Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عتل

عَلَّ 

(عَلَّ) الْعَيْنُ وَاللَّامُ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ صَحِيحَةٌ: أَحَدُهَا تَكَرُّرٌ أَوْ تِكْرِيرٌ، وَالْآخَرُ عَائِقٌ يَعُوقُ، وَالثَّالِثُ ضَعْفٌ فِي الشَّيْءِ.

فَالْأَوَّلُ الْعَلَلُ، وَهِيَ الشَّرْبَةُ الثَّانِيَةُ. وَيُقَالُ عَلَلٌ بَعْدَ نَهَلٍ. وَالْفِعْلُ يَعُلُّونَ عَلًّا وَعَلَلًا، وَالْإِبِلُ نَفْسَهَا تَعُلُّ عَلَلًا. قَالَ:

عَافَتَا الْمَاءَ فَلَمْ نُعْطِنْهُمَا ... إِنَّمَا يُعْطِنُ مَنْ يَرْجُو الْعَلَلْ

وَفِي الْحَدِيثِ: " «إِذَا عَلَّهُ فَفِيهِ الْقَوْدُ» "، أَيْ إِذَا كَرَّرَ عَلَيْهِ الضَّرْبَ. وَأَصْلُهُ فِي الْمَشْرَبِ. قَالَ الْأَخْطَلُ:

إِذَا مَا نَدِيمِي عَلَّنِي ثُمَّ عَلَّنِي ... ثَلَاثَ زُجَاجَاتٍ لَهُنَّ هَدِيرُ وَيُقَالُ أَعَلَّ الْقَوْمُ، إِذَا شَرِبَتْ إِبِلُهُمْ عَلَلًا. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: فِي الْمَثَلِ: " مَا زِيَارَتُكَ إِيَّانَا إِلَّا سَوْمُ عَالَّةٍ " أَيْ مِثْلُ الْإِبِلِ الَّتِي تَعُلُّ. وَ " عَرَضَ عَلَيْهِ سَوْمَ عَالَّةٍ ". وَإِنَّمَا قِيلَ هَذَا لِأَنَّهَا إِذَا كُرِّرَ عَلَيْهَا الشُّرْبُ كَانَ أَقَلَّ لِشُرْبِهَا الثَّانِي.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الْعُلَالَةُ، وَهِيَ بَقِيَّةُ اللَّبَنِ. وَبَقِيَّةُ كُلِّ شَيْءٍ عُلَالَةٌ، حَتَّى يُقَالَ لِبَقِيَّةِ جَرْيِ الْفَرَسِ عُلَالَةٌ. قَالَ:

إِلَّا عُلَالَةَ أَوْ بُدَا ... هَةَ قَارِحٍ نَهْدِ الْجُزَارَهْ

وَهَذَا كُلُّهُ مِنَ الْقِيَاسِ الْأَوَّلِ; لِأَنَّ تِلْكَ الْبَقِيَّةَ يُعَادُ عَلَيْهَا بِالْحَلْبِ. وَلِذَلِكَ يَقُولُونَ: عَالَلْتُ النَّاقَةَ، إِذَا حَلَبْتُهَا ثُمَّ رَفَقْتُ بِهَا سَاعَةً لِتُفِيقَ، ثُمَّ حَلَبْتُهَا، فَتِلْكَ الْمُعَالَّةُ وَالْعِلَالُ. وَاسْمُ اللَّبَنِ الْعُلَالَةُ. وَيُقَالُ إِنَّ عُلَالَةَ السَّيْرِ أَنْ تَظُنَّ النَّاقَةَ قَدْ وَنَتْ فَتَضْرِبَهَا تَسْتَحِثُّهَا فِي السَّيْرِ. يُقَالُ نَاقَةٌ كَرِيمَةُ الْعُلَالَةِ. وَرُبَّمَا قَالُوا لِلرَّجُلِ يُمْدَحُ بِالسَّخَاءِ: هُوَ كَرِيمُ الْعُلَالَةِ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يُكَرِّرُ الْعَطَاءَ عَلَى بَاقِي حَالِهِ. قَالَ:

فَإِلَّا تَكُنْ عُقْبَيْ فَإِنَّ عُلَالَةً ... عَلَى الْجَهْدِ مِنْ وَلَدِ الزِّنَادِ هَضُومُ

وَقَالَ مَنْظُورُ بْنُ مَرْثَدٍ فِي تَعَالِّ النَّاقَةِ فِي السَّيْرِ:

وَقَدْ تَعَالَلْتُ ذَمِيلَ الْعَنْسِ ... بِالسَّوْطِ فِي دَيْمُومَةٍ كَالتُّرْسِ

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ: الْعَائِقُ يَعُوقُ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعِلَّةُ حَدَثٌ يَشْغَلُ صَاحِبَهُ عَنْ وَجْهِهِ. وَيُقَالُ اعْتَلَّــهُ عَنْ كَذَا، أَيِ اعْتَاقَهُ. قَالَ: فَاعْتَلَّــهُ الدَّهْرُ وَلِلدَّهْرِ عِلَلْ

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: الْعِلَّةُ: الْمَرَضُ، وَصَاحِبُهَا مُــعْتَلٌّ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَلَّ الْمَرِيضُ يَعِلُّ عِلَّةً فَهُوَ عَلِيلٌ. وَرَجُلٌ عُلَلَةٌ، أَيْ كَثِيرُ الْعِلَلِ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ وَهُوَ بَابُ الضَّعْفِ: الْعَلُّ مِنَ الرِّجَالِ: الْمُسِنُّ الَّذِي تَضَاءَلَ وَصَغُرَ جِسْمُهُ. قَالَ الْمُتَنَخِّلُ:

لَيْسَ بِعَلٍّ كَبِيرٍ لَا حَرَاكَ بِهِ ... لَكِنْ أُثَيْلَةُ صَافِي اللَّوْنِ مُقْتَبَلُ

قَالَ: وَكُلُّ مُسِنٍّ مِنَ الْحَيَوَانِ عَلٌّ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعَلُّ: الضَّعِيفُ مِنْ كِبَرٍ أَوْ مَرَضٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَلُّ: الْقُرَادُ الْكَبِيرُ. وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ الَّذِي أَتَتْ عَلَيْهِ مُدَّةٌ طَوِيلَةٌ فَصَارَ كَالْمُسِنِّ.

وَبَقِيَتْ فِي الْبَابِ: الْيَعَالِيلُ، وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِيهَا، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْيَعَالِيلُ: سَحَائِبُ بِيضٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: بِئْرٌ يَعَالِيلُ صَارَ فِيهَا الْمَطَرُ وَالْمَاءُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. قَالَ: وَهُوَ مِنَ الْعَلَلِ. وَيَعَالِيلُ لَا وَاحِدَ لَهَا. وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الشَّيْبَانِيُّ أَصَحُّ; لِأَنَّهُ أَقْيَسُ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذِهِ الْأُصُولِ إِنْ صَحَّ قَوْلُهَا إِنَّ الْعُلْعُلَ: الذَّكَرُ مِنَ الْقَنَابِرِ. وَالْعُلْعُلُ: رَأَسُ الرَّهَابَةِ مِمَّا يَلِي الْخَاصِرَةَ. وَالْعُلْعُلُ: عُضْوُ الرَّجُلِ. وَكُلُّ هَذَا كَلَامٌ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: إِنَّهُ لَعَلَّانُ بِرُكُوبِ الْخَيْلِ، إِذَا لَمْ يَكُ مَاهِرًا. وَيُنْشِدُونَ فِي ذَلِكَ مَا لَا يَصِحُّ وَلَا يُعَوَّلُ عَلَيْهِ.

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: لَعَلَّ كَذَا يَكُونُ، فَهِيَ كَلِمَةٌ تَقْرُبُ مِنَ الْأَصْلِ الثَّالِثِ، الَّذِي يَدُلُّ عَلَى الضَّعْفِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ خِلَافُ التَّحْقِيقِ، يَقُولُونَ: لَعَلَّ أَخَاكَ يَزُورُنَا، فَفِي ذَلِكَ تَقْرِيبٌ وَإِطْمَاعٌ دُونَ التَّحْقِيقِ وَتَأْكِيدِ الْقَوْلِ. وَيَقُولُونَ: عَلَّ فِي مى لَعَلَّ. وَيَقُولُونَ لَعَلَّنِي وَلَعَلِّي. قَالَ:

وَأُشْرِفُ بِالْقُورِ الْيَفَاعِ لَعَلَّنِي ... أَرَى نَارَ لَيْلَى أَوْ يَرَانِي بَصِيرُهَا

الْبَصِيرُ: الْكَلْبُ.

فَأَمَّا لَعَلَّ إِذَا جَاءَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ - تَعَالَى - فَقَالَ قَوْمٌ: إِنَّهَا تَقْوِيَةٌ لِلرَّجَاءِ وَالطَّمَعِ. وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَاهَا كَيْ. وَحَمَلَهَا نَاسٌ فِيمَا كَانَ مِنْ إِخْبَارِ اللَّهِ - تَعَالَى - عَلَى التَّحْقِيقِ، وَاقْتُضِبَ مَعْنَاهَا مِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي التَّكْرِيرِ وَالْإِعَادَةِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا أَرَادَ مِنْ ذَلِكَ.

عَطَوَ 

(عَطَوَ) الْعَيْنُ وَالطَّاءُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ أَصْلٌ وَاحِدٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى أَخْذٍ وَمُنَاوَلَةٍ، لَا يُخْرِجُ الْبَابُ عَنْهُمَا. فَالْعَطْوُ: التَّنَاوُلُ بِالْيَدِ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

وَتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرِ شَثْنٍ كَأَنَّهُ ... أَسَارِيعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاوِيكُ إِسْحِلِ

يَصِفُ الْمَرْأَةَ أَنَّهَا تَسُوكُ. وَالظَّبْيُ يَعْطُو، وَذَلِكَ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ مُتَطَاوِلًا إِلَى الشَّجَرَةِ لِيَتَنَاوَلَ الْوَرَقَ. وَقَالَ:

تَخُلُّ بِقَرْنَيْهَا بَرِيرَ أَرَاكَةٍ ... وَتَعْطُو بِظِلْفَيْهَا إِذَا الْغُصْنُ طَالَهَا

قَالَ الْخَلِيلُ: وَمِنْهُ اشْتُقَّ الْإِعْطَاءُ. وَالْمُعَاطَاةُ: الْمُنَاوَلَةُ. وَيُقَالُ: عَاطَى الصَّبِيُّ أَهْلَهُ، إِذَا عَمِلَ وَنَاوَلَ مَا أَرَادُوا. وَالْعَطَاءُ: اسْمٌ لِمَا يُعْطَى، وَهِيَ الْعَطِيَّةُ، وَالْجَمْعُ عَطَايَا، وَجَمْعُ الْعَطَايَا أَعْطِيَةٌ. قَالَ:

تُعَاطِيهِ أَحْيَانًا إِذَا جِيدُ جَوْدَةً ... رُضَابًا كَطَعْمِ الزَّنْجَبِيلِ الْمُعَسَّلِ وَيَقُولُونَ: إِنَّ التَّعَاطِيَ: تَنَاوُلٌ مَا لَيْسَ لَهُ بِحَقٍّ، يُقَالُ فُلَانٌ يَتَعَاطَى ظُلْمَ فُلَانٍ. وَفِي كِتَابِ اللَّهِ - تَعَالَى: {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} [القمر: 29] . وَمِنْ أَمْثَالِ الْعَرَبِ: " عَاطٍ بِغَيْرِ أَنْوَاطٍ "، أَيْ إِنَّهُ يَسْمُو إِلَى [الْأَمْرِ] وَلَا آلَةَ لَهُ عِنْدَهُ، كَالَّذِي يَتَعَلَّقُ وَلَا مُتَعَلَّقَ لَهُ.

غَلَوَيَ 

(غَلَوَيَ) الْغَيْنُ وَاللَّامُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ أَصْلٌ صَحِيحٌ فِي الْأَمْرِ يَدُلُّ عَلَى ارْتِفَاعٍ وَمُجَاوَزَةِ قَدْرٍ. يُقَالُ: غَلَا السِّعْرُ يَغْلُو غَلَاءً، وَذَلِكَ ارْتِفَاعُهُ. وَغَلَا الرَّجُلُ فِي الْأَمْرِ غُلُوًّا، إِذَا جَاوَزَ حَدَّهُ. وَغَلَا بِسَهْمِهِ غَلْوًا، إِذَا رَمَى بِهِ سَهْمًا أَقْصَى غَايَتِهِ. قَالَ:

كَالسَّهْمِ أَرْسَلَهُ مِنْ كَفِّهِ الْغَالِي

وَتَغَالَى الرَّجُلَانِ: تَفَاعَلَا مِنْ ذَلِكَ. وَكُلُّ مَرْمَاةٍ عِنْدَ ذَلِكَ غَلْوَةٌ. والدَّابَّةُ فِي سَيْرِهَا غَلْوًا، وَاغْتَلْتِ اغْتِلَاءً، وَغَالَتْ غِلَاءً. وَفِي أَمْثَالِهِمْ: " جَرْيُ الْمُذَكِّيَاتِ غِلَاءٌ ". وَتَغَالَى النَّبْتُ: ارْتَفَعَ وَطَالَ. وَتَغَالَى لَحْمُ الدَّابَّةِ، إِذَا انْحَسَرَ عَنْهُ وَبَرُهُ. وَذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ قُوَّةٍ وَسِمَنٍ وَعُلُوٍّ. وَغَلَتِ الْقِدْرُ تَغْلِي غَلَيَانًا. وَالْغُلَوَاءُ: أَنْ يَمُرَّ عَلَى وَجْهِهِ جَامِحًا. قَالَ:

لَمْ تَلْتَفِتْ لِلِدَاتِهَا ... وَمَضَتْ عَلَى غُلَوَائِهَا

وَأَمَّا الْغَالِيَةُ مِنَ الطِّيبِ فَمُمْكِنٌ أَنَّ يَكُونَ مِنْ هَذَا، أَيْ هِيَ غَالِيَةُ الْقِيمَةِ. يَقُولُونَ: تَغَلَّلْتُ وَتَغَلَّيْتُ مِنَ الْغَالِيَةِ.

فَشَا 

(فَشَا) الْفَاءُ وَالشِّينُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ ظُهُورُ الشَّيْءِ، يُقَالُ: فَشَا الشَّيْءُ: ظَهَرَ.

وَحَكَى ابْنُ دُرَيْدٍ: فَشَأَ الْمَرَضُ فِيهِمْ فُشُوءًا، وَتَفَشَّأَ تَفَشُّؤًا. 

غَضَا 

(غَضَا) الْغَيْنُ وَالضَّادُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ كَلِمَتَانِ: فَالْأُولَى: الْإِغْضَاءُ: إِدْنَاءُ الْجُفُونِ. وَهَذَا مُشْتَقٌّ مِنَ اللَّيْلَةِ الْغَاضِيَةِ، وَهِيَ الشَّدِيدَةُ الظُّلْمَةِ.

وَالْكَلِمَةُ الْأُخْرَى: الْغَضَا، وَهُوَ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ. يُقَالُ: أَرْضٌ غَضْيَاءُ: كَثِيرَةُ الْغَضَا. وَيُقَالُ: إِبِلٌ غَضِيَةٌ: اشْتَكَتْ عَنْ أَكْلِ الْغَضَا. 

فَرَى 

(فَرَى) الْفَاءُ وَالرَّاءُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ عُظْمُ الْبَابِ قَطْعُ الشَّيْءِ، ثُمَّ يُفَرَّعُ مِنْهُ مَا يُقَارِبُهُ: مِنْ ذَلِكَ: فَرَيْتُ الشَّيْءَ أَفْرِيهِ فَرْيًا، وَذَلِكَ قَطْعُكَهُ لِإِصْلَاحِهِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فَرَى، إِذَا خَرَزَ. وَأَفْرَيْتُهُ، إِذَا أَنْتَ قَطَعْتَهُ لِلْإِفْسَادِ. قَالَ فِي الْفَرْيِ:

وَلَأَنْتَ تَفْرِي مَا خَلَقْتَ وَبَعْ ... ضُ الْقَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لَا يَفْرِي

وَمِنَ الْبَابِ: فُلَانٌ يَفْرِي الْفَرِيَّ، إِذَا كَانَ يَأْتِي بِالْعَجَبِ، كَأَنَّهُ يَقْطَعُ الشَّيْءَ قَطْعًا عَجَبًا. قَالَ:

قَدْ كُنْتِ تَفْرِينَ بِهِ الْفَرِيَّا

أَيْ كُنْتِ تُكْثِرِينَ فِيهِ الْقَوْلَ وَتُعَظِّمِينَهُ. وَيُقَالُ: فَرَى فُلَانٌ كَذِبًا يَفْرِيهِ، إِذَا خَلَقَهُ. وَتَفَرَّتِ الْأَرْضُ بِالْعُيُونِ: انْبَجَسَتْ. وَالْفَرَى: الْجَبَانُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ فُرِيَ عَنِ الْإِقْدَامِ، أَيْ قُطِعَ. وَالْفَرَى أَيْضًا: مِثْلُ الْفَرِيِّ، وَهُوَ الْعَجَبُ. وَالْفَرَى: الْبَهْتُ وَالدَّهَشُ، يُقَالُ فَرِيَ يَفْرَى فَرًى. قَالَ الشَّاعِرُ:

وَفَرِيتُ مِنْ فَزَعٍ فَلَا ... أَرْمِي وَقَدْ وَدَّعْتُ صَاحِبْ

وَمِنَ الْبَابِ الْفَرْوَةُ الَّتِي تُلْبَسُ. وَقَالَ قَوْمٌ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ فَرْوَةً مِنْ قِيَاسٍ آخَرَ، وَهُوَ التَّغْطِيَةُ، لِذَلِكَ سُمِّيَتْ فَرْوَةُ الرَّأْسِ، وَهِيَ جِلْدَتُهُ. وَمِنْهُ الْفَرْوَةُ، وَهِيَ الْغِنَى وَالثَّرْوَةُ. وَالْفَرْوَةُ: كُلُّ نَبَاتٍ مُجْتَمِعٍ إِذَا يَبِسَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ الْخَضِرَ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ مِنَ الْأَرْضِ فَاخْضَرَّتْ» . فَإِنْ صَحَّ هَذَا فَالْبَابُ عَلَى قِيَاسَيْنِ: أَحَدُهُمَا الْقَطْعُ، وَالْآخَرُ التَّغْطِيَةُ وَالسَّتْرُ بِشَيْءٍ ثَخِينٍ.

وَأَمَّا الْمَهْمُوزُ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْقِيَاسِ وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، وَهُوَ الْفَرَأُ: حِمَارُ الْوَحْشِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لِأَبِي سُفْيَانَ: «كُلُّ الصَّيْدِ فِي جَوْفِ الْفَرَأِ» . وَقَالَ الشَّاعِرُ:

بِضَرْبٍ كَآذَانِ الْفِرَاءِ

فَدَيَ 

(فَدَيَ) الْفَاءُ وَالدَّالُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ كَلِمَتَانِ مُتَبَايِنَتَانِ جِدًّا. فَالْأُولَى: أَنْ يُجْعَلَ شَيْءٌ مَكَانَ شَيْءٍ حِمًى لَهُ، وَالْأُخْرَى شَيْءٌ مِنَ الطَّعَامِ.

فَالْأُولَى قَوْلُكَ: فَدَيْتُهُ أَفْدِيهِ، كَأَنَّكَ تَحْمِيهِ بِنَفْسِكَ أَوْ بِشَيْءٍ يُعَوِّضُ عَنْهُ. يَقُولُونَ: هُوَ فِدَاؤُكَ، إِذَا كَسَرْتَ مَدَدْتَ، وَإِذَا فَتَحْتَ قَصَرْتَ، يُقَالُ هُوَ فَدَاكَ. قَالَ:

فَدًى لَكُمَا رَجُلَيَّ أُمِّي وَخَالَتِي غَدَاةَ الْكُلَابِ إِذْ تُحَزُّ الدَّوَابِرُ

وَقَالَ فِي الْمَمْدُودِ:

مَهْلًا فِدَاءً لَكَ الْأَقْوَامُ كُلُّهُمْ ... وَمَا أُثَمِّرُ مِنْ مَالٍ وَمِنْ وَلَدِ وَيُقَالُ: تَفَادَى مِنَ الشَّيْءِ، إِذَا تَحَامَاهُ وَانْزَوَى عَنْهُ. وَالْأَصْلُ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ مَا ذَكَرْنَاهُ، وَهُوَ التَّفَادِي: أَنْ يَتَّقِيَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، كَأَنَّهُ يَجْعَلُ صَاحِبَهُ فِدَاءَ نَفْسِهِ. قَالَ:

تَفَادَى الْأُسُودُ الْغُلْبُ مِنْهُ تَفَادِيًا

وَالْكَلِمَةُ الْأُخْرَى الْفَدَاءُ مَمْدُودٌ، وَهُوَ مِسْطَحُ التَّمْرِ بِلُغَةِ عَبْدِ الْقَيْسِ، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْفَدَاءُ: جَمَاعَةُ الطَّعَامِ مِنَ الشَّعِيرِ وَالتَّمْرِ وَنَحْوِهَا. قَالَ:

كَأَنَّ فَدَاءَهَا إِذْ جَرَّدُوهُ ... وَطَافُوا حَوْلَهُ سُلَكٌ يَتِيمٌ

فَحَوَ 

(فَحَوَ) الْفَاءُ وَالْحَاءُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ. مِنْهَا الْفَحَا: أَبْزَارُ الْقِدْرِ. يُقَالُ: فَحِّ قِدْرَكَ. فَأَمَّا فَحْوَى الْكَلَامِ فَهُوَ مَا ظَهَرَ لِلْفَهْمِ مِنْ مَطَاوِي الْكَلَامِ ظُهُورَ رَائِحَةِ الْفِحَاءِ مِنَ الْقِدْرِ، كَفَهْمِ الضَّرْبِ مِنَ الْأُفِّ.

فَجَوَ 

(فَجَوَ) الْفَاءُ وَالْجِيمُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ يَدُلُّ عَلَى اتِّسَاعٍ فِي شَيْءٍ. فَالْفَجْوَةُ: الْمُتَّسَعُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ. وَقَوْسٌ فَجْوَاءُ: بَانَ وَتَرُهَا عَنْ كَبِدِهَا. وَفَجْوَةُ الدَّارِ: سَاحَتُهَا. وَالْفَجَا: تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ عُرْقُوبَيِ الْبَعِيرِ.

وَإِذَا هُمِزَ قُلْتُ: فَجِئَنِي الْأَمْرُ يَفْجَؤُنِي.

فَتَى 

(فَتَى) الْفَاءُ وَالتَّاءُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى طَرَاوَةٍ وَجِدَّةٍ، وَالْآخَرُ عَلَى تَبْيِينِ حُكْمٍ. الْفَتِيُّ: الطَّرِيُّ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْفَتَى مِنَ النَّاسِ: وَاحِدُ الْفِتْيَانِ. وَالْفَتَاءُ: الشَّبَابُ، يُقَالُ فَتًى بَيِّنُ الْفَتَاءِ. قَالَ:

إِذَا عَاشَ الْفَتَى مِائَتَيْنِ عَامًا ... فَقَدْ ذَهَبَ الْبَشَاشَةُ وَالْفَتَاءُ

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ الْفُتْيَا. يُقَالُ: أَفْتَى الْفَقِيهُ فِي الْمَسْأَلَةِ، إِذَا بَيَّنَ حُكْمَهَا. وَاسْتَفْتَيْتُ، إِذَا سَأَلْتَ عَنِ الْحُكْمِ، قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176] . وَيُقَالُ مِنْهُ فَتْوَى وَفُتْيَا.

وَإِذَا هُمِزَ خَرَجَ عَنِ الْبَابَيْنِ جَمِيعًا. يُقَالُ مَا فَتِئْتُ وَفَتَأْتُ أَذْكُرُهُ، أَيْ مَازِلْتُ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى: {قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} [يوسف: 85] ، أَيْ لَا تَزَالُ تَذْكُرُ.

فَنَيَ 

(فَنَيَ) الْفَاءُ وَالنُّونُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ. هَذَا بَابٌ لَا تَنْقَاسُ كَلِمُهُ، وَلَمْ يُبْنَ عَلَى قِيَاسٍ مَعْلُومٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا جَاءَ فِيهِ. قَالُوا: فَنِيَ يَفْنَى فَنَاءً، وَاللَّهُ - تَعَالَى - أَفْنَاهُ، وَذَلِكَ إِذَا انْقَطَعَ. وَاللَّهُ - تَعَالَى - قَطَعَهُ، أَيْ ذَهَبَ بِهِ. وَالْفَنَا مَقْصُورٌ: عِنَبُ الثَّعْلَبِ. وَالْفِنَاءُ: مَا امْتَدَّ مَعَ الدَّارِ مِنْ جَوَانِبِهَا، وَالْجَمْعُ أَفَنِيَةٌ. وَيَقُولُونَ: هُوَ مِنْ أَفْنَاءِ الْعَرَبِ، إِذَا لَمْ يُدْرَ مِمَّنْ هُوَ. وَالْمُفَانَاةُ: الْمُدَارَاةُ. قَالَ:

أُقِيمُهُ تَارَةً وَأُقْعِدُهُ كَمَا ... يُفَانِي الشَّمُوسَ قَائِدُهَا

وَالْأَفَانِي: نَبْتٌ، الْوَاحِدَةُ أَفَانِيَةٌ. وَالْفَنَاةُ: الْبَقَرَةُ، وَالْجَمْعُ فَنَوَاتٌ. وَشَجَرَةٌ فَنْوَاءُ، إِذَا ذَهَبَتْ أَفْنَانُهَا فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَالْقِيَاسُ فَنَّاءُ، لِأَنَّهُ مِنَ الْفَنَنِ.

فَلَوَ 

(فَلَوَ) الْفَاءُ وَاللَّامُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ كَلِمَةٌ صَحِيحَةٌ فِيهَا ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ: التَّرْبِيَةُ، وَالتَّفْتِيشُ، وَالْأَرْضُ الْخَالِيَةُ.

فَالتَّرْبِيَةُ: فَلَوْتُ الْمُهْرَ، إِذَا رَبَّيْتَهُ. يُقَالُ: فَلَاهُ يَفْلُوهُ. وَيُسَمَّى فَلُوًّا: قَالَ الْحُطَيْئَةُ:

سَعِيدٌ وَمَا يَفْعَلْ سَعِيدٌ فَإِنَّهُ ... نَجِيبٌ فَلَاهُ فِي الرِّبَاطِ نَجِيبُ

وَقَوْلُهُمْ: فَلَوْتُهُ عَنْ أُمِّهِ، أَيْ قَطَعْتُهُ عَنِ الْفِطَامِ، فَمَعْنَاهُ مَا ذَكَرْنَاهُ. وَفَلَوْتُ الْمُهْرَ وَافْتَلَيْتُهُ. قَالَ: وَلَيْسَ يَهْلَكُ مِنَّا سَيِّدٌ أَبَدًا ... إِلَّا افْتَلَيْنَا غُلَامًا سَيِّدًا فِينَا

وَالْكَلِمَةُ الْأُخْرَى: فَلَيْتُ الرَّأْسَ أَفْلِيهِ. ثُمَّ يُسْتَعَارُ فَيُقَالُ: فَلَيْتُ رَأْسَهُ بِالسَّيْفِ أَفْلِيهِ.

وَالْكَلِمَةُ الثَّالِثَةُ: الْفَلَاةُ، وَهِيَ الْمَفَازَةُ، وَالْجَمْعُ فَلَوَاتٌ وَفَلًا.

فَأَّ 

(فَأَّ) الْفَاءُ وَالْهَمْزَةُ مَعَ مُــعْتَلٍّ بَيْنَهُمَا، كَلِمَاتٌ تَدُلُّ عَلَى الرُّجُوعِ. يُقَالُ: فَاءَ الْفَيْءُ، إِذَا رَجَعَ الظِّلُّ مِنْ جَانِبِ الْمَغْرِبِ إِلَى جَانِبِ الْمَشْرِقِ. وَكُلُّ رُجُوعٍ فَيْءٌ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9] ، أَيْ تَرْجِعَ. قَالَ الشَّاعِرُ:

تَيَمَّمَتِ الْعَيْنُ الَّتِي عِنْدَ ضَارِجٍ ... يَفِيءُ عَلَيْهَا الظِّلُّ عِرْمِضُهَا طَامِ

يُقَالُ مِنْهُ: فَيَّأَتِ الشَّجَرَةُ، وَتَفَيَّأْتُ أَنَا فِي فَيْئِهَا. وَالْمَرْأَةُ تُفَيِّئُ شَعْرَهَا، إِذَا حَرَّكَتْ رَأْسَهَا مِنْ قِبَلِ الْخُيَلَاءِ. وَيُقَالُ تَفَيُّؤُهَا: تَكَسُّرُهَا لِزَوْجِهَا. وَالْقِيَاسُ فِيهِ كُلِّهِ وَاحِدٌ. وَالْفَيْءُ: غَنَائِمُ تُؤْخَذُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَفَاءَهَا اللَّهُ - تَعَالَى - عَلَيْهِمْ. قَالَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ -: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [الحشر: 7] . وَيُقَالُ: اسْتَفَأْتُ هَذَا الْمَالَ، أَيْ أَخَذْتُهُ فَيْئًا. وَفُلَانٌ سَرِيعُ الْفَيْءِ مِنْ غَضَبِهِ وَالْفِيئَةِ.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: يَا فَيْءَ مَالِي، فَيَقُولُونَ: إِنَّهَا كَلِمَةُ أَسَفٍ. وَهَذَا عِنْدِي مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي ذَهَبَ مَنْ كَانَ يُحْسِنُ حَقِيقَةَ مَعْنَاهُ. وَأَنْشَدَ:

يَا فَيْءَ مَالِي مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ ... مَرُّ الزَّمَانِ عَلَيْهِ وَالتَّقْلِيبُ

غَشَى 

(غَشَى) الْغَيْنُ وَالشِّينُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى تَغْطِيَةِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ. يُقَالُ غَشَّيْتُ الشَّيْءَ أُغَشِّيهِ. وَالْغِشَاءُ: الْغِطَاءُ. وَالْغَاشِيَةُ: الْقِيَامَةُ، لِأَنَّهَا تَغْشَى الْخَلْقَ بِإِفْزَاعِهَا. وَيُقَالُ: رَمَاهُ اللَّهُ بِغَاشِيَةٍ، وَهُوَ دَاءٌ يَأْخُذُ كَأَنَّهُ يَغْشَاهُ. وَالْغِشْيَانُ: غِشْيَانُ الرَّجُلِ الْمَرْأَةَ. 

غَمَيَ 

(غَمَيَ) الْغَيْنُ وَالْمِيمُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ يَدُلُّ عَلَى تَغْطِيَةٍ وَتَغْشِيَةٍ. مِنْ ذَلِكَ: غَمَيْتُ الْبَيْتَ، إِذَا سَقَفْتَهُ، وَالسَّقْفُ غِمَاءٌ. وَمِنْهُ أُغْمِيَ [عَلَى] الْمَرِيضِ فَهُوَ مُغْمًى عَلَيْهِ إِذَا غُشِيَ عَلَيْهِ.

غَسَا 

(غَسَا) الْغَيْنُ وَالسِّينُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ حَرْفٌ وَاحِدٌ، يَدُلُّ عَلَى تَنَاهٍ فِي كِبَرٍ أَوْ غَيْرِهِ. يُقَالُ غَسَا اللَّيْلُ وَأَغْسَى. وَشَيْخٌ غَاسٍ: طَالَ عُمْرُهُ. وَرُوِيَ أَنَّ قَارِئًا قَرَأَ: " وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ غُسِيًّا ".

غَزَوَ 

(غَزَوَ) الْغَيْنُ وَالزَّاءُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ، أَحَدُهُمَا طَلَبُ شَيْءٍ، وَالْآخَرُ فِي بَابِ اللِّقَاحِ.

فَالْأَوَّلُ الْغَزْوُ. وَيُقَالُ: غَزَوْتُ أَغْزُو. وَالْغَازِي: الطَّالِبُ لِذَلِكَ، وَالْجَمْعُ غُزَاةٌ وَغَزِيٌّ أَيْضًا، كَمَا يُقَالُ لِجَمَاعَةِ الْحَاجِّ حَجِيجٌ. وَالْمُغْزِيَةُ: الْمَرْأَةُ الَّتِي غَزَا زَوْجُهَا. وَيُقَالُ فِي النِّسْبَةِ إِلَى الْغَزْوِ: غَزَوِيٌّ.

وَالثَّانِي: قَوْلُهُمْ: أَغْزَتِ النَّاقَةُ، إِذَا عَسُرَ لِقَاحُهَا. وَقَالَ قَوْمٌ: الْأَتَانُ الْمُغْزِيَةُ: الَّتِي يَتَأَخَّرُ نِتَاجُهَا ثُمَّ تُنْتَجُ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

يُرِنُّ عَلَى مُغْزِيَاتِ الْعِقَا ... قِ يَقْرُو بِهَا قَفَرَاتِ الصِّلَالِ

غَرَوَ 

(غَرَوَ) الْغَيْنُ وَالرَّاءُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ أَصْلٌ صَحِيحٌ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى الْإِعْجَابِ وَالْعَجَبِ لِحُسْنِ الشَّيْءِ. مِنْ ذَلِكَ الْغَرِيُّ، وَهُوَ الْحَسَنُ. يُقَالُ مِنْهُ رَجُلٌ غَرٍ. ثُمَّ سُمِّيَ الْعَجَبُ غَرْوًا. وَمِنْهُ: أَغْرَيْتُهُ بِالشَّيْءِ الَّذِي تُلْصَقُ بِهِ الْأَشْيَاءُ. وَيُقَالُ: غَارَتِ الْعَيْنُ بِالدَّمْعِ غِرَاءً، إِذَا لَجَّتْ فِي الْبُكَاءِ. وَغَرِيَتْ بِالدَّمْعِ. وَقَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا قُلْتُ أَسْلُو غَارَتِ الْعَيْنُ بِالْبُكَا ... غِرَاءً وَمَدَّتْهَا مَدَامِعُ حُفَّلُ

غَذَى 

(غَذَى) الْغَيْنُ وَالذَّالُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْمَأْكَلِ، وَعَلَى جِنْسٍ مِنَ الْحَرَكَةِ.

فَأَمَّا الْمَأْكَلُ فَالْغِذَاءُ، وَهُوَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ. وَغَذِيُّ الْمَالِ وَغَذَوِيُّهُ: صِغَارُهُ، كَالسِّخَالِ وَنَحْوِهَا. وَسُمِّيَ غَذَوِيَّا لِأَنَّهُ يُغْذَى.

وَأَمَّا الْآخَرُ فَالْغَذَوَانُ: النَّشِيطُ مِنَ الْخَيْلِ، سُمِّيَ لِشَبَابِهِ وَحَرَكَتِهِ. وَيُقَالُ غَذَّى الْبَعِيرُ بِبَوْلِهِ يُغَذِّي، إِذَا رَمَى بِهِ مُتَقَطِّعًا. وَغَذَا الْعِرْقُ يَغْذُو، أَيْ يَسِيلُ دَمًا. قَالَ:

وَطَعْنٍ كَفَمِ الزِّقِّ ... غَذَا وَالزِّقُّ مَلْآنُ

غَدَوَ 

(غَدَوَ) الْغَيْنُ وَالدَّالُ وَالْحَرْفُ الْمُــعْتَلُّ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى زَمَانٍ. مِنْ ذَلِكَ الْغُدُوُّ، يُقَالُ غَدَا يَغْدُو. وَالْغُدْوَةُ وَالْغَدَاةُ، وَجَمْعُ الْغُدْوَةِ غُدًى، وَجَمْعُ الْغَدَاةِ غَدَوَاتٌ. وَالْغَادِيَةُ: سَحَابَةٌ تَنْشَأُ صَبَاحًا. وَأَفْعَلُ ذَلِكَ غَدًا. وَالْأَصْلُ غَدْوًا. قَالَ:

بِهَا حَيْثُ حَلُّوهَا وَغَدْوًا بَلَاقِعُ

وَالْغَدَاءُ: الطَّعَامُ بِعَيْنِهِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يُؤْكَلُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.