Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: منحوت

رَذَلَ 

(رَذَلَ) الرَّاءُ وَالذَّالُ وَاللَّامُ قَرِيبٌ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ. فَالرَّذْلُ: الدُّونُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَكَذَلِكَ الرُّذَالُ.

انْقَضَى الثُّلَاثِيُّ مِنَ الرَّاءِ.

وَهَذَا شَيْءٌ يَقِلُّ فِي كِتَابِ الرَّاءِ، وَالَّذِي جَاءَ مِنْهُ فَــمَنْحُوتٌ أَوْ مَزِيدٌ فِيهِ. مِنْ ذَلِكَ (رَعْبَلْتُ) اللَّحْمَ رَعْبَلَةً; إِذَا قَطَّعْتَهُ، قَالَ:

تَرَى الْمُلُوكَ حَوْلَهُ مُرَعْبَلَهْ فَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الْبَاءُ، وَأَصْلُهُ مِنْ رَعَلَ، وَقَدْ مَضَى. يُقَالُ لِمَا يُقْطَعُ مِنْ أُذُنِ الشَّاةِ وَيُتْرَكُ مُعَلَّقًا يَنُوسُ كَأَنَّهُ زَنَمَةٌ [رَعْلَةٌ] . فَالرَّعْبَلَةُ مِنْ هَذَا.

وَمِنْ ذَلِكَ (الرَّهْبَلَةُ) : مَشْيٌ بِثِقَلٍ. وَهَذَا مَنْحُوتٌ مِنْ رَهَلَ وَرَبَلَ، وَهُوَ التَّجَمُّعُ وَالِاسْتِرْخَاءُ، فَكَأَنَّهَا مِشْيَةٌ بِتَثَاقُلٍ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْمُرْجَحِنُّ) ، وَهُوَ الْمَائِلُ، فَالنُّونُ فِيهِ زَائِدَةٌ، لِأَنَّهُ مِنْ رَجَحَ. وَلَيْسَ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا فِي الْبَابِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.

كِتَابُ الزَّايِ

بَابُ مَا جَاءَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ أَوَّلُهُ زَاءٌ فِي الْمُضَاعَفِ وَالْمُطَابَقِ 

ضَزَنَ 

(ضَزَنَ) الضَّادُ وَالزَّاءُ وَالنُّونُ أَصْلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الضَّغْطِ وَالْمُزَاحَمَةِ. يَقُولُونَ لِلَّذِي يُزَاحِمُ أَبَاهُ فِي امْرَأَتِهِ: ضَيْزَنَ. قَالَ أَوْسٌ:

فَكُلُّكُمْ لِأَبِيهِ ضَيْزَنٌ سَلِفُ

وَيُقَالُ الضَّيْزَنُ: الْعَدُوُّ. وَإِذَا اتَّسَعَ قَبُّ الْبَكَرَةِ فَضُيِّقَ بِخَشَبَةٍ فَذَلِكَ هُوَ الضَّيْزَنُ. وَالضَّيْزَنُ: الَّذِي يُزَاحِمُ عِنْدَ الِاسْتِقَاءِ وَالْإِيرَادِ.

 مِنْ ذَلِكَ الضِّرْغَامُ: الْأَسَدُ، فَهَذَا مَنْحُوتٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنْ ضَغَمَ، وَضَرِمَ. كَأَنَّهُ يَلْتَهِبُ حَتَّى يَضْغَمَ. وَقَدْ فَسَّرْنَا الْكَلِمَتَيْنِ. وَيُقَالُ: ضَرْغَمَ الْأَبْطَالُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْحَرْبِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الضُّبَارِكُ) وَ (الضِّبْرَاكُ) ، وَهُوَ الرَّجُلُ الضَّخْمُ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الْكَافُ، وَأَصْلُهُ مِنَ الضَّبْرِ وَهُوَ الْجَمْعُ وَقَدْ مَضَى.

وَمِنْ ذَلِكَ (الضَّرْزَمَةُ) ، وَهُوَ شِدَّةُ الْعَضِّ. وَأَفْعَى (ضِرْزِمٌ) : شَدِيدَةُ الْعَضِّ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الْمِيمُ، وَهُوَ مِنْ ضَرَزَ، وَهُوَ أَنْ يَشْتَدَ عَلَى الشَّيْءِ. وَقَدْ فُسِّرَ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الضَّفَنْدَدُ) ، وَهُوَ الضَّخْمُ، وَالدَّالُ فِيهِ زَائِدَةٌ. وَهُوَ مِنَ الضَّفْنِ. وَمِنْهُ (الضِّبَطْرُ) ، وَهُوَ الشَّدِيدُ. وَهِيَ مَنْحُوتَــةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ، مِنْ ضَبَطَ وَضَطَرَ.

وَمِنْهُ (الضَّيْطَرُ) ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ.

وَمِنْهُ (الضُّبَارِمُ) : الْأَسَدُ، وَالْمِيمُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مِنَ الضَّبْرِ.

وَمِنْهُ (الضَّبْثَمُ) ، وَهُوَ الشَّدِيدُ، وَهُوَ مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الْمِيمُ، وَهُوَ مِنْ ضَبَثَ عَلَى الشَّيْءِ، إِذَا قَبَضَ عَلَيْهِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الضَّبَغْطَى) كَلِمَةٌ يُفَزَّعُ بِهَا، وَهُوَ مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الْبَاءُ، وَهُوَ مِنَ الضَّغْطِ. وَمِنْ ذَلِكَ (الضَّبَنْطَى) : الْقَوِيُّ، وَقَدْ زِيدَتْ فِيهِ النُّونُ، وَهُوَ مِنْ ضَبَطَ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْمُضَرْغِطُّ) : الضَّخْمُ، وَالْغَضْبَانُ. وَهُوَ أَيْضًا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الرَّاءُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الضِّرْسَامَةُ) وَهُوَ اللَّئِيمُ، وَالْمِيمُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مِنَ الضِّرْسِ.

وَمِمَّا وُضِعَ وَضْعًا وَلَا أَظُنُّ لَهُ قِيَاسًا (الضَّمْعَجُ) ، وَهُوَ الضَّخْمَةُ مِنَ النُّوقِ، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلْبَعِيرِ. وَامْرَأَةٌ ضَمْعَجٌ: ضَخْمَةٌ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الضُّغْبُوسُ) ، وَهُوَ الرَّجُلُ الضَّعِيفُ. قَالَ جَرِيرٌ:

قَدْ جَرَّبَتْ عَرَكِي فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ ... غُلْبُ اللُّيُوثِ فَمَا بَالُ الضَّغَابِيسِ

وَالضَّغَابِيسُ: صِغَارُ الْقِثَّاءِ، وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ضَغَابِيسُ» . وَالسِّينُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلَّذِي يَأْكُلُهَا كَثِيرًا ضَغِْبٌ.

وَمِنْ ذَلِكَ (اضْمَحَلَّ) الشَّيْءُ: ذَهَبَ. وَاضْمَحَلَّ السَّحَابُ: تَقَشَّعَ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الضِّفْدِعُ) ، وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ. وَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الْكِسَائِيُّ: (اضْبَأَكَّتِ) الْأَرْضُ وَ (اضْمَأَكَّتْ) ، إِذَا خَرَجَ نَبْتُهَا.

وَمِنْ ذَلِكَ (الضِّئْبِلُ) ، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ.

وَيُقَالُ (اضْفَأَدَّ) ، إِذَا انْتَفَخَ مِنَ الْغَضَبِ، اضْفِئْدَادًا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

هَمَذَانُ

هَمَذَانُ:
بالتحريك، والذال معجمة، وآخره نون، في الإقليم الرّابع، وطولها من جهة المغرب ثلاث وسبعون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، قال هشام بن الكلبي: همذان سميت بهمذان بن الفلّوج ابن سام بن نوح، عليه السّلام، وهمذان وأصبهان أخوان بنى كل واحد منهما بلدة، ووجد في بعض كتب السريانيين في أخبار الملوك والبلدان: إن الذي بنى همذان يقال له كرميس بن حليمون، وذكر بعض علماء الفرس أن اسم همذان إنما كان نادمه ومعناه المحبوبة، وروي عن شعبة أنه قال: الجبال عسكر وهمذان معمعتها وهي أعذبها ماء وأطيبها هواء، وقال ربيعة بن عثمان: كان فتح همذان في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من مقتل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وكان الذي فتحها المغيرة بن شعبة في سنة 24 من الهجرة، وفي آخر: وجّه المغيرة بن شعبة وهو عامل عمر بن الخطاب على الكوفة بعد عزل عمار بن ياسر عنها جرير بن عبد الله البجلي إلى همذان في سنة 23 فقاتله أهلها وأصيبت عينه بسهم فقال: أحتسبها عند الله الذي زين بها وجهي ونوّر لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله، وجرى أمر همذان على مثل ما جرى عليه أمر نهاوند وذلك في آخر سنة 23 وغلب على أرضها قسرا وضمّها المغيرة إلى كثير بن شهاب والي الدينور، وإليه ينسب قصر كثير في نواحي الدينور، وقال بعض علماء الفرس: كانت همذان أكبر مدينة بالجبال وكانت أربعة فراسخ في مثلها، طولها من الجبل إلى قرية يقال لها زينوآباذ، وكان صنف التجار بها وصنف الصيارف بسنجاباذ، وكان القصر الخراب الذي بسنجاباذ تكون فيه الخزائن والأموال، وكان صنف البزازين في قرية يقال لها برشيقان، فيقال إن بخت نصّر بعث إليها قائدا
يقال له صقلاب في خمسمائة ألف رجل فأناخ عليها وأقام يقاتل أهلها مدة وهو لا يقدر عليها، فلما أعيته الحيلة فيها وعزم على الانصراف استشار أهله فقالوا:
الرأي أن تكتب إلى بخت نصر وتعلمه أمرك وتستأذنه في الانصراف، فكتب إليه: أما بعد فإني وردت على مدينة حصينة كثيرة الأهل منيعة واسعة الأنهار ملتفة الأشجار كثيرة المقاتلة وقد رمت أهلها فلم أقدر عليها وضجر أصحابي المقام وضاقت عليهم الميرة والعلوفة فإن أذن لي الملك بالانصراف فقد انصرفت.
فلما وصل الكتاب إلى بخت نصر كتب إليه: أما بعد فقد فهمت كتابك ورأيت أن تصوّر لي المدينة بجبالها وعيونها وطرقها وقراها ومنبع مياهها وتنفذ إليّ بذلك حتى يأتيك أمري، ففعل صقلاب ذلك وصوّر المدينة وأنفذ الصورة إليه وهو ببابل، فلما وقف عليه جمع الحكماء وقال: أجيلوا الرأي في هذه الصورة وانظروا من أين تفتح هذه المدينة، فأجمعوا على أن مياه عيونها تحبس حولا ثم تفتح وترسل على المدينة فإنها تغرق، فكتب بخت نصر إلى صقلاب بذلك وأمره بما قاله الحكماء، ففتح ذلك الماء بعد حبسه وأرسله على المدينة فهدم سورها وحيطانها وغرق أكثر أهلها فدخلها صقلاب وقتل المقاتلة وسبى الذرّية وأقام بها فوقع في أصحابه الطاعون فمات عامتهم حتى لم يبق منهم إلا قليل ودفنوا في أحواض من خزف فقبورهم معروفة توجد في المحالّ والسكك إذا عمروا دورهم وخرّبوا، ولم تزل همذان بعد ذلك خرابا حتى كانت حرب دارا بن دارا والإسكندر فإن دارا استشار أصحابه في أمره لما أظله الإسكندر فأشاروا عليه بمحاربته بعد أن يحرز حرمه وأمواله وخزائنه بمكان حريز لا يوصل إليه ويتجرد هو للقتال، فقال:
انظروا موضعا حريزا حصينا لذلك، فقالوا له: إن من وراء أرض الماهين جبالا لا ترام وهي شبيهة بالسند وهناك مدينة منيعة عتيقة قد خربت وبارت وهلك أهلها وحولها جبال شامخة يقال لها همذان فالرأي للملك أن يأمر ببنائها وإحكامها وأن يجعل في وسطها حصنا يكون للحرم والخزائن والعيال والأموال ويبني حول الحصن دور القوّاد والخاصة والمرازبة ثم يوكل بالمدينة اثني عشر ألف رجل من خاصة الملك وثقاته يحمونها ويقاتلون عنها من رامها، قال: فأمر دارا ببناء همذان وبنى في وسطها قصرا عظيما مشرفا له ثلاثة أوجه وسماه ساروقا وجعل فيه ألف مخبإ لخزائنه وأمواله وأغلق عليه ثمانية أبواب حديد كل باب في ارتفاع اثني عشر ذراعا ثم أمر بأهله وولده وخزائنه فحوّلوا إليها وأسكنوها، وجعل في وسط القصر قصرا آخر صيّر فيه خواص حرمه وأحرز أمواله في تلك المخابىء، ووكل بالمدينة اثني عشر ألفا وجعلهم حراسا، وحكى بعض أهل همذان عنها مثل ما حكيناه أولا عن بخت نصر من حبس الماء وإطلاقه على البلد حتى خربه وفتحه، والله أعلم، ويقال إن أول من بنى همذان جم بن نوجهان بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وسماها سارو، ويعرب فيقال ساروق، وحصّنها بهمن بن إسفنديار، وإن دارا وجد المدينة حصينة المكان دارسة البناء فأعاد بناءها ثم كثر الناس بها في الزمان القديم حتى كانت منازلها تقدر بثلاثة فراسخ، وكان صنف الصاغة بها بقرية سنجاباذ واليوم تلك القرية على فرسخين من البلد، قال شيرويه في أخبار الفرس بلسانهم:
سارو جم كرد دارا كمر بست بهمن إسفنديار بسر آورد، معناه بنى الساروق جم ونطّقه دارا أي سوّره وعمم عليه سورا واستتمه وأحسنه بهمن بن إسفنديار، وذكر أيضا بعض مشايخ همذان أنها
أعتق مدينة بالجبل، واستدلوا على ذلك من بقية بناء قديم باق إلى الآن وهو طاق جسيم شاهق لا يدرى من بناه وللعامة فيه أخبار عامية ألغينا ذكرها خوف التهمة، وقال محمد بن بشار يذكر همذان وأروند:
ولقد أقول تيامني وتشاءمي ... وتواصلي ريما على همذان
بلد نبات الزعفران ترابه، ... وشرابه عسل بماء قنان
سقيا لأوجه من سقيت لذكرهم ... ماء الجوى بزجاجة الأحزان
كاد الفؤاد يطير مما شفّه ... شوقا بأجنحة من الخفقان
فكسا الربيع بلاد أهلك روضة ... تفترّ عن نفل وعن حوذان
حتى تعانق من خزاماك الذي ... بالجلهتين شقائق النعمان
وإذا تبجّست الثلوج تبجّست ... عن كوثر شبم وعن حيوان
متسلسلين على مذانب تلعة ... تثغو الجداء بها على الحملان
قال المؤلف: ولا شك عند كل من شاهد همذان بأنها من أحسن البلاد وأنزهها وأطيبها وأرفهها وما زالت محلّا للملوك ومعدنا لأهل الدين والفضل إلا أن شتاءها مفرط البرد بحيث قد أفردت فيه كتب وذكر أمره بالشعر والخطب وسنذكر من ذلك مناظرة جرت بين رجل من أهل العراق يقال له عبد القاهر بن حمزة الواسطي ورجل من همذان يقال له الحسين بن أبي سرح في أمرها فيه كفاية، قالوا:
وكانا كثيرا ما يلتقيان فيتحادثان الأدب ويتذاكران العلم وكان عبد القاهر لا يزال يذمّ الجبل وهواءه وأهله وشتاءه لأنه كان رجلا من أهل العراق وكان ابن أبي سرح مخالفا له كثيرا يذم العراق وأهله، فالتقيا يوما عند محمد بن إسحاق الفقيه وكان يوما شاتيا صادق البرد كثير الثلج وكان البرد قد بلغ من عبد القاهر مبالغه، فلما دخل وسلم قال: لعن الله الجبل ولعن ساكنيه وخص الله همذان من اللعن بأوفره وأكثره! فما أكدر هواءها وأشد بردها وأذاها وأشد مؤونتها وأقلّ خيرها وأكثر شرها، فقد سلط الله عليها الزمهرير الذي يعذب به أهل جهنم معما يحتاج الإنسان فيها من الدثار والمؤن المجحفة فوجوهكم يا أهل همذان مائلة وأنوفكم سائلة وأطرافكم خصرة وثيابكم متسخة وروائحكم قذرة ولحاكم دخانية وسبلكم منقطعة والفقر عليكم ظاهر والمستور في بلدكم مهتوك لأن شتاءكم يهدم الحيطان ويبرز الحصان ويفسد الطرق ويشعث الآطام، فطرقكم وحلة تتهافت فيها الدواب وتتقذر فيها الثياب وتتحطم الإبل وتخسف فيها الآبار وتفيض المياه وتكف السطوح وتهيج الرياح العواصف وتكون فيها الزلازل والخسوف والرعود والبروق والثلوج والدّمق فتنقطع عند ذلك السبل ويكثر الموت وتضيق المعايش، فالناس في جبلكم هذا في جميع أيام الشتاء يتوقعون العذاب ويخافون السخط والعقاب ثم يسمونه العدو المحاصر والكلب الكلب، ولذلك كتب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى بعض عماله: إنه قد أظلّكم الشتاء وهو العدو المحاصر فاستعدوا له الفراء واستنعلوا الحذاء، وقد قال الشاعر:
إذا جاء الشتاء فأدفئوني، ... فإن الشيخ يهدمه الشتاء
فالشتاء يهدم الحيطان فكيف الأبدان لا سيما شتاؤكم
الملعون، ثم فيكم أخلاق الفرس وجفاء العلوج وبخل أهل أصبهان ووقاحة أهل الريّ وفدامة أهل نهاوند وغلظ طبع أهل همذان على أن بلدكم هذا أشد البلدان بردا وأكثرها ثلجا وأضيقها طرقا وأوعرها مسلكا وأفقرها أهلا، وكان يقال أبرد البلدان ثلاثة: برذعة وقاليقلا وخوارزم، وهذا قول من لم يدخل بلدكم ولم يشاهد شتاءكم، وقد حدثني أبو جعفر محمد بن إسحاق المكتّب قال: لما قدم عبد الله بن المبارك همذان أوقدت بين يديه نار فكان إذا سخن باطن كفه أصاب ظاهرها البرد وإذا سخن ظاهرها أصاب باطنها البرد، فقال:
أقول لها ونحن على صلاء: ... أما للنار عندك حرّ نار؟
لئن خيّرت في البلدان يوما ... فما همذان عندي بالخيار
ثم التفت إلى ابن أبي سرح وقال: يا أبا عبد الله وهذا والدك يقول:
النار في همذان يبرد حرّها، ... والبرد في همذان داء مسقم
والفقر يكتم في بلاد غيرها، ... والفقر في همذان ما لا يكتم
قد قال كسرى حين أبصر تلّكم: ... همذان لا! انصرفوا فتلك جهنم
والدليل على هذا أن الأكاسرة ما كانت تدخل همذان لأن بناءهم متصل من المدائن إلى أزرميدخت من أسدآباذ ولم يجوزوا عقبة أسدآباذ، وبلغنا أن كسرى أبرويز همّ بدخول همذان فلما بلغ إلى موضع يقال له دوزخ دره، ومعناه بالعربية باب جهنم، قال لبعض وزرائه: ما يسمى هذا المكان؟ فعرّفه، فقال لأصحابه: انصرفوا فلا حاجة بنا إلى دخول مدينة فيها ذكر جهنم، وقد قال وهب بن شاذان الهمذاني شاعركم:
أما آن من همذان الرحيل ... من البلدة الحزنة الجامدة
فما في البلاد ولا أهلها ... من الخير من خصلة واحده
يشيب الشباب ولم يهرموا ... بها من ضبابتها الراكدة
سألتهم: أين أقصى الشتاء ... ومستقبل السنة الواردة؟
فقالوا: إلى جمرة المنتهى، ... فقد سقطت جمرة خامدة
وأيضا قد قال شاعركم:
يوم من الزمهرير مقرور ... على صبيب الضباب مزرور
كأنما حشوه جزائره ... وأرضه وجهها قوارير
يرمي البصير الحديد نظرته ... منها لأجفانه سمادير
وشمسه حرّة مخدّرة ... تسلّبت حين حمّ مقدور
تخال بالوجه من ضبابتها ... إذا حذت جلده زنابير
وقال كاتب بكر:
همذان متلفة النفوس ببردها ... والزمهرير، وحرّها مأمون
غلب الشتاء مصيفها وربيعها، ... فكأنما تموزها كانون
وسأل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، رجلا: من أين أنت؟ فقال: من همذان، فقال: أما إنها مدينة همّ وأذى تجمد قلوب أهلها كما يجمد ماؤها، وقد قال شاعركم أيضا وهو أحمد بن بشّار يذم بلدكم وشدة برده وغلظ طبع أهله وما تحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائكم، وقيل لأعرابي دخل همذان ثم انصرف إلى البادية: كيف رأيت همذان؟
فقال: أما نهارهم فرقّاص وأما ليلهم فحمّال، يعني أنهم بالنهار يرقصون لتدفأ أرجلهم وبالليل حمّالون لكثرة دثارهم، ووقع أعرابيّ إلى همذان في الربيع فاستطاب الزمان وأنس بالأشجار والأنهار، فلما جاء الشتاء ورد عليه ما لم يعهده من البرد والأذى فقال:
بهمذان شقيت أموري ... عند انقضاء الصيف والحرور
جاءت بشرّ شرّ من عقور، ... ورمت الآفاق بالهرير
والثلج مقرون بزمهرير، ... لولا شعار العاقر النزور
أمّ الكبير وأبو الصغير ... لم يدف إنسان من الخصير
ولقد سمعت شيخا من علمائكم وذوي المعرفة منكم أنه يقول: يربح أهل همذان إذا كان يوم في الشتاء صافيا له شمس حارّة مائة ألف درهم، وقيل لابنة الحسن: أيّما أشد الشتاء أم الصيف؟ فقالت: من يجعل الأذى كالزّمّانة! لأن أهل همذان إذا اتفق لهم في الشتاء يوم صاف فيه شمس حارّة يبقى في أكياسهم مائة ألف درهم لأنهم يربحون فيه حطب الوقود وقيمته في همذان ورساتيقها في كل يوم مائة ألف درهم، وقيل لأعرابي: ما غاية البرد عندكم؟ فقال: إذا كانت السماء نقيّة والأرض نديّة والريح شاميّة فلا تسأل عن أهل البريّة، وقد جاء في الخبر أن همذان تخرب لقلة الحطب، ودخل أعرابيّ همذان فلما رأى هواءها وسمع كلام أهلها ذكر بلاده فقال:
وكيف أجيب داعيكم ودوني ... جبال الثلج مشرفة الرّعان
بلاد شكلها من غير شكلي، ... وألسنها مخالفة لساني
وأسماء النساء بها زنان، ... وأقرب بالزّنان من الزواني
فلما بلغ عبد القاهر إلى هذا المكان التفت إليه ابن أبي سرح وقال له: قد أكثرت المقال وأسرفت في الذمّ وأطلت الثّلب وطوّلت الخطبة، ثم صمد للإجابة فلم يأت بطائل أكثر من ذكر المفاخرة بين الصيف والشتاء والحر والبرد، ووصف أن بلادهم كثيرة الزهر والرياحين في الربيع وأنها تنبت الزعفران، وأن عندهم أنواعا من الألوان لا تكون في بلاد غيرهم، وأن مصيف الجبال طيّب فلم أر الإطالة بالإتيان به على وجهه، قالوا: وأقبل عبيد الله بن سليمان بن وهب إلى همذان في سنة 284 بمائة ألف دينار وسبعين ألف دينار بالكفاية على أن لا مؤونة على السلطان، وهي أربعة وعشرون رستاقا: همذان، وفرواز، وقوهياباذ، واناموج، وسيسار، وشراة العليا، وشراة الميانج، والاسفيذجان، وبحر، واباجر، وارغين، والمغارة، واسفيذار، والعلم الأحمر، وارناد، وسمير، وسردروذ، والمهران، وكوردور، وروذه، وساوه، وكان منها بسا وسلفانروذ وخرّقان ثم نقلت إلى قزوين، وهي ستمائة وستون قرية، وعملها من باب الكرج إلى سيسر طولا،
وعرضا من عقبة أسدآباذ إلى ساوه، قالوا: ومن عجائب همذان صورة أسد من حجر على باب المدينة يقال إنه طلسم للبرد من عمل بليناس صاحب الطلسمات حين وجّهه قباذ ليطلسم آفات بلاده، ويقال إن الفارس كان يغرق بفرسه في الثلج بهمذان لكثرة ثلوجها وبردها، فلما عمل لها هذا الطلسم في صورة الأسد قلّ ثلجها وصلح أمرها، وعمل أيضا على يمين الأسد طلسما للحيّات وآخر للعقارب فنقصت وآخر للغرق فأمنوه وآخر للبراغيث فهي قليلة جدّا بهمذان، ولما عمل بليناس هذه الطلسمات بهمذان استهان بها أهلها فاتخذ في جبلهم الذي يقال له أروند طلسما مشرفا على المدينة للجفاء والغلظ فهم أجفى الناس وأغلظهم طبعا، وعمل طلسما آخر للغدر فهم أغدر الناس فلذلك حوّلت الملوك الخزائن عنها خوفا من غدر أهلها، واتخذ طلسما آخر للحروب فليست تخلو من عسكر أو حرب، وقال محمد بن أحمد السلمي المعروف بابن الحاجب يذكر الأسد على باب همذان:
ألا أيها الليث الطويل مقامه ... على نوب الأيام والحدثان
أقمت فما تنوي البراح بحيلة، ... كأنك بوّاب على همذان
أطالب ذحل أنت من عند أهلها؟ ... أبن لي بحقّ واقع ببيان
أراك على الأيام تزداد جدّة، ... كأنك منها آخذ بأمان
أقبلك كان الدهر أم كنت قبله ... فنعلم أم ربّيتما بلبان؟
وهل أنتما ضدّان كلّ تفرّدت ... به نسبة أم أنتما أخوان؟
بقيت فما تفنى وأفنيت عالما ... سطا بهم موت بكل مكان
فلو كنت ذا نطق جلست محدثا، ... وحدثتنا عن أهل كل زمان
ولو كنت ذا روح تطالب مأكلا ... لأفنيت أكلا سائر الحيوان
أجنّبت شر الموت أم أنت منظر ... وإبليس حتى يبعث الثقلان
فلا هرما تخشى ولا الموت تتّقى ... بمضرب سيف أو شباة سنان
وعمّا قريب سوف يلحق ما بقي، ... وجسمك أبقى من حرا وأبان
قال: وكان المكتفي يهمّ بحمل الأسد من باب همذان إلى بغداد وذلك أنه نظر إليه فاستحسنه وكتب إلى عامل البلد يأمره بذلك، فاجتمع وجوه أهل الناحية وقالوا: هذا طلسم لبلدنا من آفات كثيرة ولا يجوز نقله فيهلك البلد، فكتب العامل بذلك وصعّب حمله في تلك العقاب والجبال والمدور، وكان قد أمر بحمل الفيلة لنقله على العجلة، فلما بلغه ذلك فترت نيته عن نقله فبقي مكانه إلى الآن، وقال شاعر أهل همذان وهو أحمد بن بشار يذم همذان وشدة برده وغلظ طبع أهله وما يحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائهم:
قد آن من همذان السير فانطلق، ... وارحل على شعب شمل غير متّفق
بئس اعتياض الفتى أرض الجبال له ... من العراق وباب الرزق لم يضق
أما الملوك فقد أودت سراتهم ... والغابرون بها في شيمة السّوق
ولا مقام على عيش ترنّقه ... أيدي الخطوب، وشرّ العيش ذو الرّنق
قد كنت أذكر شيئا من محاسنها ... أيّام لي فنن كاس من الورق
أرض يعذّب أهلوها ثمانية ... من الشهور كما عذّبت بالرّهق
تبقى حياتك ما تبقى بنافعة ... إلّا كما انتفع المجروض بالدمق
فإن رضيت بثلث العمر فارض به ... على شرائط من يقنع بما يمق
إذا ذوى البقل هاجت في بلادهم ... من جربيائهم نشّافة العرق
تبشّر الناس بالبلوى وتنذرهم ... ما لا يداوى بلبس الدّرع والدّرق
تلفّهم في عجاج لا تقوم لها ... قوائم الفيل فيل الماقط الشّبق
لا يملك المرء فيها كور عمّته ... حتى تطيّرها من فرط مخترق
فإن تكلم لاقته بمسكنة ... ملء الخياشيم والأفواه والحدق
فعندها ذهبت ألوانهم جزعا، ... واستقبلوا الجمع واستولوا على العلق
حتى تفاجئهم شهباء معضلة ... تستوعب الناس في سربالها اليقق
خطب بها غير هين من خطوبهم ... كالخنق ما منه من ملجا لمختنق
أمّا الغنيّ فمحصور يكابدها ... طول الشتاء مع اليربوع في نفق
يقول أطبق وأسبل يا غلام وأر ... خ السّتر واعجل بردّ الباب واندفق
وأوقدوا بتنانير تذكرهم ... نار الجحيم بها من يصل يحترق
والمملقون بها سبحان ربهم ... ماذا يقاسون طول الليل من أرق!
صبغ الشتاء، إذا حلّ الشتاء بها، ... صبغ المآتم للحسّانة الفنق
والذئب ليس إذا أمسى بمحتشم ... من أن يخالط أهل الدار والنّسق
فويل من كان في حيطانه قصر ... ولم يخصّ رتاج الباب بالغلق
وصاحب النسك ما تهدا فرائصه، ... والمستغيث بشرب الخمر في عرق
أمّا الصلاة فودّعها سوى طلل ... أقوى وأقفر من سلمى بذي العمق
تمسي وتصبح كالشيطان في قرن ... مستمسكا من حبال الله بالرّمق
والماء كالثلج، والأنهار جامدة، ... والأرض أضراسها تلقاك بالدّبق
حتى كأنّ قرون الغفر ناتئة ... تحت المواطئ والأقدام في الطرق
فكلّ غاد بها أو رائح عجل ... يمشي إلى أهلها غضبان ذا حنق
قوم غذاؤهم الألبان مذ خلقوا، ... فما لهم غيرها من مطعم أنق
لا يعبق الطيب في أصداغ نسوتهم، ... ولا جلودهم تبتلّ من عرق
فهم غلاظ جفاة في طباعهم ... إلّا تعلّة منسوب إلى الحمق
أفنيت عمري بها حولين من قدر ... لم أقو منها على دفع ولم أطق
قلت: وهذه القصيدة ليست من الشعر المختار وإنما كتبت للحكاية عن شرح حال همذان، وللشعراء أشعار كثيرة في برد همذان ووصف أروند، فأما أروند فقد ذكر في موضعه، وأما الأشعار التي قيلت في بردها ففي ما ذكرنا كفاية، وقال البديع الهمذاني فيها:
همذان لي بلد أقول بفضله، ... لكنه من أقبح البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه، ... وشيوخه في العقل كالصبيان
وقال شيرويه: قال الأستاذ أبو العلاء محمد بن عليّ بن الحسن بن حستون الهمذاني الوزير من قصيدة:
يا أيها الملك الذي وصل العلا ... بالجود والإنعام والإحسان
قد خفت من سفر أطلّ عليّ في ... كانون في رمضان من همذان
بلد إليه أنتمي بمناسبي، ... لكنه من أقذر البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه، ... وشيوخه في العقل كالصبيان
وقال شيرويه أيضا: إن سليمان بن داود، عليه السلام، اجتاز بموضع همذان فقال: ما بال هذا الموضع مع عظم مسيل مائه وسعة ساحته لا تبنى فيه مدينة! فقالوا: يا نبيّ الله لا يثبت أحد فيه لأن البرد ينصبّ فيه صبّا ويسقط الثلج قامة الرمح، فقال، عليه السّلام، لصخر الجني: هل من حيلة؟
قال: نعم، فاتخذ سبعا من حجر منقور ونصب طلسما للبرد وبنى المدينة، وقيل: أول من أسسها دارا الأكبر، قال كعب الأحبار: متى أراد الله أن يخرّب هذه المدينة سقط ذلك الطلسم فتخرب بإذن الله، قال شيرويه: والسبع هو الأسد الــمنحوت من الحجر الخورزني، وخورزن: جبل بباب همذان الموضوع على الكثيب الذي على ذنب الأسد، وهذا الأسد من عجائب همذان منحوت من صخرة واحدة وجوارحه غير منفصلة عن قوائمه كأنه ليث غابة ولم يزل في هذا الموضع منذ زمن سليمان، عليه السّلام، وقيل: من زمان قباذ الأكبر لأنه أمر بليناس الحكيم بعمله إلى سنة 319 فإن مرداويج دخل المدينة ونهب أهلها وسباهم فقيل له إن هذا السبع طلسم لهذه المدينة من الآفات وفيه منافع لأهله، فأراد حمله إلى الرّيّ فلم يقدر فكسرت يداه بالفطّيس.

كَفَرَ 

(كَفَرَ) الْكَافُ وَالْفَاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى مَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ السَّتْرُ وَالتَّغْطِيَةُ. يُقَالُ لِمَنْ غَطَّى دِرْعَهُ بِثَوْبٍ: قَدْ كَفَرَ دِرْعَهُ. وَالْمُكَفِّرُ: الرَّجُلُ الْمُتَغَطِّي بِسِلَاحِهِ. فَأَمَّا قَوْلُهُ:

حَتَّى إِذَا أَلْقَتْ يَدًا فِي كَافِرٍ ... وَأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلَامُهَا

فَيُقَالُ: إِنَّ الْكَافِرَ: مَغِيبُ الشَّمْسِ. وَيُقَالُ: بَلِ الْكَافِرُ: الْبَحْرُ. وَكَذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُ الْآخَرِ:

فَتَذَكَّرَا ثَقَلًا رَثِيدًا بَعْدَمَا ... أَلْقَتْ ذُكَاءُ يَمِينَهَا فِي كَافِرِ

وَالنَّهْرُ الْعَظِيمُ كَافِرٌ، تَشْبِيهٌ بِالْبَحْرِ. وَيُقَالُ لِلزَّارِعِ كَافِرٌ، لِأَنَّهُ يُغَطِّي الْحَبَّ بِتُرَابِ الْأَرْضِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} [الحديد: 20] . وَرَمَادٌ مَكْفُورٌ: سَفَتِ الرِّيحُ التُّرَابَ عَلَيْهِ حَتَّى غَطَّتْهُ. قَالَ:

قَدْ دَرَسَتْ غَيْرَ رَمَادٍ مَكْفُورْ

وَالْكُفْرُ: ضِدُّ الْإِيمَانِ، سُمِّيَ لِأَنَّهُ تَغْطِيَةُ الْحَقِّ. وَكَذَلِكَ كُفْرَانُ النِّعْمَةِ: جُحُودُهَا وَسَتْرُهَا. وَالْكَافُورُ: كِمُّ الْعِنَبِ قَبْلَ أَنْ يُنَوِّرَ. وَسُمِّيَ كَافُورًا لِأَنَّهُ كَفَرَ الْوَلِيعَ، أَيْ غَطَّاهُ. قَالَ: كَالْكَرْمِ إِذْ نَادَى مِنَ الْكَافُورِ

وَيُقَالُ لَهُ الْكُفُرَّى. فَأَمَّا الْكَفِرَاتُ وَالْكَفَرُ فَالثَّنَايَا مِنَ الْجِبَالِ، وَلَعَلَّهَا سُمِّيَتْ كَفِرَاتٍ، لِأَنَّهَا مُتَطَامِنَةٌ، كَأَنَّ الْجِبَالَ الشَّوَامِخَ قَدْ سَتَرَتْهَا. قَالَ:

تَطَلَّعُ رَيَّاهُ مِنَ الْكَفِرَاتِ

وَالْكَفْرُ مِنَ الْأَرْضِ: مَا بَعُدَ مِنَ النَّاسِ، لَا يَكَادُ يَنْزِلُهُ وَلَا يَمُرُّ بِهِ أَحَدٌ. وَمَنْ حَلَّ بِهِ فَهُمْ أَهْلُ الْكُفُورِ. وَيُقَالُ: بَلِ الْكُفُورُ: الْقُرَى. جَاءَ فِي الْحَدِيثِ " «لِتُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ مِنْهَا كَفْرًا كَفْرًا» ".

 مِنْ ذَلِكَ (الْكَنْفَلِيلَةُ) : اللِّحْيَةُ الضَّخْمَةُ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ النُّونُ مَعَ الزِّيَادَةِ فِي حُرُوفِهِ، وَهُوَ مِنَ الْكَفْلِ، وَهُوَ جَمْعُ الشَّيْءِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكَرْبَلَةُ) : وَهِيَ رَخَاوَةٌ فِي الْقَدَمَيْنِ. وَجَاءَ يَمْشِي مُكَرْبِلًا، كَأَنَّهُ يَمْشِي فِي الطِّينِ. وَهَذِهِ مَنْحُوتَــةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنْ رَبَلٍ وَكَبَلٍ. أَمَّا رَبْلٌ فَاسْتِرْخَاءُ اللَّحْمِ، وَقَدْ مَرَّ. وَأَمَّا الْكَِبْلُ فَالْقَيْدُ، فَكَأَنَّهُ إِذَا مَشَى بِبُطْءٍ مُقَيِّدٌ مُسْتَرْخِي الرِّجْلِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكَلْثَمَةُ) : اجْتِمَاعُ لَحْمِ الْوَجْهِ مِنْ غَيْرِ جُهُومَةٍ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ اللَّامُ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ كَثَمَ وَهُوَ الِامْتِلَاءُ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكَمْثَرَةُ) : اجْتِمَاعُ الشَّيْءِ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الْمِيمُ، وَهُوَ مِنَ الْكَثْرَةِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (تَكَنْبَثَ) الشَّيْءُ: تَقَبَّضَ. وَرَجُلٌ كُنَابِثٌ: جَهْمُ الْوَجْهِ. وَهَذَا مِنْ كَبِثَ، وَقَدْ مَرَّ، وَهُوَ اللَّحْمُ الْمُتَغَيِّرُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكُنْدُرُ) وَ (الْكُنَيْدِرُ) وَ (الْكُنَادِرُ) : الرَّجُلُ الْغَلِيظُ وَالْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ النُّونُ، وَالْأَصْلُ الْكَدَرُ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (كَرْدَمَ) الرَّجُلُ: أَسْرَعَ الْعَدْوَ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الْمِيمُ، وَهُوَ مِنْ كَرَدَ، وَقَدْ مَرَّ. وَمِنْ ذَلِكَ (الْمُكْلَنْدِدُ) : الشَّدِيدُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (كَرْسَفْتُ) عُرْقُوبَ الدَّابَّةِ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الرَّاءُ، وَالْأَصْلُ كَسَفْتُ، وَقَدْ مَرَّ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكُرْدُوسُ) ، وَهِيَ الْخَيْلُ الْعَظِيمَةُ. وَهَذِهِ مَنْحُوتَــةٌ مِنْ كَلِمٍ ثَلَاثٍ: مِنْ كَرَدَ، وَكَرَسَ، وَكَدَسَ، وَكُلُّهَا يَدُلُّ عَلَى التَّجَمُّعِ. وَالْكَرْدُ: الطَّرْدُ، ثُمَّ اشْتُقَّ مِنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لِكُلِّ عَظْمٍ عَظُمَتْ نَحْضَتُهُ: كُرْدُوسٌ. وَمِنْهُ كُرْدِسَ الرَّجُلُ: جُمِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ.

وَمِمَّا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ مَوْضُوعًا وَضْعًا مِنْ غَيْرِ قِيَاسٍ (الْكِرْنَافَةُ) : أَصْلُ السَّعَفَةِ الْمُلْتَزِقُ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ. يَقُولُونَ: كَرْنَفَهُ، أَيْ ضَرَبَهُ، كَأَنَّهُ ضُرِبَ بِالْكِرْنَافَةِ.

وَيَقُولُونَ: (الْكِنْفِيرَةُ) : أَرْنَبَةُ الْأَنْفِ.

وَ (الْكُرْتُومُ) : الصَّفَاةُ.

وَ (الْكُمَّثْرَى) مَعْرُوفٌ.

وَ (الْكِبْرِيتُ) : لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ.

وَ (الْكَمْتَرَةُ) : مِشْيَةٌ فِيهَا تَقَارُبٌ.

وَ (الْكَرْزَمُ) وَ (الْكَرْزَنُ) : فَأْسٌ. وَيَقُولُونَ إِنَّ (الْكَرَازِمَ) : شَدَائِدُ الدَّهْرِ. وَأَنْشَدَ فِيهِ الْخَلِيلُ:

إِنَّ الدُّهُورَ عَلَيْنَا ذَاتُ كِرْزِيمِ وَأَظُنُّ هَذَا مِمَّا قَدْ تُجُوِّزَ فِيهِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ وَمِمَّا لَا يَصْلُحُ قَبُولُهُ بَتَّةً.

وَقَالُوا: (الْكُنْدُشُ) : الْعَقْعَقُ، يَقُولُونَ " أَخْبَثُ مِنْ كُنْدُشٍ ". وَمَا أَدْرِي كَيْفَ يَقْبَلُ الْعُلَمَاءُ هَذَا وَأَشْبَاهَهُ.

وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: إِنَّ (الْكِرْبَالَ) : مِنْدَفُ الْقُطْنِ. وَيُنْشِدُونَ:

كَالْبُِرْسِ طَيَّرَهُ [ضَرْبُ] الْكَرَابِيلِ.

وَكُلُّ هَذَا قَرِيبٌ فِي الْبُطْلَانِ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.

نخت

[نخت] نه: فيه: ولا "نختة" نملة- في رواية، والنخت والنتف واحد أي قرصة نملة، ويروى بموحدة وجيم وتقدمًا.
نخت
أيضاً مُهْمَلٌ.
الخارزنجيُّ: النخْتُ: النَّقْرُ، وذلك أنْ تأخُذَ من الوِعاء تَمرة أو تَمْرَتَيْن.
والنَّخْتُ في الطَّيْرِ: مِثْلُ النَتْخ.
وإن فلاناً لَيَنْخَتُني بكلام: أي وَقَعَ فِي.
(نخت) - في الحديث : "ولا نَخْتَةُ نَمْلةٍ إلّا بذَنْب"
النَّخْت والنَّتْخ والنَّتْف واحدٌ .
ونَخَت الطائرُ اللحمَ بخُرطومهِ، ويروى بالباء، وبالجيم أيضًا مع النون.

نخت: التهذيب في النوادر: نَخَتَ فلان بفلان، وسَخَتَ له إِذا

اسْتَقْصَى في القول.

وفي حديث أُبَيّ: ولا نَخْتة نَمْلةٍ إِلا بذَنْبٍ؛ قال ابن الأَثير:

هكذا جاء في رواية. والنَّخْتُ والنَّتْفُ واحد؛ يريد قَرْصة نملة، ويروى

بالباء الموحدة، وبالجيم، وقد ذكر.

نخت

1 نَخَتَ, inf. n. نَخْتٌ, He pecked, or picked up, and pulled off, or tore off, and snatched away, with his beak; syn. نَقَرَ and نَتَخَ, (K,) formed by transposition. (TA.) b2: نَخَتَ, [aor. ـُ inf. n. نَخْتٌ, He took a date, or two dates, from a bag or other receptacle for travelling-provisions &c. (K.) b3: نَخَتَ, [aor. ـُ inf. n. نَخْتٌ, He plucked out; syn. نَتَفَ. (IAth, L.) A2: See 2.2 نِخّت لِفُلَانٍ, as also سخّت لَهُ, He went to the utmost length (استقصى) in speaking to such a one. So in the Nawádir. (Az, L.) [Accord. to the K, ↓ نَخَتَ, inf. n. نَخْتٌ.]

نَخْتَةٌ نَمْلَةٍ A bite of an ant. So in a trad., accord. to one reading: accord. to another reading, it is نَجْبَةُ [q. v.]. (L.)
نخت
: (النَّخْتُ) أَهمله الجوهريّ، وَقَالَ الصّاغانيّ: هُوَ (النَّقْرُ، و) هُوَ فِي الطَّير مثلُ (النَّتْخ) ، مَقْلُوبه بمعْنَاه.
(و) النَّخْتُ أَيضاً (: أَنْ تَأْخُذَ من الوعاءِ تَمْرَةً أَو تَمْرَتَينِ) .
(و) النَّخْتُ (: اسْتِقْصَاءُ القَوْلِ لأَحَدٍ) .
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وَفِي النّوادر: نَخَتَ فلانٌ بِفُلانٍ، وسَخَتَ لَهُ إِذا اسْتَقْصَى فِي القَوْلِ.
وَفِي اللِّسَان: وَفِي حَدِيثِ أُبيَ (وَلَا نَخْتَةُ نَمْلَةٍ إِلاّ بِذَنْبٍ) قَالَ ابنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي رِوَايَة، والنَّخْتُ والنَّتْفُ وَاحِد، يُرِيد قَرْصَة نَمْلَة، ويُرْوعى بالبَاءِ وَالْجِيم وَقد ذُكِرَ.

نخت

1 نَحَتَ, aor. ـِ (S, L, K,) contr. to analogy, (TA,) and نَخَتَ, (L, K,) which is the form preferred by IJ, because of the guttural letter, but this is disputed by MF, (TA,) and نَخُتَ, (K,) which is the form of weakest authority, (TA,) inf. n. نَحْتٌ, (S,) He cut, or hewed; formed, or fashioned, by cutting; cut out, hewed out, or shaped out; chipped: syn. بَرَى: (S, K:) he worked wood and the like as a carpenter; syn. نَجَرَ: he pared, peeled, barked, or deprived of its outer covering by paring, abrasure, or wearing away the exterior: he sawed. (L.) [See also لَحَتَ.] Accord. to some, the operation termed نحت is only performed upon something hard and strong, as stone and wood and the like. (MF.) [↓ انتحت seems to signify He cut, &c., for himself:] you say, اِنْتَحِتْ مِنَ الخَشَبِ مَا يَكْفِيكَ لِلْوَقُودِ [Cut, or hew, for thyself, of the wood, what will suffice thee for fuel]: (A.) b2: نَحَتَ بَيْتًا فِى الجَبَلِ, aor. ـِ and نَخَتَ, inf. n. نَحْتٌ, He cut out, or hewed out, a house in the mountain. In the Kur, xv. 82, El-Hasan [El-Basree] reads يَنْحَتُونَ. (Msb.) [Accord. to the K, his reading is يَنْحَاتُونَ, (in the CK, تَنْحَاتُونَ,) but this I find nowhere else, and I believe it to be a mistake.] b3: نُحِتَ عَلَى الكَرَمِ (tropical:) [He was fashioned after the model of generosity; made by nature generous]. (A.) b4: نَحَتَ Inivit puellam: (K:) as also لَحَتَ; but the latter is the better known. (TA.) b5: نَحَتَ, inf. n. نَحْتٌ, (tropical:) He beat, struck, or smote, him with a staff, or stick: (TA:) [as also لَحَتَ]. b6: نَحَتَ He threw him down prostrate. (K.) b7: نَحَتَ بِلِسَانِهِ (tropical:) He blamed; reprehended; reviled a man. (L.) [See also لَحَتَ.] b8: نَحَتَ (tropical:) It (a journey, or travel,) emaciated a camel: (K:) it made a man less; made him thin, or slender. (TA.) b9: نَحَتَ, (TA,) [aor. ـِ and نَخَتَ?] inf. n. نَحِيتٌ and نَحِيتَةٌ, He sighed aloud: the inf. ns. syn. with نَئِيتٌ and زَحِيرٌ. (K.) 8 إِنْتَخَتَ see 1. b2: انتحت It (wood or the like) was [cut, or hewn; formed, or fashioned, by cutting; cut out, hewed out, or shaped out; chipped;] worked by a carpenter: [pared, peeled, barked, or deprived of its outer covering: sawn]. (L.) b3: انتحت مَنَاسِمُهُ (tropical:) His (a camel's) مناسم [i. e. toes or feet] were worn, abraded, wasted, lessened, or attenuated. (L.) نَحْتٌ and ↓ نَحَاتٌ (K) and ↓ نَحِيتَةٌ (S, K) (tropical:) Nature; natural, or native, disposition, temper, or other property; (S, K;) a particular cast, or fashion, of constitution, after which a man is [as it were] cut out [by the Creator]: (TA:) and the first, the source, or origin, from which one is [as it were] cut out: [see also ↓ مَنْحَتٌ]. (Lh.) b2: الكَرَمُ مِنْ نَحْتِهِ Generosity is [a part] of his nature; or, [derived] from his source. or origin. (Lh.) b3: هَوُ عَجِيبُ النَّحْتِ He is of a wonderful nature. (TA.) b4: ↓ هَوُ كَرِيمُ النَّحِيتَةِ He is generous in nature, or disposition. (Az.) A2: بَرْدٌ نَحْتٌ Unmixed [i. e. sever] cold: (K:) but this is said to be a corruption of بَحْتٌ. (TA.) [See also لَحْتٌ.]

نَحِيتٌ A comb: syn. مُشْطٌ or مَشْطٌ. (So in different copies of the K.) A2: حَافِرٌ نَحِيتٌ A hoof of which the edges have gone [or become abraded, been worn away]; (S, K;) [and so ↓ حافر مَنْحَوتٌ, occurring in the K in art. حك, where, in its place in the S, we find حافر نَحِيتٌ.] b2: نَحِيتٌ (tropical:) An emaciated camel: (K:) a camel whose feet are worn, abraded, or wasted. (L.) b3: ↓ نَحِيتَةٌ A [portion of the] trunk of a tree, which is hewn out, and hollowed, in the form of a jar such as is called حُبّ, for bees: pl. نُحُتٌ. (L.) b4: نَحِيتٌ Anything bad; what is bad of anything. (L.) A3: نَحِيتٌ One who introduces himself among a people, and lives with them, not being of their race. (S, K.) نَحَاتٌ: see نَحْتٌ.

نُحَاتَةٌ Cuttings, chips, parings, and the like, (S, K,) of wood [&c.]. (TA.) نَحِيتَةٌ: see نَحْتٌ and نَحِيتٌ.

مَنْحَتٌ (tropical:) The source, or origin, of a man, [from which he is, as it were, cut out]: pl. مَنَاحِتُ. (TA.) See also نَحْتٌ. b2: هُوَ مِنْ مَنْحَتِ صِدْقٍ He is of an excellent source, or origin. (A.) b3: هُمْ كِرَامُ المَنَاحِتِ They are of generous sources, or origins. (A.) مِنْحَتٌ (S, K) and ↓ مِنْحَاتٌ (Msb, TA) An implement with which one performs the operation of cutting, hewing, and the like; (S, K, L;) an adz, or addice. (Msb.) مِنْحَاتٌ: see مِنْحَتٌ.

فَرَسٌ مُنَحَّتُ الحَوَافِرِ [A horse having the hoofs much worn.] (IDrd, K, art. حك.) مَنْحُوتٌ: see نَحِيتٌ.

A2: A word compounded of two [or more] words; such as بَسْمَلَ, حَمْدَلَ, حَوْقَلَ, حَسْبَلَ, &c. (Msb, TA, art. بسمل.)

جلّ

(جلّ)
عَن وَطنه وموضعه مِنْهُ جلولا جلا وَزَالَ وَالشَّيْء جلا أَخذ جله أَي معظمه وَالدَّابَّة ألبسها الجل والجلة التقطها وَجَمعهَا وَالدَّابَّة الجلة أكلتها فَهُوَ جال وجلال وَالشَّيْء عَلَيْهِ جَرّه وجناه

(جلّ) جلالا وجلالة عظم فَهُوَ جلّ وجلال وجليل (ج) أجلة وأجلاء وأجلال وَجلة وَفِي حَدِيث الضَّحَّاك (أخذت جلة أَمْوَالهم) وأسن وأحكمته التجارب وَعنهُ تنزه وَعَن وَطنه وموضعه جلا وَزَالَ
جلّ: جَلَّ: عظم، ارتفع (ثمنه) ففي المقريزي (مخطوطة 2: 358): ما يّجِلّ أثمانها.
جَلَّل، ذكر لين العبارة: سحاب يجلّل الأرض بالمطر. وفي بدرون ص221 السحب المجلّلة يصف بذلك الأعلام السود لبني العباس. أجَلَ. يقال: أ"جَلَّ فلانا عن الأمر: رآه أعظم منه. ففي كتاب عبد الواحد (ص142) أجل أبا حفص هذا عن الوزارة: رآه وأشرف من أن يتولى الوزارة (المقري 2: 110).
وأجَلّ فلانا عن المكان: أبعده (فوك) وقد خلط المؤلف (أو العامة) قد خلطوا بين هذا الفعل وبين الفعل: أجلى.
تجلل: تغطى (المقري 2: 421) (راجع فليشر في زيادات وتصحيحات، وبريشت 49، 50).
وتجلل الطائر: علا في طيرانه المكان 501) تجلل على (ابن جبير ص57).
جَلّ: اسم نبات بري (كاريت، راجع لين في مادة جلَّل) وفي المقري (1: جغرافية 55). وفيه جَيل- والجُلّ من الأرض القطعة ذات جدار وحد معلوم جُلّ. يقال: ليس بجل وأصل معناها ليس بكافٍ وتستعمل بمعنى: ليس إلا، ليس فقط. ويليها: ولكن (زيشر 1: 157).
جِلّة: سمنه مفرطة، بدانة مفرطة (ألكالا).
جَلَل: الأمر العظيم، ويستعمل صفة أيضاً فيقال الحادث الجلل (تاريخ البربر 1: 237) وفيه الخلل وهو تصحيف.
ومَعْرَك جَلَل (عباد 2: 51).
وجَلَل: جُلجل وجرس يعلق في أعناق الحيوانات (بوشر).
جَلاّل: راجع المعاجم وفي كتاب أبي الوليد (س 134رقم 86): وتقول العرب بجلال هذا الأمر أي بسببه ومن أجله. جِلال: هو جمع جَلّ في فصيح اللغة، مفرد عند المحدثين. وهو غاشية من الصوف مزخرف بصورة، واسع العرض، شديد الدفء تصان به صدور الخيل وأكفالها.
وغاشية من الحرير المزخرف تغطى بها أكفال الخيل أيام العيد.
وبرذعة، اكاف، وهي ضرب من السروج تتخذ من نسيج القنب المحشو بالشَعَر (معجم الأسبانية ص278).
جليل، ويجمع على جلال: عظيم الجثة، سمين (ألكالا) والصخر الجليل: حجارة ضخمة منحوتــة (البكري 17، 47، 52، 56، 143، 145) حيث يعلق دي ساسي بما معناه: (نحن نعلم أن العمارات القديمة في هذه المدينة مبنية بحجارة ضخمة منحوتــة نحتا متسقا).
وجليل: ذو أبهة، ذو عظمة (بوشر).
وجليل: ذو الجلال (بوشر).
جَلالَة: احتفال، أبهة (بوشر) بهاء، سناء (دي يونج) - واحتفالي، تبجيلي (بوشر) - ولقب يطلق على الملوك تعظيما (بوشر) - ومجد، غبطة سماوية (بوشر) - وقداسة، لقب شرف لرجال الدين (بوشر) جِلالاتيّ: صانع الخيل وبائعها (محيط المحيط).
جُلَّى: تستعمل نعتاً مثل جَلَل، ويقال جُلّى الأمور (عباد 2: 57).
جَلاّية= جُلَّة: طين، و - ح (مهيرن 26).

شَسَبَ 

(شَسَبَ) الشِّينُ وَالسِّينُ وَالْبَاءُ هُوَ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ. يُقَالُ شَسِبَتِ الْقَوْسُ، إِذَا قُطِعَتْ حَتَّى يَذْبُلَ قَضِيبُهَا.

فَأَوَّلُ ذَلِكَ: (الشَّرْجَبُ) ، وَهُوَ الطَّوِيلُ. فَالرَّاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَقَدْ قُلْنَا إِنَّ الشُّجُوبَ أَعْمِدَةُ الْبُيُوتِ، فَالطَّوِيلُ مُشَبَّهٌ بِذَلِكَ الْعَمُودِ الطَّوِيلِ.

وَمِنْهُ (الشَّوْقَبُ) وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: (شَبْرَقْتُ) اللَّحْمَ، إِذَا قَطَّعْتَهُ، فَالْقَافُ مِنْهُ زَائِدَةٌ، كَأَنَّكَ قَطَّعْتَهُ شِبْرًا شِبْرًا. وَشَبْرَقْتُ الثَّوْبَ، إِذَا مَزَّقْتَهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الشَّفَلَّحُ) الْعَظِيمُ الشَّفَتَيْنِ. وَهَذَا مِمَّا يَزِيدُونَ فِيهِ لِلتَّقْبِيحِ وَالتَّهْوِيلِ. وَإِلَّا فَالْأَصْلُ الشَّفَةُ، كَمَا يَقُولُونَ: الطِّرِمَّاحُ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ طَرَحَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مِثْلَهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الشُّمْرُجُ) الرَّقِيقُ مِنَ الثِّيَابِ وَغَيْرِهِ فِي قَوْلِ الْقَائِلِ:

غَدَاةَ الشَّمَالِ الشُّمْرُجُ الْمُتَنَصَّحُ

فَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الرَّاءُ. وَقَدْ قُلْنَا إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: شَمَجَ الثَّوْبَ، إِذَا خَاطَ خِيَاطَةً مُتَبَاعِدَةً. فَهَذَا إِذَا رَقَّ فَكَأَنَّ سِلْكَهُ يَتَبَاعَدُ بَعْضُهُ عَنْ بَعْضٍ. وَمِنْ ذَلِكَ (الشَّرَنْبَثُ) الْغَلِيظُ الْكَفَّيْنِ. وَالْأَصْلُ الشَّرَثُ، وَهُوَ غِلَظُ الْأَصَابِعِ وَالْكَفَّيْنِ، وَزِيدَتْ فِيهِ الزِّيَادَاتُ لِلتَّقْبِيحِ. وَمِنْ ذَلِكَ (الشَّمَارِيخُ) رُءُوسُ الْجِبَالِ، فَالرَّاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ شَمَخَ، إِذَا عَلَا.

وَمِنْ ذَلِكَ (الشَّنَاعِيفُ) الْوَاحِدُ شِنْعَافٌ، وَهِيَ رُءُوسٌ تَخْرُجُ مِنَ الْجَبَلِ. وَهَذَا مَنْحُوتٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ، مِنْ شَعَفَ وَنَعَفَ. فَأَمَّا الشَّعَفَةُ فَرَأْسُ الْجَبَلِ، وَالنَّعْفِ: مَا يَنْسَدُّ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي النُّونِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الشُّرْسُوفُ) وَالْجَمْعُ الشَّرَاسِيفُ، وَهِيَ مَقَاطُّ الْأَضْلَاعِ حَيْثُ يَكُونُ الْغُضْرُوفُ الدَّقِيقُ. فَالرَّاءُ فِي ذَلِكَ زَائِدَةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ شِسْفٌ، وَقَدْ مَرَّ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الشِّرْذِمَةُ) وَهِيَ الْقَلِيلُ مِنَ النَّاسِ، فَالذَّالُ زَائِدَةٌ، وَإِنَّمَا هِيَ مِنْ شَرَمْتُ الشَّيْءَ، إِذَا مَزَّقْتَهُ، فَكَأَنَّهَا طَائِفَةٌ انْمَزَقَتْ وَانْمَارَتْ عَنِ الْجَمَاعَةِ الْكَثِيرَةِ. وَيُقَالُ ثَوْبٌ (شَرَاذِمُ) أَيْ قِطَعٌ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الشَّمَيْذَرُ) وَهُوَ الْخَفِيفُ السَّرِيعُ. وَهَذَا مَنْحُوتٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ مِنْ شَمَذَ وَشَمَرَ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُمَا.

وَمِنْ ذَلِكَ (الشِّنْذَارَةُ) الرَّجُلُ الْمُتَعَرِّضُ لِأَعْرَاضِ النَّاسِ بِالْوَقِيعَةِ، وَالنُّونُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَالْأَصْلُ التَّشَذُّرُ: الْوَعِيدُ، وَقَدْ مَضَى، ثُمَّ أُبْدِلَتِ الذَّالُ ظَاءً فَقِيلَ (شِنْظِيرَةٌ) ، وَقَدْ (شَنْظَرَ شَنْظَرَةً) . وَمِنْ ذَلِكَ (الشُّبْرُمُ) وَهُوَ الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمِيمُ فِيهِ زَائِدَةٌ، كَأَنَّهُ فِي قَدْرِ الشِّبْرِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الشَّمَرْدَلُ) وَهُوَ الرَّجُلُ الْخَفِيفُ فِي أَمْرِهِ، وَيُقَالُ [الْفَتِيُّ الْقَوِيُّ مِنَ الْإِبِلِ] . وَأَيُّ ذَلِكَ كَانَ، فَهُوَ مَنْ شَمِرَ.

فَأَمَّا مَا يُقَالُ إِنَّ (الشَّنَاتِرَ) الْأَصَابِعُ بِلُغَةِ الْيَمَانِيِّينَ فَلَعَلَّ قِيَاسَهُمْ غَيْرُ قِيَاسِ سَائِرِ الْعَرَبِ، وَلَا مَعْنَى لِلشُّغْلِ بِذَلِكَ.

وَمِمَّا وُضِعَ وَضْعًا (شَمَنْصِيرُ) وَهُوَ مَوْضِعٌ، قَالَ:

مُسْتَأْرِضًا بَيْنَ بَطْنِ اللَّيْثِ أَيْمَنُهُ ... إِلَى شَمَنْصِيرَ غَيْثًا مُرْسَلًا مَعِجَا

وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهَا (تَمَّ كِتَابُ الشِّينِ) [بَابُ الصَّادِ وَمَا مَعَهَا فِي الَّذِي يُقَالُ فِي الْمُضَاعَفِ وَالْمُطَابِقِ]

حِثْرِمَةُ

(الْحِثْرِمَةُ) وَهِيَ الدَّائِرَةُ الَّتِي تَحْتَ الْأَنْفِ وَسَطَ الشَّفَةِ الْعُلْيَا.
وَهَذِهِ مَنْحُوتَــةٌ مِنْ حَثَمَ وَثَرَمَ. فَحَثَمَ مِنَ الْجَمْعِ ; وَثَرَمَ مِنْ أَنْ يَنْثَرِمَ الشَّيْءُ.

الفَرَزْدَقُ

الفَرَزْدَقُ والفَرَزْدَقَةُ الرَّغِيْفُ، وقيل فُتَاتُ الخُبْزِ.
الفَرَزْدَقُ، كسَفَرْجَلٍ: الرَّغيفُ يَسْقُطُ في التَّنُّورِ، الواحدَةُ: بهاءٍ، وفُتاتُ الخُبْزِ، ولَقَبُ هَمَّامِ بنِ غالبِ بنِ صَعْصَعَةَ.
أو الفَرَزْدَقَةُ: القِطْعَةُ من العَجينِ، فارِسِيَّتُهُ: بَرازْدَهْ،
أَو عَرَبِيٌّ مَنْحُوتٌ من: فَرَزَ ودَقَّ، لأنه دَقيقٌ أُفْرِزَ منه قطعَةٌ، ج: فَرازِقُ، والقياسُ: فَرازِدُ.

حمدل

حمدل


حَمْدَلَ (n. ac.
حَمْدَلَة)
a. Praised God, said

الحَمْدُلِلّٰه
(حمدل)
قَالَ الْحَمد لله (منحوت من الْجُمْلَة)

حمدل

Q. 1 حَمْدَلَ, (Msb and TA in art. بسمل,) inf. n. حَمْدَلَةٌ, (K,) He said الحَمْدُ لِلّٰهِ: (K, and Msb and TA ubi suprà:) a word of the kind termed مَنْحُوتٌ. (TA.)
حمدل
حمدلَ يحمدل، حَمْدَلةً، فهو مُحَمدِل
• حمدل الشَّخصُ: قال: الحمدُ لله. 
حمدل
الحَمْدَلَةُ أهمله الجوهريّ، وَقَالَ الصَّاغَانِي: هِيَ حِكايَةُ قولِكَ: الحَمدُ لِلَّهِ. قلت: وَهِي من الألفاظِ الــمَنْحُوتــة، كالحَسبَلَةِ، ونحوِها. 

حسبل

(حسبل)
قَالَ حسبي الله (منحوت من حسبي الله)
حسبل
الحَسْبَلَةُ أهمله الجوهريّ، وَقَالَ الصَّاغَانِي: هُوَ حِكَايَةُ قَولِك: حَسبِيَ اللَّهُ وَهُوَ من الألفاظِ الــمَنحُوتــة، على مَا ذكره غيرُ وَاحِد.
حسبل
حَسْبلَ يحسبل، حَسْبَلَةً، فهو مُحَسْبِل
• حَسْبل الشَّخصُ: قال: حسبي الله (منحوت من حسبي الله). 

حُرْقُوفِ

فَمِنَ الْــمَنْحُوتِ مِنْ هَذَا الْبَابِ (الْحُرْقُوفِ) : الدَّابَّةُ الْمَهْزُولُ، فَهَذَا مِنْ حَرْفٍ وَحِقْفٍ. أَمَّا الْحَرْفُ فَالضَّامِرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُ. وَأَمَّا حِقْفٌ فَمِنْهُ الْمُحْقَوْقِفُ، وَهُوَ الْمُنْحَنِي، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا هُزِلَ احْدَوْدَبَ، كَمَا يُقَالُ فِي النَّاقَةِ إِذَا كَانَتْ تِلْكَ حَالَهَا حَدْبَاءُ حِدْبَارُ.

هلمع

هلمع
الهَلَمَّعُ، كعَمَلَّسٍ، أهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ وقالَ الصّاغَانِيُّ: هُو السَّرِيعُ البُكاءِ، لُغَةٌ فِي الهَرَمَّعِ بالرّاءِ، يُقَالُ: اهْرَمَّعَ، واهْلَمَّعَ، وظاهِرُه أنَّه رُبَاعِيٌّ، وإليْهِ ذهَبَ الصَّرْفِيُّونَ، وعَلى رَأْيِ الجَوْهَرِيُّ وَمن تَبِعَه: اللامُ زائِدَةٌ، وأصْلُ تَرْكِيبِه همع وعَلى رَأْي ابْن فارِسٍ يكونُ مَنْحُوتــاً منْ هَلَع وهَمَعَ فتأمَّلْ.

سربط

سربط
ابن عبادٍ: بِطيْخَةٌ مُسَرْبَطَةٌ: دقيقةٌ طويلةٌ قد سُرْبِطَتْ طُولاً.
سربط
المُسَرْبَطَةُ من البِطِّيخِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ وصَاحِب اللِّسان، وأَوْرَدَه الصَّاغَانِيّ فِي العُبَاب نَقْلاً عَن ابْن عَبّادٍ. قالَ: هِيَ الدَّقيقَةُ الطَّويلَةُ. وَقَدْ سُرْبِطَتْ، بالضَّمِّ، طولا، قُلْتُ: والحَرْفُ مَنْحوتٌ من: سَبَط ورَبَط، أَو من: سَرَبَ ورَبَطَ، أَو من: سَرَطَ وسَرَبَ. فتأَمَّل.

جلبط

جلبط
الجَلَنْبَطُ، كجَحَنْفَلٍ، وَلَو قالَ: كسَفَرْجَلٍ كانَ أَحسنَ، وَقَدْ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ وصاحِبُ اللّسَان، وأَوردَهُ الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَاب نقْلاً عَن قُطْرُبٍ وابنِ خالَوَيْهِ: هُوَ الأَسَدُ، قالَ أَبو سَهْلٍ الهَرَوِيّ: نَقَلَهُ قُطْرُبٌ وابنُ خالَوَيْهِ فِي ذِكْرِ أَسْماءِ الأَسَدِ وصِفاتِه، وَلم يَذْكُرا تفسيرَه، قالَ: وَلَا أَعلَمُ أَنا أَيْضاً تفسيرَه. قُلْتُ: ويَجوزُ أَنْ يَكُونَ مُرَكَّباً مَنْحوتــاً من: جَلَطَ، ولَبَط، وَهُوَ الَّذي يَقْشِرُ صَيْدَه ويَضْرِبُ بِهِ الأَرْضَ. فتأَمَّلْ.

دخَمس

دخَمس
الدُّخَامِسُ، كعُلابِطٍ، أَهملَه الجُوْهَرِيُّ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ الأَسْوَدُ الضَّخْمُ فِي الرِّجَال، كالدُّحَامِس، الحَاءِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الدَّخْمَسَةُ: الخَبُّ الَّذِي لَا يُبَيِّنُ لكَ مَعْنَى مَا يُرِيدُ، كالدَّخْمَسِ، وَقد دَخْمَسَ عَلَيْهِ. وفُلانٌ يُدَخْمِسُ عَلَيْك أَي لَا يُبَيِّنُ لكَ مِحْنَةَ مَا يُرِيدُ. وَقَالَ ابنُ الفَرَجِ: أَمْرٌ مُدَخْمَسٌ ومُدَغْمَسٌ ومُدَهْمَسٌ ومَرَهْمَسٌ ومُنَهْمَسٌ، أَي مَسْتُورٌ، وقالَ ابنُ فارِسٍ: الدَّخْمَسَةُ: مَنْحُوتــةٌ من كَلِمَتَيْنِ من دَخَسَ، وَمن دَمَسَ.
وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْهِ: ثَنَاءٌ مُدَخْمَسٌ ودِخْمَاسٌ: ليستُ لَهُ حَقِيقَةٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُبَيَّنُ وَلَا يُجَدُّ فِيهِ. وأَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:
(يَقْبَلُونَ الْيَسِيرَ مِنْكَ ويُثْنُو ... نَ ثَنَاءً مُدَخْمَساً دِخْمَاسَا)
وَلم يفسِّره ابنُ الأَعْرَابِيِّ. والدُّخَامِسُ من الشَّيْءِ: الرَّدِيءُ مِنْهُ. قَالَ حاتِمٌ الطّائِيُّ:
(شَآمِيَةٌ لَمْ تُتَّخَذْ لِدُخَامِسِ الطَّ ... بِيخِ ولاذَمِّ الخَلِيطِ المُجَاوِرِ)
والدُّخَامِسُ: قَبِيلَةٌ. ودُخْمَيْس: قريةٌ بمِصْرَ من الغَرْبِيَة

خَلبس

خَلبس
الخُلاَبِسُ، كعُلابِطٍ: الحَدِيثُ الرَّقِيقُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وَقيل: الكَذِبُ، قَالَ الكُمَيْتُ يصِفُ آثارَ الدَّيارِ:
(بِمَا قَدْ أَرَى فِيهَا أَوَانِسَ كالدُّمَى ... وأَشْهَدُ مِنْهُنَّ الحَدِيثَ الخُلاَبِسَا)
والخَلابِسُ، بالفَتْح: الباطِلُ، رَوَاهُ الأُمَوِيّ، كالخَلابِيسِ، يُقال: وَقَعُوا فِي الخَلابِيسِ. والخَلابِيسُ أَيضاً: المُتَفَرِّقُونَ مِنْ كلِّ وَجْهٍ. لَا يُعْرَفُ لَهَا وَاحدٌ، على الصَّحِيح، وَهُوَ قولُ الأَصْمَعِيّ، أَو وَاحِدُهَا خِلْبِيسٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وَقَالَ اللَّيْث: الخَلابِيسُ: الكَذِبُ. والخَلابِيسُ: أَن تَرْوَى الإِبِلُ ثمّ تَذْهَبَ ذَهَاباً شَدِيداً يُعْيِي، أَي يَعْجِزُ الرّاعِيّ. وَفِي بعض الأُصول المُصَحَّحَة: يُعَنِّي يُقَال: أَكْفِيكَ الإِبِلَ وخَلاَبِيسَها. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الخَلاَبيسُ: الشَّيْءُ الَّذِي لَا نِظَامَ لَهُ، وأَنْشَد للمُتَلَمِّسِ:
(إنّ العِلاَفَ ومَنْ بِاللَّوْذِ مِنْ حَضَنٍ ... لمّا رأَوْا أَنّه دِينٌ خَلابِيسُ)

(شَدُّوا الجِمَالَ بأَكْوَارٍ على عَجَلٍ ... والظُّلْمُ يُنْكِرُه القَوْمُ المَكَايِيسُ)
وَقيل: الخَلابِيسُ: الَّذِي لَا يَجْرِي على اسْتِوَاءٍ. عَن ابْن ِ دُرَيْدٍ. يُقَال: أَمْرٌ خَلاَبِيسُ: على غيرِ استِقامَةٍ. وكذلِك خَلْقٌ خَلابِيسُ. والواحِد خِلْبِيسٌ وخِلْبَاسٌ، أَوْلاً وَاحِدَ لَهُ. والخَلابِيسُ: الِّلئامُ. نَقله الصاغانِيُّ. والخَلابِيسُ: الأَنْذال، وَاحِدُهَا خُلْبُوسٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الخَلْنَبُوسُ، كعَضْرَفُوطٍ: حَجَرُ القَدَّاحِ، وضَبطَه الصاغانِيُّ بفتحِ الخَاء واللاّمِ وسكونِ النُّونِ، وذَكَرَه الصاغَانِيُّ فِي خنبس كَمَا سيأْتي. وَفِي الصّحاحِ: ورُبَّمَا قالُوا: خَلْبَسَه وخَلْبَس قَلْبَه، أَي فَتَنَهُ، وذَهَبَ بهِ، كَمَا يُقَالُ: خَلَبَه، وَلَيْسَ بَبْعُد أَنْ يكونَ هُوَ الأَصْلَ لأَنَّ السِّينَ من حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ. قلْت: وجَزمَ بهِ ابنُ القَطَّاعِ وَابْن مالِكٍ فِي الّلامِيَّةِ، قَالَ شَيْخُنا: لم يَذْكُرْ شُرَّاحُها خِلافاً فِي ذلِك، وَكَذَا ذَكَرَ الشيخُ أَبو حَيَّانَ فِي خُلاَبس: أَنه بمَعْنَى الخَلاَّبِ، وأَن السِّينَ فِيهِ زائدةٌ فتَأَمَّلْ. وَقَالَ ابنُ فارِسٍ: هُوَ مَنْحُوتٌ من كَلِمَتَيْنِ: خَلَبَ، وخَلَسَ. نَقَلَه الصّاغَانِيُّ فِي العُباَبِ.

جعفد

جعفد

Q. 1 جَعْفَدَةٌ [inf. n. of جَعْفَدَ] a compound word from the phrase جَعَلَنِى اللّٰهُ فِدَاكَ [May God make me thy ransom]. (Ibn-Dihyeh, TA.) [You say, جَعْفَدَهُ, meaning He said to him جعلنى اللّٰه فداك.]
جعفد
: الجَعْفَدَة، أَهمله الْجَمَاعَة، وذَكرَ ابْن دِحْية فِي التّنوير أَنّه مَصدر مَنحوت من قَوْلهم: جعلني الله فِداك. قَالَ: وَقَوْلهمْ: (جَعفَلة) بِاللَّامِ خطأٌ، نَقله شَيخنَا.

حولق

حولق



Q. Q. 1 حَوْلَقَ, inf. n. حَوْلَقَةٌ: see Q. Q. 1 in art. حلق.
(حولق)
حولقة قَالَ لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه (منحوتــة)
حولق
حولقَ يحولق، حولقةً، فهو مُحولِق
• حولق الشَّخصُ: حوقل، قال: لا حولَ ولا قوّة إلاّ بالله. 
[حولق] نه فيه: ذكر "الحولقة" بقاف بعد لام عند الجوهري وبعكسه عند غيره. ن: فالحاء والواو من "الحوقلة" للحول، وقافه للقوة، واللام لله، وقاف الحولقة من القوة، وغيرها من الحول. نه: هي مبنية من لا حول ولا قوة والمراد بها إظهار الفقر إلى الله تعالى بطلب المعونة منه على ما يحاول من الأمور، وهو حقيقة العبودية، وعن ابن مسعود معناه لا حول عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلى بمعونته.

الخَشَبُ

الخَشَبُ، محركةً: ما غَلُظَ من العِيدانِ، ج: خَشَبٌ، محركةً أيضاً، (وبضمتين) ، وخُشْبٌ وخُشْبانٌ، بضمهما.
وخَشَبَهُ يَخْشِبُهُ: خَلَطَه، وانْتَقاهُ، ضِدُّ،
وـ السَّيْفَ: صَقَلَه أوْ شَحذَه، وطَبَعَه، ضِدُّ،
وـ الشِّعْرَ: قاله من غير تَنَوُّقٍ وتَعَمُّلٍ له، كاخْتَشَبَهُ،
وـ القَوْسَ: عَمِلَها عَمَلَها الأَوَّلَ.
والخَشيبُ، كأمير: السَّيْفُ الطَّبيعُ والصَّقِيلُ،
كالمَخْشُوب، والرَّدِيءُ، والمُنْتَقى، والــمَنْحُوتُ من القِسِيّ والأَقْداحِ، ج: ككُتُبٍ، وخَشائِبُ، والطَّويلُ الجافي العاري العظام في صَلاَبةٍ،
كالخَشِبِ، كَكَتِفٍ،
والخَشِيبِيّ. وقد اخْشَوشَبَ.
ورجلٌ خِشْبٌ قِشْبٌ، بكسرهما: لا خَيْرَ فيه. وكالكَتِفِ: الخَشِنُ،
كالأَخْشَبِ، والعَيْشُ غَيْرُ المُتَأَنَّقِ فيه.
واخْشَوْشَبَ في عَيْشِهِ: صَبَرَ على الجَهْدِ، أو تَكَلَّفَ في ذلك ليكُونَ أَجْلَدَ له.
والأَخْشَبُ: الجَبَلُ الخَشِنُ العظيمُ.
والأَخْشَبانِ: جَبَلاَ مكةَ: أبو قُبَيْسٍ والأَحْمَرُ، وجَبَلاَ مِنًى.
والخَشْبَاءُ: الشَّديدةُ، والكَرِيهَةُ، واليابِسَةُ.
والخَشَبِيَّةُ، مُحَرَّكَةً: قومٌ من الجَهْمِيَّةِ.
والخُشْبانُ، بالضم: الجبالُ الخُشْنُ، لَيْسَتْ بضِخامٍ ولا صِغارٍ، ورجلٌ، وع.
وتَخَشَّبَتِ الإِبِلُ: أَكَلَت الخَشَبَ أو اليَبيسَ.
والأَخاشِبُ: جِبالُ الصَّمَّانِ.
وأرضٌ خَشَابٌ، كَسحابٍ: تَسِيلُ من أدْنَى مَطَرٍ.
وذو خَشَبٍ، محركةً: ع باليَمَنِ.
ومالٌ خَشَبٌ: هَزْلَى.
والخَشَبِيُّ: ع وَرَاءَ الفُسْطَاط. وخَشَبَةُ بنُ الخَفِيفِ: تابعيُّ فارسٌ، وكجُنُبٍ: وادٍ باليمامة، ووادٍ بالمدينة.
وخَشَباتٌ، محركةً: ع وَرَاءَ عَبّادَانَ.
والمُخَيْشِبَةُ: ة باليَمنِ.
والمُخَيْشِيبُ: ع بها.
والخِشَابُ، كَكِتَابٍ: بُطونٌ من تَميمٍ.
وطَعامٌ مَخْشوبٌ: إن كان لَحْماً فَنِيءٌ، وإلا فَقَفَارٌ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.