Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: كمال

دسط

دسط
دِيَسْطُ، كهِزَبْر: قريةٌ بمصرَ من الدِّنْجاوِيَّة، مِنْهَا المُحِبُّ مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدِ بنِ عليِّ بنِ عُبَيْدِ بن شُعَيْبٍ الدِّيَسْطِيُّ، ويُعرَفُ بالقلعيّن أَخَذَ عَن الجَوْجَرِيِّ وشيخِ الإِسْلامِ زَكَرِيَّا، والــكمالِ بنِ أَبي شَريف، والشَّمْسِ السَّخاوِيِّ، مَاتَ بحَلَبَ سنة. 

قصَص

قصَص
{قَصَّ أَثَرَهُ،} يَقُصُّه {قَصّاً} وقَصِيصاً، هَكَذَا فِي النُّسخ، وصَوابُه {قَصَصاً، كَمَا فِي العُبَاب واللّسان، والصّحاح: تَتَبَّعَهُ. وَفِي التَّهْذيب:} القَصُّ: اتِّباعُ الأَثَر. ويُقَالُ: خَرَجَ فُلانٌ {قَصَصاً فِي أَثَرِ فُلانٍ} وقَصّاً، وذلكَ إِذا {اقْتَصَّ أَثَرَهُ. وَفِي قَوْله تَعالَى: وقَالَتْ لأُخْتِه} قُصِّيه أَي تَتَبَّعِي أَثَرَهُ.
وَقيل {القَصُّ: تَتَبُّعُ الأَثَرِ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ، والسِّينُ لُغَة فِيهِ. ومِنْهُم مَن خَصَّ فِي القَصّ تَتَبُّع الأَثَرِ باللَّيْلِ، والصَّحيحُ فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ. وَقَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ:
(قالَتْ لأُخْتٍ لَهُ قُصِّيهِ عَن جُنُبٍ ... وكَيْفَ تَقْفُو بِلَا سَهْلٍ وَلَا جَدَدِ)
و} قَصَّ عَلَيْهِ الخَبَرَ {قَصّاً و} قَصَصاً: أَعْلَمَه بِهِ، وأَخْبَرَه، وَمِنْه: قَصَّ الرُّؤْيَا. يُقَال: {قَصَصْتُ الرُؤْيَا} أَقُصُّها {قَصّاً. وقَوْلُه تَعَالَى: فارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِما} قَصَصاً، أَي رَجَعَا من الطَّريق الَّذي سَلَكَاه! يَقُصَّانِ الأَثَرَ، أَي يَتَتَبَّعانِه، قولُه تَعَالَى:أَرادَ مَاء أَبْيَضَ مِنْ مَصَالَةِ الحَيْضِ فِي آخِرِه، شَبَّهَهُ بالجَصّ، وأَنَّثَ لأَنَّه ذَهَبَ إِلى الطائِفَة، كَمَا حَكاهُ سِيبَوَيْه من قَوْلِهِم: لَبَنَةٌ وعَسَلَةٌ. ج {قِصَاصٌ، بالكَسْر. وذُو} القَصَّة، بالفَتْح: ع بَيْنَ زُبَالَةَ والشُّقُوقِ، وأَيضاً: مَاءٌ فِي أَجَأَ لِبَنِي طَرِيفٍ منْ بَنِي طَيِّئ، هكَذا ذَكَره الصّاغَانِيّ. والصَّوَابُ أَنَّ الماءَ هُوَ القَصَّةُ. وأَمَّا ذُو القَصَّةِ فإِنَّه اسْمُ الجَبَلِ الَّذِي فِيهِ هَذَا المَاءُ. وَهُوَ قَرِيبٌ من سَلْمَى عِنْد سَقْفٍ وغَضْوَر. {وقَصَّ الشَّعرَ والظُّفرَ} يَقُصُّهُما {قَصّاً: قَطَعَ مِنْهُمَا بالمقَصّ، بالكَسْر، أَي المِقْراضِ، وَهُوَ مَا} قَصَصْتَ بِهِ، وَمِنْه قَصّ الشَّارِب، وهُمَا {مِقَصّانِ، والجَمْعُ مَقَاصُّ. وقِيلَ:} المِقَصَّانِ: مَا يُقَصُّ بِه الشَّعرُ وَلَا يُفْرَدُ. هَذَا قَوْلُ أَهْل اللُّغَة. قَالَ ابنُ سيدَه: وَقد حَكَاهُ سِيبَوَيْه مُفْرَداً فِي بَاب مَا يُعْتَمَلُ بِهِ. قَالَ شَيْخُنَا: وجَعَلَه بَعْضُهُم من لَحْنِ العَامَّة، وأَغْرَبُ من ذلِكَ مَا نَقَلَه أَيضاً عَن العِقْد الفَرِيد وبُغْيَةِ المَلك الصِنْدِيد للعَلاَّمَة صَالِح بن الصِّدِّيق الخَزْرَجِيّ أَنَّه) سُمِّيَ {المِقَصّ لاسْتِوَاءِ جانِبَيْه، واعْتِدَالِ طَرَفَيْه. فتَأَمَّلْ. وقُصَاصُ الشَّعر، مُثَلَّثة حَيْثُ تَنْتَهِي نِبْتَتُهُ من مُقَدَّمه أَو مُؤَخَّرِه، والضَّمُّ أَعْلَى، وَقيل: نِهَايَةُ مَنْبِتِه، ومُنْقَطَعُهُ على الرَّأْسِ فِي وَسَطه وَقيل:} قُصاص الشّعرِ: حَدُّ القَفَا. وَقيل: هُوَ مَا اسْتَدَارَ بِهِ كُلِّهِ مِنْ خَلْفٍ وأَمام، وَمَا حَوَالَيْه.
ويُقَالُ: {قُصَاصَةُ الشَّعرِ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: يُقَال: ضَربَهُ على} قُصَاصِ شَعرِهِ، ومَقَصّ ومَقَاصّ.
و! القُصَاصُ من الوَرِكَيْن: مُلْتَقاهُمَا من مُؤَخَّرِهما، وَهُوَ بالضَّمّ وَحْدَه، هكذَا نَقَلَه الصَّاغَانِي{والقَصُّ. وَمِنْه حَدِيثُ صَفْوَانَ بن مُحرِز أَنَّه كانَ إِذا قَرأَ وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون بَكَى حَتَّى نَقُولَ قد انْدَقَّ} قَصَصُ زَوْرِه. و {القَصِيصُ: الصَّوْتُ، عَن ابنِ عَبّادٍ، كالكَصِيصِ، وَقد مَرَ أَيْضاً فِي الفَاءِ عَنْهُ ذلِكَ.} وقَصِيصٌ: ماءٌ بأَجَأَ لطَيِّئ. {والقَصِيصَةُ: البَعِيرُ، يقل: وَجَّهْتُ} قَصِيصَةً مَعَ بَنِي فُلانٍ، أَي بعِيراً يَقُصُّ أَثَرَ الرِّكَابِ. والجَمْعُ {القَصَائصُ، عَن ابْن عَبّادٍ. و} القَصِيصَةُ: القِصَّةُ والجَمْعُ {القَصَائصُ. و} القَصِيصَةُ: الزَّامِلَةُ الصَّغِيرَةُ الضَّعيفَةُ يُحْمَلُ عَلَيْهَا المَتَاعُ والطَّعَامُ لِضَعْفِها.
و {القَصِيصَةُ: الطّائفَةُ المُجْتَمِعَةُ فِي مَكَانٍ. يُقَال: تَركْتُهم قَصِيصَةً وَاحِدَةً، أَي مُجْتَمِعِين ورَجُلٌ} قُصْقُصٌ، {وقُصْقُصَةٌ،} وقُصَاقِصٌ، بضَمِّهِنَّ، {وقَصْقاصٌ. بالفَتْح، أَيْ غَلِيظٌ مُكَتَّلٌ، أَو قَصِيرٌ) مُلَزَّزٌ، وَقيل: هُوَ الغَلِيظُ الشَّدِيدُ مَعَ القِصَرِ. وأَسَدٌ} قُصَاقِصٌ، {وقُصْقُصَةٌ بضَمِّهما} وقَصْقَاصٌ، بالفَتْح، كُلُّ ذلِكَ نَعْتٌ لَهُ فِي صَوْتهِ، الأَخِيرُ عَن الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّيْث. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هُوَ من أَسْمَائِه. وقِيلَ: أَسَدٌ {قُصْقُصٌ،} وقُصْقُصَةٌ، {وقُصاقِصٌ: عَظِيمُ الخَلْقِ شَدِيدٌ، وأَنْشَد أَبو مَهْدِيّ:
(} قُصْقُصَةٌ {قُصاقِصٌ مُصَدَّرُ ... لَهُ صَلاً وعَضَلٌ مُنَقَّرُ)
ورُوِي عَن أَبي مالكٍ: أَسَدٌ} قُصَاقِصٌ، ومُصَامِصٌ، وفُرَافِصٌ: شَدِيدٌ. ورَجُلٌ {قُصَاقِصٌ فُرَافِصٌ: يُشَبَّه بالأَسَد. وَقَالَ هِشَامٌ:} القُصَاقِصُ صِفَةٌ، وَهُوَ الغَليظُ المُكْتَّلُ. قَالَ أَبو سَهْلٍ الهَرَوِيُّ: جَمْعُ {القُصَاقِصِ المُكَسَّرُ قَصَاقِصُ، بالفَتْح، وجَمْعُ السَّلامَةِ} قُصَاقِصَاتٌ، بالضَّمّ. وحَيَّةٌ قُصَاقِصٌ: خَبِيثَةٌ، هكَذا فِي سائرِ النُّسَخ، والّذي فِي الصّحاح: وحَيَّةٌ {قَصْقَاصٌ أَيضاً نَعْتٌ لَهَا فِي خُبْثِها.
وَفِي كِتابِ العَيْنِ:} والقَصْقَاصُ أَيضاً: نَعْتُ الحَيَّةِ الخَبِيثَةِ. قَالَ: وَلم يَجِيءْ بِنَاءٌ على وَزْنِ فَعْلالٍ غَيْرهُ، إِنَّمَا حَدُّ أَبْنِيَةِ المُضَاعَفِ على وَزْنِ فُعْلُلٍ أَو فُعْلُولٍ أَو فِعْلِل أَو فِعْلِيلٍ مَعَ كُلِّ مَقْصُورٍ مَمْدُودٍ منْه. قَالَ: وجاءَتْ خَمْسُ كَلِمَاتٍ شَوَاذَّ، وَهِي ضُلَضِلة، وزُلَزِلٌ، {وقَصْقَاصٌ، والقَلَنْقَلُ، والزَّلْزَال، وَهُوَ أَعمُّها، لأَنَّ مَصْدَرَ الرُّباعِيّ يحْتَمل أَنْ يُبْنَى كُلُّه على فِعْلالٍ، وَلَيْسَ بمُطَّرِدٍ.
وكُلُّ نَعْتٍ رُبَاعِيٍّ فإِنّ الشُّعَراء يَبْنُونَهُ على فُعَالِلٍ، مثل} قُصَاقِص كقَوْلِ القَائِل فِي وَصِفِ بَيْتٍ مُصَوَّرٍ بأَنْوَاعِ التَّصاوِير:
(فِيه الغُوَاةُ مُصَوَّرُو ... نَ فحَاجِلٌ منهُمْ ورَاقِصْ)

(والفِيلُ يَرْتَكِبُ الرِّدَا ... فُ عَلَيْه والأَسَدُ القُصَاقصْ)
انْتَهَى. وَفِي التَّهْذيب: أَمَّا مَا قَالَهُ اللَّيْثُ فِي القُصَاقِصِ بمَعْنَى صَوْتِ الأَسَدِ ونَعْتِ الحَيَّةِ الخَبِيثة فإِنّي لم أَجِدْهُ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. قَالَ: وَهُوَ شَاذٌّ إِن صَحَّ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: فإِنّي لَا أَعرِفُه، وأَنا بَرِيٌْ من عُهْدَته. قُلْتُ: فإِن صَحَّت نُسَخُ القَامُوس كُلُّهَا، وثَبَتَ: حَيَّةٌ {قُصَاقِصٌ، فيَكُونُ هَرَباً من إِنْكارِ الأَزْهَرِيّ على اللَّيْثِ فِيمَا قَالَهُ، ولكِنْ قد ذكرَ: أَسَدٌ} قَصْقَاصٌ، بالفَتْح، تَبَعاً للجَوْهَرِيّ وغَيْره، وإِلاّ فَهُو مُخَالِفٌ لِمَا فِي أُصُول اللُّغَة. فتأَمَّلْ. وجَمَلٌ! قُصَاقِصٌ: قَوِيٌّ وقِيلَ: عَظِيمٌ. وَقد مَرَّ للمُصَنِّف أَيضاً فِي السّين: القَسْقَاس والقَسْقَس والقُسَاقِسُ: الأَسَدُ، ويأْتِي لَهُ فِي الضَّادِ أَيضاً: أَسَدٌ قَضْقَاضٌ، بالفَتْح والضَّمّ. {وقُصَاقِصَةُ، بالضَّمّ: ع، نَقله الصّاغانيّ.} والقِصَّةُ، بالكَسْرِ: الأَمْرُ والحَدِيثُ، والخَبَر، كالقَصَصِ، بالفَتْح. والَّتِي تُكْتَب، ج: {قِصَصٌ، كعِنَبٍ. يُقَالُ: لَهُ} قِصَّةٌ) عَجِيبَةٌ، وَقد رَفَعْتُ {- قِصَّتِي إِلى فُلانٍ.} والأَقَاصِيصُ جَمْع الجَمْع. و {القُصَّةُ، بالضَّمِّ: شَعرُ النَّاصِيَةِ. وَمِنْهُم مَنْ قَيَّدَهُ بالفَرَسِ وقِيلَ: مَا أَقْبَلَ من النّاصِيَة على الوَجْهِ. قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَساً:
(لَهُ} قُصَّةٌ فَشَغَتْ حاجِبَيْ ... هِ والعَيْنُ تُبْصِرُ مَا فِي الظُّلَمْ)
وَمِنْه حَدِيثُ أَنَسٍ: ولَكَ قَرْنَانِ أَو {قُصَّتانِ. وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة: تَنَاوَلَ} قُصَّةً من شَعرٍ كانَتْ فِي يَدِ حَرَسِيّ. {والقُصَّة أَيضاً تَتَّخِذُهَا المَرْأَةُ فِي مُقَدَّمِ رَأْسِهَا،} تَقُصُّ ناصِيَتَها مَا عَدَا جبِينَهَا ج {قُصَصٌ} وقِصَاصٌ. كصُرَدٍ ورِجَالٍ. أَبُو أَحْمَدَ شُجَاعُ بنُ مُفَرِّجِ ابنِ {قُصَّةَ، بالضَّمّ، المَقْدسِيُّ: مُحَدِّثٌ، عَن أَبِي المَعَالِي بْن صَابِر، وعَنْهُ الفَخْرُ بنُ البُخَارِيّ.} والقِصَاصُ، بالكَسْرِ: القَوَدُ، وَهُوَ القَتْل بالقَتْل، أَو الجَرْحُ بالجَرْحِ، {كالقِصَاصَاءِ، بالكَسْرِ،} والقُصَاصَاءِ، بالضَّمّ. قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ من المَفَارِيدِ شَاذٌّ عَن ابْن دُرَيْدٍ. و {القُصَاصُ، بالضَّمِّ: مَجْرَى الجَلَمَيْنِ من الرَّأْسِ فِي وَسَطِهِ، أَو} قُصَاصُ الشَّعرِ: حَدُّ القَفَا، أَو هُوَ نِهَايَةُ مَنْبِتِ الشَّعرِ من مُقَدَّمِ الرَّأْسِ، وقِيلَ: هُوَ حَيْثُ يَنْتَهِي نَبْتُه من مُقَدَّمِه ومُؤَخَّرِه. وَقد تَقَدَّم قَرِيبا. يُقَال: {أَقَصَّ هذَا البَعيرُ هُزَالاً، وَهُوَ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْبَعِثَ وَقد كَرَبَ.
و} الإَقْصَاصُ: أَنْ يُؤْخَذَ لَك القِصَاصُ. يُقَال: {أَقَصَّ الأَمِيرُ فُلاناً مِنْ فُلان، إِذا} اقْتَصَّ لَهُ مِنْه فجَرَحَهُ مِثْلَ جَرْحِه، أَو قَتَلَه قَوَداً، وكَذلك أَمْثَلَهُ مِنْهُ إِمْثَالاً، فامْتَثَلَ. و {أَقَصَّتِ الأَرضُ: أَنْبَتَت} القَصِيصَ، وَلم يُفَسِّرِ {القَصِيصَ مَا هُو وَهُوَ غِريبٌ لأَنَّهُ أَحالَهُ على مَجْهُولٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَصِيصُ: نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي أُصولِ الكَمْأَةِ، وَقد يُجْعَلُ غِسْلاً للرَّأْسِ كالخِطْمِيّ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ:} القَصِيصَةُ شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي أَصْلِ الكَمْأَة ويُتَّخَذُ منْهَا الغِسْلُ، والجَمْع {قَصَائِصُ} وقَصِيصٌ. قَالَ الأَعْشَى:
(فقُلْتُ وَلم أَمْلِ: ْ أَبَكْر بنَ وَائِلٍ ... مَتَى كُنتَ فَقْعاً نَابِتاً {بقَصَائِصَا)
وأَنشدَ ابنُ بَرِّيّ لامْرِئٍ القَيْس:
(تَصَيَّفَها حَتَّى إِذا لَمْ يَسُغْ لَهَا ... حَلِيٌّ بأَعْلَى حائِلٍ} وقَصِيصُ)
وأَنْشَدَ لِعَدِيّ بْنِ زَيْد:
(تَجْنِي لَهُ الكَمْأَةَ رِبْعِيَّة ... بالخَبءِ تَنْدَى فِي أُصولِ {القَصِيص)
وَقَالَ مُهاصِرٌ النَّهْشَليّ:) جَنَيْتُهَا من مَنْبِت عَوِيص من مَنْبِتِ الإِجْرِدِ} والقَصِيصِ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وزَعَم بَعْضُ النَّاس أَنّه إِنَّما سُمِّيَ {قَصِيصاً لِدَلالَتِهِ على الكَمْأَة، كَمَا} يُقْتَصّ الأَثَرُ.
قَالَ وَلم أَسْمَعْه. يُرِيدُ أَنّهُ لم يَسْمَعْه من ثِقَةٍ. {وأَقَصَّ الرَّجُلُ من نَفْسِه، إِذا مَكَّنَ من} الاقْتِصاصِ مِنْه. {والقِصَاصُ الاسْمُ مِنْهُ، وَهُوَ أَنْ يَفْعَلَ بِهِ مِثْلَ فِعْلِه، من قَتْلٍ، أَو قَطْعٍ، أَو ضَرْبٍ، أَو جَرْحٍ. ومِنْه حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم} يُقِصُّ مِنْ نَفْسِه. {وأَقَصَّهُ المَوْتُ} إِقْصَاصاً: أَشْرَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ نَجَا، وَيُقَال: {أَقَصَّتْهُ شَعُوبُ.
قَالَ الفَرَّاءُ:} قَصَّهُ من المَوْت وأَقَصَّهُ مِنْه بمَعْنىً، أَي دَنَا مِنْه. وَكَانَ يَقَولُ: ضَرَبَه حَتَّى {أَقَصَّهُ المَوْتُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ضَرَبَهُ ضَرْباً} أَقَصَّه من المَوْتِ أَي أَدْنَاهُ من المَوْتِ حَتَّى أَشْرَفَ عَلَيْه وَقَالَ:
(فإِنْ يَفْخَرْ عَلَيْكَ بِهَا أَمِيرٌ ... فقد {أَقْصَصْتَ أُمَّكَ بالهُزالِ)
أَي أَدْنَيْتَهَا من المَوْت.} وتَقْصِيصُ الدَّارِ: تَجْصِيصُها. ومَدِينَةٌ {مُقَصَّصَةٌ: مَطْلِيَّةٌ:} بالقَصِّ، وكَذلكَ قَبْرٌ {مُقَصَّصٌ. وَمِنْه الحَدِيث نُهِيَ عَن} تَقْصِيصِ القُبُورِ وَهُوَ بِنَاؤُهَا بالقَصَّة. {واقْتَصَّ أَثَرَهُ:} قَصَّه، {كتَقَصَّصَهُ، وَقيل:} التَّقَصُّصُ: تَتَبُّعُ الآثَار باللَّيْلِ. وَقيل: أَيّ وَقْتٍ كانَ. و {اقْتَصَّ فُلاناً: سَأَلَهُ أَنْ} يُقِصَّه، {كاسْتَقَصَّه، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وَهُوَ وَهَمٌ والصَّوابُ:} اسْتَقَصَّه: سَأَله أَنْ يُقِصَّه مِنْه. وأَمّا {اقْتَصَّه فمَعْنَاه تَتَبَّع أَثَرَه، هَذَا هُوَ المَعْرُوف عنْدَ أَهْلِ اللُّغَة، وإِنَّمَا غَرَّه سَوْقُ عِبَارَة العُبَاب ونَصُّه:} وتَقَصَّصَ أَثَرَهُ مِثْلُ {قَصَّه} واقْتَصَّه.! واستَقَصَّه: سَأَلَهُ أَن يُقِصَّه، فظَنَّ أَن اسْتَقَصَّه مَعْطُوف على اقْتَصَّه وَلَيْسَ كَذلِك، بَلْ هِي جُمْلَة مُسْتَقِلَّة، وَقد تَمَّ الكَلامُ عنْدَ قَوْله: واقْتَصَّه، فَتأَمَّلْ. اقْتَصَّ مِنْه أَخَذَ مِنْهُ {القِصَاصَ، ويُقَال: اقْتَصَّه الأَمِيرُ، أَي أَقادَهُ.
اقتَصَّ الحَديثَ: رَوَاهُ على وَجْهِه، كَأَنَّه تَتَبَّعَ أَثَرَه فأَوْرَدَهُ على} قَصِّهِ. {وتَقَاصَّ القَوْمُ:} قَاصَّ كُلُّ وَاحدٍ مِنْهُم صَاحبَهُ فِي حِسَابٍ وغَيْرِه، وَهُوَ مَجازٌ، مَأْخُوذٌ من {مُقاصَّةِ وَلِيِّ القَتِيلِ. وأَصْلُ} التَّقاصِّ التَّنَاصُفُ فِي {القِصَاصِ، قَالَ الشَّاعِر:
(فُرُمْنا القِصَاصَ وكَانَ التَّقَاصُّ ... حُكْماً وعَدْلاً على المُسْلِميِنَا)
قَالَ ابنُ سِيدَه: قولُه التَّقَاصُّ شَاذٌّ، لأَنَّه جَمَعَ بَيْنَ الساكنَيْن فِي الشِّعْرِ، وَلذَلِك رَوَاهُ بعضُهم: وَكَانَ القِصَاصُ، وَلَا نَظيرَ لَهُ إِلاّ بَيْتٌ وَاحدٌ. أَنْشَدَ الأَخْفَش:)
(ولَوْلا خِدَاشُ أَخَذْتُ دَوابّ ... سَعْدٍ وَلم أُعْطِه مَا عَلَيْها)
قَالَ أَبو إِسْحَاق: أَحْسَب هذَا الْبَيْت إِنْ كَانَ صَحيحاً فَهُو: ولَوْلا خِدَاشٌ أَخَذْتُ دَوَابِبَ سَعْدٍ. .
لأَنَّ إِظْهَارَ التَّضْعِيف جَائِزٌ فِي الشِّعْر. أَو: أَخَذْتُ رَوَاحِلَ سَعْدٍ.} وقَصْقَصَ بالجِرْوِ: دَعَاهُ، والسِّينُ لُغَة فِيهِ. قَالَ أَبُو زَيْد: {تَقَصَّصَ كَلامَهُ، أَي حَفِظَهُ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} قَصَّصَ الشَّعرَ وقَصَّاهُ، على التحْوِيل، كقَصَّهُ. {وقُصَاصَةُ الشَّعرِ، بالضَّمّ،: مَا} قُصَّ مِنْهُ، وهذِه عَن اللِّحْيَانِيّ. وطَائر {مَقصوص الْجنَاح} ومَقَصُّ الشَّعرِ: {قُصَاصُهُ حيثُ يُؤْخَذُ} بالمِقَصّ. وَقد {اقْتَصَّ} وتَقَصَّصَ وتَقَصَّى. وشَعرٌ {قَصِيصٌ} ومَقْصُوصٌ. {وقَصَّ النَّسّاجُ الثَّوْبَ: قَطَعَ هُدْبَهُ. وَمَا} قَصَّ مِنْهُ هِيَ {القُصَاصَةُ. ويُقَال: فِي رأْسِهِ} قِصَّةٌ، يَعْنِي الجُمْلَةَ من الكَلامِ ونَحْوِه، وَهُوَ مَجازٌ. {وقَصَصُ الشّاةِ: مَا} قُصَّ من صُوفِها. {وقَصَّهُ يَقُصُّه: قَطَعَ أَطْرافَ أُذُنَيْه، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. قَالَ: وُلِد لِمَرْأَةٍ مِقْلاتٍ فقِيلَ لَهَا: قُصِّيهِ فَهُو أَحْرَى أَن يَعيشَ لَكِ. أَي خُذِي من أَطْرَافِ أُذُنَيْه، ففَعَلَتْ فعَاشَ. وَفِي الحَدِيثِ قَصَّ اللهُ بهَا خَطَاياه، أَي نَقَصَ وأَخَذَ. وَفِي المَثَل: هُوَ أَلْزَمُ لَكَ من شَعَرَاتِ} قَصِّك نَقَلَه الجَوْهَريّ.
وبخَطِّ أَبي سَهْلٍ: شُعَيْرَاتِ {قَصِّكَ ويُرْوَى: من شَعَراتِ} قَصَصِكَ قَالَ الأَصْمَعِيّ: وذلِك أَنَّهَا كُلَّما جُزَّت نَبَتَتْ. وَقَالَ الصّاغَانِيّ: يُرَادُ أَنّهُ لَا يُفَارِقُكَ وَلَا تَسْتَطيعُ أَنْ تُلْقِيه عَنْك. يُضْرَبُ لِمَنْ يَنْتَفِي مِنْ قَرِيبِه، ويُضْرَب أَيضاً لِمَنْ أَنْكَرَ حَقّاً يَلْزَمُهُ من الحُقُوق. {وقَصُّ: بَلْدَةٌ على ساحِل بَحْرِ الهِنْد، وَهُوَ مُعَرَّب كَج، وذَكَرَه المُصَنّف فِي السّينِ.} والقَصَصُ، بالفَتْح: الخَبَرُ {المَقْصُوص، وُضِعَ مَوْضِعَ المَصْدرِ. وَفِي حَدِيث غَسْل دَمِ المَحِيض} فَتَقُصُّه برِيِقهَا أَي تَعَضُّ مَوْضِعَهُ من الثَّوْب بأَسْنانِها ورِيقِها لِيَذْهَبَ أَثَرَهُ، كأَنَّه من القَصّ القَطْع، أَو تَتَبُّع الأَثَرِ. {والقَصُّ: البَيَانُ.
} والقَاصُّ: الخَطيبُ، وَبِه فَسَّر بَعْضٌ الحَديثَ لَا {يَقُصُّ إِلاَّ أَميرٌ أَو مَأْمُورٌ أَو مُخْتَالٌ. وخَرَجَ فُلانٌ قَصَصاً فِي إِثْر فُلان: إِذا} اقْتَصَّ أَثَرَه. وَفِي المَثَل هُوَ أَعْلَمُ بمَنْبِت {القَصِيصِ، يُضْرَبُ للعارِف بمَوْضِعِ حَاجَتِهِ. ولُعْبَةٌ لهُم لَهَا:} قَاصَّة. وحَكَى بَعْضُهم: {قُوصَّ زَيْدٌ مَا عَلَيْه. قَالَ ابنُ سِيدَه: عِنْدِي أَنَّه فِي مَعْنَى حُوسِبَ بِمَا عَلَيْه. إِلاَّ أَنَّه عُدِّيَ بغَيْر حَرْفٍ، لأَنَّ فِيه مَعْنَى أُغْرِمَ ونَحْوِه. وَفِي حَدِيث زَيْنَب يَا} قَصَّةً على مَلٍ حُودَةِ شَبَّهَتْ أَجْسَامَهم بالقُبُورِ المُتَّخَذَةِ من الجَصّ وأَنْفُسَهم بجِيَفِ المَوْتَى الَّتي تَشْتَمِلُ عَلَيْهَا القُبورُ. {والقَصَّاصُ: لُغَةٌ فِي} القَصِّ، اسمٌ كالجَيَّارِ. وَمَا {يَقِصُّ فِي يَدِه شيْءٌ، أَي مَا يَبْرُدُ وَمَا يَثْبُتُ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ: وذَكَره المُصَنِّف فِي ف ص ص، وتَقَدَّم هُنَاكَ الإِنْشَادُ.} والقَصَاصُ كسَحَاب: ضَرْبٌ من الحَمْض، وَاحدَتُه: {قَصَاصَةٌ.)
} وقَصْقَصَ الشَّيْءَ: كَسَرَهُ. {والقَصْقَاصُ، بالفَتْح: ضَرْبٌ من الحَمْضِ. قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُوَ دَقِيقٌ ضَعِيفٌ أَصْفَرُ اللَّوْنِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و:} القَصْقَاصُ: أَشْنانُ الشَّأْمِ. وذُو {القَصَّة، بالفَتْح: مَوْضِعٌ على أَرْبَعَةٍ وعِشْرِين مِيلاً من المَدِينة المُشَرَّفة، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي حَديث الرَّدَّةِ، وَهُوَ المَذْكُور فِي المَتْنِ كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ، وَيَأْتي ذِكْرُه أَيْضاً فِي ب ق ع.} والقُصَّاص، كرُمّانٍ: جَمْعُ القَاصِّ.
وَمن المجَاز: عَضَّ {بقُصَاصِ كَتِفَيْه: مُنْتَهاهُما حَيْثُ الْتَقَيَا.} وقاصَصْتُه بِمَا كانَ لي قبَلَهُ: حَبَسْتُ عَنهُ مِثْلَه. نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ. وأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النُّعْمَانِ! القَصَّاصُّ الأَصْبَهَانِيُّ، صاحِبُ أَبِي بَكْرِ بنِ المُقْرِئِ. وأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بنُ مَوْهُوبِ بن عَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ السُّلَمِيّ، عُرف بابْن! المُقَصِّصِ، سَمع مِنْهُ الحافِظُ أَبو القَاسِمِ بنُ عَساكِر، وذَكَرَه فِي تَارِيخِه، تُوُفِّيَ بدِمَشْق سنة وعمُّه أَبُو البرَكاتِ كتائِبُ بنُ عَلِيّ ابْنِ حَمْزَةَ السُّلَمِيّ الحَنْبَلِيّ، سَمِعَ أَبا بَكْرٍ الخَطِيبَ، وكَتَبَ عَنهُ السِّلَفِيُّ فِي مُعْجم السّفر كَذَا فِي تَكْمِلَة الإِــكْمَال لأَبِي حَامِد الصَّابُونِيّ.
(قصَص) الشّعْر وَالصَّوْت وَالظفر قطعه وداره جصصها

خَتش

خَتش
. خُتَّشُ، بضمّ الخاءِ، وفتْح التَّاء المُشَدَّدَةِ، أَهمله الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللّسَانِ، وَلَو قَال: كسُكَّرٍ لأَصَابَ، وَهَكَذَا ضَبَطَه الحافِظُ، وخَالَفَهُمَا الصّاغَانِيّ، فقالَ: هُوَ بضَمَّتَيْنِ مشَدَّدَة التاءِ: جَدُّ أَبِي الفَضْلِ رُسْتُمَ بنِ عَبْدِ الله الأَشْرُوسَنِيِّ عَن مُحَمَّدِ بنِ غالِبٍ الأَنْطَاكِيّ، سَمِعَ مِنْهُ أَبو مُحَمّد الضَّرّابُ، والأُشْرُوسَنِيُّ هَكَذَا بِزيَادَة النُّونِ قَبْلَ ياءِ النِّسْبَة، ومِثْلُه فِي التَّكْمِلَةِ، وَفِي التَّبْصِير: الأَشْرُوسِيُّ من غَيْرِ نُون، وقالَ: هُوَ مَنْسُوب إِلَى أُشْرُوسَانَ، فُرْضَةِ مَن جاءَ مِنخُراسانَ يريدُ السِّنْدَ، وأَمّا بالنُّونِ فمِنْ بِلادِ الرُّومِ، فتَأَمَّل. وأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَتّاش، ككَتّانٍ، البُخَارِيّ، من المُحَدِّثِينَ، قَالَ الحافِظُ: هكذَا ضَبَطَه الذَّهَبِيُّ وهُوَ تَصْحِيفٌ، والَّذِي فِي الإِــكْمَالِ بالنُّونِ لَا بالمُثَنّاةِ، فلْيُتَأَمَّلْ.

الشرط

الشرط: تعليق شيء بشيء بحيث إذا وجد الأول وجد الثاني كذا عبر ابن الــكمال. وقال الراغب: كل حكم متعلق بأمر يقع لوقوعه، وذلك الأمر كالعلامة له. وقال غيرهما: ما يلزم من عدمه العدم ولا يلزم من وجوده الوجود ولا عدم لذاته.

نشتبر

نشتبر
نِشْتَبْرُ، كجِرْدَحْل، أَهمله الجَوْهَرِيّ، وَهِي ة كبيرةٌ قربَ شَهرابانَ من طَرِيق خُراسانَ، من نواحي بَغداد، ذاتُ نَخلٍ وبساتينَ. وضبطَه ياقوت بِفَتْح النُّون وَزِيَادَة الأَلف الْمَقْصُورَة فِي آخِره. قلت: وَمِنْهَا الإمامُ أَبو محمّد عبدُ الْخَالِق بن الأَنْجَب بن المُعمَّر بن الحسَن بن عُبَيْد الله النَّشْتَبْرِيُّ تفقَّه على الشَّيْخ أَبي طالبٍ المُبارك بن المُبارَك بن الخلّ بن فَضلانَ مدرِّس بِالْمَدْرَسَةِ الشّهابيّة بدُنَيْسِر، وَسمع قَلِيلا من الحَدِيث عَن وجيه بن طَاهِر وَغَيره، وَقد نيَّفَ على التِّسعين، وَقد وقَعَ لنا حديثُه فِي عُشارِيّات الحافظِ بنِ حَجَر من طريقِ زَيْنَبَ بنتِ الــكَمالِ عَنهُ.

دستر

دستر: دَسْتَر وتدستر: ذكرتا في معجم فوك في مادة Clavila ligni.
دُسْتَر وتجمع على دساتر: دسار خشب. (فوك، الكالا، المقدمة 2: 341، 325، 354، ابن العوام 1: 555 حيث أراد بانكري تغيير الكلمة خطأ منه) وأقرأ دستر وفي (1: 557) منه واقرأ دساتر في 1: 561، 575).
ودُستر: كعب القدم، عرقوب (فوك) وهي مذكورة في القسم الأول من معجم فوك، وربما كان هذا خطأ، في القسم الثاني معنى آخر غير هذا.
ودُستر: لسان الميزان (الكالا).
دستر
: (الدُّسْتُورُ، بالضَّمِّ) : أَهمله الجَوْهَريّ. وَقَالَ الصّغانِيّ: هُوَ اسْم (النُّسْخَة المَعْمُولَة للجَماعَاتِ) كالدَّفاتِر (الَّتِي مِنْهَا تَحْرِيرُهَا) ويُجْمَع فِيهَا قوانِينُ الْملك وضَوابِطُه، فارسيّة (مُعآعَّبَةٌ، ج دَساتِيرُ) . واستَعْمَله الكُتَّابُ فِي الَّذِي يُدِير أَمرَ الْملك تَجَوُّزاً.
وَفِي مَفَاتِيح الْعُلُوم لابْنِ كَمَال باشا: الدُّسْتور: نُسْخَة الجماعَة، ثمَّ لُقِّب بِهِ الوَزِيرُ الكَبِير الَّذِي يُرْجَع إِلَيْهِ فِيمَا يَرْسُم فِي أَحوال النَّاس، لكَوْنه صاحبَ هاذا الدَّفْترِ: وَفِي الأَساس: الوَزِيرُ: الدُّسْتُور قَالَ شيخُنَا: وأَصلُه الفَتْح، وإِنّمَا ضُم لَمَّا عُرّب ليَلْتَحِق بأَوْزَان العَرَب، فَلَيْسَ الفَتْحُ فِيهِ خطأ مَحْضاً، كَمَا زَعمه الحَرِيرِيّ. ووَلِعَت العامّة فِي إِطْلَاقه على معنَى الإِذْنِ.

النّفي

النّفي:
[في الانكليزية] Negation
[ في الفرنسية] Negation
بالفتح وسكون الفاء عند أهل العربية من أقسام الخبر مقابل الإثبات والإيجاب، قيل بل هو شطر الكلام كلّه. والفرق بينه وبين الجحد أنّ النافي إن كان صادقا سمّي كلامه نفيا ومنفيا أيضا ولا يسمّى جحدا، وإن كان كاذبا سمّي جحدا ونفيا أيضا. فكلّ جحد نفي وليس كلّ نفي جحدا، ذكره أبو جعفر النحاس وابن السحري، وغيرهما. مثال النفي ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ، ومثال الجحد نفى فرعون وقومه آيات موسى وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ. ثم إنّ النفي في الماضي إمّا أن يكون نفيا واحدا أو مستمرا أو نفيا فيه أحكام متعدّدة، وكذلك في المستقبل، فصار النفي أربعة أقسام واختاروا له أربع كلمات ما ولم ولن ولا. والمنفي عند المتكلّمين هو المعلوم الغير الثابت وقد سبق مستوفى في لفظ المعلوم.

تنبيهات:

الأول: زعم بعضهم أنّ شرط صحة النفي عن الشيء صحة اتصاف المنفي عنه بذلك الشيء، وهو مردود بقوله تعالى وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ونظائره كثيرة. والصواب أنّ انتفاء الشيء عن الشيء قد يكون لكونه لا يمكن منه عقلا، وقد يكون لكونه لا يقع منه مع إمكانه.

الثاني: نفي الذات الموصوفة قد يكون نفيا للصفة دون الذّات نحو وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ أي بل هم جسد يأكلون، وقد يكون نفيا لهما نحو لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً، أي لا سؤال لهم أصلا فلا يحصل منهم إلحاف ويسمّى هذا النوع عند أهل البديع نفي الشيء بإيجابه. وعبارة ابن رشيق في تفسيره أن يكون الكلام ظاهرة إيجاب الشيء وباطنه نفيه بأن ينفي ما هو من سببه كوصفه، وهو المنفي في الباطن. وعبارة غيره أن ينفى الشيء مقيّدا والمراد نفيه مطلقا مبالغة في النفي وتأكيدا له. ومنه وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فإنّ الإله مع الله لا يكون إلّا عن غير برهان، ومنه وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِ فإنّ قتلهم لا يكون إلّا بغير حقّ ومنه اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها فإنّها لا عمد لها أصلا. الثالث: قد ينفى الشيء رأسا لعدم كمال وصفه أو انتفاء ثمرته كقوله تعالى في صفة أهل النار لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى فنفى عنه الموت لأنّه ليس بموت صريح ونفى عنه الحياة لأنّها ليست بحياة طيّبة ولا نافعة.

الرابع: المجاز يصحّ ففيه بخلاف الحقيقة وأورد عليه: وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى فإنّ المنفي فيه هو الحقيقة. وأجيب بأنّ المراد بالرمي هنا المترتّب عليه وهو وصوله إلى الكفار، فالوارد عليه النفي هنا مجاز لا حقيقة والتقدير وما رميت خلقا إذ رميت كسبا أو ما رميت انتهاء إذ رميت ابتداء.

الخامس: نفي الاستطاعة الواردة في القرآن قد يراد به نفي القدرة والإمكان نحو فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً، وقد يراد به نفي الامتناع نحو هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ على القراءتين أي هل يفعل أو هل يجيبنا، فقد علموا أنّ الله قادر على الإنزال وأنّ عيسى قادر على السؤال، وقد يراد به الوقوع بمشقّة وكلفة نحو إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً، هذا كلّه من الاتقان.

السادس: من قواعدهم أنّ النفي إذا دخل على كلام فيه قيد توجه إلى القيد خاصة وأفاد ثبوت أصل الفعل. قال أبو القاسم في حاشية المطول: التحقيق أنّ هذه القاعدة ليست كلّية بل أكثرية إذ يحتمل أن يقصد نفي الفعل والقيد جميعا بمعنى انتفاء كلّ من الأمرين مثل ما جئت راكبا بمعنى لا مجيء ولا ركوب، أو بمعنى انتفاء القيد من غير اعتبار لنفي الفعل أو إثباته كما إذا قلت لم أضرب كلّ أحد بمعنى أنّ الضرب لم يقع على كلّ أحد من غير اعتبار لنفي الضرب وإثباته، وهذا مراد من قال إنّ رفع الإيجاب الكلّي أعمّ من السّلب الكلّي والسّلب عن البعض مع الإيجاب للبعض، وهذا كثير الوقوع في الكلام، أو انتفاء الفعل من غير اعتبار لنفي القيد أو إثباته كقوله تعالى: وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ هذا إذا اعتبر القيد أوّلا ثم نفي. وإن اعتبر النفي أولا ثم قيّد رجع النفي إلى المقيّد حتى إذا كان القيد هو العموم مثلا أفاد نفي العموم على الأول وعموم النفي على الثاني والتعويل على القرائن انتهى. وفي بعض حواشي البيضاوي أنّ رجوع النفي إلى القيد إنّما يكون إذا كان القيد مما لا يلزم المقيد وإن كان مما يلزمه يرجع إلى المقيّد.

دزمر

دزمر
: (دِزْمَارةُ، بالكَسْر) ، أَهملَهُ الجَوهَرِيّ والصَّغانِيُّ وَالْجَمَاعَة، وَهُوَ: (ع، مِنْهُ) الشَّيْخ الإِمام كَمَالُ الدّين أَبُو العَبّاس (أَحمدُ بنُ كُشاشِب) بْن عَلِيَ (الفَقِيهُ الشّافِعِيّ) الصوفيّ الدِّزْمَارِيّ. لَهُ (شَرْح التَّنْبِيه) (وَكتاب الفروق) وتُوفِّيَ سنة 643 فِي 17 ربيع الآخِر، هاكذا ذكرَه ابنُ السُّبْكِيّ فِي (الطَّبَقَات) الكُبرَى وابْنُ قَاضِي شَهْبَةَ فِي تَرْجَمَته.

سمذ

سمذ



سَمِيذٌ i. q. سَمِيدٌ [q. v.]; (K:) [said to be] more chaste than the latter: (K in art. سمد:) [but] accord. to Kr, it is with the unpointed د. (M in that art.)
سمذ
السمِيْذُ: الحُوّارى.
سمذ
: (السَّمِيذُ) ، أَهمله الجوهريّ، وَقَالَ الصاغانيّ: هُوَ (السَّمِيدُ) ، وَهُوَ الحُوَّارَى، وَقد تقدّم. (و) أَبو محمّد، وَيُقَال أَبو الْقَاسِم (عبدُ الله بن محمّد) بن عليّ بن زِيَاد، العَدْل (الدَّوْرَقِيُّ) ، نزَل بِنيْسَابُور على زِيادٍ، وكانَ يَعْمَل لَهُ السَّمِيذ، فَبَقيَ هَذَا الاسمُ على وَلَدِه بهَا، روعى عَن عبد الله بن محمّد بن شيروَيْهِ مُسنَدَ ابنِ رَاهَوَيْه، وَعنهُ عبد الرحمان بن حمدَان البَصْريّ، (ومحمّد بن محمّد بن عَلِيّ) ابْن أُخت بن طَبَرْزَد، سمع ابنَ الطَّلاّبة، وَعنهُ الــكمالُ ابنُ الغُوَيْرَة بالإِجازة، (وعَمُّه) أَبو المكارم (المُبَارَكَ بنُ عَلِيّ) بن عبد الْعَزِيز بن أَحمد بن محمّد بن عَبدُوس الخَبار شِيخٌ صالحٌ بَغداديٌّ، عَن ابْن هَزَارْمَرْد، وَعنهُ بن طَبَرْزَد، مَاتَ سنة 539 (وأَبو القاسِم أَحمدُ بن) أَبي الفضلِ (أَحمدَ بن) أَبي غَالب (عَلِيّ) بن عبد الْعَزِيز البَغْدَادِيّ الْكَاتِب الدقَّاق الْمَعْرُوف بالشامَاتي، وُلِد سنة 544 ببغدَاد، وَسمع من أَبي الْوَقْت، قرَأْتُ فِي التكْمِلة للمُنْذِرِيّ مَا نصُّه: وسمَّاهُ بعضُهُم لاحِقاً، وبعضُهُم عَلِيًّا، وَالصَّوَاب أَن اسمَه كُنْيَتُه وَكَانَ فِي وَجْهِ شَامَةٌ، فنَسَبَ بعضُهُم فَقَالَ الشَّامَاتِيّ، وكانَ يَنبَغِي أَن يُقَال فِيهِ صاحِبُ الشَّامَة، توفِّيَ بِبَغْدَاد سنة 629، (السِّمِذِيّونَ، بِكَسْر السِّين وَالْمِيم والذال) ، وَمِنْه مَن شَدَّد الْمِيم، (مُحَدِّثُونَ) .

أَرد

أَرد
: ( {أَرْدُ) ، بفتْح فَسُكُون، أَهمله الجوهريّ وَصَاحب (اللِّسَان) ، وَقَالَ الصاغانيّ: هِيَ (ة ببُوسَنْجَ) ، مِنْهَا محمّد بن عَيّاش، روَى عَن صَالح بنِ سَهْلِ البُوسَنْجيّ، وَعنهُ أَبو الْحسن الفالي. (وبالضّمّ: ة بفارسَ) : قريبةٌ من أَصْبهانَ، مِنْهَا أَبو الحَسن عليّ بنُ إِبراهيمَ بِن أَحمدَ الدامانيّ، روى لَهُ المالينيّ.
(} وأَرْدِسْتَان) ، بِفَتْح الأَوّل وكسْر الثَّالِث وفَتْحِه: (د قُرْب أَصْفَهَانَ) مِنْهُ أَبو مُحَمَّد عبد الله بن يُوسُف بن أَحمَد الأَصفهانيّ نَزيل نيسابورَ، توفِّيَ سنة 409.
( {وأَرْدَشيرُ) ، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: هاكذا رَأَيْتُه فِي كتاب (الذَّهبِيّ) بخطّه، وَلم أَرَه فِي (الإِــكمال) وَلَا فِي (ذَيله) ، وسَمعْت مَن يذكُره بالزَّاي، (من مُلوكِ المَجُوسِ) الْمَشْهُورين.

مَلأ

(مَلأ) الْإِنَاء مُبَالغَة فِي ملأَهُ وَفِي قوسه أملأ
(مَلأ)
فِي الْقوس ملئا جذب الْوتر جذبا شَدِيدا وَالشَّيْء وضع فِيهِ من المَاء وَغَيره قدر مَا يسع وَيُقَال ملأَهُ على الْأَمر ساعده وشايعه وملأت مِنْهُ عَيْني أعجبني منظره وَهُوَ يمْلَأ الْعين حسنا وملأ فروج فرسه حمله على أَشد الْعَدو
مَلأ
: ( {مَلأَه) أَي الشيءَ (كَمَنَع) يَمْلَؤُه (} مَلأً {وَمَلأَةً} وَمِلأَةً) أَي (بِالْفَتْح وَالْكَسْر {ومَلأَهُ} تَمْلِئَةً {فامْتَلأَ} وتَمَلأَ) ، فِي الْعبارَة لفٌّ ونَشْر، وَذَلِكَ أَن {امتلأَ مُطاوع مَلأَه} وَملِئَه بِالْفَتْح وَالْكَسْر. {وتَمَلأَ مُطاوع} ملأَة كعَلَّمَه فتَعلَّم ( {ومَلِيءَ) بِالْكَسْرِ (كسَمِعَ، وَإِنَّه لحَسَنُ} المِلأَةِ) أَي المِلْءِ (بِالْكَسْرِ لَا {التَّمَلُّؤِ) لأَن الْمَقْصُود الْهَيْئَة (وَهُوَ) أَي الإِناء (} مَلآنُ وَهِي) أَي الأُنثى ( {مَلأَى) على فَعْلَى، كَمَا فِي (الصِّحَاح) (} ومَلآنةٌ) بهاء (ج! مِلاَءٌ) ككرامٍ، كَذَا فِي النّسخ {وأَمَلاءُ، كَمَا فِي (اللِّسَان) ، والعامة تَقول إِناءُ} مَلاً مَاءً، وَالصَّوَاب {ملآنُ مَاء، قَالَ أَبو حَاتِم: حُبٌّ مَلآنُ، وقِرْبَةٌ} مَلأَى، وحِبَاب {مِلاَءُ، قَالَ: وإِن شئتَ خفَّفْت الهمزةَ فَقلت فِي المُذكّر} مَلاَنُ، وَفِي المُؤَنّثَ مَلاَ، ودَلْوٌ {مَلاً، وَمِنْه قَوْله:
وحَبَّذَا دَلْوُكِ إِذْ جَاءَتْ مَلاَ
أَراد} مَلأَى، وَيُقَال {مَلأْتُه} مَلأً بِوَزْن مَلْعاً فإِن خَفَّفْتَ قُلت مَلاً، وَقد {امتلأَ الإِناءُ} امتلاءً. {وامْتَلاَ} وتَمَلأَ بِمَعْنى.
( {والمُلاَءَةُ) ممدوداً (والمُلاَءُ) كغُراب (} والمُلأَة) كمُتْعَة (بضمِّهن: الزُّكَام) يُصيب (من {الامْتِلاءِ) أَي} امتلاءِ المَعِدة، (وَقد {مُلِىءَ كعُنِيَ) مبنيًّا للْمَفْعُول (و) } مَلُؤَ مِثال (كَرُمَ {وأَمْلأَه اللَّهُ تَعَالَى) } إِمْلاَءً، أَي أَزكمه (فَهُوَ {مَمْلُوءٌ) . كَذَا فِي النّسخ وَفِي بَعْضهَا فَهُوَ مَلآنُ (} ومَمْلُوءٌ) وَهَذَا خِلاف الْقيَاس يُحْمَل على مُلِيءَ، فَهُوَ حِينَئِذٍ (نادِرٌ) لأَن الْقيَاس فِي مفعولٍ الرباعيِّ مُفْعَل كمُكْرَم. وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز بِهِ {مُلأَةٌ، وَهُوَ ثِقَلٌ يأْخُذ بالرأْس وزُكْمَةٌ من امتلاء الْمعدة. ومُلِيءَ الرجلُ وَهُوَ مَملوءٌ. انْتهى. وَقَالَ اللَّيْث:} المُلاَءُ: ثقَلٌ يأَخذُ فِي الرأْس كالزُّكامِ من امتلاءِ المَعِدة، وَقد تَمَلأَ من الطَّعَام والشَّرابِ {تَمَلُّؤاً، وتَمَلأَ غَيْظاً وشِبَعاً} وامتلأَ. قلت: وَهُوَ من الْمجَاز. وَقَالَ ابْن السكّيت: {تَمَلأْتُ من الطَّعَام} تَمَلُّؤًا، وتَمَلَّيْتُ العَيْشَ {تَمَلِّياً، إِذا عِشْتَ} مَلِيًّا، أَي طَويلا.
( {والمَلأُ، كجَبَلٍ: التَّشَاوُرُ) يُقَال: مَا كَانَ هَذَا الأَمرُ عَن} مَلإٍ مِنَّا أَي تَشاوُرٍ واجتماعٍ، وَفِي حَدِيث عُمَر رَضِي الله عَنهُ حِين طُعِن: أَكان هَذَا عَن مَلإٍ مِنْكُم؟ أَي عَن مُشاوَرَةٍ من أَشرافكم وجَماعتِكم. فَهُوَ مجازٌ، صَرَّح بِهِ الزَّمَخْشَرِيّ وغيرُه (و) المَلأُ (: الأَشْرَافُ) أَي من الْقَوْم ووُجُوههم ورُؤَساؤُهم ومُقَدَّمُوهم الَّذين يُرْجَع إِلى قَوْلِهِم (والعِلْيَةُ) بِالْكَسْرِ، ذكره أَبو عُبيدةَ فِي غَرِيبه، وَهُوَ كعطفِ تفسيرٍ لِما قَبْلَه، وَالْجمع أَمْلاَءٌ، وَفِي الحَدِيث. هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟) يُرِيد الملائكةَ المُقَرَّبِينَ، ويروى أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمسَمع رَجُلاً من الأَنصار وَقد رَجعوا مِن غَزْوَةِ بَدْرٍ يَقُول: مَا قَتَلْنَا إِلاَّ عَجائِزَ صُلْعاً. فَقَالَ عَلَيْهِ السلامُ: (أُولئك المَلأُ مِن قُرَيْشٍ لَو حَضَرْتَ فِعَالَهم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ) أَي أَشرافُ قُريشٍ. (و) المَلأُ (: الجَمَاعَةُ) أَي مُطلقًا، وَلَو ذكره عِنْد التشاوُرِ كَانَ أَوْلَى للمناسبة (و) الملأُ (: الطَّمَعُ والظَّنُّ) . وَالْجمع أَمْلاَءٌ، أَي جَماعاتٌ، عَن ابْن الأَعرابيّ، وَبِه فسّر قَول الشَّاعِر:
وَتَحَدَّثُوا مَلأً لِتُصْبِحَ أُمُّنَا
عَذْرَاءَ لاَ كَهحلٌ وَلَا مَوْلُودُ
وَبِه فُسِّرَ أَيضاً قولُ الجُهنِيِّ الْآتِي ذِكْرُه:
فَقُلْنَا أَحْسِني مَلأً جُهَيْنَا
أَي أَحْسِني ظَنًّا، وَقَالَ أَبو الْحسن: لَيْسَ المَلأُ من بابِ رَهْطٍ، وإِن كانَا اسمَيْنِ للجَمْعِ، لأَن رَهْطاف لَا واحِدَ لَهُ من لَفظه، ثمَّ قَالَ: (و) الملأُ إِنَّما هم (القَوْمُ ذَوُو الشَّارَةِ، والتَّجَمُّعُ) للإِدارة، فَفَارَقَ بابَ رَهْطٍ لذَلِك، والمَلأُ على هَذَا صِفَةٌ غالبةٌ. (و) المَلأُ (الخُلُقُ) ، وَفِي (التَّهْذِيب) : الخُلُقُ! - المَلِيءُ بِمَا يُحْتَاج إِليه، وَمَا أَحْسَن مَلأَ بَني فُلانٍ، أَي أَخلاقَهم وعِشْرَتَهم، قَالَ الجُهَنِيُّ:
تَنَادَوْا يَالَ بُهْثَةَ إِذْ رَأَوْنَا
فَقُلْنَا أَحْسِنِى مَلأً جُهَيْنَا أَي أَحْسِني أَخلاقاً يَا جُهَيْنَة، وَالْجمع أَمْلاَءٌ، وَفِيه وُجُوهٌ أُخَرُ، ذُكِر مِنْهَا وَجْهٌ، وسيأْتي وجهٌ آخَرُ، وَفِي حَدِيث أَبي قَتادة: لمَّا ازدحمَ الناسُ على المِيضَأَةِ فِي بعضِ الغَزَواتِ قَالَ لَهُم رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحْسِنوا المَلأَ فكُلُّكُمْ سَيَرْوَى) ، قَالَ ابنُ الأَثير: وأَكثر قُرَّاءِ الحَدِيث يَقْرؤُونها (أَحْسِنُوا المِلْءِ) بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون اللَّام، وَلَيْسَ بِشَيْء (وَمِنْه) مَا جاءَ فِي الحَدِيث أَيضاً حِين ضَربُوا الأَعرابيَّ الَّذِي بَال فِي الْمَسْجِد (أَحْسِنُوا {أَمْلاَءَكُمْ، أَي أَخْلاَقَكُمْ) وتقدّم فِي م ر أَحديثُ الحَسن البصرِيّ: لما ازْدَحَموا عَلَيْهِ فَقَالَ: أَحْسِنُوا أَمْلاَءَكُم أَيُّها المَرْؤُونَ.
(و) } المُلاَءُ (كَغُرَابٍ: سَيْفُ سَعْدِ بنِ أَبي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ رَضِي اللَّهُ عَنهُ، قَالَ ابنُ النُّوَيْعِمِ يَرثي عُمَرَ بنَ سَعْدِ حِين قَتَلَه المُخْتارُ بنُ أَبي عُبَيْدٍ:
تجَرَّدَ فِيهَا والمُلاَءُ بِكَفِّهِ
لِيُخْمِدَ مِنْهَا مَا تَشَذَّرَ واسْتَعَرْ
(و) {المُلاَءَة (بِهَاءٍ) كُنْيَتُها (أُمُّ المُرْتَجِزِ) هِيَ (فَرَسُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَكره الصَّاغَانِي فِي (التكملة) .
(} والمِلاَءُ بِالْكَسْرِ) والمَدّ ككِرام ( {والأَمْلِئَاءُ، بهمزتَيْنِ) كأَنْصِباء (} والمُلآءُ) كَكُبَرَاء، كِلَاهُمَا عَن اللِّحيانيّ وحْدَه هم (: الأَغْنياءُ المُتَمَوِّلُونَ) ذَوُو الأَموال، (أَو) هم (الحَسَنُو القَضَاءِ مِنْهُم) أَي مِن الأَغنياءِ فِي إِعطاءِ الدَّيْنِ وتَسْلِيمهِ لِطالِبه ومُتقاضِيه بِلَا مَشَقَّةٍ، وَلَو لم يَكُونُوا فِي الْحَقِيقَة أَغنياءَ، والمُلآءُ أَيضاً الرُّؤَساءُ، سُمُّوا بذلك لأَنَّهُم مُلآءُ بِمَا يُحْتَاج إِليه (الواحِدُ {- مَلِيءٌ) كَكَرِيمٍ مهموزٌ: كثيرُ المَال، أَو الثِّقَة الغَنِيّ. قَالَه الجوهريّ. أَو الغَنِيُّ المُقتدِر، قَالَه الفيّوميّ.
وَحكى أَحمد بن يحيى: رَجُلٌ} مالِىءٌ: جليلٌ يَمَلأُ العَيْنَ بجُهْرَتِهِ، وشَابٌّ مالِيءُ العَيْنِ، إِذا كَانَ فَخْماً حَسَناً. وَيُقَال: فُلانٌ أَمْلأُ لِعَيْنِي مِن فُلانٍ، أَي أَتمُّ فِي كُلِّ شيءٍ مَنْظَراً وَحُسْناً، وَهُوَ رجلٌ مَاليءٌ للعين إِذا أَعجَبَك حُسْنُه وبَهْجَتُه، (وَقد مَلأَ) الرجل (كَمنَع وكَرُم) ، وَالْمَشْهُور الضمُّ، يَمْلُؤُ ( {مَلاَءَةً) ككرَامَةٍ (} ومَلاَءً) كسَحابٍ وَهَذِه (عَن كُراع) فَهُوَ مَلِيءٌ: صَار مَلِيئاً، أَي ثِقَةً، فَهُوَ غَنِيٌّ مَلِيءٌ بَيِّنُ المَلاَءِ والمَلاَءَةِ، ممدُودَانِ. وَفِي حَدِيث الدَّيْنِ (إِذا أُتْبِعَ أَحدُكم عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتَّبِعْ) المَلِيءُ بِالْهَمْز أَي الثِّقَةُ الغَنِيُّ. وَقد أُولع فِيهِ الناسُ بتَرْكِ الهَمْزِ وَتَشْديد اليَاءِ كَذَا فِي (النِّهاية) ، وَنقل شيخُنا عَن الْجلَال فِي الدرّ النثير، وَقد: يُسَهَّل. وَفِي (الْمِصْبَاح) : ويَجوز البَدَلُ والإِدغام، وَهُوَ المَسموع فِي أَكثر الرِّوَايَات.
(واسْتَمْلأَ فِي الدَّيْنِ: جَعَل دَيْنَه فِي مُلآءَ) بالضمّ وَالْمدّ، كَذَا هُوَ مضبوط فِي نسختنا.
وَهَذَا الأَمرُ أَمْلأُ بِك، أَي أَمْلَكُ.
(والمُلأَةُ بالضَّمِّ) كالمُتْعَة (: رَهَلٌ) محرّكة، يُصيب (البَعِيرَ مِنح طُولِ الحَبْسِ بَعْدَ السَّيْرِ) .
( {والمُلأَةُ بِالضَّمِّ والمَدِّ) وَهِي الإِزار و (الرَّيْطَةُ) بالفَتْح هِيَ المِلْحَفَة (ج مُلاَءٌ) وَقَالَ بَعضهم: إِن الْجمع مُلأٌ، بِغَيْر مَدَ، وَالْوَاحد ممدودٌ، والأَوَّلُ أَثبَتُ، وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء (فَرَأَيْت السَّحابَ يَتَمزَّقُ كأَنه المُلاءُ حِين يُطْوَى) شَبَّه تَفرُّقَ الغَيْم واجتماعَ بعضِه إِلى بعضٍ فِي أَطرافِ السماءِ بالإِزار إِذا جُمِعَتْ أَطرافُه وطُوِيَ. ثمَّ إِن المُلاَءَة والرَّبْطَة، قيل: مُترادِفانِ وَقيل: المُلاءَة: هِيَ المِلْحَفَة ذَات اللِّفْقَيْنِ، فإِن كَانَت ليستْ ذاتَ لِفْقَيْنِ فَهِيَ رَيْطَةٌ، وسيأْتي بَيَان ذَلِك إِن شاءَ الله تَعَالَى.
} وتَمَلأْتُ: لَبِستُ المُلاَءَةَ. وتصغيرُ المُلاَءَةِ! مُلَيْئَةٌ، ورد فِي حَدِيث قَيْلَةَ (وَعَلِيهِ أَسْمَالُ {مُلَيَّتَيْنِ) تَصغير مُلاَةٍ مُثَنَّاة مُخَفَّفة الْهَمْز.
والمُلاَءُ المَحْض فِي قَوْلِ أَبي خِرَاشٍ الهُذليّ بِمَعْنى الغُبَارِ الخَالِص:
كَأَنَّ المُلاَءَ المَحْضَ خَلْفَ ذِرَاعِه
صُرَاحِيُّةُ والآخِنِيُّ المُتَحَّمُ
شَبَّهَة} بالمُلاَءِ مِن الثِّيَابِ، وَفِي (المُعجم) : المُلاَءَةُ: القِشْرَة الَّتِي تَعْلُوا اللَّبَن، وأَنشدَ قَوْلَ مَطَر:
وَمَعْرِفَة بالكَفِّ عَجْلَي وجَفْنَة
ذَوَائِبُهَا مِثْلُ المُلاَءَةِ تضربُ
وَفِي (أَحكام الأَساس) : وَمن الْمجَاز قولُهم: عَلَيْهِ مُلاَءَةُ الحُسْنِ. وجَمَّش فَتى من العَربِ حَضَرِيَّةً فَتَشَاحَّتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: (واللَّهِ) مَالَكِ مُلاَءَةُ الحُسْنِ وَلَا عَمُودُه وَلَا بُرْنُسُه، فَمَا هَذَا الامتناعُ؟ مُلاَءَة الحُسْنِ: البَياضُ. وعَمُوده: الطُّولُ، وبُرْنُسه: الشَّعر.
(وَمَلأَه على الأَمْرِ) كمَنَعه، لَيْسَ بِمَشْهُور عِنْد اللغويين (: سَاعَدَه وشَايَعَه) أَي أَعانه وَقَوَّاه، (كَمَالــأَهُ) عَلَيْهِ مُمَالأَةً.
( {وَتَمَالَئُوا عَلَيْهِ) أَي (اجْتَمَعُوا) ، قَالَ الشاعرُ:
وَتَحَدَّثُوا مَلأً لِتُصْبِحَ أُمُّنَا
عَذْرَاءَ لاَ كَهْلٌ وَلاَ مَوْلُوِدُ
أَي تَشاوَرُوا وَتَحَدَّثُوا} مُتَمالِئينَ على ذَلِك لِيَقْتُلونا أَجمعينَ، فتُصْبِح أُمُّنا كالعذراءِ الَّتِي وَلَا ولدَ لَهَا. قَالَ أَبو عبيد: يقالُ للقومِ إِذا تَتابَعُوا بِرَأْيِهم على أَمْرٍ: قد تَمَالَئُوا عَلَيْهِ. وَعَن ابْن الأَعرابيِّ: مالأَه، إِذا عَاوَنه، وَلامَأَه: إِذَا صَحِبَه أَشْبَاهُه. وَفِي حَدِيث عليَ: واللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثمَانَ وَلَا {مَالأْتُ على قَتْلِهِ. أَي مَا ساعدت وَلَا عَاوَنْتُ. وَفِي حَدِيث عُمَر: لَو} تَمَالأَ عليهِ أَهْلُ صَنْعَاءَ لأَقَدْتُهم بِهِ. أَءَ لَو تَضَافَروا عَلَيْهِ وتَعَاوَنُوا وتَساعدو. وَيُقَال:
أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْنَا
أَي أَحْسِني! مُمَالأَةً، أَي مُعاونَةً، مِن مَالأْتُ فُلاناً: ظَاهَرْته. ( {والمِلْءُ بالكَسرِ: اسمُ مَا يأْخُذُه الإِناءُ إِذا امتلأَ) يُقَال (: أَعْطِه) أَي القَدَحَ (} مِلأَهُ {ومِلأَيْهِ} أَمْلاَئِهِ) وحَجَرٌ مِلْءُ الكَفِّ. وَفِي دُعَاءِ الصَّلَاة (لَك الحَمْدُ مِلْءَ السّمواتِ والأَرض) ، هَذَا تَمْثِيل، لأَن الكَلام لَا يَسع الأَماكِنَ، والمُراد بِهِ كَثْرَةُ العَددِ. وَفِي حَدِيث إِسلام أَبي ذَرَ قَالَ: لنا كَلِمةٌ تَمْلأُ الفَم. أَي أَنها عَظيمةٌ شَنيعةٌ، لَا يَجوز أَن تُحْكَى وتُقال، فكأَنّ الفَمَ {مَلآنُ بهَا، لَا يَقْدِر على النُّطْقِ. وَمِنْه فِي الحَدِيث (} امْلَئُوا أَفْواهَكُم مِنَ القُرْآن) وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ: مِلْءُ كِسَائِها وغَيْظُ جَارَتِها. أَرادت أَنها سَمِينَةٌ، فإِذا تَغطَّت بكسائها مَلأَتْه.
(و) {المِلأَةُ (بِهَاءٍ: هَيْئَةُ الامتِلاءِ) وإِنه لَحَسَنُ المِلأَةِ، وَقد تَقدَّم (وَمصْدَرُ مَلأَهُ) بالفَتح، وَقد تَقدَّمَ أَيضاً، فَذكره كالاستدراك. وَفِي حَدِيث عِمْرانَ: إِنّه لَيُخَيَّلُ إِلينا أَنها أَشدُّ مِلأَةً مِنْهَا حِين ابْتُدِيءَ فِيهَا. أَي أَشدُّ امتلاءً (و) المِلأَة أَيضاً (الكَظَّةُ) مضبوطٌ عندنَا بِالْكَسْرِ، وَضَبطه شيخُنا بِالْفَتْح (مِنَ الطَّعامِ) هُوَ مَا يَعْترِي الإِنسانَ مِن الكَرْبِ عِنْد الامتلاءِ مِنْهُ.
(و) من الْمجَاز، كَذَا فِي (الأَساس) وَتَبعهُ المناوِي (أَملأَ) النَّزْعَ (فِي قَوْسهِ وَمَّلأَ) مُضَعَّفاً إِذا (أَغْرَق) فِي النَّزْعِ، وَقيل مَلأَ فِي قَوْسِه: غَرَّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ، وأَمْلأْتُ النَّزَعَ فِي القَوس، إِذا شَدَدْتَ النَّزْعَ فِيهَا. وَفِي (التَّهْذِيب) : يُقَال: أَمَلأَ فُلانٌ فِي قَوْسِهِ إِذا أَغْرَق فِي النَّزْع. ومَلأَ فُلانٌ فُرُوجَ فَرَسه، إِذا حَمَله على أَشَدِّ الحُضْرِ. وَقد أَغفله الْمُؤلف.
(} والمُمْلِىءُ: شَاةٌ فِي بَطْنِهَا ماءٌ وأَعْرَاسٌ) جمع غِرْسٍ، بِالْكَسْرِ، جِلْدَة على جَبْهَة الفَصِيل، وسيأْتي، (فَتَحْسَبُها حَامِلاً) لامْتِلاءِ بَطْنِها.
وَمن الْمجَاز: نَظرتُ إِليه فملأْتُ مِنْهُ عَيْنِي، وَهُوَ مَلآنُ من الكَرَمِ ومُلِيءَ! ومُلّىءَ رُعْباً. وفلانٌ مَلأَ ثِيابي، إِذا رَشَّ عَلَيْهِ طِيناً أَو غيرَه، كَذَا فِي (الأَحكام) . 

جَدب

جَدب
: (الجَدْبُ: المَحْلُ) نقيضُ الخُصْبِ (: والعَيْبُ) فَهُوَ مُشْتَرَكٌ أَو مجازٌ كَمَا أَوْمأَ إِليه الرَّاغِبُ، قَالَه شيخُنَا، وجَدَبَ الشيْءَ (يَجْدُبُهُ) كيَنْصُرُهُ (ويَجْدِبُهُ) كيَضْرِبُه: عَابَهُ وذَمَّهُ، الوَجْهَانِ عنِ الفَرّاءِ، واقْتَصَرَ ابنُ سيدَه على الثَّانِي، وَفِي الحَدِيث (جَدَبَ لَنَا عُمَرُ السَّمَر بعْدَ عَتَمَةِ) أَي عَابَهُ وذَمَّهُ، وكُلُّ عَائِبٍ فَهُوَ جَادِبٌ، قَالَ ذُو الرُّمّة:
فَيَا لَكَ مِنْ خَدَ أَسِيلٍ وَمَنْطِقٍ
رَخِيمٍ ومِنْ خَلْقٍ تَعَلَّلَ جَادِبُهْ
كَذَا فِي (الْمُحكم) ، يقُولُ: لَمْ يَجهدْ فِيهِ مَقَالاً وَلاَ يَجِد عَيْباً يَعِيبُه فَيَتَعَلَّلُ بالباطلِ، وبالشيءٍ يقولُه وَلَيْسَ بعَيْبٍ (والجَادِبُ: الكَاذِبُ، فِي (الْمُحكم) : قَالَ صاحبُ الْعين: وَلَيْسَ لَهُ فِعْلٌ، قَالَ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ، قَالَ أَبو زيد: وأَما الجَادِبُ بِالْجِيم: العَائِبُ.
(والجُنْدُبُ) بِضَم الدَّال (والجُنْدَبُ) بِفَتْحِهَا مَعَ ضمّ أَوّلهما (والجِنْدَبُ كدِرْهَمٍ) ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي الثُّلاَثِيِّ، وفسّره السِّيرَافِيُّ بأَنه الجُنْدُب، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وَهِي أَضْعَفُ لُغَاتِه، لأَنه وَزْنٌ قليلٌ، حَتَّى قَالَ أَئمّةُ الصَّرْفِ: إِنه لم يَرِدْ مِنْهُ إِلا أَلفاظ أَرْبَعَة، وَهُوَ الَّذِي نقلَه الجوهريُّ عَن الخَليل، قَالَ شيخُنَا: ثمَّ اختلفَ الصرفيّونَ فِي نونه إِذا كَانَ مَفْتُوح الثَّالِث، فَقيل: إِنها زَائِدَة، لفَقْدِ فُعْلَلٍ، وَقيل: أَصليّة، وَهُوَ مُخَفَّفٌ من الضَّمّ، والأَول أَظهَرُ، لتصريحهم بِزِيَادَة نونه فِي جَمِيع لُغَاته، وَفِي كَلَام الشَّيْخ أَبي حَيَّانَ أَن نونَ جُنْدب وعُنْصَل وقُنْبَر وخُنْفَسٌ زائدةٌ، لفَقْدِ فُعْلَلٍ، وَلُزُوم هَذِه النُّون البنَاءَ، إِذ لَا يكون مكانَه غيرُه من الأُصول، ولمجيء التضعيفِ فِي قُنْبَر، وأَحَدُ المُضَعَّفَيْنِ زائدٌ، وَمَا جُهِلَ تصريفُه محمولٌ على مَا ثَبَتَ تصريفُه، وإِذَا ثَبَتَتِ الزيادةُ فِي جُنْدَبِ بِفَتْح الدَّال، ثَبَتَتْ فِي مَضْمُومِهَا ومَكْسُورِ الجِيمِ مفتوحِ الدالِ، لأَنهما بِمَعْنى هَذَا كَلَام أَبي حَيَّان، ومثلُه فِي المُمْتعِ، انْتهى كَلَام شَيخنَا: جَرَادٌ م) وَقَالَ اللحْيَانيّ: هُوَ دَابَّةٌ، وَلم يُحَلِّهَا، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وَقيل: هُوَ الذَّكَرُ من الجَرَادِ، وفَسَّره السِّيرَافيّ بأَنّه الصَّدَى يَصِرُّ بِاللَّيْلِ، ويَقْفِزُ ويَطِيرُ، وَفِي (الْمُحكم) : هُوَ أَصْغَرُ منَ الصَّدَى يكونُ فِي البَرَارِيِّ، قَالَ: وإِيَّاهُ عَنَى ذُو الرمة بقوله:
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاَ مُقْطِفٍ عَجِلٍ
إِذَا تَجَاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ
وَقَالَ الأَزهَرِيّ: والعَرَبُ تقولُ: (صَرَّ الجُنْدُبُ) يُضْرَبُ لِلأَمْرِ الشَّدِيد يَشْتَدُّ حَتَّى يُقْلِقَ صَاحِبهُ، والأَصل فِيهِ أَن الجُنْدُبَ إِذا رَمِضَ فِي شِدَّةِ الحَرِّ لَمْ يَقِرَّ على الأَرْضِ وَطْأً فتَسْمَع لِرِجْلَيْهِ صَريراً، وقيلَ: هُوَ الصغيرُ من الجَرَاد.
وَفِي الصَّحَابَةِ مَن اسْمُهُ: جُنْدَبٌ أَبُو ذَرِّ الغِفَارِيُّ جُنْدَبُ بنُ جُنَادَةَ، وجُنْدَبُ ابنُ عَبْدِ الله، وجُنْدَبُ بنُ حَسَّانَ، وجُنْدَبُ بنُ زُهَير، وجُنْدَبُ بن عَمَّار وجُنْدَبُ بنُ عَمْرو، وجُنْدَبُ بنُ كَعْبٍ، وجُنْدَبُ بنُ مَكِيثِ وأَبُو نَاجِيَةَ جُنْدَبُ، رَضِي الله عَنْهُم، وَقَالَ غيرُه: هُوَ ضَرْبٌ منَ الجَرَادِ (واسْمٌ) ، وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود (كانَ يصَلّي الظُّهْرَ والجَنَادِبُ تَنْقُزُ مِنَ الرِّمْضَاءِ) أَي تَثِبُ.
وجَنَادِبَةُ الأَزْدِ هُمْ جُنْدَبُ بنُ زُهَيْرٍ، وجُنْدَبُ بنُ كَعْب من بَنِي ظَبْيَانَ، وجُنْدَب بنُ عبدِ الله هُوَ جُنْدبُ الخَيرِ، وَفِي التَّابِعِينَ: جُنْدب بنُ كَعْبٍ، وجُنْدب بن سَلاَمَةَ، وجُنْدب بن الجَمَّاح وجُنْدب بن سُلَيْمَانَ. (و) يُقَال: وَقَعَ فلانٌ فِي (أُمِّ جُنْدَبٍ) إِذَا وَقَعَ فِي (الدَّاهِيَةِ، و) قيلَ (: الغَدْرِ، و) رَكِبَ فلانٌ أُمَّ جُنْدَب، إِذَا رَكبَ (الظُّلْمَ) ، الثَّلَاثَة من الْمُحكم (و) يُقَال: (وَقَعُوا فِي أُمِّ جُنْدَب، أَي ظُلمُوا) كأَنَّها اسمٌ من أَسماءِ الإِسَاءَة، وَيُقَال: وقَعَ القَوْمُ بِأُمِّ جُنْدَب، إِذا ظَلَمُوا وقَتَلوا غَيْرَ قاتلٍ، قَالَ الشَّاعِر:
قَتَلْنَا بِهِ القَوْمَ الذِينَ اصْطَلَوْا بِهِ
جِهَاراً ولمْ نَظْلمْ بِهِ أُمَّ جُنْدَبِ
أَيْ لَمْ نَقْتِلْ غَيْرَ القَاتِلِ.
وأُمُّ جُنْدَب أَيضاً بمَعْنَى الرَّمْلِ، لأَنَّ الجَرَادَ يَرْمي فِيهِ بَيْضَهُ، والمَاشي فِي الرَّمْلِ وَاقعٌ فِي شَرِّهِ.
وجُنْدَب بن خَارِجَةَ بنِ سَعْد بنِ فُطْرَةَ بنِ طَيِّىء، هُوَ الرَّابِع من وَلَد وَلَد طَيِّىء، وأُمُّهُ: جَدَيلَة بِنْت سَبيع بنِ عَمْرٍ و، مِنْ حمْيَر، وَفِيه قَالَ عَمْرُو بن الغَوْث، وَهُوَ أَوَّلُ من قَالَ الشِّعْرَ فِي طَيِّىء بَعْدَ طَيِّىء:
وإِذَا تكُونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَى لهَا
وإِذَا يُحَاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدَبُ
كَذَا فِي (المعجم) .
(وأَجْدَبَ الأَرْضَ: وَجَدَهَا جعدْبَةً) وَكَذَلِكَ الرجُلَ، يُقَال: نَزَلْنَا فلَانا فأَجْدَبْنَاهُ إِذا لَمْ يَقْرهِمْ (و) أَجْدَبَ (القَوْمُ، أَصَابَهُمُ الجَدْبُ) .
(و) فِي المُحْكَم: (مكَانٌ جَدْبٌ وجَدُوبٌ ومَجْدُوبٌ) : كأَنَّه على جُدِبَ وإِن لم يُسْتَعْمَلْ، قَالَ سَلاَمَةُ بن جَنْدَلٍ:
كُنَّا نَحُلُّ إِذَا هَبَّتْ شَآمِيَةٌ
بِكُلِّ وادِ حَطِيبِ البَطْنِ مَجْدُوبِ
كَذَا فِي الْمُحكم (وَجَدِيبٌ) أَي (بَيِّنُ الجُدُوبَةِ، وأَرْضٌ جَدْبَةٌ) وجَدْبٌ وَعَلِيهِ اقْتصر ابنُ سِيده: مُجْدِبَة، والجَمْعُ جُدُوبٌ، (و) قد قالُوا: (أَرَضُونَ جُدُوبٌ) ، كأَنَّهُم جعلُوا كلّ جُزْءٍ مِنْهَا جَدْباً ثمَّ جَمَعُوهُ على هَذَا، (و) أَرَضُونَ (جَدْبٌ) كالواحد، فَهُوَ على هَذَا وصفٌ للمصدر، وَالَّذِي حَكَاهُ اللحيانيّ: أَرْضٌ جُدُوبٌ، (وقَدْ جَدُبَ) المَكَانُ (كَخَشُنَ، جُدُوبَةً، وجَدَبَ) ، بِالْفَتْح، (أَجْدَبَ) رُبَاعِيًّا، والأَجْدَبُ: اسمٌ للمُجْدِب، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وعَامٌ جُدُوبٌ وأَرْضٌ جُدُوبٌ، وفلانٌ جَدِيبُ الجَنَابِ، وأَجْدَبَتِ السَّنَةُ: صَارَ فيهَا جَدْبٌ.
وَجَادَبَتِ الإِبلُ العَامَ مُجَادَبَةً إِذَا كانَ العَامُ مَحْلاً فصارتْ لَا تأْكل إِلاَّ الدَّرِينَ الأَسْوَدَ، دَرِينَ الثُّمَامِ، فَيُقَال لهَا حينَئذٍ: جَادَبَتْ، وَفِي (الْمُحكم) : فِي الحَدِيثِ (وكَانَتْ فِيهِ) ، وَفِي نُسْخَة: فِيهَا، ومثلُه فِي (الْمُحكم) (أَجَادِبُ) أَمْسَكَتِ المَاءَ، (قِيلَ:) هِيَ (جَمَعُ أَجْدُب) الَّذِي هُوَ (جَمْعُ جَدْب) بِالسُّكُونِ كأَكَالِبَ وأَكْلُبٍ وكَلْبٍ، قَالَ ابْن الأَثير فِي تَفْسِير الحَدِيث: الأَجَادبُ: صِلاَبُ الأَرْضِ الَّتِي تُمْسِكُ المَاءَ وَلَا تَشْرَبُه سَرِيعا، وَقيل: هِيَ الأَرْضُ الَّتِي لَا نَبَاتَ بهَا، مأْخُوذٌ من الجَدْبِ وَهُوَ القَحْطُ، قَالَ الخَطَّابِيُّ: وأَمَّا أَجَادبُ فَهُوَ غَلَطٌ وتَصْحيفٌ، وَكَأَنَّه يُرِيدُ أَنَّ اللفْظةَ أَجَارِدُ بالرَّاءِ والدالِ، قَالَ: وكذالك ذَكَره أَهْلُ اللغَةِ والغَرِيبِ، قَالَ: وَقد رُوِي أَحَادِبُ، بالحَاء المُهْمَلَةِ، قَالَ ابْن الأَثيرِ: وَالَّذِي جاءَ فِي الرِّوَايَة أَجَادِبُ بِالْجِيم، قَالَ: وَكَذَا جاءَ فِي صَحِيحَيِ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ، انْتهى، قَالَ شيخُنَا: قلتُ: أَي فَلاَ يُعْتَدُّ بغيرِه، وَلَا تُرَدُّ الرِّوَاية الثابتةُ الصحيحةُ بمُجَرَّدِ الاحتمالِ والتَّخْمِينِ، ثمَّ نَقَل عَن عِيَاضٍ فِي المَشَارِق، وتَبِعَه تلميذُه ابنُ قَرَقُول فِي المطالِع: أَجَادِبُ، كَذَا رَوَيْنَاه فِي الصَّحِيحَينِ بدال مهملةٍ بِلَا خِلاَفٍ، أَي أَرْضٌ جَدْبَة غَيْرُ خِصْبَةٍ، قالُوا: هُوَ جَمْعُ جَدْب، على غيْرِ قِياسٍ، كَمَحَاسِنَ، جَمْع حَسَنٍ، ورَوَى الخَطَّابيُّ: أَجَاذِبُ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، وَقَالَ بَعضهم: أَحَازِبُ بِالْحَاء والزَّاي ولَيْسَ بِشَيْءٍ، ورواهُ بعضُهُمْ: إِخَاذَاتٌ، جَمْعُ إِخَاذَةٍ، بِكَسْر الْهمزَة بعْدهَا خاءٌ مُعْجمَة مَفْتُوحَة خَفِيفَة وذال مُعْجمَة، وَهِي الغُدْرَانِ الَّتِي تُمْسكُ ماءَ السماءِ، ورواهُ بعضُهُم: أَجَارِدُ، أَي مواضعُمُتَجَرِّدَةٌ من النَّبَاتِ جَمْعُ أَجْرَدَ، انْتهى كلامُ شَيخنَا.
(و) فِي (الْمُحكم) : (فَلاَةٌ جَدْبَاءُ: مُجْدِبَةٌ) لَيْسَ بهَا قليلٌ وَلَا كثيرٌ وَلَا مَرْتَعٌ وَلَا كَلأٌ قَالَ الشَّاعِر:
أَوْفِي فعلا قَفْرٍ مِنَ الأَنِيسِ
مُجْدبَة جَدْبَاءَ عَرْبَسيس
وأَجْدَبَتِ الأَرْضُ فَهِيَ مُجْدِبَةٌ، وجَدُبَتْ.
(والمجْدَابُ) ، كمِحْرَابٍ (: الأَرْض الَّتِي لَا تنَكَادُ تُخْصِبُ) ، كالمِخْصَاب وَهِي الأَرضُ الَّتِي لَا تكادُ تُجْدبُ، وَفِي حَديثِ الاسْتِسْقَاءِ (هَلَكَت المَوَاشِي وأَجْدَبَت البِلاَدُ) أَي قَحطَتَ وغَلَتِ الأَسعار.
(وجِدَبٌّ: كَهِجَفَ) وجَدَبٌّ فِي قَول الراجز مِمَّا أَنشده سِيبَوَيْهٍ:
لَقَدْ خَشيت أَنْ أَرَى جَدَبَّا
فِي عَامنَا ذَا بَعْدَ مَا أَخْصَبَّا
فحَرَّكَ الدَّالَ بحَرَكَة البَاءِ وحذَف الأَلِفَ، (اسمٌ لِلْجَدْبِ) بِمَعْنى المَحْلِ. فِي (الْمُحكم) : قَالَ ابنُ جِنِّي: القَوْلُ فِيهِ أَنَّهُ ثَقَّلَ (البَاء) كَمَا ثَقَّلَ الَّلامَ فِي عَيْهَلّ، فِي قَوْله:
بِبَازِلٍ وَجَنَاءَ أَوْ عَيْهَلِّ
فَلم يُمْكنْه ذَلِك حَتَّى حَرَّكَ الدالَ لما كَانَت سَاكِنة لَا يَقَعُ بعدَها المُشَدَّدُ ثمَّ أَطْلَقَ كإِطلاقِه عَيْهَلّ وَنَحْوهَا، ويُرْوَى أَيْضاً: جَدْبَبَّا، وَذَلِكَ أَنه أَراد تَثْقِيلَ البَاءِ، والدَّالُ قبلهَا ساكنةٌ، فَلم يُمْكنه ذَلِك، وكَرِهَ أَيضاً تَحْرِيكَ الدَّالِ، لأَنَّ فِي ذَلِك انْتِقَاضَ الصِّيغَةِ، فَأَقَرَّهَا على سُكُونِهَا، وزادَ بعدَ البَاءِ بَاءً أُخْرَى مُضَعَّفَةً لإِقامةِ الوَزْن، وَهَذِه عبارَة الْمُحكم، وَقد أَطَالَ فِيهَا فراجِعْه، وأَغْفَلَه شيخُنا.
(ومَا أَتَجَدَّبُ أَنْ أَصْحَبَكَ) أَي (مَا أَسْتَوخِمُ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(وأَجْدَابِيَّةُ) بتَشْديد الْيَاء التَّحْتِيَّة، لأَنَّ اليَاءَ للنسبة، وتخفيفُهَا يجوزُ أَن يكونَ إِنْ كَانَ عربيًّا جَمْع جَدْب جَمْع قِلَّة، ثمَّ نَزَّلُوه مَنْزلةَ المُفْرَدِ، لكَونه عَلَماً، فَنَسبوا إِليه ثمَّ خَفَّفُوا ياءَ النِّسبة لِكَثْرَة الاستعمالِ، والأَظهرُ أَنَّه عَجَمِيٌّ، وَهُوَ (: د قُرْبَ بَرْقَةَ) بَينهَا وَبَين طَرَابُلسِ المغربِ، بَينه وَبَين زَوِيلَةَ نحوُ شهرٍ سَيْراً، على مَا قَالَه ابْن حَوْقَلٍ، وَقَالَ أَبو عُبَيْد البكريُّ: هِيَ مدينةٌ كبيرةٌ فِي صحَرَاءَ أَرْضُهَا صفا وآبارُها مَنْقُورَةٌ فِي الصَّفَا، لَهَا بَسَاتينُ ونخلٌ، كثيرةُ الأَرَاك، وَبهَا جامعٌ حَسَنٌ بَنَاهُ (أَبو) القاسمِ بن المَهْدِيّ، وصَوْمَعَةٌ مُثَمَّنَةٌ، وحَمَّامَاتٌ، وفَنَادِقُ كَثِيرَةٌ، وأَسواقٌ حافلة، وأَهلُهَا ذَوُو يَسَارٍ، أَكثرُهم أَنْبَاطٌ ونَبْذٌ من صُرَحَاءِ لَوَاتَةَ، ولهَا مَرْسٍ ى على البَحْرِ يُعرَف بالمَادُورِ، على ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِيلاً مِنْهَا، وَهِي من فُتُوح عَمْرِو بنِ العَاصِ، فَتَحَهَا مَعَ بَرْقَةَ صُلْحاً على خمسةِ آلافِ دِينَارٍ، وأَسْلَمَ كثيرٌ من بَرْبَرِهَا، يُنْسَبُ إِليها أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ إِسماعيلَ بنِ أَحمدَ بنِ عبدِ الله الأَطْرَابُلُسِيُّ ويُعْرَفُ بابْنِ الأَجْدَابِيّ مُؤَلِّف كِتَاب كِفَايَةِ المُتَحَفِّظِ، وَغَيره كَذَا فِي (المعجم) لياقوت.
قلت: وأَبُو السَّرَايَا عامرُ بنُ حَسَّانَ بنِ فِتْيَان بنِ حَمّود بنِ سُلَيْمَان الأَجْدَابيّ الإِسْكَنْدَرِيُّ، عُرِفَ بابنِ الوَتَّارِ، من أَهل الحدِيثِ سمِعَ من أَصحاب السِّلَفِيّ، وَتُوفِّي سنة 654 كَذَا فِي ذَيْلِ الإِــكمَالِ للصَّابُونِيّ.
(جَدب)
الْمَكَان جدبا يبس لاحتباس المَاء عَنهُ وَالشَّيْء عابه وذمه وَفِي الحَدِيث (جَدب لنا عمر السمر بعد عتمة)

(جَدب) الْمَكَان جدبا جَدب

(جَدب) الْمَكَان جدوبة جَدب فَهُوَ جَدب وجديب وَهِي جَدب وجدبة وجدوب

النّيّة

النّيّة:
[في الانكليزية] Intention ،purpose
[ في الفرنسية] Intention ،dessein
بالكسر وتشديد الياء لغة عبارة عن انبعاث القلب نحو ما يراه موافقا لغرض من جلب نفع أو دفع ضرر حالا أو مآلا، والشرع خصّصها بالإرادة المتوجّهة نحو الفعل ابتغاء لوجه الله أو امتثالا لحكمه. فمن فعل نائما أو غافلا ففعله معطّل مهمل يماثل أفعال الجماد.
ومن أتى طاعة رياء أو طمعا في عطاء دنيوي أو توقّعا لثناء عاجل أو تخلّصا عن تعنيف الناس فهو مزوّر، كذا قال البيضاوي. وقيل النّيّة لغة العزم وشرعا القصد إلى الفعل لله تعالى. وقيل النّيّة عزم القلب إلى الشيء فهما أي النية والعزم متحدان معنى. فالنية عبارة عن توجّه تام قلبي بحيث يستقرّ القلب على أمر. وقيل النّيّة عبارة عن استقرار القلب على أمر مطلوب وتوجّه تام وميل كمال بطريق القصد إلى أمر مطلوب، فهذا احتراز عن التوجّه الذي صدر عن رجل مثلا أن ينتقل من مكان إلى مكان فإنّ هذا الانتقال لا يسمّى نيّة بل توجّها وميلا، وكذا الأكل والشرب بطريق العادة. وقيل ينفسخ النية كقول علي: كرم الله وجهه: عرفت الله بفسخ العزائم. وقيل النّيّة شرعت تمييزا للعبادة عن العادة، هكذا يستفاد من العيني والكرماني والعارفية. وفي الصّحائف: يقول في الصحيفة الثالثة: النّيّة هي الإرادة الباعثة للقدرة المنتهضة عن المعرفة. وهي على ثلاث مراتب:

الأولى: الصافية وهي التي باعثها فقط لقاء الله.

الثانية: الكدرة وهي التي باعثها الرّياء وطلب الجاه والدنيا.

والثالثة: الممتزجة وهي مراتب مختلفة.
(ولكلّ درجات ممّا عملوا).

النّور

النّور:
[في الانكليزية] Light ،illumination ،maninfestation
[ في الفرنسية] Lumiere ،lueur ،manifestation 2 L بالضم وسكون الواو لغة اسم للكيفية العارضة من الشمس والقمر والنار على ظواهر الأجسام الكثيفة كالأرض، ومن خاصيته أن يصير المرئيات بسببه متجلّية منكشفة. ولهذا قيل في تعريفه هو الظاهر بنفسه المظهر لغيره كذا في كشف البزدوي، فعلى هذا هو يرادف الضوء.
وقد يقال النور يختصّ بالمنير بالواسطة كالقمر والضوء بالمضيء بالذات وقد سبق. وقال الصوفية النور عبارة عن الوجود الحق باعتبار ظهوره في نفسه وإظهاره لغيره في العلم والعين ويسمّى شمسا أيضا كذا في شرح الفصوص في الفص اليوسفية. ويورد في مجمع السّلوك: اعلم أنّ لنور الأحد الحقيقي ذات ووجه ونفس.
فنظرا للوجود هذا نور آخر. ونظرا لهذا النور فهو يعمّ كلّ الموجودات الأخرى. ونظرا لمجموع كلا المرتبتين الأخريين. ولمّا كان لكلّ هؤلاء الثلاثة نظر. فمتى عرفتها أدركت، والوجود الذاتي نور. وهذا النور يعمّ كلّ الموجودات. مرتبة وجه هذا النور. ومجموع وجود كلا مرتبتي النفس هذا النور. وصفات هذا النور كائنة في مرتبة الذات. وأسماء هذا النور في مرتبة الوجه. وأفعال هذا النور في مرتبة النفس. يا عزيزي: هذا النور عام لكلّ الموجودات. وبقاء الموجودات من هذا النور.
فلا توجد ذرّة من ذرّات الكائنات إلّا ونور الله هو محيط بها. ويقال لهذا العموم والإحاطة وجه هذا النور إذا: حيثما تولّون وجوهكم فثمّ وجه الله. وكلّ من وصل لهذا النور الحقيقي تحقّقت جميع أموره. ولا يعرف هذا العالم بعلم الظاهر، بل يعرفه العارف الكامل. وكلّ من وصل لوجه الله فإنّه يعبد الله؛ ولكنّه مشرك.
(وما يؤمن أكثرهم بالله إلّا وهم مشركون). وكلّ من وصل إلى ذات الله فإنّه يعبد الله، وهو موحّد. انتهى وقال الحكماء الإشراقيون لا شيء أغنى عن التعريف من النور فإنّ النور هو الظهور أو زيادته، والظهور إمّا ذوات جوهرية قائمة بنفسها كالعقول والنفوس أو هيآت نورانية قائمة بالغير روحانيا كان أو جسمانيا، ولأنّ الوجود بالنسبة إلى العدم كالظهور بالنسبة إلى الخفاء والنور إلى الظلمة فيكون الموجودات من جهة خروجها من العدم إلى الوجود كالخارج من الخفاء بالنسبة إلى الظهور ومن الظلمة إلى النور فيكون الوجود كلّه نورا بهذا الاعتبار. ثم النور هو الضوء بالحقيقة وإن كان يطلق مجازا على الواضح عند العقل باعتبار أنّ الواضح ظاهر عند العقل فيكون نورا فالشيء ينقسم إلى نور وضوء في حقيقة نفسه أي في ذاته، وإلى ما ليس بنور وضوء في حقيقة نفسه وهو الظلمة، فإنّ الظلمة هي عدم النور على ما هو رأي الأقدمين من الحكماء، فالهواء عندهم مظلم.
وقال المشّاءون إنّ الظلمة عدم النور فيما من شأنه أن يستر فلا يكون الهواء مظلما عندهم لامتناع التنوّر عليه لشفيفه، والأول هو الحقّ فإنّ من فتح العين في الليلة الظلمانية ولم ير شيئا سمّي ما عنده مظلما جدارا كان أو هواء أو غيرهما. والنور ينقسم إلى ما هو هيئة لغيره ويسمّى بالنور العارض والنور العرضي، والهيئة وهو ما لا يقوم بذاتها بل تفتقر إلى محلّ يقوم به، سواء كان محله الأجسام النّيرة كالشمس والقمر أو المجرّدة، وإلى ما ليس هيئة لغيره بل هو قائم بذاته ويسمّى بالنور المجرّد والنور المحض، وهو إمّا فقير ومحتاج كالعقول والنفوس وإمّا غني مطلق لا افتقار فيه بوجه من الوجوه، إذ ليس وراءه نور وهو الحقّ سبحانه ويسمّى نور الأنوار لأنّ جميع الأنوار منه، والنور المحيط لإحاطته جميعها وكمال إشراقه ونفوذه فيها للطفه، والنور القيّوم لقيام الجميع به، والنور المقدّس أي المنزه عن جميع صفات النقص حتى الإمكان، والنور الأعظم الأعلى إذ لا أعظم ولا أعلى منه، ونور النّهار لأنّه يستر جميع الأنوار كالشمس يستر جميع الكواكب، والنور الإسفهبد هو مدبر الفلك وهو نفسه الناطقة سمّي به لأنّ الإسفهبد باللسان الفهلوي زعيم الجيش ورأسه والنفس الناطقة رئيس البدن وما فيه من القوى. ثم ما ليس بنور في حقيقة نفسه أعني الظلمة ينقسم إلى مستغن عن المحل وهو الجوهر الفاسق أي الجوهر الجسماني المظلم في ذاته فإنّه من حيث الجسمية مظلم لا نور فيه إذ نوريته ليست من ذاته بل من غيره كهيئة نورية حاصلة فيه من الغير، وإلى ما هو هيئة لغيره وهو ما لا يستغني عن المحل وهو الهيئة الظلمانية وهو المقولات التسع العرضية سوى النور العارض، هذا كله خلاصة ما في شرح إشراق الحكمة. 

جامع التحصيل، في الحكام المراسيل

جامع التحصيل، في الحكام المراسيل
للشيخ، صلاح الدين، أبي سعيد: خليل بن كيكلدي العلائي، الحافظ.
المتوفى: سنة 761، إحدى وستين وسبعمائة.
مجلد، صغير الحجم.
أوله: (الحمد لله، القديم الذي لم يزل 000 الخ).
رتب على ستة أبواب:
الأول: في تحقيق المرسل.
الثاني: في مذاهب العلماء فيه.
والثالث: في الاحتجاج به.
الرابع: في فروع كثيرة.
الخامس: في مراسيل الخفي.
السادس: في معجم الرواة المحكوم على روايتهم بالإرسال.
ذكر: أنه لخصه من (تهذيب الــكمال).
ومختصره.
وفرغ في شوال سنة 746، ست وأربعين وسبعمائة.

الخارق

(الخارق) يُقَال سيف خارق قَاطع و (عِنْد الْمُتَكَلِّمين) مَا خَالف الْعَادة وَهُوَ معجز إِن قَارن التحدي
الخارق:
[في الانكليزية] Marvellous ،supernatural ،Fantastic
[ في الفرنسية] Merveilleux ،prodigieux ،miraculeux
في عرف العلماء هو الأمر الذي يخرق بسبب ظهوره العادة، وهو على الصحيح ينقسم باعتبار ظهوره إلى ستة أقسام. لأنّ الخارق إمّا ظهر عن المسلم أو الكافر، والأول إمّا أن لا يكون مقرونا بــكمال العرفان وهو المعونة أو يكون، وحينئذ إمّا مقرون بدعوى النبوّة وهو المعجزة أولا، وحينئذ لا يخلو إمّا أن يكون ظاهرا من النبي قبل دعواه وهو الإرهاص أولا، وهو الكرامة. والثاني أعني الظاهر على يد الكافر إمّا أن يكون موافقا لدعواه وهو الاستدراج أولا، وهو الإهانة. ومنهم من ربّع القسم وأدخل الإرهاص في الكرامة، فإنّ مرتبة الأنبياء لا تكون أدنى من مرتبة الأولياء، وأدخل الاستدراج في الإهانة فإنّ معنى الاستدراج هو أن يقرّبه الشيطان إلى فساد على التدريج حتى يفعله سواء وافق ذلك غرض مرتكبه أو لم يوافق، وعاقبة ذلك حسرة وندامة، فقد آل الأمر إلى الإهانة.
والسّحر ليس من الخوارق لأنّ معنى ظهور الخارق هو أن يظهر أمر لم يعهد ظهور مثله عن مثله، وهاهنا ليس كذلك لأنّ كلّ من باشر الأسباب المختصّة به ترتّب ذلك بطريق جري العادة. ألا ترى أنّ شفاء المرضى بالدّعاء خارق وبالأدوية الطبية غير خارق، وكذلك الطّلسم والشّعبدة، وهذا هو الحق. وقيل الحق أنّ السّحر قد يكون من الخوارق فإنّه ربّما يحتاج إلى شرائط ليست مقدورة للبشر كالوقت والمكان ونحوهما. وفيه أنّه لا يشترط في عدم كون الفعل من الخوارق أن يكون جميع شرائطه مقدورة بل يكفيه أن يكون بعد مباشرة الأسباب سواء كانت مقدورة أولا. ولأنّه يلزم كون حركة البطش أيضا من الخوارق لتوقّفه على سلامة الأعصاب والعضلات وصحّة البدن التي ليست مقدورة للبشر، هكذا يستفاد من شرح العقائد النسفية في بيان كرامات الأولياء. وقيل إطلاق الخارق على السّحر على سبيل المجاز.
وقال الإمام الرازي في التفسير الكبير في سورة الكهف: إذا ظهر فعل خارق للعادة على يد إنسان فذلك إمّا أن يكون مقرونا بالدعوى أولا. أمّا القسم الأول فتلك الدعوى إمّا أن تكون دعوى الإلهية أو دعوى النبوّة أو دعوى الولاية أو دعوى السّحر وطاعة الشياطين، فهذه أربعة. الأول ادّعاء الإلهية ويسمّى هذا الخارق الذي يظهر من المتألّه بالابتلاء كما في الشمائل المحمدية. وجوّز أصحابنا ظهور الخارق على يده من غير معارضة، كما نقل عن فرعون من ظهور الخوارق على يده، وكما نقل ذلك عن الدّجّال. وإنما جاء ذلك لأنّ شكله وخلقته تدلّ على كذبه، وظهور الخوارق على يده لا يفضي إلى التلبيس. والثاني ادّعاء النبوّة، وهذا على ضربين لأنه إمّا أن يكون المدّعي صادقا أو كاذبا. فإن كان صادقا وجب ظهور الخوارق على يده، وهذا متفق عليه بين كل من أقرّ بصحة نبوة الأنبياء وإن كان كاذبا لم يجز ظهور الخوارق على يده. وبتقدير أن يظهر وجب حصول المعارضة. وأما الثالث وهو ادعاء الولاية فالقائلون بكرامات الأولياء اختلفوا في انه هل يجوز ادّعاء الكرامة، ثم إنّها تحصل على وفق دعواه أم لا. وأما الرابع وهو ادّعاء السحر وطاعة الشياطين فعند أصحابنا يجوز ظهور الخوارق على يده، وعند المعتزلة لا يجوز.
أمّا القسم الثاني وهو أن تظهر الخوارق على يد إنسان من غير شيء من الدعاوي فذلك الإنسان إمّا أن يكون صالحا مرضيا عند الله أو يكون خبيثا مذنبا. فالأول هو القول بكرامات الأولياء. وقد اتفق أصحابنا على جوازه وأنكرتها المعتزلة إلّا أبا الحسين البصري وصاحبه محمود الخوارزمي. وأمّا الثاني وهو أن تظهر الخوارق على يد بعض من كان مردودا عن طاعة الله تعالى فيجوز أيضا، وهذا هو المسمّى بالاستدراج. ثم قال اعلم أنّ من أراد شيئا فأعطاه الله تعالى مراده لم يدل ذلك على كونه وجيها عنده تعالى، سواء كانت تلك العطية على وفق العادة أو على خلافها، بل قد يكون ذلك إكراما للعبد وقد يكون استدراجا. ومعنى الاستدراج أن يعطيه الله كلّ ما أراد في الدنيا ليزداد غيّه وضلاله وجهله وعناده، فيزداد كلّ يوم بعدا من الله، وذلك لما تقرّر في العلوم العقلية أنّ تكرّر الأفعال سبب لحصول الملكة الراسخة، فإذا مال قلب العبد إلى الدنيا ثم أعطاه الله مراده فحينئذ يصل إلى المطلب ويزيد حصول اللذة والميل، وزيادته توجب زيادة السعي، ولا يزال تتقوى كل من هاتين الحالتين درجة فدرجة إلى أن تتكامل وتحصل غاية البعد. فصاحب الاستدراج يستأنس بذلك ويظن أنّه إنّما وجد تلك الكرامة لأنّه كان مستحقّا لها فحينئذ يستحقر غيره وينكر عليه ويحصل له أمر من مكر الله وغفلة، فإذا ظهر شيء من هذه الأحوال على صاحب الكرامة دلّ ذلك على أنها استدراج، فإنّ صاحب الكرامة لا يستأنس بها بل يصير خوفه من الله أشدّ وحذره من قهره أقوى، وإن كان بحسب الواقع كرامة له. ولذا قال المحقّقون أكثر الانقطاع من حضرة الله تعالى إنّما وقع في مقام الكرامات، فلا جرم ترى المحقّقين يخافون من الكرامات كما يخافون من أشدّ البلايا، وهذا هو الفرق بين الكرامة والاستدراج.
اعلم أنّ للاستدراج أسماء كثيرة في القرآن، أحدها الاستدراج. قال سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ. وثانيها المكر وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ. وثالثها الكيد إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ. ورابعها الخدع يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ. وخامسها الإملاء إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً. وسادسها الإهلاك حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً انتهى.

الجامع الكبير في الفروع

الجامع الكبير في الفروع
للإمام، المجتهد، أبي عبد الله: محمد بن الحسن الشيباني، الحنفي.
المتوفى: سنة 187، سبع وثمانين ومائة.
قال الشيخ: أكمل الدين: هو كاسمه لجلائل مسائل الفقه جامع كبير، قد اشتمل على عيون الروايات، ومتون الدرايات، بحيث كاد أن يكون معجزاً، ولتمام لطائف الفقه منجزاً، شهد بذلك بعد إنفاد العمر فيه، داروه ولا يكاد يلم بشيء من ذلك عاروه.
ولذلك امتدت أعناق ذوي التحقيق نحو تحقيقه، واشتدت رغباتهم في الاعتناء بحلى لفظه وتطبيقه، وكتبوا له شروحاً، وجعلوه مبيناً مشروحاً. انتهى.
منها:
شرح الفقيه، أبي الليث: نصر بن أحمد السمرقندي، الحنفي.
المتوفى: سنة 373، ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
وشرح فخر الإسلام: علي بن محمد البزدوي، المتوفى: سنة 482، اثنتين وثمانين وأربعمائة.
وشرح القاضي، أبي زيد: عبيد الله بن عمر الدبوسي.
المتوفى: سنة 432، اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
وشرح الإمام، برهان الدين: محمود بن أحمد، صاحب المحيط.
وشرح شمس الأئمة: أبي محمد بن عبد العزيز، شمس الأئمة: عبد العزيز بن أحمد الحلواني.
المتوفى: سنة 449، تسع وأربعين وأربعمائة.
وشرح شمس الأئمة: محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي.
المتوفى: سنة 438، ثلاث وثمان وأربعمائة.
وشرح محمد بن علي، الشهير: بابن عبدك الجرجاني.
المتوفى: سنة 347، سبع وأربعين وثلاثمائة.
وشرحا السيد، الإمام، جمال الدين: محمود بن أحمد البخاري، المعروف: بالحصيري.
المتوفى: سنة 636، ست وثلاثين وستمائة.
أحدهما: مختصره الذي زاد فيه على ما في الجامع العالمي زهاء ألف وستمائة وثلاثين من المسائل، وكثيراً من القواعد الحسابية.
وهو في مجلدين.
أوله: (الحمد لله، شارع الأحكام... الخ).
بالغ في الإيضاح بالنظائر، والشواهد، وإيراد الفروق، وتصحيح الحسابيات، أوجز العبارات تسهيلاً للحفظ.
وثانيهما: المطول الذي بلغ في الجمع والتحقيق الغاية.
وهو المسمى: (بالتحرير في شرح الجامع الكبير).
وهو في ثمان مجلدات.
ألفه: حين قرأ عليه عبد الملك المعظم: عيسى بن أبي بكر الأيوبي، صاحب الشام.
المتوفى: سنة 624، أربع وعشرين وستمائة.
وللملك المعظم المزبور، شرح (الجامع الكبير) أيضاً.
وكان عادته أن يعطي مائة دينار لمن يحفظ الجامع الكبير، وخمسين دينار لمن يحفظ الجامع الصغير.
ومنها: شرح الإمام، أبي نصر: أحمد بن محمد بن عمر العتابي، البخاري.
المتوفى: سنة 586، ست وثمانين وخمسمائة.
أوله: (الحمد لله، الذي تكفل من توكل عليه 000 الخ).
وله الجامع الكبير أيضاً.
ومنها شرح الإمام، أبي بكر: أحمد بن علي، المعروف: بالجصاص، الرازي.
المتوفى: سنة 370، سبعين وثلاثمائة.
وشرح الإمام، افتخار الدين: عبد المطلب بن الفضل الهاشمي، الحلبي.
المتوفى: سنة 616، ست عشرة وستمائة.
وهو شرح، ممزوج، وسط.
أوله: (الحمد لله، الذي نور قلوب العلماء بمصابيح الحكم... الخ).
وشرح الإمام، أبي جعفر: أحمد بن محمد الطحاوي.
المتوفى: سنة 371، إحدى وسبعين وثلاثمائة.
وشرح أبي عمرو: أحمد بن محمد الطبري، الحنفي.
المتوفى: سنة 340، أربعين وثلاثمائة.
وشرح أبي عبد الله: محمد بن يحيى الجرجاني، الفقيه.
المتوفى: سنة 398، ثمان وتسعين وثلاثمائة.
وشرح القاضي، أبي حازم: عبد الحميد بن عبد العزيز.
المتوفى: سنة 292، اثنتين وتسعين ومائتين.
وشرح شيخ الإسلام، أبي بكر: أحمد بن منصور الأسبيجابي.
المتوفى سنة 500، خمسمائة تقريباً.
قال التقي: رأيت بخط بعضهم أن وفاته بعد الثمانين وأربعمائة. انتهى.
وشرح الإمام، أبي بكر: محمد بن حسين، المعروف: بخواهر زاده البخاري.
المتوفى: سنة 483، ثلاث وثمانين وأربعمائة.
وشرح الإمام: حسين بن يحيى الزندويستي.
وشرح الإمام، علاء الدين، العالم: محمد بن عبد الحميد.
المتوفى: سنة 552.
السمرقندي.
أوله: (الحمد لله، على آلائه ونعمائه... الخ).
وهو في مجلدات.
وشرح الإمام، فخر الدين: حسن بن منصور، الشهير: بقاضيحان.
المتوفى: سنة 592، اثنتين وتسعين وخمسمائة.
وشرح الإمام، ركن الدين، أبي الفضل: عبد الرحمن بن أبي محمد الكرماني.
المتوفى: سنة 543، ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وشرح الإمام، أبي بكر: محمد بن أحمد الإسكاف.
المتوفى: سنة 333.
الزاهد، البلخي.
وشرح الإمام، برهان الدين: علي بن أبي بكر بن عبد الجليل المرغيناني.
المتوفى: سنة 593، ثلاث وتسعين وخمسمائة.
وشرح القاضي: محمد بن الحسين الأرسابندي.
المتوفى: سنة 512، اثنتي عشرة وخمسمائة.
وشرح الصدر، الشهيد، حسام الدين: عمر بن عبد العزيز بن مازه.
المتوفى شهيداً: سنة 536، ست وثلاثين وخمسمائة.
وله تلخيصه.
وتلخيص الجامع الكبير أيضاً.
لــكمال الدين: محمد بن عباد الخلاطي.
المتوفى: سنة 652، اثنتين وخمسين وستمائة.
وقد سبق مع شروحه.
ومنها:
شرح أبي المظفر: يوسف بن قزاوغلي، المعروف: بسبط بن الجوزي، الحنفي.
المتوفى: سنة 654، أربع وخمسين وستمائة.
وشرح أبي عمر: عثمان بن إبراهيم المارديني.
المتوفى، سنة 731، إحدى وثلاثين وسبعمائة.
وهو كبير.
في عدة مجلدات.
وشرح الإمام، رضي الدين: إبراهيم بن سليمان الحموي، القونوي، المنطقي، الرومي.
المتوفى: سنة 832، اثنتين وثلاثين وسبعمائة.
وهو في ست مجلدات.
وشرح أبي العباس: أحمد بن مسعود القونوي.
وهو في أربع مجلدات.
سماه: (التقرير).
ولم يكمل تبييضه.
ثم كمله ولده أبو المحاسن: محمود.
المتوفى: سنة 771، إحدى وسبعين وسبعمائة.
وشرح تاج الدين: أحمد بن إبراهيم، المعروف: بابن البرهان الحلبي.
المتوفى: سنة 738، ثمان وثلاثين وسبعمائة.
وشرح فخر الدين: عثمان بن علي بن يونس الزيلعي.
المتوفى: سنة 743، ثلاث وأربعين وسبعمائة.
وشرح تاج الدين، علي بن سنجر بن سباك البغدادي.
المتوفى في حدود: سنة 700، سبعمائة (661).
شرح أكثره، ولم يتم.
وشرح ناصر الدين: محمد بن أحمد بن عبد العزيز، المعروف: بابن الربوة الدمشقي، الحنفي.
المتوفى: سنة 864، أربع وستين وسبعمائة.
سماه: (الدر النظيم المنير في حل إشكال الجامع الكبير).
وشرح أبي عبد الله: محمد بن عيسى، المعروف: بابن أبي موسى.
المتوفى: سنة 334، أربع وثلاثين وثلاثمائة (337).
وشرح ظهير الدين الأسترابادي.
وشرح القاضي، سراج الدين: عمر بن إسحاق الهندي.
المتوفى: سنة 773، ثلاث وسبعين وسبعمائة.
ولم يكمله.
وشرح عبد الحميد العراقي.
وشرح الإمام المسعودي.
وشرح الصدر، مجد الدين: عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي.
المتوفى: سنة 683.
وشرح الإمام، أوحد الدين، النسفي، هو: أبو المعين: ميمون بن محمد بن معتمد.
المتوفى: سنة 508.
وشرح الإمام: علي القمي.
وللجامع الكبير منظومات منها:
نظم أحمد بن أبي المؤيد المحمودي، النسفي.
أوله: (الحمد لله، الذي أنزل كتابه... الخ).
ذكر فيه: أنه نظم أولاً، فمهد للنظم أساساً فاحكمه، ثم بنى عليه النثر، ثم لخص للنظم نسخة، وطرح النثر، وأورد في كل باب قصيدة.
وأتمه: في محرم، سنة 515، خمس عشرة وخمسمائة.
وعدد أبياته: خمسة آلاف وخمسمائة وخمسة وخمسين بيتاً.
وشرح هذا المنظوم للشيخ، الإمام، أبي القاسم: محمود بن عبيد الله بن صاعد الحارثي.
المتوفى: سنة 606، ست وستمائة، وسماه: (تفهيم التحرير).
ومنها: نظم أحمد بن عثمان بن إبراهيم الصبيح التركماني.
المتوفى: سنة 744، أربع وأربعين وسبعمائة.
قلت: قال التقي في طبقاته: له شرح الجامع الكبير. انتهى.
ونظم أبي الحسن: علي بن خليل الدمشقي، المتوفى: سنة 651، إحدى وخمسين وستمائة.

التَّشْبِيه

التَّشْبِيه: فِي اللُّغَة الدّلَالَة على مُشَاركَة أَمر لآخر فِي معنى وَالْأَمر الأول مشبه وَالثَّانِي مشبه بِهِ وَذَلِكَ الْمَعْنى وَجه الشّبَه وَلَا بُد فِيهِ من آلَة التَّشْبِيه وغرضه وَهُوَ وَجه الشّبَه. وَفِي اصْطِلَاح الْبَيَان هُوَ الدّلَالَة على اشْتِرَاك أحد الشَّيْئَيْنِ للْآخر فِي أخص أَوْصَافه كالشجاعة فِي الْأسد والسخاوة فِي الحاتم والنور فِي الشَّمْس. وَبِعِبَارَة أُخْرَى هُوَ الدّلَالَة على مُشَاركَة أَمر لآخر بِالْكَاف وَنَحْوه فِي أخص أَوْصَافه. (وَلَا يخفى عَلَيْك) أَنه يفهم من هَا هُنَا أَنه لَا يتَصَوَّر التَّشْبِيه إِلَّا بَين أَمريْن متغائرين كَمَا هُوَ الْمَشْهُور. لَكِن التَّحْقِيق أَن التَّشْبِيه قد يكون بَين أَمريْن متحدين وَيُسمى تَشْبِيه الشَّيْء بِنَفسِهِ وَيكون الْغَرَض مِنْهُ تَنْزِيه الْمُشبه عَن وجود الْمثل وَإِثْبَات وحدانيته فِي وَجه التَّشْبِيه وَفِيه كَمَال التمدح بتفنن الْعبارَة كَمَا قَالَ جَامع الــكمالــات الإنسانية سيد غُلَام على المتخلص بآزاد البلكرامي سلمه الله تَعَالَى.
(رَأَيْت كثير حسان فِي الورى مثلي ... مَا لَاحَ مثلك إِلَّا أَنْت يَا أملي)

وَجَاء فِي الْأَشْعَار الْهِنْدِيَّة كثيرا وَفِي الفارسية أَيْضا كَمَا قَالَ ملا ظهوري الترشيزي.
(جون ظهوري بجز ظهوري نيست ... در محبت يكانه مي باشد)

وَأَيْضًا قَالَ ميرزا جلالائي طباطبائي فِي منشأته.
(آب رخ آئينه جم منم ... همجو منى كرّ بود آن هم منم)

وَأَيْضًا قَالَ سيدنَا سلمه الله تَعَالَى.
(ترامير سدناز أَي دلستان ... توئى جونتو درخيل خوش طلعتان)

وَهَذَا التَّشْبِيه على وزان تَفْضِيل الشَّيْء على نَفسه فَإِن الْمفضل والمفضل عَلَيْهِ يكونَانِ متغائرين وَقد يجعلان متحدين وَيكون الْغَرَض من اتحادهما عدم مُشَاركَة الْغَيْر فِي الْفضل كَمَا تَقول الله أكبر من نَفسه وكما قَالَ ملا ظهوري.
(نتوان كفت زخوبان دكرى مي باشد ... هم توئى از تو اكر خوبتري مي باشد)
(التَّشْبِيه) التَّمْثِيل و (عِنْد البيانيين) إِلْحَاق أَمر بِأَمْر لصفة مُشْتَركَة بَينهمَا كتشبيه الرجل بالأسد فِي الشجَاعَة و (تَشْبِيه المسجونين) أَخذ البصمات اللَّازِمَة وَكِتَابَة الْأَوْصَاف على استئمارة خَاصَّة لتحديد الشخصية (مج)

الْجِنْس أَمر مُبْهَم

الْجِنْس أَمر مُبْهَم: مَعْنَاهُ أَن الْجِنْس يكون مُبْهما بِحَسب الذَّات وَالْإِشَارَة مَعًا يصلح أَن يكون أنواعا كَثِيرَة وَهُوَ فِي الْخَارِج عين كل مِنْهَا ذاتا وَجعلا ووجودا بِخِلَاف النَّوْع فَإِنَّهُ مُبْهَم بِحَسب الْأَخير فَقَط. فَانْدفع مَا قيل كَمَا أَن الْجِنْس أَمر مُبْهَم بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْأَنْوَاع كَذَا النَّوْع أَمر مُبْهَم بِالْقِيَاسِ إِلَى الْأَشْخَاص فَمَا معنى قَوْلهم إِن الْجِنْس أَمر مُبْهَم وَالنَّوْع مُحَصل. وتوضيح الاندفاع أَن الْجِنْس أَمر مُبْهَم يَسْتَدْعِي تحصلا قبل تحصل النَّوْع بِالْإِشَارَةِ بِخِلَاف النَّوْع فَإِنَّهُ لم يبْق منتظرا إِلَّا بِالْإِشَارَةِ فَالْمَعْنى أَن الْجِنْس مُبْهَم بِحَسب الذَّات وَالنَّوْع مُحَصل بحسبها وَإِن كَانَا مشتركين فِي الْإِبْهَام وَعدم التحصل بِحَسب الْإِشَارَة أَي الْعَوَارِض الشخصية المشخصة المميزة عَن الْأَشْخَاص. وَمعنى كَون الْجِنْس مُتَعَيّنا ومتحصلا بِالذَّاتِ كَونه مطابقا لتَمام مَاهِيَّة نوع من الْأَنْوَاع. وَهَذَا لَا يحصل إِلَّا بانضمام الْفَصْل إِلَيْهِ وَلِهَذَا قَالُوا إِن الْفَصْل يكون مُقَومًا ومحصلا للْجِنْس وَعلة لتحصله وتقومه وتعينه لَا لوُجُوده إِذْ لَيْسَ للْجِنْس وجود مغائر للفصل بل هما متحدان جعلا ووجودا فِي الْخَارِج والذهن مَعًا.
وتوضيحه أَن الصُّورَة الجنسية إِذا حصلت تردد الْعقل فِي أَن هَذِه الصُّورَة لأي شَيْء من أَنْوَاعهَا فَإِن صُورَة الْحَيَوَان مثلا إِذا حصلت عِنْد الْعقل يكون مترددا فِي أَنَّهَا لأي شَيْء أَهِي للْإنْسَان أَو الْفرس أَو غير ذَلِك. ثمَّ لما انْضَمَّ إِلَيْهَا صُورَة الْفَصْل كالناطق مثلا تحصل صُورَة مُطَابقَة لتَمام الْمَاهِيّة وَبَيَان ذَلِك أَن الْعقل فِي الصُّورَة الَّتِي يُدْرِكهَا بِمُجَرَّد نَفسه لَا بالآلات تقف إِلَى حد هُوَ الْمَاهِيّة النوعية فالصورة لَيست تَامَّة بل نَاقِصَة وَلها صُورَة الْفَصْل وَلَيْسَ معنى الْعلية هَا هُنَا إِلَّا هَذَا التَّكْمِيل وَإِزَالَة الْإِبْهَام.
وتختلف مَرَاتِب التَّكْمِيل بِحَسب اخْتِلَاف مَرَاتِب الْأَجْنَاس فَإِن الْجِنْس الْأَعْلَى فِيهِ إِبْهَام عَظِيم وَمَتى انْضَمَّ مَعَه فصل قل الْإِبْهَام ويزداد الْــكَمَال بِضَم فصل فصل إِلَى السافل. مِثَاله إِذا تصور من الْجِسْم مَوْجُود لَا فِي مَوْضُوع فقد حصل صُورَة الْجَوْهَر فِي الْعقل وَيَقَع التَّرَدُّد فِي أَنَّهَا هَل تطابق الْعقل أَو الْجِسْم فَإِذا انْضَمَّ إِلَيْهَا ذُو أبعاد ثَلَاثَة حصل صُورَة الْجِسْم ويرتفع ذَلِك الْإِبْهَام الْعَظِيم لَكِن بَقِي التَّرَدُّد فِي أَنَّهَا هَل تطابق النباتات أَو الجمادات أَو الْحَيَوَانَات فَإِذا اقْترن بهَا فصل النامي ارْتَفع ذَلِك الْإِبْهَام وَهَكَذَا إِلَى السافل فَافْهَم.

الْجلَال

(الْجلَال) يُقَال فعلت ذَلِك من جلالك من أَجلك

(الْجلَال) من كل شَيْء معظمه وَخلاف دقاقه

(الْجلَال) الغطاء وَجمع جلّ
الْجلَال: من الصِّفَات مَا يتَعَلَّق بالقهر وَالْغَضَب. وَقد يُقَال جلال الذَّات وَيُرَاد بِهِ الصِّفَات السلبية أَعنِي لَيْسَ بجوهر وَلَا جسم وَغير ذَلِك كَمَا يُرَاد بِــكَمَال الصِّفَات الصِّفَات الثبوتية. وَإِنَّمَا يُرَاد بِجلَال الذَّات الصِّفَات السلبية لِأَنَّهَا أَسبَاب الْجلَال وَالْعَظَمَة. فَإِن الْغَرَض من الصِّفَات السلبية تَنْزِيه ذَاته تَعَالَى عَن النقائص فَيحصل بهَا جَلَاله وعظمته تَعَالَى كَمَا ذكرنَا فِي الْحَوَاشِي على شرح العقائد النسفية.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.