُنُونَةِ والقَنانَةِ، أَو الذي وُلِدَ عِنْدَكَ ولا تَسْتَطيعُ إِخْراجَه عَنْكَ.
والقِنَّةُ: قُوَّةٌ من قُوَى الحَبْلِ، أَو يَخُصُّ اللِّيفَ،
ودَواءٌ م فارِسِيَّتُه: بِيرْزَدْ، مُدِرٌّ مُحَلِّلٌ، مِفَشٌّ للرِياحِ، نافِعٌ من الإِعْياءِ والكُزَازِ والصَّرْعِ والصُّداعِ والسَّدَرِ، ووَجَعِ السِّنِّ المُتَأكِّلَةِ، والأذُنِ، واخْتِناقِ الرَّحِمِ، تِرْياقٌ للسِّهامِ المَسْمومَةِ، ولجميعِ السُّمومِ، ودُخانُه يَطْرُدُ الهَوامَّ، وبالضم: الجَبَلُ الصَّغيرُ، وقُلَّةُ الجَبَلِ، والــمُنْفَرِدُ المُسْتَطيلُ في السماءِ، ولا يكونُ إِلاَّ أسْوَدَ، أو الجَبَلُ السَّهْلُ المُسْتَوِي المُنْبَسِطُ على الأرضِ
ج: قُنَنٌ وقِنانٌ وقُنُونٌ،
وع قُرْبَ حَوْمانَةِ الدَّرَّاجِ.
واقْتَنَّ: انْتَصَبَ،
كاقْتَأَنَّ، واتَّخَذَ قِنّاً، وسَكَتَ.
والقُنانُ، كغُرابٍ: الصُّنانُ، وكُمُّ القَميصِ،
كالقَنانِ، وبالفتح: اسمُ مَلِكٍ كانَ يأخُذُ كلَّ سَفينَةٍ غَصْباً، أَو هو هُدَدُ بنُ بُدَدَ، وجَبَلٌ لأَسَدٍ.
وأبو قَنَانٍ: عابدٌ.
والقِنِّينُ، كسِكِّينٍ: الطُّنْبُورُ، ولُعْبَةٌ للرُّومِ يُتَقامَرُ بها.
وابنُ القُنِّيِّ، بالضم: محدِّثٌ.
والقانونُ: مِقْياسُ كلِّ شيءٍ
ج: قَوانِينُ،
وع بين دِمَشْقَ وبَعْلَبَكَّ.
والقُناقِنُ، بالضم: البَصيرُ بالماءِ في حَفْرِ القُنِيِّ
ج: بالفتح.
والقِنْقِنُ: صَدَفٌ بَحْرِيٌّ، الواحِدَةُ: بهاءٍ، وجُرَذٌ كِبارٌ، والدَّليلُ الهادِي.
واسْتَقَنَّ: أقامَ مع غَنَمِه يَشْرَبُ ألبانَها،
وـ بالأمْرِ: اسْتَقَلَّ.
والقَنَنُ: السَّنَنُ.
والقِنِّينَةُ، كسِكِّينَةٍ: إناءٌ من زُجاجٍ للشَّرابِ.
والقِنانَةُ، بالكسر: نَهْرٌ بسَوادِ العِراقِ.
وقَنونَا: وادٍ بالسَّراةِ.
وقُنَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: ة بدِمَشْقَ.

القُلُّ

القُلُّ، بالضم،
والقِلَّةُ، بالكسر: ضِدُّ الكَثْرَةِ (والكُثْرِ) قَلَّ يَقِلُّ، فهو قليلٌ، كأَميرٍ وغُرابٍ وسحابٍ.
وأقَلَّهُ: جَعَلَهُ قليلاً،
كقَلَّلَهُ، وصادَفَه قليلاً، وأتَى بقليلٍ.
والقُلُّ، بالضم: القليلُ،
وـ من الشيءِ: أقَلُّهُ. وكأَميرٍ: القصيرُ النحيفُ، وهي: بهاءٍ.
وقومٌ قَليلونَ وأقِلاَّءُ وقُلُلٌ وقُلُلونَ: يكونُ ذلك في قِلَّةِ العَدَدِ، ودِقَّةِ الجُثَّةِ.
والإِقْلالُ: قِلَّةُ الجِدَةِ.
ورجُلٌ مُقِلٌّ وأقَلَّ: فَقيرٌ، وفيه بَقِيَّةٌ.
وقالَلْتُ له الماءَ: إذا خِفْتَ العَطَشَ، فأَرَدْتَ أن يُسْتَقَلَّ ماؤُكَ. وقُلُّ بنُ قُلٍّ، بضَمِّهِما، لا يُعْرَفُ هو ولا أبوهُ.
وقُلُّ رَجُلٍ يقولُ ذلك إلاَّ زيدٌ، بالضم،
وأقَلُّ رَجُلٍ مَعْناهُما: ما رجُلٌ يقولُه إلا هو.
ورجُلٌ قُلٌّ، بالضم: فَرْدٌ لا أحَدَ له.
وقُلُلٌ من الناسِ، بضمتينِ: ناسٌ مُتَفَرِّقونَ من قَبائِلَ شَتَّى أو غيرِ شتَّى فإذا اجتمعوا جَمْعاً، فهم قُلَلٌ، كصُرَدٍ.
والقلَّةُ، بالكسرِ: الرِّعْدَةُ، وبالفتحِ: النَّهْضَةُ من عِلَّةٍ أو فَقْرٍ، وبالضم: أعْلَى الرأسِ والسَّنامِ والجَبَلِ أو كلِّ شيءٍ، والجماعةُ منَّا، والحُبُّ العَظيمُ، أو الجَرَّةُ العظيمَةُ، أو عامَّةً، أو منن الفَخَّارِ، والكوزُ الصغيرِ، ضِدٌّ
ج: كصُرَدٍ وجبالٍ،
وـ من السَّيفِ: قَبيعَتُه.
واسْتَقَلَّهُ: حَمَلَه ورَفَعَه،
كقَلَّه وأقَلَّه،
وـ الطائرُ في طَيَرانِه: ارْتَفَعَ،
وـ النَّباتُ: أنافَ،
وـ القومُ: ذَهَبوا وارْتَحَلوا،
وـ الشيءَ: عَدَّهُ قَليلاً،
كتَقالَّهُ، وغَضِبَ.
والقِلُّ، بالكسر: النَّواةُ تَنْبُتُ مُنْفَرِدَــةً ضَعيفَةً، والرِّعْدَةُ إذا كانت غَضَباً أو طمعاً،
كالقِلَّةِ
ج: كعِنَبٍ.
والقِلالُ، ككِتابٍ: الخُشُبُ المنْصوبَةُ للتَّعْريشِ. وقد أقَلَّتْه الرِّعْدَةُ واسْتَقَلَّتْه.
وأخَذَ بِقِلِّيلَتِه وقِلِّيلاهُ، مُشَدَّدَتَيْنِ مَكْسورَتَيْنِ،
وإِقْليلاهُ، مَكْسورَةً: بجُمْلَتِه.
وارْتَحَلوا بِقِلِّيَّتِهم: بجَماعَتِهم، لم يَدَعوا وراءَهُم شيئاً.
وأكَلَ الضَّبَّ بِقِلِّيَّتِه: بِعِظامِه وجِلْدِه.
والقَلْقالُ: المِسْفارُ. وكهُدْهُدٍ: الخَفيفُ. وكزِبْرِجٍ: نَبْتٌ له حَبٌّ أسْوَدُ، حَسَنُ الشَّمِّ، محرِّكٌ للباءَةٍ جِدّاً، لاسِيَّما مَدْقوقاً بسِمْسِمٍ مَعْجوناً بِعَسَلٍ،
ويقالُ له: القُلْقُلانُ والقُلاقِلُ، بضمِهما، أو هُما نَبْتانِ آخَرانِ، وعِرْقُ هذا الشجرِ المُغاثُ. ومنه المَثَلُ:
"دَقَّكَ بالمِنْحازِ حَبَّ القِلْقِلِ". والعامَّةُ تقوله بالفاءِ غَلَطاً.
والقُلْقُلانِيُّ، بالضم: طائرٌ كالفاخِتَةِ.
وقَلْقَلَ: صَوَّتَ،
وـ الشيءَ قَلْقَلَةً وقِلْقالاً، بالكسر ويُفْتَحُ: حَرَّكَهُ، أو بالفتحِ: الاسمُ،
وـ في الأرضِ: ضَرَبَ فيها.
والقُلْقُلُ والقُلاقِلُ، بضمهما: المِعْوانُ السَّريعُ التَّقَلْقُلِ، أي: التحرُّكِ.
وحُروفُ القَلْقَلَةِ: جطدقب.
والقِلِّيَّةُ، بالكسر وشَدِّ اللامِ: شِبْهُ الصَّوْمَعَةِ.
والقِلُّ: الحائِطُ القصيرُ، وبهاءٍ: النَّهْضَةُ من عِلَّةٍ أو فَقْرٍ.
والقُلَّى، كرُبَّى: الجارِيَةُ القَصيرَةُ.
وتَقالَّتِ الشمسُ: تَرَحَّلَتْ.
ولَقُلَّ ما جِئْتُكَ، بضم القافِ: لُغَةٌ في الفتح (والقَليلُ: القَصيرُ، وهي: بهاءٍ) .
وقالَلْتُ له: قَلُلْتُ عَطاءَهُ.
وسَيْفٌ مُقَلَّلٌ، كمُعَظَّمٍ: له قَبيعَةٌ.

قَلَعَه

قَلَعَه، كمَنَعَه: انْتَزَعَه من أصلِهِ،
كقَلَّعَه واقْتَلَعَه، فانْقَلَعَ وتَقَلَّعَ واقْتَلَعَ، أو حَوَّلَهُ عن مَوْضِعِهِ.
والمَقْلُوعُ: الأميرُ المَعْزُولُ، وقد قُلِعَ كعُنِيَ.
ودائرَةُ القالِعِ، من الفَرَسِ: تكونُ تحتَ اللِّبْدِ، تُكْرَهُ،
وذلك الفَرَسُ: مَقْلوعٌ.
والقَلْعُ: شِبْهُ الكِنْفِ، فيه زادُ الراعِي وتَواديهِ وأصِرَّتُهُ،
كالقَلْعَةِ، ويُحَرَّكُ، ج: قُلُوعٌ وأقْلُعٌ و"شَحْمَتِي في قَلْعِي": يُضْرَبُ للشيء يكونُ في مِلْكِكَ، تَتَصَرَّفُ فيه مَتَى شِئْتَ وكَيْفَ شِئْتَ، ج: قِلاَعٌ وقِلَعَةٌ، كعِنَبَةٍ، وفَأسٌ صغيرَةٌ تكونُ مع البَنَّاءِ، ومَعْدِنٌ يُنْسَبُ إليه الرَّصاصُ الجَيِّدُ.
والقَلْعانِ، من بنِي نُمَيْرٍ: صَلاءَةُ، وشُرَيْحُ ابْنا عَمْرِو بنِ خُوَيْلِفَةَ.
والقَلْعَةُ: الفَسيلَةُ تُقْتَلَعُ من أصْلِ النَّخْلَةِ، أو النَّخْلَةُ التي تُجْتَثُّ من أصْلِهَا، والقِطْعَةُ من السَّنامِ، والحِصْنُ المُمْتَنِعُ على الجَبَلِ، ويُحَرَّكُ، ج: قِلاعٌ وقُلُوعٌ،
ود بِبلادِ الهِنْد قيلَ: وإليه يُنْسَبُ الرَّصاصُ والسُّيوفُ، وكُورَةٌ بالأَنْدَلُس قيلَ: وإليها يُنْسَبُ الرَّصاصُ،
وع باليَمَن، وقَلْعَةُ رَباحٍ بالأَنْدَلُس، وكذا قَلْعَةُ أيُّوبَ، لكنْ يُنْسَبُ إليها: بالثَّغْرِي، لأَنَّها في ثَغْرِ العَدوِّ، وقَلْعَةُ الجِصِّ بِأَرَّجانَ قُرْبَ كازَرُونَ، وقَلْعَةُ أبي الحَسَنِ قربَ صَيْداءَ، وقَلْعَةُ أبي طَويلٍ بإفرِيقِيَةَ، وقَلْعَةُ عبدِ السلامِ بالأَنْدَلُس، منها: إبراهيمُ بنُ سَعْدٍ المحدِّثُ القَلْعِيُّ، وقَلْعَةُ بني حَمَّادٍ:
د بِجِبالِ البَرْبَرِ، وقَلْعَةُ نَجْمٍ على الفُراتِ، وقَلْعَةُ يَحْصُبَ بالأَنْدَلُس، وقَلْعَةُ الرومِ قربَ البيرَةِ، وتُدْعَى الآن: قَلْعَةَ المُسْلمينَ، وبالكسر: الشِّقَّةُ، ج: كعِنَبٍ.
وكجُهَيْنَةَ: ع في طَرَفِ الحِجَازِ،
وة بالبَحْرَيْن،
وع بِبَغْدَادَ.
والقَلَعَةُ، محركةً: صَخْرَةٌ تَنْقَلِعُ عن الجَبَلِ مُنْفَرِدَــةً يَصْعُبُ مَرَامُها، أو الحِجارةُ الضخمةُ، ج: قِلاعٌ وقِلَعٌ، والقِطْعَةُ العظيمةُ من السحابِ كأَنها جبلٌ، أو سحابةٌ ضخمةٌ تأخُذُ جانِبَ السماءِ، ج: قَلَعٌ، والناقةُ العظيمةُ،
كالقَلُوع، وع، وبِلا لامٍ: ع آخَرُ.
ومَرْجُ القَلَعَةِ، محركةً: ع بالبادية إليه تُنْسَبُ السُّيوفُ،
أو ة دونَ حُلْوَانِ العِرَاقِ.
والقَلَعُ، محركةً: الدَّمُ، كالعَلَقِ، وما على جِلْدِ الأجْرَبِ كالقِشْرِ، واسمُ زمانِ إقْلاعِ الحُمَّى، والجِحَرَةُ تكونُ تحتَ الصَّخْرِ، عن القَزَّازِ، ومصدرُ قَلِعَ، كفرحَ، قَلَعَةً، محركةً، فهو قِلْعٌ، بالكسر، وككتِفٍ وطُرْفَةٍ وهُمَزَةٍ وجُبُنَّةٍ وشَدَّادٍ: إذا لم يَثْبُتْ على السَّرْجِ، أو لم يَثْبُتْ قَدَمُهُ عندَ الصِّراعِ، أو لم يَفْهَمِ الكلامَ بَلادةً،
وتَرَكْتُه في قَلْعٍ من حُمَّاهُ، ويكسرُ ويُحَرَّكُ أي: في إقْلاعٍ منها. وكصبورٍ: قَوْسٌ إذا نُزِعَ فيها انْقَلَبَتْ، ج: قُلْعٌ بالضم.
والقَيْلَعُ، كحَيْدَرٍ: المرأةُ الضَّخْمَةُ الرِّجْلَيْنِ والقَوامِ. وكَشَدَّادٍ: الكَذَّابُ، والقَوَّادُ، والنَّبَّاشُ، والشُّرَطِيُّ، والساعي إلى السُّلْطَانِ بالباطِلِ.
والقِلْعُ، بالكسرِ: الشِراعُ،
كالقِلاعَةِ، ككِتابةٍ، وصُدَيْرٌ يَلْبَسُه الرجلُ على صَدْرِهِ، والكِنْفُ، لغةٌ في الفتح، ج: كعِنَبَةٍ، وبالضم: الرجلُ القَوِيُّ المَشْيِ.
والقُلْعَةُ، بالضم: العَزْلُ،
كالقَلْعِ، والمالُ العارِيَّةُ، أو ما لاَ يَدُومُ، والضعيفُ الذي إذا بُطِشَ به لم يَثْبُتْ، وما يُقْلَعُ من الشجرةِ كالأُكْلَةِ.
ومَنْزِلُنَا مَنْزِلُ قُلْعَةٍ أيضاً، وبضمتينِ، وكهُمَزَةٍ، أي: ليس بمُسْتَوْطَنٍ، أو مَعْنَاهُ لاَ نَمْلِكُهُ، أو لاَ نَدْرِي متى نَتَحَوَّلُ عنه.
ومَجْلِسُ قُلْعَةٍ: يَحْتَاجُ صاحِبُه إلى أن يَقومَ مَرَّةً بعدَ مرَّةٍ.
والدنيا دار قُلْعَةٍ، أي: انْقِلاَعٍ.
وهو على قُلْعَةٍ، أي رِحْلَةٍ، وفي صِفَتِه، صلى الله عليه وسلم، إذا زالَ زالَ قُلْعاً، رُوِيَ بالضم وبالتحريكِ، وككتفٍ، أي إذا مشَى كانَ يَرْفَعُ رِجْلَيْهِ رَفْعاً بائناً لاَ يَمْشِي اخْتِيَالاً وتَنَعُّماً.
والقُلاعُ، كغُرابٍ: الطينُ يَتَشَقَّقُ إذا نَضَبَ عنه الماءُ، وقِشْرُ الأرضِ يَرْتَفِعُ عن الكَمْأَةِ فَيَدُلُّ عليها، ويُشَدَّدُ، وداءٌ في الفَمِ، وأن يكونَ البعيرُ صحيحاً فَيَقَعَ مَيِّتاً، وبهاءٍ: صَخْرَةٌ عظيمةٌ في فضاءٍ سَهْلٍ، وكذلك الحَجَرُ والمَدَرُ يُقْتَلَعُ من الأرضِ فَيُرْمَى به. وكرُمَّانٍ: نَبْتٌ من الجَنْبَةِ نِعْمَ المَرْتَعُ رَطْباً ويابساً.
والإِقْلاَعُ عن الأمرِ: الكَفُّ،
كالمُقْلَعِ، كمُكْرَم.
وأقْلَعَتْ عنه الحُمَّى: تَرَكَتْهُ،
وـ الإِبِلُ: خَرَجَتْ من إِثْناءٍ إلى إِرْبَاعٍ،
وـ السفينَةَ: رَفَعَ شِراعَها،
وـ فلانٌ: بَنَى قَلْعَةً، وغَرَضُ المُقالَعَةِ هو أوّلُ الأَغْراضِ. التي تُرْمَى، وهو الذي يَقْرُبُ من الأرضِ فلا يَحْتَاجُ الرامي إلى أن يَمُدّ به اليَدَ مَدّاً شديداً.
واقْتَلَعَهُ: اسْتَلَبَهُ.

حدة

[حدة] فيه: فدفنته في قبر على "حدة" أي منفرداً وحده، وهو معتل كزنة وعدة، وذكر هنا لظاهره. وفيه: لا بأس بقتل "الحدو" والأفعو للمحرم، هي لغة في الوقف على ما أخره ألف بقلب الألف واواً، والحدو: الحدأ بالكسر جمع حدأة وهي الطائر المعروف، سكن الهمزة للوقف فصارت ألفاً فقلبت واواً، ومنهم من يقلبها ياء، وتخفف وتشدد. ومنه ح لقمان: أن أر مطمعي "فحدو" تلمع، أي تختطف الشيء في انقضاضها، وقد أجرى الوصل مجرى الوقف فقلب وشدد، وقيل: الحدو بالتشديد لغة أهل مكة في الحداء. ط: الحديا مصغر حدأة بوزن عنبة. ك ومنه: فمرت به "حدياة" بضم حاء وفتح دال وشدة تحتية به، أي بالوشاح، وقد مر. نه وفيه: كنت "أتحدى" القراء فأقرأ، أي أتعمدهم وأقصدهم للقراءة عليهم. وفي ح الدعاء: "تحدوني" عليها خلة واحدة، أي تبعثني وتسوقني عليها خصلة واحدة، وهو من حدو الإبل فإنه من أكبر الأشياء على سوقها وبعثها. غ: كنت "أتحدى" القراء فأقرأ، هم من جديا الناس، أي يتعمدهم وينازعهم الغلبة.

البِرُّ

البِرُّ: الصِّلَةُ، والجَنَّةُ، والخَيْرُ، والاتِّساعُ في الإِحْسانِ، والحَجُّ، ويقالُ:
بَرَّ حَجُّكَ،
وبُرَّ، بفتح الباءِ وضمِّها، فهو مَبْرورٌ،
وـ: الصِّدْقُ، والطَّاعَةُ،
كالتَّبَرُّرِ، واسْمه: بَرَّةُ مَعْرِفَةٌ، وضِدُّ العُقوقِ،
كالمَبَرَّةِ، بَرَِرْتُهُ أَبَرُّهُ، كعَلِمْتُهُ وضَرَبْتُهُ،
وـ: سَوْقُ الغَنَمِ، والفُؤَادُ، ووَلَدُ الثَّعْلَبِ، والفَأْرَةُ، والجُرَذُ. وبالفتح: من الأَسْماءِ الحُسْنَى، والصادِقُ، والكثيرُ البِرِّ،
كالبارِّ، ج: أبْرارٌ وبَرَرَةٌ، والصِّدْقُ في اليمينِ، ويكسرُ، وقد بَرِرْتَ، وبَرَرْتَ. وبَرَّتِ اليمينُ تَبَرُّ، كيَمَلُّ، ويَحِلُّ، بِرَّاً وبَرَّاً وبُروراً،
وأبَرَّها: أمْضاها على الصِّدْقِ، وضِدُّ البَحْرِ، وأبو عَمْرِو بنُ عبدِ البَرِّ: عالِمُ الأَنْدَلُسِ.
وبَرُّ بنُ عبدِ اللهِ الدَّارِيُّ: صَحابِيٌّ. والأديبُ أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ بَرِّيٍّ، وعليُّ بنُ بَرِّيٍّ، وعليُّ بنُ بحْرِ بنِ بَرِّيٍّ البَرِّيُّ، وحَفيدُهُ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عليٍّ، وابنُ أخيه حسنُ بنُ محمدِ بنِ بَحْرِ بنِ بَرِّيٍّ: محدِّثونَ. وأما الحسنُ بنُ عليٍّ بنِ عبدِ الواحِدِ،
وعُثْمانُ بنُ مِقْسَمٍ البُرِّيَّانِ، فبالضم. وبالضم: الحِنْطَةُ، ج: أبْرارٌ، وبالكسر: محمدُ بنُ عليِّ بنِ البِرِّ اللُّغَوِيُّ، شيخُ ابنِ القَطَّاعِ.
وإبراهيمُ بنُ الفَضْلِ البارُّ: حافظٌ لكنه كذَّابٌ.
وأبَرَّ: رَكِبَ البَرَّ، وكثُرَ ولَدُهُ،
وـ القومُ: كثُرُوا،
وـ عليهم: غَلَبَهم،
وـ الشاءَ: أصْدَرَها.
والبَريرُ، كأميرٍ: الأَوَّلُ من ثَمَرِ الأَراكِ.
وبَريرَةُ: صَحابِيَّةٌ.
والبَرِّيَّةُ: الصَّحْراءُ،
كالبَرِّيتِ، وضِدُّ الرِّيفِيَّةِ.
والبُرْبورُ، بالضم: الجَشيشُ من البُرِّ.
والبَرْبَرَةُ: صَوْتُ المَعَزِ، وكثْرَةُ الكلامِ، والجَلَبَةُ، والصِّياحُ. بَرْبَرَ فهو بَرْبارٌ.
ودَلْوٌ بَرْبارٌ: لها صوتٌ.
وبَرْبَرٌ: جِيلٌ،
ج: البَرابِرَةُ، وهم: بالمَغْرِبِ، وأُمَّةٌ أخْرى بين الحُبوشِ والزَّنْجِ، يَقْطعونَ مذاكيرَ الرِّجالِ ويَجْعلونها مُهورَ نِسائِهِم، وكُلُّهُم من وَلَدِ قَيْسِ عَيْلانَ، أو هُم بَطْنانِ من حِمْيَرَ صِنْهاجَةُ وكُتامَةُ، صارُوا إلى البَرْبَرِ أيامَ فَتْحِ أفْريقَش المَلِكِ إفريقيَّةَ، وسابقٌ، وميْمونٌ، ومحمدُ بنُ موسى، وعبدُ اللَّهِ بنُ محمد، والحسنُ بنُ سَعْدٍ البَرْبَرِيُّونَ، وبَرْبَرٌ المُغنِّي: محدِّثونَ.
والمُبِرُّ: الضابِطُ.
والبُرَيْراءُ، كحُمَيْراءَ: جِبالُ بني سُلَيْمٍ.
والبَرَّةُ: ع قَتَلَ فيه قابِيلُ هابيلَ، وبِلا لامٍ: اسمُ زَمْزَمَ، وعَمَّةُ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، وجَدُّ إبراهيمَ بنِ محمدٍ الصَّنْعانِيِّ والِدِ الربيع شيخِ مُعاذِ بنِ مُعاذٍ، وقَرْيتانِ باليمامةِ: عُلْيا وسُفْلى، وبالضم: بُرَّةُ بنُ رِئابٍ، ويُدْعَى: جَحْشَ بنَ رِئابٍ أيضاً، والِدُ أُمِّ المؤمنينَ زَيْنَبَ.
ومَبَرَّةُ: أكَمَةٌ قُرْبَ المدينَةِ الشريفَةِ.
والبُرَّى، كقُرَّى: الكَلِمَةُ الطَّيِّبةُ.
والبَرْبارُ والمُبَرْبِرُ: الأَسَدُ.
وابْتَرَّ: انْتَصَبَ مُنْفَرِداً عن أصْحابِهِ.
والمُبَرِّرُ من الضأنِ: التي في ضَرْعِها لُمَعٌ. وسَمَّوْا بَرًّا وبَرَّةَ وبُرَّةَ وبَريراً.
وأصْلَحُ العَرَبِ أبَرُّهُم، أي: أبْعَدُهُم في البَرِّ. و"مَنْ أصْلَحَ جَوَّانِيَّهُ، أصْلَحَ اللهُ بَرَّانِيَّهُ" نِسْبَةٌ على غيرِ قِياسٍ.
والبَرَّانِيَّةُ: ة بِبُخارَى، منها: سَهْلُ بنُ محمودٍ البَرَّانِيُّ الفَقيهُ، والنَّجيبُ محمدُ بنُ محمدٍ البَرَّانِيُّ محدِّثٌ.
والبَرابيرُ: طعامٌ يُتَّخَذُ من فَريكِ السُّنْبُلِ والحليبِ.
وبَرَّهُ، كمَدَّه: قَهَرَه بفِعالٍ أو مَقالٍ،
و"لا يَعْرِفُ هِرًّا من بِرًّ" أي: ما يُهِرُّه مما يَبِرُّه، أو القِطَّ من الفأرِ، أو دُعاءَ الغَنَمِ من سَوْقِها، أو دُعاءَها إلى الماءِ من دُعائِها إلى العلَفِ، أو العُقوقَ من اللُّطْفِ، أو الكَراهيَةَ من الإِكْرامِ، أو الهَرْهَرَةَ من البَرْبَرَةِ.
والبُرْبُرُ، بالضم: الكثيرُ الأَصْواتِ، وبالكسر: دُعاءُ الغَنَمِ.

الرَّبَذَةُ

الرَّبَذَةُ، بالتحريكِ: صُوفَةٌ يُهْنَأُ بها البعيرُ، وخِرْقَةٌ يَجْلو بها الصائِغُ الحَلْيَ، ويكسرُ فيهما، ومَدْفَنُ أبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ قُرْبَ المدينةِ،
ومنه: مُوسَى بنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، وأخواهُ عبدُ اللهِ ومحمدٌ، وعَذَبَةُ السَّوْطِ، والشِّدَّةُ، وبالكسر: رجُلٌ لا خيرَ فيه، وصِمامَةُ القارورَةِ، والعِهْنَةُ تُعَلَّقُ في أُذُنِ البعيرِ وغيرِه، وخِرْقَةُ الحائِضِ وكُلِّ قَذَرٍ، جمعُ الكُلِّ: رِبَذٌ ورِباذٌ.
والرَّبَذِيُّ، محركةً: الوَتَرُ، والسَّوْطُ.
والرَّبَذُ، بالتحريكِ: خِفَّةٌ،
رَبِذَتْ يَدُهُ بالقِداحِ، كفَرِحَ. وككَتِفٍ: الخفيفُ القوائِمِ في مَشْيِهِ.
ورَبِذُ العِنانِ: مُنْفَرِدٌ مُنْهَزِمٌ.
ولِثَةٌ رَبِذَةٌ: قليلةُ اللَّحْمِ.
وذُو رَبِذاتٍ: كثيرُ السَّقَطِ في كلامِهِ.
والرَّباذِيَةُ، كعَلانِيَةٍ: الشَّرُّ.
والمِرْباذُ: المِكْثارُ المِهْذارُ، كالرَّبَذانِيِّ.
وأرْبَذَهُ: قَطَعَه، واتَّخَذَ السِّياطَ الرَّبَذِيَّةَ.
والرَّبْذَاءُ بنتُ جَريرِ بنِ الخَطَفِيِّ، وجَماعَةٌ.
وأبو الرَّبْذاءِ: من كُنَاهُمْ.
الرَّبَذَةُ:
بفتح أوّله وثانيه، وذال معجمة مفتوحة أيضا، قال أبو عمرو: سألت ثعلبا عن الربذة اسم القرية فقال ثعلب: سألت عنها ابن الأعرابي فقال:
الربذة الشدة، يقال: كنّا في ربذة فانجلت عنا، وفي كتاب العين: الربذ خفة القوائم في المشي وخفة الأصابع في العمل، تقول: إنّه لربذة، والربذات: العهون التي تعلق في أعناق الإبل، الواحدة ربذة، وقال ابن الكلبي عن الشرقي: الربذة وزرود والشقرة بنات يثرب بن قانية بن مهليل بن إرم بن عبيل بن أرفخشد ابن سام بن نوح، عليه السلام. والربذة: من قرى المدينة على ثلاثة أيّام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكّة، وبهذا الموضع قبر أبي ذر الغفاري، رضي الله عنه، واسمه جندب ابن جنادة، وكان قد خرج إليها مغاضبا لعثمان بن عفان، رضي الله عنه، فأقام بها إلى أن مات في سنة 32، وقرأت في تاريخ أبي محمد عبيد الله بن عبد المجيد بن سيران الأهوازي قال: وفي سنة 319 خربت الربذة باتصال الحروب بين أهلها وبين ضرية ثمّ استأمن أهل ضرية إلى القرامطة فاستنجدوهم عليهم فارتحل عن الربذة أهلها فخربت، وكانت من أحسن منزل في طريق مكّة، وقال الأصمعي يذكر نجدا:
والشرف كبد نجد، وفي الشرف الربذة، وهي الحمى الأيمن، وفي كتاب نصر: الربذة من منازل
الحاج بين السليلة والعمق، وينسب إلى الربذة قوم، منهم: أبو عبد العزيز موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي، وأخواه محمد وعبد الله، روى عبد الله عن جابر عن عقبة بن عامر، روى عنه أخوه موسى، وقتله الخوارج سنة 130، وغيره، وفي تاريخ دمشق:
عبد الله بن عبيدة بن نشيط الربذي مولى بني عامر بن لؤي، وفد على عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، وروى عنه وعن عبيد الله بن عتبة وعن جابر بن عبد الله مرسلا، روى عنه عمر بن عبد الله بن أبي الأبيض وصالح بن كيسان وأخوه موسى بن عبيدة، قال محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: وروى موسى ابن عبيدة الرّبذي، وهو ضعيف الحديث جدّا وهو صدوق، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، وهو ثقة وقد أدرك غير واحد من الصحابة، كذا فيه سواء ضعيف الحديث ثمّ قال صدوق.

الفَرْدُ

الفَرْدُ:
قال نصر: بفتح الفاء، وسكون الراء: جبل من جبلين يقال لهما الفردان في ديار سليم بالحجاز، وجاء في الشعر الفرد والفرد والفردان على الجمع.
الفَرْدُ: مَا لَا يَنْقَسِم قسمَيْنِ متساويين، وَقيل: مَا يَنْقَسِم قسمَيْنِ غير متجانسين. وَقيل: هُوَ الَّذِي بَينه وَبَين الزَّوْج وَاحِد فَقَط.
الفَرْدُ: نِصْفُ الزَّوْجِ، والمُتَّحِدُ، ج: فِرادٌ، ومَنْ لا نظيرَ له، ج: أفْرادٌ وفُرادى، والجانِبُ الواحِدُ من اللَّحْي،
وـ من النِّعالِ: السِّمْطُ التي لم تُخْصَفْ ولم تُطارَق.
وشيءٌ فارِدٌ وفَرْدٌ وفَرَدٌ، كجَبَلٍ وكتِفٍ ونَدُسٍ وعُنُقٍ وسَحْبانَ وحَليمٍ وقَبولٍ: مُتَفَرِّدٌ.
وشجرةٌ فارِدٌ: مُتَنَحِّيَةٌ.
وظَبْيَةٌ فارِدٌ: مُنْفَرِدَــةٌ عن القَطِيعِ،
وناقَةٌ فارِدَةٌ ومِفْرَادٌ وفَرُودٌ: تَنْفَرِدُ في المَرْعى.
وأفْرادُ النُّجومِ،
وفُرودُها: التي تَطْلُعُ في آفاقِ السَّماءِ.
وفَرَّدَ تَفْريداً: تَفَقَّه، واعْتَزَلَ الناسَ، وخَلا لِمُراعاةِ الأَمْرِ والنَّهْيِ، ومنه: "طُوبَى لِلمُفَرِّدِينَ"، و"سَبَقَ المُفَرِّدونَ": وهُمُ المُهْتَزُّونَ بِذِكْرِ اللهِ تعالى، وهُم أيضاً الذين هَلَكَت لِداتُهُم، وبَقُوا هُمْ.
وراكِبٌ مُفَرِّدٌ: ما معه غيرُ بَعيرِهِ.
وفَرِدَ بالأَمْرِ، مثلَّثَةَ الراءِ،
وأفْرَدَ وانْفَرَدَ واسْتَفْرَدَ: تَفَرَّدَ به.
وجاؤُوا فُراداً وفِراداً وفُرادى وفُرادَ وفَرادَ وفَرْدَى، كسَكْرَى، أي: واحِداً بعدَ واحِدٍ، والواحِدُ: فَرَدٌ وفَرِدٌ وفَريدٌ وفَرْدانُ، ولا يجوزُ: فَرْدٌ، في هذا المعنى.
واسْتَفْرَدَ فلاناً: انْفَرَدَ به،
وـ الشيءَ: أَخْرَجَه من بين أصحابِه.
وفَرْدٌ، وفِرْدٌ، وفُرْدٌ، وفَرْدَةُ وفَرَدَى، كجَمَزَى،
وفارِدٌ والفُرُداتُ، بضمَّتينِ: مَواضِعُ.
وفَرْدَةُ: جبلٌ بالبادِيَةِ. وآخَرُ لطّيِّئٍ، وماءٌ لِجَرْمٍ، أو هو بالقافِ.
والفَريدُ: الشَّذْرُ يَفْصِلُ بين اللُّؤْلُؤ والذَّهَبِ، ج: فَرائِدُ، والجَوْهَرَةُ النَّفيسةُ،
كالفَريدَةِ، والدُّرُّ إذا نُظِمَ وفُصِّلَ بغيرِهِ، وبائِعُها وصانِعُها: فَرَّادٌ،
وـ: المَحالُ التي انْفَرَدَتْ فَوَقَعَتْ بين آخِرِ المَحالاتِ السِّتِّ التي تلي دَأْيَ العُنُقِ، وبين السِّتِّ التي بين العَجْبِ وبين هذه،
كالفَرائِدِ.
والفُرْدُودُ: كواكِبُ مُصْطَفَّةٌ خَلْفَ الثُّرَيَّا.
وذَهَبٌ مُفَرَّدٌ: مُفَصَّلٌ بالفريدِ.
والفِرِنْدادُ: شجرٌ،
وع به قَبْر ذي الرُّمَّةِ.
والفَوارِدُ من الإِبِلِ: التي لا تُشْبِهُها فُحولٌ.
ولَقِيتُه فَرْدَيْنِ، أي: لم يكن مَعَنا أحدٌ.
والفَرْدَيْنِ: فَتاةٌ. وزِيادُ بنُ الفَرْدِ، أو أبي الفَرْدِ: صحابِيٌّ. وحَفْصٌ الفَرْدُ المِصْرِيُّ: من الجَبْرِيَّةِ.
والفَرْدُ: سيفُ عبدِ اللهِ بنِ رَواحَةَ.
والفارِدُ من السُّكَّرِ: أجْوَدُهُ، وأبْيَضُهُ، وجبلٌ بِنَجْدٍ. وكهُمَزَةٍ: من يَذْهَبُ وحْدَه.
والفُرْداتُ، بضم الفاءِ: الآكامُ.
وسيفٌ فَرْدٌ وفَرِدٌ وفَريدٌ وفَرَدٌ وفَرْدَدٌ (وفِرِنْدٌ) : لا نظيرَ له.
وأفْرَدَه: عَزَلَه،
وـ إليه رَسولاً: جَهَّزَهُ،
وـ المرأةُ: وَضَعَتْ واحِدَةً،
فهي مُفْرِدٌ، ولا يقالُ في الناقَةِ، لأِنَّها لا تَلِدُ إلا واحِداً.
وفَرْدَدُ: ة بسَمَرْقَنْدَ.

الصِّنْدِدُ

الصِّنْدِدُ، كزِبْرِجٍ: السَّيِّدُ الشُّجاعُ،
كالصِّنْديدِ، أو الحَليمُ، أو الجوادُ، أو الشريفُ، وحَرْفٌ مُنْفَرِدٌ في الجَبَلِ، وجبلٌ بتِهامَةَ.
والصِّنْديدُ من الرِّيحِ والبَرْدِ: الشديدُ،
وـ من الغَيْثِ: العظيمُ القَطْرِ، والغالبُ.
والصَّناديدُ: الدَّواهي، وجماعةُ العَسْكَرِ.
ويومٌ حامي الصَّناديدِ: شديدُ الحَرِّ.
وصَنْدوداءُ: ع بالشامِ.

حَرَدَهُ

حَرَدَهُ يَحْرِدُهُ: قَصَدَهُ، ومَنَعَهُ،
كحَرَّدَهُ، وثَقَبَهُ.
ورَجُلٌ حَرْدٌ وحارِدٌ وحَرِدٌ وحَريدٌ ومُتَحَرِّدٌ، من قَوْمٍ حِرادٍ وحُرَداءَ: مُعْتَزِلٌ مُتَنَحٍّ.
وحَيٌّ حَريدٌ: مُنْفَرِدٌ إما لِعِزَّتِهِ أو لِقِلَّتِهِ.
حَرَدَ يَحْرِدُ حُرُوداً. وكضَرَبَ وسَمِعَ: غَضِبَ، فهو حارِدٌ وحَرِدٌ وحَرْدانُ.
والحِرْدُ، بالكسر: قِطْعةٌ من السَّنامِ، ومَبْعَرُ البَعيرِ والناقَةِ،
كالحِرْدَةِ، بالكسر. وزيادُ بنُ الحَرِدِ، ككَتِفٍ: مَوْلَى عَمْرِو بنِ العاصِ.
وحارَدَتِ الإِبِلُ: انْقَطَعَتْ ألبانُها، أو قَلَّتْ،
وـ السَّنَةُ: قَلَّ ماؤُها.
وناقةٌ حَرودٌ ومُحارِدٌ ومُحارِدَةٌ، بَيِّنَةُ الحِرادِ.
والحَرَدُ، محرَّكةً: داءٌ في قَوائِمِ الإِبِلِ، أو في اليَدَيْنِ، أو يُبْسُ عَصَبِ إحداهُما من العِقالِ، فَيَخْبِطُ بِيَدَيْهِ إذا مَشَى، وأن تَثْقُلَ الدِّرْعُ على الرَّجُلِ فلم يَقْدِرْ على الانْتِشاطِ في المَشْيِ، وأن يكونَ بعضُ قُوَى الوَتَرِ أطوَلَ من بعضٍ، وفِعْلُ الكُلِّ: كفَرِحَ، فهو حَرِدٌ.
والحُرْدِيُّ والحُرْدِيَّةُ، بضمِّهما: حِياصَةُ الحَظيرَةِ، تُشَدُّ على حائِطِ القَصَبِ.
والمُحَرَّدُ، كمُعَظَّمٍ: الكوخُ المُسَنَّمُ، والمُعْوَجُّ، والبيتُ فيه حَرادِيُّ القَصَبِ.
وحَرَّدَ الحَبْل تَحْريداً: أدْرَجَ فَتْلَهُ فجاءَ مُسْتديراً،
وـ الشيءَ: عَوَّجَهُ،
وـ زَيْدٌ: آوَى إلى كوخٍ مُسَنَّمٍ.
وتَحَرَّدَ الأَدِيمُ: أُلْقِيَ ما عليه من الشَّعْرِ.
وقَطاً حُرْدٌ: سِراعٌ.
والحَريدُ: السَّمَكُ المُقَدَّدُ.
وأحْرَدَهُ: أفْرَدَهُ،
وـ في السَّيْرِ: أغَذَّ.
والأَحْرَدُ: البَخيلُ اللَّئيمُ.
والحُرَيْداءُ: رَمْلَةٌ ببلادِ بني أبي بَكْرِ بن كِلابِ، وعَصَبَةٌ تكونُ في مَوْضِعَ العِقالِ تَجْعَلُ الدابَّةَ حَرْداءَ.
والحُرودُ: حُروفُ الحَبْلِ،
كالحَراديدِ.
والمَحارِدُ: المَشافِرُ.
وانْحَرَدَ النَّجْمُ: انْقَضَّ.
وكعُثْمانَ: ة بدِمَشْقَ. وكمَجْلِسٍ: مَفْصِلُ العُنُقِ، أو مَوْضِعُ الرَّحْلِ. وكصَحْراءَ: لَقَبُ بني نَهْشَلِ بنِ الحارِثِ.
والحِرْدَةُ، بالكسر: د بساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ.

امم

[امم] نه فيه: اتقوا الخمر فإنها "أم" الخبائث أي تجمع كل خبيث، فلانأم الخير أي يجمع كل خير، وفيه أتى "أم" منزلته أي امرأته، أو من يدبر أمر بيته من النساء و"أم كلبة" الحمى. وفيه: لم يضره "أم الصبيان" أي الريح التي"لبإمام" مبين أي طريق واضح، والنبي والكتاب. ومنه: أحصيناه في "إمام" مبين. نه: "إمالا" فلا تبايعوا حتى يبدو صلاح الثمرا هو كلمة ترد في المحاورات، وأصلها إن وما فأدغمت وقد أمالت العرب لا إمالة خفيفة، والعوام يشبعون إمالتها فتصير ألفها ياء، وهو خطأ، ومعناه إن لم تفعل هذا فليكن هذا. ن: "أمالا" فاذهبي حتى تلدي بكسر همزة وتشديد ميم أي إذا أبيت أن تستري على نفسك وترجعي عن قولك فاذهبي حتى تلدي. ومنه: "إمالا" فسل فلانة بكسر همزة وفتح لام وبإمالة خفيفة، وعند بعض إمالي بكسر لام ولعله إمالة. و"أما" أنت طلقت امرأتك طلقة مرة أو مرتين بهمزة مفتوحة أي أن كنت فحذف الفعل، وعوض ما، وفتح أن. قوله أمرني بهذا أي بالرجعة. ك: "أما" والله حتى تموت أما حرف غيري فلا أعلم حاله.

الأداء

الأداء: الإتيان بالشيء لميقاته ذكره الحرالي، وقال الراغب: لغة: دفع ما يحق دفعه، وعرفا فعل ما دخل وقته قبل خروجه.
الأداء الكامل: ما يؤديه الإنسان على الوجه الذي أُمر به كأداء المُدْرِكْ للإمام.
الأداء:
* " تأدية القُرَّاء القراءة إلينا بالنقل عمَّن قبلهم ". * ما جاء صحيحاً مستفاضاً متلقى بالقبول كمراتب المد الزائدة على القدر المشترك، وهذا وأمثاله ملحق بالقراءة المتواترة حكماً.
الأداء:
[في الانكليزية] Practice ،execution
[ في الفرنسية] Pratique ،execution

هو والقضاء: بحسب اللغة يطلقان على الإتيان بالمؤقّتات كأداء الصلاة الفريضة وقضائها، وبغير المؤقتات كأداء الزكاة والأمانة وقضاء الحقوق والحج للإتيان به ثانيا بعد فساد الأول ونحو ذلك. وأما بحسب اصطلاح الفقهاء فهما أي الأداء والقضاء عند أصحاب الشافعي رحمه الله تعالى يختصّان بالعبادات المؤقتة. ولا يتصوّر الأداء إلّا فيما يتصوّر فيه القضاء وأما ما لا يتصور فيه القضاء، كصلاة العيد والجمعة فلا يطلقون الأداء فيه. وهما والإعادة أقسام للفعل الذي تعلّق به الحكم فتكون أقساما للحكم أيضا. لكن ثانيا وبالعرض فيقال الحكم إمّا متعلّق بأداء أو قضاء أو إعادة ولهذا قالوا الأداء ما فعل في وقته المقدّر له شرعا أولا. واختيار فعل على وجب ليتناول النوافل المؤقتة. وقيد في وقته للاحتراز عمّا فعل قبل الوقت أو بعده.
وقيد المقدّر له للاحتراز عمّا لم يقدّر له وقت كالنوافل المطلقة والنذور المطلقة والأذكار القلبية إذ لا أداء لها ولا قضاء ولا إعادة، بخلاف الحجّ فإنّ وقته مقدّر معيّن لكنه غير محدود فيوصف بالأداء لا بالقضاء لوقوعه دائما فيما قدّر له شرعا أولا. وإطلاق القضاء على الحج الذي يستدرك به حجّ فاسد من قبيل المجاز من حيث المشابهة مع المقضي في الاستدراك. وقيد شرعا للتحقيق دون الاحتراز عمّا قيل وهو المقدّر له لا شرعا كالشهر الذي عيّنه الإمام لزكاته، والوقت الذي عيّنه المكلّف لصلاته لأن إيتاء الزكاة في ذلك الشهر وأداء الصلاة في ذلك الوقت أداء قطعا. اللهم إلّا أن يقال المراد أنه ليس أداء من حيث وقوعه في ذلك الوقت، بل في الوقت الذي قدّره الشارع كما في الحجّ، حتى لو لم يكن الوقت مقدّرا شرعا لم يكن أداء كالنوافل المطلقة والنذور المطلقة. وقولهم أولا متعلّق بفعل واحترز به عن الإعادة فإن الظاهر من كلام المتقدمين والمتأخرين أنّ الإعادة قسيم للأداء والقضاء.
وذهب بعض المحققين إلى أنها قسم من الأداء، وأن قولهم أولا متعلّق بالمقدّر احتراز عن القضاء فإنه واقع في وقته المقدّر له شرعا ثانيا حيث قال عليه الصلاة والسلام «فليصلها إذا ذكرها فإن ذلك وقتها» فقضاء صلاة النائم والناسي عند التذكّر قد فعل في وقتها المقدّر لها ثانيا لا أولا. ولا يرد أنّ القضاء موسّع وقته العمر فلا يتقدّر بزمان التذكّر لأنه لا يدّعي انحصار الوقت فيه، بل المراد أن زمان التذكّر وما بعده زمان قد قدّر له ثانيا. فإن قلت فالنوافل لها على هذا وقت مقدّر أولا هو وقت العمر، كما أن لقضاء الظهر وقتا مقدّرا ثانيا هو بقية العمر. قلت البقية قدّرت وقتا له بالحديث المذكور إذا حمل على أن ذلك وما بعده وقت له. وأما أنّ العمر وقت للنوافل فمن قضية العقل لا من الشرع. والقضاء ما فعل بعد وقت الأداء استدراكا لما سبق له وجوب مطلقا.
فبقولهم بعد وقت الأداء خرج الأداء والإعادة في وقته. وبقولهم استدراكا خرجت إعادة الصلاة المؤداة في وقتها خارج وقتها، فإنها ليست قضاء ولا أداء ولا إعادة اصطلاحا وإن كانت إعادة لغة. وبقولهم لما سبق له وجوب خرج النوافل. وقولهم مطلقا تنبيه على أنه لا يشترط في كون الفعل قضاء الوجوب على المكلّف بل المعتبر مطلق الوجوب، فدخل فيه قضاء النائم والحائض إذ لا وجوب عليهما عند المحقّقين منهم، وإن وجد السبب لوجود المانع، كيف وجواز الترك مجمع عليه وهو ينافي الوجوب. وأمّا عند أبي حنيفة فالنوم لا يسقط نفس الوجوب بل وجوب الأداء، والحيض وكذا النفاس لا يسقطان نفس الوجوب بل وجوب الأداء إلّا أنه ثبت بالنصّ أن الطهارة عنهما للصلاة فحينئذ لا حاجة إلى قيد مطلقا.
وبالجملة فالفعل إذا كان مؤقّتا من جهة الشرع لا يجوز تقديمه لا بكلّه ولا ببعضه على وقت أدائه، فإن فعل في وقته فأداء وإعادة وإن فعل بعد وقته فإن وجد في الوقت سبب وجوبه سواء ثبت الوجوب معه أو تخلّف عنه لمانع فهو قضاء، وإن لم يوجد في الوقت سبب وجوبه لم يكن أداء ولا قضاء ولا إعادة. فإن قلت إذا وقعت ركعة من الصلاة في وقتها وباقيها خارجة عنه فهل هي أداء أو قضاء. قلنا ما وقعت في الوقت أداء والباقي قضاء في حكم الأداء تبعا وكذا الحال فيما إذا وقع في الوقت أقل من ركعة. والإعادة ما فعل في وقت الأداء ثانيا لخلل في الأول، وقيل لعذر كما يجيء في محله. وعند الحنفية من أقسام المأمور به مؤقّتا كان أو غير مؤقّت فالأداء تسليم عين ما ثبت بالأمر إلى مستحقّه، فإنّ أداء الواجب إنما يسمّى تسليما إذا سلم إلى مستحقّه والقضاء تسليم مثل ما وجب بالأمر. والمراد بما ثبت بالأمر ما علم ثبوته بالأمر لا ما ثبت وجوبه، إذ الوجوب إنما هو بالسبب، وحينئذ يصحّ تسليم عين ما ثبت، مع أنّ الواجب وصف في الذمّة لا يقبل التصرّف من العبد، فلا يمكن أداء عينه، وذلك لأن الممتنع تسليم عين ما وجب بالسبب وثبت في الذمة لا تسليم عين ما علم ثبوته بالأمر كفعل الصلاة في وقتها وإيتاء ربع العشر.
وبالجملة فالعينية والمثلية بالقياس إلى ما علم من الأمر لا ما ثبت بالسبب في الذمّة فلا حاجة إلى ما يقال إنّ الشرع شغل الذمّة بالواجب ثم أمر بتفريغها، فأخذ ما يحصل به فراغ الذمّة حكم ذلك الواجب كأنه عينه. ثم الثابت بالأمر أعم من أن يكون ثبوته بصريح الأمر نحو وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ أو بما هو في معناه نحو وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ.
ومعنى تسليم العين أو المثل في الأفعال والأعراض إيجادها والإتيان بها، كأنّ العبادة حقّ الله تعالى، فالعبد يؤدّيها ويسلّمها إليه تعالى. ولم يعتبر التقييد بالوقت ليعمّ أداء الزكاة والأمانات والمنذورات والكفارات.
واختيار ثبت على وجب ليعمّ أداء النفل. قيل هذا خلاف ما عليه الفقهاء من أنّ النفل لا يطلق عليه الأداء إلّا بطريق التوسّع، نعم موافق لقول من جعل الأمر حقيقة في الإيجاب والندب. واختيار وجب في حدّ القضاء بناء على كون المتروك مضمونا والنفل لا يضمن بالترك. وأما إذا شرع فيه فأفسده فقد صار بالشروع واجبا فيقضى، والمراد بالواجب ما يشتمل الفرض أيضا. ولا بدّ من تقييد مثل الواجب بأن يكون من عند من وجب عليه كما قيده به البعض، وقال إسقاط الواجب بمثل من عند المأمور وهو حقه هو القضاء احترازا عن صرف دراهم الغير إلى دينه، فإنه لا يكون قضاء، وللمالك أن يستردّها من ربّ الدّين.
وكذا إذا نوى أن يكون ظهر يومه قضاء من ظهر أمسه أو عصره قضاء من ظهره لا يصحّ مع قوّة المماثلة بخلاف صرف النفل إلى الفرض مع أن المماثلة فيه أدنى. وإنّما صحّ صرف النفل إلى الفرض لأن النفل خالص حقّ العبد وهو قادر على فعله، فإذا صرفه إلى القضاء جاز.
فإن قيل يدخل في تعريف الأداء الإتيان بالمباح الذي ورد به الأمر كالاصطياد بعد الإحلال، ولا يسمّى أداء إذ ليس في العرف إطلاق الأداء عليه. قلت المباح ليس بمأمور به عند المحققين، فالثّابت بالأمر لا يكون إلّا واجبا أو مندوبا، لكن عند من قال بأنه مأمور به فينبغي أن يسمّى أداء كما ذكر صاحب الكشف.
واعلم أنه قد يطلق كل من الأداء والقضاء على الآخر مجازا شرعيا لتباين المعنيين مع اشتراكهما في تسليم الشيء إلى من يستحقه وفي إسقاط الواجب، كقوله تعالى: فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ أي أدّيتم. وكقوله تعالى: فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ أي أدّيت صلاة الجمعة، وكقولك نويت أداء ظهر أمس. وأما بحسب اللغة فقد ذكروا أنّ القضاء حقيقة في تسليم العين والمثل وأنّ الأداء مجاز في تسليم المثل.
واعلم أيضا أنهم لم يذكروا الإعادة في هذا التقسيم لأنها داخلة في الأداء والقضاء على ما يجيء في محلها.
والأداء ينقسم إلى أداء محض وهو ما لا يكون فيه شبه من القضاء بوجه من الوجوه من حيث تغيّر الوقت ولا من حيث التزامه، وإلى أداء يشبه القضاء. والأول أي الأداء المحض ينقسم إلى كامل وهو ما يؤدّى على الوجه الذي شرع عليه كالصلاة بجماعة وردّ عين المغصوب، وقاصر وهو بخلافه كالصلاة منفردا فإنه أداء على خلاف ما شرع عليه، فإن الصلاة لم تشرع إلّا بجماعة لأن جبرائيل عليه السلام علّم الرسول عليه السلام الصلاة أوّلا بجماعة في يومين، وكرد المغصوب مشغولا بالجناية أو بالدّين بأن غصب عبدا فارغا ثم لحقه الدّين في الجناية في يد الغاصب. والأداء الذي يشبه القضاء كإتمام الصلاة من اللاحق فإنه أداء من حيث بقاء الوقت شبيه بالقضاء من حيث أنه لم يؤدّ كما التزم، فإنه التزم الأداء مع الإمام.
والقضاء أيضا ينقسم إلى قضاء محض وهو ما لا يكون فيه معنى الأداء أصلا لا حقيقة ولا حكما، وقضاء في معنى الأداء وهو بخلافه. والأول ينقسم إلى القضاء بمثل معقول وإلى القضاء بمثل غير معقول. والمراد بالمثل المعقول أن يدرك مماثلته بالعقل مع قطع النّظر عن الشرع، وبغير المعقول أن لا يدرك مماثلته إلّا شرعا. والمثل المعقول ينقسم إلى المثل الكامل كقضاء الفائتة بجماعة وإلى القاصر كقضائها بالانفراد. والقضاء الغير المحض كما إذا أدرك الإمام في العيد راكعا كبّر في ركوعه فإنه وإن فات موضعه وليس لتكبيرات العيد قضاء إذ ليس لها مثل، لكن للركوع شبها بالقيام لبقاء الاستواء في النصف الأسفل فيكون شبيها بالأداء، فصارت الأقسام سبعة. ثم جميع هذه الأقسام توجد في حقوق الله وفي حقوق العباد فكانت الأقسام أربعة عشر. هذا كلّه خلاصة ما في العضدي وحواشيه والتلويح وكشف البزدوي. ثم الأداء عند القرّاء يطلق على أخذ القرآن عن المشايخ كما يجيء في لفظ التلاوة.

مُخَالفَة الْقيَاس اللّغَوِيّ

مُخَالفَة الْقيَاس اللّغَوِيّ: أَن تكون الْكَلِمَة على خلاف القوانين المستنبطة من تتبع مُفْرَدَات ألفاظهم الْمَوْضُوعَة. أَو مَا هُوَ فِي حكمهَا كالمنسوب فَإِن الصّرْف باحث عَن أَحْوَاله وَلَيْسَ بمفرد حَقِيقَة. لكنه فِي حكم الْمُفْرد فِي كَون يَاء النِّسْبَة كالجزء مِنْهُ وَكَونه بِمَنْزِلَة الْمُشْتَقّ. فَإِن القريشي فِي منزلَة الْمَنْسُوب إِلَى القريش. وَالْمرَاد بِالْقِيَاسِ اللّغَوِيّ مَا يُقَابل الْقيَاس الْعقلِيّ فَيدْخل فِيهِ الْقيَاس النَّحْوِيّ والصرفي وَمِثَال مُخَالفَة الْقيَاس النَّحْوِيّ جعل الِاسْم غير منصرف بِسَبَب وَاحِد وَمُخَالفَة الْقيَاس الصرفي كالأجلل بفك الادغام. الْمخْرج: اسْم ظرف من الْخُرُوج - و (المخارج) جمعه ومخرج الْحَرْف هُوَ الْمَكَان الَّذِي ينشأ مِنْهُ. وَمَعْرِفَة ذَلِك بِأَن تسكنه أَنْت وَتدْخل عَلَيْهِ همزَة الْوَصْل وَتنظر أَيْن يَنْتَهِي الصَّوْت فَحَيْثُ انْتهى. فثم مخرجه. أَلا ترى أَنَّك تَقول (اب) وتسكت فتجد الشفتين قد أطبقت إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى. وَجُمْلَة المخارج (سِتَّة عشر تَقْرِيبًا) لتسعة وَعشْرين حرفا كَمَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ أصل الْحُرُوف الْعَرَبيَّة تِسْعَة وَعِشْرُونَ حرفا. وَهِي الْهمزَة - وَالْألف - وَالْهَاء - إِلَى آخرهَا - ثمَّ قَالَ وللحروف الْعَرَبيَّة سِتَّة عشر مخرجا. وَالْمرَاد تَقْرِيبًا كَمَا ذكرنَا لِأَن التَّحْقِيق أَن لكل حرف مخرجا مُخَالفا لمخرج الآخر وَإِلَّا لَكَانَ إِيَّاه.

فَاعْلَم أَن الْمخْرج. الأول: مَا يخرج مِنْهُ ثَلَاثَة أحرف الْألف الساكنة المفتوح مَا قبلهَا. وَالْوَاو الساكنة المضموم مَا قبلهَا. وَالْيَاء الساكنة المكسور مَا قبلهَا وَهُوَ الْجوف. وَالثَّانِي: مَا يخرج مِنْهُ حرفان الْهمزَة - وَالْهَاء - وَهُوَ أقْصَى الْحلق. وَالثَّالِث: مَا يخرج مِنْهُ حرفان. الْعين. والحاء المهملتان وَهُوَ أَوسط الْحلق. وَالرَّابِع: مَا يخرج مِنْهُ حرفان. الْغَيْن. وَالْخَاء المعجمتان وَهُوَ أدنى الْحلق. وَالْخَامِس: مَا يخرج مِنْهُ الْقَاف وَحدهَا وَهُوَ أقْصَى اللِّسَان مَعَ مَا يَلِيهِ من الحنك الْأَعْلَى - وَالسَّادِس: مَا يخرج مِنْهُ الْكَاف وَهُوَ أَسْفَل من مخرج الْقَاف قَلِيلا. وَالسَّابِع: مَا يخرج مِنْهُ ثَلَاثَة أحرف. الْجِيم. والشين. وَالْيَاء المتحركة والساكنة المفتوح مَا قبلهَا وَهُوَ وسط اللِّسَان مَعَ مَا يَلِيهِ من الحنك الْأَعْلَى - وَالثَّامِن: مَا يخرج مِنْهُ الضَّاد وَحدهَا وَهُوَ حافة اللِّسَان مَعَ مَا يَلِيهِ من الأضراس الْيُمْنَى أَو الْيُسْرَى - وَالتَّاسِع: مَا يخرج مِنْهُ اللَّام وَهُوَ أدنى اللِّسَان - والعاشر: مَا يخرج مِنْهُ النُّون لَا غير هُوَ طرف اللِّسَان مَعَ مَا يحاذيه من الحنك الْأَعْلَى ومخرج النُّون تَحت مخرج اللَّام قَلِيلا - وَالْحَادِي عشر: مَا يخرج مِنْهُ الرَّاء وَهُوَ طرف اللِّسَان إِلَى جَانب ظَهره مَعَ مَا يَلِيهِ من الحنك الْأَعْلَى - وَالثَّانِي عشر: مَا يخرج مِنْهُ ثَلَاثَة أحرف. التَّاء والطاء. وَالدَّال وَهُوَ طرف اللِّسَان مَعَ أصُول الثنايا الْعليا. وَالثَّالِث عشر: مَا يخرج مِنْهُ ثَلَاثَة أحرف. الرَّاء. وَالسِّين. وَالصَّاد وَهُوَ طرف اللِّسَان مَعَ فَوق الثنايا السُّفْلى - وَالرَّابِع عشر: مَا يخرج مِنْهُ ثَلَاثَة أحرف الثَّاء الْمُثَلَّثَة. والذال. والظاء المعجمتان وَهُوَ طرف اللِّسَان مَعَ أَطْرَاف الثنايا الْعليا - وَالْخَامِس عشر: مَا يخرج مِنْهُ الْفَاء مُنْفَرِدَــة وَهُوَ بطن الشّفة السُّفْلى مَعَ أَطْرَاف الثنايا الْعليا - وَالسَّادِس عشر: مَا يخرج مِنْهُ ثَلَاثَة أحرف. الْبَاء. وَالْمِيم. وَالْوَاو المتحركة والساكنة المفتوح مَا قبلهَا وَهُوَ بَين الشفتين. وَإِنَّمَا لم يعد مخرج الغنة كَمَا عده ابْن الْجَزرِي رَحمَه الله تَعَالَى وَقَالَ مخارج الْحُرُوف سَبْعَة عشر لِأَن الغنة لَيست بِحرف بل هِيَ صفة للميم وَالنُّون فَعدم عدهَا فِي المخارج أولى وأنسب.

مخرج الْكسر: أقل عدد صَحِيح يكون الْكسر مِنْهُ عددا صَحِيحا أَي يكون نِسْبَة عدد صَحِيح تَحت ذَلِك الْأَقَل إِلَى ذَلِك الْأَقَل على نِسْبَة عدد الْكسر إِلَى عدد جملَة الْوَاحِد. فَإِن مخرج التسع تِسْعَة وَهِي أقل عدد يكون التسع مِنْهُ عددا صَحِيحا وَأَن يُمكن إِخْرَاجه عَن ضعفها وَضعف ضعفها إِلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ.

ومخارج الكسور التِّسْعَة: فِي الكسور التِّسْعَة.

اليبوسة

اليبوسة: كيفية تقتضي صعوبة الشكل والتفرق والاتصال.
اليبوسة: كَيْفيَّة فِي الْجِسْم تَقْتَضِي صعوبة الشكل والتفرق والاتصال.
(اليبوسة) ضد الرُّطُوبَة وَكَيْفِيَّة تَقْتَضِي صعوبة التشكل والتفرق والاتصال
اليبوسة:
[في الانكليزية] Dryness ،aridity
[ في الفرنسية] Secheresse ،dessechement
بالباء الموحدة هي من الكيفيات الملموسة، وتقابل الرطوبة بالتضاد عند الكلّ.
فعند الإمام عبارة عن عسر الالتصاق والانفصال أي عن كيفية تقتضي ذلك. وعند الحكماء عسر التشكّل أي كيفية تقتضي ذلك. قال الإمام الرازي في المباحث المشرقية. لعلّ الأقرب في بيان حقيقة اليابس أن يقال من الأجسام التي نشاهدها ما يسهل تفرقه ويصعب اتصاله إمّا لذاته بأن يكون ذلك الجسم في نفسه بحيث يتفرّق أجزاؤه وتنفرك بسهولة وهو اليابس، فاليبوسة حينئذ هي الكيفية التي يكون الجسم بها سهل التفرّق عسر الاجتماع. وإمّا للحامات واتصالات سهلة الانفراك بين أجزائه الصغيرة الصلبة التي يكون كلّ واحد منها عسر التفرّق في نفسه وهو الهشّ. ومنها ما هو بالعكس فيسهل اتصاله ويصعب تفرّقه وهو اللّزج.
والمذكور في الملخص أنّ من الأجسام المتصلة ما ينفرك بسهولة ومنها ما ليس كذلك، والثاني هو الصلب، والأول على قسمين: أحدهما أن يكون الجسم مركّبا من أجزاء صغار لا يقوى الحسّ على إدراك كلّ واحد منها منفردا، ويكون كلّ واحد منها صلبا عسر الانفراك ولكنها متصلة بلحامات سهلة الانفراك وهو الهشّ. وثانيهما أن يكون الجسم في طبعه تلك اللحامات وهو اليابس، كذا في شرح المواقف.

وفي شروح الموجز أنّ لليابس معنيين: أحدهما اليابس بالفعل وضدّه الرطب بالفعل، وثانيهما اليابس بالقوة وهو الذي إذا ورد على بدن الإنسان المعتدل أخذ كيفية زائدة على ما له من اليبوسة، سواء كان يابسا بالفعل أو لا يكون، بل يكون رطبا كالعسل فإنّه وإن كان رطبا بالفعل لكنه يابس بالقوة. ولليابس معان أخر أيضا ذكرت في لفظ الرطوبة.

الْقُوَّة

(الْقُوَّة) ضد الضعْف والطاقة من طاقات الْحَبل وَتمكن الْحَيَوَان من الْأَعْمَال الشاقة والمؤثر الَّذِي يُغير أَو يمِيل إِلَى تَغْيِير حَالَة سُكُون الْجِسْم أَو حَالَة حركته بِسُرْعَة منتظمة فِي خطّ مُسْتَقِيم (مج) ومبعث النشاط والنمو وَالْحَرَكَة وتنقسم إِلَى طبيعية وحيوية وعقلية كَمَا تَنْقَسِم إِلَى باعثة وفاعلة (ج) قوى وقوات وَيُقَال رجل شَدِيد القوى شَدِيد أسر الْخلق والقوات المسلحة فيالق الْجَيْش فِي الْبر وَالْبَحْر والجو (محدثة)
الْقُوَّة: تمكن الْحَيَوَان من الْأَفْعَال الشاقة أَي الْقُدْرَة. وَاعْلَم أَن الْقُوَّة بِمَعْنى إِمْكَان حُصُول الشَّيْء مَعَ عدم تقَابل الْفِعْل بِمَعْنى الْحُصُول فِي أحد الْأَزْمِنَة. وَقد تطلق الْقُوَّة على الشَّيْء الَّذِي هُوَ مبدأ التَّغَيُّر فِي آخر من حَيْثُ هُوَ آخر سَوَاء كَانَ ذَلِك المبدأ جوهرا أَو عرضا وَسَوَاء كَانَ فَاعِلا أَو غَيره وَفَائِدَة الْحَيْثِيَّة التَّنْبِيه على أَن الآخر لَا يجب أَن يكون مغايرا لَهُ بِالذَّاتِ بل قد يكون مغايرا بِالِاعْتِبَارِ كَمَا فِي معالجة الْإِنْسَان نَفسه الناطقة فِي الْأَمْرَاض النفسانية فَإِن التغاير هَا هُنَا اعتباري فَإِن الْإِنْسَان من حَيْثُ إِنَّه عَالم بمعالجة تِلْكَ الْأَمْرَاض معالج. وَمن حَيْثُ إِنَّه مَرِيض بِتِلْكَ الْأَمْرَاض معالج. وَأما فِي معالجة الْإِنْسَان فِي الْأَمْرَاض الْبَدَنِيَّة فهما متغايران بِالذَّاتِ أَيْضا قيل قد يُطلق على الْأَمر العرضي الَّذِي هُوَ مبدأ الْأَفْعَال والانفعالات وَقد تطلق على الصُّورَة النوعية بِاعْتِبَار كَونهَا مُؤثرَة ومبدأ للْفِعْل والانفعال. وَلَا يخفى عَلَيْك أَن هذَيْن الإطلاقين منفردان على إِطْلَاق الْقُوَّة على ذَلِك المبدأ فَافْهَم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.