Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: معامل

إِبِط تُؤْلم

إِبِط تُؤْلم
الجذر: أ ب ط

مثال: إِبِطي تُؤْلمني
الرأي: مرفوضة
السبب: لــمعاملــة الكلمة معاملــة المؤنث، وهي مذكَّرة.

الصواب والرتبة: -إبطي يُؤْلمني [فصيحة]-إبطي تؤلمني [صحيحة]
التعليق: الأفصح في كلمة «إِبط» التذكير، ولكن يجوز فيها التأنيث؛ ففي التاج: «هو مذكَّر، وقد يؤنث، والتذكير أعلى»، وفي اللسان عن اللحياني: «هو مذكَّر، وقد أنّثه بعض العرب».

إِبْهَام أيمن

إِبْهَام أيمن
الجذر: ب هـ م

مثال: هَذِه بصمة إبهامه الأيمن
الرأي: مرفوضة
السبب: لــمعاملــة الكلمة معاملــة المذكَّر، وهي مؤنثة.

الصواب والرتبة: -هذه بصمة إبهامه اليُمْنى [فصيحة]-هذه بصمة إبهامه الأيمن [صحيحة]
التعليق: الأفصح في كلمة «إبهام» التأنيث، ولكن يجوز فيها التذكير، لما وَرَد في التاج: «الإبهام مؤنثة
... وحكى اللحياني أنها تذكَّر وتؤنث»، وفي اللسان: «الأفصح فيها التأنيث».

أَرْبعاء

أَرْبعاء
الجذر: ر ب ع

مثال: مضى الأربعاء بما فيه
الرأي: مرفوضة
السبب: لــمعاملــة الكلمة معاملــة المذكر، وهي مؤنثة.

الصواب والرتبة: -مضت الأربعاء بما فيها [فصيحة]-مضى الأربعاء بما فيه [فصيحة]-مضت الأربعاء بما فيهن [فصيحة مهملة]
التعليق: ذكرت المراجع المختلفة كالتاج ومعجم المؤنثات السماعية جواز تذكير هذه الكلمة وتأنيثها، ويكون التأنيث باعتبار اللفظ والتذكير باعتبار معنى اليوم وأضاف معجم المؤنثات السماعية وجهًا ثالثًا للعرب، وهو أن يذهبوا إلى معنى الأيام فيجمعوا، كما بالمثال الثالث في الصواب.

رِياش ثمينة

رِياش ثمينة
الجذر: ر ي ش

مثال: في قصره رِياش ثمينة
الرأي: مرفوضة
السبب: لــمعاملــة الكلمة معاملــة المؤنث، وهي مذكَّرة.

الصواب والرتبة: -في قصره رِياش ثمين [فصيحة]-في قصره رِياش ثمينة [فصيحة]
التعليق: الأفصح في كلمة «رِياش» التذكير وتكون مفردة، ومعناها: الأثاث أو المال، ولكن يجوز فيها التأنيث، باعتبارها جمعًا لكلمة «ريش»، والريش: الأثاث أو اللباس الفاخر، أو المال، وهذه توصف بمؤنث.

هذا ضَبع

هذا ضَبع
الجذر: ض ب ع

مثال: هذا ضَبْع مفْترس
الرأي: مرفوضة
السبب: لــمعاملــة الكلمة معاملــة المذكَّر، وهي مؤنثة.

الصواب والرتبة: -هذه ضَبع مفْترسة [فصيحة]-هذا ضَبع مفْترس [صحيحة]
التعليق: الأفصح في كلمة «ضَبْع» التأنيث، ولكن يجوز فيها التذكير، ففي الوسيط: «مؤنثة، وقد تطلق على الذكر والأنثى»، وفي اللسان: «وقال الأزهري: الضبع: الأنثى من الضباع ويقال للذكر».

زُقاق ضيقة

زُقاق ضيقة
الجذر: ز ق ق

مثال: سرْنا في زُقاق ضيقة
الرأي: مرفوضة
السبب: لــمعاملــة الكلمة معاملــة المؤنث، وهي مذكَّرة.

الصواب والرتبة: -سرنا في زُقاق ضيق [فصيحة]-سرنا في زُقاق ضيقة [فصيحة]
التعليق: ذكرت المراجع المختلفة كالمصباح ومعجم المذكر والمؤنث ومعجم المؤنثات السماعية جواز تذكير هذه الكلمة وتأنيثها، ففي المصباح: «قال الأخفش: أهل الحجاز يؤنثون الزقاق والطريق والسبيل والسوق والصراط، وتميم تذكِّر».

أنزيم

أنزيم
أنزيم/ إنزيم [مفرد]: ج أنزيمات وإنزيمات: (حي) إفراز يخرج من الخلايا الحيّة؛ يساعد على حصول التفاعلات الكيميائيّة داخل جسم الكائن الحيّ بدون أن يتغيَّر "إنزيمات بكتيريَّة- معامل إنتاج الإنزيمات". 

خصخص

خصخص
خصخصَ يُخصخص، خَصْخَصَةً، فهو مخصخِص، والمفعول مخصخَص
• خصخص الشَّركةَ: نقلها إلى مجال العمل الخاصّ بعد أن كانت من اختصاص الدولة "توسَّعت الدولةُ في عمليّة الخصخصة". 

خصخصة [مفرد]:
1 - مصدر خصخصَ.
2 - (قص) بيع بعض معامل الدولة أو بعض منشآتها إلى القطاع الخاصّ من أجل تحسين الأداء فيها، أو تحويل شيءٍ ما من إشراف الدولة إلى إشراف التحكم الصناعيّ التجاريّ. 

الْحساب

(الْحساب) الْعد وَالْكثير الْكَافِي وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {جَزَاء من رَبك عَطاء حسابا}
و (يَوْم الْحساب) يَوْم الْقِيَامَة
و (علم الْحساب) علم الْأَعْدَاد
و (الْحساب الْجَارِي) (فِي الاقتصاد) اتِّفَاق بَين شَخْصَيْنِ بَينهمَا معاملــات مستمرة (مج)

دلله

(دلله) تساهل فِي تَرْبِيَته أَو مُعَامَلَــته حَتَّى جرؤ عَلَيْهِ وعَلى الْمَسْأَلَة أَقَامَ الدَّلِيل عَلَيْهَا وعَلى السّلْعَة أعلن عَن بيعهَا بالمساومة و (كل هَذَا مو)

اسْترق

(اسْترق) الشَّيْء سَرقه وَيُقَال اسْترق النّظر والسمع
(اسْترق) المَاء وَنَحْوه نضب إِلَّا يَسِيرا وَاللَّيْل وَغَيره مضى أَكْثَره والأسير ملكه وَالْحر عَامله مُعَاملَــة الأرقاء

الطّيب

(الطّيب) مَا يتطيب بِهِ من عطر وَنَحْوه والحل وَالْأَفْضَل من كل شَيْء وَمِنْه طيب الْعَيْش وَطيب الْحَيَاة (ج) أطياب وطيوب
(الطّيب) كل مَا تستلذه الْحَواس أَو النَّفس وكل مَا خلا من الْأَذَى والخبث وَمن تخلى عَن الرذائل وتحلى بالفضائل وَيُقَال فلَان طيب الْإِزَار وَطيب الْقلب طَاهِر الْبَاطِن وزبون طيب سهل فِي مُعَامَلَــته وَمن الْبِلَاد وَنَحْوهَا الْجيد التربة وَهِي طيبَة فَيُقَال امْرَأَة طيبَة حصان عفيفة وَنَفس طيبَة راضية بِمَا قدر لَهَا وَكلمَة طيبَة حَسَنَة جَيِّدَة لَا كَرَاهِيَة فِيهَا وبلدة طيبَة كَثِيرَة الْخَيْر آمِنَة أَو مَأْمُونَة من الْآفَات ومساكن طيبَة طَاهِرَة وتربة طيبَة جَيِّدَة وطاهرة تصلح للنبات وطعمه طيبَة حَلَال وريح طيبَة لينَة ونكهة طيبَة ذكية الرَّائِحَة لَا نَتن فِيهَا

اعْتبر

(اعْتبر) الشَّيْء اختبره وامتحنه وَمِنْه تعجب وَبِه اتعظ وَفُلَانًا اعْتد بِهِ وَفُلَانًا عَالما عده عَالما وعامله مُعَاملَــة الْعَالم (مو)

التصوير بالاستعارة

التصوير بالاستعارة
اقتصر الأقدمون عند ما تحدثوا عن الاستعارة في القرآن على ذكر أنواعها، من استعارة محسوس لمحسوس بجامع محسوس أو بجامع عقلى، ومن استعارة محسوس لمعقول، ومن استعارة معقول لمعقول أو لمحسوس، ومن استعارة تصريحية أو مكنية، ومن مرشحة أو مجردة، إلى غير ذلك من ألوان الاستعارة، وهم يذكرون هذه الألوان، ويحصون ما ورد في القرآن منها، ويقفون عند ذلك فحسب، وبعضهم يزيد فيجرى الاستعارة، ظانا أنه بذلك قد أدى ما عليه، من بيان الجمال الفنى في هذا اللون من التصوير، ولم أر إلا ما ندر من وقوف بعضهم يتأمل بعض هذه اللمحات الفنية المؤثرة، وليس مثل هذه الدراسة بمجد في تذوق الجمال وإدراك أسراره، ومن الخير أن نتبين الأسرار التى دعت إلى إيثار الاستعارة على الكلمة الحقيقة.
وإذا أنت مضيت إلى الألفاظ المستعارة رأيتها من هذا النوع الموحى؛ لأنها أصدق أداة تجعل القارئ يحس بالمعنى أكمل إحساس وأوفاه، وتصور المنظر للعين، وتنقل الصوت للأذن، وتجعل الأمر المعنوى ملموسا محسّا، وحسبى أن أقف عند بعض هذه الألفاظ المستعارة الموحية، نتبين سر اختيارها:
قال سبحانه: وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً (الكهف 99). فكلمة يَمُوجُ لا تقف عند حد استعارتها لمعنى «الاضطراب» بل إنها تصور للخيال هذا الجمع الحاشد من الناس، احتشادا ألا تدرك العين مداه، حتى صار هذا الحشد الزاخر كبحر، ترى العين منه ما تراه في البحر الزاخر من حركة وتموّج واضطراب، ولا تأتى كلمة يَمُوجُ إلا موحية بهذا المعنى، ودالة عليه. وقال سبحانه: قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً (مريم 4). وهنا لا تقف كلمة اشْتَعَلَ عند معنى انتشر فحسب، ولكنها تحمل معنى دبيب الشيب في الرأس في بطء وثبات، كما تدب النار في الفحم مبطئة، ولكن في دأب واستمرار، حتى إذا تمكنت من الوقود اشتعلت في قوة لا تبقى ولا تذر، كما يحرق الشيب ما يجاوره من شعر الشباب، حتى لا يذر شيئا إلا التهمه، وأتى عليه، وفي إسناد الاشتعال إلى الرأس ما يوحى بهذا الشمول الذى التهم كل شىء في الرأس. وقد تحدثنا فيما مضى عما توحى به كلمة تنفس، من إثارة معنى الحياة التى تغمر الكون عند مطلع الفجر.
وقال تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (يس 37). فكلمة نَسْلَخُ تصور للعين انحسار الضوء عن الكون قليلا قليلا، ودبيب الظلام إلى هذا الكون في بطء، حتى إذا تراجع الضوء ظهر ما كان مختفيا من ظلمة الليل. وقال تعالى: وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (الذاريات 41، 42).
ففي العقم ما يحمل إلى النفس معنى الإجداب الذى تحمله الريح معها.
وكثر في القرآن أخذ الكلمات الموضوعة للأمور المحسوسة، يدل بها على معقول معنوى، يصير به كأنه ملموس مرئى، فضلا عن إيحاءات الكلمة إلى النفس، خذ مثلا قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ (آل عمران 187). ألا ترى أن كلمة (نبذ)، فضلا عن أنها تدل على الترك، توحى إلى نفس القارئ معنى الإهمال والاحتقار، لأن الذى (ينبذ) وراء الظهر إنما هو الحقير المهمل. وقوله تعالى: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ (الأنبياء 18). فكلمة القذف توحى بهذه القوة التى يهبط بها الحق على الباطل، وكلمة فَيَدْمَغُهُ توحى بتلك المعركة التى تنشب بين الحق والباطل، حتى يصيب رأسه ويحطمه، فلا يلبث أن يموت وتأمل قوة التعبير بالظلمات والنور يراد بهما الكفر والإيمان، فى قوله تعالى: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ (إبراهيم 1). وجمع الظلمات يصور لك إلى أى مدى ينبهم الطريق أمام الضال، فلا يهتدى إلى الحق، وسط هذا الظلام المتراكم.
ومن ذلك قوله تعالى: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ (البقرة 237). فإنك تشعر في كلمة العقدة بهذا الربط القلبى، الذى يربط بين قلبى الزوجين. ويطول بى القول إذا أنا وقفت عند كل استعارة، من هذا اللون وحسبى أن أشير إلى بعض نماذجه كقوله تعالى: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (الحجر 94). فكلمة الصدع بمعنى الجهر توحى بما سيكون من أثر هذه الدعوة الجديدة، من أنها ستشق طريقها إلى القلوب وتحدث في النفوس أثرا قويّا، وقوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا (آل عمران 103). فأى صلة متينة ذلك الدين الذى يربطك بالله، يثير هذا المعنى في نفسك هذا التعبير القوى المصور: حبل الله.
وقوله تعالى: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ (الشعراء 224، 225). وقوله تعالى: لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً (آل عمران 99). وقوله تعالى: وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ (الأنعام 68). وتأمل جمال أَفْرِغْ فى قوله سبحانه: رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً (الأعراف 126). وما يثيره في نفسك من الطمأنينة التى يحس بها من هدأ جسمه بماء يلقى عليه، وهذه الراحة تشبهها تلك الراحة النفسية، ينالها من منح هبة الصبر الجميل، ومن الدقة القرآنية في استخدام الألفاظ المستعارة أنه استخدم أَفْرِغْ وهى توحى باللين والرفق وعند حديثه عن الصبر، وهو من رحمته، فإذا جاء إلى العذاب استخدم كلمة (صب) فقال: فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (الفجر 13). وهى مؤذنة بالشدة والقوة معا.
وتأمل كذلك قوة كلمة زُلْزِلُوا فى قوله تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (البقرة 214). ولو أنك جهدت في أن تضع كلمة مكانها ما استطاعت أن تؤدى معنى هذا الاضطراب النفسى العنيف.
وقد تحدثنا فيما مضى عن جمال التعبير في قوله تعالى: يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ (البقرة 27). وقوله سبحانه: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ (البقرة 7). وقد يستمر القرآن في رسم الصورة المحسوسة بما يزيدها قوة تمكّن لها في النفس، كما ترى ذلك في قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (البقرة 16). فقد أكمل صورة الشراء بالحديث عن ربح التجارة والاهتداء في تصريف شئونها.
وقد يحتاج المرء إلى تريث يدرك به روعة التعبير، كما تجد ذلك في قوله تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (النحل 112). فقد يبدو أن المناسبة تقضى أن يقال: فألبسها الله لباس الجوع، ولكن إيثار الذوق هنا؛ لأن الجوع يشعر به ويذاق، وصح أن يكون للجوع لباس؛ لأن الجوع يكسو صاحبه بثياب الهزال والضنى والشحوب.
وقد يشتد وضوح الأمر المعنوى في النفس، ويقوى لديها قوة تسمح بأن يكون أصلا يقاس عليه، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ (الحاقة 11). فهنا كان الطغيان المؤذن بالثورة والفوران أصلا يشبه به خروج الماء عن حده، لما فيه من فورة واضطراب، وعلى هذا النسق جاء قوله تعالى: وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (الحاقة 6). فهذه الريح المدمرة يشبه خروجها عن حدها العتوّ والجبروت.
وقد يجسم القرآن المعنى، ويهب للجماد العقل والحياة، زيادة في تصوير المعنى وتمثيله للنفس، وذلك بعض ما يعبر عنه البلاغيون بالاستعارة المكنية، ومن أروع هذا التجسيم قوله سبحانه: وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ (الأعراف 154). ألا تحس بالغضب هنا وكأنه إنسان يدفع موسى ويحثه على الانفعال والثورة، ثم سكت وكفّ عن دفع موسى وتحريضه، ومن تعقيل الجماد قوله سبحانه: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (فصلت 11). وفي ذلك التعبير ما يدل على خضوعهما واستسلامهما، وقوله سبحانه: فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ (الكهف 77). وكأنما الجدار لشدة وهنه وضعفه يؤثر الراحة لطول ما مر به من زمن. وقوله تعالى: وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (الملك 6 - 8). فهذا التميز من الغيظ يشعر بشدة ما جناه أولئك الكفرة، حتى لقد شعر به واغتاظ منه هذا الذى لا يحس.
وعلى هذا النسق قوله سبحانه: كَلَّا إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (المعارج 15 - 17). ألا تحس في هذا التعبير كأن النار تعرف أصحابها
بسيماهم، فتدعوهم إلى دخولها ومنه قوله تعالى: حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ (يونس 24). وفي ذلك ما يشعرك بالحياة التى تدب في الأرض، حين تأخذ زخرفها وتتزين.
هذا وقد كثر الحديث عن قوله سبحانه: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ (الإسراء 24). ورووا ما يفهم منه أن أبا تمام قلد هذا التعبير فقال:
لا تسقنى ماء الملام، فإننى ... صبّ قد استعذبت ماء بكائى
حتى إنه يروى أن أحدهم أرسل إليه زجاجة يطلب منه فيها شيئا من ماء الملام، فقال أبو تمام: حتى تعطينى ريشة من جناح الذل. قيل: فاستحسنوا منه ذلك. وعندى أن ليس الأمر على ما ذكروه، وأن هذا التعبير كناية عن الرفق في معاملــة الوالدين، وأخذهما باللين والرقة، كما تقول: «واخفض لهما الجناح ذلا» ولكن لما كان ثمة صلة بين الجناح بمعنى جانب الإنسان وبين الذل، إذ إن هذا الجانب هو مظهر الغطرسة حين يشمخ المرء بأنفه، ومظهر التواضع حين يتطامن- أجازت هذه الصلة إضافة الجناح للذل لا على معنى الملكية، فلسنا بحاجة إلى تشبيه الذل بطائر نستعير جناحه، ولكنا بحاجة إلى استعارة الجناح للجانب، وجمال ذلك هنا في أن اختيار كلمة الجناح في هذا الموضع يوحى بما ينبغى أن يظلّ به الابن أباه من رعاية وحب، كما يظل الطائر صغار فراخه.
وبما ذكرناه يبدو أن بيت أبى تمام لم يجر على نسق الآية الكريمة، فليس هناك صلة ما بين الماء والملام تجيز هذه الإضافة، ولا سيما أن إيحاء الكلمات فى الجملة لا تساعد أبا تمام على إيصال تجربته إلى قارئه، فليس في سقى الماء ما يثير ألما، ولو أنه قال: لا تجر عنى غصص الملام، لاستطاع بذلك أن يصور لنا شعوره تصويرا أدقّ وأوفى، لما تثيره هاتان اللفظتان في النفس من المشقة والألم.
*** 

علم الاحتساب

علم الاحتساب
وهو: علم باحث عن الأمور الجارية بين أهل البلد، من معاملــاتهم اللاتي لا يتم التمدن بدونها، من حيث إجرائها على قانون العدل.
بحيث يتم التراضي بين الــمعاملــين.
وعن سياسة العباد، بنهي المنكر، وأمر المعروف.
بحيث لا يؤدي إلى مشاجرات، وتفاخر بين العباد، بحسب ما رآه الخليفة من: الزجر والمنع.
ومباديه: بعضها فقهي، وبعضها أمور استحسانية، ناشئة من رأي الخليفة.
والغرض منه: تحصيل الملكة في تلك الأمور.
وفائدته: إجراء أمور المدن في المجاري على الوجه الأتم.
وهذا العلم: من أدق العلوم، ولا يدركه إلا من له فهم ثاقب، وحدس صائب، إذ الأشخاص، والأزمان، والأحوال: ليست على وتيرة واحدة، فلا بد لكل واحد من الأزمان والأحوال سياسة خاصة، وذلك من أصعب الأمور.
فلذلك لا يليق بمنصب الاحتساب، إلا من له قوة قدسية، مجردة عن الهوى، كعمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه -.
ولذلك كان علما في هذا الشأن.
كذا في: (موضوعات لطف الله).
وعرفه: المولى أبو الخير، بالنظر في أمور أهل المدينة، بإجراء ما رسم في الرياسة، وما تقرر في الشرع، ليلا ونهارا، سرا وجهارا.
ثم قال: وعلم الرياسة (السياسة) المدنية، مشتمل على: بعض لوازم هذا المنصب.
ولم نر كتابا صنف فيه خاصة.
وذكر في (الأحكام السلطانية) ما يكفي. انتهى ملخصا.
أقول: فيه كتاب (نصاب الاحتساب) خاصة ذكر فيه مؤلفه: أن الحسبة في الشريعة، تتناول كل مشروع يفعل لله تعالى، كالأذان، والإقامة، وأداء الشهادة، مع كثرة تعدادها.
ولذا قيل: القضاء باب من أبواب الحسبة.
وفي العرف مختص بأمور، فذكرها إلى تمام خمسين.
وفيه: كتب يأتي ذكرها في محالها.
علم الاحتساب
وهو النظر في أمور أهل المدينة بإجراء مراسم معتبرة في الرياسة الاصطلاحية ونهي ما يخالفها وتنفيذ ما تقرر في الشرع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والسلطان بالنسبة إلى الملك بمنزلة الرأس من البدن الذي هو منبع الرأي والتدبير.
والوزير بمنزلة اللسان المعبر عما في الضمير.
وأهل الاحتساب بمنزلة الأيدي والأقدام والمماليك والخدم ولن يتم أمر الملك إلا بهؤلاء الثلاث هذه عبارة قديمة العلوم.
وقال في كشف الظنون: هو علم باحث عن الأمور الجارية بين أهل البلد من معاملــاتهم اللاتي لا يتم التمدن بدونها من حيث إجرائها على القانون العدل بحيث يتم التراضي بين الــمعاملــين وعن سياسة العباد بنهي المنكر وأمر المعروف بحيث لا يؤدي إلى مشاجرات وتفاخر بين العباد بحسب ما رآه الخليفة من الزجر والمنع.
ومباديه: بعضها فقهي وبعضها أمور استحسانية ناشئة من رأي الخليفة.
والغرض من تحصيل الملكة في تلك الأمور.
وفائدته: إجراء أمور المدن في المجاري على الوجه الأتم وهذا من أدق العلوم ولا يدركه إلا من له فهم ثاقب وحدس صائب إذ الأشخاص والأزمان والأحوال ليست على وتيرة واحدة فلا بد لكل واحد من الأزمان والأحوال سياسة خاصة وذلك من أصعب الأمور فلذلك لا يليق بمنصب الاحتساب إلا من له قوة قدسية مجردة عن الهوى كعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان عالما في هذا الشأن كذا في موضوع لطف الله.
وعرفه أبو الخير بالنظر في أمور أهل المدينة بإجراء ما رسم في الرياسة وما تقرر في الشرع ليلا ونهارا سرا وجهارا ثم قال: وعلم السياسة المدنية مشتمل على بعض لوازم هذا المنصب ولم نر كتابا صنف فيه خاصة وذكر في الأحكام السلطانية ما يكفي. انتهى.
أقول فيه كتاب نصاب الاحتساب خاصة ذكر فيه مؤلفه أن الحسبة في الشريعة تتناول كل مشروع بفعل الله - سبحانه وتعالى - كالأذان والإقامة وأداء الشهادة مع كثرة تعدادها ولذا قيل: القضاء باب من أبواب الحسبة وفي العرف مختص بأمور فذكرها إلى تمام خمسين وفيه كتب ذكرت في محالها انتهى ما في الكشف.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.