Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: قديمة

شُفَيّةُ

شُفَيّةُ:
بلفظ تصغير شفاء للذي يشفي من الداء: اسم بئر قديمة كانت بمكّة، قال أبو عبيدة: وحفرت بنو أسد شفيّة، فقال الحويرث بن أسد:
ماء شفيّة كصوب المزن، ... وليس ماؤها بطرق أجن
قال الزبير: وخالفه عمي وقال: إنما هي سقيّة، بالسين المهملة والقاف.

أَنِف

أَنِف
الجذر: أ ن ف

مثال: أَنِف الشيءَ
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن هذا الفعل لا يتعدى بنفسه.

الصواب والرتبة: -أنِف الشيءَ [فصيحة]-أنِف من الشيء [فصيحة]
التعليق: يشيع استعمال الفعل «أَنِف» متعديًا بحرف الجرّ «من»، وهو الأصل، أما الاستعمال المرفوض فقد أثبتته المعاجم الــقديمة كاللسان بقوله «أنفت فرسي هذا البلد: كرهته» كما أثبتته المعاجم الحديثة كالوسيط، بقوله: أنِف الشيءَ ومنه: تنزَّه عنه وكرهه، وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا الاستعمال.

الإله

الإله
التحقيق اللغوي
مادة كلمة (الإله) : الهمزة واللام والهاء، وقد جاء في معاجم اللغة من هذه المادة ما يأتي بيانه فيما يلي: (1)
[ألهتُ إلى فلان] : سكنت إليه
[ألهَ الرجل يأله] إذا فرغ من أمرٍ نزل به فألهه أي أجاره
[ألِه الرجلُ إلى الرجل] : اتجه إليه لشدة شوقه إليه.
[اله الفصيل] إذا ولع بأمّه
[أله الإهة والُوهَة] عبد.
وقيل (الإله) مشتق من (لاه يليه ليهاً] : أي احتجب ويتبين من التأمل في هذه المعاني المناسبة التي جعلت "اله ياله إلهة" تستعمل بمعنى العبادة – (أي التأله) – (الاله) بمعنى المعبود:
1- أن أول ما ينشأ في ذهن الإنسان من الحافز على العبادة والتأله يكون ما أتاه احتياج المرء وافتقاره. وما كان الإنسان ليخطر بباله أن يعبد أحداً ما لم يظن فيه أنه قادر على أن يسد خلته، وأن ينصره على النوائب ويؤويه عند الآفات، وعلى أن يسكن من روعه في حال القلق والاضطراب.
2- وكذلك أن اعتقاد المرء أن أحداً ما قاض للحاجات ومجيب للدعوات، لستلزم أن يعده أعلى منه منزلة وأسمى مكانة، وألا يعترف بعلوه في المنزلة فحسب، بل أن يعترف كذلك بعلوه وغلبته في القوة والأيد.
3- ومن الحق كذلك أن ما تقضى به حاجات المرء غالباً حسب قانون الأسباب والمسببات في هذه الدنيا، ويقع جل عمله في قضاء الحاجات تحت سمع المرء وبصره، وفي حدود لا تخرج من دائرة علمه، لا ينشئ في نفس المرء شيئاً من النزوع إلى عبادته أبداً، خذ لذلك مثلاً أن رجلاً يحتاج إلى مال ينفقه في بعض حاجته، فيأتي رجلاً آخر يطلب منه عملاً أو وظيفة فيجيبه الرجل إلى طلبه ويقلده عملاً، ثم يأجره على عمله، فإن الرجل لا يخطر له ببال أصلاً – فضلاً عن أن يعتقد – أن الرجل يستحق العبادة من قبله، لما علم بل رأى بأمّ عينه كل المنهاج الذي بلغ به غايته وعرف الطريقة التي اتخذها الرجل لقضاء حاجته. فإن تصور العبادة لا يمكن أن يخطر ببال المرء إلا إذا كان شخص المعبود وقوّته من وراء حجاب الغيب، وكانت مقدرته على قضاء الحوائج تحت أستار الخفاء. من ها هنا قد اختيرت للمعبود كلمة تتضمن معاني الاحتجاب والحيرة والوله مع اشتمالها على معنى الرفعة والعلوّ.
4- ورابع الأربعة أنه من الأمور الطبيعية التي لا مندوحة عنها أن يتجه الإنسان في شوق وولع إلى من يظن فيه أنه قادر على أن يقضي حاجته إذا احتاج، وعلى أن يؤويه إذا نابته النوائب، ويهدئ أعصابه عند القلق. فتبين من ذلك كله أن التصورات التي قد أطلقت من أجلها كلمة (الإله) على المعبود هي: قضاء الحاجة والإجارة والتهدئة والتعالي والهيمنة وتملك القوى التي يرجى بها أن يكون المعبود قاضياً للحاجات مجيراً في النوازل وأن يكون متوارياً عن الأنظار يكاد يكون سراً من الأسرار لا يدركه الناس، وأن يفزع إليه الإنسان ويولع به.


تصور الإله عند أهل الجاهلية:
ويجمل بنا بعد هذا البحث اللغوي أن ننظر ماذا كانت تصورّات العرب والأمم الــقديمة في باب الألوهية التي جاء القرآن بإبطالها.
يقول سبحانه وتعالى
1- (واتخذوا من دون الله آلهةً ليكونوا لهم عزاً) (مريم:81)
(واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم يُنصرون) (يس: 74)
يتبين من هاتين الآيتين الكريمتين أن الذين كان يحسبهم أهل الجاهلية آلهة لأنفسهم كانوا يظنون بهم أنهم أولياؤهم وحماتهم في النوائب والشدائد وأنهم يكونون بمأمن من الخوف والنقض إذا احتموا بجوارهم.
2- (فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لمّا جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب) (هود: 101)
(والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون. أمواتٌ غير أحياءٍ وما يشعرون أيّان يبعثون. إلهكم إلهٌ واحدٌ) (النحل: 20-22)
(ولا تدع مع الله إلهاً آخر، لا إله إلا هو (1)) (القصص: 88)
(وما يتّبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) (يونس: 66) وتتجلى من هذه الآيات بضعة أمور، أحدها أن الذين كان أهل الجاهلية يتخذونهم آلهة لهم كانوا يدعونهم عند الشدائد ويستغيثون بهم؛ والثاني: أن آلهتهم أولئك لم يكونوا من الجن أو الملائكة أو الأصنام فحسب بل كانوا كذلك أفراداً من البشر قد ماتوا من قبل، كما يدل عليه قوله تعالى: "أمواتٌ غير أحياء وما يشعرون أيان يُبعثون" دلالة واضحة والثالث: أنهم كانوا يزعمون أن آلهتهم هذه يسمعون دعاءهم ويقدرون على نصرهم.
ولابد للقارئ في هذا المقام من أن يكون على ذكر من مفهوم الدعاء، ومن وضعية النصرة التي يرجوها الإنسان من الإله فالمرء إذا كان أصابه العطش مثلاً فدعا خادمه وأمره بإحضار الماء أو إذا أصيب بمرض فدعا الطبيب لمداواته، ولا يصحّ أن يطلق على طلب الرجل للخادم أو للطبيب حكم "الدعاء" وكذلك ليس من معناه أن الرجل قد اتخذ الخادم أو الطبيب إلهاً له. وذلك أن كل ما فعله الرجل جار على قانون العلل والأسباب ولا يخرج عن دائرة حكمه. ولكنه إذا استغاث بولي أو وثن – وقد أجهده العطش أو المرض- بدلاً من أن يدعو الخادم أو الطبيب، فلا شك أنه دعاه لتفريج الكربة واتخذه إلهاً. فإنه دعا ولياً قد ثوى في قبر يبعد عنه بمئات من الأميال، فكأني له يراه سميعاً بصيراً ويزعم أن له نوعاً من السلطة على عالم الأسباب مما يجعله قادراً على ان يقوم بإبلاغه الماء أو شفائه من المرض، وكذلك إذا دعا وثناً في مثل هذه الحال يلتمس منه الماء أو الشفاء، فكأنه يعتقد أن الوثن حكمه نافذ على الماء أو الصحة أو المرض، مما يقدر به أن يتصرف في الأسباب لقضاء حاجته تصرفاً غيبياً خارجاً عن قوانين الطبيعة. وصفوة القول أن التصور الذي لأجله يدعو الإنسان الإله ويستغيثه ويتضرع إليه هو لا جرم تصور كونه مالكاً للسلطة المهيمنة على قوانين الطبيعة وللقوى الخارجة عن دائرة نفوذ قوانين الطبيعة. 3- (ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرَّفنا الآيات لعلهم يرجعون. فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قرباناً آلهةً بل ضلّوا عنهم وذلك إفكُهم وما كانوا يفترون) (الأحقاف: 27-28)
(ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون، أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمان بضرٍّ لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون) (يس: 22-23)
(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زُلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون) (الزمر: 3)
(ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (يونس: 18) فيتجلى من هذه الآيات الكريمة أمور عديدة منها أن أهل الجاهلية ما كانوا يعتقدون في آلهتهم أن الألوهية قد توزعت فيما بينهم، فليس فوقهم إله قاهر، بل كان لديهم تصور واضح لإله قاهر كانوا يعبرون عنه بكلمة (الله) في لغتهم. وكانت عقيدتهم الحقيقة في شأن سائر الآلهة أن لهم شيئاً من التدخل والنفوذ في ألوهية ذلك الإله الأعلى، وأن كلمتهم تُتَلقى عنده بالقبول وأنه يمكن أن تتحقق أمانينا بواسطتهم ونستدر النفع ونتجنب المضار باستشفاعهم. ولمثل هذه الظنون كانوا يتخذونهم أيضاً آلهة مع الله تعالى. ومن هنا يتبين أن الإنسان عن اتخذ أحداً شافعاً له عند الله ثم أصبح يدعوه ويستعين به ويقوم بآداب التبجيل والتعظيم ويقدم له القربات والنذور، فكل ذلك على ما اصطلح عليه أهل الجاهلية اتخاذه إياه إلهاً. (1)
4- (وقال الله: لا تتخذوا إلهين اثنين، إنما هو إله واحدٌ فإياي فارهبون) (النحل: 51)
(ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئاً) (الأنعام: 80)
(إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) (هود: 54) ويتضح من هذه الآيات الحكيمة، أن أهل الجاهلية كانوا يخافون من قبل آلهتهم أنهم إن أسخطوا آلهتهم على أنفسهم لسبب من الأسباب أو حرموا عنايتهم بهم وعطفهم عليهم نابتهم نوائب المرض والقحط والنقص في الأنفس والأموال ونزلت بهم نوازل أخرى.
5- (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو) (التوبة: 31)
(أرأيت من اتخذ إلهه هواه، أفأنت تكون عليه وكيلا) (الفرقان: 43)
(وكذلك زيّن لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) (الأنعام: 137)
(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (الشورى: 21)
وفي الآيات يقف المتأمل على معنى آخر لكلمة (الإله) يختلف كل الاختلاف عن كل ما تقدم ذكره من معانيها، فليس ههنا شيء من تصور السلطة المهيمنة على قوانين الطبيعة، فالذي اتّخذ إلهاً هو إما واحد من البشر أو نفس الإنسان نفسه، ولم يتخذ ذلك إلهاً من حيث أن الناس يدعونه أو يعتقدون فيه أنه يضرهم وينفعهم، أو أنه يستجار به، بل قد اتخذوه إلهاً من حيث تلقوا أمره شرعاً لهم، وائتمروا بأمره وانتهوا عما نهى عنه، واتبعوه فيما حلله وحرمه، وزعموا ان له الحق في أن يأمر وينهى بنفسه، وليس فوقه سلطة قاهرة يحتاج إلى الرجوع والاستناد إليها. فالآية الأولى تبين لنا كيف اتخذت اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم أرباباً وآلهة من دون الله، كما بين ذلك الحديث النبوي الشريف فيما رواه الإمام الترمذي وابن جرير من طرق عن عدي بن حاتم رضي الله عنه "أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي عنقه صليب من ذهب وهو يقرأ هذه الآية، قال، فقلت: إنهم لم يعبدوهم، فقال: بلى، إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم".
وأما الآية الثانية فمعناها واضح كل الوضوح، وذلك أن من يتبع هوى النفس ويرى أمره فوق كل أمر فقد اتخذ نفسه إلهاً له في واقع الأمر. أما الآيتان التاليتان بعدهما فإنه وإن وردت فيهما كلمة (الشركاء) مكان (الإله) ، فالمراد بالشرك هو الإشراك بالله تعالى في الألوهية. ففي هاتين الآيتين دلالة واضحة على أن الذين يرون أن ما وضعه رجل أو طائفة من الناس من قانون أو شرعة أو رسم هو قانون شرعي من غير أن يستند إلى أمر من الله تعالى، فهم يشركون ذلك الشارع بالله تعالى في الألوهية.
ملاك الأمر في باب الألوهية
إن جميع ما تقدم ذكره من المعاني المختلفة لكلمة (الإله) يوجد فيما بينها ارتباط منطقي لا يخفى على المتأمل المستبصر. فالذي يتخذ كائناً ما ولياً له ونصيراً وكاشفاً عنه السوء، وقاضياً لحاجته ومستجيباً لدعائه وقادراً على أن ينفعه ويضره، كل ذلك بالمعاني الخارجة عن نطاق السنن الطبيعية، يكون السبب لاعتقاده ذلك ظنه فيه أن له نوعاً من أنواع السلطة على نظام هذا العالم. وكذلك من يخاف أحداً ويتقيه ويرى أن سخطه يجر عليه الضرر ومرضاته تجلب له المنفعة، لا يكون مصدر اعتقاده ذلك وعمله إلا ما يكون في ذهنه من تصور أن له نوعاً من السلطة على هذا الكون. ثم أن الذي يدعو غير الله ويفزع إليه في حاجاته بعد إيمانه بالله العلي الأعلى، فلا يبعثه على ذلك إلا اعتقاده فيه أن له شركاً في ناحية من نواحي السلطة الألوهية. وعلى غرار ذلك من يتخذ حكم أحد من دون الله قانوناً ويتلقى أوامره ونواهيه شريعة متبعة فإنه أيضاً يعترف بسلطته القاهرة. فخلاصة القول أن أصل الألوهية وجوهرها هو السلطة سواء أكان يعتقدها الناس من حيث أن حكمها على هذا العالم حكم مهيمن على قوانين الطبيعة، أو من حيث أن الإنسان في حياته الدنيا مطيع لأمرها وتابع لإرشادها، وأن أمرها في حد ذاته واجب الطاعة والإذعان.
استدلال القرآن وهذا هو تصور السلطة الذي يجعله القرآن الكريم أساساً يأتي به من البراهين والحجج على إنكار ألوهية غير الله، وإثبات الألوهية لله تعالى وحده. فالذي يستدل به القرآن في هذا الشأن هو انه لا يملك جميع السلطات والصلاحيات في السماوات والأرض إلا الله. فالخلق مختص به، والنعمة كلها بيده، والمر له وحده، والقوة والحول في قبضته، وكل ما في السماوات والأرض قانت له ومطيع لأمره طوعاً وكرهاً، ولا سلطة لأحد سواه ولا ينفذ فيها الحكم لأحد غيره، وما من أحد دونه يعرف أسرار الخلق والنظم والتدبير، أو يشاركه في صلاحيات حكمه. ومن ثم لا إله في حقيقة الأمر إلا هو، وإذ لم يكن في الحقيقة إله آخر من دون الله، فكل ما تأتونه من الأفعال معتقدين غيره إلهاً باطل من أساسه، سواء أكان ذلك دعاءكم إياه واستجارتكم له أم كان خوفكم إياه ورجاءكم منه، أم كان اتخاذكم إياه شافعاً لدى الله، أم كان إطاعتكم له وامتثالكم لأمره؛ فإن هذه الأواصر والعلاقات التي قد عقدتموها مع غير الله، يجب أن تكون مختصة بالله سبحانه لأنه هو الذي يملك السلطة دون غيره.
وأما الأسلوب الذي يستدل به القرآن الكريم في هذا الباب، فدونك بيانه في كلامه البليغ المعجز:
(وهو الذي في السماء إلهٌ وفي الأرض إلهٌ وهو الحكيم العليم) (الزخرف: 84)
(أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون) (والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يُخْلَقون) (إلهكم إلهٌ واحدٌ) (النحل: 17، 20، 22)
(يا أيُّها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالقٍ غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو، فأنى تؤفكون) (فاطر: 3)
(قل أرأيتم عن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إلهٌ غير الله يأتيكم به) (الأنعام: 46) (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحُكم وإليه ترجعون. قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياءٍ أفلا تسمعون. قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إلهٌ غير الله يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه أفلا تبصرون) (القصص: 7-72)
(قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثال ذرةٍ في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له) (سبأ: 22:23)
(خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كلٌ يجري لأجلٍ مسمى) (الزمر: 5)
(خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواجٍ يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاثٍ ذلكم الله ربُّكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تُصرفون) (الزمر: 6)
(أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماءً فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإلهٌ مع الله بل هم قومٌ يعدلون. أمن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً. أإلهٌ مع الله بل أكثرهم لا يعلمون، أمّن يُجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض. أإلهٌ مع الله قليلاً ما تذكرون. أمّن يهديكم في ظلمات البرِّ والبحر ومن يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يُشركون. أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإلهٌ مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) (النمل: 60-64)
(الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في الملك وخلق كل شيءٍ فقدره تقديراً. واتخذوا من دونه آلهةً لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون، ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياةً ولا نشوراً) (الفرقان: 2: 3) (بديع السماوات والأرض أنّى يكون له ولدق ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيءٍ وهو بكل شيءٍ عليم. ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل) (الأنعام: 101 – 102)
(ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله، ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب إنّ القوة لله جميعاً) (البقرة: 165)
(قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ما خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات) (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة) (الأحقاف: 4، 5)
(لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون. لا يُسئل عما يفعلُ وهُم يُسئلون) (الأنبياء: 22-23)
(ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض) (المؤمنون: 91)
(قل لو كان معه آلهةٌ كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً. سبحانه وتعالى عمّا يقولن علوّاً كبيراً) (الإسراء: 42 – 43)

ففي جميع هذه الآيات من أولها إلى آخرها لا تجد إلا فكرة رئيسية واحدة ألا وهي أن كلاً من الألوهية والسلطة تستلزم الأخرى وأنه لا فرق بينهما من حيث المعنى والروح. فالذي لا سلطة له، لا يمكن أن يكون إلهاً ولا ينبغي أن يتخذ إلهاً. وأما من يملك السلطة فهو الذي يجوز أن يكون غلهاً وهو وحده ينبغي أن يتخذ إلهاً. ذلك بأن جميع حاجات المرء التي تتعلق بالإله أو التي يضطر المرء لأجلها أن يتخذ أحداً إلهاً له لا يمكن قضاء شيء منها من دون وجود السلطة. ولذلك لا معنى لألوهية من لا سلطة له، فإن ذلك أيضاً مخالف للحقيقة، ومن النفخ في الرماد أن يرجع إليه المرء ويرجو منه شيئاً.
والأسلوب الذي يستدل به القرآن واضعاً بين يديه هذه الفكرة الرئيسية، يمكن القارئ أني فهم مقدماته ونتائجه حق الفهم بالترتيب الآتي: 1- إن أعمال قضاء الحاجة وكشف الضرر والإجارة والتوفيق والنصر والرقابة والحماية وإجابة الدعوات التي قد تهاونتم بها وصغرتم من شأنها، ما هي بأعمال هينة في حقيقة الأمر، بل الحق أن صلتها وثيقة بالقوى والسلطات التي تتولى أمر الخلق والتدبير في هذا الكون فإنكم إن تأملتم في المنهاج الذي تقضى به حوائجكم التافهة الحقيرة، عرفتم أن قضاءها مستحيل من غير أن تتحرك لأجله عوامل لا تحصى في ملكوت الأرض والسماء خذوا لذلك مثلاً كأساً من الماء تشربونها أو حبة من القمح تأكلونها فما أدركوا إذ تعمل كل من الشمس والأرض والرياح والبحار قبل أن تتهيأ لكم هذه وتصل إلى أيديكم. فالحق أنه لا تتطلب إجابة دعائكم وقضاء حاجتكم وما إليها من الشؤون سلطة هينة، بل يتطلب ذلك سلطة يقتضيها ويستلزمها خلق السماوات والأرض وتحريك السيارات وتصريف الرياح وإنزال الأمطار وبكلمة موجزة يقتضيها ويتطلبها تدبير نظام هذا الكون بأسره.
2- وهذه السلطة غير قابلة للتجزئة، فلا يمكن أبداً أن تكون السلطة في أمر الخلق بيد وفي أمر الرزق بيد أخرى، وأن تكون الشمس مسخرة لهذا وتكون الأرض مذللة لذاك. كما لا يمكن أن يكون الإنشاء في يد والمرض والشفاء في يد أخرى، والموت والحياة بيد ثالثة. فإنه لو كان الأمر كذلك ما أمكن لنظام هذا الكون أن تقوم له قائمة. فما لابدّ منه أن تكون جميع السلطات والصلاحيات بيد حاكم واحد يرجع إليه كل ما في السماوات والأرض. فإنّ نظام هذا العالم يقتضي أن يكون الأمر كذلك وهو في الواقع كذلك: 3- وإذ كانت السلطة كلها بيد الحاكم الواحد ولم يكن لأحد غيره نقير منها ولا قطمير، فالألوهية أيضاً مخصوصة به لا محالة، وخالصة له دون غيره ولا شريك له فيها. فلا يملك أحد من دونه أن يغيثك أو يستجيب دعاءك أو يجيرك أو يكون حامياً لك ونصيراً أو لياً ووكيلاً، أو يملك لك شيئاً من النفع أو الضر. إذاً لا إله لكم غير الله بمعنى من تلك المعاني التي قد تخطر ببالكم، حتى إنه لا يمكن أن يكون أحداً إلهاً لكم بأن له دالة عند حاكم هذا الكون وتتقبل شفاعته لديه، لمكانه من التقرب عنده. كلا بل ليس في وسع أحد أن يتصدى لأمر من أمور حكمه وتدبيره، ولا يستطيع أحد أن يتدخل في شيء من شؤونه، وكذلك قبول الشفاعة أو رفضها متوقف على مشيئته وإرادته، وليس لأحد من القوة والنفوذ ما يجعل شفاعته مقبول لديه. 4- وما يقتضيه توحد السلطة العليا أن يكون جميع ضروب الحكم والأمر راجعة إلى مسيطر قاهر واحد، وإلاّ ينتقل منه جزء من الحكم إلى غيره. فإنه إذا لم يكن الخلق إلا له ولم يكن له شريك فيه، وإذا كان هو الذي يرزق الناس ولم تكن لأحد من دونه يد في الأمر، إذا كان هو القائم بتدبير نظام هذا الكون وتسيير شؤونه ولم يكن له في ذلك شريك، فما يتطلبه العقل ألاَّ يكون الحكم والأمر والتشريح إلا بيده كلك ولا مبرّر لأن يكون أحد شريكاً له في هذه الناحية أيضاً. وكما أنّه من الخطأ أن يكون أحد غيره مجيباً لدعوة الداعي وقاضياً لحاجة المحتاج، ومجيراً للمضطر في دائرة ملكوته في السموات والأرض، فمن الخطأ والباطل كذلك أن يكون أحد غيره حاكماً مستقلاً بنفسه، وآمراً مستبداً بحكمه، وشارعاً مطلق اليد في تشريعه، إن الخلق والرزق والاحياء والإنامة، وتسخير الشمس والقمر، وتكوير الليل والنهار والقضاء والقدر، والحكم والملك، والأمر والتشريع.. كل أولئك وجوه مختلفة للسلطة الواحدة، ومظاهر شتى للحكم الواحد، والحكم والسلطة لا يقبل شيء منهما التجزئة والتقسيم البتة. فالذي يعتقد أمر كائن ما من دون الله مما يجب إطاعته والإذعان له بغير سلطان من عند الله، فإنه يأتي من الشرك بمثل ما يأتي به الذي يدعو غير الله ويسأله. وكذلك الذي يدعي أنه مالك الملك، والمسيطر القاهر، والحاكم المطلق بالمعاني السياسية (1) ، فإن دعواه هذه كدعوى الألوهية ممن ينادي بالناس: "إني وليكم وكفيلكم وحاميكم وناصركم"، ويريد بكل ذلك المعاني الخارجة عن نطاق السنن الطبيعية. ألم تر أنه بينما جاء في القرآن أن الله تعالى لا شريك له في الخلق وتقدير الأشياء وتدبير نظام العالم، جاء معه أن الله له الحكم وله الملك ليس له شريك في الملك، مما يدل دلالة واضحة على أن الألوهية تشتمل على معاني الحكم والملك أيضاً، وأنه مما يستلزمه توحيد الإله ألا يشرك بالله تعالى في هذه المعاني كذلك. وقد فصل القول في ذلك أكثر مما تقدم فيما يلي من الآيات:
(قلْ اللهمّ مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من تشاءُ وتعز من تشاء وتذل من تشاء) (آل عمران: 26)
(قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس) (الناس: 1-3)
وقد صرح القرآن بالأمر بأكثر من كل ما سبق في (سورة غافر) حيث جاء:
(يوم هم بارزون، لا يخفى على الله منهم شيء، لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) (غافر: 16)
أي يوم يكون الناس قد انقشعت الحجب عنهم، ولا يخفى على الله خافية من أمرهم، ينادي المنادي: لمن الملك اليوم؟ ولا يكون الجواب إلا أن الملك لله الذي غلبت سلطته جميع الخلق، وأحسن ما يفسر هذه الآية ما رواه الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر (وما قد روا الله حق قدره، والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون) ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هكذا بيده ويحركها، يقبل بها ويدبر، يمجد الرب نفسه، أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا العزيز، أنا الكريم، فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبرُ حتى قلنا: ليخرَّنَّ به.

تاريخ: آل عثمان

تاريخ: آل عثمان
أول من صنف فيه:
المولى: إدريس بن حسام الدين البدليسي.
المتوفى: سنة ثلاثين وتسعمائة.
كتبه فارسيا.
بإنشاء لطيف.
من أول الدولة، إلى السلطان: بايزيد خان الثاني.
وسماه: (هشت بهشت).
ثم ذيله: ولده، أبو الفضل: محمد الدفتري.
إلى آخر السلطان: سليم خان.
طلب منه: مسودات أبيه في الوقايع السليمية، فلم يجد إلا أوراقا، فكتب ما شذ عنه، إلى وفات السلطان المذكور، سنة: أربع وسبعين وتسعمائة.
تاريخ: آل عثمان
للمولى، العلامة، شمس الدين: أحمد بن سليمان بن كمال باشا.
المتوفى: سنة أربعين وتسعمائة.
كتب تركيا.
إلى: سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة.
بإشارة من السلطان: بايزيد خان.
ولما أكمله، صار مدرسا بمدرسة طاشلق، وذلك بتربية المولى: ابن المؤيد، كما في (الشقايق).
تاريخ: آل عثمان
لدرويش: أحمد بن يحيى بن سليمان بن عاشق باشا.
وهو من التواريخ الــقديمة، التركية، الواهية.
ذكر فيه: أنه أخذه عن كتاب الشيخ: بخشي فقيه بن إلياس.
وكان الشيخ: بخشي، أودع فيه ما سمعه من والده: إلياس، وهو من أئمة السلطان: أورخان.
تاريخ: آل عثمان
لمولانا: محمد النشري، المدرس.
كتب إلى السلطان: بايزيد خان الثاني.
فيه: أقوال واهية.
تاريخ: آل عثمان
منظوم.
للحديدي.
وهو إلى: السلطان: سليمان خان.
وفيه أيضا: تزريقات.
ذكرها: سعد الدين في: (تاج التواريخ).
ومن تواريخهم نظما:
كتاب: (فتح الله العارف).
نظمها فارسيا.
للسلطان: سليم خان.
ونظم: المولى: أحمد، الشهير: بباره باره زاده.
المتوفى: سنة ثمان وستين وتسعمائة.
وهو في بحر: شهنامه.
ونظم الحريري.
وهو في فتوح السلطان: سليمان خان، فقط.
تاريخ: آل عثمان
تركي.
لمحيي الدين: محمد بن علي الجمالي.
المتوفى: معزولا عن قضاء أدرنه، سنة: سبع وخمسين وتسعمائة.
وهو من أول الدولة إلى زمانه.
تاريخ: آل عثمان
لمصطفى بن جلال التوقيعي.
المتوفى: سنة خمس وسبعين وتسعمائة.
وهو المعروف: بقوجه نشانجي.
كتب من: أول الوقايع السليمانية، إلى حدود سنة: ستين.
وذكر في أوله: فهرسا مشتملا على: ثلاثين طبقة، وثلاثمائة وخمسين درجة.
كلها في: أحوال الدولة العثمانية، وأوصافها.
وسماه: (طبقات الممالك).
لكن لم يذكر في الكتاب شيئا منها.
ومن التواريخ السليمانية:
تاريخ: المولى: عبد العزيز، الشهير: بقره جلبي زاده.
وهو من: أول دولته، إلى وفاته.
بإنشاء لطيف.
و (تاريخ: غزوة سكتوار).
للقاضي: منصور، الشهير: بأكهي.
وهو مختصر لا بأس به.
و (تاريخ غزوة ميحاج).
للمولى، الفاضل: ابن كمال باشا.
تاريخ: آل عثمان
لحسن بكزاده، الكاتب.
المتوفى: سنة ست وأربعين وألف.
وهو كالذيل (لتاج التواريخ).
من: أول دولة السلطان: سليمان خان، إلى جلوس السلطان: مصطفى خان.
ومن التواريخ المختصرة:
(نادر المحارب).
في وقعة السلطان: سليم، مع أخيه: بايزيد.
لمصطفى بن محمد، المعروف: بعالي.
ومنظومة أخرى فيها.
لأحمد الكرمياني.
ودرويش الرومي.
وقال: لهاتين المنظومتين (جنك نامه).
و (تاريخ: سفر خوتن).
لمحمد الكيلاري، من الخدام السلطانية.
و (تاريخ وقعة السلطان عثمان).
لبعض الأجناد، وهو رجل معروف: بالتوغي.
ومن التواريخ العربية لآل عثمان:
(غاية البيان)، و(المنح الرحمانية، في الدولة العثمانية)، و(در الجمان، في دولة السلطان عثمان)، و(وفيض المنان، في دولة آل عثمان)، و(درر الأثمان، في منبع آل عثمان)، و(تحقيق الفرج والأمان، بدولة السلطان: سليم بن سليمان خان)، و(الدر المنظوم، في مناقب بايزيد، ملك الروم)، و(البرق اليماني، في الفتح العثماني)، و(الفتح المستجاد، في فتح بغداد)... وغير ذلك.

كَأْس كبير

كَأْس كبير
الجذر: ك أ س

مثال: هَذا كَأس كبير
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: لمعاملة كلمة «كَأْس» معاملة المذكَّر، وهي مؤنَّثَة.

الصواب والرتبة: -هَذه كَأْس كبيرة [فصيحة]-هَذا كَأْس كبير [صحيحة]
التعليق: ذكرت المعاجم الــقديمة والحديثة كالقاموس واللسان والتاج والوسيط أن كلمة «كَأْس» مؤنثة، وعليه قوله تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً} الإنسان/17. فالجملة الأولى فصيحة لاشَكَّ في ذلك. ويمكن تصحيح الاستعمال المرفوض، الذي عوملت فيه الكلمة معاملة المذكر اعتمادًا على أنَّ الكلمة من المؤنث المجازي الخالي من علامة التأنيث، وهو نوع من المؤنث ذهب كثير من القدماء إلى جواز تذكيره، مثل المبرِّد وابن السكيت والأزهري، وقد حكي عن المبرِّد أنه كان يقول: «ما لم يكن فيه علامة تأنيث وكان غير حقيقي التأنيث فلك تذكيره»، وفي خاتمة المصباح: «والعرب تجترئ على تذكير المؤنث إذا لم يكن فيه علامة تأنيث».

جُذَاذة

جُذَاذة
الجذر: ج ذ ذ

مثال: دوَّن فكرته على جُذاذة من الورق
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورودها في المعاجم الــقديمة.
المعنى: وُريقة تسجل عليها المعلومات

الصواب والرتبة: -دوَّن فكرته على جُذاذة من الورق [صحيحة]
التعليق: اعتمد مجمع اللغة المصري على كثرة الأمثلة المسموعة عن العرب لوزن «فُعالة» الدالّ على بقية الأشياء، مثل: «الحُثالة»، و «القُمامة»، و «الغُسالة»، و «الكُناسة»، والنُّفاية" .. إلخ، فأقرَّ قياسية هذا الوزن، وأجاز استعمال ما استُحدث من الكلمات الواردة على هذا الوزن لهذه الدلالة، وقد وردت الكلمة في المعاجم الحديثة كالوسيط والأساسي للدلالة على الشيء الذي يُجَذ أي يتخلف من القطع أو الكسر؛ ولذا يمكن تصحيحه.

تَقَطَّبَ

تَقَطَّبَ
الجذر: ق ط ب

مثال: ما كاد يراه حتى تَقَطَّبَ وجهُه
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورود الفعل في المعاجم.
المعنى: ضَمَّ حاجبيه وعَبَس

الصواب والرتبة: -ما كاد يراه حتى تَقَطَّبَ وَجْهُه [فصيحة]-ما كاد يراه حتى قَطَّب وجْهَه [فصيحة]
التعليق: الوارد في المعاجم الــقديمة للمعنى المذكور هو «قَطَب»، و «قَطَّب»، ولم يرد فيها الفعل «تَقَطَّب». والمثال المرفوض فصيح لأنه جاء على صيغة قياسية لا تحتاج في إثباتها إلى الرجوع إلى المعاجم.

تَبَوأر

تَبَوأر
الجذر: ب أ ر

مثال: تبوأرت الدراسات النقدية حول منهج الأسلوبية
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم الــقديمة.
المعنى: تمركز حول جوهر الأمر أو جانب منه

الصواب والرتبة: -تَبَوْأَرت الدراسات النقدية حول منهج الأسلوبية [صحيحة]
التعليق: رأى مجمع اللغة المصري تسويغ استعمال «تبوأر» بهذا المعنى.

أَجْرَاذ

أَجْرَاذ:
مثل الذي قبله، إلا أن ذاله معجمة: موضع بنجد، قال الراجز:
أتعرف الدار بذي أجراذ، ... دارا لسعدى وابنتي معاذ
لم تبق منهم رهم الرّذاذ، ... غير أثافي مرجل جواذ
وأمّ أجراذ: بئر قديمة في مكة، وقيل: هي بالدال المهملة.

صُرَّة

صُرَّة
الجذر: ص ر ر

مثال: صُرَّة البطن
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لوجود خطأ في مادة الكلمة.

الصواب والرتبة: -سُرَّة البطن [فصيحة]
التعليق: وردت الكلمة في المعاجم الــقديمة والحديثة كاللسان والوسيط بالسين المضمومة، لا بالصاد.

نهر الإجّانَةِ

نهر الإجّانَةِ:
بلفظ الإجّانة التي تغسل فيها الثياب، بكسر الهمزة، وتشديد الجيم، وبعد الألف نون، قال عوانة: قدم الأحنف بن قيس على عمر بن الخطاب في أهل البصرة فجعل يسألهم رجلا رجلا والأحنف لا يتكلم، فقال له عمر: ألك حاجة؟
فقال: بلى يا أمير المؤمنين، إن مفاتيح الخير بيد الله وإن إخواننا من أهل الأمصار نزلوا منازل الأمم الخالية بين المياه العذبة والجنان الملتفة وإنا نزلنا أرضا نشاشة لا يجف مرعاها ناحيتها من قبل المشرق البحر الأجاج ومن جهة المغرب الفلاة والعجاج فليس لنا زرع ولا ضرع تأتينا منافعنا وميرتنا في مثل مريء النعامة، يخرج الرجل الضعيف منا فيستعذب الماء من فرسخين والمرأة كذلك فتربّق ولدها تربّق العنز تخاف بادرة العدو وأكل السبع، فإلّا ترفع خسيستنا وتجبر فاقتنا نكن كقوم هلكوا، فألحق عمر ذراري أهل البصرة في العطاء وكتب إلى أبي موسى يأمره أن يحفر لهم نهرا، فذكر جماعة من أهل العلم أن دجلة العوراء وهي دجلة البصرة كانت خورا، والخور: طريق للماء لم يحفره أحد تجري إليه الأمطار ويتراجع ماؤها فيه عند المدّ وينضب في الجزر، وكان يحده مما يلي البصرة خور واسع كان يسمى في الجاهلية الإجّانة وتسميه العرب في الإسلام خزّاز، وهو على مقدار ثلاثة فراسخ من البصرة ومنه يبتدئ النهر الذي يعرف اليوم بنهر الإجّانة، فلما أمر عمر أبا موسى بحفر نهر ابتدأ بحفر نهر الإجّانة ففأره ثلاثة فراسخ حتى بلغ به البصرة، وكان طول نهر الأبلّة أربعة فراسخ ثم انطمّ منه شيء على قدر فرسخ من البصرة، وكان زياد ابن أبيه واليا على الديوان وبيت المال من قبل عبد الله بن عامر بن كريز، وعبد الله يومئذ على البصرة من قبل عثمان، فأشار إلى ابن عامر أن ينفذ نهر الأبلّة من حيث انضمّ حتى يبلغ البصرة ويصله بنهر الإجّانة، فدافع بذلك إلى أن شخص ابن عامر إلى خراسان واستخلف زيادا على حفر أبي موسى على حاله، فحفر نهر الأبلة من حيث انضم حتى وصله بالإجانة عند البصرة وولى ذلك ابن أخيه عبد الرحمن ابن أبي بكرة، فلما فتح عبد الرحمن الماء جعل يركض بفرسه والماء يكاد يسبقه حتى التقى به، فصار نهرا مخرجه من فم نهر الإجانة ومنتهاه إلى الأبلّة، وهذا إلى الآن على ذلك، وقدم ابن عامر من خراسان فغضب على زياد وقال: إنما أردت أن تذهب بذكر النهر دوني! فتباعد ما بينهما حتى ماتا وتباعد لسببه ما بين أولادهما، قال يونس بن حبيب: فأنا
أدركت ما بين آل زياد وآل عامر تباعدا، وفي كتاب البصرة لأبي يحيى الساجي: نهر الجوبرة من أنهار البصرة الــقديمة، وكان ماء دجلة ينتهي إلى فوهة الجوبرة فيستنقع فيه الماء مثل البركة الواسعة فكان أهل البصرة يدنون منه أحيانا ويغسلون ثيابهم، وكانت فيه أجاجين وأنقرة وخزف وآلات القصّار فلذلك سمي نهر الإجّانة، قال أبو اليقظان: كان أهل البصرة يشربون قبل حفر الفيض من خليج يأتي من دير جابيل إلى موضع نهر نافذ، قال المدائني: لم تزل البصرة على عين ماء لا ماء الإجانة وإليه ينتهي خليج الأبلّة حتى كلّم الأحنف عمر فكتب إلى أبي موسى يأمره أن يحفر لهم نهرا فأحفر من الإجانة من الموضع الذي يقال له أبكن وكان قد حفره الماء فحفره أبو موسى وعبّره إلى البصرة، فلما استغنى الناس عنه طمّوه من البصرة إلى ثبق الحيرة ورسمه قائم إلى اليوم، فكانوا يستقون قبل ذلك ماءهم من الأبلة وكان يذهب رسولهم إذا قام المتهجدون من الليل فيأتي بالماء من الغد صلاة العصر.

شفي

الشين والفاء والياء ش ف ي

الشِّفَاءُ الدَّواءُ والجمعُ أشْفِيَةٌ وأشْفَاف جمعُ الجمْعِ وشَفَاهُ مِمّا به أبْرأهُ وشَفَاه وأشْفاهُ طَلَبَ له الشِّفَاءَ واشْفِنِي عَسَلاً اجعلْهُ لي شِفَاءً واسْتَشْفَى طَلَبَ الشِّفاءَ واسْتَشْفَى نالَ الشِّفاءَ والشَّفَا حَرْفُ الشَّيءِ وَحَدُّه والجمعُ أشْفاءٌ وأشْفَى على الشَّيءِ أَشْرَفَ وهو من ذلك وما بَقِيَ من الشَّمسِ والقَمرِ إِلاَّ شَفًى أي قَلِيل وشَفَتِ الشَّمسُ تَشْفِي وشَفِيَتْ شَفاً غَرَبَتْ والأَشْفَى المِثْقَبُ حَكَى ثعلبٌ عن العَرَبِ إن لاطَمْتَه لاطَمْتَ الأَشْفَا ولم يُفَسِّرْه وعندي أنه إنَّما ذهب إلى حِدَّتِهِ لأن الإِنسانَ لوْ لاَطَمَ الأَشْفَى لكان ذلك عليه لا لَهُ وقولُه أنشدَه الفارسِيُّ

(مِئْبرةُ العُرْقُوبِ أَشْفَى المِرْفَقِ ... )

عَنَى أن مِرْفَقَهَا حَدِيدٌ وإن كان الجَوْهَرُ يَقْتَضِي وَصْفاً ما فإنَّ العربَ ربّما أقامت ذلك الجَوْهرَ مُقامَ تلك الصِّفةِ يقولُ عليٌّ رضي الله عنه

وَيَا طَغَامَ الأَحْلامِ

لأن الطَّغَامَةَ ضَعِيفَةٌ فكأنه قال يا ضِعَافَ الأَحلامِ وإنما قَضَيْنا بأن ألِفَ الأَشْفَا ياءٌ لوُجُودِ ش ف ي وعدمِ ش ف ومع أنها لامٌ وقد قَدَّمْنا أن اللام ياء أكثرُ منها واواً
ش ف ي

شفي مريضهم واستشفى من علته، وأشفني هب لي ما يشفيني. وأشفى على الهلاك. وخرزه بالإشفى وبالأشافي.

ومن المجاز: " شفاء العي السؤال ". وقال ذو الرمة:

فأدلى غلامي دلوه يبتغي بها ... شفاء الصدى والليل أدهم أبلق

أراد الماء. واستشفى برأيه. ومواعظه لقلوب الأولياء أشاف، وفي أكباد الأعداء أشاف؛ الأول جمع جمع الشفاء. وهو على شفا الهلاك. وما بقي منه إلا شفاً أي طرف ونبذ.
شفي
من (ش ف ف) نسبة إلى الشف: ستر رقيق يستشف ما وراءه.
(ش ف ي) : (الْأَشَافِي) جَمْعُ الْإِشْفَى وَهُوَ الْمِخْرَزُ.

شفي


شَفِيَ(n. ac. شَفًى [ ])
a. Set (sun).
شَفَّيَ
a. [acc. & Bi], Treated curatively, doctored with.
أَشْفَيَ
a. ['Ala], Was near to, on the brink, at the point of.
b. Gave, administered to, doctored, physicked
with.

تَشَفَّيَa. Recovered, regained his health.

إِشْتَفَيَa. see Vb. [Bi], Rejoiced, exulted, triumphed over (
enemy ).
c. Was relieved; was satisfied.

إِسْتَشْفَيَa. Wanted, asked for a remedy; sought relief.

شَفًا (pl.
أَشْفَآء [] )
a. Extremity, edge.

شَافٍa. Efficacious; salutary-
b. Prompt; decided (answer).
شِفَآء [] (pl.
أَشْفِيَة [] )
a. Recovery, cure, convalescence.
b. Remedy; cure; medicine, physic.

إِشْفَى
a. Awl.

شَفَة
a. see under
شَفَهَ
ش ف ي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ عِنْدَ مَوْتِهِ وَلِلْقَمَرِ عِنْدَ امِّحَاقِهِ وَلِلشَّمْسِ عِنْدَ غُرُوبِهَا مَا بَقِيَ مِنْهُ إِلَّا (شَفًا) أَيْ قَلِيلٌ. وَشَفَا كُلِّ شَيْءٍ حَرْفُهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ} [آل عمران: 103] وَ (شَفَاهُ) اللَّهُ مِنْ مَرَضِهِ يَشْفِيهِ (شِفَاءً) ، وَ (أَشْفَى) عَلَى الشَّيْءِ أَشْرَفَ عَلَيْهِ. وَأَشْفَى الْمَرِيضُ عَلَى الْمَوْتِ. وَ (اسْتَشْفَى) طَلَبَ الشِّفَاءَ وَ (تَشَفَّى) مِنْ غَيْظِهِ. وَ (الْإِشْفَى) مَا يُخَرَّزُ بِهِ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الْإِشْفَى مَا كَانَ لِلْأَسَاقِي وَالْمَزَاوِدِ وَأَشْبَاهِهَا وَالْمِخْصَفُ لِلنِّعَالِ. 
شفي
شفَى يَشفِي، اشفِ، شِفاءً، فهو شافٍ، والمفعول مَشفِيّ
• شفَى اللهُ المريضَ: عافاه، أبرأه من مرضه أو علّته "شفى ألمًا- {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} - {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} " ° الجواب الشَّافي: القاطع الذي يُكْتَفى به عن المراجعة- شَفَاك اللهُ: دعاء بالعافية والبُرْء من المرض- شفَى غليلي كوبَ ماء: أروَى- شفَى نفسَه/ شفَى غيظَه/ شفَى غليلَه: نال ثأره من عدوِّه- مرض قابل للشِّفاء: لا يستحيل علاجُه.
• شفَى اللهُ صَدْرَه: أزاح غَمَّه " {وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} ". 

شُفِيَ يُشفَى، شِفاءً، والمفعول مَشْفِيّ
• شُفي المريضٌ: برئ وتعافى، واستعاد صحّته وعافيته "شُفي بعد صراعٍ مع المرض". 

أشفى/ أشفى على يُشفي، أشْفِ، إشفاءً، فهو مُشفٍ، والمفعول مُشفًَى
• أشفى المريضَ: طلب له الشِّفاء، أو وصف له الدّواءَ الشافي.
• أشفى على الشَّيء: اقترب منه "أشفى المريضُ على الموت- أشفتِ الشّمسُ على الغروب". 

استشفى/ استشفى بـ يستشفي، استَشْفِ، استشفاءً، فهو مُستشفٍ، والمفعول مُستشفًى به
• استشفى المريضُ:
1 - طلب الشّفاءَ أو العلاجَ "من الأفضل أن تستشفي في منطقة خلويّة".
2 - دخل مستشفى للعلاج.
• استشفى بكذا: تداوى به "استشفى بالأعشاب". 

اشتفى بـ/ اشتفى من يَشتفي، اشتَفِ، اشتفاءً، فهو مُشتفٍ، والمفعول مُشتفًى به
• اشتفى بكذا: شُفِي به، بَرِئ به من مرضه.
• اشتفى من عِلَّته: بَرِئ "عالجه الطبيبُ فاشتفى".
• اشتفى الرَّجُلُ من عدوِّه: بلغ ما يُذهب غيظَه منه، انتقم منه "حكم القاضي بسجن خصمه فاشتفى منه". 

تشافى يتشافى، تَشافَ، تشافيًا، فهو مُتشافٍ، والمفعول متشافًى منه
• تشافى فلانٌ ممَّا به: أظهر الشّفاء والبُرْءَ منه "تشافى الشعبُ من آثار العدوان". 

تشفَّى بـ/ تشفَّى من يتشفّى، تَشَفَّ، تَشَفّيًا، فهو مُتشفٍّ، والمفعول مُتشفًّى به
• تشفَّى بدواء: نال به الشّفاء، استردَّ به صحَّته وعافيتَه.
• تشفَّى من عَدُوِّه: اشتفى منه؛ بلغ ما يُذهب غيظَه منه، انتقم منه "تشفّى من غيظه: بَرِئ منه". 

شفَّى يشفِّي، شَفِّ، تشفِيةً، فهو مُشفٍّ، والمفعول مُشفًّى
• شفَّى الجزّارُ اللَّحمَ: خلّصه من عِظامِه. 

إشْفاء [مفرد]: مصدر أشْفَى. 

أشْفَى [مفرد]: ج شُفْو، مؤ شَفْوَاءُ، ج مؤ شَفْواوات وشُفْو: شخصٌ لا تنضمُّ شفتاه. 

استِشفاء [مفرد]: مصدر استشفى/ استشفى بـ.
• الاستشفاء المناخيّ: (طب) علاج الأمراض بنقل المرضى إلى المُناخ الملائم. 

اشتِفاء [مفرد]: مصدر اشتفى بـ/ اشتفى من. 

تَشَفٍّ [مفرد]: مصدر تشفَّى بـ/ تشفَّى من. 

تَشْفِية [مفرد]: مصدر شفَّى. 

شافٍ [مفرد]: اسم فاعل من شفَى.
• الشَّافي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يشفي الأبدانَ من الأمراض والآفات، والصّدورَ من الشُّبه والشُّكوك. 

شَفا [مفرد]: ج أَشْفاء: حرف، حافَّة "هو على شفا الهلاك- {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} ". 

شِفاء [مفرد]: ج أشفية (لغير المصدر):
1 - مصدر شفَى وشُفِيَ.
2 - بُرْء من المرض " {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ
 أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} " ° يتماثل للشِّفاء: يستردّ عافيتَه بعد المرض.
3 - دواء النفس " {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} - {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} " ° شفاء الغليل: ريُّه.
4 - بيان.
• الشِّفاءان: القرآن الكريم والعسل. 

مُسْتَشْفًى [مفرد]: ج مُسْتشفَيَات ومَشافٍ: اسم مكان من استشفى/ استشفى بـ: مكان للعلاج، مجهّز بالأطباء والممرِّضين والأجهزة والأدوية والأَسِرّة "مستشفى الأمراض العصبيّة والنفسيّة- مستشفى الحمّيات". 

مَشفًى [مفرد]: ج مَشافٍ: اسم مكان من شفَى: عيادة، دار لعلاج المرضى. 
شفي
: (ى) هَكَذَا فِي النُّسخِ والحرْفُ يائيٌّ واوِيٌّ. ( {الشِّفَاءُ) ، ككِساءٍ: (الدَّواءُ) ؛ وأَصْلُه البرءُ مِن المرَضِ، ثمَّ وُضِعَ مَوْضِع العِلاجِ والدَّواءِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى {فِيهِ} شِفَاءٌ للناسِ} .
وَقَالَ الَّراغبُ: الشِّفاءُ من المَرَضِ مُوافَاةُ شِفاءِ السَّلامَةِ، وصارَ اسْماً للبرءِ.
(ج {أَشْفِيَةٌ) ، كسِقاءٍ وأَسْقِيَةٍ؛ و (جج) جَمْعُ الجَمْع: (أَشافِي) ، كأساقِي، وَمِنْه سَجْعةُ الأساسِ: مَواعِظه لقلوبِ الأوْلياءِ أَشافِي وَفِي أكْبادِ الأعْداءِ} أَشافِي.
(و) قد ( {شَفاهُ) اللهُ من مَرَضِه (} يَشْفِيهِ) {شِفاءً: (بَرَأهُ) ، كَذَا فِي النّسخ وَفِي المُحْكَم: أَبْرَأَهُ.
(و) } شَفاهُ) (طَلَب لَهُ {الشِّفاءَ؛} كأشْفاهُ) ؛) كَذَا فِي المُحْكم.
(و) {شَفَتِ (الشَّمسُ) } شَفىً: (غَرَبَتْ) .
وقالَ ابنُ القطَّاع: غابَتْ وذَهَبَتْ إلاَّ قَلِيلا؛ ومِثْلُه فِي التَّهْذيبِ.
( {كشَفِيَتْ} شَفًى) ، كرَضِيَ. ويقالُ: أَتَيْته {بشَفىً مِن ضَوْءِ الشمسِ؛ قالَ الشَّاعرُ:
وَمَا نِيلُ مِصْر قُبَيْلَ الشَّفَى
إِذا نَفَحَتْ رِيحُه النافِحَهْ (أَي قُبَيْل غُروبِ الشمسِ.
(و) مِن المجازِ: (مَا بَقِيَ) مِنْهُ (} إلاَّشَفًى) ، أَي: (إلاَّ قَليلٌ) .
وَفِي الأساسِ: أَي طَرَفٌ ونَبْذ.
وَفِي حَدِيث ابنِ عبَّاس: (مَا كَانَت المُتْعةُ إلاَّ رحْمةً رحِمَ اللهُ بهَا أُمَّة محمدِ، فلولا نَهْيُه عَنْهَا مَا احْتاجَ أَحدٌ إِلَى الزِّنا إلاَّ {شَفىً؛ قَالَ عَطَاءُ: وَالله لكَأَنِّي أَسْمَعُ قوْلَه إلاَّ شَفىً؛ أَي إلاَّ أنْ} يُشْفَى، أَي يُشْرِفَ على الزِّنا وَلَا يُواقِعُه، فأَقامَ الاسْمَ وَهُوَ {الشَّفَى مُقامَ المَصْدرِ الحقِيقي، وَهُوَ} الإشْفاءُ على الشَّيْء؛ نقلَهُ ابنُ الأثيرِ عَن الأزْهري.
وَالَّذِي فِي التهْذيبِ: قوْلُه إلاَّ شَفىً أَي إلاَّ خَطيئَةً من الناسِ قَليلةً لَا يَجدُونَ شَيْئا يَسْتَحِلُّونَ بِهِ الفَرْج.
( {والإِشْفَى) ، بالكسْر والقَصْر (المثْقَبُ) يكونُ للأساكِفَةِ.
وقالَ ابنُ السِّكّيت:} الإشْفَى مَا كانَ للأَساقِي والمزاودِ وأَشْباهِها، والمِخْصَفُ للنِعالِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وحكَى ثَعْلب عَن العَرَبِ: إنْ لاطَمْتَه لاطَمْتَ الإشْفَى أَي إِذا لاطَمَه كانَ عَلَيْهِ لَا لَهُ؛ وقولُ الشَّاعِرِ:
مِيبَرَةُ العُرْقُوبِ {إشْفَى المِرْفَق أَي مِرْفَقُها حديدٌ} كالإشْفَى، والجمْعُ الأشافِي.
(و) الإشْفَى أيْضاً: (السِّرادُ يُخْرَزُ بِهِ) ؛ كَمَا فِي التهْذِيبِ، يُذَكَّرُ (ويُؤَنَّثُ.
( {والشَّفَى) ، مَقْصورٌ: (بقِيَّةُ الهِلالِ) والبَصَرِ والنّهارِ وَشبههَا؛ كَمَا فِي التّهْذيبِ.
وَفِي الصِّحاح: يقالُ للرَّجُل عنْدَ مَوْتِه وللقَمَرِ عنْدَ امِّحاقِه وللشمسِ عنْدَ غُروبِها: مَا بَقِيَ مِنْهُ إلاَّ شَفىً، أَي قليلٌ؛ قَالَ العجَّاجُ:
ومَرْبَإٍ عالٍ لمَنْ تَشَرَّفا
أَشْرَفْتُه بِلَا} شَفى أَو {بِشَفَى قوْلُه: بِلا} شَفا: أَي قد غابَتِ الشمسُ، أَو {بشَفَا أَي وقَدْ بَقِيَتْ مِنْهَا بقِيَّةٌ.
(و) } الشَّفا: (حَرْفُ كلِّ شيءٍ) ، والجَمْعُ! أَشْفاءٌ.
ويُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي القُرْبِ من الهَلَكةِ، قالَ الله تَعَالَى: {على {شَفا جُرُفٍ هارٍ} ؛ وقوْله تَعَالَى {وكُنْتُم على شَفا حُفْرةٍ مِن النارِ فأنْقَذَكم مِنْهَا} .
ويقالُ: هُوَ على شَفا الهَلاكِ، وَهُوَ مجازٌ، وتَثْنيتُه} شَفَوانِ.
قالَ الأخْفَش: لمَّا تَجُزْ فِيهِ الإِمالُ عُرِف أنَّه من الواوِ لأنَّ الإِمالةَ من الياءِ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
( {وأَشْفَى عَلَيْهِ: أَشْرَفَ) وحَصَل على} شفَاه، وَهُوَ يُسْتَعْمل فِي الشرِّ غالِباً؛ ويقالُ فِي الخَيْر لُغَة؛ قالَهُ ابْن القطَّاع.
(و) {أَشْفى (الشَّيءَ إيَّاهُ) : إِذا (أعْطاهُ} يَسْتَشْفِي بِهِ) .
وقالِ ابنُ القطَّاع: {أَشْفَاهُ العَسَلَ: جَعَلَه لَهُ} شِفاءً؛ ونقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي عبيدَةَ.
وقالَ الأزْهري: أَشْفاهُ وَهَبَ لَهُ {شِفاءً مِن الدَّواءِ.
(} واشْتَفَى بِكَذَا) : نالَ {الشِّفاءَ.
(} وتَشَفَّى من غَيْظِه) ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي التهذيبِ: تشَفَّى من عَدُوِّه، إِذا نكى فِيهِ نِكايَةً تَسُرُّه.
(وسَمَّوْا {شِفاءً) ، وغالبُ ذلكَ فِي أَسْماءِ النِّساءِ، فمنهنَّ:} الشِّفاءُ بنْتُ عبدِ اللهِ بنِ عَبْد شمس القُرَشَيَّةُ؛ {والشِّفاءُ بنْتُ عبدِ الرحمنِ الأنْصاريَّةُ؛ والشِّفاءُ بنتُ عَوْفٍ أُخْت عَبْد الرحمنِ، صَحابيَّات.
(} والأَشِفياءُ: أَكَمَةٌ) ؛ كَذَا فِي التكْملَةِ.
وقالَ أَبو عَمْروٍ: {الأَشْفيانِ كأنَّه مُثَنَّى} الأَشْفَى، وهُما ظَرْبان مُكْتَنِفا مَاء يقالُ لَهُ الطنى لبَني سُلَيْم؛ قالَهُ نَصْر.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{اسْتَشْفى: طَلَبَ} الشِّفاءَ.
! واسْتَشّفى المريضُ من علَّتِه: بَرَأَ. ويقالُ: {شِفاء العَمَى السُّؤالُ؛ وَهُوَ مجازٌ.
} وأشْفَى: سارَ فِي شَفا القَمَرِ، وَهُوَ آخِرُ اللَّيْل.
{وأَشْفَى: أشْرَفَ على وَصِيَّةٍ أَو وَدِيعَةٍ.
وأشْفَى زيْدٌ عَمْراً: إِذا وَصَفَ لَهُ دَواءً يكونُ شِفاءُ وَفِيه.
} وأَشْفَى: إِذا أَعْطَى شَيْئا مَا؛ قالَ الشاعِرُ:
وَلَا {تُشْفِي أَباها لَو أَتاها
فَقِيرا فِي مَباءَتِها صِماماوأَخْبرَ فلانٌ} فاشْتَفَى بِهِ، أَي نفعَ بصِدْقِه وصحَّتِه.
{وشَفاهُ بكلِّ شيءٍ} تَشْفيَةً: عالَجَهُ بكلِّ مَا {يُشْتَفَى بِهِ.
وَمَا} شَفَّى فلانٌ أَفْضَلُ ممَّا {شَفَّيْت، أَي مَا ازْدَادَ ورَبِحَ، قيلَ: هُوَ مِن بابِ الإِبْدالِ كتقَضَّى.
} وشُفَيَّةُ، كسُمَيَّة: بِئْرٌ قديمةٌ بمكَّةَ حَفَرَتْها بَنُو أَسَدٍ.
{والأشافِي كأنَّه جَمْعُ إشْفى الَّذِي يُخْرزُ بِهِ: وادٍ فِي بِلادِ بَني شَيْبان؛ قَالَ الأعْشى:
أَمِن جَبَلِ الأمرارِ صُرّتْ خِيامُكُمْ
على نَبَأٍ إِن} الأشافيّ سائلُ قالَ ياقوت: هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَه الأَعْشى، لأنَّ أَهْلَ جَبَلِ الأَمْرارِ لَا يَرْحلُون إِلَى الأشافِي يَنْتجِعُونَه لبُعْدِه إلاَّ أَن يَجْدبُوا كلَّ الجَدْبِ ويبلغهم أنَّه مطرَ وسالَ.

شفي: الشِّفاء: دواءٌ معروفٌ، وهو ما يُبرئُ من السَّقَم، والجمعُ

أَشْفِيةٌ، وأَشافٍ جمعُ الجْمع، والفعل شَفاه الله من مَرَضهِ شِفاءً،

ممدودٌ. واسْتَشْفى فلانٌ: طلبَ الشِّفاء. وأَشْفَيتُ فلاناً إذا وهَبتَ له

شِفاءً من الدواء. ويقال: شِفاءُ العِيِّ السؤَالُ. أَبو عمرو: أَشْفى زيد

عمراً إذا وَصَفَ له دواءً يكون شِفاؤه فيه، وأَشْفى إذا أَعْطى شيئاً

ما؛ وأَنشد:

ولا تُشْفِي أَباها، لوْ أَتاها

فقيراً في مبَاءَتِها صِماما

وأَشْفَيْتُك الشيءَ أَي أَعطيْتُكَه تَستَشْفي به. وشفاه بلسانه:

أَبْرأَهُ. وشفاهُ وأَشْفاهُ: طلب له الشِّفاءَ. وأَشْفِني عَسَلاً: اجْعَلْه

لي شِفاءً. ويقال: أَشْفاهُ اللهُ عسَلاً إذا جعله له شِفاءً؛ حكاه أَبو

عبيدة. واسْتَشْفى: طلب الشِّفاءَ، واسْتَشْفى: نال الشِّفاء. والشَّفى:

حرْفُ الشيءِ وحَدُّه، قال الله تعالى: على شَفى جُرُفٍ هارٍ؛ والاثنان

شَفَوان. وشَفى كلِّ شيء: حَرْفُه؛ قال تعالى: وكنتم على شَفى حُفْرة من

النارِ؛ قال الأَخفش: لمَّا لم تَجُزْ فيه الإمالةُ عُرِفَ أَنه من الواو

لأَنَّ الإمالة من الياء. وفي حديث علي، عليه السلام: نازلٌ بِشَفا

(*

في النهاية: يشفى بدل بشفا). جُرُفٍ هارٍ أَي جانِبه، والجمع أَشْفاءٌ؛

وقال رؤبة يصف قوساً شَبَّه عِطْفَها بعِطْفِ الهلال:

كأَنَّها في كَفِّه تحت الروق

(* قوله «تحت الروق إلخ» هكذا في الأصل).

وفْقُ هِلالٍ بينَ ليْلٍ وأُفُقْ،

أَمسى شَفىً أَو خَطُّهُ يومَ المَحَقْ

الشَّفى: حَرْفُ كلِّ شيء، أَراد أَنَّ قوْسَه كأَنَّها خَطُّ هلالٍ يوم

المَحَق.

وأَشْفْى على الشيء: أَشرفَ عليه، وهو من ذلك. ويقال: أَشفى على الهلاك

إذا أَشرفَ عليه. وفي الحديث:فأَشْفَوْا على المرْج أَي أَشرَفُوا،

وأَشْفَوْ على الموتِ. وأَشافَ على الشيء وأَشفى أَي أَشرَفَ عليه. وشَفَت

الشمس تَشْفُوا: قارَبَت الغُروب، والكلمة واوِيَّة ويائيَّة. وشفى الهلالُ:

طَلعَ، وشَفى الشخصُ: ظَهَرَ؛ هاتان عن الجوهري. ابن السكيت: الشَّفى

مقصورٌ بقيَّةُ الهلالِ وبقيةُ البصر وبقية النهار وما أَشبهه؛ وقال

العجاج:ومَرْبَإٍ عالٍ لِمَنْ تَشَرَّفا،

أَشْرَفْتُه بلا شَفى أَو بِشَفى

قوله بلا شَفى أَي وقد غابَتِ الشمسُ، أَو بشَفَى اي أَو قدْ بَقِيَتْ

منها بقِيَّةٌ؛ قال ابن بري: ومثله قول أَبي النجم:

كالشِّعْرَيَيْن لاحَتا بعْدَ الشَّفى

شبَّه عيني أَسَدٍ في حُمْرَتِهِما بالشِّعْرَيَيْن بعد غروب الشمس

لأَنَّهما تَحْمَرَّان في أَوَّل الليلِ؛ قال ابن السكيت: يقال للرجل عند

موتهِ وللقمر عند امِّحاقِه وللشمس عند غروبها ما بَقِيَ منه إلا شَفىً أَي

قليلٌ. وفي الحديث عن عطاء قال: سمعت ابن عباس يقول ما كانت المُتْعة

إلاَّ رَحْمةً رَحِمَ اللهُ بها أُمَّة محمدٍ، صلى الله عليه وسلم، فلولا

نَهْيُه عنها ما احتاج إلى الزِّنا أَحَدٌ إلاَّ شَفىً أَي إلاَّ قليلٌ من

الناس؛ قال: والله لكَأَنِّي أَسمَعُ قوله إلاَّ شفىً؛ عطاء القائلُ؛ قال

أَبو منصور: وهذا الحديث يدلُّ على أَنَّ ابن عباس عَلِمَ أَنَّ

النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، نهى عن المُتْعة فرجع إلى تَحْرِيمِها بعدما كان

باح بإحْلالِها، وقوله: إلاَّ شَفىً أَي إلاَّ خَطِيئةً من الناس قليلةً

لا يَجدونَ شيئاً يَسْتَحِلُّون به الفُروج، من قولهم غابتِ الشمسُ إلا

شَفىً أََي قليلاً من ضَوْئِها عند غروبها. قال الأَزهري: قوله إلا شَفىً

أَي إلا أَنْ يُشْفيَ، يعني يُشْرِفَ على الزِّنا ولا يُواقِعَه، فأَقام

الاسمَ وهو الشَّفى مُقامَ المصدرِ الحقيقي، وهو الإشفاءُ على الشيء. وفي

حديث ابن زِمْلٍ: فأَشْفَوْا على المَرْجِ أَي أَشرَفُوا عليه ولا

يَكادُ يقالُ أَشْفَى إلا في الشَّرِّ. ومنه حديث سَعدٍ: مَرِضْتُ مَرَضاً

أَشْفَيْتُ منه على الموت. وفي حديث عمر: لا تَنْظُروا إلى صلاة أَحدٍ ولا

إلى صِيامِه ولكن انظروا إلى وَرَعه إذا أَشْفَى أَي إذا أَشرَف على

الدُّنيا وأَقبَلَتْ عليه، وفي حديث الآخر: إذا اؤْْتُمِنَ أَدَّى وإذا

أَشْفَى وَرِع أَي إذا أَشرف على شيءً توَرَّعَ عنه، وقيل: أَراد المَعْصِية

والخِيانة. وفي الحديث: أَن رجُلاً أَصابَ من مَغْنَمٍ ذَهَباً فأَتى به

النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، يدْعُو له فيه فقال: ما شَفَّى فلانٌ

أَفضلُ مما شَفَّيْتَ تَعَلَّمَ خَمسَ آياتٍ؛ أَراد: ما ازْدادَ ورَبِحَ

بتَعلُّمِه الآيات الخمسَ أَفضلُ مما اسْتَزَدْتَ ورَبِحْتَ من هذا الذَّهَبِ؛

قال ابن الأَثير: ولعله من باب الإبْدالِ فإنَّ الشَّفَّ الزيادةُ

والرِّبْحُ، فكأَنّ أَصلَه شَفّفَ فأُبْدِلت إحدى الفاءَات ياءً، كقوله تعالى:

دَسّاها، في دَسَّسَها، وتقَضَّى البازي في تقَضَّضَ، وما بقِيَ من

الشَّمْسِ والقَمَرِ إلا شَفىً أَي قليلٌ. وشَفَتِ الشمسُ تَشْفي وشَفِيَتْ

شَفىً: غَرَبَتْ، وفي التهذيب: غابَتْ إلا قليلاً، وأَتيتهُ بشَفىً من

ضَوْءِ الشمسِ؛ وأَنشد:

وما نِيلُ مِصْرٍ قُبَيْلَ الشَّفَى،

إذا نفَحَتْ رِيحُه النافِحَهْ

أَي قُبَيْلَ غروبِ الشمس. ولما أَمرَ النبي، صلى الله عليه وسلم،

حَسّانَ بهِجاءِ كُفارِ قُرَيْشٍ ففَعَلَ قال: شَفَى واشْتَفَى؛ أَراد أَنه

شفى المْؤمنين واشتَفَى بنفْسهِ أَي اخْتَصَّ بالشِّفاءِ، وهو من

الشِّفاءِ البُرْءِ من المرض، يقال: شَفاهُ الله يَشْفيه، واشتَفَى افتَعَل منه،

فنقَله من شِفاءِ الأَجسامِ إلى شِفاء القُلُوبِ والنُّفُوس. واشتَفَيْتُ

بكذا وتشَفَّيْتُ من غَيْظي. وفي حديث الملْدُوغِ: فشَفَوْا له بكلِّ

شيءٍ أَي عالَجُوهُ بكلِّ ما يُشْتَفَى به، فوَضَعَ الشِّفاءَ مَوْضِعَ

العِلاجِ والمُداواة.

والإشْفَى: المِثْقَب؛ حكى ثعلب عن العرب: إنْ لاطَمْتَه لاطَمْتَ

الإشْفَى، ولم يفسره. قال ابن سيده: وعندي أَنه إنما ذهَب إلى حِدَّتهِ لأَن

الإنسانَ لو لاطَمَ الإشْفَى لكان ذلك عليه لا له. والإشْفَى: الذي

للأساكِفة، قال ابن السكيت: الإشْفَى ما كان للأَساقي والمَزاود والقِرَبِ

وأَشباهِها، وهو مقصور، والمِخْصَفُ للنِّعالِ؛ قال ابن بري: ومنه قول

الراجز:فحاصَ ما بينَ الشِّراكِ والقَدَمْ،

وَخْزَة إشْفَى في عُطُوفٍ من أَدَمْ

وقوله أَنشده الفارسي:

مِئَبَرةُ العُرْقُوبِ إشْفَى المِرْفَقِ

عَنَى أَنَّ مِرْفَقَها حديدٌ كالإشْفَى، وإن كان الجَوْهَر يقتضي وصفاً

ما فإن العَرَب رُبما أَقامتْ ذلك الجَوْهَر مُقامَ تلك الصِّفةِ. يقولُ

عليّ، رضي الله عنه: ويا طَغامَ الأَحلامِ، لأَنَّ الطَّغامةَ ضعيفةٌ

فكأَنه قال: يا ضِعافَ الأَحلام؛ قال ابن سيده: أَلِفُ الإشْفَى ياءٌ

لوجُود ش ف ي وعدم ش ف و مع أَنها لامٌ. التهذيب: الإشفى السِّرادُ الذي

يُخْرَزُ به، وجمعه الأَشافي. ابن الأَعرابي: أَشْفَى إذا سار في شَفَى القمر،

وهو آخرُ الليل، وأَشْفَى إذا أَشرف على وصِيَّةٍ أَو وَديعةٍ.

وشُفَيَّة: اسم رَكِيّة معروفة. وفي الحديث ذكر شُفَيّة، وهي بضم الشين

مصغرة: بئر قديمة بمكة حفرتها بنو أَسد. التهذيب في هذه الترجمة: الليث

الشَّفَةُ نُقْصانُها واوٌ، تقول شَفَةٌ وثلاثُ شَفَواتٍ، قال: ومنهم من

يقول نُقْصانُها هاءٌ وتُجْمَعُ على شِفاهٍ، والمُشافهة مُفاعَلة منه.

الخليل: الباءُ والميمُ شَفَوِيّتانِ، نسَبهُما إلى الشَّفَة، قال: وسمعت

بعض العرب يقول أَخْبَرَني فلانٌ خَبَراً اشْتَفَيْتُ به أَي انتَفَعْتُ

بصحَّته وصدْقِه. ويقول القائلُ منهم: تشَفَّيْتُ من فلانٍ إذا أَنْكَى في

عَدُوِّه نِكايةً تَسُرُّه.

ش ف ي : شَفَى اللَّهُ الْمَرِيضَ يَشْفِيهِ مِنْ بَابِ رَمَى شِفَاءٌ عَافَاهُ وَاشْتَفَيْتُ بِالْعَدُوِّ وَتَشَفَّيْتُ بِهِ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّ الْغَضَبَ الْكَامِنَ كَالدَّاءِ فَإِذَا زَالَ بِمَا يَطْلُبُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ عَدُوِّهِ فَكَأَنَّهُ بَرِئَ مِنْ دَائِهِ وَأَشْفَيْتُ عَلَى الشَّيْءِ بِالْأَلِفِ أَشْرَفْتُ وَأَشْفَى الْمَرِيضُ عَلَى الْمَوْتِ وَشَفَا كُلِّ شَيْءٍ حَرْفُهُ. 

رَفَّعَ

رَفَّعَ
الجذر: ر ف ع

مثال: رَفَّعَ فلانًا على صاحبه في المجلس
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن «رَفَّعَ» لم ترد بهذا المعنى في المعاجم الــقديمة.
المعنى: قدَّمه وأعلى مكانته

الصواب والرتبة: -رَفَعَ فلانًا على صاحبه في المجلس [فصيحة]-رَفَّعَ فلانًا على صاحبه في المجلس [صحيحة]
التعليق: يمكن تصحيح الاستعمال المرفوض؛ لأن بعض المعاجم الحديثة كالمعجم الوسيط أوردته بهذا المعنى، كما أن مجمع اللغة المصري قد أجاز استعمال «فَعَّل» المزيد بالتضعيف بمعنى «فَعَلَ» المجرد، وبخاصة عند قصد المبالغة أو التكثير.

بَرْبَعيصُ

بَرْبَعيصُ:
العين مهملة مكسورة، وياء ساكنة، وصاد مهملة، في قول امرئ القيس:
يذكّرها أوطانها تلّ ماسح، ... منازلها من بربعيص وميسرا
قال ابن السكيت في شرح هذا البيت: تل ماسح موضع، قلت أنا: هو من أعمال حلب بالشام.
وميسر: مكان، قال وقال أبو عمرو: كانت ببربعيص وميسر وقعة قديمة فإني سألت عنها من لقيت من العلماء فما أخبرني أحد عنها بشيء.

رامَشَهْرِستان

رامَشَهْرِستان:
قال الإصطخري: ويقال إن المدينة الــقديمة بسجستان في أيّام العجم الأول كانت فيما بين كرمان إلى ثلاث مراحل من زرنج وأبنيتها وبعض بيوتها قائمة إلى هذه الغاية، واسم هذه المدينة رام شهرستان، ويقال إن نهر سجستان كان يجري عليها فانقطع ثبق كان سكر من هندمند فانخفض الماء عنها ومال فتعطّلت فتحول الناس عنها وبنوا زرنج، فهي اليوم مدينة سجستان.

تهافت الفلاسفة

تهافت الفلاسفة
للإمام، حجة الإسلام، أبي حامد: محمد بن محمد الغزالي، الطوسي.
المتوفى: سنة 505، خمس وخمسمائة.
مختصر.
أوله: (نسأل الله تعالى بجلاله، الموفى على كل نهاية 000 الخ).
قال: رأيت طائفة يعتقدون في أنفسهم التميز عن الأتراب والنظراء، بمزيد الفطنة والذكاء، قد رفضوا وظائف الإسلام من العبادات، واستحقروا شعائر الدين من وظائف الصلوات، والتوقي عن المحظورات، واستهانوا بتعبدات الشرع وحدوده، ولم يقفوا عند توفيقاته وقيوده، بل خلعوا بالكلية ربقة الدين، بفنون من الظنون.
يتبعون فيها رهطاً يصدون عن سبيل الله، ويبغونها عوجاً، وهم بالآخرة هم كافرون، ولا مستند لكفرهم غير تقليد سماعي، ألفي كتقليد اليهود والنصارى.
إذ جرى على غير دين الإسلام نشؤهم وأولادهم، وعليه درج آباؤهم وأجدادهم، لا عن بحث نظري، بل تقليد صادر عن التعثر بأذيال الشبه الصارفة عن صوب الصواب، والانخداع بالخيالات المزخرفة كلا مع السراب.
كما اتفق لطوائف من النظار في البحث عن العقائد والآراء من أهل البدع والأهواء، وإنما مصدر كفرهم سماعهم أسامي هائلة كسقراط وبقراط وأفلاطون وأرسطاطاليس وأمثالهم، وإطناب طوائف من متبعيهم وضلالهم في وصف عقولهم، وحسن أصولهم، ودقة علومهم الهندسية، والمنطقية، والطبيعية، والإلهية، واستبدادهم لفرط الذكاء والفطنة، باستخراج تلك الأمور الخفية.
وحكايتهم عنهم أنهم مع رزانة عقلهم، وغزارة فضلهم، منكرون للشرائع والنحل، وجاحدون لتفاصيل الأديان والملل، ومعتقدون أنها نواميس مؤلفة، وحيل مزخرفة.
فلما قرع ذلك سمعهم، ووافق ما حكى من عقائدهم طبعهم، تجملوا باعتقاد الكفر، تحيزاً إلى غمار الفضلاء بزعمهم، وانخراطاً في سلكهم، وترفعاً عن مساعدة الجماهير والدهماء، واستنكافاً من القناعة بأديان الآباء ظناً بأن إظهار التكايس في النزوع عن تقليد الحق بالشروع في تقليد الباطل جمال وغفلة منهم، عن أن الانتقال إلى تقليد عن تقليد خرف وخبال.
فأية رتبة في عالم الله سبحانه وتعالى أخس من رتبة من يتجمل بترك الحق، المعتقد تقليداً بالتسارع إلى قبول الباطل، تصديقاً دون أن يقبله خبراً وتحقيقاً.
فلما رأيت هذا العرق من الحماقة نابضاً على هؤلاء الأغبياء، ابتدأت لتحرير هذا الكتاب، رداً على الفلاسفة القدماء، مبيناً تهافت عقيدتهم، وتناقض كلمتهم، فيما يتعلق بالإلهيات، وكاشفاً عن غوائل مذهبهم، وعوراته التي هي على التحقيق مضاحك العقلاء، وعبرة عند الأذكياء.
أعني: ما اختصوا به عن الجماهير والدهماء، من فنون العقائد والآراء، هذا مع حكاية مذهبهم على وجهه.
ثم صدر الكتاب بمقدمات أربع:
ذكر في الأولى: أن الخوض في حكاية اختلاف الفلاسفة تطويل، فإن خبطهم طويل، ونزاعهم كثير، وأنه يقتصر على إظهار التناقض في الرأي.
مقدمهم الذي هو المعلم الأول، والفيلسوف المطلق، فإنه رتب علومهم وهذبها، وهو: أرسطاطاليس وقد رد على كل من قبله حتى على أستاذه أفلاطون فلا إيقان لمذهبهم، بل يحكمون بظن وتخمين، ويستدلون على صدق علومهم الإلهية، بظهور العلوم الحسابية، والمنطقية، متقنة البراهين، ويستدرجون ضعفاء العقول، ولو كانت علومهم الإلهية متقنة البراهين، لما اختلفوا فيها، كما لم يختلفوا في الحسابية.
ثم المترجمون لكلام أرسطو لم ينفك كلامهم عن تحريف وتبديل.
وأقومهم بالنقل من المتفلسفة الإسلامية:
أبو نصر الفارابي، وابن سينا.
وأنه يقتصر على إبطال ما اختاروه، ورأوه الصحيح من مذهب رؤسائهم.
وعلى رد مذاهبهم بحسب نقل هذين الرجلين كيلا ينتشر الكلام.
وذكر في الثانية:
أن الخلاف بينهم وبين غيرهم ثلاثة أقسام:
الأول: يرجع النزاع فيه إلى لفظ مجرد، كتسميتهم صانع العالم جوهراً مع تفسيرهم الجوهر: بأنه الموجود لا في موضوع، ولم يريدوا به الجوهر المتحيز.
قال: ولسنا نخوض في إبطال هذا، لأن معنى القيام بالنفس إذا صار متفقاً عليه، رجع الكلام في التعبير باسم الجوهر عن هذا المعنى إلى البحث عن اللغة.
وإن سوغ إطلاقه، رجع جواز إطلاقه في الشرع إلى المباحث الفقهية.
الثاني: ما لا يصدم مذهبهم فيه أصلاً من أصول الدين، وليس من ضرورة تصديق الأنبياء والرسل منازعتهم فيه، كقولهم: إن كسوف القمر، عبارة عن انمحاء ضوء القمر بتوسط الأرض بينه وبين الشمس، والأرض كرة والسماء محيطة بها من الجوانب، وإن كسوف الشمس، وقوف جرم القمر بين الناظر وبين الشمس عند اجتماعهما في العقيدتين على دقيقة واحدة.
قال: وهذا المعنى أيضاً لسنا نخوض في إبطاله إذ لا يتعلق به غرض ومن ظن أن المناظرة فيه من الدين فقد جنى على الدين، وضعف أمره، فإن هذه الأمور تقوم عليها براهين هندسية، لا تبقى معها ريبة، فمن يطلع عليها، ويتحقق أدلتها، حتى يخبر بسببها عن وقت الكسوفين، وقدرهما، ومدة بقائهما، إلى الانجلاء.
إذا قيل له: إن هذا على خلاف الشرع لم يسترب فيه، وإنما يستريب في الشرع، وضرر الشرع ممن ينصره لا بطريقه أكثر من ضرره ممن يطعن فيه بطريقة، وهو كما قيل: عدو عاقل، خير من صديق جاهل.
وليس في الشرع ما يناقض ما قالوه، ولو كان تأويله أهون من مكابرة أمور قطعية، فكم من ظواهر أولت بالأدلة القطعية التي لا تنتهي في الوضوح إلى هذا الحد، وأعظم ما يفرح به الملحدة، أن يصرح ناصر الشرع بأن هذا، وأمثاله على خلاف الشرع، فيسهل عليه طريق إبطال الشرع.
وهذا: لأن البحث في العالم عن كونه حادثاً أو قديماً، ثم إذا ثبت حدوثه فسواء كان كرة، أو بسيطاً، أو مثمناً، وسواء كانت السماوات، وما تحتها ثلاثة عشرة طبقة، كما قالوه، أو أقل، أو أكثر، فالمقصود: كونه من فعل الله سبحانه وتعالى فقط، كيف ما كان.
الثالث: ما يتعلق النزاع فيه بأصل من أصول الدين، كالقول في حدوث العالم، وصفات الصانع، وبيان حشر الأجساد، وقد أنكروا جميع ذلك فينبغي أن يظهر فساد مذهبهم.
وذكر في الثالثة: أن مقصوده تنبيه من حسن اعتقاده في الفلاسفة، وظن أن مسالكهم نقية عن التناقض ببيان وجوه تهافتهم.
فلذلك لا يدخل في الاعتراض عليهم إلا دخول مطالب منكر، لا دخول مدع مثبت.
فيكدر عليهم ما اعتقدوه مقطوعاً بإلزامات مختلفة، وربما ألزمهم بمذاهب الفرق.
وذكر في الرابعة: أن من عظم حيلهم في الاستدراج إذا أورد عليهم إشكال قولهم: أن العلوم الإلهية غامضة، خفية، لا يتوصل إلى معرفة الجواب عن هذه الإشكالات، إلا بتقديم الرياضيات، والمنطقيات.
فيمن يقلدهم إن خطر له إشكال، يحسن الظن بهم، ويقول: إنما يعسر على درك علومهم لأني لم أحصل الرياضيات ولم أحكم المنطقيات.
قال: أما الرياضيات، فلا تعلق للإلهيات بها.
وأما الهندسيات، فلا يحتاج إليها في الإلهيات، نعم قولهم: إن المنطقيات لا بد من إحكامها فهو صحيح، ولكن المنطق ليس مخصوماً بهم، وإنما هو الأصل الذي نسميه: كتاب الجدل، وقد نسميه: مدارك العقول.
فإذا سمع المتكايس اسم المنطق، ظن أنه فن غريب، لا يعرفه المتكلمون، ولا يطلع عليه الفلاسفة.
ثم ذكر بعد المقدمات، المسائل التي أظهر تناقض مذهبهم فيها، وهي عشرون مسألة:
الأولى: في أولية العالم.
الثانية: في أبدية العالم.
الثالثة: في بيان تلبسهم في قولهم: أن الله سبحانه وتعالى صانع العالم، وأن العالم صنعه.
الرابعة: في تعجيزهم عن إثبات الصانع.
الخامسة: في تعجيزهم عن إقامة الدليل على استحالة الهين.
السادسة: في نفي الصفات.
السابعة: في قولهم: إن ذات الأول لا ينقسم بالجنس والفصل.
الثامنة: في قولهم: إن الأول موجود بسيط بلا ماهية.
التاسعة: في تعجيزهم، عن بيان إثبات أن الأول ليس بجسم.
العاشرة: في تعجيزهم، عن إقامة الدليل على أن للعالم صانعاً، وعلة.
الحادية عشرة: في تعجيزهم عن القول: بأن الأول يعلم غيره.
الثانية عشرة: في تعجيزهم عن القول: بأن الأول يعلم ذاته.
الثالثة عشرة: في إبطال قولهم: أن الأول لا يعلم الجزئيات.
الرابعة عشرة: في إبطال قولهم: أن السماء حيوان متحرك بالإرادة.
الخامسة عشرة: فيما ذكروه من العرض المحرك للسماء.
السادسة عشرة: في قولهم: أن نفوس السماوات، تعلم جميع الجزئيات الحادثة في هذا العالم.
السابعة عشرة: في قولهم: باستحالة خرق العادات.
الثامنة عشرة: في تعجيزهم عن إقامة البرهان العقلي، على أن النفس الإنساني جوهر روحاني.
التاسعة عشرة: في قولهم: باستحالة الفناء على النفوس البشرية.
العشرون: في إبطال إنكارهم البعث، وحشر الأجساد، مع التلذذ والتألم بالجنة والنار، بالآلام واللذات الجسمانية.
هذا ما ذكره من المسائل، التي تناقض فيها كلامهم، من جملة علومهم، ففصلها، وأبطل مذاهبهم فيها إلى آخر الكتاب.
وهذا معنى التهافت، لخصتها من أول كتابه، لكونها مما يجب معرفته.
وقال في آخر خاتمته: فإن قال قائل: قد فصلتم مذاهب هؤلاء، أفتقطعون القول بكفرهم؟
قلنا: بكفرهم، لا بد منه، لا بد من كفرهم، في ثلاث مسائل:
الأولى: مسألة قدم العالم، وقولهم: إن الجواهر كلها قديمة.
الثانية: قولهم: إن الله سبحانه وتعالى لا يحيط علماً بالجزئيات الحادثة من الأشخاص.
الثالثة: إنكارهم بعث الأجسام، وحشرها.
فهذه لا تلائم الإسلام بوجه، فأما ما عدا هذه الثلاث من تصرفهم في الصفات، والتوحيد، فمذهبهم قريب من مذهب المعتزلة، فهم فيها... كأهل البدع. انتهى ملخصاً.
ثم إن القاضي، أبا الوليد: محمد بن أحمد بن رشد المالكي.
المتوفى: سنة 595.
صنف تهافتا من طرف الحكماء، رداً على تهافت الغزالي، بقوله:
قال أبو حامد: (وأوله: بعد حمد الله الواجب 000 الخ).
ذكر فيه: أن ما ذكره بمعزل عن مرتبة اليقين والبرهان.
وقال في آخره: لا شك أن هذا الرجل أخطأ على الشريعة، كما أخطأ على الحكمة، ولولا ضرورة طلب الحق مع أهله، ما تكلمت في ذلك. انتهى.
ثم إن السلطان: محمد خان العثماني، الفاتح، أمر المولى مصطفى بن يوسف الشهير: بخواجه زاده البرسوي.
المتوفى: سنة 893، ثلاث وتسعين وثمانمائة.
والمولى: علاء الدين الطوسي.
المتوفى: سنة 887، سبع وثمانين وثمانمائة أن يصنفا كتاباً، للمحاكمة بين تهافت الإمام والحكماء.
فكتب المولى: خواجه زاده، في أربعة أشهر.
وكتب المولى الطوسي، في ستة أشهر.
ففضلوا كتاب المولى: خواجه زاده، على كتاب: الطوسي.
وأعطى السلطان: محمد خان لكل منهما عشرة آلاف ردهم.
وزاد لخواجه زاده بغلة نفيسة.
وكان ذلك هو السبب في ذهاب المولى: الطوسي إلى بلاد العجم.
وذكر: أن ابن المؤيد، لما وصل إلى خدمة العلامة الدواني، قال: بأي هدية جئت إلينا؟
قال: بكتاب (التهافت) لخواجه زاده، فطالعه مدة، وقال: - رضي الله تعالى - عن صاحبه، خلصني عن المشقة حيث صنفه، ولو صنفته لبلغ هذه الغاية فحسب وعنك أيضاً حيث أوصلته إلينا، ولو لم يصل إلينا لعزمت على الشروع.
وأول (تهافت) لخواجه زاده: (توجهنا إلى جنابك 000 الخ).
ذكر: أنهم أخطأوا في علومهم الطبيعية يسيراً، والإلهية كثيراً، فأراد أن يحكي ما أورد الإمام من قواعدهم الطبيعية، والإلهية مع بعض آخر، مما لم يورده، بأدلتها المعول عليها عندهم على وجهها، ثم أبطلها.
وهي مشتملة على اثنين وعشرين فصلاً، فزاد فصلين على مباحث الأصل.
وأول تهافت المولى الطوسي: (سبحانك اللهم يا منفرداً بالأزلية، والقدم 000 الخ).
وهو رتب على عشرين مبحثاً، مقتصراً على الأصل، وسماه الذخيرة، وعليه، وعلى تهافت الخواجه زاده، تعليقة للمولى شمس الدين: أحمد بن سليمان بن كمال باشا، المتوفى: سنة 94، أربعين وتسعمائة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.