Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مقاربة

زَفف

(زَفف) - وفي حديث: "يُزَفُّ علىٌّ - رضي الله عنه - بَيْني وبينَ إبراهيمَ عليه الصَّلاة والسلامُ إلى الجنَّة"
إن رويتَه بكَسْر الزّاي فمعناه يُسْرِع، من قوله تعالى: {يَزِفُّونَ} .
يقال: زَفَّ وأَزَفّ؛ إذا أسرعَ، يَزِفُّ ويُزِفّ، وإن رَويته بفَتح الزَّاي، فهو من زَفَفْتُ العَرُوسَ أزُفُّهَا، وهو مُقَاربة الخَطْو.

رَسَلَ

(رَسَلَ)
(هـ) فِيهِ «إِنَّ الناسَ دَخَلُوا عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ أَرْسَالًا يُصَلُّون عَلَيْهِ» أَيْ أفْواجا وفِرَقا مُتَقَطِّعَةً، يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، واحدُهم رَسَلٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالسِّينِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الحَوْضِ، وَإِنَّهُ سَيُؤتى بِكُمْ رَسَلًا رَسَلًا فتُرْهَقون عَنِّي» أَيْ فِرَقا. والرَّسَلُ: مَا كَانَ مِنَ الإبلِ والغَنَم مِنْ عَشْرٍ إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكْرُ الْأَرْسَالِ فِي الْحَدِيثِ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ طَهْفة «ووَقير كَثِيرُ الرَّسَلِ قَلِيلُ الرِّسْلِ» يُرِيدُ أنَّ الَّذِي يُرْسَلُ مِنَ المَواشِي إِلَى الرعْي كَثِيرُ العَدد، لَكِنَّهُ قَلِيلُ الرِّسْلِ، وَهُوَ اللَّبن، فَهُوَ فَعَل بِمَعْنَى مُفْعَل:
أَيْ أَرْسَلَهَا فَهِيَ مُرْسَلَةٌ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا فسَّره ابْنُ قُتّيبة. وَقَدْ فَسَّره العُذْريّ وَقَالَ:
كثيرُ الرَّسَلِ: أَيْ شَدِيدُ التَّفرُّق فِي طَلَب المَرْعى، وَهُوَ أشْبَه، لِأَنَّهُ قَالَ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ: ماتَ الوَدِيُّ وهَلَك الهدِيُّ، يَعْنِي الإبِلَ، فَإِذَا هَلَكَت الإبلُ مَعَ صَبْرها وبَقائِها عَلَى الجَدْب كَيْفَ تسلُم الغنمُ وتَنْمِي حَتَّى يَكْثُرَ عددُها؟ وَإِنَّمَا الوجْهُ مَا قَالَهُ العُذْرِي، فَإِنَّ الْغَنَمَ تَتَفرَّق وتنْتشِر فِي طَلَبِ المَرْعَى لِقلَّتِه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «إِلَّا مَن أعْطي فِي نَجْدَتِها ورِسْلِهَا» النَّجْدة: الشِّدَّةُ.
والرِّسْلُ بِالْكَسْرِ: الْهِينَةُ وَالتَّأَنِّي. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ افْعَلْ كَذَا وَكَذَا عَلَى رِسْلِكَ بِالْكَسْرِ:
أَيِ اتَّئد فِيهِ، كَمَا يُقَالُ عَلَى هِينَتِك. قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِلَّا مَن أعْطي فِي نَجْدَتِها ورِسْلِهَا» أَيِ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ. يَقُولُ يُعْطِي وَهِيَ سِمانٌ حِسانٌ يشتدُّ عَلَيْهِ إخراجُها فَتِلْكَ نَجْدتُها. ويُعْطِي فِي رِسْلِهَا وَهِيَ مَهازيلُ مُقاربة. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ إِلَّا مَن أَعْطَى فِي إبِله مَا يَشُقُّ عَلَيْهِ عَطاؤُه، فَيَكُونُ نجْدة عَلَيْهِ، أَيْ شِدَّةً، وَيُعْطِي مَا يَهُون عَلَيْهِ إِعْطَاؤُهُ مِنْهَا مُسْتَهيناً بِهِ عَلَى رِسْلِهِ. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ بَعْضُهُمْ : فِي رِسْلِهَا أَيْ بِطِيبِ نفْس مِنْهُ. وَقِيلَ لَيْسَ للهُزال فِيهِ مَعْنًى؛ لِأَنَّهُ ذَكَرَ الرِّسْل بعد النَّجْدة، على جهة التَّفخيم [لِلْإِبِلِ] فَجَرَى مجْرِى قَوْلِهِمْ: إِلَّا مَن أعْطَى فِي سِمَنِها وحُسْنِها ووُفور لَبَنها، وَهَذَا كُلُّهُ يَرجعُ إِلَى مَعْنًى وَاحِدٍ، فَلَا مَعْنًى للهُزال؛ لِأَنَّ مَن بَذَل حقَّ اللَّهِ مِنَ المَضْنون بِهِ كَانَ إِلَى إِخْرَاجِهِ مِمَّا يَهُون عَلَيْهِ أسْهَل، فَلَيْسَ لِذكر الهُزال بَعْدَ السِمَن مَعْنًى.
قُلْتُ: وَالْأَحْسَنُ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بالنَّجْدة: الشِّدَّةَ والجَدْب، وبِالرِّسْلِ: الرَّخاء والخِصب؛ لِأَنَّ الرِّسْلَ اللَّبَن، وَإِنَّمَا يَكْثُر فِي حَالِ الرَّخاء والخِصب، فيكونُ الْمَعْنَى أَنَّهُ يُخْرِج حقَّ اللَّهِ فِي حَالِ الضِّيق والسَّعَة، والجَدْب والخِصب؛ لِأَنَّهُ إِذَا أَخْرَجَ حقَّها فِي سَنَةِ الضِّيق والجَدب كَانَ ذَلِكَ شَاقًّا عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ إجْحاف بِهِ، وَإِذَا أخْرَجها فِي حَالِ الرَّخاء كَانَ ذَلِكَ سَهلا عَلَيْهِ؛ وَلِذَلِكَ قِيلَ فِي الْحَدِيثِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا نَجْدتُها ورِسْلُهَا؟ قَالَ: عُسْرها ويُسْرها، فَسمَّى النَّجدة عُسْرا والرِّسْلَ يُسْراً؛ لِأَنَّ الجَدب عُسْر والخِصْبَ يُسْر، فَهَذَا الرَّجل يُعطِى حَقَّها فِي حَالِ الجَدْب والضِّيق وَهُوَ المُراد بِالنَّجْدَةِ، وَفِي حَالِ الخِصب والسَّعة، وَهُوَ المُرادُ بِالرِّسْلِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْخُدْرِيِّ «رَأَيْتُ فِي عامٍ كَثُر فِيهِ الرِّسْلُ البياضَ أَكْثَرَ مِنَ السَّوَادِ، ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي عامٍ كَثُر فِيهِ التَّمرُ؛ السَّوادَ أكثرَ مِنَ الْبَيَاضِ» أَرَادَ بِالرِّسْلِ اللَّبن، وَهُوَ البَياضُ إِذَا كَثُر قَلَّ التَّمر، وَهُوَ السَّواد.
وَفِي حَدِيثِ صَفِيَّةَ «فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى رِسْلِكُمَا» أَيِ اثبتُا وَلَا تَعْجَلَا.
يُقَالُ لِمَنْ يَتَأَنَّى وَيَعْمَلُ الشَّيْءَ عَلَى هِينتِه. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ س) وَفِيهِ «كَانَ فِي كَلَامِهِ تَرْسِيلٌ» أَيْ تَرتيل. يُقَالُ تَرَسَّلَ الرجُل فِي كَلَامِهِ ومَشيه إِذَا لَمْ يَعْجل، وَهُوَ والتَّرتيلُ سَوَاءٌ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «إِذَا أذَّنت فَتَرَسَّلْ» أَيْ تَأنَّ وَلَا تَعْجَل.
(س) وَفِيهِ «أيُّما مُسّلمٍ اسْتَرْسَلَ إِلَى مُسلم فَغَبَنه فَهُوَ كَذَا» الِاسْتِرْسَالُ: الاسْتِئناسُ والطُّمَأنينةُ إِلَى الْإِنْسَانِ والثِّقة بِهِ فِيمَا يُحَدِّثه بِهِ، وأصلُه السكونُ والثَّبات.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «غَبْنُ الْمُسْتَرْسِل ربا» . (هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأنْصار تزوَّج امرَأةً مُرَاسِلًا» أَيْ ثَيِّبا.
كذا قال الهروي.
وفي قصيد كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
أمْسَتْ سُعادُ بأرْضٍ لَا يُبلِّغها ... إِلَّا الْعِتَاقُ النَّجِيبَاتُ المَرَاسِيلُ
المَرَاسِيلُ: جَمْعُ مِرْسَالٍ، وَهِيَ السَّرِيعة السَّير

طَفِقَ

(طَفِقَ)
(هـ) فِيهِ «فطَفِقَ يُلْقي إِلَيْهِمُ الجَبوبَ» طَفِقَ: بِمَعْنَى أخَذَ فِي الفِعْل وجَعَل يَفْعَل، وَهِيَ مِنْ أَفْعَالِ الــمُقارَبةِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ، والجَبُوب: المَدَرُ. 

قطو

ق ط و : الْقَطَا ضَرْبٌ مِنْ الْحَمَامِ الْوَاحِدَةُ قَطَاةٌ وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى قَطَوَاتٍ. 

قطو



قَطًا Sand-grouse; pterocles melanogaster: so Wilkinson, Ancient Egyptians i. 250: see De Sacy's Chrest. Ar., 2nd ed., pp. 369, et seqq.

قَطْوَةٌ

: see دَالِيَةٌ.

قَطَاةٌ

, of a beast, The croup, or rump, and what is between the hips, or haunches: (K:) or [the fore part of the croup; i. e.] the place where the رِدْف sits. (S, K.) See الغُرَابَانِ. b2: أَدَلُّ مِنْ قَطَاةٍ: see تُبَّعٌ.

قطو


قَطَا(n. ac. قَطْو)
a. Walked slowly.

تَقَطَّوَa. Was behindhand; dawdled.
b. Temporized.
c. Sat on the crupper of ( a horse ).

إِقْطَوْطَى [إِقْطَوْطَوَ]
a. see I (a)
قَطَاة [] (pl.
قَطًا [ ]a. قَطَوَات ), A species of partridge
( ardea stellaris ).
b. Crupper ( of a horse ).
قَطَْوَان [قَطْوَاْنُ]
a. Slow walker.

ذَهَبَوا فِي الأَرْضِ
بِقَطًا
a. They scattered in various directions.
قطو
قطَا يَقطُو، اقْطُ، قَطْوًا، فهو قاطٍ
• قَطَتِ القَطَاةُ: صوَّتَتْ. 

قَطاة [مفرد]: ج قَطَوات وقَطَيات وقَطًا: (حن) طائر صحراويّ، متعدِّد الأنواع يشبه الحمامَ، يعيش في أسراب في كثير من البلدان العربيّة "شاهد سِرْبَ القَطا". 

قطْو [مفرد]: مصدر قطَا. 
ق ط و " ليس قطاً مثل قطّي " أي ليس الأكابر كالأصاغر. وركبت قطاة الفرس وهي مقعد الرّديف. ويقال: تقطّيتها ويستعار لغير الفرس. قال العجّاج:

وكست المرط قطاةً رجرجا

ونساء ثقال القطاة. قال ابن مقبل:

ثقال القطا غيد السوالف لم تقم ... على الخسف يملأن الدماليج والحجلا

ومرّ يقطو في مشيته: يقارب الخطو كما تمشي القطاة. وفرسٌ قطوان وذلك من النشاط.
قطو
القَطا: طَيْرٌ، الواحِدَةُ قَطَاةٌ، وُيثَنّى قَطَوَان
ِ وقَطَيَانِ. ومَشْيُها الاقْطِيْطَاءُ.
والقَطْوُ: ضَرْبٌ من المَشْي والصوْتِ، وهو القَطْقَطَةُ. والقَطَوَانُ: الذي يَقْطُو في مَشْيِه.
وفي المَثَل: " ليس قَطاً مِثْلَ قُطَيّ ". ويقولون: " أصْدَقُ من قَطاً ". و: " لو تُرِك القَطا لنامَ ". والقَطَاةُ: مَوضعُ الرِّدْفِ من الدابةِ وهو مِثْلُ الخَلِّ في الكَتِفَيْنِ.
والقَطا: داءٌ يأْخُذُ الغَنَمَ، شاةٌ قَطِيَةٌ.
والتَّقَطّي: الخَتَلانُ، وهو يَتَقَطّى لأصحابه: أي يَخْتِلُهم. وتَقَطَّيْتُ الفَرَسَ: رَكِبْت قَطَاتَها.
الْقَاف والطاء وَالْوَاو

قطا يقطو: ثقل مَشْيه.

والقطا: طَائِر مَعْرُوف، سمي بذلك لثقل مَشْيه، واحدته: قطاة. وَالْجمع: قطوات، وقطيات، وَقد تقدم فِي الْيَاء.

وقطت القطاة: صوتت وَحدهَا، فَقَالَت: قطا قطا.

والقطوان، والقطوطي: الَّذِي يُقَارب الْمَشْي من كل شَيْء، وَالْأُنْثَى: قطوانة، وقطوطاة.

وَقد قطا قطواً، وقطواً واقطوطي.

والقطوطي: الطَّوِيل الرجلَيْن، إِلَّا أَنه يُقَارب خطوه كمشي القطا.

والقطاة: الْعَجز.

وَقيل: هُوَ مَا بَين الْوَرِكَيْنِ.

وَقيل: هُوَ مقْعد الردف أَو مَوضِع الردف من الدَّابَّة خلف الْفَارِس.

وتقطى عَنى بِوَجْهِهِ: صدف، لِأَنَّهُ إِذا صدف بِوَجْهِهِ فَكَأَنَّهُ أرَاهُ عَجزه، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

ألكنى إِلَى الْمولى الَّذِي كلما رأى ... غنياًّ تقطى وَهُوَ للطرف قَاطع وقطيات: مَوضِع، وَقد تقدم فِي الْيَاء.

وَكَذَلِكَ: قطاتان: مَوضِع، قَالَ:

أصَاب قطيات فَسَالَ لواهما

ويروى: " أصَاب قطاتين ".

وَروض القطا: مَوضِع، قَالَ:

دعتها التناهي بروض القطا ... إِلَى وحفتين إِلَى جلجل

وقطية بنت بشر: امْرَأَة مَرْوَان بن الحكم.
قطو
: (و ( {قَطَا) } يَقْطُو {قَطْواً} وقُطُوًّا: (ثَقُلَ مَشْيُهُ) ؛) كَذَا فِي المُحْكم.
(و) {قَطَتِ (} القَطَا: صَوَّتَتْ وحدَها) ، فقالتْ: ( {قَطَا} قَطَا) ، وَبِه سُمِّيَت {قَطا. وبعضٌ يقولُ: صَوْتُها القَطْقَطَةُ. وبعضٌ يقولُ:} قَطَتْ {تَقْطُو فِي مَشْيِها.
(و) } قَطَا (الماشِي: قارَبَ) الخَطْوَ (فِي مَشْيِه) مَعَ النَّشاطِ {يَقْطُو} قَطْواً؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
( {كاقْطَوْطَى فَهُوَ} قَطْوانُ) ، بالفَتْح؛ عَن شَمِرٍ؛ (ويُحَرَّكُ) ؛) عَن أَبي عَمْرٍ و، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي.
( {وقَطَوْطَى، كخَجوْجَى) ، وَزْنُه فَعَوْعَلٌ لأنَّه ليسَ فِي الكَلامِ فَعَوْلَى وَفِيه فَعَوْعَل مِثْلُ عَثَوْثَلٍ؛ وذَكَرَ سِيْبَوَيْه أَنَّ} قَطَوْطَى مِثْلُ فَعَلْعَل مِثْل صَمَحْمَح. قالَ: وَلَا تَجْعَله فَعَوْعَلاً لأنَّ فَعَلْعَلاً أَكْثَر من فَعَوْعَلٍ، وذكرَ فِي موضِعٍ آخَرٍ أنَّه فَعَوْعَل.
قالَ السِّيرافي: هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ لأنَّه يقالُ {اقْطَوْطَى،} واقْطَوْطَى افْعَوْعَلَ لَا غَيْر.
قُلْت: وأَطَالَ فِي ذلكَ ابنُ عُصْفورٍ وأَبو حيَّان وغيرُهُما مِن أَئِمةِ الصَّرْفِ ومالُوا إِلَى كَوْنها فَعَوْعلاً، لأنَّه ظاهِرُ كَلامِ سِيْبَوَيْه ورَجَّحُوه عَن غيرِهِ، كَمَا نقلَهُ شَيْخُنا.
(وَهُوَ) أَي قَطَوْطَى: (ع) ببَغْدادَ، قيلَ محلَّةٌ مِنْهَا بنَواحِي الدورِ.
(و) أَيْضاً: القَصِيرُ الرِّجْلَيْن.
وقالَ ابنُ ولاَّد فِي المَقْصورِ والمَمْدُودِ: (الطَّوِيلُ الرِّجْلَيْنِ) ، وغَلَّطَه فِيهِ عليُّ بنُ حَمْزَةَ. زادَ غيرُهُ: (المُتقارِبُ الخَطْوِ) .
(وقالَ بعضٌ: هُوَ الطَّويلُ الرِّجْلَيْنِ إلاَّ أَنَّه لَا يُقارِبُ خَطْوه كمَشْي القَطَا. ( {والقَطاةُ: العَجُزُ) ؛) وَمِنْه المَثَلُ: فلانٌ مِن رَطانِه لَا يَعْرفُ لَطاتَه مِن} قَطاتِهِ، أَي قُبُله مِن دُبُرِه؛ يُضْرَبُ للأحْمقِ، وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
وأَبوكَ لم يَكُ عارِفاً بلَطاتِه
لَا فَرْقَ بينَ {قَطاتِه ولَطاتِه (و) قيلَ: هُوَ (مَا بينَ الوَرِكَيْنِ أَوْ مَقْعَدُ) الرِّدْفِ، وَهُوَ (الرَّدِيفُ من الدَّابَّةِ) خَلْف الفارِسِ، ويقالُ: هِيَ لكلِّ خَلْق؛ قالَ الشاعرُ:
وكَسَتِ المِرْطَ} قَطاةً رَجْرجاً وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لامْرِىءِ القَيْسِ:
وصُمٌّ صِلابٌ مَا يَقِينَ من الوَجَى
كأنَّ مَكانَ الرِّدْفِ مِنْهُ على رالِ يصِفُه بإشْرافِ {القَطاةِ.
(و) } القَطاةُ: (طائِرٌ) مَشْهورٌ؛ وَمِنْه المَثَلُ: إِنَّهُ لأَصْدَقُ مِن {قَطاة؛ وذلكَ لأنَّها تقولُ قَطَاقَطَا؛ وَفِيه أَيْضاً: لَو تُرِكَ} القَطا لنَامَ؛ يُضْرَبُ لمَنْ يَهِيجُ إِذا تُهَيِّج.
وقالَ الأَزْهرِي: دلَّ بيتُ النابغَةِ أنَّ {القَطاةَ سُمِّيَت بصَوْتِها حَيْثُ يقولُ:
تدْعُو} قَطا وَبِه تُدْعى إِذا نُسِبَتْ
يَا صِدْقَها حِينَ تَدْعُوها فتَنْتَسِبُوقالَ أَبو وَجْزَةَ يَصِفُ حميراً وَرَدَتْ لَيْلًا مَاء فمرَّتْ! بقَطا وأَثارَتْها: مَا زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صادِقةٍ
باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً غَيْرَ أَزْواجِيعْني أنَّها تمرُّ {بالقَطا فتُثِيرُه فتَصِيحُ قَطاقَطا، وذلكَ انْتِسَابه.
قالَ الفرَّاءُ: ويُقالُ فِي المَثَلِ: (إِنَّه لأَدَلُّ مِن} قَطاة) ، لأَنَّها تَرِدُ الماءَ لَيْلاً من الفَلاةِ البَعِيدَةِ.
(ج {قَطاً} وقَطَواتٌ) وقَطَياتٌ، كَمَا تقدَّمَ.
( {وتقَطَّى: تَبَطَّى) .) قالَ أَبو تُرابٍ: سَمِعْتُ الحُصَيْبي يقولُ:} تَقَطَّيْتُ على القوْمِ وتَلَطَّيْتُ عَلَيْهِم إِذا كانتْ لي طَلِبَةٌ فَأَخَذْت مِن مالِهم شَيْئا فسبقتُ بِهِ.
(و) {تقَطَّى (لأصْحابِه: خَتَلَهُم.
(و) تَقَطَّى عنِّي (بوجْهِه: صَدَفَ) ، فكأَنَّه أَراهُ عَجُزَه؛ حَكَاهُ ابنُ الأعْرابي؛ وأَنْشَدَ:
أَلِكْنِي إِلَى المَوْلى الَّذِي كُلَّما رَأَى
غَنِيًّا تَقَطَّى وَهُوَ للطَّرْفِ قاطِعُ (و) تَقَطَّى (الفَرَسَ: رَكِبَ} قَطاتَها) ، وَهُوَ مَوْضِعُ الرِّدْف مِنْهَا.
(وكسُمَيَّةَ) :) {قُطَيَّةُ بنْتُ بِشْرٍ الكِلابيَّةُ، (امْرأَةُ مَرْوانَ بنِ الحَكَمِ) ، الأُمَويِّ، أُمُّ بِشْرِ بنِ مَرْوانَ.
(ورَوْضُ} القَطَا: ع) ؛) قَالَ الشَّاعرُ:
دَعَتْها التَّناهِي برَوْضِ القَطا
إِلَى وحْفَتَيْنِ إِلَى جُلْجُل ( {وقَطَوانُ، محرَّكةً: ع بالكُوفَةِ) ؛) عَن الجَوْهرِي؛ (مِنْهُ الأَكْسِيَةُ) القَطَوانِيَّةُ؛ وَمِنْه الحديثُ: (فسلَّم عليَّ وَعَلِيهِ عَباءَة} قَطَوانِيَّة) ؛ وَهِي عَباءَةٌ بَيْضاءُ قَصِيرَةُ الخَمْل.
قالَ أَبو الوَلِيدِ الباجِي: قالَ لي أَهْلُ الكوفَةِ: {قَطَوانُ قَرْيةٌ ببابِ الكُوفَةِ.
(} والقَطا: داءٌ فِي الغَنَمِ، وشاةٌ {قَطِيَةٌ، مُخَفَّفَةٌ) ، كفَرِحَةٍ بهَا ذلكَ.
وقالَ أَبُو عَمْرٍ وَفِي كتابِ الجيمِ: القَطا داءٌ يأْخُذُ فِي كَتِفَيْ الشاةِ وَمَا وَالاهُما، فيقالُ: إنَّها} لقَطواءُ كَذَا؛ وجِدَ فِي هامِشِ كتابِ المَقْصورِ لأبي عليَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اقْطَوْطَى فِي مَشْيِهِ: إِذا اسْتَدارَ وتَجَمَّعَ؛ قالَ الشاعرُ:
يَمْشِي مَعًا} مُقْطَوْطِيا إِذا مَشَى وامْرَأَةٌ {قَطَوانَةُ} وقَطَوطاةٌ: مُقارِبَةُ المَشْي.
{والقَطَواتُ: جَمْعُ} القَطاةِ لموْضِعِ الرِّدْف.
وَفِي المَثَل: ليسَ {قَطاً مثْلَ} قُطَيَ، أَي ليسَ النَّبِيلُ كالدَّنيِ، قالَ:
ليسَ {قَطاً مِثْلَ} قُطَيَ وَلَا ال
مَرْعِيُّ فِي الأَقْوَامِ كالرَّاعِيأَي ليسَ الأَكابِر كالأَصاغِر.
وقالَ ثَعْلب: {المُقْطَوْطِي الَّذِي يَخْتِل؛ وأَنْشَدَ للزِّبْرقانِ:
} مُقْطَوْطِياً يَشْتِمُ الأقْوامَ ظَالِمَهُمْ
كالعِفْوسافَ رَقِيقَي أُمِّه الجَذَع ُمُقْطَوْطياً: أَي يَخْتِل جارَه أَو صدِيقَه؛ والعِفْوُ: والجَحْشُ، والرّقِيقَانِ: مَراقُّ البَطْنِ؛ أَي يُريدُ أَنْ يَنْزوَ على أُمِّه. {وقَطاتانِ: موضِعٌ؛ ويُرْوَى قولُ الشاعِرِ:
أَصابَ} قَطاتَيْنِ فسَالَ لِواهُما ويُرْوَى: أَصابَ {قُطَيَّاتٍ، وَقد ذُكِر.
ورِياضُ} القَطا: موضِعٌ؛ قالَ الشاعرُ:
فَمَا رَوْضةٌ مِن رِياضِ القَطا
أَلَتُّ بهَا عارِضٌ مُمْطِرُوذُو القَطا: موْضِعٌ آخَرُ.
{وقَطْوانُ، بالفَتْح ويُحَرَّكُ: موضِعٌ بسَمَرْقَنْد.
} وقَطوَةُ: لَقَبُ أَحْمدَ بْنِ عليِّ بنِ صالِحٍ المِصْرِي سَمِعَ مِنْهُ عليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ قُدَيْدٍ، وسُلَيْمانُ بنُ قَطْوَة الرّقيُّ متأَخِّر لَهُ كَرَامَاتٌ.
وبتثْقيلِ الواوِ وفَتحات: خليفَةُ بنُ أبي بكْرِ بنِ أَحمدَ البَغْدادِيُّ عُرِفَ بابنِ {القَطَوَّةُ، رَوَى عَن إسْماعيل بنِ السَّمَرْقَنْدِي، ماتَ سَنَة 595.

فَلْفَلَ

(فَلْفَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «قَالَ عَبْدُ خَيْر: إِنَّهُ خَرَجَ وَقْتَ السَّحَر فأسْرَعْت إِلَيْهِ لِأَسْأَلَهُ عَنْ وَقْتِ الوَتْر، فَإِذَا هُوَ يَتَفَلْفَلُ» .
وَفِي رِوَايَةِ السُّلمي «خَرَجَ عَلَيْنَا عليٌّ وَهُوَ يَتَفَلْفَلُ» قَالَ الْخَطَّابِيُّ: يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ مُتَفَلْفِلًا: إِذَا جَاءَ والسِّواك فِي فِيه يَشُوصُه. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ يَتَفَلْفَلُ إِذَا مَشَى مِشْيَة المُتَبَخْتر. وَقِيلَ: هُوَ مُقارَبة الخُطَا، وكِلا التَّفْسيرين مُحْتَمِل للرّوايَتين.
وَقَالَ القُتَيبي: لَا أعْرِف يَتَفَلْفَلُ بِمَعْنَى يَسْتَاك، ولعلَّه «يَتَتَفَّل» لِأَنَّ مَن اسْتَاك تَفَل.

قَرُبَ

قَرُبَ منه، ككَرُمَ، وقَرِبَه، كَسَمِع، قُرْباً وقُرْباناً وقِرْباناً: دَنَا، فهو قَريبٌ، للواحِد والجَمْعِ.
والمَقْرِبَةُ مُثَلَّثَةَ الرَّاءِ،
والقُرْبَةُ، (والقُرُبَةُ) والقُرْبَى: القَرَابَةُ. وهو قَرِيبي وذُو قَرابَتِي، ولا تَقُلْ: قَرابَتِي.
وأقْرِباؤُكَ وأقارِبُكَ وأقْرَبوكَ: عَشيرَتُك الأَدْنَوْنَ.
والقَرْبُ: إدْخالُ السَّيفِ في القِرابِ: للْغِمْدِ، أو لِجَفْنِ الغِمْدِ،
كالإِقرابِ، أو اتِّخاذُ القِرابِ للسَّيفِ، وإطْعامُ الضَّيفِ الأَقْرابَ. وبالضم، وبضَمَّتينِ: الخاصِرةُ، أو من الشَّاكِلَةِ؟؟ إلى مَراقِّ البَطْنِ، ج: الأَقْرابُ. وكفَرِحَ: اشْتَكاهُ،
كقَرَّبَ تَقْريباً.
وكقُفْلٍ: ع، وبالتَّحْريكِ: سَيْرُ اللَّيلِ لِوِرْدِ الغَدِ،
كالقِرَابَةِ، وقد قَرَبَ الإِبِلَ، كَنَصَرَ، قِرابَةً، بالكسر، وأقْرَبْتُها، والبِئْرُ القَريبةُ الماءِ، وطَلَبُ الماءِ لَيْلاً، أو أنْ لا يكونَ بَيْنَكَ وبينَ الماءِ إلاَّ لَيْلَةٌ، أو إذا كانَ بينَكْما يومانِ فأوَّلُ يومٍ تَطْلُبُ فيه الماءَ:
القَرَبُ، والثاني: الطَّلَقُ.
والقُرْبانُ، بالضم: ما يُتَقَرَّبُ به إلى اللَّهِ تعالى، وجليسُ المَلِكِ الخاصُّ، ويُفْتَحُ.
وتَقَرَّبَ به تَقَرُّباً وتِقِرَّاباً، بكسرتينِ: طَلَبَ القُرْبَةَ به، ج: قَرابِينُ.
وقَرابينُ أيضاً: وادٍ بنَجْدٍ.
وقُرْبَةُ، بالضم: وادٍ.
واقْتَرَبَ: تَقَارَبَ.
وشيءٌ مُقارِبٌ، بالكسر: بينَ الجَيِّدِ والرَّديءِ، أو دَينٌ مُقارِبٌ، بالكسر، ومَتاعٌ مُقارَبٌ، بالفتح.
وأقْرَبَتْ: قَرُبَ وِلادُها، فهي مُقْرِبٌ، ج: مَقاريبُ،
وـ المُهْرُ،
وـ الفَصيلُ: دَنا للإِثْناءِ.
وافْعَلْ ذلك بقَرابٍ، كَسحابٍ: بِقُرْبٍ.
وقرابُ الشيء، بالكسر،
وقُرابُه وقُرابَتُه، بضمِّهما: ما قارَبَ قَدْرَه.
وإناءٌ قَرْبانُ،
وصَحْفَةٌ قَرْبَى: قارَبا الامتِلاءَ. وقَدْ أقْرَبَهُ، وفيه قَرَبهُ وقِرابُه.
والمُقْرَبَةُ: الفَرَسُ التي تُدْنَى وتُقْرَبُ، وتُكْرَمُ ولا تُتْرَكُ، وهو مُقْرَبٌ، أو يُفْعَلُ ذلك بالإِناثِ لئَلاَّ يَقْرَعَها فَحْلٌ لَئيمٌ،
وـ من الإِبِلِ: التي حُزِمَتْ للرُّكوبِ.
والمُتَقارِبُ: "فَعولُنْ" ثَمانِيَ مَرَّاتٍ، وفَعولُنْ فَعولُنْ فَعَلْ مَرَّتينِ، لقُرْبِ أوتادِه من أسْبابِه.
وقارَبَ الخَطْوَ: داناهُ.
والــمُقارَبَةُ والقِرابُ: رَفْعُ الرِّجْلِ للجِماعِ.
والقِرْبَةُ، بالكسر: الوَطْبُ من اللَّبَنِ، وقد تكونُ للماءِ، أو هي المَخْرُوزَةُ من جانبٍ واحدٍ، ج: قِرْباتٌ وقِرِباتٌ وقِرَباتٌ وقِرَبٌ، وكذلك كُلُّ ما كان على فِعْلَةٍ، كفِقْرَةٍ وسِدْرَةٍ.
وأبو قِرْبَةَ: فَرَس عُبيدِ بنِ أَزْهَرَ. وابنُ أبي قِرْبَةَ: أحمدُ بنُ عليِّ بنِ الحُسَينِ العِجْلِيّ، والحَكَمُ بنُ سِنانٍ، وأحمدُ بنُ داودَ، وأبو بكرِ بنُ أبي عَوْنٍ، وعبدُ اللَّهِ بنُ أيوبَ القِرْبِيُّونَ: مُحَدِّثونَ.
والقارِبُ: السَّفينةُ الصغيرةُ، وطالِبُ الماءِ لَيْلاً.
والقَريبُ: السمَكُ المَمْلوحُ ما دامَ في طَراءَتِه،
وـ ابنُ ظَفَرٍ: رسولُ الكُوفِيينَ إلى عُمَرَ، وعَبْدِيُّ مُحَدِّثٌ. وكزُبَيْرٍ: لَقَبُ والِدِ الأَصْمَعِيِّ، ورئيسٌ للْخَوارجِ، وابنُ يَعْقوبَ الكاتِبُ. وقَريبَةُ، كَحبيبَةٍ: بنتُ زَيْدٍ، وبنتُ الحَارِثِ: صَحابِيَّتانِ، وبنتُ عبدِ اللَّهِ بنِ وهْبٍ، وأُخْرَى غيرُ مَنْسُوبَةٍ: تابِعيَّتانِ. وكجُهَيْنَةَ: بنتُ الحارِثِ، وبنتُ أبي قُحافَةَ، وبنتُ أبي أُمَيَّةَ، وقد تُفْتَحُ هذه: صَحابِيَّتانِ، ولا يُعَرَّجُ على قَوْلِ الذَّهَبِيِّ: لم أجِدْ بالضم أحَداً.
والقُرابة، بالضم: القَريبُ. وما هو بِشَبِيهكَ ولا بِقُرابَةٍ مِنكَ، بالضم: بقَريبٍ.
وقُرابَةُ المُؤْمِنِ، وقُرابُه: فِراسَتُه.
وجاؤوا قُرابَى، كفُرادَى: مُتقارِبينَ. وكغُرابٍ: جَبَلٌ باليَمَنِ.
والقَوْرَبُ، كَجَوْرَبٍ: الماءُ لا يُطاقُ كَثْرَةً.
وذاتُ قُرْبٍ، بالضم: ع له يومٌ م.
والمَقْرَبُ والمَقْرَبَةُ: الطريقُ المُخْتَصَرُ.
وقُرْبَى، كحُبْلى: ماءٌ قُرْبَ تَبالَةَ، ولَقَبُ بعضِ القُرَّاءِ. وكشَدَّادٍ: لَقَبُ أبي علِيٍّ محمدِ بنِ محمدٍ الهَرَويِّ المُقْرِئِ، وجماعةٍ من المُحَدِّثينَ.
وتقارَبَت إِبِلُهُ: قَلَّتْ، وأدْبَرَتْ،
وـ الزَّرْعُ: دَنا إِدْراكُه.
و"إذا تقارَبَ الزَّمانُ لم تَكَدْ رؤْيا المُؤْمِنِ تَكْذِبُ"، المُرادُ: آخرُ الزَّمانِ، واقْتِرابُ الساعة، لأنَّ الشيءَ إذا قَلَّ تَقاصَرَتْ أطْرافُهُ، أو المرادُ: اسْتِواءُ اللَّيْلِ والنهارِ، ويَزْعُمُ العابِرُونَ أنَّ أصْدَقَ الأَزْمانِ لوقوعِ العِبارةِ وقْتُ انْفِتاقِ الأَنْوارِ، ووقْتُ إدْراكِ الثِّمارِ، وحينئذٍ يَسْتَوِي الليلُ والنَّهارُ، أو المرادُ زَمَنُ خُروجِ المَهْدِيِّ، حينَ تكونُ السَّنةُ كالشَّهرِ، والشَّهرُ كالجُمُعةِ، والجُمُعَةُ كاليَوْمِ، يُسْتَقْصَرُ لاسْتِلْذاذِه.
والتَّقْريبُ: ضَرْبٌ من العَدْوِ، أو أن يَرْفَعَ يَدَيْهِ مَعاً ويَضَعَهُما مَعاً، وأنْ يقولَ: حَيّاكَ اللَّهُ، وقَرَّبَ دارَكَ.
وتَقَرَّبَ: وضَعَ يَدَه على قُرْبِه.
وتَقَرَّبْ يا رَجُلُ: اعْجَلْ.
وقارَبَه: ناغاهُ بكلامٍ حَسَنٍ،
وـ في الأَمْرِ: تَرَكَ الغُلُوَّ، وقَصَدَ السَّدادَ.
(قَرُبَ)
- فِيهِ «مَن تَقَرَّب إِلَيَّ شِبْراً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِراعاً» الْمُرَادُ بقُرْب الْعَبْدِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى القُرْب بالذِكْر وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، لَا قُرْبُ الذَّاتِ وَالْمَكَانِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ صِفَاتِ الْأَجْسَامِ.
واللَّه يَتَعالى عَنْ ذَلِكَ ويَتَقدّس.
وَالْمُرَادُ بقُرْب اللَّهِ مِنَ العَبْد قُرْبُ نِعَمِه وألْطافِه مِنْهُ، وبِرّه وإحْسانه إِلَيْهِ، وتَرادُف مِنَنه عِنْدَهُ، وفَيْض مَواهِبه عَلَيْهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «صِفة هَذِهِ الأمَّة فِي التَّوْراة قُرْبانُهم دِمَاؤُهُمْ» القُرْبان: مَصْدَرٌ مِن قَرُبَ يَقْرُب: أَيْ يَتَقَرَّبون إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِإِرَاقَةِ دِمائهم فِي الجِهاد، وَكَانَ قُرْبانُ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ ذَبْح البَقَر وَالْغَنَمِ والإبِل.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الصلاةُ قُرْبانُ كلِّ تَقِيّ» أَيْ أَنَّ الأتْقياء مِنَ النَّاسِ يَتَقَرَّبون بِهَا إِلَى اللَّهِ، أَيْ يَطْلُبُونَ القُرْبَ مِنْهُ بِهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْجُمُعَةِ «مَن راحَ فِي السَّاعَةِ الْأُولَى فكانَّما قرَّب بَدَنَة» أَيْ كَأَنَّمَا أهْدى ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، كَمَا يُهْدى القُرْبانُ إلى بَيْت الله الحرام. (هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «إنْ كُنَّا لَنَلْتَقِي فِي الْيَوْمِ مِراراً يَسْأَلُ بعضُنا بَعْضًا، وَإِنْ نَقْرُب بِذَلِكَ إِلَّا أَنْ نَحْمَد اللَّهَ تَعَالَى» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَيْ مَا نَطْلُب بِذَلِكَ إلاَّ حَمْدَ اللَّهِ تَعَالَى.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: نَقْرُب: أَيْ نَطْلب. وَالْأَصْلُ فِيهِ طَلَبُ الْمَاءِ.
وَمِنْهُ «لَيْلَةُ القَرَب» وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يُصْبِحون مِنْهَا عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ اتُّسِع فِيهِ فَقِيلَ:
فُلانٌ يَقْرُب حاجَته: أَيْ يطْلُبها، وَإِنَّ الْأُولَى هِيَ المُخَفَّفة مِنَ الثَّقِيلَةِ، وَالثَّانِيَةُ نَافِيَةٌ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قَالَ لَهُ رجُل: مَا لِي هارِبٌ وَلَا قارِبٌ» القارِب: الَّذِي يَطْلُب الْمَاءَ.
أَرَادَ لَيْسَ لِي شَيْءٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وَمَا كُنْتُ إلاَّ كقارِب وَرَد، وطالِبٍ وَجَد» .
وَفِيهِ «إِذَا تَقَارَب الزَّمَانُ» وَفِي رِوَايَةٍ «اقْتَرب الزَّمَانُ لَمْ تَكَد رُؤْيا المؤمِن تَكْذِب» أَرَادَ اقْتِراب السَّاعَةِ. وَقِيلَ: اعْتِدال اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَتَكُونُ الرُّؤْيَا فِيهِ صَحِيحَةً لِاعْتِدَالِ الزَّمَانِ.
واقْتَرَب: افْتَعل، مِنَ القُرْب. وتَقَارَب: تفاعَل مِنْهُ. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذَا وَلَّى وأدْبَر: تَقَارَب.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمَهْدِيِّ «يَتَقارَب الزَّمَانُ حَتَّى تَكُونَ السَّنَة كالشَّهر» أَرَادَ: يَطِيب الزَّمَانُ حَتَّى لَا يُسْتطال، وَأَيَّامُ السُّرور وَالْعَافِيَةِ قَصِيرة.
وَقِيلَ: هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ قِصَر الأعْمار وقِلّة الْبَرَكَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «سَدِّدُوا وقَارِبوا» أَيِ اقْتَصِدوا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، واتْرُكوا الغُلُوَّ فِيهَا والتَّقْصير. يُقَالُ: قارَب فُلانٌ فِي أُمُورِهِ إِذَا اقْتَصد. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «أَنَّهُ سلَّم عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلَمْ يَرُدّ عَلَيْهِ، قَالَ: فأخَذني مَا قَرُب وَمَا بَعُد» يُقَالُ للرجُل إِذَا أقْلقَه الشَّيْءُ وأزعَجه: أخَذه مَا قَرُب وَمَا بَعُد، وَمَا قَدُم وَمَا حَدُث، كَأَنَّهُ يُفكِّر ويَهْتَم فِي بَعِيدِ أُمُورِهِ وقَرِيبها. يَعْنِي أيُّها كَانَ سَبَبًا فِي الامْتناع مِنْ رَدّ السَّلَامِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «لأُقَرِّبَنَّ بِكُمْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ لَآتِيَنَّكُمْ بِمَا يُشْبِهِهُا ويَقْرُب منها. وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «إِنِّي لأَقْرَبُكُم شَبَهًا بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِيهِ «مَنْ غَيَّرَ المَطْرَبَةَ والمَقْرَبَةَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ» المَقْرَبة: طَرِيقٌ صَغِيرٌ يَنْفُذ إِلَى طَرِيقٍ كَبِيرٍ، وجَمْعُها: المُقَارِب. وَقِيلَ: هُوَ مِن القَرَب، وَهُوَ السَّير بِاللَّيْلِ. وَقِيلَ السَّير إِلَى الْمَاءِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثَلَاثٌ لَعِينَاتٌ: رجُل عَوَّرّ طرِيقَ المَقْرَبة» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «مَا هَذِهِ الْإِبِلُ المُقْرِبة» هَكَذَا رُوِي بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَقِيلَ: هِيَ بِالْفَتْحِ وَهِيَ الَّتِي حُزِمَت لِلرِّكُوبِ. وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي عَلَيْهَا رِحال مُقْرَبة بالأدَم، وَهُوَ مِنْ مَراكب الْمُلُوكِ، وأصلهُ مِنَ القِراب.
(هـ) وَفِي كِتَابِهِ لِوَائِلِ بْنِ حُجْر «لِكُلِّ عَشَرَةٍ مِنَ السَّرايا مَا يَحْمِل القِرَابُ مِنَ التَّمْر» هُوَ شِبْه الجِراب يَطْرح فِيهِ الرَّاكِبُ سَيْفه بِغمده وسَوْطَه، وَقَدْ يَطْرح فِيهِ زَادَهُ مِنْ تَمْر وَغَيْرِهِ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الرِّوَايَةُ بِالْبَاءِ هَكَذَا، وَلَا مَوْضِعَ لَهَا هَاهُنَا، وأراهُ «القِراف» جَمْع قَرْف، وَهِيَ أوْعِيَة مِنْ جُلود يُحْمَل فِيهَا الزَّادُ للسَّفَر، وتُجْمع عَلَى: قُروف، أَيْضًا.
(هـ) وَفِيهِ «إنْ لَقِيتَني بقُراب الْأَرْضِ خَطِيئة» أَيْ بِمَا يُقارِب مَلأْها، وَهُوَ مَصْدَرُ:
قَارَب يُقارِب.
(س) وَفِيهِ «اتَّقُوا قُرَابَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ ينْظُر بِنُورِ اللَّهِ» ورُوِي «قُرابة الْمُؤْمِنِ» يَعْنِي فِراسَتَه وظَنَّه الذي هو قَريب من العلم والتَّحَقُّق؛ لصِدْق حَدْسِه وإصابتِه. يُقَالُ: مَا هُوَ بعالِم وَلَا قُرَاب عالِم، وَلَا قُرابة عالِم، وَلَا قَريب عَالِمٍ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ المولِد «فخَرج عَبْدُ اللَّهِ أَبُو النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مُتَقَرِّباً مُتَخَصَّراً بالبَطْحاء» أَيْ واضِعاً يَدَه عَلَى قُرْبِه: أَيْ خاصِرتَه.
وَقِيلَ: هو الموضع الرَّقيق أسفل من السُّرّة. وَقِيلَ: مُتَقَرِّباً، أَيْ مُسْرِعاً عجِلاً، ويُجْمَع عَلَى أَقْراب.
وَمِنْهُ قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
يُمْشِى القُرادُ عَلَيْهَا ثُمَّ يُزْلِقُه ... عَنْهَا لَبانٌ وأَقرابٌ زَهاليلُ
وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ «أتيْت فَرسي فركِبْتها فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّب بِي» قَرَّبَ تَقْرِيبا إِذَا عَدَا عدْواً دُونَ الإسْراع، وَلَهُ تَقْرِيبان، أدْنى وأعْلَى.
(س) وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ «فَجَلَسُوا فِي أَقْرُب السَّفينة» هِيَ سُفُنٌ صِغار تَكُونُ مَعَ السُّفُنِ الْكِبِارِ البَحْرِيَّة كَالْجَنَائِبِ لَهَا، واحِدها: قارِب، وجَمْعُها: قَوَارِب، فأمَّا أَقْرُب فَغْير مَعْرُوفٍ فِي جَمْعِ قارِب، إلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ.
وَقِيلَ: أَقْرُب السَّفِينَةِ: أَدَانِيهَا، أَيْ مَا قَارَب إِلَى الْأَرْضِ مِنْهَا.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «إلاَّ حامَى عَلَى قَرابَتِه» أَيْ أَقَارِبه. سُمُّوا بِالْمَصْدَرِ، كالصَّحابة.

وكَبَ

وكَبَ يَكِبُ وُكُوباً ووكَباناً: مَشى في دَرَجانٍ، ومنه: المَوكِبُ: للجماعَةِ رُكْباناً أو مُشاةً، أو رُكَّابُ الإبلِ للزِّينَةِ.
وأوكَبَ: لَزِمَهم، وـ الطَّائِرُ: تَهَيأ للطَيرانِ، أو ضَرَبَ بِجَناحَيْهِ، وهو واقِعٌ،
وفلاناً: أغْضَبَهُ.
وواكَبَهُم: سا يَرَهُم، أو بادَرَهُم، أو رَكِبَ معهم،
وعليهِ: واظَبَ، كوَكَّبَ.
والوَكْبُ: الإنتصابُ والقِيامُ، وبالتَّحْريكِ: الوَسَخُ، وسوادُ التَّمرِ إذا نَضِجَ.
وَكِبَ، كَفَرِحَ، ووكَّبَ تَوكيباً، وهو مُوَكَّبٌ.
والوَكَّابُ، ككَتَّانٍ: الكَثيرُ الحُزْنِ، وَشاعِرٌ هُذَليٌّ.
والواكِبَةُ: القائِمَةُ.
والتَّوكيبُ: الــمُقارَبَةُ في الصِّرارِ.
وناقةٌ مُواكِبَةٌ: تُسايِرُ المَوْكِبَ، أو مُعْنِقٌ في سَيْرِها. 

قَرَفَ

(قَرَفَ)
(هـ) فِيهِ «رجُلٌ قَرَفَ عَلَى نفْسه ذُنُوباً» أَيْ كَسَبَها. يُقَالُ: قَرَف الذنْبَ واقْتَرفَه إِذَا عَمِله. وقارَف الذَّنْب وَغَيْرَهُ إِذَا دَانَاهُ ولاصَقَه. وقَرفَه بِكَذَا: أَيْ أضافَه إِلَيْهِ واتَّهَمُه به.
وقارف امْرأته إذا جامَعَها. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «أَنَّهُ كَانَ يُصْبح جُنُباً مِنْ قِرَافٍ غيرِ احْتلام، ثُمَّ يَصُوم» أَيْ مِنْ جِماع.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي دَفْنِ أُمِّ كُلْثُومٍ «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَمْ يُقَارِف أَهْلَهُ الليلةَ فَلْيَدْخُل قَبْرها» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذافة «قَالَتْ لَهُ أمُّه: أمِنْت أَنْ تَكُونَ أمُّك قارَفَت بَعْضَ مَا يُقَارِف أهلُ الْجَاهِلِيَّةِ» أَرَادَتِ الزِّنَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْإِفْكِ «إِنْ كنتِ قَارفتِ ذَنباً فتُوبي إِلَى اللَّهِ» وكلُّ هَذَا مَرْجِعُه إِلَى الــمقارَبة وَالْمُدَانَاةِ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يأخُذ بالقَرَف» أَيِ التُّهْمَةِ.
وَالْجَمْعُ: الْقِرَافُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَوَلَمْ يَنْهَ أُمَيَّةَ عِلمُها بِي عَنْ قِرافِي» أَيْ عَنْ تُهمَتي بالمُشارَكة فِي دَم عُثْمَانَ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ رَكِب فرَساً لِأَبِي طَلْحَةَ مُقْرِفاً» المُقْرِف مِنَ الْخَيْلِ: الهَجِين، وَهُوَ الَّذِي أمُّه بِرْذَوْنةٌ وَأَبُوهُ عَرَبي. وَقِيلَ: بِالْعَكْسِ. وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي دَانَى الهُجْنَة وقارَبها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى فِي البَراذِين: مَا قارَف العِتاقَ مِنْهَا فَاجْعَلْ لَهُ سَهْماً وَاحِدًا» . أَيْ قَارَبَهَا وَدَانَاهَا.
وَفِيهِ «أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أرضٍ وَبِيئَةٍ فَقَالَ: دَعْها فإنَّ مِن القَرَفِ التَّلَفَ» القَرَف:
مُلابَسَة الدَّاءِ ومُداناة المَرَض، والتَّلفُ: الْهَلَاكُ. وَلَيْسَ هَذَا مِنْ بَابِ العَدْوى، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ الطِبّ، فَإِنَّ اسْتِصْلاح الْهَوَاءِ مِنْ أعْون الْأَشْيَاءِ عَلَى صِحَّةِ الأبْدان. وفَساد الْهَوَاءِ مِنْ أَسْرَعِ الْأَشْيَاءِ إِلَى الأسْقام.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «جَاءَ رجُل إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رجلٌ مِقْراف لِلذُّنُوبِ» أَيْ كَثِيرُ المُباشَرة لَهَا. ومِفْعال: مِنْ أبنية المُبالَغة. (هـ) وَفِيهِ «لِكُلِّ عَشَرَةٍ مِنَ السَّرايا مَا يَحْمل القِراف مِنَ التَّمر» القِرَافُ: جَمْع قَرْف بِفَتْحِ الْقَافِ، وَهُوَ وِعاءٌ مِنْ جِلْد يُدْبَغ بالقِرْفة، وَهِيَ قُشُور الرُّمَّان.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ «إِذَا رَأيْتُموهم فاقْرِفُوهم واقْتُلوهم» يُقَالُ: قَرَفْتُ الشجرةَ إِذَا قشَرتَ لِحاءَها، وقَرَفْت جْلد الرجُل: إِذَا اقْتَلَعْتَه، أَرَادَ اسْتَأصلوهم.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «قَالَ لَهُ رجُل مِنَ الْبَادِيَةِ: مَتَى تَحلّ لَنَا المَيْتَة؟ قَالَ: إِذَا وَجَدْت قِرْفَ الْأَرْضِ فَلَا تَقْرَبْها» أَرَادَ مَا يُقْتَرف مِنْ بَقْل الْأَرْضِ وعُروقه: أَيْ يُقْتَلَع. وأصلُه أخْذُ القِشْر.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ الْمَلِكِ «أَرَاكَ أحْمَرَ قَرِفاً» القَرِف بِكَسْرِ الرَّاءِ: الشَّدِيدُ الحُمْرة، كَأَنَّهُ قُرِف: أَيْ قُشِر. وقِرف السِدْر: قِشْرُه، يُقَالُ: صَبَغَ ثوبَه بقِرْف السِدْر.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ «مَا عَلَى أحدِكم إِذَا أتَى الْمَسْجِدَ أَنْ يُخْرِج قِرْفَة أنْفِه» أَيْ قِشْرته، يُرِيدُ المُخاط اليابسَ اللازِقَ بِهِ.

قَرْمَطَ

(قَرْمَطَ)
فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «فرِّجْ مَا بَيْنَ السُّطور، وقَرْمِطْ بَيْنَ الْحُرُوفِ» القَرْمطة:
الــمُقارَبة بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. وقَرْمَطَ فِي خَطوه: إِذَا قَارَبَ مَا بَيْنَ قَدَمَيه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «قَالَ لعَمرو: قَرْمَطْتَ؟ قَالَ: لَا» يُريد أكَبِرْتَ؟ لأنَّ القَرمطة فِي الخَطو مِنْ آثَارِ الكِبَر.

هكش

الْهَاء وَالْكَاف والشين

شاكَهَ الشَّيْء مُشَاكَهةً وشكاهاً: شابهه وَوَافَقَهُ.

وهما يَتَشاكَهانِ، أَي يتشابهان.

والمُشاكَهةُ: الــمقاربة.

ْلَمَة 

(لَمَمَ)
[هـ] فِي حَدِيثِ بُرَيدة «أَنَّ امْرَأَةً شَكَت إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَماً بابْنَتها» اللَّمَم: طَرَف مِنَ الجُنون يُلَمُّ بِالْإِنْسَانِ: أَيْ يقرُب مِنْهُ وَيَعْتَريه.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «أَعُوذُ بكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّة مِنْ شَرِّ كُلّ سامَّة، وَمِنْ كُلّ عَيْنٍ لامَّة» أَيْ ذَاتِ لَمَم، وَلِذَلِكَ لَمْ يَقُلْ «مُلِمَّة» وأصْلُها مِنْ ألْمَمْتُ بِالشَّيْءِ، لِيُزَاوِجَ قَوْلَهُ «مِنْ شَرِّ كُلِّ سامَّة» .
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ «فَلَوْلاَ أَنَّهُ شيءٌ قَضاء اللَّهِ لَأَلَمَّ أَنْ يَذْهَب بَصَرُه؛ لِما يَرَى فِيهَا» أَيْ يَقْرُب.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا يَقْتُل حَبَطاً أَوْ يُلِمُّ» أَيْ يَقْرُب مِنَ القَتْل.
وَفِي حَدِيثِ الْإِفْكِ «وإنْ كنْتِ أَلْمَمْتِ بذنْبٍ فاستغفرِي اللهَ» أَيْ قاربْتِ.
وَقِيلَ: اللَّممُ: مُقَارَبة المَعْصِيَة مِنْ غَيْرِ إِيقَاعِ فِعْل.
وَقيل: هُوَ من اللَّمَم: صِغار الذنوب. وَقَدْ تَكَرَّرَ «اللَّمَمُ» فِي الْحَدِيثِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الْعَالِيَةِ «إنَّ اللَّمَم مَا بيْنَ الحَدّين: حَدِّ الدُّنْيَا وحَدِّ الْآخِرَةِ» أَيْ صِغار الذُّنُوبِ الَّتِي لَيْسَ عَلَيْهَا حَدٌّ فِي الدُّنْيَا وَلاَ فِي الْآخِرَةِ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «لابْن آدمَ لَمَّتَان: لَمَّةٌ مِنَ المَلك وَلَمَةٌ من الشيطان» اللَّمَّة: الْهَمَّة والخَطْرَة تَقَع فِي الْقَلْبِ، أَرَادَ إلْمَام المَلك أَوِ الشَّيْطَانِ بِهِ والقُرْبَ مِنْهُ، فَما كَانَ مِنْ خَطَرَات الخَيْر، فَهُوَ مِنَ المَلك، وَمَا كَانَ مِن خَطَرَات الشَّرِّ، فَهُوَ مِنَ الشَّيطان.
[هـ] وَفِيهِ «اللَّهُمَّ الْمُم شعَثَنَا» .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «وتَلُمُّ بِهَا شَعَثي» هُوَ مِنَ اللَّمِّ: الجَمْع. يُقَالُ: لَمَمْتُ الشيءَ ــألُمُّه لَمًّا، إِذَا جَمَعْتَه: أَيْ اجْمَع مَا تَشَتَّت مِنْ أمرِنا.
وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ «تأكُل لَمًّا وتُوسِع ذَمّاً» أَيْ تأكُل كَثِيراً مُجْتَمِعاً.
(س) وَفِي حَدِيثِ جَمِيلَةَ «أَنَّهَا كَانَتْ تحتَ أوْس بْنِ الصَّامت، وَكَانَ رجُلاً بِهِ لَمَم، فَإِذَا اشْتَدَّ لَمَمُه ظَاهَرَ مِنِ امْرأته، فَأَنْزَلَ اللَّهُ كَفَّارَةَ الظِّهار» اللَّمَمُ هَاهُنَا: الإِلْمَام بالنِّساء وشِدَّة الحِرْص عليهِنَّ. وَلَيْسَ مِنَ الجُنون، فَإِنَّهُ لَوْ ظاهَر فِي تِلْكَ الْحَالِ لَمْ يَلْزمه شَيْءٌ.
(هـ) وَفِيهِ «مَا رأيتُ ذَا لِمَّة أحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» اللِّمَّة مِنْ شَعر الرَّأْسِ: دُونَ الْجُمَّةِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ، لِأَنَّهَا أَلَّمت بالمَنْكِبَين، فَإِذَا زَادَتْ فَهِيَ الجُمَّة .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي رِمْثَة «فَإِذَا رجلٌ لَهُ لِمَّة» يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَذَفَ

(وَذَفَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ نزَل بِأُمِّ مَعْبَد وَذْفَانَ مَخْرَجه إِلَى الْمَدِينَةِ» أَيْ عِنْدَ مخرجِه، وَهُوَ كَمَا تَقُولُ: حِدْثانَ مَخْرَجه، وسُرْعانَه. والتَّوَذُّفُ: مُقَارَبَة الخَطْو والتَّبَخْتُر فِي المَشْي. وَقِيلَ: الْإِسْرَاعُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الحجَّاج «خَرَجَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أسماءَ» .

أفعال التعجب

أفعال التعجب: ما وضع لإنشاء التعجب، وله صيغتان: ما أفعله، وأفعل به.
أفعال التعجب: ما وضع لإنشاء التعجب وله صيغتان: ما أفعله وأفعل به، أفعال الــمقاربة: ما وضع لدنو الخبر رجاء أو حصولا أو أخذا فيه.

قَتَرَ

(قَتَرَ)
(هـ) فِيهِ «كَانَ أبو طلحة يَرْمي ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يُقَتِّرُ بَيْنَ يَدَيْهِ» أَيْ يُسَوَّي لَهُ النِصال ويَجْمع لَهُ السِهام، مِنَ التَّقْتير وَهُوَ الــمُقارَبة بَيْنَ الشَيئين وَإِدْنَاءُ أحدِهما مِنَ الْآخَرِ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ القِتْر، وَهُوَ نَصْلُ الأهْداف .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ أهْدَى لَهُ يَكْسومُ سِلاحا فِيهِ سَهْم، فقَوّم فُوقَه وسمَّاه قِتر الغِلاء» القِتْر بِالْكَسْرِ: سَهم الهَدَف. وَقِيلَ: سَهْم صَغِيرٌ. والغِلاء: مَصْدَرُ غَالِي بِالسَّهْمِ إِذَا رَماه غَلْوةً.
(هـ) وَفِيهِ «تَعَوذوا بِاللَّهِ مِنْ قِتْرَةَ وَمَا وَلَد» هُوَ بِكَسْرِ الْقَافِ وَسُكُونِ التَّاءِ:
اسْمُ إِبْلِيسَ.
وَفِيهِ «بسُقْمٍ فِي بَدَنِه وإِقْتارٍ فِي رِزْقِه» الإِقْتار: التَّضْييق عَلَى الْإِنْسَانِ فِي الرزْق. يُقَالُ:
أَقْتَرَ اللهُ رِزقه: أَيْ ضَيّقه وقَلله. وَقَدْ أَقْتَرَ الرجلُ فَهُوَ مُقْتِر. وقُتِرَ فَهُوَ مَقْتُور عَلَيْهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مُوسَّعٌ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا ومَقْتور عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ» .
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «فأَقْتَرَ أبوَاهُ حَتَّى جَلَسا مَعَ الأوْفاض» أَيِ افْتَقَرا حَتَّى جَلسَا مَعَ الْفُقَرَاءِ.
(هـ) وَفِيهِ «وَقَدْ خَلَفَتْهم قَتَرَة رسول الله» القَتَرة: غَبرة الْجَيْشِ. وخَلَفَتْهم: أَيْ جَاءَتْ بَعْدَهم. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ «مَن اطَّلَع مِنْ قُتْرَةٍ ففُقِئت عَيْنُهُ فَهِيَ هَدَرٌ» القُتْرة بِالضَّمِّ:
الكُوّة. والنافِذة، وعَيْن التَّنُّور، وحَلْقة الدِّرع، وبَيْتُ الصَّائِدِ، وَالْمُرَادُ الْأَوَّلُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ «لَا تُؤذِ جارَك بقُتَار قِدْرك» هُوَ رِيحُ القِدْر والشِّواء وَنَحْوِهِمَا.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنِ امْرَأَةٍ أَرَادَ نِكاحَها، قَالَ: وبقَدْر أَيِّ النِّسَاءِ هِيَ؟
قَالَ: قَدْ رَأَتِ القَتِير. قَالَ: دَعْها» القَتِير: الشِّيب. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

فاد

(فاد)
المَال فودا ثَبت لصَاحبه
فاد: فون، زود، جهزه بما يحتاج إليه. (الكالا) وهي تصحيف أفاد.
فيد: فاد (فريتاج، محيط المحيط).
فيد ماله: أعطاه بالفائدة أي الربا (محيط المحيط). أفاد: اختصار أفاده علما. (المقري 2: 402) (محيط المحيط).
أفاد: هذب، ثقف، علم. (بوشر).
إفادة: تهذيب، تثقيف، تعليم. (بوشر).
مفيد: مهذب، مثقف، واسع الاطلاع، علامة، بحاثة، فقيه. (بوشر. ابن خلكان 1: 411، المقري 1: 29 ن، 605، المقدمة 1: 310) إفادة = تعليم (المقدمة 1: 65).
إفادة عن حقيقة خبره. (زيشر 18: 324).
الإفادة في إخباره. (زيشر 18: 325).
أفاد فلانا وأفاد لفلان: أخبره، أنبأه، أعلمه. (المقري 1: 5، 399؛ 861) وفي العبدري) (ص17 و): وأفادني أبو علي المذكور حكاية عن أبي محمد الحريري لم يذكر لها سندا وهو أن الخ.
أفاد: أخبر، أعلم. (المقدمة 3: 290).
أفاد: اختصار أفاد علما. وتعنى: علم كما تعنى تعلم واكتسب علما.
ويقال: أفاد وأفاد منه وأفاد عليه (المقري 1: 804، تاريخ البربر 1: 475) وفي حياة ابن خلدون بقلمه (ص 198 و): لازمت مجلسه وأفدت عليه. وفيه: كنت انتاب مجلسه وأفدت منه وسمعت عليه كتاب الموطأ. وفيه أيضا: أفدت عليه بدل أفدت منه. وفي (ص198 ق): وإن لم اتخذه شيخا لــمقاربة السن فقد أفدت منه كما أفدت منهم.
استفاد: حاول الحصول على الشيء، بذل وسعه في الحصول عليه، وسعى لذلك واجتهد فيه. ففي المقري (2: 191): يا هاجري كم استفيد الصبر عنك فلا أفاد وفي كتاب الخطيب (ص18 ق): وقال تاخا صبيا ضعيفا يأتيك لفائدة يستفيدها الخ.
استفاد: تعلم، تثقف، اكتسب معلومات ومعرفة. (ابن خلكان 1: 411، المقري 1: 399، 680، 2: 405).
جمت استفادته: كثرت معلوماته ومعرفته (المقري 1: 256).
استفاد: أخبر، أعلم، أنبأ، تبلغ خبرا عن. ففي العبدري (ص11 ق): ولكن قد استفدنا بها حكاية وهي الخ.
استفاد من= تأكد من، تحقق من. ففي المقدمة (1: 236): وإذا كان إنما استفاد من الخبر البعيد.
استفاد من: أفاد، انتفع من. (بوشر، المقري (1: 136).
استفاد: أفاد، انتفع، حصل على ما ينتفع.
ففي المقري (1: 250): استفاد علمه. وفيه (1: 683): وكان أولع الناس بالتجول في البلدان ومشاهدة الفضلاء واستفاد ما يرى وما يسمع. ويمكن أن تترجم بمعنى لاحظ شاهد وعاين، وهو المعنى الذي ذكره هلو.
فائد= فائدة: نفع، منفعة. (فوك، عباد 1: 46).
فائد: انتصار، فوز في المعركة.
ففي حيان (ص106 و): وانجلت الحرب في اليوم الثاني فلم يكن كبير فائد.
فائد: دخل، مورد، محصول، ريع. (معجم الإدريسي، ابن جبير ص38، 46) ولا تغير فيه النص في العبارتين كما أراد الناشر أن يفعل وصواب النص: قيل له أن له في ذلك فائدا كبيرا.
فائد: غلة، محصول الحقل. (المقري 1: 542).
فائدة: مورد، محصول، ريع. (الكالا) ففي المقريزي (مخطوطة 2: 351): ينال الناس من ذلك فوائد جليلة.
فائدة: ربا، ربح المال المقرض. (بوشر، محيط المحيط). فائدة: دخل، مورد، محصول، ربع. (ابن جبير ص280، المقدمة 1: 12، المقري 3: 137) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص 318) في كلامه عن قاض: ولا اكتسب المال ولا بلغت به الفائدة إلى اشتراء دار وإنما كان يسكن بكراء في داخل المدينة.
فائدة: راتب، مرتب، أجر، معاش. (المعجم اللاتيني- العربي).
فائدة: تعليق مفيد، شرح مفيد، ملاحظة مفيدة، حاشية مفيدة. (دي ساسي طرائف 1: 141). وفي المقري (1: 484، 486، 506): وكتاب شرح الموطأ وهو نسختان نسخة سماها الاستيفاء ثم انتقى منها فوائد سماها المنتقى. والجمع فوائد: تعليقات، ملاحظات، حواشي، شروح. ففي العبدري (ص28 ق): وقد أعطاني أكثر من عشرة أجزاء من فوائده وفوائد شيوخه وفهارسهم وقال أنت أولى بها مني فإنه (فإني) شيخ على الوداع وأنت في عنفوان عمرك.
وفي الخطيب (ص29 و) (وقد صحح هذا النص وفقا لما جاء في مخطوطة B) : فاستولت الأيدي من ذخائر كتبه وفوائد تقييده عن شيوخه على ما طالت له الحسرة.
إفادة: جائزة شاعر (المقري 1: 798).
مفيد ومفيد: دخل، محصول، إيراد، فائدة (معجم الإدريسي).

الإنشاء

الإنشاء: إيجاد الشيء الذي يكون مسبوقاً بمادة ومدة، وأيضاً ما يقابل الخبر.
الإنشاء: لغة إيجاد الشيء وترتيبه، وأكثر ما يقال في الحيوان. وهذا في الإيجاد المختص بالله، واصطلاحا يقال للكلام الذي ليس لنسبته خارج تطابقه أولا، ولفعل المتكلم.
الإنشاء:
[في الانكليزية] Assertoric sentence
[ في الفرنسية] Proposition assertorique
بكسر الهمزة وبالشين المعجمة عند أهل العربية يطلق على الكلام الذي ليس لنسبته خارج تطابقه أو لا تطابقه، ويقابله الخبر. وقد يقال على فعل المتكلم، أعني إلقاء الكلام الإنشائي ويقابله الإخبار. والمراد بالإنشاء في قولهم الإنشاء إمّا طلب أو غيره والطلب إمّا تمنّ أو استفهام أو غيرهما هو المعنى الثاني المصدري لا الكلام المشتمل عليها، لظهور أنّ قولهم ليت موضوع للتمني معناه إنها موضوعة لإفادة معنى التمنّي، لا للكلام الذي فيه التمني.
هكذا ذكر المحقق التفتازاني. وقال صاحب الأطول: المراد بالإنشاء في قولهم هذا الكلام فإنّ التمني والاستفهام مثلا لم يأت بمعنى إلقاء الكلام المفيد للتمنّي والاستفهام حتى يجعل الإنشاء بهذا المعنى منقسما إليهما. وما ادعى المحقق من تصحيح مثل قولهم ليت موضوع للتمني ليس بحق، فإن إلقاء كلام التمني ليس الموضوع له ليت، كما أنّ نفس الكلام ليس كذلك بل معنى التمني في قولهم هذه الحالة التي تحدث بهذا الكلام، وعلى هذا فقس الاستفهام وغيره. وتوضيحه ما ذكره السيّد السّند من أنّا إذا قلنا ليت زيدا قائم فقد دلّلنا على نسبة القيام إلى زيد في النفس، وعلى هيئة نفسانية متعلّقة بتلك النسبة على وجه يخرجها عن احتمال الصدق والكذب، فالمجموع المركّب من هذه الألفاظ كلام لفظي إنشائي، والمجموع المركّب من معانيها كلام نفسي إنشائي، وهو مدلول الكلام الإنشائي اللفظي. والظاهر أنّ كلمة ليت ليست موضوعة لذلك الكلام اللفظي ولا لمدلوله ولا لإلقاء أحدهما ولا لإحداث تلك الهيئة النفسانية، بل هي موضوعة لتلك الهيئة النفسانية، فالإنشاء المنقسم إلى التمنّي بهذا المعنى لا يصلح أن يفسّر بإلقاء الكلام الإنشائي. نعم إذا أريد بالتمنّي إلقاء كلام إنشائي مخصوص كان قسيما للإنشاء المفسّر بالإلقاء، وحينئذ لا يصح أن يقال إنّ اللفظ الموضوع له أي للتمنّي ليت، لأنها لم توضع لإلقاء كلام إنشائي مخصوص إلّا أن يجعل اللام للغاية والتعليل، أما إذا جعلت اللام صلة للوضع كما هو الظاهر، فالضمير المجرور في له عائد إلى التمنّي، لا بمعنى إلقاء الكلام المخصوص ولا بمعنى إحداث الهيئة المخصوصة، بل بمعنى الهيئة المترتّبة على ذلك الإحداث العارضة مثلا لنسبة القيام إلى زيد في النفس، المانعة لتلك النسبة عن احتمال الصدق والكذب كما مرّ.
اعلم أنّ الإنشاء إمّا طلب أو غيره وغير الطلب كصيغ العقود وأفعال المدح والذمّ وفعلي التعجب وعسى والقسم، وإمّا جعل مطلق أفعال الــمقاربة للانشاء كما ذكر المحقق التفتازاني، فلا يصح إذ كاد زيد يخرج يحتمل الصدق والكذب، وكذا طفق زيد يخرج، وكذا ربّ رجل لقيته، وكم رجل ضربته، وإن كان كم لإنشاء التكثير في جزء الخبر وربّ لانشاء التقليل فيه، لكن لا يخرج به الكلام عن احتمال الصدق والكذب، ولا يتعدى الإنشاء منه إلى النسبة، فعدّ المحقق التفتازاني إياهما من الإنشاء ليس على ما ينبغي كذا في الأطول.

كَوْرِيّا

كَوْرِيّا
صورة كتابية صوتية من كودية نسبة إلى الكود بمعنى الهم، ومقاربة الفعل دون فعله، أو مؤنث كوري نسبة إلى الكَورة بمعنى كل ما جمع من طعام وتراب ونحو ذلك وجعل كتبا. يستخدم للإناث.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.