Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: غطا

دَرِمَ

دَرِمَ الساقُ، كفَرِحَ: اسْتَوَى،
وـ الكَعْبُ أو العَظْمُ: واراهُ اللَّحْمُ حتى لم يَبِنْ له حَجْمٌ،
وـ الأَسْنانُ: تَحاتَّتْ،
وـ البَعيرُ: ذَهَبَتْ أسْنانُهُ، ودَنا وقُوعُها.
ودَرمَ القُنْفُذُ يَدْرِمُ دَرْماً ودَرِماً، بكسر الراءِ،
ودَرَماً ودَرَماناً، محرَّكتَيْنِ،
ودَرامَةً: قارَبَ الخَطْوَ في عَجَلَةٍ.
وامْرَأةٌ دَرْماءُ: لا تَسْتَبِينُ كُعوبُها ومرَافِقُها،
وكُلُّ ما غَطَّاهُ الشَّحْمُ واللَّحْمُ وخَفِيَ حَجْمُهُ فَقَدْ دَرِم، كفَرِحَ.
ودِرْعٌ دَرِمَةٌ، كفَرِحَةٍ ومُعَظَّمَةٍ: مَلْساءُ، أو لَيِّنَةٌ.
والأَدْرَمُ: الذي لا أسْنانَ له.
وأدْرَمَ الصَّبِيُّ: تَحَرَّكَتْ أسْنانُهُ ليَسْتَخْلِفَ أُخَرَ،
وـ الفَصيلُ: شَرَعَ في الإِجْذاعِ والإِثْناءِ،
وـ الأَرْضُ: أنْبَتَتِ الدَّرْماءَ، لنَباتٍ أحْمَرِ الوَرَقِ.
والدَّرَّامَةُ، كجبَّانَةٍ: الأَرْنَبُ،
كالدَّرِمَةِ، كفرِحَةٍ، والسَّيِّئَةُ المَشْيِ القصيرَةُ في صِغَرٍ،
كالدَّرومِ. وكشَدَّادٍ: القُنْفُذُ،
كالدَّرَّامة، والقَبيحُ المِشْيةِ. وكصَبورٍ: الذي يَجِيْءُ ويَذْهَبُ باللَّيلِ.
والدَّارِمُ: شَجَرٌ كالغَضَى م. ودارِمُ بنُ أبي دارِمٍ: صَحابِيٌّ، وابنُ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ: أبو حَيٍّ من تَميمٍ، وكان يُسَمَّى بَحْراً، لأن أباهُ أتاهُ قَوْمٌ في حَمالَةٍ، فقال له: يا بَحْرُ ائْتِني بخَريطةِ المالِ.
فجاءَهُ يَحْمِلُها، وهو يَدْرِمُ تَحْتَها.
والدَّرْماءُ: الأَرْنَبُ.
وبنو الأَدْرَمِ: من قُرَيْشٍ.
والأَدْرَمُ: المُسْتوِي،
وع. وكأَميرٍ: الغُلامُ الفُرْهُدُ الناعِمُ.
والدَّارومُ: قَلْعَةٌ بعدَ غَزَّةَ للقاصِدِ مِصْرَ.
ودَرَّمَ أظفارَهُ تَدْريماً: سَوَّاها بعدَ القَصِّ.
والمَداريمُ: المدارينُ. وككتِفٍ: شَجَرٌ، وشَيْبانِيٌّ قُتِلَ، ولم يُدْرَكْ بثَأرِهِ فَضُرِبَ به المَثَلُ، أو فُقِدَ كما فُقِدَ القارِظُ العَنَزِيُّ.

الغطاء

الــغطاء: ما يجعل فوق الشيء من لباس ونحوه، كما أن الغشاء كذلك واستعير للجهالة.
(الــغطاء) مَا يَجْعَل فَوق الشَّيْء فيواريه ويستره وَمِنْه غطاء الْمَائِدَة وغطاء الْفراش

سَجَا

سَجَا
من (س ج و) علم منقول عن الفعل الماضي: سجا الشيء سجوا: سكن ودام وسجا الشيء: غطاه. يستخدم للإناث.
(سَجَا)
(س) فِيهِ «أَنَّهُ لَمَّا مَاتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُجِّيَ ببُرْدِ حِبَرَةٍ» أَيْ غُطِّي.
والْمُتَسَجِّي: المُتَغَطِّى، مِنَ اللَّيل السَّاجِي، لِأَنَّهُ يُغَطِّي بِظَلَامِهِ وسكونه. وَمِنْهُ حَدِيثُ مُوسَى وَالْخَضِرِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ «فَرَأَى رجُلا مُسَجًّى عَلَيْهِ بثَوب» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «وَلَا ليلٌ داجٍ وَلَا بحرٌ سَاجٍ» أَيْ ساكنٌ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ خُلُقه سَجِيَّةً» أَيْ طَبِيعَةً مِنْ غَيْرِ تكلُّفٍ.
سَجَا:
مقصور، سجا الليل إذا أظلم وسكن، وسجا البحر إذا ركد، فيكون منقولا عن الفعل الماضي على هذا: وهو اسم بئر، ويروى بالشين، وقيل:
هو ماء لبني الأضبط، وقيل: لبني قوالة بعيدة القعر عذبة الماء، وقيل: ماء بنجد لبني كلاب، وقال أبو زياد: من مياه بني وبر بن الأضبط بن كلاب سجا، وفي كتاب الأصمعي: من مياه قوالة سجا، والثّعل وسجا لبني الأضبط إلّا أنّها مرتفعة في ديار بني أبي بكر ولم تزل في يد بني الأضبط وهي جاهلية، وقال العامري: سجا ماء لبني الأضبط بن كلاب، وهي في شعب جبل عال له سعر وهي في فلاة مدعى ماءة لبني جعفر وهي في فلاة المحدثة، وقال مرّة:
سنجا ماءة لنا وهي جرور بعيدة القعر، وأنشد:
ساقي سجا يميد ميد المحمور
المحمور: الذي قد أصابه الحمر، وهو داء يصيب الخيل من أكل الشعير.
ليس عليها عاجز بمذعور ... ولا حق حديدة بمذكور
ويقال: هذا الرجز لرجل ولم يعرفه العامري، وهو الذي يقول:
لا سلّم الله على خرقا سجا، ... من ينج من خرقا سجا فقد نجا
أنكد لا ينبت إلّا العرفجا، ... لم تترك الرمضاء مني والوجا
والنزع من أبعد قعر من سجا ... إلّا عروقا وعروقا خرّجا
يعني أنّها بارزة لا لحم عليها، وقال غيلان بن الربيع اللّص:
إلى الله أشكو محبسي في مخيّس ... وقرب سجا يا رب حين أقيل
وإنّي، إذا ما اللّيل أرخى ستوره ... بمنعرج الخلّ الخفيّ، دليل

الخَيْمَةُ

الخَيْمَةُ:
بلفظ واحدة الخيام، قال الأصمعي: وفيما بين الرّمّة من وسطها فوق أبانين بينها وبين الشمال أكمة يقال لها الخيمة بها ماءة يقال لها الغبارة لبني عبس، وقال بعض الأعراب:
خير الليالي، إن سألت بليلة، ... ليل بخيمة بين بيش وعثّر
بضجيع آنسة، كأنّ حديثها ... شهد يشاب بمزجه من عنبر
وضجيج لاهية ألاعب مثلها، ... بيضاء واضحة كظيظ المئزر
ولأنت مثلهما، وخير منهما ... بعد الرّقاد، وقبل أن لم تسحري
والخيمة: من مخاليف الطائف.
الخَيْمَةُ: أكَمَةٌ فَوْقَ أبانَيْنِ، وكُلُّ بَيْتٍ مُسْتدِيرٍ، أو ثلاثةُ أعْوادٍ أو أرْبَعَةٌ يُلْقَى عليها الثُّمامُ، ويُسْتَظَلُّ بها في الحَرِّ، أو كُلُّ بَيْتٍ يُبْنَى من عِيدانِ الشَّجَرِ
ج: خَيْماتٌ وخِيامٌ وخَيْمٌ وخيَمٌ، بالفتحِ، وكعِنَبٍ.
وأخامَها وأخْيَمَها: بَناها.
وخَيَّموا: دَخَلُوا فيها،
وـ بالمكانِ: أقامُوا،
وـ الشيءَ: غَطاهُ بشيءٍ كَيْ يَعْبَقَ.
وخامَ عنه يَخِيمُ خَيْماً وخَيَماناً وخُيوماً وخُيومَةً وخَيْمُومَةُ وخِياماً: نَكَصَ، وجَبُنَ، وكادَ كَيْداً فَرَجَعَ عليه،
وـ رِجْلَهُ: رَفَعَها.
والخامَةُ من الزَّرْعِ: أوَّلُ ما يَنْبُتُ على ساقٍ، أو الطاقَةُ الغَضَّةُ منه، أو الشَّجَرةُ الغَضَّةُ منه.
والخامُ: الجِلْدُ لم يُدْبَغْ، أو لم يُبالَغْ في دَبْغِهِ، والكِرْباسُ لم يُغْسَلْ، مُعَرَّبٌ، والفجْلُ. وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَمْرٍو الخاميُّ: مُحدِّثٌ.
وتَخَيَّمَ هُنا: ضَرَبَ خَيْمَتَهُ به،
وـ الريحُ الطَّيِّبَةُ في الثَّوْبِ: عَبِقَتْ به.
والخِيمُ، بالكسر: السَّجِيَّةُ، والطَّبِيعَةُ، بلا واحِدٍ، وفِرِنْدُ السَّيْفِ، وإخامَةُ الفَرَسِ واوِيَّةٌ يائيَّةٌ.
والمِخْيمُ، كمِكْتَلٍ: أن تَجْمَعَ جُرَزَ الحَصيدِ، ووادٍ، أو جبَلٌ.
والمُخَيَّمُ والخَيْماتُ: نَخْلٌ لبَني سَلولٍ بِبَطْنِ بيشَةَ.
وخَيْمٌ وذو خَيْمٍ وذاتُ خَيْمٍ: مَواضِعُ.
والخِيماءُ، بالكسرِ، ويُقْصَرُ، وقد تُفْتَحُ الياءُ: ماءٌ لبَني أسدٍ، وكعِنَبٍ: جَبَلٌ.

ثَوْر

ثَوْر
: ( {الثَّوْر: الهَيَجانُ) .} ثار الشَّيءُ: هاجَ، وَيُقَال للغَضْبان أَهْيجَ مَا يكونُ: قد {ثارَ} ثائِرُه وفارَ فائِرُه، إِذا هاج غَضَبُه.
(و) الثَّوْر: (الوَثْبُ) ، وَقد ثارَ إِليه، إِذا وَثَبَ. {وثارَ بِهِ النّاسُ، أَي وَثَبُوا عَلَيْهِ.
(و) الثَّوْرُ: (السُّطُوعُ) . وثارَ الغُبَارُ: سَطَعَ وظَهَرَ، وَكَذَا الدُّخَانُ، وغيرُهما، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) الثَّوْرُ (نُهُوضُ القَطَا) مِن مَجَاثِمه.
(و) ثارَ (الجَرادُ) } ثَوْراً، {وانْثَارَ: ظَهَرَ.
(و) الثَّوْرُ: (ظُهُورُ الدَّمِ) ، يُقَال:} ثارَ بِهِ الدَّمُ {ثَوْراً، (} كالثُّؤُورِ) ، بالضمّ، ( {والثَّوَرانِ) ، محرَّكةً، (} والتَّثَوُّرِ، فِي الكُلّ) ، قَالَ أَبو كَبيرٍ الهُذَليُّ:
يَأوِي إِلى عُظْمِ الغَريفِ ونَبْلُهُ
كسَوَامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ {المُتَثَوِّره
(} وأَثَارَه) هُوَ، (وأَثَرَه) ، على القلْب، (وهَثَرَه) ، على البَدَل، ( {وثَوَّرَه، واسْتَثارَه غيرُ) ، كَمَا} يُستَثارُ الأَسَدُ والصَّيْدُ، أَي هَيَّجَه.
(و) {الثَّوْرُ: (القِطعةُ العَظيمةُ من الأَقِط. ج} أَثْوَارٌ {وثِوَرَةٌ) ، بكسرٍ ففتْحٍ على الْقيَاس. وَفِي الحَدِيث: (تَوَضَّؤُوا ممّا غَيَّرَت النّارُ وَلَو من} ثَوْرِ أَقِطٍ) . قَالَ أَبو مَنْصُور: وَقد نُسخَ حُكمُهُ.
ورُوِيَ عَن عَمْرو بن مَعْدِيكَرِبَ أَنْه قَالَ: أَتَيتُ بني فلانٍ فأَتَوْني بثَوْرٍ وقَوْسٍ وكَعْبٍ؛! فالثَّوْر: القِطعةُ العَظيمةُ من الأَقِط، والقَوس: البَقيَّةُ من التَّمْر تَبْقَى فِي أَسفَلِ الجُلَّة، والكَعْب: الكُتْلَةُ من السِّمْن الجَامِسٍ. والأَقِطُه ولَبَنٌ جامِدٌ مُسْتَحْجِرٌ. (و) {الثَّوْرُ: (الذَّكَرُ من البَقَر) قَالَ الأَعشى:
} لَكَالثَّوْر والجِنِّيُّ يضْرِبُ ظَهْرَه
وَمَا ذَنْبُه أَنْ عافَت الماءَ مَشْرَبَا
أَراد بالجِنِّيِّ إسمَ راعٍ. {والثَّوْرُ ذَكَرُ البَقَرِ يُقَدَّم للشَّرْب، ليَتْبَعَه إِناثُ البَقَرِ، قَالَه أَبو مَنْصُور، وأَنشد:
كَمَا الثَّوْر يَضْرِبُه الراعِيَانِ
وَمَا ذَنْبُه أَنْ تَعافَ البَقَرْ
وأَنشدَ لأَنَسِ بن مُدْركٍ الخَثْعَميِّ:
إِنِّي وقَتحلِي سُلَيْكاً ثمَّ أَعْقِلَه
} كالثَّوْر يُضْرَبُ لمّا عافَت البَقَرُ
قيل: عَنَى الثَّوْرَ الَّذِي هُوَ ذَكَرُ البَقَر؛ لأَن البَقَرَ يَتْبَعُه، فإِذا عافَ الماءَ عافَتْه، فيُضْرَب ليَرِدَ فتَرِدَ مَعَه.
(ج {أَثْوَارٌ} وثِيَارٌ) ، بِالْكَسْرِ، {وثِيَارَةٌ (} وثِوَرَةٌ {وثِيَرَةٌ) ، بِالْوَاو والياءِ، وبكسر ففتحٍ فيهمَا، (} وثِيرَةٌ) ، بكسرٍ فسكونٍ، ( {وثِيرَان، كجِيرَةٍ وجِيرَان) ، على أَن أَبا عليَ قَالَ فِي} ثِيَرَةٍ: إِنّه محذوفٌ من {ثِيَارَةٍ، فتَركوا الإِعلالَ فِي العَيْن أَمارةً لما نَوَوْه من الأَلف، كَمَا جَعَلوا تَصحيحَ نحْوِ اجْتَوَرُوا واعْتَوَنُوا دَلِيلا على أَنه فِي معنَى مَا لَا بُدَّ من صحَّته، وَهُوَ تَجاوَرُوا وتَعاوَنُوا. وَقَالَ بعضُهم: هُوَ شاذٌّ، وكأَنهم فرَّقوا بالقَلْب بَين جَمْعِ ثَوْرٍ من الْحَيَوَان، وَبَين جَمْعِ} ثَوْرٍ من الأَقط؛ لأَنَّهُم يقولُون فِي {ثَوْر الأَقط:} ثِوَرَةٌ فَقَط. والأُنثَى: {ثَوْرةٌ، قَالَ الأَخطل:
وفَرْوَةَ ثَفْرَ} الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ
(وأَرْضٌ {مَثْوَرَةٌ: كَثيرَتُه) ، أَي الثَّوْر، عَن ثَعْلَب.
(و) } الثَّوْرُ: (السَّيِّدُ) ، وَبِه كُنِّيَ عَمْرُ وبن مَعْدِي كَرِبَ: أَبا {ثَوْرٍ، وَقَول عليَ رَضِي الله عَنهُ: (إِنّمَا أُكِلْتُ يَومَ أُكِلَ} الثَّوْرُ الأَبيضُ) ؛ عَنَى بِهِ عثمانَ رَضِي الله عَنهُ؛ لأَنه كَانَ سَيِّداً، وجعلَه أَبيضَ؛ لأَنه كَانَ أَشْيَبَ.
(و) {الثَّوْرُ: مَا عَلَا الماءَ مِن (الطُّحْلُب) والعَرْمَض والغَلْفَق وَنَحْوه. وَقد ثارَ} ثَوْراً {وثَوَرَاناً،} وثَوَّرْتُه، {وأَثَرْتُه، كَذَا فِي المُحْكم، وَبِه فُسِّر قَولُ أَنَس بن مُدْرِك الخَثْعَميِّ السَّابِق، فِي قَوْلٍ؛ قَالَ: لأَنّ البَقّارَ إِذا أَوْرَدَ القِطْعَةَ من البَقَر، فعافَت الماءَ، وصَدَّهَا عَنهُ الطُّحْلُبُ، ضَرَبَه ليَفْحَصَ عَن الماءِ فَتشْربه، وَيُقَال للطّحْلُب: ثَوْرُ الماءِ، حَكَاه أَبو زَيْد فِي كتاب المَطَر.
(و) الثَّوْر: (البَيَاضُ) الَّذِي (فِي أَصْل الظُّفر) ، ظُفر الإِنسان.
(و) الثَّوْرُ: (كلُّ مَا عَلَا الماءَ) من القُمَاش. وَيُقَال:} ثَوَّرْتُ كُدُورَةَ الماءِ فثَارَ.
(و) الثَّوْرُ: (المَجْنُون) ، وَفِي بعض النُّسَخ: الجُنُون، وَهُوَ الصَّواب؛ كأَنْه لهيَجانه.
(و) مِنَ المَجَازِ: الثَّوْرُ: (حُمْرَةُ الشَّفَق النّائرَةُ فِيهِ) . وَفِي الحَدِيث: (صلاةُ العِشَاءِ الآخِرَةِ إِذا سَقَطَ ثَوْرُ الشَّفَقِ) . وَهُوَ انتشارُ الشَّفَق، {وثَوَرانُه: حُمْرَتُه ومُعْظَمُه. وَيُقَال: قد} ثَارَ {يَثُور} ثَوْراً {وثَوَراناً، إِذا انتشرَ فِي الأُفُق وارتفعَ، فإِذا غَابَ حَلَّتْ صلاةُ العِشاءِ الآخِرَة. 6 وَقَالَ فِي المَغْرب: مَا لم يَسقُط ثَوْرُ الشَّفَقِ.
(و) } الثَّوْرُ (الأَحْمَقُ) ، يُقَال للرَّجُل البَليدِ الفَهْمِ: مَا هُوَ إِلّا ثَوْرٌ.
(و) مِنَ المَجَازِ: الثَوْرُ: (بُرْجٌ فِي السَّمَاء) ، من البُرُوج الإثْنَيْ عَشَرَ، على التَّشْبيه.
(و) مِنَ المَجَازِ: الثَّوْرُ: (فَرَسُ العاصِ بن سَعيدٍ) القُرَشيِّ، على التَّشْبيه.
(! وثَوْرٌ: أَبو قَبيلةٍ من مُضَرَ) ، وَهُوَ ثَورُ بنُ عبد مَنَاةَ بنِ أُدِّ بن طابخَةَ بن الياسِ بن مُضَرَ، (مِنْهُم) : الإِمام المحدِّثُ الزّاهدُ أَبو عبد الله (سُفيَانُ بنُ سَعِيد) بن مَسْرُوق بن حَبيب بن رَافع بن عبد الله بن موهبةَ (بن أُبَيّ بن عبد الله) بن مُنْقِذ بن نصر بن الْحَارِث بن ثعلبةَ بن عَامر بن مِلْكان بن ثَور، رَوَى عَن عَمْرِو بن مُرّةَ، وسَلَمَةَ بن كُهَيْل، وَعنهُ ابنُ جُرَيج، وشُعبةُ، وحمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وفُضَيلُ بنُ عِياضٍ. تُوُفِّيَ سنةَ 161 هـ وَهُوَ ابنُ أَربع وَسِتِّينَ سنة.
(و) ثَوْرٌ: (وادٍ بِبِلَاد مُزَيْنَةَ) ، نقلَه الصغانيُّ.
(و) ثَوْرٌ: (جَبَلٌ بمكّةَ شَرَّفَها اللهُ تعالَى، (وَفِيه الغارُ) الَّذِي بَات فِيهِ سيِّدُنا رَسولُ اللهُ صلَّى الله عليْه وسلَّم لما هَاجَرَ، وَهُوَ (المذكورُ فِي التَّنْزيل) : {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى الْغَارِ} (التَّوْبَة: 40) (ويُقَال لَهُ: ثَوْرُ أَطْحَلَ، وإسمُ الجَبَل أَطحَلُ، نَزَلَه ثَوْرُ بنُ عبدِ مَناةَ فنُسبَ إِليه) ؛ وَقَالَ جماعةٌ: سُمِّيَ أَطْحَلَ لأَنّ أَطْحَلَ بن عبدِ مَنَاةَ كَانَ يَسكنُه: (و) ثورٌ أَيضاً: (جَبَلٌ) صغيرٌ إِلَى الحُمْرة بتَدْوير، (بِالْمَدِينَةِ) المُشَرَّفة، خَلْفَ أُحُدٍ من جِهة الشِّمَال. قَالَه السيُوطيُّ فِي كتاب الحَجّ من التَّوْشيح، قَالَ شيخُنَا: ومالَ إِلَى القَوْل بِهِ، وتَرْجيحه بأَزْيَدَ من ذالك فِي حاشيَته على التِّرْمذيّ. (وَمِنْه الحديثُ الصَّحيحُ (المدينةُ حَرَمٌ مَا بينِ عَيْرِ إِلى ثَوْرٍ) ؛ وهما جَبلان. (وأَما قولُ أَبي عُبَيْد) القَاسم (بن سَلَام) ، بِالتَّخْفِيفِ (وَغَيره من الأَكابر الأَعلام: إِن هَذَا تَصْحيفٌ، والصَّوابُ) (مِن عَيْر (إِلى أُحُد) ؛ لأَن ثَوْراً إِنّما هُوَ بمكةَ) وَقَالَ ابنُ الأَثِير: أَمّا عَيْرٌ فجبلٌ معروفٌ بِالْمَدِينَةِ، وأَما ثَوْرٌ فالمعروفُ أَنه بمكِّةَ، وَفِيه الغارُ، وَفِي رِوَايَة قليلةٍ: (مَا بَين عَيْر وأُحُدٍ) ، وأُحُدٌ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فَيكون ثَوْرٌ غَلَطاً من الرّاوي، وإِن كَانَ هُوَ الأَشهرَ فِي الرِّواية والأَكثرَ. وَقيل:الله محمّد المَطريِّ الخَزْرَجيِّ، (قَالَ: إِنّ خَلْفَ أُحُدٍ عَن شِمَاليِّه جَبَلاً صغِيراً مُدَوَّراً) إِلى الحُمْرة، (يُسَمَّى ثَوْراً، يعرفُه أَهلُ الْمَدِينَة، خَلَفاً عَن سَلَف) ، قَالَ مُلّا عليٌّ فِي النّامُوس: لَو صَحَّ نَقْلُ الخَلَف عَن السَّلَف لَمَا وَقَعَ الخُلْفُ بَين الخَلَف. قلتُ: والجوابُ عَن هاذا يُعرَف بأَدْنَى تَأَمُّل فِي الْكَلَام السَّابِق.
(وثَوْرُ الشِّبَاك) ، ككتاب: (وبُرْقَةُ الثَّوْر) ، بالضمّ: (مَوْضعان) ، قَالَ أَبو زِيَاد: بُرْقَةُ الثَّوْر جانبُ الصَّمّان.
( {وثَوْرى، وَقد يُمَدُّ: نَهرٌ بدمشْقَ) فِي شَماليِّ بَرَدَى، هُوَ وبَانَاسُ يَفْتَرقَان من بَرَدَى، يَمُرّان بالبَوادي، ثمَّ بالغُوطة، قَالَ العمَادُ الأَصفَهَاني يذكُر الأَنهارَ من قصيدة:
يَزيدُ اشتْيَاقي ويَنْمُو كَمَا
يَزِيدُ يَزيدُ وثَوْرَى} يَثُورْ
(وأَبو {الثَّوْرَيْن محمّدُ بنُ عبد الرَّحمان) الجُمَحيُّ، وَقيل: المكّيّ (التّابعيُّ) ، يَروِي عَن ابْن عُمَرَ، وَعنهُ عَمْرُو بنُ دِينَار، ومَن قَالَ: عَمْرُو بنُ دِينَار عَن أَبي السّوّار فقد وَهِمَ.
(و) يُقَال: (} ثَوْرَةٌ من مَال) ، كثعرْوة من مالٍ، (و) قَالَ ابْن مُقْبل:
{وثوْرَةٌ من (رِجالٍ) لَو رأَيتَهُمُ
لقُلتَ إِحْدَى حِرَاجه الجَرِّ من أُقُرِ
ويُرْوَى: وثَرْوَةٌ، أَي عَدَد (كثير) ، وَهِي مرفوعَةٌ معطوفةٌ على مَا قبلهَا، وَهُوَ قَوْله: (فينَا خَنَاذيذُ) ، وَلَيْسَت الواوُ واوَ (رُبَّ) ، نَبَّه عَلَيْهِ الصَّغَانيُّ وَفِي التَّهْذِيب: ثَوْرَةٌ من رجال،} وثَوْرَةٌ من مَال؛ للكَثير. وَيُقَال: ثَرْوَةٌ من رجال، وثرْوَةٌ من مَال، بهاذا الْمَعْنى. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: ثورَةٌ من رجال، وثَرْوَةٌ؛ يعْني: عَدَدٌ كثيرٌ، وثَرْوةٌ من مالٍ لَا غير.
(! والثَّوّارَةُ: الخَوْرَانُ) ، عَن الصغانيّ.
وَفِي الحَدِيث: (فرأَيتُ الماءَ {يَثُور (مِن) بَين أَصَابعه) أَي يَنْع بقوَّة وشدَّة.
(} والثَّائرُ) من المجَاز: ثارَ ثائرُه وفارَ فائرُه؛ يُقَال ذالك إِذا هاجَ (الغَضَبُ) .
وثَوْرُ الغَضَب: حدَّتُه.
{والثائرُ أَيضاً: الغَضْبانُ.
(} والثِّيرُ، بِالْكَسْرِ: غِطَاءُ العَيْن) ، نقلَه الصَّغَانيُّ.
(و) فِي الحَدِيث: (أَنه كَتَبَ لأَهل جُرَشَ بالحمَى الَّذِي حَماه لَهُم للفَرَس، والرّاحلَة،
( {المُثيرَة)) وَهُوَ بالكَسْر، وأَراد} بالمُثيرَة: (البَقَرَة {تُثيرُ الأَرضَ) .
وَيُقَال: هاذه} ثِيَرَةٌ {مُثيرَةٌ، أَي} تُثِيرُ الأَرضَ، وَقَالَ الله تعالَى فِي صفة بَقَرَةِ بني إِسرائيلَ: { {تُثِيرُ الاْرْضَ وَلاَ تَسْقِى الْحَرْثَ} (الْبَقَرَة: 71) .
} وأَثارَ الأَرضَ: قَلَبَها على الحَبِّ بعد مَا فُتِحَتْ مَرَّةً، وحُكِيَ: {أَثْوَرَهَا؛ على التَّصْحيح، وَقَالَ الله عَزَّ وجَلّ: {} وَأَثَارُواْ الاْرْضَ} (الرّوم: 9) أَي حَرَثُوها وزَرَعُوها، واستَخرجُوا بَرَكاتِهَا، وأَنْزالَ زَرْعِهَا.
( {وثاوَرَه} مُثاوَرَةً {وثِوَاراً) ، بِالْكَسْرِ، عَن اللِّحيانيّ: (وَاثَبَه) وساوَرَه.
(} وثَوَّرَ) الأَمْرَ تَثْويراً: بَحَثَه.
وثَوَّرَ (القُرآنَ: بَحَثَ عَن) معانِيه وَعَن (علْمه) . وَفِي حديثٍ آخَرَ: مَن أَرادَ العِلْمَ {فلْيُثَوِّر القُرآنَ) ، قَالَ شَمرٌ:} تَثْويرُ القرْآن: قِراءَتُه، ومُفَاتَشَةُ العُلَمَاءِ بِهِ فِي تَفْسِيره ومعانيه. وَقيل: ليُنَقِّرْ عَنهُ ويُفَكِّكْ فِي مَعَانِيه وتفسيرِه، وقراءَته.
(! وثُوَيرُ بنُ أبي فاختَةَ سعيدُ بنُ عِلاقَةَ) أَخُو بُرْدٍ، وأَبوهما مَوْلَى أُمِّ هانيءٍ بنت أبي طَالب، عِدَادُه فِي أَهل الكُوفة: (تابعيٌّ) . الصّوابُ أَنه من أَتباع التّابعين؛ لأَنه يَرْوِي مَعَ أَخيه عَن أَبيهما عَن عَليّ بن أَبي طَالب، كَذَا فِي كتاب الثِّقَات لِابْنِ حِبّانَ.
( {والثُّوَيْرُ: ماءٌ بالجزيرة من مَنَزل تَغْلبَ) بن وائلٍ، وَله يَومٌ معروفٌ، قُتِلَ فِيهِ المُطَرَّحُ وجماعةٌ من النَّجْديَّة، وفِيه يقولُ حَمّاد بنُ سَلَمَةَ الشَّاعِر:
إِنْ تَقْتُلُونا بالقَطِيف فإِنَّنا
قَتَلْنَاكُمُ يَومَ} الثُّوَيْر وصَحْصَحَا
كَذَا فِي أَنْسَاب البَلاذُريّ.
(و) الثُّوَيْرُ: (أَبْرَقٌ لجَعْفَر بن كلابٍ قُرْبَ) سُوَاجَ، من (جبال ضَرِيَّةَ) .
وممّا يُستدرَكَ عَلَيْهِ:
يُقَال: انْتَظرْ حَتَّى تَسْكُنَ هاذه {الثَّورةُ، وَهِي الهَيْجُ.
وَقَالَ الأَصمعيُّ: رأَيتُ فلَانا} ثائرَ الرَّأْس، إِذا رأَيتَه قد اشْعَانَّ شْرُه، أَي انتشرَ وتَفرَّقَ. وَفِي الحَدِيث: (جاءَه رجلٌ من أَهل نَجْدٍ {ثائرَ الرَّأْس. يسأَلُه عَن الإِيمان) ؛ أَي مُنْتشرَ شَعر الرأْس قائمَه، فحذَفَ المُضاف. وَفِي آخَرَ: (يَقُومُ إِلى أَخيه ثائراً فَريصَتُه) ؛ أَي: مُنْتَفخَ الفَريصَة قائمهَا غَضَباً، وَهُوَ مَجازٌ وأَراد بالفَريصَة هُنَا عَصَبَ الرَّقَبة وعُرُوقها؛ لأَنها هِيَ الَّتِي} تَثُور عِنْد الغَضَب.
ومِن المَجَاز: {ثارتْ نَفْسُه: جَشَأَتْ، قَالَ أَبو مَنْصُور: جَشَأَتْ، أَي ارتفعتْ، وجاشتْ أَي فارَتْ.
ويُقَال: مَرَرتُ بأَرَانبَ} فأَثَرْتُهَا.
ويُقَال: كَيفَ الدَّبَى؟ فَيُقَال: {ثائرٌ وناقرٌ،} فالثّائرُ ساعةَ مَا يَخرج من التُّرَاب، والناقرُ حينَ يَنقُر من الأَرض، أَي يَثِبُ.
{وَثَوَّرَ البَرْكَ} واستثارَهَا، أَي أَزْعَجَهَا وأَنْهَضَهَا. وَفِي الحَدِيث: (بل هِيَ حُمَّى! تَثُورُ أَو تَفُور) . والثَّورُ: {ثَورَانُ الحَصْبَة:} وثارت الحَصْبَةُ بفلانٍ {ثَوْراً} وثُؤُوراً {وثُؤَاراً} وثَوَرَاناً: انتَشرتْ.
وحَكَى اللِّحْيَانيّ: ثارَ الرجلُ {ثَوَرَاناً: ظَهَرَتْ فِيهِ الحَصْبَةُ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَمِنْه أَيضاً: ثار بالمَحْمُوم الثَّوْرُ، وَهُوَ مَا يَخْرجُ بفِيه من البَثْر.
وَمن المَجَاز: أَيضاً:} ثوَّرَ عَلَيْهِم الشَّرَّ، إِذا هَيَّجَه وأَظهرَه، {وثارَتْ بَينهم فِتْنَةٌ وشَرٌّ، وثار الدَّمُ فِي وَجهه.
وَفِي حَدِيث عبد الله: (} أَثِيرُوا القُرآنَ فإِنه فِيهِ خَبَرُ الأَوَّلينَ والآخرين) .
وَقَالَ أَبو عَدْنَان: قَالَ مُحَارِب صاحبُ الخَلِيل: لَا تَقطَعْنا فإِنك إِذا جئتَ {أَثَرْتَ العَرَبيَّةَ، وَهُوَ مَجازٌ.
} وأَثَرْتُ البَعِيرَ أُثِيرُه إِثارَةً، فثارَ {يَثُورُ،} وَتَثَوَّرَ {تَثَوُّراً، إِذا كَانَ باركاً فبَعَثَه فانْبَعَثَ، وأَثارَ التُّرَابَ بقَوائِمِه} إِثارَةً: بَحَثَه، قَالَ:
{يُثيرُ ويُذْرِي تُرْبَهَا ويُهيلُه
} إِثَارَةَ نَبّاثِ الهَوَاجِر مُخْمِسِ
{وثَوْرٌ: قَبيلَةً مِن هَمْدَانَ، وَهُوَ ثَوْرُ بنُ مَالك بن مُعاويَةَ بن دُودانَ بن بَكِيلِ بنِ جُشَم.
وأَبو خَالِد ثَوْرُ بنُ يَزِيدَ الكَلَاعيُّ: مِن أَتباع التّابعِين، قَدِمَ العراقَ، وكَتَبَ عَنهُ الثَّوْرِيُّ.
زأَبو ثَوْرٍ صاحبُ الإِمَامِ الشّافِعِيِّ، والنِّسبةُ إِليه الثَّوْرِيُّ، مِنْهُم: أَبو الْقَاسِم الجُنَيد الزّاهِدُ} - الثَّوْرِيُّ، كَانَ يُفْتى على مَذهبه.
وإِلى مذْهب سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أَبو عبد الله الحُسَينُ بنُ محمّدٍ الدِّينَوَرِيُّ الثَّوْرِيُّ. والحافظُ أَبو محمّدٍ عبدُ الراحمان بنُ محمّد الدُّونِيُّ الثَّوْرِيُّ، راوِي النسائِيِّ عَن الكَسَّار. و {ثُوَيْرَةُ، مصغَّراً: جَدُّ الحَجّاجِ بن علاط السُّلميّ، وَهُوَ والدُ نَصْرِ بنِ الحَجّاج.
وفلانٌ فِي} ثُوَارِ شَرَ، كغُرَابٍ، وَهُوَ الكَثِيرُ.
{والثّائِرُ: لَقَبُ جمَاعَة من العَلَوِيِّين.

عَفْو

عَفْو
: (و ( {العَفْوُ:} عَفْوُ اللَّهِ، عزَّ وجلَّ، عَن خَلْقِهِ.
(و) أَيْضاً: (الصَّفْحُ) عَن الجانِي (وتَرْكُ عُقُوبَةِ المُسْتَحِقِّ) .
(وَقد ( {عَفا عَنهُ} وعَفا لهُ ذَنْبَهُ، وَعَن ذنْبِهِ) ترَكَهُ وَلم يُعاقِبْه.

قَالَ شيْخُنا: كَوْن العَفْو لَا يكونُ إلاَّ عَن ذَنْبٍ وَإِن اشْتَهَرَ فِي التَّعارُفِ غيْر صَحِيحٍ، فإنَّه يكونُ بمعْنَى عَدَمِ اللُّزُوم، وأَصْلُ مَعْناه التَّرْكُ، وَعَلِيهِ تَدُورُ مَعانِيه، فيُفَسَّرُ فِي كلِّ مقامٍ بِمَا يُناسِبُه مِن تَرْكِ عقابٍ، وعَدَم إلْزامٍ مَثلاً؛ وَفِي كَلامِ المُفسِّرين وأَرْبابِ الحَواشِي إيماءٌ لذلكَ، وفرَّقَ عبدُ الباسِطِ البُلْقِينِيّ بَيْنه وبَيْنَ الصَّفْحِ بكَلامٍ لَا يظهرُ لَهُ كَبيرُ جَدْوى، انتَهَى.
قُلْت: الصَّفْحُ تَرْكُ التَّأْنِيبِ، وَهُوَ أَبْلَغُ من العَفْوِ، فقد {يَعْفُو وَلَا يصفح وأمَّا العَفْوُ فَهُوَ القَصْدُ لتَناوُلِ الشيءِ، هَذَا هُوَ المَعْنى الأَصْلِي، وَعَلِيهِ تدُورُ مَعانِيه على مَا سَيَأْتِي الإيماءُ إِلَى ذلكَ، كَمَا حقَّقه الرَّاغِبُ وغيرُه، لَا مَا قَرَّرَه شيْخُنا مِن أَنَّ أَصْلَ مَعْناه التَّرْك فتأَمَّل.
قالَ الرَّاغبُ: فمَعْنى} عَفَوْتُ عنْكَ كأَنَّهُ قَصَد إزالَةَ ذَنْبِه صارِفاً عَنهُ، {فالمَعْفُوّ المَتْرُوكُ، وعنْكَ مُتَعَلِّق بمُضْمَر، فالعَفْوُ هُوَ التَّجَافِي عَن الذَّنْبِ.
(و) } العَفْوُ: (المَحْوُ) ، قيلَ: وَمِنْه {عَفا اللهُ عنْكَ، أَي مَحا مِن عَفَتِ الرِّياحُ الأَثَرَ، أَي دَرَسَتْه ومَحَتْه؛ وَمِنْه الحديثُ: (سَلُوا اللَّهَ العَفْوَ} والعافِيَةَ! والمُعافاةَ) ، فالعَفوُ مَحْوُه الذنْبَ.
(و) العَفْوُ أَيْضاً: (الامِّحاءُ) .) يقالُ: عَفَا الأَثَرُ أَي امَّحَى، يتعدَّى وَلَا يتَعَدَّى.
(و) العَفْوُ: (أَحَلُّ المالِ وأَطْيَبُهُ) ، كَذَا فِي النُّسخ.
وَفِي المُحْكم: أَجْمَلُ المالِ وأَطْيَبُهُ.
وَفِي الصِّحاح: عَفْوُ المالِ مَا يَفْضُلُ عَن النَّفَقَةِ. يقالُ: أَعْطَيْته عَفْوَ المالِ، يَعْني بغيرِ مَسْألةٍ وأَنْشَدَ:
خُذِي العَفْوَ مني تَسْتَدِيمي مَوَدَّتي
وَلَا تَنْطِقِي فِي سَوْرَتي حِين أَغْضَبُ (و) العَفْوُ: (خِيارُ الشَّيءِ وأَجْوَدُهُ) وَمَا لَا تَعَبَ فِيهِ.
(و) العَفْوُ: (الفَضْلُ) ؛) وَبِه فسِّرَ قوْلُه تَعَالَى: {خُذِ العَفْوَ} ؛ وقيلَ: مَا أَتَى بِلَا مَسْأَلَةٍ وَلَا كُلْفَة والمَعْنى أقْبَلِ المَيْسُورَ من أَخْلاقِ الناسِ وَلَا تَسْتَقْصِ عَلَيْهِم فيَستَقْصُوا عَلَيْك فيَتولَّدُ مِنْهُ البَغْضاءُ والعَداوَةُ.
وقولُه تَعَالَى: {قلِ العَفْوَ} ، أَي الكَثْرَة والفَضْلَ، أُمِرُوا أَن يُنْفِقُوا الفَضْلَ إِلَى أَنْ فُرِضَتِ الزَّكاةُ.
(و) العَفْوُ: (المَعْروفُ.
(و) العَفْوُ (من الماءِ: مَا فَضَلَ عَن الشَّارِبَةِ) وأُخِذَ بِلا كُلْفةٍ وَلَا مُزاحَمَةٍ.
(و) العَفْوُ (مِن البِلادِ: مَا لَا أَثَرَ لأَحَدٍ فِيهَا بمِلْكٍ) .
(وَفِي الصِّحاح: هِيَ الأرضُ الغُفْل لم تُوطَأْ وليسَتْ بهَا آثارٌ؛ وقالَ الأخْطَلُ:
قَبيلةٌ كشِراكِ النَّعْلِ دارِجةٌ إنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لم يُوجَدْ لَهُم أَثَرُ (و) العَفْوُ: (وَلَدُ الحِمارِ، ويُثَلَّثُ) ، نقلَهُ الجوهريُّ؛ ( {كالعَفا) ، بالقَصْرِ، (فيهمَا) أَي فِي الجَحْشِ وَفِي البِلادِ، وَمِنْه الحديثُ: (ويَرْعَوْنَ عَفاها) ؛} والعَفا بمعْنَى الجَحْشِ يُرْوَى فِيهِ الكَسْرُ أَيْضاً؛ وَبِهِمَا رُوِي مَا أَنْشَده المُفَضَّل لحَنْظَلَةَ بنِ شَرْقيَ:
بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عَن سَكناتِهِ
وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفَا هَمَّ بالنَّهْقِ (ج {عَفْوَةٌ) ، هَكَذَا فِي النُّسخ بفَتْحٍ فسكونٍ وَهُوَ غَلَطٌ والصَّوابُ} عِفَوةٌ بكسْرٍ ففتحٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وليسَ فِي الكَلامِ واوٌ مُتَحرِّكةٌ بعدَ فَتْحة فِي آخِرِ البِناءِ غَيْر هَذِه.
( {وعِفاءٌ) بكسْرٍ مَمْدود، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه أَيْضاً؛ وأعْفاءءٌ، كذلكَ نقلَهُ ابنُ سِيدَه أَيْضاً وأَغْفَلَهُ المصنِّفُ.
(} والعَفْوَةُ: الدِّيَّةُ) لأنَّهُ بهَا يَحْصَل العَفْو من أَوْلياءِ المَقْتولِ.
(ورجُلٌ {عَفُوٌّ عَن الذَّنْبِ) ، كعَدُوَ، أَي (} عافٍ) .
(وَفِي الصِّحاح: العَفُوُّ على فَعُولٍ: الكَثيرُ العَفْوِ وَهُوَ مِن أَسْمائِهِ جلَّ وعزَّ.
( {وأَعْفاهُ مِن الأمْرِ) :) أَي (بَرَّأَهُ.
(} وعَفَتِ الإِبِلُ المَرْعَى) {تَعْفُوه عَفْواً: (تَنَاوَلَتْهُ قرِيباً.
(و) عَفا (شَعَرُ) ظَهْرِ (البَعيرِ) :) إِذا (كَثُرَ وطالَ فغَطَّى دُبُرَهُ) ؛) وقولُ الشاعرِ:
هلاَّ سَأَلْت إِذا الكَواكِبُ أَخْلَفَتْ
} وعَفَتْ مَطِيَّة طالبِ الأَنْساب ِمعْنَى {عَفَتْ أَي لم يَجِدْ أحدٌ كَرِيماً يرحَلُ إليهِ فعَطَّل مَطِيَّتَه فسَمِنَتْ وكَثُرَ وَبَرُها.
(وَقد} عَفَّيْتُهُ) ، بالتَّشْديدِ، ( {وأَعْفَيْتُهُ) .) يقالُ: عَضُّوا ظَهْرَ هَذَا الجَمَل، أَي ورّعوه حَتَّى يَسْمَنَ.
(و) عَفا (أَثَرُهُ} عَفاءً) ، كسَحابٍ، (هَلَكَ) ، كأَنَّه قَصَد هُوَ البلى.
(و) عَفا (الماءُ: لم يَطَأْهُ مَا يُكَدِّرُهُ) ؛) نقلَهُ الجوهريُّ.
(و) عَفا (عَلَيْهِ فِي العِلْمِ) :) إِذا (زادَ) عَلَيْهِ فِيهِ؛ وَكَذَا فِي الجَرْيِ.
(و) عَفَتِ (الأرضُ: غَطَّاها النَّباتُ.
(و) عَفا (الصُّوفَ) :) إِذا وفرَهُ ثمَّ (جَزَّهُ.
( {والعافِي: الَّرائِدُ) للمَعْروفِ أَو الكَلأ.
(و) أَيْضاً: (الوارِدُ) على الماءِ، وَقد} عَفاهُ إِذا أَتاهُ ووَرَدَ عَلَيْهِ.
(و) أَيْضاً: (الطَّويلُ الشَّعَرِ) ؛) نقلَهُ الجوهريُّ. (و) أَيْضاً: (مَا يُرَدُّ فِي القِدْرِ مِن مَرَقَةٍ إِذا اسْتُعِيرَتْ) .
(وَفِي المُحْكم: {عافي القِدْرِ مَا يُبْقِي المُسْتَعِير فِيهَا لمُعِيرِها.
وَفِي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي:} الْعَافِي مَا تركَ فِي القِدْرِ؛ وأَنْشَدَ لمُضَرِّس بنِ رِبعي الأَسَدِي:
فَلَا تَصْرمِيني واسْأَلي مَا خَلِيقَتيإذا رَدَّ عافي القِدْرِ مَن يَسْتَعِيرُها (و) العافِي: (الضَّيفُ.
(وكلُّ طالِبِ فَضْلٍ أَوْ رِزْقٍ:) {عافٍ، (} كالمُعْتَفِي) ؛) وَقد عَفاهُ واعْتَفاهُ: أَتاهُ يَطْلبُ مَعْروفَهُ.
( {والعَفاءُ، كسَماءٍ: التُّرابُ) .
(قالَ صَفْوانُ بنُ محرزٍ: إِذا دَخَلْتُ بَيْتي فأَكَلْتُ رَغِيفاً وشَرِبْتُ عَلَيْهِ مَاء فعَلَى الدُّنيا} العَفاءُ.
(و) العَفاءُ: (البَياضُ على الحَدَقَةِ.
(و) قالَ أَبُو عبيدٍ: العَفاءُ (الدُّرُوسُ) والهَلاكُ، وأَنْشَدَ لزُهيرٍ يَذْكُر دَارا:
تحَمَّلَ أَهْلُها عَنْهَا فبانُوا
على آثارِ مَن ذَهَبَ العَفاءُقالَ: وَهَذَا كقَوْلِهم؛ عَلَيْهِ الدَّبارُ إِذا دَعا عَلَيْهِ بأنْ يُدْبِرَ فَلَا يَرْجِع.
( {كالعُفُوِّ) ، كعُلُوَ، (} والتَّعَفِّي) ؛) يقالُ: {عَفَتِ الدارُ ونحوُها} تَعْفُو {عَفاءً} وعُفُوًّا! وتَعَفَّتْ: دَرَسَتْ. ويقالُ فِي السَّبِّ بفِيهِ العَفاءُ وَعَلِيهِ العَفاءُ.
(و) العَفاءُ: (المَطَرُ) لأنَّه يمّحُو آثارَ المنازِلِ. (و) {العِفاءُ، (بالكسْرِ: مَا كَثُرَ من رِيشِ النَّعامِ) ووَبَرِ البَعيرِ: يقالُ: ناقَةٌ ذاتُ} عِفاءٍ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ، والواحِدَةُ {عِفاءَةٌ؛ وقيلَ: لَا يقالُ للرِّيشَةِ الواحِدَةِ عِفاءَةٌ حَتَّى تكونَ كَثيِفةً كَثِيرةً.
(و) العِفاءُ: (الشَّعَرُ الطَّويلُ الوافِي) ، وَقد عَفا إِذا طالَ وكَثُرَ.
(وأَبو العِفاءِ: الحِمارُ) ،} والعِفاءُ جَمْعُ عَفْوٍ، وَهُوَ الجَحْشُ.
( {والاسْتِعْفاءُ: طَلَبُكَ مِمَّن يُكَلِّفُكَ أَن يُعْفِيَكَ مِنْهُ) .) يقالُ:} اسْتَعْفاهُ من الخُروجِ مَعَه، أَي سَأَلَهُ {الإعْفاءَ.
(} وأعْفَى) {يَعْفي} إِعْفاءً: (أَنْفَقَ العَفْوَ مِن مالِهِ) ، وَهُوَ الصَّافِي، وقيلَ: الفاضِلُ عَن نَفَقَتِه.
(و) {أَعْفَى (اللِّحْيَةَ: وَفَّرَها) حَتَّى كَثُرَتْ وطالَتْ؛ وَمِنْه الحديثُ: (أَمَرَ أنْ تُحْفَى الشَّوارِبُ وتُعْفَى اللِّحَى) .
وَفِي المِصْباح: فِي الحديثِ: (احْفُوا الشَّوارِبَ واعْفُوا اللِّحَى) ، يجوزُ اسْتِعْمالُه ثلاثِيًّا ورباعِيّاً.
(وأَعْطَيْتُهُ} عَفْواً) :) أَي (بِغيرِ مَسْأَلةٍ) ، وقيلَ: بِلا كُلْفَةٍ.
( {وعَفْوَةُ القِدْرِ} وعَفاوَتُها، مُثَلَّثَيْنِ: زَبَدُها) وصَفُوها.
وَفِي الصِّحاح: {العِفاوَةُ، بالكسْرِ: مَا يُرْفَعُ مِن المَرَقِ أَوَّلاً يُخَصُّ بِهِ مَنْ يُكْرَمُ؛ قالَ الكُمَيْت:
وباتَ وَلِيدُ الحَيِّ طَيَّانَ ساغِياً
وكاعِبُهُم ذاتُ العَفاوَةِ أَسْغَبُوقالَ بعضُهم: العِفاوَةُ، بالكسْرِ: أَوَّلُ المَرَقِ وأَجْوَدُه؛} والعُفاوَةُ، بالضَّمِّ: آخِرُه يردُّها مُسْتَعِيرُ القِدْرِ مَعَ القِدْرِ. (وناقَةٌ عافِيَةُ اللَّحْمِ: كثِيرَتُهُ، ج {عافِياتٌ) ؛) يقالُ: نوقٌ عافِياتٌ.
(} والمُعَفِّي، كمُحَدِّثٍ) هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ كمُكْرَمٍ كَمَا هُوَ نصُّ المُحْكم؛ (من يَصْحَبُكَ وَلَا يَتَعَرَّضُ لمَعْرُوفِكَ) ، تقولُ: اصْطَحَبْنا وكِلانا مُعْفى، وَمِنْه قولُ ابنِ مُقْبِل:
فإنّك لَا تَبْلُو امْرَءاً دونَ صُحْبةٍ
وَحَتَّى تَعْيشا {مُعْفِيَيْنِ وتَجْهَدا (و) فِي الحديثِ: (سَلُوا اللهَ العَفْوَ والعافِيَة والمُعافاة) ، فالعَفْوُ سَبَقَ مَعْناه؛ و (} العافِيَةُ: دِفاعُ اللهِ عَن العبدِ) ، وَهُوَ اسْمٌ مِن الإعفاءِ. والمُعافَاة، وَقد يُوضَعُ مَوْضِع المَصْدَرِ يقالُ: (عَفاهُ اللهُ تَعَالَى مِن المَكْرُوه عِفاءً) ، بالكسْرِ، ( {ومُعافاةً} وعافِيَةً) إِذا (وَهَبَ لَهُ العافِيَةَ مِن العِلَلِ والبَلاءِ) ، {فالعافِيَةُ هُنَا مَصْدرٌ على فاعِلَةِ، كسَمِعْت راغِيَةَ الإبِلِ وثاغِيَةَ الشاءِ، (} كأَعْفاهُ) {عافِيَةً؛ (والمُعافاةُ: أَن} يُعافِيَكَ اللهُ من النَّاسِ {ويُعافِيَهُم منكَ) .
(قالَ ابنُ الْأَثِير: أَي يُغْنِيكَ عَنْهُم ويُغْنِيهم عَنْك ويَصْرِفُ أَذَاهُم عنْك وأذاكَ عَنْهُم؛ وقيلَ: هِيَ مُفاعَلَةٌ مِن العفْوِ، وَهُوَ أَن} يَعْفُوَ عنِ الناسِ {ويَعْفُوا هُمْ عَنهُ.
(} وعَفَّى عَلَيْهِم الخَيالُ {تَعْفِيَةً) :) إِذا (ماتُوا) ، على المَثَلِ؛ نقلَهُ الزَّمْخَشريُّ.
(} واسْتَعْفَتِ الإِبِلُ اليَبِيسَ {واعْتَفَتْهُ: أَخَذَتْهُ بمشَافِرِها) مِن فَوْق التُّرابِ (مُسْتَصْفِيَةً) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} العُفْوَةُ: الجَحْشَةُ؛ {كالعِفاوَةِ، بالكسْرِ.
} وأَعْفِنِي مِن هَذَا الأمْر: دَعْنِي مِنْهُ. والعافِيَةُ: طُلاَّبُ الرزْقِ من الدَّوابِّ والطَّيْرِ، والجَمْعُ {العَوافِي.
وأَيْضاً: الأَضْيافُ،} كالعُفاةِ {والعُفّى.
وفلانٌ} تَعْفُوهُ الأَضْيافُ {وتَعْتَفِيه.
وَهُوَ كثيرُ} العُفاةِ وكثيرُ العافِيَةِ وكثيرُ العُفّى.
وأَدْرَكَ الأَمْرَ {عفوا صفْواً: أَي فِي سُهُولَةٍ وسراحٍ.
} وعَفا القوْمُ: كَثُرُوا.
{وعَفَوْتُه أَنا: لُغَةٌ فِي عَفَيْته.
} وأَعْفَيْتُه: إِذا فَعَلْت ذلكَ بِهِ.
وعَفا النَّبْتُ وغيرُهُ: كَثُرَ وطالَ.
وأَرضٌ عافِيَةٌ: لم يُرْعَ نَبْتُها فوَفرَ وكَثُرَ.
{وعَفْوَةُ المَرْعَى: مَا لم يُرْعَ فكانَ كَثِيراً.
وعَفْوَةُ الماءِ: جُمَّتُه قَبْلَ أَنْ يُسْتَقَى مِنْهُ.
و} عِفْوَةُ المالِ والطَّعامِ والشَّرابِ، بالفَتْح والكسْر: خِيارُهُ وَمَا صَفا مِنْهُ وكَثُرَ.
ويقالُ: ذَهَبَتْ عِفْوَةُ هَذَا النَّبْتِ، أَي لِينُه وخَيْرُه؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكم: {العُفْوَةُ، بالضمِّ: من كلِّ النَّباتِ لَيِّنُه وَمَا لَا مَؤُونَة فِيهِ على الرَّاعِيَةِ.
} وعَفَوْتُ لَهُ مِن المَرَقِ: إِذا غرَفْتَ لَهُ أَوَّلاً وآثَرْتَهُ بِهِ.
وعَفَوْت القِدْرَ إِذا تَرَكْتَ العِفاوَةَ فِي أَسْفَلَها.
{وعُفْوَةُ الرَّجُل، بالضمِّ والكسْرِ: شَعَرُ رأْسِه.
وعَفَتِ الرِّيحُ الدَّار: قصدتها مُتَناوِلَةً آثارَها؛ وَبِهَذَا النَّظَرِ قالَ الشَّاعِرُ:
أَخَذَ البِلَى آياتِها
وعفتِ الدَّارُ: كأَنَّها قَصَدَتْ هِيَ البِلَى.
} وعَفَّتْها الرِّيحُ {تَعْفِيةً: دَرَسَتْها؛ قالَ الجوهريُّ: شُدِّدَ للمُبالَغَةِ؛ وأَنْشَدَ:
أَهاجَكَ رَبْعٌ دارِسُ الرَّسْمِ باللِّوَى
لأَسْماءَ} عَفَّى آيَهُ المُورُ والقَطْرُ؟ {وعَفَتِ هِيَ كَذلكَ: دَرَسَتْ.
} وعِفاءُ السَّحابِ: بالكسْر: كالخَمْل فِي وجْهِه، لَا يَكادُ يُخْلِفُ.
وَهُوَ يَعْفُو على مُنْيةِ المُتَمَنِّي وسُؤالِ السائِلِ: أَي يزيدُ عَطاؤُه وَعَلَيْهِمَا ويَفْضُلُ.
وعَفا يَعْفُو: إِذا أَعْطَى وَإِذا تَرَكَ حَقًّا أَيْضاً.
وَقَالَ شيْخُنا: من الأكِيدِ مَعْرفَة أَنَّ عَفا مِنَ الأَضْدادِ، يقالُ: عَفا إِذا كَثُر، وَإِذا قَلَّ، وعَفا إِذا ظَهَر وَإِذا خَفِيَ؛ نقلَهُ القُرْطبي فِي شرْحِ مُسْلم.
{وعافِيَةُ الماءِ: ورَّادُهُ.
} والعُفِيُّ، كعُتِيَ: جَمْعُ عافٍ وَهُوَ الدَّارسُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
{وعَفَوْتُ لَهُ بمالِي: إِذا أَفْضَلْت لَهُ فأَعْطَيْته.
وعَفَوْتُ لَهُ عمَّالي عَلَيْهِ: إِذا ترَكْته لَهُ.
وسَمَّوا} معافًى.
وابنُ أَبي العافِيَةِ: مِن أُمَراءِ فاس مَعْرُوف.
{والتَّعافِي: التَّجاوزُ.
} وأَعْفَى: كَثُرَ مالُه واسْتَغْنَى.
{والعافي: الغُلامُ الكَثيرُ اللَّحْمِ الوافِيَه.
وأُعْفِيَ المَرِيضُ:} عُوفِي.
ومنيةُ العافِيَةِ: قرْيةً بمِصْر وَقد وَرَدْتها.

خَفِي

(خَفِي) لَهُ حفوة استتر وَيُقَال يَأْكُل كَذَا خفوة
خَفِي
: (ى {خَفاهُ} يَخْفِيه {خَفياً) ، بفتْحٍ فسكونٍ، (} وخُفِيّاً) ، كعُتِيَ: (أَظْهَرَهُ) ؛ وَهُوَ مِن الأَضْدَادِ.
يقالُ: {خَفَى المطرُ الفِئْرانَ إِذا أَخَرَجَهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ، أَي من جَحِرَتِهِنَّ؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ يَصِفُ فَرَساً:
} خَفاهُنَّ من أَنْفاقِهنَّ كأَنَّما
خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحَابٍ مُرَكَّبِويُرْوَى: من عَشِيَ مُجَلَّبِ.
وأَنْشَدَ اللحْيانيُّ لامْرىءِ القَيْسِ بنِ عابسٍ:
فإنْ تَكْتُمُوا الشّرَّ لَا! نَخْفِه
وَإِن تَبْعَثُوا الحَرْبَ لَا نَقْعُدِ قوْلُه: لَا نَخْفِه أَي لَا تظُهِرْه.
وقُرِىء قوْله تَعَالَى: {إنَّ الساعَةَ آتِية أَكادُ {أَخْفِيها} ؛ أَي أُظْهِرُها؛ حَكَاهُ اللحْيانيُّ عَن الكِسائي عَن محمدِ بن سهل عَن سعيدِ بن جبيرٍ.
ونقلَ ذلكَ عَن الأَخْفَش أَيْضاً، وَبِه فُسِّر أَيْضاً حدِيثُ: (كانَ} يَخْفي صَوْتَه بآمِيْن) ؛ فيمَنْ ضَبَطَه بفتْحِ الياءِ أَي يظْهر.
(و) {خَفَاهُ يَخْفِيه: (اسْتَخْرَجَهُ؛} كاخْتَفاهُ) ، وَهُوَ افْتَعَل مِنْهُ؛ قالَ الشاعِرُ:
فاعْصَوْصَبُوا ثمَّ جَسُّوهُ بأَعْيُنِهِمْ
ثمَّ {اخْتَفَوْهُ وقَرْنُ الشَّمسِ قد زالاَومنه الحدِيثُ: (مَا لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو} تَخْتَفُوا بَقْلاً) ، أَي تُظْهِرُونَه؛ ويُرْوَى بالجيمِ وبالحاءِ، وَقد تقدَّم فِي موْضِعِه.
( {وخَفِيَ) عَلَيْهِ الأَمْرُ، (كرَضِيَ) ،} يَخْفَى ( {خَفاءً) بالمدِّ، (فَهُوَ} خافٍ {وخَفِيٌّ) ، كغَنِيَ: (لم يَظْهَرْ.
(} وخَفاهُ هُوَ {وأَخْفاهُ: سَتَرَهُ وكَتَمَهُ) وَفِي القُرْآن: {إِن تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكم أَو} تُخْفُوه} .
وَقَوله تَعَالَى: {أَكادُ {أُخْفِيها} ، أَي أَسْتُرُها وأُوارِيها.
قالَ اللحْيانيُّ: وَهِي قراءَةُ العامَّةِ.
وَفِي حَرْف أُبيَ: أَكادُ أُخفِيها من نفْسِي.
وقالَ الفرَّاءُ: أَكادُ أُخْفِيها فِي التَّفْسيرِ من نفْسِي فكيفَ أُطْلِعُكُم عَلَيْهَا.
وقالَ ابنُ برِّي: قالَ أَبو عليَ القالي: خَفَيْتُ أَظْهَرْت لَا غَيْر، وأمَّا} أَخْفَيْت فيكونُ للأَمْرَيْن، وغَلَّطَ الأَصْمعيّ وأَبا عُبيدٍ القاسمَ بنَ سَلام.
( {والخافِيَةُ: ضِدُّ العلانِيَةِ.
(و) أَيْضاً: (الشَّيءُ} الخَفِيُّ؛ {كالخافِي} والخَفَا) ، بالقَصْرِ، قالَ الشاعِرُ:
وعالِمِ السِّر وعالِمِ {الخَفَا
لقد مَدَدْنا أَيْدِياً بَعْدَ الرَّجاوقالَ أُميَّةُ:
وتنسجه الطَّيْرُ الكوامِنُ فِي الخَفا
وإذْ هِيَ فِي جوِّ السَّماءِ تَصَعَّدُوأَما} الخَفاءُ، بالمدِّ: فَهُوَ مَا خَفِيَ عَلَيْك.
(و) يقالُ: ( {خَفِيتُ لَهُ، كرَضِيتُ، خُفْيَةً، بالضَّمِّ والكسْرِ) : أَي (} اخْتَفَيْتُ) .
قالَ اللَّحْيانيُّ: حُكِي ذلكَ.
(و) يقالُ: (يأْكُلُهُ خِفْوَةً، بالكسْرِ) ، أَي (يَسْرِقُه) ، وَهُوَ على المُعاقَبَةِ مِن {خفْيَةٍ كَمَا تقدَّمَ، وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
وهُنَّ الأُلى يأْكُلْنَ زادَكَ خِفْوَةً
وهَمْساً ويُوطِئْنَ السُّرى كُلَّ خابِطِيقولُ: يَسْرِقْنَ زادَكَ فَإِذا رأَيْنَكَ تَموتُ تَركْنَك.
(} واخْتَفَى) مِنْهُ: (اسْتَتَرَ وتَوارَى، {كأَخْفَى) ؛ وَهَذِه عَن ابنِ الأعرابيّ، (} واسْتَخْفَى) .
قالَ الجَوهرِيُّ: {واسْتَخْفَيْتُ مِنْك أَي تَوارَيْتُ، وَلَا تَقُلْ} اخْتَفَيْت.
قالَ ابنُ برِّي: حكَى الفرَّاءُ أنَّه قد جاءَ اخْتَفَيْت؛ بِمَعْنى {اسْتَخْفَيْتُ وأَنْشَدَ:
أَصْبَحَ الثَّعْلَبُ يَسْمُو للعُلا
} واخْتَفَى من شِدَّةِ الخَوْفِ الأَسَد ْفهو على هَذَا مُطاوَعُ {أَخْفَيْته} فاخْتَفَى، كَمَا تقولُ أَحْرَقْته فاحْتَرَقَ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: { {يَسْتَخْفُونَ من الناسِ وَلَا يَسْتَخْفونَ مِن اللَّهِ} .
وقالَ الفرَّاءُ فِي قوْلِه تَعَالَى: {وَمن هُوَ} مُسْتَخْفٍ بالليلِ وسارِبٌ بالنَّهار} ، أَي مُسْتَتِر.
وقالَ اللَّيْثُ: {أَخْفَيْتُ الصوتَ فأَنا أُخْفِيه إخْفاءً، وفِعْلُه اللازِمُ اخْتَفَى.
قالَ الأزهرِيُّ: الأَكْثَر اسْتَخْفى لَا اخْتَفَى، واخْتَفَى لغَةٌ ليسَتْ بالعالِيَةِ. وقالَ فِي موضِعٍ آخَر: أَمَّا} اخْتَفَى بمعْنَى خَفِيَ فَهِيَ لُغَةٌ وليسَتْ بالعالِيَةِ ولابالمُنْكَرة.
(و) {اخْتَفَى (دَمَهُ؛ قَتَلَه من غيرِ أَنْ يُعْلَمَ بِهِ) ؛ وَمِنْه قوْلُ الغَنَوِيّ لأبي العالِيَه: إنَّ بنِي عامِرٍ أَرادُوا أَن} يَخْتَفُوا دَمِي.
(والنُّونُ {الخَفِيَّةُ) : هِيَ السَّاكنَةُ؛ ويقالُ لَهَا: (الخَفِيفَةُ) أَيْضاً.
(} وأَخْفِيَةُ النَّوْرِ: أَكِمَّتُه) ، جَمْعُ كِمامٍ، واحِدُها {خِفاءٌ.
(وأَخْفِيَةُ الكَرَا: الأَعْيُنُ) ؛ قالَ:
لَقَدْ عَلِم الأَيْقاظُ} أَخْفِيَةَ الكَرَا
تَزَجُّجَها من حالِكٍ واكْتِحالَها ( {والخافِي} والخافِيَةُ {والخافِياءُ: الجِنُّ، ج} خَوافٍ) .
حكَى اللَّحْيانيُّ: أَصَابَها رِيحٌ مِن {الخافِي، أَي من الجِنِّ. وحكَى عَن العَرَبِ أَيْضاً: أَصابَه رِيحٌ مِن} الخوافِي؛ قالَ: هُوَ جَمْعُ الخافِي الَّذِي هُوَ الجِنُّ.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ الأصمعيُّ: الخافِي الجِنُّ؛ قالَ أَعْشى باهِلَةَ:
يَمْشِي ببَيْداءَ لَا يَمْشِي بهَا أَحَدٌ
وَلَا يُحَسُّ من الخافِي بهَا أَثَرُ وَفِي الحدِيثِ: (إنَّ الخزاءَةَ يَشْرَبُها أَكايس النِّساء من {الخافِيَةِ) ، وإنَّما سُمُّوا الجِنّ بذلكَ لاسْتِتارِهم مِن الأَبْصارِ.
وَفِي الحدِيثِ: (لَا تُحْدِثُوا فِي القَرَعِ فإنَّه مُصَلَّى} الخَافِين، أَي الجِنّ؛ والقَرَعُ، محرّكةً: قِطعٌ من الأرضِ بَيْنَ الكَلأِ لَا نَباتَ بهَا.
(وأَرضٌ {خافِيَةٌ: بهَا جِنٌّ) ؛ قالَ المرَّارُ الفَقْعسيُّ:
إِلَيْك عَسَفْتُ خافِيَةً وإِنْساً
وغِيطاناً بهَا للرَّكْبِ غُولُ (} والخَوافِي: رِيشاتٌ إِذا ضَمَّ الطَّائِرُ جَناحَيْه {خَفِيَتْ؛ أَو هِيَ) الرِّيشاتُ (الأَرْبَعُ اللَّواتِي بعد المَناكِبِ) ؛ نَقَلَهُ اللَّحْيانيُّ: والقَوْلان مُقْترِبانِ.
(أَو هِيَ سَبْعُ رِيشاتٍ) يَكُنَّ فِي الجَناحِ (بعدَ السَّبْعِ المُقَدَّماتِ) ؛ هَكَذَا وَقَعَ فِي الحكايَةِ عَن ابنِ جَبَلة.
وإنَّما حكَى الناسُ: أَرْبعٌ قَوادِمُ وأَرْبعٌ خَوافٍ، واحِدَتُها خافِيَةٌ.
ونَقَلَ الجَوهرِيُّ عَن الأَصْمعيّ: هنَّ مَا دونَ الرِّيشاتِ العَشْر من مُقَدَّمِ الجَناحِ.
وَمِنْه حدِيثُ مدينَةِ قَوْم لُوطٍ: (إنَّ جِبْريل حَمَلَها على خَوافِي جَناح) ؛ وَهِي الرِّيشُ الصِّغارُ الَّتِي فِي جَناحِ الطائِرِ.
وَفِي حدِيثِ أَبي سُفْيان: (وَمَعِي خَنْجَرٌ مثلُ خافِيَة النَّسْرِ) ؛ يريدُ أنَّه صَغيرٌ.
(} والخِفَاءُ، كالكِساءِ، لَفْظاً ومَعْنًى) ، سُمِّي بِهِ لأنَّه يُلقْى على السِّقاءِ {فيخْفِيه.
وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ رِداءٌ تَلْبَسُه المرْأَةُ فوْقَ ثيابِها، وكلّ شيءٍ غَطَّيْته بشيءٍ من كِساءٍ أَو نَحْوه فَهُوَ خِفاؤه، (ج} أَخْفِيَةٌ) ؛ وَمِنْه قوْلُ ذِي الرُّمَّة:
عَلَيْهِ زادٌ وأَهْدامٌ! وأَخْفِيَة
قد كادَ يَجْتَرُّها عَن ظَهْرِه الحَقَبُ وقالَ الكُمَيْت، يذمُّ قوْماً وأَنَّهم لَا يَبْرَحونَ بيوتَهم وَلَا يحضرونَ الحَرْب:
فَفِي تِلكَ أَحْلاسُ البُيوتِ لوَاصِفٌ
وأَخْفِيَةٌ مَا هُمْ تُجَرُّ وتُسْحَبُ ( {والخَفِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الرَّكِيَّةُ) القَعِيرَةُ} لخَفاءِ مائِها.
وقيلَ: بئْرٌ كانتْ عادِيَّةً فانْدَفَنَتْ ثمَّ حُفِرَتْ، والجَمْعُ {الخَفَايا} والخَفِيَّات.
وَفِي الصِّحاحِ: قَالَ ابنُ السِّكِّيت: وكلُّ رَكِيَّة كانتْ حُفِرَتْ ثمَّ تُرِكَتْ حَتَّى انْدَفَنَتْ ثمَّ احْتَفَرُوها ونَثَلُوها فَهِيَ {خَفِيَّةٌ.
وقالَ أَبو عبيدٍ: لأنَّها اسْتُخْرجت وأظهرت.
(و) } الخَفِيَّةُ أَيْضاً: (الغَيْضَةُ المُلْتَفَّةُ) يَتَّخِذُها الأَسَدُ عِرِّيسَتَه وَهِي! خَفِيّته؛ قالَ الشَّاعِرُ:
أُسودُ شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ
تَسَاقَيْنَ سُمّاً كُلُّهُنَّ خَوادِرُوقيلَ: خَفِيَّةُ وشَرىً اسْمانِ لموْضِع عَلَمانِ؛ قالَ:
ونحنُ قَتَلْنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ
فَمَا شَرِبُوا بَعْداً عَلَى لَذَّةٍ خَمْرَاوفي الصِّحاحِ: وقَوْلُهم أُسُودُ خَفِيَّةٍ كقَوْلهم أُسُود حلْيَةٍ، وهُما مَأْسَدَتانِ.
قالَ ابنُ برِّي: السماع أُسُود خَفِيَّةٍ، والصَّوابُ خَفِيَّةَ، غَيْر مَصْرُوف، وإِنَّما يُصْرَفُ فِي الشِّعْرِ.
(و) يقالُ: (بِهِ خَفِيَّةٌ) ، أَي: (لَمَمٌ) ومَسٌّ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ عَن ابنِ مناذر.
(و) قَوْلُهم: (بَرِحَ {الخفاءُ) ، أَي (وَضَحَ الأَمْرُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وذلكَ إِذا ظَهَرَ وصارَ فِي بَراحٍ، أَي فِي أَمْرٍ مُنْكَشفٍ.
وقيلَ: بَرِحَ الخَفاءُ أَي زالَ الخفاءُ، والأوّل أَجْودُ.
وقالَ بعضُهم: الخَفاءُ هُنَا السِّرُّ فيقولُ ظَهَرَ السِّرُّ.
قالَ يَعْقوبُ: (و) قالَ بعضُ العَرَبِ: (إِذا حَسُنَ من المرْأَةِ} خَفِيَّاها حَسُنَ سائِرُها، يَعْنِي صَوْتَها وأَثَرَ وَطْئِها الأرْضَ) ؛ وَفِي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ: فِي الأَرْضِ؛ لأنَّها إِذا كانتْ رَخِيمَة الصوْتِ دلَّ ذلكَ على خَفَرِها، وَإِذا كانتْ مُتقارِبَة الخُطا وتَمَكَّنَ أَثَرَ وَطْئِها فِي الأرْضِ دلَّ على أنَّ لَها أَرْدافاً وأَوْراكاً.
( {والمُخْتَفِي: النَّبَّاشُ) لاسْتِخْراجِه أَكْفانَ المَوْتَى، لُغَةُ أَهْلِ المدينَةِ.
وقيلَ: هُوَ مِن الاسْتِتارِ} والاخْتِفاءِ لأنَّه يَسْرُق فِي {خُفْيةٍ.
وَفِي الحدِيثِ: (ليسَ على} المخْتَفِي قَطْعٌ) .
وَفِي آخرَ: (لَعَنَ المُخْتَفِيَ {والمُخْتَفِيَةَ) .
وَفِي آخرَ: (مَن} اخْتَفَى مَيِّتاً فكأنَّما قَتَله) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
اليدُ {المُسْتَخْفيةُ: يدُ السارِقِ والنَّبَّاشِ؛ وَمِنْه قوْلُ عليِّ ابنِ رَباحِ: السُّنَّة أنْ تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَخْفِيَة وَلَا تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَعْليَةُ، يريدُ باليدِ المُسْتَعْلِيَة يَدَ الغاصِبِ والناهِبِ ومَنْ فِي معْناهما.
} وأَخْفاهُ: أَزالَ! خَفاءَهُ؛ وَبِه فَسَّرَ ابنُ جنِّي قوْلَه تَعَالَى: {أَكادَ {أُخْفِيها} ، أَي أُزيلُ} خَفاءَها، أَي غَطاءَها، كَمَا تقولُ: أَشْكَيْته إِذا أَزَلْته عمَّا يَشْكوه.
ونَقَلَهُ الجَوهرِيُّ أَيْضاً.
ولَقِيته {خَفِيّاً، كغَنِيَ: أَي سرّاً.
وقوْلُه تَعَالَى: {ادْعُوا رَبَّكم تَضَرُّعاً} وخُفْيَةً} ، أَي خاضِعِيْنَ مُتَعَبِّدين؛ وقيلَ: أَي اعْتَقِدُوا عِبادَتَه فِي أَنْفُسِكم لأنَّ الدّعاءَ مَعْناه العِبادَة؛ هَذَا قَوْلُ الزجَّاج.
وقالَ ثَعْلَب: هُوَ أَن تَذْكرَهُ فِي نفْسِك.
وقالَ اللّحْيانيُّ: خُفْية فِي خَفْضٍ وسُكونٍ، وتَضَرُّعاً تَمَسْكُناً.
وقالَ الأَخْفَش: {المُسْتَخْفي الظاهِرُ؛ وَبِه فَسّر قَوْله تَعَالَى: {ومَن هُوَ} مُسْتَخْفٍ بالليلِ} .
وخَطَّأَهُ الأَزْهرِيُّ.
{والخَفِيُّ، كغَنِيَ: هُوَ المُعْتَزلُ عَن الناسِ الَّذِي} يَخْفَى عَلَيْهِم مَكانُه؛ وَبِه فُسِّر الحدِيثُ: (إنَّ اللَّهَ يحبُّ العَبدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ {الخَفِيَّ) .
وَفِي حدِيثِ الهُجْرة: (} أَخْفِ عنَّا خَبَرَك) ، أَي اسْتُر الخَبَرَ لمَنْ سأَلَكَ عنَّا.
{والخافِي: الإنْسَ؛ فَهُوَ ضِدٌّ.
} والخافِيَةُ: مَا يَخْفى فِي البَدَنِ من الجِنِّ؛ نَقَلَهُ الْجَوْهَرِي عَن ابنِ مناذر.
{والخوافِي: من سَعَفِ النَّخْلِ مَا دونَ القِلَبة؛ نَقَلَهُ الجوهرِيُّ، وَهِي نَجْديَّةٌ؛ وبلُغَةِ الْحجاز: العَوَاهِنُ.
} وخَفَى البَرْقُ {يَخْفى كرَمَى يَرْمي،} وخَفِيَ {يَخْفى كرَضِيَ يَرضى،} خَفْياً فيهمَا؛ الأخيرَةُ عَن كُراعٍ؛ إِذا بَرَقَ بَرْقاً ضَعِيفاً مُعْتَرِضاً فِي نواحِي الغَيْم. ورجُلٌ {خَفِيُّ البَطْنِ: ضامِرُه؛ عَن ابنِ الأعرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
فقامَ فأَدْنَى مِن وِسادِي وِسادَهُ
خَفِي البَطْنِ مَمْشُوقُ القَوائِمِ شَوْذَبُ} والخَفاءُ، كسَماءٍ: المُتَطَأْطِىءُ مِن الأرضِ.
{وتَخَفَّى: مثْلُ} اخْتَفَى؛ نَقَلَه الزَّمخشريُّ.
{والمُخْتَفِى: لَقَبُ أَحمدَ بنِ عيسَى بنِ زيْدٍ الشَّهيد.
(خَفِي) الشَّيْء خَفَاء وخفية وخفية استتر وَيُقَال خَفِي عَلَيْهِ فَهُوَ خَافَ وخفي وَهِي خافية (ج) خفايا وَيُقَال هُوَ خَفِي الْبَطن ضامره

خَمم

خَمم

( {خَمَّ البَيْتَ والبِئْرَ: كَنَسَها) ، كَذَا فِي النُّسخ، والصَّواب، كَنَسَهما (} كاختَمَّها) ، صَوابُه: {كاخْتَمَّهُمَا.
وَفِي الصِّحاح: خَمَّ البِئْرَ} يَخُمُّها بالضَّم أَي: كَسَحَها ونَقَّاها، وَكّذلِكَ البَيْت إِذا كَنَسْتَه: والاخْتِمام مِثْله.
(و) خَمَّ (النَّاقَةَ) يُخُمُّها {خَمًّا: (حَلَبَها) .
(و) خَمَّ (اللَّحْمُ} يَخِمّ) ، بالكَسْر، ( {ويَخُمّ) بالضَّم (خَمًّا} وخُمُومًا، وَهُوَ {خَمٌّ) أَي: (أَنْتَنَ) ، أَو تَغَيَّرت رائِحَتُهُ، قَالَ ابنُ دَرَيْد: (وأكْثَرُ مَا يُسْتَعْمل فِي المَطْبُوخِ والمَشْوِيّ) ، فأمّا النّيء فيُقال فِيهِ: صَلّ وَأَصَلَّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد فِي الأَمْثِلَة: خَمَّ اللحمُ إِذا تَغَيَّر وَهُوَ شِواءٌ وقَدِيد، وَقيل: هُوَ الَّذِي يُنْتِن بعد النُّضْج.
(و) خَمَّ (اللَّبَنُ) خَمًّا: (غَيَّره خُبثُ رائِحَةِ السِّقاء) ، وَأفْسَدَه، (كأخَمَّ) فيهمَا. وأنشدَ الأزهَرِيّ:
(} أخَمَّ أَوْ قَدْ هَمَّ بالخُمُومِ ... )

( {والمِخَمَّةُ) بالكَسْر: (المِكْنَسَة) .
(} والخُمَامَةُ، بالضَّمّ: الكُنَاسَة) مثل القُمامة، وَأَيْضًا، مَا يُخَم من تُرابِ البِئر، وَقَالَ اللّحيانيُّ: {خُمامَةُ البَيْتِ والبِئْر: مَا كُسِح عَنهُ من التُّراب فَأُلْقِي بَعْضُه على بَعْض.
(و) خُمامَةُ المَائِدَة: (مَا يَنْتَشِرُ) . هَكَذَا فِي النُّسخ، والصَّواب: مَا يَنْتَثِر بالمُثّلَّثَة (من الطَّعام فيُؤْكَل، ويُرْجَى) عَلَيْهِ (الثَّواب. و) فِي الحَدِيث: " خَيْرُ النَّاسِ (} المَخْمُوم القَلْب) ، قيل: يَا رَسول اللهُ وَمَا المَخْمُوم القَلْب؟ قَالَ: الَّذِي لَا غِشَّ فِيهِ وَلَا حَسَد ". وَفِي رِواية: سُئِل أَيُّ النَّاس أفْضَل؟ قَالَ: " الصَّادِقُ اللِّسان، المَخْمُوم القَلْب "، وَفِي رِوَاية: " ذُو القَلْب المَخْموم، واللِّسان الصَّادِق ". وَيُقَال: هُوَ (النَّقِيّه من الغِلِّ والحَسَد) ، وقِيلَ: من الغِشّ والدَّغل. وَقيل: من الدَّنَس، وكل ذَلِك مجَاز مَأْخوذ من {خَمَمْتُ البِئْر: إِذا نَظّفتها.
(و) من المَجازِ: (هُوَ} يَخُمُّ ثِيَابَه) إِذا كَانَ (يُثْنِي عَلَيه) خيرا. وَفِي النّوادِر: يُقَال: خَمَّه بِثَناء حَسَن {يَخُمُّهُ خَمًّا، وَطَرّه يَطُرُّه طَرًّا، وبلّه بِثَناء حَسَن وَرِشَّه، كُلُّ ذلِك إِذا أَتْبَعَه بِقَوْل حَسَن.
(} والخُمُّ، بالضَّمّ، قَفَصُ الدَّجاج) . قَالَ ابنُ سِيَده: أرى ذَلِك لخُبْثِ رائِحَتِه، ( {وخُمَّ) الرَّجُلُ (بالضَّمّ) : إِذا (حُبِس فِيهِ) ، وَهُوَ مَحْبِس الدَّجاج.
(و) } خُمّ: (وَادٍ، وَيُفْتَح) .
(و) أَيْضا: (بِئْر حَفَرها عَبْدُ شَمْس بنُ عَبْدِ مَناف بمكَّةَ) .
وَثَمّ شِعْب خُمّ يتدَلّى على أَجْيادِ الكَبِير، قَالَه نَصْر. قُلْتُ: وَكَأَنّه الَّذِي أرادَه المُصنّف بقوله: وادٍ ويُفْتَح، وَيُقَال فِيهِ أَيْضا:! خُمَّى كَرُبَّى. (وغَدِيرُ {خُمٍّ: ع على ثَلاثَةِ أَمْيال) هُوَ (بالجُحْفَةِ) ، وَقَالَ نَصْر: دُون الجُحْفة على ميل (بَيْنَ الحَرَمَيْن) الشّرِيفَيْن، وَأنْشد ابنُ دُرَيْد لمَعْنِ ابنِ أَوْس:
(عَفَا وخَلاَ مِمّن عَهِدتُ بِهِ خُمُّ ... وشَاقَك بالمَسْحاءِ من سَرِفٍ رَسْمُ)

وَجَاء ذِكرُه فِي الحَدِيث، قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ مَوْضِعٌ بَيْن مَكَّة والمدِينة، تَصُبّ فِيهِ عَينٌ هُناك وَبَيْنَهما مَسْجِد سَيّدِنا رَسولِ اللهِ [
] ، (أَوْ خُمٌّ: اسمُ غَيْضَة هُناكَ بَهَا غَدِيرُ ماءٍ سَمٍّ لم يُولَد بهَا أَحدٌ، فَعاشَ إِلَى أَن يَحْتَلِم إِلَّا أَن يَنْتَقِل مِنْهَا) . وَأرى ذَلِك لرداءة هوائها وخُبثِ مائِها.
(و) } الخُمُّ: (حُفْرةٌ فِي الأَرْض يُجْعَل فِي أَسْفَلِها الرَّمادُ، ثمَّ تُوضَعُ السِّخالُ فِيهَا، ج) خِمَمَةٌ (كَقِرَدَة) .
(و) الخُمُّ أَيْضا: (القوصَرَّةُ يُجْعَل فِيهَا التِّبنُ لتَبِيضَ فِيهِ الدَّجَاجَةُ) ، أَو تُفْرِخ.
(و) {الخَمُّ (بالفَتْح: القَطْع كالاخْتَمامِ) قَالَ:
(يَا ابنَ أَخِي كيفَ رأيتَ عَمَّكَا ... )

(أَردْتَ أَن تَخْتَمَّه فاخْتَمَّكَا ... )

(و) الخَمُّ: (الثَّناءُ الطَّيِّب) ، يُقَال:} خَمَّه بِثَناء حَسَن {يَخُمُّه} خَمًّا إِذا أَتْبَعَه بِهِ، وَقد تَقدَّم قَرِيبا.
(و) الخَمُّ: (البُكاءُ الشَّدِيدُ) .
(و) {الخِمُّ (بالكَسْر: البُسْتانُ الفَارغ) أَي: لَا أَشْجار بِهِ وَلَا ثِمار.
} والخَمَّانُ) بالفَتح: (الرُّمْحُ الضَّعِيف) . نَقله الجوهَريُّ.
(و) {خَمَّانُ: (ع بالشَّام) ، قَالَ حَسَّانُ بنُ ثَابِت:
(لِمَنِ الدَّارُ أوحَشَتْ بمَغانِ ... بَين أَعْلَى اليَرْمُوكِ} فالخَمَّانِ) (و) يُقَال: ذَاكَ رَجلُ من {خُمَّان النَّاس (بالضَّم والكَسْر) أَي: (رُذَالِ النَّاس) ، هَكَذَا فِي النُّسخ، وَالَّذِي فِي الصّحاح على فُعْلان وفَعْلان بالضّم والفَتْح، فانْظُر ذَلِك.
(و) } خُمَّان البَيْت: (رَدِيءُ المَتاع) ، قَالَ ابنُ دُرَيد: هَكَذَا رُوِي عَن أبي الخَطَّاب، وَهُوَ بالفَتْح، وظَاهِر سِياقِ المُصَنّف يَقْتَضِي أنَّه بالضَّمّ، فَتَأَمّل.
(و) {الخُمَّان أَيْضا: رَدِئ (الشَّجَرِ) ، أَنْشَد ثَعْلَب:
(رَأْلةٌ مُنْتَتِفٌ بُلْعُومُها ... تَأْكل القَتَّ} وخَمَّان الشَّجَر)

(و) {الخُمَّان (بالضَّمّ: نَباتٌ، ويُقال لَهُ) أَيْضا: (خُمامَى) كَخُزامَى، (نافِعٌ للاسْتِسْقَاء، ونَهْشِ الأَفْعَى، وَمن الكَسْرِ والوَثْي) الكَائِن (من السَّقْطَة جِدًّا، وَمن الكَلْبِ الكَلِبُ، ويُسَوِّد الشَّعَر) .
(} والخَمْخَمة) مثل (الخَنْخَنَة) : وَهُوَ أَن يتكلَّم الرَّجُلُ كَأَنَّهُ مَخْنُونٌ تَكبُّرًا، كَذَا فِي الصِّحَاح.
( {والخِمْخِم، كَسِمْسِم: الضَّرعُ الكَثِير اللَّبَنِ) الغَزِيرُه، قَالَ أَبُو وَجْزَةَ:
(وَحَبَّبَتْ أَسْقِيةً عواكِما ... )

(وفرَّغَتْ أُخْرى لَهَا} خَماخِمَا ... )

(و) ! الخِمْخِم: (نَبْتٌ لَهُ شَوْك دَقِيقٌ، لَصَّاقٌ بِكُلِّ مَا يَتَعَلَّق بِهِ) ، وَهُوَ (كَثِير بِظَاهِر القَاهِرَة) . وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هُوَ من خِيار العُشْب، لَهُ زغَبٌ خَشِنٌ، وَقَالَ غيرُه: وَقد تُعْلَف حَبَّه الإِبلُ، قَالَ عَنْتَرةُ:
(مَا رَاعَنِي إِلاَّ حَمُولَةُ أَهْلِها ... وَسْط الدِّيار تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ)

قَالَ الأزهَرِيّ: وَقد يُوضَع الخِمْجِمُ فِي العَيْن، قَالَ ابنُ هَرْمَة:
(فَكَأَنَّما اشْتَمَلت مَواقِي عَيْنِه ... يومَ الفِراقِ على يَبِيسِ الخِمخِمِ)

(ولَيْس بِلِسَان الثَّوْر كَمَا تَوَّهَمَه بَعْضُهم، إِنَّما ذَلِك بالمُهْمَلَتَيْنِ) ، وكأَنَّه إِشارةٌ إِلَى قَول أبي حَنِيفة حَيْث إِنّه قَالَ: الخِمْخِمُ والحِمْحِمُ وَاحِد: وَهُوَ الشُّقَارَى، ويُرْوَى بَيْتُ عَنْترة بالوَجْهَيْن، وَقد تَقدَّم.
(و) {الخُمْخُم (كَهُدْهُد: دُويْبَّة بَحْرِيَّة) . عَن كُراع.
(} والخَمْخَامُ بنُ الحَارِث) البَكْرِيّ (صَحابِيُّ) ، واسمُه: مالِكُ، رَوَى ابنُه مُجالِد أَنَّ أَباه وَفَد فِي جَمَاعة.
( {وإخْمِيم، بالكَسْر: د بمَصْر) بصَعِيدها على شَاطِئِ النّيل، وَفِي جَبَل، وَفِي غَرْبِيّة جَبَلٌ صَغِيرٌ مَنْ أصْغَى إِلَيْهِ بِأُذُنِه سَمِعَ خَرِيرَ المَاء ولَــغَطًا شَبِيهًا بِكَلام الآدَمِيّين لَا يَدْرِي مَا هُوَ،} وبإخْمِيم عَجائِبُ كَثِيرة قَدِيمة من البَرابِي وغَيْرِها، والبَرابِي: أَبْنِيَة عَجِيبَة فِيهَا تَماثِيلُ وصُورٌ، وَقد اجْتَزْتُ بِهِ مرَّتَيْنِ، ولَمْ أَرَ بِهِ من أَهْلِ العِلم مَنْ تَطْرِف عَلَيْهِ عَيْن. وَمِمَّن نُسِب إِلَيْهِ من القُدَماء ذُو النُّون المِصْرِيّ {الإخْمِيميّ الزاهِدُ، وَأَبوه يُسَمَّى إبْراهيمَ، كَانَ نُوبِيًّا، وَقيل: هُوَ من مَوالِي قُرَيْش، وَيُكْنَى أَبَا الفَيْض، وَله أَخٌ يُسَمَّى ذَا الكِفْل.
(و) } إِخْمِيمُ أَيْضا (ع لِبَنِي عَنَزَة) ، قَالَ ياقُوت: قَالَ أَبُو المُعَلّى الأزدِيّ فِي شَرْح شِعْرِ ابنِ مُقْبِل: إِنَّه مَوْضِع غَوْرِيّ نَزَله قَومٌ من عَنْزَة فَهُم بِهِ إِلَى اليَوْم، قَالَ شاعرٌ مِنْهُم مَنْشِدًا أبياتاً مِنْهَا هَذَا الْبَيْت:
(لِمَن طَلَلٌ عافٍ بِصَحْراء إِخْمِيمْ ... عَفَا غير أوتادٍ وجُون يَحامِيم)

(! وخُمَّام، كَزُنَّار) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: (و) أَرَى ابنَ دُرَيْد إِنَّما قَالَ {خُمَام مِثْل (غُرَاب: أَبُو بَطْن من الأَزْدِ) ، ثمّ من دَوْس وَهُوَ} خُمامَة بنُ مَالِك بنِ فَهْمِ بنِ غَنْم بنِ دَوْس، (مِنْهُم خُوَيْل ابنُ مُحَمّد) الأَزَدِيّ {الخُمَّامِيّ (الزَّاهِد) من عُبَّاد البَصْرة، رَوَى عَنهُ الهَيْثَمُ بنُ عبيد الصَّيْد.
(والفَرَزْدَقُ بنُ جَوَّاس) الخُمَّامِيّ (المُحَدِّث) ، حَدَّث عَنهُ عِيسَى بنُ عبيد وغَيْرَه.
(و) } الخَمِيمُ (كَأَمِير: المَمْدُوح، و) أَيْضا: (الثَّقِيلُ الرُّوح) . فالأَوَّل من الخَمِّ، وَهُوَ حُسْن الثَّناءِ والقَوْلِ، والثَّانِي من {الخُمامة وَهِي الكُناسة.
(و) } الخَمِيمُ: (اللَّبنُ ساعةَ يُحْلَبُ) .
(و) {الخِمَامَةُ (كَكِتابة: رِيشَةٌ فاسِدةٌ) رَدِيئة (تَحْتَ الرِّيشِ) .
(} وخِمَّاء كالحِنَّاء ع) فِي أَشْعار كَلْب، وضَبَطه نَصْر بالفَتْح.
( {وَتَخَمَّم مَا عَلَى الخِوانِ: أكلَ بَقايَا مَا عَلَيْه من كُسارٍ وحُتاتٍ) ، وَذَلِكَ من حِرْص بِهِ.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الخُمامَةُ: بالضَّمِّ: مَا} يُخَمُّ من تُرابِ البِئْر: نَقَله الجَوْهَرِي.
وَيُقَال: هُوَ السُّمُّ لَا {يَخِمُّ. وَذَلِكَ إِذا كَانَ خالِصًا. وَمَثلٌ يُضْرَب للرّجل إِذا ذُكِر بِخِيْر وَأُثْنِيَ عَلَيْهِ هُوَ السَّمْن لَا يَخِمّ أَي لَا يَتَغَيَّر. وَيُقَال: هُوَ لَا يَخِمّ أَي لَا يتَغَيَّر عَن جُودِه وكَرمِه.
ولَحْمٌُ} خَامٌّ {وَمُخِمٌّ أَي مُنْتِن. وَقَالَ الليثُ: اللَّحْمُ} المُخِمّ: الَّذِي قد تَغيَّرت رِيْحُه وَلَمَّا يَفْسُد كَفَسادِ الجِيَفِ. وَفِي حَدِيث مُعاوِيَةَ: " من أَحَبَّ أَن {يَسْتَخِمّ لَهُ النّاسُ قِيامًا ". قَالَ الطَّحاوِي: هُوَ بالخَاءِ المُعْجَمَة يُرِيدُ أَن تَتَغَيِّر روائِحُهم من طُول قِيامِهم عِنْدَه. ويُرْوَى بالجِيم. وَقد تَقَدَّم.
ورُبَّما اسْتعْمل} الخُمومُ فِي الْإِنْسَان. قَالَ ذِرْوَةُ بن خَجْفَة الصَّمُّوتي:
(إِلَيْكَ أَشْكُو جَنَف الخُصُومِ ... )

(وشَمَّةً من شارِفٍ مَزْكُومِ ... )

(قد خَمَّ أَو زادَ على الخُمومِ ... )

{والخَمُّ: تَغَيَّر رائِحَةِ القُرْصِ إِذا لم يَنْضَج.
} وَخَمَّانُ النَّاسِ: خُثَارتُهم أَوْ جَماعَتُهم، أَو ضُعَفاَؤُهم.
{والخَمْخَمَةُ} والتَّخَمْخُمُ: ضَرْب من الأَكْل قَبِيح، وَبِه سُمِّي {الخَمْخَامُ.
وَقَولُ يَزِيد بنِ مُفَرّغ:
(قَضَى لَك} خَمْخامٌ فَضاءَك فالحَقِي ... بِأَهْلِك لَا يُسْدَد عَلَيْك طَرِيقُ)

يَعْنِي بِهِ خَمخَام بنَ عَمْرو بن أَوْس اليَرْبُوعِيّ، قَالَه: الحافِظُ.
{والخَمْخام أَيْضا: رَجُل فِي سَدُوس سُمّي} بالخَمْخَمَة وَهِي الحَنْخَنَة.
{والخِمْخِم، كَزِبْرِج: الَّذِي يَتَكَلَّم بأَنْفه.
وكُلُّ مَا فِي أَسْماءِ الشُّعراء ابْن حمام فَإِنَّهُ بالحَاءِ إِلَّا ابنَ} خُمام، وَهُوَ ثَعْلَبةُ ابنُ خُمام بن سَيَّار التَّيْمِيّ الشَّاعر، فإنّه بالخَاءِ.
! وخُمام بن لَخْوةَ: فِي جَرْم.
وخُمامُ بن عَادَاهُ: فِي بَنِي سامَةَ بن لُؤَيٍّ. {وخُمَّة بالضَّم: جَدُّ أَبي بَكْر محمدِ بنِ عليّ بن إِبْرَاهِيم الخُمّي البَغْدادِيّ سَمَع محمدَ بنَ شَاذَان، وَعنهُ أَبُو الْحسن بنُ رِزْق البَزَّاز.
} وخَمَّة أَيْضا: ماءَةٌ بالصَّمَّان لعَبدِ الله بنِ دَارِم، وَلَيْسَ لَهُم بالبَادِية إِلَّا هذِه والقَرْعاءُ وَهِي بَيْن الدَّوِّ والصَّمَّان.

شيل

شيل


شَالَ (ي)(n. ac. شَيْل)
a. [ coll. ], Raised, lifted;
removed.
شَيَّلَa. Lifted up, raised; helped on his way.

شَيَّاْلa. Porter, carrier of burdens.

شَيَّاْلَةa. Coins made into a necklace or used as
ornaments.

شيل

1 شَيْلٌ is a bad [or vulgar] dial. var. of شَوْلٌ: one says, شِلْتُ بِهِ, [and now, more commonly, شِلْتُهُ, like شُلْتُهُ, meaning I raised it; and, as now used, I lifted it; and hence, I removed it, or took it away; and I carried it; and I loaded it, namely, luggage upon a beast &c.;] aor. ـِ inf. n. شَيْلٌ and مَشْيَلٌ, the latter [in measure] like مَقْعَدٌ. (TA.) شِيَالَةٌ The occupation of the شَيَّال, i. e. porter, or carrier of burdens. (TA.) شُيَّلٌ and شِيَّلٌ pls. of شَائِلٌ. (K in art. شول, in which see the singular.) شَيَّالٌ, from شِلْتُ بِهِ [expl. above], A porter, or carrier of burdens. (TA.) فَرَسٌ مِشْيَالُ الخَلْقِ A horse incongruous, unsound, faulty, or weak, in make: (AO, O and TA in the present art.:) mentioned in the L in art. شول. (TA.)
شيل
{الشَّيْلُ: لُغَةٌ رَدِيئَةٌ فِي الشَّوْلِ، يُقالُ:} شِلْتُ بِهِ، {أَشِيلُهُ،} شَيْلاً، {ومَشْيَلاً، كمَقْعَدٍ، ومنهُ} الشَّيَّالُ لِلْحَمَّالِ، وصَنْعَتُهُ {الشِّيالَةُ، بالكسرِ. وفَرَسٌ} مِشْيَالُ الخَلْقِ: أَي مُضْطَرِبُ الخَلْقِ، نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسانِ فِي ش ول، والصّاغَانِيُّ هُنا عَن أبي عُبَيْدَةَ. {والشِّيَالُ، ككِبَابٍ فَرَسٌ أَبُوهُ نَجِيبٌ، وأُمُّهُ ليستْ كذلكَ. على هَذِه اللُّغَةِ بَنو شَلْيَةَ، بُطَيْنٌ مِنَ الْعَلَوِيِّينَ بِحَضْرَمَوْتَ، أَصْلُهُ} شَيْلِيَّة، فلُقِّبَ بِهِ الرَّجُلُ. والشَّيَّالُ، كشَدَّادٍ: لَقَبُ جَماعَةٍ مِنْهُم بِثَغْرِ رَشِيدٍ.
شيل: شال: رفع البضاعة ونقلها (معجم الادريسي زيشر 22: 131) وشَيْل الحَجْ في دمشق نقل متاع قافلة الحج التي تذهب إلى مكة للحج (زيشر 1: 1) شال: حرس، حمى، صان (برجرن) وقد تكررت في ألف ليلة مثلاً في برسل (9: 284).
شال: شدّ، رصّ، ضغط (بوشر).
شال: أودع، أعطى شيئاً لحفظه وصيانته، ففي الجوبري (ص42 و): طلب الدراهم الذي (كذا) قد شالها عنده فأحضرها قُدَّامه.
شال: محا، شطب (بوشر).
شال وشال من: فكّ، فصل المعلق (بوشر).
شال من: رفع من الحساب، حسم، طرح، اقتطع (بوشر).
شال: شال دود القزّ: ربَّاه (محيط المحيط).
شال على أكتافه: تضايق، انزعج (بوشر).
اشتال: رفع، نقل، حمل (ألف ليلة برسل 3: 263، 11: 224).
شَيْل: حمل، ثقل (زيشر 22: 77).
شَيْلَة. شيلة الرَجُل: حمل، ثقل، ما يستطيع الرجل حمله (بوشر، همبرت ص88).
شَيْلَة: عبء خفيف (زيشر 22: 131).
شَيْلَة: نقد لاذع، جواب سريع قارص (بوشر).
شَيْلَة: حجر ثقيل أو غيره يمتحن الرجل قوته برفعه عن الأرض (محيط المحيط).
شيلى: ريح الجنوب (بوشر بربرية).
شَيَّالة: دنانير تجعل قلادة تلبسها المرأة. (محيط المحيط).
شيْالَة لولو: حلية اللؤلؤ يزين بها شعر الرأس (بوشر).
شَيّالَة: خرقة ترفع بها القدر عن النار. (محيط المحيط).
مَشَال: البضائع التي تنقل - وزمان نقلها - ووسائط نقلها (زيشر 22: 131).
شيل
شالَ يَشيل، شِلْ، شَيْلاً ومَشالاً، فهو شائل، والمفعول مَشِيل
• شال الشَّيءَ: رفعه وحمله (انظر: ش و ل - شالَ) "شال الحجرَ/ حِمْلاً- شال غطاءَ القدر- شال أمتعتَه ورحل: " ° شال الهَمَّ: احتمله وعاناه. 

شائل [مفرد]: اسم فاعل من شالَ. 

شِيالة [مفرد]:
1 - حرفة الشَّيَّال.
2 - أجرة الشَّيَّال. 

شَيْل [مفرد]: مصدر شالَ. 

شَيْلَة [مفرد]: ج شَيَلات وشَيْلات:
1 - اسم مرَّة من شالَ.
2 - حجر ثقيل أو قطعة من حديد وغيره يَمتحنُ بها الرجُلُ قوَّته، برفعها عن الأرض.
3 - حِمْل، ثقل "كان يحمل شَيْلةً ثقيلة". 

شَيّال [مفرد]: ج شيّالون وشَيَّالة: حمّال، يقوم بحمل الأشياء الثقيلة نيابة عن أصحابها نظيرَ مبلغٍ من المال "أعطى حقائبَه للشَّيَّال ليوصّلها لمنزله". 

شَيَّالة [مفرد]:
1 - مؤنَّث شَيّال.
2 - أداة ذات أفرع أو طبقات توضع فيها الحلوى والمكسَّرات ونحوها.
3 - خِرقة ترفع بها القدر عن النار. 

مَشيل [مفرد]: اسم مفعول من شالَ. 

طربش

طربش
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: أَطْرابِنْشُ، بكَسْرِ المُوَحَدَّة وسُكُونِ النُّونِ: مَدِينَةٌ على ساحِلِ جَزِيرَةِ صِقلِّيَةَ إِلَى إِفْرِيِقْيَّةَ، مِنْهَا يُقْلَعُ، نَقَلَهُ ياقُوتٌ.
طربش
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: طربش، وَمِنْه أَطْرابِنْشُ، بِكَسْر المُوَحَّدَة وسُكُونِ النُّونِ:، بَلْدَةٌ عَلَى ساحِلِ جَزِيرَة صِقِلِّيَةَ وَمِنْهَا يُقْلع إِلى إِفْرِيقِيَّةَ، وَقد تقدم.
طربش
طَرابيشِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى طَرابِيشُ: بائع الطَرابيش "كان يعمل طرابيشيًّا". 

طَربُوش [مفرد]: ج طَرابِيشُ: غطاء للرأس كان يلبسه الرجال، أسطوانيّ الشكل، يُصنع من الصوف أو نحوه، ويكون عادة أحمر اللون، له شرَّابة سوداء حريريَّة "طربوش مبطّن- ارتدى الحلة والطّربوش". 

غتر

غ ت ر
. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: غاتُورٌ، عَلَمٌ.
غتر: غَتَّر (بالتشديد) في: أخفى في، خبأ في. (فوك).
تغتَّر: اختفى، اختبأ. (فوك).
غَتَّيْرَة (بالأسبانية gatera: باب الهرَّة)، فتحة في الباب لتدخل منها الهرَّة وتخرج. (فوك).
غتر
غُتْرَة [مفرد]: ج غُتُرات وغُتْرات: قطعة نسيج تُوضع على رأس الرجل وتتدلّى إلى كتفيه، وقد يُوضع فوقها عِقال أو غِطاء الرأس. 

طَبَقَ 

(طَبَقَ) الطَّاءُ وَالْبَاءُ وَالْقَافُ أَصْلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى وَضْعِ شَيْءٍ مَبْسُوطٍ عَلَى مِثْلِهِ حَتَّى يُغَطِّيَهُ. مِنْ ذَلِكَ الطَّبَقُ. تَقُولُ: أَطْبَقْتُ الشَّيْءَ عَلَى الشَّيْءِ، فَالْأَوَّلُ طَبَقٌ لِلثَّانِي ; وَقَدْ تَطَابَقَا. وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: أَطْبَقَ النَّاسُ عَلَى كَذَا، كَأَنَّ أَقْوَالَهُمْ تَسَاوَتْ حَتَّى لَوْ صُيِّرَ أَحَدُهُمَا طِبْقًا لِلْآخَرِ لَصَلَحَ. وَالطَّبَقُ: الْحَالُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19] . وَقَوْلُهُمْ: " إِحْدَى بَنَاتِ طَبَقٍ " هِيَ الدَّاهِيَةُ، وَسَمِّيَتْ طَبَقًا لِأَنَّهَا تَعُمُّ وَتَشْمَلُ. وَيُقَالُ لِمَا عَلَا الْأَرْضَ حَتَّى غَطَّاهَا: هُوَ طَبَقُ الْأَرْضِ. وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ يَصِفُ الْغَيْثَ:

دِيمَةٌ هَطْلَاءُ فِيهَا وَطَفٌ ... طَبَقُ الْأَرْضِ تَحَرَّى وَتَدُرُّ وَقَوْلُهُمْ: طَبَّقَ الْحَقَّ إِذَا أَصَابَهُ - مِنْ هَذَا، وَمَعْنَاهُ: وَافَقَهُ حَتَّى صَارَ مَا أَرَادَهُ وَفْقًا لِلْحَقِّ مُطَابِقًا لَهُ. ثُمَّ يُحْمَلُ عَلَى هَذَا حَتَّى يُقَالَ: طَبَّقَ، إِذَا أَصَابَ الْمَفْصِلَ وَلَمْ يُخْطِئْهُ. ثُمَّ يَقُولُونَ: طَبَّقَ عُنُقَهُ بِالسَّيْفِ: أَبَانَهَا.

فَأَمَّا الْمُطَابَقَةُ فَمَشْيُ الْمُقَيَّدِ، وَذَلِكَ أَنَّ رِجْلَيْهِ تَقَعَانِ مُتَقَارِبَتَيْنِ كَأَنَّهُمَا مُتَطَابِقَتَيْنِ. وَمِنْهُ قَوْلُ الْجَعْدِيِّ:

طِبَاقَ الْكِلَابِ يَطَأْنَ الْهَرَاسَا

وَالطَّبَقُ: عَظْمٌ رَقِيقٌ يَفْصِلُ بَيْنَ الْفَقَارَتَيْنِ. وَيَدٌ طَبِقَةٌ، إِذَا الْتَزَقَتْ بِالْجَنْبِ. وَطَابَقْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، إِذَا جَعَلْتَهُمَا عَلَى حَذْوٍ وَاحِدٍ. وَلِذَلِكَ سَمَّيْنَا نَحْنُ مَا تَضَاعَفَ مِنَ الْكَلَامِ مَرَّتَيْنِ مُطَابَقًا. وَذَلِكَ مِثْلُ جَرْجَرَ، وَصَلْصَلَ، وَصَعْصَعَ. وَالطَّبَقُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الْجَرَادِ ; وَإِنَّمَا شُبِّهَ ذَلِكَ بِطَبَقٍ يُغَطِّي الْأَرْضَ. وَيُقَالُ: وَلَدَتِ الْغَنَمُ طِبْقًا وَطَبَقَةً، إِذَا وَلَدَ بَعْضُهَا بَعْدَ بَعْضٍ. وَالْقِيَاسُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ وَاحِدٌ.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلْعَيِيِّ مِنَ الرِّجَالِ: الطَّبَاقَاءُ، وَلِلْبَعِيرِ لَا يُحْسِنُ الضِّرَابَ: طَبَاقَاءُ، فَهُوَ مِنْ هَذَا الْقِيَاسِ، كَأَنَّهُ سُتِرَ عَنْهُ الشَّيْءُ حَتَّى أُطْبِقَ فَصَارَ كَالْمُغَطَّى. قَالَ جَمِيلٌ:

طَبَاقَاءُ لَمْ يَشْهَدْ خُصُومًا وَلَمْ يَقُدْ ... رِكَابًا إِلَى أَكْوَارِهَا حِينَ تُعْكَفُ

أَزر

أَزر
: (} الأَزْرُ) ، بفتحٍ فسكونٍ: (الإِحاطةُ) عَن، ابْن الأَعرابيّ.
(و) الأَزْرُ: (القُوَّةُ) والشِّدَّةُ (و) قيل: الأَزْرُ: (الضَّعْفُ، ضِدٌّ، و) الأَزْرُ: (التَّقْوِيَةُ) ، عَن الفَرّاءِ، وقرأَ ابنُ عَامر: { {فأزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ} (الْفَتْح: 29) على فَعَلَه، وقرأَ سائرُ القُرّاء: {10. 003} فآزره} .
وَقد {آزَره: أَعانَه وأَسعدَه.
(و) } الأَزْرُ: (الظَّهْرُ) قَالَ البَعِيثُ:
شَدَدْتُ لَهُ! - أَزْرِي بِمِرَّةِ حازِمٍ
على مَوْقِعٍ مِن أَمْرِه مَا يُعَاجِلُهْ
قَالَ ابنُ الأَعرابِّي، فِي قَوْله تعالَى: {اشْدُدْ بِهِ {- أَزْرِي} (طه: 31) : مَن جعلَ الأَزْرَ بِمَعْنى القُوَّة قَالَ: اشْدُدْ بِهِ قُوَّتِي، ومَن جعلَه الظَّهْرَ قَالَ: شُدَّ بِهِ ظَهْرِي، ومَن جعلَه الضَّعْفَ قَالَ: شُدَّ بِهِ ضَعْفِي وقَوِّ بِهِ ضَعْفِي.
(و) } الأُزْرُ (بالضَّمِّ: مَعْقِدُ {الإِزارِ من الحَقْوَيْنِ.
(و) } الإِزْرُ (بالكَسْر: الأَصْلُ) ، عَن ابْن الأَعربيّ.
(و) {الإِزْرَةُ، (بهاءٍ: هَيْئَةُ الائْتِزار) ، مثل الجِلْسةِ والرِّكْبَةِ، يُقَال: إِنَّه لَحَسنُ الإِزْرَةِ، ولكلِّ قومٍ إِزْرَةٌ} يَأْتَزِرُونَهَا، {وائْتَزَر فلانٌ إِزْرَةً حَسَنَة، وَمِنْه الحديثُ: (} إِزْرَةُ المُؤْمِنِ إِلَى نصْفِ السّاقِ، وَلَا جُناحَ عَلَيْهِ فِيمَا بينَه وَبَين الكَعْبَيْن) . وَفِي حَدِيث عُثمانَ رضيَ اللهُ عَنهُ: (هاكذا كَانَ {إِزْرَةُ صاحِبنا) وَقَالَ ابنُ مُقْبِل:
مثلُ السِّنانِ نَكِيراً عِنْد خِلَّتِه
لكلِّ} إِزْرَةِ هَاذا الدَّهْرِ ذَا {إِزَرِ
(} والإِزارُ) ، بالكسرِ، معروفٌ، وَهُوَ (المِلْحَفَةُ) ، وفَسَّره بعضُ أَهلِ الغَرِيب بِمَا يسْتُرُ أَسفلَ البَدنِ، والرِّداءُ: مَا يَستُر بِهِ أَعلاه، وَكِلَاهُمَا غيرُ مَخِيط، وَقيل: {الإِزار: مَا تحتَ العاتِقِ فِي وَسَطِه الأَسفل، والرِّداءُ: مَا على العاتِقِ والظَّهْرِ، وَقيل: الإِزار: مَا يَستُر أَسفلَ ابدنِ وَلَا يكونُ مَخِيطاً، والكلُّ صحيحٌ، قَالَه شيخُنا. يذكَّر (ويُؤَنَّثُ) عَن اللِّحْيَانيّ، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
تَبَرَّأُ مِن دَمِ القَتِيلِ وبَزِّه
وَقد عَلِقَتْ دَمَ القَتِيلِ} إِزارُهَا
أَي دَمُ القَتِيلِ فِي ثَوْبِهَا، ( {كالمِئْزَر) ،} والمِئْزَرةِ، الأَخِيرَةُ عَن اللِّحْيَانيّ، وَفِي حَدِيث الِاعْتِكَاف: (كَانَ إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ أَيقظَ أَهلَه وشَدَّ! المِئْزَرَ) كَنَى بِشَدِّه عَن اعتزال النِّساءِ، وَقيل: أَرادَ تَشْمِيرَه لِلْعِبَادَةِ، يُقَال: شَدَدْتُ لهاذا الأَمْرِ {مِئزَرِي، أَي تشمَّرتُ لَهُ، (} والإِزْرِ والإِزَارةِ بكَسْرِهما) ، كَمَا قالُوا: وِسادٌ ووِسادَة، قَالَ الأَعشى:
كَتَمَايُلِ النَّشْوَانِ يَرْ
فُلُ فِي البَقِيرَةِ {والإِزارَهْ
(و) قد (} ائْتَزَر بِهِ {وتَأَزَّرَ بِهِ) : لَبِسَه، (وَلَا تَقُلِ اتَّزَرَ) } بالمِئْزَرِ، بإِدغامِ الهمزةِ فِي التَّاء، وَمِنْهُم مَن جَوَّزه وجعلَه مثلَ اتَّمنتُه، والأَصلُ ائْتَمنتُه، (و) فِي الحَدِيث: (كَانَ يُبَاشِرُ بعضَ نسائِه وَهِي {مُؤَتَزِرةٌ فِي حَالَة الحَيْض) ، أَي مَشْدُودَةُ الإِزارِ، قَالَ ابنُ الأَثِير:
(قد جاءَ فِي بعضِ لأَحادِيثِ) ، أَي الرِّواياتِ، كَمَا هُوَ نَصُّ النِّهايَة: (وَهِي مُتَّزِرَةٌ) ،
(لَعلَّه مِن تحْريفِ الرُّوَاة) قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ رَجاءٌ باطلٌ، بل هُوَ واردٌ فِي الرِّواية الصحيحةِ، صَحَّحها الكِرمانِيُّ وغيرُه من شُرّاح البُخَاريِّ، وأَثبته الصّاغانيّ فِي مَجْمَعِ البَحْرِينِ فِي الجَمْع بَين أَحادِيثِ الصَّحِيحَيْن.
قلتُ: وَالَّذِي فِي النِّهَايَة أَنه خطأ؛ لأَن الهمزةَ لَا تُدغَم فِي التّاء. وَقَالَ المطرّزيّ: إِنها لغةٌ عاميَّةٌ، نعمْ ذَكَر الصّغانيّ فِي التَّكْمِلَة: ويجوزُ أَن تقولَ اتَّزَرَ} بالمِئْزَرِ أَيضاً فيمَن يُدْعِمُ الهمزةَ فِي التّاءِ، كَمَا يُقَال: اتَّمَنتُه والأَصلُ ائْتَمنتُه. وَقد تقدَّم فِي أَخَذَ هاذا البحثُ، فراجِعْه.
(ج {آزِرَةٌ) مثل حِمارٍ وأَحْمِرَةٍ، (} وأُزُرٌ) مثل حِمَارٍ وحُمُرٍ، حجازيَّة، وهما جَمعانِ للقِلَّة والكَثرة، ( {وأُزْرٌ) ، بضمَ فسكونٍ، تميميّة، على مَا يُقاربُ الاطِّراد فِي هَذَا النَّحْو. وَقَالَ شيخُنا: هُوَ تخفيفٌ مهن} أُزُر، بضَمَّتَين.
(و) قيل: {الإِزارُ: (كلُّ مَا) وَارَاكَ و (سَتَرَكَ) ، عَن ثَعلب، وحُكِيَ عَن ابنُ الأَعْرَابيِّ: رأَيتُ السَّرَوِيَّ يَمْشِي فِي دارِه عُرْياناً فقلتُ لَهُ: عُرْياناً؟ فَقَالَ: دارِي} - إزارِي. (و) مِنَ المَجَازِ: الإِزارُ: (العَفَافُ) ، قَالَ عَدِيُّ بنُ زيد:
أَجْلِ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكُمْ
فَوْقَ مَن أحْكَأَ صُلْباً {بإِزارِ
قَالَ أَبو عُبَيْد: فلانٌ عفِيفُ} المِئْزَرِ وعَفِيفُ {الإِزارِ، إِذا وُصِفَ بالعِفَّة عَمَّا يَحْرُمُ عَلَيْهِ من النِّساءِ. وَمن سَجَعَاتِ الأَساس: هُوَ عفيفُ الأَزار خَفِيفُ الأَوْزار.
(و) يُكْنَى} بالإِزار عَن النَّفْس و (المرأَة) ، وَمِنْه قولُ أَبي الْمِنْهَالِ نُفَيْلَةَ الأَكبر الأَشْجَعِيِّ، كَتَب إِلى سَيِّدِنا عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ:
أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولاً
فِدًى لكَ مِن أَخِي ثِقَةٍ {- إِزارِي
فِي الصّحاح: قَالَ أَبو عَمْرٍ والجَرْمِيّ: يُرِيدُ بالإِزار هَا هُنَا المرأَةَ، وَقيل: المرادُ بِهِ أَهْلِي ونَفْسِي، وَقَالَ أَبو عليَ الفارسيُّ: إِنه كنايةٌ عَن الأَهْل، فِي مَوضِع نَصْبٍ على الإِغراءِ، أَي احْفَظْ} - إِزارِي، وجعلَه ابنُ قُتَيْبَةَ كِنَايَة عَن النَّفْس، أَي فِدًى لَك نَفْسِي، وصَوَّبه السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْض. وَفِي حَدِيث بَيْعَة العَقَبَة: (لَنَمْنَعنَّكَ ممّا نَمنَعُ مِنْهُ {أُزُرَنا) ، أَي نسَاءَنَا وأَهلَنَا، كَنَى عنهُنّ} بالأُزُرِ، وَقيل: أَراد أَنفسَنا، وَفِي المُحْكَم: {والإِزار: المرأَةُ؛ على التَّشْبِيه، أَنشدَ الفارسيُّ:
كانَ مِنْهَا بحَيثُ تُعْكَى الإِزارُ
(و) من الْمجَاز: الإِزارُ: (النَعْجَةُ، وتُدْعَى للحَلْبِ فَيُقَال:} إِزارْ إِزارْ) ، مبنيًّا على السّكُون، وَالَّذِي فِي الأَساس: وشَاةٌ {مُؤَزَّرةٌ، كأَنَّمَا} أُزِّرَتْ بسَوادٍ، وَيُقَال لَهَا: إِزار.
( {والمُؤازَرَةُ) ، بالهَمْز: (المُسَاواةُ) ، وَفِي بعض النُّسَخ: المُوَاساة، والأَوّلُ الصحيحُ، ويَشْهَدُ للثَّانِي حديثُ أَبي بكر يومَ السَّقِيقة للأَنصار: (لقد نصرْتُم} وآزَرْتُم وآسَيْتُم) ، (والمُحَاذاةُ) ، وَقد {آزَرَ الشيءُ الشيءَ: سواهُ وحاذاه، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
بِمَحْنِيَةٍ قد آزَرَ الضّالَ نَبْتُهَا
مَجَرِّ جُيوشٍ غانِمِينَ وخُيَّبِ
أَيْ ساوَى نبتُهَا الضّالَ وَهُوَ السِّدرُ البَرِّيُّ؛ لأَن النَّاسَ هابوه فَلم يَرْعَوْهُ. (و) } المُؤازَرةُ، بالهَمْز أَيضاً: (المُعَاوَنةُ) على الأَمر، تَقول: أَردتُ كَذَا {- فآزَرَنِي عَلَيْهِ فلانٌ: أَي ظاهَرَ وعاوَنَ، يُقَال:} آزَرَه (و) وازَرَه، (بالواوِ) على البَدَل من الهَمْز هُوَ (شاذٌّ) ، والأَولُ أَفصحُ، وَقَالَ الفَرّاءُ: {أَزَرْتُ فُلاناً} أَزْراً: قَوِّيتُه، {وآزَرتُه: عاوَنتُه، والعامَّةُ تَقول: وازَرْتُه. وَقَالَ الزَّجّاج:} آزرتُ الرجلَ على فلانٍ، إِذا أَعَنْتُه عَلَيْهِ وَقَوَّيتُه. (و) المُؤازرةُ (أَنْ يُقَوِّيَ الزَّرْعُ بعْضُه بَعْضًا فَيَلْتَفَّ) وَيتلاصَقَ، وَهُوَ مَجازٌ، كَمَا فِي الأَساس. وَقَالَ الزَّجّاج فِي قَوْله تعالَى: { {فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ} (الْفَتْح: 29) أَي} فآزَرَ الصِّغارُ الكِبَارَ حَتَّى استَوَى بعضُه مَعَ بعضِ.
( {والتَّأْزِيرُ: التَّغْطِيَةُ) ، وَقد} أَزَرَ النَّبْتُ الأَرْضَ: غَطّاها، قل الأَعْشَى:
يُضاحِكُ الشَّمْسَ مِنْهَا كَوْكَبٌ شَرِقٌ
{مُؤَزَّرٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ
(و) مِنَ المَجَازِ:} التَّأْزِيرُ، (التَّقْوِيَةُ) ، وَقد أَزَّرَ الحائِطَ، إِذا قَوّاه بتَحْوِيطٍ يَلزَقُ بِهِ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (نَصْرٌ مُؤَزَّرٌ) ، أَي (بالغٌ شديدٌ) ، وَفِي حَدِيث المَبْعَثِ، (قَالَ لَهُ وَرَقةُ: إِنْ يُدْرِكْنِي يَومُكَ أَنْصُرْكَ نَصْراً {مُؤَزَّراً) ، أَي بَالغا شَدِيدا.
(} وآزَرُ، كهاجَرَ: ناحيةٌ بَين) سُوقِ (الأَهْوازِ ورامَهُرْمُزَ) ، ذَكَره البَكْرِيُّ وغيرُه. 5
(و) ! آزَرُ: (صَنَمٌ) كَانَ تارَحُ أَبُو إِبراهِيمَ عَلَيْهِ السلامُ سادِناً لَهُ، كَذَا قالَهُ بعضُ المُفَسِّرِين. ورُوِيَ عَن مُجَاهِدٍ فِي قَوْله تعالَى: {ءازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً} (الْأَنْعَام: 74) قَالَ: لم يَكُن بأَبِيه، ولكنّ آزرَ اسمُ صَنَمٍ فموضِعُه نَصْبٌ على إِضمارِ الفِعْل فِي التِّلاوة، كأَنّه قَالَ: وإِذ قَالَ إِبراهيمُ (لأَبية) أَتَتَّخِذُ آزَرَ إِلاهاً، أَي أَتَّتَّخذُ أَصناماً آلِهَة. وَقَالَ الصّاغانِيُّ: التَّقّدِيرُ: أَتَتَّخِذُ آزَر إِلاهاً، وَلم ينتصبْ بأَتَتَّخِذُ الَّذِي بعدَه؛ لأَن الاستفهامَ لَا يعملُ فِيمَا قبلَه، ولأَنه قد استوفَى مفعولَيْه. (أَو) آزَرُ: (كَلمةُ ذَمَ فِي بعضِ اللغَاتِ) ، أَي يَا أَعرجُ، قَالَه السُّهَيْلِيّ، وَفِي التَّكملة: يَا أَعرجُ، أَو كأَنّه قَالَ: وإِذْ قَالَ إِبراهِيمُ لأَبِيه الخاطِيء، وَفِي التَّكْملة: يَا مُخْطِيءُ يَا خَرِفُ، وَقيل: مَعْنَاهُ يَا شَيْخُ، أَو هِيَ كلمةُ زَجْرٍ ونَهْيٍ عَن الْبَاطِل. (و) قيل: هُوَ (اسْمُ عَمِّ إِبراهِيمَ) عَلَيْهِ وعَلى محمّدٍ أَفضلُ الصّلاة والسّلام، فِي الآيةِ الْمَذْكُورَة، وإِنّمَا سُمِّيَ العَمُّ أَباً، وجَرَى عَلَيْهِ القرآنُ العَظيم، على عادةِ العربِ فِي ذالك؛ لأَنهم كثيرا مَا يُطلِقُون الأَبَ على العَمّ، (وأَمّا أَبُوه فإِنه تارَخُ) ، بالخاءِ المُعْجَمة، وَقيل بالمُهْمَلة، على وَزْن هاجَر، وهاذا باتّفاق النَّسّابِين، لَيْسَ عندَهم اختلافٌ فِي ذالك، كَذَا قالَه الزَّجَّاجُ والفَرَّاءُ، (أَو هُمَا واحدٌ) . قَالَ القُرطُبِيُّ: حُكِيَ أَنْ آزَرَ لقبُ نارَخَ، عَن مُقَاتِلٍ، أَو هُوَ اسمُه حَقِيقَة، حَكاه الحَسَنُ، فهما إسمان لَهُ، كإِسرائيلَ ويعقوبَ.
(و) عَن أَبِي عُبَيْدَةَ: (فَرَسٌ آزَرُ: أَبيضُ الفَخِذَيْنِ ولَوْن مَقَادِيمِهِ أَسودُ، أَو أَيُّ لَوْن كانَ) ، وَقَالَ غيرُه: فَرَسٌ آزَرُ: أَبيضُ العَجُزِ، وَهُوَ موضعُ الإِزارِ من الإِنسان، وَزَاد فِي الأَساس: فإِن نزَلَ البَيَاضُ بفَخِذَيْه فَمُسَرْوَلٌ، وخَيْلٌ أُزْرٌ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) مِنَ المَجَازِ أَيضاً: (! المُؤَزَّرَةُ، كمُعَظَّمةٍ: نَعْجَةٌ) وَفِي الأَساس: شاةٌ (كأَنَّهَا) . وَفِي الأَساس: كأَنَّمَا: ( {أُزِّرَتْ بسَوادٍ) ، وَيُقَال لَهَا: إِزارٌ، وَقد تقدَّم.
وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ:
يُقَال؛} أَزَرْتُ فلَانا، إِذا أَلْبَسْتُ {إِزاراً فتَأَزَّر، بِهِ} تَأَزُّراً وَيُقَال: {أَزَّرتُه} تَأْزِيراً {فتَأَزَّرَ،} وتَأَزَّرَ الزَّرْعُ قَوَّى بعضُه بَعْضًا فالْتَفَّ وتلاصَقَ واشتدَّ، كآزَرَ، قَالَ الشاعرُ:
{تأَزَّرَ فِيه النَّبْتُ حتَّى تَخايَلَتْ
رُبَاهُ وَحَتَّى مَا تُرَى الشَّاءُ نُوَّمَا
وَهُوَ مَاز، وذَكَرهما الزَّمَخْشَرِيُّ.
وَفِي الأَساس: ويُسَمِّي أَهلُ الدِّيوانِ مَا يُكْتَبُ آخِرَالكتابِ مِن نُسخَةِ عَمَلٍ أَو فَصْلٍ فِي مُهِمَ: الإِزارَ،} وَأَزَّرَ الكتابَ {تَأْزِيراً كَتَبَ كتابا} مُؤَزَّراً.
{- والأُزْرِيُّ إِلى} الأُزْر جمعُ إِزارٍ هُوَ أَبو الْحسن سعدُ الله بنُ عليِّ بنِ محمّدٍ الحَنَفِيُّ.

كَفَرَ 

(كَفَرَ) الْكَافُ وَالْفَاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى مَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ السَّتْرُ وَالتَّغْطِيَةُ. يُقَالُ لِمَنْ غَطَّى دِرْعَهُ بِثَوْبٍ: قَدْ كَفَرَ دِرْعَهُ. وَالْمُكَفِّرُ: الرَّجُلُ الْمُتَغَطِّي بِسِلَاحِهِ. فَأَمَّا قَوْلُهُ:

حَتَّى إِذَا أَلْقَتْ يَدًا فِي كَافِرٍ ... وَأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلَامُهَا

فَيُقَالُ: إِنَّ الْكَافِرَ: مَغِيبُ الشَّمْسِ. وَيُقَالُ: بَلِ الْكَافِرُ: الْبَحْرُ. وَكَذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُ الْآخَرِ:

فَتَذَكَّرَا ثَقَلًا رَثِيدًا بَعْدَمَا ... أَلْقَتْ ذُكَاءُ يَمِينَهَا فِي كَافِرِ

وَالنَّهْرُ الْعَظِيمُ كَافِرٌ، تَشْبِيهٌ بِالْبَحْرِ. وَيُقَالُ لِلزَّارِعِ كَافِرٌ، لِأَنَّهُ يُغَطِّي الْحَبَّ بِتُرَابِ الْأَرْضِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} [الحديد: 20] . وَرَمَادٌ مَكْفُورٌ: سَفَتِ الرِّيحُ التُّرَابَ عَلَيْهِ حَتَّى غَطَّتْهُ. قَالَ:

قَدْ دَرَسَتْ غَيْرَ رَمَادٍ مَكْفُورْ

وَالْكُفْرُ: ضِدُّ الْإِيمَانِ، سُمِّيَ لِأَنَّهُ تَغْطِيَةُ الْحَقِّ. وَكَذَلِكَ كُفْرَانُ النِّعْمَةِ: جُحُودُهَا وَسَتْرُهَا. وَالْكَافُورُ: كِمُّ الْعِنَبِ قَبْلَ أَنْ يُنَوِّرَ. وَسُمِّيَ كَافُورًا لِأَنَّهُ كَفَرَ الْوَلِيعَ، أَيْ غَطَّاهُ. قَالَ: كَالْكَرْمِ إِذْ نَادَى مِنَ الْكَافُورِ

وَيُقَالُ لَهُ الْكُفُرَّى. فَأَمَّا الْكَفِرَاتُ وَالْكَفَرُ فَالثَّنَايَا مِنَ الْجِبَالِ، وَلَعَلَّهَا سُمِّيَتْ كَفِرَاتٍ، لِأَنَّهَا مُتَطَامِنَةٌ، كَأَنَّ الْجِبَالَ الشَّوَامِخَ قَدْ سَتَرَتْهَا. قَالَ:

تَطَلَّعُ رَيَّاهُ مِنَ الْكَفِرَاتِ

وَالْكَفْرُ مِنَ الْأَرْضِ: مَا بَعُدَ مِنَ النَّاسِ، لَا يَكَادُ يَنْزِلُهُ وَلَا يَمُرُّ بِهِ أَحَدٌ. وَمَنْ حَلَّ بِهِ فَهُمْ أَهْلُ الْكُفُورِ. وَيُقَالُ: بَلِ الْكُفُورُ: الْقُرَى. جَاءَ فِي الْحَدِيثِ " «لِتُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ مِنْهَا كَفْرًا كَفْرًا» ".

 مِنْ ذَلِكَ (الْكَنْفَلِيلَةُ) : اللِّحْيَةُ الضَّخْمَةُ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ النُّونُ مَعَ الزِّيَادَةِ فِي حُرُوفِهِ، وَهُوَ مِنَ الْكَفْلِ، وَهُوَ جَمْعُ الشَّيْءِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكَرْبَلَةُ) : وَهِيَ رَخَاوَةٌ فِي الْقَدَمَيْنِ. وَجَاءَ يَمْشِي مُكَرْبِلًا، كَأَنَّهُ يَمْشِي فِي الطِّينِ. وَهَذِهِ مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنْ رَبَلٍ وَكَبَلٍ. أَمَّا رَبْلٌ فَاسْتِرْخَاءُ اللَّحْمِ، وَقَدْ مَرَّ. وَأَمَّا الْكَِبْلُ فَالْقَيْدُ، فَكَأَنَّهُ إِذَا مَشَى بِبُطْءٍ مُقَيِّدٌ مُسْتَرْخِي الرِّجْلِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكَلْثَمَةُ) : اجْتِمَاعُ لَحْمِ الْوَجْهِ مِنْ غَيْرِ جُهُومَةٍ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ اللَّامُ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ كَثَمَ وَهُوَ الِامْتِلَاءُ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكَمْثَرَةُ) : اجْتِمَاعُ الشَّيْءِ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الْمِيمُ، وَهُوَ مِنَ الْكَثْرَةِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (تَكَنْبَثَ) الشَّيْءُ: تَقَبَّضَ. وَرَجُلٌ كُنَابِثٌ: جَهْمُ الْوَجْهِ. وَهَذَا مِنْ كَبِثَ، وَقَدْ مَرَّ، وَهُوَ اللَّحْمُ الْمُتَغَيِّرُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكُنْدُرُ) وَ (الْكُنَيْدِرُ) وَ (الْكُنَادِرُ) : الرَّجُلُ الْغَلِيظُ وَالْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ النُّونُ، وَالْأَصْلُ الْكَدَرُ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (كَرْدَمَ) الرَّجُلُ: أَسْرَعَ الْعَدْوَ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الْمِيمُ، وَهُوَ مِنْ كَرَدَ، وَقَدْ مَرَّ. وَمِنْ ذَلِكَ (الْمُكْلَنْدِدُ) : الشَّدِيدُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (كَرْسَفْتُ) عُرْقُوبَ الدَّابَّةِ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الرَّاءُ، وَالْأَصْلُ كَسَفْتُ، وَقَدْ مَرَّ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكُرْدُوسُ) ، وَهِيَ الْخَيْلُ الْعَظِيمَةُ. وَهَذِهِ مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمٍ ثَلَاثٍ: مِنْ كَرَدَ، وَكَرَسَ، وَكَدَسَ، وَكُلُّهَا يَدُلُّ عَلَى التَّجَمُّعِ. وَالْكَرْدُ: الطَّرْدُ، ثُمَّ اشْتُقَّ مِنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لِكُلِّ عَظْمٍ عَظُمَتْ نَحْضَتُهُ: كُرْدُوسٌ. وَمِنْهُ كُرْدِسَ الرَّجُلُ: جُمِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ.

وَمِمَّا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ مَوْضُوعًا وَضْعًا مِنْ غَيْرِ قِيَاسٍ (الْكِرْنَافَةُ) : أَصْلُ السَّعَفَةِ الْمُلْتَزِقُ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ. يَقُولُونَ: كَرْنَفَهُ، أَيْ ضَرَبَهُ، كَأَنَّهُ ضُرِبَ بِالْكِرْنَافَةِ.

وَيَقُولُونَ: (الْكِنْفِيرَةُ) : أَرْنَبَةُ الْأَنْفِ.

وَ (الْكُرْتُومُ) : الصَّفَاةُ.

وَ (الْكُمَّثْرَى) مَعْرُوفٌ.

وَ (الْكِبْرِيتُ) : لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ.

وَ (الْكَمْتَرَةُ) : مِشْيَةٌ فِيهَا تَقَارُبٌ.

وَ (الْكَرْزَمُ) وَ (الْكَرْزَنُ) : فَأْسٌ. وَيَقُولُونَ إِنَّ (الْكَرَازِمَ) : شَدَائِدُ الدَّهْرِ. وَأَنْشَدَ فِيهِ الْخَلِيلُ:

إِنَّ الدُّهُورَ عَلَيْنَا ذَاتُ كِرْزِيمِ وَأَظُنُّ هَذَا مِمَّا قَدْ تُجُوِّزَ فِيهِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ وَمِمَّا لَا يَصْلُحُ قَبُولُهُ بَتَّةً.

وَقَالُوا: (الْكُنْدُشُ) : الْعَقْعَقُ، يَقُولُونَ " أَخْبَثُ مِنْ كُنْدُشٍ ". وَمَا أَدْرِي كَيْفَ يَقْبَلُ الْعُلَمَاءُ هَذَا وَأَشْبَاهَهُ.

وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: إِنَّ (الْكِرْبَالَ) : مِنْدَفُ الْقُطْنِ. وَيُنْشِدُونَ:

كَالْبُِرْسِ طَيَّرَهُ [ضَرْبُ] الْكَرَابِيلِ.

وَكُلُّ هَذَا قَرِيبٌ فِي الْبُطْلَانِ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.

النّقاب

النّقاب:
[في الانكليزية] Veil ،obstacle
[ في الفرنسية] Voile ،obstacle
بالكسر وتخفيف القاف في اللغة هو غطاء الوجه. وهو عند الصوفية المانع الذي يحجز العاشق عن المعشوق تبعا لإرادة المعشوق، لأنّ العاشق ما زال غير مستعدّ لتقبّل التّجلّي. كذا في بعض الرسائل. النّقباء:
[في الانكليزية] Chosen ،saints
[ في الفرنسية] Elus ،saints
من أقسام الأولياء وقد مرّ ذكرهم في لفظ الصوفي ناقلا عن مرآة الأسرار.

غَطَمَ 

(غَطَمَ) الْغَيْنُ وَالطَّاءُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى كَثْرَةٍ وَاجْتِمَاعٍ. مِنْ ذَلِكَ الْبَحْرُ الْغِطَمُّ. وَيُقَالُ لِمُعْظَمِ الْبَحْرِ. غُطَامِطٌ. وَرَجُلٌ غِطَمٌّ: وَاسِعُ الْخُلُقُ.

غَطَوَ 

(غَطَوَ) الْغَيْنُ وَالطَّاءُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ يَدُلُّ عَلَى الْغِشَاءِ وَالسَّتْرِ. يُقَالُ: غَطَيْتُ الشَّيْءَ وَغَطَّيْتُهُ. وَالْــغِطَاءُ: مَا تَغَطَّى بِهِ. وَــغَطَا اللَّيْلُ يَغْطُو، إِذَا غَشَّى بِظَلَامِهِ.

عَاشُورَاء

(عَاشُورَاء)
العاشور والعاشوراء نوع من الْحَلْوَى يتَّخذ من مقشور الْقَمْح وَقد يُضَاف إِلَيْهِ اللَّبن وَالزَّبِيب النَّقْل (مو)
عَاشُورَاء: قدوة السالكين وزبدة العارفين مرشدي ومولاي حَضْرَة الشاه وجيه الْحق وَالْملَّة وَالدّين الْعلوِي الأحمد آبادي قدس سره وَنور مرقده كتب فِي أوراده كلما جَاءَ يَوْم عَاشُورَاء اغْتسل، وَبعد أَن ترتدي عباءتك خُذ مَاء وادهن بِهِ رَأسك سبع مَرَّات وَفِي كل مرّة اسْتعْمل مَاء جَدِيدا، وَسبح بِهَذَا التَّسْبِيح (حسبي الله وَكفى، سمع الله لمن دَعَا لَيْسَ وَرَاء الله مُنْتَهى، من اعْتصمَ بِحَبل الله نجا) فَإِنَّهُ يبرىء من ألم الرَّأْس:
(فِي لَيْلَة قَالَ بازي لبازي آخر ... إِلَى مَتى سَوف نبقى نقطع الْجبَال والصحارى)
(تعال لنطير باتجاه الْمَدِينَة ... ولنصبح أخلاء الْأُمَرَاء)
(مرّة نَكُون جلساء احتفالات الْمُلُوك ... وَمرَّة برفقة أَصْحَاب القلانس الذهبية)
(وَمرَّة نجلس على أَيدي الْمُلُوك ... وَمرَّة نختلي بِالْحَرِيمِ الجميلات)
(ونقضي اللَّيَالِي على ضوء شموع الكافور ... وَنَلْعَب مَعَ الْأُمَرَاء الناعمين)
(أَجَابَهُ الآخر لَا تقل هَذَا الْكَلَام أَيهَا الْمَغْرُور ... فَأَنت لَا صِحَة لَك من رَأسك إِلَى قَدَمَيْك)
(إِذا قضيت مائَة سنة فِي الصَّحرَاء ... فكأنك تفتش عَن الثَّلج فِي الْمَطَر)
(أَقْْضِي كل لَحْظَة بِمِائَة حيرة نَدم ... إِذا وَقعت فريسة مخالب العقبان)
(هَل الْأَفْضَل أَن تجْلِس على عرش من ذهب ... أم تكون تَحت حكم غَيْرك)
(طُوبَى لذاك الَّذِي اخْتَار الْحُرِّيَّة ... يذهب إِلَى أَيْن يُرِيد وَيجْلس حَيْثُ يَشَاء)
عَاشُورَاء: هُوَ الْيَوْم الْعَاشِر من الْمحرم يَوْم عَظِيم حدثت فِيهِ حوادث عَظِيمَة الشَّأْن عَجِيبَة الْبَيَان، كخلق آدم عَلَيْهِ السَّلَام، وإخراجه من الْجنان، وَقبُول تَوْبَته - ومغفرته عَن الْعِصْيَان، وطوفان نوح عَلَيْهِ السَّلَام - سِيمَا شَهَادَة الإِمَام الْهمام الْمَظْلُوم الْمَعْصُوم الشَّهِيد السعيد أبي عبد الله الْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ابْن أَسد الله الْغَالِب عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه وسيحدث فِيهِ أُمُور عِظَام جسام أَو مهولة مخوفة، كخروج الإِمَام الْهمام مُحَمَّد الْمهْدي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ - ونزول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام من السَّمَاء - وَخُرُوج الدَّجَّال - ودابة الأَرْض - خُصُوصا قيام الْقِيَامَة كَمَا أخبر بهَا الْمخبر الصَّادِق الصدوق نَبِي آخر الزَّمَان عَلَيْهِ وعَلى آله الصَّلَاة وَالسَّلَام من الله الْملك المنان وَاسْتحْسن الْفُقَهَاء فِيهِ عشرَة أَعمال كَمَا قَالَ وَاحِد من الأكابر:
(عَلَيْكُم يَوْم عَاشُورَاء قومِي ... بِأَن تَأْتُوا بِعشر من خِصَال)

(بِصَوْم وَالصَّلَاة وَمسح أيد ... على رَأس الْيَتِيم والاغتسال)

(وَصلح والعيادة للأعلا ... وتوسيع الطَّعَام على الْعِيَال)

(وثامنها زِيَارَة عالميكم ... وتاسعها الدُّعَاء مَعَ اكتحال)

وَلم تثبت هَذِه الْأَعْمَال من الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة، فَإِن الْأَحَادِيث المنقولة فِيهَا مَوْضُوعَات - وَإِن أردْت أَن تكشف غطاءك عَن أَحْوَال هَذِه الْعشْرَة فَعَلَيْك أَن تطالع (تَحْقِيق لَيْلَة الرغائب والبرات) نعم الصَّوْم وتوسيع الطَّعَام على الْعِيَال فِي الْيَوْم الْمَذْكُور ثَابت بالأحاديث الصَّحِيحَة وَإِنَّمَا سمي عَاشُورَاء لِأَن الله تَعَالَى أعْطى لعشرة من الْأَنْبِيَاء عشر كرامات فِي ذَلِك الْيَوْم - آدم - وَإِدْرِيس - ونوحا - وَيُونُس - وَأَيوب - ويوسف - ومُوسَى - وَعِيسَى - وَإِبْرَاهِيم - ومحمدا - صلوَات الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ وَهَذَا يَوْم من أطَاع الله تَعَالَى فِيهِ نَالَ جزيل الثَّوَاب - وَمن عَصَاهُ فِيهِ عُوقِبَ بأشد الْعقَاب وَالْعَذَاب - كقاتل حُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا بل من أَمر بقتْله واستبشر بِهِ.
وَفِي اليواقيت يجب على الْأَبَوَيْنِ أَن يأمرا الصَّبِي بِصَوْم عَاشُورَاء إِذا كَانَ لَا يلْحقهُ ضَرَر لِأَنَّهُ رُوِيَ فِي الْأَخْبَار أَن النَّبِي الْمُخْتَار عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَدْعُو الْحسن وَالْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وَقت السحر ويلقي البزاق فِي فيهمَا وَكَانَ يَقُول لفاطمة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا لَا تطعميهما الْيَوْم شَيْئا فَإِن هَذَا يَوْم تَصُوم الوحوش وَلَا تَأْكُل. وَفِي الْمُلْتَقط روى أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عَن النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنه قَالَ من صَامَ يَوْم عَاشُورَاء كَانَ كَفَّارَة لذنب سنة وَمن وسع النَّفَقَة على عِيَاله يُوسع الله عَلَيْهِ الرزق سنة. وَفِي الشرعة يسْتَحبّ أَن يَصُوم قبل يَوْم عَاشُورَاء يَوْمًا وَبعده يَوْمًا خلافًا لأهل الْكتاب. وَاعْلَم أَن الْفُقَهَاء والعباد يلتزمون الصَّلَاة والأدعية فِي هَذَا الْيَوْم ويذكرون فِيهَا الْأَحَادِيث وَلم يثبت شَيْء مِنْهَا عِنْد أهل الحَدِيث غير الصَّوْم وتوسيع الطَّعَام كَمَا مر.

الطلل

الطلل: مَا شخص من آثَار الديار وَجمعه أطلال.
(الطلل) مَا بَقِي شاخصا من آثَار الديار وَنَحْوهَا وَمن الدَّار وَنَحْوهَا مَوضِع مُرْتَفع فِي صحنها يهيأ لمجلس أَهلهَا أَو يوضع عَلَيْهِ المأكل وَالْمشْرَب وَمن السَّفِينَة أَو السيارة وَنَحْوهمَا غطاء تغشى بِهِ كالسقف (ج) أطلال وطلول

الْحق

(الْحق) اسْم من أَسْمَائِهِ تَعَالَى وَالثَّابِت بِلَا شكّ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنَّه لحق مثل مَا أَنكُمْ تنطقون} ويوصف بِهِ فَيُقَال (قَول حق) وَيُقَال هُوَ الْعَالم حق الْعَالم متناه فِي الْعلم وَهُوَ حق بِكَذَا جدير بِهِ والنصيب الْوَاجِب للفرد أَو الْجَمَاعَة (ج) حُقُوق وحقاق وَحُقُوق الله مَا يجب علينا نَحوه وَحُقُوق الدَّار مرافقها

(الْحق) من الْإِبِل مَا دخل فِي السّنة الرَّابِعَة وَأمكن ركُوبه أَو الْحمل عَلَيْهِ (ج) أَحَق وحقاق (جج) حقق

(الْحق) وعَاء صَغِير ذُو غطاء يتَّخذ من عاج أَو زجاج أَو غَيرهمَا والجحر والنقرة الَّتِي فِيهَا رَأس الْفَخْذ وَرَأس الورك الَّذِي فِيهِ عظم الْفَخْذ والنقرة الَّتِي فِي رَأس الْكَتف وَرَأس الْعَضُد وَالْأَرْض المطمئنة وَمن كل شَيْء حاقه (ج) أحقاق وحقاق وَحُقُوق
الْحق: فِي اللُّغَة الْأَمر الثَّالِث الَّذِي لَا يسوغ إِنْكَاره - وَفِي اصْطِلَاح أَرْبَاب الْمعَانِي هُوَ الحكم المطابق للْوَاقِع وَيُطلق على الْأَقْوَال والعقائد والأديان والمذاهب بِاعْتِبَار اشتمالها على ذَلِك الحكم ويقابله الْبَاطِل - وَأما الصدْق فقد شاع فِي الْأَقْوَال خَاصَّة ويقابله الْكَذِب. وَقد يفرق بَين الْحق والصدق بِأَن الْمُطَابقَة تعْتَبر فِي الْحق من جَانب الْوَاقِع - وَفِي الصدْق من جَانب الحكم فَمَعْنَى صدق الحكم مطابقته للْوَاقِع وَمعنى حَقِيقَته مُطَابقَة الْوَاقِع إِيَّاه فَإِن قيل لم سمي الحكم بِاعْتِبَار كَونه مطابقا بِالْفَتْح بِالْحَقِّ وَبِاعْتِبَار كَونه مطابقا بِالْكَسْرِ بِالصّدقِ قُلْنَا المنظور أَولا فِي مُطَابقَة الْوَاقِع للْحكم الْوَاقِع لِأَنَّهُ فَاعل الْمُطَابقَة وَالْفَاعِل يكون منظورا وملحوظا أَولا وَسَائِر المتعلقات ثَانِيًا وَكَذَا المنظور أَولا فِي مُطَابقَة الحكم للْوَاقِع وَاقع الحكم وَالْوَاقِع مَوْصُوف بِكَوْنِهِ حَقًا أَي ثَابتا متحققا وَالْحكم متصف بِالْمَعْنَى اللّغَوِيّ للصدق وَهُوَ الأنباء عَن الشَّيْء على مَا هُوَ عَلَيْهِ فَسُمي الحكم بِاعْتِبَار مُطَابقَة الْوَاقِع لَهُ حَقًا وَبِاعْتِبَار مُطَابقَة الحكم للْوَاقِع صدقا تَسْمِيَة للشَّيْء بِوَصْف مَا هُوَ مَنْظُور فِيهِ أَولا. فَإِن قيل لم لم يَجْعَل الْأَمر بِالْعَكْسِ بِأَن يُسمى كَون الحكم مطابقا بِالْفَتْح بِالصّدقِ وَكَونه مطابقا بِالْكَسْرِ بِالْحَقِّ تَسْمِيَة للشَّيْء بِوَصْف مَا هُوَ مَنْظُور فِيهِ ثَانِيًا وَأجِيب بِأَن التَّسْمِيَة بِوَصْف المنظور فِيهِ أَولا أرجح من التَّسْمِيَة بِوَصْف المنظور فِيهِ ثَانِيًا لقُرْبه مِنْهُ والسباقة إِلَى الْفَهم أَولا من وصف المنظور فِيهِ ثَانِيًا.
وَهَا هُنَا اعْتِرَاض مَشْهُور وَهُوَ أَن الحقية صفة الحكم ومطابقة الْوَاقِع إِيَّاه صفة الْوَاقِع فَلَا يَصح تَعْرِيف حقية الحكم بمطابقة الْوَاقِع إِيَّاه صفة الْوَاقِع فَلَا يَصح تَعْرِيف حقية الحكم بمطابقة الْوَاقِع إِيَّاه وَالْجَوَاب أَن الحكم بِحَيْثُ يطابقه الْوَاقِع. فَإِن قلت لَا نسلم أَن مَفْهُوم تِلْكَ الْمُطَابقَة صفة للْحكم لِأَنَّهُ لَو كَانَ صفة لَهُ لصَحَّ أَن يشتق مِنْهُ صفة لَهُ كَمَا تشتق من الحقية فَيُقَال حكم حق قُلْنَا ذَلِك الْمَفْهُوم مركب لَا يُمكن اشتقاق الصّفة مِنْهُ لِأَن اشتقاقها مَوْقُوف على كَون الْمُشْتَقّ مِنْهُ مُفردا فَمن عدم إِمْكَان اشتقاق الصّفة من ذَلِك الْمَفْهُوم لَا يلْزم عدم كَونه صفة. وَإِن أردْت توضيح هَذَا لجواب فَانْظُر فِي الدّلَالَة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.