Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لينة

صَمَتَ 

(صَمَتَ) الصَّادُ وَالْمِيمُ وَالتَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى إِبْهَامٍ وَإِغْلَاقٍ. مِنْ ذَلِكَ صَمَتَ الرَّجُلُ، إِذَا سَكَتَ، وَأَصْمَتَ أَيْضًا. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: " لَقِيُتُ فُلَانًا بِبَلْدَةِ إِصْمِتَ "، وَهِيَ الْقَفْرُ الَّتِي لَا أَحَدَ بِهَا، كَأَنَّهَا صَامِتَةٌ لَيْسَ بِهَا نَاطِقٌ. وَيُقَالُ " مَا لَهُ صَامِتٌ وَلَا نَاطِقٌ ". فَالصَّامِتُ: الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ. وَالنَّاطِقُ: الْإِبِلُ وَالْغَنَمُ وَالْخَيْلُ. وَالصَّمُوتُ: الدِّرْعُ الــلَّيِّنَةُ الَّتِي إِذَا صَبَّهَا الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ لَمْ يُسْمَعْ لَهَا صَوْتٌ. قَالَ:

وَكُلُّ صَمُوتٍ نَثْرَةٍ تُبَّعِيَّةٍ ... وَنَسْجِ سُلَيْمٍ كُلُّ قَضَّاءَ ذَائِلِ

وَبَابٌ مُصْمَتٌ: قَدْ أُبْهِمَ إِغْلَاقُهُ. وَالصَّامِتُ مِنَ اللَّبَنِ: الْخَاثِرُ ; وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَا فَأُفْرِغَ فِي إِنَاءٍ لَمْ يُسْمَعْ لَهُ صَوْتٌ. وَيُقَالُ: بِتُّ عَلَى صِمَاتِ ذَاكَ، أَيْ عَلَى قَصْدِهِ. فَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَاذًّا، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْإِبْدَالِ، كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنَ السَّمْتِ، وَهِيَ الطَّرِيقَةُ. قَالَ: وَحَاجَةٍ بِتُّ عَلَى صِمَاتِهَا ... أَتَيْتُهَا وَحْدِيَ مِنْ مَأْتَاتِهَا

وَيُقَالُ: رَمَاهُ بِصِمَاتِهِ، أَيْ بِمَا أَصْمَتَهُ. وَأَعْطَى الصَّبِيَّ صُمْتَةً، أَيْ مَا يُسَكِّنُهُ.

خَسَفَ 

(خَسَفَ) الْخَاءُ وَالسِّينُ وَالْفَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى غُمُوضٍ وَغُؤُورٍ، وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ فُرُوعُ الْبَابِ. فَالْخَسْفُ وَالْخَسَفُ. غُمُوضُ ظَاهِرِ الْأَرْضِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص: 81] .

وَمِنَ الْبَابِ خُسُوفُ الْقَمَرِ. وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ يَقُولُ: الْخُسُوفُ لِلْقَمَرِ، وَالْكُسُوفُ لِلشَّمْسِ. وَيُقَالُ بِئْرٌ خَسِيفٌ، إِذَا كُسِرَ جِيلُهَا فَانْهَارَ وَلَمْ يُنْتَزَحْ مَاؤُهَا. قَالَ:

قَلَيْذَمٌ مِنَ الْعَيَالِيمِ الْخُسُفْ

وَانْخَسَفَتِ الْعَيْنُ: عَمِيَتْ. وَالْمَهْزُولُ يُسَمَّى خَاسِفًا ; كَأَنَّ لَحْمَهُ غَارَ وَدَخَلَ. وَمِنْهُ: بَاتَ عَلَى الْخَسْفِ، إِذَا بَاتَ جَائِعًا، كَأَنَّهُ غَابَ عَنْهُ مَا أَرَادَهُ مِنْ طَعَامٍ. وَرَضِيَ بِالْخَسْفِ، أَيِ الدَّنِيَّةِ. وَيُقَالُ: وَقَعَ النَّاسُ فِي أَخَاسِيفَ مِنَ الْأَرْضِ، وَهِيَ الــلَّيِّنَةُ تَكَادُ تَغْمُضُ لِلِينِهَا.

وَمِمَّا حُمِلَ عَلَى الْبَابِ قَوْلُهُمْ لِلسَّحَابِ الَّذِي [يَأْتِي] بِالْمَاءِ الْكَثِيرِ خَسِيفٌ، كَأَنَّهُ شُبِّهَ بِالْبِئْرِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ نَاقَةٌ خَسِيفَةٌ، أَيْ غَزِيرَةٌ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنَّ الْخَسْفَ الْجَوْزُ الْمَأْكُولُ فَمَا أَدْرِي مَا هُوَ.

صَفَقَ 

(صَفَقَ) الصَّادُ وَالْفَاءُ وَالْقَافُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى مُلَاقَاةِ شَيْءٍ ذِي صَفْحَةٍ لِشَيْءٍ مِثْلِهِ بِقُوَّةٍ. مِنْ ذَلِكَ صَفَقْتُ الشَّيْءَ بِيَدِي، إِذَا ضَرَبْتَهُ بِبَاطِنِ يَدِكَ بِقُوَّةٍ. وَالصَّفْقَةُ: ضَرْبُ الْيَدِ عَلَى الْيَدِ فِي الْبَيْعِ وَالْبَيْعَةِ، وَتِلْكَ عَادَةٌ جَارِيَةٌ لِلْمُتَبَايِعِينَ. وَإِذَا قِيلَ: أَصْفَقَ الْقَوْمُ عَلَى الْأَمْرِ، إِذَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ، فَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا شُبِّهُوا بِالْمُتَصَافِقِينَ عَلَى الْبَيْعِ. وَمِمَّا حُمِلَ عَلَى ذَلِكَ الصَّفَقُ، وَهُوَ الْمَاءُ يُصَبُّ عَلَى الْأَدِيمِ الْجَدِيدِ فَيَخْرُجُ مُصْفَرًّا.

وَمِنَ الْبَابِ أَيْضًا: الشَّرَابُ الْمُصَفَّقُ، وَهُوَ أَنْ يُحَوَّلَ مِنْ إِنَاءٍ إِلَى إِنَاءٍ، كَأَنَّهُ صَفَقَ الْإِنَاءَ إِذَا لَاقَاهُ، وَصُفِقَ بِهِ الْإِنَاءُ. وَمِنْهُ صَفَقَ الْإِبِلَ، إِذَا حَوَّلَهَا مِنْ مَرْعًى إِلَى مَرْعًى. ثُمَّ حُمِلَ عَلَى ذَلِكَ فَقِيلَ لِكُلِّ مُنْبَسِطٍ صَفْقٌ وَإِنْ لَمْ يُضْرَبْ بِهِ عَلَى شَيْءٍ. فَيُقَالُ لِجَانِبَيِ الْعُنُقِ صَفْقَانِ، وَلِكُلِّ نَاحِيَةٍ صَفْقٌ وَصَفْقٌ. وَيُقَالُ لِلْجِلْدِ الَّذِي يَلِي سَوَادَ الْبَطْنِ صَفْقٌ. وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ، وَقَدْ يُمْكِنُ أَنْ يُخَرَّجَ لَهُ وَجْهٌ، قَوْلُهُمْ: قَوْسقٌ، إِذَا كَانَتْ لَيِّنَةً رَاجِعَةً.

عَلَكَ 

(عَلَكَ) الْعَيْنُ وَاللَّامُ وَالْكَافُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى شَيْءٍ شِبْهِ الْمَضْغِ وَالْقَبْضِ عَلَى الشَّيْءِ. مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الْخَلِيلِ: الْعَلْكُ: الْمَضْغُ. وَيُقَالُ: عَلَكَتِ الدَّابَّةُ اللِّجَامَ، وَهِيَ تَعْلُكُهُ عَلْكًا. قَالَ: وَسُمِّيَ الْعِلْكُ عِلْكًا لِأَنَّهُ يُمْضَغُ. قَالَ النَّابِغَةُ:

خَيْلٌ صِيَامٌ وَأُخْرَى غَيْرُ صَائِمَةٍ ... تَحْتَ الْعَجَاجِ وَخَيْلٌ تَعْلُكُ اللُّجُمَا

قَالَ الدُّرَيْدِيُّ: طَعَامٌ عَلِكٌ: مَتِينُ الْمَمْضَغَةِ. وَيَقُولُونَ فِي لِسَانِهِ عَوْلَكٌ، إِذَا كَانَ يَمْضَغُهُ وَيَعْلُكُهُ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَرْضٌ عَلِكَةٌ: قَرِيبَةُ الْمَاءِ. وَطِينَةٌ عِلْكَةٌ: طَيِّبَةٌ خَضْرَاءُ لَيِّنَةٌ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.

سَخَمَ 

(سَخَمَ) السِّينُ وَالْخَاءُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ مُطَّرِدٌ مُسْتَقِيمٌ، يَدُلُّ عَلَى اللِّينِ وَالسَّوَادِ. يُقَالُ شَعْرٌ سُخَامِيٌّ: أَسْوَدُ لَيِّنٌ. كَذَا حَدَّثَنَا بِهِ عَنِ الْخَلِيلِ. وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانُ، عَنْ عَلَيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَأَمَّا الشَّعْرُ السُّخَامُ، فَهُوَ اللَّيِّنُ الْحَسَنُ، وَلَيْسَ هُوَ مِنَ السَّوَادِ. وَيُقَالُ لِلْخَمْرِ سُخَامِيَّةٌ إِذَا كَانَتْ لَيِّنَةً سَلِسَةً. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: ثَوْبٌ سُخَامٌ: لَيِّنٌ. وَقُطْنٌ سُخَامٌ. قَالَ:

قُطْنٌ سُخَامِيٌّ بِأَيْدِي غُزَّلِ وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ السَّخِيمَةُ، وَهِيَ الْمُوجَدَةُ فِي النَّفْسِ. وَيُقَالُ سَخَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، وَهُوَ مِنَ السُّخَامِ، وَهُوَ سَوَادُ الْقِدْرِ.

سَخَّ 

(سَخَّ) السِّينُ وَالْخَاءُ أَصْلٌ فِيهِ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ. يُقَالُ إِنَّ السَّخَاخَ. الْأَرْضُ الــلَّيِّنَةُ الْحُرَّةُ. وَذَكَرُوا إِنْ كَانَ صَحِيحًا سَخَّتِ الْجَرَادَةُ، إِذَا غَرَزَتْ بِذَنَبِهَا فِي الْأَرْضِ.

خَرَعَ 

(خَرَعَ) الْخَاءُ وَالرَّاءُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى الرَّخَاوَةِ، ثُمَّ يُحْمَلُ عَلَيْهِ. فَالْخِرْوَعُ نَبَاتٌ لَيِّنٌ ; وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الْمَرْأَةِ الْخَرِيعِ، وَهِيَ الــلَّيِّنَةُ. وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ الْخَرِيعُ الْفَاجِرَةَ، وَكَانَ يَقُولُ: هِيَ الَّتِي تَثَنَّى مِنَ اللِّينِ. وَيُقَالُ لِمِشْفَرِ الْبَعِيرِ إِذَا تَدَلَّى خَرِيعٌ. قَالَ:

خَرِيعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّوَاحِي ... كَأَخْلَاقِ الْغَرِيفَةِ ذَا غُضُونِ

وَأَخَذَهُ مِنْ عُتَيْبَةَ بْنِ مِرْدَاسٍ فِي قَوْلِهِ: تَكُفُّ شَبَا الْأَنْيَابِ عَنْهَا بِمِشْفَرٍ ... خَرِيعٍ كَسِبْتِ الْأَحْوَرِيِّ الْمُخَصَّرِ

وَالْخَرَعُ: لِينٌ فِي الْمَفَاصِلِ. وَيُقَالُ الْخُرَاعُ جُنُونُ النَّاقَةِ ; وَهُوَ مِنَ الْبَابِ. وَمِمَّا حُمِلَ عَلَى الْخَرْعِ الشَّقُّ، تَقُولُ خَرَعْتُهُ فَانْخَرَعَ. وَاخْتَرَعَ الرَّجُلُ كَذِبًا، أَيِ اشْتَقَّهُ. وَانْخَرَعَتْ أَعْضَاءُ الْبَعِيرِ، إِذَا زَالَتْ مِنْ مَوَاضِعِهَا. وَيُقَالُ الْمُخَرَّعُ الْمُخْتَلِفُ الْأَخْلَاقِ. وَفِيهِ نَظَرٌ، فَإِنْ صَحَّ فَهُوَ مِنْ خُرَاعِ النُّوقِ. وَيُقَالُ خَرِعَتِ النَّخْلَةُ، إِذَا ذَهَبَ كَرَبُهَا، تَخْرَعُ.

سَوِلَ 

(سَوِلَ) السِّينُ وَالْوَاوُ وَاللَّامُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى اسْتِرْخَاءٍ فِي شَيْءٍ يُقَالُ سَوِلَ يَسْوَلُ سَوَلًا. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

كَالسُّحْلِ الْبِيضِ جَلَا لَوْنُهَا ... سَحُّ نِجَاءِ الْحَمَلِ الْأَسْوَلِ

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ سَوَّلْتُ لَهُ الشَّيْءَ، إِذَا زَيَّنْتَهُ لَهُ، فَمُمْكِنٌ أَنْ تَكُونَ أُعْطِيَّتُهُ سُؤْلَهُ، عَلَى أَنْ تَكُونَ الْهَمْزَةُ مُــلَيَّنَةً مِنَ السُّؤْلِ.

خَنَفَ 

(خَنَفَ) الْخَاءُ وَالنُّونُ وَالْفَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى مَيَلٍ وَلِينٍ. فَالْخَنُوفُ: النَّاقَةُ الــلَّيِّنَةُ الْيَدَيْنِ فِي السَّيْرِ. وَالْمَصْدَرُ الْخِنَافُ. قَالَ الْأَعْشَى:

وَأَذْرَتْ بِرِجْلَيْهَا النَّفِيَّ وَرَاجَعَتْ ... يَدَاهَا خِنَافًا لَيِّنًا غَيْرَ أَجْرَدَا

قَالُوا: وَالْخِنَافُ أَيْضًا فِي الْعُنُقِ: أَنْ تُمِيلَهُ إِذَا مُدَّ بِزِمَامِهَا. وَالْخَنِيفُ: جِنْسٌ مِنَ الْكَتَّانِ أَرْدَأُ مَا يَكُونُ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: " «تَخَرَّقَتْ عَنَّا الْخُنُفُ، وَأَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ» ". وَقَالَ:

عَلَى كَالْخَنِيفِ السَّحْقِ يَدْعُو بِهِ الصَّدَى ... لَهُ قُلُبٌ عُفَّى الْحِيَاضِ أُجُونُ

خَبِرَ 

(خَبِرَ) الْخَاءُ وَالْبَاءُ وَالرَّاءُ أَصْلَانِ: فَالْأَوَّلُ الْعِلْمُ، وَالثَّانِي يَدُلُّ عَلَى لِينٍ وَرَخَاوَةٍ وَغُزْرٍ.

فَالْأَوَّلُ الْخُبْرُ: الْعِلْمُ بِالشَّيْءِ. تَقُولُ: لِي بِفُلَانٍ خِبْرَةٌ وَخُبْرٌ. وَاللَّهُ تَعَالَى الْخَبِيرُ، أَيِ الْعَالِمُ بِكُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14] .

وَالْأَصْلُ الثَّانِي: الْخَبْرَاءُ، وَهِيَ الْأَرْضُ الــلَّيِّنَةُ. قَالَ عُبَيْدٌ يَصِفُ فَرَسًا:

سَدِكًا بِالطَّعْنِ ثَبْتًا فِي الْخَبَارِ

وَالْخَبِيرُ: الْأَكَّارُ، وَهُوَ مِنْ هَذَا، لِأَنَّهُ يُصْلِحُ الْأَرْضَ وَيُدَمِّثُهَا وَيُلَيِّنُهَا. وَعَلَى هَذَا يَجْرِي هَذَا الْبَابُ كُلُّهُ ; فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ: الْخَبِيرُ الْأَكَّارُ، لِأَنَّهُ يُخَابِرُ الْأَرْضَ، أَيْ يُؤَاكِرُهَا. فَأَمَّا الْمُخَابَرَةُ الَّتِي نُهِيَ عَنْهَا فَهِيَ الْمُزَارِعَةُ بِالنِّصْفِ لَهَا [أَوِ] الثُّلُثِ أَوِ الْأَقَلِّ مِنْ ذَلِكَ أَوِ الْأَكْثَرِ. وَيُقَالُ لَهُ: " الْخِبْرُ، أَيْضًا. وَقَالَ قَوْمٌ: الْمُخَابَرَةُ مُشْتَقٌّ مِنَ اسْمِ خَيْبَرَ.

وَمِنَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْغُزْرِ قَوْلُهُمْ لِلنَّاقَةِ الْغَزِيرَةِ: خَبْرٌ. وَكَذَلِكَ الْمَزَادَةُ الْعَظِيمَةُ خَبْرٌ ; وَالْجَمْعُ خُبُورٌ.

وَ [مِنَ] الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنَ اللِّينِ تَسْمِيَتُهُمُ الزَّبَدَ خَبِيرًا. وَالْخَبِيرُ: النَّبَاتُ اللَّيِّنُ. وَفِي الْحَدِيثِ: " وَنَسْتَخْلِبُ الْخَبِيرَ ". وَالْخَبِيرُ: الْوَبَرُ. قَالَ الرَّاجِزُ:

حَتَّى إِذَا مَا طَارَ مِنْ خَبِيرِهَا

وَيُقَالُ مَكَانٌ خَبِرٌ، إِذَا كَانَ دَفِيئًا كَثِيرَ الشَّجَرِ وَالْمَاءِ. وَقَدْ خَبِرْتُ الْأَرْضَ. وَهُوَ قِيَاسُ الْبَابِ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْأَصْلِ الْخُبْرَةُ، وَهِيَ الشَّاةُ يَشْتَرِيهَا الْقَوْمُ يَذْبَحُونَهَا وَيَقْتَسِمُونَ لَحْمَهَا. قَالَ:

إِذَا مَا جَعَلْتَ الشَّاةَ لِلْقَوْمِ خُبْرَةً ... فَشَأْنَكَ إِنِّي ذَاهِبٌ لِشُؤُونِي

خَجَا 

(خَجَا) الْخَاءُ وَالْجِيمُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَوِ الْمَهْمُوزُ لَيْسَ أَصْلًا. يَقُولُونَ رِجْلٌ خُجَأَةٌ، أَيْ أَحْمَقُ. وَخَجَأَ الْفَحْلُ أُنْثَاهُ، إِذَا جَامَعَهَا. وَفَحْلٌ خُجَأَةٌ: كَثِيرُ الضِّرَابِ. 

مِنْ ذَلِكَ (الْخَلْجَمُ) ، وَهُوَ الطَّوِيلُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، أَصْلُهُ خَلَجَ. وَذَلِكَ أَنَّ الطَّوِيلَ يَتَمَايَلُ، وَالتَّخَلُّجُ: الِاضْطِرَابُ وَالتَّمَايُلُ، كَمَا يُقَالُ تَخَلَّجَ الْمَجْنُونُ.

وَمِنْهُ (الْخُشَارِمُ) ، وَهِيَ الْأَصْوَاتُ، وَالْمِيمُ وَالرَّاءُ زَائِدَتَانِ، وَإِنَّمَا هُوَ مَنْ خَشَّ.

وَكَذَلِكَ (الْخَشْرَمُ) : الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّحْلِ، إِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِحِكَايَةِ أَصْوَاتِهِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْخِضْرِمُ) ، وَهُوَ الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الْعَطِيَّةِ. وَكُلُّ كَثِيرٍ خِضْرِمٌ. وَالرَّاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَالْأَصْلُ الْخَاءُ [وَالضَّادُ] وَالْمِيمُ. وَمِنْهُ الرَّجُلُ الْخِضَمُّ، وَقَدْ فَسَّرْنَاهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْخُبَعْثِنَةُ) ، وَهُوَ الْأَسَدُ الشَّدِيدُ، وَبِهِ شُبِّهَ الرَّجُلُ، وَالْعَيْنُ وَالنُّونُ فِيهِ زَائِدَتَانِ، وَأَصْلُهُ الْخَاءُ وَالْبَاءُ وَالثَّاءُ.

وَمِنْهُ (الْخَدَلَجَّةُ) ، وَهِيَ الْمُمْتَلِئَةُ السَّاقَيْنِ وَالذِّرَاعَيْنِ، وَالْجِيمُ زَائِدَةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الْخَدَالَةِ. وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ.

وَمِنْهُ (الْخِرْنِقُ) وَهُوَ وَلَدُ الْأَرْنَبِ. وَالنُّونُ [زَائِدَةٌ] ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِضَعْفِهِ وَلُزُوقِهِ بِالْأَرْضِ. مِنَ الْخَرَقِ، وَقَدْ مَرَّ. وَيُقَالُ أَرْضٌ مُخَرْنِقَةٌ. وَعَلَى هَذَا قَوْلُهُمْ: خَرْنَقَتِ النَّاقَةُ، إِذَا كَثُرَ فِي جَانِبَيْ سَنَامِهَا الشَّحْمُ حَتَّى تَرَاهُ كَالْخَرَانِقِ.

وَمِنْهُ رَجُلٌ (خَلَبُوتٌ) أَيْ خَدَّاعٌ. وَالْوَاوُ وَالتَّاءُ زَائِدَتَانِ، إِنَّمَا هُوَ مَنْ خَلَبَ. وَمِنْهُ (الْخَنْثَرُ) : الشَّيْءُ الْخَسِيسُ يَبْقَى مِنْ مَتَاعِ الْقَوْمِ فِي الدَّارِ إِذَا تَحَمَّلُوا. وَهَذَا مَنْحُوتٌ مَنْ خَنَثَ وَخَثَرَ. وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُمَا.

وَمِنْهُ (الْمُخْرَنْطِمُ) : الْغَضْبَانُ. وَهَذِهِ مَنْحُوتَةٌ مِنْ خَطَمَ وَخَرَطَ ; لِأَنَّ الْغَضُوبَ خَرُوطٌ رَاكِبٌ رَأْسَهُ. وَالْخَطْمُ: الْأَنْفُ ; وَهُوَ شَمَخٌ بِأَنْفِهِ. قَالَ الرَّاجِزُ فِي الْمُخْرَنْطِمِ:

يَا هَيْءَ مَالِي قَلِقَتْ مَحَاوِرِي ... وَصَارَ أَمْثَالَ الْفَغَا ضَرَائِرِي

مُخْرَنْطِمَاتٍ عُسُرًا عَوَاسِرِي

قَوْلُهُ قَلِقَتْ مُحَاوِرِي، يَقُولُ: اضْطَرَبَتْ حَالِي وَمَصَايِرُ أَمْرِي. وَالْفَغَا: الْبُسْرُ الْأَخْضَرُ الْأَغْبَرُ. يَقُولُ: انْتَفَخَنَ مِنْ غَضَبِهِنَّ. وَمُخْرَنْطِمَاتٌ: مُتَغَضِّبَاتٌ. وَعَوَاسِرِي: يُطَالِبْنَنِي بِالشَّيْءِ عِنْدَ الْعُسْرِ. وَ (الْمُخْرَنْشِمُ) مِثْلُ الْمُخْرَنْطِمِ، وَيَكُونُ الشِّينُ بَدَلًا مِنَ الطَّاءِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (خَرْدَلْتُ) اللَّحْمَ: قَطَّعْتُهُ وَفَرَّقَتُهُ. وَالَّذِي عِنْدِي فِي هَذَا أَنَّهُ مُشَبَّهٌ بِالْحَبِّ الَّذِي يُسَمَّى الْخَرْدَلَ، وَهُوَ اسْمٌ وَقَعَ فِيهِ الِاتِّفَاقُ بَيْنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، وَهُوَ مَوْضُوعٌ مِنْ غَيْرِ اشْتِقَاقٍ.

وَمَنْ قَالَ (خَرْذَلَ) جَعَلَ الذَّالَ بَدَلًا مِنَ الدَّالِ.

وَ (الْخُثَارِمُ) : الَّذِي يَتَطَيَّرُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ لِأَنَّهُ إِذَا تَطَيَّرَ خَثِرَ وَأَقَامَ. قَالَ:

وَلَسْتُ بِهَيَّابٍ إِذَا شَدَّ رَحْلَهُ ... يَقُولُ عَدَّانِي الْيَوْمَ وَاقٍ وَحَاتِمُ وَلَكِنَّنِي أَمْضِي عَلَى ذَاكَ مُقْدِمًا

إِذَا صَدَّ عَنْ تِلْكَ الْهَنَاتِ الْخُثَارِمُ

وَمِنْهُ (الْخُلَابِسُ) : الْحَدِيثُ الرَّقِيقُ. وَيُقَالُ خَلْبَسَ قَلْبَهُ: فَتَنَهُ. وَهَذِهِ مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: خَلَبَ وَخَلَسَ، وَقَدْ مَضَى.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْخَنْثَعْبَةُ) النَّاقَةُ الْغَزِيرَةُ. وَهِيَ مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ مَنْ خَنَثَ وَثَعَبَ، فَكَأَنَّهَا لَيِّنَةُ الْخِلْفِ يَثْعَبُ بِاللَّبَنِ ثَعْبًا.

وَمِنْهُ (الْخُضَارِعُ) قَالُوا: هُوَ الْبَخِيلُ. فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا فَهُوَ مِنْ خَضَعَ وَضَرَعَ، وَالْبَخِيلُ كَذَا وَصْفُهُ.

وَمِنْهُ (الْخَيْتَعُورُ) ، وَيُقَالُ هِيَ الدُّنْيَا. وَكُلُّ شَيْءٍ يَتَلَوَّنُ وَلَا يَدُومُ عَلَى حَالٍ خَيْتَعُورٌ. وَالْخَيْتَعُورُ: الْمَرْأَةُ السَّيِّئَةُ الْخُلُقِ. وَالْخَيْتَعُورُ: الشَّيْطَانُ. وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ أَنَّهَا مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنْ خَتَرَ وَخَتَعَ، وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُهُمَا.

وَمِنْهُ (الْخَرْعَبَةُ) وَ (الْخُرْعُوبَةُ) ، وَهِيَ الشَّابَّةُ الرَّخْصَةُ الْحَسَنَةُ الْقَوَامِ. وَهِيَ مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنَ الْخَرَعِ وَهُوَ اللِّينُ، وَمِنَ الرُّعْبُوبَةِ، وَهِيَ النَّاعِمَةُ. وَقَدْ فُسِّرَ فِي مَوْضِعِهِ. ثُمَّ يُحْمَلُ عَلَى هَذَا فَيُقَالُ جَمَلٌ خُرْعُوبٌ: طَوِيلٌ فِي حُسْنِ خَلْقٍ. وَغُصْنٌ خُرْعُوبٌ: مُتَثَنٍّ. [قَالَ] : كَخُرْعُوبَةِ الْبَانَةِ الْمُنْفَطِرْ

وَمِنْهُ (خَرْبَقَ) عَمَلَهُ: أَفْسَدَهُ. وَهِيَ مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ مِنْ خَرَبَ وَخَرِقَ. وَذَلِكَ أَنَّ الْأَخْرَقَ: الَّذِي لَا يُحْسِنُ عَمَلَهُ. وَخَرَبَهُ: إِذَا ثَقَبَهُ. وَقَدْ مَضَى.

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِذَكَرِ الْعَنَاكِبِ (خَدَرْنَقُ) فَهَذَا مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي لَا يُعَوَّلُ عَلَى مِثْلِهِ، وَلَا وَجْهَ لِلشُّغْلِ بِهِ.

وَ [أَمَّا] قَوْلُهُمْ لِلْقُرْطِ (خَرْبَصِيصُ) فَالْبَاءُ زَائِدَةٌ، لِأَنَّ الْخَرْصَ الْحَلْقَةُ. وَقَدْ مَرَّ. قَالَ فِي الْخَرْبَصِيصِ:

جَعَلَتْ فِي أَخْرَاتِهَا خَرْبَصِيصًا ... مِنْ جُمَانٍ قَدْ زَانَ وَجْهًا جَمِيلَا

وَيَقُولُونَ (خَلْبَصَ) الرَّجُلُ، إِذَا فَرَّ. وَالْبَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مِنْ خَلَصَ. وَقَالَ:

لَمَّا رَآنِي بِالْبَرَازِ حَصْحَصَا ... فِي الْأَرْضِ مِنِّي هَرَبًا وَخَلْبَصَا

وَيَقُولُونَ (الْخَنْبَصَةُ) : اخْتِلَاطُ الْأَمْرِ. فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا فَالنُّونُ زَائِدَةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ خَبَصَ، وَبِهِ سُمِّي الْخَبِيصُ.

وَ (الْخُرْطُومُ) مَعْرُوفٌ، وَالرَّاءُ زَائِدَةٌ، وَالْأَصْلُ فِيهِ الْخَطْمُ، وَقَدْ مَرَّ. فَأَمَّا الْخَمْرُ فَقَدْ تُسَمَّى بِذَلِكَ. وَيَقُولُونَ: هُوَ أَوَّلُ مَا يَسِيلُ عِنْدَ الْعَصْرِ. فَإِنْ كَانَ كَذَا فَهُوَ قِيَاسُ الْبَابِ ; لِأَنَّ الْأَوَّلَ مُتَقَدِّمٌ.

وَمِنْ ذَلِكَ اشْتِقَاقُ الْخَطْمِ وَالْخِطَامِ. وَمِنَ الْبَابِ تَسْمِيَتُهُمْ سَادَةَ الْقَوْمِ الْخَرَاطِيمَ. وَمِنْ ذَلِكَ (الْخُنْطُولَةُ) : الطَّائِفَةُ مِنَ الْإِبِلِ وَالدَّوَابِّ وَغَيْرِهَا. وَالْجَمْعُ حَنَاطِيلُ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

دَعَتْ مَيَّةَ الْأَعْدَادُ وَاسْتَبْدَلَتْ بِهَا ... خَنَاطِيلَ آجَالٍ مِنَ الْعِينِ خُذَّلِ

وَالنُّونُ فِي ذَلِكَ زَائِدَةٌ ; لِأَنَّ فِي الْجَمَاعَاتِ إِذَا اجْتَمَعَتْ الِاضْطِرَابَ وَتَرَدُّدَ بَعْضٍ عَلَى بَعْضٍ.

وَمِنْ ذَلِكَ (تَخَطْرَفَ) الشَّيْءَ، إِذَا جَاوَزَهُ. وَهِيَ مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: خَطَرَ وَخَطَفَ ; لِأَنَّهُ يَثِبُ كَأَنَّهُ يَخْتَطِفُ شَيْئًا. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

فَمَاذَا تَخَطْرَفَ مِنْ حَالِقٍ ... وَمِنْ حَدَبٍ وَحِجَابٍ وَجَالِ

وَمِنْ ذَلِكَ (الْخُذْرُوفُ) ، وَهُوَ السَّرِيعُ فِي جَرْيِهِ، وَالرَّاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ خَذَفَ، كَأَنَّهُ فِي جَرْيِهِ يَتَخَاذَفُ، كَمَا يُقَالُ يَتَقَاذَفُ إِذَا تَرَامَى. وَالْخُدْرُوفُ: عُوَيْدٌ أَوْ قَصَبَةٌ يُفْرَضُ فِي وَسَطِهِ وَيُشَدُّ بِخَيْطٍ، إِذَا مُدَّ دَارَ وَسَمِعْتَ لَهُ حَفِيفًا. وَمِنْ ذَلِكَ تَرَكْتُ اللَّحْمَ خَذَارِيفَ، إِذَا قَطَّعْتَهُ، كَأَنَّكَ شَبَّهْتَ كُلَّ قِطْعَةٍ مِنْهُ بِحَصَاةِ خَذْفٍ.

وَأَمَّا (الْخَنْدَرِيسُ) وَهِيَ الْخَمْرُ، فَيُقَالُ إِنَّهَا بِالرُّومِيَّةِ، وَلِذَلِكَ لَمْ نَعْرِضْ لِاشْتِقَاقِهَا. وَيَقُولُونَ: هِيَ الْقَدِيمَةُ ; وَمِنْهُ حِنْطَةٌ خَنْدَرِيسٌ: قَدِيمَةٌ. وَ (الْمُخْرَنْبِقُ) : السَّاكِتُ، وَالنُّونُ وَالْبَاءُ زَائِدَتَانِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الْخَرَقِ وَهُوَ خَرَقُ الْغَزَالِ [وَلُزُوقُهُ] بِالْأَرْضِ خَوْفًا. فَكَأَنَّ السَّاكِتَ خَرِقٌ خَائِفٌ.

وَيَقُولُونَ: نَاقَةٌ بِهَا (خَزْعَالٌ) ، أَيْ ظَلْعٌ. وَهَذِهِ مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنْ خَزَلَ أَيْ قَطَعَ، وَخَزَعَ أَيْ قَطَعَ. وَقَدْ مَرَّا.

وَمِمَّا وُضِعَ وَضْعًا وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ غَيْرِنَا مُشْتَقًّا. رَجُلٌ (مُخَضْرَمُ) الْحَسَبِ، وَهُوَ الدَّعِيُّ. وَلَحْمٌ مُخَضْرَمٌ: لَا يُدْرَى أَمِنْ ذَكَرٍ هُوَ أَوْ مِنْ أُنْثَى.

وَمِنْهُ الْمَرْأَةُ (الْخَبَنْدَاةُ) ، وَهِيَ التَّامَّةُ الْقَصَبِ.

وَ (الْخَيْعَلُ) : قَمِيصٌ لَا كُمَّيْ لَهُ. قَالَ تَأَبَّطَ:

عَجُوزٌ عَلَيْهَا هِدْمِلٌ ذَاتُ خَيْعَلِ

وَ (الْخَنَاذِيذُ) الشَّمَارِيخُ مِنَ الْجِبَالِ الطِّوَالِ. وَالْخِنْذِيذُ: الْفَحْلُ. وَالْخِنْذِيذُ: الْخَصِيُّ.

وَ (الْخَنْشَلِيلُ) : الْمَاضِي.

وَ (الْخَنْفَقِيقُ) : الدَّاهِيَةُ. وَ (الْخُوَيْخِيَةُ) : الدَّاهِيَةُ. قَالَ:

وَكُلُّ أُنَاسٍ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْنَهُمْ ... خُوَيْخِيَةٌ تَصْفَرُّ مِنْهَا الْأَنَامِلُ 

دَرَمَ

(دَرَمَ)
(س) فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «إِنَّ الْعَجَّاجَ أَنْشَدَهُ:
سَاقًا بَخَنْدَاةً وَكَعْبًا أَدْرَما الْأَدْرَمُ الَّذِي لَا حَجْم لِعظامه. وَمِنْهُ «الأَدْرَمُ» الَّذِي لَا أَسْنَانَ لَهُ، يريد أنّ كَعْبَها مستومع الساق ليس بناتىء فَإِنَّ استواءَهُ دليلُ السمَن، ونُتُوءَه دليلُ الضَّعف.
(دَرَمَ)الدَّالُ وَالرَّاءُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى مُقَارَبَةٍ وَلِينٍ. يُقَالُ دِرْعٌ دَرِمَةٌ، أَيْ لَيِّنَةٌ مُتَّسِقَةٌ. وَالدَّرَمَانُ: تَقَارُبُ الْخَطْوِ. وَبِذَلِكَ سُمِّيَ الرَّجُلُ دَارِمًا.

وَمِنَ الْبَابِ الدَّرَمُ، وَهُوَ اسْتِوَاءٌ فِي الْكَعْبِ تَحْتَ اللَّحْمِ حَتَّى لَا يَكُونَ لَهُ حَجْمٌ. يُقَالُ لَهُ كَعْبٌ أَدْرَمُ. قَالَ:

قَامَتْ تُرِيكَ خَشْيَةً أَنْ تَصْرِمَا ... سَاقًا بَخَنْدَاةً وَكَعْبًا أَدْرَمَا

وَيُقَالُ: دَرِمَتْ أَسْنَانُهُ; وَذَلِكَ إِذَا انْسَحَجَتْ وَلَانَتْ غُرُوبُهَا.

وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: أَدْرَمَ الْفَرَسُ، إِذَا سَقَطَتْ سِنُّهُ فَخَرَجَ مِنَ الْإِثْنَاءِ إِلَى الْإِرْبَاعِ. وَالدَّرَّامَةُ: الْمَرْأَةُ الْقَصِيرَةُ. وَهُوَ عِنْدَنَا مُقَارَبَةُ الْخَطْوِ; لِأَنَّ الْقَصِيرَةَ كَذَا تَكُونُ. قَالَ:

مِنَ الْبِيضِ لَا دَرَّامَةٌ قَمَلِيَّةٌ ... تَبُذُّ نِسَاءَ الْحَيِّ دَلًّا وَمِيسَمَا

، ثُمَّ يُشْتَقُّ مِنْ هَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مَا بَعْدَهُ. فَبَنُو الْأَدْرَمِ: قَبِيلَةٌ. قَالَ:

إِنَّ بَنِي الْأَدْرَمِ لَيْسُوا مِنْ أَحَدْ

وَدَرِمٌ: اسْمُ رَجُلٍ فِي قَوْلِ الْأَعْشَى:

كَمَا قِيلَ فِي الْحَيِّ أَوْدَى دَرِمْ

وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ شَيْبَانَ قُتِلَ وَلَمْ يُدْرَكْ بِثَأْرِهِ.

دَلَصَ 

(دَلَصَ) الدَّالُ وَاللَّامُ وَالصَّادُ تَدُلُّ عَلَى لِينٍ وَنَعْمَةٍ. فَالدِّلَاصُ: الدِّرْعُ الــلَّيِّنَةُ. وَيَقُولُونَ: دَلَصَتِ السُّيُولُ الصَّخْرَةَ، كَأَنَّهَا لَيَّنَتْهَا. قَالَ:

صَفًا دَلَصَتْهُ طَحْمَةُ السَّيْلِ أَخْلَقُ

وَالدَّلِيصُ: الْبَرَّاقُ. وَيُقَالُ انْدَلَصَ الشَّيْءُ مِنْ يَدِي، إِذَا سَقَطَ. وَكَأَنَّ هَذَا مُشْتَقٌّ، أَوْ تَكُونُ الدَّالُ بَدَلًا مِنَ الْمِيمِ، وَهُوَ مَنِ انْمَلَصَ، وَأَمْلَصَتِ الْمَرْأَةُ، إِذَا أَسْقَطَتْ.

رَخَوَ 

(رَخَوَ) الرَّاءُ وَالْخَاءُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى لِينٍ وَسَخَافَةِ عَقْلٍ. مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ رِخْوٌ بِكَسْرِ الرَّاءِ. قَالَ الْخَلِيلُ: رَخْوٌ أَيْضًا، لُغَتَانِ.

يُقَالُ مِنْهُ رَخِيَ يَرْخَى، وَرَخُوَ، إِذَا صَارَ رَخْوًا. وَيُقَالُ: أَرْخَتِ النَّاقَةُ، إِذَا اسْتَرْخَى صَلَاهَا. وَفَرَسٌ رِخْوٌ، إِذَا كَانَتْ سَهْلَةً مُسْتَرْسِلَةً، فِي قَوْلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ:

فَهِيَ رِخْوٌ تَمْزَعُ

وَيُقَالُ اسْتَرْخَى بِهِ الْأَمْرُ وَاسْتَرْخَتْ بِهِ حَالُهُ، إِذَا وَقَعَ فِي حَالٍ حَسَنَةٍ غَيْرِ شَدِيدَةٍ. وَتَرَاخَى عَنِ الْأَمْرِ، إِذَا قَعَدَ عَنْهُ وَأَبْطَأَ. وَمِنَ الْبَابِ الرُّخَاءُ، وَهِيَ الرِّيحُ الــلَّيِّنَةُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} . وَالْإِرْخَاءُ مِنْ رَكْضِ الْخَيْلِ لَيْسَ بِالْحُضْرِ الْمُلْهَبِ. يُقَالُ فَرَسٌ مِرْخَاءٌ مَنْ خَيْلٍ مَرَاخٍ، وَهُوَ عَدْوٌ فَوْقَ التَّقْرِيبِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْإِرْخَاءُ أَنْ يُخَلَّى الْفَرَسُ وَشَهْوَتَهُ فِي الْعَدْوِ، غَيْرَ مُتْعِبٍ لَهُ. وَهَذِهِ أُرْخِيَّةٌ، لِمَا أَرْخَيْتَ مِنْ شَيْءٍ.

رَفَهَ 

(رَفَهَ) الرَّاءُ وَالْفَاءُ وَالْهَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى نَعْمَةٍ وَسَعَةٍ مَطْلَبٍ. مِنْ ذَلِكَ الرِّفْهُ، وَهُوَ أَنْ تَرِدَ الْإِبِلُ كُلَّ يَوْمٍ مَتَى شَاءَتْ. قَالَ الشَّاعِرُ:

يَشْرَبْنَ رِفْهًا عِرَاكًا غَيْرَ صَادِرَةٍ ... وَكُلُّهَا كَارِعٌ فِي الْمَاءِ مُغْتَمِرُ

وَمِنْ ذَلِكَ الرَّفَاهَةُ فِي الْعَيْشِ وَالرَّفَاهِيَةُ. وَيُقَالُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَ فُلَانٍ لَيْلَةٌ رَافِهَةٌ، أَيْ لَيِّنَةُ السَّيْرِ لَا تُعْيِي. وَمِنْ ذَلِكَ الْإِرْفَاهُ: كَثْرَةُ [التَّدَهُّنِ] ، وَهُوَ مِنَ الرِّفْهِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. وَرُفِّهَ عَنْهُ: إِذَا نُفِّسَ عَنْهُ الْكَرْبُ. 

رَسَلَ 

(رَسَلَ) الرَّاءُ وَالسِّينُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ مُطَّرِدٌ مُنْقَاسٌ، يَدُلُّ عَلَى الِانْبِعَاثِ وَالِامْتِدَادِ. فَالرَّسْلُ: السَّيْرُ السَّهْلُ. وَنَاقَةٌ رَسْلَةٌ: لَا تُكَلِّفُكَ سِيَاقًا. وَنَاقَةٌ رَسْلَةٌ أَيْضًا: لَيِّنَةُ الْمَفَاصِلِ. وَشَعْرٌ رَسْلٌ، إِذَا كَانَ مُسْتَرْسِلًا.

وَالرَّسْلُ: مَا أُرْسِلَ مِنَ الْغَنَمِ إِلَى الرَّعْيِ. وَالرِّسْلُ: اللَّبَنُ; وَقِيَاسُهُ مَا ذَكَرْنَاهُ، لِأَنَّهُ يَتَرَسَّلُ مِنَ الضَّرْعِ. وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ طَهْفَةَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ النَّهْدِيِّ حِينَ قَالَ: " وَلَنَا وَقِيرٌ كَثِيرُ الرَّسَلِ، قَلِيلُ الرِّسْلِ ". يُرِيدُ بِالْوَقِيرِ الْغَنَمَ، يَقُولُ: إِنَّهَا كَثِيرَةُ الْعَدَدِ، قَلِيلَةُ اللَّبَنِ. وَالرَّسَلُ: الْقَطِيعُ هَهُنَا.

وَيُقَالُ أَرْسَلَ الْقَوْمُ، إِذَا كَانَ لَهُمْ رِسْلٌ، وَهُوَ اللَّبَنُ. وَرَسِيلُ الرَّجُلِ: الَّذِي يَقِفُ مَعَهُ فِي نِضَالٍ أَوْ غَيْرِهِ، كَأَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ إِرْسَالَهُ سَهْمَهُ يَكُونُ مَعَ إِرْسَالِ الْآخَرِ. وَتَقُولُ جَاءَ الْقَوْمُ أَرْسَالًا: يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا; مَأْخُوذٌ مِنْ هَذَا; الْوَاحِدُ رَسَلٌ. وَالرَّسُولُ مَعْرُوفٌ. وَإِبِلٌ مَرَاسِيلُ، أَيْ سِرَاعٌ. وَالْمَرْأَةُ الْمُرَاسِلُ الَّتِي مَاتَ بَعْلُهَا فَالْخُطَّابُ يُرَاسِلُونَهَا. وَتَقُولُ: عَلَى رِسْلِكَ، أَيْ عَلَى هِينَتِكَ; وَهُوَ مِنَ الْبَابِ لِأَنَّهُ يَمْضِي مُرْسَلًا مِنْ غَيْرِ تَجَشُّمٍ. وَأَمَّا: " إِلَّا مَنْ أَعْطَى فِي نَجْدَتِهَا وَرِسْلِهَا " فَإِنَّ النَّجْدَةَ الشِّدَّةُ. يُقَالُ فِيهِ نَجْدَةٌ، أَيْ شِدَّةٌ. قَالَ طَرَفَةُ: تَحْسَِبُ الطَّرْفَ عَلَيْهَا نَجْدَةً ... يَا لِقَوْمِي لِلشَّبَابِ الْمُسْبَكِرِّ

وَالرِّسْلُ: الرَّخَاءُ. يَقُولُ: يُنِيلُ مِنْهَا فِي رَخَائِهِ وَشِدَّتِهِ. وَاسْتَرْسَلْتُ إِلَى الشَّيْءِ، إِذَا انْبَعَثَتْ نَفْسُكَ إِلَيْهِ وَأَنِسْتَ. وَالْمُرْسَلَاتُ: الرِّيَاحُ. وَالرَّاسِلَانِ: عِرْقَانِ.

رَجَّ 

(رَجَّ) الرَّاءُ وَالْجِيمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى الِاضْطِرَابِ، وَهُوَ مُطَّرِدٌ مُنْقَاسٌ وَيُقَالُ كَتِيبَةٌ رَجْرَاجَةٌ: تَمَخَّضُ لَا تَكَادُ تَسِيرُ. وَجَارِيَةٌ رَجْرَاجَةٌ: يَتَرَجْرَجُ كَفَلُهَا. وَالرِّجْرِجَةُ: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ. وَيُقَالُ لِلضُّعَفَاءِ مِنَ الرِّجَالِ الرَّجَاجُ. قَالَ:أَقْبَلْنَ مِنْ نِيرٍ وَمِنْ سُواجِ ... بِالْقَوْمِ قَدْ مَلُّوا مِنَ الْإِدْلَاجِ

فَهُمْ رَجَاجٌ وَعَلَى رَجَاجٍ

وَالرَّجُّ: تَحْرِيكُ الشَّيْءِ; تَقُولُ: رَجَجْتُ الْحَائِطَ رَجًّا، وَارْتَجَّ الْبَحْرُ. وَالرَّجْرَجُ نَعْتٌ لِلشَّيْءِ الَّذِي يَتَرَجْرَجُ. قَالَ:

وَكَسَتِ الْمِرْطَ قَطَاةً رَجْرَجَا

وَارْتَجَّ الْكَلَامُ: الْتَبَسَ; وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ إِذَا تَعَكَّرَ كَانَ كَالْبَحْرِ الْمُرْتَجِّ. وَالرِّجْرِجَةُ: الثَّرِيدَةُ الــلَّيِّنَةُ. وَيُقَالُ: الرَّجَاجَةُ النَّعْجَةُ الْمَهْزُولَةُ; فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا فَالْمَهْزُولُ مُضْطَرِبٌ. وَنَاقَةٌ رَجَّاءُ: عَظِيمَةُ السَّنَامِ; وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا عَظُمَ ارْتَجَّ وَاضْطَرَبَ. فَأَمَّا قَوْلُهُ:

وَرِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْهَا خَنَاطِيلُ

فَيُقَالُ هُوَ اللُّعَابُ.

رَقَّ 

(رَقَّ) الرَّاءُ وَالْقَافُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا صِفَةٌ تَكُونُ مُخَالِفَةً لِلْجَفَاءِ، وَالثَّانِي اضْطِرَابُ شَيْءٍ مَائِعٍ.

فَالْأَوَّلُ الرِّقَّةُ; يُقَالُ رَقَّ يَرِقُّ رِقَّةً فَهُوَ رَقِيقٌ. وَمِنْهُ الرَّقَاقُ، وَهِيَ الْأَرْضُ الــلَّيِّنَةُ. وَهِيَ أَيْضًا الرَّقُّ وَالرِّقُّ. وَالرَّقَقُ: ضَعْفٌ فِي الْعِظَامِ. قَالَ:

لَمْ تُلْقَ فِي عَظْمِهَا وَهْنًا وَلَا رَقَقًا

قَالَ الْفَرَّاءُ: فِي مَالِهِ رَقَقٌ، أَيْ قِلَّةٌ. وَالرِّقَّةُ: الْمَوْضِعُ يَنْضُبُ عَنْهُ الْمَاءُ. وَالرِّقُّ: الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ، مَعْرُوفٌ. وَالرُّقَاقُ: الْخُبْزُ الرَّقِيقُ.

وَالْأَصْلُ الثَّانِي: قَوْلُهُمْ تَرَقْرَقَ الشَّيْءُ، إِذَا لَمَعَ. وَتَرَقْرَقَ الدَّمْعُ: دَارَ فِي الْحِمْلَاقِ. وَتَرَقْرَقَ السَّرَابُ، وَتَرَقْرَقَتِ الشَّمْسُ، إِذَا رَأَيْتَهَا كَأَنَّهَا تَدُورُ. وَالرَّقْرَاقَةُ: الْمَرْأَةُ الَّتِي كَأَنَّ الْمَاءَ يَجْرِي فِي وَجْهِهَا. وَمِنْهُ رَقْرَقْتُ الثَّوْبَ بِالطِّيبِ، وَرَقْرَقَتِ الثَّرِيدَةُ بِالدَّسَمِ. قَالَ الْأَعْشَى:

وَتَبْرُدُ بَرْدَ رِدَاءِ الْعَرُو ... سِ بِالصَّيْفِ رَقْرَقَتْ فِيهِ الْعَبِيرَا

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابَيْنِ [الرَّقُّ] : ذَكَرُ السَّلَاحِفِ، إِنْ كَانَ صَحِيحًا.

مَشَّ 

(مَشَّ) الْمِيمُ وَالشِّينُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى لِينٍ فِي الشَّيْءِ وَسُهُولَةٍ وَلُطْفٍ. مِنْهُ الْمُشَاشُ، وَهِيَ الْعِظَامُ الــلَّيِّنَةُ، يُقَالُ مَشَشْتُهَا أَمُشُّهَا. قَالَ:

لَحَا اللَّهُ صُعْلُوكًا إِذَا جَنَّ لَيْلُهُ ... مَضَى فِي الْمُشَاشِ آلِفًا كُلَّ مَجْزِرِ وَالْمُشَاشُ: الطِّينَةُ الــلَّيِّنَةُ تُغْرَسُ فِيهَا النَّخْلَةُ. قَالَ:

رَاسِي الْعُرُوقِ فِي الْمُشَاشِ الْبَجْبَاجْ

وَهُوَ طَيِّبُ الْمُشَاشِ، إِذَا كَانَ بَرًّا طَيِّبًا. وَيَقُولُونَ: فُلَانٌ يَمُشُّ مَالَ فُلَانٍ، إِذَا أَخَذَ مِنْهُ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ. وَمِنْهُ مَشُّ الْيَدِ، إِذَا مُسِحَتْ بِمِنْدِيلٍ، لَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا بِسُهُولَةٍ وَلِينٍ. وَالْمَشُوشُ، هُوَ الْمِنْدِيلُ. وَمَشَشْتُ النَّاقَةَ: حَلَبْتُهَا وَتَرَكْتُ فِي الضَّرْعِ بَعْضَ اللَّبَنِ. وَمَشَّ الشَّيْءَ: دَافَهُ فِي مَاءٍ حَتَّى يَلِينَ وَيَذُوبَ. وَيُقَالُ: مَاتَ ابْنٌ لِأُمِّ الْهَيْثَمِ فَسَأَلْنَاهَا فَقَالَتْ: " مَا زِلْتُ أَمُشُّ لَهُ الْأَشْفِيَةَ أَلُدُّهُ تَارَةً وَأُوجِرُهُ أُخْرَى، فَأَبَى قَضَاءُ اللَّهِ تَعَالَى ". وَمِنَ الْبَابِ الْمَشَشُ: كُلُّ مَا شَخَصَ مِنْ عَظْمٍ وَكَانَ لَهُ حَجْمٌ، وَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ عَيْبٍ يُصِيبُ الْعَظْمَ.

سوخ

س و خ

ساخت قوائم الدابة في الأرض، وهذه أرض تسوخ فيها الأقدام، وساخت بهم الأرض.

سوخ


سَاخَ (و)(n. ac. سَوْخ
سُوُوْخ
سَوَخَاْن)
a. Sank, became embedded in the mud.

أَسْوَخَa. Sank.

تَسَوَّخَa. see I
سُوَاْخa. Mud, mire.

سُوَّاخَى []
a. Humid earth.
[سوخ] ساخَتْ قوائمه في الأرض تسوخ وتسيخ: دخلت فيها وغابت، مثل ثاخت. ومطرنا حتى صارت الارض سُوَّاخى على فُعَّالَى بفتح اللام، وذلك إذا كثرتْ رِزاغُ المطر.
[سوخ] نه: في ح سراقة والهجرة: "فساخت" يد فرسي، أي غاصت، ساخت الأرض به تسوخ وتسيخ. ومنه ح: "فساخ" الجبل وخر موسى صعقًا. وفي ح الغار: "فانساخت" الصخرة، كذا روى بمعجمة، أي غاصت في الأرض وإنما هو بمهملة ويجئ.
سوخ
ساخَتِ الأرضُ تَسُوْخُ سَوْخاً: إذا انْخسَفَتْ. وكذلك تَسَوُّخُ الأقدام في الأرض. والسَّوَاخي: طِيْنٌ كَثُرَ ماؤه ولا يُسْتَطاع المَشْيُ فيه، والتَّصْغِير سُوَيْخِيَةٌ. ومُطِرْنَا حتى صارَتِ الأرْضُ سَوَاخى - على فَعَالى -.
س و خ : سَاخَتْ قَوَائِمُهُ فِي الْأَرْضِ سَوْخًا وَتَسِيخُ سَيْخًا مِنْ بَابَيْ قَالَ وَبَاعَ وَهُوَ مِثْلُ: الْغَرَقِ فِي الْمَاءِ وَسَاخَتْ بِهِمْ الْأَرْضُ بِالْوَجْهَيْنِ خَسَفَتْ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَسَاخَهُ اللَّهُ.
سوخ: ساخ: ذاب، سال من الحرارة (محيط المحيط) ساخت روحُه: خارت قواه وضعفت ألف ليلة (ص875): وقد ساخت روحه من الجوع والتعب. وفي طبعة بولاق: ضعف وفي طبعة برسل خوى.
سواخ وسواخة: (؟) diroytum في ترجمة العقد الصقلي (ليلو ص 14، 20).
سَوَّاخ. أرض لينة هشة تسوخ فيها الأقدام (البكري ص48) ويقال: ارضون سواخة ..
(س وخ)

ساخت بهم الأَرْض تَسوخ سَوْخاً، وسُؤُوخاء، وسَوَخانا: انْخسفت.

وَسَاخَتْ الرجْلُ، كَذَلِك.

وَفِي الْمَكَان سواخية شَدِيدَة، أَي: طين كثير.

وَصَارَت الأَرْض سُوَاخاً، وسُوّاخَى، أَي: طينا.

وساخ الشَّيْء يَسوخ: رَسب.
(سوخ) - في حَديِث سُراقةَ - رضي الله عنه -: "فَساخَت يَدُ فَرسىِ"
: أي انْخسَفت. يقال: ساخَتِ الأَرضُ به تَسوخُ سَوْخاً وسُؤُوخاً
وقيل: تَسِيخُ، والأَولُ أَشهَرُ.
- في حديث الغَار: "فانْساخَت الصَّخرةُ".
كذا رُوِى بالخاء، وإنما هو بالحَاءِ المُهْمَلة، وأَصلُه الصاد، ويذكر في بابه إن شاء الله تعالى. 
سوخ
ساخَ في يَسوخ، سُخْ، سَوْخًا وسُيُوخًا وسُئُوخًا وسَوَخانًا، فهو سائِخ، والمفعول مَسوخٌ فيه
• ساخَتِ رجلُه في الأرض: غاصَت فيها "ساخَتِ أقدامُ الدّابّة" ° ساختِ بهم الأرضُ: انخسفت. 

سُئوخ [مفرد]: مصدر ساخَ في. 

سائخ [مفرد]: اسم فاعل من ساخَ في. 

سَوْخ [مفرد]: مصدر ساخَ في. 

سَوَخَان [مفرد]: مصدر ساخَ في. 

سُيُوخ [مفرد]: مصدر ساخَ في. 

سوخ: ساخت بهم الأَرضُ تَسُوخ سَوْخاً وسُؤُوخاً وسَوَخاناً إِذا

انْفَخَسَت؛ وكذلك الأَقدام تَسُوخ في الأَرض وتَسيخ: تدخل فيها وتَغِيبُ مثل

ثاخَتْ. وفي حديث سُراقَةَ والهِجْرَةِ: فساخَتْ يَدُ فَرَسي أَي غاصت في

الأَرض. وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: فَساخَ الجبلُ

وخَرَّ موسى صَعِقاً. وفي حديث الغارِ: فانْساختِ الصخرةُ، كذا روي

بالخاء، أَي غاصت في الأَرض؛ قال: وإِنما هو بالحاء المهملة وقد تقدم؛ وساختِ

الرِّجلُ تَسيخُ، كذلك مثل ثاختْ.

وصارت الأَرض سُوَّاخاً وسُواخي أَي طِيناً. وساخ الشيءُ يَسُوخُ:

رَسَبَ؛ ويقال: مُطِرْنا حتى صارت الأَرض سَواخي، على فَعالى بفتح الفاء

واللام؛ وفي التهذيب: حتى صارت الأَرض سُوَّاخى، على فُعَّالى بضم الفاء

وتشديد العين، وذلك إِذا كثرت رِداغُ المَطَر. ويقال: بَطْحاءُ سُوَّاخى وهي

التي تَسُوخ فيها الأَقدام؛ ووصف بعيراً يُراضُ قال: فأَخذ صاحبه بذنبه في

بَطْحاء سُوَّاخي، وإِنما يُضْطَرُّ إِليها الصَّعْبُ ليَسُوخَ فيها.

والسُّوّاخي: طين كثر ماؤُهُ من رِداغ المطر؛ يقال؛ إِن فيه لسُوَّاخِيَةً

شديدة أَي طين كثير، والتصغير سُوَيْوِخَة كما يقال كمُيَثرة. وفي

النوادر: تَسَوَّخْنا في الطين وتَزَوَّخْنا أَي وقعنا فيه.

سوخ
: ( {سَاخَتْ قَوَائِمُه) فِي الأَرض: (ثاخَتْ) ، بالمثلَّثة لُغة فِيهِ. وسَاخت الرِّجْل} تَسِيخ: ثاخَتْ، والأَقدامُ {تَسوخُ وتَسِيخ: تَدخُل فِيهَا وتَغِيب. وَفِي حديثِ سُرَاقةَ: (} فساخَتْ يَدُ فَرَسِي) ، أَي غَاصَتْ فِي الأَرض.
(و) سَاخَ (الشَّيْءُ) ! يَسُوخ: (رَسَبَ و) ساخَت (الأَرضُ بهم) سَوْخاً و ( {سُيُوخاً} وسُؤُوخاً) ، بضمّهما، ( {وسَوَخَاناً) ، محرّكَةً: (انخسَفَتْ) ، وكذالك الأَقدَامُ.
(و) يُقَال: إِنّ (فِيهِ} سُوَاخُيَة) شَدِيدَة، (كعُلاَبِطة) ، أَي (طِينٌ كثيرٌ. و) . يُقَال (صارَتِ الأَرْضُ {سُوَاخاً) بالضّمِّ،} وسُوَّاخاً كرُمَّانٍ، أَي طيناً.
(و) يُقَال: مُطِرْنَا حتّى صَارَت الأَرْضُ ( {سُوَّاخَى) ، بضمّ فتشديدٍ (كشُقّارَى) ، هاكذا فِي (التَّهْذِيب) ، (وتصغيرها} سُوَيْوِخَةٌ) ، كَمَا يُقَال كُمَيْثِرَة. (وقولُ الجوهَرِيّ على فُعَالَى) ، أَي (بفتْح اللاَّم) وَتَخْفِيف الْعين هُوَ (غَلَطٌ) ، وَقد وُجِدَ ذالك فِي بعض نُسخ الأُمّهَاتِ، على مَا أَوردَه الجَوْهَرِيّ، (أَي كثُرَ بهَا رهزَاغُ المَطَر) ،
وَيُقَال: بَطحاءُ سُوَّاخَى، وَهِي الّتي تسوخُ فِيهَا الأَقدام. ووصَفَ بَعِيرًا يُراض، قَالَ: فأَخَذَ صاحِبُه بذَنَبِه فِي بطحاءَ سُوّاخَى، وإِنَّمَا يُضْطَرُّ إِليها الصَّعبُ {ليَسُوخَ فِيهَا.} والسُّوَّاخَى: ظين كثُر ماؤُه من رِزَاغِ المَطر.
(و) فِي (النَّوَادِر) : ( {تَسَوَّخَ: وَقَعَ فِيهِ) ، أَي فِي السُّوَّاخَى، مثْل تَزوَّخَ، وَقد تقدَّم.
(} وسُوخُ، بالضّمّ: ة) .

سوخ

1 سَاخَتْ قَوَائِمُهُ, (S, Msb, K,) or قَوَائِمُ الدَّابَّةِ, (A,) فِى الأَرْضِ, (S, Msb,) or بِالأَرْضِ, (A,) aor. ـُ (S, A, Msb,) inf. n. سَوْخٌ (L, Msb) and سُؤُوخٌ and سَوَخَانٌ, (L,) His legs, or the legs of the beast, sank into the ground: (Msb, * TA:) or sank, and became concealed, in the ground or earth: (S, Msb, * TA:) and so سَاخَتْ, aor. ـِ (S, Msb, TA,) inf. n. سَيْخٌ (Msb) [and سَيَخَانٌ: see art. سيخ]: and in like manner one says of the feet: (A, TA:) like ثَاخَتْ. (S, K.) b2: And سَاخَ, (L, K,) aor. ـُ (L,) It (a thing) sank [in water &c.], or subsided; syn. رَسَبَ. (L, K.) b3: And سَاخَتْ بِهِمُ الأَرْضُ, (A, L, Msb, K,) aor. ـُ (L, Msb,) inf. n. سَوْخٌ (L, Msb, K) and سُؤُوخٌ and سَوَخَانٌ, (L, K,) The ground, or earth, sank with them; or sank with them and swallowed them up or enclosed them; syn. اِنْخَسَفَتْ, (L, K,) or خَسَفَتْ: and so سَاخَتْ, aor. ـِ inf. n. سَيْخٌ. (Msb.) 4 اساخهُ He (God) made him, or it, to sink into, or to sink and become concealed in, the ground or earth. (Msb.) 5 تسوّخ He fell into a place rendered very slimy by rain; (L, K;) or into mud rendered very watery by rain; as also تزوّخ. (L.) صَارَتِ الأَرْضُ سُوَاخًا (L, K) and ↓ سُوَّاخًا (L) and ↓ سُوَّاخَى, (L, K,) or ↓ سَوَاخَى, of the measure فَعَالَى, (S,) said in the K to be a mistake, but the S is not the only lexicon in which it is thus written, (TA,) The earth became very slimy by reason of rain. (S, L, K.) سَوَاخَى: see the next preceding paragraph.

فِيهِ سَوَاخِيَةٌ In it is much mud. (K.) صَارَتِ الأَرْضُ سُوَّاخًا i. q. سُوَاخًا, q. v. (L.) سُوَّاخَى Mud rendered very watery by rain. (L.) See صَارَتِ الأَرْضُ سُوَاخًا, above. b2: Also, and ↓ مَسْوَخَةٌ, Tumid earth that breaks in pieces when trodden upon. (L voce رَخَّآءُ.) b3: بَطْحَآءُ سُوَّاخَى [A wide water-course, or channel of a torrent, containing fine, or minute, or broken, pebbles, &c.,] into which the feet sink, or in which the feet sink and become concealed. (L.) سُوَيْوِخَةٌ dim. of سُوَّاخَى. (L, K.) مَسْوَخَةٌ: see سُوَّاخَى.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.