Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: قبال

الصلاة

الصلاة
[هي في الأصل: الإقبال على شيء . ومنه: الركوع، ومنه: التعظيم، والتضرّع والدعاء. وهي كلمة قديمة، بمعنى الصلاة والعبادة. جاءت في الكلدانية بمعنى الدعاء والتضرّع . وفي العبرانية بمعنى الصلاة والركوع .
ومن هذا الأصل صلِيَ النارَ: أقبل عليها، ثم بمعنى دخل النار، كما قال تعالى:
{سَيَصْلَى نَارًا} .
وأيضاً: {وَيَصْلَى سَعِيرًا} .
ومنه: التصلية، كما قال تعالى: {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} . واستعملت العرب كل ذلك ] .
جهات الصلاة (من أصول الشرائع أيضاً) . هي:
إقرارٌ بالتوحيد.
وذكرٌ لعهدنا بعبوديته الخالصة. والذكرُ هو الذي يجعل المعتقد به راسخاً في النفس حتى تتكيف به. أصلُ الخِلقة تعبُّدٌ للخالق. فتركُ العبادةِ تناقضٌ في الوجود. ولذلك كلُّ خلقٍ يعبدُ الرب. والصلاةُ مخّ العبادة، فلزم جميعَ الخلق لزومَ التوحيد والتعبّد. وقد يُعبَّر عن الصلاة بالتسبيح . فكلُّ خلقٍ له صلاةٌ، كما قال تعالى:
{كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} .
وقال تعالى:
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} .
وقال تعالى:
{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} .
وقال تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}
الصلاةُ عهدُنا بالله. قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} .
وقال تعالى:
{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} .
[4] (*) وعبادتُه هو الدعاء الخالص له، كما قال تعالى:
{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} .
وقال: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} .
الصلاة شكرٌ لربّنا، وهو الربُّ الواحدُ. فالشركُ في الدعاءِ كفرٌ، كما أن تركَ الصلاة والإعراضَ عن ذكره كفرٌ. قال تعالى:
{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} . فبناءُ الصلاةِ الصبرُ، وكذلك بناءُ الشكرِ الصبرُ .
(*) ويجب علينا هذا الشكر خاصة، لأنه تعالى أمرَ الملائكةَ بالسجدةِ لآدم، فوجب عليه أن يسجد لِربّه.
قال تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ} .
فتركُ الصلاة مِنّا صار أشدَ كفراً من عصيانِ إبليس بثلاث مرات:
1 - لوجوبِها فطرةً.
2 - لوجوبها بما وَعَدْنا أن نَعبدَ.
3 - لوجوبها شكراً لما جُعِلَ الملائكةُ ساجدين لنا.
الصلاة رجوعٌ إلى الرب، فهي ذكرٌ للمعاد وصورةٌ له، وكذلك للمبدأ، فإنّه كمالُ الطاعة والتعبد قال تعالى:
{قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} .
ولذلك هي عسير على المنكر بالمعاد. قال تعالى:
{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} .
وقال تعالى:
{وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} . فكما أن الصلاةَ تهدي إلى الصِّراط، فكذلك الإيمان بالآخرة.
الصلاةُ تقرّبٌ وحضور. قال تعالى:
{وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} .
فهي طريق إلى الرب، وفيها الدعاء للهداية إلى الصراط المستقيم.
الصلاةُ قربانٌ لبهيمةِ النفسِ عقلاً، ولهذا جُمِعَتْ بالنحر والنُّسُك. قال تعالى:
{فَصَلِّ لِربِّكَ وَاْنحَرْ} .
وقال عن إبراهيم عليه السلام:
{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .
فالصلاةُ حياةٌ، كما أن "مماتي لله تعالى نُسُكي". والنسُكُ علامة لقربانٍ نفسيٍّ لله تعالى .
الصلاةُ صِنْوٌ للصبر، وتحقيقٌ له. ولهذا تُستعمل بدلاً منه. قال تعالى:
{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} .
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} .
فَذَكرَ الصبرَ هاهنا، كما ذَكَرَ الصلاةَ هناك، واكتفَى بواحدٍ منهما عن الآخر. ثم ذكَرَ قصةَ قُربانِ إسماعيل، فأشار إلى ثلاث جِهَاتٍ منها:
1 - الصبر.
2 - والقربان.
3 - والحياة، للصابرين المتقرِّبين أنْفُسَهم.
ومِن كونِ الصبرِ والصلاةِ صِنوَين ترتّب نتيجة الصلاة مِن اللهِ على الصبر، فإنّ الجزاءَ مثل العمل .
الصلاةُ استعانةٌ بالله تعالى، لقوله تعالى:
{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} .
ولِما جاء في سورة الصلاة:
{وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} .
وهذه استعانة جامعة. والاستعانة التامة هي التوكل. وقد قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} إلى قوله {فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} ... {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ} الآية.
الصلاة: عند المعتزلة: من الأسماء الشرعية، واختلف في وجه التشبيه على أقوال. قال الإمام الرازي: والأقرب أنها من الدعاء إذ لا صلاة إلا وفيها الدعاء أو ما يجري مجراه. وقال أصحابنا من المجازات المشهورة لغة إطلاق اسم الجزء على الكل، فلما كانت مشتملة على الدعاء أطلق اسم الدعاء عليها مجازا. قال: فإن كان مراد المعتزلة من كونها اسما شرعيا هذا فهو حق، وإن أرادوا أن الشرع ارتجل هذه اللفظة فذلك ينافيه {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} . إلى هنا كلام الإمام. وقال ابن الكمال: أصلها الدعاء سميت به هذه العبادة التي هي أفعال وأقوال مفتتحة بتكبير مختتمة بتسليم كتسمية الشيء باسم ما يتضمنه. والصلاة من العبادات التي لا تنفك شريعة منها وإن اختلفت صورها بحسب شرع، شرع ولذلك قال {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} . وفي المصباح: الصلاة الدعاء، سميت بها هذه الأفعال لاشتمالها على الدعاء وهل سبيله النقل فتكون الصلاة حقيقة شرعية في هذه الأفعال مجازا لغويا في الدعاء لأن النقل في اللغات كالنسخ في الأحكام، أو يقال استعمال اللفظ في المنقول إليه مجاز راجح وفي المنقول حقيقة مرجوحة فيه خلاف بين أهل الأصول.

بَرَاقِشَ

أبو بَرَاقِشَ: طائرٌ صغيرٌ بَرِّيٌّ كالقُنْفُذِ، أعْلَى ريشِهِ أغَرُّ، وأوسَطُهُ أحْمَرُ، وأسْفَلُهُ أسْوَدُ. فإذا هُيِّجَ، انْتَفَشَ فَتَغَيَّرَ لَوْنُه ألْواناً شَتَّى.
والبِرْقِشُ، بالكسر: طائِرٌ آخَرُ يُسَمَّى الشُّرْشُورَ، وشاعِرٌ تَيْمِيٌّ.
والبَرْقَشَةُ: التَّفَرُّقُ، وخَلْطُ الكلامِ، والإِــقْبَالُ على الأكلِ.
وبراقِشُ: كَلْبَةٌ سَمِعَتْ وَقْعَ حَوافِرِ دَوابَّ، فَنَبَحَتْ، فاسْتَدَلُّوا بِنُبَاحِهَا على القبيلةِ، فاسْتَبَاحُوهم، أو اسمُ امرأةِ لُقْمَانَ بنِ عادٍ، اسْتَخْلَفَهَا زَوْجُها، وكان لهُمْ مَوْضِعٌ، إذا فَزِعُوا، دَخَّنُوا فيه، فَيَجْتَمِعُ الجُنْدُ. وإنَّ جَوارِيها عَبِثْنَ لَيْلَةً، فَدَخَّنَّ، فاجْتَمَعُوا، فقيل لها: إنْ رَدَدْتِيهِم ولم تَسْتَعْمِلِيهِمْ في شيءٍ، لم يَأْتِكِ أحدٌ مَرَّةً أُخْرَى. فأمَرَتْهُمْ، فَبَنَوْا بناءً. فلما جاءَ، سألَ عن البِناءِ، فأُخْبرَ. فقال: "على أهْلِهَا تَجْنِي بَراقِشُ"، يُضْرَبُ لِمَنْ يَعْمَلُ عَمَلاً يَرْجِعُ ضَرَرُهُ عليه. أو كان قَوْمُهُمْ لا يأكُلُونَ الإِبِلَ، فأصابَ لُقْمَانُ من بَراقِشَ غُلاماً، فَنَزَلَ مع لُقْمَانَ في بني أبِيها، فَراحَ ابنُ بَراقِشَ إلى أبِيهِ بِعَرْقٍ من جَزُورٍ، فأكَلَ لُقْمَانُ، فقال: ما هذا؟ فما تَعَرَّقْتُ طَيِّباً مِثْلَهُ. فقال: جَزورٌ نَحَرَها أخْوالي. فقالت: جَمِّلُوا واجْتَمِلْ. أي: أطْعِمْنَا الجَمَلَ، واطْعَمْ أنتَ منه. وكانتْ بَراقِشُ أكثَرَ قَوْمِهَا بعيراً، فأقْبَلَ لُقْمَانُ على إبِلِهَا، فأسْرَعَ فيها، وفَعَلَ ذلك بَنُو أبيه، لَمَّا أكلوا لَحْمَ الجَزُورِ. فقيل: "على أهْلِهَا تَجْنِي بَراقِشُ".
وبَراقِشُ وهَيْلاَنُ: جَبَلانِ، أو وادِيَانِ، أو مَدينَتانِ عادِيَّتانِ باليمنِ خَرِبَتَا.
وبَرْقَشَ عليَّ في الكلامِ: خَلَّطَهُ،
وـ في الأكلِ: أقْبَلَ عليه، أو خَلَطَهُ.
أو البَرْقَشَةُ: التَّفَرُّقُ، واخْتِلاَفُ لونِ الأَرْقَشِ،
وتَبَرْقَشَ لنا: تَزَيَّنَ بألْوانٍ مُخْتَلِفَةٍ.

الحَوْزُ

الحَوْزُ:
بالفتح ثم السكون، وزاي، من حزت الشيء حوزا إذا حصلته: وهي قرية من شرقي مدينة واسط قبالــتها متصلة بالحزّامين، وهي محلة تقابل واسطا من الجانب الشرقي ويقال له حوز برقة، ينسب إليها الأديب أبو الكرم خميس بن علي الحوزي، حدث عن أبي القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي وأبي منصور محمد النديم العكبري وأبي القاسم علي بن أحمد البسري وغيرهم من البغداديّين والواسطيين، قال أبو طاهر السلفي: كان خميس من حفّاظ الحديث المحققين بمعرفة رجاله ومن أهل الأدب البارع، وله من الشعر الغاية في الجودة، وفي شيوخه كثرة، وقد علقت عنه فوائد وسألته عن رجال من الرواة فأجاب بما أثبتّه في جزء ضخم وهو عندي، وقد أملى عليّ نسبه، وهو: خميس بن علي بن أحمد ابن علي بن إبراهيم بن الحسن بن سلامويه الحوزي، ومولده سنة 447، وكان إتقانه مما يعول عليه، وفي كتاب ابن نقطة: مولده سنة 442 في شعبان، ومات في شعبان أيضا سنة 510 بواسط. والحوز أيضا:
موضع بالكوفة، ينسب إليه أبو علي الحسن بن علي ابن زيد بن الهيثم الحوزي، حدث عن محمد بن الحسن النحاس، حدث عنه أبيّ النّرسي ومحمد بن علي بن
ميمون، وابنه أبو محمد يحيى بن الحسن بن علي بن زيد الحوزي، حدث عن محمد بن عبد الله بن هشام التيملي، حدث عنه أبيّ. والجوز أيضا: محلة بأعلى بعقوبا، ينسب إليها أبو محمد عبد الحق بن محمود بن أبي طاهر الفرّاش، سمع من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن مثاقيل، سمع منه ابن نقطة وذكره وقال: كان فقيها صالحا فاضلا.
الحَوْزُ: الجمعُ، وضمُّ الشيء،
كالحِيازَةِ والاحْتِيازِ، والسَّوْقُ اللَّيِّنُ، والشديدُ، ضِدٌّ، والسيْرُ اللَّيِّنُ، والمَوْضِعُ تُتَّخَذُ حَوالَيْهِ مُسَنَّاةٌ، والمِلْكُ، والنِّكاحُ، والإِغْراقُ في نَزْعِ القَوْسِ، ومَحَلَّةٌ بأَعْلى بَعْقُوبا، منها عبدُ الحَقِّ بنُ محمودٍ الفرَّاشُ الزاهِدُ،
وة بواسِطَ، منها خَميسُ بنُ عليٍّ شيخُ السِّلَفِيِّ،
وة بالكوفة، منها الحسنُ بنُ زيدِ بن الهَيْثَمِ، وبهاءٍ: الناحيةُ، وبَيْضَةُ المُلْكِ، وعِنَبٌ، وفَرْجُ المرأةِ، والطبيعةُ، ووادٍ بالحِجازِ.
وأولُ لَيْلَةِ تَوَجُّهِ الإِبِلِ إلى الماءِ: لَيْلَةُ الحَوْزِ، وقد حَوَّزَ تَحْويزاً.
والمُحاوَزَةُ: المُخالَطَةُ، والوَطْءُ.
والأَحْوَزِيُّ: الأَحْوَذِيُّ،
كالأَحْوَزِ، والأَسْوَدُ، والحَسَنُ السِّياقَةِ،
كالحُوزِيِّ، أو الحُوزِيُّ: الذي يَنْزِلُ وحْدَهُ ولا يُخالِطُ، ورجلٌ رَأْيُهُ وعَقْلُهُ مُدَّخَرٌ، والأَسْوَدُ.
وانْحَازَ عنه: عَدَلَ،
وـ القوْمُ: تَرَكوا مَرْكَزَهم إلى آخَرَ.
وتَحاوَزَ الفَرِيقانِ: انْحَازَ كلُّ واحدٍ عن الآخَرِ. و"حَوَّازُ القُلوبِ" في حديثِ ابنِ مسعودٍ: ما يَحُوزُها ويَغْلِبُها، حتى تَرْكَبَ ما لا يُحَبُّ.
ويُرْوى: حَوازُّ: جمعُ حازَّةٍ، وهي الأُمورُ التي تَحُزُّ في القُلوبِ، وتَحُكُّ، وتُؤَثِّرُ، ويَتَخالَجُ فيها أن تكونَ مَعَاصِيَ، لفَقْدِ الطُّمَأنِينَة إليها.
وتَحَوَّز: تَلَوَّى،
كتَحَيَّزَ، وتَنَحَّى.
والحُوزِيَّةُ، بالضم: الناقةُ المُنْحازَةُ عن الإِبِلِ، أو التي عندَها سَيْرٌ مَذْخُورٌ، أو التي لها خَلَقَةٌ انْقَطَعَتْ عن الإِبِلِ في خَلَقَتِها وفَراهَتِها، كما تقولُ: مُنْقَطِعُ القَرينِ.
والحُوَيْزاءُ: الذَّخيرةُ تَطْويها عن صاحِبِكَ.
وحَوْزانُ وحَوْزُ: قَرْيتانِ.
والحُوَيْزَةُ، كدُوَيْرة: قَصَبَةٌ بِخُوزِسْتانَ، منها: أحمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدٍ الفَقيهُ الشاعرُ، وابنهُ حسنٌ شاعرٌ، وعبدُ اللهِ بنُ الحسنِ، وأحمَدُ بنُ عباس المُحَدِّثانِ، ومحمودُ بنُ إسماعيلَ الحُوَيْزانِيُّ الخَطيبُ المُحدِّثُ، كأنه من تَغْييرِالنَّسَبِ.
وحُوَيْزَةُ، كجُهَيْنَةَ: ممَّنْ قاتلَ الحُسَيْنَ. وبَدْرُ بنُ حُوَيْزَةَ: محدِّثٌ. وككَتَّانٍ: رجلٌ. وكرُمَّانٍ: الجِعْلانُ الكِبارُ.
والحَوْزاءُ: الحَرْبُ التي تَحُوزُ القومَ. وهِلالُ بنُ أحْوَزَ: قاتِلُ جَهْمِ بنِ صَفْوَانَ.

وقَعَ

وقَعَ يَقَعُ، بفتحِهِما، وُقُوعاً: سَقَطَ،
وـ القولُ عليهم: وجَبَ،
وـ الحَقُّ: ثَبَتَ،
وـ الإِبِلُ: بَرَكَتْ،
وـ الدَّوابُّ: رَبَضَتْ،
وـ رَبيعٌ بالأرْضِ: حَصَلَ، ولا يقالُ: سَقَطَ،
وـ الطَّيْرُ: إذا كانت على شَجَرٍ أو أرضٍ فَهُنّ وُقُوعٌ ووُقَّعٌ، وقد وَقَعَ الطائِرُ وُقُوعاً، وإنه لحَسَنُ الوِقْعَةِ، بالكسر.
والوَقْعُ: وقْعَةُ الضَّرْبِ بالشيءِ، والمَكانُ المُرْتَفِعُ من الجَبَلِ، والسَّحابُ المُطْمِعُ أو الرَّقيقُ،
كالوَقِعِ، ككتِفٍ، وسُرْعَةُ الانْطِلاقِ والذَّهابِ، وبالتَّحْريكِ: الحِجارَةُ، الواحِدَةُ: بهاءٍ، والحَفاءُ.
وقد وَقِعَ، كوَجِلَ: اشْتَكَى لَحْمَ قَدَمِهِ من غِلَظِ الأرضِ والحِجارَةِ.
والوَقْعَةُ بالحَرْبِ: صَدْمَةٌ بعدَ صَدْمَةٍ، والاسمُ: الوَقيعَةُ والواقِعَةُ.
ووَقائِعُ العَرَبِ: أيامُ حُرُوبها.
والواقِعَةُ: النازِلَةُ الشَّديدَةُ، والقيامَةُ.
ومَواقِعُ القَطْرِ: مَساقِطُهُ.
ومَوْقَعَةُ الطائِرِ، وتُكْسَرُ قافُهُ: مَوْضِعٌ يَقَعُ عليه.
والمَوْقَعَةُ، كمَرْحَلَةٍ: جَبَلٌ.
والمُوَيْقِعُ: ع بين الشامِ والمدينةِ، على ساكِنِها الصلاةُ والسلامُ.
والمِيقَعَةُ، بكسر الميمِ: خَشَبَةُ القَصَّارِ يَدُقُّ عليها، والمِطْرَقَةُ، والمَوْضِعُ الذي يألَفُهُ البازِي، والمِسَنُّ الطَّويلُ.
وقد وقَعْتُهُ بالمِيقَعَةِ، فهو وَقيعٌ: حَدَدْتُهُ بها.
والحافِرُ الوَقيعُ والمَوْقُوعُ: الذي أصابَتْهُ الحِجارَةُ فَوَقَعَتْهُ ورَقَّقَتْهُ.
والوَقيعَةُ: نُقْرَةٌ في جَبَلٍ أو سَهْلٍ يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ، ج: وِقاعٌ ووَقائِعُ،
وـ: القِتالُ، وغَيبَةُ الناسِ.
ومَوْقوعٌ: ماءٌ بناحِيَةِ البَصْرَةِ،
وع. وكقَطَامِ: كَيَّةٌ مُدَوَّرَةٌ على الجاعِرَتَيْنِ.
وقد وقَعْتُهُ، كوَضَعْتُه: كوَيْتُه وقَاعِ.
وأرضٌ وقِيعَةٌ: لا تَكادُ تُنَشِّفُ الماءَ.
وأمْكِنَةٌ وُقُعٌ، بَيِّنَةُ الوَقائِعِ.
والأَوْقَعُ: شِعْبٌ.
والوَقَعَةُ، محرَّكةً: بَطْنٌ من سَعْدِ بنِ بَكْرٍ. وكشَدَّادٍ: غُلامٌ للفَرَزْدَقِ كانَ يُوَجِّهُه في قَبائِحَ.
ورجُلٌ وقَّاع ووَقَّاعَةٌ: يَغْتابُ الناسَ.
ورجلٌ واقِعَةٌ: شُجاعٌ.
وواقِعٌ: فَرَسُ رَبيعةَ بنِ جُشَمَ النَّمَرِيِّ، وابنُ سَحْبان المُحَدِّثُ.
والنَّسْرُ الواقعُ: نَجْمٌ، كأَنه كاسِرٌ جَناحَيْهِ من خَلْفِه حِيالَ النَّسْرِ الطائِرِ قُرْبَ بَناتِ نَعْشٍ.
ووُقِعَ في يدِه، كعُنِي: سُقِطَ. ويأكلُ الوَجْبَةَ،
ويَتَبَرَّزُ الوَقْعَةَ: يأكلُ مَرَّةً، ويَتَغَوَّطُ مَرَّةً.
وأوْقَعَ بهم: بالَغَ في قِتالِهِم،
كوَقَعَ، كوَضَعَ،
وـ الرَّوْضَةُ: أمْسَكَتِ الماءَ.
والإِيقاعُ: إيقاعُ ألْحانِ الغناءِ، وهو أن يُوقِعَ الأَلْحانَ ويَبْنِيَها.
ومُوقِعٌ، بالضم: قبيلةٌ.
والتَّوْقيعُ: ما يُوَقَّعُ في الكِتابِ، يقالُ: السُّرُورُ تَوْقيعٌ جائزٌ،
وـ: تَظَنِّي الشيءِ وتَوَهُّمُه، ورَمْيٌ قَريبٌ لا تُباعِدُه، كأَنكَ تُريدُ أن تُوقِعَه على شيءٍ، وإقبالُ الصَّيْقَلِ على السيفِ بمِيقَعَتِه يُحَدِّدُه، والتَّعْريسُ، ونَوْعٌ من السَّيْرِ شِبْهُ التَّلْقِيفِ، وهو رَفْعُهُ يَدَه إلى فَوْقُ.
ووَقَعَتِ الحِجارةُ الحافِرَ: قَطَّعَتْ سَنابِكَهُ تَقْطيعاً.
وإذا أصابَ الأرضَ مَطَرٌ مُتَفَرِّقٌ، أو أخْطأ فذلك: تَوْقيعٌ في نَبْتِها. وكمُعَظَّمٍ: مَن أصابَته البَلايا، والمُذَلَّلُ من الطُّرُقِ، والبعيرُ تَكْثُرُ آثارُ الدَّبَرِ عليه، والسِّكِّينُ المُحَدَّدُ.
والنِّصالُ المُوَقَّعَةُ: المَضْروبَةُ بالمِيقَعَةِ، أي: المِطْرَقَةِ. وكمُحَدِّثٍ: الخفيفُ الوَطْءِ.
واسْتَوْقَعَ: تَخَوَّفَ،
وـ السيفُ: أتَى له الشَّحْذُ،
وـ الأمْرَ: انْتَظَرَ كَوْنَه،
كتَوَقَّعَه.
وواقَعَه: حاربَه،
وـ المرأةَ: باضَعَها، وخالَطَها.

الصُّفْرَةُ

الصُّفْرَةُ، بالضم: م، والسَّوادُ، ضِدٌّ، وقد اصْفَرَّ واصْفارَّ، فهو أصْفَرُ،
وع باليَمامةِ، وبالفتح: الجَوْعَةُ.
والجائعُ: مَصْفُورٌ ومُصَفَّرٌ، كمُعَظَّمٍ.
والأَصفرانِ: الزَّعْفَرانُ والذَّهَبُ، أو والوَرْسُ، أو والزَّبِيبُ.
والصَّفْراءُ: الذَّهَبُ، والمِرَّةُ المعروفةُ، والجَرادةُ إذا خَلَتْ من البَيْضِ، ونَبْتٌ سُهْلِيٌّ رَمْلِيٌّ ورَقُهُ كالخَسِّ، وفَرَسُ الحارِثِ الأَصْحَمِ، ومُجاشِعٍ السُّلَمِيِّ، ووادٍ بين الحَرَمَيْنِ، والقَوْسُ من نَبْعٍ.
وصَفَّرَهُ تَصْفِيراً: صَبَغَه بِصُفْرَةٍ.
والمُصَفِّرَةُ، كمحدثةٍ: الذينَ عَلاَمَتُهم الصُّفْرَةُ.
والصُّفْرِيَّةُ، بالضم: تَمْرٌ يَمانِيٌّ يُجَفَّفُ بُسْراً فَيَقَعُ مَوْقِعَ السُّكَّرِ في السَّوِيقِ. وكغُرابٍ: يَبِيسُ البُهْمَى، وبِهاءٍ: ما ذَوِيَ من النباتِ.
والصَّفَرُ، بالتحريكِ: داءٌ في البَطْنِ يُصَفِّرُ الوجهَ، وتأخيرُ المُحَرَّمِ إلى صَفَرَ، ومنه: "لاَ صَفَرَ"، أو من الأوَّل لزَعْمِهِم أنه يُعْدِي، والعَقْلُ، والعَقْدُ، والرُّوعُ، ولُبُّ القَلْبِ، وحَيَّةٌ في البَطنِ تَلْزَقُ بالضُّلُوعِ فَتَعَضُّها، أو دابَّةٌ تَعَضُّ الضُّلوعَ والشَّرَاسِيفَ، أو دُودٌ في البطنِ،
كالصُّفارِ، بالضم: والجُوعُ.
وصَفَرٌ: الشَّهْرُ بعدَ المُحَرَّمِ، وقدْ يُمْنَعُ
ج: أصْفَارٌ، وجَبَلٌ من جِبالِ مَلَلٍ.
والصَّفَرانِ: شَهْرانِ من السَّنةِ، سُمِّيَ أحدُهُما في الإِسلامِ المُحَرَّمَ. وكغُرابٍ: الماءُ الأَصْفَرُ يَجْتَمِعُ في البطنِ، وصُفِرَ، كعُنِيَ، صَفْراً، والقُرادُ، وما بَقِيَ في أصولِ أسنانِ الدَّابَّةِ من التِّبْنِ وغيرِهِ، ويكسرُ، ودُوَيبَّةٌ تكونُ في الحوافِرِ والمَناسِمِ.
والصُّفْرُ، بالضم: من النُّحاسِ.
وصانِعُهُ: الصَّفَّارُ، وع، والذَّهَبُ، والخالي، ويُثَلَّثُ وككتِفٍ وزُبُرٍ
ج: أصْفارٌ.
وإناءٌ أصْفارٌ: خالٍ. وآنِيَةٌ صُفْرٌ، وقد صَفِرَ، كفَرِحَ، صَفَراً وصُفُوراً، فهو صَفِرٌ.
وصَفِرَتْ وِطابُهُ: ماتَ.
وأصْفَرَ: افْتَقَرَ،
وـ البيتَ: أخْلاهُ،
كصَفَّرَهُ.
والصُّفْرِيَّةُ، بالضم، ويكسرُ: قَوْمٌ من الحَرُورِيَّةِ، نُسِبوا إلى عبدِ اللهِ بنِ صَفَّارٍ، ككَتَّانٍ، أو إلى زِياد بن الأَصْفَرِ، أو إلى صُفْرَةِ ألوانِهِم، أو لِخُلُوِّهِم من الدِّينِ. والمَهالِبةُ نُسِبوا إلى آلِ أبِي صُفْرَةَ.
والصَّفَرِيَّةُ، محركةً: نباتٌ في أولِ الخرِيف، أو هي تَوَلِّي الحَرِّ وإقْبالُ البَرْدِ، أو أولُ الأَزْمِنَة، وتكونُ شَهْراً، ونِتاجُ الغَنَمِ مع طُلوعِ سُهَيْلٍ،
كالصَّفَرِيِّ، محركةً فيهما.
والصافِرُ: اللِّصُّ، وطَيْرٌ جَبانٌ، وكُلُّ ذِي صَوْتٍ من الطَيْرِ، وكُلُّ ما لا يَصيدُ من الطَّيْرِ.
وما بها صافِرٌ: أحدٌ.
والصَّفَّارَةُ، كجَبَّانَةٍ: الاسْتُ، وهَنَةٌ جَوْفَاءُ من نُحاسٍ يَصْفِرُ فيها الغُلامُ للحَمَامِ أو للحِمارِ لِيَشْرَبَ.
والصَّفِيرَةُ والضَّفِيرَةُ: ما بينَ أرضَيْن، وبلا هاءٍ: من الأَصْواتِ،
وقد صَفَرَ يَصْفِرُ صَفِيراً وصَفَّرَ،
وـ بالحِمارِ: دَعاهُ للماءِ.
وبَنُو الأَصْفَرِ: مُلوكُ الرُّومِ، أولادُ الأَصْفَرِ بنِ رُومِ بنِ يَعْصُو بنِ إسْحَاقَ، أو لأَنَّ جَيْشاً من الحَبَشِ غَلَبَ عليهم، فَوَطِئَ نِساءَهُمْ، فَوُلِدَ لهم أولادٌ صُفْرٌ.
ومَرْجُ الصُّفَّرِ، كسُكَّرٍ: ع بالشأمِ.
والصَّفارِيتُ: الفُقَراءُ.
وهو مُصَفِّرُ اسْتِهِ، أي: ضَرَّاطٌ.
وصَفُّورِيَّةُ، كعَمُّورِيَّةَ: د بالأُرْدُنِّ.
والصُّفُورِيَّةُ، بالضم وشَدِّ الياءِ: جِنْسٌ من النباتِ.
وصَفُوراءُ أو صَفُورَةُ أو صَفُورِياءُ: بِنْتُ شُعَيبٍ، عليه السلام، تزوجها موسى، صلواتُ الله عليه.
والأَصافِرُ: جِبالٌ.
وصُفْرَةُ، بالضم مَعْرِفَةً: عَلَمٌ للعَنْز.
والصَّفْراواتُ: بين الحَرَمَيْنِ. قُربَ مَرِّ الظَّهْرانِ. 

الشِّبْرُ

الشِّبْرُ: مذكر تصغيره شُبَيْرٌ، وجمعه ثلاثة أشبار.
الشِّبْرُ، بالكسر: ما بين أعْلَى الإِبْهامِ وأعْلَى الخِنْصَرِ، مُذَكَّرٌ
ج: أشْبارٌ.
وقصيرُ الشِّبْرِ: مُتقارِبُ الخَلْقِ.
وقِبالُ الشِّبْرِ: الحَيَّةُ، وبالفتح: كَيْلُ الثوبِ بالشِّبرِ، والإِعْطاءُ،
كالإِشْبارِ، وحَقُّ النِّكاحِ، وطَرْقُ الجَمَلِ وضِرابُهُ، والنِّكاحُ، والعُمْرُ، ويكسرُ، والقَدُّ. وشَبْرُ بنُ صَعْفوقٍ، ويُحَرَّكُ: صحابِيُّ. وبِشْرُ بنُ شَبْرٍ: تابعيٌّ من أصحابِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، رضي الله عنه. وشَبْرُ بنُ عَلْقَمَةَ: تابِعيٌّ. وشَبْرٌ الدارِمِيُّ: جَدٌّ لِهَنَّادِ بنِ السَّرِيِّ، وبالكسر: ابنُ مُنْقِذٍ الأعورُ، شاعرٌ تابعيٌّ، وبالتحريك: العَطِيَّةُ، والخيرُ، وشيءٌ يَتعاطاهُ النَّصارَى كالقُرْبانِ أو القُرْبانُ بعينِهِ، والأَجْسامُ، والقُوَى، والإِنْجِيلُ.
والمَشْبُورَةُ: السَّخِيَّةُ. وكتَنُّورٍ: البُوقُ.
والمَشابِرُ: حُزُورٌ في ذِراعٍ يُتَبايَعُ بها، وأنهارٌ تَنْخَفِضُ فَيَتأدى إليها الماءُ من مَواضِعَ، جَمْعُ مَشْبَرٍ ومَشْبَرَةٍ.
والأُشْبُورُ، بالضم: سَمَكٌ.
وشَبِرَ، كفَرِحَ: بَطِرَ.
وشَبَّرُ، كبَقَّمٍ،
وشَبِّيرٌ، كقَمِّيرٍ،
ومُشَبِّرٌ، كمحدثٍ: أبْناءُ هارونَ عليه السلامُ، قيلَ: وبأسمائهم سَمَّى النبي، صلى الله عليه وسلم، الحسنَ والحُسينَ والمُحَسِّنَ.
وشَبَّرَ تَشْبيراً: قَدَرَ،
وـ فلاناً فَتَشَبَّرَ: عَظَّمَهُ فَتَعَظَّمَ.
وتَشابَرَا: تَقارَبا في الحربِ. وشَابُورُ: اسمٌ.
ورَجُلٌ شابِرُ الميزانِ: سارِقٌ.
وشَبْرَى، كسَكْرَى: ثلاثةٌ وخمسونَ مَوْضِعاً كلُّها بِمصْرَ، منها: عشرةٌ بالشرقِيَّةِ، وخَمْسَةٌ بالمُرْتاحِيَّةِ، وسِتَّةٌ بِجَزيرَةِ قُوَيْسِنا، وإِحدى عشرةَ بالغَرْبِيَّةِ، وسبعةٌ بالسَّمَنُّودِيَّةِ، وثلاثةٌ بالمَنُوفِيَّةِ، وثلاثةٌ بِجَزيرَةِ بَنِي نَصْر، وأربعةٌ بالبُحَيْرَةِ، واثنانِ بِرَمْسِيسَ، واثنانِ بالجِيزِيَّةِ.
وشَبَّرَةُ، كبَقَّمَةٍ: جَدُّ أحمدَ بنِ محمدٍ العابِدِ النَّيْسابورِيِّ.

الدَّرُّ

الدَّرُّ: النَّفْسُ، واللَّبَنُ،
كالدِّرةِ، بالكسرِ، وكثْرَتُهُ،
كالاسْتِدْرارِ، يَدُرُّ ويَدِرُّ. والدِّرَّةُ، بالكسرِ: الاسمُ.
ولله دَرُّهُ، أي: عَمَلُهُ.
ولا دَرَّ دَرُّهُ: لا زَكَى عَمَلُهُ.
ودَرَّ النَّباتُ: الْتَفَّ.
وـ الناقَةُ بِلَبَنِها: أدَرَّتْهُ،
وـ الفرسُ يَدِرُّ دَريراً: عَدَا شَديداً، أو عَدْواً سَهْلاً،
وـ العَرَقُ: سالَ،
وكذا ـ السماءُ بالمَطَرِ دَرًّا ودُرُوراً، فهي مِدْرارٌ،
وـ السُّوقُ: نَفَقَ مَتاعُها،
وـ الشيءُ: لاَنَ،
وـ السَّهْمُ دُرُوراً: دَارَ دَوَرَاناً على الظُّفُرِ، وصاحِبُه أدَرَّهُ،
وـ السراجُ: أضاءَ، فهو دارٌّ ودَريرٌ،
وـ الخَراجُ دَرّاً: كَثُرَ إِتاؤُهُ،
وـ وَجْهُكَ: حَسُنَ بعدَ العِلَّةِ، يَدَرُّ، بالفتح فيه نادِرٌ.
والدِّرَّةُ، بالكسر: التي يُضْرَبُ بها، والدَّمُ، وسَيَلانُ اللَّبَنِ، وكثْرَتُهُ، وبالضم: اللُّؤْلُؤَةُ العظيمةُ
ج: دُرٌّ ودُرَرٌ ودُرَّاتٌ. ودُرٌّ: من أعلامِ الرجالِ. ودُرَّةُ بنتُ أبي لهبٍ، وبنتُ أبي سَلَمَةَ: صحابيَّتانِ.
و {كوكبٌ دُرِّيٌّ} . مُضيءٌ، ويُثَلَّثُ.
ودُرِّيُّ السَّيْفِ: تلَأْلُؤُهُ وإشْرَاقُهُ.
ودَرَرُ الطريقِ، محركةً: قَصْدُهُ،
وـ البَيْتِ: قُبالَــتُهُ،
وـ الريحِ: مَهَبُّهَا.
ودَرٌّ: غَدِيرٌ بِدِيارِ بني سُلَيمٍ.
والدَّرَّارَةُ: المِغْزَلُ.
وأدَرَّتِ المِغْزَلَ، فهي مُدِرَّةٌ ومُدِرٌّ: فَتَلَتْه شديداً حتى كأنه واقِفٌ من دَوَرَانِهِ،
وـ الناقَةُ: دَرَّ لَبَنُها،
وـ الشيءَ: حركهُ،
وـ الريحُ السَّحابَ: جَلَبَتْه.
والدَّريرُ، كأميرٍ: المُكْتَنِزُ الخَلْقِ المُقْتَدِرُ، أو السريعُ من الدوابِّ.
وناقَةٌ دَرُورٌ ودَارٌّ: كثيرةُ الدرِّ. وإِبِلٌ دُرُرٌ ودُرَّرٌ ودُرَّارٌ.
والدَّوْدَرَّى، كيَهْيَرَّى: الذي يَذْهَبُ ويَجيءُ في غيرِ حاجةٍ، والآدَرُ، والطويلُ الخُصْيَتَيْنِ،
كالدَّرْدَرَّى.
والتَّدِرَّةُ: الدَّرُّ الغَزيرُ.
والدُّرْدُرُ، بالضم: مَغارِزُ أسنانِ الصبيِّ، أو هي قَبْلَ نباتِها وبعدَ سًقُوطِها. و"أعْيَيْتَنِي بِأُشُرٍ، فكَيْف بِدُرْدُرٍ"، أي: لم تَقْبَلِ النُّصْحَ شَابّاً، فكيف وقد بَدَتْ دَرَادِرُكَ كِبَرَاً.
والدُّرْدُورُ: موضعٌ وسطَ البَحرِ، يَجِيشُ ماؤُهُ، ومَضِيقٌ بساحِلِ بحرِ عُمانَ.
وتَدَرْدَرَتِ اللَّحْمَةُ: اضْطَرَبَتْ.
ودَرْدَرَ البُسْرَةَ: لاكَها.
واسْتَدَرَّتِ المعْزَى: أرَادَتِ الفَحْلِ.
والدَّرْدارُ: صَوْتُ الطَّبْلِ، وشَجَرٌ.
ودُرَيْراتٌ: ع. ودُهْدُرَّيْنِ: في دهْدَرَ.

صَدَّ

صَدَّ عنه صُدوداً: أعْرَضَ،
وـ فلاناً عن كذا صَدَّاً: مَنَعَهُ، وصَرَفَهُ،
كأَصَدَّهُ.
وصَدَّ يَصُدُّ ويَصِدُّ صَديداً: ضَجَّ.
ودارِي صَدَدَ دارِهِ، أي: قُبالَــتَهُ، وقُرْبَهُ، نُصِبَ على الظَّرْفِ،
والصَّديدُ: ماءُ الجُرْحِ الرَّقيقُ، والحَميمُ أُغْلِيَ حتى خَثُرَ خَثِرَ.
والتَّصْديدُ: التَّصْفيقُ.
والتَّصَدُّدُ: التَّعَرُّضُ، وتُبْدَلُ الدالُ ياءً فيقالُ:
التَّصَدِّي والتَّصْدِيَةُ.
والصُّدَّادُ، كرُمَّانٍ: الحَيَّةُ، ودُويْبَّةٌ، أو سامُّ أبْرَصَ، ج: صَدائِدُ، والطَّريقُ إلى الماءِ.
وككِتابٍ: ما اصطَدَّتْ به المرأةُ، وهو: السِّتْرُ،
وصَدَّاءُ، كعَدَّاءٍ: لُغَةٌ في "صَدْآءَ".
والصَّدُّ، ويُضَمُّ: الجَبَلُ، وناحِيَةُ الوادِي.
والصُّدَّانِ، بالضم: شَرْخا الفَرْقِ.
والصَّدودُ، كصَبورٍ: المِجْوَلُ، وما دَلَكْتَهُ على مِرْآةٍ فكَحَلْتَ به عَيْناً.
وصَدْصَدُ: امرأةٌ.
وصُداصِدٌ، كعُلابِطٍ: جَبَلٌ لهُذَيْلٍ.
وأصَدَّ الجُرْحُ: قَيَّحَ.

الحمل

الحمل:
[في الانكليزية] Lamb ،Aries
[ في الفرنسية] Agneau ،Belier

بفتح الحاء والميم في اللغة وقيل:
الخروف الصغير إلى أن يبلغ الحول. حتى دون التسعة أشهر. كذا في بحر الجواهر. وعند أهل الهيئة اسم برج من البروج الربيعية. وأول الحمل نقطة في أوله مسمّاة بنقطة الاعتدال الربيعي. ومعنى أول الحمل من المائل وأول الحمل من معدّل المسير مذكور في لفظ الوسط.
الحمل:
[في الانكليزية] Attribution of a predicate
[ في الفرنسية] Attribution d'un predicat
بالفتح والسكون في عرف العلماء هو اتحاد المتغايرين ذهنا في الخارج. فقولهم ذهنا تمييز من النسبة في المتغايرين. وقولهم في الخارج ظرف الاتحاد، ومعناه أنّ الحمل اتحاد المتغايرين ذهنا أي في الوجود الظلّي الذي هو العلم في الخارج، أي في الخارج عن الوجود الذهني الذي يتغايران فيه، سواء كان ذلك الخارج وجودا خارجيا محقّقا أو مقدرا، أو كان وجودا ذهنيا أصليا محققا أو مقدرا. فالأول كالحيوان والناطق المتّحدين في ضمن وجود زيد. والثاني كجنس العنقاء وفصله المتّحدين في ضمن وجود فرده المقدّر. والثالث كوجود جنس العلم وفصله في ضمن فرد منه كالعلم بالإنسان.

موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج 1 716 الحمل: ..... ص: 716

لفتح والسكون في عرف العلماء هو اتحاد المتغايرين ذهنا في الخارج. فقولهم ذهنا تمييز من النسبة في المتغايرين. وقولهم في الخارج ظرف الاتحاد، ومعناه أنّ الحمل اتحاد المتغايرين ذهنا أي في الوجود الظلّي الذي هو العلم في الخارج، أي في الخارج عن الوجود الذهني الذي يتغايران فيه، سواء كان ذلك الخارج وجودا خارجيا محقّقا أو مقدرا، أو كان وجودا ذهنيا أصليا محققا أو مقدرا. فالأول كالحيوان والناطق المتّحدين في ضمن وجود زيد. والثاني كجنس العنقاء وفصله المتّحدين في ضمن وجود فرده المقدّر. والثالث كوجود جنس العلم وفصله في ضمن فرد منه كالعلم بالإنسان.
والرابع كشريك الباري ممتنع فإنّهما متّحدان بالوجود الذهني المقدّر، ثم ذلك الاتحاد أعمّ من أن يكون بالذات كما في الذاتيات أو بالعرض كما في العرضيات والعدميات.
فالحاصل أنّ الحمل اتحاد المتغايرين مفهوما أي وجودا ظليا في الوجود المتأصّل المحقق أو المفروض. ولا شك أنّ المتأصّل في الوجود هو الأشخاص فتعيّن للموضوعية، والمفهومات للحملية، وهذا أمر خارج عن مفهوم الحمل.
وبعبارة أخرى الحمل اتحاد المتغايرين في نحو من التعقّل بحسب نحو آخر من الوجود اتحادا بالذات أو بالعرض، وهو إمّا يعنى به أنّ الموضوع بعينه المحمول فيسمّى الحمل الأوّلي، وقد يكون نظريا أيضا. أو يقتصر فيه على مجرّد الاتحاد في الوجود فيسمّى الحمل الشائع المتعارف وهو المعتبر في العلوم. وقد يقسم بأنّ نسبة المحمول إلى الموضوع إمّا بواسطة ذو أوله أو في فهو الحمل بالاشتقاق أو بلا واسطة وهو الحمل بالمواطأة. بالجملة حمل المواطأة أن يكون الشيء محمولا على الموضوع بالحقيقة أي بلا واسطة كقولنا الإنسان حيوان. وفسّر الشيخ الموضوع بالحقيقة بما يعطي موضوعه اسمه وحده كالحيوان، فإنّه يعطي للإنسان اسمه فيقال الإنسان حيوان، ويعطيه حدّه فيقال الإنسان جسم نام حسّاس متحرّك بالإرادة. وحمل الاشتقاق أن لا يكون محمولا عليه بالحقيقة بل ينسب إليه كالبياض بالنسبة إلى الإنسان، فلا يقال الإنسان بياض بل ذو بياض أو أبيض، وحينئذ يكون محمولا عليه بالمواطأة. ومنهم من يسمّى الأول حمل تركيب والثاني حمل اشتقاق، والواسطة على الأول كلمة ذو وعلى الثاني الاشتقاق لاشتماله على معنى كلمة ذو. وزيد يمشي أو مشى بمعنى زيد ذو مشي في الحال أو الاستــقبال أو الماضي، وكذا مشى زيد ويمشي زيد فإنّ الحمل إنّما يظهر بذلك التأويل. وربما يفسّر حمل المواطأة بحمل هو هو والاشتقاق بحمل هو ذو هو. وقال الإمام في الملخّص حمل الموصوف على الصفة كقولنا المتحرك جسم يسمّى حمل المواطأة، وحمل الصفة على الموصوف كقولنا الجسم متحرّك يسمّى حمل الاشتقاق ولا فائدة في هذا الاصطلاح. ولذا كان المتعارف هو الاصطلاح على المعنى الأول السابق على كلام الإمام، فإنّ مرجع التفاسير الثلاثة إلى شيء واحد عند التحقيق. هذا كلّه خلاصة ما حقّقه المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية وصاحب السلم في المحصورات، وصاحب شرح المطالع والسيّد السّند في حاشية شرح المطالع في مبحث الكلّيات.
اعلم أنّ إطلاق الحمل على حمل المواطأة وحمل الاشتقاق على هذا بالاشتراك المعنوي. والأشبه أنّ إطلاقه عليهما بالاشتراك اللفظي، هكذا ذكر صاحب السلّم. وظاهر كلام مرزا زاهد في حاشية شرح المواقف يدل على الاشتراك اللفظي حيث قال في المقصد العاشر من مرصد الماهية: إنّ الحمل يطلق على ثلاثة معان. الأول الحمل اللغوي وهو الحكم بثبوت الشيء للشيء وانتفاؤه عنه، وحقيقته الإذعان والقبول. والثاني الحمل الاشتقاقي ويقال له الحمل بوجود في وتوسّط ذو، وحقيقته الحلول بمعنى الاختصاص الناعت، وهو ليس مختصا بمبادئ المشتقّات، بل يجري في المشتقات أيضا. فإنّ العرض أعمّ من العرضي كما تقرّر.
فإن قلت المال محمول على صاحبه بتوسّط ذو مع أنّه ليس حالا فيه؟ قلت المحمول في الحقيقة هو إضافة بين المال والمالك. والثالث حمل المواطأة ويقال له الحمل بقول على وحقيقته الهوهو، فلا محالة يستدعي وحدة باعتبار وكثرة باعتبار آخر، سواء كانت الوحدة بالذات أو بالعرض، وسواء كانت جهة الوحدة الوجود أو غيره، فإنّه يجري في الهوهو جميع أقسام الوحدة المفارقة للكثرة وجميع جهاتها. لكنّ المتعارف خصّص جهة الوحدة بالوجود سواء كان وجودا بالذات كما في حمل الحيوان على الإنسان وحمل الضاحك عليه، أو وجودا بالعرض كما في حمل الضاحك على الكاتب وحمل اللّاكاتب على الأعمى. وسواء كان وجودا خارجيا كما في القضايا الخارجية أو وجودا ذهنيا كما في القضايا الذهنية، أو مطلق الوجود كما في القضايا الحقيقية. فحمل المواطأة يرجع إلى اتحاد المتغايرين في نحو من أنحاء الوجود بحسب نحو آخر به سواء كان اتحادا بالذات كما في حمل الذاتيات أو بالعرض كما في حمل العرضيات. فإنّ الذات والذاتي متّحدان بحسب الحقيقة والوجود، والمعروض والعرضي متغايران بحسبهما. وربما يطلق حمل المواطأة على مصداقه من حيث إنّه مصداق. فإن قيل حمل الطبيعة على الفرد حمل بالذات لكونها ذاتية له، وحمل الفرد عليها حمل بالعرض لكونه خارجا عنها مع أنّ كلا منهما يوجد بوجود واحد. قلنا الأحكام تختلف باختلاف الجهات فذلك الوجود من حيث إنّه للفرد ينسب إلى الطبيعة التي هي من ذاتياته، فيقع حمل بالذات. ومن حيث إنّه للطبيعة ينسب إلى الفرد الذي هو من خواصّها بالعرض فيقع حمل بالعرض. ثم حمل المواطأة ينقسم إلى قسمين. الأول الحمل الأولي وهو يفيد أنّ المحمول هو نفس عنوان حقيقة الموضوع.
وإنّما سمّي حملا أوليا لكونه أولي الصدق أو الكذب. ومن هذا القبيل حمل الشيء على نفسه. وهو إمّا مع تغاير الطرفين بأن يؤخذ أحدهما مع حيثية، والآخر مع حيثية أخرى.
وإمّا بدون التغاير بينهما بأن يتكرّر الالتفات إلى شيء واحد ذاتا واعتبارا. والأول صحيح غير مفيد، والثاني غير صحيح غير مفيد ضرورة أنّه لا تعقل النسبة إلّا بين الشيئين ولا يمكن أن يتعلّق بشيء واحد التفاتان من نفس واحدة في زمان واحد. لا يقال فحينئذ حمل الشيء على نفسه لا يكون حملا بالذات لأنّ مصداق الحمل على ذلك التقدير فيه ليس نفس الموضوع فقط، بل مع أنّ حمل الإنسان على نفسه حمل بالذات، لأنّا نقول طبيعة الحمل تستدعي تغايرا بين الموضوع والمحمول. وما ذكروا أنّ نفس الموضوع إن كان كافيا في تحقّق الحمل، فحمل بالذات وإلّا فحمل بالعرض، فهو بعد ذلك التغاير فحمل الشيء على نفسه حمل بالذات، لأنّ بعد ذلك التغاير لا يحتاج إلى غيره.
والحق أنّ التغاير في مفهوم الحمل وهو هو.
والثاني الحمل الشائع المتعارف وهو يفيد أن يكون الموضوع من أفراد المحمول أو ما هو فرد لأحدهما فرد لآخر. وإنّما يسمّى بالمتعارف لتعارفه وشيوعه استعمالا. وهو ينقسم إلى حمل بالذات وهو حمل الذاتيات، وإلى حمل بالعرض وهو حمل العرضيات. وربّما يطلق الحمل المتعارف في المنطق على الحمل المتحقّق في المحصورات انتهى.
ثمّ إنّه ذكر في تلك الحاشية في مبحث عينية الوجود وغيريته أنّ الحمل بالذات أن يكون مصداق الحمل نفس ذات الموضوع من حيث هي، والحمل بالعرض أن يكون مصداق الحمل خارجا عنها. وهو إمّا أن تكون ذات الموضوع مع حيثية مأخوذة فيها كما في حمل الوجود على تقدير كونه زائدا. وإمّا أن تكون ذات الموضوع مع ملاحظة مبدأ المحمول كما في حمل الأوصاف العينية. وإمّا أن تكون ذات الموضوع مع ملاحظة أمر آخر مباين لها ومقابلة بينهما كما في حمل الاضافيات. وإمّا أن تكون ذات الموضوع مع ملاحظة أمر زائد بعدم مصاحبته لها كما في حمل العدميات. فمصداق حمل الوجود على تقدير العينية ذات الموضوع من حيث هي، وعلى تقدير الغيرية ذات الموضوع مع حيثية زائدة عليه عقلية كحيثية استناده إلى الجاعل انتهى.
اعلم أنّ الحمل فسّره البعض بالتغاير في المفهوم والاتحاد في الهوية. وهذا إنّما يصحّ في الذاتيات دون العرضيات مثل الإنسان أبيض لأنّ الهوية الماهية الجزئية. ولا شكّ أنّ الأبيض معتبر في هوية البياض دون الإنسان ودون الأمور العدمية نحو الإنسان أعمى، إذ ليس لمفهوم الأعمى هوية خارجية متّحدة بهوية الإنسان، وإلّا لكان مفهومه موجودا متأصّلا.
قيل إذا أريد مفهومه بحيث يعمّ الكلّ قيل معنى الحمل أنّ المتغايرين مفهوما متّحدان ذاتا، بمعنى أنّ ما صدق عليه ذات واحدة. وفيه أنّه لا يشتمل الحمل في القضايا الشخصية والطبعية، إلّا أن يحمل الصدق بحيث يشتمل صدق الشيء لنفسه؛ وأيضا الصدق هو الحمل فيلزم تعريف الشيء بنفسه، إلّا أن يقال التعريف لفظي. وقيل الحمل اتحاد المفهومين المتغايرين بحسب الوجود تحقيقا أو تقديرا وهو لا يشتمل الحمل في القضايا الذهنية. وقيل الحمل اتصاف الموضوع بالمحمول، وهو لا يشتمل حمل الذاتيات. والحقّ في معنى الحمل ما مرّ سابقا.
الحمل: ما اشتغل به الناقل، ذكره الحرالي.

السِّتُّ

السِّتُّ، م، أصْلُه: سِدْسٌ، فأُبْدِلَ السِّينُ تاءً، وأُدْغِمَ فيه الدالُ، وبالفتح: الكلامُ القَبيحُ، والعَيْبُ.
وسِتِّي، لِلمرأةِ، أي: ياسِتَّ جِهاتِي، أو لَحْنٌ، والصَّوابُ: سَيِّدَتِي، وبِنْتُ عُثمانَ الصَّابونيِّ المُحَدِّثَةُ.
وسُتَيْتَةُ: جَماعاتٌ مُحَدِّثاتٌ. وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ سَلامَةَ السُّتَيْتي: مُحَدِّثٌ.
وحِصْنُ ابن سِتِّينَ: قُبالَــةَ مَلَطْيَةَ. وسِتِّيَكْ بِنْتُ مَعْمَرٍ: حَدَّثَتْ، مُصَغَّرُ سِتِّي بالعَجَمِيَّةِ، وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ سَتَّةَ، بالفتح: مُحَدِّثٌ.

الشِّسْعُ

الشِّسْعُ، بالكسر: قبالُ النَّعْلِ،
كالشِّسعَنِّ والشِّسِعِ، بكسرتين، وطَرَفُ المكانِ، وما ضاقَ من الأرضِ، والبَقِيَّةُ من المالِ، وجُلُّهُ، وقَليلُه، ضِدٌّ، وماءَةٌ لبني شَمْخٍ.
وله شِسْعُ مالٍ، أي: قليلٌ منه، أو قِطْعَةٌ من الإِبِلِ والغَنَمِ قليلةٌ.
ورجلٌ شِسْعُ مالٍ: حَسَنُ القيامِ عليه.
وشَسَعَ المَنْزِلُ، كمنَع، شَسْعاً وشُسوعاً: بَعُدَ، فهو شاسِعٌ وشَسوعٌ، ج: شُسْعٌ، بالضم،
وـ النَّعْلَ شَسعاً: جَعَلَ لها شِسْعاً،
كأَشْسَعَها وشَسَّعَها.
وشَسِعَ الفرسُ، كفرحَ: صارَ بين ثَنِيَّتِه ورَباعِيَتِه انْفِراجٌ،
وـ النَّعْلُ: انْقَطَعَ شِسْعُه.
والشاسِعُ: الرجلُ المُنْقَطِعُ الشِّسْعِ.

وكُعَ

وكُعَ، ككرُمَ: لَؤُمَ، وصَلُبَ، واشْتَدّ. وسِقاءٌ، وقَلْبٌ، وفَرْوٌ،
وفَرَسٌ وكيعٌ: شديدٌ مَتينٌ،
أو قَلْبٌ وكيعٌ: فيه عيْنانِ تُبْصِرانِ، وأُذُنانِ سَمِيعَتانِ.
وفلانٌ وكيعٌ لَكيعٌ،
ووَكوعٌ لَكوعٌ: لَئيمٌ.
والوَكيعُ: الشاةُ تَتْبَعُها الغَنَمُ. ووكيعُ بنُ الجَرَّاحِ: رَوَى عن الثَّوْرِيِّ وطَبَقَتِه، ومَسْجِدُه خارِجَ فَيْدَ مَشْهورٌ ماتَ به، وابنُ مُحْرِزٍ، وابنُ عدسٍ أو حَدَسٍ: محدِّثانِ.
ووكَعَ أنْفَه، كوَضَعَ: وكَزَه،
وـ العَقْرَبُ: لَدَغَتْ،
وـ الحَيَّةُ: لَسَعَتْ،
وـ الدَّجاجةُ: خَضَعَتْ لِسِفادِ الدِّيكِ،
وـ البعيرُ: سَقَطَ وَجِعَاً،
وـ فلاناً بالأمرِ: بَكَّته،
وـ الشاةَ: نَهَزَ ضَرْعَها عندَ الحَلْبِ.
والوَكَعُ، مُحرَّكةً: إقْبالُ الإِبْهامِ على السَّبَّابةِ من الرِّجْلِ حتى يُرَى أصْلُه خارجاً كالعُقْدَة، وهو أوْكَعُ، وهي وَكْعاءُ.
والوَكْعاءُ: الحَمْقاءُ الوَجْعاءُ.
واسْتَوْكَعَتْ مَعِدَتُه: اشْتَدّت طَبِيعَتُه،
وـ السِّقاءُ: مُتِّنَ، واسْتَدّتْ مَخارِزُه.
والمِيكَعَةُ، بالكسرِ: سِكَّةُ الحِراثةِ، ج: مِيكَعٌ.
والمِيكَعُ: السِقاءُ الوَكيعُ.
ومَيْكَعانُ: ع لبني مازنٍ.
وواكَعَ الديكُ الدَّجاجةَ: سَفَدَها.
والأَوْكَعُ: الطويلُ الأحْمقُ.
وأوكعوا: سَمِنَتْ إبِلُهُم، وغَلُظَتْ واشْتَدّتْ،
وـ زيدٌ: قَلَّ خيرُه، وجاءَ بأمرٍ شديدٍ،
وـ الأمرُ: وَثُقَ، وتَشَدّدَ.
واتَّكَعَ، كافْتَعَلَ: اشْتَدَّ، أصْلُه: اوتَكَعَ.
وسِقاءٌ مُسْتَوْكِعٌ: لم يَسِلْ منه شيءٌ.

البسط

البسط: عند أهل الحقيقة: حال الرجاء وقيل وارد يوجب إشارة إلى قبول ورحمة وأنس.
البسط: توسعة المجتمع إلى حد غاية، قاله الحرالي. وقال الراغب: بسط الشيء نشره وتوسيعه، فتارة يتصور منه الأمران وتارة أحدهما، ومنه البساط فعال بمعنى مفعول وهو اسم لكل مبسوط. والبساط الأرض المتسعة، والبسيطة الأرض، واستعير البسيط لكل شيء لا يتصور فيه تركيب وتأليف ونظم، نحو {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ} . أي وسعه. وبسط الكف يستعمل تارة للطلب نحو {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ} ، وتارة للأخذ نحو {وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} ، وتارة للصولة والضرب نحو {وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} ، وتارة للبذل والإعطاء نحو {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} . وتارة لغير ذلك.
البسط:
[في الانكليزية] Joy ،simplification ،numerator ،fortune -telling
[ في الفرنسية] Joie ،simplification ،numerateur ،pratique de dire la bonne aventure (avec des lettres) ،onomancie
بسكون السين المهملة في اللغة گستردن، كما في الصّراح. وعند المحاسبين هو التجنيس، وهو جعل الكسور من جنس كسر معيّن، والحاصل من العمل يسمّى مبسوطا.

ومن هاهنا يقول المنجمون: البسط استخراج تقويم يوم واحد من تقويم خمسة أيام أو عشرة على ما وقع في الحلّ والعقد. وعند السالكين هو حال من الأحوال. ويقول في مجمع السلوك: القبض والبسط والخوف والرّجاء هي قريبة، ولكنّ الخوف والرجاء في مقام المحبة هما عامّان. وأمّا القبض والبسط في مقام الأوائل فهما من المحبة الخاصّة. إذن فكلّ من يؤدّي الأوامر ويجتنب المناهي فله حكم الإيمان. وليس هو من أهل القبض والبسط، بل هو من الرجاء والخوف الشبيهين بحال القبض والبسط. وهو يظنّ ذلك قبضا وبسطا. فمثلا:
إذا عرض له حزن أو تحيّر فيظن ذلك قبضا.
وإذا عرض له شيء من النشاط الطبيعي أو الانبساط النفسي فإنّه يظنّ ذلك بسطا.
هذا وإنّ الحزن والحيرة والنشاط والمرح جزء من جوهر النّفس الأمّارة، فإذا وصل العبد إلى أوائل المحبّة فإنّه يصبح صاحب حال وصاحب قلب وصاحب نفس لوّامة. وفي هذا الوقت تتناوب عليه حالتا القبض والبسط. ذلك لأنّ العبد انتقل من مرتبة الإيمان إلى أعلى فيقبضه الحقّ تارة ويبسطه أخرى. إذن فالحاصل هو أنّ وجود البسط باعتبار غلبة القلب وظهور صفته، وإنّ النفس فما دامت أمّارة فلا قبض ولا بسط. وأمّا النفس اللّوّامة فهي حينا مغلوبة وآخر غالبة، وبالنسبة للسالك يكون القبض والبسط باعتبار حال غلبة النفس وظهور صفتها. ويقول في اصطلاحات الصوفية:
البسط في مقام القلب بمثابة الرّجاء في مقام النّفس، وهو وارد يقتضيه إشارة إلى قبول ولطف ورحمة وأنس، ويقابله القبض كالخوف في مقابلة الرجاء في مقام النفس. والبسط في مقام الخفي هو أن يبسط الله العبد مع الخلق ظاهرا ويقبضه إليه باطنا رحمة للخلق، فهو يسع الأشياء ويؤثّر في كلّ شيء ولا يؤثّر فيه شيء.

وقيل: القبض ليس أيضا قبضا إلّا إذا كان من حركة النّفس وظهوره بصفتها. وأما السّالك صاحب القلب فلا يرى أبدا القبض، فروحه تبقى مستأنسة على الدوام. وقالوا أيضا: القبض اليسير هو عقوبة بسبب الإفراط في البسط، وبمعنى آخر: إذا أقبلت الواردات الإلهيّة على السّالك صاحب القلب فيمتلئ قلبه فرحا، فنفسه حينئذ تسترقّ السمع وتحصل على نصيب من ذلك، ونظرا لطبيعتها تأخذ في العصيان وتفرط في البسط حتى يصير مشابها للبسط القلبي، والله تعالى من باب العقوبة للنفس يلقي حالة القبض.
اعلم بما أنّ السّالك يرتقي من عالم القلب ويخرج من حجاب القلب الذي هو لأهل القلوب حجاب، ومن الوجود النوراني الذي هو يتخلّص حتى يصل إلى عالم الفناء والبقاء، فلا يعود القبض والبسط مفيدا له، ولا تتصرف فيه الأحوال، فلا قبض ولا بسط. قال الفارس:
يجد المحبّ أوّلا القبض ثم البسط ثم لا قبض ولا بسط لأنّهما يقعان في الموجود. فأمّا مع الفناء والبقاء فلا، انتهى ما في مجمع السلوك.
وعند أهل الجفر يطلق بالاشتراك على أشياء على ما في أنواع البسط.

أول بسط عددي: وتحصيل ذلك على نوعين: أحدها في بسط الحروف والآخر في بسط التركيب، وكلاهما مستحسن ومتداول.

أما الطريق الأوّل: فهو أن تأتي بالكلمة وتقطع حروفها ثم انظر كم يكون نتيجة كلّ حرف من الأعداد بحساب الجمّل على التّرتيب الأبجدي، ثم استخرج الأعداد واجمعها، فمثلا:

كلمة محمد تصبح بعد التقطيع: ميم وحاء وميم ودال. فالميم تساوي 90 وهي تعادل حرف ص وما تعادل 9 أي تساوي حرف ط والميم الثانية 90 أي ص. وعدد لفظ الحرف دال يساوي 35 وهو يعادل الحرفين هـ. ل. إذن الحروف الحاصلة من بسط عدد كلمة محمد هي: ص ط ص هـ ل.

والطريقة الثانية: فهي أن نأخذ الرقم الناتج من جمع حروف كلمة ما ثم نحاول استنطاقها، أي استخراج حرف أو أكثر منها.
فمثلا كلمة محمد يساوي جمع حروفها الرقم 92، وباستنطاقها يمكن أن نحصل على حرفين هما: الباء والصاد. [الباء 2 وص 90] بحساب الجمل. وهذا الطريق للعدد من فوقه كذا. وإذا كان لدينا اسم، مجموع حروفه مثلا:
224، فبالاستنطاق يكون لدينا ثلاثة حروف هي الراء 200 والكاف 20 والدال 4.
والنوع الثاني من بسط الحروف هو ما يقال له: بسط تلفّظ وبسط باطني، وهو عبارة عن التلفّظ بالحروف في الكلمة الواحدة، كما هي في حال الانفراد. فمثلا محمد: نلفظه هكذا ميم حا ميم دال. ويقال للحرف الأول من كل حرف العالي الأول، ويقال للباقي حروف بنيات. كذا. فمثلا الحرف الأول من ميم هو م والباقي يم فالميم الأولى هي بالفارسية زبر:
ومعناها فوق أو العالي. والباقي تسمّى بنيات.

والنوع الثالث: بسط طبيعي، وهو عبارة عن الإتيان بحروف مقوّية أو مربيّة لحروف الاسم المطلوب بحسب طبيعة كل منها. بحيث تكون الحروف الناريّة مربيتها هي من الحروف الهوائية، وتكون الحروف الناريّة مقوّية للحروف الهوائية، وهكذا الحروف الترابية مربية للحروف المائية، والمائية مقوّية للترابية. والحروف النارية هي: جز كس قثظ. والحروف الترابية: دحلع رخغ. إذن حاصل البسط الطبيعي لكلمة محمد:
هو ن ز ن ج. لأنّ الميم نارية في الدرجة الرابعة فاخترنا لها النون لأنّها مربية لها في الدرجة الرابعة من الحروف الهوائية. واخترنا د حا التي هي ترابية في الدرجة الثانية زا لأنّها مقوّية لها، وهي من الحروف المائية في الدّرجة الثانية. ثم اخترنا ثانية النون للميم الثانية وأمّا الدال التي هي ترابية في الدرجة الأولى اخترنا الجيم التي هي مقوية لها في نفس الدرجة من الحروف المائية.
ناري/ هوائي/ مائي/ ترابي ا/ ب/ ج/ د هـ/ و/ ذ/ ح ط/ ى/ ك/ ل م/ ن/ س/ ع ف ص/ ق/ ر/ ش ت/ ث/ خ/ ذ ص/ ظ/ ع مرفوع/ منصوب/ مكسور/ مجزوم والنوع الرابع: البسط الغريزي: وهو عبارة عن طلب كل من الحروف النارية لحروف هوائية من نفس الدرجة. أو العكس، بأن تطلب حروف مائية حروفا ترابية في نفس درجتها وبالعكس.
مثل الألف فإنّها طالبة للباء، والجيم طالبة للدال. وقس على هذا باقي الحروف. إذن فالبسط الغريزي لكلمة محمد هو: ن ن ذلك لأنّ ميمه نارية في الدرجة الرابعة، لذا اخترنا حرف النون التي هي هوائية، وهكذا أيضا فعلنا بالنسبة للميم الثانية. أمّا حا ودال فهما ترابيان.
هذا التعريف قد أورده بعض الأئمة المتقدّمين، وجاء في نفس الرسالة في مكان آخر.

البسط الغريزي: ج ل ب ال ق ل وب هكذا. د ك اب ك ر ك هـ ا. والبسط الغريزي معتبر ومهم جدا، ومتداول لدى أئمة هذا الفن.

النوع الخامس: بسط التّرفّع، وهو عبارة عن ارتفاع حروف المطلوب وهو على ثلاثة أنواع: عددي وحرفي وطبيعي. أمّا بسط الترفّع العددي: فهو عبارة عن ارتفاع حروف المطلوب من جهة الأعداد التي هي قائمة فيه من الأعداد الأبجدية، بحيث إذا كان عدد أي واحد منها في درجة الآحاد فإنّها ترفع إلى العشرات، وإذا كان في العشرات يرفع إلى المئات، وإذا كان في المئات يرفع إلى الألوف. وعليه فإنّ الترفّع العددي لمحمد هو ت ف ت م الميم التي هي 40 أي في درجة العشرات فرفعها إلى المئات فتصبح 400، أي معادل حرف ت. ثم الحاء من محمد هي من حروف الآحاد أي 8 فنرفعها إلى العشرات فتصبح ثمانين وهي التي تعادلها ف، ثم من الميم الثانية نحصل على التاء أيضا ومن الدال نحصل على حرف م، لأنّ الدال 4 آحادية والميم من رتبة العشرات 40. أمّا البسط الترفّعي الحرفي: فهو عبارة عن ارتفاع كلّ واحد من الحروف الأبجدية بالحرف التالي له الذي هو أفضل. فمثلا: من كلمة محمد نأتي بالنون بدلا من الميم لأنّ النون أفضل منها. وهكذا من أجل الحاء نأتي بما بعدها وهو الطاء، ومن أجل الميم الثانية نأتي بالنون أيضا، ثم الدال نضع بدلا منها الهاء، فتكون الحروف الحاصلة على هذا البسط: ن ط ن هـ.
وأمّا بسط الترفّع الطبيعي فهو عبارة عن ارتفاع الحروف بحسب طبيعتها بحيث يبدّلون الحرف الترابي بحرف مائي، والمائي بحرف هوائي، والهوائي بناري، ويبقى الناريّ على حاله بدون تبديل لأنّه أعلى الحروف، ولا يمكن الارتفاع فوقه. فمثلا: محمد: الميم نارية فنتركها كما هي ونضع بدلا من الحاء الترابية ز، ثم الميم الثانية على حالها، ثم نبدّل الدال جيما. فيكون الحاصل إذن حرفين هما: ز. ج. النوع السادس: بسط التجميع وهو عبارة عن جمع كلّ واحد من حروف الطالب مع حروف المطلوب، ثم تحصيل الحروف من كل اجتماع فمثلا: محمد طالب وجعفر مطلوب فنكتب: م ح م د+ ج ع ف ر. ثم نجمع الميم من محمد والتي تساوي 40 مع الجيم من جعفر فيكون الحاصل 43. والحاصل منهما هو: ج م. ثم بعد ذلك نجمع الحاء من محمد مع ع جعفر فيكون الجواب 78 وحروفه ح ع؛ ثم نجمع الميم الثانية من محمد مع الفاء من جعفر فالجواب هو 120 وحروفه ق ك. ثم نجمع الدال من محمد والراء من جعفر فالجواب هو 204 وحروفه هي نفسها أي د. ر. وعليه فالحروف الحاصلة من هذا العمل هي: ج. م.
ح. ع. ق. ك. د. ر.

النوع السابع: بسط التضارب: وهو عبارة عن ضرب كلّ واحد من حروف الطالب في حروف المطلوب وتحصيل الحروف من حاصل الضرب.

فمثلا: محمد طالب وجعفر مطلوب فإذا ضربنا الحروف ببعضها: الميم التي هي 40* ج التي هي 3 120 وهي تعادل الحروف ك- ق.
ثم ح محمد* ع جعفر 560 وحروفه س، ث.
ثم الميم الثانية* ف 3200 وحروفه ر. غ. غ. غ.
ثم الدال* ر 800 والحرف الحاصل منه هو: ض.

إذن فالحروف الحاصلة من هذا العمل:
ك، ق، س، ث ر غ غ غ ض.
وثمة طائفة من أهل الجفر في حال بسط التجميع وبسط التضارب يجمعون مجموع أعداد الطالب مع مجموع أعداد المطلوب، ثم يضربونها ببعضها، ثم يستحصلون الحروف منها. وهذا النوع وإن يكن غير بعيد من الصواب إلّا أنّ الطريق الأول هو أتم وأكمل.

النوع الثامن: بسط التّزاوج والتّشابه:
ويسمّى أيضا بسط التآخي، وهو عبارة عن طلب الحروف المتشابهة للحروف المتزاوجة التي هي قرينة لها. فمثلا إذا نظرنا في حروف محمد نجد الميم من الحروف المفردة يعني غير متشابهة ولا متزاوجة فنتركها بحالها. وبما أنّ الحاء من المتشابهة مع ج وخ فنأخذهما، ثم نترك الميم الثانية على حالها. وبما أنّ الدال من الحروف المتشابهة فنأخذ الذال بدلا منها فالنتيجة الحاصلة تكون: ج خ ذ.

النوع التاسع: بسط التّقوّي: وهو عبارة عن قوّة ما بين الحروف بحسب ضربها بنفسها.
وذلك على ثلاثة أنواع، وذلك لأنّها لا تعدّ وإن تكون واحدة من ثلاثة أحوال: إمّا أن تضرب باطن الحروف في باطنها، أو ظاهرها بظاهرها.
أو العكس، أي ظاهرها بباطنها؛ والمراد من العدد الباطني للحرف: هو أنّه بحساب أبجد يكون كذا، والمراد بالظاهر للحرف هو رتبة الحرف بالنسبة للأبجدية. فالميم مثلا من الترتيب الأبجدي تعدّ في المرتبة 13. فعليه يأخذون من الميم رقم 13، وعلى هذا القياس النون 14. فإذا بسطنا الحروف الباطنة من لفظة محمد فالميم هي تعادل 40* 40 1600، فصارت تعادل الحرفين خ وغ. والحاء تساوي 8* 8 64 أي تعادل بالحروف: د. س.
وكذلك الميم الثانية نتيجتها مثل الأولى أي.
خ. غ. ثم من حرف الدال الذي يعادل 4* 4 16 أي و. ي. فهذه الحروف: خ ع د س خ غ وى. هي حاصل لفظة محمد. وإذا أردنا الحصول على بسط التقوّى الظاهر في الظاهر للفظة محمد:
فالميم 13* 13 169 وهي تعادل الحروف ط، س، ق. والحاء 8* 8 64 وهي تعادل الحرفان د. س.
والميم الثانية 169 أي ط، س، ق.

والدال 4* 4 16 أي: و. ي.

إذن فالحروف الحاصلة هي: ط، س، ق، د، س، ط، س، ق، و، ي.
وإذا أخذنا بأسلوب بسط التقوّي بضرب الظاهر بالباطن من لفظة محمد:
فالميم 13* 40 520 وحروف هذا الرقم ك. ث.
وكذلك الميم الثانية وحروف هذا الرقم ك. ث.
ومن الحاء نحصل على د. س.
ومن الدال نحصل على د. ي.
إذن فالحروف الناتجة من هذا النوع هي:
ك، ث، د، س، ك، ث، و، ي.

النوع العاشر: بسط التّضاعف: وهو عبارة عن مضاعفة الأعداد الباطنية للحروف ثم استخراج الحروف من تلك الأرقام فمثلا: م من محمد وتساوي 40 فنضاعفها فيكون الجواب 80 وهذا الرقم الحرف ف والحاء التي هي ثمانية، فبمضاعفتها يصبح لدينا 16، ومن هذا الرقم نحصل على الحرفين وي، ثم نحصل من الميم الثانية على ف.
ومن الدال نحصل على حرف الحاء فيصير المجموع: ف وي ف ح.

الحادي عشر: بسط التكسير: وهو عبارة عن تحصيل حروف من حروف أخرى بشكل يعتبرون فيه الكسور تسعا، ثم يأخذون من كلّ كسر حرفا فمثلا: ميم محمد التي هي 40 نصفها يكون 20 ثم نصف العشرين 10 ونصف العشرة خمسة. ومن هذه الأنصاف المتتابعة نحصل على الحروف الآتية: ك، ي هـ. ثم ح محمد التي هي 8 ننصفها، فتكون 4، ثم نصف الأربعة 2، ونصف الاثنين واحد. وبما أنّنا قد نصّفناها كلّها فإننا نحصل على الحروف: د ب ا. ومن د محمد يكون معنا ب ا. فالمجموع لهذه الحروف هو: ك ي هـ د ب أك هـ ب ا.

النوع الثاني عشر: بسط التّمازج: وهو أفضل أنواع التماذج: ومعنى الخلط المطلق:
وهو في اصطلاح أهل الجفر عبارة عن خلط اسم الطالب مع اسم المطلوب، سواء كان اسم المطلوب من الأسماء الإلهية أو غيرها من الأسماء الدّنيوية والأخروية. وخلاصة هذا الكلام هو: أنّ بسط التماذج عبارة عن مزج اسم الطالب مع اسم المطلوب أيّا كان. فمثلا أردنا اسم محمد نمزجه مع اسم المطلوب عليم فيصير الخليط على هذا النحو: ع م ل ح ي م م د.
وإذا خلطنا اسم محمد مع جعفر فيكون الخليط هكذا: م ج ح ع م ف ل ر.
واعلم بأنّه في التماذج يقدمون دائما اسم الطالب على اسم المطلوب، ما عدا الاسم المطلوب إذا كان مأخوذا من الأسماء الحسنى، لأنّ اسمه مشتمل على اسم من الأسماء الإلهيّة.
لذا فيكون الابتداء بالاسم الإلهي لا بالطالب، كما مزج الاسمين محمد وعليم المذكورين.
وإذا كان الاسمان وكلاهما يشتملان على المطلوب، فيقدمون الاسم الأقوى على غيره.
فائدة: إنّ بسط التجميع والتضارب من أجل المحبة والاتحاد بين الاثنين معتبر جدا.
وأما بسط التآخي من أجل اتحاد الإخوان والتحبّب إلى قلوب الناس وتحصيل الفوائد والإحسان فهو بحرف ولا يكاد يتخلّف. وأمّا بسط التقوّي فهو من أجل موضوع قوة الحال، وتحقق الآمال والخروج من ضعف الطالع والانتصار بقوّة الطالع وزيادة الجاه والاحترام والإقبال والعزّة فهو محل اعتماد.
وأمّا بسط التضاعف فمن أجل زيادة العلم والحكمة والعظمة والشّوكة والتغلّب على الأعداد، فهو قوي وراسخ جدا. وأمّا بسط التكسير فهو يعمل به من أجل معرفة أحوال المستقبل.

الإضراب

(الإضراب) مصدر أضْرب وَفِي الْعرف الْكَفّ عَن عمل مَا
الإضراب: الإعراض عن الشيء تركا وإهمالا بعد الإقبال عليه، الاضطراب التحرك والاختلاف وكثرة الذهاب في الجهات.
الإضراب: هُوَ الْإِعْرَاض عَن الشَّيْء بعد الإقبال عَلَيْهِ نَحْو ضربت زيدا بل عمروا. وَبِعِبَارَة أُخْرَى أَن يَجْعَل الْمَتْبُوع فِي حكم الْمَسْكُوت عَنهُ يحْتَمل أَن يلابسه الحكم وَأَن لَا يلابسه فنحو جَاءَنِي زيد بل عَمْرو يحْتَمل مَجِيء زيد وَعدم مَجِيئه. وَفِي كَلَام ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله أَن " بل " يَقْتَضِي عدم الْمَجِيء قطعا عَن الْمَتْبُوع مَعَ صرف الحكم إِلَى التَّابِع وإثباته لَهُ. وَفِي تَحْقِيق هَذَا تَطْوِيل كَمَا فِي المطول.
الإضراب:
[في الانكليزية] Renunciation
[ في الفرنسية] Renoncement
بكسر الهمزة عند النحاة هو الإعراض عن الشيء بعد الإقبال عليه، والفرق بينه وبين الاستدراك قد سبق. فعلى هذا، معنى الإضراب الإبطال لما قبله. وقد يكون بمعنى الانتقال من غرض إلى آخر. قال في الإتقان: لفظ بل حرف إضراب إذا تلاها جملة. ثم تارة يكون معنى الإضراب الإبطال لما قبلها نحو قوله تعالى:
وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ أي بل هم عباد. وقوله تعالى: أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ. وتارة يكون معناه الانتقال من غرض إلى آخر في الإسناد كقوله تعالى: وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ، بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا. وأمّا إذا تلاها أي كلمة بل مفرد فهي حرف عطف ولا يقع مثله في القرآن.

الاستدراك

الاستدراك:
[في الانكليزية] Restriction ،metonymy Restriction ،metonymie
في عرف العلماء يطلق على ذكر شيئين يكون الأول منهما مغنيا عن الآخر، سواء كان ذكر الآخر أيضا مغنيا عن الأول، كما إذا كان الشيئان متساويين، أو لم يكن، كما إذا ذكر أولا الخاصّ ثم العامّ، كما تقول في تعريف الإنسان الناطق الحيوان، بخلاف ذكر الخاصّ بعد العامّ فإنه ليس باستدراك، إذ الأول ليس مغنيا عن الثاني، كما تقول في تعريف الإنسان الحيوان الناطق. وهو قبيح إلّا أن يتضمن فائدة إذ حينئذ لا يبقى الاستدراك بالحقيقة، هكذا يستفاد مما ذكره المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف في تعريف الحال في مقدمة الأمور العامة.
ويطلق أيضا عند النحاة على دفع توهّم ناشئ من كلام سابق، وأداته لكن، فإذا قلت:
جاءني زيد مثلا فكأنه توهّم أنّ عمرا أيضا جاءك لما بينهم من الإلف، فرفعت ذلك الوهم بقولك لكن عمرا لم يجئ، ولهذا يتوسّط لكن بين كلامين متغايرين نفيا وإثباتا تغايرا لفظيا، كما في المثال المذكور، أو معنويا كما في قولك: زيد حاضر لكن عمرا غائب، هكذا في الفوائد الضيائية في بحث الحروف المشبّهة بالفعل. وفي الضوء شرح المصباح: الفرق بين الاستدراك والإضراب أنّ الإضراب هو الإعراض عن الشيء بعد الإقبال عليه، فإذا قلت: ضربت زيدا كنت قاصدا للإخبار بضرب زيد، ثم ظهر لك أنك غلطت فيه فتضرب عنه إلى عمرو، وتقول بل عمرا، ففي الإضراب تبطل الحكم السابق، وفي الاستدراك لا تبطله، انتهى. يعني أن في الاضراب تجعل المعطوف عليه في حكم المسكوت عنه فلا تحكم عليه بشيء لا ينفي ولا بإثبات، فقد أبطلت الحكم السابق الذي قصدت الإخبار به قبل الإضراب بكلمة بل، وليس المراد ببطلان الحكم السابق إثبات نقيض الحكم السابق في المعطوف عليه، ويؤيده ما في الأطول من أن معنى الإضراب جعل الحكم الأول موجبا كان أو غير موجب كالمسكوت عنه بالنسبة إلى المعطوف عليه، وما في المطول من أن معنى الإضراب أن يجعل المتبوع في حكم المسكوت عنه يحتمل أن يلابسه الحكم وأن لا يلابسه، فنحو جاءني زيد بل عمرو يحتمل مجيء زيد وعدم مجيئه انتهى.
اعلم أنّ الاستدراك بهذا المعنى إن تضمن ضربا من المحاسن يصير من المحسّنات البديعة معدودا في علم البديع، قال صاحب الإتقان:
شرط كون الاستدراك من البديع أن يتضمن ضربا من المحاسن زائدا على ما يدلّ عليه المعنى اللغوي، نحو: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا فإنه لو اقتصر على قوله لم تؤمنوا لكان منفّرا لهم لأنهم ظنّوا الإقرار بالشهادتين من غير اعتقاد إيمانا، فأوجبت البلاغة ذكر الاستدراك ليعلم أن الإيمان موافقة القلب واللسان وأن انفراد اللسان بذلك يسمّى إسلاما ولا يمّى إيمانا، وزاد ذلك إيضاحا بقوله: وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ فلمّا تضمّن الاستدراك إيضاح ما عليه ظاهر الكلام من الإشكال عدّ من المحاسن، انتهى.
ويطلق الاستدراك على معنى آخر أيضا ذكره صاحب جامع الصنائع، قال: الاستدراك هو أن يبدأ المدح بلفظ يظن أنه قدح، ثم يعود للإتيان بألفاظ تعود للمدح. ومثاله:
علمك مكسور الرأس لانّه قد طلع فوق الفلك ويقول صاحب مجمع الصنائع إن هذا النوع يسمّى التدارك.
الاستدراك: تعقيب الكلام برفع ما يوهم ثبوته، وهو معنى قولهم رفع توهم نشأ من كلام سابق.

الإرادة

الإرادة:
[في الانكليزية] Will
[ في الفرنسية] Volonte
هي في اللغة نزوع النفس وميلها إلى الفعل بحيث يحملها عليه. والنزوع الاشتياق، والميل المحبة والقصد، فعطف الميل على النزوع للتفسير. قيل وفائدته الإشارة إلى أنها ميل غير اختياري، ولا يشترط في الميل أن يكون عقيب اعتقاد النفع كما ذهب إليه المعتزلة، بل مجرد أن يكون حاملا على الفعل بحيث يستلزمه، لأنه مخصّص للوقوع في وقت ولا يحتاج إلى مخصّص آخر. وقوله بحيث متعلق بالميل، و [معنى] حمل الميل للنفس على الفعل جعلها متوجهة لإيقاعه. وتقال أيضا للقوة التي هي مبدأ النزوع، وهي الصفة القائمة بالحيوان التي هي مبدأ الميل إلى أحد طرفي المقدور.
والإرادة بالمعنى الأول أي بمعنى الميل الحامل على إيقاع الفعل وإيجاده تكون مع الفعل وتجامعه وأن تقدم عليه بالذات، وبالمعنى الثاني أي بمعنى القوة تكون قبل الفعل، وكلا المعنيين لا يتصوّر في إرادته تعالى. وقد يراد بالإرادة مجرد القصد عرفا، ومن هذا القبيل إرادة المعنى من اللفظ. وقال الإمام: لا حاجة إلى تعريف الإرادة لأنها ضرورية، فإنّ الإنسان يدرك بالبداهة التفرقة بين إرادته وعلمه وقدرته وألمه ولذّته.
وقال المتكلّمون إنها صفة تقتضي رجحان أحد طرفي الجائز على الآخر لا في الوقوع بل في الإيقاع، واحترز بالقيد الأخير عن القدرة، كذا ذكر الخفاجي في حاشية البيضاوي في تفسير قوله تعالى: ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا في أوائل سورة البقرة. وقال في شرح المواقف: الإرادة من الكيفيات النفسانية، فعند كثير من المعتزلة هي اعتقاد النفع أو ظنه. قالوا إن نسبة القدرة إلى طرفي الفعل على السوية، فإذا حصل اعتقاد النفع أو ظنه في أحد طرفيه ترجّح على الآخر عند القادر وأثّرت فيه قدرته.
وعند بعضهم الاعتقاد أو الظنّ هو المسمّى بالداعية. وأما الإرادة فهي ميل يتبع ذلك الاعتقاد أو الظنّ، كما أن الكراهة نفرة تتبع اعتقاد الضرر أو ظنه، فإنّا نجد من أنفسنا بعد اعتقاد أنّ الفعل الفلاني فيه جلب أو دفع ضرر ميلا إليه مترتبا على ذلك الاعتقاد، وهذا الميل مغاير للعلم بالنفع أو دفع الضرر ضرورة.
وأيضا فإن القادر كثيرا ما يعتقد النفع في فعل أو يظنه، ومع ذلك لا يريده ما لم يحصل له هذا الميل.
وأجيب عن ذلك بأنّا لا ندّعي أنّ الإرادة اعتقاد النفع أو ظنه مطلقا، بل هي اعتقاد نفع له أو لغيره ممن يؤثر خيره بحيث يمكن وصوله إلى أحدهما بلا ممانعة مانع من تعب أو معارضة. والميل المذكور إنما يحصل لمن لا يقدر على الفعل قدرة تامة، بخلاف القادر التام القدرة، إذ يكفيه العلم والاعتقاد على قياس الشوق إلى المحبوب، فإنه حاصل لمن ليس واصلا إليه دون الواصل إذ لا شوق له.
وعند الأشاعرة هي صفة مخصّصة لأحد طرفي المقدور بالوقوع في وقت معين، والميل المذكور ليس إرادة، فإن الإرادة بالاتفاق صفة مخصّصة لأحد المقدورين بالوقوع، وليست الإرادة مشروطة باعتقاد النفع أو بميل يتبعه، فإن الهارب من السبع إذا ظهر له طريقان متساويان في الإفضاء إلى النجاة فإنه يختار أحدهما بإرادته ولا يتوقف في ذلك الاختيار على ترجيح أحدهما لنفع يعتقده فيه ولا على ميل يتبعه انتهى. وفي البيضاوي والحق أنّ الإرادة ترجيح أحد مقدوريه على الآخر وتخصيصه بوجه دون وجه، أو معنى يوجب هذا الترجيح، وهي أعم من الاختيار، فإنه ميل مع تفضيل انتهى. أي تفضيل أحد الطرفين على الآخر كأنّ المختار ينظر إلى الطرفين والمريد ينظر إلى الطرف الذي يريده، كذا في شرح المقاصد. والمراد من الميل مجرّد الترجيح لا مقابل النفرة.

وقال الخفّاجي في حاشيته ما حاصله: إن هذا مذهب أهل السنّة، فهي صفة ذاتية قديمة وجودية زائدة على العلم ومغايرة له وللقدرة.
وقوله بوجه الخ، احتراز عن القدرة، فإنّها لا تخصّص الفعل ببعض الوجوه، بل هي موجدة للفعل مطلقا، وليس هذا معنى الاختيار كما توهم، بل الاختيار الميل أي الترجيح مع التفضيل، وهو أي التفضيل كونه أفضل عنده ممّا يقابله لأن الاختيار أصل وضعه افتعال من الخير. ولذا قيل: الاختيار في اللغة ترجيح الشيء وتخصيصه وتقديمه على غيره وهو أخصّ من الإرادة والمشيئة. نعم قد يستعمل المتكلمون الاختيار بمعنى الإرادة أيضا حيث يقولون إنه فاعل بالاختيار وفاعل مختار. ولذا قيل: لم يرد الاختيار بمعنى الإرادة في اللغة، بل هو معنى حادث، ويقابله الإيجاب عندهم، وهذا إمّا تفسير لإرادة الله تعالى أو لمطلق الإرادة الشاملة لإرادة الله تعالى؛ وعلى هذا لا يرد عليه اختيار أحد الطريقين المستويين، وأحد الرغيفين المتساويين للمضطر لأنّا لا نسلّم ثمّة أنّه اختيار على هذا، ولا حاجة إلى أن يقال إنه خارج عن أصله لقطع النظر عنه. وقد أورد على المصنّف أنّ الإرادة عند الأشاعرة الصفة المخصّصة لأحد طرفي المقدور وكونها نفس الترجيح لم يذهب إليه أحد. وأجيب بأنه تعريف لها باعتبار التعلّق، ولذا قيل: إنها على الأول مع الفعل وعلى الثاني قبله، أو أنه تعريف لإرادة العبد انتهى.
ثم اعلم أنّه قال الشيخ الأشعري وكثير من أصحابه: إرادة الشيء كراهة ضدّه بعينه، والحق أن الإرادة والكراهة متغايرتان، وحينئذ اختلفوا، فقال القاضي أبو بكر والغزالي: إنّ إرادة الشيء مع الشعور بضدّه يستلزم كون الضدّ مكروها عند ذلك المريد، فالإرادة مع الشعور بالضدّ مستلزمة لكراهة الضدّ، وقيل لا تستلزمها، كذا في شرح المواقف.
وعند السالكين هي استدامة الكدّ وترك الراحة كما في مجمع السلوك. قال الجنيد:
الإرادة أن يعتقد الإنسان الشيء ثم يعزم عليه ثم يريده. والإرادة بعد صدق النيّة، قال عليه الصلاة والسلام: «لكل امرئ ما نوى» كذا في خلاصة السلوك. وقيل الإرادة الإقبال بالكليّة على الحقّ والإعراض عن الخلق، وهي ابتداء المحبة كذا في بعض حواشي البيضاوي.

فائدة:
الإرادة مغايرة للشهوة، فإن الإنسان قد يريد شرب دواء كريه فيشربه ولا يشتهيه، بل يتنفّر عنه، وقد تجتمعان في شيء واحد فبينهما عموم من وجه. وكذا الحال بين الكراهة والنفرة إذ في الدواء المذكور وجدت النفرة دون الكراهة المقابلة للإرادة، وفي اللذيذ الحرام يوجد الكراهة من الزهاد دون النفرة الطبعية، وقد تجتمعان أيضا في حرام منفور عنه.

فائدة:
الإرادة غير التمنّي فإنها لا تتعلّق إلّا بمقدور مقارن لها عند أهل التحقيق، والتمنّي قد يتعلّق بالمحال الذاتي وبالماضي: وقد توهم جماعة أن التمني نوع من الإرادة حتى عرّفوه بأنه إرادة ما علم أنه لا يقع أو شكّ في وقوعه. واتفق المحققون من الأشاعرة والمعتزلة على أنهما متغايران.

فائدة:
الإرادة القديمة توجب المراد، أي إذا تعلّقت إرادة الله تعالى بفعل من أفعال نفسه لزم وجود ذلك الفعل وامتنع تخلّفه عن إرادته اتفاقا من الحكماء وأهل الملّة. وأمّا إذا تعلّقت بفعل غيره ففيه خلاف. المعتزلة القائلين بأن معنى الأمر هو الإرادة فإنّ الأمر لا يوجب وجود المأمور به كما في العصاة.
وأمّا الإرادة الحادثة فلا توجبه اتفاقا، يعني أنّ إرادة أحدنا إذا تعلّقت بفعل من أفعاله فإنها لا توجب ذلك المراد عند الأشاعرة، وإن كانت مقارنة له عندهم، ووافقهم في ذلك الجبائي وابنه وجماعة من المتأخرين من المعتزلة. وجوّز النّظام والعلّاف وجعفر بن حرب وطائفة من قدماء معتزلة البصرة إيجابها للمراد إذا كانت قصدا إلى الفعل، وهو أي القصد ما نجده من أنفسنا حال الإيجاد، لا عزما عليه، ليقدم العزم على الفعل، فلا يتصوّر إيجابه إياه؛ فهؤلاء أثبتوا إرادة متقدّمة على الفعل بأزمنة هي العزم ولم يجوّزوا كونها موجبة، وإرادة مقارنة له هي القصد وجوّزوا إيجابها إياه. وأمّا الأشاعرة فلم يجعلوا العزم من قبيل الإرادة، بل أمرا مغايرا لها.
اعلم أنّ العلماء اختلفوا في إرادته تعالى، فقال الحكماء: إرادته تعالى هي علمه بجميع الموجودات من الأزل إلى الأبد، وبأنه كيف ينبغي أن يكون نظام الوجود حتى يكون على الوجه الأكمل، وبكيفية صدوره عنه تعالى حتى يكون الموجود على وفق المعلوم على أحسن النّظام، من غير قصد وشوق، ويسمون هذا العلم عناية. قال ابن سينا: العناية هي إحاطة علم الأول تعالى بالكلّ وبما يجب أن يكون عليه الكلّ حتى يكون على أحسن النظام، فعلم الأول بكيفية الصواب في ترتيب وجود الكلّ منبع لفيضان الخير والجود في الكلّ من غير انبعاث قصد وطلب من الأول الحقّ. وقال أبو الحسين وجماعة من رؤساء المعتزلة كالنّظام والجاحظ والعلّاف وأبي القاسم البلخي وو محمود الخوارزمي: إرادته تعالى علمه بنفع في الفعل، وذلك كما يجده كلّ عاقل من نفسه إن ظنّه، أو اعتقاده لنفع في الفعل، يوجب الفعل؛ ويسميه أبو الحسين بالداعية، ولما استحال الظنّ والاعتقاد في حقّه تعالى انحصرت داعيته في العلم بالنفع. ونقل عن أبي الحسين وحده أنّه قال: الإرادة في الشاهد زائدة على الدّاعي، وهو الميل التّابع للاعتقاد أو الظنّ.

وقال الحسين النّجّار: كونه تعالى مريدا أمر عدميّ، وهو عدم كونه مكرها ومغلوبا، ويقرب منه ما قيل: هي كون القادر غير مكره ولا ساه.

وقال الكعبي: هي في فعله العلم بما فيه من المصلحة، وفي فعل غيره الأمر به.
وقال أصحابنا الأشاعرة ووافقهم جمهور معتزلة البصرة: إنها صفة مغايرة للعلم والقدرة، توجب تخصيص أحد المقدورين بالوقوع بأحد الأوقات، كذا في شرح المواقف. ويقرب منه ما قال الصوفية على ما وقع في الإنسان الكامل من أنّ الإرادة صفة تجلّي علم الحقّ على حسب المقتضى الذاتي، وذلك المقتضى هو الإرادة، وهي تخصيص الحقّ تعالى لمعلوماته بالوجود على حسب ما اقتضاه العلم، فهذا الوصف فيه يسمّى إرادة. والإرادة المخلوقة فينا هي عين إرادته تعالى، لكن بما نسبت إلينا، كان الحدوث اللازم لنا لازما لوصفنا، فقلنا بأنّ إرادتنا مخلوقة، وإلّا فهي بنسبتها إلى الله تعالى عين إرادته تعالى، وما منعها من إبراز الأشياء على حسب مطلوباتها إلّا نسبتها إلينا، وهذه النسبة هي المخلوقية، فإذا ارتفعت النسبة التي لها إلينا ونسبت إلى الحقّ على ما هي عليه انفعلت بها الأشياء، فافهم. كما أنّ وجودنا بنسبته إلينا مخلوق وبنسبته إليه تعالى قديم، وهذه النسبة هي الضرورية التي يعطيها الكشف والذوق، إذ العلم قائم مقام العين، فما ثم إلّا هذا فافهم.
واعلم أنّ الإرادة الإلهية المخصّصة للمخلوقات على كل حال وهيئة صادرة عن غير علّة ولا سبب، بل بمحض اختيار إلهي، لأن الإرادة حكم من أحكام العظمة ووصف من أوصاف الألوهية، فألوهيته وعظمته لنفسه لا لعلّة، وهذا بخلاف رأي الإمام محي الدين في الفتوحات، فإنه قال: لا يجوز أن يسمّى الله تعالى مختارا فإنه لا يفعل شيئا بالاختيار، بل يفعله على حسب ما يقتضيه العالم من نفسه، وما اقتضاه العالم من نفسه إلّا هذا الوجه الذي هو عليه، فلا يكون مختارا، انتهى.
واعلم أيضا أنّ الإرادة أي الإرادة الحادثة لها تسعة مظاهر في المخلوقات، المظهر الأول هو الميل، وهو انجذاب القلب إلى مطلوبه، فإذا قوي ودام سمّي ولعا وهو المظهر الثاني.
ثم إذا اشتدّ وزاد سمّي صبابة، وهو إذا أخذ القلب في الاسترسال فيمن يحبّ فكأنّه انصبّ الماء إذا أفرغ لا يجد بدّا من الانصباب، وهذا مظهر ثالث. ثم إذا تفرّغ له بالكليّة وتمكّن ذلك منه سمّي شغفا، وهو المظهر الرابع. ثم إذا استحكم في الفؤاد وأخذه من الأشياء سمّي هوى، وهو المظهر الخامس. ثم إذا استولى حكمه على الجسد سمّي غراما، وهو المظهر السادس. ثم إذا نمى وزالت العلل الموجبة للميل سمّي حبّا، وهو المظهر السابع. ثمّ إذا هاج حتى يفنى المحبّ عن نفسه سمّي ودّا، وهو المظهر الثامن. ثم إذا طفح حتى أفنى المحبّ والمحبوب سمّي عشقا، وهو المظهر التاسع. انتهى كلام الإنسان الكامل.
الإرادة: صفة توجب للحي حالاً يقع منه الفعل على وجه دون وجه.
الإرادة: صفة توجب للحي حالا يقع منه الفعل على وجه دون وجه ولا يتعلق دائما إلا بمعدوم فإنها صفة تخصص أمرا بحصوله ووجوده، ذكره ابن الكمال. وقال الراغب: في الأصل قوة مركبة من شهوة وحاجة وأمل، وجعلت اسما لنزوع النفس إلى الشيء مع الحكم بأنه ينبغي أن يفعل أولا ثم يستعمل مرة في المبدأ وهو نزوع النفس إلى الشيء، وتارة في المنتهى وهو الحكم فيه بأنه استعملت في الله أريد المنتهى دون المبدأ لتعاليه عن معنى النزوع، فمعنى أراد الله كذا حكم فيه أنه كذا وليس كذا، وقد يراد بالإرادة معنى الأمر نحو أريد منك كذا ومعنى القصد نحو {نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا} .
وعند الصوفية الإرادة ترك العادة، وهي بدء طريق السالكين وأول منازل القاصدين وقيل هو توديع الوسادة وأن يحمل من الوقت زاده وأن يألف سهاده وأن يهجر رقاده، وقيل: لوعة تهون كل روعة.

اكف

[اكف] ك: فيه "الإكاف" والوكاف للحمار كالسرج للفرس.
اكف
أكاف الحمار ووكافة، والجمع: اكف ووكف، والأكاف والو كاف - بالضم - أيضاً، قال العجاج يشكو أبنه رؤية:
حتّى إذا ما آضَ ذا أعْرافِ ... كالكَوْدَنِ المُوْكَفِ بالاكاف
ويروى: " بالوكاف ".
والأكاف: صانعه، وكذلك الوكاف.
وأكفت الحمار وأوكفته تأكيفاً ووكفته توكيفاً: أي شددت عليه الأكاف والوكاف.
وأكفت إكافاً: اتخذته، وكذلك وكفت.
وقال أبن فارسٍ: الهمزة والكاف والفاء ليس أصلاً؛ لأنَّ الهمزة مبدلة من واو.
الف الألف: عدد، وهو مذكر؛ يقال: هذا ألف، بدليل قولهم: ثلاثة الآف؛ ولم يقولوا ثلاث الآف، ويقال: هذا ألف واحد؛ ولا يقال واحدة، وهذا ألف أقرع أي تام؛ ولا يقال قرعاء، وقال أبن السكيت: لو قلت هذه ألف بمعنى هذه الدراهم ألف نجاز. والجمع: ألوف وآلاف، قال الله تعالى:) وهم ألوف (.
وألفة يألفه ألفا - مثال كسره يكسره كسراً - أي أعطاه إلفاً، قال:
وكَرِيْمَةٍ من آلِ قَيْسَ ألَفْتُهُ ... حّتى تَبَذَّخَ فارْتَقَى الأعْلامِ
أي: ورب كريمة، والهاء للمبالغة، ومعناه: فارتقى إلى الأعلام؛ فحذف " إلى " وهو يريده.
والإلف - بالكسر -: الأليف، تقول: حَنَّ فلان إلى فلانٍ حنين الإلف إلى الإلف، وجمع الأليف: ألائف - مثال تبيع وتبائع وأفيل وأفائل -، قال ذو الرمَّة:
فأصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من ألائفِهِ ... يَرْتادُ أحْلِيَةً أعْجَازُها شَذَبُ
وفلان قد ألف هذا الموضع - بالكسر - يألفه إلفاً - بالكسر -، ومنه قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -:) لإِلْفِ قُرَيْشٍ إلْفِهِمْ (بغير ياء ولا ألف. ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: المؤمن آلف مألوف. وجمع الآلف: آلاف - مثال عامل وعمال -، قال العجاج يصفُ الدَّهر:
يَخْتَرِمُ الإِلْفَ عن الأُلاّفِ
وقال رُؤْبة يرد على أبيه:
تاللهِ لو كُنْتُ مَعَ الأُلاّفش
وقال ذو الرمَّة:
مَتى تَظْعَني يامَيّ من دارِ جِيْرَةٍ ... لنا والهَوى بَرْحٌ على مَنْ يُغالِبُهْ
أكُنْ مِثْلَ ذي الأُلاّفِ لُزَّتْ كراعُهُ ... إلى أخْتشها الأخرى ووَلى صَواحِبُهْ
وجمع الآلفة: آلفات وأوالف، قال العجاج:
ورَبِّ هذا البَلَدِ المُحَرَّمِ ... والقاطِناتِ البَيْتَ غَيْرِ الرُّيَّمِ
أوَ الِفاً مَكَّةَ من وُرْقِ الحَمِ والمَأْلف: الموضع الذي يألفه الإنسان أو الإبل. وقال أبو زيد: المألف: الشجر المورق الذي يدنو إليه الصيد لإلفه إياه.
والألفة - بالضمَّ -: الاسم من الائتلاف.
والألف - مثال كتف -: الإلف أيضاً.
والألف - فيما يقال -: الرَّجل العزب.
وآلفت القوم: أي كملتهم ألفاً؛ وآلفوا هم أيضا، وكذلك آلفت الدراهم؛ وآلفت هي.
وآلفت الرجل مكان كذا: أي جعلته يألفه، وآلفت الموضع أيضاً: ألفته، قال ذو الرمة:
من المُؤْلِفاتِ الرَّمْلَ أدْمَاءُ حُرَّةٌ ... شُعَاعُ الضُّحى في مَتْنِها يَتَوَضَّحُ
أي: من الإبِلِ التي ألِفَتِ الرَّمْلَ واتَّخَذَتْه مأْلَفاً.
وقوله تعالى:) لإيْلافِ قُرَيْشٍ (الإيلاف: شبه الإجازة بالخفارة. والتَّأويل: أنَّ قريشاً كانوا سكان الحرم ولم يكن لهم زرع ولا ضرع، وكانوا يمتارون في الصيف والشتاء آمنين والناس يتخطفون من حولهم، فكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا نحن أهل حرم الله فلا يتعرض لهم. وقيل: اللام في " لإيلافِ " لام التعجب؛ أي اعجبوا لإيلاف قريش، وقال بعضهم: معناها متصل بما بعد؛ المعنى؛ فليعد هو هؤلاء ربَّ هذا البيت لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف لامتيار، وقال بعضهم: هي موصولة بما قبلها؛ المعنى: فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش؛ أي أهلك الله أصحاب الفيل لكي تأمن قريش كعصف مأكول لإيلاف قريش؛ أي أهلك الله أصحاب الفيل لكي تأمن قريش فتؤلف رحلتهما، وقال أبن عرفة: هذا قول لا أحبه من وجهين: أحدهما أن بين السورتين " بسم الله الرحمن الرحيم " وذلك دليل على انقضاء السورة وافتتاح الأخرى، والآخر: أنَّ الإيلاف إنَّما هو العهود التي كانوا يأخذونها إذا خرجوا في التجارات فيأمنون بها، وقوله تعالى:) فَلْيَعْبُدوا رَبَّ هذا البَيْتِ الذي أطعمهم من جُوْعٍ وآمَنَهُم من خَوْفٍ (أي الذي دفع عنهم العدو وآمنهم من خوف؛ الذي كفاهم أخذ الإيلاف من الملوك وجعلهم يتصرفون في البلاد كيف شاءوا. وقال أبن الأعرابي: كان هاشم يؤلف إلى الشام؛ وعبد شمس إلى الحبشة؛ والمطلب إلى اليمين؛ ونوفل إلى فارس، وكان هؤلاء الأخوة يسمون المجيزين، وكان تجار قريش يختلفون إلى هذه المصار بحبال هؤلاء الأخوة فلا يتعرض لهم، فأما هاشم فانه أخذ حبلاً من ملك الروم، وإما عبد شمس فإنه أخذ حبلاً من النجاشي، وأما المطلب فانه أخذ حبلاً من أقبال حمير، وأما نوفل فأنه أخذ حبلاً من كسرى. قال أبو ذؤيب الهذلي يصف الخمر: تَوَصَّلُ بالرُّكبانِ حِيْناً ويُؤْلِفُ ال ... جِوَارَ ويُغْشِيْها الأمَانَ رِبابُها
وآلَفَتِ الإبل: إذا جمعت بين شجر وماءٍ.
والفت بين الشيئين تأليفاً، قال الله تعالى:) لَوْ أنْفَقْتَ ما في الأرضِ جَميعاً ما ألَّفْتَ بين قُلوبِهم ولكنَّ اللهَ ألَّفَ بينهم (.
ويقال: ألف مؤلفة: أي مكملة.
وألفت ألفاً: كتبتها، كما يقال: جيمت جيماً.
وقوله تعالى:) وِالمُؤلَّفَةِ قُلوبُهم (هم قوم من سادات العرب أمر الله عز وجل نبيه - صلى الله عليه وسلم - بتألفهم، أي بمقاربتهم وإعطائهم من الصدقات ليرغبوا من وراءهم في الإسلام وهم: الأقرع بن حابس بن عقال المجاشعي الدارمي، وجبير بن مطعم بن عدي، والجد بن قيس، والحرث بن هشام المخزومي، وحكيم بن حزام الأسدي، وحكيم بن طليق بن سفيان، وحويطب بن عبد العزى العامري، وخالد بن أسيد بن أبي العيص، وخالد بن قيس، وزيد الخيل الطائي، وسعيد بن يربوع بن عنكثة، وسهيل بن عمرو بن عبد شمس العامري، وسهيل بن عمرو الجمحي، وصخر بن حرب بن أمية، وصفوان بن أمية الجمحي والعباس بن مرداس السلمي، وعبد الرحمن بن يربوع، والعلاء بن جارية الثقفي، وعلقمة بن علاثة العامري، وأبو السنابل عمرو بن بعكك، وعمرو بن مرداس السلمي، وعمير بن وهب الجمحي، وعيينة بن حصن الفزاري، وقيس بن عدي السهمي، وقيس بن مخرمة بن المطلب، ومالك بن عوف النصري، ومخرمة بن نوفل الزهري، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن الحارث بن عبد المطلب، والنضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة، وهشام بن عمرو أخو بني عامر بن لوي رضي الله عنهم أجمعين وتألف القوم وائتلفوا: أي اجتمعوا.
وتألفت الرجل: إذا قاربته ووصلته حتى تستميله إليك.
وآلفت الموضع مؤالفة: بمعنى الإيلاف.
والتركيب يدل على انضمام الشيء إلى والأشياء.

اكف

2 اكّف الإِكَافَ, inf. n. تَأْكِيفٌ, He made the اكاف; (K;) as also وكّفهُ, inf. n. تَوْكِيفٌ; which latter, accord. to IF, is the original form. (TA.) b2: See also 4.4 آكف الحِمَارَ, (S, Mgh, Msb, K,) inf. n. إِيكَافٌ, (K,) He bound, (S, K, TA,) or put, (Msb, TA,) the إِكَاف upon the ass; (S, Msb, K;) as also ↓ أكّفهُ; (Sgh, K;) and اوكفهُ; (S, Mgh, K;) which is of the dial. of the people of El-Hijáz; the first being of the dial. of Benoo-Temeem: and in like manner, البَغْلَ the mule. (Lh.) إِكَافٌ (S, Mgh, Msb, K) and أُكَافٌ, (K,) as also وِكَافٌ (S, Mgh, Msb, K) and وُكَافٌ, (K in art. وكف,) The بَرْذَعَة, [i. e. pad, or stuffed saddle, generally stuffed with straw,] (K,) of the ass, (S, Mgh, Msb, K,) and also used for the mule, and for the camel; (TA in art. وكف;) a saddle like the رَحْل and قَتَب: (TA:) and a saddle of a horse made in the form of the ass's اكاف, having at its fore part [or pommel] a thing resembling a pomegranate: (Mgh:) [see also قَتَبٌ:] pl. [of pauc.] آكِفَةٌ (TA) and [of mult.]

أُكُفٌ. (S, Mgh, Msb, TA.) Yaakoob asserts that the ا in إِكَافٌ is a substitute for the و in وِكَافٌ. (TA.) A rájiz says, إِنَّ لَنَا أَحْمِرَةً عِجَافَا
يَأْكُلْنَ كُلَّ لَيْلَةٍ إِكَافَا meaning [Verily we have some lean asses] which eat every night the price of an اكاف. (TA.) أَكَّافٌ The maker of the kind of saddle called إِكَاف. (K.)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.