Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لغم

آداب الفاضل شمس الدين

آداب الفاضل شمس الدين
محمد بن أشرف الحسيني، السمرقندي، الحكيم، المحقق، صاحب (الصحائف والقسطاس).
المتوفى: في حدود سنة ستمائة.
وهي: أشهر كتب الفن.
ألفها: لنجم الدين عبد الرحمن.
جعلها على ثلاثة فصول:
الأول: في التعريفات.
والثاني: في ترتيب البحث.
والثالث في المسائل التي اخترعها.
وأول هذه الرسالة (المنة لواهب العقل... الخ).
وعليها شروح أشهرها:
شرح: المحقق، كمال الدين: مسعود الشرواني، ويقال له: (الرومي)، تلميذ شاه فتح الله.
وهما من رجال: القرن التاسع.
وهو شرح لطيف ممزوج بالمتن ممتاز عنه بالخط فوقه.
وعلى هذا الشرح حواشي وتعليقات، أجلها:
حاشية: العلامة، جلال الدين: محمد بن أسعد الصديقي، الدواني.
المتوفى: سنة ثمان وتسعمائة.
وأول هذه الحاشية: (قال المصنف المنة لواهب العقل عدل عما هو المشهور... الخ).
كتب إلى أوائل الفصل الثاني.
وأعظمها حاشية: الفاضل، عماد الدين: يحيى بن أحمد الكاشي. وهو من رجال القرن العاشر، كتبها تماما.
أولها قوله (المنة علينا... الخ).
سلك طريقة العمل بالحديث... الخ.
ويقال لها: (الحاشية السوداء).
لغمــوض مباحثها، ودقة معانيها.
وأفيدها: حاشية، مولانا: أحمد، الشهير: بديكقوز، من علماء الدولة الفاتحية العثمانية.
كتبها تماما بقال، أقول.
وأول هذه الحاشية: (إن أحسن ما يستعان به في الأمور الحسان... الخ).
وأدقها حاشية: المحقق، عصام الدين: إبراهيم بن محمد الأسفرايني.
المتوفى: بسمرقند، سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة.
ومن الحواشي: على شرح كمال الدين مسعود:
حاشية: عبد الرحيم الشرواني.
وحاشية: محمد النخجواني.
وحاشية: ابن آدم.
وحاشية: أمير حسن الرومي.
أولها: (أحسن ما يفتتح به الأمور الحسان... الخ).
وحاشية: علاء الدين: علي بن محمد، المعروف: بمصنفك.
المتوفى: سنة إحدى وسبعين وثمانمائة.
كتبها: سنة 826.
وحاشية العالم: عبد المؤمن البرزريني، المعروف: بنهاري زاده.
المتوفى: سنة 860.
ومن التعليقات المعلقة على الشرح، وحاشية العماد:
تعليقة: شجاع الدين: إلياس الرومي، المعروف: بخرضمة شجاع.
المتوفى: سنة تسع وعشرين وتسعمائة.
علقها على العماد.
ولولده: لطف الله، أيضا علقها عليه، حين قرأ على بعض العلماء.
وتعليقة: الشيخ: رمضان البهشتي، الرومي.
المتوفى: سنة تسع وسبعين وتسعمائة.
وتعليقة: الفاضل، شاه حسين.
علقها عليه أيضا، وناقش فيها مع الجلال كثيرا.
وهي تعليقة لطيفة.
ومن حواشي (شرح المسعود) :
حاشية: أبي الفتح السعيدي.
أولها (الآداب طريقة المتقربين إليك... الخ).
وحاشية: سنان الدين: يوسف الرومي، المعروف: بشاعر سنان.
أولها: (حمدا لمن منّ من فضله على من يشاء... الخ).
ومن شروح المتن أيضا:
شرح: الفاضل، علاء الدين، أبي العلاء: محمد بن أحمد البهشتي الأسفرايني، المعروف: بفخر خراسان.
المتوفى: 749.
سماه: (المآب، في شرح الآداب).
أوله: (الحمد لله المتوحد بوجوب الوجود... الخ).
وهو: شرح بالقول.
وشرح: العلامة الشاشي.
وهو: شرح ممزوج.
أوله: (نحمد الله العظيم حمدا يليق بذاته... الخ).
وشرح: قطب الدين: محمد الكيلاني.
وهو: شرح بقال أقول.
أوله: (الحمد لله الذي هدانا إلى سواء السبيل... الخ).
كتبه: 891.
وشرح: أبي حامد.
وهو: شرح مبسوط.
وشرح: عبد اللطيف بن عبد المؤمن بن إسحاق.
سماه: (كشف الأبكار، في علم الأفكار).
وشرح: برهان الدين: إبراهيم بن يوسف البلغاري.
وهو: شرح بقال أقول.
أوله: (الحمد لله ذي الإنعام... الخ).
ومن الكتب المختصرة فيه غاية الاختصار:

الملنخوليا

(الملنخوليا) (فِي رَأْي القدماء) مرض عَقْلِي من مظاهره فَسَاد التفكير ينشأ من تغلب أحد الأخلاط الْأَرْبَعَة وَهِي السَّوْدَاء فِي الدَّم وَذَلِكَ لعجز الطحال عَن امتصاصها مِنْهُ
و (فِي رَأْي الْمُحدثين) مرض عَقْلِي من مظاهره اضْطِرَاب الوجدان وتغلب الْغم والحزن والقلق وضيق الصَّدْر والميل إِلَى التشاؤم وَسَببه اضطرابات جثمانية أهمها عدم الِاعْتِدَال فِي نشاط الغدد الصم

أَتَمَ

(أَتَمَ)
(س) فِيهِ «فَأَقَامُوا عَلَيْهِ مَأْتَماً» المَأْتَمُ فِي الْأَصْلِ: مُجْتَمَعُ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي الغَمِّ والفَرَحِ، ثُمَّ خُصَّ بِهِ اجْتِمَاعُ النِّسَاءِ لِلْمَوْتِ. وَقِيلَ هُوَ للشَّوَابِّ مِنَ النِّسَاءِ لَا غَيْرُ.

غمّ

غمّ: غمَّ النَبْتُ: اذا طال حتى يبلغ العِضاهْ (ديوان الهذليين ص95).
غَمَّ: أخفى. كتم، ستر. (هلو).
غَمَّ: طبخ في قدر فخار، وطبخ بالبخار في قدر مقفلة: (فوك). وفي ابن البيطار (1: 29) في كلامه عن الأرنب: واذا طُجِن أو غُمَّ في قدر. غَمَّ: سرق، اختلس (فوك).
غَمّم (بالتشديد): غمَّم القَلْبَ: خنق، حبس النَفَسَ، (بوشر).
غَمَّ: غطاه الغمــام (فوك).
أغَمَّ: أحزن. أزعج، كدّر (بوشر).
تَغَمَّم: اغتَمَّ، تغطى. (فوك).
تغمَّم بالحياء: كان شديد الحياء. (ألف ليلة 1: 247).
انغمّ: مطاوع غَمَّ، تغطّى (فوك).
غَمّ: حرُّ خانق. نقص الهواء. ففي كرتاس (ص36): وجعل في القلاع ابوابا للرياح تدخل منها لِئَلاَّ يُهْلك الناسَ الغمُّ والحرُّ.
غَمَّة: رأس (محيط المحيط).
غُمَّة: مرض الصدر. ضيق نَفَس، اسمة. (دوماس حياة العرب ص245).
غَمَام: سحاب وهو اسم جنس مذكر. (فليشر في تعليقه على المقري (1: 624)، (بريشت ص207، رسالة إلى السيد فليشر ص86 - 87).
غَمَام: ضباب. (فوك، همبرت ص166، كرتاس ص61).
غَمَام: في مصطلح الطب قطع صغيرة من العَفَن. (محيط المحيط).
غَمَام: إسفنج (المستعيني) وفيه: حجر الإسفنج هو حجر الغمــام. ابن البيطار 2: 238) وهذا هو صواب الكلمة في مخطوطة ب، ولم تذكر هذه الكلمة في مخطوطة أ.
غَمَامَة، والجمع غمائم: استعملها بعض المؤلفين غير المتقنين بمعنى غُمَّة أي غَمَّ وهو الكرب والحزن يحصل للقلب (عبّاد 2: 200،3: 233).
غَمَامِيّ (نسبة إلى غمام مثل سحابي نسبة إلى سحاب): كاب، معتم، كامد، كدر شاحب. يقال مثلاً: يَشْب (نوع من الأحجار الكريمة) غماميّ، (باين سميث 1640، بار علي 4529) كما يقال أيضاً: زهر غمامي. ففي ابن البيطار (1: 536): وعليه زهر غمامي دقيق.
مَغْمُوم: مظلم، معتم. (ابن العوام 2: 389).
مُغَّتَمّ: يعلوه الضباب كئيُب، مُغِمّ، معتمّ، كَدر، كالح. ويقال: جوّ مغتم، ولون مغتم (بوشر).

الشّكور

الشّكور:
[في الانكليزية] Grateful even in calamity
[ في الفرنسية] Reconnaissant meme en malheur
من يرى عجزه عن الشّكر. وقيل هو الباذل وسعه في أداء الشّكر بقلبه ولسانه وجوارحه اعتقادا واعترافا وعملا. وقيل الشّاكر من يشكر على الرخاء والشّكور من يشكر على البلاء. وقيل الشّاكر من يشكر على العطاء والشكور من يشكر على المنع كذا الجرجاني. الشّلجمي:
[في الانكليزية] Lenticular
[ في الفرنسية] Lenticulaire
عند المهندسين هو شكل مسطّح يحيط به قوسان متساويتان مختلفتا التحدّب، كلّ منهما أعظم من نصف الدائرة، ويسمّى عدسيا أيضا.
سمّي بذلك تشبيها له بالشلجم وهو معرب شــلغم- جذر نباتي يعرف باللفت- وتشبيها له بالعدس. والشبيه بالشلجمي شكل يحيط به قوسان غير متساويتين مختلفتا التحدّب إحداهما نصف الدائرة والأخرى أعظم منه. والجسم الشلجمي والعدسي جسم يحدث من إدارة المسطّح العدسي على قطره الأصغر نصف دورة، فإنّ للشلجمي قطرين أحدهما الخطّ الواصل بين زاويتيه وهو القطر الأطول، وثانيهما الخطّ المنصّف للقوسين العمود على القطر الأطول وهو القطر الأصغر. هكذا في ضابط قواعد الحساب، وعلى فقس الجسم الشبيه بالشلجمي.

المثلّث

المثلّث:
[في الانكليزية] Triangle ،grape juice
[ في الفرنسية] Triangle ،jus de raisin
اسم مفعول من التثليث في الصراح مثلث سه گوشه واز سه يكى مانده- ما له ثلاث زوايا- وعند الفقهاء هو عصير العنب يطبخ قبل أن يغلى ويشتدّ حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه، سواء كان بمرة أو أكثر. فلو طبخ حتى ذهب ثلثه ثم قطع عنه النار حتى يبرد ثم أعيد الطبخ عليه قبل أن يغلى حتى يذهب ثلثاه صحّ، كذا في البرجندي شرح مختصر الوقاية، ومثله في جامع الرموز حيث قال: المثلث أن يطبخ بالنار أو الشمس حتى يذهب ثلثاه. وعند الأطباء هو ما يتّخذ فيه من العصير ثلاثة أجزاء ومن الماء جزء واحد ويغلى إلى أن يذهب الثلث كذا قال الإيلاقي ويسمّى بالفختج أيضا. فعلم من هذا أنّ ما ذهب إليه الأطباء من أنّ المثلّث هو ماء العنب إذا أغلي وأخرجت رغوته حتى يبقى منه الثلث ويذهب الثلثان غلط، ومنشأ غلطهم المثلث الفقهي فخلطوا المثلث الطبي بالمثلث الفقهي ويسمّى المثلث بالشراب المغسول أيضا كذا في بحر الجواهر. وعند أهل التكسير أي أصحاب الجفر هو مربّع مشتمل على تسعة مربعات صغار سمّي به لأنّ أحد أضلاعه مشتمل على ثلاثة مربعات صغار ويسمّى بالوفق الثلاثي أيضا. ويقال له مربع ثلاثة في ثلاثة أيضا هكذا في بعض الرسائل. وعند المهندسين هو سطح يحيط به ثلاثة خطوط سواء كانت تلك الخطوط كلها مستقيمة ويسمّى مثلثا مستقيم الأضلاع، وهو الذي يبحث عنه في علم المساحة، أو كلها منحنية كالمثلث المفروض في سطح الكرة ويسمّى بمثلث سطح الكرة، وهو قطعة من سطح الكرة يحيط بها ثلاث قسي من الدوائر العظام، كلّ منها أي من تلك القسي يكون أصغر من نصف الدور على ما صرّح به عبد العلي البرجندي في شرح زيج الغ بيكي، أو بعضها منحنية كما إذا قطع مخروط بنصفين على السّهم فيحصل من سطحه المستدير مثلث أحاط به خطان مستقيمان وخط مستدير وهو نصف محيط القاعدة ويسمّى مثلثا غير مستقيم الأضلاع. ثم المثلث المستقيم له تقسيمان تقسيم باعتبار الضلع وتقسيم باعتبار الزاوية.
فبالاعتبار الأول إمّا مختلف الأضلاع وهو الذي لا يكون أحد من أضلاعه أي من خطوطه المستقيمة مساويا للآخر، وإمّا متساوي الأضلاع وهو الذي أضلاعه جميعها متساوية أي لا يكون بعضها أزيد من بعض آخر، وإمّا متساوي الساقين وهو الذي يتساوى ضلعاه فقط.
وبالاعتبار الثاني إمّا قائم الزاوية وهو الذي يوجد فيه قائمة وإمّا منفرج الزاوية وهو الذي يوجد فيه منفرجة وإمّا حاد الزوايا وهو الذي لا يوجد فيه قائمة ولا منفرجة بل تكون جميع زواياه حادّة والحصر في التقسيم الأول واضح.
وأما في التقسيم الثاني فلأنّ المثلث لا بدّ أن تكون زواياه الثلاث مساوية لقائمتين على ما ثبت في علم الهندسة، فلا يمكن أن يكون فيه أزيد من قائمة ولا منفرجة كما لا يخفى. وإذا ضرب عدد أقسام التقسيم الأول في عدد أقسام التقسيم الثاني يحصل تسعة أقسام، ولكن الاثنين منها ممتنعان وقوعا وهما المتساوي الأضلاع القائم الزاوية أو منفرجها، فالأقسام الممكنة الوقوع سبعة، هكذا يستفاد من شرح أشكال التأسيس وشرح خلاصة الحساب.
فائدة:
كلّ ضلع من أضلاع المثلّث بالنسبة إلى الضلعين الآخرين يسمّى قاعدة المثلّث والضلعان الآخران بالنسبة إليها أي إلى القاعدة يسمّيان بالساقين، والزاوية التي بين الساقين تسمّى رأس المثلّث. ومثلّث المخمّس عندهم على ما وقع في تحرير أقليدس هو المثلّث المتساوي الساقين الذي يكون كلّ واحدة من زاويتي قاعدته مثلي زاوية رأسه أي ضعف زاوية رأسه. وعند المنجّمين هو المرفوع ثلاث مرات وسيجيء.
ويطلق المثلثة عندهم أيضا على ثلاثة بروج متحدة في الطبيعة. فالحمل والأسد والقوس مثلثة نارية لكونها على طبيعة النار. والثور والسّنبلة والجدي مثلثة أرضية لكونها على طبيعة الأرض. والجوزاء والميزان والدلو مثلثة هوائية لكونها على طبع الهواء. والسّرطان والعقرب والحوت مثلثة مائية لكونها على طبع الماء، وكلّ منها منسوبة إلى كوكب ويسمّى ذلك الكوكب بربّ تلك المثلثة. وأرباب المثلثتين النارية والهوائية هي الكواكب المذكرة من السيارات. وأرباب المثلثتين الباقيتين أي الأرضية، والمائية هي الكواكب المؤنّثة منها، وتفصيل ذلك مذكور في كتب النجوم. مثلثات الأعداد عند المحاسبين ذكر في لفظ العدد.
والمثلث عند الشعراء عبارة عن شعر عدد مصراعه ثلاثة بحيث لو جمع أول كلّ مصراع منه يحصل من المجموع مصراع رابع على ما في جامع الصنائع حيث قال: المثلّث عند الشعراء ثلاثة مصاريع بحيث يكتبون الألفاظ الأولى في كلّ مصراع باللون الأحمر، فإذا جمعت نتج عنها مصراع رابع، ومثاله في الشعر التالي وترجمته:
سوى وجهك لا أحد ينهي الغمّ يا من وجهك يعطي الأمل للقلب المهدئ نفسه ما كان في العالم.
فإذا جمعنا الألفاظ التي تحتها خط نحصل على المصراع الرابع وترجمته:
سوى وجهك، يا من وجهك يعطي الهدوء.

المشيد

المشيد:
[في الانكليزية] Building
[ في الفرنسية] Batiment
بفتح المثنّاة التحتانية المشدّدة في اللغة هي البناء العالي والطويل كما في كنز اللغات. وهو عند البلغاء: كلام تكون فيه جميع الحروف المنقوطة مستعلية. ومثاله: البيت التالي ومعناه:
قلت أنا مسرور من غم عشقك ومن جمال اسمك أتحرّر من الغمّ كذا في مجمع الصنائع.

الهمّة

الهمّة:
[في الانكليزية] Intention ،determination ،energy ،activity
[ في الفرنسية] Intention ،determination ،energie ،activite
بكسر الهاء وفتحها وتشديد الميم في اللغة القصد إلى وجود الشيء أو لا وجوده أعم من أن يكون إلى شريف أو خسيس وخصّت في العرف بحيازة المراتب العليّة. وقد تطلق على الحالة التي تقتضي ذلك القصد أو الحيازة، وبهذا المعنى تجمع على همم كذا في البرجندي شرح مختصر الوقاية. قال صاحب الإنسان الكامل: الهمّة أعزّ شيء وضعه الله سبحانه في الإنسان ولاستقامتها علامتان: الأولى حالية وهو قطع اليقين بحصول الأمر على التعيين. والثانية فعلية وهو أن تكون حركات ما قبلها وسكناته جميعا مما يصلح لذلك الأمر الذي يقصده بهمته، فإن لم يكن كذلك لا يسمّى أنّه صاحب همّة، بل هو صاحب آمال كاذبة. ثم اعلم أنّ الهمّة في نفسها عالية المقام ليس لها بالأسافل إلمام، فلا تتعلق إلّا بجناب ذي الجلال والإكرام، بخلاف الهمّ فإنّه اسم لتوجّه القلب إلى أي محلّ من إمّا قاص وإمّا دان. ثم الهمة وإن كانت أعلى إلّا أنّها حجاب للواقف معها فلا يرتقي حتى يدعها فإنّ الحقيقة من ورائها، والطريقة على فضائها. ثم قال في باب القلب:
اعلم أنّه يكون وجه القلب دائما إلى نور في الفؤاد يسمّى الهمّ وهو محل نظر القلب وجهة توجّهه إليه، فإذا حاذاه أي القلب الاسم أو الصفة من جهة الهمّ نظره القلب فانطبع بحكمه ثم يزول فيعقبه اسم آخر، إمّا من جنسه أو من جنس غيره فيجري له معه ما جرى له مع الأول، وهكذا على الدوام، وأمّا ما كان من قفاء القلب فإنّه لا ينطبع به. واعلم أيضا أنّ الهمّ لا يكون له من القلب جهة مخصوصة به بل قد يكون تارة إلى فوق وتارة إلى تحت، وعن اليمين وعن الشمال على قدر صاحب ذلك القلب، فإنّ من الناس من يكون همّه أبدا إلى فوق كالعارفين، ومنهم من يكون همّه أبدا إلى تحت كبعض أهل الدنيا، ومنهم من يكون همّه أبدا إلى اليمين كبعض العباد، ومنهم من يكون همّه أبدا إلى الشمال وهو موضع النفس، فإنّها محلها في الضلع الأيسر وأكثر البطالين لا يكون له همّ إلّا نفسه. وأمّا المحقّقون فلا لهم همّ فليس لقلوبهم موضع يسمّى قفاء، بل يقابلون بالكلّية كليّة الأسماء والصفات فليس يختصّ وقتهم باسم دون غيره، لأنّهم ذاتيون فهو مع الحقّ بالذات لا بالأسماء والصفات فافهم انتهى. فهذه العبارة تدلّ على أنّ الهمّ هو الحالة المقتضية للتوجّه، والعبارة الأولى تدلّ على أنّ الهمّ هو توجّه القلب إلى أي شيء كان بخلاف الهمّة فإنّها لا تتعلّق إلّا بجناب الكبرياء؛ ثم الهمّ يجيء أيضا بمعنى الغمّ كما في الصراح. وقال الحكماء الهمّ بالفتح كيفية نفسانية يتبعها حركة الروح والحرارة الغريزية إلى داخل البدن وخارجه لحدوث أمر يتصوّر فيه وهو خير يتوقّع وشرّ ينتظر، فهو مركّب من خوف ورجاء، فأيّهما غلب على الفكر تحركت النفس إلى جهته، فإن غلب الخير المتوقّع تحرّكت إلى خارج البدن، وإن غلب الشّر المنتظر تحرّكت إلى داخله. ولهذا قيل إنّه جهاد فكري، كذا في بحر الجواهر.

أَحح

أَحح
: ( {أَحَّ) الرَّجُلُ يَؤُحّ} أَحًّا: إِذا (سَعَلَ) قَالَ رُؤبةُ بنُ العَجّاج يَصف رَجُلاً بَخيلاً إِذا سُئِل تَنَحْنَحَ وَسَعَلَ.
يَكَادُ من تَنَحْنُجٍ {وأَحِّ
يَحْكِي سُعَالَ النَّزِقِ الأَبَحِّ
(} والأُحَاحُ، بالضّمّ: العَطَشُ، والغَيْظُ) . وَقيل: استدادُ الحُزْنِ أَو العَطَشِ. وسَمِعْت لَهُ {أُحَاحاً، إِذا سَمِعْتَه يتوَجَّع من غَيْظٍ أَو حُزْن. قَالَ:
يَطْوِي الحَيَازِيمَ على} أُحَاحِ
(و) {الأُحَاحُ: (حَزازَةُ الغَمِّ) ، كَذَا بخطّ الجوهريّ بزاءَينِ، وَفِي نُسخة: براءَينِ (} كالأَحِيحَةِ {والأَحِيحِ) والأُحَّةِ.
(و) يُقَال: (} أَحْأَحَ زَيدٌ) من بَاب أَفْعَل: إِذا (أَكْثَرَ من قَوْله: يَا {أُحَاحُ) بالضّمّ.
(و) أَحَّ الرَّجلُ و (} أَحَّى) ، إِذا تَوجَّعَ أَو (تَنَحْنَحَ) . وَقيل: أَحَّ، إِذا رَدَّدَ التَّنَحْنُحَ فِي حَلْقه، (وَقيل) كأَنّه تَوجُّعٌ مَعَ تَنَحْنُح (وأَصْلُه) ، أَي أَحَّى، ( {أَحَّحَ، كتَظَنَّى أَصْلُه تَظنَّنَ) ، قُلِبت حاؤُه يَاء.
(و) قَالَ الفرَّاءُ: فِي صَدْرِه} أُحاحٌ {وأَحِيحَة من الضِّغْن، وَكَذَلِكَ من الغَيْظ والحِقْدِ. وَبِه سُمِّيَ (أُحَيْحَةُ مصغَّراً) رجلٌ من الأَوْس، وَهُوَ (ابنُ الجُلاَحِ) ، بالضَّمّ، الأَنصاريّ.
وَفِي الموعب: أَحَّ القَومُ} يَئِحّون {أَحًّا، إِذا سَمِعْتَ لَهُم حَفِيفاً عِنْد مَشْيِهم؛ وهاذا شاذٌّ.

أَنح

أَنح
: ( {أَنَحَ} يَأْنِحَ) من حدِّ ضَرَبَ ( {أَنْحاً) ، بالتّسكين، (} وأَنِيحاً {وأُنوحاً) ، الأَخير بالضّمّ، إِذا تَأَذَّى و (زَحَرَ من ثِقَلٍ يَجِدُه من مَرَضٍ أَو بُهْرٍ) ، بالضِّمّ، كأَنه يَتَنَحْنَحُ وَلَا يُبِين، (فَهُوَ} أَنِحٌ) أَي ككَتَف، هاكذا هُوَ مضبوط فِي نُسختنا بالقلم وَالَّذِي فِي غَيرهمَا من النُّسخ و (الصّحاح) و (اللّسان) : فَهُوَ! آنِح، بالمدّ، بِدَلِيل مَا بعده، (ج {أُنَّحٌ كرُكَّعٍ) ، جمْع راكعٍ.
وَفِي (اللِّسَان) :} الأُنُوح: مثل الزَّفيرِ يكون من الغَمّ والغَضبِ والبِطْنَةِ والغَيْرَة.
وَقَالَ الأَصمعيّ: هُوَ صَوْتٌ مَعَ تَنَحْنُحٍ.
(وَرجل {آنِحٌ) كراكعٍ (} وأَنُوحٌ) كصَبور ( {وإِنَّحٌ كقُبَّرٍ) ، أَي بضَمَ فشدَ،} وأَنّاحٌ ككَتَّانٍ، هاذه الأَخيرة عَن اللِّحيانيّ: الّذي (إِذا سُئِلَ تَنَحْنَحَ بُخْلاً) . وَقَالَ رُؤبة:
كَزِّ المُحَيّا {أُنَّحٍ إِرْزَبِّ
وَقَالَ آخر:
أَراك قَصيراً ثائرَ الشَّعْرِ} أُنَّحاً
بَعيداً مِن الخَيْراتِ والخُلُقِ الجَزْلِ
والأَزُوحُ من الرّجالِ {والأَنوحُ: الّذي يَستأْخِرُ عَن المكارِم، وَسبق إِنشادُ البَيت. وَفِي حديثِ ابْن عُمَرَ (أَنّه رَأَى رجلا} يَأْنِح ببَطْنِه) ، أَي يُقِلُّه مُثْقَلاً بِهِ، من {الأُنُوحِ: صَوْت يُسْمَعُ من الجَوْفِ معَه نَفَسٌ وبُهْرٌ ونَهِيجٌ يَعْترِي السِّمانَ من الرِّجال، وكذالك} الأَنيحُ. قَالَ أَبو حَيّةَ النُّمَيريّ:
تَلاَقَيْتُهمْ يَوْماً علَى قَطَريَّةٍ
وللبُزْلِ ممَّا فِي الخُدورِ أَنِيحُ
يَعْنِي من ثِقَل أَرْدافِهنّ.
( {والأَنِحَةُ: القَصيرةُ) .
(و) } أُنَّحَةُ (كقُبَّرَة: ة، باليَمَامةِ) وَفِي بعض النُّسخ: وكقُبَّرَةٍ: النَّمّامَةُ. (و) قَالَ أَبو ذُؤيب:
سَقَيْتُ بِهِ دَارَها إِذْ نَأَتْ
وصَدَّقَتِ الخَالَ فِينَا {الأَنوحَا
قَالَ أَبو سعيدٍ السُّكّريّ: (فَرَسٌ} أَنوحٌ) كصَبورٍ: (إِذا جَرَى فَرْفَرَ) ، هاذا هُوَ الصّواب. وَفِي بعض النُّسخ: قَرْقَرَ. قَالَ العَجّاج:
جِرْيَةَ لاكَاب وَلَا {أَنُوحِ
وَهُوَ مثلُ النَّحِيطِ.

خَيس

خَيس
{الخِيسُ، بالكَسْر: الشَّجَرُ الكثيرُ المُلْتَفُّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفةَ رحمهُ اللهُ: المُجْتمعُ من كُلِّ الشَّجَرِ. أَو مَا كانَ حَلْفاءَ وقَصَباً. وَهُوَ قولُ ابنِ دُرَيْدٍ. وَقَالَ أَبو حنيفَة مَرَّةً: هُوَ المُلْتفُّ من القَصَب والأَشَاءِ والنَّخْل. هَذَا تَعْبيرُ أَبي حَنيفة رحمهُ الله. وَقيل: هُوَ مَنْبِتُ الطَّرْفاءِ وأَنْواعِ الشَّجْرِ.
وَقَالَ أَبو عُبَيدٍ:} الخِيسُ: الأَجَمَةُ. والخِيسُ أَيضاً: مَوْضِعُ الأَسَدِ، {كالخِيسَةِ، فِي الكُلِّ، ج} أَخْيَاسٌ {وخِيَسٌ، الأَخيرُ كعِنَبٍ. قالَ الصَّيْداوِيُّ: سأَلْتُ الرِّيَاشِيَّ عَن} الخِيسَةِ، فَقَالَ: الأَجَمَةُ، وأَنْشَدَ: لِحَاهُمُ كأَنَّهَا {أَخْيَاسُ (و) } الخِيسُ: اللَّبَنُ. عُرِضَ ذَلِك على الرِّياشِيِّ فِي مَعنى دُعَاءِ العَربِ الْآتِي قَرِيبا فأَقرَّ بِهِ عَنْهُم، قَالَ: إِلاَّ أَنَّ الأَصْمَعِيَّ لم يَعْرِفْه. {والخِيسُ: الدَّرُّ. يُقالُ: أَقلَّ اللهُ} خِيسَهُ، أَي دَرَّه. رَوَاهُ عَمْرٌ و، عَن أَبيه هَكَذَا، ونَقَلَه الأَزْهَريُّ. {والخِيسُ: ع. باليَمَامَة بِهِ أَجَمَةٌ. والخَيْسُ، بالفَتْح: الغَمُّ، وَمِنْه يُقَالُ للصَّبِّي: مَا أَظْرَفَهُ، قَلَّ} خَيْسُه، أَي غَمُّهُ. وَقَالَ ثَعْلَب: معنَى قَلَّ خَيْسُه: قَلَّتْ حَرَكَتهُ.
قَالَ: لَيسَتْ بالعَالِيَةِ. وأَجْحَفَ الصّاغَانِيُّ فِي نَقْلِهْ، فَقَالَ: وزعَم ناسٌ أَنَّ العَرَبَ تَقُول فِي الدُّعاءِ للإِنْسان: قَلَّ خَيْسهُ، بالفَتح، مَا أَظْرَفَهُ. أَي قَلَّ غَمُّه، ولَيسَتْ بالعَالِيَة. وإِنَّمَا الَّتِي لَيْسَت بالعاليَة: الخَيْسُ بمَعْنَى الحَرَكةِ، فتأَمَّلْ. والخَيْسُ: الخَطَأُ، يُقَال: قَلَّ خَيْسُهُ، أَي قَلَّ خَطَؤُه، رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ، وضَبَطَه الصّاغَانيُّ بالكَسرِ. والخَيْسُ: الضِّلاَلُ. وَمِنْه قولُهُم: {خاسَ} خَيْسُكَ، أَي ضَلَّ ضَلاَلُك، عَن ابْن عَبّادٍ. (و) {خَيْسٌ: ع. بالحَوْفِ الغَرْبِيِّ بمِصْرَ، ويُكْسَر، قالهُ الصّاغانِيُّ، وَزَاد: إِليها تُنْسَبُ البَقَرُ} الخَيْسِيَّةُ. قلتُ: البَلد الَّذِي يُنْسَب إِليه البَقَرُ الجِيَادُ هُوَ من بُلدَانِ صَعِيدَ مصر، وَلَيْسَ من كُوَر الحَوْفِ الغَرْبِيِّ، وَهُوَ من فُتُوحِ خَارِجةَ ابْن حُذَاقَةَ، فتأَمَّلْ. ولعَلَّ مِنْهُ مُحَمَّدَ بن أَيُّوبَ بنِ {- الخَيْسيِّ، بِالفتح، الذَّهَبِيَّ المُحَدِّث رَوَى عَن ابنِ عَبْدِ الدّائمِ، وَعنهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيّ.
والخَيْسُ: الكَذِبُ. وَمِنْه يُقال: أَقْلِلْ من} خَيْسِكَ، أَي كَذِبِكَ. وضبَطَه الصّاغانِيُّ بالكْسِر. وَقد {خاسَ بالعَهْدِ} يَخِيسُ! خَيْساً {وخَيَسَاناً، الأَخيرَةُ بالتَّحْرِيكِ، وَكَذَلِكَ} يَخُوسُ {خوْساً، كَمَا صَرَّح بِهِ الجَوْهَرِيّ، إِذا غَدَرَ بِهِ ونَكَثَ، وَفِي الحَدِيث: لَا} أَخِيسُ بالْعَهْدِ أَي لَا أَنْقُضُه. وزادَ اللَّيْثُ: {وخاسَ بوَعْدِه: أَخْلَفَ. وكُلُّ ذَلِك مَجَازٌ. وخاسَ فُلانٌ: لَزِمَ مَوْضِعُه، يَقُولُون: دَعْ فُلاناً} يَخيسُ، مَعْنَاهُ، دَعْهُ يَلْزَم مَوْضِعَه الَّذِي يُلازِمُه. قَالَه أَبو بَكْرٍ. (و) {خاسَتِ الجِيفَةُ} تَخِيسُ {خَيْساً: أَرْوَحَتْ ونَتَنَتْ وتَغَيَّرتْ. ويُقال: هُو فِي عِيصٍ} أَخْيَسَ، أَو عَدَدٍ أَخْيَسَ، أَي كثيرِ العَدَدِ، قَالَ جَنْدَلُ بنُ)
المَثَنَّى الطُّهَوِيُّ.
(وإِنَّ عِيصِي عِيصُ عِزٍّ أَخْيَسُ ... أَلَفُّ تَحْمِيهِ صَفَاةٌ عِرْمِسُ.)
ويُقال: إِنْ فَعَلَ فُلانٌ كَذا فإِنَّه {يُخَاسُ أَنْفُه، أَي يُرْغَمُ ويُذَلُّ.} وخَيَّسُه {تَخيِيساً: ذَلَّلُهُ. وَكَذَلِكَ:} خاسَه: يُقَال: خاسَ الرَّجُلَ والدَّابَّةَ، {وخَيَّسَهُمَا.} وخاسَ هُوَ: ذَلَّ، لازِم مُتعَدٍّ. وَهَذَا قد أَهمله المصنِّفُ قُصُوراً. وَفِي الحديثِ: أَنَّ رجُلاً سارَ مَعَه عَلى جَمَلٍ قدْ نَوَّقَهُ {وخَيَّسَه، أَي رَاضَهُ وذَلَّلَهُ بالرُّكُوبِ. وفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: أَنَّه كَتَبَ إِلى الحُسَيْنِ بنِ عليٍّ رضِي اللهُ عنهُم: إِني لمْ أَكِسْك ولمْ أَخِسْك أَي لم أُذِلَّك وَلم أُهِنْك. وقِيل: لم أُخْلِفْكَ وَعْداً.} والمُخَيِّسُ، كمُعَظَّمٍ ومُحَدِّثٍ: السِّجْنُ لأَنَّهُ {يُخَيَّسُ فِيهِ المَحْبُوسُ، وَهُوَ مَوْضِعُ التَّذْلِيلِ. نَقَلَهُ ابنُ سيدَه. قَالَ الفَرَزْدَقُ:
(فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ دَاخِرٌ فِي} مُخَيَّسٍ ... وَمُنْجَحِرٌ فِي غَيْرِ أَرْضِكَ فِي حُجْرِ)
وقيلَ: سُمِّيَ السِّجْنُ! مُخَيَّسِاً لأنَّ الناسَ يُلْزَمُون نُزُولَه. وَقَالَ. بعضٌ: كمُعَظَّمٍ: مَوْضِعُ {التَّخْيِيسِ وكمُحَدِّثٍ: فاعِلُه. وَمِنْه سُمِّيَ سِجْنٌ كَانَ بالعِراقِ للحَجَّاجِ، وقيلَ: بالكُوفَةِ، بنَاهُ أَميرُ المُؤْمنينَ عليٌّ رَضِي اللهُ عَنهُ، وَكَانَ أَوَّلاً جَعَلَه من قَصَبٍ وسَمَّاه نَافِعًا، وَكَانَ غَيْرَ مُسْتُوْثَقِ البنَاءِ، فنَقَبَهُ اللُّصُوصُ وهَرَبُوا مِنْهُ، فَهدَمه وبَنَى} المُخَيِّسَ لَهُم من مَدَرٍ فَقَالَ: أَمَا تَرَانِي كَيِّساً مُكَيِّسَا بَنَيْتُ بَعْدَ نافِعٍ {مُخَيِّسَا بَاباً حَصِيناً وأَمِيناً كَيِّسَا وَفِي بعض الأُصولِ: بَابا كَبِيرا. قَالَ شَيخُنَا تَبَعاً للبَدْر: وَهَذَا يُنَافِي مَا سَيَأْتِي لَهُ فِي ودق، أَنَّه لم يَثْبُتْ عَنهُ أَنَّه قالَ شِعْراً، إِلى آخِره، فتأَمَّلْ. قلتُ: ويُمْكِنُ أَن يُجَابَ أَن هَذَا رَجَزٌ، وَلَا يُعَدُّ من الشِّعْرِ عِنْد جَمَاعَةٍ. وَقد تقدَّم البحثُ فِي ذَلِك فِي ر ج ز فراجِعْه. وَقد سَمَّوْا} مُخَيِّساً كمُحَدِّث، مِنْهُم سِنَانُ بنُ {المُخَيِّسِ، كمُحَدِّث، قاتِلُ سَهْمِ بنِ بُرْدَةُ، نقَلَه الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَابِ.
وأَبو} المُخَيِّس السَّكُونِيُّ، يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ. وَقد تُكُلِّمُ فِيهِ. {ومُخَيِّسُ ابنُ ظَبْيَانَ الأَوَّابِيُّ الْمِصْرِيُّ، تابِعِيّانِ.} ومُخَيِّسُ بنُ تَمِيمٍ، من أَتْبَاعِ التَّابِعِين، رَوَى عَن حَفْصِ بنِ عُمَرَ. قَالَ الذَّهَبِيّ: وشيخُه مَجْهُول. أَو هُوَ بِزِنَةِ مجْلَزٍ، كمَجْلِسٍ ومِنْبَرٍ. وَقد تَقَدَّم فِيهِ الوَجْهَانِ فِي الزَّايِ.
والإِبلُ! المُخَيَّسَةُ، بالفَتْح، أَي كمُعَظَّمَة: الَّتِي لم تُسَرَّحْ إِلَى المَرْعَى ولكِنَّهَا حُبِسَتْ للنَّحْرِ أَو القَسْمِ، كَذَا فِي الأَساسِ واللِّسَانِ، كأَنَّهَا أُلْزِمَتْ مَكَانَهَا لِتَسْمَنَ.)
وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْهِ: {خاسَ الطَّعَامُ} خَيْساً: تَغَيَّرَ. {وخاسَ البَيْعُ خَيْساً: كَسَدَ. ويُقَالُ: للشَّيْءِ يَبْقَى فِي مُوْضِعٍ فيتَغَيَّر ويَفْسَد، كالجَوْزِ والتَّمْرِ:} خائسٌ، كالخَائزِ، والزّايُ فِي الجَوْزِ واللَّحْمِ أَحْسَنُ.
{والمُتَخَيِّسُ من الإِبِل: الذِي ظَهَر لَحْمُه وشَحْمُه مِن السِّمَنْ. ذكره اللَّيْث فِي خَ وس هَكَذَا، فالمُتَخَوِّسُ} والمُتَخَيِّسُ لُغَتَانِ صحيحتانِ. {وخَيَّسَ الرّجُلُ: بلَغَ شِدَّةَ الذُّلِّ والإِهَانَةِ والغَمِّ والأَذَى.
} وخاسَ الرَّجُلَ {خَيْساً: أَعطاه بسِلْعَتِه ثَمَناً مَّا، ثمّ أَعطاهُ أَنْقَصَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ إِذا وَعَدَهُ بشيءٍ ثُمّ أَعْطَاه انْقَصَ مِمَّا وَعَده بِهِ.} والخَيْسُ، بالفَتْح: الخَيْرُ، وَمِنْه قولُهم: مالَهُ قَلَّ {خَيْسُه: نقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ العُبَاب.} وخَيْسٌ {أَخْيَسُ: مُسْتَحْكِمٌ: قَالَ:
(أَلْجَأَهُ لَفْحُ الصِّبَا وأَدْمَسَا ... والطَّلُّ فِي خِيسِ أَراطَى} أَخْيَسَا)
{والخِيسُ، بالكسرِ: مَا تَجَمَّعَ فِي أُصُولِ النَّخْلَةِ من الأَرْضِ، وَمَا فوقَ ذلِكَ الرَّكائِبُ.} ومُخَيِّسٌ، كمُحَدِّثٍ: اسمُ صَنَمٍ لبَنِي القَيْنِ. ويُقَال: أَقْلِلْ مِن! خَيْسِكِ، أَي كَذِبِكَ. كَذَا فِي العُبابِ.

صِبغ

صِبغ
الصِّبْغُ، بالكَسْرِ، وبهاءٍ، والصِّبَغُ، كعِنَب، مِثْلُ: شِبْعٍ وشِبَعٍ والصِّباغُ: مِثْلُ كِتَابٍ، كدِبْغٍ ودِباغٍ، ولِبْسٍ ولِبَاسٍ: مَا يُصْبَغُ بهِ، وتُلَوَّنُ بهِ الثِّيابُ.
وقالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: مَا أخَذَه بصِبْغِ ثَمَنَه، أَي: لم يأْخُذْهُ بثَمَنِه، بل بِغَلاءٍ، وَمَا تَرَكَهُ بصِبْغِ الثَّمَنِ، أَي: لمْ يَتْرُكْهُ بثَمَنِه الّذِي هُوَ ثَمَنُهُ.
ويُقَالُ للجارِيَةِ أوَّلَ مَا يَتسَرَّى بهَا، أَو يُعَرَّسَ بهَا: إنَّهَا لحَدِيثَةُ الصِّبْغِ، بالكَسْرِ أَي: أوَّلُ مَا تُزُوجَ بهَا.
وَأَبُو بَكْرٍ أحْمَدُ بنُ أبي يَعْقُوبَ إسحاقَ بنِ أيُّوبَ بنِ يَزِيدَ الصِّبْغِيِّ، بالكَسْرِ: من الفُقَهاءِ، وهُوَ شَيْخُ الحاكِمِ، وأخُوهُ أَبُو العَبّاسِ مُحَمَّدٌ وابْنُ عَمِّهِما عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أيُّوبَ، سَمِعَ ابنَ الضُّرَيْسِ، وَأَبا خَلِيفَةَ وغَيْرَهُمَا، ورَوَى أَبُو شَيْخِ الحاكِمِ وهُوَ أَبُو يَعْقُوبَ إسحاقُ بنُ أيُّوبَ عَن الذُّهْلِيِّ، وابنِ وارَةَ وغَيْرِهِما ماتَ فِي شَعْبَانَ سنة.
وفاتَه منْ هَذِه النِّسْبَةِ جمَاعَةٌ اشتَهَرُوا بهَا، مثْلُ: مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ عَبدِ الرحمنِ الصِّبْغِيِّ، عَن تَمِيمِ بنِ طُمْغاجِ.)
وَأَبُو بكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بن مُحَمَّد بنِ الحُسَيْنِ الصِّبْغِيُّ عَن أبي حامِدِ بنِ الشَّرْقِيِّ.
ومُحَمَّدُ بنُ أحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الصِّبْغِيُّ، عَن ابنِ خُزَيْمَةَ، وماتَ.
وعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الصِّبْغِيُّ: شَيْخٌ لابْنِ المُقْرِئِ.
وَأَبُو الحَسَنِ علِيُّ بنُ الحَسَنِ الصِّبْغِيُّ، رَوَى عَن أبي العَبّاسِ السَّرّاجِ.
وغَيْرُ هَؤُلَاءِ، ولعَلَّهُم نُسِبُوا إِلَى الصِّبْغ: الّذِي تُلَوَّنُ بهِ الثِّيَابُ.
وصَبَغَهُ أَي: الثَّوْبَ والشَّيْبَ ونَحْوَهُمَا بهَا، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ، وهُوَ غَيْرُ مُحْتاجٍ إليْهِ، وإنْ كانَ وَلَا بُدَّ فتَذْكيرُ الضَّمِيرِ أوْلَى، أَي: بالصِّبِغِ، كمَنَعهُ، وضَرَبَهُ، ونَصَرَهُ، الثّانِي عَن اللِّحْيَانِيِّ كَمَا فِي اللِّسانِ، ونَسَبهُ فِي التَّكْمِلَةِ إِلَى الفَرّاءِ صَبْغاً، بالفَتْحِ، وصِبَغاً، كعِنَبٍ، إِذا لَوَّنَهُ، وقالَ أَبُو حاتِمٍ: سمِعْتُ الأصْمَعِيَّ وَأَبا زَيْدٍ يَقُولانِ: صَبَغْتُ الثَّوْبَ أصْبَغُه وأصْبِغُه صِبَغاً حَسَناً، الصّادُ مَكْسُورَةٌ، والباءُ مُتَحَرِّكَةٌ، والّذِي يُصْبَغُ بهِ الصِّبْغُ بسُكُونِ الباءِ، كالشِّبْعِ والشِّبَعِ، وأنْشَد: واصْبَغْ ثِيابِي صِبَغَاً تَحْقِيقا منْ جَيِّدِ العُصْفُرِ لَا تَشْرِيقا قالَ: والتَّشْرِيقُ: الصَّبْغُ الخَفيفُ.
قلتُ: وهُوَ قَوْلُ عُذافِرٍ الكِنْدِيِّ.
وَمن المَجَازِ: صَبَغَ يَدَهُ بالماءِ وَفِي الماءِ: إِذا غَمَسَها فِيهِ قالَهُ الأصْمَعِيُّ.
قالَ الأزْهَرِيُّ: وقدْ سَمَّتِ النَّصَارَى غَمْسَهُم أولادَهُمْ فِي الماءِ صَبْغاً، لغَمْــسِهِمْ إياهُمْ فيهِ، والصَّبْغُ: الغَمْــسُ.
وَمن المَجَازِ: صَبَغَ ضَرْعُهَا، أَي: النّاقَةُ صُبُوغاً بالضَّمِّ: امْتلأ وحَسُنَ لَوْنُه، وهيَ ناقَةٌ صابِغٌ، بغَيْرِ هاءٍ: إِذا كانَ ضَرْعُهَا كذلكَ، وهِيَ أجْوَدُها مَحْلَبَةً، وأحَبُّهَا إِلَى النّاسِ.
وصَبَغَتْ عَضَلَتُه: طَالَتْ تَصْبُغُ صُبُوغاً وبالسِّينِ أيْضاً كَمَا تقَدَّمَ. يُقَالُ: صَبَغَ فُلاناً عِنْدَ فُلانٍ، أَو صَبَغُوهُ فِي عَيْنِه: إِذا أشارَ إليْه بأنَّه مَوْضِعٌ لما قَصَدْتَهُ بهِ، وهُوَ منْ قَوْلِ العَرَبِ: صَبَغَ فُلاناً بعَيْنِه: إِذا أشارَ إليْهِ، هَكَذَا نَقَلُوه، أَو هِيَ بالمُهْمَلَةِ، نَبَّهَ عليْهِ الأزْهَرِيُّ، وقالَ: هُوَ غَلَطٌ، إِذا أرَادَتِ العَرَبُ بإشارَةٍ أَو غَيْرِهَا قالُوا: صَبَعْتُ، بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ قالَهُ أَبُو زَيدٍ وقدْ تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعِه.
والصِّبْغَةُ، بالكَسْرِ: الدِّينُ، قالَهُ أَبُو عَمْرو، وحُكِيَ عَن أبي عَمْرو أيْضاً أنَّهُ قالَ: كُلُّ مَا تُقُرِّبَ بهِ)
إِلَى اللهِ فهُوَ الصِّبْغَةُ.
وقيلَ: المِلَّةُ، والشَّرِيعَةُ، وَفِي التَّنْزِيل: صِبْغَةَ اللهِ ومنْ أحْسَنُ منَ اللهِ صِبْغَةً، يُقَالُ: هِيَ فِطْرَةُ اللهِ تَعَالَى، أَو: هِيَ الّتِي أمرَ اللهُ تَعَالَى بهَا مُحَمَّداً صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهِي الخِتانَةُ اخْتَتَنَ إبْراهِيمُ صَلواتُ الله عليهِ، فهِيَ الصِّبْغَةُ، فجَرَتِ الصِّبْغَةُ على الخِتَانَةِ.
وصَبَغَ الذِّمِّيُّ وَلَدَهُ فِي اليَهُودِيَةِ أَو النَّصْرانِيَّةِ صِبْغَةً قَبِيحَةً: أدْخَلَهُ فِيهَا، وقالَ بَعْضُهُمْ: كانتِ النَّصَارَى تَغْمِسُ أبنَاءَها فِي ماءِ المَعْمُودِيَّةِ، يُنَصِّرُونَهُمْ بذلك نَقَلَه الرّاغِبُ وغَيْرُه، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
والأصْبَغُ: أعْظَمُ السُّيُولِ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
ومنْ أحْدَثَ فِي ثِيَابِه إِذا ضُرِبَ فَهُوَ أصْبَغُ، وَكَذَا إِذا فَزِعَ، وهُو مجازٌ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
وأمّا قَوْلُ رُؤْبَة: يُعْطِينَ منْ فَضْلِ الإلِهِ الأسْبَغِ سَيْباً ودُفّاعاً كسَيْلِ الأصْبَغِ قَالَ أَبُو إسحاقَ: لَا أدْرِي مَا سَيْلُ الأصْبَغِ، وقالَ الصّاغَانِيُّ: هُوَ وادٍ بالبَحْرِينِ.
وَمن المَجَازِ: الأصْبَغُ من الطَّيْرِ: المُبْيَضُّ الذَّنَبِ، قدْ صَبَغَ الزَّرَقُ ذَنَبَهُ بلَوْنٍ يُخَالِفُ جَسَدَهُ وقَرَأْتُ فِي غَريبِ الحَمَامِ للحَسَنِ بنِ عبدِ اللهِ الأصْبَهَانِيِّ الكاتِبِ مَا نَصُّهُ: فَإِذا ابْيَضَّ الرَّأْسُ كُلُّه فهُوَ الأصْبَغُ عِنْدَنا، فأمّا عِنْدَ أصْحابِ الحَمامِ فهُوَ الأبْيَضُ الذَّنَبِ، فَإِذا كَانَ البَيَاضُ فِي الذَّنَبِ فهُوَ أشْعَلُ، ويُسَمِّيهِ أصْحابُ الحَمَامِ الأصْبَغَ.
والأصْبَغُ منَ الخَيْلِ: المُبْيَضُّ النّاصِيَةِ أَو أطْرَافِ الأُذُنِ، وأمّا إِذا كانَ البَياضُ فِي الذَّنَبِ فهُوَ الأشْعَلُ، قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِذا شابَتْ ناصِيَةُ الفَرَسِ فهُوَ أسْعَفُ، فَإِذا ابْيَضَّتْ كُلُّهَا فهُوَ أصْبَغُ، قالَ: والشَّعَلُ: بَياضٌ فِي عُرْضِ الذَّنَبِ، فَإِن ابْيَضَّ كُلُّه أَو أطْرَافُه، فهُو أصْبَغُ.
وأصْبَغُ بنُ غِياثٍ: قيلَ: صحابِيٌّ.
وأصْبَغُ بنُ نُباتَةَ، بضَمِّ النُّونِ، الحَنْظَلِيُّ الكُوفِيُّ: تابِعِيٌّ، عَن عَلِيٍّ، وعَنْهُ رَزِينُ بنُ حَبيب الجُهَنِيُّ، وزِيَادُ بنُ المُنْذِرِ الهَمْدانِيُّ، قالَ الذَّهَبِيُّ: ضَعِيفٌ بمَرَّة.
وأصْبَغُ بنُ الفَرَجِ المِصْرِيُّ: أعْلَمُ الخَلْقِ برَأْيِ الإمامِ مالِكٍ، رَحمَه الله تَعَالَى، وأقْوَالُه فِي المَذْهَبِ مَعْرُوفَةٌ، رَوَى عنْهُ الرَّبِيعُ بنُ سُلَيْمانَ الجِيزِيُّ.
وأصْبَغُ بنُ زَيْدٍ الجُهَنِيُّ، الواسِطِيُّ، الوَرّاقُ: مُحَدِّثٌ قد وُثِّقَ.)
وأصْبَغُ: مَوْلى لعَمْرو بنِ حُرَيْثٍ قالَ الذَّهَبِيُّ: يُقَالُ: إنَّهُ تَغَيَّرَ.
وممّا بقِيَ عليهِ: أصْبَغُ بنُ سُفيانَ الكَلْبِيُّ.
وأصْبَغُ بنُ عَبدِ العَزيزِ اللَّيْثِيُّ.
وأصْبَغُ بنُ دَحْيَةَ.
وأصْبَغُ أَبُو بكْرٍ الشَّيُبَانيُّ.
وَأَبُو الأصْبَغِ: عبْدُ العَزيزِ بنُ يحيَى الحَرّانِيُّ: مُحَدِّثُونَ.
والصَّبْغاءُ منَ الشّاءِ: المُبْيَضُّ طَرَفُ ذَنَبِهَا وسائِرُها أسْوَدُ، والاسْمُ الصُّبْغَةُ بالضَّمِّ وقالَ أَبُو زَيْدٍ: إِذا ابْيَضَّ طَرَفُ ذَنَبِ النَّعْجَةِ فهِيَ صَبْغاءُ.
والصَّبْغَاءُ: شَجَرَةٌ كالثُّمامِ والضَّعَةُ أعْظَمُ وَرَقاً، وأنْضَرُ خُضْرَةً، قالَ أَبُو نَصْرٍ: بَيْضَاءُ الثَّمَرِ وقالَ أَبُو زِيادٍ: رَمْلِيَّةٌ وهِيَ منْ مَساكِنِ الظِّبَاءِ فِي الصَّيْفِ يَحْتَفِرْنَ فِي أُصُولِهَا الكُنُس، وقدْ جاءَ فِي الحَدِيث: هلْ رَأيْتُمُ الصَّبْغَاءَ.
وقيلَ: الصَّبْغَاءُ: الطّاقَةُ منَ النَّبْتِ إِذا طَلَعَتْ كانَ مَا يَلِي الشَّمْسَ منْ أعالِيها أخضَرَ، وَمَا يَلِي الظِّلَ أبْيَضَ، كأنَّها سُمِّيَتْ بالنَّعْجَةِ الصَّبْغَاءِ. قلتُ: والحديثُ المَذْكُور رَوَاهُ عَطَاءُ بنُ يَسارٍ عَن أبي سَعِيدٍ الخُدْريِّ رَضِي الله عَنهُ، رَفَعَه: أنَّه ذَكَرَ قَوْماً يُخْرَجُونَ منَ النّارِ ضَبَائِرَ فيُطْرَحُونَ على نَهْرٍ منْ أنْهَارِ الجَنَّةِ فيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيل السَّيْلِ، قالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: هَلْ رَأيْتُمُ الصَّبْغاءَ، وَفِي رِوايَةٍ: ألَمْ تَرَوْهَا مَا يَلِي الظِّلَّ مِنْهَا أُصَيْفِرُ أَو أبيضُ، وَمَا يَلِي الشَّمْسَ منْهَا أُخَيْضِرُ، قالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: شَبَّهَ نَبَاتَ لحُومِهِمْ بعْدَ إحْرَاقِهَا بنَباتِ الطّاقَةِ منَ النَّبْتِ حِينَ تَطْلُعُ وذلكَ أنَّها حينَ تَطْلُعُ تَكُونُ صَبْغَاءَ.
والصَّبّاغُ كشَدّادٍ: منْ يَصْبُغُ أَي: يُلِّونُ الثِّيَابَ، وَفِي اللِّسانِ: مُعَالِجُ الصَّبْغِ.
والصبّاغُ: الكَذّابُ ومنهُ الحديثُ: كِذْبَةٌ كَذَبَهَا الصَّبّاغُونُ ويُرْوَى الصّيّاغُونُ ويُرْوَى الصّواغُونَ وهُوَ الّذِي يُلَوِّنُ الحديثُ ويَصْبُغُه ويُغَيِّرُه وَعَن أبي هُرَيرةَ رَضِي الله عَنهُ رَفَعَهُ: أكْذَبُ النّاسِ الصَّبّاغُونَ والصّوَاغُونَ: قالَ الخَطّابِيُّ: مَعْنَى هَذَا الكَلامِ أنَّ أهْلَ هاتَيْنِ الصِّناعَتَيْنِ تَكْثُر منْهُم المَوَاعِيدُ فِي رَدِّ المَتَاعِ، وضَرْبِ المَوَاقيتِ فيهِ، ورُبَّمَا وَقَعَ فيهِ الخُلْفُ فقيلَ على هَذَا: إنَّهُم منْ أكْذَبِ النّاسِ، قالَ: ولَيْسَ المَعْنَى أنَّ كُلَّ صائِغٍ وصَبّاغٍ كاذِبٌ، ولكِنَّهُ لمّا فَشَا هَذَا الصَّنِيعُ منْ بَعْضِهِمْ أُطْلِقَ على عامَّتِهِمْ ذلكَ، إذْ كانَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ برَصْدِ أنْ يُوجَدَ ذلكَ منْهُ، قالَ: وقيلَ: إنَّ)
المُرادَ بهِ صِياغَةُ الكَلامِ وصَبْغَتُه وتَلْوِينُه بالبَاطِلِ، كَمَا يُقال: فُلانٌ يَصُوغُ الكَلامَ ويُزَخْرِفُه، ونَحْوُ ذلكَ منَ القَوْلِ.
وابْنُ الصَّبّاغِ صاحِبُ الشّامِلِ هُوَ: أَبُو نَصْرٍ عبدُ السَّيِّدِ بنُ مُحَمَّدٍ، الفَقِيهُ الشّافِعِيُّ المَشْهُورُ. والصُّبْغَةُ بالضَّمِّ: البُسْرَةُ قدْ نَضِجَ بَعْضُها تَقُولُ: قدْ نَزَعْتُ منَ النَّخْلَةِ صُبْغَةً أَو صُبْغَتَيْنِ، وهُو بالصّادِ أكْثَرُ.
وكأمِيرٍ: صَبيغُ بنُ عُسَيْلٍ، هَكَذَا عُسَيْل فِي سائِرِ النُّسَخِ، فَفِي بَعْضِها كزُبَيْرٍ، وَفِي بَعْضِها كأمِيرٍ، وكِلاهُمَا خَطَأٌ، والصَّوابُ عِسْلٌ بكَسْرِ العَيْنِ كَمَا ضَبَطَهُ الحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ: وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ ذلكَ فِي اللامِ، حَدَّثَ عنهُ ابنُ أخيهِ عِسْلُ بنُ عبدِ اللهِ بن عِسْلٍ، وقالَ ابنُ مَعِينٍ: بَلْ هُوَ صَبيغُ بنُ شَرِيكٍ، قَالَ الحافِظُ: القَوْلانِ صَحِيحَانِ، وهُوَ صَبِيغُ بنُ شَرِيكِ بنِ المُنْذِرِ بنِ قَطَنِ بنِ قِشْعِ بنِ عِسْلِ بنِ عَمْرو بنِ يَرْبُوعِ التَّمِيميُّ، فمنْ قالَ: صَبيغُ بنُ عِسْلٍ فقَدْ نَسَبَه إِلَى جَدِّهِ الأعْلَى ولَهُ أخٌ اسمُه رَبِيعَةُ، شهِدَ الجَمَلَ، وهُوَ الّذِي كانَ يُعَنِّتُ النّاسَ بالغَوَامِضِ والسُّؤالاتِ منْ مُتَشَابِهِ القُرْآن، فنَفَاهُ عُمَرُ رَضِي الله عَنهُ، إِلَى البَصْرَةِ بَعْدَ ضَرْبِهِ، وكتبَ إِلَى والِيها أَلا يُؤْوِيَهُ تأْدِيباً، ونَهى عنْ مُجَالَسَتِه.
وصُبَيْغٌ، كزُبَيْرٍ: ماءٌ لبنَي مُنْقِذِ بنِ أعْيَا، منْ بَنِي أسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ.
وصُبَيْغَاءُ، كحُمَيْراءَ: ع، قُرْبَ طَلْح منَ الرَّمْلِ، وَقد سَبَقَ فِي الحاءِ أنَّ طَلَحَا بالتَّحّرِيكِ: مَوْضِعٌ دُونَ الطّائِفِ، وبالإسْكَانِ: بَيْنَ بدْرٍ والمَدِينَةِ، والمُرَادُ هُنَا هُوَ الأخِيرُ، ووَجْدْتُ فِي المُعْجَمِ لأبي عُبَيدٍ وغَيرِه مَا نَصّهُ: صَبْغَاءُ، كحَمْراءَ: ناحِيَةٌ بالحِجَازِ، وناحيَةٌ باليَمَامَةِ، وقالَ فِي طَلْح بالإسْكانِ أيْضاً: إنَّه مَوْضِعٌ بينَ مَكَّةَ واليَمَامَةِ، ولكنَّ الصّاغَانِيُّ ضَبَطَهُ بالتَّصْغِيرِ، وإيّاهُ قَلَّدَ المُصَنِّف وبِهَا عرَفْتَ أنَّ الصَّوابَ فِي المَوْضِعِ صَبْغَاءُ، كحَمْرَاءَ فتأمَّلْ.
وأصْبَغَ عَلَيْهِ النِّعْمَةَ: لُغَةٌ فِي أسْبَغَها بالسِّينِ.
وَمن المَجَازِ: أصْبَغَتِ النَّخْلَةُ: إِذا ظَهَرَ فِي بُسْرِهَا النُّضْجُ، فهِيَ مُصْبِغٌ.
وأصْبَغَتِ النّاقَةُ: إِذا ألْقَتْ وَلَدَها وقَدْ أشْعَرَ، كصَبَّغَتْ تَصَبيغاً فيهِمَا، أَي: فِي الناقَةِ والنَّخْلَةِ، قالَ الأزْهَرِيُّ: ومنَ العَرَبِ منْ يَقُولُ: صَبَّغَتِ النّاقَةُ، وهِيَ مُصَبِّغٌ بالصادِ، والسِّينُ أكْثَرُ وَقد تقدَّمَ عَن الأصْمَعِيِّ. وأمَّا التَّصْبِيغُ فِي النَّخْلَةِ فلَمْ يُعْرَفْ، والّذِي ذكَرَهُ الصّاغَانِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ وصاحبُ اللِّسانِ: صَبَّغَتِ البُسْرَةُ تَصْبِيغاً: مِثْلُ ذَنَّبَتْ، وعِبَارَةُ الأسَاسِ: صَبَّغَتِ الرُّطَبَةُ: مِثْلُ تَلَوَّنَتْ وَبِهَذَا) تَعْرِفُ مَا فِي كلامِ المُصَنِّف من المُخالفَةِ لنُصُوصِ الأئِمَّةِ، زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وهُوَ مجازٌ.
وَمن المَجَازِ أيْضاً: اصْطَبَغَ فُلانٌ بالصِّبْغِ، أطْلَقَه فأوْهَمَ الفَتْحَ، ولَيْسَ كذلكَ، بلْ هُوَ بالكَسْرِ، ثُمَّ إنَّهُ ذكَرَه ولمْ يَسْبِق لَهُ تَفْسِيرُه، فظاهِرُه أنَّهُ الّذِي تُلَوَّنُ بهِ الثِّيَابُ، ولَيْسَ كذلكَ، بل المُرَادُ بهِ الخُلُّ والزَّيتُ ونَحْوُهُما من الإدامِ، كَمَا سَيَأْتِي أَي: ائْتَدَمَ بهِ، ولَوَّنَ.
وقالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَصَبَّغَ فِي الدِّين تَصَبُّغاً، منَ الصِّبْغَة، وَكَذَا تَصَبَّغَ صِبْغَةً حَسَنَةً، وفَسَّرَه الزَّمخْشَرِيُّ فقالَ: أَي حسُنَ حالُه. وممّا يستدْرَكُ عليهِ: الصِّبْغُ، والصِّبَاغُ، بالكَسْرِ: مَا يُصْطَبَغُ بهِ من الإدامِ، وَقد ذكَرَ الجَوْهَرِيُّ الصِّبْغَ بِهَذَا المَعْنَى، ومنهُ قولُه تَعَالَى فِي الزَّيْتُونِ: تَنْبُتُ بالدُّهْنِ وصِبْغٍ للآكِلينَ، يَعْنِي دُهْنَه، وقالَ الفَرّاءُ: يَقُولُ: الآكِلُونَ يَصْطَبِغُونَ بالزَّيْتِ، وقالَ الزَّجاجُ: أرادَ بالصِّبْغِ الزَّيْتُونَ، قالَ الأزْهَرِيُّ: وَهَذَا أجْوَدُ القَوْلَيْنِ.
وصَبَغَ اللُّقْمَةَ يَصْبِغُهُا صَبْغاً: دَهَنَها وغَمَسَها، وكُلُّ مَا غُمِسَ فقَدْ صُبِغَ.
ويُطْلَقُ الصِّبْغُ والصِّباغُ أيْضاً على الخَلّ، لأنَّ الخُبْزَ يغْمَسُ بهِ، ومنْهُ قَوْلُهم: نِعْمَ الصِّبْغُ الخَلُّ.
وجَمْعُ الصِّبَاغِ: أصْبِغَةٌ، يُقَالُ: كَثُرَتِ الأصْبِغَةُ على مائِدَتِه، وهُو مجازٌ.
ويُقَالُ: إنَّ الصِّباغَ جَمْعُ صِبْغٍ، ومنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزَ: بالمِلْحِ أوْ مَا خَفَّ منْ صِباغِ واصْطَبَغَ بكَذا: تَلَوَّنَ بهِ، وهُو مجازٌ.
ويُقَالُ: صَبَغَتِ النّاقَةُ مَشَافِرَها بالماءِ: إِذا غَمَسَتْهَا فيهِ، وأنْشَدَ الأصْمَعِيُّ قَوْلَ الرّاجِزِ: قدْ صَبَغَتْ مَشَافِرَاً كالأشْبارْ تُرْبِي على مَا قُدَّ يَفْرِيهِ الفَارْ مَسْكُ شَبُوبَيْنِ لَهَا بأصْبارْ وصَبَغَهُ يَصْبُغُهُ، من حَدِّ نَصَرَ: لُغَةٌ فِي صَبَغَ، كضَرَبَ ومَنَعَ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ، ففيهِ التَّثْلِيثُ صَبْغاً، وصِبَغَةً كعِنَبَةٍ، الأخِيرُ عَن أبي حَنِيفَةَ. والصَّبْغُ، بالفَتْحِ: المَصْدَرُ، وجَمْعُه: أصْباغٌ، وجَمْعُ الصِّباغِ: أصْبِغَةٌ، وجَمْعُ الجَمْع: أصابِيغُ.
واصْطَبَغَ: اتَّخَذَ الصِّبْغَ.
والصِّبَاغَةُ، بالكَسْرِ: حِرْفَةُ الصَّبّاغِ.)
وثِيَابٌ مُصَبَّغَةُ، شُدِّدَ للكَثْرَةِ قالَ رُؤْبَةُ: قدْ عَجِبَتْ لَبّاسَةُ المُصَبَّغِ وثَوْبٌ صَبِيغٌ، وثِيَابٌ صَبيغٌ، أَي: مَصْبُوغٌ، فعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٌ.
ويُقَالُ: صَبَغُوه فِي عَيْنهِ، أَي: غَيَّرُوه عِنْدَهُ، وأخْبَرُوه أنَّهُ قدْ تَغَيَّرَ عَمّا كانَ عَلَيْهِ، وأصْلُ الصَّبْغِ فِي كلامِ العَرَبِ: التَّغْييرُ، ومنْهُ صَبْغُ الثَّوْبِ: إِذا غُيِّرَ لَوْنُه، وأُزِيلَ عنْ حالِه إِلَى حالِ سَوادٍ، أوْ حُمْرَةٍ، أَو صُفْرَةٍ.
والصَّبْغُ فِي الفَرَسِ، مُحَرَّكَةً: أنْ تَبْيَضَّ الثُّنَّةُ كُلُّهَا، وَلَا يتَّصِلَ بَياضُها ببَيَاضِ التَّحْجِيلِ.
والأصْبَغُ: نَوْعٌ منَ الطُّيُورِ ضَعِيفٌ.
وصَبَغَ الثَّوْبُ صُبُوغاً: طالَ واتَّسَعَ، لُغَةٌ فِي سَبَغَ.
وصَبَغَتِ الإبِلُ فِي الرِّعْيِ، تَصْبُغُ، فهِيَ صابِغَةٌ، وصَبَغَتْ فِيهِ، رأْسَها وكذلكَ صَبَأَتْ بالهَمْزِ، قالَ جَنْدَلٌ يَصِفُ إبِلاً: قَطَعْتُها برُجُعٍ أبْلاءِ إِذا اغْتَمَسْنَ مَلَثَ الظَّلْمَاءِ والصَّبْغَاءُ: مَوْضِعٌ بالحِجَازِ.
وبَنُو صَبْغَاءَ: حَيٌّ منَ العَرَبِ. وقَدْ سَمَّوْا صِبْغاً بالكَسْرِ، وصُبَيْغاً كزُبَيْرٍ.
وصَبَغَ يَدَهُ بالعَمَلِ، وبِفَنٍّ من العِلْمِ، وَهُوَ مجازٌ.
وخالِدُ بنُ يَزِيدَ: مَوْلَى أبي الصَّبِيغِ، مِصْرِيٌّ فقِيهٌ، حَدَّثَ عنْهُ مُفَضَّلُ بنُ فَضالَةَ، وابْنُه عَبْدُ الرَّحِيمِ الفَقِيهُ، منْ أصْحابِ مالِكٍ.
ونَجَبَةُ بنُ صَبِيغٍ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ.
وَأَبُو الصَّبِيغِ مَوْلى خالِدٍ منْ فَوْقُ، هُوَ مَوْلَى عُمَيْرِ بنِ وَهْبٍ الجُمَحِيِّ منْ أسْفَلَ، ومنْ مَوالِيه، سَعِيدُ بنُ الحَكَمِ بنِ أبي مَرْيَمَ، مَوْلَى أبي فاطِمَةَ، مَوْلى أبي الصبيغِ، مَوْلَى بنِي جُمَحَ، مَشْهُورٌ.

خَردل

خَردل
خَرْدَلَ الطَّعامَ خَرْدَلةً: أَكَل خِيارَهُ وأَطايِبَه، عَن أبي زيد. قَالَ الأصمَعي: خَردَلَتِ النَّخْلَةُ: كَثُر نَفْضُها وعَظُمَ مَا بَقِيَ مِن بُسْرِها، فَهِيَ مُخَرْدِلٌ كَمَا فِي العُباب والمُحكَم. قَالَ اللَّيثُ: خَرْدَلَ اللَّحْمَ: إِذا قَطَع أعضاءَه وافِرَةً، أَو قَطَعَهُ صِغاراً وفَرَّقَهُ، يُقال: لَحْمٌ خَرادِيلُ: أَي مُخَرْدَلٌ أَي مُقَطَّعٌ. قَالَ البَكْريُّ فِي شَرحِ أمالِي القالِي: وَلَا واحِدَ لَهَا مِن لفظِها، قَالَ كَعبُ بن زُهَير رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(يَغْدُو فيَلْحَمُ ضِرغامَيْنِ عَيشُهُما ... لَحْمٌ مِن القَوْمِ مَعْفُورٌ خَرادِيلُ)
وَقَالَ ابنُ مُقْبِل:
(حتَّى أتَتْ مَغْرِسَ المِسكِين تَطْلُبهُ ... وحَوْلَها قِطَعٌ مِنه خَرادِيلُ) والمُخَردَلُ: المَصْرُوعُ وَبِه روِى حديثُ البُخارِيّ: فمِنْهُم المُوبَقُ بعَمَلِه، ومِنهم المخَردَلٌ وَقد ذكره المُصَنّف فِي ج ر د ل وسَبَق الكلامُ عَلَيْهِ هُنَاكَ. والخَردَلُ: حبُّ شَجَرٍ م مَعْرُوف مُسَخِّنٌ مُلَطِّفٌ جاذِبٌ قالِعٌ للبَــلْغَمِ مُلَينٌ هاضِمٌ، نافِعٌ طِلاؤُه للنِّقْرِس والنَّسا والبَرَصِ والبَهَقِ، ويُنَقِّى الوَجْهَ، ويَنفع مِن دَاء الثَّعلَب، خُصُوصا البَرِّيُّ مِنْهُ. ودُخانُه يَطْرُدُ الحَيّاتِ ونَصّ القانُون: وتَهْرُب من دُخانِه الهَوَامُّ. وماؤُه يُسَكِّن وَجَع الآذانِ تَقْطِيراً وَكَذَلِكَ دُهْنُه. ومَسحُوقُه)
علَى الضِّرسِ الوَجِعِ غايَةٌ خُصُوصاً إِذا طبخَ بِهِ الحِلْتِيتُ. ويُنَقِّي رُطوباتِ الرَّأسِ، ويُحَلِّلُ الأورامَ المُزْمِنةَ وَضْعاً مَعَ الكِبرِيت، لَا سِيَّما الخَنازِير. ويَنفَعُ مِن الجَرَبِ والقَوابِي، ووَجَعِ المَفاصِل. وَقَالَ بعضُهم: إنْ شُرِب مِنه علَى الرِّيقِ ذَكَّى الفَهْمَ. ويُزِيلُ الطِّحالَ، ويَنفَعُ من اختِناق الرَّحِم، ويُشَّهي الباهَ، وينفَعُ مِن الحُمِّيّات العَتِيقة والدائرةِ، قَالَه الرَّئيسُ. والخَرْدَل الفارِسي: نَباتٌ يكونُ بمِصْرَ، يُعرَفُ بحَشِيشةِ السُّلْطان.
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: الخُرْدُولَةُ، بالضمّ: العُضْو الوافِر مِن اللَّحم، كَمَا فِي المُحكَم. وَفِي التَّهْذِيب: عُضْوٌ مِن اللَّحم وافِرٌ.

فربن

فربن
: (الفَرْبَيُونُ، بفتْحِ الفاءِ والباءِ وضمِّ الياءِ:
أَهْمَلَهُ الجماعَةُ.
ويقالُ أفَرْبَيُون بالألفِ، وَهِي اللبانةُ المَغْربيَّةُ وأَجْوده مَا حلَّ بالماءِ سَريعاً، وَهُوَ (دَواءٌ مُلَطِّفٌ يحلِّلُ الرِّياحَ المُزْمِنَةُ، ويُكْسِر عادِيتها، (نافِعٌ لِعِرْقِ النَّسا، والاْستِسْقَاء والطِّحَالِ، (وبَرْدِ الكُلَى والقُولَنْج ولَسْعِ الهَوامِّ وعَضَّةِ الكَلْبِ الكَلِبِ، (ويُسْقِطُ الجَنينَ ويُسَهِّلُ البَــلْغَمَ اللَّزِجَ مِن الوركينِ والظَّهْرِ، والسّعوطُ بِهِ بماءِ السّلقِ يَقْطَعُ أُصُولَ السّبلِ والحمْرَةِ والدّمْعةِ ويُنَقِّي الدِّماغَ، وَمَعَ الزَّعْفرانِ والأفْيونِ يُسَكِّن الضربان ضماداً.

النُّخَاعة والنُّخَامة

النُّخَاعة والنُّخَامة: ما يخرج من صدر الإنسان أو خيشومه من البــلغم والموادِّ عند التنخع، وما يخرج من داخل الفم من اللعاب فهو بصاقٌ وبزاقٌ، والتفلُ شبيهٌ بالبزْق وهو أقلُّ منه، أوَّلُه البَزْق ثم التَفل ثم النَّفث ثم النَّفخ.

فش

فش: حرمة فش: لماذا؟ (عامية) (فوك).
(فش)
فَشَا نفخ نفخا خَفِيفا وتجشأ والورم خف وَهَبَطَ والقربة وَنَحْوهَا أخرج مَا فِيهَا من المَاء أَو الْهَوَاء وَيُقَال للغضبان لأفشنك فش الوطب لأخْرجَن غضبك من رَأسك وفش غليله نفس من غَضَبه والضرع حلب جَمِيع مَا فِيهِ والقفل فَتحه من غير مِفْتَاح
فش: فش (بالتشديد). فش خلقه أو ألمه: أطلق عنان غضبه. وأظهر ألمه أفرغ غضبه وفشر همه. تعزى، تخفف من الغم والكآبة والحزن. (بوشر).
فش خلقه في فلان: صب عليه جام غضبه (بوشر، محيط المحيط) فش (وحدها): باح بأسراره، كشف عما في قلبه من أسرار. (بوشر).
فش لبورم: أنحل وذهب (بوشر، محيط المحيط).
فش الغلق: فتح الغلق بغير مفتاحه حيلة ومكر (محيط المحيط) وأنظر لين وألف ليلة (برسل 3: 293) ففيها: فشت الضبة بحجر (يرسل 3: 293).
غير أن العامة تقول: فش الباب بمعنى خلعه دفعا وهو مقفول. (محيط المحيط).
فشش: كافح غازات الأمعاء أخرج الرياح منها. ففي شكوري (ص208 و): تفشيش الرياح وفيه: احتيج إلى التفشيش وفيه: الحشائش المفششة للرياح.
فشش: عصب، ضمد. (فوك).
أفش: أخرج الرياح من الأمعاء. ففي ابن البيطار (1: 37): وهذا النبات يفش الرياح (وضبط الكلمات هذا في مخطوطة م) وفيه (1: 168): يعقل البطن ويفش الرياح.
أفش: أخرج الرياح التي تسببها بعض الخضر ففي ابن العوام (2: 89) في كلامه عن الفول: الصعتر يفش رياحه ومن بعده الفودنج والنعنع والكمون فهي تفشي رياحه أيضا.
أفش: أزال عقدة الخنازير. ففي ابن البيطار (1: 49): يحلل ويفش الخنازير.
تفشش: تبخر، صار بخارا. ففي شكوري (ص217) ويجب عدم أكل شيء بارد أو شرب شراب بارد بعد الحمام لأن الحرارة من داخل البدن قد تفششت وبرد باطن الجسم فإذا دخل شراب بارد بالفعل ربما أطفأت (أطفأ) الذي بقي.
تفشش: تمنع. (رولاند).
تفشش: تعصب، تضمد. (فوك) انفش: صار ذا مسامات. ففي شكوري (ص189 ق): مياه الآبار تشبه مياه العيون (الينابيع، لأنها (المياه) تختلف في الكيفية من جهة تلزّز الأرض وانفشاشها. ولما كانت كلمة انفشاش هنا ضد تلزز التي معناها اندماج وتراص وتكاتف، فيجوز ترجمة انفشاش إلى الفرنسية بما معناه مسامية.
وفي المقدمة (3: 230) في الكلام عن الخميرة إنها ترجع العجين إلى مادته الأصلية وتعمل فيه ما حصل فيها من الانفشاش والهشاشة.
وقد ترجم السيد دي سلان كلمة الانفشاش بقوله انتفخ. ولا ادري كيف إن الفعل انفش يدل على هذا المعنى، فنحن نعلم إن الخميرة تجعل للخبز مساما.
انفش النبات: ذبل ففي ابن العوام (1: 157): علمنا انه من مادة لطيفة رقيقة سريعة الانفشاش. فشة: رئة العجل أو رئة الخروف. (بوشر).
فشة (بلأسبانية faja, faxa) والجمع فشش: عصابة، ضماد (فوك). وعند الكالا: فيشة (انظر فيشة).
فشاش: الذي يهيئ لغلق الباب ما يفتحه به (محيط المحيط).

فش

1 فَشَّ الوَطْبَ, (S, A, K,) aor. ـُ inf. n. فَشٌّ, (S, TA,) He made the wind, (S, A, K,) and the butter, (TA,) to come forth from the milk-skin, or butterskin, (S, A, K, TA,) by loosing the tie round its mouth. (TA.) And فَشَّ السِّقَآءَ He loosed the tie of the skin, and opened its mouth, after blowing into it, so that the wind came forth from it. (Mgh.) [Hence the prov.,] لأَفُشَّنَّكَ فَشَّ الوَطْبِ (assumed tropical:) I will assuredly make thine anger to come forth from thy head, as one makes the wind to come forth from the milk-skin, or butter-skin: said to a man who is angry: (T, S:) or I will assuredly remove thy boastfulness, &c.: (TA:) or I will assuredly take away thy pride, and thy vanity, or vain glory, or conceit, &c.: (Th:) or the meaning is لَأَحْلُبَنَّكَ [I will assuredly mulet thee, &c.; lit., milk thee]. (Kr.) See also فَشَاشِ. b2: [Hence,] فَشَّ النَّاقَةَ, (S, K,) aor. as above, (TA,) and so the inf. n., (S, TA,) He milked the she-camel quickly. (S, K.) And فَشَّ الضَّرْعَ He exhausted all the milk of the udder. (TA.) b3: [Hence also, فَشَّ الوَرَمَ It (a medicament) caused the swelling, or tumour, to subside.] (See also 7.) b4: and فَشَّ القُفْلَ, (IKtt, L,) or البَابَ, (Mgh, Msb,) [aor. ـُ inf. n. فَشٌّ, (IKtt, L,) He opened the lock, (IKtt, L,) or the lock of the door, by artifice, (Mgh, Msb,) without a key, (IKtt, L,) or without its key: (Msb:) from فَشَّ السِّقَآءَ. (Mgh.) b5: and accord to Lth, (O,) الفَشُّ signifies تَتَبُّعُ السَّرِقَةِ الدُّونِ [app. meaning The seeking repeatedly, or in a leisurely manner, after pilfering, or petty theft]: (O, Msb, K:) it is the inf. n. of فَشَّهُ, aor. ـُ (O, Msb:) and Lth, (O,) or Az, (Msb,) cites as an ex., نَحْنُ وَلِينَاهُ فَلَا نَفُشُّهُ [which seems to mean We have had charge of it, and we will not seek repeatedly, or in a leisurely manner, bit by bit, after pilfering from it]. (O, Msb.) b6: And فَشَّ, aor. ـُ inf. n. فَشٌّ, He compressed a woman. (IKtt, TA.) b7: And He ate; as a trans. verb. (TA.) b8: And فَشَّ الرَّجُلُ, (S, O, K,) aor. ـُ (O,) [inf. n. فَشٌّ,] The man eructed, or belched. (S, O, K. [A meaning assigned by Freytag to 4 also, as on the authority of the S, in which I find it assigned to فَشَّ only.]) b9: and الفَشُّ also signifies The blowing gently, or softly. (TA.) b10: And The breaking wind gently, or softly. (IAar, TA.) b11: And The uttering calumny; (O, K;) thus accord. to IAar, with ف, (O,) بَيْنَ النَّاسِ [among the people]. (TK.) b12: And فَشَّ القَوْمُ, inf. n. فُشُوشٌ, The people, or party, became in good condition, or fat, after leanness: mentioned here, and also in art. قش, in the L. (TA.) b13: and فَشَّ is syn. with فَاشَ as meaning He gloried, or boasted, and magnified himself, imagining [in himself] what he did not possess. (TA in art. فيش.) 4 افشّ القَوْمُ The people, or party, went away, and fled quickly: and so with ق. (TA.) 7 انفشّتِ الرِّيَاحُ The blasts of wind came forth from the skin, (S, Mgh, *) on its being felt, (Mgh,) and from the like thereof. (S.) b2: انفشّ اللَّبَنُ The milk flowed forth by reason of the wideness of the orifice of the teat. (TA.) b3: انفشّ الجُرْحُ [and الوَرَمُ, and likewise ↓ فَشَّ accord. to modern usage,] The wound [and the swelling or tumour] ceased to swell, or be inflated. (ISk, S) b4: انفٰشّ عَنِ الأَمْرِ He (a man) became remiss and indolent in the affair: (S:) he turned back from it through weakness and impotence; like تفيّش. (TA in art. فيش.) b5: And انفشّ He was, or became, cowardly; weak-hearted. (TA.) R. Q. 1 فَشْفَشَ, (K,) inf. n. فَشْفَشَةٌ, (Fr, O,) He was, or became, weak in judgment. (Fr, O, K.) b2: And He was, or became, extravagant, immoderate, or excessive, in lying: (IDrd, O, K:) or so فشفش فِى قَوْلِهِ. (TA.) b3: And فشفش بِبَوْلِهِ He sprinkled his urine; (IDrd, O, K;) as also شَفْشَفَ. (IDrd, O.) فَشٌّ The fruit of the يَنْبُوت [q. v., a kind of trees, of which one species is said to be also called خَرُّوب; but see the next sentence]; (S, O, K;) not mentioned by AHn in the Book of Plants: (O, TA:) n. un. فَشَّةٌ: and pl. فِشَاشٌ. (TA.) b2: And The [species of trees called] خَرُّوب [which name is now commonly applied to the carob, or locust-tree; ceratonia siliqua]; as also ↓ فَشُوشٌ, (O, K,) and ↓ فَشْفَشَةٌ, (TA as from the K, but not in the CK nor in my MS. copy of the K,) or this last signifies a خَرُّوبَة [n. un. of خَرُّوبٌ], accord. to AA. (O.) A2: Also Foolish, or stupid. (IAar, O, K.) A3: And Places in which water collects and remains: and a depressed piece of ground into which water pours and where it remains: (O, K:) so says Ibn-'Abbád: [but] ISh says that هَجْلٌ فَشٌّ means [a wide, depressed, piece of ground,] such as is not very deep. (O.) A4: Also, and ↓ فَشُوشٌ, and ↓ فَشْفَاشٌ, [this last said in the TA to be written by Sgh with kesr, but it is not so in the O,] A [garment of the kind called] كِسَآء such as is thick (IAar, O, K, TA) in texture, (TA,) fine in the yarn; (IAar, O, K, TA;) called by the vulgar ↓ فَشَّاشٌ; (O; in the TA فِشّاش;) or, as some say, ↓ فَشَّاشٌ signifies a thick كسآء; and ↓ فَشُوشٌ, a thin, or flimsy, كسآء, such as is scanty in the yarn. (TA.) فَشَاشِ, like قَطَامِ, [indecl.,] means ↓ الفَاشَّةُ [i. e. She who makes the wind to come forth from a skin, by loosing the tie round its mouth: in the TA expl. only as signifying الضَّرُوطُ عِنْدَالجِمَاعِ, which may be a secondary meaning, but is not the meaning in what here follows]. (O, K.) فَشَاشِ مِنِ اسْتِهِ إِلَى فِيهِ ↓ فُشِّيهِ [lit. O woman discharging the confined wind of the skin, discharge thou its confined wind, from its anus to its mouth, i. e., from end to end], (Meyd, O, K,) which is a prov., (Meyd, O,) means (assumed tropical:) [O woman] do thou with it, or him, what thou wilt, for it, or he, has no means of self-defence (Meyd, O, L, K) nor of becoming altered; and it is said in relation to an angry man who is not able to become altered: (L:) الفَشُّ is the making the wind to come forth from a وَطْب. (Meyd.) فِشَاشٌ: see the next paragraph.

فَشُوشٌ A female slave who emits noiseless wind from the anus; as also فَاشّاء [an evident mistranscription for ↓ فَاشَّةٌ]: (IAar, in TA:) [or] a woman from whom wind issues on the occasion of الجِمَاع: (IDrd, O, K, TA:) or, accord. to the K, applied to a woman, sonum submissum genitalibus edens in congressu: and also, applied to a man, who glories, or boasts, vainly: but these two explanations are there wrongly assigned: (TA:) the former of them applies to نَجَّاخَة; and the latter, to فَيُوش; two epithets occurring, with فَشُوش, in a verse of Ru-beh. (O, TA.) b2: And, applied to a woman, i. q. خَلَّابَةٌ [i. e. Very deceitful]: (O, CK, TA:) thus correctly, with خ: in some copies of the K with ح; and in others, with ج. (TA.) b3: And A woman who sits upon the جُرْدَان. (TA.) A2: Also, (O, K,) applied to a she-camel, (S, O, TA,) and to a ewe, or she-goat, (O, TA,) it signifies مُنْتَشِرَةُ الشُّخْبِ, (S, O, K, TA,) meaning Whose milk flows forth without its being drawn, by reason of the wideness of the orifice of the teat: or whose milk flows forth in separate jets, like the rays of the rising sun, into the vessel, so as not to make froth: and ↓ فِشَاشٌ signifies the quality, or state, that is denoted by this epithet thus applied. (TA.) b2: And A skin, such as is used for water or milk, that sweats, or exudes moisture. (O, K.) A3: See also فَشٌّ, in three places.

فَشِيشٌ The sound of a gentle emission of wind from the anus. (TA.) b2: And The sound of the skin of a viper when it moves along upon a dry, or rigid, substance. (TA.) فَشَّاشٌ One who opens locks by artifice, (Mgh, Msb,) without their keys. (Msb.) A2: See also فَشٌّ, last sentence, in two places.

فَاشَّةٌ: see فَشَاشِ and فَشُوشٌ.

فَشْفَشَةٌ: see فَشٌّ, second sentence.

فَشْفَاشٌ A man who inflates himself with lying, and arrogates to himself that which belongs to another. (TA.) A2: See also فَشٌّ, last sentence.

مُنْفَشُّ المَنْخِرَيْنِ A man inflated in the nostrils, with shortness and expansion of the cartilaginous portion of the nose, which are characteristics of the noses of the Zenj. (TA.)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.