Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مغلق

ذَرَا

(ذَرَا)
فِيهِ «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ فِي الْجَنَّةِ رِيحاً مِنْ دُونِهَا بَابٌ مُغْلَقٌ لَوْ فُتح ذَلِكَ البابُ لَأَذْرَتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأرضِ» وَفِي رِوَايَةٍ «لَذَرَتِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» يُقَالُ ذَرَتْهُ الرِّيح وأَذْرَتْهُ تَذْرُوهُ، وتُذْرِيهِ:
إِذَا أَطَارَتْهُ. وَمِنْهُ تَذْرِيَةُ الطَّعام.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أنَّ رَجُلًا قَالَ لِأَوْلَادِهِ «إِذَا مُتُّ فاحْرقُوني ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «يَذْرُو الرِّوايهَ ذَرْوَ الرِّيحِ الهشيمَ» أَيْ يَسْرُدُ الرِّوَايَةَ كَمَا تَنْسِف الريحُ هشيمَ النَّبتِ.
(س) وَفِيهِ «أوّلُ الثَّلَاثَةِ يَدْخُلُونَ النَّارَ مِنْهُمْ ذُو ذَرْوَةٍ لَا يُعطي حقَّ اللَّهِ مِنْ مَالِهِ» أَيْ ذُو ثَرْوه، وَهِيَ الجِدَة والمالُ، وَهُوَ مِنْ بَابِ الاعْتقَاب لاشْتراكهما فِي المَخْرج.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى «أُتِي رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإبِلٍ غُرِّ الذُّرَى» أَيْ بيضِ الأسْنِمَة سِمانِها. والذُّرَى: جَمْعُ ذِرْوَةٍ وَهِيَ أعْلَى سَنام البَعير. وذِرْوَةُ كُلِّ شَيْءٍ أَعْلَاهُ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «عَلَى ذِرْوَةِ كُلِّ بعيرٍ شَيْطَانٌ» .
وَحَدِيثُ الزُّبَيْرِ «سَأَلَ عَائِشَةَ الخُرُوجَ إِلَى البَصْرة فأبَت عَلَيْهِ، فَمَا زالَ يفْتِل فِي الذِّرْوَةِ والْغَارِبِ حتَّى أجابتْهُ» جَعَلَ فَتْلَ وبَر ذِرْوَةِ البَعير وغَارِبه مَثَلًا لإزَالتِها عَنْ رَأْيها، كَمَا يُفْعل بالجَمل النَّفُور إِذَا أُرِيدَ تأنِيسُه وإزالةُ نِفاره.
(س) وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَد «قَالَ بَلغَني عَنْ عَلِيٍّ ذَرْوٌ مِنْ قَوْلٍ تَشَذَّرَ لِي فِيهِ بِالْوَعِيدِ» الذَّرْوُ مِنَ الْحَدِيثِ: مَا ارْتَفَعَ إِلَيْكَ وَتَرَامَى مِنْ حَوَاشِيهِ وَأَطْرَافِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ ذَرَا إِلَيَّ فُلَانٌ: أَيِ ارْتَفَعَ وَقَصَدَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الزِّنَادِ «كَانَ يقولُ لِابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: كَيْفَ حديثُ كَذَا؟ يُريدُ أَنْ يُذَرَّى مِنْهُ» أَيْ يرفَعَ مِنْ قَدْره ويُنُوِّه بذِكره.
وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ:
عَمْدًا أُذَرِّي حَسَبي أَنْ يُشْتَما أَيْ أرْفَعُه عَنِ الشَّتِيمة.
وَفِي حَدِيثِ سِحر النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «بِبِئْرِ ذَرْوَانَ» بِفَتْحِ الذَّالِ وسكونِ الرَّاءِ، وَهِيَ بِئْرٌ لبَني زُرَيق بِالْمَدِينَةِ، فَأَمَّا بِتَقْدِيمِ الْوَاوِ عَلَى الرَّاءِ فَهُوَ موضعٌ بَيْنَ قُدَيْدٍ وَالْجُحْفَةِ.

جنزر

جنزر


جَنْزَرَ
a. Was covered with verdigris.
b. Chained.

تَجَنْزَرَa. Was chained, bound.

جِنْزَاْرa. Verdigris; rust.

جِنْزِير (pl.
جَنَاْزِيْرُ)
a. Chain.
جنزر
جِنْزار [مفرد]: (كم) زنجار، صدأ النُّحاس، وهو عبارة عن خضرة تعلو الآنية المصنوعة من النحاس تنتج من تفاعل أكسجين الهواء مع النُّحاس مكوِّنًا أكسيد النحاسوز أو النحاسيك السامّ "علا الجنزار قِدْرًا نُحاسيَّة". 

جَنْزير [مفرد]: ج جنازير: سلسلة من المَعْدن تُستعمل كالشَّريط لقياس المسافات الطَّويلة. 

مُجَنْزَرة [مفرد]: ج مجنزَرات: مركبة حربيّة مغلقــة مدجّجة بالسلاح يعتليها مدفع وتتحرّك على عجلات ثقيلة "اقتحم العدوّ المدينة بالدبَّابات والمجنزرات". 

غقل

الْغَيْن وَالْقَاف وَاللَّام

غَلَق البابَ، وأغلقه، وغَلّقه، الأولى عَن ابْن دُريد، عزاها إِلَى أبي زيد، وَهِي نادرة، وَفِي التَّنْزِيل: (وغَلّقت الْأَبْوَاب) ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: غلقت الْأَبْوَاب، للتكثير، وَقد يُقَال: أغلقت، يُرَاد بهَا التكثير.

قَالَ: وَهُوَ عَرَبِيّ جيد.

وَبَاب غُلُقٌ: مٌغْلَق.

والمِغلاق: المِرْتاج.

ووالغَلَق: مَا يُغلق بِهِ ويُفتح وَالْجمع: أغلاق.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: يُجاوزوا بِهِ ذها الْبناء.

واستعاره الفرزدق، فَقَالَ: فبِتْنَ بجابيّ مُصرَّعات وبتُّ أفُضً أغلاقَ الختامِ

قَالَ الفارسيّ: أَرَادَ خِتام الأغلاق، فَقلب والغلاَق، والمِغْلاَق، والمُغْلُوق، كالغَلق والــمِغْلق، والمِغلاق: السَّابِع من قداح الميسر وَرجل غَلِقٌ: سَيئ الخُلق.

وغَلِق فِي حدَته غَلَقا: نَشب.

وَكَذَلِكَ الغَلق فِي غير الاناسيّ، عَن سِيبَوَيْهٍ.

وغَلِق الرهنُ غَلَقا وغُلوقا، فَهُوَ غَلِقٌ: لم يُفْتَكّ.

وقومٌ مَغاليقُ: يَغلَق الرَّهْن على أَيْديهم.

وغَلِق الاسيرُ والجاني، فَهُوَ غَلِقٌ: لم يُفْدَ، قَالَ أَبُو دَهْبَل:

مَا زِلت فِي الغَفْر للذُّنوب وإط لاقٍ لعان بجُرْمه غَلِق

وغَلِق ظهرُ الْبَعِير غَلَقا، فَهُوَ غَلَق: انْتقض دَبَرُه تَحت الأداة.

وغَلقت النَّخْلَة غَلَقا، فَهِيَ غَلِقة: دَوَّدت اصول سعفها وَانْقطع حملهَا.

والغَلْقة: شَجَرَة يَعْطِن بهَا أهلُ الطَّائِف.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغَلْقة: شَجَرَة لَا تُطاق حِدَّة يتوقّع جانيها على عَينه من بُخارها أَو من مَائِهَا، وَهِي الَّتِي تُمَرَّط بهَا الجُلود فَلَا تتْرك عَلَيْهَا شَعْرَة، وَلَا لحْمَة إِلَّا حلقته، قَالَ المَرّار:

جَرِبْنَ فَلَا يُهْنأن إِلَّا بغَلْقَةٍ عَطِينٍ وأبوال النِّساء القَواعد

وَقَالَ مرّة: هِيَ عُشبة تجفَّف وتُطحن ثمَّ تُضرب بِالْمَاءِ وتُنقع فِيهَا الْجُلُود فتَتمرَّط، وَرُبمَا خُلطت بهَا شَجَرَة تسمى: الشَّرْجَبان، يُقَال مِنْهُ: أَدِيم مَغلوق.

وَقَالَ مرّة: الغَلقة، بِالْفَتْح، عَن الْبكْرِيّ وَغَيره، والغِلقة، بِالْكَسْرِ، عَن أَعْرَابِي من ربيعَة، كِلَاهُمَا: شَجَرَة تشبه العِظْلِم، مُرّة جدا، وَلَا ياكلها شَيْء، والحبشة يَطبخونها ثمَّ يطلون بِمَائِهَا السِّلَاح فَلَا يُصيب شَيْئا إِلَّا قَتله. وغَلاّق: اسْم.

وغَلاّق: قَبيلَة، أَو حيّ، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا تَجلّيت غَلاّقا لِتَعرفها لاحت من اللُّؤْم فِي أعناقها الكُتبُ

إِنِّي وأتْىَ ابْن غَلاّق لِيَقْرِيَني كغابِط الكَلْب يَبْغي النِّقْيّ فِي الذَّنب

ويروى " يَبْغِي الطِّرق "، ويُروى: " يَرْجُو الطِّرق ".

قَبْقٌ

قَبْقٌ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره أيضا قاف، كلمة عجمية: وهو جبل متصل بباب الأبواب وبلاد اللّان، وهو آخر حدود أرمينية، قال ابن الفقيه:
وجبل القبق فيه اثنان وسبعون لسانا لا يعرف كل إنسان لغة صاحبه إلا بترجمان، ويقال إن طوله خمسمائة فرسخ، وهو متصل ببلاد الروم إلى حدّ الخزر واللّان، ويقال إن هذا الجبل هو جبل العرج الذي بين مكة والمدينة يمتد إلى الشام حتى يتصل بلبنان من أرض حمص وسنير من دمشق ويمضي فيتصل بجبال أنطاكية وسميساط ويسمى هناك اللّكّام ثم يمتد إلى ملطية وشمشاط وقاليقلا إلى بحر الخزر وفيه باب الأبواب وهناك يسمى القبق، قال البحتري:
أتسلّى عن الحظوظ، وآسى ... لمحلّ، من آل ساسان، درس
ذكّرتنيهم الخطوب التوالي، ... ولقد تذكر الخطوب وتنسي
وهم خافضون في ظلّ عال ... مشرف، يحسر العيون ويخسي
مغلق بابه، على جبل القب ... ق، إلى دارتي خلاط ومكس
حلل، لم تكن كأطلال سعدى، ... في قفار من البسابس ملس
وفي شعر بعضهم القبج، بالجيم، وهو في شعر سراقة بن عمرو، وذكر في باب الأبواب.

سُدّ يأجُوجَ ومأجوجَ

سُدّ يأجُوجَ ومأجوجَ:
قيل: إن يأجوج ومأجوج ابنا يافث بن نوح، عليه السلام، وهما قبيلتان من خلق جاءت القراءة فيهما بهمز وبغير همز، وهما اسمان أعجميان، واشتقاق مثلهما من كلام العرب يخرج من أجّت النار ومن الماء الأجاج وهو الشديد الملوحة المحرق من ملوحته، ويكون التقدير يفعول ومفعول، ويجوز أن يكون يأجوج فاعولا وكذلك مأجوج، قال: هذا لو كان الاسمان عربيّين لكان هذا اشتقاقهما، فأمّا الأعجمية فلا تشتقّ من العربيّة، وروي عن الشعبي أنّه قال: سار ذو القرنين إلى ناحية يأجوج ومأجوج فنظر إلى أمّة صهب الشعور زرق العيون فاجتمع إليه منهم خلق كثير وقالوا له: أيها الملك المظفّر إنّ خلف هذا الجبل أمما لا يحصيهم إلّا الله وقد أخربوا علينا بلادنا يأكلون ثمارنا وزروعنا، قال: وما صفتهم؟ قالوا: قصار صلع عراض الوجوه، قال: وكم صنفا هم؟ قالوا: هم أمم كثيرة لا يحصيهم إلّا الله تعالى، قال: وما أساميهم؟
قالوا: أما من قرب منهم فهم ستّ قبائل: يأجوج، ومأجوج، وتاويل، وتاريس، ومنسك، وكمارى، وكلّ قبيلة منهم مثل جميع أهل الأرض، وأما من كان منّا بعيدا فإنّا لا نعرف قبائلهم وليس لهم إلينا طريق، فهل نجعل لك خرجا على أن تسدّ عليهم وتكفينا أمرهم؟ قال: فما طعامهم؟ قالوا: يقذف البحر إليهم في كلّ سنة سمكتين يكون بين رأس كلّ سمكة وذنبها مسيرة عشرة أيّام أو أكثر، قال:
ما مكّنني فيه ربي خير فأعينوني بقوّة تبذلون لي من الأموال في سدّه ما يمكن كلّ واحد منكم، ففعلوا، ثمّ أمر بالحديد فأذيب وضرب منه لبنا عظاما وأذاب النحاس ثمّ جعل منه ملاطا لذلك اللبن وبنى به الفجّ وسوّاه مع قلّتي الجبل فصار شبيها بالمصمت، وفي بعض الأخبار قال: السّدّ طريقة حمراء وطريقة سوداء من حديد ونحاس، ويأجوج ومأجوج اثنتان وعشرون قبيلة، منهم الترك قبيلة واحدة كانت خارج السدّ لما ردمه ذو القرنين فسلموا أن يكونوا خلفه، وسار ذو القرنين حتى توسط بلادهم فإذا هم على مقدار واحد، ذكرهم وأنثاهم، يبلغ طول الواحد منهم مثل نصف طول الرجل المربوع، لهم مخاليب في مواضع الأظفار ولهم أضراس وأنياب كأضراس السّباع
وأنيابها وأحناك كأحناك الإبل، وعليهم من الشعر ما يواري أجسادهم، ولكل واحد أذنان عظيمتان إحداهما على ظاهرها وبر كثير وباطنها أجرد والأخرى باطنها وبر كثير وظاهرها أجرد يلتحف إحداهما ويفترش الأخرى، وليس منهم ذكر ولا أنثى إلّا ويعرف أجله والوقت الذي يموت فيه، وذلك أنّه لا يموت حتى يلد ألف ولد، وهم يرزقون التنّين في أيّام الربيع ويستمطرونه إذا أبطأ عنهم كما نستمطر المطر إذا انقطع فيقذفون في كلّ عام بواحد فيأكلونه عامهم كلّه إلى مثله من قابل فيكفيهم على كثرتهم، وهم يتداعون تداعي الحمام ويعوون عواء الكلاب ويتسافدون حيث ما التقوا تسافد البهائم، وفي رواية أن ذا القرنين إنما عمل السدّ بعد رجوعه عنهم فانصرف إلى ما بين الصّدفين فقاس ما بينهما وهو منقطع أرض الترك ممّا يلي الشمس فوجد بعد ما بينهما مائة فرسخ فحفر له أساسا بلغ به الماء وجعل عرضه خمسين فرسخا وجعل حشوه الصخور وطينه النحاس المذاب يصبّ عليه، فصار عرقا من جبل تحت الأرض ثمّ علّاه وشرّفه بزبر الحديد والنحاس المذاب وجعل خلاله عرقا من نحاس أصفر فصار كأنّه برد محبّر من صفرة النحاس وسواد الحديد، فلمّا أحكمه انصرف راجعا، وأمّا ذكر التنّين فرأينا منه بنواحي حلب ما ذكرته في ترجمة كلز وجعلته حجّة على ما أورده ههنا من خبره وشجّعني على كتابته، فإن الإنسان شديد التكذيب بخبر ما لم ير مثله، روي عن شدّاد بن أفلح المقري أنّه قال: عدت عمر البكاليّ فذكرنا لون التنّين فقال عمر البكاليّ: أتدرون كيف يكون التنّين؟ قلنا: لا، قال: يكون في البرّ حيّة متمرّدة فتأكل حيّات البرّ فلا تزال تأكلها وتأكل غيرها من الهوامّ وهي تعظم وتكبر ثمّ يزيد أمرها فتأكل جميع ما تراه من الحيوان فإذا عظم أمرها ضجّت دوابّ البر منها فيرسل الله تعالى إليها ملكا فيحتملها حتى يلقيها في البحر فتفعل بدوابّ البحر مثل فعلها بدوابّ البرّ فتعظم ويزداد جسمها فتضجّ دوابّ البحر منها أيضا فيبعث الله إليها ملكا حتى يخرج رأسها من البحر فيتدلّى إليها سحاب فيحتملها فيلقيها إلى يأجوج ومأجوج، وحدّث المعلّى بن هلال الكوفي قال: كنت بالمصيصة فسمعتهم يتحدثون أن البحر ربّما مكث أيّاما وليالي تصطفق أمواجه ويسمع لها دويّ شديد فيقولون ما هذا إلّا بشيء آذى دوابّ البحر فهي تضجّ إلى الله تعالى، قال:
فتقبل سحابة حتى تغيب في البحر ثمّ تقبل أخرى حتى تعدّ سبع سحابات ثمّ ترتفع جميعا في السماء وقد حملن شيئا يرون أنّه التنّين حتى يغيب عنّا ونحن ننظر إليه يضطرب فيها فربّما وقع في البحر فتعود السحابة إلى البحر بالرعد الشديد الهائل والبرق العظيم حتى تغوص في البحر وتستخرجه ثانية فتحمله، فربما اجتاز وهو في السحاب وذنبه خارج عنها بالشجر العادي والبناء الشامخ فيضربه بذنبه فيهدم البناء من أصله ويقلع الشجر بعروقه، ولقد احتمله السحاب من بحر أنطاكية فضرب بذنبه بضعة عشر برجا من أبراج سورها فرمى بها، ويقال: إن السحاب الموكّل به يختطفه حيثما رآه كما يختطف حجر المغناطيس الحديد، فهو لا يطلع رأسه من الماء خوفا من السحاب ولا يخرج إلّا في الفرط إذا صحت الدنيا، وذكر بقراط الحكيم اليوناني في كتاب الثراء أنّه كان في بعض السواحل فبلغه أن هناك قرى كثيرة قد فشا فيها الموت فقصدها ليعرف السبب في ذلك فلمّا فحص عن الأمر إذا هو بتنّين قد احتمله السحاب من البحر فوقع على نحو عشرين فرسخا من هذه القرى فنتن
ففشا الموت فيها من نتنه فعمد ذلك الفيلسوف فجبا من أهل تلك القرى مالا عظيما واشترى به ملحا ثمّ أمر أهل تلك القرى أن يحملوه ويلقوه عليه ففعلوا ذلك حتى بطلت رائحته وكفّ الموتان عنهم، وروي عن بعضهم أنّه قصد موضعا سقط فيه فوجد طوله نحو الفرسخين وعرضه فرسخ ولونه مثل لون النمر مفلّس كفلوس السمك وله جناحان عظيمان كهيئة أجنحة السمك ورأسه مثل التلّ العظيم شبه رأس الإنسان وله أذنان مفرطتا الطول وعينان مدوّرتان كبيرتان جدّا ويتشعّب من عنقه ستّة أعناق طول كل عنق منها عشرون ذراعا في كل عنق رأس كرأس الحيّة، قلت: هذه صفة فاسدة لأنه قال أوّلا رأس كرأس الإنسان ثمّ قال ستة رؤوس كرءوس الحية، وقد نقلته كما وجدته ولكن تركه أولى، ومن مشهور الأخبار حديث سلّام الترجمان قال: إن الواثق بالله رأى في المنام أن السدّ الذي بناه ذو القرنين بيننا وبين يأجوج ومأجوج مفتوح، فأرعبه هذا المنام فأحضرني وأمرني بقصده والنظر إليه والرجوع إليه بالخبر، فضمّ إليّ خمسين رجلا ووصلني بخمسة آلاف دينار وأعطاني ديني عشرة آلاف درهم ومائتي بغل تحمل الزاد والماء، قال:
فخرجنا من سرّ من رأى بكتاب منه إلى إسحاق ابن إسماعيل صاحب أرمينية وهو بتفليس يؤمر فيه بإنفاذنا وقضاء حوائجنا ومكاتبة الملوك الذين في طريقنا بتيسيرنا، فلمّا وصلنا إليه قضى حوائجنا وكتب إلى صاحب السرير وكتب لنا صاحب السرير إلى ملك اللّان وكتب ملك اللّان إلى فيلانشاه وكتب لنا فيلانشاه إلى ملك الخزر فوجه ملك الخزر معنا خمسة من الأدلّاء فسرنا ستّة وعشرين يوما فوصلنا إلى أرض سوداء منتنة الرائحة وكنّا قد حملنا معنا خلّا لنشمّه من رائحتها بإشارة الأدلّاء، فسرنا في تلك الأرض عشرة أيّام ثمّ صرنا إلى مدن خراب فسرنا فيها سبعة وعشرين يوما فسألنا الأدلّاء عن سبب خراب تلك المدن فقالوا: خرّبها يأجوج ومأجوج، ثمّ صرنا إلى حصن بالقرب من الجبل الذي السّدّ في شعب منه فجزنا بشيء يسير إلى حصون أخر فيها قوم يتكلمون بالعربيّة والفارسيّة وهم مسلمون يقرؤون القرآن ولهم مساجد وكتاتيب، فسألونا من أين أقبلتم وأين تريدون، فأخبرناهم أنا رسل أمير المؤمنين، فأقبلوا يتعجبون من قولنا ويقولون: أمير المؤمنين! فنقول:
نعم، فقالوا: أهو شيخ أم شاب؟ قلنا: شابّ، قالوا: وأين يكون؟ قلنا: بالعراق في مدينة يقال لها سرّ من رأى، قالوا: ما سمعنا بهذا قط، ثمّ ساروا معنا إلى جبل أملس ليس عليه من النبات شيء وإذا هو مقطوع بواد عرضه مائة وخمسون ذراعا، وإذا عضادتان مبنيتان ممّا يلي الجبل من جنبي الوادي عرض كلّ عضادة خمسة وعشرون ذراعا الظاهر من تحتها عشرة أذرع خارج الباب، وكلّه مبني بلبن حديد مغيّب في نحاس في سمك خمسين ذراعا، وإذا دروند حديد طرفاه في العضادتين طوله مائة وعشرون ذراعا قد ركّب على العضادتين على كلّ واحد مقدار عشرة أذرع في عرض خمسة أذرع، وفوق الدروند بناء بذلك اللبن الحديد والنحاس إلى رأس الجبل، وارتفاعه مدّ البصر، وفوق ذلك شرف حديد في طرف كلّ شرفة قرنان ينثني كلّ واحد إلى صاحبه، وإذا باب حديد بمصراعين مغلقــين عرض كل مصراع ستون ذراعا في ارتفاع سبعين ذراعا في ثخن خمسة أذرع وقائمتاها في دوّارة على قدر الدروند، وعلى الباب قفل طوله سبعة أذرع في غلظ باع، وارتفاع القفل من الأرض خمسة وعشرون ذراعا وفوق القفل نحو خمسة أذرع
غلق طوله أكثر من طول القفل، وعلى الغلق مفتاح معلق طوله سبعة أذرع له أربع عشرة دندانكة أكبر من دستج الهاون معلّق في سلسلة طولها ثمانية أذرع في استدارة أربعة أشبار والحلقة التي فيها السلسلة مثل حلقة المنجنيق، وارتفاع عتبة الباب عشرة أذرع في بسط مائة ذراع سوى ما تحت العضادتين والظاهر منها خمسة أذرع، وهذا الذرع كلّه بذراع السواد، ورئيس تلك الحصون يركب في كلّ جمعة في عشرة فوارس مع كلّ فارس مرزبة حديد فيجيئون إلى الباب ويضرب كل واحد منهم القفل والباب ضربات كثيرة ليسمع من وراء الباب ذلك فيعلموا أن هناك حفظة ويعلم هؤلاء أن أولئك لم يحدثوا في الباب حدثا، وإذا ضربوا الباب وضعوا آذانهم فيسمعون من وراء الباب دويّا عظيما، وبالقرب من السدّ حصن كبير يكون فرسخا في مثله يقال إنّه يأوي إليه الصّنّاع، ومع الباب حصنان يكون كلّ واحد منهما مائتي ذراع في مثلها، وعلى بابي هذين الحصنين شجر كبير لا يدرى ما هو، وبين الحصنين عين عذبة، وفي أحدهما آلة البناء التي بني بها السدّ من القدور الحديد والمغارف وهناك بقيّة من اللبن الحديد قد التصق بعضه ببعض من الصدإ، واللبنة ذراع ونصف في سمك شبر، وسألنا من هناك هل رأوا أحدا من يأجوج ومأجوج فذكروا أنّهم رأوا منهم مرّة عددا فوق الشرف فهبّت ريح سوداء فألقتهم إلى جانبنا فكان مقدار الواحد منهم في رأي العين شبرا ونصفا، فلمّا انصرفنا أخذ بنا الأدلّاء نحو خراسان فسرنا حتى خرجنا خلف سمرقند بسبعة فراسخ، قال: وكان بين خروجنا من سرّ من رأى إلى رجوعنا إليها ثمانية عشر شهرا، قد كتبت من خبر السدّ ما وجدته في الكتب ولست أقطع بصحة ما أوردته لاختلاف الروايات فيه، والله أعلم بصحته، وعلى كلّ حال فليس في صحة أمر السد ريب وقد جاء ذكره في الكتاب العزيز.

راتِجٌ

راتِجٌ:
بعد الألف تاء مثناة من فوق مكسورة، وجيم: أطم من آطام اليهود بالمدينة وتسمى الناحية به، له ذكر في كتب المغازي والأحاديث، قال قيس بن الخطيم:
ألا إنّ بين الشّرعبيّ وراتج ... ضرابا كتجذيم السّيال المصعّد
قال ابن حبيب: الشرعبي وراتج ومزاحم آطام بالمدينة وهو لبني زعورا بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس.
والمراتج: الطرق الضيقة، وأرتجت الباب أي أغلقته، والرتاج: الباب الــمغلق.

جِلْذَانُ

جِلْذَانُ:
بكسر الجيم، وسكون اللام، واختلف في الدال فمنهم من رواها مهملة ومنهم من رواها
معجمة: موضع قرب الطائف بين ليّة وسبل، يسكنه بنو نصر بن معاوية من هوازن، قيل سمّي بجلذان بن أزال بن عبيل بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، وأزال والد جلذان، وهو الذي اختطّ صنعاء اليمن، وقال نصر بن حماد في كتاب الذال المعجمة: أسهل من جلذان حمى قريب من الطائف ليّن مستو كالراحة، وقال الزمخشري: بطن جلذان، معجمة الذال، وقولهم: صرّحت بجلدان، مهملة وقال أنشدني حسن بن إبراهيم الشيباني الساكن بالطائف:
وجلدان العريض قطعن سوقا، ... يطرن بأجرعيه قطا سكونا
تخال الشمس، إن طلعت عليها ... لناظرها، علالي أو حصونا
وقال الميداني في الجامع: قولهم صرّحت بجلذان كذا أورده الجوهري بالذال المعجمة، ووجدت عن الفراء غير معجمة، وقال: صرحت بجلذان وبجدّان وبجدّاء إذا تبين لك الأمر وصرّح، وقال ابن الأعرابي:
يقال صرّحت بجدّ وجدّان وجلذان وجدّان وجلذاء، وأورده حمزة في أمثاله بالذال المعجمة، وأظن الجوهري نقل عنه، والتاء في قولهم صرّحت عبارة عن القصة والخطّة قلت أنا: وقد تأملت كتاب الجوهري فلم أجده ذكر صرّحت بجلذان في موضعه وإنما قال أسهل من جلذان وقال أمية بن الأسكر:
أصبحت فردا لراعي الضان يلعب بي، ... ماذا يريبك مني راعي الضان؟
اعجب لغيري، إني تابع سلفي ... أعمام مجد وإخوان وأخدان
وانعق بضأنك في أرض تطيف بها ... بين الأصافر، وأنتجها بجلذان
وقال أبو محمد الأسود: قولهم في المثل صرّحت بجلذان يضرب مثلا للأمر إذا بان، وجلذان: هضبة سوداء يقال لها تبعة فيها نقب، كل نقب قدر ساعة، كانوا يعظّمون ذلك الجبل وقال خفاف بن ندبة يذكر جلذان:
ألا طرقت أسماء من غير مطرق، ... وأنّى وقد حلّت بنجران نلتقي؟
سرت، كل واد دون رهوة دافع، ... وجلذان أو كرم بليّة محدق
تجاوزت الأعراض، حتى توسدت ... وسادي لدى باب بجلذان مغلق

الإِيْوَانُ

الإِيْوَانُ:
آخره نون: وهو إيوان كسرى، قال النحويون: الهمزة في إيوان أصل غير زائدة ولو كانت زائدة لوجب إدغام الياء في الواو وقلبها إلى الياء كما في أيّام، فلما ظهرت الياء ولم تدغم دل على أن الياء عين وإن الفاء همزة وقلبت ياء لكسرة الفاء وكراهية التضعيف، كما قلبت في ديوان وقيراط، وكما أن الدال والقاف فاءان والياءين عينان كذلك التي في إيوان.
وإيوان كسرى الذي بالمدائن، مدائن كسرى:
زعموا أنه تعاون على بنائه عدة ملوك، وهو من أعظم الأبنية وأعلاها، رأيته وقد بقي منه طاق الإيوان حسب، وهو مبنيّ بآجرّ طول كل آجرّة نحو ذراع في عرض أقلّ من شبر وهو عظيم جدا، قال حمزة بن الحسن: قرأت في الكتاب الذي نقله ابن المقفع أن الإيوان الباقي بالمدائن هو من بناء سابور ابن أردشير، فقال لي الموبذان، موبذان أميد ابن أشوهست: ليس الأمر كما زعم ابن المقفّع، فان ذلك الإيوان خرّبه المنصور أبو جعفر وهذا الباقي هو من بناء كسرى أبرويز. وقد حكي أن المنصور لما أراد بناء بغداد استشار خالد بن برمك في هدم الإيوان وإدخال آلته في عمارة بغداد، فقال له: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فقال: أبيت إلا التّعصّب للفرس! فقال: ما الأمر كما ظن أمير المؤمنين ولكنه أثر عظيم يدلّ على أنّ ملّة ودينا وقوما أذهبوا ملك بانيه لدين وملك عظيم، فلم يصغ إلى رأيه وأمر بهدمه فوجد النفقة عليه أكثر من الفائدة بنقضه فتركه، فقال خالد: الآن أرى يا أمير المؤمنين أن تهدمه لئلا يقال إنك عجزت عن خراب ما عمره غيرك ومعلوم ما بين الخراب والعمارة، فعلى قول الموبذان: إنه خرّب إيوان سابور بن أردشير، وعلى قول غيره: إنه خرّب إيوان سابور بن أردشير، وعلى قول غيره: إنه لم يلتفت إلى قوله أيضا وتركه.
وما زلت أسمع أن كسرى لما أراد بناء إيوانه هذا أمر بشراء ما حوله من مساكن الناس وإرغابهم بالثمن الوافر وإدخاله في الإيوان، وأنه كان في جواره عجوز لها دويرة صغيرة فأرادوها
على بيعها فامتنعت وقالت: ما كنت لأبيع جوار الملك بالدنيا جميعها، فاستحسن منها هذا الكلام وأمر ببناء الإيوان وترك دارها في موضعها منه وإحكام عمارتها، ولما رأيت الإيوان رأيت في جانب منه قبّة صغيرة محكمة العمارة يعرفها أهل تلك الناحية بقبّة العجوز، فعجبت من قوم كان هذا مذهبهم في العدل والرفق بالرعية كيف ذهبت دولتهم لولا النبوّة التي شرّفها الله تعالى وشرف بها عباده، وقال ابن الحاجب يذكر الإيوان:
يا من بناه بشاهق البنيان! ... أنسيت صنع الدهر بالإيوان؟
هذي المصانع والدساكر والبنا ... وقصور كسرانا أنو شروان
كتب الليالي، في ذراها، أسطرا ... بيد البلى وأنامل الحدثان
إنّ الحوادث والخطوب، إذا سطت ... أودت بكل موثّق الأركان
قلت: ومن أحسن ما قيل في الإيوان قول أبي عبادة البحتري:
حضرت رحلي الهموم، فوجّهت ... إلى أبيض المدائن عنسي
أتسلّى عن الحظوظ، وآسى ... لمحلّ، من آل ساسان درس
ذكّرتنيهم الخطوب التّوالي، ... ولقد تذكر الخطوب وتنسي
وهم خافضون في ظلّ عال ... مشرف، يحسر العيون ويخسي
مغلق بابه، على جبل القبق، ... إلى دارتي خلاط ومكس
حلل، لم تكن كأطلال سعدى، ... في قفار من البسابس ملس
ومساع، لولا المحاباة منّي، ... لم تطقها مسعاة عنس وعبس
نقل الدّهر عهد هنّ عن الجدّة، ... حتّى غدون أنضاء لبس
فكأنّ الجرماز، من عدم الأنس ... وإخلاقه، بنيّة رمس
لو تراه، علمت أنّ اللّيالي ... جعلت فيه مأتما، بعد عرس
وهو ينبيك عن عجائب قوم، ... لا يشاب البيان فيهم بلبس
فإذا ما رأيت صورة أنطا ... كيّة ارتعت بين روم وفرس
وقد كان في الإيوان صورة كسرى أنوشروان وقيصر ملك أنطاكية وهو يحاصرها ويحارب أهلها:
والمنايا مواثل، وأنوشر ... وان يزجي الصّفوف تحت الدّرفس
في اخضرار من اللّباس، على أصفر ... يختال في صبيغة ورس
وعراك الرّجال، بين يديه، ... في خفوت منهم وإغماض جرس
من مشيح، يهوي بعامل رمح، ... ومليح من السّنان، بترس
تصف العين أنّهم جدّ أحياء، ... لهم، بينهم، إشارة خرس
يغتلي فيهم ارتيابي، حتّى ... تتقرّاهم يداي بلمس
قد سقاني، ولم يصرّد، أبو الغوث، ... على العسكرين، شربة خلس
من مدام، تقولها هي نجم ... أضوأ اللّيل، أو مجاجة شمس
وتراها، إذا أجدّت سرورا ... وارتياحا للشّارب المتحسّي
أفرغت في الزّجاج، من كلّ قلب، ... فهي محبوبة إلى كلّ نفس
وتوهّمت أنّ كسرى أبرويز ... معاطيّ، والبلهبذ أنسي
حلم مطبق على الشّكّ عيني، ... أم أمان غيّرن ظنّي وحدسي؟
وكأنّ الإيوان من عجب الصّنعة ... جوب، في جنب أرعن جلس
يتظنّى، من الكآبة، أن يبدو ... لعيني مصبّح أو ممسّ
مزعجا بالفراق عن أنس إلف، ... عزّ، أو مرهقا بتطليق عرس
عكست حظّه اللّيالي، وبات ال ... مشتري فيه، وهو كوكب نحس
فهو يبدي تجلّدا، وعليه ... كلكل من كلاكل الدّهر مرس
لم يعبه أن بزّ من بسط الدّي ... باج، واستلّ من ستور الدّمقس
مشمخرّ، تعلو له شرفات، ... رفعت في رؤوس رضوى وقدس
لابسات من البياض، فما تبصر ... منها إلّا فلائل برس
ليس يدرى: أصنع إنس لجنّ ... سكنوه، أم صنع جنّ لإنس؟
غير أنّي أراه يشهد أن لم ... يك بانيه، في الملوك، بنكس
فكأنّي أرى المراتب والقو ... م، إذا ما بلغت آخر حسّي
وكأنّ الوفود ضاحين حسرى، ... من وقوف خلف الزّحام، وخنس
وكأنّ القيان، وسط المقاصير، ... يرجّحن بين حوّ ولعس
وكأنّ اللّقاء أوّل من أمس ... ووشك الفراق أوّل أمس
وكأنّ الّذي يريد اتّباعا، ... طامع في لحوقهم صبح خمس
عمرت للسّرور دهرا، فصارت ... للتّعزّي، رباعهم، والتّأسّي
فلها أن أعينها بدموع ... موقفات على الصّبابة حبس
ذاك عندي، وليست الدّار داري، ... باقتراب منها، ولا الجنس جنسي
غير نعمى لأهلها عند أهلي، ... غرسوا من ذكائها خير غرس
أيّدوا ملكنا وشدّوا قواه ... بكماة، تحت السّنوّر، حمس
وأعانوا على كتائب أريا ... ط بطعن على النّحور، ودعس
وأراني، من بعد، أكلف بالأشراف ... طرّا، من كلّ سنخ واسّ
واجتاز الملك العزيز جلال الدولة البويهي على إيوان كسرى فكتب عليه بخطه من شعره:
يا أيّها المغرور بالدنيا اعتبر ... بديار كسرى، فهي معتبر الورى
غنيت زمانا بالملوك وأصبحت ... من بعد حادثة الزمان كما ترى

أَبانُ

أَبانُ:
بفتح أوله وتخفيف ثانيه وألف ونون: أبان الأبيض، وأبان الأسود، فأبان الأبيض شرقيّ الحاجر فيه نخل وماء يقال له أكرة، وهو العلم لبني فزارة وعبس. وأبان الأسود جبل لبني فزارة خاصّة، وبينه وبين الأبيض ميلان. وقال أبو بكر ابن موسى: أبان جبل بين فيد والنّبهانية أبيض، وأبان جبل أسود، وهما أبانان، وكلاهما محدّد الرأس كالسنان، وهما لبني مناف بن دارم بن تميم بن مرّ، وقد قال امرؤ القيس:
كأنّ أبانا، في أفانين وبله، ... كبير أناس في بجاد مزمّل [1]
وحدّث أبو العبّاس محمد بن يزيد المبرّد قال: كان بعض الأعراب يقطع الطريق فأخذه وإلي اليمامة في عمله فحبسه فحنّ إلى وطنه، فقال:
أقول لبوّابيّ، والسّجن، مغلق ... وقد لاح برق: ما الذي تريان؟
فقالا: نرى برقا يلوح وما الذي ... يشوقك من برق يلوح يمان؟
فقلت: افتحا لي الباب أنظر ساعة ... لعلّي أرى البرق الذي تريان
فقالا: أمرنا بالوثاق، وما لنا ... بمعصية السلطان فيك يدان
فلا تحسبا سجن اليمامة دائما، ... كما لم يدم عيش لنا بأبان
وأبان أيضا مدينة صغيرة بكرمان من ناحية الرّوذان.

بُرَاديَّا

بُرَاديَّا
اسم مركب من السابقة ب وراديا صورة كتابية صوتية من رادية نسبة إلى الراد بمعنى المانع والصارف غيره ومغلق الباب، ومن في وجهه عيب؛ أو نسبة إلى الراده بمعنى الفائدة. يستخدم للذكور.

بلام

بلام
عن العبرية بمعنى كثير الصد ومغلق وسد وموقف وكابح وكاظم.
بلام
عن الفارسية من بلم بمعنى تراب وأرض، أو عن الأوردية من بلام بمعنى زوج ومحب وعاشق، أو من بلام بمعنى رمح أو رمح قصير.

أغلق

(أغلق) عَلَيْهِ الْأَمر لم ينفتح وَالْبَاب أوثقه بالغلق فَهُوَ مغلق وَفُلَانًا على شَيْء يَفْعَله أكرهه عَلَيْهِ وَالْقَاتِل أسلمه إِلَى ولي الْمَقْتُول ليحكم فِي دَمه مَا شَاءَ وَالْأَمر فلَانا أغضبهُ غَضبا شَدِيدا وَظهر الْبَعِير أثقله بالأحمال حَتَّى تقرح وظهره بِالذنُوبِ أثقله بهَا وَالرَّهْن أوجبه للْمُرْتَهن
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.