Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عتل

مِبْيَض

مِبْيَض
الجذر: ب ي ض

مثال: مِبْيَض الأنثى
الرأي: مرفوضة
السبب: للخلط بين اسم المكان واسم الآلة.
المعنى: مكان البيض في بطن الأنثى

الصواب والرتبة: -مَبِيض الأنثى [فصيحة]-مِبْيَض الأنثى [فصيحة]
التعليق: يصاغ اسم المكان من الثلاثي المــعتل العين على وزن «مَفْعِل» بفتح الميم وكسر العين، فيقال لمكان البيض: «مَبِيض» كما في التاج مادة (فحص)، ويجوز استعمال «مِبْيَض» على وزن «مِفْعَل» على أنها اسم آلة قياسًا، وقد جاء في الأساسي أن المِبْيَض هي الغدة التناسلية الرئيسية للأنثى.

رَشَيْتُ

رَشَيْتُ
الجذر: ر ش

مثال: رَشَيْتُ الموظّف
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لأن الفعل لم يرد في المعاجم مــعتل اللام بالياء.

الصواب والرتبة: -رَشَوْتُ الموظّف [فصيحة]
التعليق: ورد في اللسان: رشاه يَرْشُوه رَشْوًا بمعنى أعطاه الرَّشوة، ويقال في الماضي «رَشَوْتُه». (وانظر: يرشي)

عَاثَوْا

عَاثَوْا
الجذر: ع ي ث

مثال: عَاثَوْا في الأرض فسادًا
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لضبط ما قبل واو الجماعة بالفتح.

الصواب والرتبة: -عَاثُوا في الأرض فسادًا [فصيحة]
التعليق: الفعل «عاث» من المــعتل الأجوف، فعند إسناده لواو الجماعة يضم ما قبل الواو، وليس هو من المقصور حتى يفتح ما قبلها.

لاذَوْا

لاذَوْا
الجذر: ل و ذ

مثال: لاذَوْا بالفرار
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لضبط ما قبل واو الجماعة بالفتح.

الصواب والرتبة: -لاذُوا بالفرار [فصيحة]
التعليق: الفعل «لاذ» من المــعتل الأجوف، فعند إسناده لواو الجماعة يضم ما قبل الواو، وليس هو من المقصور حتى يفتح ما قبلها.

مَبِيت

مَبِيت
الجذر: ب ي ت

مثال: مكان المَبِيت
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن القياس يقتضي أنَّ يجيء على «مَفْعَل».

الصواب والرتبة: -مكان المَبَات [فصيحة]-مكان المَبِيت [فصيحة]
التعليق: يصاغ المصدر الميمي من الثلاثي السالم على «مَفْعَل»، ونقل عن سيبويه الفتح على أنه لغة أهل الحجاز، والكسر على أنه لغة بني تميم. كما يصاغ على «مَفْعَل» من الماضي المــعتل العين بالياء، وأجاز بعض اللغويين فتح العين وكسرها معًا اعتمادًا على ما ورد عن العرب، ويقول ابن القوطية: من العلماء مَنْ يجيز الفتح والكسر «المبات» و «المبيت». وقد أورد الوسيط المصدرين؛ ولذا فقد أقرَّ مجمع اللغة المصري جواز فتح العين وكسرها، ومما وَرَد منه في القديم على مَفْعِل: «مَحِيد»، و «مَسِير»، و «مَبِيع»، و «مَعِيش»، و «مَعِيب».

نتي

نتي
عن إحدى صيغ الإنجليزية للإسم نتاليا، أو للاسم أنتونيا المأخوذ عن اللاتينية بمعنى نفيس وغالي ولا يقدر بثمن. يستخدم للإناث.
نتي
: (ي (} النَّواتِي: المَلاَّحُونَ) ، واحِدُهم {نُوتيُّ، بِالضَّمِّ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ ذَكَرَه هُنَا بتَشْديدِ الياءِ على أنَّه مُــعْتل وسَبَق لَهُ فِي ن وت أَيْضاً؛ وهُناك مَضْبوطٌ بتَخْفيفِ الياءِ فَهُوَ مِن ناتَ يَنُوتُ؛ وقالَ: هُوَ مِن كَلامِ أهْلِ الشَّام؛ وصَرَّح غيرُهُ بأنَّها مُعرَّبَة، وسَبَقَ الكَلامُ هُنَاكَ فراجِعْه. والمصنِّفُ تَبِعَه فِي المَوْضِعَيْن؛ ووجدْتُ بخطِّ أبي زَكريا فِي هامِشِ الصِّحاح مَا نَصّه: ذِكْره هُنَا إيَّاه سَهْوٌ لأنَّه قد ذَكَرَه فِي (ن وت) .

مَقْصِ

مَقْصِد
الجذر: ق ص د

مثال: قَصَد مَقْصِدًا حسنًا
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن القياس يقتضي أن يجيء على «مَفْعَل».

الصواب والرتبة: -قصد مَقْصَدًا حسنًا [فصيحة]-قصد مَقْصِدًا حسنًا [صحيحة]
التعليق: يصاغ المصدر الميمي من الثلاثي السالم على «مَفْعَل»، ونقل عن سيبويه الفتح على أنه لغة أهل الحجاز، والكسر على أنه لغة بني تميم. كما يصاغ على «مَفْعَل» من الماضي المــعتل العين بالياء، وأجاز بعض اللغويين فتح العين وكسرها معًا اعتمادًا على ما ورد عن العرب؛ ولذا فقد أقرَّ مجمع اللغة المصري جواز فتح العين وكسرها، ومما وَرَد منه في القديم على مَفْعِل: «مَحِيد»، و «مَسِير»، و «مَبِيع»، و «مَعِيش»، و «مَعِيب».

مِقْعَد

مِقْعَد
الجذر: ق ع د

مثال: حَصَل الحزب على ثمانين مِقْعَدًا
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: للخطأ في صوغ اسم المكان.

الصواب والرتبة: -حصل الحزب على ثمانين مَقْعَدًا [فصيحة]
التعليق: يصاغ اسم المكان من الثلاثي الصحيح العين على وزن «مَفْعَل»، بفتح الميم والعين إذا كان مضارعه مفتوح العين أو مضمومها أو مــعتل اللام؛ ولذا وجب في «قَعَد يَقْعُد» أن يكون اسم المكان منه على مَفْعَل، فيقال: «مَقْعَد»، ومنه قوله تعالى: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ} القمر/55.

يَشْكِين

يَشْكِين
الجذر: ش ك

مثال: ذهبن إلى القاضي يَشْكِين أزواجهن
الرأي: مرفوضة
السبب: للخطأ في الإسناد إلى نون النسوة.

الصواب والرتبة: -ذهبن إلى القاضي يَشْكُون أزواجهن [فصيحة]-ذهبن إلى القاضي يَشْكِين أزواجهن [صحيحة]
التعليق: عند إسناد الفعل المــعتل الآخر بالواو إلى نون النسوة، تزاد نون النسوة فقط دون حدوث أي تغيير آخر، ويكون الفعل مبنيًّا على السكون بسببها، ولكن حكى القاموس في هذا الفعل لغة بالياء؛ وبهذا يصح المثال الثاني.

الْحَاء

(الْحَاء) الْحَرْف السَّادِس من حُرُوف الهجاء وَهُوَ مهموس رخو ومخرجه من وسط الْحلق
الْحَاء
: ( {الحا) ، بالقَصْر: (حَرْفُ هِجاءٍ) مَخْرجُه وَسَطُ الحَلْقِ قُرْب مَخْرج العَيْن؛ (ويُمَدُّ) .
وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ مَقْصورٌ مَوْقوفٌ فَإِذا جَعَلْته اسْماً مَدَدْته كقولكَ. هَذِه} حاءٌ مَكْتوبَةٌ وَمَدّتها ياآن؛ قالَ: وكلُّ حَرْفٍ على خَلْقتِها مِن حُروفِ المُعْجم فألِفُها إِذا مُدَّت صارَتْ فِي التّصْريفِ ياءَيْن، قَالَ: {والحاءُ وَمَا أَشْبَهُها تُؤَنَّثُ مَا لم تُسَمَّ حَرْفاً، فَإِذا صَغَّرْتَها قُلْتَ: حُيَيَّة، وإنّما يَجوزُ تَصْغيرُها إِذا كانتُ صَغِيرةً فِي الخَطِّ أَو خَفِيةً، وإلاَّ فَلَا.
وذَكَرُ ابنُ سِيدَه} الحاءَ فِي المُــعْتل وقالَ: إنَّ أَلفَها مُنْقلبَةٌ عَن واوٍ.
وَفِي البَصائِرِ: النِّسْبَةُ {حائِيٌّ} وحاوِيٌّ {وحويٌّ. وتقولُ مِنْهُ:} حَيَّيْتُ {حاءً حَسَنَةً وحَسَناً، والجَمْعُ} أحواءٌ {وأحياءٌ} وحاءاتٌ.
(و) {حاءٌ: (حَيٌّ من مَذْحِجٍ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي:
وطلَبْت الثّأْرَ فِي حَكَمٍ} وحاءِ وَقَالَ الأزْهرِي: هِيَ فِي اليَمَنِ {حاءٌ وحَكَمٌ.
وَقَالَ ابنُ برِّي: بَنُو} حاء من جُشَمِ بنِ مَعْدَ.
وَفِي حديثِ أَنَس: (شفاعَتِي لأهْلِ الكبائِرِ مِن أُمَّتِي حَتَّى حَكَمَ {وحاءَ) .
قَالَ ابنُ الْأَثِير: هُما حَيَّانِ من اليَمَنِ مِن ورَاء رَمْلِ يَبْرِين.
قَالَ أَبو مُوسَى: يجوزُ أنْ يكونَ حاءٌ مِن الحُوَّة، وَقد حُذِفَت لامُه، وَأَن يكونَ مِن حَوَى يَحْوِي، وَأَن يكونَ مَقْصوراً غَيْر مَمْدودٍ.
(و) الحاءُ: (المرأَةُ السَّليطَةُ) البَذِيَّةُ اللِّسانِ؛ (عَن الخَليلِ) ؛ وأَنْشَدَ:
جُدودِي بَنُو العَنْقاء وابنُ مُحَرّقِ
وأَنْت ابنُ} حاء بَظْرُها مِثْل مِنْجَلِ (و) حاءُ: (اسْمُ رجُلٍ نُسِبَ إِلَيْهِ بِئْرُ حاءٍ بالمدينةِ، وَقد يُقْصَرُ، أَو الصَّوابُ بَيْرَحَى كفَيْعَلى، وَقد تقدَّمَ) فِي برح، وذُكِرَ هُنَاكَ تَغْلِيظُ المُحدِّثِين فِيهِ، ونسبتهم للتَّصْحيفِ، وَهنا مالَ فِيهِ إِلَى الصَّوابِ، فَهُوَ إمَّا غَفْلةٌ ونِسْيانٌ أَو تَفَنّن فِي التَّرْجيح، أَو عَدَمُ جَزْمٍ بالقَوْلِ الصَّحِيح نبَّه عَلَيْهِ شيْخُنا والبَدْرُ الْقَرَافِيّ. وَفِي الرَّوض للسّهيلي نَقْلاً عَن بعضِهم: أنَّها سُمِّيت بزَجْرِ الإبِلِ عَنْهَا، واللهاُ أعْلَم.
( {وحاءِ: زَجْرٌ للإبِلِ) بُني على الكَسْرِ لالْتِقاءِ السَّاكِنَيْن، (وَقد يُقْصَرُ) فَإِن أَرَدْتَ التَّنْكيرَ نَوَّنْت فقلْتَ} حاءٍ وعاءٍ.
( {وحاحَيْتُ بالمَعَزِ} حِيحاءً {وحِيْحاءَةٌ) : إِذا (دَعَوْتُها) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن أَبي زيْدٍ، قالَ: يقالُ ذلكَ للمَعَزِ خاصَّةً.
وَقَالَ ابنُ برِّي: صوابُه} حَيْحاءً {وحَاحَاةً.
قُلْتُ: الجَوْهري ناقِلٌ عَن أَبي زيْدٍ، فَإِن كانَ فِي نسخ النوادِرِ مثْل مَا نقلَهُ الجَوْهرِي فقد بَرِىءَ مِن عهْدَتهِ.
ثمَّ قالَ الجَوْهرِي: قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَبْدَلوا الألفَ بالياءِ لشبهِها بهَا.
قَالَ ابنُ برِّي: الَّذِي قالَ سِيبَوَيْهٍ إنَّما هُوَ أَبْدلُوا الألفَ لشبَهِها بالياءِ لأنَّ أَلِفَ} حاحَيْتُ بدلٌ مِن الياءِ فِي {حَيْحَيْتُ.
(و) قَالَ أَبو عَمْرو: يقالُ: (حاءِ بضَأْنِكَ) } وحاحِ بِضَأْنِكَ: (أَي ادْعُها) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(ويقالُ لابنِ المائةِ: لَا {حاءَ وَلَا ساءَ، أَي لَا مُحْسِنٌ وَلَا مُسِيءٌ، أَو لَا رجلٌ وَلَا امرأَةٌ) ؛ قالَهُ اللَّيْثُ (أَو لَا يَسْتَطيعُ أنْ يَزْجُرَ الغنمَ} بحاءٍ) عنْدَ السَّقْي، (وَلَا الحِمارَ بِسَاءٍ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{حاءٍ: أَمْرٌ للكَبشِ بالسِّفادِ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه. وقالَ غيرُه زَجْرٌ.

خَصم

خَصم

(الخُصُومَةُ) بالضَّمِّ: (الجَدَل، خاصَمَه) خِصاماً و (مُخاصَمَة وخُصُومَةً) بالضَّمِّ، وَفِي الصّحاح أنّ الخُصومَة الاْسمُ من المُخاصَمة، وَقَالَ الحرالِيّ: الخِصامُ: القَولُ الَّذِي يُسمِعُ المُصِيخ وَيُولِجُ فِي صِماخِه مَا يَكُفُّه عَن زَعْمِه ودَعْواه، (فَخَصَمه يَخْصِمُه) بالكَسْر من حَدّ ضَرَب، وَلَا يُقَال بالضّم: (غَلَبَه، وَهُوَ شَاذٌّ) مُخالِف لِلقِياس والاسْتِعمال. قَالَ شَيْخُنا. وَلَكِن حَكَى أَبُو حَيَّان أَنَّه يُقَال على القِياس أَيْضا بالضّمّ.
قَالَ الجوهَرِيّ: وَمِنْه قَرأَ حَمزة: {وهم يخصمون} أَي بِسُكونِ الخَاءِ وكَسْر الصَّاد؛ (لأَنّ) مَا كَانَ من قَولِك: (فاعلْتُه فَفَعَلْتُه) فَإِنَّهُ (يُرَدُّ يَفْعَلُ مِنْهُ إِلَى الضَّمِّ) ، كعالَمْتُه فَعَلَمْهُ أَعْلُمه بالضَّمِّ (إِن لم تَكُن عَينُه حَرفَ حَلْق) من أٍ يّ بَاب كَانَ من الصَّحِيح؛ (فإِنَّه بالفَتْح كفاخَرَه فَفَخَره يَفْخَرُه) لأجل حرف الحَلْق. قَالَ شَيْخُنا: وَهَذَا على رَأْي الكِسائِيّ، والجُمْهُور على خِلافِه كَمَا هُوَ مُحَقَّق فِي مُصَنَّفات الصّرف. ثمَّ قَالَ الجوهَرِيُّ: (وَأَمّا) مَا كَان من (المُــعْتَلّ كَوَجَدْتُ وبِعْتُ) وَرَمَيْتُ وخَشِيْتُ وَسَعَيْتُ (فيُرَدُّ) جَمِيع ذلِك (إِلَى الكَسْر إِلَّا ذَواتِ الوَاوِ فَإنَّها تُرَدُّ إِلَى الضَّمِّ، كراضَيْتُه فَرَضَوْتُه أَرْضُوه، وخَاوَفَني فَخُفْتُه أَخُوفُه) . قَالَ: (ولَيْس فِي كُلّ شَيْء) يَكُون هَذَا. لَا (يُقَال: نازَعْتُه) فَنَزعْتُه؛ (لأَنَّهم استَغْنَوا عَنهُ بِغَلَبْتُهُ) . هَذَا نَصّ الصّحاح.
(واخْتَصموا: جادَلُوا، مٍ ثْل (تَخاصَمُوا) ، والاسْم مِنْهُما الخُصومَة.
(والخَصْم) بالفَتْح: (المَخاصِم ج: خُصومٌ) بالضَّمِّ، (وَقد يَكُون) الخَصْم، (للاثْنَيْن والجَمْع والمُؤَنَّث) . قَالَ الجوهَرِيُّ: لأَنَّه فِي الأَصْل مَصْدَر، وَمن العَرَب: مَنْ يُثَنّيه ويَجْمَعُه فَيَقُول: خَصْمان وخُصوم.
قُلْتُ: وقَوْلُه تَعالَى: {وَهَلْ أَتاَكَ نَبَؤُاْ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُواْ الْمِحْرَابَ} جعله جَمْعاً؛ لِأَنَّهُ سُمّي بالمَصْدر، قَالَ ابنُ بَرّيّ: وشاهِدُ الخَصْم للجَمْع قَولُ ثعلبةَ بنِ صُعَيْر المازِنِيّ:
(وَلَرُبَّ خَصْمٍ قد شَهِدتُ أَلِدَّةٍ ... تَغْلِي صُدُورُهُم بِهِتْرٍ هاتِرِ)

قَالَ: وَشَاهد التَّثْنِية والجَمْع والإفراد قَولُ ذِي الرُّمَّة:
(أَبرُّ على الخُصُومِ فَلَيْسَ خَصْمٌ ... وَلَا خَصْمان يَغْلِبه جِدَالا)

فَأَفْرَد وثَنَّى وجَمَع. وقَولُه تَعَالَى: {لَا تخف خصمان} أَي: نَحن خَصْمان، قَالَ الزَّجَّاج: الخَصْم يَصْلُح للواحِد والجَمْع والذَّكَر والأُنْثَى؛ لِأَنَّهُ مَصْدَر خَصَمه خَصْمًا، كَأَنَّك قُلت: هُوَ ذُو خَصْم، " وَقيل للخَصْمَين خَصْمان لأِخْذِ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا فِي شِقٍّ من الحِجاجِ والدَّعْوَى "، يُقَال: هَؤُلَاءِ خَصْمِي، وَهُوَ خَصْمِي.
(والخَصِيمُ) كَأَمِيرٍ: (المُخاصِمُ) ، كالجَلِيس بِمَعْنَى المُجالِس، والعَشِيرِ بمَعْنى المُعاشْر، والخَدِين بِمَعْنى المُخادِن، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {وَلَا تكن للخائنين خصيما} ، (ج: خُصَماءُ وخُصْمانٌ) ، كأُمَراء وكُثْبان.
(وَرجل خَصِمٌ، كَفَرِح) أَي: (مُجادِلٌ ج: خَصِمون) . وَمِنْه قولُه تَعالَى: {بل هم قوم خصمون} وفرّق ابْن بَرّيّ بَين الخَصْم والخَصِيم فَقَالَ: الخَصْمُ: العالِمُ بالخُصُومة وَإِن لم يُخاصِم، والخَصِيمُ: الَّذِي يُخاصِم غَيْرَه. قَالَ الجوهَرِيّ: (و) أما (مَنْ قَرَأ) قَولَه تَعالَى: {وهم يخصمون} بِفَتْح الخَاءِ، فَإِنَّهُ (أَرَادَ يَخْتَصِمُون، فَقَلَب التِّاء صادًا فَأَدغَم ونَقَل حرَكَتُه إِلَى الْخَاء) . قَالَ: (وَمِنْهُم مَنْ لَا يَنْقُل وَيَكْسِر الخَاءَ لاجْتِماع السَّاكِنَيْن) ؛ لأَنّ السّاكِنَ إِذا حُرِّك حُرِّكَ بالكَسْر، قَالَ: (وَأَبُو عَمْرو يَخْتَلِس حَركَة الخاءِ اخْتِلاساً، وأمّا الجَمْع بَيْنَ السّاكِنَين فَلَحنْ) .
قُلتُ: وَقد تقدَّم البحثُ فِيهِ مِرارًا عَدِيدَة فِي " س ط ع " وغَيْره، فراجِعْه؛ فَإنَّا بَسّطْنا هُناكَ القَولَ فِيهِ مَا يُغْنِي عَن إعادتِهِ هُنَا، وَفِي المُحْكَم: مَنْ قَرَأَ " يَخَصّمون " لَا يَخْلُو من أَحَد أَمْرَين: إمّا أَن تَكُون الخَاء مُسَكَّنَةً البَتَّةَ، فَتكون التَّاءُ من يَخْتَصِمون مُخْتَلَسةَ الحَرَكَة، وَإمَّا أَن تَكُون الصَّادُ مُشَدَّدةً فتَكون الخَاءُ مَفْتُوحةً بحركَةِ التّاء المَنْقُول إِلَيْهَا، أَو مَكْسورَة لِسُكُونها، وسُكُون الصَّاد الأُولى.
(والخُصْم، بالضَّم: الجانِبُ) من كُلّ شَيْء. قَالَه الجَوْهَرِي، وَمِنْه الحَدِيثُ: " قَالَت لَهُ أُمُّ سَلَمة: أراكَ ساهِمَ الوَجهْ أَمِن عِلّةٍ؟ قَالَ: لَا ولكنّ السّبعةَ الدَّنانِير الَّتِي أُتِينا بهَا أَمسِ نَسِيتُها فِي خُصْم الفِراش وَلم أَقْسِمها " أَي: فِي طَرَفه وجَانِبه، ويُرْوَى أَيْضا بالضَّاد كَمَا سيَأْتِي
(و) الخُصْمُ: (الزَّاوِيَةُ) ، يُقَال للمَتاعِ إِذا وَقَع فِي جانِب الوِعاء من خُرْج أَو جُوالِق أَو عَيْبة: قد وَقَع فِي خُصْم الوِعاء، وَفِي زَاوِية الوِعاء.
(و) الخُصْمُ أَيْضا: (النَّاحِيَةُ) من كُلّ شَيْء.
(و) الخُصْمُ أَيْضا: (طَرَفُ الرَّاوِية الَّذِي بِحِيال العَزْلاَء فِي مُؤَخَّرِها) ، وطَرفُها الأَعْلى هُوَ العُصُم.
(ج: أَخْصامٌ وخُصومٌ) ، وَقيل: أَخْصام المَزادة وخُصُومها زَوَايَاها، وخُصومُ السَّحابة: جَوانِبُها. قَالَ الأَخْطَلُ يَصِف سَحاباً:
(إِذا طَعَنتْ فِيهِ الجَنُوبُ تَحامَلَتْ ... بِأَعْجازِ جَرَّارٍ تَداعَى خُصومُها)

أَي: تَجاوَبُ جوانِبُها بالرَّعْد. (وَأَخْصامُ العَيْن: مَا ضُمَّت عَلَيْهِ الأَشْفارُ) ، كَمَا فِي الصّحاح.
(والأُخْصُومُ) بالضَّمّ: عُروةُ الجُوالِق، أَو العِدْل، مِثْل (الأُخْسُوم) بالسِّين. وَقد تَقَدَّم.
(والخَصْمةُ، بالفَتْح: من حُرُوزِ الرِّجال) . ونصُّ الْمُحكم: من خَرَزِ الرّجال هُوَ الصّواب 7 (تُلْبَس عِنْد المُنازَعَة، أَو) عِنْد (الدُّخُول على السُّلْطان) ، فَرُبَّما كَانَت تَحْت فَصِّ الرجل إِذا كَانَت صَغِيرة، وَتَكون فِي زِرّه، وَرُبمَا جعلوها فِي ذُؤَابة السَّيْف. (و) قَولُهم: (السَّيفُ يَخْتَضِم) جَفْنَه إِذا أكله من حِدَّته صَوابُه (بالضَّاد) المُعْجَمَة. (وَغَلِطَ الجَوْهَرِيّ) فِي ذِكْرِه فِي هَذَا التَّرْكِيب، قُلتُ: وَهَكَذَا ضَبَطه الْأَزْهَرِي أَيْضا بالمُعْجَمة.
(والخُصومُ: الأُصولُ، وأَفْواهُ الأَوْدِيَة) .
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
الأَخْصام جمع خَصِم كَكَتِف وَأَكْتَاف، أَو جَمْع خَصْم كَفَرْخ وَأَفْرَاخ، أَو جمع خَصِيم كشَهِيد وَأَشْهاد.
والخُصْمَةُ والخُصْمانِيَّةُ بَضَمِّهِما: الاسمُ من التَّخَاصم.
والخَصِمُ، كَكَتِفٍ: الشَّدِيدُ الخُصُومةِ، أَو العَالِمُ بِها وَإِن لم يُخاصِمْ.
وَأَخْصَم صَاحِبَه إِذا لَقَّنَه حُجَّتَه على خَصْمِه.
وخَاصِمه: وضَعه فِي خُصْم الفِراش.
والأَخْصامُ: الفُرَجُ، قَالَ الأَخْطَلُ:
(تُزَجِّي عِكاكَ الصَّيْفِ أَخْصامُها العُلاَ ... وَمَا نَزلت حول المَقَّرّ على عَمْدِ)

وَمن المَجاز: قَولُهم فِي الأَمْر إِذا اضْطَرب: لَا يُسَدُّ مِنْهُ خُصْمٌ إِلاّ انْفَتَح خُصْمٌ آخَر.
قُلْتُ: وَقد جَاءَ ذَلِك فِي حَدِيثِ سَهْلِ بنِ سَعْد فِي صِفِّين، يُرِيدُ الإخْبارَ عَن انْتِشار الأَمْر وشِدَّته، وَأَنَّه لَا يَتَهَيَّأُ إِصْلاحُه وتَلافِيه لأَنَّه بِخِلاف مَا كَانُوا عَلَيْهِ من الاتِّفاق.

مُضِيّ

مُضِيّ
: (ي ( {مَضَى) الشَّيءُ (} يَمْضِي {مُضِيّاً} ومُضُوًّا) ؛) الأخيرَةُ على البَدَلِ؛ (خَلاَ) وذَهَبَ.
(و) مَضَى (فِي الأمْرِ {مَضاءً ومُضُوًّا: نَفَذَ.
(وَفِي الصِّحاح: مَضَى فِي الأمْرِ مَضاءً أَنْفَذَهُ؛ (وأَمْرٌ} مَمْضُوٌّ عَلَيْهِ) ، نادِرٌ جِيءَ بِهِ فِي بابِ فَعُول، بفَتْح الفاءِ.
(و) مَضَى (سَبيلَهُ: ماتَ) ؛) وَفِي المُحْكم: بسَبِيلِهِ.
(و) مَضَى (السَّيْفُ مَضاءً: قَطَعَ) فِي الضَّرِيبَةِ، وَله مضاء؛ قَالَ الجَوْهرِي؛ وقولُ جريرٍ:
فيَوْماً يُجازِينَ الهَوَى غَيْرَ! ماضيٍ
ويَوْماً تُرَى مِنْهُنَّ غُولٌ تُغَوَّلُقالَ: فإنَّما رَدَّه إِلَى أَصْلِه للضَّرُورَةِ لأنَّه يَجوزُ فِي الشِّعْرِ أَن يُجْرَى الحَرْفُ المُــعْتَلُّ مُجْرَى الحَرْف الصَّحِيحِ من جَميعِ الوُجُوهِ لأنَّه الأصْل.
قَالَ ابنُ برِّي: ويُرْوى يُجارِينَ، بالراءِ، قالَ: ويُرْوَى غَيْرَ مَا صِباً، وصَحَّحه ابنُ القطَّاع؛ ونقلَ كَلامَ الجَوْهرِي هَذَا الصَّاغاني فِي التكْملَةِ فقالَ: وَقد تَبِعَ فِي هَذَا أَقاوِيلَ النَّحويِّينَ ووثقَ بنَقْلِهم وتَأْوِيلِهم، والرِّوايَةُ غَيْر مَا صِباً، أَي مِن غَيْر صِباً إليَّ، وَلَا ضَرُورَةَ فِيهِ، والرِّوايَةُ فِي عَجْز البَيْتِ: تَرَى مِنْهُنَّ غُولاً.
( {وأَمْضاهُ: أَنْفَذَهُ) ؛) وَمِنْه الحديثُ: (ليسَ لكَ من مالِكَ إلاَّ مَا تَصَدَّقْت} فأَمْضَيْت) ، أَي أَنْفَذْت فِيهِ عَطاءَك وَلم تَتَوقَّفْ فِيهِ.
( {والمُضَواءُ، كغُلَواءَ: التَّقَدُّمُ) ؛) وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للقُطامي:
وَإِذا خَنَسْنَ مَضَى على} مُضَوائِه
وَإِذا لَحِقْنَ بِهِ أَصَبْنَ طِعاناوقال أَبو عليَ: مَضَى على {مُضَوائِه،} المُضواءُ: مَا {مَضَيْت عَلَيْهِ، وأَنْشَدَ البَيْتَ المَذْكورَ: فَإِذا خَنَسْنَ الخ؛ قالَ: وَهَذَا البِناءُ يكثرُ فِي الجَمْع ويَنْقاسُ. وذَكَرَه أَبُو عبيدٍ فِي بابِ فُعلاءَ، وأَنْشَدَ البَيْتَ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وقالَ بعضُهم: أَصْلُه مُضَيَاء فأبْدلُوه إبْدالاً شاذاً، أَرادُوا أَن يُعَوِّضوا الْوَاو من كثْرةِ دُخولِ الياءِ عَلَيْهَا.
(وأَبو المَضاءِ، كسَماءٍ: الفَرَسُ) ، هِيَ كُنْيَتُه.
(} والمَضاءُ الفاشِيُّ: تابِعِيٌّ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ الفايِشِيُّ؛ وبَنُو فايِشِ قَبيلَةٌ، والمَضاءُ هَذَا يكْنَى أَبا إِبْراهِيمَ يَرْوِي عَن عائِشَةَ، وَعنهُ أَبو إسْحاق السُّبَيْعي؛ كَذَا فِي كتابِ ابْن حبَّان.
( {ومَضَيْتُ على بَيعِي} وأَمْضَيْتُه: أَجَزْتُه) ، بالجيمِ وَالزَّاي، وَقد وَقَعَ فِي نسخِ التهْذيبِ للأزْهري أَخَّرْته مِن التَّأخِيرِ وَهُوَ تَصْحيفٌ نبَّه عَلَيْهِ الصَّاغاني.
( {والماضِي: الأسَدُ) لجُرْأَتِهِ وتَقَدُّمِه. (والسَّيْفُ) لنَفاذِهِ فِي الضَّرِيبَةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} مَضَوْتُ على الأمْرِ {مَضْواً} ومُضُوًّا مِثْلَ الوَقُودِ والصُّعودِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
{وتمَضَّى: تَفَعَّل مِنْهُ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للراجزِ:
وقَرَّبوا للْبَيْنِ} والتَّمَضِّي ويقالُ: مَضَى {وتَمَضَّى: تقَدَّمَ؛ قالَ عَمْرو بنُ شَاس:
} تَمَضَّتْ إِلَيْنَا لم يرِبْ عَيْنَها القَذَى
بكَثْرةِ نِيرانٍ وظَلْماءَ حِنْدِس ِويقالُ: مَضَيْتُ بالمَكانِ {ومَضَيْتُ عَلَيْهِ.
وكانَ ذلكَ فِي الزَّمَنِ} الماضِي، وَهُوَ خِلافُ المُسْتَقْبل.
وأَبو {ماضِي: مِن كناهم.
} والمَضاءُ بنُ حاتِمٍ: محدِّثٌ.
والمَضاءُ بنُ أَبي نُخَيْلَةَ رَجُلٌ، وَفِيه يقولُ أَبوه:
يَا رَبّ مَنْ عابَ {المَضاءَ أَبَداً
فاحْرِمْه أَمْثالَ المَضاءِ وَلَدا} وأَمْضَى من السَّيْفِ. وسُيوفٌ {مَواضٍ.
} وأَمْضَيْتُ لَهُ: تَرَكْته فِي قَلِيلِ الخطا حَتَّى يَبْلغَ بِهِ أَقْصاهُ فيُعاقَب فِي مَوْضِع لَا يكونُ لصاحِبِ الخطا فِيهِ عذْرٌ؛ وكذلكَ أَمْدَيْت لَهُ وأَنْمَيْت لَهُ؛ نقلَهُ الأزْهرِي.
{والتَّمْضِيَةُ فِي الأمْرِ:} الأمْضاءُ.

مشلز

مشلز
المِشْلَوْز، أهمله الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ شَمِرٌ: وَهُوَ بالكَسْر المِشْمِشَةُ الحُلوةُ المُخِّ، أُخِذَ من المِشْمِش واللَّوْز، ذَكَرَه الأَزْهَرِيّ فِي شلز. قَالَ الصَّاغانِيّ: وحقُّه أَن يُذكَرَ فِي أحدِ المواضِعِ الثَّلَاثَة: إمّا فِي مُضاعَفِ الشِّين لأنّ صَدْرَ الكلمةِ مُضاعَفٌ، وإمّا فِي مُــعتلِّ الزَّاي لأنّ عَجُزَ الكلمةِ أَجْوَفُ، وإمّا فِي رُّباعيِّ الشِّين. قَالَ: وَهَذَا أَوْلَى لأنّ الكلمةَ مُرَكَّبةٌ، فصارَت كَشَقَحْطَب وحَيْعَل وأَخَواتِهما من المُرَكَّبات. كَذَا فِي التكملة.

تَلد

(تَلد) الرجل جمع وَمنع
(تَلد)
الشَّيْء تلودا قدم وماشية فلَان توالدت عِنْده وآلت إِلَيْهِ بِالْمِيرَاثِ وَالرجل بِالْمَكَانِ وَفِي الْقَوْم تلودا أَقَامَ فَهُوَ تالد

(تَلد) بِالْمَكَانِ وَفِي بني فلَان تلدا تَلد وَيُقَال تَلد فلَان عندنَا ولدنَا أمه وأباه
تَلد
: (التّالِدُ، كصاحِبٍ، والتَّلْد، بالفتْح، والضّمّ، والتحريك، والتِّلاَدُ) ، بِالْكَسْرِ، (والتَّلِيد) ، كأَمِير، (والأَتلاَدُ) ، كالأَسنام، (والمُتْلَد) ، كمُكْرَم، الأَخيرة عَن ابْن جِنِّي، فهاذه ثَمان لُغاتٍ ذَكرَها ابْن سَيّده فِي (الْمُحكم) (: مَا وُلِدَ عندَك من مالِكَ أَوُنتِجَ) ، ولذالك حكَمَ يعقوبُ أَنَّ تاءَه بدلٌ من الْوَاو، وهاذا لَا يَقْوَى، لأَنه لَو كَانَ ذالك لرُدَّ فِي بعْضِ تَصاريفه إِلى الأَصْل. وَقَالَ بعض النَّحوِّيين: هاذا كلُّه من الْوَاو. فإِذا كَانَ ذالك فَهُوَ مــعتلٌّ وَقيل: التِّلاد: كلُّ مالٍ قديمٍ من حَيَوَان وَغَيره يُورَث عَن الآباءِ، وَهُوَ نَقيض الطارقِ.
(تَلَدَ المالُ يَتْلِدُ ويَتْلُد تُلُوداً) كقُعُودٍ، (وأَتْلَدَه هُوَ) . وأَتْلَدَ الرَّجُلُ، إِذَا اتّخذَ مَالا.
(و) مالٌ مُتْلَدٌ: قديمٌ. و (خُلُقٌ) ، بضمّتين (مُتَلَّدٌ، كمُعظَّم) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَقد سقطَ من بعضِ النُّسخ: (قَديمٌ) ، وَالصَّوَاب أَنّه كمُكْرَم، لما أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
ماذَا رُزِئْنا منكِ أُمَّ مَعْبد
مِن سَعَةِ الخُلْقِ وخُلْقٍ مُتْلَدِ
(والتَّلِيدُ والتَّلَدُ، محرّكَةٌ: مَنْ وُلِد بالعَجَمِ فحُمِلَ صَغِيراً فنَبَتَ) ، هاكذا فِي النّسخ بالنُّون، وَفِي بَعْضهَا بالمثلّثة ثمّ بالموحَّدة، (ببِلادِ الإِسلام) . ورُوِيَ عَن الأَصمعيّ أَنّه قَالَ: التَّليد: مَا وُلِد عِنْد غَيْرك ثمَّ اشترَيْتَه صَغِيرا فثَبتَ عندَك، والتِّلاد: مَا وَلَدْت أَنت. قَالَ أَبو مَنْصُور: سَمعْت رَجلاً من أَهل مكّةَ يَقُول: تِلاَدِي بمكّة، أَي مهيلادي، وَقَالَ اللِّحْيانيّ: رَجلٌ تَلَيدٌ فِي قوم تُلَداءَ، وامرأَةٌ تَليدٌ فِي نِسْوَة تَلاَئدَ وتُلُدِ.
(وتَلَدَ) الرَّجلُ فِي بنِي فُلانٍ، (كنَصَر وفَرِحَ) ، وهاذه عَن الفراءِ، يَتلُد ويَتلَدُ: (أَقَامَ) فِيهِم. وتَلَدَ بِالْمَكَانِ تُلوداً: أَقام بِه. وجاريةٌ تَليدةٌ، إِذا وَرِثَها الرَّجلُ، فإِذا وُلِدَت عندَه فَهِيَ وَليدةٌ.
ورُوِيَ عَن شُريح أَنّ رَجلاً اشتَرَى جَارِيَة وشَرَط أَنّها مُوَلَّدة فوَجدَها تَلِيدَةً، فرَدَّهَا شُرَيحٌ. قَالَ القُتَيبِيّ: التَّليدة هِيَ الَّتِي وُلِدَت ببلادِ العَجَم وحُمِلتْ فنشأَت بِبِلَاد العرَب. والمُوَلَّدَة بمنْزِلَةِ التِّلاد، وَهُوَ الِّذي وُلِدَ عندَك. وَقيل: المُوَلَّدة: الّتي وُلِدَت فِي بلادِ الإِسلام. وَعَن ابْن شُميلٍ: التَّلِيد: الّذي وُلِدَ عنْدك، وَهُوَ المُوَلَّد والأُنثَى المولَّدَة. والمُوَلَّدُ المُوَلَّدةُ والتَّليِيد وَاحِد عندنَا. رَواه المَصاحفيّ عَنهُ. ورَوَى شَمِرٌ عَنهُ أَنّه قَالَ: تلادُ المالِ مَا تَوالَدَ عندَك فتَلَد مِن رَقيقٍ أَو سائمةِ: وتَلَدَ فُلانٌ عندنَا، أَي وَلَدْنَا أُمَّه وأَبَاهُ. وَفِي حَدِيث عائشةَ (أَنَّهَا أَعتقَتْ عَن أَخيها عبدِ الرحمان تِلاَداً مِنْ تِلاَدِهَا، فإِنّه ماتَ فِي مَنَامِه) وَفِي نُسخة (تِلاداً من أَتْلاده) .
(والأَتْلادُ، بالفتْح: بُطُونٌ من عَبدِ القَيْسِ) ، يُقَال لَهُم أَتْلادُ عُمَانَ، لأَنّهم سَكنوها قَدِيما، كَذَا فِي (الصّحاح) . وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: (آل حللهملله من تِلاَدِي) أَي أَوّل مَا أَخَذْتُه وتعلَّمْته بمكَّةَ.
(والتُّلْدُ، بالضّم: فَرْخُ العُقَابِ) .
(وتَلَّدَ) الرَّجلُ (تَتليداً: جَمَعَ وَمَنَعَ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ واللِّحْيَانيّ.
(و) تليدٌ، (كَأَمِيرِ وزُبَيرٍ: اسمان) .
وتَلْد، بِفَتْح فَسُكُون: أَبو المَوَاهِب يحيى بن أَبي نصْر بن تَلْدِ الأَزديّ، عَن ابْن نصر، وَعنهُ أَبو مُحَمَّد بن الخشّاب النّحويّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:

دَد

دَد
: ( {الدَّدُ) ، مخفّف: (اللَّهْوُ اللَّعِبُ) ، وَمِنْه الحَدِيث: (مَا أَنا مِن} دَدٍ، وَلَا الدَّدُ مِنِّي) وَفِيه أَربع لُغَات: تَقول (هاذا دَدٌ) ، كَيَدٍ، ( {ودَداً، كقَفاً) ومثَّله الدَّمامِيني بعَصاً، (} ودَدَنٌ) ، بالنُّون ثَالِثَة، {ودَدَدٌ، بِثَلَاث دالاتٍ. كَذَا فِي شَرْح التسهيل للدّمامينيّ.
(و) } الدَّدُ: (ع، و) اسْم (امْرَأَة، و) {الدُّدُ: (الحِينُ من الدَّهْرِ) ، نَقله الصاغانيّ، (و) قد يُعَادُ فِي} دَدَى، (أَعني المــعتلْ اللّام، وَفِي النُّون أَيضاً (إِن شاءَ اللهُ تَعالَى) وَسنُلِمُّ عَلَيْهِ بالْكلَام هُنَاكَ.

وَفد

(وَفد)
على الْقَوْم وإليهم (يفد) وَفْدًا ووفودا ووفادة قدم وَورد رَسُولا فَهُوَ وَافد (ج) وُفُود ووفد وأوفاد ووفد
وَفد
: (} وَفَدَ إِليه وعَلَيْهِ {يَفِدُ} وَفْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون، ( {ووُفُوداً) ، بالضَّمّ، (} ووِفَادَةً) ، بِالْكَسْرِ، ( {وإِفَادَةً) ، على البَدَلِ (: قَدِمَ) ، فَهُوَ} وافِدٌ، قَالَ سِيبويهِ: وسمعناهم يُنْشِدُونَ بَيت ابنِ مُقْبِلٍ.
إِلاَّ {الإِفَادَةَ فَاسْتَوْلَتْ ورَكائِبُنَا
عِنْدَ الجَبَابِيرِ بِالْبَاسَاءِ والنِّعَمِ
كَذَا نَصّ المُحْكَمِ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَفَدَ فُلاَنٌ} يَفِدُ {وِفَادَةً، إِذَا خَرَج إِلى مَلِكٍ أَو أَميرٍ. (و) فِي الصّحاح والأَساس:} وَفَدَ فُلانٌ علَى الأَمِيرِ، أَي (وَرَدَ) رَسُولاً، فَهُوَ {وَافِدٌ، وهاكذا أَورَدَه المُصَنِّففي البصائر، (} وأَوْفَدَه علَيْه) ، وَهِي بَقِيَّةُ عِبَارَةِ المُحْكَم، ومثلُه فِي الأَساس، (و) {أَوْفَدَه (إِلَيْه) . من عبارَة الجوهَرِيِّ، ونَصُّها:} وأَوْفَدْتُه أَنا إِلى الأَمِيرِ: أَرْسَلْتُه، واقْتَصَرَ على هاذِه المُصَنِّفُ فِي البَصَائِر، وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه أَيضاً بَعْدَ سِياقِ الكلامِ، (فَهُمْ {وُفُودٌ) ، بالضمِّ، جَمْعُ} وَافِدٍ، ( {ووَفْدٌ) ، هُوَ اسمٌ للجَمْعِ، وَقيل جمْع} وافِدٍ، كصَحْبٍ وصَاْبٍ، ( {وأَوْفَادٌ) ، قَالَ شيخُنَا: تَسَامَحُوا فِيهِ لأَنه مُــعْتَلُّ الأَوَّلِ، (} ووُفَّدٌ) ، كرُكَّع، وَزَاد الزَّمخشريُّ فَقَالَ: {ووُفَّادٌ.
(و) من المَجاز (} الوَافِدُ) هُوَ (: السابقُ من الإِبلِ) ، وَعَلِيهِ اقتصرَ فِي اللسانِ، وَزَاد غيرُه: (والقَطَا) ، وَفِي الأَساس: الطَّيْرِ، قَالَ: وَهُوَ الَّذِي يتقَدَّم (سائِرَها) فِي السَّيْرِ والوُرُودِ.
(و) من المَجازِ: {الوافِد: هُوَ (المُرْتَفِع) الناشِزُ (مِن الحدِّ عِنْد المَضْغِ) . وَفِي البصائر:} والوافِدَان فِي قَوْلِ الأَعْشَى:
رَأَتْ رَجُلاً غَائِبَ {الوَافِدَيْنِ
مُخْتَلِفَ الخَلْقِ أَعْشَى ضَرِيرَا
هُمَا النَّاشِزَانِ مِن الخَدَّيْنِ عِنْد المَضْغِ، (و) من ذالك قَوْلهم: (مَنْ شَابَ غَاب} وافِدَاهُ) .
( {ووافِدٌ: حَيٌّ) من العَرَب.
(} والإِيفادُ الإِشرَافُ) على الشيْءِ، وأَنشد فِي البصائر لِحُمَيْدِ بن ثَوحرٍ الهلاليِّ رَضِي الله عَنهُ:
تَرَى العِلاَفِيَّ عَلَيْهَا {مُوفِدَا
كَأَنَّ بُرْجاً فَوْقَهَا مَشَيَّدَا
أَي مُشْرفاً، وَيُقَال للفرسِ: مَا أَحْسَنَ مَا أَوْفَدَ حَارِكُه، أَي أَشْرَفَ، وَهُوَ مَجاز، (} كالتَّوفُّدِ. و) {الإِيفادُ أَيضاً (: الإِرْسالُ) ، وَقد} أَوْفَده عَلَيْهِ وإِليه، كَمَا تقدَّم، ( {كالتَّوْفِيدِ) ، يُقَال: وفَّدُه الأَمِيرُ إِلى الأَمِيرِ الَّذِي فَوْقَه، إِذا أَرْسَلَه.
(و) } الإِيفاد (: رَفْعُ الرِّيمِ رَأْسَه ونَصْبُه أُذُنَيْهِ) ، قَالَ تَمِيمُ بن مُقْبِل:
تَرَاءَتْ لَنَا يَوْمَ السِّيَارِ بِفَاحِمٍ
وسُنَّةِ رِيمٍ خَافَ سَمْعاً {فَأَوْفَدَا
(و) } الإِيفاد (: الأَسراعُ) ، وَهُوَ فِي شعر ابنِ أَحْمَر (و) من الْمجَاز: الإِيفاد (: الارْتِفَاعُ) ، يُقَال:! أَوْفَدَ الشيءُ، إِذا ارتَفَعَ، كَمَا فِي الأَساس، وَفِي اللِّسَان أَوْفَدَ الشيءَ: رَفَعَه، وأَوْفَدَ هُوَ: ارْتَفع. ( {والوَفْدُ: ذِرْوَةَ الحَبْلِ) بالحاءِ الْمُهْملَة وسْمون الموحَّدة (من الرَّمْلِ المُشْرِفِ) ، هاكذا فِي نُسْختنا، وَمثله فِي اللِّسَان، وَفِي بعض النُّسخ: ذِرْوَةَ الجَبَلِ، وَمن الرَّمْل: المُشْرِف.
(و) من الْمجَاز (} المُسْتَوْفِدُ: المُسْتَوْفِزَ) ، يُقَال: فُلانٌ {مُسْتَوْفدٌ فِي قِعْدَته، أَي مُنْتَصِبٌ غيرُ مُطْمَئِنَ، كمُسْتَوْفزِ، وَفِي الأَسَاس:} اسْتَوْفَد فِي قِعْدَتِه: ارْتَفَع وانْتَصَبَ، ورأَيْتُه {مُسْتَوْفِداً.
(وبَنُو وَفْدَانَ) ، بالفَتْح (: حَيٌّ) من الْعَرَب، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِي:
إِنَّ بَنِي وَفْدَانَ قَوْمٌ شُكُّ
مِثْلُ النَّعَامِ والنَّعَامُ ضُكُّ
(} والأَوْفَاد: قومٌ) .
(و) يُقَال (هُمْ على {أَوْفَادٍ) ، أَي (على سَفَرٍ) قد أَشْخَصَنَا، أَي أَقْلَقَنا، كأَوْفَازٍ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
هُوَ كثير الوِفَاءِ على المُلُوك. وَمَا أَوْفَدَكَ عَلَيْنَا،} - واسْتَوْفَدَني، وتَوَافَدْنَا عَلَيْهِ.
وَمن المَجاز: الحَاجُّ وَفْدُ الله. وَبَيْنَا أَنا فِي ضِيقٍ إِذْ أَوْفَد الله عَلَيَّ بِرَجُلٍ فأَخْرَجَني مِنْهُ. بمعنَى جاءَني بِهِ.
وَرَكَبُ {مُوفِد: مُرْتَفِع، وَكَذَا سَنَامٌ مُوفِدٌ.
} وتَوَفَّدت الإِبلُ والطَّيْرُ: تَسابَقَت، كَذَا فِي اللسانِ، وعِبَارة الأَساس: {تَوَفَّدَت الأَوْعَالُ فوقَ الجَبَلِ: أَشْرَفَت. وَفِي التكملة: تَشَوَّفَتْ. وكلّ ذالك مَجَازٌ.
} والأَوْفَاد: قَوْمٌ مِن العَربِ، أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابيّ:
فَلَوْ كُنْتُمْ مِنَّا أَخَذْتُمْ بِأَخْذِنَا
ولاكِنَّمَا! الأَوْفَادُ أَسْفَلَ سَافِلِ {وَوَافِدُ بنُ سَلاَمَةَ، رَوَى حَدِيثَه ضَمْرَةُ بن رَبِيعةَ.
ووافِدُ بنُ مُوسَى الذَّارِع، يُقَال فِيهِ بِالْقَافِ أَيضاف.
وأَبُو وَافِدٍ، روى عَنهُ عبدُ الجبَّار بن نافِعٍ الضَّبِّيّ، ومحمّد بن يُوسُف بن وافِد، وأَبو بكر يحيى بن عبد الرحمان بن وافِدٍ اللَّخْمِيّ قَاضِي قُرْطَبَةَ، وأَبو المَرَجَّا سالِمُ بن ثِمَالِ بن عَفَّانَ بن وافِدٍ، كَذَا فِي التبصير لِلْحَافِظِ.
تَكْمِيل:
قد تَكَرَّر لَفْظُ الوَفْدِ فِي الحديثِ، وهم القَوْمُ يَجْتَمِعُون فَيَرِدُون البلادَ، واحدُهُم وافدٌ، وكاذلك يَقْصِدُونَ الأُمراءَ لِزيارَةٍ واسْتِرْفادٍ وانْتِجاعٍ وايرِ ذالك، وَفِي الحَدِيث (وَفْدُ الله ثَلاَثَةٌ) وَفِي حَدِيث الشَّهِيد ((فإِذا قُتلَ) فَهُوَ وافِدٌ لِسَبْعِينَ يَشْعِدُ لَهُم. وَقَوله: (أَجِيزُوا الوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهم) . وَقَالَ النَّوَوِيُّ: الوَفْدُ: جَمَاعَةٌ مُخْتَارَةٌ للتقَدُّم فِي لِقَاءِ العُظماءِ. وَقَالَ الزّجَّاج فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَانِ وَفْداً} (سُورَة مَرْيَم، الْآيَة: 85) قيل الوَفْدُ: الرُّكْبَانُ المُكَرَّمُونَ. وَفِي تَفْسِير ابنِ كَثِير، وَمِنْه أَخَذَ أَحَدُ الجَلالَيْنِ، أَنَّ الوَفْدَ القَادِمُونَ رُكْبَاناً. وَفِي العِنَايَةِ للخَفَاجِيّ أَنَّ أَصْلَ الوُفودِ القُدُومُ على العظماءِ للعَطَايَا والاسْتِرْفَادِ. وَفِي شرْحهِ للشفاءِ أَثْنَاءَ إِعجازِ القرآنِ: أَصْلُ مَعْنَى الوَفْدِ الإِشْرَافُ. هاذه أَقوالهم، وظاهرُ كلامِ المُصَنّف كغيرِه من الأَئمَّةِ أَن} الوَفْد! والوُفُودَ هم القَوْمُ القادِمُون مُطلَقاً، مُشاةً أَو رُكْبَاناً، مُخْتَارِين للقاءِ العُظَماءِ أَوْلاَ، كَمَا هُوَ ظاهِرٌ، وَيُمكن أَن يُقَال إِن كلامَ النَّوَوِيّ وغيرِه استعمالٌ عُرْفِيٌّ، وكلامَ المُصَنِّف وغيرِه استعمالٌ لُغَويّ، وَالله أَعلم.

يدد

يدد
: (} اليَدُّ) ، بِالتَّشْدِيدِ، أَهمله الجماعَةُ هُنَا، وَهِي (لُغَةٌ فِي اليَدِ المُخَفَّفَةِ) ، وسيأْتي فِي المــعتلّ مَا يتعَلَّقُ بِهِ.

أَسر

أَسر
: ( {الأَسْرُ: الشَدُّ) } بالإِسار: و (العَصْبُ) {كالإِسار وَقد} أَسَرتُه {أَسْراً} وإِساراً.
(و) الأَسْر فِي كلامِ العربِ: (شِدَّةُ الخَلْقِ) ، يُقَال: فلانٌ شَدِيدُ {أَسْرِ الخَلْقِ، إِذا كَانَ معْصُوبَ الخَلْقِ غيرَ مُسْتَرْخٍ، وَفِي التَّنزِيل: {نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ} أَسْرَهُمْ} (الْإِنْسَان: 28) ، أَي خَلْقَهُم، وَقَالَ الفَرّاءُ: {أَسَرَه اللهُ أَحسنَ} الأَسْرِ، وأَطَرَه أَحسنَ الأَطْرِ، وَقد أَسَرَه اللهُ، أَي خَلَقَه. (والخُلُق) بضمَّتين، أَي وشِدَّةُ الخُلُقِ، كَمَا فِي سائرِ النُّسَخ، والصّوابُ أَنَّه بالرَّفْع معطوفٌ على (وشِدَّةُ) ، وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: شَدَّ اللهُ أَسْرَه، أَيْ قَوَّى إِحكامَ خَلْقِه.
(و) ! الأُسْرُ، (بالضَّمِّ: احتباسُ لبَوْلِ) وكذالك الأُسُر بضمَّتينِ، إتباعاً حَكَاه شُرّاحُ الفَصِيح، وصَرَّح اللَّبْلِيُّ بأنَّه لغةٌ، فَهُوَ مُستدركٌ على المصنِّف. وَفِي أَفعال ابنِ القَطّاع: {أَسِرَ، كفَرِحَ: احُتَبَسَ بَولُه.} والأُسْرُ، بالضّمّ: اسمُ المصدرِ.
وَقَالَ الأَحمر: إِذا احْتَبَس الرَّجلُ بَوْلُه قِيلَ: أَخذه الأُسْرُ، وإِذا احتَبس الغائِطُ فَهُوَ الحُصْرُ. وَقَالَ ابنُ الأَعرَابِيِّ: {الأُسْرُ: تَقْطِيرُ البَوْلِ، وحَزٌّ فِي المَثَانَة، وإِضَاضٌ مثلُ إِضَاضِ الماخِضِ، يُقَال: أَنالَه اللهُ} أُسْراً، وَفِي حديثِ أَبي الدَّرْداء: (أَنَّ رجلا قَالَ لَهُ: إِن أَبِي أَخَذَه {الأُسْرُ) يَعْنِي احتباس البَوْلِ.
(و) يُقَال: (عُودُ} أُسْرٍ) كقُفْلٍ، وعُودُ {الأُسْرِ، بالإِضافة والتَّوْصِيف، هاكذا سُمِعَ بهما، كَمَا فِي شُرُوح الفَصِيح، (ويُسْرٍ) ، بالياءِ بَدَلَ الهمزةِ، (أَو هِيَ) ، أَي الأَخِيرة (لَحْنٌ) ، وأَنكرَه الجوهريُّ فَقَالَ: وَلَا تَقُلْ: عُودُ يُسْرٍ، ووافقَه على إِنكارِه صاحبُ الواعِي والمُوعب، وأَقَرَّه شُرّاحُ الفَصِيح. قلت: وَقد سَبَقَهُم بذالك الفَرّاءُ فَقَالَ: قُلْ: هُوَ عُود} الأُسْرِ، وَلَا تَقُلْ: عُودُ اليُسْرِ. وَفِي الأَساس: وقولُ العامَّةِ: عُودُ يُسْرٍ خطأٌ إِلّا بقَصْد التَّفَاؤُلِ. وَهُوَ (عُودٌ يُوضَعُ على بَطْنِ مَن احْتَبَسَ بوْلُهُ) فَيَبْرَأُ، وَعَن ابْن الأَعرابيّ: هاذا عُودُ يُسْرٍ {وأُسْرٍ، وَهُوَ الَّذِي يُعالَجُ بِهِ المَأْسُور، وكلامُه يَقْضِي أَنْ فِيهِ قَولَيْن، وإِليه ذَهَب المصنِّفُ، ومَا تَحاملَ بِهِ شيخُنا على المصنِّف فِي غير مَحَلِّه كَمَا لَا يَخْفَى.
(} والأُسُرُ، بضمَّتيْن: قَوَائِمُ السَّرِيرِ) ، نقَله الصّاغانيُّ.
(و) {الأَسَرُ، (بالتَّحْرِيك: الزُّجَاجُ) نقلَه الصّاغانيُّ.
(} والإِسَارُ، ككِتَابٍ: مَا يُشَدُّ بِهِ) {الأَسِيرُ، كالحَبْلِ والقدِّ، وَقَالَ الراغبُ وغيرُه: هُوَ القدُّ يُشَدُّ بِهِ} الأَسير.
وَقَالَ اللَّيْثُ: {أُسرَ فلانٌ} إِساراً، {وأُسِرَ} بالإِسارِ. {والإِسارُ: الرِّباطُ،} والإِسارُ: المَصْدَرُ {كالأَسْرِ، وَقد تَقدَّمت الإِشارةُ إِليه.
وَفِي الْمُحكم:} أَسَرَه {يَأْسرُه} أَسْراً {وإِسارةً: شَدَّه} بالإِسار،! والإِسارُ: مَا شَدَّ بِهِ، والجمعُ {أُسُرٌ. وَقَالَ الأَصمعيُّ: مَا أَحْسَنَ مَا} أَسَرَ قَتَبَه، أَي مَا أَحْسَنَ مَا شَدَّه بالقِدِّ، والقِدُّ الَّذِي {يُؤْسَرُ بِهِ القَتَبُ يُسَمَّى} الإِسارَ و (ج {أُسُرٌ) بضمَّتَيْن.
كتاب م كتاب (وَقَتَبٌ} مَأْسُورٌ، وأَقْتَابٌ {مآسِيرُ.
} والإِسارُ: القَيْدُ، ويكونُ حَبْلَ الكِتَاف.
(و) الإِسار، ككِتابٍ: (لُغَةٌ فِي اليَسَارِ الَّذِي هُوَ) ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ: الَّتِي هِيَ (ضِدُّ اليَمِينِ) قَالَ الصّاغانيُّ: وَهِي لغةٌ ضعيفةٌ.
( {والأَسِيرُ) كأَمِير هُوَ بِمَعْنى} المَأْسُورِ، وَهُوَ المَرْبُوطُ {بالإِسارِ، ثمَّ استُعمِلَ فِي (الأَخِيذِ) مُطلقًا وَلَو كَانَ غيرَ مربوطٍ بشْيءٍ، (و) } الإِسار: القَيْدُ، ويكونُ حَبْلَ الكِتَافِ، وَمِنْه {الأَسِيرُ، أَي (المُقَيَّدُ) يُقَال:} أَسَرْتُ الرَّجلَ، {أَسْراً} وإِساراً، فَهُوَ {أَسِيرٌ} ومَأْسُور. (و) كلُّ محبوسٍ فِي قِدِّ أَو سِجْنٍ: أَسِيرٌ، وقولُه تعالَى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً {وَأَسِيراً} (الْإِنْسَان: 8) قَالَ مُجاهِدٌ:} الأَسِيرُ: (المَسْجُونُ ج {أُسَرَاءُ} وأُسَارَى {وأَسارَى} وأَسْرَى) ، الأَخِيرَان بِالْفَتْح، قَالَ ثعلبٌ: لَيْسَ الأَسْر بعاهَةٍ فيُجْعَل {أَسْرَى من بَاب جَرْحَى فِي المعنَى، ولاكنه لما أُصِيبَ} بالأَسْر صَار كالجَرِيح واللَّديغ؛ فكُسِّر على فَعْلَى، كَمَا كُسِّر الجَرِيحُ ونحوُه، وهاذا معنَى قَوْله: ويُقال {للأَسِير من العَدُوِّ} أَسِيرٌ؛ لأَن آخِذَه يَسْتَوثِقُ مِنْهُ {بالإِسار وَهُوَ القِدُّ؛ لئلَّا يُفْلِتَ. وَقَالَ أَبو إِسحاق: يُجْمَع} الأَسِير {أَسْرَى، وَقَالَ: وفَعْلَى جَمْعٌ لكلِّ مَا أُصِيبُوا بِهِ فِي أَبدانِهم أَو عُقُولهم، مثل مَرِيضٍ ومَرْضَى، وأَحمقَ وحَمْقَى، وسكران وسكْرَى، قَالَ: ومَن قرأَ} أَسَارَى {وأُسَارَى فَهُوَ جَمْعُ الجَمْع، يُقَال:} أَسِيرٌ {وأَسْرَى، ثمَّ} أَسَارَى جَمْعُ الجَمْع. قلتُ: وَقد اخْتَار هاذا جماعةٌ من أَهل الِاشْتِقَاق.
(و) ! الأَسِير: (المُلْتَفُّ من النَّبَاتِ) ، عَن الصّغانيّ كالأَصِير، بالصّاد.
( {والأُسْرَةُ، بالضَّمِّ: الذِّرْعُ الحَصينَةُ) ، قَالَه شَمرٌ، وأَنشدَ لسَعْدِ بنِ مالِكِ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ قَيْسٍ جَدِّ أَبِي طَرَفة بنِ العَبْد:
} والأُسْرَةُ الحَصْداءُ والبَ
يْضُ المُكَلَّلُ والرِّماحُ
(و) {الأُسْرَةُ (مِن الرِّجُل: الرَّهْطُ الأَدْنَوْنَ) وَعَشِيرَتُه؛ لأَنَّه يتقوَّى بهم، كَمَا قَالَه الجوهريّ. وَقَالَ أَبو جعْفَرٍ النَّحْاسُ: الأُسْرَةُ، بالضّمّ: أَقاربُ الرَّجلِ مِن قِبَلِ أَبِيه، وشَذَّ الشيخُ خالدٌ الأَزهريُّ فِي إِعراب الأَلفيَّة؛ فإِنه ضَبَطَ الأُسْرَةَ بالفَتْح، وإِنْ وافقَه على ذالك مُخْتَصِرُه الحَطَّابُ وتَبِعَه تقليداً، فِنه لَا يُعْتَدُّ بِهِ.
(و) عَن أَبِي زَيْد: (} تَأَسَّر عَليه) فُلانٌ، إِذا (اعْتَلَّ وأَبْطَأَ) ، قَالَ أَبو مَنْصُور: وهاكذا رَوَاهُ ابنُ هانِىء عَنهُ، وأَما أَبو عُبَيْد فإِنَّه رَوَاه عَنهُ: تَأَسَّنَ، بالنُّونِ، وَهُوَ وَهَمٌ، والصَّوابُ بالرّاءِ. وَقَالَ الصّاغانيّ: ويُحتَملُ أَن تَكُونَا لُغَتَيْن، والرّاءُ أَقربُهما إِلى الصّواب وأَعرفُهما.
( {وأَسَارُونُ: مِن العَقَاقِيرِ) ، وَهُوَ حَشِيشةٌ ذاتُ بُزُورٍ، كثيرةُ عُقَدِ الأُصولِ، مُعْوَجَّةٌ، تُشْبِهُ النِّيلَ، طَيِّبةُ الرَّائِحَة لَذَّاعةُ اللِّسَانِ، وَلها زَهرٌ بَين الوَرقِ عِنْد أُصولها، وأَجودُها الذَّكِيُّ الرائحةِ الرقيقُ العُودِ، يَلْذَعُ اللِّسَانَ عِنْد الذَّوقِ، حارٌّ يابسٌ، يُلَطِّفُ ويُسَخِّنُ، ومِثْقَالٌ مِنْهُ إِذا شُرِبَ نَفَعَ من عِرْق النَّسَا ووَجَعِ الوَرِكَيْن ومِن سددِ الكَبِد.
(و) قولُه تعالَى: {نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ} أَسْرَهُمْ} (الْإِنْسَان: 28) ، أَي: خَلْقَهم، قَالَه الجوهريُّ، وَقيل: أَسْرَه، أَي (مَفاصِلَهم، أَو) المُرَادُ بِهِ (مَصَرَّتَي البَوْلِ والغَائِطِ إِذا خَرَجَ الأَذَى تَقَبَّضَتَا، أَو مَعْنَاهُ أَنَّها لَا يسْتَرْخِيَانِ قبل الإِرادةِ) ، نقلَهما ابنُ الأَعرابيِّ.
(وسَمَّوْا {أَسِيراً كأَمِيرٍ و) } أُسَيْراً {وأُسَيْرةَ (كَزْبَيْرٍ وحُهَيْنَةَ) ، مِنْهُم} أُسَيْرُ بنُ جابِر، {وأُسَيْرُ بنُ عُرْوَة، وأُسَيْرُ بنُ عَمْرٍ والكِنْدِيُّ، وأُسَيْرٌ الأَسْلَميُّ، صحابِيون، وأُسَيْرُ بن جابِرٍ العَبْدِيُّ تابِعِيّ.
(وإِسْرَالُ) يأْتي (فِي) حَرْفِ (الّلامِ) وَلم يَذْكُرْهُ هُنَاكَ سَهْواً مِنْهُ، وَهُوَ مخفَّفٌ عَن إِسرائيلَ، وَمَعْنَاهُ صَفْوَةُ الله وَقيل: عبدُ اللهِ، قَالَه البَيْضَاوِيُّ، وَهُوَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السّلامُ. وَقَالَ السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْض: مَعْنَاهُ سَرِيّ الله.
(} وتَآسِيرُ السُّرجْ: السُّيُورُ) الَّتِي (بهَا {يُؤْسَرُ) ويُشَدُّ، قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ من الجُمُوعِ الَّتِي لَا مُفْرَدَ لَهَا فِي الأَصَحِّ.
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
قولُهم:} اسْتَأْسرْ، أَي كُنْ {أَسِيراً لِي.
وَمن سَجَعَات الأَسَاس: مَنْ تَزَوَّجَ فَهُوَ طَلِيقٌ (قد) اسْتَأْسَرَ، ومَنْ طَلَّقَ فَهُوَ بُغاثُ (قد) اسْتَنْسَرَ.
وهاذا الشيءُ لكَ} بأَسْرِه، أَي بِقدُه، يَعْنِي جَميعه، كَمَا يُقالُ: بِرُمَّته. وجاءَ القَومُ {بأَسْرِهم، قَالَ أَبو بكر: مَعْنَاهُ جاءُوا بجَميعِهم، وَفِي الحَدِيث: (تَجْفُو القَبِيلَة} بأَسْرها) ، أَي جَمِيعهَا.
ورجلٌ {مَأسُور ومَأْطُور: شَديدُ عَقْدِ المَفَاصلِ.
وَفِي حَدِيث عُمر: (لَا} يُؤْسَرُ أَحَدٌ فِي الإِسلام بشهادةِ الزُّور، إِنَّا لَا نَقْبَلُ إِلَّا العُدُولَ) ، أَي لَا يُحْبَسُ.
{وأُسُر، بضمَتَيْن: بَلَدٌ بالحَزْنِ: أَرضِ بَنِي يَرْبُوع بنِ حَنْظَلَةَ، وَيُقَال فِيهِ: يُسُر أَيضاً.

يَغْزِين

يَغْزِين
الجذر: غ ز

مثال: أَرَدْن أن يَغْزِين معه
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: للخطأ في الإسناد إلى نون النسوة بقلب الواو ياء.

الصواب والرتبة: -أردن أن يَغْزُونَ معه [فصيحة]
التعليق: عند إسناد الفعل المــعتل الآخر بالواو إلى نون النسوة، تزاد نون النسوة فقط دون حدوث أي تغيير آخر، ويكون الفعل مبنيًّا على السكون بسببها.

دُرَر

دُرَر
: ( {الدَّرُّ) ، بالفَتْح: (النَّفْسُ) .
وَدَفَعَ اللهاُ عَن} دَرِّه، أَي عَن نَفْسه، حَكَاهُ اللِّحيانيّ.
(و) الدَّرُّ: (اللَّبَنُ) مَا كَانَ. قَالَ:
طَوَى أُمَّهاتِ الدَّرِّ حتّى كأَنَّها
فَلاَفِلُ هِنْديَ فهُنَّ لُزُوقُ
أُمَّهاتُ الدَّرِّ: الأَطْباءُ.
وَفِي الحَدِيث (أَنه نَهَى عَن ذَبْح ذَواتِ {الدَّرِّ) أَي ذَوَات اللَّبَن، وَيجوز أَن يكون مصدر} دَرَّ اللَّبنُ إِذَا جَرَى. وَمِنْه الحَدِيث: (لَا يُحْبَس {دَرُّكُم) ، أَي ذواتُ الدَّرِّ. أَراد أَنها لَا تُحشَر أَلى المُصَدِّق وَلَا تُحْبَسُ عَن المَرْعَى إِلى أَن تَجْتَمِع الماشِيَةُ ثمَّ تُعَدّ، لِمَا فِي ذالك من الإِضرار بهَا. (} كالدِّرَّةِ، بالكَسْرِ) .
(و) {الدِّرَّة أَيضاً} والدَّرُّ: (كَثْرَتُه) وسَيَلانُه. وَفِي حَدِيث خُزَيمة (غَاضَتْ لَهَا الدِّرّة) ، وَهِي اللَّبَن إِذا كَثُرَ وسال، ( {كالاسْتِدْرارِ) يُقَال:} استَدرَّ اللَّبَنُ والدَّمعُ ونحُوهما: كَثُرَ. قَالَ أَبو ذُؤيب:
إِذا نَهَضَتْ فِيهِ تَصَعَّدَ نَفْرَهَا
كقِتْرِ الغِلاءِ {مُسْتِدرٌّ صِيَابُهَا
اسْتعَار} الدَّرّ لشِدَّةِ دَفْعِ السِّهَامِ.
{ودَرَّ اللَّبَنُ وادَّمْعُ (} يَدُرُّ) ، بالضَّمّ ( {ويَدِرُّ) ، بالَكسْر،} دَرًّا {ودُرُوراً، وكذالك النَّاقَةُ إِذا حُلِبَت فأَقبلَ مِنْهَا على الحاِلب شَيْءٌ كَثِيرٌ قِيل:} دَرَّتْ، وإِذا اجتمعَ فِي الضَّرْع من العُروق وَسَائِر الجَسَد قيل: {دَرَّ اللَّبَن. (والاسمُ} الدَّرَّةُ، بالكَسْرِ) وبالفَتْح أَيضاً، كَمَا فِي اللّسَان. وَبِهِمَا جاءَ المَثَل: (لَا آتِيكَ مَا اخْتلفَت {الدَّرَّة والجِرَّة) واختلافهما أَنَّ الدِّرَّة تَسْفُلُ والجِرَّةَ تَعْلُو، وَقد تقدّم.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ:} الدَّرُّ: العَمَلُ من خَيرٍ أَو شَرَ. وَمِنْه قَوْلهم: (لله (ِ {دَرُّهُ) ، يكون مَدحْاً، وَيكون ذَمًّا، كَقَوْلِهِم: قاتَلَه اللهاُ مَا أَكْفَرَه، وَمَا أَشْعَره، وَمَعْنَاهُ (أَي) لله (عَمَلُه) ، يُقَال هاذا لِمَن يُمْدَح ويُتَعَجَّب من عَمَلِه. (و) إِذا ذُمَّ عَملُه قيل: (لاَدَ} رَّدَرُّه) ، أَي (لَا زَكَا عَمَلُه) ، وكُلُّ ذالك على المَثَلِ. وَقيل: لِلَّه {دَرُّك مِن رَجُلٍ. مَعْنَاهُ لِلَّهِ خَيرُك وفعَالُك. وإِذَا شَتَمُوا قَالُوا: لَا} دَرَّ دَرُّه، أَي لَا كَثُرَ خَيْرُه. وَقيل: لِلَّهِ {دَرُّك، أَي لِلَّه مَا خَرَج مِنْك من خَيْرٍ. قَالَ ابْن سِيدَه: وَأَصلُه أَنّ رَجُلاً رأَى آخَرَ يَحلُبُ إِبِلاً، فتعَجَّب من كَثْرةِ لَبَنِهَا، فَقَالَ: لِلَّهِ} دَرُّك. وَقيل: أَراد لِلَّهِ صالِحُ عَمَلِك، لأَنَّ! الدَّرَّ أَفضلُ مَا يُحْتَلَب. قَالَ بَعضهم: وأَحسَبهم خَصُّوا اللَّبَن لأَنَّهُم كانُوا يَفْصِدُون النَّاقَةَ فيَشْربُون دَمَهَا ويفْتَظُّونَهاَا فيشربون ماءَ كَرشِها، فَكَانَ اللَّبَنُ أَفضلَ مَا يَحْتَلِخون.
قَالَ أَبو بكْرِ: وَقَالَ أَهلُ اللُّغَة فِي قَوْلهم: لِلَّه دَرُّه. الأَصْلُ فِيهِ أَن الرَّجلَ ذَا كَثُرَ خَيْرُدهُ وعَطَاؤُه وإِنَالَتُه النَّاسَ قيل: لِلَّه {دَرُّه، أَي عَطَاؤُه وَمَا يُؤْخَذُ مِنْهُ، فشَبَّهوا عَطَاءَه} بدَرِّ النّاقَةِ، ثمّ كَثُرَ استِعمَالُهُم حَتَّى صارُوا يَقُولُونه لكلّ مُتعجَّب مِنْه.
قلْت: فعُرِفَ ممّا ذَكرْنَاه كُلّه أَن تَفْير الدَّرِّ بالخَيْر والعَطَاءِ والإِنَالَة إِنّمَا هُوَ تفسيرٌ باللازم، لَا أَنَّه شَرْحٌ لَهُ على الحَقِيقَة؛ فإِن {الدَّرَّ فِي الأَصل هُوَ اللَّبَن، وإِطلاقُه على مَا ذُكِرَ تَجَوُّز، وإِنما أُضِيف لِلَّهِ تَعَالَى إِشارَةً إِلى أَنه لَا يَقدِر عَلَيْهِ غَيْرُه. قَالَ ابنُ أَحمر:
بانَ الشَّبَابُ وأَفْنَى دَمْعَه العُمُرُ
لله} - دَرِّيَ أَيَّ العَيْشِ أَنتَظِرُ
تعَجَّب من نَفْسه.
قَالَ الفَرّاءُ: وَرُبمَا استَعْمَلُوه من غير أَن يَقُولُوا: لِلَّه، فيَقُولون: دَرَّ {دَرُّ فُلانٍ. وأَنشد للمُتَنَخ:
لَا} دَرَّ {- دَرِّيَ أَنْ أَطْعَمْتُ نازِلَهمْ
قِرْفَ الحَتِيِّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنوزُ
(} ودَرَّ النَّبَاتُ) {دَرًّا: (الْتَفَّ) بعضُه مَعَ بعض لكَثْرته. (و) } دَرَّت (الناقَةُ بِلَبَنِها) {تَدُرّ} وتَدِرّ بالضَّمّ، والكَسْرِ، الأَوّلُ على الشُّذُوذ والثَّاني على القِيَاس، كَمَا صرَّحَ بِهِ صاحبُ المِصْباح وَغَيره، {دُرُوراً} ودَرًّا: ( {أَدَرَّتْه) ، فَهِيَ} دَرُورٌ {ودَارٌّ} ومُدِرٌّ، {وأَدرَّها مارِيها دُونَ الفَصِيل، إِذَا مَسحَ ضَرْعَها.
(و) } دَرَّ (الفَرسُ {يَدِرّ) ، بالكَسْر على القِيَاس، (} دَرِيراً) {ودِرَّةً: (عَدَا) عَدْواً (شَدِيداً، أَو) عَدَا (عَدْواً سَهْلاً) مُتَتابِعاً.
(و) } دَرَّ (العِرْقُ) {يَدُرّ} دُرُوراً: (سَالَ) كَمَا {يَدُرّ اللَّبَن، (وكَذَا) } دَرَّت (السَّمَاءُ بالمَطَر) {تَدُرّ (} دَرًّا! ودُرُوراً) ، الأَخير بالضَّمّ، إِذا كثُرَ مَطَرُهَا، (فَهِيَ {مِدْرَارٌ) ، بِالْكَسْرِ، أَي} تَدُرُّ بالمَطَرَ، وَكَذَا سَحابةٌ {مِدْرَارٌ، وَهُوَ مَجاز. (و) } دَرَّت (السُّوقُ: نَفَقَ مَتَاعُها) ، وَالِاسْم {الدِّرَّة. (و) دَرَّ (الشيْءُ: لانَ) . أَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ:
إِذا استَدْبَرَتْنا الشَّمسُ} دَرَّتْ مُتُونُنا
كأَنَّ عُروقَ الجَوْفِ يَنْضَحْنَ عَنْدا
وذالك لأَنَّ العربَ تَقول: إِنْ {اسْتِدْبَارَ الشَّمسِ مَصَحَّةٌ.
(و) دَرَّ (السَّهْمُ) } يَدُرُّ ( {دُرُوراً) ، بالضَّمّ: (دَارَ دَوَراناً) جَيِّداً (على الظُّفُر، وصاحِبُه} أَدَرَّه) ، وذالك إِذا وَضَعَه على ظُفرِ إِبهام اليُسْرَى ثمَّ أَدارَه بإِبْهامِ اليَدِ اليُمْنَى وسَبَّابَتِها. حَكَاهُ أَبو حَنِيفَة. قَالَ: وَلَا يكون {دُرُورُ السَّهْمِ وَلَا حَنِينه إِلاّ من اكتِناز عُودِه وحُسْنِ استقامته والْتِئامِ صَنْعَته.
(و) درَّ (السِّرَاجُ) ، إِذَا (أَضَاءَ، فَهُوَ} دَارٌّ {ودَرِيرٌ) ، كأَمِير، أَي مُضِيءٌ.
(و) } دَرَّ (الخَرَاجُ) {يَدُرُّ (} دَرًّا) ، إِذا (كَثُر إِتَاؤُه) وفَيْؤُه، {وأَدَرَّه عُمّالُه.
(و) } دَرَّ (وَجْهُك) ، إِذا (حَسُنَ بَعْدَ العِلَّة) والمَرَضِ ( {يَدَرُّ، بالفَتْح فِيهِ) . عَن الصاغَانيّ، وَهُوَ (نادِرٌ) . ووَجْهُه أَنه لَا مُوجِبَ للفَتْح، إِذ لَيْسَ فِيهِ حَرفُ الحَلْق عَيْناً وَلَا لاماً؛ ولذالك أَنْكَرُوه وَقَالُوا إِن ماضِيَه مَكْسُور كمَلَّ يَمَلُّ، فَلَا نُدرَة. قَالَه شيخُنا.
(} والدِّرَّةُ، بالكَسْرِ) : {دِرَّة السُّلطانِ، (الَّتي يُضْرَب بهَا) ، عَرَبِيّةٌ مَعْرُوفَة والجمْع} دِرَرٌ. وَتقول: حَرَمْتَنِي {دِرَرَك، فاحْمِني دِرَرَك.
(و) } الدِّرّة: (الدَّمُ) ، أَنشد ثَعْلَب:
تَخْبِط بالأَخْفَافِ والمَنَاِمِ
عَن {دِرَّةٍ تَخْضِب كَفَّ الهاشِمِ
وفسّره فَقَالَ: هاذه حَرْبٌ شَبَّهَها بالناقة،} ودِرَّتُهَا: دَمُهَا. (و) {الدِّرَّةُ: (سَيَلانُ اللَّبَنِ وكَثْرَتهُ) ، وَقد تقدَّم فِي أَوّل المادّة، فَهُوَ تَكْرارٌ، وَمِنْهَا قَولُهم:} دَرَّت العُرُوقُ: امتلأَتْ دَماً أَو لَبَنعاً.
(و) {الدُّرَّة، (بالضَّمِّ: اللُّؤْلُؤةُ العَظِيمَة) ، قَالَ ابْن دُرَيد: هُوَ مَا عَظُمَ من اللُّؤْلُؤِ، (ج} دُرٌّ) ، أَي بإِسقاط الهاءِ، فَهو جَمْع لُغَويّ، واسْمُ جِنْس جَمْعِيّ فِي اصْطلاحٍ، كَمَا حَقَّقه شيخُنَا، ( {ودُرَرٌ) ، كصُرَدٍ، وَهُوَ الجَمْع الحَقِيقيّ (} ودُرَّاتٌ) ، جمع مُؤَنّث سَالم، وَهُوَ غير مَا احْتَاجَ لذِكْره. وأَنشد أَبُو زَيْد للرّبَيع بنِ ضَبُعٍ الفَزَارِيِّ.
أَقْفرَ مِن مَيَّةَ الجَريبُ إِلى الزُّجَّ
يْنِ إِلاّ الظِّبَاءَ والبَقَرَا
كأَنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ
فِي نِسْوةٍ كُنَّ قَبْلَها {دُرَرَا
(} ودُرٌّ) ، بالضّمّ، (من أَعلامِ الرِّجال. {ودُرَّةُ بنتُ أَبِي لَهَبٍ) ابنةُ عَمِّ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من المُهَاجِرَات. كَانَت تَحْت الحَارِث بن نَوْفَل، لَهَا فِي المُسْنَد من رِوَايَة زَوْجها عَنْهَا، وَقيل تَزَوَّجَها دِحْيَةُ الكَلْبِيّ. (و) } دُرَّةُ (بِنْتُ أَبي سَلَمَة) بنِ عَبْد الأَسد: (صحابيَّتانِ) ، وكذالك دُرَّة بنتُ إِي سُفيانَ أُختُ مُعَاوِيَةَ، لَهَا صُحْبة.
(و) قَوْله تَعَالَى: {كَأَنَّهَا} (كَوْكَبٌ {- دُرّيٌّ) (النُّور: 35) ثاقِب (مُضِيءٌ) ، مَنْسُوب إِلَى} الدُّرِّ فِي صَفائِه وحُسْنهِ وبَهائه وبَياضهِ، قَالَه الزَّجَّاج، (ويُثَلَّثُ) أَوَّلُه ويُهْمَز آخِرُه، كَمَا تقدم، فَهِيَ سِتُّ لُغات قُرِىءَ بِهِنُ. ونَقَلَ شيخُنَا عَن أَرباب الأَشْباه والنَّظائر: لَا نَظِيرَ للدُّرِّيىءِ امَضْمُومِ المَهْمُوزِ سهلأَى مُرِّيقٍ، وَلَا لمفتوح سوى المَلِّيتِ، لمَوْضعٍ، وسَكِّين فِيمَا حَكَاهُ أَبو زَيْد.
قلْت: قَالَ الفَرَّاءُ: وَمن الْعَرَب مَنْ يَقُول دِرِّيّ، يَنْسُبه إِلى الدُّرّ، كَمَا قَالُوا: بَحرٌ لُجِّيٌّ ولِجِّيٌّ، وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ. وقرىء: دُرِّيء، بالهَمْزِ، والكَوْكَب {الدُرِّيُّ عِنْد العَرَب هُوَ العَظِيم الْمِقْدعًّرِ. وَقيل: هُوَ أَحَدُ الكَوَاكِبِ الخَمْسَةِ السَّيَّارَة. قَالَ شَيْخُنَا: وَالْمَعْرُوف أَن السّيّارة سبعَةٌ. وَفِي الحَدِيث (كَا تَروْنَ الكَوْكَبَب الدُّرِّيِّ فِي أُفُق السماءِ) ، أَي الشَّدِيد الإِنارَةِ. وَفِي حَدِيثِ الدّجّال (إِحْدَى عَيْنَيْه كأَنَّهَا كَوْكَبٌ} - دُرِّيّ) .
( {- ودُرِّيُّ السَّيْفِ: تَلاْلُؤْه وإِشْرَاقُهُ) إِما أَن يكُون مَنْسُوباً إِلى الدُّرِّ بصفائه ونقائه، وإِما أَن يكون مُشبَّهاً بالكَوْكَب الدُّرِّيّ. قَالَ عبدُ الله بنُ سَبْرة:
كُلٌّ يَنُوءُ بماضِي الحَدِّ ذِي شُطَبٍ
عَضْبٍ جَلاَ القَيْنُ عَن} دُرِّيِّه الطَّبَعَا
ويُروَى عَن ذَرِّيِّه، يَعْنِي فِرِنْدَه، مَنسوبٌ إِلى الذَّرِّ الَّذِي هُوَ النَّمْل الصِّغَار، لأَنَّ فِرِنْدَ السَّيْف يُشَبَّه بآثَارِ الذَّرِّ.
وبَيْتُ دُرَيْدٍ يُروَى بالوَجْهَيْن:
وتُخْرِجُ مِنْهُم ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً
وطُولُ السُّرَى {- دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ
بالدَّال وبالذَّال.
(} ودَرَرُ الطَّرِيق، مُحَرَّكةً: قَصْدُه) ومَتْنُه. وَيُقَال: هُوَ علَى {دَرَرِ الطَّرِيقِ، أَي على مَدْرَجَته. وَفِي الصّحاح: أَي على قَصْدِه، وهما على دَرَرٍ واحِدٍ، أَي قَصْد واحِدٍ،
(و) دَرَرُ (البَيْتِ: قُبَالَتُه) ، ودَارِي} بَدَررِ دَراِك، أَي بحِذَائها، إِذا تَقَابَلَتا. قَالَ ابنُ أَحْمَر:
كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُها
والقُفُّ ممّا تَرَاه فَوْقَه {دَرَرَا
(و) } دَرَرُ (الرِّيحِ: مَهَبُّهَا) .
(! ودَرٌّ: غَدِيرٌ بدِيَارِ بنِي سُلَيْم) يَبْقَى ماؤُه الرَّبيعَ كُلَّه، وَهُوَ بأَعْلَى النَّقِيعِ. قَالَت الخَنْسَاءُ:
أَلاَ يَا لَهْفَ نَفْسي بَعْدَ عَيْش
لنَا جُنُوِبِ {دَرَّ فذِى نَهِيقِ
(} والدَّرَّارَةُ: المِغْزَلُ) الَّذِي يَغْزِل بِهِ الرَّاعِي الصّوفَ. قَالَ:
جَحَنْفَلٌ يَغْزِل {بالدَّرَّارَة
(و) من الْمجَاز: (} أَدَرَّتِ) المرأَةُ (المغِزَلَ فَهِيَ {مُدِرَّةٌ} ومُدِرٌّ) ، الأَخِيرة على النّسَب، إِذا (فَتَلَتْه) فَتْلاً (شَدِيداً) فرأَيتَه (حتّى كأَنه واقِفٌ من) شِدّة (دَوَرَانِه) . وَفِي بعض نُسَخ الجَمْهَرة الموثوقِ بهَا: إِذا رَأَيْتَه وَاقِفًا لَا يَتَعرَّك من شِدَّة دَوَرَانِه. وَفِي حَدِيث عَمْرو بنِ العاصِ أَنه قَالَ لمُعاوِية: (ءَتَيْتُك وأَمرُك أَشَدّ انْفِضَاحاً من حُقِّ الكَهُولِ، فَمَا زِلْتُ أَرُمُّه حَتَّى تَركتُه مِثْلَ فَلْكَةِ {المُدِرِّ) . وَذكر القُتَيْبِيّ هاذا الحديثَ فغَلِط فِي لَفْظه وَمَعْنَاهُ. وحُقُّ الكَهُول: بَيْت العَنْكَبُوت. وأَما} المُدِرّ فَهُوَ الغَزَّال. وَيُقَال للمِغْزَل نَفسِها {الدَّرَّارةُ} والمِدَرَّةُ، وَقد {أَدَرَّت الغازِلةُ} دَرَّارَتَهَا، إِذا أَدَارَتْها لِتَسْتَحْكِم قُوَّةُ مَا تَغْزِله من قُطن أَو صُوف. وضَرَبَ فَلْكَة المُدِرِّ مَثَلاً لإِحكامه أَمرَه عد استِرخائه، واتِّسَاقه بعدَ اضْطِرَابه، وذالك لأَنَّ الغَزَّالَ لَا يأْلو إِحكاماً وتَثْبِتاً لفَلْكَةِ مِغْزَله، لِأَنَّهُ إِذا قَلِقَ لم تَدِرَّ الدَّرًّرَةُ.
قلْتُ: وأَمّا القُتَيْبِيّ فإِنّه فَسَّرَ المُدِرّ بالجَاريَة إِذا فَلَكَ ثَدْيَاهَا ودَرَّ فيهمَا الماءُ، يَقُول: كَانَ أَمرُك مُسْتَرخِياً فأَقَمْته حتَّى صَار كأَنَّه حَلَمَة ثَدْيٍ قد أَدَرَّ. والوَجْهُ الأَوَّلُ أَوْجَهُ.
(و) {أَدَرَّت (النّاقَةُ: دَرَّ لَبَنُها) فَهِيَ مُدِرُّ، وأَدرَّهَا فَصيلُها.
(و) } أَدَرّ (الشَّيْءَ: حَرّكَه) ، وَبِه فُسِّرَ بعضُ مَا وَردَ فِي الحَدِيث: (بَين عَيْنَيْه عِرْق {يُدرُّه الغَضبُ) أَي يُحَرِّكه.
(و) } أَدَرَّ (الرِّيحُ السَّحَابَ: جَلَبَتْه) ، هكاذا بالجِيم، وَفِي بَعْض النُّسَخ بالحاءِ، وَفِي اللِّسَان: والرِّيحُ {تُدِرُّ السَّحَابَ} وتَسْتَدِرُّه، أَي تَسْتَحْلِبُه. وَقَالَ الحادِرَةُ وَهُوَ قُطْبَةُ بنُ أَوْس الغَطَفَانِيّ:
كتاب فَكَأَنَّ فَاهَا بعدَ أَوَّلِ رَقْدةٍ
ثَغَبٌ بِرابِيَةٍ لَذِيذُ المَكْرَعِ
بغَرِيضِ سارِيَةٍ {أدرَّتْه الصَّبَا
من ماءِ أَسْحَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ
الغَرِيض: الماءُ الطَّرِيّ وَقْتَ نُزُولِه من السّحاب أَسْحَرُ: غَدِيرٌ حُرُّ الطِّينِ.
(} والدَّرِيرُ، كأَمِيرٍ: المُكْتَنِزُ الخَلْقِ المُقْتَدِر) من الأَفراس. قَالَ امرؤُ القَيْس:
{دَرِيرٌ كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّهُ
تَقَلُّبُ كَفَّيه بخَيْطٍ مُوَصَّلِ
وَقيل:} الدَّرِيرُ من الخَيْل: السَّرِيعُ مِنْهَا، (أَو السَّرِيعُ) العَدْوِ المُكْتَنِزُ الخَلْقِ (من) جميعِ (الدّوابّ) ، فَفِي حَدِيث أَبي قِلاَبَةَ: (صَلَّيْتُ الظُّهْرَ ثمَّ رَكِبْتُ حِمَاراً {دَرِيراً) .
(ونَاقةٌ} دَرُورٌ) (كصَبُور {ودَارٌّ: كَثِرَةُ} الدَّرّ) ، وضَرةَّ {دَرُورٌ، كذالك. قَالَ طَرَفَةُ:
مِنَ الزَّمِرَاتِ أَسْبَلَ قادِماهَا
وضَرَّتُهَا مُرَكَّنةٌ} درُورُ
(وإِبِلٌ {دُرُرٌ) ، بضَمَّتَيْن، (} ودُرَّرٌ) ، كسُكَّر، ( {ودُرَّارٌ) ، كرُمَّان، مثل كافِرٍ وكُفّار. قَالَ:
كَانَ ابنُ أَسْماءَ يَعْشُوهَا ويَصْبَحُهَا
مِن هَجْمَةٍ كفَسِيلِ النَّخْلِ} دُرّارِ
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنّ {دُرَّاراً جَمْعُ} دَارَّةٍ، على طَرْح الهاءِ.
(! والدَّوْدَرَّى، كيَهْيَرَّى) ، أَي بفَتْح الأَوّل والثَّالِث وتَشْدِيد الرَّاء المَفْتُوحة، وَلَا يَخْفَى أَنَّ المَوْزُونَ بِهِ غَيْرُ مَعْروف: (الَّذِي يَذْهَبُ ويَجِيىءُ فِي غيرِ حاجَةٍ) ولمْ يُستَعْمل إِلاّ مَزِيداً، إِذ لَا يُعْرف فِي الْكَلَام مثل دُرَر.
(و) {الدَّوْدَرَّى: (الآدَرُ) : مَن بِهِ الأُدْرَةُ. (و) الدَّوْدَرَّى: (الطَّويلُ الخُصْيَتَيْنِ) ، وَفِي التَّهْذِيب: العَظِيمُهِما، وذَكَره فِي (د در) وَالصَّوَاب ذكره فِي (د رر) كَمَا للمُصنِّف، وأَنْشَد أَبو الهَيْثم:
لمّا رَأَتْ شَيْخاً لهَا} دَوْدَرَّى
فِي مِثْل خَيْطِ العِهِنِ المُعَرَّى
إذْ هُوَ من قَولهم: فَرسٌ {دَرِيرٌ، والدليلُ عَلَيْهِ قَوله:
(فِي مثْل خَيْطِ العِهِن المُعَرَّى) يريدُ بِهِ الخُذرُوفَ. والمُعَرَّى: (الَّذِي) جُعِلت لَهُ عُرْوةٌ.
(} كالدَّرْدَرَّى) ، بالراءِ بدل الواوِ، عَن الفَرَّاءِ، وَلم يقل بالوَاو.
( {والتَّدِرَّةُ: الدَّرُّ الغَزِيرُ) ، تَفْعِله من} الدَّرّ، وضبطَه الصّغانِيّ بضَمّ الدَّال من {التَّدُرَّةِ.
(} والدُّرْدُرُ، بالضَّمّ: مَغازِرُ أَسْنَانِ الصَّبِيِّ) ، وَالْجمع {الدَّرادِرُ، أَو هِيَ مَنْبِتُها عامَّةً. (أَو هِيَ) مَنْبِتُها (قَبْلَ نَباتِهَا وبعْدَ سُقُوطِها. و) من ذالك المَثَل ((أَعْيَيْتنِي بأُشُر فكَيْفَ) أَرجوك (} بِدُرْدُر)) .
قَالَ أَبو زيد: هاذا رَجُل يُخَاطِب امرأَتَه، (أَي لم تَقْبَل) ، هاكذا فِي النُّسخ. والصلأاب لم تَقْبَلِي (النُّصْحَ شَابًّا) ، هاكذا فِي النُّسخ، والصّواب وأَنتِ شَابَّة ذاتُ أُشُرفي ثَغْرِكِ (فكَيْفَ) الْآن (وقَدْ) أْنَنْتِ حتّى (بَدَتْ {دَرَادِرُك كِبَراً) ، وَهِي مَغَازِرُ الأَسْنَانِ.
ودَرِدَ الرَّجلُ إِذا سَقَطتْ أَسْنَانُه وظَهرَت} دَرَادِرُهَا. وَمثله: (أَعْيَيْتَنِي من شُبَّ إِلى دُبَّ) أَي من لَدُنْ شَبَبْتَ إِلى أَنْ دَبَبْتَ.
(و) يُقَال: لَجَّجُوا فوقَعُوا فِي (! الدُّرْدُور، بالضَّمّ) . قَالَ الجَوْهَرِيّ: الماءُ الَّذِي يَدورُ ويُخاف مِنْهُ الغَرَقُ. وَقَالَ الأَزهَرِيّ: هُوَ (مَوْضِعٌ) فِي (وَسَطِ البَحْر يَجِيشُ مَاؤُه) لَا تكَاد تَءْحلَم مِنْهُ السَّفِينَةُ.
(و) {الدَّرْدُور: اسْم (مَضِيق بساحِلِ بَحْرِ عُمَانَ) يخافُ مِنْهُ أَهلُ البَحْر.
(} وتَدَرْدَرَتِ اللَّحْمَةُ: اضْطَرَبَت) ، وَيُقَال للمَرْأَة إِذا كَانَت عظِيمةَ الأَلْيَتَينِ فإِذا مَشتْ رَجَفَتَا: هِيَ {تُدَرْدِرُ. وَفِي حديثِ ذِي الثُّدَيَّةِ المَقْتُول بالنَّهْرَوان (كَانَت لَهُ ثُدَيَّةٌ مثْل البَضْعةِ} تَدَرْدَرُ) أَي تَمَزْمَزُ وتَرَجْرَجُ: تَجِيءُ وتَذْهب، والأَصل {تَتَدَرْدَر، فَحذف إِحدَى التاءَين تَخْفِيفاً.
(} ودَرْدَرَ البُسْرَةَ) : دَلَكَهَا {بدُرْدُرِه و (لاَكَها) : وَمِنْه قَول بَعضِ العَرَب وَقد جاءَه الأَصْمَعِيّ: أَتَيْتَنِي وأَنَا} أُدَرْدِرُ بُسْرَةً.
( {واستَدَرَّت المِعْزَى: أَرادَتِ الفَحْلَ) ، قَالَ الأُمويّ: يُقَال للمِعْزَى إِذا أَرادَت الفَحْلَ قد} استدرَّت {اسْتِدْراراً وللضَّأْن قد استَوْبَلَت استِيبالاً. وَيُقَال أَيضاً استَذْرَت المِعْزَى استِذْرَاءً، من المــعتلّ بالذَّال المُعْجَمَة.
(} والدَّرْدَارُ) ، كصَلْصال: (صَوْتُ الطَّبْلِ) ، كالدَّرْداب، نَقله الصَّغانيّ.
(و) {الدَّرْدَارُ: (شَجَرٌ) ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ضَرْبٌ من الشَّجَر مَعْرُوفٌ.
قلْت: هُوَ شَجرةُ البَقّ تَخرُجُ مِنْهَا أَقماعٌ مُختلفة كالرُّمَّانات فِيهَا رُطُوبة تَصير بَقًّا، فإِذا انفقَأَت خَرَجَ البَقُّ. ورَرَقُه يُؤكل غَضًّا كالبُقُول، كَذَا فِي مِنْهَاج الدُّكَّان.
(} ودُرَيْرَاتٌ) ، مُصغَّراً، (ع) ، نَقله الصّغانِيّ. (ودُهْدُرَّيْن) بضَمِّ الأَوّل والثَّالث تَثْنِية دُهْدُرّ، يأْتي ذِكْرُه (فِي ده در) ، مُرَاعَاة لتَرْتِيب الحُرُوف، وَهُوَ الأَوْلَى والأَقربُ للمُراجعة، والجوهريّ أَوردَه هُنَا، والصّواب مَا لِلمُصَنِّف.وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
{اسْتَدْرَّ الحَلُوبَةَ: طلَبَ دَرَّهَا.
} والاستِدْرارُ أَيضاً: أَن تمْسَح الضَّرْعَ بيَدِك ثمّ {يَدِرّ اللَّبنُ.
} ودَرَّ الضَّرْعُ باللَّبَن {يَدُرُّ} دَرًّا، {ودَرَّت لِقْحَةُ الْمُسلمين وحَلُوبَتُهُم، يَعْنِي كَثُرَ فَيْؤُهم وخَرَاجُهم وَهُوَ مَجَاز. وَفِي وَصِيَّةِ عُمَر للعُمَّال (} أَدِرُّوا لِقْحَةَ الْمُسلمين) ، قَالَ الليثُ: أَراد خَرَاجَهم، فاسْتَعَارَ لَهُ اللقِّحقةَ {والدِّرَّة.
وَيُقَال للرَّجُل إِذا طَلَبَ حاجَةً فأَلَحَّ فِيهَا:} أَدِرَّهَا، وإِن أَبَتْ، أَي عالِجْها حتَّى {تَدِرَّ، يُكْنَى} بالدَّرِّ هُنَا عَن التَّيْسِير.
{ودُرُورُ العِرْق: تَتابُعُ ضَرَبَانِه كتَتَابُعِ} دُرُورِ العَدْوِ. وَفِي الحَدِيث: (بَيْنَهما عِرْق {يُدِرُّه الغَضَبُ) ، يَقُول: إِذا غَضبَ دَرَّ العِرْقُ الّذِي بَين الحاجبَين،} ودُرُورُه: غِلَظُه وامْتِلاؤُه. وَقَالَ ابْن الأَثير: أَي يَمتلىءُ دَماً إِذا غَضِبَ كَمَا يَمتلىءُ الضَّرعُ لَبَناً إِذا دَرَّ، وَهُوَ مَجاز.
وللسحاب {دِرَّةٌ، أَي صَبٌّ واندِفاقٌ، وَالْجمع درَرٌ. قَالَ النَّمِر بنُ تَوْلَب:
سَلامُ إِلالاهِ ورَيْحَانُهُ
ورَحمَتُهُ وسَماءٌ} دِرَرْ
غَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ
فأَحْيَا العِبَادَ وطَابَ الشَّجَرْ
سماءٌ {دِرَرٌ، أَي ذاتُ دِرَرٍ.
وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاءِ (دِيمَاً} دِرَراً) : جمْع {دِرَّة. وَقيل:} الدِّرَرُ الدَارّ، كقَوْلِه تَعالى: {دِينًا قِيَمًا} أَي قَائِما.
وفَرسٌ {دَرِيرٌ: كَثِيرُ الجَرْيِ، وَهُوَ مجازٌ.
وللسَّاق} دِرَّةٌ: استِدرَارٌ للجَرْيِ.
وللسُّوقِ دِرَّةٌ، أَي نَفَاقٌ.
{ودَرَّ الشيْءُ، إِذا جُمِعَ، ودَرَّ إِذا عُمِلَ، ومرَّ الفَرسُ على} دِرَّتِه، إِذا كَانَ لَا يَثْنِيه شَيْءٌ، وفَرسٌ! مُسْتَدِرٌّ فِي عدْوِه، وَهُوَ مَجازٌ، وَقَالَ أَبو عُبَيدَةَ: {الإِدْرَارُ فِي الخَيل: أَنْ يُعْنِقَ فيرفَعَ يَداً وَيَضَعَها فِي الخَبَب.
} والدَّرْدَرة: حِكَاية صَوْتِ الماءِ إِذا اندفعَ فِي بُطُونِ الأَودِيَةِ. وأَيضاً دُعاءُ المِعْزَى إِلى الماءِ.
{وأَدرَرْتُ عَلَيْهِ الضَّرْبَ: تَابَعْتُه، وَهُوَ مَجاز.
} والدُّرْدُر، بالضّمّ: طَرَفُ اللِّسَان، وَقيل: أَصْلُه. هاكذا قَالَه بَعْضُهم فِي شرْح قَوْل الرَّاجِز:
أُقْسِم إِن لم تَأْتِنا {تَدَرْدَرُ
ليُقْطَعَنَّ مِن لِسَانٍ} دُرْدُرُ
وَالْمَعْرُوف مَغْرِزُ السِّنّ، كَمَا تَقَدَّمَ.
{ودَرَّت الدُّنْيا على أَهلِها: كَثُرَ خَيْرُها، وَهُوَ مَجاز، ورِزْق} دَارٌّ، أَي دائِمٌ لَا يَنقَطِع. وَيُقَال: {دَرَّ بِمَا عندَه، أَي أَخرَجه.
والفارسيّة} الدَّرِّيّة، بتَشْديد الراءِ والياءِ: اللُّغَة الفُصْحَى من لُغَات الفُرْس، منسوبة إِلى {دَرْ، بِفَتْح فَسُكُون، اسْم أَرض فِي شِيرازَ، أَو بمعنَى البابِ وأُرِيد بِهِ بابُ بَهْمَن بن اسفِنْدِيَار. وَقيل: بَهْرَام بن يزْدجِرد. وقِيل: كِسْرى أَنُوشِرْوَان. وَقد أَطال فِيهِ شَيْخُ شُيُوخِ مَشَايِخنَا الشِّهَاب أَحمدُ بن مُحَمَّدٍ العجَمِيّ، خاتِمَةُ المُحَدِّثين بِمصْر، فِي ذَءَحله على لُبِّ اللُّباب للسّيوطيّ، وأَورد شيخُنَا أَيضاً نقلا عَنهُ وَعَن غَيره، فَليُرَاجع فِي الشرْح.
} ودُرّانَةُ: من أَعلام النّساءِ، وكذالك {دُرْدَانةُ. وأَبو} دُرَّة بالضّمّ: قَرْيَة بِمصْر.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.