Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: قوانين

تنزيل الأفكار، في تعديل الأسرار

تنزيل الأفكار، في تعديل الأسرار
للفاضل، العلامة، أثير الدين: المفضل بني عمر الأبهري.
المتوفى: سنة....
قصد فيه: تحرير ما أدى أفكاره إليه، واستقر عليه رأيه من: الــقوانين المنطقية، والحكمية.
ذاكرا فيه: ما سنح له من الرد، والقبول.
وأورد على: بعض مآخذه في تلك الأصول، سيما المنطقية.
وسماه: (تعديل المعيار، في نقد تنزيل الأفكار).
أوله: (الحمد لله محق الحق ومبدع الكل.... الخ).
فرغ من المنطق في: أوائل المحرم، سنة 665، خمس وستين وستمائة.

التوطئة، في النحو

التوطئة، في النحو
للشيخ، أبي علي: عمر بن محمد بن عمر الشلوبين، الأزدي، الإشبيلي، النحوي.
المتوفى: سنة 645، خمس وأربعين وستمائة.
مختصر.
أوله: (الحمد لله، الذي تفضل علينا... الخ).
ذكر: أنه رسمه توطئة قوانين المقدمة.
التوطئة، في النحو
لأبي العباس: أحمد بن عبد الجليل التدمري.
المتوفى: سنة 555، خمس وخمسين وخمسمائة.

علم الخط

علم الخط
هو: معرفة كيفية تصوير اللفظ بحروف هجائه إلى أسماء الحروف إذا قصد بها المسمى هو في بإحداكم رحيم معين فإنما يكتب هذه الصورة جعفر لأنه سماها خطا ولفظا ولذلك قال الخليل لما سألهم: كيف تنطقون بالجيم جعفر؟ فقالوا: جيم إنما نطقتم بالاسم ولم تنطقوا بالمسؤول عنه والجواب: جه لأنه المسمى فإن سمي به مسمى آخر كتب كغيرها نحو ياسين وحاميم يس وحم هذا ما ذكروه في تعريفه والغرض والغاية ظاهران لكنهم أطنبوا في بيان أحوال الخط وأنواعه ونحن نذكر خلاصة ما ذكروا في فصول.
فصل في فضل الخط
اعلم أن الله - سبحانه وتعالى - أضاف تعليم الخط إلى نفسه وامتن به على عباده في قوله: علم بالقلم وناهيك بذلك شرفاً.
وقال عبد الله بن عباس: الخط لسان اليد قيل: ما من أمر إلا والكتابة موكل به مدبر له ومعبر عنه وبه ظهرت خاصة النوع الإنساني من القوة إلى الفعل وامتاز به عن سائر الحيوانات.
وقيل: الخط أفضل من اللفظ لأن اللفظ يفهم الحاضر فقط والخط يفهم الحاضر والغائب وفضائله كثيرة معروفة.
فصل في وجه الحاجة إليه
اعلم أن فائدة التخاطب لما لم تتبين إلا بالألفاظ وأحوالها وكان ضبط أحوالها مما اعتنى العلماء كان ضبط أحوال ما يدل على الألفاظ أيضا ما يعتني بشأنه وهو الخطوط والنقوش الدالة على الألفاظ فبحثوا عن أحوال الكتابة الثابتة نقوشها على وجه كل زمان وحركاتها وسكناتها ونقطها وشكلها وضوابطها من شداتها ومداتها وعن تركيبها وتسطيرها لينتقل منها الناظرون إلى الألفاظ والحروف ومنها إلى المعاني الحاصلة في الأذهان.
فصل في كيفية وضعه وأنواعه
قيل: أول من وضع الخط آدم عليه السلام كتبه في طين وطبخه ليبقى بعد الطوفان وقيل: إدريس وعن ابن عباس أن أول من وضع الخط العربي ثلاثة رجال من بولان قبيلة من طي نزلوا مدينة الأنبار فأولهم: مراز وضع الصور وثانيهم: أسلم وصل وفصل وثالثهم: عامر وضع الأعجام ثم انتشر.
وقيل: أول من اخترعه ستة أشخاص من طلسم أسماؤهم: أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت فوضعوا الكتابة والخط وما شذ من أسمائهم من الحروف وألحقوها ويروى: أنها أسماء ملوك مدين.
وفي السيرة لابن هاشم: أن أول من كتب الخط العربي حمير بن سبأ.
قال السهيلي في التعريف والأعلام والأصح ما رويناه من طريق ابن عبد البر يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أول من كتب بالعربية إسماعيل عليه السلام".
قال أبو الخير: واعلم أن جميع كتابات الأمم اثنتا عشرة كتابة: بالعربية والحميرية واليونانية والفارسية والسريانية والعبرانية والرومية والقبطية والبرية والأندلسية والهندية والصينية.
فخمس منها اضمحلت وذهب من يعرفها وهي: الحميرية واليونانية والقبطية والأندلسية والبريرية.
وثلاثة بقي استعمالها في بلادها وعدم من يعرفها في بلاد الإسلام وهي: الرومية والهندية والصينية.
وبقيت أربع هي المستعملات في بلاد الإسلام هي: العربية والفارسية والسريانية والعبرانية.
أقول: في كلامه بحث من وجوه: أما أولاً: فلأن الحصر في العدد المذكور غير صحيح إذ الأقلام المتداولة بين الأمم الآن أكثر من ذلك سوى المنقرضة فإن من نظر في كتب القدماء المدونة باللغة اليونانية والقبطية وكتب أصحاب الحرف الذين بينوا فيها أنواع الأقلام والخطوط علم صحة ما قلنا وهذا الحصر يبنى عن قلة الإطلاع.
وأما ثانيا: فلأن قوله خمس منها اضمحلت ليس بصحيح أيضا لأن اليونانية مستعملة في خواص الملة النصرانية أعني: أهل أقاديميا المشهورة الواقعة في بلاد إسبانيا وفرنسا ونمسه وهي مماليك كثيرة واليونانية أصل علومهم وكتبهم.
وأما ثالثا: فلأن قوله وعدم من يعرفها في بلاد الإسلام وهي الرومية كلام سقيم أيضا إذ من يعرف الرومية في بلاد الإسلام أكثر من أن يحصى وينبغي أن يعلم أن الرومية المستعملة في زماننا منحرفة من اليونانية بتحريف قليل وأما القلم المستعمل بين كفرة الروم فغير القلم اليوناني.
وأما رابعا: فلأن جعله السريانية والعبرانية من المستعملات في بلاد الإسلام ليس كما ينبغي لأن السرياني خط قديم بل هو أقدم الخطوط منسوب إلى سوريا وهي البلاد الشامية وأهلها منقرضون فلم يبق منهم أثر ثبت في التواريخ والعمرانية المستعملة فيما بين اليهود وهي مأخذ اللغة العربية وخطها. والعبراني يشبه العربي في اللفظ والخط مشابهة قليلة.
فصل
واعلم: أن جميع الأقلام مرتب على ترتيب أبجد إلا القلم العربي وجميعها منفصل إلا العربي والسرياني والمغولي واليوناني والرومية والقبطية من اليسار إلى اليمين والعبرانية والسريانية والعربية من اليمين إلى اليسار وكذا التركية والفارسية.
الخط السرياني:
ثلاثة أنواع: المفتوح المحقق ويسمى: أسطريحالا وهو أجلها والشكل المدور ويقال له: الخط الثقيل ويسمى أسكولينا وهو أحسنها والخط الشرطاوي يكتبون به الترسل والسرياني أصل النبطي.
الخط العبراني:
أول من كتب به عامر بن شالح وهو مشتق من السرياني وإنما لقب بذلك حيث عبر إبراهيم الفرات يريد الشام وزعمت اليهود والنصارى لا خلاف بينهم أن الكتابة العبرانية في لوحين من حجارة و: أن الله - سبحانه وتعالى - دفع ذلك إليه.
الخط الرومي:
وهو أربعة وعشرون حرفا كما ذكرنا في المقدمة ولهم قلم يعرف ب المسميا ولا نظير له عندنا فإن الحرف الواحد منه يدل على معان وقد ذكره جالينوس في ثابت كتبه.
الخط الصيني:
خط لا يمكن تعلمه في زمان قليل لأنه يتعب كاتبه الماهر فيه ولا يمكن للخفيف اليد أن يكتب به في اليوم أكثر من ورقتين أو ثلاثة وبه يكتبون كتب ديانتهم وعلومهم ولهم كتابة يقال لها كتابة المجموع وهو أن كل كلمة تكتب بثلاثة أحرف أو أكثر في صورة واحدة ولكل كلام طويل شكل من الحروف يأتي علم المعاني الكثيرة فإذا أرادوا أن يكتبوا ما يكتب في مائة ورقة كتبوه في صفحة واحدة بهذا القلم.
الخط المانوي:
مستخرج من الفارسي والسرياني استخرجه ماني كما أن مذهبه مركب من المجوسية والنصرانية وحروفه زائدة على حروف العربي وهذا القلم يكتب به قدماء أهل ما رواء النهر كتب شرائعهم وللمرقنونية قلم يختصون به.
الخط الهندي والسندي:
هو أقلام عدة يقال أن لهم نحو مائتي قلم بعضهم يكتب بالأرقام التسعة على معنى أبجد وينقطون تحته نقطتين أو ثلاثا.
الخط الزنجي والحبشي:
على ندرة لهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري يبتدئ من الشمال إلى اليمين يفرقون بين كل اسم منها بثلاث نقط.
الخط العربي:
في غاية تعويج إلى يمنة اليد وقال ابن إسحاق أول خطوط العربية: الخط المكي وبعده المدني ثم البصري ثم الكوفي وأما المكي والمدني ففي شكله انضجاع يسير قال الكندي: لا أعلم كتابة يحتمل منها تحليل حروفها وتدقيقها ما تحتمل الكتابة العربية ويمكن فيها سرعة ما لا يمكن في غيرها من الكتابات.
فصل في أهل الخط العربي:
قال ابن اسحق: أول من كتب المصاحف في الصدر الأول ويوصف بحسن الخط خالد بن أبي الهياج وكان سعد نصبه لكتب المصاحف والشعر والأخبار للوليد بن عبد الملك وكان الخط العربي حينئذ هو المعروف الآن بالكوفي ومنه استنبطت الأقلام كما في شرح العقيلة.
ومن كتاب المصاحف: خشنام البصري والمهدي الكوفي وكانا في أيام الرشيد
ومنهم أبو حدى وكان يكتب المصاحف في أيام المعتصم من كبار الكوفيين وحذاقهم.
وأول من كتب في أيام بني أمية: قطبة وقد استخرج الأقلام الأربعة واشتق بعضها من بعض وكان أكتب الناس.
ثم كان بعده الضحاك بن عجلان الكاتب في أول خلافة بني العباس فزاد على قطبة.
ثم كان إسحاق بن حماد في خلافة المنصور والمهدي وله عدة تلامذة كتبوا الخطوط الأصلية الموزونة وهي اثنا عشر قلما: قلم الجليل قلم السجلات قلم الديباج قلم أسطورمار الكبير قلم الثلاثين قلم الزنبور قلم المفتح قلم الحرم قلم المدامرات قلم العهود قلم القصص قلم الحرفاج فحين ظهر الهاشميون حدث خط يسمى العراقي وهو المحقق ولم يزل يزيد حتى انتهى الأمر إلى المأمون فأخذ كتابه بتجويد خطوطهم وظهر رجل يعرف بالأحوال المحرر فتكلم على رسومه وقوانينــه وجعله أنواعاً.
ثم ظهر قلم المرضع وقلم النساخ وقلم الرياسي اختراع ذي الرياستين: الفضل بن سهل وقلم الرقاع وقلم غبار الحلية.
ثم كان إسحاق بن إبراهيم التميمي المكنى بأبي الحسن معلم المقتدر وأولاده أكتب أهل زمانه وله رسالة في الخط اسماها تحفة الوامق.
ومن الوزراء الكتاب: أبو علي محمد بن علي بن مقلة المتوفى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وهو أول من كتب الخط البديع ثم ظهر صاحب الخط البديع علي بن هلال المعروف بابن البواب المتوفى سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ولم يوجد في المتقدمين من كتب مثله ولا قاربه وإن كان ابن مقلة أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين وأبرزها في هذه الصورة وله بذلك فضيلة السبق وخطه أيضا في نهاية الحسن لكن ابن البواب هذب طريقته ونقحها وكساها حلاوة وبهجة وكان شيخه في الكتابة محمد بن أسد الكاتب.
ثم ظهر أبو الدر ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي المتوفى سنة ست وعشرين وستمائة.
ثم ظهر أبو المجد ياقوت بن عبد الله الرومي المستعصمي المتوفى سنة ثمان وتسعين وستمائة وهو الذي سار ذكره في الآفاق واعترفوا بالعجز عن مداناة رتبته.
ثم اشتهرت الأقلام الستة بين المتأخرين وهي: الثلث والنسخ والتعليق والريحان والمحقق والرقاع.
ومن الماهرين في هذه الأنواع: ابن مقلة وابن البواب وياقوت وعبد الله أرغون وعبد الله الصيرفي ويحيى الصوفي والشيخ أحمد السهروردي ومبارك شاه السيوفي ومبارك شاه القطب وأسد الله الكرماني.
ومن المشهورين في البلاد الرومية: حمد الله بن الشيخ الأماسي وابنه دده جلبي والجلال والجمال وأحمد القرة الحصاري وتلميذه حسن وعبد الله القريمي وغيرهم من النساخين
ثم ظهر قلم التعليق والديواني والدشتي وكان ممن اشتهر بالتعليق سلطان علي المشهدي ومير علي ومير عماد وفي الديواني تاج وغيرهم مدون في غير هذا المحل مفصلا ولسنا نخوض بذكرهم لأن غرضنا بيان علم الخط.
وأما أبو الخير فأورد في الشعبة الأولى من مفتاح السعادة علوم متعلقة بكيفية الصناعة الخطية فنذكرها إجمالا في فصل
فمما ذكره:
أولا: علم أدوات الخط من القلم وطريق بريها وأحوال الشق والقط ومن الدواة والمداد والكاغد. فأقول هذه الأمور من أحوال علم الخط فلا وجه لإفراده ولو كان مثل ذلك علما لكان الأمر عسيراً.
وذكر ابن البواب نظم فيه قصيدة رائية بليغة استقصى فيها أدوات الكتابة ولياقوت رسالة فيه أيضا ومنها علم قوانين الكتابة: أي معرفة كيفية نقص صور الحروف البسائط وكيف يوضع القلم ومن أي جانب يبتدئ في الكتابة وكيف يسهل تصوير تلك الحروف.
ومن المصنفات فيه: الباب الواحد من كتاب صبح الأعشى وما ذلك إلا علم الخط.
ومنها علم تحسين الحروف وتقدم في باب التاء وهو أيضا من قبيل تكثير السواد قال: ومبنى هذا الفن الاستحسانات الناشئة من مقتضى الطباع السليمة بحسب الألف والعادة والمزاج بل بحسب كل شخص وغير ذلك مما يؤثر في استحسان الصور واستقباحها ولهذا يتنوع هذا العلم بحسب قوم وقوم ولهذا لا يكاد يوجد خطان متماثلان من كل الوجوه.
أقول ما ذكره في الاستحسان مسلم لكن تنوعه ليس بمتفرع عليه وعدم وجدان الخطين المتماثلين لا يترتب على الاستحسان بل هو أمر عادي قريب إلى الجبلي كسائر أخلاق الكاتب وشمائله وفيه سر إلهي لا يطلع عليه إلا الأفراد.
ومنها علم كيفية تولد الخطوط عن أصولها بالاختصار والزيادة وغير ذلك من أنواع التغيرات بحسب قوم وقوم وبحسب أغراض معلومة في فنه وحداق الخطاطين صنفوا فيها رسائل كثيرة سيما كتاب صبح الأعشى فإن فيه كفاية في هذا الباب لكن هو أيضا من هذا القبيل.
ومنها علم ترتيب حروف التهجي بهذا الترتيب المعهود فيما بيننا واشتراك بعضها ببعض في صورة الخط وإزالة التباسها بالنقط واختلاف تلك النقط وتقدم ذكره في باء التاء
ولابن جني والجزي1 رسالة في هذا الباب أما ترتيب الحروف فهو من أحوال علم الحروف وإعجامها من أحوال علم الخط.
ذكر النقط والإعجام في الإسلام
اعلم أن الصدر الأول أخذ القرآن والحديث من أفواه الرجال بالتلقين ثم لما كثر أهل الإسلام اضطروا إلى وضع النقط والإعجام فقيل: أول من وضع النقط مراد والإعجام عامر وقيل: الحجاج وقيل: أبو الأسود الدؤلي بتلقين علي كرم الله وجهه إلا أن الظاهر أنهما موضوعان مع الحروف إذ يبعدان الحروف مع تشابه صورها كانت عرية عن النقط إلى حين نقط المصحف وقد روي أن الصحابة جردوا المصحف من كل شيء حتى النقط ولو لم توجد في زمانهم لما يصح التجريد منها.
وذكر ابن خلكان في ترجمة الحجاج أنه حكم أبو أحمد العسكري في كتاب التصحيف أن الناس مكثوا يقرؤون في مصحف عثمان - رضي الله عنه - نيفا وأربعين سنة إلى أيام عبد الملك بن مروان ثم كثر التصحيف وانتشر بالعراق ففزع الحجاج إلى كتابه وسألهم أن يضعوا لهذه الحروف المشتبهة علامات. فيقال: أن نصر بن عاصم وقيل: يحيى بن يعمر قام بذلك فوضع النقط وكان معه ذلك أيضا يقع التصحيف فأحدثوا الإعجام انتهى.
واعلم أن النقط والإعجام في زماننا واجبات في المصحف وأما في غير المصحف فعند خوف اللبس واجبان البتة لأنهما ما وضعا إلا لإزالته وأما مع أمن اللبس فتركه أولى سيما إذا كان المكتوب إليه أهلا.
وقد حكي أنه عرض على عبد الله بن طاهر خط بعض الكتاب فقال: ما أحسنه لولا أكثر شونيزة.
ويقال: كثرة النقط في الكتاب سوء الظن بالمكتوب إليه.
وقد يقع بالنقط ضرر كما حكي أن جعفر المتوكل كتب إلى بعض عماله: أن أخص من قبلك من الذميين وعرفنا بمبلغ عددهم فوقع على الحاء نقطة فجمع العامل من كان في عمله منهم وخصاهم فماتوا غير رجلين إلا في حروف لا يحتمل غيرها كصورة الياء والنون والقاف والفاء المفردات وفيها أيضا مخير.
ثم أورد في الشعبة الثانية علوما متعلقة بإملاء الحروف المفردة وهي أيضا كالأولى.
فمنها: علم تركيب أشكال بسائط الحروف من حيث حسنها فكما أن للحروف حسنا حال بساطتها فكذلك لها حسن مخصوص حال تركيبها من تناسب الشكل ومباديها أمور استحسانية ترجع إلى رعاية النسبة الطبيعية في الأشكال وله استمداد من الهندسيات
وذلك الحسن نوعان: حسن التشكيل في الحروف يكون بخمسة:
أولها: التوفية: وهي أن يوفى كل حرف قسمته من الأقدار في الطول والقصر والرقة والغلظة.
والثاني: الإتمام: وهو أن يعطى كل حرف قسمته من الأقدار في الطول والقصر والغلظة.
والثالث: الانكباب والاستلقاء.
والرابع: الإشباع.
والخامس: الإرسال: وهو أن يرسل يده بسرعة.
وحسن الوضع في الكلمات وهي ستة:
الترصيف: وهو وصل حرف إلى حرف.
والتأليف: وهو جمع حرف غير متصل.
والتسطير: وهو إضافة كلمة إلى كلمة.
والتفصيل: وهو مواقع المدات المستحسنة ومراعات فواصل الكلام وحسن التدبير في قطع كلمة واحدة بوقوعها إلى آخر السطر وفصل الكلمة التامة ووصلها بأن يكتب بعضها في آخر السطر وبعضها في أوله
ومنها علم إملاء الخط العربي: أي الأحوال العارضة لنقوش الخطوط العربية لا من حيث حسنها بل من حيث دلالتها على الألفاظ وهو أيضا من قبيل تكثير السواد.
ومنها علم خط المصحف: على ما اصطلح عليه الصحابة عند جمع القرآن الكريم على ما اختاره زيد بن ثابت ويسمى الاصطلاح السلفي أيضا
وهذا العلم وإن كان من فروع علم الخط من حيث كونه باحثا عن نوع من الخط لكن بحث عنه صاحب مدينة العلوم في علوم تتعلق بالقرآن الكريم وإنما تعرضنا له هنا تتميما للأقسام.
وفيه العقيلة الرائية للشاطبي.
ومنها علم خط العروض: وهو ما اصطلح عليه أهل العروض في تقطيع الشعر واعتمادهم في ذلك على ما يقع في السمع دون المعنى المعبثة به في صنعة العروض إنما هو اللفظ لأنهم يريدون به عدد الحروف التي يقوم بها الوزن متحركا وساكنا فيكتبون التنوين نونا ساكنة ولا يراعون حذفها في الوقف ويكتبون الحرف المدغم بحرفين ويحذفون اللام مما يدغم فيه في الحرف الذي بعده كالرحمان والذاهب والضارب ويعتمدون في الحروف على أجزاء التفاعيل ويقطعون حروف الكلم بحسب قطعها كما في قول الشاعر:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود فيكتبون على هذه الصورة:
ستبدي لكلايا مما كن تجاهلا ... ويأتي كبلا خبار منلم تزودي
قال في الكشاف: وقد اتفقت في خط المصحف أشياء خارجة عن القياس ثم ما دعا ذلك بضير ولا نقصان لاستقامة اللفظ وبقاء الخط وكان اتباع خط المصحف سنة لا تخالف.
وقال ابن درستوري في كتاب الكتاب: خطان لا يقاسان خط المصحف لأنه سنة وخط العروض لأنه يثبت فيه ما أثبته اللفظ ويسقط عنه ما أسقطه هذا خلاصة ما ذكروه في علم الخط1 ومتفرعاته.
وأما الكتب المصنفة فيه فقد سبق ذكر بعض الرسائل وما عداها نادر جدا سوى أوراق ومختصرات كأرجوزة عون الدين.

علم تبيين المصالح

علم تبيين المصالح المرعية في كل باب من الأبواب الشرعية
وهو: علم يعرف به حكمة وضع الــقوانين الدينية وحفظ النسب الشرعية بأسرها.
وأما موضوعه: فهو النظام التشريعي المحمدي الحنفي على صاحبه الصلاة والسلام من حيث المصلحة والمفسدة.
وأما غايته: فهو عدم وجدان الحرج فيما قضى الله ورسوله والانقياد التام للأحكام الإلهية وكمال الوثوق والاطمئنان بها والمحافظة عليها بحيث تنجذب إليها النفس بالكلية ولا تميل إلى خلاف مسلكها.
وفي هذا العلم كتاب: حجة الله البالغة للشيخ الأجل أحمد ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي المتوفى سنة 1174 الهجرية وقل من صنف فيه أو خاض في تأسيس مبانيه أو رتب منه الأصول والفروع أو أتى بما يسمن أو يغني من جوع كيف ولا تتبين أسراره إلا لمن تمكن في العلوم الشرعية بأسرها واستبد بالفنون الإلهية عن آخرها ولا يصفو مشربه إلا لمن شرح الله صدره لعلم لدني وملأ قلبه بسر وهبي وكان مع ذلك وقاد الطبيعة سيال القريحة حاذقا في التقرير والتحرير بارعا في التوجيه والتحبير وقد عرف كيف يوصل الأصول ويبني عليها الفروع وكيف يمهد القواعد ويأتي لها بشواهد المعقول والمسموع ولم أعرف أحد آتاه الله منه حظا وجعل له منه نصيبا إلا صاحب الحجة فإنه قد تفرد بالتأليف في هذا العلم وهدى الناس إلى المحجة - والله أعلم.

جين

جين
جينات [جمع]: مف جينة: (حي) جزئيّات مادّيّة دقيقة توجد في صبغيّات الخليّة، وإليها تُعزى الصِّفات المميّزة للكائن الحيّ، وبها تفسّر قوانين مندل الوراثيّة "استطاع العلماء التحكم في بعض الجينات الوراثيّة لدى الحيوانات". 
جين
: ( {جَيَّانُ، كشَدَّادٍ) :
(أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَهُوَ (د) عَظِيمٌ (بالأَنْدَلُسِ) بَيْنَه وبينَ قرْطُبَةَ خَمْسونَ مِيلاً، (مِنْهَا) :
(الإِمامُ جَمالُ الدِّيْن أَبو عبْدِ اللَّهِ محمدُ بنُ عبْدِ اللَّهِ (بنِ مالِكٍ) الطَّائيُّ الأَستاذُ المُتقدِّمُ، كَانَ مالِكِيَّ المَذْهبِ فلمَّا قَدِمَ الشامَ انْتَقَلَ إِلَى مَذْهبِ الإِمامِ الشافِعِيّ، وُلِدَ سَنَة 600، وتُوفي سَنَة 672.
(وأَبو حَيَّانَ) أَثيرُ الدِّيْن محمدُ بنُ يوسُفَ بنِ عليِّ بنِ يوسُفَ بنِ حَيَّان الجَيَّانيُّ الأَصْلِ الغرْناطِيُّ المَوْلدِ والمَنْشأِ المِصْرِيُّ الدَّارِ والوَفاةِ شيخُ النُّحاةِ، وُلِدَ بطنتارس مِن أَعْمالِ غَرْناطَةَ فِي سَنَة 654، وجَالَ فِي الغَرْبِ، ثمَّ قَدِمَ مِصْرَ وسَمِعَ بهَا وبالحَرَمَيْن، ولازَمَ الحافِظَ الدِّمْياطيّ وَبِه تَخَرَّجَ، تُوفي سَنَة 745 ودُفِنَ بمقَابِر الصُّوفيَّةِ، (إمامَا العَرَبِيَّةِ) والمُتَّفَقُ على تَقدّمِهما فِيهَا.
قالَ الذهبيُّ: (وَقد يُنْسَبُ الثَّاني إِلَى جَدِّ أَبيه حَيَّانَ بالمهْملَةِ) .
(قُلْت: وممَّنْ نُسِبَ إِلَى جَيَّانَ مِن المُتقدِّمِيْن: طَوْقُ بنُ عَمْرِو بنِ شبيبٍ التَّغْلبيُّ مِن أَهْلِ الحفْظِ والوَرَعِ والرَّأْيِ، ورَحَلَ إِلَى المَشْرِقِ فسَمِعَ يَحْيَى بن عُميرٍ بالقَيْروان، وتُوفي سَنَة 285، ذَكَرَه ابنُ الفرضِيّ.
وقالَ ابنُ الأَثيرِ: مِنْهَا: أَبو الحجَّاجِ يوسفُ بنُ محمدِ بنِ قار وسَمِعَ الكَثِير وسافَرَ إِلَى خُرَاسَان، وسَكَنَ بَلْخَ، وَبهَا تُوفي سَنَة 535.
(و) جَيَّانُ أَيْضاً: (ة بأَصْفَهانَ) ، وَفِي الأَنْسابِ للسّمعانيّ: قَرْيَةٌ بالرَّيِّ؛ (مِنْهَا) أَبو الهَيْثمِ (طَلْحَةُ بنُ الأَعْلَمِ الحَنَفِيُّ) } الجَيَّانيُّ عَن الشَّعْبيّ، وَعنهُ الثَّوْرِيّ، كَانَ يَسْكنُ جَيَّان مِن قُرَى الرَّيِّ، (ومُوسَى بنُ محمدِ بنِ جَيَّانَ؛ و) أَبو بَكْرٍ (محمدُ بنُ خَلَفِ بنِ جَيَّانَ) عَن قاسِمِ المُطَرِّزِ؛ (مُحَدِّثانِ) .
(وفاتَهُ:
يَحْيَى بنُ محمدِ بنِ جَيَّان الموصليُّ ماتَ سَنَة 473، ذَكَرَه شجاعٌ الذُّهليُّ؛ ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ جَيَّانَ الأَنْصارِيُّ عَن سُلَيْمان الشاذكولي قيَّدَه ابنُ الأَنْماطيّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{جِينِين، كسيفين: قَرْيَةٌ بالشامِ مِنْهَا: شيخُ شيوخِ مشايخِنا إبْراهيمُ بنُ سُلَيْمان بنِ محمدِ بنِ عبْدِ العَزيزِ} الجينينيُّ الحَنَفيُّ، نَزِيلُ دِمَشْقَ، أَخَذَ عَن خيرِ الدِّيْن الرّمليِّ وغيرِهِ.
(فصل الْحَاء) المهْمَلَةِ مَعَ النُّون

طاشِر، طاشير، طشور

طاشِر، طاشير، طشور: في المقدمة 2:191: شاشية زرقا بدل العمامة وطاشرا ازرق بدل الغفارا وقد ترجمها دي سلان إلى الفرنسية بما معناه: قلنسوة زرقاء بدل العمامة وطاشراً ازرق بدل عصابة الرأس. وعلق على ذلك بقوله (طاشر كان فيما يظهر طاقية صغيرة من نسيج القطن أو الكتان تلبس تحت القلنسوة، وهذا غير موجود في العربية ولا في البربرية) غير أن هذا العالم قد أخطأ في ذلك، فطاشر وكذلك غفارة لا تعنيان نوعاً من غطاء الرأس (فقد ذكر الشاعر غطاء الرأس في الشطر الأول) بل تعني رداءً أو نوع منه، يدل على ذلك هذه العبارة التي ذكرت في رياض النفوس (ص62 ق): فأراد يوماً الخروج إلى دار سحنون فاخذ ابوه طاشيره لئلا يمضي إلى دار سحنون فاخذ جبلة مقنعة أمه فتردى بها ومضى فلما رآه سحنون قال له سحنون ما فعل طاشيرك يا جبلة فاخبره بما فعل أبوه فدعا سحنون خادماً له فقال ائتني بالمدرج فاتاه به فدفعه إلى جبلة قال جبلة فلما خرجت دعاني رجل اندلسي فقال يا جبلة هل لك في ثوب اكبر من هذا يُقطع ثوباً وطاشيرا فقلت له افعل فمضى إلى خياط ودفع إليه الثوب وقال له اقطع لهذا من هذا ثوباً وطاشيراً ففعل وأعطاه حقه وواعده أن يدفعه إلى العصر واخذ الثوب مني ثم عدت إلى الخياط فأخذت منه الثوب ولبسته.
ويؤيد فوك أن هذه الكلمة تعني رداءً أي معطفاً لأنه يذكر طشور وجمعها طواشير في مادة Capa ( ومعناها برنس) وكذلك كلمة غفارة.
وقد اخبرني السيد سيومنيه أن كلمة طياشير في مجموعة الــقوانين العربية تقابل كلمة Pallia ( أي دثار).

الأحكام

الأحكام
تقترن الأحكام في القرآن بما يدفع إلى العمل بها، أو ينهى عن اقترافها، فإلى جانبها مغريات تدفع النفس وتحثها، أو تخوفها وتحذرها، معتمدة على التوضيح للسبب، أو الترغيب، والترهيب، وهذه بعض آيات عرضت بعض الأحكام، لنرى المنهج القرآنى في هذا العرض. قال تعالى: وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (البقرة 221). ألا تراه قد قرن النهى عن الزواج من المشرك بما ينفر منه فمن هذا الذى يرضى أن يقاد إلى جهنم بينما الله يدعو إلى الجنة والغفران. وهاك حكما آخر، قال سبحانه: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (البقرة 222 - 223)، فحذرنا من قربان النساء في ذلك الحين، بأننا نؤذى أنفسنا إن فعلنا، ثم ذكرنا بأن ذلك نهى من الله الذى يجب تقواه، ولجأ إلى الإرهاب والترغيب، فأكد أننا سنلقى الله الذى نهانا، فكيف يكون المصير إن جئنا إليه، وقد فعلنا ما كان قد نهانا عنه، أما من أطاع واتقى، فبشره بمغفرة من الله ورضوان.
واقرأ قوله تعالى: وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ إِنْ أَرادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُها لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (البقرة 228 - 232)، فتأمل مزج الأحكام بهذه الإثارات الوجدانية، الدافعة إلى العمل أو المسببة للإحجام.
وقف عند نهيه للمطلقات أن يكتمن ما في بطونهن من أجنة فقال: وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (البقرة 228)، فانظر كيف عبر عن الأجنة بأنها ما خلق الله في الرحم، وكأنما كتمها معاندة لله ومكابرة لا تليق، وكيف أثارهن إلى الاعتراف، موحيا بأن هذا الإنكار لا يتناسب مع الإيمان بالله واليوم الآخر، وكيف قرن الإمساك بالمعروف والتسريح بالإحسان، وسمى المتعدى لحدود الله ظالما، وجعل تبين حدود الله للقوم العالمين، ووصف الإمساك ضرارا بأنه اعتداء، وفاعله بأنه ظالم لنفسه، وختم الحديث عن هذه الأحكام بأن الذى يؤمن بالله واليوم الآخر، يتعظ ويعمل بتلك الــقوانين، والعمل بها طهر وفلاح.
وختم القرآن أحكام المواريث بقوله: وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ (النساء 12 - 14)، أو لا ترى أن الوصية من الله جديرة أن تسمع وتطاع، وأنه إذا كان الوقوف عند حدود الله يؤدى إلى الخلود في جنات تجرى من تحتها الأنهار، والخروج على الحدود يخلد في النار، فجدير بالعاقل أن يقف عند تلك الحدود ولا يتعداها.
وبعد أن تحدث عن محرمات النساء في الزواج، وما أحل زواجهن، قال: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيماً يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً (النساء 26 - 28)، وإذا كان الله يبين لنا، ليهدينا سواء السبيل، وليتوب علينا، ويميل بمن يتبعون الشهوات إلى الرشد والخير، هذا مع أنه ليس فيما فرض عنت ولا مشقة، لعلم الله بما خلق عليه الإنسان من الضعف، إذا كان ذلك حقا، أفلا يجدر بالمرء أن يتقبل ما أباحه قبولا حسنا، وينتهى عما نهى عنه.
وتأمل التوعد الشديد لمن يقتل مؤمنا عمدا، إذ يقول: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً (النساء 93).
ولما تحدث عن بعض أحكام الوضوء والتيمم، ختم ذلك بقوله: ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (المائدة 6).
وإن عملا يطهر المرء، وبه تمام النعمة، جدير أن يؤديه المرء شاكرا نعمة ربه.
وأصغ إليه يصور أسواء الخمر والميسر فيقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (المائدة 90 - 91)، وهكذا صور تلك الرذائل مفسدة لعلاقة المرء بالناس ولعلاقته بالله، فلم يقترفها وهى تقلب الحياة هكذا شقاء.
وبعد أن نهى عن قتل الصيد والمرء محرم بالحج قال: وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (المائدة 95). وتأمل ما يثيره في النفس ذكر انتقام الله وعزته، ممن يعود فيفعل ما نهى عنه. تلك أمثلة قليلة نتبين منها النهج القرآنى في عرض الأحكام، وكيف تصطحب هذه الأحكام بما يدفع النفس إلى قبولها والاطمئنان إليها، وإذا كان الغالب في الإنسان أن يقبل على العمل رغبة أو رهبة، فقد عمد القرآن إلى ذلك، فيعد ويوعد، ويبشر وينذر، يثير في النفس غريزة حب الذات التى تدفع المرء إلى عمل ما يعود عليها بالخير والفلاح، ويثير غريزة الخوف من مصير مظلم شقى، وهكذا اعتمد القرآن على الغرائز الثابتة في الإنسان، كى يقوده إلى ترك الشر وفعل الخير، وكل ذلك في أسلوب متسق موسيقى تتخير فيه اللفظة الموحية بالمعنى المراد، وتأمل لذلك اختيار كلمة أمّ عند عد المحرمات من النساء، وكلمة والدة عند عد من يرضع الطفل، وبذلك كله اكتسبت الأحكام في القرآن حياة وقوة، وكان لها تأثيرها في النفس في ناحية صياغتها ومنهجها، وبذلك كله امتاز القرآن من كتب الــقوانين الجافة، وكان له من الأثر في النفوس ما ليس لهذه الكتب في هداية الناس وقيادتهم إلى الخير.
الأحكام: واحدُه الحكم وسيأتي، والأحكام الشرعيةُ النظرية ما يكون المقصودُ منها النظرُ ويقابلها العملية التي يكون المقصود منها العمل، والأحكام الشرعية تثبت بوجوه أربعة، الأول: الاقتصارُ، والثاني: الانقلابُ، والثالث: الاستنادُ، والرابعِ: التبيينُ. راجع معانيها في مواضعها في الكتاب.

السورة

السورة: هي الطائفة من القرآن المسمَّاة باسم خاص توقيفاً وأقله ثلاث آيات.
السورة
- 1 - قسم القرآن الكريم سورا، سمّيت كل منها باسم خاص، أخذ من بعض ما عالجته السورة من المعانى، أو مما تحدث عنه من إنسان وحيوان أو غيرهما، أو من بعض كلماتها.
والسورة القرآنية قد تكون ذات موضوع واحد تتحدث عنه، ولا تتجاوزه إلى سواه، مثل كثير من قصار السور، كسورة النبأ والنازعات والانشقاق، وكلها تتحدث عن اليوم الآخر، والهمزة والفيل وقريش، وهى تتحدث عن عقاب من يعيب الناس، وما حدث لأصحاب الفيل، وما أنعم الله به على قريش من نعمة الألفة.
وقد تتناول السورة أغراضا شتى، مثل معظم سور القرآن، وهنا نقف لنتبين أىّ الخطتين أقوم وأهدى: أن يرتب القرآن موضوعاته ويجعل كل سورة تتناول موضوعا واحدا معينا، فتكون سورة للأحكام وأخرى للتاريخ وثالثة للقصص ورابعة للابتهال، حتى إذا فرغت منه تناولت سورة أخرى غرضا آخر وهكذا، أو أن تتناثر أحكامه وقصصه ووعده ووعيده على النحو الذى انتهجه، والذى يبدو بادئ ذى بدء أن السلك الذى يربط بين آياته ضعيف الربط أو واهى التماسك؟
وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعرف الهدف الذى إليه يرمى القرآن الكريم؛ لنرى أقوم الخطتين لتحقيق هذا الهدف والوصول به إلى جانب التوفيق والنجاح.
أما هدف القرآن الكريم فغرس عقيدة التوحيد في النفس، وانتزاع ما يخالف هذه العقيدة من الضمير، والدعوة إلى العمل الصالح المكوّن للإنسان المهذب الكامل، بسن الــقوانين المهذّبة للفرد، الناهضة بالجماعة.
وإذا كان ذلك هو هدف القرآن، فإن المنهج القرآنى هو الذى يحقق هذا الهدف فى أكمل صوره، وأقوى مظاهره، ذلك أنه لكى يحمل على اتّباع ما يدعو إليه يمزج دعوته بالحث على اتباعها، ويضرب المثل بمن اتبع فنجح، أو ضل فخاب، ويتبع الحديث عن المؤمنين بذكر بعض الأحكام التى يجب أن يتبعها هؤلاء المؤمنون، ويعقب ذلك بالترغيب والترهيب، ثم يولى ذلك بوصف اليوم الآخر وما فيه من جنة أو نار، وهو في كل ذلك يتكئ على الغريزة الإنسانية التى تجعل المرء خاضعا بالترغيب حينا، والترهيب حينا آخر، والقرآن حين يستمد شواهده من حوادث التاريخ لا يستدعيه ذلك أن ينهج منهج المؤرخين، فيتتبع الحادث من مبدئه إلى منتهاه، وينعم النظر في الأسباب والنتائج، ويقف عند كل خطوة من خطواته، ولكنه يقف من هذا الحادث عند الفكرة التى تؤيد غرض الآية، والجزء الذى يؤيد الهدف الذى ورد في الآيات، وقل مثل ذلك في القصة عند ما يوردها، فإنها تساق للهدف الذى تحدّثنا عنه، وهو من أجل ذلك ينظر إليها من زاوية بعينها، ولا يرمى غالبا إلى قص القصّة برمتها، وسوف نشبع الحديث في ذلك فيما يلى:
يتنقل القرآن إذا بين الأغراض المختلفة، لا اعتباطا وبلا هدف، ولكن لصلات وثيقة تربط بين هذه الأغراض، بحيث تتضافر جميعها في الوصول إلى الغاية القصوى وتحقيقها.
ولنبدأ في تفصيل ما أجملناه مبينين الصلات الوثيقة التى تربط آية بآية، ثم موضحين وجوه الترابط القوى بين الأغراض المختلفة في السورة الواحدة.
فقد تقع الآية الثانية صفة لكلمة في الآية الأولى كما في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (البقرة 26، 27). وقد تكون الآية الثانية توكيدا لفكرة الآية الأولى، كما تجد ذلك في قوله سبحانه: قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (البقرة 94 - 96). وقد تكون الآية الثانية ردّا على ما في الآية الأولى كما في قوله تعالى: وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (البقرة 80، 81). وقد تحمل الآية الثانية فكرة مضادة لفكرة سابقتها، كما في قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ  وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (البقرة 24، 25). ولا ريب أن الجمع بين حكم المتضادين في الذهن يزيده جلاء ووضوحا.
وتأمل الصلة القوية بين هاتين الآيتين، وهى صلة الربط بين الحكم وحكمته فى قوله سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ وَلَكُمْ فِي
الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(البقرة 178، 179). ويصف الكتاب ثمّ يحبّب في اتباعه مبغّضا إلى النفوس صورة منكريه، فيقول: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (البقرة 2 - 7). ويعقب توحيد الله بدلائل هذا التوحيد في قوله: وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة 163، 164).
ويطول بى القول إذا أنا مضيت في الاستشهاد على بيان الصلات التى تربط آية بآية، ولكنى أشير هنا إلى أن إدراك هذه الصلة يتطلب في بعض الأحيان تريثا وتدبرا يسلمك إلى معرفة هذه الصلة وتبيّنها، ولكنك تصل- ولا ريب- إلى وثاقة هذا الارتباط ومتانته، وخذ لذلك مثلا قوله تعالى: أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ (الأنفال 4، 5). فقد لا يظهر موضع الكاف ولا مكان الصلة بين الآية الثانية وما قبلها من الآيات، ولكن التأمل يهدى إلى أن القرآن يربط بين أمرين: أولهما ما بدا من بعض المسلمين من عدم الرضا بما فعله الرسول في قسمة الغنائم، وثانيهما ما كان قد ظهر من بعض المؤمنين من كراهية أن يخرج الرسول من منزله إلى الغزو، وقد تمّ في هذا الغزو النصر والغنيمة، فكأنه يقول إن الخير فيما فعله الرسول في قسمة الغنائم، كما كان الخير فيما قام به الرسول من خروجه إلى الغزو، وبذلك تبدو الصلة قوية واضحة بين الخبرين. ومن ذلك قوله تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 114، 115). فقد تبدو الصلة منفصمة بين هذه الآيات، ولكنك إذا تأملت الآية الأولى وجدت فيها حديثا عن الذين لا يعلمون ولا يتلون الكتاب، وهؤلاء لا يعترفون بشيء مما أنزل الله، فهم يسعون في تقويض أسس الأديان جميعا، لا فرق عندهم بين دين ودين، وهم لذلك يعملون على أن يحولوا بين المسلمين وعبادة الله، ويسعون في تخريب بيوت عبادته، ومن هنا صحّ هذا الاستفهام الذى يدل على أنه لا أظلم من هؤلاء الذين لا يعلمون، وارتباط الآية الثالثة بما قبلها لدلالتها على أن عبادة الله ليست في حاجة إلى مسجد يقام، بل لله المشرق والمغرب، فحيثما كنتم ففي استطاعتكم عبادة الله؛ لأن ثمة وجه الله.
«قال بعض المتأخرين: الأمر الكلى المفيد لعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن هو أنك تنظر الغرض الذى سيقت له السورة، وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب، وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ما يستتبعه من استشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التى تقتضى البلاغة شفاء الغليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها، فهذا هو الأمر الكلّى المهيمن على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن، فإذا عقلته تبين لك وجه النظم مفصلا بين كل آية وآية في كل سورة» .
ولكل سورة في القرآن هدف ترمى إليه، فتجد سورة الأنعام مثلا تتجه إلى إثبات توحيد الله ونبوّة رسوله، وإبطال مذاهب المبطلين وما ابتدعوه من تحليل حرام أو تحريم حلال؛ وتجد سورة الأعراف تتجه إلى الإنذار والاتّعاظ بقصص الأولين وأخبارهم، وتجد سورة التوبة تحدد علاقة المسلمين بأعدائهم من مشركين وأهل كتاب ومنافقين، وتجد سورة الحجر ترمى إلى إثبات تنزيل القرآن وترهيب المكذبين به، بقصّ أخبار المكذبين قبلهم، وهكذا تجد هدفا عامّا تدور حوله السورة، وتتبعه معان أخرى تؤكده ويستتبعها، ويخلص الإنسان في السورة من معنى إلى آخر خلوصا طبيعيّا لا عسر فيه ولا اقتسار. ولنحلل سورة من القرآن، نتبين فيها منهجه، وندرك مدى تأثير هذا المنهج فى النفس الإنسانية.
ففي سورة المزمل، والهدف منها تهيئة الرسول للدعوة، وإعداده لما سيلقاه في سبيلها من متاعب ومشاق، بدئت السورة بنداء الرسول، وتكليفه بما يعده لحمل أعباء الرسالة، فقال تعالى: يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (المزمل 1 - 9). ألا تراه يعدّه بهذه الرّياضة النفسية الشاقة لتحمل أعباء الرسالة المضنية فليمض الليل أو جزءا منه في التهجد وقراءة القرآن، استعدادا لما سيلقى عليه من تكاليف شاقة ثقيلة، وإنما أمر الرسول بالتهجّد في الليل؛ لأن السهر فيه أشق على النفس، ولكنها تخلص فيه لله، وتفرغ من مشاغل النهار وصوارفه، وأمر بذكر الله، والإخلاص له تمام الإخلاص، فهو رب المشرق والمغرب، لا إله إلا هو.
بعد هذا الإعداد بالرياضة أراد أن يوطنه على تحمل الأذى في سبيل هذه الدعوة والصبر عليه، وينذر هؤلاء المكذبين بما سيجدونه يوم القيامة من عذاب شديد، وهنا يجد المجال فسيحا لوصف هذا اليوم وصفا يبعث الرهبة في النفس، والخوف في القلب، عساها تكف عن العناد، وتنصاع إلى الصواب والحق، ولا ينسى أن يضرب المثل من
التاريخ لمن كذّب وعصى، كى يكون عظة وذكرى، فقال:
وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَجَحِيماً وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (المزمل 10 - 18).
فأنت ترى الانتقال طبيعيّا من توطين الرسول على الأذى، ثم بعث الطمأنينة إلى نفسه بأن الله سيتكفل عنه بتأديب المكذبين، بما أعده الله لهم من عذاب أليم يوم القيامة، وتأمل ما يبعثه في النفس تصور هذا اليوم الذى ترتجف فيه الأرض، وتنهار الجبال فيه منهالة، وينتقل إلى الحديث عن عاقبة من كذب بالرسل من أسلافهم، ثم يتجه إليهم، موجّها لهم الخطاب يسألهم متعجبا، عما أعدوه من وقاية لأنفسهم يصونونها بها من هول يوم يشيب الطفل فيه من شدته، وحسبك أن ترفع الطرف إلى أعلى، فترى السماء التى أحكم بناؤها، قد فقدت توازنها وتصدّع بناؤها.
ويختم هذا الإنذار بجملة تدفع النفس إلى التفكير العميق، وتفتح أمامها باب الأمل والنجاة لمن أراد أن يظفر وينجو، إذ قال: إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا (المزمل 19). ألا تحس في هذه الجملة معنى إلقاء المغبة على عاتق هؤلاء المنذرين، وأنهم المسئولون عما سوف يحيق بهم من ألم وشقاء، أو ليس في ذلك ما يحفزهم إلى التفكير الهادئ المتزن، عساهم يتخذون إلى ربهم سبيلا؟
وينتقل القرآن من إنذاره لهؤلاء المكذبين إلى خطابه للمطيعين، وهم الرسول وطائفة ممن معه، فيشكر لهم طاعتهم، ولا يرهقهم من أمرهم عسرا، ويطلب إليهم القيام ببعض الفروض، ويحببها إليهم، فهم عند ما يؤتون الزكاة يقرضون الله، ومن أوفى بأداء الحقوق منه سبحانه، ويختم خطابه لهم بوصفه بالغفران والرحمة، فيقول: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المزمل 20).
فأنت ترى في هذه الآية الكريمة مدى الرفق في خطاب المطيعين، وما أعد لهم من رحمة وغفران، فى مقابل ما لدى الله من أنكال وجحيم لهؤلاء المكذبين.
أنت بذلك التحليل ترى مدى الترابط بين الأغراض المختلفة، واتساق كل غرض مع صاحبه، وحسن التخلص وطبيعة الانتقال من غرض إلى آخر وتستطيع أن تمضى في تحليل سور القرآن على هذا النسق، وسوف ترى الربط بين الأغراض، قويا وثيقا.
فإذا رأيت في بعض السور بعض آيات يشكل عليك معرفة وجه اتساقها في غرض السورة فتريث قليلا تروجه المجيء بها قويا، ولعل من أبعد الآيات تعلقا بسورتها في الظاهر قوله تعالى في سورة القيامة: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (القيامة 16 - 19)، فإن السورة كلها حديث عن يوم القيامة وأحواله. وأفضل ما رأيته في توجيه هذه الآيات ما حكاه الفخر الرازى من «أنها نزلت في الإنسان المذكور قبل في قوله: يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (القيامة 13). قال: «يعرض عليه كتابه، فإذا أخذ في القراءة تلجلج خوفا، فأسرع في القراءة، فيقال له: لا تحرك به لسانك، لتعجل به، إن علينا أن نجمع عملك، وأن نقرأ عليك، فإذا قرأناه عليك فاتبع قرآنه بالإقرار بأنك فعلت، ثم إن علينا بيان أمر الإنسان، وما يتعلق بعقوبته» وإذا كنت أوافقه في أصل الفكرة فإنى أخالفه في تفصيلاتها، فالمعنى، على ما أدرى، ينبّأ الإنسان يومئذ بما قدّم وأخّر، وذلك كما أخبر القرآن، فى كتاب مسطور، وفي تلك الآيات يصف القرآن موقف المرء من هذا الكتاب فهو يتلوه في عجل كى يعرف نتيجته، فيقال له: لا تحرك بالقراءة لسانك لتتعجل النتيجة، إن علينا أن نجمع ما فيه من أعمال في قلبك، وأن نجعلك تقرؤه في تدبر وإمعان، فإذا قرأته فاتجه الاتجاه الذى يهديك إليه، وإن علينا بيان هذا الاتجاه وإرشادك إليه إما إلى الجنة، وإما إلى السعير. وبذلك يتضح أن لا خروج فى الآيات على نظم السورة وهدفها.
ذلك هو ما أراه في ترتيب آيات القرآن الكريم وشدة ما بينها من ارتباط، وكان بعض العلماء يشعر بشدة صلة آى القرآن بعضها ببعض، حتى يكون كالكلمة الواحدة، ومن هؤلاء ابن العربى . وممن عنى بدراسة التناسب بين الآيات أبو بكر النيسابورى «وكان غزير العلم في الشريعة والأدب، وكان يقول على الكرسى إذا قرئ عليه: لم جعلت هذه الآية إلى جانب هذه، وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟ وممن أكثر منه فخر الدين، قال في تفسيره: أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط» .
لا أوافق إذا عز الدين بن عبد السلام عند ما قال: «المناسبة علم حسن، ولكن يشترط في حسن ارتباط الكلام أن يقع في أمر متحد مرتبط أوله بآخره فإن وقع على أسباب مختلفة لم يقع فيه ارتباط، ومن ربط ذلك فهو متكلف بما لا يقدر عليه إلا بربط ركيك يصان عن مثله حسن الحديث، فضلا عن أحسنه، فإن القرآن نزل في نيّف وعشرين سنة في أحكام مختلفة، وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض» . ولا أوافق أبا العلاء بن غانم في قوله: «إن القرآن إنما ورد على الاقتضاب الذى هو طريقة العرب من الانتقال إلى غير ملائم وأن ليس في القرآن شىء من حسن التخلص» .
لا أوافقهما وحجتى في ذلك أمران: أما أولهما فما نراه من حسن التناسب وقوة الارتباط حقا بين الآى بعضها وبعض، محققة بذلك هدف القرآن كما تحدثنا، ولعل عز الدين ومن لف لفه كان يرى التناسب يتم إذا جمعت آيات الأحكام مثلاكلها في سورة واحدة أو عدة سور، وجمعت القصص كلها كذلك في سورة واحدة أو عدة سور، وجمعت حوادث التاريخ كلها في سورة واحدة أو عدة سور، وهكذا، وقد سبق أن بيّنا أن هذا النهج لا يحقق الهدف الذى يرمى إليه القرآن من الإرشاد والهداية، فليس القرآن كتاب قصص أو تاريخ، ولكنه كتاب دين، يرمى إلى التأثير فى النفس، فهو يلقى العظة، مبيّنا ما في اتباعها من خير، وضاربا المثل من التاريخ على صدق ما ادعى، ومستشهدا بقصص الأولين وآثارهم، ومقنّنا من الأحكام ما فيه خير الإنسانية وكمالها، وكل ذلك في تسلسل واطراد وحسن اتساق، ترتبط المعانى بعضها ببعض، ويؤدى بعضها إلى بعض.
أولا نرى في هذا النهج القرآنى وسيلة لتكرير العظات والإنذار والتبشير في صور متعددة مرات عدة، وللتكرير كما قلنا أثره في تثبيت المعنى في النفس، وبلوغ العظة الهدف الذى ترمى إليه، ولن يكون للتكرير جماله إذا عمد القرآن إلى كل غرض على حدة فوضع آية بعضها إلى جانب بعض.
وأما ثانيهما فتاريخى يعود إلى ترتيب الرسول للقرآن بأمر ربه، فقد كانت تنزل عليه الآيات فيأمر كتبة الوحى أن يضعوها في موضعها بين ما نزل من القرآن، فى هذه السورة أو تلك، ويضع بعض ما نزل في مكة بين آيات السور المدنية، فلولا أن رابطا يجمع بين هذه الآيات بعضها وبعض، ما كان ثمة سبب يدفع إلى هذا الوضع ولا يقتضيه بل لرتبت الآى كما نزلت وما كان هناك داع إلى ترتيب ولا تبويب، أما والقرآن قد نزل للناس كافة، وللأجيال جميعها فقد اختار الله لكتابه خير ترتيب يحقق الهدف الذى له نزل الكتاب الحكيم.
- 2 - وتبدأ سور القرآن مثيرة في النفس الإجلال، وباعثة فيها الشوق، والرغبة في تتبع القراءة، والاستزادة منها، فهى حينا ثناء عليه تعالى بتعداد ما له من صفات العظمة والجلال كما في قوله تعالى: سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (الحديد 1 - 3). وحينا تعظيم من شأن الكتاب وتقدير له، تقديرا يبعث على الإصغاء إليه وتدبّر آياته كما في قوله سبحانه: تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيراً وَنَذِيراً ... (فصلت 2 - 4) أولا ترى الشوق يملأ نفسك وأنت تصغى إلى مثل تلك الفاتحة: تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (يوسف 1). وكأنما هى تنبيه للسامع كى يستجمع كل ما يملك من قوة، ليستمع إلى ما سيلقى إليه، وكذلك يثور الشوق لدى سماع كل فاتحة فيها ثناء على الكتاب وتعظيم لأمره، شوق يدعو إلى معرفة ما يحويه هذا الكتاب، الذى يصفه حينا بأنه يخرج من الظلمات إلى النور، فى قوله: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (إبراهيم 1).
وبأنه لا ريب فيه في قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (البقرة 2).
وكثر في القرآن البدء بالقسم، وهو بطبيعته يدفع إلى التطلع لمعرفة المقسم عليه، لأنه لا يلجأ إلى القسم إلا في الأمور المهمة التى تحتاج إلى تأكيد وإثبات، وقد يطول القسم فيطول الشوق، وتأمّل جمال البدء بالقسم في قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (الليل 1 - 4).
وكما يثير القسم الشوق والتطلع، كذلك يثيرهما في النفس الاستفهام والشرط، ففي الاستفهام تتجمع النفس لمعرفة الجواب، وفي الشرط تتطلع لمعرفة الجزاء، وقد افتتحت عدة سور من القرآن بهما كما في قوله تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (العنكبوت 2). وقوله: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (الانفطار 1 - 5).
وقد تبدأ السورة بنداء الرسول أو المؤمنين، للأمر بشيء ذى بال، أو النهى عن أمر شديد النكر، أو تبدأ بخبر يثير الشوق، أو تدخل السورة مباشرة في الحديث عن الغرض الذى نزلت لأجله، كما في قوله تعالى: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (التوبة 1). وكأن في ضخامة الغرض وقوته ما يشغل عن التمهيد له، بل كأن في التمهيد إضاعة لوقت يحرص القرآن على ألا يضيع.
وقد يكون مفتتح السورة موحيا بفكرتها، ومتصلا بها شديد الاتصال، ومتناسبا معها شديد التناسب، فمن ذلك سورة آل عمران التى افتتحت بقوله:
اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (آل عمران 2). وقد عالجت السورة أمر عيسى ونزهت الله عن الولد، أو لا ترى البدء مناسبا لهذا التنزيه؟ ومن ذلك سورة النساء، فقد تحدثت عن كثير من أحكامهن في الزواج والميراث، فكان من أجمل براعات الاستهلال قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (النساء 1)، ألا ترى في خلق المرأة من زوجها ما يوحى بالرفق والحنان الذى يجب أن تعامل به المرأة فلا يبخس حقها زوجة أو أما أو بنتا، وفي الحديث عن تقوى الأرحام هنا إشارة كذلك إلى أن السورة ستعالج بعض أمورهم أيضا ورثة يتامى.
وقل مثل ذلك في أول الأنعام التى ترمى إلى إثبات توحيد الله إذ قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (الأنعام 1)، فليس غير السموات والأرض شىء يبقى خلقه لغير الله.
- 3 - ولخاتمة السورة أثرها الباقى في النفس، لأنه آخر ما يبقى في الذهن، وربما حفظ دون باقى الكلام، ومن أجل هذا كانت خواتم سور القرآن مع تنوعها تحمل أسمى المعانى وأنبلها، فهى حينا دعاء وابتهال يحمل النفس الإنسانية إلى عالم روحى سام، يعترف فيه الإنسان بعجزه أمام قدرة الله، ويطلب من هذه القوة القاهرة أن تعينه وأن تنصره، أو لا يشعر المرء حين يلتجئ إلى هذه القوة بأنه ألقى ثقله، وتخفف من عبئه، كما تجد ذلك في ختام سورة البقرة إذ يقول سبحانه: رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (البقرة 286). أو لا يؤذن هذا الدعاء بعد سورة اشتملت على كثير من الجدل والنقاش، وجملة كبيرة من الأحكام بأن السعادة الحقة إنما هى في هذا الالتجاء إلى الله، واستمداد القوة من قدرته، وبذا كان هذا الدعاء مؤذنا بالانتهاء، باعثا برد الراحة في الفؤاد، بعد معركة طال فيها بيان الحق، ومناقشة الباطل وهدمه.
وحينا حديث عن الله بإجلاله وتقديسه، أو بتعداد صفاته الباعثة على حبه وإجلاله معا، فتراه في ختام سورة المائدة يقول: لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المائدة 120). وفي ختام سورة الإسراء يقول: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (الإسراء 111). إلى غير ذلك من سور كثيرة، وكأن في هذا الختام خلاصة الدعوة التى تهدف السورة إليها، فكان ذكره مؤذنا بانتهائها، كما تذكر خلاصة الكتاب في نهايته.
وفي أحيان كثيرة تختم السورة بما يشعر بأن القرآن قد أدى رسالته، فعلى السامع أن يتدبر الأمر، ليرى أى الطريقين يختار، والختم بذلك يبعث في نفس القارئ التفكير أيؤثر الهدى أم يختار الضلال، فتراه مثلا في نهاية سورة التوبة يقول: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (التوبة 128 - 129)، أو تختم بإنذار أو وعد أو أمر بركن من أركان الحياة الرفيعة الصالحة، فيختم آل عمران بقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (آل عمران 200).
وقل أن تختم السورة بحكم تشريعى جديد، كما في سورة النساء. وفي كل ختام تشعر النفس بأن المعانى التى تناولتها السورة قد استوفت تمامها، ووجدت النفس عند الخاتمة سكونها وطمأنينتها، حتى إن السورة التى ختمت باستفهام لم يشعر المرء عنده بنقص يحتاج إلى إتمام، بل كان جوابه مغروسا فى القلب، مستقرا في الضمير، فتم بالاستفهام معنى السورة، وأثار في النفس ما أثار من إقرار لا تستطيع تحولا عنه ولا إخفاء له. 

أسْكِيم

أسْكِيم: (يونانية) قلنسوة الآباء اليونانيين (برجرن). ويقول فانسليب في كتابه الأقباط ما معناه: ((الأسكيم أو الثوب الملائكي ويسمى باليونانية Skhèma وقليلون هم الذين يلبسونه فليس الجميع لهم طاقة كما يقولون لتوخى أعمال التوبة التي توجبها الــقوانين الكنسية على من يلبسه، لأنه يتحتم على لابسه أن يسجد على الأرض مصلبا ذراعيه ثلاثمائة مرة في كل ليلة قبل أن ينام فضلا عن الصيامات وسائر الاماتات التي هي من خصائص لبسه)).

دُسْتُور

دُسْتُور: قاعدة يعمل بمقتضاها. (أبو الوليد ص357).
دستور العمل: مجموع قوانين أو مراسيم الأعمال (بوشر).
ودستور: إجازة ففي لطائف فريتاج (ص ذ ط ظ): وأعطى العساكر دستوراً وساروا إلى بلادهم.
ودستور: إذن، رخصة (أبو الوليد ص389 رقم13).
دستوره بيد: حر، مستقل (بوشر).
ودستور: علامة، دلالة، ففي شكوري (ص189 و): واعلم أن الوزن في الماء من الدستورات المنجحة في تعرف حال الماء.
ودسنتور: نافورة ماء (المقري 2: 172 - 3).

شق

شق

1 شَقَّهُ, (S, M, Msb, K,) aor. ـُ (M, Msb,) inf. n. شَقٌّ, (S, M, Msb,) He cut it [or divided it] lengthwise; (TA in art. قد;) [i. e.] he clave it, split it, rived or rifted it, or slit it; so as to separate it; [i. e. he clave, split, rived or rifted, slit, rent, ripped, tore, broke, or burst, it asunder;] or without separating it; [i. e. he cracked, chapped, incided or incised, gashed, slashed, furrowed, or trenched, it; or clave, split, &c., or cut, it open;] syn. صَدَعَهُ; (K;) or [more explicitly]

الشَّقُّ signifies الصَّدْعُ البَائِنُ [the cleaving &c. that separates]; or غَيْرُ البَائِنِ [that which does not separate]; or الصَّدْعُ [the cleaving, &c.,] in a general sense: (M:) and in like manner, [but with an intensive signification, or implying frequency or repetition of the action, or its application to several objects, generally meaning he clave it, &c., much, or in pieces, or in several places,] ↓ شقّقهُ: (M, K:) you say, شقّق الحَطَبَ (S, K) وَغَيْرَهُ (S) i. e. شَقَّهُ [but properly meaning He clave in pieces the firewood &c.]. (K. [In the CK, شَقَّ الحَطَبَ is erroneously put for شقّق الحطب.]) b2: [شَقَّ رَأْسَهُ generally means He clave his head, or his pericranium: and sometimes, as in an instance in the K voce شَقَأَ, he divided the hair of his head.] b3: شَقَّ العَصَا [lit. He split the staff] means (tropical:) he separated himself from the community; (S, K, TA;) and particularly, that of the Muslims: because the staff is not thus called but when it is whole, not when it is split: accord. to Lth, يَشُقُّ عَصَا المُسْلِمِينَ and ↓ يُشَاقُّهُمْ signify alike: but they differ in meaning, as will be shown hereafter. (TA.) شَقَّ عَصَا المُسْلِمِينَ, K, TA,) said of a خَارِجِىّ [i. e. heretic or schismatic], also means (assumed tropical:) He effected disunion and dissension in the body of the Muslims. (TA.) And one says also, شَقَّ عَصَا الطَّاعَةِ (assumed tropical:) [He broke the compact of allegiance, or obedience; became a rebel]. (M.) b4: لَا وَالَّذِى شَقَّ الرِّجَالَ لِلْخَيْلِ وَالجِبَالَ لِلسَّيْلِ [app. meaning (assumed tropical:) No, by Him who clave men for the riding upon horses, and the mountains for the flowing of the torrent,] is a saying mentioned by IAar, but not expl. by him. (M. [It is there added, وَعِنْدِى أَنَّهُ جَعَلَ الرِّجَالَ وَالجِبَالَ جُمْلَةً

وَاحِدَةً ثُمَّ خَرَقَهُمَا فَجَعَلَ الرِّجَالَ لِهٰذِهِ وَالجِبَالَ لِهٰذَا: an expression of opinion which is, to me, by no means clear, though reconcilable with my rendering.]) b5: المَالُ بَيْنَنَا شَقَّ الأَبْلَمَةِ and الأُبْلُمَةِ [The property is divided between us as in the dividing of the ابلمة; or the cattle are divided &c.;] meanswe are equal in respect of the property, or cattle: for the ابلمة means the [kind of leaf called]

خُوصَة, which, when it is split lengthwise, splits in halves: (M:) or, accord. to Aboo-Ziyád, the ابلمة is a herb, or leguminous plant, (بَقْلَةٌ,) to which there come forth pods, like [those of] the bean; and when you split them lengthwise, they split in halves, equally, from the first part to the last thereof: شَقَّ is in the accus. case as an inf. n., مَشْقُوقٌ being understood. (Har p. 639.) [See also شِقٌّ.] b6: شَقَّ, (S, M, K,) aor. ـُ inf. n. شُقُوقٌ, (M,) said of the canine tooth of a camel, (tropical:) It [clave the gum and] came forth: (S, M, K, TA:) [said to be] a dial. var. of شَقَأَ: (S:) and said of the canine tooth of a child, (M, TA,) in like manner, (TA,) meaning it made its first appearance: (M:) and said also of a plant, [as meaning it came forth] on the ground's first cleaving open from it. (M, TA.) b7: Also, aor. ـُ inf. n. شَقٌّ, said of the dawn, (tropical:) It rose; as though it clave the place of its rising and came forth therefrom. (TA.) b8: Also, aor. ـُ (TA,) inf. n. شَقٌّ, said of lightning, (tropical:) It [clave the clouds, and] extended high, into the midst of the sky, without going to the right and left: (K, TA:) so says A'Obeyd: (TA: [see شَقِيقٌ:]) and ↓ انشقّ and ↓ تشقّق, said of lightning, signify اِنْعَقَّ [probably meaning the same; (see عَقِيقَةٌ;) or, as expl. in the S and also in the O, in art. عق, it was, or became, in a state of commotion, (تَضَرَّبَ,) in the clouds]: (M, TA:) or ↓ تشقّق said of lightning means it spread wide and long. (JK.) b9: شَقَّ السَّبِيلَ (K in art. عبر) (assumed tropical:) He passed along the way; as though he cut it, or furrowed it. (TK in that art.) and شَقَّ النَّهْرَ (assumed tropical:) He crossed the river by swimming. (TA in art. قطع.) b10: شَقَّ المَآءَ (assumed tropical:) He opened a way, passage, vent, or channel, for the water to flow forth; syn. بَجَسَهُ. (A and K in art. بجس.) b11: شَقَّ أَمْرَهُ, aor. ـُ inf. n. شَقٌّ, (assumed tropical:) He, or it, discomposed, deranged, or disordered, so that it became incongruous, or inconsistent, his affair, or state of affairs. (M, TA.) [A phrase similar to شَقَّ العَصَا, mentioned above. And so, app., what next follows.] b12: شَقَّ الكَلَامَ, i. q. قَدَّهُ [also expl. as syn. with قَطَعَهُ, which generally means (assumed tropical:) He cut short, or broke off, the speech; or ceased from speaking; but sometimes, and perhaps in this case, he articulated speech, or the speech: compare a signification of 2.]. (M and L in art. قد.) b13: See also 8. b14: شَقَّ بَصَرُ المَيِّتِ i. q. شَخَصَ [i. e. (assumed tropical:) The eye, or eyes, of the dying man became fixedly open; or his eyelids became raised upwards, and he looked intently, and became disquieted, or disturbed]: (M, TA:) and (TA) the dying man looked at a thing, his sight not recoiling to him: (S, K, TA:) said of him to whom death is present: (S, TA:) or [simply] the eyes of the dying man became open: (TA:) one should not say شَقَّ المَيِّتُ بَصَرَهُ: (S, M, K:) and شُقَّ, with damm to the ش, is not approved. (IAth, TA.) b15: شَقَّ عَلَيْهِ, (M, K, in the S عَلَىَّ, and in the Msb عَلَيْنَا,) aor. ـُ (S, M, Msb,) inf. n. شَقٌّ (S, M, K) and مَشَقَّةٌ, (S, K,) [or the latter is a simple subst., as seems to be indicated in the M and Msb,] (assumed tropical:) It (a thing, S, or an affair, or event, M, Msb, K) affected him severely; had a severe effect upon him; distressed, afflicted, troubled, molested, inconvenienced, fatigued, or wearied, him: (M:) it was difficult, hard, distressing, grievous, or severe, to him; (K, TA;) and onerous, burdensome, oppressive, or troublesome, to him. (TA.) and شَقَّ عَلَيْهِ, [inf. n., app., شَقٌّ only,] (assumed tropical:) He caused him to fall into a difficult, hard, distressing, grievous, or severe, case: (K, TA:) imposed upon him that which was onerous, burdensome, oppressive, or troublesome. (TA.) And شَقَّتِ السَّفْرَةُ (assumed tropical:) The journey was [difficult, hard, or] far-extending. (Msb.) A2: شُقَّ, said of the solid hoof, and of the pastern of a horse or the like, It was, or became, affected with the disease termed شُقَاق, occasioning cracks. (M, TA.) 2 شَقَّّ see 1, first sentence. b2: شقّق الكَلَامَ, (S, K, TA,) inf. n. تَشْقِيقٌ, (TA,) (tropical:) He uttered, or pronounced, speech, or the speech, in the best manner: (S, K, TA:) and he sought with repeated efforts, in speaking, to utter, or pronounce, the speech in the best manner. (TA.) 3 شاقّهُ, (M, Mgh, Msb,) inf. n. مُشَاقَّةٌ (S, M, Mgh, Msb, K) and شِقَاقٌ, (S, M, Msb, K,) the latter inf. n. occurring in the Kur ii. 131 and iv. 39 [&c.], (TA,) (assumed tropical:) He acted with him contrariously, or adversely, (S, * M, Mgh, Msb, K,) and inimically; (K;) properly, each of them doing to the other that which was distressing, grievous, or troublesome, so that each of them was in a شِقّ [or side] other than that of his fellow; (Msb;) or as though he became in a شِقّ, i. e. side, in respect of him: (Mgh:) accord. to Er-Rághib, the inf. n. signifies the being in a شِقّ [or side] other than that of one's fellow: or it is from شَقُّ العَصَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ صَاحِبِكَ [meaning “ the effecting disunion and dissension between thee and thy fellow ”], so that it is tropical: (TA:) or the primary meaning of الشِّقَاقُ is the being [mutually] remote. (Ham p. 326.) See also 1, in the first quarter of the paragraph.4 اشقّ النَّخْلُ The palm-trees put forth their شَوَاقّ, pl. of شَاقَّةٌ [q. v.]: mentioned by Th, on the authority of some one or more of the BenooSuwáäh. (M.) 5 تشقّق quasi-pass. of 2: (S, M, K:) said of firewood (S, K) &c. (S) [as meaning It became cloven in pieces]. See 7, in two places. b2: Said of lightning: see 1, in two places, in the latter half of the paragraph. b3: Said of a horse, (tropical:) He was, or became, lean, or light of flesh; slender and lean; or lean, and lank in the belly. (A'Obeyd, TA.) 6 تَشَاقَّا, said of two adversaries, or litigants, as also ↓ اِشْتَقَّا, They wrangled, quarrelled, or contended, each with the other, (M, TA,) and took to the right and left in contention; (TA;) فِى

الشَّىْءِ [in respect of the thing]. (M.) 7 انشقّ quasi-pass. of شَقَّهُ as expl. in the first sentence of this art.: [i. e. it signifies It became divided lengthwise, cloven, split, riven or rifted, slit, rent, ripped, torn, broken, or burst, asunder; or it became cracked, chapped, incided or incised, gashed, slashed, furrowed, or trenched; or cloven, or split, &c., or cut, open: or it clave, split, &c.:] (S, M:) and in like manner, ↓ تشقّق is quasi-pass. of شَقَّقَهُ: [i. e. it signifies it became cloven or split &c., or it clave or split &c., much, or in pieces, or in several or many places:] (M:) or the former signifies [sometimes] it opened so as to have in it an interstice. (Msb.) وَانْشَقَّ القَمَرُ, in the Kur liv. I, means And the moon hath been cloven (Bd, Jel) in twain, (Jel,) as a sign to the Prophet: (Bd, Jel:) or shall be cloven on the day of resurrection: but the former is confirmed by another reading, وَقَدِ أْنْشَقَّ القَمَرُ: (Bd:) or, accord. to Er-Rághib, the meaning is, (assumed tropical:) the case hath become manifest. (TA.) One says, انشقّ الشَّىْءُ بِنِصْفَيْنِ [The thing became cloven, &c., in halves]. (S.) [And انشقّ مِنْهُ It became cloven, &c., from it: and it branched off from it; as a river from another river, and the like. and انشقّ عَنْهُ It clave asunder from over it, so as to disclose it: see also 8.] b2: [Hence,] انشقّ فلَانٌ مِنَ الغَضَبِ (assumed tropical:) Such a one was as though his interior were filled with anger so that he split. (TA.) b3: And اِنْشَقَّتِ العَصَا (assumed tropical:) The affair, or state of affairs, became discomposed, deranged, or disordered: (S, K, TA:) and انشقّت العَصَا بِالبَيْنِ, and ↓ تشقّقت, (Lth, M, TA,) (assumed tropical:) the affair, or state of affairs, became discomposed, deranged, or disorganized, by separation: (Lth, TA:) and انشقّ الأَمْرُ (assumed tropical:) the affair, or state of affairs, became discomposed, deranged, or disorganized, being incongruous, or inconsistent. (M, TA.) and انشقّت عَصَا الطَّاعَةِ (assumed tropical:) [The compact of allegiance, or obedience, became broken]. (M.) b4: انشقّ said of lightning: see 1, in the latter half of the paragraph.8 اِشْتِقَاقٌ signifies The taking the شِقّ of a thing, (S, K,) i. e. the half thereof. (S.) One says, اشتقّ الشَّىْءَ He took the شِقّ [or half] of the thing. (TK.) b2: And (assumed tropical:) The taking [or deriving] a word from a word, (S, K,) with the condition of reciprocal relation in meaning and [radical] composition, and of reciprocal difference in form: [and it is of three kinds:] الاِشْتِقَاقُ الصَّغِيرُ is that derivation in which there is a reciprocal relation between the two words in the letters and in the order [thereof]; as in ضَرَبَ from الضَّرْبُ: الاشتقاق الكَبِيرُ is that in which there is a reciprocal relation between the two words as to the letter and the meaning, exclusively of the order; as in جَبَذَ from الجَذْبُ: الاشتقاق الأَكْبَرُ is that in which there is a reciprocal relation between the two words in the place [or places] of utterance; as in نَعَقَ from النَّهْقُ. (KT.) [You say, اشتقّ حَرْفًا or كَلِمَةً or لَفْظًا, and اسْمًا, He derived a word, and a name, مِنْ آخَرَ from another; and ↓ شَقَّهُ sometimes signifies the same, as is shown by a citation voce رَحِمٌ.] b3: [And, as syn. with اِخْتِرَاعٌ, (see 8 in art. خرع,)] The constructing, or founding, (بُنْيَان,) of a thing of, or from, what is originated without premeditation. (M.) b4: and (tropical:) The taking to the right and left, (S, K, TA,) not pursuing the right, or direct, course, (S, TA,) in speech, and in contention, or disputation, or litigation: (S, K, TA:) or اِشْتِقَاقُ الكَلَامِ signifies the taking to the right and left in speech: (so in a copy of the M: [but I think that the right reading is الاِشْتِقَاقُ فِى الكَلَامِ, agreeably with what here follows:]) you say, اشتقّ فِى الكَلَامِ, and فِى الخُصُومَةِ. (TK.) See also 6. And [in like manner] one says of a horse, اشتقّ فِى عَدْوِهِ (assumed tropical:) He went to the right and left in his running. (M. [See also أَشَقُّ.]) b5: اشتقّ الطَّرِيقُ فِى الفَلَاةِ (tropical:) The road went [or branched off] into the desert. (TA. [See also 7.]) 10 استشقّ بِالجُوَالِقِ He turned the sack upon one of his two sides (عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ), in order to pass through a door. (TA.) b2: [استشقّ, as stated by Freytag, is expl. by Jac. Schultens, but on what authority is not said, as signifying “ Prodiit, manifestus evasit. ”] R. Q. 1 شَقْشَقَ, (JK, S, K,) inf. n. شَقْشَقَةٌ, (S,) said of a stallion [camel], He brayed [in his شِقْشِقَة, or faucial bag]. (JK, S, K.) [It is said that] the primary meaning of شَقْشَقَةٌ is Loudness of voice; or the being loud in voice. (JK.) b2: And said of a sparrow, It uttered a cry: (K, TA:) or one says of a sparrow, يُشَقْشِقُ فِى صَوْتِهِ [app. meaning It makes a loud twittering in its cry]. (S.) شَقٌّ sing. of شُقُوقٌ; (S, Mgh, Msb, K;) originally an inf. n.; (S, Msb;) An opening forming an interstice in a thing: (Msb:) or a fissure, cleft, chink, split, slit, rent, crack, or the like, syn. صَدْعٌ, in wood or a stick, or in a wall, or in a glass vessel [&c.]: (T, TA:) [or] a place that is مَشْقُوق [i. e. cloven or cleft, split, &c.: (see 1, first sentence: and see also مَشَقٌّ:) and often signifying an incision, a gash, or a furrow, or trench]: (M, K:) as though an inf. n. used as a subst. in this sense: pl. as above, شُقُوقٌ: (M:) it differs from شُقَاقٌ, (S, Mgh,) by having a general signification: (Mgh:) accord. to Yaakoob, one says, بِيَدِ فُلَانٍ شُقُوقٌ (S, Mgh) and بِرِجْلِهِ (S) [i. e. In the hand, or arm, of such a one are cracks, or the like, and in his foot, or leg]: but [it is asserted that in this case] one should not say شُقَاقٌ: (S, Mgh: [see, however, this word:]) and hence, شَقُّ القَبْرِ The trench, or oblong excavation, in the middle of the grave: and accord. to As, شُقُوقٌ signifies صُدُوع [i. e. fissures, &c.,] in mountains, and in the earth, or ground. (Mgh.) b2: The rima vulvæ of a woman; i. e. the gap [or chink] between the two edges, or borders, of the labia majora of her vulva: as also ↓ مَشَقٌّ. (M, K.) b3: And (tropical:) The daybreak. (S, K, TA.) A2: See also the next paragraph, first and fifth sentences.

A3: And see the last two sentences of the same paragraph.

شِقٌّ The half (S, Mgh, Msb, K) of a thing (S, Msb, K) of any kind; as also ↓ شَقٌّ: (K:) or the half of a thing when it is cloven, or split, or divided lengthwise; (M;) as also ↓ شِقَّةٌ. (AHn, S, * M, K.) One says, أَخَذْتُ شِقَّ الشَّاةِ and ↓ شِقَّةَ الشَّاةِ I took the half of the sheep or goat: (S, TA:) the vulgar pronounce the ش with fet-h. (TA.) And خُذْ هٰذَا الشِّقَّ Take thou this ↓ شِقَّة [i. e. half] of the sheep or goat. (TA.) Hence the trad., تَصَدَّقُوا وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ i. e. [Give ye alms though it be but] the half of a date; meaning deem not anything little that is given as alms. (TA.) And المَالُ بَيْنِى وَبَيْنَكَ شِقَّ الشَّعَرَةِ and الشَّعَرَةِ ↓ شَقَّ, (O, K, * [in the CK and in my MS. copy of the K شقُّ, but the former reading appears to be the right, شَقَّ being an inf. n. as in a similar saying in the former half of the first paragraph of this art., and شِقَّ being a subst. used as an inf. n. or for كَشِقِّ,]) meaning [The property is between us] two halves, equal [in division]. (K.) b2: [Hence,] A certain kind of the jinn, or genii; (Ibn-'Abbád, O, K;) a species of diabolical beings having the form of the half of a human being. (Kzw in his Descr. of the Jinn.) b3: The lateral half, or half and side; as when one says that a person paralyzed has a شِقّ inclining; and as when one speaks of the شِقّ of a مَحْمِل [meaning either of the two dorsers, or panniers, or oblong chests, which are borne, one on either side, by a camel, and which, with a small tent over them, compose a مَحْمِل: see this last word, and مَحَارَةٌ]. (Mgh.) b4: The side of the body; as when one says of a person that his left شِقّ was grazed, or abraded. (Mgh.) [Hence,] one says of a horse, يَمِيلُ عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ [He inclines, or leans, upon one of his two sides]. (O.) [And مَشَى عَلَى شِقٍّ and فِى شِقٍّ He went, or walked, inclining upon one side.] b5: The side, or lateral part, (Lth, Msb, K, TA,) of a thing; the two sides of a thing being called شِقَّاهُ: (Lth, TA:) or, as some say, (TA,) the side of a mountain. (S, TA.) [Hence,] one says, فُلَانٌ مِنْ شِقِّ العَشِيرَةِ لَا مِنْ صَمِيمِهَا (assumed tropical:) [Such a one is of the collateral class of the kinsfolk, or tribe, not of the main stock thereof]. (Mgh in art. عرض.) b6: I. q. ↓ شَقِيقٌ; (S, Msb, K;) [which primarily signifies The cloven-off half of a thing; i. e.,] when a thing is cloven in halves, each of the halves is called the شَقِيق of the other. (S, K.) b7: [And hence, (assumed tropical:) The counterpart of a person or thing: and this appears to be meant by J, and accord. to SM in the K, where it is said that شِقٌّ is syn. with ↓ شَقِيقٌ; for they add immediately after:] one says هُوَ أَخِى وَشِقُّ نَفْسِى (tropical:) [He is my brother, and the counterpart of myself]; (S, TA;) as though he were cloven from me, because of the resemblance of each of us to the other. (TA.) One says also, هذَا

↓ شَقِيقُهُ, meaning (assumed tropical:) This is the like of him, or it. (TA.) And [hence] it is said in a trad., النِّسَآءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ, [in which شَقَائِقُ is the pl. of ↓ شَقِيقٌ as fem., or of شَقِيقَةٌ in the same sense,] meaning (assumed tropical:) Women are the likes of men in natural dispositions; as though they were cloven from them; or because Eve was created from Adam. (TA.) b8: And (tropical:) A man's brother; (M;) and so ↓ شَقِيقٌ; (S, M, O, K, TA;) meaning a brother by the father and mother; (TA;) from شَقِيقٌ as meaning “ either half of a thing that is cloven in halves; ” (S, TA;) or as though the relationship of one were cloven from that of the other: (IDrd, O, K:) pl. of the latter أَشِقَّآءُ. (M, Msb.) b9: And a name for A thing at which one looks: (Lth, O, K:) [but this is app. taken from the following saying of Lth, in which I think الشِّقُّ is a mistranscription for الشَّقُّ, meaning “ the crack,” &c.:] الشَّقُّ is the inf. n. of شَقَقْتُ, and الشِّقُّ is a name for that at which one looks [i. e. for the visible effect of the act signified by the verb], and the pl. is الشُّقُوقُ [which is well known as the pl. of الشَّقُّ]. (JK.) A2: Also i. q. ↓ مَشَقَّةٌ (S, M, O, Msb, K) i. e. Difficulty, hardship, distress, affliction, trouble, inconvenience, fatigue, or weariness; (M, TA;) and languor, or lack of power, that overtakes the mind and the body; (Er-Rághib, TA;) and so ↓ شَقٌّ; (IJ, S, M, O, K;) thus it is sometimes pronounced with fet-h; mentioned by A'Obeyd; (S;) and by Az; (M;) or this is an inf. n., and شِقٌّ is the subst.; (O, K;) and ↓ شُقَّةٌ and ↓ شِقَّةٌ also signify the same as مَشَقَّةٌ, (K,) or such as overtakes a man in consequence of travel; (TA;) and the pls. of these two are شُقَقٌ, (K, TA,) mentioned by Fr, (TA,) and شِقَقٌ, (K, TA,) mentioned on the authority of some one or more of [the tribe of] Keys: (TA:) the pl. of ↓ مَشَقَّةٌ is مَشَاقُّ and مَشَقَّاتٌ. (TA.) Hence, in the Kur [xvi. 7], لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِ الْأَنْفُسِ [Which ye would not reach save with difficulty, or distress, &c., of the souls]; where some read ↓ بِشَقِّ. (S, * TA.) شُقَّةٌ primarily signifies The half of a garment [consisting of two oblong pieces sewed together, side by side]: then it was applied to [such] a garment as it is [when complete: in both of these senses it is used in the present day]: (Er-Rághib, TA:) or a piece (قِطْعَةٌ) of a garment: (Mgh:) or the شُقَّة of ثِيَاب [thus, and thus only, in the S, meaning of garments and of cloths, for it is of both,] is an oblong piece; syn. سَبِيبَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ: (M, K:) [it is often applied to an oblong piece of cloth of those pieces of which a tent is composed:] pl. شُقَقٌ and شِقَاقٌ. (M, Mgh, TA.) One says, فُلَانٌ يَبِيعُ شِقَاقَ الكَتَّانِ [Such a one sells pieces, or oblong pieces, &c., of linen]. (Mgh.) b2: Also A piece of a مَزَادَة [q. v.]. (B, TA in art. بصر.) b3: And A piece, or portion, [or tract,] of Hell; likewise pronounced ↓ شِقَّةٌ. (Ham p. 816.) b4: And A far journey; as also ↓ شِقَّةٌ, (S, M, K,) sometimes thus pronounced with kesr: (S:) a far, long journey: a far-extending space: (TA:) or a road difficult to him who travels it: (Mgh:) or [simply] a journey: and i. q. ثنيا [so in my copy of the Msb, app. a mistranscription for ثَنِيَّة, i. e. a mountain-road, &c.]: pl. شُقَقٌ. (Msb.) b5: and A part, region, quarter, or tract, (Ibn-'Arafeh, Er-Rághib, K, TA,) towards which one draws near, (Ibn-'Arafeh, TA,) or towards which the traveller directs himself, (K, TA,) [like شُكَّةٌ,] or in the reaching of which one is overtaken by difficulty, or distress; (Er-Rághib, TA;) and ↓ شِقَّةٌ signifies the same. (K.) b6: And Distance; and so ↓ شِقَّةٌ. (K.) b7: See also شِقٌّ, last sentence but one.

شِقَّةٌ A splinter (S, K) that splits off, (S,) or a piece (M, Mgh, TA) split off, (M, TA,) of a plank, (S, M, K, TA,) or of wood, (TA,) or of a piece of wood, (S, Mgh,) or other thing: (M, TA:) a piece split, or divided, lengthwise, of a staff, or stick, and of a garment, or piece of cloth, &c.: (IDrd, O, K:) and a piece split (K, TA) from anything; such as the half: (TA:) pl. شِقَقٌ. (O, TA.) One says of him who is angry, اِحْتَدَّ فَطَارَتْ مِنْهُ شِقَّةٌ فِى الأَرْضِ وَشِقَّةٌ فِى السَّمَآءِ (assumed tropical:) [He became excited by sharpness of temper, or angriness, and he was as though a bit flew from him upon the ground, and a bit into the sky]. (S, * M, TA: in the S, فى الارض &c. is omitted.) See also شِقٌّ, first three sentences. b2: See also شُقَّةٌ, in four places. b3: And see شِقٌّ, again, last sentence but one.

شَقَقٌ The quality, in a horse, (M, K,) and in a man, (M,) denoted by the epithet أَشَقُّ [q. v.]. (M, K.) شَقَقَةٌ [a pl. of which the sing. is not mentioned] Enemies. (TA.) شُقَاقٌ A cracking in several places, (تَشَقُّقٌ, S, K,) or cracks, (Mgh,) or a certain disease occasioning cracks, (M,) in the pasterns of horses or the like, (S, M, Mgh, K,) and in their hoofs, (M, Mgh,) and sometimes rising to their shanks: so says Yaakoob: (S:) and, accord. to Lth, (Mgh,) and Az, (TA,) a cracking in several places (تَشَقُّقٌ) of the skin, from cold or some other cause, in the hands or arms, and the face: (Mgh, TA:) or it signifies also any crack, or slit, in the skin, from disease: (M, TA:) As says that it is in the hand or arm, and the foot or leg, of a human being, and in the fore leg and kind leg of an animal: (Mgh, TA:) but this is inconsistent with what is said by Yaakoob [as stated voce شَقٌّ, first sentence]. (Mgh.) See also أَسْعَدُ: and شَرَجٌ.

شَقِيقٌ: see شِقٌّ, in five places. b2: شَقِيقُ البَرْقِ [so in a copy of the M, but the right reading may be شَقِيقَةُ البَرْقِ, which occurs in the next sentence of the M,] i. q. عَقِيقَتُهُ [expl. in the S, in art. خفو, as meaning Lightning that cleaves the clouds, and extends high, into the midst of the sky, without going to the right and left: but see شَقِيقَةٌ]. (M.) A2: Also A calf that has become firm, or strong: (O, K:) and applied likewise to (assumed tropical:) a man [that has become so; by way of comparison]: (O:) or a bull such as is termed جَذَعٌ [i. e. in his second, or third, year]. (JK.) شَقُوقَةٌ A certain bird; also called ↓ شَقِيقَةٌ: (M, K:) and ↓ شُقَيِّقَةٌ is the dim. thereof: (K:) AHát says, the ↓ شَقُوقَة is a very little thing, grayish (زُرَيْقَآءُ), of the colour of ashes; ten and fifteen of what are thus called congregate; and I think it to be the ↓ شُقَيِّقَة, which is a دُخَّلَة of the دُخَّل [q. v.]; it is somewhat dusky; and its form is the form of these, but it is smaller than they: it is called ↓ شُقَيِّقَة becanse of its smallness: IDrd, in the class of فُعَيْعِل, mentions ↓ الشُّقَيِّقُ as signifying a certain species of birds [app. as a coll. gen. n., of which the n. un. is with ة]. (O, TA.) شَقِيقَةٌ [accord. to Golius, A fissure; as from the KL; but not so expl. in my copy of that work. b2: ] An intervening space or tract between two elongated, or extended, tracts of sand, (S, M, * O, K, * [in the last of which الجَبَلَيْنِ is erroneously put for الجَبْلَيْنِ,]) thus expl. to AHn by an Arab of the desert, (TA,) producing herbage: (S, M, O, K:) or a rugged tract between two elongated, or extended, tracts of sand, producing good herbage; (M, TA;) so in the T, as expl. to its author by an Arab of the desert: (TA:) pl. شَقَائِقُ, (T, S, O, K, TA,) expl. by some as meaning sands themselves: (TA:) or a great piece of sand: or a piece of sand between two pieces thereof. (Ham p. 282.) b3: [In the A and TA voce قِطُّ, it is used as meaning A slice cut off of a melon &c.]

A2: A rain, (M,) or a violent rain, consisting of large drops, (K, TA,) wide in extent: so called because the clouds cleave asunder from it: (M, K, TA:) pl. as above. (TA.) b2: The pl., شَقَائِقُ, is expl. by Az as signifying Clouds that have cloven asunder with copious rains. (O, TA.) b3: شَقِيقَةُ بَرْقٍِ, (O, K,) and عَقِيقَتُهُ, both as expl. by Aboo-Sa'eed, (O,) A flash of lightning that has spread (O, K) in the horizon, (O,) or from the horizon: (K: [but see شَقِيقُ البَرْقِ:]) or شَقِيقَةٌ signifies a flash of lightning that has spread in the breadth of the clouds, and filled the sky: pl. as above. (Ham p. 557.) A3: A headache, (JK, T, TA,) or a pain, (S, O, K,) or a certain disease, (M,) in the half of the head, (JK, T, S, M, O, K,) [i. e. hemicrania,] and of the face: (JK, T, S, O, K:) or, accord. to IAth, a sort of headache in the fore part of the head and towards the sides thereof. (TA.) A4: شَقَائِقُ النُّعْمَانِ, used alike as sing. and pl., (S, O, K,) having no proper sing., (Msb,) or its sing. is شَقِيقَةٌ; (M, O, Msb;) [The red, or blood-coloured, anemone;] a certain plant; (M;) a certain red flower; (Lth, O;) well known; (S, K;) the شَقِر; (Msb;) or, as AHn says, on the authority of AA and Aboo-Nasr and others, it is the شَقِرَة [n. un. of شَقِرٌ]; and the sing. of شقائق is شَقِيقَةٌ: (O, TA:) it is called شقائق النعمان because of its redness, as being likened to the شَقِيقَة of lightning: (M, K:) or from النُّعْمَان as meaning “ blood,” as resembling blood in colour; (Msb, TA;) so that it signifies “ pieces of blood: ” (TA:) or in relation to En-Noamán Ibn-El-Mundhir, because he prohibited to the public a piece of land in which it abounded: (S, K, TA:) or because he alighted upon شَقَائِق of sand that had produced red شَقِر, and he deemed them beautiful, and commanded that they should be prohibited to the public; so the شَقِر were called the شقائق of En-Noamán, by the name of the place of their growth. (TA.) A5: See also شَقُوقَةٌ.

شُقَيِّقٌ, and with ة: see شَقُوقَةٌ, in four places.

شَقَّاقٌ, meaning One who glories, or boasts, vainly, and praises himself for that which is not in him, is not of the [classical] language of the Arabs. (L, TA.) شَقِّىٌّ A horse with which his rider ex-periences difficulty in striving to master him. (JK.) شِقِّيَّةٌ A certain mode of جِمَاع, (K, TA,) in which the woman lies upon her شِقّ [or side]. (TA.) شِقْشِقَةٌ [The bursa faucium, or faucial bag, which is placed behind the palate of the he-camel, and which, when excited, he inflates, and blows out from the side of his mouth;] a thing resembling the lungs, or lights, which the he-camel protrudes from his mouth when he is excited by lust; (S, O, K;) a skin in the fauces of the Arabian camel, which he inflates with wind, and in which he brays; whereupon it appears from the side of his mouth; so says En-Nadr; and he adds that it does not pertain to any but the Arabian camel, [as is said in the M, and] as Hr says; but this requires consideration; (TA;) [also expl. as] the لَهَاة [q. v.] of the he-camel, (M, and Har p. 16,) which he protrudes from his mouth when he brays: (Har ubi suprá:) pl. شَقَاشِقُ. (TA.) b2: To this is likened the tongue of the chaste, or eloquent, and able speaker; himself being likened to the braying stallion-camel: (O:) and hence they say of an orator, or a preacher, that he is ذُو شِقْشِقَةٍ: (S:) one says likewise of an orator, or a preacher, that is loud in voice and skilful in speech, هُوَ أَهْرَتُ الشِقْشِقَةِ [lit. He is wide, or ample, in respect of the شقشقة]: (TA:) and one says, هَدَرَتْ شِقْشِقَتُهُ (assumed tropical:) [meaning His utterance was sonorous and fluent]. (A and TA in art. هدر.) Orators, or preachers, are also termed شَقَاشِق [for ذَوُو شَقَاشِقَ]: and one says, فُلَانٌ شِقْشِقَةُ قَوْمِهِ, meaning (assumed tropical:) Such a one is the noble, and the chaste in speech, or eloquent, of his people. (M.) And in a trad. of 'Omar, (M, O, TA,) accord. to A'Obeyd and others, or of 'Alee accord. to Hr, (TA,) شَقَاشِق are assigned to the Devil, in his saying, إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الخُطَبِ مِنْ شَقَاشِقِ الشَّيْطَانِ [lit. Verily many of the orations, or harangues, are from the شقاشق of the Devil]; because of the lying introduced into them. (M, O, * TA. *) الخُطْبَةُ الشِّقْشِقِيَّةُ an appellation applied to a certain خُطْبَة [i. e. oration, or harangue, or sermon,] of 'Alee, because of his saying to Ibn-'Abbás, (O, K,) on his having cut short his speech, (O,) in reply to a remark of the latter person upon his not having continued his speech uninterruptedly, تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ [That was a شقشقة that uttered a braying, then became still]. (O, K.) شَاقٌّ Difficult, hard, distressing, grievous, afflicting, troubling, molesting, fatiguing, or wearying. (KL.) One says أَمْرٌ شَاقٌّ [An affair, or event, that is difficult, &c.]; from شَقَّ عَلَيْنَا الأَمْرُ. (Msb.) And شُقَّةٌ شَاقَّةٌ (S, Msb) A long journey [that is difficult, &c.]. (Msb.) شافَّةٌ The spadix of a palm-tree, that has become a span in length; so called because it cleaves the envelope: pl. شَوَاقُّ. (M.) أَشَقُّ, (S, M, O, K,) fem. شَقَّآءُ, and pl. شُقٌّ, (K,) applied to a horse, Wide between the hind legs: (IAar, Th, T, O, * K, * TA:) and the fem. signifies wide in the أَرْفَاغ [or groins, or similar parts]; (TA;) and is applied to a mare: (IDrd, O, TA:) and wide in the vulva; (IAar, O, K;) applied in this sense to a woman. (IAar, O, TA.) and أَشَقُّ المَنْخِرَيْنِ, applied to a horse, Wide in the nostrils. (Lth, O, TA.) b2: Also, (O, K,) Tall, or long; (T, S, M, O, K;) applied to a horse; (T, S, M, K;) thus expl. by As; (T, TA;) and so too applied to a man: (M, TA:) and the fem., as above, applied to a mare. (S.) b3: And, applied to a horse, That goes to the right and left in his running, (JK, * O, K, TA, [in the CK, يَسْبِقُ is erroneously put for يَشْتَقُّ, and in like manner in my MS. copy of the K, with the additional mistranscription of من عَدْوِهِ for فِى عَدْوِهِ,]) as though (O, TA) leaning upon one of his sides: (JK, O, TA:) so says Lth; and he cites as an ex., وَتَبَازَيْتُ كَمَا يَمْشِى الأَشَقُّ [as though meaning And I moved my posteriors in walking, like as goes the horse that inclines to the right and left in his running: but this may be rendered and I stepped wide, like as does the tall, or long-bodied, horse]. (O, TA.) مَشَقٌّ [properly A place of cleaving, splitting, &c.: and hence a fissure, cleft, &c., like شَقٌّ: pl. مَشَاقُّ]: see شَقٌّ. b2: مَشَقُّ العَيْنِ [The slit of the eye]. (TA in art. حوص.) مَشَقَّةٌ [said in the S and K to be an inf. n. of شَقَّ trans. by means of عَلَى]: see شِقٌّ, in the last quarter of the paragraph, in two places.
شق
الشِّقْشِقَةُ: لَهَاةُ البَعِيرِ العَرَبيِّ، والجميع الشَّقاشِقُ. وشَقْشَقَ الفَحْلُ: هَدَرَ.
والشًقَاشِقً: الخُطَباءُ الفُصَحاءُ. وأصْلُ الشَّقْشَقَةِ: جَهَارَةُ الصَّوْتِ.
والشَّقُّ: مَصْدَرُ شَقَقْت. والشِّقُّ: اسْمٌ لِمَا نَظَرْتَ إليه. والجميع الشُّقُوقُ.
والشُّقَاقُ: تَشَقًّقُ الجِلْدِ من بَرْدٍ أو غيرِه. والبَرْقُ يَتَشَقَّقُ إذا اسْتَطارَ في سَعَةٍ وطُولٍ.
والأشَقُّ: الفَجْرُ المُسْتَطِيلُ في الأفُق.
والشِّقُّ: المَشَقَةُ في السيْرِ والعَمَل. ومَجْهُودُ النَّفْس. والجانِبُ من الشَّيْءِ. والشَّقِيْقُ، هو أخي وشَقِيقي وشِقُّ نفسي. وشاقَقْتُ الرَّجُلَ: كافَأْته.
وشُقَّة من القَمَر. والشِّقَاق والشقَّةُ: بُعْدُ مَسِيرٍ إلى أرضٍ بعيدة. وأمْرٌ شاقٌّ.
والشَّقِّيُّ من الخَيْل: الذي يَشُقُّ على فارِسِه عِلاجُه.
والشِّقَّةُ: شَظِيَّةٌ تُشَقُّ من لَوْحٍ أو خَشَبَةٍ، والجميع الشِّقَقُ. والشُّقَّةُ من الثِّياب: معروفة، والجميع الشُّقَقُ. وفَرَسٌ أشَقُّ المَنْخِرَين: أي واسِعُهما.
والشِّقَاقُ: الخِلافُ، وهو يُشَاقّهم خِلافاً. وانْشَقَّتْ عَصاهم.
والاشْتِقاقُ: الأخْذُ في الكلام والخُصوماتِ يَميناً وشِمالاً.
وفَرَسٌ أشَقُّ: قد اشْتَقَّ في عَدْوِه يَمِيْلُ على أحَدِ شِقَّيْه، ومَصْدَرُه الشَّقَقُ.
والأشَقُّ: الطَوِيلُ، والأنثى شَقّاء. وقيل: الأشَقُّ: الذي قَرِحَ من أحَدِ جانِبَيْه.
والشَّقِيْقَةُ: صدَاعٌ يَأْخُذُ في نِصْفِ الرَّأْس والوَجْهِ. والفُرْجَةُ بَيْنَ الرِّمَال تُنْبِتُ العًشْبَ والشَّجَرَ، والجميع الشَّقائقُ. ونَوْرٌ أحْمَرُ يُسَمّى شَقائقَ النُّعْمانِ، الواحدةُ شَقِيْقَةٌ.
وشَقَّ ناب البَعِيرِ: بمعنى شَقَأ. والشِّقُّ: جِنْسٌ من الجِنِّ. والشِّقِّيَّةُ: ضَرْبٌ من البُضْع.
والشَّقِيْقُ: الثَّوْرُ الجَذَع. والشُّقَاقُ: داءٌ في حَوافِرِ الدَوابِّ وأرساغِها.
القاف والضاد
شق
الشَّقُّ: الخرم الواقع في الشيء. يقال:
شَقَقْتُهُ بنصفين. قال تعالى: ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا
[عبس/ 26] ، يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً
[ق/ 44] ، وَانْشَقَّتِ السَّماءُ
[الحاقة/ 16] ، إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ [الانشقاق/ 1] ، وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر/ 1] ، وقيل: انْشِقَاقُهُ في زمن النّبيّ عليه الصلاة والسلام، وقيل: هو انْشِقَاقٌ يعرض فيه حين تقرب القيامة ، وقيل معناه: وضح الأمر ، والشِّقَّةُ: القطعة الْمُنْشَقَّةُ كالنّصف، ومنه قيل:
طار فلان من الغضب شِقَاقًا، وطارت منهم شِقَّةٌ، كقولك: قطع غضبا . والشِّقُّ: الْمَشَقَّةُ والانكسار الذي يلحق النّفس والبدن، وذلك كاستعارة الانكسار لها. قال عزّ وجلّ: لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ

[النحل/ 7] ، والشُّقَّةُ:
النّاحية التي تلحقك المشقّة في الوصول إليها، وقال: بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ [التوبة/ 42] ، والشِّقَاقُ: المخالفة، وكونك في شِقٍّ غير شِقِ صاحبك، أو مَن: شَقَّ العصا بينك وبينه. قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما
[النساء/ 35] ، فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ [البقرة/ 137] ، أي: مخالفة، لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي [هود/ 89] ، وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ [البقرة/ 176] ، مَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
[الأنفال/ 13] ، أي: صار في شقّ غير شقّ أوليائه، نحو: مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ [التوبة/ 63] ، ونحوه: وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ [النساء/ 115] ، ويقال: المال بينهما شقّ الشّعرة، وشَقَّ الإبلمة ، أي: مقسوم كقسمتهما، وفلان شِقُّ نفسي، وشَقِيقُ نفسي، أي: كأنه شقّ منّي لمشابهة بعضنا بعضا، وشَقَائِقُ النّعمان: نبت معروف. وشَقِيقَةُ الرّمل:
ما يُشَقَّقُ، والشَّقْشَقَةُ: لهاة البعير لما فيه من الشّقّ، وبيده شُقُوقٌ، وبحافر الدّابّة شِقَاقٌ، وفرس أَشَقُّ: إذا مال إلى أحد شِقَّيْهِ، والشُّقَّةُ في الأصل نصف ثوب وإن كان قد يسمّى الثّوب كما هو شُقَّةً.
شق: لا يشق غباره: تعبير مستحدث على ما يبدو، من الشاعر النابغة الذبياني، وهو تعبير يرتد أصله إلى سباق الخيل. وهو بالضبط: الغبار الذي لا ينشق ولا يخترق بمعنى الفارس الذي يتقدم منافسيه إلى مدى لا يستطيعون إدراك الغبار الذي أثاره. وهذا الكلام يقال للرجل الشهير، الذي لا قرين له، الذي يسبق الآخرين (دي سلان في ترجمته لابن خلكان 1، 50، خلكان 1، 26، 7، سلين، المقري 2، 189، 12، 354، 12): وقد عارضه كثيرون فما شقّوا له غباراً.
شُقّت خَشِبية السيف إذا صقل السيف وسقى الماء (ديوان الهذليين 27، 3، 76، 3، 142، 36).
شُق عنه: يقال عن الطفل الذي يسحب من رحم أمه بالعملية القيصرية (معجم أبي الفداء).
شق: احدث خطوطاً. (بوشر). شق الارض بالسكة: اصطلاح من اصطلاحات الحراثة وأسم المصدر شِقاق، وهو الحرث الأول للأرض.
شق: حين يكون الفعل بمعنى اجتاز أو جاز أو عبر أو قطع لا يمكن أن يستعمل وحده بل يقال شق في؛ وكذلك الأمر مع شق ب فيقال: جزيرتان تشق السفن بينهما (معجم الإدريسي).
شق شقةً: تنزه، جال في نزهة (ألف ليلة 3، 444، 9) شق على: مرّ بفلان، رآه في أثناء مروره، زار (بوشر).
شق: على المريض: عاده (محيط المحيط) فتح من القناة ساقية (معجم الطرائف).
شق: تعب (معجم الادريسي).
شق على جرح: ضمد جرحاً (بوشر).
شاقة الطاعة: رفض طاعة فلان، ثار عليه (تاريخ البربرية 2، 3، 4): نابذوه العهد وشاقوه الطاعة.
أرض متشققة: الأرض التي فيها المزيد من الشقوق أو الحفر (بكري 56، 1517، 7 وعوادي 1، 42) انشق غماً، أنشق غيظاً (الكالا: Rebentar de Enojo) .
أشتق: استمد ماء الساقية من القناة (معجم الطرائف، دي ساس كرست 11، 24 وانظر جاز وعبر).
شق: اشطب من فريتاج الجملة الآتية: Prodiit manafistus evasit إذ إنه ذهب إلى هذا المعنى في ترجمته للمقامة الحريرية 21 أي 212 طبعة 9 دي ساسي؛ فأخطأ في كتابة هذه الكلمة لأن الفعل هناك كان: شف بالفاء.
شق: الموضع الذي بين ساقي الرجل في الجزء الذي يتصل بالجسم وجذعه (انتار 6، 5 والمعنى نفسه عند كوسج وكرست 87، 6 الذي يدعوه مشّق).
شق: مشكاة، ثغرة في سمك الحائط يوضع فيها تمثال .. الخ (بوشر).
خرقت شقوق البربر: صفوفهم (نويري أسبانيا 483).
شق: خط حراثة الأرض الأول (انظر ما تقدم) شُقّ: خشخاش (روولف 118).
شقَّة جمعها شقاق: فتحة (الكالا hendedura ومرادفاتها) صدع: فلع فلق. ثغرة (بوشر).
شق: نزهة في جولة واحدة.
شق: جولة في عدة مواضع، جولة سنوية أو دورية (بوشر).
شق: زيارة طبية.
شقة: جانب؛ على شقة: على جانب، من جانب. بانحراف (بوشر).
شق: قطعة: شقة القلوب والأكباد (مولر 85، 2) يوضح هذا بقوله: كلما زادت قيمة الشيء، زاد تمسكنا به أي القطعة منه.
شقة: جزء (بوشر).
شقة: جذمة (بوشر).
شقة: هي قطعة قماش ولاسيما شقة الكتان (كارتاس 36، 16) قطعة من نسيج كتان (الكالا): (شيء من شقة Tela de Cedaco, Lencal Cosa de Lienco) أو قطعة من جوخ أو صوف (بوشر).
في قوانين غرناطة نجد كلمة شوقا مثلما نجد شقة.
ومن هناك نجد: قطعة قماش من كتان أو شعر العمر الذي تصنع منه الخيمة، (زاتشر 22، 143 وعنده: شِقّة جمعها شقاق).
في (بركهارت سوريا) ص91: خيمة مضيفنا غاية في الإحكام، لأنها مصنوعة من الشق الذي يتعاقب فيه اللونان الأبيض والأسود أو القماش المصنوع من شعر العنز.
جمع الكلمة لا يقتصر على: شقاق فحسب بل تجمع على أشقاق (باين سميث) 1632، (بار على طبعه هوفمان رقم 4515).
شِقة: (بمعنى التعميم) خيمة كبيرة دائرية الشكل (مملوك 1، 1، 192، 2، 2، 12).
شِقة: هي قاطع أو فاصل من القماش يحيط بالخيمة ويسمر سرا برده (مملوك 2، 2، 212).
شِقة: مثل شِق وهو نصف فراش الدواب المزدوج أو إحدى السلّتين (جوب 178، 6 ابن بطوطة 1، 404، 2، 148) (كاترمير هو الذي دون العبارة الأخيرة إلا إن مملوك 101 لم يستطيع فهمها).
شِقة: مِقرعة الباب (مملوك).
شقة من دار: قسم رئيس من مسكن (بوشر).
شقة الرصاص: صفيحة الرصاص (مملوك 2، 2، 212).
شقة وجمعها شقق: الشق في الحائط وغيره (فوك).
شقَّة: الجوانب الأربعة للكعب أو العُظيمة التي تبرز النقرة التي فيه (معجم الأسبانية 254) وجع الشقة: الصداع (محيط المحيط).
شقيق: خشخاش منثور (بوشر مولر 22، 4، ابن الجزائر، زاد المسافر: شقيق النعمان وهي الحببورا).
شقيق القرن: خشخاش مقرون ومقرن وبحري وأقرن وما ميثاء وباللاتينية Glaucium ou Parot Cornu ( بوشر).
شقيق الماء، حوذان؛ صغير. (بوشر).
شقائق (جمع): حرير (فوك).
شقيقة: رباط، لفافة (دي ساسي وكريست: وتلبس دنّيّة طويلة سوداء بشقائق صفر طوال مدلاة على صدرك.).
شقيقة - انظر أصل تسمية الورد المسمى شقائق النعمان عند ابن خلكان 1، 370 وسلين 2، 57؛ والخشخاش (مولر 22).
شُقّيق: خشخاش (بوشر) وهو من كلام العامة (محيط المحيط 475).
شقاق: صانع البياضات وبائعها تاجر الأقمشة القطنية أو الكتانية (فوك) (الكالا).
شاقق: بارز، منبثق (بوشر).
مشّق (انظر شق) هي عند ابن البيطار ص188 جزء 4: ودع واحدة ودعة وهي مناقف صغار تخرج من البحر يزين بها الإكليل وهي بيضاء في بطونها مشق كمشق النواة.
مشقق: كثير الكهوف (الكالا). (البكري 56، ياقوت 1، 456 وضع كلمة أرض متشققة بدلاً من ارض مشققة).
مشقوق، صنوبرة مشقوقة من حالها (الكالا).
مشاقق: منشق، منفصل، خارجي (بوشر).
اشتقاق: إنبثاق، انبعاث (بوشر).
اشتقاقي: (بوشر).
انشقاق: غرق (الكالا).

شقلب

شقلب


شَقْلَبَ
a. [ coll. ], Turned over, upside
down; turned head over heels.
شقلب: قفز على فلان من السطح ونحوه (زيتشر).
شقلب: انقلب من فوق إلى تحت (بوشر).
تشقلب: (بوشر).
شقلبا مقلبا: ab hoc et ab hac دون نظام، بغير نسق، بلا تمييز.
شقلبية: قلبة، كبة، انقلاب (بوشر). وهي عند دومب 87 شقلابية وباللاتينية: Prolapsio in caput Sublatis Pedibus.
مشقلب: بالعكس، مقلوباً، بفوضى (بوشر).
شقلب
شقلَبَ يشقلب، شَقْلبةً، فهو مُشقلِب، والمفعول مُشقلَب
• شقلب الشَّيءَ:
1 - قلبه رأسًا على عقب "شقلب الأبُ طفله الصغير مداعبة: جعل رأسه على الأرض ورجليه مرفوعتين- شقلب طاولةً".
2 - غيَّره وبدَّله عن مساره الصحيح، أصابه بالفوضى "شقلب الأوضاع والــقوانين". 

تشقلَبَ يتشقلب، تشقلُبًا، فهو مُتشقلِب
• تشقلب الشَّيءُ:
1 - مُطاوع شقلَبَ: انقلب رأسًا على عقب "يتشقلب مهرِّجو السيرك كالبهلوانات أمام جماهيرهم".
2 - تغيَّر وتبدَّل عن مساره الصحيح. 

شقلبة [مفرد]:
1 - مصدر شقلَبَ.
2 - حركة بهلوانيّة يقلب فيها المرء عقبيه فوق رأسه. 

فصق

فصق: فصقية، والجمع فصاقي: لفافة: عصابة. (فوك) وهي فزكية عند الاسكندر (كوبلا 1819). وفي مخطوطة الاسكوبال للــقوانين هي قطعة من القماش منقوشة ومقصبة يضعها الكاهن على صدره ويعلقها في عنقه عند الخدمة الدينية، بطرشيل. وتسمى أيضا اوراريه. ففي المخطوطة: فسقية: هي اوراريه التي يقدس بها. وفيها بعد ذلك: فسقية مثنية: بطرشيل مبطن.
فصيقية: صفعة، ضربة بالكف مبسوطة. (فوك).

نقو

نقو


نَقَا(n. ac. نَقْو)
a. see نَقَى
(نقو) : النَّقاوَةُ، والنَّقاءَةُ: لغتان في النَّقاوَة، والنُّقايَة، والنُّقاءِ.
نقو ونقى
النُقَاوَةُ: أفْضَلُ ما انْتَقَيْتَ من الشَّيْء، وجَمْعُه نُقَاوى، والنُقَاوَةُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ النَقِي والنَّقَاءُ أيضاً، وقد نَقِيَ يَنْقى نَقَاوَةً ونَقَاءً. وأنْقَيْتُه إنْقَاءً. والانْتِقاءُ: تَجَوُدُهُ. والنِّقَاءُ: جَماعَةُ الشَيْءِ النقِيَ. والنقَاوى: جَمْعُ نُقَاوَةِ الشَيْءِ ونُقَاءٌ أيضاً.
ونَقَاوَةُ القَوْم والشَّيْءِ - بفَتْح النون -: خِيَارُه. وقيل: النُّقَاوَةُ الخِيَارُ، والنَقَاةُ: الردِيْءُ. وما يُلْقى من الطعام: نَقَاةٌ.
والنَّقَا - مَقْصُورٌ -: من كُثْبان الرَّمْل، وجَمْعُه أنْقَاء، وتَثْنِيَتُه نَقَوَانِ.
ونُقْيَةُ المالِ ونِقْيَتُه: نَقَاوَتُه.
والنَقِي: الحُوّارى.
وهي نَقَاةُ الجَيْبِ: أي نَقِيةٌ.
والنَّقْوُ: كلُّ عَظْم من قَصَب اليَدَيْن والرجْلَيْن نَقْوٌ على حِيَالِه، والجميع الأنْقَاءُ.
والنَّقَا: اليَدَانِ والرِّجْلاَنِ والنَقَا: الرَّمْلُ. ورجُلٌ أنْقى: دَقِيقُ عَظْم اليَدَيْن والرجْلَيْن والفخِذِ، وامْرأةٌ نَقْوَاء. وفَخِذٌ نَقْوَاءُ: عارِيَة من اللَّحم.
والنِّقْيُ: مُخُّ العِظَام. وشَحْمُ العَينِ من السَمَن، ناقَةٌ مُنْقِيَةٌ ونُوْقٌ مَنَاقٍ وأنْقَاء.
وأنْقى البُرُّ: أي سَمِنَ.
ونَقَوْتُ العَظْمَ ونَقَيْتُه: إذا أخْرَجْتَ نِقْيَه أي مُخَّه. وانْتَقَيْتُ المُخَّ من العَظْم انْتِقاءً، وأنا ناقٍ.
والنُّقَاوى: ضَرْبٌ من الحَمْض، وتُجْمَعُ نُقَاوَيات. وسُمِعَ: ركِبَ فلان مَتْنَ المُنَقّى: أي الطَّرِيق. وسَمِعْتُ نَقْيَةً ونَغْيَةً.
ونَقى إليَ بكَلِمَةٍ.
ونُقَايَة المال - بالياء -: خِيَارُه.
ونَقِيْتُ فلاناً: بمعنى لَقِيْتُه.
نقو
نقِيَ يَنقَى، انْقَ، نقاءً ونقاوةً ونَقاءةً، فهو نقيّ
• نقِي الشّيءُ: نظُف وحسُن وخلُص "نقي القمحُ من الحصى- نقاءُ القلوب- نقاوة اليد- هواء نقيّ: غير ملوّث- نقِي وجهُه: راق وابيضّ" ° نقيُّ السَّريرة: لا يشوبُه عيب. 

أنقى يُنقي، أَنْقِ، إنقاءً، فهو مُنقٍ، والمفعول مُنقًى
• أنقى الشَّيءَ: نقَّاه ونظّفه وخلّصه ممّا اختلط به "أنقَى التّمرَ". 

انتقى ينتقي، انْتَقِ، انتقاءً، فهو مُنتقٍ، والمفعول منتقًى
• انتقى أصدقاءَه: اصطفى، اختار الأفضل "انتقت ربَّةُ المنزل أحسن الفواكه- انتقى كلماتِه بعناية". 

نقَّى ينقِّي، نَقِّ، تنقيةً، فهو مُنقٍّ، والمفعول مُنقًّى
• نقَّى الشّعيرَ: نظّفه وخلَّصه من قشوره وما خالطه من شوائب وغيرها "نقَّى سائلاً ممّا علق به: صفّاه وكرَّره- سكَّر منقًّى".
• نقَّى لاعبًا موهوبًا: انتقاه، اصطفاه، اختاره.
• نقَّى قلبَهُ: غسله من الفساد أو الإثم. 

إنقاء [مفرد]: مصدر أنقى. 

انتقاء [مفرد]: مصدر انتقى.
• الانتقاء الطَّبيعيّ: (حي) عمليَّة طبيعيَّة أو اصطناعيَّة تفضِّل أو تسبِّب بقاءَ وتكاثرَ نوع واحد من الكائنات الحيَّة
 على الأخرى التي إمّا أن تموت أو تفشل في التَّكاثر. 

انتقائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انتقاء: "أعمال انتقائيّة".
2 - مصدر صناعيّ من انتقاء: نزعة تعمد إلى اختيار عناصر مختلفة من مذاهب عدَّة وسبكها في مذهب واحد "تتعامل بعض الدول الكبرى مع قضايا الشعوب النامية بتعسّف وانتقائيّة في تطبيق الــقوانين".
3 - ميزة أو صفة للاختيار أو الانتقاء.
4 - (فز) استجابة لذبذبة معيَّنة دون غيرها كما في الراديو. 

تنقية [مفرد]:
1 - مصدر نقَّى.
2 - (كم) تقطير وتكرير "تنقية النّفط". 

نَقاء [مفرد]: مصدر نقِيَ. 

نَقاءَة [مفرد]: مصدر نقِيَ. 

نَقاوة [مفرد]: مصدر نقِيَ.
• نَقاوة الشّيء: خياره وخلاصته "انتقى نَقَاوة الفاكهة". 

نَقِيّ [مفرد]: ج نقيُّون وأنقياءُ ونِقاء ونُقَواءُ، مؤ نَقيَّة، ج مؤ نَقيَّات ونقايا: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نقِيَ ° الصَّفحة النَّقيَّة: العقل قبل أن يتلقَّى آثارَ ما يكسبه من خبرات- فِضّة نقيَّة: أشابة نسبة الفضَّة فيها تساوي 92.5 وتحتوي نحاسًا أو مَعْدنا آخر- نقي الجيب: عفيف، طاهر- نقيّ الصحيفة/ نقيّ السَّريرة: خالٍ ممّا يشين- نقيّ العِرْض/ نقيّ الثّوب: بريء من أن يُشتم أو يعاب. 
نقو
: (و ( {نَقِيَ) الشَّيءُ، (كرَضِيَ،} نَقاوَةً {ونَقاءً) ، مَمْدودٌ، (} ونَقاءَةً {ونُقاوَةً} ونُقايَةً) ، بضمِّهما وإطْلاقِهما عَن الضّبْطِ موهم: أَي نظفَ، (فَهُوَ {نَقِيٌّ) ، أَي نَظِيفٌ، (ج} نِقاءٌ) ، بالكسْر والمدِّ، ( {ونُقَواءُ) ، ككُرَماءِ، وَهَذِه (نادِرَةٌ.
(} وأَنْقاهُ {وتَنَقَّاهْ} وانْتَقاه: اخْتارَهُ) . ويقالُ: {تَنَقَّاهُ تَخَيَّرَهُ، والمَعْنى واحِدٌ؛ وَمِنْه الحديثُ: (} تَنَقَّهْ وتَوَقَّهْ) . قَالَ ابنُ الْأَثِير: رَواهُ الطّبْراني بالنونِ، أَي تَخَيَّر الصَّديقَ ثمَّ احْذَرْهُ؛ وَقَالَ غيرُهُ: تَبَقَّه، بالباءِ، أَي أَبْقِ المالَ وَلَا تُسْرف فِي الإِنْفاقِ وتَوَقَّ فِي الاكْتِسابِ.

( {ونَقْوَةُ الشَّيءِ} ونَقاوَتُهُ {ونَقاتُهُ، بفَتْحِهِنَّ،} ونُقاوَتُهُ ونُقايَتُهُ، بضمِّهِما: خِيارُهُ) وأَفْضَلُه، يكونُ ذلكَ فِي كلِّ شيءٍ؛ الأخيرَتَانِ عَن اللّحّياني.
وَقَالَ: الجَوْهري: {نُقاوَةُ الشَّيْء خِيارُه، وكَذلكَ النُّقايَةُ، بِالضَّمِّ فيهمَا، كأنَّه بُني على ضدِّه، وَهُوَ النُّفايَةُ، لأنَّ فُعالةً تَأْتي كثيرا فيمَا يَسْقُط من فَضْلهِ الشيءَ.
قالَ اللّحْياني:) (وجَمْعُ} النُّقاوَةِ) بالضَّمِّ، ( {نُقًى) ، كهُدًى، (} ونُقاءٌ) ، بالضَّمِّ والمدِّ، (وجَمْعُ النُّقايَةِ) ، بالضَّمِّ أَيْضاً، ( {نَقايَا} ونُقاءٌ) بِالضَّمِّ مَمْدوداً.
( {ونَقاةُ الطَّعام) ، بِالْفَتْح، (ونَقايَتُهُ، ويُضَمَّانِ: رَدِيئُهُ وَمَا أُلْقِيَ مِنْهُ) ؛ الضَّمُّ فِي} النُّقاةِ عَن اللّحْياني وَهِي قَلِيلةٌ، قالَ: وَهُوَ مَا يَسْقُط مِن قماشِه وتُرابِه: والفَتْح فيهمَا عَن ثَعْلَب وفَسَّرهما بالرَّدِيء.
وَفِي الصِّحاح: النَّقاةُ، مِثْلُ القَناةِ، مَا يُرْمَى من الطَّعامِ إِذا {نُقِّيَ؛ حكاهُ الأُمَوي. وقالَ بعضُهُم} نَقاةُ كلِّ شيءٍ رَدِيئُهُ مَا خَلا التَّمْر فإنَّ {نَقاتَهُ، خِيارُهُ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: والأَعْرَفُ فِي ذلكَ نَقاتُه ونُقايَتُه.
(} والنَّقا من الرَّمْلِ) ، مَفْتوحٌ مَقْصورٌ: (القِطْعَةُ تَنْقادُ مُحْدَوْدِبَةً) .
وَفِي الصِّحاح: الكثيبُ مِن الرَّمْلِ.
وَقَالَ غيرُهُ: يقالُ هَذِه {نَقاةٌ مِن الرَّمْلِ للكثيبِ المُجْتَمِع الأبْيض الَّذِي لَا يُنْبِتُ شَيْئا.
قَالَ القالِي: يُكْتَبُ بالألفِ وبالياءِ، وأَنْشَدَ:
كَمثل} النَّقى يمشي الوَليدَانِ فَوْقَه
بِمَا احْتَسَبَا مِن لينِ مسٍ وتسْهَالِ (و) حَكَى يَعْقوب فِي تَثْنِيتِه: (هُما: {نَقَوانِ ونَقَيانِ) أَيْضاً، (ج} أَنْقاءٌ {ونُقِيٌّ) ، كعُتِيَ؛ قالَ أَبو نُخَيْلة:
واسْتَزْوَرَتْ مِن عالجٍ} نُقِيّا وَفِي الحديثِ: (خَلَقَ اللهاُ جُؤْجؤَ آدمَ من {نَقا ضَريَّة) ، أَي مِن رَمْلِها، وضَرِيَّةُ ذُكِرَ فِي محلِّه.
(وبناتُ} النَّقا: دُوَيْبَّةٌ تَسْكُنُ الرَّمْلَ) كأنَّها سَمَكةٌ مَلْساءُ فِيهَا بَياضٌ وحُمْرةٌ، وَهِي الحُلكةُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّة وشبَّه بَنانَ العَذارَى بهَا:
وأَبْدَتْ لنا كَفًّا كأَنَّ بَنانَها
بناتُ {النَّقا تَخْفى مِراراً وتَظْهَرُوأَنْشَدَ القالِي للرَّاعِي:
وَفِي القَلْب والحِنَّاءِ كفٌّ كأنَّها
بناتُ النَّقا لم يُعْطِها الزَّنْدَ قادِحُويقالُ لَهَا أَيْضاً: شَحْمَةُ النَّقا.
(} والنَّقْوُ {والنَّقا) ، بفَتْحِهما كَمَا هُوَ مُقْتَضى إطْلاقِه: (عَظْمُ العَضُدِ) ؛ وقيلَ: كلُّ عَظْمٍ مِن قَصَب اليَدَيْن والرِّجْلَيْن} نَقْوٌ على حِيالِه.
(أَو) {النِّقْوُ بالكسْر: (كُلُّ عَظْمٍ ذِي مُخَ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن الفرَّاء.
وَفِي كتابِ القالِي:} النَّقْي العَظْمُ المُمخ مَقْصورٌ يُكْتَبُ بالياءِ؛ (ج {أَنْقاءٌ) .
وقالَ الأصْمعي:} الأَنْقاءُ كلُّ عَظْمٍ فِيهِ مُخٌّ، وَهِي القَصَبُ، قيلَ فِي واحِدِها {نِقْوٌ ونِقْيٌ أَي بكسْرِهما.
وَقَالَ غيرُهُ: يقالُ فِي واحِدِها نِقْيٌ ونَقًى بالكسْر وَالْفَتْح.
قَالَ القالِي: وأَنْشَدَ أَبو محمدِ بنُ رسْتُم لابنِ لجا:
طَوِيلَة والطّول مِن} أَنْقائِها أَي مِن عِظامِها المُمِخّةِ.
( {والنِّقْيُ) ، بالكسْر وإطْلاقه عَن الضَّبْط غَيْر صَحِيح: (المُخُّ) ، أَي مُخُّ العِظام، وشَحْمُها، وشَحْمُ العَيْن مِن السِّمَنِ، والجَمْع} أَنْقاءٌ. (ورجُلٌ {أَنْقَى وامرأَةٌ} نَقْواءُ: دَقِيقَا القَصَبِ) .
وَفِي التهذيبِ: رجُلٌ أَنْقَى دَقِيقُ عَظْم اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْن والفَخذِ، وامرأَةٌ {نَقْواءُ.
(و) قَالُوا: (ثِقَةٌ} نِقَةٌ) وَهُوَ (إتْباعٌ) كأنَّهم حَذَفُوا وَاو {نِقْوَة، حَكَى ذلكَ ابنُ الأعْرابي.
(} والنُّقاوَةُ، بالضَّمِّ: نَبْتٌ) يُخْرِجُ عِيداناً سَلِتةً ليسَ فِيهَا وَرَق وَإِذا يَبِسَ ابْيضَّ (يُغْسَلُ بِهِ الثِّيابُ) فيَتْركُها بَيْضاءَ بَيَاضًا شَدِيدا، (ج {نُقاوَى) ، بالضَّمِّ أَيْضاً؛ هَذَا قولُ أَبي حنيفَةَ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرابي: هُوَ أَحْمر كالنَّكعَةِ، وَهِي ثَمَرةُ} النُّقاوَى، وَهُوَ نَبْتٌ أَحْمر، وأَنْشَدَ:
إلَيْكُم لَا يكون لكم خَلاةً
وَلَا نَكَع النُّقاوَى إذْ أَحالاوقال ثَعْلَب: النُّقاوَى ضَرْبٌ مِن النَّبْتِ وجَمْعُه {نُقاوَيات، والواحِدَةُ} نُقاواةٌ {ونُقاوَى،} والنُّقاوَى: نَبْتٌ بَعَيْنِه لَهُ زَهْرٌ أَحْمر.
وَفِي الصِّحاح: {النُّقاوَى ضَرْبٌ مِن الحَمْضِ.
قُلْتُ: هُوَ قولُ ابْن الأعْرابي وأَنْشَدَ للحَذْلَمي:
حَتَّى شَتَتْ مِثْلَ الأشاءِ الجُونِ
إِلَى نُقاوَى أَمْعَزِ الدّفِينِ (} وأَنْقَتِ الإبِلُ) : أَي (سَمِنَتْ) وصارَ فِيهَا {نِقْيٌ، وكَذلكَ غيرُها؛ قالَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ للراجزِ فِي صفَةِ الخَيْل:
لَا يَشْتَكِينَ عَمَلاً مَا} أَنْقَيْنْ
مَا دامَ مُخٌّ فِي سُلامي أَو عَيْن ْوقال غيرُهُ:! الأنْقاءُ فِي الناقَةِ أَوَّل السِّمَن فِي الإقْبالِ وَآخر الشَّحْم فِي الهُزالِ؛ وناقَةٌ {مُنْقِيَةٌ ونُوقٌ مَناقٍ: أَي ذَواتُ شَحْمٍ.
ويقالُ: هَذِه شاةٌ لَا} تُنْقِي؛ وَمِنْه حديثُ الْأُضْحِية: (الكَسِيرُ الَّذِي لَا يُنْقي) أَي لَا مُخّ لَهُ لضعْفِه وهُزالِه.
(و) مِن المجازِ: {أَنْقَى (البُرُّ) : إِذا (سَمِنَ) وجَرَى فِيهِ الدَّقيقُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} التَّنْقِيَةُ: التَّنْظيفُ.
وانْتاقَهُ: انْتَقَاهُ، مَقْلوبٌ، قالَ:
مِثْل القِياسِ انْتاقَها المُنَقِّي وَقَالَ بعضُهم: هُوَ مِن النِّيقَةِ، وَقد تقدَّمَ.
ويُجْمَعُ نَقا الرَّمْل أَيْضاً على نُقيان بِالضَّمِّ.
وفخذٌ {نَقْواءُ: دَقيقَةُ القَصَبِ نحِيفَةُ الجِسْمِ قَلِيلةُ اللحْمِ فِي طولٍ.
وَقَالَ أَبُو سعيدٍ:} نِقَةُ المَال، كعِدَةٍ: خِيارُهُ.
ويقالُ: أَخَذْتُ {نِقَتي مِن المالِ أَي مَا أَعْجَبَني مِنْهُ} وآنَقَني.
قالَ الأزْهري: أَصْلُه {نِقْوَةٌ وَهُوَ مَا} انْتُقِيَ مِنْهُ، وليسَ مِن {الأَنَقِ فِي شيءٍ.
} والمُنَقِّي: الَّذِي! يُنَقِّي الطَّعامَ أَي يُخْرجُه مِن قِشْرِه وتِبْنِه؛ وَبِه فُسِّر حديثُ أُمِّ زَرْع: (ودائِسٍ ومُنَقَ) ، ويُرْوَى بكسْرِ النونِ، والأوَّل أَشْبَه؛ وَهُوَ أَيْضاً لَقَبُ أَبي بَكْرِ أَحْمدِ ابنِ طَلْحة المُحدِّث رَوَى عَنهُ ابنْ البطَر.
وأَحْمدُ بنُ محمدِ بنِ أَبي سعيِدٍ {المُنَقّي عَن ابنِ الطيوري، وَعنهُ ابنُ عَسَاكِر.
وعبدُ العزيزِ بنُ عليِّ بنِ المُنَقِّي عَن نَصْرِ اللهاِ القزَّاز.
وبفتح الْمِيم وَسُكُون النُّون: محمدُ بنُ الفَضْل المُرابِط} المَنْقي عَن حَسَن بنِ محمدٍ الْخَولَانِيّ، قيَّدَه السّلفي.
{ونَقَوْتُ العَظْم وانْتَقَيْتُه: اسْتَخْرَجْت مُخَّه؛ وأنْشَدَ ابنُ برِّي:
وَلَا يَسْرِقُ الكَلْبُ السَّرُوقُ نِعالنَا
وَلَا} نَنْتَقي المُخَّ الَّذِي فِي الجَماجِمِوفي حديثِ أُمِّ زَرْع: (وَلَا سَمِينٌ {فيُنْتَقَى) ، أَي لَيسَ لَهُ نِقْيٌ فيُسْتَخْرج.
وَفِي حديثِ عَمْرو بنِ العاصِ يصِفُ عُمَرَ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنْهُمَا: (} ونَقَتْ لَهُ مُخَّتَها) ، يَعْني الدُّنيا يَصِفُ مَا فُتِح لَهُ مِنْهَا.
{وأَنْقَى العُودُ: جَرَى فِيهِ الماءُ وابْتَلَّ.
} والنّقْوَاءُ، مَمْدودٌ: قُرْبَ مكَّةَ من يلَملَم؛ قَالَ ياقوت: هُوَ فَعْلاءُ من {النّقْوِ، سُمِّي بذلكَ إمَّا لكَثْرةِ عُشْبِها فتَسْمَن بِهِ الماشِيَةُ فتَصِير ذاتَ} أَنْقاءٍ، وإمّا لصُعُوبَتِها فتُذْهِب ذلكَ؛ وأنْشَدَ للهُذَلي: ونزعت من غُصْنٍ تحرّكُه الصَّبا
بثِنْيَة {النّقْواء ذَات الأعْبلِ} ونَقْوٌ، بِالْفَتْح: قَرْيةٌ بصَنْعاء اليَمَن، والمحدِّثُونَ يحرِّكُونَه، مِنْهَا: أَبو عبدِ اللهاِ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللهاِ بنِ محمدٍ {النَّقْويّ سَمِعَ إسْحاق الدبرِي، وَعنهُ حمزةٌ ابنُ يوسفَ السّهمي.
وكورَةٌ بمِصْرَ بحوفها، يقالُ لَهَا نقو أَيْضاً عَن ياقوت.
} وأَنْقَى: إِذا بَلَغَ النّقاءَ.
(ن ق و)

نقى الشَّيْء نقاوة ونقاء، فَهُوَ نقي، وَالْجمع: نقاء، ونقواء، الْأَخِيرَة نادرة.

وأقاه، وتنقاه، وانتقاه: اخْتَارَهُ.

ونقوة الشَّيْء، ونقاوته ونقايته، ونقاته: خِيَاره، يكون ذَلِك فِي كل شَيْء.

قَالَ اللحياني: وَجمع النقاوة: نقاً ونقاء. وَجمع النقاية: نقايا ونقاء.

ونقاة الطَّعَام: مَا القي مِنْهُ.

وَقيل: هُوَ مَا يسْقط مِنْهُ من قماشه وترابه، عَن اللحياني، قَالَ: وَقد يُقَال: النقاة، بِالضَّمِّ، وَهِي قَليلَة.

وَقيل: نقاته، ونقايته، ونقايته: رديئه، عَن ثَعْلَب، وَلَا اعرف فِي ذَلِك: نقاته، ونقايته.

والنقا من الرمل: الْقطعَة تنقاد محدودبة. والتثنية: نقوان، ونقيان، وَقد تقدم فِي الْيَاء. وَالْجمع: أنقاء، ونقى، قَالَ أَبُو نخيلة:

واستردفت من عالج نقياًّ

والنقو، والنقا: عظم الْعَضُد.

وَقيل: كل عظم فِيهِ مخ، وَالْجمع: أنقاء.

وَرجل انقى، وَامْرَأَة نقواء: دَقِيقًا الْقصب.

وَقَالُوا: ثِقَة نقة، فأتبعوا كَأَنَّهُمْ حذفوا وَاو " نقوة " حكى ذَلِك ابْن الْأَعرَابِي.

والنقاوى: ضرب من الحمض قَالَ الحذلمي:

إِلَى نقاوى أمعز الدفين

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: النقاوى: تخرج عيدانا سلبة، لَيْسَ فِيهَا ورق، وَإِذا يَبِسَتْ ابْيَضَّتْ، وَالنَّاس يغسلون بهَا الثِّيَاب، فتتركها بَيْضَاء بَيَاضًا شَدِيدا، واحدتها: نقاوةٌ.

وحداح

وحداح:
وحداح: asphodéle ( صفة).
Lis - asphodéle (lis) ( بقطر) وحش.
وحّشَ بلَّهَ (جعل في طباع الوحش): وحَّش (الكالا، هلو، بقطر).
وحّش: شعر بالرغبة في رؤيته ثانية (فوك، الكالا، المقدمة 3:406:3).
لو حّشَ الجفون الكحلَ إن غابوا ... وذيكَ الجفون الكحْل ابلاتوا
(شعر بالوحشة لغياب عينيه الجميلتين عن مرآه، تلك العينين اللتين جعلتاه يشعر بالشفاء) واحشَ: أنظر اسم المصدر فيما يأتي.
أوحش: أغاظ aliéner ( معجم الماوردي)؛ أوحشه ذلك من فلان. ذلك ما أغاظه منه وأشعره بالجفاء (معجم مسلم).
أوحش: انظر الكلمة في (فوك) في مادة desiserare؛ أوحشتنا اشتقنا لرؤيتك (تقال لمنْ لم نعد نراه منذ أمد طويل)؛ ويكون الجواب: الله لا يوحشني منك؛ توحشنا؛
غيابك سيشعرنا بالأسف والجواب: الله لا يوحشني منكم (بقطر)؛ (في ألف ليلة 6:39:1): وقال له لا توحّشني الله وينبغي تصحيح لا يوحّشني الله (75 ب): لا أوحش الله منك.
توحّشَ: أصبح وحشياً (تقال للحيوان الأليف) (معجم الجغرافيا).
توحّش: اختبل (الكالا) (بقطر).
توحّش من و، ول، وفي أنظر المعنى في (فوك) و (الكالا) في مادة desiderare.
توحّش: لفلان أحس بالوحشة لفراقه (رولاند).
توحش: أنظر اسم المصدر فيما يأتي.
استوحش: لم يعد مرتاحاً، شعر ببعض الضيق وبعض القلق. وفي (محيط المحيط على سبيل المثال): إذا أقبل الليل استأنس كل وحشي واستوحش كل أنسي. (ابن بطوطة 60:2): وأهل البصرة لهم إيناس للغريب وقيام بحقه فلا يستوحش فيما بينهم غريب.
استوحش من: خاف من، ارتعب من (كليلة ودمنة 4:179): فاستوحش من الأرض وقال هذه أرض جن أو سحرة.
استوحش من فلان: ابتعد عنه، نفر منه، أبغضه (عبّاد 289:1 عدد 172، حياّن - بسّام 142:1) وهو قد استوحش منهن واعتزلهن وانفرد بنفسه ليله ونهاره (في المخطوطة وردت كلمة معن أو ما يشبهها في موضع منهن).
استوحش لفلان: في (محيط المحيط): (استوحش لفلان أحس بالوحشة لفراقه).
استوحش لفلان: قال لفلان: أنا متأسف لأني لم أرك منذ زمن طويل بقوله أوحشتني (أنظر ما ورد في أوحش) (وفي فخري 3:361): قالت لي سلّم على الشيخ يحيى بن هبيرة واستوحش له.
استوحش: استهجن (معجم الجغرافيا).
وحش: عابس، كاسف الوجه maussade، غير مرض (بقطر) مشوه قبيح، نذل (بقطر، همبرت) ضد جميل (عبّاد 2:244:1):
فلم أرَ قبلها وحشاً جميلاً ... كريه رواية أنس الأنيس رائحة وحشة (بقطر)؛ امرأة قبيحة (حيان - بسّام 50:3): ولم يرض ذلك منهم إن يفعله خادم أو ماهفة أو وحش أعطاهن خوله وغلمانه. هذه الكلمة تستعمل للأغراض القبيحة كافة: المشوهة والرديئة (وعلى سبيل المثال اللسان، الأدوات، البنايات، رأس رجل، مدينة، صحراء، موت، أخلاق، طبائع، خلَّق أحد الناس، أو كتاب رديء، أو حلم مزعج) (معجم الجغرافيا).
وحش: شر (ظرف) (بقطر) وكذلك يقال وحشاً وعلى سبيل المثال عني وحشاً أي غناءً قبيحاً (ألف ليلة 4:305:1).
وحشة: بغض الناس، النفور منهم (بقطر).
وحشة: عزلة، بعُد، كره، عدم إلفة، حقد (أبو الفداء Annr 3:238:2 و8:496، دي ساسي كرست 2:51:2) وحشة: أنظر توحّش.
وحشة: أنظر (فوك) في مادة desiderare؛ وفي (معجم مسلم) وردت رغب إلى desir؛
فما بي من مستطرف العيش وحشة ... وإن كنت لا مال لدي ولا أهل
ليلة الوحشة أو ليلة الوحدة: الليلة الأولى بعد المأتم (لين - طبائع مصر 34:2) وحشي = وحش: (معجم الجغرافيا).
وحشي: بريري، شرس، غير مهذب، غير مؤالف (بقطر).
وحشي: حرّيف، حاد الطعم طعمة وحشية، طعم طيور الغدران (بقطر).
وحشي: أشهب (للحصان) (المعجم اللاتيني).
وحشي: من أنواع التمور (بيرتون 384:1).
وحشية: صفة الإنسان الذي يحيا وحيداً (بقطر).
وَحوش: هذه الصفة تلفظ بفتح الواو وتعني (صحراء) (ابن عقيل 2:88).
وحيش: صحراء، قفر (صفة) (طهمان).
واحش: أنظر الكلمة في (فوك) في مادة desiderare.
توحّش: بربرية، حالة الوحشية (بقطر) (المقدمة 3:342:2).
توحّش: خلق نافر، همجية، على الطبيعة (البربرية 7:4:2) عزّ التوحش (السلوك النبيل النافر) (دي سلان) (4:244): التوحشْ والعزّ (3:86): توحشهم عن الانقياد.
توحش الظلمة: الشعور بالاستياء أو الضيق أو القلق الغامض الذي يحس به الإنسان في الظلام (أبو الوليد 15:611). وفي مخطوطة أخرى وردت وحشة في موضع توحش.
على توحش: أي في حالة الصوم (ابن وافد 13): يشرب على توحش وحمية. وفي (14 و 15 من المصدر نفسه).
موّحش: بربرية، العيش في الغابات، دون قيد ولا قوانين (بقطر).
موحش: بربري (بقطر).
موحش: همجي (بقطر).
مواحشة: نفور، بُعد، بغض، كراهية، عدم إلفة (روجز 14:139).
متوحش: كاره الناس ومبغض لهم (بقطر).
الهمل المتوحشون: الهمج (بقطر).
مستوحش: الذي يعيش منفرداً، الهارب من الناس والمجتمع (بقطر).

تَسَيُّب

تَسَيُّب
الجذر: س ي ب

مثال: التَّسَيُّب الإداريّ
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن فعل هذا المصدر لم يرد في المعاجم.
المعنى: الإهمال والتقاعس عن أداء الواجب والالتزام بالــقوانين

الصواب والرتبة: -التَّسَيُّب الإداريّ [صحيحة]
التعليق: لم يرد الفعل «تسيَّب» في المعاجم القديمة وإنما ورد «سيَّب» بمعنى ترك وأهمل، وكثيرًا ما تأتي صيغة تَفَعَّل مطاوعة لصيغة فَعَّل، وعلى ذلك يكون تسيَّب مطاوعًا للفعل سَيَّب، ويصح كذلك استعمال المصدر التسيُّب، وهذا ما جعل مجمع اللغة المصري يجيز هذا اللفظ.

إستاتيكا

إستاتيكا
إستاتيكا [مفرد]: (فز) فرع من الميكانيكا يبحث في توازن القوى التي تؤثِّر في الأجسام وهي في حالة سكون. 

إستاتيكيَّة [مفرد]: سكون وجُمود أو عدم تطوّر، بخلاف الديناميكيَّة "تتميَّز بعض الــقوانين واللوائح بإستاتيكيَّة مُعرقلة". 

بنو/بني

بنو/بني
بنَى/ بنَى بـ/ بنَى على يبنِي، ابنِ، بناءً وبُنيانًا وبنايةً، فهو بانٍ، والمفعول مَبْنِيّ
• بنَى المنزلَ: أقام جدارَه ونحوَه، ويستعمل مجازًا في معانٍ تدور حول التأسيس والتنمية "بنى مجدَه/ الرِّجالَ- يبني قصرًا ويهدم مصرًا [مثل]: يضرب في مَنْ يقدّم خيرًا قليلاً ويؤذي كثيرًا- يبني الرِّجالَ وغيره يبني القرى ... شتان بين قرى وبين رجالِ- {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} " ° بنى أمره على: عزم، صمّم على، قرّر- بنى نظريّة: أوجدها وصاغها، أقام الدليل عليها- يبني قصورًا في الهواء: يعيش على الأوهام، يسعى في غير طائل.
• بنَى الطَّعامُ فلانًا/ بنَى الطَّعامُ جسمَ فلانٍ: غذّاه وسمَّنه.
• بنَى الكلمةَ: (نح) ألزم آخرها حالة واحدة "الآنَ: ظرف للزمان مبنيّ على الفتح".
• بنَى بزوجته/ بنَى على زوجته: دخل بها "وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا [حديث] ".
• بنَى على كلامه: احتذاه واعتمد عليه، استند إليه "بنى نظريتَه على وقائع ثابتة/ النتائجَ على المقدِّمات/ شبهاته على الاحتمال". 

ابتنى يبتنَي، ابتَنِ، ابتناءً، فهو مُبتنٍ، والمفعول مُبتنًى
• ابتنَى المنزلَ: بناه، أقام جدارَه ونحوَه. 

انبنى/ انبنى على ينبَني، انبَنِ، انبناءً، فهو مُنْبنٍ، والمفعول مُنبنًى عليه
• انبنَى الشَّيءُ: مُطاوع بنَى/ بنَى بـ/ بنَى على: بُنِيَ "تنبني نظريّة ابن خلدون على نموذج محدَّد".
• انبنَى عليه الأمرُ: تأسَّس، ترتَّب عليه "ينبني على هذا الأمر نتائج مهمة- انبنى على إهماله احتراقُ المبنى- انبنى السَّلام على حسن النَّوايا". 

تبنَّى يَتبنَّى، تبَنَّ، تبَنّيًا، فهو متبنٍّ، والمفعول مُتبنًّى
• تبنَّى الطِّفلَ: اتّخذه ابنًا أو عامله كابنه "عندما تأكّد من صدقه وإخلاصه تبنّاه وسلَّمه إدارة العمل".
• تبنَّى الرَّأيَ: قبله، أخذ به "تبنّى مشروع قانون". 

ابتناء [مفرد]: مصدر ابتنى. 

ابتنائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ابتناء.
2 - مصدر صناعيّ من ابتناء.
• الموادُّ الابتنائيَّة: (حي) مجموعة هرمونات صناعيّة تعزِّز مخزون البروتين ونمو الأنسجة. 

ابْن1 [مفرد]: ج بنون وأبناء: ولد ذكر، ويدخل في تسمية أبناء الأقارب، يطلق على كلّ ما ترتب على غيره بالسببيّة أو التبعيّة أو الملازمة أو المشابهة "رزقه الله ابنًا صالحًا- يؤخذ الأبناء بجرائر الآباء- أبناء مهنة واحدة-
 {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} - {وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ} " ° أبناء الشَّعب/ أبناء الوطن: المواطنون- أبناء الضَّاد: العرب- ابن أبيه: مشابه له في صفاته- ابن أكابر: من أسرة مشهورة- ابن الآخرة: الزاهد- ابن الحرب: الشُّجاع الذي تعوَّد الحرب وألِفها- ابن السَّبيل: المسافر- ابن الطَّريق/ ابنُ اللَّيل: اللِّص- ابن اللُّغة: المتحدث بها كلغة أولى- ابن بطنه: أكول نهِم- ابن بلد: شهم، يعرف الأصول- ابن حرام/ ابن سِفاح: ابن زِنًى، خسيس، لِصّ- ابن ساعته: من غير ترتيب سابق، وقتيّ لا يدوم طويلا- ابن سبعة: سريع الغضب، أو مولود لسبعة أشهر- ابن كلمة: سريع التَّصديق لما يقال- ابن كيف: مدمن- ابن نكتة: فكِه، يأتي بالنوادر والفكاهات- ابن يومه: لا يدوم، لا يفكّر في غده- بالرِّفاء والبنين: دعاء للمتزوِّج بالالتئام والاتفاق وجمع الشَّمل وإنجاب البنين- بنو آدم: البشر- ليس ابنَ البارحة: ليس جاهلاً بل خبيرًا ومحنَّكًا. 

ابْن2 [مفرد]: ج بنات
• ابن آوى: (حن) حيوان من فصيلة الكلبيّات ورتبة اللّواحم يعيش في البلدان الحارَّة، وهو أصغر حجمًا من الذئب.
• ابن عِرْس: (حن) دويبّة تشبه الفأر، مقطوعة الأذنين، مستطيلة الجسم والذيل، تفتك بالدجاج ونحوه.
• ابن الماء: (حن) طائر من طويلات الساق، وتعرف بعض أنواعه في مصر بالبلشون "لبنات الماء ريش جميل يستعمل في التزيين". 

ابنة [مفرد]: ج بنات:
1 - بنت، صبيَّة، وتستعمل في تسمية بنات الأقارب "ابنة العمّ/ الخال- {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} " ° بناتُ الأفكار: الخواطر- بناتُ الدَّهر: شدائده- بناتُ الصَّدْر: همومه ووساوسه- بناتُ اللَّيل: الهموم والوساوس، البغايا- ابنةُ الجبل: الصدى- بناتُ الحشا: الأمعاء- بناتُ الحمْل/ بناتُ الأسفار: الإبل- بناتُ النَّفس: الهموم والوساوس- غَزْل البنات: حلوى قطنيَّة الشكل تُصنع من السكَّر المغزول- بناتُ الحجال/ بناتُ الخُدور: النِّساء.
2 - امرأة من نساء الأمّة " {قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} ".
• بنات نعْش الكُبرى: (فك) سبعة كواكب تشاهد جهة القطب الشماليّ. 

انبناء [مفرد]: مصدر انبنى/ انبنى على. 

بِناء [مفرد]: ج أَبْنِيَة (لغير المصدر):
1 - مصدر بنَى/ بنَى بـ/ بنَى على ° البناء الاجتماعيّ: الهيكل أو التنظيم الاجتماعي- البناء الحُرّ: الماسونيّة- البناء القوميّ/ البناء الفوقيّ: يُراد به المؤسَّسات ونظم الحكم- بناءً على هذا/ بناءً على ذلك/ بناءً عليه: وفقا أو نتيجة له أو اعتمادًا عليه واستنادًا إليه.
2 - ما بُني كالدُّور ونحوها، بناية، عمارة "وعدت الحكومة بإنشاء عدد من الأبنية- {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} " ° بناء مشترك: بناية كبيرة تشيّدها جماعة من النَّاس ويخصصونها للعائلات ذات الدَّخل الزهيد- بناء مُفرّغ: بناء من جدران خشبية تُملأ فراغاتُها بمواد خفيفة كالآجر والجِصّ- عامل بناء: بَنَّاء.
3 - (نح) لزوم آخر الكلمة حالة واحدة، خلاف الإعراب.
4 - (لغ) صيغة الكلمة والهيئة الحاصلة من ترتيب الحروف والحركات "في العربية أبنية لم يلتفت إليها الصرفيّون".
• البِناء الدِّراميّ: (فن) الجسم الدِّراميّ المتكامل في حدِّ ذاته، الذي يتكون من أعمال مرتَّبة ترتيبًا خاصًّا، ليُحدث تأثيرًا في الجمهور. 

بِنائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى بِناء ° طور بنائيّ: طور انفصاليّ. 

بنائيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى بِناء: "مواد/ زخرفة بنائيّة" ° أبحاث بنائيّة: ذات علاقة ببناء مجموع معنويّ كالدَّولة والمجتمع وغيرهما. 

بناية [مفرد]:
1 - مصدر بنَى/ بنَى بـ/ بنَى على.
2 - مبنى، عمارة، بيت كبير متعدد الطَّبقات والمنازل ° بناية فسيحة: مبنى كبير متعدد المنازل والطَّبقات يتألَّف من شقق للإيجار، عمارة.
3 - حرفة البِناء. 

بنت [مفرد]: ج بنات:
1 - ابنة، أنثى لم يسبق لها الزَّواج، صبيَّة، وتستعمل في تسمية بنات الأقارب "بنت العمّ/ الخال- {فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ} " ° بناتُ الأفكار: الخواطر- بناتُ الدَّهر: شدائده- بناتُ الصَّدْر: همومه ووساوسه- بنت الشَّفة: الكلمة- بنت اليمن: القهوة- بنت عنب: الخمر- بناتُ اللَّيل: الهموم والوساوس، البغايا- بنت العَيْن: الدّمعة- بنت الحلال: الزّوجة الصَّالحة- بناتُ الحشا: الأمعاء- بناتُ الحمْل/ بناتُ الأسفار: الإبل- بناتُ النَّفس: الهموم والوساوس- غَزْل البنات: حلوى قطنيَّة الشكل تُصنع من السكَّر المغزول- لم ينبس ببنت شفة/ ما نبس ببنت شفة: لم يفتح فاه، سكت، لم يتكلّم مطلقًا- بناتُ الحجال/ بناتُ الخُدور: النِّساء.
2 - امرأة من نساء الأمّة " {قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} ".
• بنت الأذن: (شر) الغدّة النكفيَّة وهي غدّة أسفل الأذنَيْن.
• بنات نعْش الكُبرى: (فك) سبعة كواكب تشاهد جهة القطب الشماليّ.
• بنات نَعْش الصُّغرى: (فك) سبعة كواكب تقع قرب الأُوَل. 

بنَّاء [مفرد]:
1 - من حرفته البناء "بنّاء مدن- {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} ".
2 - إيجابيّ، منتج "محادثات بنّاءة" ° البنَّاءون الأحرار: جمعية شبه سرّيَّة تقول بمبدأ الأخوة بين أعضائها ويقال لهم: الماسونيون- نقد بنَّاء: يدفع إلى الارتقاء والتقدّم، إيجابيّ. 

بُنُوّة [مفرد]: صلة النَّسب بين المولود والوالد "اعترف ببُنوّة ولد". 

بُنْيان [مفرد]:
1 - مصدر بنَى/ بنَى بـ/ بنَى على: "الطَّبيعة تكره الهدم من غير بنيان".
2 - ما بُنيَ، شيء مبنيّ "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا [حديث]- {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} " ° البنيان المرصوص: المتين- بنيان المجتمع: بناؤه، تكوينه.
3 - جدار، حائط " {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا} ". 

بُنْية [مفرد]: ج بُنًى:
1 - ما بُنِي "الصناعة ووسائل الإنتاج هي بُنًى تحتية أمّا الــقوانين والأدبيّات فهي بنًى فوقيّة".
2 - خِلْقَة، جسم، جثمان "صحيح البُنْية". 

بِنْيَة [مفرد]: ج بِنًى:
1 - بُنْية، ما بُنيَ " {فَأَتَى اللهُ بِنْيَتَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ} [ق] " ° بنية المجتمع الفوقيّة: مجموع المؤسسات والأفكار والثقافة في ذلك المجتمع- بنية خاصّة: استعداد فردي خاصّ فطري عادة لمقاومة العوامل الخارجية.
2 - هيئة البناء وتركيبه "عاش المجتمع العربيّ في بنيته الاجتماعية أمدًا طويلاً- بنية سياسيَّة/ اقتصاديَّة/ إداريَّة" ° بنية الجسم البشريّ: قوامه، تركيبه- صحيح البِنْية/ قويّ البِنْية: في وضع صحِّيّ سليم- ضعيف البنية: ضعيف صحّيًّا، نحيل، معرَّض للمرض- عديم البنية: عديم الخلايا.
3 - بُنْية، خِلْقَة، جسم، جثمان.
4 - (حي) ترتيب وتشكيل الأنسجة، أو الأعضاء، أو أجزاء الكائن الحي العضوي.
• بِنْية الكلمة: بناؤها، صيغتها الصرفيّة.
• البِنْيَة التَّحْتِيَّة: تجهيزات أساسيّة تقوم بها الحكومة كالصَّرف الصِّحيّ، وتعبيد الطُّرق، والكهرباء، والمياه. 

بِنْيَويّ [مفرد]: ج بِنْيَويون:
1 - اسم منسوب إلى بِنْيَة.
2 - خاصّ ببنية الإنسان "تعب بنيويّ".
3 - مَنْ يدرس البِنَى ويحلِّل عناصرها "عالم بِنْيَويّ". 

بِنْيَويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بِنْيَة ° أبحاث بنيويَّة: ذات علاقة ببناء مجموع معنويّ كالدَّولة والمجتمع وغيرهما.
2 - مصدر صناعيّ من بِنْيَة.
3 - مذهب في العلوم والفلسفة مؤدّاه الاهتمام أولاً بالنظام العام لفكرة أو لعدّة أفكار مرتبطة بعضها ببعض، وامتد إلى علوم اللغة عامة وعلم الأسلوب خاصّة ويُعرف أحيانًا باسم البنائيّة والتركيبيّة.
4 - (لغ) نظرية تهتمّ بالجانب الوصفيّ من اللغة، وتنظر إليها على أنها وحدات صوتيّة تتجمّع لتكوِّن المورفيمات التي تكوِّن الجملة، ومن أعلام هذه النظرية بلومفيلد الأمريكي. 

بُنَيّ [مفرد]: تصغير ابْن1: شاب صغير السنّ، ويستعمل عادة في النداء " {يَابُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللهِ} ". 

بُنَيَّة [مفرد]:
1 - تصغير ابنة.
2 - فتاة صغيرة "أبنيّتي تشجّعي ولا تخافي". 

تَبَنٍّ [مفرد]:
1 - مصدر تبنَّى.
2 - إحدى الوسائل الاجتماعية القانونية لرعاية الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم الطبيعيّة. 

مَبْنًى [مفرد]: ج مبانٍ:
1 - ما بُني من الدُّور ونحوها، أساس، قاعدة البناء، بناية "أعجبني مبنى الكليّة" ° المباني العامّة: مباني الدَّولة- مبنى مطار: محطَّة مطار.
2 - (دب) شكل أو قالب يصاغ فيه المعنى المعبّر عنه "يتكون العمل الأدبيّ من المبنى والمعنى- أبدع الكاتب في روايته معنًى ومبنًى".
• حروف المباني/ أحرف المباني: (لغ) الحروف الهجائيّة التي تُبنى منها الكلمة، وليس للحرف معنى مستقل. 

مَبْنِيّ [مفرد]: اسم مفعول من بنَى/ بنَى بـ/ بنَى على.
• المَبْنِيّ: (نح) ما لا تتغيَّر حركة آخره خلاف المُعرب.
• الفِعْل المَبْنِيّ للمعلوم: (نح) الفعل الذي يحتفظ بحركاته الأصلية ويصحبه فاعلُه اسمًا ظاهرًا أو ضميرًا بارزًا أو مستترًا، وخلافه المبنيّ للمجهول.
• الفِعْل المَبْنِيّ للمجهول: (نح) الفعل الذي يحذف فاعله لغرضٍ ما ويأتي المفعول به نائبًا عنه، ويضمُّ أوّله ويكسر ما قبل آخره إن كان ماضيًا، أو يضمُّ أوله ويفتح ما قبل آخره إن كان مضارعًا، وخلافه المبني للمعلوم. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.