Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: غافر

بَرْزَه

بَرْزَه:
بالهاء الصريحة: قرية من أعمال بيهق من نواحي نيسابور، ينسب إليها أبو القاسم حمزة بن الحسين البرزهي ثم البيهقي، له تصانيف في الأدب، منها كتاب الفصول وكتاب محامد من يقال له محمد وكتاب محاسن من يقال له أبو الحسن ذكره الباخرزي في كتاب دمية القصر، مات في شهر ربيع الأول سنة 488، قاله عبد الــغافر.

تَنْكُتُ

تَنْكُتُ:
بضم الكاف، وتاء مثناة: مدينة من مدن الشاش من وراء سيحون خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو الليث نصر بن الحسن بن القاسم بن الفضل التنكتي، ويكنى أبا الفتح أيضا، رحل إلى المغرب وأقام بالأندلس يسمع ويسمّع، وكان من التجار المكثرين المشهورين بفعل الخير والبرّ، اشتهر برواية صحيح مسلم بالعراق ومصر والأندلس عن عبد الــغافر الفارسي، وكان سمع بنيسابور أبا الفتح ناصر بن الحسن بن محمد العمري وبمصر أبا الحسن محمد بن الحسين بن الطفال وإبراهيم بن سعيد الحبّال، وسمع بالشام نصرا الزاهد المقدسي وأبا بكر الخطيب الحافظ، روى عنه أبو القاسم السمرقندي ونصر بن نصر العكبري وأبو بكر الزاغوني وغيرهم، وكان مولده سنة 406، ومات في ذي القعدة سنة 486.

جِيرَاخَشْت

جِيرَاخَشْت:
بالكسر ثم السكون، وراء، وألف، وخاء معجمة مفتوحة، وشين معجمة ساكنة، والتاء فوقها نقطتان: من قرى بخارى منها أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث البخاري الليثي الجيراخشتي أحد حفّاظ الحديث، رحل في طلبه إلى بغداد وغيرها، سمع أبا عثمان الصابوني وعبد الــغافر الفارسي، روى عنه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلّال وغيره، وتوفي بكور الأهواز سنة 466.

خَوافُ

خَوافُ:
بفتح أوله، وآخره فاء: قصبة كبيرة من أعمال نيسابور بخراسان، يتصل أحد جانبيها ببوشنج من أعمال هراة والآخر بزوزن، يشتمل على مائتي قرية، وفيها ثلاث مدن: سنجان وسيراوند وخرجرد، ينسب إليها جماعة من أهل العلم والأدب، منهم: أبو المظفر أحمد بن محمد بن المظفر الخوافي الفقيه الشافعي من أصحاب الإمام أبي المعالي الجويني، كان أنظر أهل زمانه وأعرفهم بالجدل وكان الجويني معجبا به، وولي قضاء طوس ونواحيها في آخر أيامه وبقي مدة ثم عزل عنها من غير تقصير بل قصد وحسد، ومات بطوس سنة 500 ودفن بها، قال عبد الــغافر: ولم يخلف مثله، وأبو الحسن علي بن القاسم بن علي الخوافي الأديب الشاعر، سمع محمد بن يحيى الذّهلي وأقرانه، روى عنه أبو الطيب أحمد الذهلي، وله مختصر كتاب العين.

رُويَانُ

رُويَانُ:
بضم أوّله، وسكون ثانيه، وياء مثناة من تحت، وآخره نون: مدينة كبيرة من جبال طبرستان وكورة واسعة، وهي أكبر مدينة في الجبال هناك، قالوا: أكبر مدن سهل طبرستان آمل وأكبر مدن جبالها رويان، ورويان في الإقليم الرابع، طولها ست وسبعون درجة وخمس وثلاثون دقيقة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وعشر دقائق، وبين جيلان ورويان اثنا عشر فرسخا، وقد ذكر بعضهم أن رويان ليست من طبرستان وإنّما هي ولاية برأسها مفردة واسعة محيط بها جبال عظيمة وممالك كثيرة وأنهار مطّردة وبساتين متّسعة وعمارات متصلة، وكانت فيما مضى من مملكة الديلم فافتتحها عمرو بن العلاء صاحب الجوسق بالرّي وبنى فيها مدينة وجعل لها منبرا، وفيما بين جبال الرويان والديلم رساتيق وقرى، يخرج من القرية ما بين الأربعمائة رجل إلى الألف ويخرج من جميعها أكثر من خمسين ألف مقاتل، وخراجها على ما وظف عليها الرشيد أربعمائة ألف وخمسون ألف درهم، وفي بلاد الرويان مدينة يقال لها كجّة بها مستقر الوالي، وجبال الرويان متصلة بجبال الريّ وضياعها ومدخلها ممّا يلي الري، وأوّل من افتتحها سعيد بن العاصي في سنة 29 أو 30 وهو والي الكوفة لعثمان سار إليها فافتتحها، وقد نسب إلى هذا الموضع طائفة من العلماء، منهم:
أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد الروياني الطبري القاضي الإمام أحد أئمة الشافعية ووجوه أهل عصره ورؤوس الفقهاء في أيّامه بيانا وإتقانا، وكان نظام الملك عليّ بن إسحاق يكرمه، تفقه على أبي عبد الله محمد بن بيان الفقيه الكازروني وصنف كتبا كثيرة، منها: كتاب التجربة وكتاب الشافي، وصنف في الفقه كتابا كبيرا عظيما سماه البحر، رأيت جماعة من فقهاء خراسان يفضلونه على كل ما صنف في مذهب الشافعي، وسمع الحديث من أبي الحسين عبد الــغافر بن محمد الفارسي ومن شيخه ابن بيان الكازروني، روى عنه زاهر بن طاهر الشحامي وإسمعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني وغيرهما، وقتل بسبب التعصب شهيدا في مسجد الجامع بآمل طبرستان في محرم سنة 501 وقيل سنة 502، عن السلفي، ومولده سنة 415، وعبد الكريم بن شريح بن عبد الكريم بن أحمد بن محمد الروياني الطبري أبو معمر قاضي آمل طبرستان، إمام فاضل مناظر فقيه حسن الكلام، ورد نيسابور فأقام بها مدة وسمع ببسطام أبا الفضل محمد بن عليّ بن أحمد السهلكي، وبطبرستان الفضل بن أحمد بن محمد البصري وأبا جعفر محمد بن عليّ بن محمد المناديلي وأبا الحسين أحمد بن الحسين بن أبي خداش الطبري، وبساوة أبا عبد الله محمد بن أحمد ابن الحسن الكامخي، وبأصبهان أبا المظفر محمود بن جعفر الكوسج، وبنيسابور أبا بكر محمد بن إسماعيل التفليسي وفاطمة بنت أبي عثمان الصابوني وأبا نصر محمد بن أحمد الرامش إجازة ... [1] ، وفوّض إليه القضاء بآمل في رمضان سنة 531، وبندار بن عمر بن محمد ابن أحمد أبو سعيد التميمي الروياني، قدم دمشق وحدث بها وبغيرها عن أبي مطيع مكحول بن علي ابن موسى الخراساني وأبي منصور المظفر بن محمد النحوي الدينوري وأبي محمد عبد الله بن جعفر الجباري الحافظ وعلي بن شجاع بن محمد الصيقلي وأبي صالح شعيب بن صالح، روى عنه الفقيه نصر بن سهل بن بشر وأبو غالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الشيرازي ومكي بن عبد السلام المقدسي وأبو الحسن عليّ بن طاهر النحوي، قال عبد العزيز النخشبي وسئل عنه فقال: لا تسمع منه فإنّه كذاب. ورويان أيضا: من قرى حلب قرب سبعين عندها مقتل آق سنقر جدّ بني زنكي أصحاب الموصل، وقال العمراني: بالريّ محلة تسمى رويان أيضا.

زُنْجُ

زُنْجُ:
بضم أوّله، وسكون ثانيه، وآخره جيم: من قرى نيسابور، عن العمراني، وقال أبو سعد في التحبير أبو نصر أحمد بن منصور بن محمد بن القاسم بن حبيب بن عبدوس الزنجي الصفّار من أهل نيسابور والد الإمام عمر الصفّار، سمعت منه ومن زوجته دردانة بنت إسماعيل بن عبد الــغافر الفارسي، وكان شيخا متميّزا عالما سديدا بسيرة صالحة يسكن ناحية زنج من أرباع نيسابور، سمع أبا سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله الحفصي الكشميهني وأبا سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقري وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وذكر آخرين، وكانت ولادته في شعبان سنة 449 بنيسابور، وتوفي في طريق قرية زيروان من نواحي زنج في أوّل شهر رمضان سنة 533.

شالُوسُ

شالُوسُ:
بضم اللام، وسكون الواو، وسين مهملة:
مدينة بجبال طبرستان وهي أحد ثغورهم، بينها وبين الري ثمانية فراسخ فيما زعم ابن الفقيه، قال: وبإزائها مدينة يقال لها الكبيرة مقابل كجّة كانت منزل الوالي أعني كجّة، وبين شالوس وآمل من ناحية الجبال الديلميّة عشرون فرسخا، ينسب إلى شالوس أبو بكر محمد بن الحسين بن القاسم بن الحسين الطبري الشالوسي، وقيل: يكنى أبا جعفر الصوفي الواعظ من أهل شالوس، كان فقيها صالحا عفيفا مكثرا من الحديث حريصا على جمعه وكتابته، سمع بنيسابور أبا علي نصر الله بن أحمد الخشنامي وأبا سعد علي بن عبد الله بن صادق وإسماعيل بن عبد الــغافر الفارسي، وكان يحضر مجالس الحديث ويسمع ويكتب على كبر سنه، وكانت ولادته بشالوس سنة 477، وتوفي بآمل في محرم سنة 543.

شِلْبُ

شِلْبُ:
بكسر أوله، وسكون ثانيه، وآخره باء موحدة، هكذا سمعت جماعة من أهل الأندلس يتلفظون بها، وقد وجدت بخطّ بعض أدبائها شلب، بفتح الشين: وهي مدينة بغربي الأندلس بينها وبين باجة ثلاثة أيام، وهي غربي قرطبة، وهي قاعدة ولاية أشكونية، وبينها وبين قرطبة عشرة أيام للفارس المجدّ، بلغني أنّه ليس بالأندلس بعد إشبيلية مثلها، وبينها وبين شنترين خمسة أيام، وسمعت ممن لا أحصي أنّه قال: قلّ أن ترى من أهلها من لا يقول شعرا ولا يعاني الأدب، ولو مررت بالفلّاح خلف
فدانه وسألته عن الشعر قرض من ساعته ما اقترحت عليه وأيّ معنى طلبت منه، وينسب إليها جماعة، منهم: محمد بن إبراهيم بن غالب بن عبد الــغافر بن سعيد العامريّ من عامر بن لؤيّ الشلبيّ وأصله من باجة يكنى أبا بكر، روى عن علي بن الحجّاج الأعلم كثيرا، وسمع من عبد الله بن منظور صحيح البخاري، وكان واسع الأدب مشهورا بمعرفته، تولّى الخطابة ببلده مدّة طويلة، ومات لخمس خلون من جمادى الأولى سنة 532، ومولده سنة 446، وأمر أن يكتب على قبره:
لئن نفذ القدر السابق ... بموتي كما حكم الخالق
فقد مات والدنا آدم ... ومات محمّد الصادق
ومات الملوك وأشياعهم ... ولم يبق من جمعهم ناطق
فقل للّذي سرّه مصرعي:
تأهّب فإنّك بي لاحق

عَبّادُ

عَبّادُ:
بالفتح ثم التشديد، وآخره دال: قرية بمرو يسمّيها أهلها شنك عبّاد، بكسر الشين المعجمة، وسكون النون والكاف، ويكتبها المحدّثون سنج عبّاد، بكسر السين المهملة، وسكون النون والجيم، بينها وبين مرو نحو أربعة فراسخ، وليست بسنج المشهورة التي ينسب إليها السنجي، وينسب إلى هذه أبو منصور المظفر بن أردشير بن أبي منصور العبّادي الواعظ ذو اليد الباسطة فيه واللسان الطلق في فنّه حتى صار يضرب بحسن إيراده وبديهته على المنبر المثل، سمع بنيسابور أبا عليّ نصر الله بن أحمد الخشنامي وإسماعيل بن عبد الــغافر الفارسي ومحمد بن محمود الرشيدي، ذكره أبو سعد في شيوخه ولم يحسن الثناء على دينه وزعم أنه كان يشرب الخمر ويرتكب المحظور، وخرج رسولا من بغداد فتوفّي بعسكر مكرم في شهر ربيع الآخر سنة 547 ونقل تابوته إلى بغداد فدفن بالشونيزية وطبّق قبره بالآجرّ الأزرق.

مُوسَيَاباذ

مُوسَيَاباذ:
قرية منسوبة إلى رجل اسمه موسى بن نواحي همذان، ينسب إليها أبو عبد الله الحسين بن المظفّر بن الحسين بن جعفر بن حمدان الواعظ الموسياباذي، روى عن أبي الحسين عبد الوهاب بن الحسين الكلابي الدمشقي وأبي علي الحسن بن سعيد البعلبكي وأبي حاتم اللبّان وأبي الحسين بن فارس وابن لال وأبي البركات وغيرهم، روى عنه محمد بن عثمان وأحمد بن طاهر القومساني وغيرهم، قال شيرويه: سمعت أبا بكر الأحباري يقول: أخرج الموسياباذي من همذان بسبب ما سبّب عنه ثم عاد إليها، وإليها، وأحمد بن محمد بن أحمد أبو العباس القاري الموسياباذي يعرف ببحر الهمذاني، روى عن ابن جارجان وجماعة من أهل همذان، وقال ابن شيرويه:
سمعت منه القليل وتركت الرواية عنه لأني رأيت في كتاب الإخوان لابن السني قد حلّ سماع محمد بن أحمد البقّال من ابن فنجويه وجعله إلى أحمد بن محمد القاري، وكان كثير القراءة للقرآن عليه زيّ الفقراء من الصوف والفوطة، ومات في سنة 480، وأبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن الموسياباذي الصوفي الهمذاني، شيخ صالح ظريف حسن له رباط بهمذان يخدم فيه الصوفية بنفسه، سمع أباه وأبا القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني وأبا الفتح عبدوس بن محمد بن عبدوس الهمذاني وأبا الفتح عبد الــغافر بن منصور السمسار الهمذاني وغيرهم، كتب عنه أبو سعد، وولادته في تاسع محرم سنة 462، ومات بهمذان في رجب سنة 553. وموسياباذ: قرية بالرّي منسوبة إلى موسى الهادي لأنه أحدثها، عن الآبيّ.

علم غريب الحديث والقرآن

علم غريب الحديث والقرآن
قال أبو سليمان محمد الخطابي الغريب من الكلام إنما هو الغامض البعيد من الفهم كما إن الغريب من الناس إنما هو البعيد عن الوطن المنقطع عن الأهل والغريب من الكلام يقال به على وجهين:
أحدهما: أن يراد به أأأنه بعيد المعنى غامضه لا يتناوله الفهم إلا عن بعد ومعاناة فكر.
والوجه الآخر: يراد به كلام من بعدت به الدار من شواذ قبائل العرب فإذا وقعت إلينا الكلمة من كلامهم استغربناها انتهى.
وقال ابن الأثير في النهاية: وقد عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أفصح العرب لسانا حتى قال له علي رضي الله عنه وقد سمعه يخاطب وفد بني نمر: يا رسول الله نحن بنو أب واحد ونراك تكلم وفود الغرب بما لا نفهم أكثره فقال: أدبني ربي فأحسن تأديبي.
فكان عليه الصلاة والسلام يخاطب العرب على اختلاف شعوبهم وقبائلهم بما يفهمونه فكان الله عز وجل قد أعلمه ما لم يكن يعلمه غيره وكان أصحابه يعرفون أكثر ما يقوله وما جهلوه سألوه عنه فيوضحه لهم واستمر عصره إلى حين وفاته عليه الصلاة والسلام.
وجاء عصر الصحابة جاريا على هذا النمط فكان اللسان العربي عندهم صحيحا لا يتداخله الخلل إلى أن فتحت الأمصار وخالط العرب غير جنسهم فامتزجت الألسن ونشأ بينهم الأولاد فتعلموا من عصر الصحابة وجاء التابعون فسلكوا سبيلهم فما انقضى زمانهم إلا واللسان العربي قد استحال أعجميا فلما أعضل الداء الهم الله سبحانه وتعالى جماعة من أولي المعارف انصرفوا إلى هذا الشأن طرفا من عنايتهم فشرعوا فيه حراسة لهذا العلم الشريف
فقيل إن أول من جمع في هذا الفن شيئا أبو عبيدة معمر بن المثنى التميمي البصري المتوفى سنة عشر ومائتين فجمع كتابا صغيرا ولم تكن قلته لجهله بغيره وإنما ذلك لأمرين:
أحدهما: إن كل مبتدئ بشيء لم يسيق إليه يكون قليلا ثم يكثر.
والثاني: إن الناس كان فيهم يؤمئذ بقية وعندهم معرفة فلم يكن الجهل قد عم وله تأليف آخر في غريب القرآن وقد صنف عبد الواحد بن أحمد المليح المتوفى سنة اثنتين وستين وأربعمائة كتابا في رده وأبو سعيد أحمد بن خالد الضرير وموفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي المتوفى سنة تسع وعشرين وستمائة صنفا في رد غريب الحديث.
ثم جمع أبو الحسن النضر بن شميل المازني النحوي بعده أكثر منه المتوفى سنة أربع ومائتين ثم جمع عبد الملك بن قريب الأصمعي كتابا أحسن فيه وأجاد وكذلك محمد بن المستنير المعروف بقطرب وغيره من الأئمة جمعوا أحاديث وتكلموا على لغتها في أوراق ولم يكد أحدهم ينفرد عن غيره بكثير حديث لم يذكره الآخر. ثم جاء أبو عبيد القاسم بن سلام بعد المائتين فجمع كتابه فصار هو القدوة في هذا الشأن فإنه أفنى فيه عمره حتى لقد قال فيما يروى عنه: أني جمعت كتابي هذا في أربعين سنة وربما كنت استفيد الفائدة من الأفواه فأضعها في موضعها فكان خلاصة عمري وبقي كتابه في أيدي الناس يرجعون إليه في غريب الحديث وعليه كتاب مختصر لمحب الدين أحمد بن عبد الله الطبري المتوفى سنة أربع وتسعين وستمائة سماه بقريب المرام في غريب القاسم بن سلام مبوبا على الحروف.
ثم جاء عصر أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة ست وسبعين ومائتين فصنف كتابه المشهور حذا فيه حذو أبي عبيدة فجاء كتابه مثل كتابه أو أكبر.
وقال في مقدمته: أرجو أن لا يكون بقي بعد هذين الكتابين من غريب الحديث ما يكون لأحد فيه مقال.
وقد كان في زمانه الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي الحافظ وجمع كتابه فيه وهو كبير في خمس مجلدات بسط القول فيه واستقصى الأحاديث بطرق أسانيدها وأطاله بذكر متونها وإن لم تكن فيها إلا كلمة واحدة غريبة فطال ذلك كتابه فترك وهجر وإن كان كثير الفوائد توفي رحمه الله ببغداد سنة خمس وثمانين ومائتين.
ثم صنف الناس غير من ذكر منهم شمر بن حمدويه وأبو العباس أحمد بن يحيى المعروف بثعلب المتوفى سنة خمس وثمانين ومائتين وأبو بكر محمد بن قاسم الأنباري المتوفى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وأحمد بن حسن الكندي وأبو عمر ومحمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب ثعلب المتوفى سنة خمس وأربعين وثلث مائة وغريبه غريب مسند الإمام أحمد. وغير هؤلاء أقول كأبي الحسين عمر بن محمد القاضي المالكي المتوفى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ولم يتم وأبي محمد سلمة بن عاصم النحوي وأبي مروان عبد الملك بن حبيب المالكي المتوفى سنة تسع وثلاثين ومائتين وأبي القاسم محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الملقب ببيان الحق وقاسم بن محمد الأنباري المتوفى سنة أربع وثلاثمائة وأبي شجاع محمد بن علي بن الدهان البغدادي المتوفى سنة تسعين وخمسمائة وهو كبير في ستة عشر مجلدا. وأبي الفتح سليم بن أيوب الرازي المتوفى سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة وابن كيسان محمد بن أحمد النحوي المتوفى سنة تسع وستين ومائتين ومحمد بن حبيب البغدادي النحوي المتوفى سنة خمس وأربعين ومائتين وابن درستويه عبد الله بن جعفر النحوي المتوفى سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وإسماعيل بن عبد الــغافر راوي صحيح مسلم المتوفى سنة خمس وأربعين وأربعمائة وكتابه جليل الفائدة مجلد مرتب على الحروف.
واستمر الحال إلى عهد الإمام أبي سليمان أحمد بن محمد الخطابي البستي المتوفى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة فألف كتابه المشهور سلك فيه نهج أبي عبيدة وابن قتيبة فكانت هذه الثلاثة فيه أمهات الكتب إلا أنه لم يكن كتاب صنف مرتبا يرجع الإنسان عند طلبه إلا كتاب الحربي وهو على طوله لا يوجد إلا بعد تعب وعناء فلما كان زمان أبي عبيد أحمد بن محمد الهروي المتوفى سنة إحدى وأربعمائة صاحب الأزهري وكان في زمن الخطابي صنف كتابه المشهور في الجمع بين غريبي القرآن والحديث ورتبه على حروف المعجم على وضع لم يسبق فيه وجمع ما في كتب من تقدمه فجاء جامعا في الحسن إلا أنه جاء الحديث مفرقا في حروف كلماته فانتشر فصار هو العمدة فيه وما زال الناس بعده يتبعون أثره على عهد أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري فصنف الفائق ورتبه على وضع اختاره مقفى على حروف المعجم ولكن في العثور على طلب الحديث منه كلفة ومشقة لأنه جمع في التقفية بين إيراد الحديث مسرودا جميعه أو أكثره ثم شرح ما فيه من غريب فيجيء بشرح كل كلمة غريبة يشتمل عليها ذلك الحديث في حرف وأحد فرد الكلمة في غير حروفها وإذا طلبها الإنسان تعب حتى يجدها فكان كتاب الهروي أقرب متناولا وأسهل مأخذاً.
وصنف الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر الأصفهاني كتابا فيه ما فات الهروي من غريب القرآن والحديث مناسبة وفائدة ورتبه كما رتبه ثم قال: واعلم أنه سيبقى بعد كتابي أشياء لم تقع لي ولا وقفت عليها لأن كلام العرب لم ينحصر. وتوفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة سماه كتاب الغث كمل به الغريبين ومعاصره أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الإمام ابن الجوزي صنف كتابا في غريب الحديث نهج فيه طريق الهروي مجردا عن غريب القرآن وكان فاضلا لكنه يغلب عليه الوعظ وقال فيه: قد فاتهم أشياء فرأيت أن أبذل الوسع في جمع غريب وأرجو أن لا يشذ عني مهم من ذلك قال ابن الأثير: ولقد تتبعت كتابه فرأيته مختصرا من كتاب الهروي منتزعا من أبوابه شيئا فشيئا ولم يزد عليه إلا الكلمة الشاذة وأما أبو موسى فإنه لم يذكر في كتابه مما ذكره الهروي لا كلمة اضطر إلى ذكرها فإن كتابه أيضا يضاهي كتاب الهروي لأن وضعه استدراك ما فات الهروي ولما وقفت على ذينك الكتابين وهما في غاية من الحسن وإذا أراد أحد كلمة غريبة يحتاج إليهما وهما كبيران ذوا مجلدات عدة فرأيت أن أجمع بين ما فيهما من غريب الحديث مجرد من غريب القرآن وأضيف كل كلمة إلى أختها وتمادت بين الأيام فحينئذ أمعنت النظر في الجمع بين ألفاظهما فوجدتهما على كثرة ما أودع فيهما قد فاتهما الكثير فإني في بادئ الأمر مر بذكري كلمات غريبة من أحاديث البخاري ومسلم لم يرد شيء منها في هذين الكتابين فحيث عرفت نبهت لاعتبار ما سوى هذين من كتب الحديث فتتبعتها واستقصيت قديما وحديثا فرأيت فيها من الغريب كثيرا وأضفت ما عثرت عليه.
وأنا أقول: كم يكون ما قد فاتني من الكلمات الغريبة تشتمل عليها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعيهم ذخيرة لغيري انتهى كلام ابن الأثير من كتابه المسمى بالنهاية ملخصاً.
أقول: وصنف الأرموي بعده كتابه في تتمة كتابه وصنف مهذب الدين بن الحاجب عشر مجلدات وتصنيف قاسم بن ثابت بن حزم السرقسطي المتوفى سنة ثلاثين وثلاثمائة بسرقسطة كان في عصر الحربي ذلك في الشرق هذا في الغرب ولم يطلع أحدهما على ما صنع الأخر ذكره البقاعي رحمه الله تعالى.

السّورة

السّورة:
[في الانكليزية] Chapter of the Koran
[ في الفرنسية] Chapitre du Coran
بالضم في الشرع بعض قرآن يشتمل على آي ذو فاتحة وخاتمة وأقلها ثلاث آيات كذا قال الجعبري. والسّور بالضم وسكون الواو وفتحها الجمع. وقيل السورة الطائفة المترجمة توقيفا أي الطائفة من القرآن المسمّاة باسم خاص بتوقيف من النبي صلّى الله عليه وسلم. وقد ثبتت أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار. وقيل السورة بعض من كلام منزّل مبين أوله وآخره إعلاما من الشارع قرآنا كان أو غيره، بدليل ما يقال سورة الزبور وسورة الإنجيل هكذا في التلويح. قال القتبي: السورة تهمز ولا تهمز. فمن همزها جعلها من أسارت أي أفضلت من السؤر وهو الباقي من الشراب في الإناء كأنّها قطعة من القرآن. ومن لم يهمزها وجعلها من المعنى المتقدّم سهّل همزتها. ومنهم من شبهها بسورة النبأ أي القطعة منه أي منزلة بعد منزلة. وقيل من سور المدينة لإحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسّور، ومنه السّوار لإحاطته بالساعد. وقيل لارتفاعها لأنّها كلام الله والسورة المنزّلة الرفيعة. وقيل لتركيب بعضها على بعض من التسوّر بمعنى التصاعد والتركّب ومنه: إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ كذا في الإتقان، وممن لم يهمزها صاحب الصراح حيث جعلها أجوف. والسورة عند الصوفية عبارة عن الصور الذاتية الكمالية وهي تجلّيات الكمال كذا في الإنسان الكامل في باب أم الكتاب.
فائدة:
قسم القرآن إلى أربعة أقسام وجعل لكلّ قسم منه اسم. أخرج أحمد وغيره من حديث واثلة بن الأسقع أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:
(أعطيت مكان التوراة السّبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضّلت بالمفصّل). قالت جماعة:
السبع الطوال أوّلها البقرة وآخرها براءة. لكن أخرج الحاكم والنّسائي وغيرهما عن ابن عباس قال: السبع الطوال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف، قال الراوي وذكر السابعة فنسيتها. وفي رواية صحيحة عند أبي حاتم وغيره عن مجاهد وسعيد بن جبير أنها يونس، وفي رواية عند الحاكم أنها الكهف.
والمئون ما وليها سمّيت بذلك لأنّ كلّ سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها. والمثاني ما ولي المئين لأنّها تثنيها أي كانت بعدها فهي لها ثوان والمئون لها أوائل. وقال الفرّاء هي السّور التي آيها أقل من مائة آية لأنها تثنى أكثر مما تثنى الطوال والمئون. وقد تطلق المثاني على القرآن كلّه وعلى الفاتحة. والمفصّل ما ولي المثاني من قصار السّور سمّي بذلك لكثرة الفصول التي بين السّور بالبسملة. وقيل لقلّة المنسوخ منه، ولهذا يسمّى بالمحكم أيضا وآخره سورة الناس بلا نزاع. واختلف في أوّله، فقيل الحجرات، وقيل القتال، وقيل الجاثية، وقيل الصّافات، وقيل الصف، وقيل تبارك، وقيل الفتح، وقيل الرحمن، وقيل الإنسان، وقيل سبّح، وقيل الضّحى. وعبارة الراغب في مفرداته المفصّل من القرآن السبع الأخير.
اعلم أنّ للمفصّل طوالا وأوساطا وقصارا. قال ابن معن: وطواله إلى عمّ، وأوساطه منها إلى الضحى، وقصاره منها إلى آخر القرآن، وهذا أقرب ما قيل فيه كذا في الإتقان. وفي جامع الرموز المفصّل السبع الأخير وطواله من الحجرات. وقيل من ق، وقيل من النّجم، وقيل من الفتح. وفي المنية قال الأكثرون من سورة محمد إلى البروج طوال، ومن البروج إلى سورة لم يكن، وقيل إلى البلد أوساط، ومنها أي من لم يكن إلى الآخر، وقيل من البلد إلى الآخر قصار. وفي النهاية من الحجرات إلى عبس ثم التكوير إلى والضحى ثم ألم نشرح إلى الآخر انتهى. قال في الإتقان: وفي جمال القراء قال بعض السلف في القرآن ميادين وبساتين ومقاصير وعرائش وديابيج ورياض. فميادينه ما افتتح بالم، وبساتينه ما أفتتح بالر، ومقاصيره الحامدات، وعرائشه المسبّحات، وديابيجه آل حم، ورياضه المفصّل، وقالوا والطواسين والطواسيم أو آل حم والحواميم. وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال: الحواميم ديباج القرآن. قال السخاوي:
وقوارع القرآن الآيات التي يتعوّذ بها سمّيت بها لأنها تقرع للشيطان وتدفعه وتقمعه كآية الكرسي والمعوذتين ونحوهما. وفي مسند أحمد من حديث معاذ بن أنس مرفوعا: (آية العزّ الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا): الآية.
فائدة:
عدد سور القرآن مائة وأربعة عشر بإجماع من يعتدّ به. وقال في الإتقان وتعديد الآي من معضلات القرآن، فإنّ من آياته طويلا وقصيرا، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام ومنه ما يكون في أثنائه. وقيل سبب اختلاف السّلف في عدد الآي أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم كان يقف على رءوس الآي للتوقيف فإذا علم محلها وصل للتمام فيحسب السامع حينئذ أنّها ليست فاصلة.

وعن ابن عباس قال: جميع آي القرآن ستة آلاف آية وستمائة وست عشرة آية، وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وأحد وسبعون حرفا. وقيل أجمعوا على أنّ عدد آيات القرآن ستة آلاف آية ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك، فمنهم من لم يزد ومنهم من قال ومائتا آية وأربع آيات. وقيل وأربع عشرة. وقيل وتسع عشرة. وقيل وخمس وعشرون. وقيل ست وثلاثون. وفي الشّعب للبيهقي عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا: (عدد درج الجنة عدد آي القرآن فمن دخل الجنة من أهل القرآن فليس فوقه درجة) انتهى من الإتقان. وأمّا المشهور بين الحفّاظ والقرّاء فهو المعروف في بيت الشعر الآتي وترجمته:
إنّ عدد آيات القرآن التي تجذب الروح ستة آلاف وستمائة وستة وستون.
واعلم أنّه قد يكون للسورة اسم واحد وهو كثير وقد يكون لها اسمان فأكثر. منها الفاتحة لها نيف وعشرون اسما. فاتحة الكتاب، وفاتحة القرآن لأنه يفتتح بها في المصحف. وأم الكتاب، وأم القرآن لتقدّمها وتأخّر ما سواها تبعا لها لأنّها أمّته أي تقدمته، ولذا يقال لراية الحرب أم لتقدّمها، والقرآن العظيم لاشتمالها على المعاني التي في القرآن، والسبع المثاني لكونها سبع آيات بالاتّفاق، إلّا أنّ بعضهم من عدّ التسمية آية واحدة دون أنعمت عليهم ومنهم من عكس، ولأنّها تثنّى في الصلاة أو لأنها أنزلت مرتين إن صحّ أنها نزلت بمكة حين فرضت الصلاة وبالمدينة لمّا حوّلت القبلة، والأصحّ أنها مكية لقوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وهو مكي ولما فيها من الثناء على الله تعالى، أو لأنها اشتملت على الوعد والوعيد بقوله: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ أو لأنها اشتملت على حال المؤمنين والكافرين هكذا في البيضاوي وحواشيه، والوافية لأنها وافية بما في القرآن من المعاني، والكنز لما عرفت، والكافية لأنها تكفي عن غيرها في الصلاة ولا يكفي غيرها عنها، والأساس لأنها أصل القرآن، والنور، وسورة الحمد، وسورة الشكر، وسورة الحمد الأولى، والرقية، والشفاء، والشافية لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (فاتحة الكتاب شفاء لكل داء)، وسورة الصلاة لتوقف الصلاة عليها. وقيل إنّ من أسمائها الصلاة أيضا وسورة الدّعاء لاشتمالها عليه في قوله اهْدِنَا، وسورة السؤال لذلك، وسورة تعليم المسألة، وسورة المناجاة، وسورة التفويض لاشتمالها عليه في قوله إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. ومنها سورة البقرة تسمّى سنام القرآن وسنام كلّ شيء أعلاه، ومنها آل عمران تسمّى طيبة، وفي صحيح مسلم تسميتها والبقرة الزهراوين. والمائدة تسمّى أيضا العقود والمنقذة لأنّها تنقذ صاحبها من ملائكة العذاب. والانفال تسمّى أيضا بسورة بدر. وبراءة تسمّى أيضا التوبة لقوله تعالى فيها لَقَدْ تابَ اللَّهُ، والفاضحة وسورة العذاب والمقشقشة أي المبرئة من النفاق والمنقرة لأنها نقرت عمّا في قلوب المشركين، والبحوث بفتح الموحدة والمعبّرة لأنها تعبر عن أسرار المنافقين والمخزومة والمتكلّمة والمشرّدة والمدمدمة. والنحل تسمّى أيضا سورة النعم والإسراء تسمّى أيضا سورة سبحان، وسورة بني إسرائيل. والكهف تسمّى أيضا سورة أصحاب الكهف والحائلة لأنها تحول بين قارئها وبين النار. وطه تسمّى أيضا سورة الكليم، والشعراء تسمّى أيضا سورة الجامعة والنمل تسمّى أيضا سورة سليمان. والسجدة تسمّى أيضا سورة المضاجع والفاطر تسمّى أيضا سورة الملائكة. ويس تسمّى أيضا قلب القرآن والمعمّة لأنها تعمّ صاحبه بخير الدنيا والآخرة والمدافعة القاضية لأنها تدفع عن صاحبها كلّ سوء وتقضي له كل حاجة. وسورة الزمر تسمّى أيضا سورة الغرف. وسورة الــغافر تسمّى أيضا سورة الطويل والمؤمن. وسورة فصّلت تسمّى أيضا السجدة وسورة المصابيح. وسورة الجاثية تسمّى أيضا الشريعة. وسورة الدّهر وسورة محمد تسمّيان أيضا القتال. وسورة ق تسمّى أيضا سورة الباسقات. وسورة اقتربت تسمّى أيضا القمر والمبيّضة لأنها تبيّض وجه صاحبها يوم تسوّد الوجوه. وسورة الرحمن تسمّى أيضا عروس القرآن. وسورة المجادلة تسمّى في مصحف أبيّ الظهار. وسورة الحشر تسمّى أيضا سورة بنى النضير. والممتحنة بفتح الحاء وقد تكسر تسمّى أيضا الامتحان. وسورة الموؤدة وسورة الصف تسمّى أيضا سورة الحواريين. وسورة الطلاق تسمّى أيضا سورة النساء القصرى. وسورة التحريم تسمّى أيضا سورة التحرم وسورة لم تحرّم. وسورة تبارك تسمّى أيضا سورة الملك والمانعة والمنّاعة والوافية. وسورة سأل تسمّى المعارج. وسورة الواقع وعمّ تسمّى النبأ والتساؤل والمعصرات.
وسورة لم يكن تسمّى سورة أهل الكتاب وسورة القيمة وسورة البينة وسورة البريّة وسورة الانفكاك. وسورة أرأيت تسمّى سورة الدين.
وسورة الماعون والكافرون تسمّى المقشقشة وسورة العبادة. وسورة النصر تسمّى سورة التوديع. وسورة تبّت تسمّى سورة المسد.
وسورة الإخلاص تسمّى سورة الأساس. وسورتا الفلق والناس تسمّيان المعوذتين بكسر الواو والمقشقشتين كذا في الاتقان. وفي الصراح المشقشقتان سورة الكافرون وسورة الإخلاص.

تب

(تب)
الشَّيْء تَبًّا وتببا وتبابا وتبيبا انْقَطع وَفُلَان خسر وَهلك يُقَال فِي الدُّعَاء تبت يَده وتبا لَهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {تبت يدا أبي لَهب وَتب} وَضعف وشاخ وَالْحمار وَنَحْوه دبر ظَهره وَالشَّيْء تَبًّا قطعه فَهُوَ تَابَ
تبَ
التَبُّ والتَّبَابُ: الاستمرار في الخسران، يقال: تَبّاً له وتَبٌّ له، وتَبَبْتُهُ: إذا قلت له ذلك، ولتضمن الاستمرار قيل: اسْتَتَبَّ لفلان كذا، أي: استمرّ، وتَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ
[المسد/ 1] ، أي: استمرت في خسرانه، نحو: ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ [الزمر/ 15] ، وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ [هود/ 101] ، أي:
تخسير، وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ [غافر/ 37] .
تب
التَّبُ: الخَسَارَةُ، تَبّاً له، وتَبَّبْتُه: قُلْت له ذلك. والتَّبَابُ: الهَلاَك. ووَقَعُوا في تَبُوْب مُنْكَرَةٍ: أي في مَهْلَكَةٍ. وتَبَّ تُبُوْبَةً وتَبَاباً وتَبُوْبَةً وتبَاباً وتَبَباً. واتَخَذَهُ فلانٌ تُرْتُبَّةً وتُبَّةً: أي شِبْهَ الطَرِيْقِ يَطَأه. واسْتَتَبني: اسْتَضْعَفَنِي.
وأتَبَّ اللَهُ قُوَّتَها: أي أوْهَنَها. ورَجُلٌ تاب: ضَعِيْفٌ، وجَمْعُه أتْبَابٌ، تَبَّ يَتِبُّ. والتّابَّةُ: الكَبيْرَةُ. واسْتَتَبَ الأمْرُ: تَهَيَّأ له.
وطَريْقٌ مُسْتَتِب: مُذَلَّلٌ.
ورَأيتُه بتُبةٍ: أي بحالٍ شَدِيْدَةٍ.
والتَّبَيُّ: ضَرْبٌ من التَّمْرِ بالبَحْرَيْنِ. وضَرْبٌ من السَّمَكِ. والتابُوْتُ: ما انْطَوَتْ عليه الأضْلاَعُ كالصَدْرِ والقَلْب، وهو التَبُّوْتُ أيضاً.

تب

1 تَبڤ3َ [تَبَّ, aor. ـِ inf. n. تَبٌّ, and perhaps ↓ تَبَبٌ and ↓ تَبَابٌ and ↓ تَبِيبٌ, He, or it, suffered loss, or diminution; or became lost: and perished, or died: as also ↓ تبّب, inf. n. تَتْبِيبٌ: and app. تُبَّ also.] تَبٌّ (M, A, K) and ↓ تَتْبِيبٌ (M, K) [as inf. ns.] signify The suffering loss, or diminution; or being lost: and perishing, or dying: or [used as substs.] loss, or diminution; or the state of being lost: and perdition, or death: (M, * A, K: *) and so ↓ تَبَابٌ, (T, S, A, Msb, K,) [said to be] a subst. from تَبَّبَهُ, with teshdeed, (Msb,) and ↓ تَبَبٌ and ↓ تَبِيبٌ: (K:) or the last three signify [simply] perdition, or death: (M:) and ↓ تَتْبِيبٌ is explained as signifying loss, or diminution, that brings, or leads, to perdition or death; (IAth, TA;) and so ↓ تَبَابٌ; (Bd in cxi. 1;) and the causing to perish. (T, TA.) Hence you say, ↓ تَبَّ تَبَابًا [meaning, in an emphatic manner, May he suffer loss, or be lost, or perish]. (S.) and تَبًّا لَهُ May God decree to him loss, or perdition; or cause loss, or perdition, to cleave to him: (S, M, * Msb, * K: *) تَبًّا being in the accus. case as an inf. n. governed by a verb understood. (S.) And ↓ تَبًّا تَبِيبًا, [in the CK تَتْبِيبًا,] meaning the same in an intensive, or emphatic, manner: (M, K:) and ↓ تَبًّا تَبَابًا. (TA.) And تَبَّتْ يَدَاهُ, (T, S, M, K,) and تَبَّتْ يَدُهُ, aor. ـِ (Msb,) inf. n. تَبٌّ and ↓ تَبَابٌ, but IDrd says that the former of these seems to be the inf. n., and the latter the simple subst., (M,) May his arms, or hands, and his arm, or hand, suffer loss, or be lost, or perish: (T, M, Msb, K, and Bd in cxi. 1:) or (tropical:) may he himself suffer loss, &c., (Msb, * and Bd ubi suprà,) i. e., (tropical:) his whole person: (Jel in cxi. 1:) or (tropical:) his good in the present life and that in the life to come. (Bd ubi suprà.) b2: [Hence,] تَبَّ (A, TA) and ↓ تَبْتَبَ (T, K) (tropical:) He became an old man: (T, A, K:) the loss of youth being likened to تَبَابَ. (TA.) A2: تَبَّ, [aor., accord. to rule, تَبُّ,] He cut, or cut off, a thing. (K.) And تُبَّ It was cut, or cut off. (TA.) 2 تبّب, inf. n. تَتْبِيبٌ: see 1, in three places.

A2: , تبّبهُ (inf. n. as above, S,) [He caused him to suffer loss, or to become lost: or] he destroyed him, or killed him. (S, K.) b2: He said to him تَبًّا: (M, K: *) [i. e.] he imprecated loss, or perdition, or death, upon him. (A.) 4 اتبّ اللّٰهُ قُوَّتَهُ (tropical:) God weakened, or impaired, or may God weaken, or impair, his strength. (K, TA.) 10 استتبّ (tropical:) It (a road) became beaten, or trodden, and rendered even, or easy to walk or ride upon, or easy and direct. (A.) b2: (tropical:) It (an affair) was, or became, rightly disposed or arranged; in a right state: (S, M, A, Msb:) or it followed a regular, or right, course; was in a right state; and clear, or plain: from مُسْتَتِبٌّ applied to a road, explained below: (T, TA:) or it became complete, and in a right state: lit. it demanded loss, or diminution, or destruction; because these sometimes follow completeness: (Har p. 35:) or the ب may be a substitute for م; the meaning being استتمّ. (TA.) R. Q. 1 تَبْتَبَ: see 1.

تِبَّةٌ A difficult, or distressing, state or condition. (K.) تَبَبٌ: see 1, in several places.

تَبَابٌ: see 1, in several places.

تَبِيبٌ: see 1, in several places.

تَبُّوبٌ i. q. مَهْلَكَةٌ [A place of perdition, or destruction; or a desert; or a desert such as is termed مَفَازَة]. (K.) A2: [It is also said in the K to signify What the ribs infold: but I think it probable that this meaning has been assigned to it from its having been found erroneously written for تَبُوتٌ, a dial. var. of تَابُوتٌ.]

تَابٌّ (tropical:) An old man; (Az, T, M, A, K;) fem. with ة: (Az, T, M, A:) and (assumed tropical:) weak: pl. أَتْبَابٌ: of the dial. of Hudheyl; and extr. [with respect to analogy]. (M.) You say, كُنْتُ شَابًّا فَصِرْتُ تَابًّا [I was a young man, and I have become an old man]. (A.) And أَشَابَّةٌ أَنْتِ أَمْ تَابَّةٌ [Art thou a young woman or an old woman?] (A.) b2: Also, (T, K,) or تَابُّ الظَّهْرِ, (T,) (assumed tropical:) An ass, and a camel, having galls, or sores, on his back: (T, K:) pl. as above. (K.) b3: [See also بَاتٌّ.]

مُسْتَتِبٌّ, applied to a road, (tropical:) Furrowed by passengers, so that it is manifest to him who travels along it; and to this is likened an affair that is clear, or plain, and in a right state. (T.) [See the verb, 10.]

دأَب

دأَب
: ( {دَأَبَ) فلانٌ (فِي عَمَلِهِ كمَنَعَ) } يَدْأَبُ ( {دَأْباً) بالسُّكُونِ (ويْحَرَّكُ} ودُؤُوباً بالضَّمِّ) إِذَا (جَدَّ وتَعِبَ) ، فَهُوَ {دَئِبٌ كفَرِحٍ، وَفِي (الصِّحَاح) فَهُوَ} دَائِبٌ، وأَنشدَ قولَ الراجز بالوَجْهَيْنِ:
رَاحَتْ كَمَا رَاحَ أَبُو رِئالِ
قَاهِي الفُؤَادِ دَئِبُ الإِجْفَالِ
و (دَائِبُ الإِجْفَالِ) .
( {وأَدْأَبَهُ) : أَحُوَجَهُ إِلى} الدُّؤُوبِ، عَن ابْن الأَعرابيّ وأَنشد:
إِذَا تَوَافَوْا أَدَبُوا أَخَاهُمُ
أَرَادَ {أَدْأَبُوا فخَفَّفَ، لأَنَّهُ لم يكن الهمزُ لغةَ الراجِزِ، وليْس ذَلِك لضرورةِ شعرٍ، لأَنه لَو هَمَزَ لَكَانَ الجُزْءُ أَتَمَّ.
} وأَدْأَبَ الرَّجُلُ الدَّابَّةَ {إِدْآباً، إِذا أَتْعَبَهَا، وكُلُّ مَا أَدَمْتَهُ فَقَدْ} أَدْأَبْتَهُ، والفِعْلُ الَّلازِمُ: دَأَبَتِ النَّاقَةُ تَدْأَبُ دُؤْوباً، وَرَجُلٌ {دَؤُوبٌ على الشَّيْءِ وَفِي حَدِيثِ البَعِيرِ الَّذِي سَجَدَ لَهُ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ (إِنَّهُ يَشْكُو إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُه وتُدْئِبُهُ) أَي تَكُدُّه وتُتْعِبُه، وكَذَا أَدْأَبَ أَجِيرَه، إِذا أَجْهَدَه، ودَابَّةٌ دَائبةٌ، وفِعْلُهُ دَائِبٌ.
(} والدَّأْبُ أَيْضاً ويُحَرَّكُ: الشأْنُ والعَادَةُ) والمُلاَزَمَةُ، يُقَال: هَذَا {دَأْبُك أَي شَأْنُكَ وعَمَلُكَ، وَهُوَ مجازٌ، كَمَا فِي (الأَساس) ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : قَالَ الفرّاءُ: أَصْلُه مِن} دَأَبْتُ، إِلاَّ أَنَّ العَرَبَ حَوَّلَتْ معناهُ إِلى الشَّأْنِ، ويقالُ: مَا زَالَ ذَلِك دَأْبَكَ ودِينَكَ ودَيْدَنَكَ ودَيْدَبُونَكَ، كُلُّهُ مِنَ العَادَةِ، وَفِي الحَدِيث (عَلَيْكمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ {دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ) } الدَّأْبُ: العَادَةُ والشَّأْنُ، وَهُوَ مِن {دَأَبَ فِي العَمَلِ إِذا جَدَّ وتَعِبَ، وَفِي الحَدِيث (وكَانَ} - دَأْبِي {ودَأْبهُمْ) وقولُه عزَّ وجلَّ {2. 027 مثل داءْب قوم نوح} (غَافِر: 31) أَي مِثْلَ عَادَةِ قَوْمِ نوحٍ، وَجَاء فِي (التَّفْسِير) مثْلَ حَالِ قَوْمِ نُوحٍ، قَالَ الأَزهريّ عَن الزّجاج فِي قَوْله تَعَالَى: {2. 027} كَدَأْبِ آل فِرْعَوْن} (آل عمرَان: 11) و (الأَنفال: 52، 54) كَأَمْرِ آل غِرْعَوْنَ، كذَا قَالَ أَهْلُ اللغةِ، قَالَ الأَزهريّ: والقَوْلُ عِنْدِي فِيهِ وَالله أَعْلَمُ إِن دَأْب هُنَا اجُتِهَادُهُمْ فِي كُفْرِهِمْ وتَظَاهُرُهمْ على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتَظَاهُرِ آلِ فِرْعَوْنَ عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، يُقَال: {دَأَبْتُ} أَدأَبُ {دَأْباً} ودُؤُوباً إِذا اجْتَهَدْتَ فِي الشيْءِ (و) الدَّأَبُ مثلُ {الدُّؤُوبِ: (السَّوْقُ الشَّدِيدُ والطَّرْدُ) ، وَهُوَ من الأَول، قَالَه ثعلبٌ، وأَنشد:
يُلِحْنَ مِنْ ذِي دَأَب شِرْوَاذِ
ورِوايةُ يعقوبَ: مِنْ ذِي زَجَلٍ.
(و) من الْمجَاز: قَلْبُكَ (شابٌّ) وفَوْدَاكَ شَائبَانِ، وأَنْتَ لاَعِبٌ وقدْ جَدَّ بِكَ (} الدَّائِبَانِ) هُمَا (الجَدِيدَانِ) وهما المَلَوَانِ: اللَّيْلُ والنَّهَار، وَهُمَا {يَدْأَبَانِ فِي اعْتِقَابهما، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} دَائِبَينِ} (إِبراهيم: 33) .
( {ودَوْأَبٌ كجَوْهَرٍ: فَرَسٌ لِبَنِي العَنْبَرِ) من بَنِي تَمِيمٍ، وَفِيه يَقُول المَرَّارُ العَنْبَرِيُّ:
وَرِثْتُ عَنْ رَبِّ الكُمَيْتِ مَنْصِبَا
وَرِثْتُ رِيشِي وَوَرِثْتُ} دَوْأَبَا
رِبَاطَ صِدْقٍ لَمْ يَكُنْ مُؤْتَشِبَا
(وبَنُو دَوْأَبٍ: قَبِبلَةٌ من غَنِيِّ بن أَعْصُر) ، قَالَ ذُو الرّمّة:
بَنِي دَوْأَبٍ إِنّي وَجَدْتُ فَوَارِسِي
أَزِمَّةَ غَارَاتِ الصَّبَاحِ الدَّوَالِقِ
وَيُقَال: هُمْ رَهْطُ هِشَامٍ أَخِي ذِي الرُّمّةِ من بني امرىءِ القيسِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ.
(وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ دَأْبٍ، م) وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ بعضُ العَرَب، وَهُوَ يُحَدِّثُ، أَهاذَا شَيْءٌ رَوَيْتَهُ أَمْ تَمَنَّيْتَهُ؟ أَيِ افْتَعَلَتْهُ، نَقله الصاغانيّ، (ومُحمَّدُ بنُ دَأْبٍ، كَذَّابٌ) رَوَى عَن صَفْوَانَ بنِ سُلَيمٍ.
(و) أَبُو الوَلِيدِ (عِيسَى بنُ يَزِيدَ بنِ) بكرِ بن (دَأْبِ) بنِ كُرْزِ بنِ الْحَارِث بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ يَعْمَرَ الشَّدَّاخُ الدَّأْيِيّ أَحَدُ بَنِي لَيْثِ بنِ بَكرٍ، كَانَ شَاعِراً أَخْبَارِيًّا، وهُوَ (هَالِكٌ) وَعلمه بالأَخْبَارِ أَكْثَرُ، وقرأْتُ فِي (المُزهر) فِي النَّوْع الرَّابِع والأَربعين: قَالَ الأَصمعيّ: أَقَمْتُ بالمَدِينَةِ زَمَانَاً مَا رأَيْتُ بهَا قَصِيدَةً واحَدَةً صَحِيحَة إِلاَّ مُصَحَّفَةً ومَصْنُوعَةً، وكانَ بِهَا ابْنُ دَأْبٍ يَضَعُ الشِّعْرَ وَأَحَادِيثَ السَّمَرِ، وكَلاَماً يُنْسَبُ إِلى العَرَبِ، فَسَقَطَ وذَهَبَ عَمَلُهُ وخَفِيَتْ رِوَايَتُهُ، وَهُوَ أَبُو الوَلِيدِ المَذْكُورُ.
قلت: رَوَى عَن عبدِ الرحمنِ بن أَبي يزيدَ المَدَنِيِّ، وهِشَامِ لنِ عُرْوَةَ، وصالحِ بنِ كَيْسَانَ، وَعنهُ: يَعْقُوبُ بنُ إِبراهِيمَ بنِ سَعْدٍ، ذَكَرَه نِفْطَوَيْهِ، وَقَالَ: عِيسَى بنُ دَأْبٍ كَانَ أَكْثَرَ، أَهْلِ الحِجَازِ أَدَباً، وأَعْذَبَهُمْ لَفْظاً وكانَ قَدْ حَظِيَ عِنْدَ الهَادِي حتَّى أَعْطَاهُ فِي لَيْلَةٍ ثَلاَثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، قَالَه السّمْعَانِيُّ.
قلتُ: وَفاتَه بَكْرُ بنُ دَأْبٍ اللَّيْثِيُّ، رَوَى عَنهُ أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، قَيَّدَه الْحَافِظ، قلتُ: هُوَ جَدُّ أَبِي الوَلِيدِ هاذَا.

سَبَب

سَبَب
: (} سَبّه) {سَبًّا: (قَطَعَه) . قَالَ ذُو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ:
فَمَا كَانَ ذَنْبُ بَنِي مَالِكٍ
بأَنْ} سُبَّ مِنْهُم غُلَامٌ {فَسَبّ
عَرَاقِيبُ كُومٍ طِوَالِ الذُّرَى
تَخِرُّ بَوَائكُهَا للرُّكَبْ
بأَبْيَضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ
يَقُطُّ العِظَامَ ويَبْرى العَصَبْ
فِي لِسَانِ العَرَب: يُرِيد مُعَاقَرَة أَبِي الفَرَزْدَقِ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ لسُحَيْمِ بْنِ وَثِيلٍ الرِّيَاحِيِّ لَمَّا تَعَاقَرَا بصَوْأَرٍ، فعَقَرَ سُحَيْمٌ خَمْساً، ثمَّ بَدَالَه وعَقَرَ غَالِبٌ مائَة. وَفِي التَّهْذِيب: أَرَادَ بِقَوْله: سُبّ أَي عُيِّر بالبُخْلِ فَسَبَّ عَرَاقِيبَ إبِلِهِ أَنَفَةً مِمَّا عُيِّر بِهِ، انتَهَى. وسَيَأْتي فِي (ص أَر) .
} والتَّسَابُّ: التَّقَاطُعُ.
(و) من الْمجَاز: سَبَّه {يَسُبُّه سَبًّا: (طَعَنَه فِي} السَّبَّةِ أَيِ الإسْت) . وسَأَل النُّعْمَانُ بْنُ المُنْذِر رَجُلاً فَقَالَ: كَيْفَ صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: لَقِيتُه فِي الكَبَّة فطَعَنْته فِي السَّبة فَنفَذْتُها مِنَ اللَّبَّة. الكَبَّةُ: الجَمَاعَةُ كَمَا سَيَأْتِي. فقلتُ لأَبِي حَاتِم: كَيْفَ طَعَنَه فِي السَّبَّه وهُوَ فَارِسٌ، فضَحِك وَقَالَ: انْهَزَم فاتَّبَعَه فَلَمَّا رَهِقَه أَكَبَّ ليَأْخُذَ بِمَعْرَفَةِ فَرَسِه فطَعَنَه فِي {سَبَّتِه. وقَالَ بَعْضُ نِسَاءِ العَرَب لأَبيها وكَانَ مَجْرُوحاً: يَا أَبَه أَقَتَلُوك؟ قَالَ: نَعَم أَي بُنيَّةُ} وسَبُّونِى. أَي طَعَنُوه فِي {سَبَّتِه.
(و) } السَّبُّ: الشَّتْمُ. وقَدْ! سَبَّه يَسُبُّه: (شَتَمَه، سَبا وسِبِّيبَى كخِلِّيفَى، {كسَبَّبَه) ، وَهُوَ أَكثرُ مِنْ سَبَّه. (وعَقَرَه) ، وأَنْشَد ابْنُ بَرِّيّ هُنَا بَيْتَ ذِي الخِرَق:
بأَنْ سُبَّ مِنْهم غُلَامٌ فَسَبّ
وَفِي الحَدِيث: (} سِبَابُ المُسْلِم فُسُوق) . وَفِي الآخر: ( {المُسْتَبَّانِ شَيْطَانَان) . وَيُقَال: المِزاحُ سِبَابُ النَّوْكَى. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة: (لَا تَمْشِيَنَّ أَمامَ أَبِيك، وَلَا تَجْلِسَنّ قبْلَه، وَلَا تَدعُه بِاسْمه وَلَا} تَسْتَسِبَّ لَهُ) . أَي لَا تُعَرِّضْه {للسَّبِّ وتَجُرَّه إِليه، بأَن} تَسُبَّ أَبَا غَيْرك {فيسُبَّ أَبَاك مجازاةً لَك.
(و) من الْمجَاز: أَشَارَ إِلَيْه} بالسَّبَّابة، ( {السَّبّابَةُ) : الإِصْبَعُ الَّتي (تَلِي الإبْهَامَ) ؛ وَهِي بَيْتَهَا وبَيْنَ الوُسْطَى، صِفَةٌ غَالِبة، وَهِي المُسَبِّحَةُ عِنْد المُصَلِّين.
(} وتَسَابَّا: تَقَاطَعَا) .
( {والسُّبَّةُ بالضَّمِّ: العَارُ) : يُقَالُ: هذِه سُبَّةٌ عَلَيْك وعَلَى عَقبك، أَي عَارٌ} تُسَبُّ بِه. (و) {السُّبَّة أَيضاً: (مَنْ يُكْثِرُ النَّاسُ سَبَّه) :} وسَابَّه {مُسَابَّةً} وسِبَاباً: شَاتَمَه.
(و) {السِّبَّةُ (بالكسْر: الإِصْبَع السَّبَّابَة) هَذَا فِي النّسَخ، والصَّوَابُ} المِسَبَّة بكسرِ المِيمِ كَمَا قَيَّده الصاغَانِيْ.
(و) {سِبَّةُ (بِلَا لَام: جَدُّ) أَبِي الفَتْح (مُحَمَّد بْنِ إِسْمَاعِيل القُرشِيّ المُحَدِّث) عَنِ أَبي الشَّيْخِ، وابْنه أَحمد يرْوى عَن أَبِي عُمَر الهَاشِمِيّ.
(و) من المَجَازَ: أَصَابَتْنَا سَبَّةٌ، (بالفَتْح، مِنَ الحَرّ) فِي الصَّيْفِ، (و) سبَّةٌ مِنَ (البَرْد) فِي الشِّتَاءِ، (و) سَبَّةٌ مِنَ (الصَّحْو) ، وسَبَّةٌ من الروْح، وَذَلِكَ (أَن يَدُومَ أَيَّاماً) . وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الدَّهْر} سَبَّاتٌ أَي أَحْوَالٌ، حَالٌ كَذَا وحَالٌ كَذَا.
(و) عَن الكسَائِيّ: عِشْنَا بهَا سَبَّةً {وسَنْبَةً كقَوْلك بُرْهَةً وحِقْبَةً، يَعْنِي (الزَّمن من الدَّهر) . ومَضَتْ} سَبَّةٌ! وسَنْبَةٌ من الدَّهْر أَي مُلَاوَةٌ. نُونُ سَنْبَةٍ بَدَلٌ من بَاءِ سَبَّة كإِجَّاص وإِنْجَاص؛ لأَنَّه لَيْسَ فِي الْكَلَام (س ن ب) كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) {سَبَّةُ (بِلَا لَامٍ: ابْنُ ثَوْبَان) نَسَبُه (فِي) بَنِي (حَضْرَمَوتَ) مِن الْيَمَن.
(} والمِسَبُّ كمِكَرَ) أَي بِكَسْر المِيمِ وتَشْدِيدِ الموحّدة هُوَ الرَّجُلُ (الكثيرُ {السِّبَابِ،} كالسِّبِّ بِالْكَسْرِ، {والمَسَبَّةِ بالفَتْح) وَهذِه عَنِ الكِسَائِيّ.
(و) } سُبَبَة (كهُمَزَةٍ) : الَّذِي ( {يَسُبُّ النَّاسَ) على القِيَاسِ فِي فُعَلَةٍ.
(} والسِّبُّ، بالكَسْرِ: الحَبْلُ) فِي لُغَةِ هُذَيْل. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِف مُشْتَارَ العَسَلِ:
تَدَلَّى عَلَيْهَا بَيْنَ {سِبٍّ وخَيْطَةٍ
بِجَرْدَاءَ مثلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرَابُها
أَراد أَنَّه تَدَلَّى مِنْ رَأْسِ جَبَل على خَلِيَّة عَسَل ليَشْتَارَهَا بحبْلٍ شَدَّه فِي وَتِدٍ أَثْبَتَه فِي رأْسِ الجَبَل.
(و) السِّبُّ: (الخِمَارُ، والعِمَامَةُ) . قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِيّ:
أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ عَمْرَةَ أَنَّنِي
تَخَاطَأَنِي رَيْبُ الزَّمَان لأَكْبَرَا
وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كَثِيرةً
يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا
يُرِيد عِمَامَتَه، وكَانَتْ سَادَةُ العَرَب تَصْبُغُ عَمَائِمهَا بالزَّعْفَرَان. وقِيلَ: يَعْني إسْتَه وَكَانَ مَقُرُوفاً فِيمَا زَعَم قُطْرُبٌ.
(و) السِّبُّ: (الوَتِدُ) . أَنشدَ بَعْضُهم قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْبٍ المُتَقَدِّم ذِكْرُه هُنَا.
(و) السِّبُّ: (شُقَّة) كَتَّانٍ (رَقِيقَة} كالسَّبِيبَةِ، ج {سُبُوبٌ} وسَبَائِبُ) . قَالَ أَبُو عَمْرو.
{السُّبوُبُ: الثِّيَابُ الرِّقَاق، وَاحِدُها سِبّ، وَهِي} السَّبَائِبُ، وَاحِدُهَا! سَبِيبَةٌ. وَقَالَ شَمِر: السَّبَائِبُ: متاعُ كَتَّان يُجَاءُ بِهَا منْ نَاحيَة النّيل وَهيَ مَشْهُورَةٌ بالكَرْخِ عِنْد التُّجَّار وَمِنْهَا مَا يُعْمَل بِمصْرَ وطولها ثمانٍ فِي سِتَ. وَفِي الحَدِيث: (لَيْسَ فِي السُّبُوبِ زَكَاةٌ) وهِي الثِّيَابُ الرِّقَاق، يَعْنِي إِذَا كَانَت لِغَيْرِ التِّجَارَة، ويروى السُّيُوبُ باليَاءِ أَي الرِّكَاز. وَيُقَال: {السَّبِيبَةُ: شُقَّةٌ مِنَ الثِّيَابِ أَيَّ نَوْعٍ كَانَ، وَقيل: هِيَ من الكَتَّان. وَفِي الحديثِ: (دخَلْتُ عَلَى خَالد وعَلَيْه} سَبِيبَةٌ) . وَفِي لِسَان الْعَرَب: السِّبُّ والسَّبِيبَةُ: الشُّقَّةُ، وخَصَّها بَعْضِم بالبَيْضَاءِ. وأَمَّا قَوْلُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبَدَة:
كأَنَّ إِبْرِيقَهمْ ظَبْيٌ على شَرَفٍ
مُفَدَّمٌ بسَبَا الكَتَّانِ مَلْثُومُ
إِنَّمَا أَرَادَ بِسَبَائب فحَذَف.
(وسَبيبُكَ وسِبُّكَ، بالكَسْر: مَنْ يُسَابُّكَ) ، وعَلى الأَخِيرِ اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ. قَالَ عبد الرَّحْمن بْنُ حَسَّان يَهْجُو مِسْكِيناً الدَّارمِيَّ:
لَا تَسُبَّنَّنِي فَلَسْتَ بِسِبِّي
إِنَّ سِبِّي مِنَ الرِّجَالِ الكَرِيمُ
(و) من المجازَ قَوْلُهُم: (إبِل {مُسَبَّبَة كمُعَظَّمَةِ) أَي (خِيَارٌ) ؛ لأَنَّه يُقَالُ لَهَا عِنْدَ الإِعْجَابِ بهَا: قاتلها الله وأَخْزَاهَا إِذَا اسْتُجِيدَت. قَالَ الشَّمَّاخُ يَصِفُ حُمُرَ الوَحْش وسِمَنَها وحَوْدَتَها:
مُسَبَّبَةٌ قُبُّ البُطُونِ كَأَنَّها
رِمَاحٌ نَحَاهَا وِجْهَةَ الرِّيحِ رَاكِزُ
يَقُولُ: مَنْ نَظَر إِلَيْها} سَبَّهَا وقَالَ لَهَا: قَاتَلَهَا اللهُ مَا أَجُوَدَهَا.
(و) يُقَال: (بَيْنَهُم {أُسْبُوبَةٌ، بالضَّمِّ) } وأَسَابِيبُ ( {يَتَسَابُّون بِهَا) أَي شَيءٌ يَتَشَاتَمُونَ بِهِ.} والتَّسَابُّ: التَّشَاتُمُ. وتَقُولُ: مَا هِي أَسَالِيبُ إِنَّمَا هِيَ {أَسَابِيبُ.
(} والسَّبَبُ: الحَبْلُ) {كالسِّبِّ، والجَمْعُ كالجَمْعِ.} والسُّبُوبُ: الحِبَال. وقَوْلُه تَعَالَى: {فليمدد! بِسَبَب إِلَى السَّمَاء} (الْحَج: 15) أَي فَلْيَمُت غَيْظاً أَي فَلْيَمْدُد حَبْلاً فِي سَقْفِه، {ثمَّ ليقطع} أَي لِيَمُدَّ الحَبْلَ حَتَّى يَنْقَطِعَ فَيَموت مُخْتَنِقاً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كُلُّ حَبْلٍ حَدَرْتَه مِنْ فَوْق. وَقَالَ خَالدُ بْنُ جَنَبَةَ: السَّبَبُ من الحِبَالِ: القَوِيُّ الطَّوِيلُ، قَالَ: وَلَا يُدْعَى الحَبْلُ سَبَباً حَتَّى يُصْعَدَ بِهِ ويُنْحَذَرَ بِه. وَفِي حَدِيث عَوْف بْنِ مَالِك (أَنَّهُ رَأَى كَأَنَّ {سَبَباً دُلِّيَ مِنَ السَّماءِ) أَي حَبْلاً، وَقيل: لَا يُسَمَّى ذَلِك حَتَّى يَكُونَ طَرَفُه مُعَلَّقاً بِالسَّقْفِ أَو نَحْوِه. قَالَ شَيْخُنَا: وَفِي كَلَام الرَّاغِب أَنَّه مَا يُرْتَقَى بِهِ إِلَى النَّخْلِ، وقَوْله:
جَبتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ} بالسَّبَب
يَجُوزُ أَنّ يكُونَ الحَبْلَ أَو الخَيْطَ قَالَ ابنُ دُريد: هَذِه امْرَأَةٌ قَدَّرَتْ عَجِيزَتَهَا بِخَيْطٍ وَهُوَ السَّبَب، ثمَّ أَلْقَتْه إِلَى النِّسَاءِ لِيَفْعَلْنَ كَمَا فَعَلَت فَغَلَبَتْهُنّ.
(و) السَّبَبُ: كُلُّ (مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى غَيْرِه) . وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الصَّحَاحِ: كُلُّ شَيءٍ يُتَوَسَّلُ بِهِ إِلَى شَيْءٍ غَيْرِه. وجَعَلتُ فلَانا لِي {سَبَباً إِلَى فُلَانٍ فِي حَجَتِي، أَي وُصْلَةً وذَرِيعَة.
وَمن الْمجَاز:} سَبَّبَ اللهُ لَكَ سَبَبَ خَيْر. {وسَبَّبْتُ للمَاءِ مَجْرًى: سوَّيتُه.} واسْتَسَبَّ لَهُ الأَمْرُ، كَذَا فِي الأَساس.
قَالَ الأَزهريّ: {وتَسَبُبُ مَالِ الفَيْءِ أُخِذَ مِنْ هذَا، لِأَنَّ} الُمسَبَّبَ عَلَيْهِ المَالُ جُعِل سَبَباً لوُصُولِ المَالِ إِلَى من وَجَبَ لَهُ مِنْ أَهْل الفَيْءِ.
(و) السَّبَبُ: (اعْتِلَاق قَرَابَة) . وَفِي الحَدِيثِ: (كُلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ يَنْقَطِعُ إِلَّا {- سَبَبِي ونَسَبِي) النَّسَبِ بِالوِلَادَة، والسَّبَبُ بِالزَّوَاج، وَهُوَ مِنَ السَّبَبِ وَهُوَ الحَبْلُ الَّذِي يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى المَاءِ، ثمَّ استُعِير لِكُلّ مَا يُتَوَصَّل بِهِ إِلَى شَيْء.
(و) السَّبَبُ (من مُقَطَّعَاتِ الشّعر: حَرْفٌ مُتَحَرِّك وحَرْفٌ سَاكِنٌ) ، وَهُوَ على ضَربين:} سَبَبَانِ مَقْرُونَانِ،! وسَبَبَانِ مَفْرُوقَان. فالمَقرُونَانِ: مَا توَالَت فِيهِما ثَلَاثُ حَرَكَات بعدَها سَاكِن نَحْو (مُتَفَا) من مُتَفَاعِلُن، و (عَلَتُنْ) منمُفَاعَلَتُن، فحركَة التَّاء من (مُتَفَا) قد قَرَنَت {السَّبَبَيْن، وكَذَلِك حَرَكَةُ اللَّام من (عَلَتُن) قد قَرَنَتِ السَّبَبَيْن أَيْضاً، والمَفْرُوقَانِ هُمَا اللَّذَان يَقُومُ كُلُّ وَاحِدِ مِنْهُمَا بِنَفْسه أَي يَكُونُ حَرْفٌ متَحَرِّكٌ وحَرْفٌ سَاكِنٌ ويَتْلُوه حَرْفٌ متَحَرِّكٌ مْتَحَرِّكٌ نَحْو (مُسْتَفْ) من مُسْتَفْعِلُنْ، وَنَحْو (عِيلُن) من مَفَاعِيلُن وهَذِه} الأَسْبَاب هِيَ الَّتي يَقَعُ فِيهَا الزِّحَافُ على مَا قد أَحْكَمَتْ صِنَاعَةُ العَرُوضِ، وذَلِك لأَنَّ الجزءَ غَيْرُ مُعْتَمِد عَلَيْهَا.
(ج) أَي فِي الكُلِّ ( {أَسْبَابٌ) .
وتَقَطَّعَت بِهِم الأَسْبَابُ أَي الوُصَلُ والمَوَدَّاتُ، قَالَه ابْنُ عَبَّاس. وَقَالَ أَبُو زَيْد: الأَسْبَابُ: المَنَازِلُ. قَالَ الشَّاعِرُ:
وتَقَطَّعَت} أَسْبَابُها ورِمَامُها
فِيهِ الوَجْهَانِ: المَوَدَّةُ والمَنَازِلُ.
واللهُ عَزَّ وجَلَّ {مُسَبِّبُ الأَسْبَاب، ومِنْهُ} التَّسْبِيبُ. ( {وأَسْبَابُ السَّمَاءِ: مَرَاقِيها) . قَالَ زُهَيْر:
وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ المَنِيَّةِ يَلْقَها
ولَوْ رَامَ أَنْ يرقَى السَّمَاءَ بِسُلَّمِ
(أَو نَوَاحِيهَا) . قَالَ الأَعْشَى:
لَئن كُنْتَ فِي جُبَ ثَمَانِينَ قَامَةً
ورُقِّيتَ أَسبابَ السَّمَاء بسُلَّمِ
ليَسْتَدْرِجَنْكَ الأَمرُ حَتَّى تَهُرَّه
وتَعْلَمَ أَنِّي لَسْتُ عَنْكَ بمُحْرِمِ
(أَو أَبوَابُهَا) وَعَلَيْهَا اقْتَصَرَ ابْن السّيد فِي الْفرق. قَالَ عَزَّ وجَلَّ. {وَقَالَ فَرْعَوْنُ ياهَامَانُ ابْنِ لِى صَرْحاً لَّعَلّى أَبْلُغُ الاْسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاواتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَاهِ مُوسَى وَإِنّى لاَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذالِكَ زُيّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوء عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِى تَبَابٍ} (غَافِر: 36، 37) قيل: هِيَ أَبْوَابُها. وَفِي حَدِيث عُقْبَة: (وإِنْ كَانَ رِزْقُه فِي الأَسْبَاب) أَي فِي طُرُقِ السَّمَاء وأَبوابِها. (وقَطَعَ اللهُ بِهِ السَّبَبَ) أَي (الْحَيَاة) .
(} والسَّبِيبُ، كأَمِيرٍ، مِنَ الفَرَسِ: شَعَرُ الذَّنَب والعُرْفِ والنَّاصِيَة) . وَفِي الصَّحاحِ: السَّبِيبُ: شَعَر النَّاصِيَة والعُرْفِ والذَّنَب، وَلم يَذكُرِ الْفرَس. وَقَالَ الرِّيَاشِيّ: هُوَ شَعَر الذَّنَبِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ شَعَر النّاصِيَة، وأَنْشَد:
بِوَافِي السَّبِيبِ طَوِيلِ الذَّنَبِ
وفرسٌ ضَافِي السَّبِيبِ. وعَقَدُوا {أَسَابِيبَ خَيْلِهِم. وأَقْبَلَتِ الخَيْلُ مُعَقَّدَات} السبائب. (و) السَّبِيبُ: (الخُصْلَةُ مِن الشَّعَرِ، {كالسَّبِيبَة) جَمْعُه} سَبَائِب.
وَمن الْمجَاز: امرأَةٌ طوِيلَةُ {السَّبَائِب: الذَّوَائِبِ. وَعَلِيهِ سَبَائِبُ الدَّم: طَرَائِقُه، كَذَا فِي الأَساس. وَفِي حَدِيث اسْتِسْقَاءِ عُمَر رَضِي الله عَنْه (رأَيْتُ العَبَّاسَ وَقد طَالَ عُمَرَ، وعَيْنَاه تَنْضَمَّان وسَبَائِبُه تَجُولُ عَلَى صَدْرِه) يَعْنِي ذَوَائِبَه. قَوْله: وَقد طَالَ عُمَرَ أَي كَانَ أَطْوَلَ مِنْهُ.
(والسَّبِيبَةُ: الغِضَاهُ تكثُر فِي المَكَانِ) .
(و: ع. و: نَاحِيَةٌ من عَمَل إِفْرِيقِيَّةَ) ، وقِيلَ: قَرْيَةٌ فِي نَوَاحي قَصْرِ ابْن هُبَيْرة.
(وذُو الأَسْبَابِ: المِلْطَاطُ بنُ عَمْرو، مَلِكٌ) من مُلُوكِ حِمْيَر من الأَذْوَاءِ، مَلِك مِائَةً وعِشْرِينَ سَنَة.
(و) } سَبَّى (كحَتْى: مَاءٌ لسُلَيْم) . وَفِي مُعْجم نصر: مَاءٌ فِي أَرض فَزَارَة.
( {وتَسَبْسَبَ المَاءُ: جَرَى وسَالَ.} وسَبْسَبَهُ: أَسَالَه) .
(والسَّبْسَبُ: المَفَازَةُ) والقَفْرُ (أَو الأَرْضُ المُسْتَوِيَةُ البَعِيدَةُ) . وَعَن ابْن شُمَيْل: {السَّبْسَبُ: الأَرْضُ القَفْر البَعِيدَةُ مُسْتَوِيَةً وغَيْرَ مُسْتَوِيَةٍ وَغَلِيظَة وغَيْرَ غَلِيظَة لَا مَاءَ بهَا وَلَا أَنِيسَ. وَفِي حَديث قُسَ: (فَبينا أَجُولُ سَبْسَبَها) . ويروى بَسْبَسَها، وهُمَا بِمَعْنًى. وَقَالَ أَبو عُبَيْد:} السَّبَاسِبُ والبَسَابِسُ: القِفَارُ. (و) حكى اللِّحْيَانيّ: (بَلَدٌ {سَبْسَبٌ، و) بلد (} سَبَاسِبُ) كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْء مِنه {سَبْسَباً، ثمَّ جَمَعُوه عَلَى هذَا، وَقَالَ أَبو خَيْرة:} السَّبْسَب: الأَرْضُ الجَدْبَةُ. وَمِنْهُم من ضَبَطَ! سُبَاسِب بِالضَّمِّ، وَهُوَ الأَكْثَر؛ لأَنّه صِفَةُ مُفْرَد كعُلَابط، كذَا قَالَ شَيْخُنَا. وَقَالَ أَبو عَمْرو: سَبْسَبَ إِذَا سَارَ سَيْراً لَيِّناً. وسَبْسَبَ إِذَا قَطَع رَحِمَه. وسَبْسَبَ إِذَا شَتَم شَتْماً قَبِيحاً. (وسَبْسَبَ بَوْلَه: أَرْسَلَه) .
(والسَّبَاسِبُ: أَيَّامُ السَّعَانِين) . أَنْبَأَ بِذلِكَ أَبُو العَلَاء. وَفِي الحَدِيث (إِنَّ الله تَعَالَى أَبْدَلَكُم بيَوْم السَّبَاسِبِ يَوْمَ الْعِيد) . يَوْمُ السَّبَاسِب عِيدٌ للِنَّصَارى ويُسَمُّونَه يَوْمَ السَّعَانِين. قَالَ النَّابغَةُ:
رِقَاقُ النِّعَالِ طَيِّبٌ حُجُزَاتُهمْ
يُحَيّونَ بِالرَّيْحَانِ يَوْمَ السَّبَاسِبِ
يَعْنِي عِيداً لَهُم.
والسَّبْسَبُ كالسَّبَاسِب: شَجَرٌ تُتَّخَذُ مِنْه السِّهَام. وَفِي كتاب أَبي حَنيفَة: الرِّحَال. قَالَ الشاعِر يَصف قَانِصاً:
ظَلَّ يُصَادِيهَا دُوَيْن المَشْرَبِ
لاطٍ بصَفْرَاءَ كَتُومِ المَذْهَب
وكُلِّ جَشْءِ من فُرُوعِ السَّبْسَبِ
وَقَالَ رُؤْبَةُ:
رَاحَت ورَاحَ كَعَصَا {السَّبْسَابُ
وَهُوَ لْغَةٌ فِي السَّبْسَبِ، أَو أَنَّ الأَلِفَ للضَّرُورَة، هكَذَا أَورَدَه صَاحِب اللِّسَان هُنَا، وَهُوَ وَهَم، والصَّحِيح: السَّيْسَبُ، بالتَّحْتِيَّةِ، وسَيَأْتِي للمُصَنِّف قَرِيباً.
(و) من الْمجَاز قَوْلُهم: (سَبَّابُ العَرَاقِيبِ) ويَعْنُونَ بِهِ (السَّيْف) ؛ لأَنَّه يَقْطَعُها. وَفِي الأَساس: كأَنَّمَا يُعَادِيهَا ويَسُبُّهَا.
(و) } سَبُّوبَةُ: اسْمٌ أَو لَقَبٌ. و (مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَبُّوبَة المُجَاوِرُ) بمَكَّةَ: (مُحَدِّثٌ) عَن عبد الرزَّاقِ، واخْتُلِف فِيهِ فَقِيلَ: هكَذا، (أَوْ هُوَ بمُعْجَمَة) وسَيَأْتِي. (وَسَبُّوبَة: لَقَبُ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ عَبْد العَزِيز المُحَدّث) شيخٌ للعَبَّاس الدُّوريّ. وَفَاته أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ المُلَقَّبُ! بِسَبُّوبَة شَيْخ لوَهْبِ بْنِ بقيَّة. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
سَبَبٌ كجَبَل لقَبُ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ الأَصْبَهَانِيِّ، روى عَن جَدِّه لأُمّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ومَاتَ سنة 466 هـ وجَاءَ فِي رَجَزِ رُؤْبَةَ المُسَبِّي بمَعنَى المُسَبِّب. قَالَ:
إِن شَاءَ رَبُّ القُدْرَةِ {- المُسَبِّي
أَمَّا بأَعْنَاقِ المَهَارِي الصُّهْبِ
أَراد} المُسَبِّب.
وَمِمَّا بَقِي عَلَى المُؤَلِّفِ مِمَّا اسْتَدَرَكه شَيْخُنا رَحِمَه الله تَعَالى وَقَالَ إِنَّه مِنَ الوَاجِبات.

تنكت

تنكت
: وَمِنْهَا تَنْكُت، بضمَ فنون ساكِنة فَفتح: مَدِينَة بالشاشِ وَرَاءَ جَيْحُونَ وسَيْحُونَ، مِنْهَا أَبو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ الحسنِ بْنِ الْقَاسِم بن الْفضل، أَقامَ بالأَنْدَلس، واشتهر برِواية صحِيح مُسْلِم بالعِراق ومِصْرَ والأَنْدَلس، عَن عبد الــغافر الفارِسيّ.

فندرج

فندرج
: فُنْدُورَجُ، من قُرَى نَيْسَابورَ، وَمِنْهَا أَبو الحَسن عليُّ بنُ نَصر بن محمّد بن عبد الصّمد الأَديب، سمع أَبا بكرٍ عبدَ الــغافر الشِّيرُوئِيّ، وَعنهُ أَبو سَعد السّمعانيّ، وَكتب الإِنشاءَ بديوان السُّلطان.

بفد

بفد
: (بَافْدُ، بِسُكُون الفَاءِ) ، أَهمله الجوهَرِيّ والجماعَة، وَهُوَ (د، بكِرْمَان) من طَريق شِيراز (التقى فِيهَا ساكِنَانِ) ، وَقد يَرِدَ ذالك كثيرا فِي الفارسيّة، وَهُوَ (معرّب بافْتَ) ، بالتاءِ المثنّاة الفوقيّة، وَهُوَ من الْبِلَاد الحارَّة، روَى ابنُ عبد الــغافر الفارسيّ عَن جماعةٍ من أَهلها.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.