Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: كبش

نَطَحَ 

(نَطَحَ) النُّونُ وَالطَّاءُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ. وَهُوَ نَطَحَ. يُقَالُ: نَطَحَ الْــكَبْشُ يَنْطِحُ. وَيُحْمَلُ عَلَيْهِ، فَيُقَالُ لِلْوَحْشِيِّ إِذَا أَتَاكَ مُسْتَقْبِلًا لَكَ: نَطِيحٌ وَنَاطِحٌ. وَيَقُولُونَ: إِنَّهُ لَا يُتَبَرَّكُ بِهِ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ لِلْمَشْئُومِ: نَطِيحٌ. وَفَرَسٌ نَطِيحٌ: يَأْخُذُ فَوْدَيْ رَأْسِهِ بَيَاضٌ.

وَمِنَ الْبَابِ نَوَاطِحُ الدَّهْرِ، أَيْ شَدَائِدُهُ، وَأَصَابَهُ نَاطِحٌ: أَمْرٌ شَدِيدٌ. وَقِيَاسُ كُلِّ وَاحِدٍ. وَيُقَالُ لِلشَّرَطَيْنِ: النَّطْحُ وَالنَّاطِحُ. وَقَوْلُهُمْ:

اللَّيْلُ دَاجٍ وَالْكِبَاشُ تَنْتَطِحْ

أَيْ يَنْطَِحُ بَعْضُهَا بَعْضًا. وَهَذَا عِبَارَةٌ عَنِ اقْتِتَالِ الْأَبْطَالِ، وَاصْطِدَامِ الْكُمَاةِ. وَتَنَاطَحَتِ الْأَمْوَاجُ وَالسُّيُولُ وَالرِّجَالُ فِي الْحَرْبِ. 

طَخَمَ 

(طَخَمَ) الطَّاءُ وَالْخَاءُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى سَوَادٍ فِي شَيْءٍ. مِنْ ذَلِكَ الطُّخْمَةُ: سَوَادٌ فِي مُقَدَّمِ الْأَنْفِ. يُقَالُ: كَبْشٌ أَطْخَمُ، وَأَسَدٌ أَطْخَمُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.

مَلَسَ 

(مَلَسَ) الْمِيمُ وَاللَّامُ وَالسِّينُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى تَجَرُّدٍ فِي شَيْءٍ، وَأَلَّا يَعْلَقَ بِهِ شَيْءٌ، فَهُوَ أَمْلَسُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا يَلْصَقُ بِهِ ذَمٌّ: هُوَ أَمْلَسُ الْجِلْدِ، قَالَ:

فَمُوتَنْ بِهَا حُرَّا وَجِلْدُكَ أَمْلَسُ

وَأَرْضٌ أَمَالِيسُ: لَا نَبَاتَ بِهَا. وَيُقَالُ فِي الْبَيْعِ: " الْمَلَسَى لَا عُهْدَةَ لَهُ "، أَيْ لَا مُتَعَلَّقَ لَهُ. وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ وَمِنَ الْبَابِ الْمَلْسُ: سَلُّ الْخُصْيَةِ بِعُرُوقِهَا. وَــكَبْشٌ مَمْلُوسٌ. وَمِنْهُ الْمَلْسُ: السَّوْقُ الشَّدِيدُ، أَيْ إِنَّهُ يَمْضِي حَتَّى لَا يُمْكِنَ أَنْ يُتَعَلَّقَ بِهِ. وَقَوْلُهُمْ: أَتَيْتُهُ مَلَسَ الظَّلَامِ مِنْ بَابِ الثَّاءِ، وَقَدْ فَسَّرْنَاهُ وَرُمَّانٌ إِمْلِيسِيٌّ.

مَلَحَ 

(مَلَحَ) الْمِيمُ وَاللَّامُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ لَهُ فُرُوعٌ تَتَقَارَبُ فِي الْمَعْنَى وَإِنْ كَانَ فِي ظَاهِرِهَا بَعْضُ التَّفَاوُتِ.

فَالْأَصْلُ الْبَيَاضُ، مِنْهُ الْمِلْحُ الْمَعْرُوفُ، وَسُمِّيَ لِبَيَاضِهِ. قَالَ:

أَحْفِزُهَا عَنِّي بِذِي رَوْنَقٍ ... أَبْيَضَ مِثْلِ الْمِلْحِ قَطَّاعِ

وَيُقَالُ مَاءٌ مِلْحٌ، وَقَدْ قَالُوا مَالِحٌ، ذَكَرَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ:

صَبَّحْنَ قَوًّا وَالْحَمَامُ وَاقِعٌ ... وَمَاءُ قَوٍّ مَالِحٌ وَنَاقِعُ

وَمَلُحَ الْمَاءُ. وَسَمَكٌ مَمْلُوحٌ وَمَلِيحٌ. وَأَمْلَحْنَا: أَصَبْنَا مَاءً مَالِحًا. وَأَمْلَحَ الْمَاءُ أَيْضًا. قَالَ نُصَيْبٌ: وَقَدْ عَادَ عَذْبُ الْمَاءِ مِلْحًا فَزَادَنِي ... عَلَى مَرَضِي أَنْ أَمْلَحَ الْمَشْرَبُ الْعَذْبُ

وَمَلَحْتُ الْقَدْرَ: أَلْقَيْتُ مِلْحَهَا بِقَدَرٍ. وَأَمْلَحْتُهَا: أَفْسَدْتُهَا بِالْمِلْحِ. وَيُقَالُ مَلَّحْتُ النَّاقَةَ تَمْلِيحًا، إِذَا لَمْ تَلْقَحْ فَعُولِجَتْ دَاخِلَتُهَا بِشَيْءٍ مَالِحٍ. وَمَلُحَ الشَّيْءُ مَلَاحَةً وَمِلْحًا. وَالْمُمَالَحَةُ: الْمُوَاكَلَةُ. ثُمَّ يُسْتَعَارُ الْمِلْحُ فَيُسَمَّى الرَّضَاعُ مِلْحًا. وَقَالَتْ هَوَازِنُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " «لَوْ كُنَّا مَلَحْنَا لِلْحَارِثِ بْنِ أَبِي شَمِرٍ أَوْ لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ لَحَفِظَ ذَلِكَ فِينَا» "، أَرَادُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِيهِمْ.

وَيَسْتَعِيرُونَ ذَلِكَ لِلشَّحْمِ يُسَمُّونَهُ الْمِلْحَ. يُقَالُ أَمْلَحْتُ الْقِدْرَ: جَعَلْتُ فِيهَا شَيْئًا مِنْ شَحْمٍ. وَعَلَيْهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ:

لَا تَلُمْهَا إِنَّهَا مِنْ نِسْوَةٍ ... مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ

هَمُّهَا السِّمَنُ وَالشَّحْمُ. وَالْمُلْحَةُ فِي الْأَلْوَانِ: بَيَاضٌ، وَرُبَّمَا خَالَطَهُ سَوَادٌ. وَيُقَالُ كَبْشٌ أَمْلَحُ. وَيُقَالُ لِبَعْضِ شُهُورِ الشِّتَاءِ مِلْحَانُ، لِبَيَاضِ ثَلْجِهِ. وَالْمَلْحَاءُ: كَتِيبَةٌ كَانَتْ لِآلِ الْمُنْذِرِ.

وَالْمَلَّاحُ: صَاحِبُ السَّفِينَةِ، قِيَاسُهُ عِنْدَنَا هَذَا، لِأَنَّ مَاءَ الْبَحْرِ مِلْحٌ، وَقَالَ نَاسٌ: اشْتِقَاقُهُ مِنَ الْمَلْحِ: سُرْعَةُ خَفَقَانِ الطَّيْرِ بِجَنَاحَيْهِ. قَالَ: مَلْحَ الصُّقُورِ تَحْتَ دَجْنٍ مُغْيِنِ

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ: الْمُلَّاحُ مِنْ نَبَاتِ الْحَمْضِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي طَعْمِهِ مُلُوحَةٌ. وَالْمَلْحَاءُ: مَا انْحَدَرَ عَنِ الْكَاهِلِ وَالصُّلْبِ. وَالْمَلَحُ: وَرَمٌ فِي عُرْقُوبِ الْفَرَسِ.

صَوت

(صَوت) مُبَالغَة فِي صات وَبِه ناداه وَله أيده بإعطائه صَوته فِي الانتخاب (محدثة) والطست وَنَحْوه جعله يصوت
صَوت
: ( {صاتَ} يَصُوتُ) ، كقالَ يَقولُ. (و) {صاتَ (} يَصَاتُ) ، كخاف يَخافُ، {صَوْتاً، فيهمَا، فَهُوَ صائتٌ، أَي: صائحٌ.} والصَّوْتُ: الجَرْسُ، معروفٌ، مُذكَّر؛ وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: الصَّوْتُ: {صَوتُ الإِنسانِ وغيرِه. والصّائتُ: الصّائح.
وَفِي الصَّحاح: فأَمّا قولُ رُوَيْشِدِ بْنِ كَثِيرٍ الطّائيّ:
يَا أَيُّهَا الرَاكِبُ المُزْجِي مَطِيَّتَهُ
سائِلْ بَنِي أَسَدٍ مَا هذِهِ} الصَّوْتُ فإِنَّما أَنثهُ؛ لأَنّه أَراد الضَّوْضاءَ والجَلَبَة والاستِغاثة.
قَالَ ابنُ مَنْظُور: قَالَ ابنُ سِيدَهْ: وهاذا قبيحٌ من الضَّرُورَة، أَعني تأْنيث المُذكَّرِ؛ لأَنّه خُرُوجٌ عَن أَصلٍ إِلى فرْع، وإِنّما المُستجازُ من ذالك رَدُّ التَّأْنِيث إِلى التَّذكير؛ لأَنّ التَّذكير؛ هُوَ الأَصْل، بِدَلالة أَنَّ الشَّيْءَ مُذكَّر، وَهُوَ يقعُ على المُذكَّر والمُؤنَّث، فعُلِم بذالك عُمُوم التَّذْكِير، وأَنّه هُوَ الأَصلُ. وَالْجمع: {أَصواتٌ.
} وصاتَ: إِذا (نادَى، {كأَصَاتَ،} وصَوَّتَ) بِه {تَصْويتاً، فَهُوَ} مُصَوِّتٌ. وكذالك إِذا {صَوَّتَ بإِنسان فدعاهُ، وَعَن ابْن بُزُرْجَ:} أَصاتَ الرَّجُلُ بالرَّجُلِ: إِذا شهَّرَه بأَمْرِ لَا يَشتهِيهِ.
(و) يُقَال: (رَجُلٌ {صاتٌ) ، وحمارٌ صاتٌ: (} صَيِّتٌ) ، أَي: شديدُ الصَّوتِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يجوزُ أَن يكون {صاتٌ فاعِلاً، ذهبتْ عَيْنُهُ، وأَن يكونَ فَعِلاً مكسور العَيْنِ؛ قَالَ النَّظّارُ الفَقْعَسِيُّ:
كأَنَّنِي فَوْقَ أَقَبَّ سَهُوَقٍ
جَأْبٍ إِذا عَشَّرَ صاتِ الإِرْنَانْ
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا كَقَوْلِهِم: رَجُلٌ مالٌ: كثيرُ المالِ، ورَجُلٌ نالٌ: كثيرُ النَّوال، وكَبْشٌ صافٌ: كثيرُ الصُّوف، ويَوْمٌ طانٌ: كثيرُ الطِّينِ؛ وبئْرٌ ماهَةٌ، ورجُلٌ هاعٌ لاعٌ، ورجلٌ خافٌ. وأَصل هاذه الأَوصافِ كلِّها فَعِلٌ بِكَسْر الْعين. انْتهى.
وَفِي الحَدِيث: (كَانَ العَبّاسُ رَجُلاً} صَيِّتاً) ، أَي: شديدَ الصَّوْتِ عالِيَهُ، يُقَال: هُوَ {صَيِّتٌ} وصائتٌ، كمَيِّتٍ ومائتٍ، وأَصلُه الْوَاو، وبِناؤُه فَيْعِلٌ فقُلِبَ وأُدْغِمَ.
( {والصِّيتُ، بالكَسْرِ: الذِّكْرُ) ، يُقَال: ذَهبَ فِي النّاس} صِيتُه، أَي ذِكْرُه، وخَصَّه بعضُهم بالذِّكْرِ (الحَسَنِ) . وَفِي الصَّحاح: الجَميل الّذِي يَنتشِر فِي النّاس دُونَ القَبِيح، وأَصلُه من الْوَاو، وإِنّما انقلبتْ يَاء، لانكسارِ مَا قبلَها، كَمَا قَالُوا: رِيحٌ، من الرَّوْح، كأَنّهُمْ بَنَوْهُ على فِعْلٍ، بِكَسْر الفاءِ، للفَرْقِ بينَ الصَّوْتِ المسموع وبينَ الذِّكْرِ الْمَعْلُوم. وَفِي الحَدِيث: (مَا مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ لَهُ {صِيتٌ فِي السَّمَاءِ) أَي ذِكْرٌ وشُهْرَةٌ وعِرْفان قَالَ: ويكونُ فِي الخَير والشَّرِّ (} كالصّاتِ {والصَّوْتِ،} والصِّيتَةِ) ، ورُبَّما قَالُوا: انتَشَر {صَوتُه فِي النّاس، بِمَعْنى} الصِّيت. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: والصَّوْت فِي الصِّيت، لُغَةٌ. وَقَالَ لَبِيدٌ:
وكَمْ مُشْتَرٍ مِنْ مالِهِ حُسْنَ صِيتَةٍ
لآِبائِه فِي كُلِّ مَبْدًى ومَحْضَرِ
وَفِي الحَدِيث: فَصْلُ مَا بَيْنَ الحلالِ والحرامِ، {الصَّوْتُ، والدُّفُّ) يُرِيدُ إِعلانَ النِّكاح، وذَهَابَ الصَّوْت والذِّكْرَ بِهِ فِي النّاس، يُقال: لَهُ صَوْتٌ وصِيتٌ، أَي ذِكْرٌ.
(و) } الصِّيتُ: (المِطْرَقَةُ) نَفْسُها، (و) قيل: الصِّيتُ: (الصّائِغُ. و) قيل: (الصَيْقَلُ) ، نَقله الصّاغانِيُّ.
( {والمِصْوَاتُ) ، بِالْكَسْرِ: (} المُصَوِّتُ) .
(و) قولُهُم: دُعِيَ، {ف (انْصاتَ) : أَي (أَجابَ وأَقْبَلَ) .
(و) انْصاتَ الرّجلُ: (ذَهَبَ فِي تَوَارٍ) ، نقلَهُ الصّاغَانيّ.
(و) } انْصَاتَ (المُنْحَنِي) : إِذا (اسْتَوَى) هاكذا فِي النُّسَخِ، وَفِي أُخْرَى: اسْتَوَى قَائِما، وصوابُه، على مَا فِي الصَّحاح وغيرِه: استَوَتْ (قَامَتُهُ) بعدَ انْحناءٍ، كأَنّه اقْتَبَلَ شَبَابُهُ.
{والمُنْصاتُ: القَوِيمُ القامَةِ، قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الخُرْشُبِ الأَنْمَارِيّ، وَقيل للعَبّاس بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَميّ:
ونَصْرُ بْنُ دُهْمَانَ الهُنيْدَةَ عاشَها
وتِسْعِينَ حَوْلاً ثُمَّ قُوِّمَ} فانْصاتَا
وعادَ سَوادُ الرَّأْسِ بعدَ ابْيِضاضِهِ
ورَاجَعَهُ شَرْخُ الشِّبَابِ الّذِي فاتا
وراجَعَ أَيْداً بَعْدَ ضَعْفِ وقُوَّةٍ
ولاكِنَّهُ من بَعْدِ ذَا كُلِّهِ مَاتَا (و) انْصاتَ (بهِ الزَّمَانُ) {انْصِيَاتاً: إِذا (صَار مشْهُوراً) .
(و) يُقَالُ: (مَا بالدَّارِ} مِصْوَاتٌ) ، أَي: (أَحَدٌ) يُصَوِّتُ. وَفِي بعض النُّسَخِ: {مُصَوِّتٌ، وَالْمعْنَى وَاحِد.
وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْهِ:
} أَصات الرجلُ بالرَّجُلِ: إِذا شَهَّرَهُ بأَمْر لَا يَشتهيه. وَفِي الحَدِيث: (أَنّهم كانُوا يَكرهون الصَّوْتَ عندَ القِتالِ) هُوَ أَنْ يُنادِيَ بعْضُهم بَعْضًا، أَو يفعَلَ أَحَدُهُم فعلا لَهُ أَثرٌ، فيَصِيحَ، ويُعَرِّفَ بنفْسِه على طَرِيق الْفَخر والعُجْب. والعَربُ تقولُ: أَسْمَعُ صَوْتاً، وأَرَى فَوْتاً: أَي أَسْمَعُ صَوتاً، وَلَا أَرى فِعْلاً. ومِثلُه: إِذا كُنْت تَسْمَعُ بالشَّيْءِ، ثمّ لَا تَرى تَحْقِيقا، يقالُ: ذِكْرٌ وَلَا حَساسِ.
من أَمثالهم فِي هَذَا الْمَعْنى: لَا خَيْرَ فِي رَزَمَةٍ لَا دِرَّة مَعهَا، أَي: لَا خَيرَ فِي قَولٍ وَلَا فِعْلَ مَعَه.
وكُلُّ ضرْبٍ من الغِناءِ، صَوْتٌ؛ والجمعُ الأَصواتُ. وقولُه، عزَّ وجلَّ: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ {بِصَوْتِكَ} (الْإِسْرَاء: 64) ، قيل:} بأَصواتِ الغِناءِ والمَزامِيرِ.
{وأَصَاتَ القَوْسَ: جَعلَها} تُصَوِّتُ.
وَفِي الأَساسِ: سابَّ المُخَبَّلُ الزِّبْرِقانَ، فَقَالَ لصَحْبِه: كَيفَ رَأَيْتمُوني؟ قَالُوا: غَلَبَك بِرِيقٍ سَيِّغٍ، {وصَوْتٍ} صَيِّتٍ. 
ساقطٌ برمَّته من الصِّحَاح، وثابت فِي لِسَان الْعَرَبِيّ والتكملة.

عَجَرَ 

(عَجَرَ) الْعَيْنُ وَالْجِيمُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى تَعَقُّدٍ فِي الشَّيْءِ وَنُتُوٍّ مَعَ الْتِوَاءٍ. مِنْ ذَلِكَ الْعَجَرُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ عَجِرَ يَعْجَرُ عَجَرًا. وَالْأَعْجَرُ النَّعْتُ. وَالْعُجْرَةُ: مَوْضِعُ الْعَجَرِ. وَيُقَالُ: حَافِرٌ عَجُِرٌ: صُلْبٌ شَدِيدٌ. قَالَ مَرَّارُ بْنُ مُنْقِذٍ:

سَائِلٍ شِمْرَاخُهُ ذِي جُبَبٍ ... سَلِطَ السُّنْبُكُ فِي رُسْغٍ عَجُِرْ

وَالْأَعْجَرُ: كُلُّ شَيْءٍ تَرَى فِيهِ عُقَدًا; كَبْشٌ أَعْجَرُ، وَبَطْنٌ أَعْجَرُ، إِذَا امْتَلَأَ جِدًّا. قَالَ عَنْتَرَةُ:

ابْنَيْ زَبِيبَةَ مَا لِمُهْرِكُمُ ... مُتَخَدِّدًا وَبُطُونُكُمْ عُجْرُ

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَأُرَاهِ مَصْنُوعًا، إِلَّا أَنَّ الْخَلِيلَ أَنْشَدَهُ:

حَسَنُ الثِّيَابِ يَبِيتُ أَعْجَرَ طَاعِمًا ... وَالضَّيْفُ مِنْ حُبِّ الطَّعَامِ قَدِ الْتَوَى

وَالْعُجْرَةُ: كُلُّ عُقْدَةٍ فِي خَشَبَةٍ أَوْ غَيْرِهَا مِنْ نَحْوِ عُرُوقِ الْبَدَنِ، وَالْجَمْعُ عُجَرٌ. وَمِنَ الْبَابِ الِاعْتِجَارُ، وَهُوَ لَفُّ الْعِمَامَةِ عَلَى الرَّأْسِ مِنْ غَيْرِ إِدَارَةٍ تَحْتَ الْحَنَكِ. قَالَ:

جَاءَتْ بِهِ مُعْتَجِرًا بِبُرْدِهْ ... سَفْوَاءُ تَرْدِي بِنَسِيجِ وَحْدِهْ وَإِنَّمَا سُمِّيَ اعْتِجَارًا لِمَا فِيهِ مِنْ لَيٍّ وَنُتُوٍّ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ الْعَجِيرُ، وَهُوَ مِنَ الْخَيْلِ كَالْعِنِّينِ مِنَ الرِّجَالِ.

عَقَصَ 

(عَقَصَ) الْعَيْنُ وَالْقَافُ وَالصَّادُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى الْتِوَاءٍ فِي شَيْءٍ قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَقَصُ: الْتِوَاءٌ فِي قَرْنِ التَّيْسِ وَكُلِّ قَرْنٍ. يُقَالُ كَبْشٌ أَعْقَصُ، وَشَاةٌ عَقْصَاءُ.

قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْعَقَصُ: كَزَازَةُ الْيَدِ وَإِمْسَاكُهَا عَنِ الْبَذْلِ. يُقَالُ: هُوَ عَقِصُ الْيَدَيْنِ وَأَعْقَصُ الْيَدَيْنِ، إِذَا كَانَ كَزًّا بَخِيلًا.

قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: الْعَقِصُ مِنَ الرِّجَالِ: الْمُلْتَوِي الْمُمْتَنِعُ الْعَسِرُ، وَجَمْعُهُ أَعْقَاصٌ.

قَالَ:

مَارَسْتُ نَفْسًا عَقِصًا مِرَاسُهَا قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَقْصُ: أَنْ تَأْخُذَ كُلَّ خُصْلَةٍ مِنْ شَعْرٍ فَتَلْوِيَهَا ثُمَّ تَعْقِدَهَا حَتَّى يَبْقَى فِيهَا الْتِوَاءٌ، ثُمَّ تُرْسِلَهَا. وَكُلُّ خُصْلَةٍ عَقِيصَةٌ، وَالْجَمْعُ عَقَائِصُ وَعِقَاصٌ. وَيُقَالُ عَقَصَ شَعْرَهُ، إِذَا ضَفَرَهُ وَفَتَلَهُ. [وَيُقَالُ] الْعَقْصُ أَنْ يَلْوِيَ الشَّعْرَ عَلَى الرَّأْسِ وَيُدْخِلَ أَطْرَافَهُ فِي أُصُولِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: قَرْنٌ أَعْقَصُ. وَيُقَالُ لِكُلِّ لِيَّةٍ عِقْصَةٌ وَعَقِيصَةٌ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

غَدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إِلَى الْعُلَى ... تَضِلُّ الْعِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَلِ

وَيُقَالُ: الْعِقَاصُ الْخَيْطُ تُعْقَصُ بِهِ أَطْرَافُ الذَّوَائِبِ.

وَمِنَ الْبَابِ: الْعَقِصُ مِنَ الرِّمَالِ: رَمْلٌ لَا طَرِيقَ فِيهِ. قَالَ:

كَيْفَ اهْتَدَتْ وَدُونَهَا الْجَزَائِرُ ... وَعَقِصٌ مِنْ عَالِجٍ تَيَاهِرُ

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْمِعْقَصُ: سَهْمٌ يَنْكَسِرُ نَصْلُهُ وَيَبْقَى سِنْخُهُ، فَيُخْرَجُ وَيُضْرَبُ أَصْلُ النَّصْلِ حَتَّى يَطُولَ وَيُرَدُّ إِلَى مَوْضِعِهِ فَلَا يُسَدُّ الثُّقْبَ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ، لِأَنَّهُ قَدْ دُقِّقَ; مَأْخُوذٌ مِنَ الشَّاةِ الْعَقْصَاءِ.

وَمِنَ الْحَوَايَا وَاحِدَةٌ يُقَالُ لَهَا الْعُقَيْصَاءُ. وَيَقُولُونَ: الْعَقِصُ: عُنُقُ الْكَرِشِ. وَأَنْشَدَ: هَلْ عِنْدَكُمْ مِمَّا أَكَلْتُمْ أَمْسِ ... مِنْ فَحِثٍ أَوْ عَقِصٍ أَوْ رَأْسِ

وَقَالَ الْخَلِيلُ فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ:

تَضِلُّ الْعِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَلِ

هِيَ الْمَرْأَةُ رُبَّمَا اتَّخَذَتْ عَقِيصَةً مِنْ شَعْرِ غَيْرِهَا تَضِلُّ فِي رَأْسِهَا. وَيُقَالُ: إِنَّهُ يَعْنِي أَنَّهَا كَثِيرَةُ الشَّعْرِ، فَمَا عُقِصَ لَمْ يَتَبَيَّنْ فِي جَمِيعِهِ، لِكَثْرَةِ مَا يَبْقَى.

عَفَلَ 

(عَفَلَ) الْعَيْنُ وَالْفَاءُ وَاللَّامُ كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى زِيَادَةٍ فِي خِلْقَةٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَفَلُ يَخْرُجُ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ كَالْأُدْرَةِ، وَهِيَ عَفْلَاءُ. وَيُقَالُ: الْعَفْلُ شَحْمُ خُصْيَيِ الْــكَبْشِ. قَالَ بِشْرٌ:

وَارِمُ الْعَفْلِ مُعْبَرُ

قَالَ الْكِسَائِيُّ: الْعَفْلُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُجَسُّ مِنَ الشَّاةِ إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَعْرِفُوا سِمَنَهَا.

صَوَفَ 

(صَوَفَ) الصَّادُ وَالْوَاوُ وَالْفَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ صَحِيحٌ، وَهُوَ الصُّوفُ الْمَعْرُوفُ. وَالْبَابُ كُلُّهُ يَرْجِعُ إِلَيْهِ. يُقَالُ: كَبْشٌ أَصْوَفُ وَصَوِفٌ وَصَائِفٌ وِصَافٌ، كُلُّ هَذَا أَنْ يَكُونَ كَثِيرَ الصُّوفِ. وَيَقُولُونَ: أَخَذَ بِصُوفَةِ قَفَاهُ، إِذَا أَخَذَ بِالشَّعَرِ السَّائِلِ فِي نُقْرَتِهِ. وَصُوفَةُ: قَوْمٌ كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كَانُوا يَخْدِمُونَ الْكَعْبَةَ، وَيُجِيزُونَ الْحَاجَّ. وَحُكِيَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّهُمْ أَفْنَاءُ الْقَبَائِلِ تَجَمَّعُوا فَتَشَبَّكُوا كَمَا يَتَشَبَّكُ الصُّوفُ. قَالَ:

وَلَا يَرِيمُونَ فِي التَّعْرِيفِ مَوْقِفَهُمْ ... حَتَّى يُقَالَ أَجِيزُوا آلَ صُوفَانَا

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: صَافٍ عَنِ الشَّرِّ، إِذَا عَدَلَ، فَهُوَ مِنْ بَابِ الْإِبْدَالِ، يُقَالُ: صَابَ، إِذَا مَالَ. وَقَدْ ذُكِرَ فِي بَابِهِ.

بشرن

بشرن
بشرنَ يبشرن، بشرنةً، فهو مُبشرِن، والمفعول مُبشرَن
• بشرنَ البشرَ: أنْسنهم، ارتقى بعقولهم وعاملهم كبشــر لهم عقول تميِّزهم عن غيرهم من المخلوقات "لابدَّ من تثقيف المواطن وبشرنته للرُّقيّ بهذا المجتمع". 

سَجَّ 

(سَجَّ) السِّينُ وَالْجِيمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى اعْتِدَالٍ فِي الشَّيْءِ وَاسْتِوَاءٍ. فَالسَّجْسَجُ: الْهَوَاءُ الْمُعْتَدِلُ الَّذِي لَا حَرَّ فِيهِ وَلَا بَرْدَ يُؤْذِي. وَمِنْ ذَلِكَ الْحَدِيثُ: «إِنَّ ظِلَّ الْجَنَّةِ سَجْسَجٌ» . وَيُقَالُ أَرْضٌ سَجْسَجٌ، وَهِيَ السَّهْلَةُ الَّتِي لَيْسَتْ بِالصُّلْبَةِ. قَالَ:وَالْقَوْمُ قَدْ قَطَعُوا مِتَانَ السَّجْسَجِ

وَيُقَالُ وَهُوَ مِنَ الْبَابِ سَجَّ الْحَائِطَ بِالطِّينِ، إِذَا طَلَاهُ بِهِ وَسَوَّاهُ. وَتِلْكَ الْخَشَبَةُ الْمِسَجَّةُ. وَالسَّجَاجُ: اللَّبَنُ الرَّقِيقُ الصَّافِي.

وَمِمَّا يَقْرُبُ مِنْ هَذَا الْبَابِ الْــكَبْشُ السَّاجِسِيُّ، وَهُوَ الْكَثِيرُ الصُّوفِ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْأَصْلِ قَوْلُهُمْ: لَا أَفْعَلُ ذَلِكَ سَجِيسَ اللَّيَالِي، وَسَجِيسَ الأوْجَسِ، أَيْ أَبَدًا. وَمَاءٌ سَجَِسٌ، أَيْ مُتَغَيِّرٌ. وَالسَّجَّةُ: صَنَمٌ كَانَ يُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَخْرِجُوا صَدَقَاتِكُمْ ; فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ قَدْ أَرَاحَكُمْ مِنَ الْجَبْهَةِ وَالسَّجَّةِ وَالْبَجَّةِ» . وَتَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهَا أَسْمَاءُ آلِهَةٍ كَانُوا يَعْبُدُونَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

رَبَسَ 

(رَبَسَ) الرَّاءُ وَالْبَاءُ وَالسِّينُ أَصْلٌ وَاحِدٌ ذَكَرَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ; قَالَ: أَصْلُ الرَّبْسِ الضَّرْبُ بِالْيَدَيْنِ. يُقَالُ أَصْلُ الرَّبْسِ الضَّرْبُ; يُقَالُ رَبَسَهُ بِيَدَيْهِ. قَالَ: وَيَقُولُونَ: دَاهِيَةٌ رَبْسَاءُ. أَيْ شَدِيدَةٌ. وَهِيَ عَلَى الْأَصْلِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ وَكَأَنَّهَا تَخْبِطُ النَّاسَ بِيَدَيْهَا. وَذَكَرَ غَيْرُهُ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الَّذِي أَصَّلَهُ، أَنَّ الِارْتِبَاسَ الِاكْتِنَازُ فِي اللَّحْمِ وَغَيْرِهِ; يُقَالُ كَبْشٌ رَبِيسٌ أَيْ مُكْتَنِزٌ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: ارْبَسَّ ارْبِسَاسًا، إِذَا ذَهَبَ فِي الْأَرْضِ.

رَوَحَ 

(رَوَحَ) الرَّاءُ وَالْوَاوُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ كَبِيرٌ مُطَّرِدٌ، يَدُلُّ عَلَى سَعَةٍ وَفُسْحَةٍ وَاطِّرَادٍ. وَأَصْلُ [ذَلِكَ] كُلِّهِ الرِّيحُ. وَأَصْلُ الْيَاءِ فِي الرِّيحِ الْوَاوُ، وَإِنَّمَا قُلِبَتْ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا. فَالرُّوحُ رُوحُ الْإِنْسَانِ، وَإِنَّمَا هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الرِّيحِ، وَكَذَلِكَ الْبَابُ كُلُّهُ. وَالرَّوْحُ: نَسِيمُ الرِّيحِ. وَيُقَالُ أَرَاحَ الْإِنْسَانُ، إِذَا تَنَفَّسَ. وَهُوَ فِي شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ. وَيُقَالُ أَرْوَحَ الْمَاءُ وَغَيْرُهُ: تَغَيَّرَتْ رَائِحَتُهُ.

وَالرُّوحُ: جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ} [الشعراء: 193] . وَالرَّوَاحُ: الْعَشِيُّ; وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِرَوْحِ الرِّيحِ، فَإِنَّهَا فِي الْأَغْلَبِ تَهُبُّ بَعْدَ الزَّوَالِ. وَرَاحُوا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَذَلِكَ مِنْ لَدُنْ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلَى اللَّيْلِ. وَأَرَحْنَا إِبِلَنَا: رَدَدْنَاهَا ذَلِكَ الْوَقْتَ. فَأَمَّا قَوْلُ الْأَعْشَى:

مَا تَعِيفُ الْيَوْمَ فِي الطَّيْرِ الرَّوَحْ ... مِنْ غُرَابِ الْبَيْنِ أَوْ تَيْسٍ بَرَحْ

فَقَالَ قَوْمٌ: هِيَ الْمُتَفَرِّقَةُ. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ الرَّائِحَةُ إِلَى أَوْكَارِهَا. وَالْمُرَاوَحَةُ فِي الْعَمَلَيْنِ: أَنْ يَعْمَلَ هَذَا مَرَّةً وَ [هَذَا] مَرَّةً. وَالْأَرْوَحُ: الَّذِي فِي صُدُورِ قَدَمَيْهِ انْبِسَاطٌ. يُقَالُ رَوِحَ يَرْوَحُ رَوْحًا. وَقَصْعَةٌ رَوْحَاءُ: قَرِيبَةُ الْقَعْرِ. وَيُقَالُ الْأَرْوَحُ مِنَ النَّاسِ: الَّذِي يَتَبَاعَدُ صُدُورُ قَدَمَيْهِ وَيَتَدَانَى عَقِبَاهُ; وَهُوَ بَيِّنُ الرَّوَحِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَرَاحُ لِلْمَعْرُوفِ، إِذَا أَخَذَتْهُ لَهُ أَرْيَحِيَّةٌ. وَقَدْ رِيحَ الْغَدِيرُ: أَصَابَتْهُ الرِّيحُ. وَأَرَاحَ الْقَوْمُ: دَخَلُوا فِي الرِّيحِ. وَيُقَالُ لِلْمَيِّتِ إِذَا قَضَى: قَدْ أَرَاحَ. وَيُقَالُ أَرَاحَ الرَّجُلُ، إِذَا رَجَعَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ بَعْدَ الْإِعْيَاءِ. وَأَرْوَحَ الصَّيْدُ، إِذَا وَجَدَ رِيحَ الْإِنْسِيِّ. وَيُقَالُ: أَتَانَا وَمَا فِي وَجْهِهِ رَائِحَةُ دَمٍ. وَيُقَالُ أَرَحْتُ عَلَى الرَّجُلِ حَقَّهُ، إِذَا رَدَدْتَهُ إِلَيْهِ. وَأَفْعَلُ ذَلِكَ فِي سَرَاحٍ وَرَوَاحٍ، أَيْ فِي سُهُولَةٍ. وَالْمَرَاحُ: حَيْثُ تَأْوِي الْمَاشِيَةُ بِاللَّيْلِ. وَالدُّهْنُ الْمُرَوَّحُ: الْمُطَيَّبُ. وَقَدْ تَرَوَّحَ الشَّجَرُ، وَرَاحَ يَرَاحُ، مَعْنَاهُمَا أَنْ يَتَفَطَّرَ بِالْوَرَقِ. قَالَ:

رَاحَ الْعِضَاهُ بِهِمْ وَالْعِرْقُ مَدْخُولُ أَبُو زَيْدٍ: أَرْوَحَنِي الصَّيْدُ إِرْوَاحًا، إِذَا وَجَدَ رِيحَكَ. وَأَرْوَحْتُ مِنْ فُلَانٍ طِيبًا. وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ: " «لَمْ يُرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» " مِنْ أَرَحْتُ. وَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ " لَمْ يَرَحْ " مِنْ رَاحَ يَرَاحُ، إِذَا وَجَدَ الرِّيحَ. وَيُقَالُ خَرَجُوا بِرِيَاحٍ مِنَ الْعَشِيِّ وَبِرَوَاحٍ وَإِرْوَاحٍ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: رَاحَتِ الْإِبِلُ تَرَاحُ، وَأَرَحْتُهَا أَنَا، مِنْ قَوْلِهِ جَلَّ جَلَالُهُ: {حِينَ تُرِيحُونَ} [النحل: 6] . وَرَاحَ الْفَرَسُ يَرَاحُ رَاحَةً، إِذَا تَحَصَّنَ. وَالْمَرْوَحَةُ: الْمَوْضِعُ تُخْتَرَقُ فِيهِ الرِّيحُ. قِيلَ: إِنَّهُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَقِيلَ بَلْ تَمَثَّلَ بِهِ:

كَأَنَّ رَاكِبَهَا غُصْنٌ بِمَرْوَحَةٍ ... إِذَا تَدَلَّتْ بِهِ أَوْ شَارِبٌ ثَمِلُ

وَالرَّيِّحُ: ذُو الرَّوْحِ; يُقَالُ يَوْمٌ رَيِّحٌ: طَيِّبٌ. وَيَوْمٌ رَاحٌ: ذُو رِيحٍ شَدِيدَةٍ. قَالُوا: بُنِيَ عَلَى قَوْلِهِمْ كَبْشٌ صَافٌ كَثِيرُ الصُّوفِ. وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ:

وَمَاءٍ وَرَدْتُ عَلَى زَُوْرَةٍ ... كَمَشْيِ السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا

فَذَلِكَ وِجْدَانُهُ الرَّوْحَ. وَسُمِّيَتِ التَّرْوِيحَةُ فِي شَهْرِ [رَمَضَانَ] لِاسْتِرَاحَةِ الْقَوْمِ بَعْدَ كُلِّ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ. وَالرَّاحُ: جَمَاعَةُ رَاحَةِ الْكَفِّ. قَالَ عُبَيْدٌ: دَانٍ مُسِفٍّ فُوَيْقَ الْأَرْضِ هَيْدَبُهُ ... يَكَادُ يَدْفَعُهُ مَنْ قَامَ بِالرَّاحِ

الرَّاحُ: الْخَمْرُ. قَالَ الْأَعْشَى:

وَقَدْ أَشْرَبُ الرَّاحَ قَدْ تَعْلَمِي ... نَ يَوْمَ الْمُقَامِ وَيَوْمَ الظَّعَنْ

وَتَقُولُ: نَزَلَتْ بِفُلَانٍ بَلِيَّةٌ فَارْتَاحَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ، لَهُ بِرَحْمَةٍ فَأَنْقَذَهُ مِنْهَا. قَالَ الْعَجَّاجُ:

فَارْتَاحَ رَبِّي وَأَرَادَ رَحْمَتِي ... وَنِعْمَتِي أَتَمَّهَا فَتَمَّتِ

قَالَ: وَتَفْسِيرُ ارْتَاحَ: نَظَرَ إِلَيَّ وَرَحِمَنِي. وَقَالَ الْأَعْشَى فِي الْأَرْيَحِيِّ:

أَرْيَحِيٌّ صَلْتٌ يَظَلُّ لَهُ القَوْ ... مُ رُكُودًا قِيَامَهُمْ لِلْهِلَالِ

قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ وَاسِعٍ أَرْيَحُ، وَمَحْمِلٌ أَرْيَحُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَحْمِلٌ أَرْوَحُ. وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ ذَمَّهُ; لِأَنَّ الرَّوَحَ الِانْبِطَاحُ، وَهُوَ عَيْبٌ فِي الْمَحْمِلِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَرْيَحِيُّ مَأْخُوذٌ مِنْ رَاحَ يَرَاحُ، كَمَا يُقَالُ لِلصَّلْتِ أَصْلَتِيٌّ.

دَخَنَ 

(دَخَنَ) الدَّالُ وَالْخَاءُ وَالنُّونُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ عَنِ الْوَقُودِ، ثُمَّ يُشَبَّهُ بِهِ كُلُّ شَيْءٍ يُشْبِهُهُ مِنْ عَدَاوَةٍ وَنَظِيرِهَا. فَالدُّخَانُ مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ دَوَاخِنُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَيُقَالُ دَخَنَتِ النَّارُ تَدْخُنُ، إِذَا ارْتَفَعَ دُخَانُهَا، وَدَخِنَتْ تَدْخَنُ، إِذَا أَلْقَيْتَ عَلَيْهَا حَطَبًا فَأَفْسَدْتَهَا حَتَّى يَهِيجَ لِذَلِكَ دُخَانٌ وَكَذَلِكَ دَخِنَ الطَّعَامُ يَدْخَنُ. وَيُقَالُ: دَخَنَ الْغُبَارُ: ارْتَفَعَ. فَأَمَّا الْحَدِيثُ: " هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ "، فَهُوَ اسْتِقْرَارٌ عَلَى أُمُورٍ مَكْرُوهَةٍ. وَالدُّخْنَةُ مِنَ الْأَلْوَانِ: كُدْرَةٌ فِي سَوَادٍ. شَاةٌ دَخْنَاءُ، وَــكَبْشٌ أَدْخَنُ، وَلَيْلَةٌ دَخْنَانَةٌ. وَرَجُلٌ دَخِنُ الْخُلُقِ. وَأَبْنَاءُ دُخَانٍ: غَنِيٌّ وَبَاهِلَةٌ. وَالدُّخْنَةُ: بَخُورٌ يُدَخَّنُ بِهِ الْبَيْتُ.

أَرَثَ 

(أَرَثَ) الْهَمْزَةُ وَالرَّاءُ وَالثَّاءُ تَدُلُّ عَلَى قَدْحِ نَارٍ أَوْ شَبِّ عَدَاوَةٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: أَرَّثْتُ النَّارَ، أَيْ: قَدَحْتُهَا. قَالَ عَدِيٌّ:

وَلَهَا ظَبْيٌ يُوَرِّثُهَا ... عَاقِدٌ فِي الْجِيدِ تِقْصَارًا

وَالِاسْمُ الْأُرْثَةُ. وَفِي الْمَثَلِ: " النَّمِيمَةُ أُرْثَةُ الْعَدَاوَةِ ". قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: الْإِرَاثُ مَا ثَقَبْتَ بِهِ النَّارَ. قَالَ وَالتَّأَرُّثُ الِالْتِهَابُ. قَالَ شَاعِرٌ:

فَإِنَّ بِأَعْلَى ذِي الْمَجَازَةِ سَرْحَةً ... طَوِيلًا عَلَى أَهْلِ الْمَجَازَةِ عَارُهَا

وَلَوْ ضَرَبُوهَا بِالْفُؤُوسِ وَحَرَّقُوا ... عَلَى أَصْلِهَا حَتَّى تَأَرَّثَ نَارُهَا

وَيُقَالُ: أَرِّثْ نَارَكَ تَأْرِيثًا. فَأَمَّا الْأُرْثَةُ فَالْحَدُّ. وَ [أَمَّا الْإِرْثُ فَ] لَيْسَ مِنَ الْبَابِ لِأَنَّ الْأَلِفَ مُبْدَلَةٌ عَنْ وَاوٍ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي بَابِهِ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ نَعْجَةٌ أَرْثَاءُ فَهِيَ الَّتِي اشْتَعَلَ بَيَاضُهَا فِي سَوَادِهَا، وَهُوَ مِنَ الْبَابِ. وَيُقَالُ لِذَلِكَ الْأُرْثَةُ، وَــكَبْشٌ آرَثُ. 

عَمت

(عَمت)
فلَان عمتا ضرب بالعصا غير مبال من أصَاب وَالصُّوف وَنَحْوه لفه مستطيلا ومستديرا ليجعل فِي الْيَد فيغزل وحبل القت فتله ولواه فَهُوَ معموت وعميت وَفُلَانًا قهره

(عَمت) مُبَالغَة عَمت
عَمت
: (عَمَتَ يَعْمِتُ) عَمْتاً: من حَدِّ ضَرَبَ، كمَا هُوَ مُقْتَضَى قاعِدَتِهِ (: لَفَّ الصُّوفَ) بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ مُسْتَطِيلاً و (مُسْتَدِيراً) حَلْقَةً (لِيُجْعَلَ فِي اليَدِ فَيُغْزَلَ) بالمَدَرَةِ (كَعَمَّت) تَعْمِيتاً، ورِوَايَةُ التَّشْدِيدِ عَن الصّاغانيّ، (وتلكَ القِطْعَةُ عَمِيتَةٌ) و (ج أَعْمِتَةٌ وعُمُتٌ) ، بضَمَّتَيْنِ فِي الأَخِيرِ، هاذِه حكايةُ أَهل اللُّغَة، قَالَ ابنُ سَيّده: (و) الَّذِي عِنْدِي أَنّ أَعْمِتَةً جَمْعُ (عَمِيتٍ) الَّذِي هُوَ جمع عَمِيتَةٍ؛ لأَنَّ فَعِيلَةً لَا يُكَسَّرُ على أَفْعِلَةٍ، والعَمِيتَةُ من الوَبر كالفَلِيلَة من الشَّعَرِ، وَيُقَال: عَمِيتَةٌ من وَبَرٍ أَو صُوفٍ، كَمَا يُقَال: سَبِيخَةٌ من قُطْنٍ، وسَليلَةٌ من شَعَر، كَذَا فِي الصِّحَاح. وَفِي التَّهْذِيب: عَمَتَ الوَبَرَ والصُّوفَ: لَفَّهُ حَلْقَةً فَغَزَلَهُ، كَمَا يَفْعَلُه الغَزَّالَ الَّذِي يَغْزِلُ الصُّوفَ، فيُلْقِيهِ فِي يَدِه، قَالَ: والاسْمُ العَمِيتُ، وأَنشد:
يَظَلُّ فِي الشَّاءِ يَرْعَاهَا ويَحْلُبُها
وَيَعْمِتُ الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِدُ
يُقَال عَمَتَ العَمِيتَ يَعْمِتُهُ عَمْتاً، قَالَ الشَّاعِر:
فَظَلَّ يَعْمِتُ فِي قَوْطٍ وَرَاجِلَةٍ
يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِدُ
قَالَ: يَعْمِتُ: يَغْزلُ، من العَمِيتَةِ، وَهِي القِطْعَةُ من الصوفِ، ويُكَفِّتُ يَجْمَعُ ويَحْرِصُ إِلاَّ سَاَعَةَ يَقْعُدُ يَطْبُخُ الهَبِيدَ، والرَّاجِلَةُ: كَبْشُ الرَّاعِي يَحْمِلُ عليهِ مَتَاعَهُ، وقَالَ أَبو الهَيْثَمِ: عَمَتَ فُلاَنٌ الصُّوفَ يَعْمِتُه عَمْتاً، إِذا جَمَعَه بَعْدَ مَا يَطْرُقُه وَيَنْفِشُه، ثمَّ يَعْمِتُه لِيَلْوِيَهُ على يَدِهِ ويَغْزِلَه بالمَدَرة، قَالَ: وَهِي العَمِيتَةُ، والعَمَائتُ جَمَاعَةٌ.
(و) عَمَتَ (فُلاَناً: قَهَرَهُ وكَفَّهُ) يُقَال: فلانٌ يَعْمِتُ أَقْرَانَه، إِذا كَانَ يَقْهَرُهُم وَيَكْفُّهُم، يُقَالُ ذَلِك فِي الحَرْبِ، وجَوْدَةِ الرَّأْيِ، والعِلْمِ بِأَمْرِ العَدُوِّ وإِثْخانِه.
(أَو) عَمَتَهُ، إِذا (ضَرَبَهُ بالعَصَا غَيْرَ مُبَالٍ) مَنْ أَصَابَ.
(و) العِمِّيتُ، (كالسِّكِّيتِ: الرَّقِيبُ الظَّرِيفُ) ، وَرجل عِمِّيتٌ: ظَريفٌ جَرِىءٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: العِمِّيتُ: الحَافِظُ العَالِمُ الفَطِنُ، قَالَ:
وَلَا تَبَغَّ الدَّهْرَ مَا كُفِيتَا
وَلَا تُمَارِ الفَطِنَ العِمِّيتَا
(و) العِمِّيتُ (: السَّكْرَانُ، وَ) يُقَال (: الجَاهلُ الضَّعِيفُ) ، قَالَ الشَّاعر:
كالخُرْسِ العَمَامِيتِ
(وَمَنْ لَا يَهْتَدِى إِلَى جِهَة) .

عَنَزَ

(عَنَزَ)
(هـ) فِيهِ «لمَّا طَعَن [رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أُبَيّ بْنَ خَلَف بالعَنَزَة بَيْنَ ثَدْيَيْه قَالَ: قَتَلني ابنُ أَبِي كَبْشَــة» العَنَزَة: مِثْل نِصْف الرُّمْح أَوْ أَكْبَرُ شَيْئًا، وَفِيهَا سِنَانٌ مِثْل سِنَان الرُّمْح، والعُكَّازة: قَريب مِنْهَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكرها فِي الْحَدِيثِ.

وَقب

وَقب
: (} الوَقْبُ) فِي الجَبَل: (نُقْرَةٌ) يَجتمعُ فِيهَا الماءُ، ونَقْرٌ (فِي الصَّخْرَةِ يَجْتَمعُ فِيهَا الماءُ {كالوَقْبَةِ) ، بِزِيَادَة الهاءِ، وَالْجمع} أَوْقابٌ (أَو) {الوَقْبَةُ: (نَحْوُ البِئرِ فِي الصَّفَا، تكونُ قامةً، أَو قامَتَيْنِ) يسْتَنْقِعُ فِيهَا ماءُ السّمَاءِ.
(و) الوَقْبُ: (كُلُّ نَقْرٍ فِي الجَسَد، كنَقْر العَيْنِ والكَتِفِ) .} ووَقْبُ العَيْنِ: نُقْرَتُها، تقولُ:! وَقَبَتْ عَيْنَاهُ: غارَتَا. وَفِي حَدِيث جَيْشِ الخبَطِ: (فاغْتَرَفْنا من وَقْبِ عَيْنِهِ بالقِلالِ الدُّهْنَ) .
(و) {الوَقْبَانِ (مِنَ الفَرَسِ: هَزْمَتَانِ فَوْقَ عَيْنَيْهِ) .
والجمعُ من كلّ ذالك} وُقُوبٌ، {ووِقَابٌ.
(و) الوَقْبُ (من المَحَالَةِ: ثَقْبٌ يَدْخُلُ فِيهِ المِحْوَرُ) .
(و) الوَقْبُ: (الغَيْبَةُ،} كالوُقُوبِ) بالضَّمّ، وَهُوَ الدُّخُول فِي كلِّ شيْءٍ. وقيلَ: كُلُّ مَا غابَ، فقد وَقَبَ وَقْباً: وَمِنْه وَقَبَتِ الشَّمْسُ، على مَا يأْتي.
(و) الوَقْبُ: الرَّجُلُ (الأَحْمَقُ) ، مِثْلُ الوَغْبِ، قَالَ الأَسودُ بْنُ يَعفُرَ:
أَبَنِي نُجَيْحٍ إِنَّ أُمَّكُمُ
أَمَةٌ وإِنَّ أَباكُمُ وَقْبُ
أَكَلَتْ خَبِيثَ الزّادِ فاتَّخَمَتْ
عَنهُ وشَمَّ خِمَارَهَا الكَلْبُ
وَرجل وَقْبٌ: أَحمَقُ. وَالْجمع {أَوْقَابٌ. والأُنثى وَقْبَةٌ.
(و) قَالَ ثَعْلب: الوَقْبُ: (النَّذْلُ الدَّنِيءُ) من قَوْلك: وَقَبَ فِي الشَّيءِ: دَخَلَ، فكأَنَّه يَدخُلُ فِي الدَّناءَة، وهاذا من الاشتقاقِ الْبعيد. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) الوَقْبُ: (الدُّخُولُ فِي الوَقْبِ) . وقَبَ الشَّيْءُ، يَقِبُ، وَقْباً: أَي دَخلَ. هاكذا فِي الصَّحاح، ورأَيت فِي هامِش: صوابُه} وُقُوباً؛ لأَنّه لازِمٌ. وَقيل: وَقَبَ: دَخَل فِي الوَقْبِ.
(و) الوَقْبُ: (المَجِيءُ والإِقْبَالُ) ، وَمِنْه حديثُ عائشةَ، رَضِي الله عَنْهَا: (تَعَوَّذِي باللَّهِ من هاذا الغاسِقِ إِذا وَقَبَ) أَي: الليلِ إِذا دَخَلَ وأَقبل بظَلامه.
( {والوَقْبَةُ: الكُوَّةُ العَظِيمةُ فِيهَا ظِلٌّ) ، والجمعُ:} الأَوْقَابُ، وَهِي الكُوَى.
(و) الوَقْبَةُ (مِنَ الثَّرِيدِ والدُّهْنِ) ، هاكذا فِي نسختنا، بِضَم الدّال الْمُهْملَة، والصَّواب: والمُدْهُن، بِالْمِيم والدّال: (أُنْقُوعَتُهُمَا) ، بالضَّمّ. قَالَ اللَّيْثُ: الوَقْبُ: كُلُّ قَلْتٍ أَو حُفْرَةٍ كَقَلْت فِي فِهْرٍ، وكَوَقْبِ المُدْهُنَةِ، وأَنشد:
فِي وقْبِ خَوْصاءَ كَوَقْبِ المُدْهُنِ
( {ووقَبَ الظَّلامُ) : أَقْبَلَ، و (دَخَلَ) على النّاس، وَبِه فُسِّرتِ الآيةُ. وروى الجوهريُّ ذالك عَن الحَسن البصْرِيّ.
(و) } وَقَبَتِ (الشَّمْسُ) ، {تَقِبُ، (} وَقْباً، {ووُقُوباً: غابَتْ) . زَاد فِي الصَّحاح: ودَخَلَت مَوضِعَها. قَالَ ابنُ مَنْظُور: وَفِيه تَجَوُّزٌ. وَفِي الحَدِيث: (لَمَّا رَأَى الشَّمْسَ قد} وَقَبَتْ قَالَ: هَذَا حِينُ حِلِّها) ، أَي: الْوَقْت الّذِي يَحِلُّ فِيهِ أَدَاؤُهَا، يَعْنِي صلاةَ المَغْرِب. {والوُقُوبُ: الدُّخُولُ فِي كُلّ شيْءٍ، وَقد تقدّم.
(و) وَقَبَ (القَمَرُ) ،} وُقُوباً: (دَخَلَ فِي) الظِّلِّ الصَّنَوْبَرِيّ الّذِي يَعتَرِي مِنْهُ (الكُسُوفُ. ومِنْهُ) عَلَى مَا يُؤخَذُ من حديثِ عائشَةَ، رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا، كَمَا يأْتي قولُهُ عَزَّ وجَلَّ: {وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} (الفلق: 3) ، رُوِيَ عَنْهَا أَنَّها قالَت: (قَالَ رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَمّا طَلَعَ القَمرُ: هاذا الغاسِقُ إِذا وَقَبَ، فتعَوَّذِي باللَّهِ من شَرِّه) . (أَو مَعْنَاه: أَيْرٍ) بالخَفْضِ أَي الذَّكَرِ (إِذا قامَ. حكاهُ) الإِمامُ أَبو حامِدٍ (الغَزاليّ، وغيرُهُ) كالنَّقّاش فِي تَفْسِيره، وجماعةٌ (عَن) الإِمام الحَبْر عبدِ الله (بْنِ عبّاسٍ) ، رَضِي الله عَنْهُمَا. وَهَذَا من غرائِب التَّفْسِير. وسيأْتي للمُصَنِّف فِي غسق أَيضاً فيتحصّلُ مِمّا يُفْهَمُ من عِبَارَته، مِمّا يُنَاسِب تفسيرَ الْآيَة أَقوالٌ خَمْسَة: أَوّلُها: الليلُ إِذا أَظْلَمَ، وَهُوَ قَول الأَكْثَرِ، قَالَ الفَرّاءُ: اللَّيْلُ إِذا دَخلَ فِي كلِّ شيْءٍ وأَظلمَ؛ وَمثله قولُ عائشةَ. والثّاني: القمرُ إِذا غَابَ، وَهُوَ الْمَفْهُوم من حَدِيث عائشةَ الّذِي أَخرجه النَّسائيُّ وغيرُهُ. وَالثَّالِث: الشَّمْس إِذا غَرَبَت. والرّابعُ: أَنَّهُ النّهَارُ إِذا دَخَل فِي اللَّيْلِ، وَهُوَ قرِيبٌ ممّا قبلَهُ. الْخَامِس: الذَّكَرُ إِذا قامَ.
ويُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الثُّرَيّا إِذا سَقطتْ، لأَنَّ الأَمْرَاضَ والطَّوَاعِينَ تَهِيجُ فِيهِ. ووردَ فِي الحَدِيث: أَنَّ الغاسِقَ: النَّجْمُ، وإِذَا أُطْلِقَ فَهُوَ الثُّرَيّا. قَالَه السُّهَيْليُّ وشيخُه ابْنُ العربيّ.
والغاسقُ: الأَسودُ من الحَيّات. {ووَقْبُهُ: ضَرْبُه، ويَنقُلُون فِي ذالك حِكَايَة سَمِعْتُهَا عَن غيرِ واحدٍ. وَقيل: وَقْبُهُ: انْقِلابُهُ، وقيلَ: الغاسقُ: إِبْليسُ،} ووَقْبُهُ: وَسْوَسَتُهُ. قَالَه السُّهيْليّ، وَنَقله العلاّمة ابنُ جُزَيَ وغيرُه. قالَه شيخُنا.
( {وأَوْقَب) الرَّجُلُ: (جاعَ) . وعبارةُ الصَّحاح: أَوْقَبَ القومُ: جاعُوا.
(و) أَوْقَبَ (الشَّيْءَ) } إِيقاباً: (أَدْخَلَهُ فِي الوَقْبَةِ) ، قَالَه الفَرّاءُ. وَفِي بعض النُّسَخ من الأُمَّهاتِ: فِي الوَقْب.
( {والميقَبُ: الوَدَعَةُ) ، محرّكَة، نقلَه الصّاغانيُّ.
(} - والوُقْبِيُّ، كَكُرْدِيَ) ، وَفِي نُسْخَة: بالضَّمّ، بدل قَوْله ككُرْدِيَ، وقَيَّدُهُ الصّاغانيُّ بِالْفَتْح: (المُولَعُ بصُحْبَةِ {الأَوْقَابِ) ، وهم (الحَمْقَى) . وَفِي كَلَام الأَحنف بن قيس لبني تَمِيم، وَهُوَ يُوصِيهم: تَبَاذَلُوا تَحَابُّوا، وإِيّاكم وحَمِيَّةَ الأَوْقابِ. أَي الحَمْقَى، حَكَاهُ أَبو عمرٍ و. وَفِي الأَساس: وتقولُ العرَبُ: تَعَوَّذُوا باللَّهِ من حَمِيَّةِ الأَوْقابِ واللِّئامِ.
(} والمِيقابُ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ الشُّرْبِ لِلماءِ) كَذَا فِي التكملة. وَفِي لِسَان الْعَرَب: للنَّبِيذِ.
(و) ! المِيقَابُ: الامرأَةُ (الحَمْقاءُ، أَو) هِيَ (المُحْمِقَةُ) ، نَقله الصّاغَانيُّ وَقيل: هِيَ (الوَاسِعةُ الفَرْجِ) .
(و) قَالَ مُبْتَكِرٌ الأَعْرَابِيّ: إِنّهم يَسيرُون (سَيْرَ المِيقَابِ) ، وَهُوَ (أَنْ تُوَاصِلَ بَيْنَ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ. وبنُو (المِيقَابِ) : نُسِبُوا إِلى أُمّهم، (يُرِيدُون بِهِ السَّبَّ) والوُقُوعَ.
( {والقِبَةُ، كعِدَةٍ) : الّتي تكونُ فِي البَطن شِبْهَ الفِحْثِ.
والقِبَةُ: (الإِنْفَحَةُ إِذا عَظُمَتْ من الشاةِ) ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: لَا يكونُ ذالك فِي غير الشّاءِ، وَقد تقدّم فِي قبب.
(} والوَقِيب: صَوتٌ) يُسمَعُ من (قُنُبِ الفَرَسِ) ، وَهُوَ وِعاءُ قَضِيبِه. وَقَبَ الفَرَسُ، يَقِب، {وَقْباً،} وَوَقِيباً. وقيلَ: هُوَ صوتُ تَقَلْقُلِ جُرْدانِ الفَرَسِ فِي قُنْبِه، وَهُوَ الخَضِيعَة أَيضاً وَلَا فِعْلَ لشَيْءٍ من أَصوات قُنْبِ الدّابَّةِ إِلاّ هاذا، وسيأْتي المَزِيدُ عَلى ذَلِك فِي خضع.
( {والأَوْقابُ: قُماشُ البَيْتِ) وَمتاعُهُ، مثلُ: البُرْمَةِ، والرَّحَيَيْنِ، والعُمُدِ، كالأَوْغاب.
(} والوقْباءُ) ، بِفَتْح فَسُكُون ممدوداً: (ع) ، رَوَاهُ العِمْرَانيُّ. وَهُوَ غيرُ الّذِي يأْتي فِيمَا بَعْدُ. كَذَا فِي المُعْجَم، (ويُقْصَرُ) ، قَالَ ابْنُ مَنْظُور: والمَدُّ أَعرَفُ. وَفِي كتابِ نصْرٍ: {الوَقْباءُ: ماءَةٌ قَريبةٌ من اليَنْسُوعَ، فِي مَهَبِّ الشَّمَال مِنْهَا، عَن يَمِين المُصْعِد. وسيأْتي بيانُ اليَنْسوعة فِي محلّه.
(} والوَقَبَى) محرَّكة، (كجَمَزَى) وبَشَكَى، قَالَ السَّكُونيّ: (ماءٌ لِبَنِي) مالكِ بْنِ (مازِنِ) بْنِ مالكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، لَهُم بِهِ حِصْنٌ، وكانتْ لَهُم بِهِ وقائعُ مشهورَةٌ. وَفِي المَرَاصد: لبني مالِك، أَي وَهُوَ ابنُ مازِنٍ، وأَنشد الجوهَريُّ لأَبي الغُولِ الطُّهَوِيّ، إِسلاميّ:
هُمُ مَنَعُوا حِمَى الوَقبَى بِضَرْبٍ
يُؤَلِّفُ بينَ أَشْتاتِ المَنُونِ
ووجدتُ، فِي هامشه، مَا نصّه بخطّه أَبي سَهلٍ: هاكذا فِي الأَصل بخطّ الجوهريّ، مُسَكَّنُ الْقَاف، والّذِي أَحفظُه: الوَقبَى، بِفَتْحِهَا. ووُجدَ بخطّ أَبي زكريّا: فِي الأَصل ساكنةُ الْقَاف، وَقد كتب عَلَيْهَا حَاشِيَة هاذا فِي كِتَابه، والصّوابُ بِفَتْح القَافِ. وأَشارَ إِليه ابْنُ بَرِّيّ أَيضاً فِي حَاشِيَته، وأَنشد فِي المُعْجَم:
يَا {وَقَبَى كَمْ فِيكَ مِنْ قَتِيلِ
قد مَاتَ أَوْ ذِي رَمَقٍ قَلِيلِ
وَهِي على طَرِيق الْمَدِينَة من البَصْرة، يَخرُجُ مِنْهَا إِلى مياهٍ يُقَال لَهَا: القَيْصُومَةُ، وقُنَّةُ، وحَوْمَانَةُ الدَّرَّاجِ. قَالَ: والوَقَبَى من الضَّجُوع على ثلاثةِ أَميال؛ والضَّجُوعُ من السَّلْمان على ثلاثةِ أَميال، وَكَانَ للْعَرَب بهَا أَيّامٌ بَين مازِنٍ وبَكْرٍ. انْتهى.
(وذَكَرٌ} أَوْقَبُ: وَلاّجٌ فِي الهَنَاتِ) ، نَقله الصّاغانيُّ. وَهُوَ مأْخُوذٌ من تَفْسِير القَوْل الّذِي نُقِلَ عَن النَّقَّاش.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
رَكِيَّةٌ وَقْبَاءُ: غَائِرَةُ الماءِ، عَن ابْنِ دُرَيْد.
{ووَقْبَانُ، كسَحْبانَ: مَوضعٌ، قَالَ ياقوت: لَمّا كَانَ يَوْم شِعْبِ جَبَلَةَ، ودخَلَت بَنو عَامر ومَنْ مَعهَا الجَبَلَ، كانَت كَبْشَــةُ بنتُ عُرْوَةَ الرَّحّالِ بنِ عتبةَ بنِ جعفرِ بْنِ كلابٍ يَوْمئِذٍ حَامِلا بعامرِ بن الطُّفَيْل، فَقَالَت: وَيْلَكُم، يَا بني عَامر، ارْفَعُوني. واللَّهِ إِنَّ فِي بَطْني لَمُعِزّ بني عامرٍ. فصَفُّوا القسِيَّ على عَوَاتِقِهِم، ثمَّ حَمَلُوهَا حَتَّى بَوَّؤُوهَا القُنَّةَ، قُنَّةَ وَقْبَانَ، فزعَموا أَنّها وَلَدَتْ عَامِرًا يَوْم فَرَغَ النّاسُ من القِتال.
وَفِي تَهْذِيب الأَبنية، لابنِ القَطَّاع: وأَوْقَبَ النَّخْلُ: عَفِنَتْ شَمارِيخُه.
ووَقَبَ الرَّجُلُ: غارَتْ عَيْنَاهُ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.