Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عبس

رَبَدَ

رَبَدَ رُبُوداً: أقامَ، وحَبَسَ. وكمِنْبَرٍ: المَحْبَسُ، والجَرينُ،
وع بالبَصْرَةِ.
والرُّبْدَةُ، بالضم: لَوْنٌ إلى الغُبْرَةِ، وقد ارْبَدَّ وارْبادَّ.
والرَّبْداءُ: المُنْكَرَةُ،
وـ من المَعَزِ: السَّوْداءُ المُنَقَّطَةُ بحُمْرَةٍ.
والأَرْبَدُ: حَيَّةٌ خَبيثَةٌ، والأَسَدُ،
كالمُتَرَبِّد، وابنُ ضابئٍ، وابنُ شُرَيْحٍ، وابنُ رَبيعةَ: شُعَراءُ.
وتَرَبَّدَ: تَغَيَّرَ،
وـ السماءُ: تَغَيَّمَتْ، وتَــعَبَّسَ. وكصُرَدٍ: الفِرِنْدُ.
والرَّبيدُ: تَمْرٌ مُنَضَّدٌ نُضِحَ عليه الماءُ، وبهاءٍ: قِمَطْرُ المَحاضِرِ.
والرَّابِدُ: الخازِنُ.
والمُرَبَّدُ: المُوَلَّعُ بِسَوادٍ وبياضٍ. وقد ارْبَدَّ وارْبادَّ، كاحْمَرَّ واحْمارَّ. وأرْبَدَةُ، أو أرْبَدُ التَّميمِيُّ: تابِعيٌّ.
ومِرْبَدُ النَّعَمِ، كمِنْبَرٍ: ع قُرْبَ المدينةِ.
(رَبَدَ)
(هـ) فِيهِ «إنَّ مسجدَه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِرْبَداً لِيَتيمَيْن» الْمِرْبَدُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُحْبَس فِيهِ الْإِبِلُ وَالْغَنَمُ، وَبِهِ سُمِّيَ مِرْبَدَ الْمَدِينَةِ والبَصْرة. وَهُوَ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْبَاءِ، مِنْ رَبَدَ بِالْمَكَانِ إِذَا أَقَامَ فِيهِ. ورَبَدَهُ إِذَا حَبَسه.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّهُ تَيَمَّم بِمِرْبَدِ النَّعَم» والْمِرْبَدُ أَيْضًا: الْمَوْضِعُ الَّذِي يُجْعَل فِيهِ التَّمر ليَنْشَف، كالبَيْدَر للحِنْطة. (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حَتَّى يَقُومَ أَبُو لُبابة يَسُدّ ثَعْلبَ مِرْبَده بإزارِه» يَعْنِي مَوْضِعَ تَمْره.
(س) وَفِي حَدِيثِ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ «إِنَّهُ كَانَ يَعْمل رَبَداً بِمَكَّةَ» الرَّبَدُ بِفَتْحِ الْبَاءِ: الطِين، والرَّبَّادُ: الطَّيَّان: أَيْ بِناء مِنْ طِينٍ كالسِّكْر، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الرَّبْدِ: الحبْس؛ لِأَنَّهُ يَحْبِس الْمَاءَ. ويُروَى بِالزَّايِ وَالنُّونِ. وَسَيَجِيءُ فِي مَوْضِعِهِ.
(هـ) وَفِيهِ «إِنَّهُ كَانَ إِذَا نَزل عَلَيْهِ الوحْيُ ارْبَدَّ وجْهُه» أَيْ تغيَّر إِلَى الغُبْرة. وَقِيلَ الرُّبْدَةُ:
لوْن بَيْنَ السَّواد والغُبْرة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيفة فِي الفِتَن «أيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها صَارَ مُرْبَدّاً» وَفِي رِوَايَةٍ «صَارَ مُرْبَادّاً» هُمَا مِنِ ارْبَدَّ وارْبَادَّ. وَيُرِيدُ ارْبِدَادَ الْقَلْبِ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى لَا الصُّورَةِ، فَإِنَّ لَوْنَ الْقَلْبِ إِلَى السَّوَادِ مَا هُوَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمرو بْنِ الْعَاصِ «إِنَّهُ قَامَ مِنْ عِنْدِ عُمر مُرْبَدَّ الوَجْه فِي كلامٍ أُسْمِعَه» .

دَعَمَ

(دَعَمَ)
فِيهِ «لِكُلِّ شيءٍ دِعَامَةٌ» الدِّعَامَةُ بِالْكَسْرِ: عِمَادُ البيْتِ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ، وَبِهِ سُمِّي السَّيد دِعَامَةً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ «فمالَ حَتَّى كَادَ يَنْجَفِلُ فأتَيْتُه فَدَعَمْتُهُ» أَيْ أسْنَدْتُه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَبَســة «شيخٌ كبيرٌ يَدَّعِمُ عَلَى عَصًا لَهُ» أصْلُها يَدْتَعِمُ، فأدْغَم التَّاءَ فِي الدَّالِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الزُّهْرِي «أَنَّهُ كَانَ يَدَّعِمُ عَلَى عَسْرَائِهِ» أَيْ يَتَّكِئُ عَلَى يَدِهِ العَسْراء، تأنيثُ الْأَعْسَرِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ووصَف عُمَرَ بْنَ الخطَّاب فَقَالَ «دِعَامَةٌ لِلضَّعِيفِ» .

دَحَسَ

(دَحَسَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ سَلْخ الشَّاة «فَدَحَسَ بِيَدِه حَتَّى تَوَارَتْ إِلَى الإبْطِ، ثُمَّ مَضَى وصلَّى وَلَمْ يَتَوضأ» أَيْ دسَّها بَيْنَ الْجِلْدِ واللَّحم كَمَا يَفْعَلُ السَّلاَّخ.
وَفِي حَدِيثِ جَرير «أَنَّهُ جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بيتٍ مَدْحُوسٍ مِنَ النَّاسِ فَقَامَ بالْبَاب» أَيْ مَمْلُوءٍ، وكُلُّ شَيْءٍ مَلأَته فَقَدْ دَحَسْتَهُ. والدَّحْسُ والدسُّ مُتَقاربان.
وَمِنْهُ حَدِيثُ طَلْحَةَ «أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ دَارَه وَهِيَ دِحَاسٌ» أَيْ ذَات دِحَاسٍ. وَهُوَ الإمتلاءُ وَالزِّحَامُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ «حقٌّ عَلَى النَّاس أَنْ يَدْحَسُوا الصُّفوف حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَهُمْ فُرَجٌ» أَيْ يَزْدحِموا فِيهَا ويَدُسُّوا أَنْفُسَهُمْ بَيْنَ فُرَجها. وَيُرْوَى بخَاء مُعْجَمَةٍ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ.
وَفِي شعْر العَلاء بْنِ الحَضْرَمي؛ أَنْشَدَهُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
وَإِنْ دَحَسُوا بِالشَّرِّ فَاعْفُ تَكَرُّمًا ... وَإِنْ خَنَسُوا عَنْكَ الْحَدِيثَ فَلَا تَسَلْ
يُرْوَى بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، يُريدُ إِنْ فَعلوا الشَّرَّ مِنْ حَيْثُ لَا تَعْلَمُ.
دَحَسَ بينهم، كمنع: أفْسَدَ، وأدْخَلَ اليَدَ بَيْنَ جِلْدِ الشَّاةِ وصِفَاقِها لِلسَّلْخِ،
وـ الشيءَ: مَلأَهُ.
وـ السُّنْبُلُ: امْتَلأَتْ أكِمَّتُهُ من الحَبِّ،
كأدْحَسَ،
وـ بِرِجْلِهِ: دَحَصَ،
وـ الحديثَ: غَيَّبَهُ،
وـ بالشَّرِّ: دَسَّهُ من حيثُ لا يُعْلَمُ.
والدَّحْسُ: الزَّرْعُ إذا امتلأَ حَبّاً.
وداحِسٌ: فَرَسٌ لِقَيْسِ بنِ زُهَيْرٍ، ومنه: حَرْبُ دَاحِسٍ: تَرَاهَنَ قَيْسٌ وحُذَيْفَةُ بنُ بَدْرٍ على عِشرينَ بَعيراً، وجَعَلاَ الغايَةَ مِئةَ غَلْوَةٍ، والمِضْمَارَ أربَعِينَ لَيْلَةً. فأجْرَى قَيْسٌ داحِساً والغَبْراءَ، وحُذَيْفَةُ الخَطَّارَ والحَنْفَاءَ، فَوَضَعَتْ بَنُو فَزَارَةَ رَهْطُ حُذَيْفَةَ كَمِيناً في الطريقِ، فَرَدُّوا الغَبْراء، ولَطَموهَا، وكانَتْ سَابِقَةً. فَهَاجَتِ الحَرْبُ بينَ عَبْسٍ وذُبْيَانَ أربعينَ سنةً. وسُمِّيَ داحِساً لأنَّ أُمَّهُ جَلْوَى الكُبْرَى مَرَّتْ بِذِي العُقَّالِ، وكان ذو العقال مع جارِيَتَيْنِ من الحَيِّ، فلما رأى جَلْوَى، وَدَى، فَضَحِكَ شَبَابٌ من الحَيِّ، فاسْتَحْيَتَا، فأرسَلَتَاهُ، فَنَزَا عليها، فَوافَقَ قَبُولَها، فَعَرَفَ حَوْطٌ ـ صاحِبُ ذي العُقَّالِ ـ ذلك، حِينَ رَأى عَيْنَ فَرَسِهِ وكان شِرِّيراً، فَطَلَبَ منهم ماء فَحْلِهِ. فلما عَظُمَ الخَطْبُ بينهم، قالوا له: دُونَكَ ماءَ فَرَسِكَ، فَسَطَا عليها حَوْطٌ، وَجَعَلَ يَدَهُ في ماء وتُرابٍ، فأدْخَلَ يَدَهُ في رحمها حتى ظَنَّ أنه قد أخرَجَ الماء. واشْتَمَلَتِ الرَّحِمُ على ما فيها، فَنَتَجَها قِرْواشٌ مُهْراً، فَسُمِّيَ داحِساً من ذلك، وخَرَجَ كأنه ذو العُقَّالِ أبوهُ، وضُرِبَ به المَثَلُ، فقيل: "أشْأمُ من داحِسٍ".
والدَّحَّاسُ، كرُمَّانٍ وشَدادٍ: دُوَيبَّةٌ صَفْراءُ، تَشُدُّها الصِّبْيَانُ في الفِخَاخِ لِصَيْدِ العَصَافِيرِ.
والداحِسُ والداحُوسُ: قَرْحَةٌ، أو بَثْرَةٌ تَظْهَرُ بَيْنَ الظُّفُرِ واللحْمِ، فَيَنْقَلِعُ منها الظُّفُرُ. والإِصْبَعُ مَدْحُوسَةٌ.
وبيتٌ مَدْحُوسٌ ودِحَاسٌ، بالكسر: ممْلُوءٌ كثيرُ الأهْلِ.
والدَّيْحَسُ: الكثيرُ من كلِّ شيءٍ.

حَرَا

(حَرَا)
[هـ] فِي حَدِيثِ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم «فَمَا زَالَ جسْمه يَحْرِي» أَيْ يَنْقُص. يُقَالُ: حَرَى الشّيءُ يَحْرِي إِذَا نَقَص.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الصِّدِّيقِ «فَمَا زَالَ جِسْمه يَحْرِي بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَحِقَ بِهِ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ عَبْسَــة «فَإِذَا رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَخْفِياً حِرَاءٌ عَلَيْهِ قومُه» أَيْ غِضَاب ذَوُو غَمٍّ وهَمٍّ، قَدِ انْتَقَصَهُم أمرُهُ وعِيلَ صَبْرُهم بِهِ، حَتَّى أَثّر فِي أَجْسَامِهِمْ وانْتَقَصهم.
(س) وَفِيهِ «إنَّ هَذَا لَحَرِيٌّ إِن خَطَبَ أَن يُنْكَحَ» يُقَالُ: فُلَانٌ حَرِيٌّ بِكَذَا وحَرَى بِكَذَا، وبالحَرَى أَنْ يَكُونَ كَذَا: أَيْ جَدير وخَليق. والمُثقَّل يثنَّى ويُجْمع، ويُؤنث، تقول حَرِيَّانِ وحَرِيُّونَ وحَرِيَّةٌ. والمُخَفَّف يَقع عَلَى الواحِد وَالِاثْنَيْنِ والجَمع والمذَكَّر والمؤنَّث عَلَى حالَة واحِدَة؛ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «إِذَا كَانَ الرَّجُل يَدْعو فِي شَبِيبَتِه ثُمَّ أصابَه أمْرٌ بَعْد مَا كَبِر فَبِالحَرَى أَنْ يُسْتَجاب لَهُ» .
وَفِيهِ «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْر فِي العَشْر الْأَوَاخِرِ» أَيْ تعَمّدُوا طَلبهَا فِيهَا. والتَّحَرِّي: القَصْد وَالِاجْتِهَادُ فِي الطَّلَبِ، والعَزْم عَلَى تَخْصِيص الشَّيْءِ بِالْفِعْلِ وَالْقَوْلِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَتَحَرَّوْا بِالصَّلَاةِ طُلوعَ الشَّمْسِ وغُروبها» وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرها فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ رجُل مِنْ جُهَينة «لَمْ يكُن زَيْد بْنُ خَالِدٍ يُقَرّبُه بِحَرَاه سُخْطاً لِلَّهِ عَزَّ وجَلَّ» الحَرَا بِالْفَتْحِ وَالْقَصْرِ: جَنَاب الرجُل. يُقَالُ: اذْهَبْ فَلَا أَرَاكَ بحَرَاي.
(س) وفيه «كان يتحثّ بحِرَاء» هُوَ بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ: جَبل مِنْ جِبَالِ مَكَّةَ مَعْرُوفٌ.
ومنْهم مَنْ يُؤنثُه وَلَا يَصْرِفه. قَالَ الخَطّابي: وَكَثِيرٌ مِنَ المُحَدّثين يغْلَطُون فِيهِ فيفْتَحون حَاءَهُ.
ويَقْصُرُونَهُ ويُمِيلونه، وَلَا يَجُوزُ إمالتُه؛ لأنَّ الرَّاءَ قَبْلَ الْأَلْفِ مَفْتوحَة، كَمَا لَا تَجُوز إِمَالَةُ رَاشد ورَافِع.

أَكَلَ

(أَكَلَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ «مَا زَالَتْ أُكْلَة خَيْبر تُعادُّني» الأُكْلَة بالضم اللقمة التى يأكل مِنَ الشَّاةِ، وَبَعْضُ الرُّوَاةِ يَفْتَحُ الْأَلِفَ وَهُوَ خَطَأٌ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا إِلَّا لُقْمَة وَاحِدَةً.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «فليَضَعْ فِي يَدِهِ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ» أَيْ لُقْمة أَوْ لُقمتين.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «مَنْ أَكَلَ بِأَخِيهِ أُكْلَةً» مَعْنَاهُ الرَّجُلُ يَكُونُ صَدِيقا لِرَجُلٍ، ثم يَذْهَبُ إِلَى عَدُوِّهِ فَيَتَكَلَّمُ فِيهِ بِغَيْرِ الْجَمِيلِ ليُجِيزه عَلَيْهِ بِجَائِزَةٍ، فَلَا يُبارك اللَّهُ لَهُ فِيهَا، هِيَ بِالضَّمِّ اللُّقْمَةُ، وَبِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ مِنَ الأَكْل .
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «أَخْرَجَ لَنَا ثَلَاثَ أُكَلٍ» هِيَ جَمْعُ أُكْلَة بِالضَّمِّ: مِثْلُ غُرْفةٍ وغُرَف.
وَهِيَ الْقُرْصُ مِنَ الخُبزِ.
وَفِي حديث عائشة تصف عمر رضي الله عنهما «وبَعَجَ الْأَرْضَ فَقَاءَتْ أُكْلَهَا» الأُكْل بِالضَّمِّ وَسُكُونِ الْكَافِ اسْمُ المَأْكُول، وَبِالْفَتْحِ المصدرُ، تُرِيد أَنَّ الْأَرْضَ حَفِظَت البَذر وشربَتْ مَاءَ الْمَطَرِ، ثُمَّ قاءَتْ حِينَ أنْبَتتْ، فكَنَتْ عَنِ النَّبَاتِ بالقَيء. وَالْمُرَادُ مَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْبِلَادِ بِمَا أغْزَى إِلَيْهَا مِنَ الْجُيُوشِ.
وَفِي حَدِيثِ الرِّبَا «لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا ومُؤَكِّلَهُ» يُرِيدُ بِهِ الْبَائِعَ وَالْمُشْتَرِيَ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ المُؤَاكَلَة» هُوَ أَنْ يَكُونَ للرَّجُل عَلَى الرَّجُلِ دَيْن فَيُهْدي إِلَيْهِ شَيْئًا» ، لِيُؤَخّرُهُ ويُمْسك عَنِ اقْتِضَائِهِ. سُمِّيَ مُؤَاكَلَة لِأَنَّ كُل وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُؤَكِّلُ صاحبَه أَيْ يُطْعمه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «ليَضْربَنَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ بِمِثْلِ آكِلَة اللَّحْمِ ثُمَّ يَرى أَنِّي لَا أُقِيده» الآكِلَة عَصًا مُحَدَّدَة. وَقِيلَ الْأَصْلُ فِيهَا السِّكِّينُ، شُبّهَت العَصَا المحدَّدَة بِهَا. وَقِيلَ هِيَ السّيَاط.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ لَهُ آخَرَ «دَعِ الرُّبَّى والماخِض والأَكُولة» أَمَرَ المُصَدّق أَنَّ يَعُدّ عَلَى رَبِّ الْغَنَمِ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ وَلَا يَأْخُذَهَا فِي الصَّدَقَةِ لِأَنَّهَا خِيار الْمَالِ. والأَكُولَة الَّتِي تسَمّن لِلْأَكْلِ. وَقِيلَ هِيَ الْخَصِيُّ والهَرِمة وَالْعَاقِرُ مِنَ الْغَنَمِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالَّذِي يُرْوَى فِي الْحَدِيثِ الأَكِيلَة، وَإِنَّمَا الأَكِيلَة المَأْكُولَة، يُقَالُ هَذِهِ أَكِيلَة الأَسد وَالذِّئْبِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَإِنَّهَا الأَكُولَة.
وَفِي حَدِيثِ النَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ «فَلَا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وشَريبَه» الأَكِيل والشَّريب: الَّذِي يُصاحبك فِي الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفاعل.
(س) وَفِيهِ «أُمِرْتُ بقَرْيَة تَأْكُلُ القُرى» هِيَ الْمَدِينَةُ، أَيْ يَغْلِبُ أهلُها وَهُمُ الْأَنْصَارُ بِالْإِسْلَامِ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ القُرى، ويَنْصُر اللَّهُ دينَهُ بِأَهْلِهَا، ويفتحُ القُرى عَلَيْهِمْ ويُغَنِّمُهُم إيَّاها فيأكلونها. (س [هـ] ) وَفِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَــة «ومَأْكُول حِمْير خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا» المَأْكُول الرعيَّة والآكِلُون الْمُلُوكُ جعَلوا أَمْوَالَ الرعيَّة لَهُمْ مأكَلَة، أرَاد أَنَّ عوَامّ أَهْلِ اليَمن خَيْرٌ مِنْ مُلُوكِهِمْ.
وَقِيلَ أَرَادَ بِمَأْكُولِهِمْ مَن مَاتَ مِنْهُمْ فأكلتْهم الْأَرْضُ، أَيْ هُمْ خَيْرٌ مِنَ الْأَحْيَاءِ الآكِلين وَهُمُ الْبَاقُونَ.

أمو

(أ م و) : (الْأَمَةُ) وَاحِدَةُ الْإِمَاءِ وَبِتَصْغِيرِهَا حَكَى شُرَيْحٌ الْقَاضِي وَهُوَ الْمُرَادُ فِي قَوْلِهِ أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا أُمَيَّةَ (أُمَوِيَّةٌ) فِي (ع ب) .
أمو
أَمَة [مفرد]: ج إماء:
1 - جارية، امرأةٌ مملوكة عكسها حُرَّة " {وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} " ° يا أمةَ الله: للحرَّة والمملوكة، كما يُقال: ياعبدَ الله.
2 - خادمة "أَمةٌ أمينة". 
[أم و] الأَمَةُ المَملُوكَةُ تَقولُ العَربُ في الدُّعَاءِ على الإِنسانِ رماهُ اللهُ من كُلِّ أَمَةٍ بحَجَرٍ حَكَاهُ ابنُ الأَعْرابي وأُرَاهُ من كلِّ أَمْتٍ بحَجَرٍ وجَمْعُ الأَمَةِ أَمَوَاتٌ وإِماءٌ وآمٍ وإِمْوَانٌ وأُمْوَانٌ كِلاهُما على طَرْحِ الزَّائدِ ونَظِيرُهُ عند سِيبَوَيهِ أَخٌ وإِخْوانٌ قالَ القَتَّالُ الكِلابِيُّ

(أمَّا الإِماءُ فَلا يَدْعُونَنِي وَلَدًا ... إذا تَرَامَى بَنُو الإِمْوَانِ بالعَارِ)

ويُرْوَى بَنُو الأُمْوَانِ رواهُ اللِّحْيَانيُّ وحَمَل سِيبَوَيهِ أَمَةً على أنَّها فَعَلَةٌ لِقولِهم في تَكسيرِها آمٍ كقولهم أَكَمَةٌ وآكُمُ قال ابنُ جِنِّي القولُ فيه عِندي أنّ حَرَكَةَ العين قد عَاقَبَتْ في بَعْضِ المَوَاضِعِ تاءَ التَّأنيثِ وذلِكَ في الأَدْوَاءِ نَحْو رَمِثَ رَمَثًا وحَبِطَ حَبَطًا فإِذا أَلْحَقُوا التَّاءَ أَسْكَنُوا العَيْنَ فَقَالُوا حَقِلَ حَقْلَةً ومَغِلَ مَغْلَةً فقد تَرَى إلى مُعاقَبَة حَرَكَةِ العَيْنِ تَاءَ التأنيثِ ومن ذلك قَولُهُم جَفْنَةٌ وجَفَنَاتٌ وقَصْعةٌ وقَصَعَاتٌ لما حَذَفُوا التَّاءَ حَرَّكُوا العَيْنَ فلمَّا تَعَاقَبَتِ التَّاءُ وحَركَةُ العَيْنِ جَرَتَا في ذلِكَ مَجْرَى الضِّدَّينِ المُتَعاقِبينِ فلمَّا اجتَمَعا في فَعَلَةٍ ترافَعَا أحْكامَهُما فَأَسْقَطَتِ التَّاءُ حُكْمَ الحَرَكَةِ وأَسْقَطَتِ الحَرَكَةُ حُكْمَ التَّاءِ فَآلَ الأَمرُ بالمثالِ إِلى أَنْ صارَ كأَنَّهُ فَعْلٌ وفَعْلٌ بابُ تكسِيرِه أَفْعُلٌ وتأَمَّى أَمَةً اتَّخَذَها وأَمَّاها جَعَلَها أَمَةً وأَمَتِ المَرْأةُ وأَمِيَتْ وأَمُوتْ الأَخيرَةُ عن اللِّحْياني أُمُوَّةً صَارَتْ أَمَةً وقالَ مَرَّةً ما كَانَتْ أَمَةً ولقد أَمُوَتْ أُمُوَّةً وبنو أُمَيَّةَ بَطْنٌ من قُرَيْشٍ النَّسَبُ إليهم أُمَوِيٌّ على القياسِ وعلى غيرِ القِياسِ أَمَوِيٌّ وحكى سِيبَوَيهِ أُمَييٌّ على الأصلِ أَجْرَوْهُ مُجْرَى نُمَيْرِيٍّ وعُقَيْلِيٍّ ولَيْسَ أُمَيِّيٌّ بأكثر في كلامِهم إنما يَقُولُها بعضُهُم وبَنُو أَمَةَ بَطنٌ من بني نَصْرِ بنِ مُعاوِيَة
أمو
: (و {الأَمَةُ: المَمْلوكَةُ) وخِلافُ الحُرَّةِ.
وَفِي التهْذِيبِ: الأَمَةُ المرأَةُ ذاتُ العُبُودَةِ، (ج} أَمَواتٌ) ، بالتَّحْرِيكِ، ( {وإماءٌ) ، بالكسْرِ والمدِّ، (} وآمٍ) ، بالمدِّ، ذَكَرَهُما الجَوْهرِيُّ، ( {وأَمْوانٌ مُثَلَّثَةً) على طَرْحِ الزائِدِ، اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الكسْرِ، ونَظِيرُه عنْدَ سِيْبَوَيْه أَخٌ وإِخْوانٌ،والضمّ عَن اللَّحْيانيّ. وقالَ الشاعِرُ فِي} آمٍ أَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ:
مَحَلَّةُ سَوْءٍ أَهْلَكَ الدَّهْرُ أَهْلَها
فَلم يَبْقَ فِيهَا غَيْرُ آمٍ خَوالِفِ وقالَ السُّلَيْك:
يَا صاحِبَيَّ أَلالا حَيَّ بالوادِي
إلاَّ عبيدٌ وآمٍ بَين أَذْوادِوقالَ عَمْرُو بنُ مَعْد يكرب:
وكُنْتُمْ أَعْبُداً أَوْلادَ غَيْلٍ
بَني آمٍ مَرَنَّ على السِّفادِوقالَ آخرُ:
تَرَكْتُ الطيرَ حاجِلَةً عَلَيْهِ
كَمَا تَرْدي إِلَى العُرُشاتِ آمِوأَنْشَدَ الأزْهرِيُّ للكُمَيْت:
تَمْشي بهَا رُبْدُ النَّعا
م تَماشِيَ {الآمِ الزَّوافِروأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي فِي ترْكيبِ خَ ل ف لمتمِّم:
وفَقْدُ بَني آم تداعوا فَلم أكُنْ
خلافهُمُ أَن أستكينَ واضرَعَاوشاهِدُ} إمْوان قَوْلُ الشاعِرِ، وَهُوَ القَتَّالُ الكِلابيّ جاهِلِيٌّ: أَنا ابنُ أَسْماءَ أَعْمامي لَهَا وأَبي
إِذا تَرامَى بَنُو {الإمْوانِ بالعارِوأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ: عجزَ هَذَا البيتَ وضَبَطَه بكسْرِ الهَمْزَةِ. ورَواهُ اللّحْيانيُّ بضمِّها؛ ويقالُ: إنَّ صدْرَ بيتِ القَتَّال:
أما} الإماءُ فَلَا تَدْعُونَني أَبداً إِذا تَرامَى الخ.
(وأَصْلُها {أَمَوَةٌ) ، بالتَّحْرِيكِ، لأنَّه جمع على آمٍ، وَهُوَ أَفْعُل مِثْلُ أَيْنُقٍ، وَلَا تُجْمَعُ فَعْلَه بالتَّسْكِين على ذلِكَ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُ المبرِّدِ، قالَ: وليسَ شَيْء مِن الأَسْماءِ على حَرْفَيْن إلاَّ وَقد سَقَطَ مِنْهُ حَرْفٌ يُسْتَدَل عَلَيْهِ بجَمْعِه أَو تَثْنيتِه أَو بفعْلٍ إِن كانَ مُشْتقاً مِنْهُ، لأنَّ أقلَّ الأُصولِ ثلاثَةُ أَحْرُف،} فأَمَةٌ الذّاهِبُ مِنْهُ وَاو لقَوْلِهم أُمْوانٌ.
(و) قالَ أَبو الهَيْثم: أَصْلُها ( {أَمْوَةٌ) ، بالتّسْكِينِ، حَذَفُوا لامَها لمَّا كانتْ مِن حُرُوفِ اللِّين، فلمَّا جَمَعُوها على مِثالِ نَخْلَة ونَخْل لَزِمَهم أَنْ يَقُولُوا} أَمَةٌ! وأَمٌ، فكَرهوا أَن يَجْعَلُوها على حَرْفَيْن، وكَرِهُوا أَنْ يَرُدُّوا الواوَ المَحْذوفَةَ لما كَانَت آخِرَ الِاسْم، يَسْتَثْقلونَ السّكوتَ على الواوِ فقدَّموا الواوَ فجعَلُوها ألِفاً فيمَا بينَ الألِفِ والميمِ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَهَذَا قَوْلٌ حَسَنٌ.
قُلْتُ: واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على قَوْلِ المبرِّدِ، وَهُوَ أَيْضاً قَوْلُ سِيْبَوَيْه فإنَّه مَثَّل أَمَةٍ وآمٍ بأَكَمَةٍ وأَكَمٍ. وقالَ الليْثُ: تقولُ ثَلَاث آمٍ، وَهُوَ على تَقْديرِ أَفْعُل.
قالَ الأزْهرِيُّ: أُراهُ ذَهَبَ إِلَى أنَّه كانَ فِي الأصْل ثَلَاث {أَمْوُيٍ.
وقالَ ابنُ جنِّي: القولُ فِيهِ عنْدِي أنَّ حركَةَ العَيْن قد عاقَبَتْ فِي بعض المواضِعِ تاءَ التّأْنِيثِ، وذلكَ فِي الأَدْواءِ نَحْو رَمِث رَمَثاً وحَبِطَ حَبَطاً، فَإِذا أَلْحَقُوا التاءَ أَسْكَنوا العَيْنَ فَقَالُوا جَفِل جَفْلَةً ومَغِلَ مَغْلَةً، فقد تَرى إِلَى مُعَاقَبَة حركَةِ العَيْن تاءَ التَّأْنِيثِ، وَفِي نحْوِ قَوْلهم: جَفْنة وجَفَنات وقَصْعة وقَصَعات، لمَّا حَذَفُوا التاءَ حَرّكُوا العَيْن، فلمَّا تعاقَبَتِ التاءُ وحَرَكَة العَيْن جَرَتا فِي ذلكَ مَجْرَى الضِّدَّيْن المُتَعاقِبَيْن، فلمَّا اجْتَمَعا فِي فَعَلةٍ تَرافَعا أَحْكامَهما، فأَسْقَطَتِ التاءُ حُكْمَ الحَرَكَةِ، وأَسْقَطَتِ الحركَةُ التاءَ، وآلَ الأَمْر بالمِثالِ إِلَى أنْ صارَ كأنَّه فَعْلٌ، وفَعْلٌ بابٌ تَكْسِيره أَفْعَل.
(} وتأَمَّى {أَمَةً: اتَّخَذَهَا) ؛) عَن ابنِ سِيدَه والجَوْهرِيُّ؛ قالَ رُؤْبَة:
يَرْضَوْن بالتَّعْبِيدِ} والتَّأمِّي ( {كاسْتَأْمَى؛) قالَ الجَوْهرِيُّ: يقالُ} اسْتَأْم أَمَةً غَيْر {أَمَتِك، بتَسْكِين الهَمْزةِ، أَي اتَّخِذْ.
(} وأَمَّاها {تَأْمِيَةً: جَعَلَها أَمَةً؛) عَن ابْن سِيدَه.
(} وأَمَتِ) المرْأَةُ، كرَمَتْ، ( {وأَمِيَتْ، كسَمِعَتْ،} وأَمُوَتْ، ككَرُمَتْ) ، وَهَذِه عَن اللّحْيانيّ، ( {أُمُوَّةً) ، كفُتُوَّةٍ: (صارَتْ أَمَةً.
(وأَمَتِ السِّنَّوْرُ) ، كرَمَتْ، (} تَأْمُو {إِماءً) :) أَي (صاحَتْ؛) وكَذلِكَ} ماءت {تموء} مواءً: وَقد ذُكِرَ فِي الهَمْزَةِ. (وبَنُو {أُمَيَّةَ) ، مُصَغَّر أَمَة: (قَبيلَةٌ من قُرَيْشٍ) ، وهُما} أُمَيَّتانِ الأَكْبَر والأصْغَر، ابْنا عَبْدِ شمسِ بنِ عبْدِ مَنَافٍ، أَوْلاد عَلَّةٍ، فمِنْ أُمَيَّة الكُبْرى أَبو سُفْيان بنُ حَرْب والعَنابِسُ والأعْياضُ، {وأُمَيَّةُ الصُّغْرى هُم ثلاثَةُ إخْوة لأُمِّ اسْمُها عَبْلَة، يقالُ لَهُم العَيَلات، بالتَّحْريك؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قُلْتُ: وعَبْلَةُ هَذِه هِيَ بنتُ عبيدِ مِن البَراجِم مِن تَميِم.
وقالَ ابنُ قدامَةَ: وَلَدَ أَمَيَّة أَبا سُفْيان واسْمُه عَنْبَسَة وَهُوَ أَكْبَر ولدِه، وسُفْيان وحَرْب وَالْعَاص وأَبو العاصِ وأَبو الْعيص وأَبو عَمْرو؛ فَمن ولِد أَبي العاصِ أَمِيرُ المُؤْمِنِين عُثْمانُ بنُ عَفَّان بنِ أَبي العاصِ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، وأَمَّا العَنابِسُ فهُم ستَّة أَو أَرْبَعَة وَقد تقدَّمَ ذِكْرُهم فِي السِّين.
(والنّسْبَةُ) إِلَيْهِم (} أُمَوِيٌّ) ، بضمّ ففتحٍ على القِياسِ؛ ( {وأَمَوِيٌّ) بالتَّحْرِيكِ على التَّخْفيفِ، وَهُوَ الأَشْهَر عنْدَهم، كَمَا فِي المِصْباح؛ وَإِلَيْهِ أَشارَ الجَوْهرِيُّ بقوْلِه ورُبَّما فَتَحوا.
قالَ: (و) مِنْهُم مَنْ يقولُ: (} أُمَيِّيٌّ) ، أَجْراهُ مَجْرى نُمَيْريّ وعُقَيْليّ، حَكَاه سِيْبَوَيْه.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: يجمعُ بينَ أَرْبَع ياآتٍ.
(وأَما قَوْلُ بعضِهِم: عَلْقَمَةُ بنُ عُبَيْدٍ، ومالِكُ بنُ سُبَيْعٍ {الأَمَوِيَّانِ، محرَّكةً: نِسْبَةٌ إِلَى بَلَدٍ يقالُ لَهُ} أَمَوَةٌ) ، بالتَّحْرِيكِ، (ففِيهِ نَظَرٌ) ، لأنَّ الصَّوابَ فِيهِ أنَّهما مَنْسوبان إِلَى أَمَة بنِ بجالَةَ بنِ مازنِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ سعْدِ بنِ ذبيانِ، وعَلْقمةُ المَذْكُور هُوَ ابنُ عبيدِ بنِ قنيةَ بنِ أَمَة، ومالِكُ هُوَ ابنُ سُبَيْعِ بنِ عَمْرو بنِ قنيةَ بنِ أَمَة وَهُوَ صاحِبُ الرُّهُنِ الَّتِي وَضِعَتْ على يدِهِ فِي حَرْبِ عَبْسٍ وذبْيان.
وأَمَّا البَلَدُ الَّذِي ذَكَره فَفِيهِ ثلاثُ لُغاتٍ: {آمو بالمدِّ،} وآمُويه بضمِّ الميمِ أَو فَتْحها كخَالَوَيْه كَذَا ضَبَطَها أَبو سعْدٍ المَالِيني والرَّشاطيُّ تِبْعاً لَهُ وابنُ السّمعاني وابنُ الأثيرِ تِبْعاً لَهُ؛ ويقالُ {أَمُّوَيْه بتَشْديدِ الميمِ ضَبَطَه ياقوت، وَقَالُوا إنَّها مَدينَةٌ بشطِّ جيحونَ وتُعْرَفُ بآمُل أَيْضاً.
وأَمَّا} أَمَوَه بالتَّحْريكِ فَلم يَضْبطْه أَحَدٌ، وأَحْربه أَن يكونَ تَصْحيفاً.
(و) أُمُّ خالِدٍ (أَمَةُ بنتُ خالِدٍ) بنِ سعيدِ بنِ العاصِ {الأُمَوَيَّة، وُلِدَتْ بالحَبَشةِ تَزَوَّجَها الزُّبَيْرُ بنُ العوامِ فوَلَدَتْ لَهُ خالِداً وعَمْراً، رَوَى عَنْهَا موسَى وإبراهيمُ ابْنا عقبَةَ وكُرَيْبُ بنُ سُلَيْمَان.
(و) أَمَةُ (بنْتُ خليفَةَ) بنِ عدِيَ الأنْصارِيَّة مَجْهولَة.
(و) أَمَةُ (بنْتُ الفارِسِيَّةِ) ، صَوابُه بنْتُ الفارِسِيّ، وَهِي الَّتِي لَقِيها سلمانُ بمكَّةَ مَجْهولَة.
(و) أَمَةُ (بنْتُ أَبي الحَكَمِ) الغفارِيَّة، ويقالُ آمِنَةُ؛ (صَحابيَّاتٌ) ، رضِيَ اللَّهُ عَنْهُن.
(} وأَمَّا) ، بالفَتْحِ والتَّشْديدِ، ذُكِرَ (فِي الميمِ) ، وَهنا ذَكَرَهُ الجَوْهرِيُّ والأَزْهرِيُّ وابنُ سِيدَه.
وكَذلِكَ {إمَّا بالكَسْر والتَّشْديدِ تقدَّم ذِكْرُه فِي الميمِ.
(و) } أَمَا، (بالتّخْفيفِ: تَحْقيقُ الكَلامِ الَّذِي يَتْلُوه) ، تقولُ: أَمَا إنَّ زيدا عاقِلٌ، يَعْنِي أنَّه عاقِلٌ على الحَقِيقَةِ لَا على المجازِ. وتقولُ: أَمَا واللَّهِ قد ضَرَبَ زيدٌ عَمْراً؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
تقولُ العَرَبُ فِي الدّعاءِ على الإنسانِ: رَماهُ اللَّهُ من كلِّ أَمَةٍ بحَجَرٍ؛ حَكَاهُ ابنُ الأَعْرابيِّ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وأَراهُ مِن كلِّ أَمْتٍ بحَجَرٍ.
وقالَ ابنُ كيسَان: يقالُ: جاءَتْني أَمَةُ اللَّهِ، فَإِذا ثنَّيْت قُلْتُ: جاءَتْنِي {أَمَتا اللَّهِ، وَفِي الجمْعِ على التكْسِيرِ: جاءَني} إماءُ اللَّهِ {وإِمْوانُ اللَّهِ} وأَمَواتُ اللَّهِ، ويَجوزُ {أَماتُ اللَّهِ على النَّقْصِ.
} وأَمَةُ اللَّهِ بنْتُ حَمْزَةَ بنِ عبْدِ المطَّلبِ أُمُّ الفَضْلِ؛ وأَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ رزينَةَ خادِمَةُ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهما صحْبَةٌ.
وأَمَةُ اللَّهِ بنْتُ أَبي بكْرَةَ الثَّقَفيّ تابعِيَّةُ بَصْريَّةٌ.
وَهُوَ {يأْتَمِي بفلانٍ، أَي يَأْتَمُّ بِهِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للشاعِرِ:
نَزُورُ امْرأً أَمَّا الإلَه فَيُتَّقَى
وأَمَّا بِفِعْل الصَّالِحينَ} فيَأْتَمي وبَنُو أُمَيَّة: قَبيلَتَانِ مِن الأوْسِ، إحْداهُما: أُمَيَّةُ بنُ زيدِ بنِ مالِكِ بنِ عوفِ بنِ عَمْرو؛ والثانِيَةُ: أُمَيَّةُ بنُ عوفِ بنِ مالِكِ بنِ أَوْسٍ.
وأَبو محمدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ عليَ الوَزِيري! الآمُويُّ، بالمدِّ وضمِ الميمِ، إِلَى البَلَدِ المَذْكُورِ.
قالَ الحافِظُ: نَقَلْته مجوداً مِن خطِّ القاضِي عزِّ الدِّيْن بنِ جماعَةَ.
قلت: وذَكَرَ ياقوتُ وقالَ فِي نِسْبَتِه الآملي، قالَ: وذَكَرَ أَبو القاسِمِ الثلاج أنَّه حَدَّثَهم فِي سوقِ يَحْيَى سَنَة 338، عَن محمدِ بنِ مَنْصورٍ الشاشِيّ عَن سُلَيْمان الشَّاذكُونِي، ومثْلُه الحُسَيْنُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ مَحْمُود الآمُويُّ الزاهِدُ، شيخٌ لأَبي سعدٍ المَالِينيّ.
وأمُّه: جَبَلٌ بالمَغْرِبِ، مِنْهُ أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ خيرٍ الحافِظُ {الأمَوَيُّ، بالتَّحْريكِ، وَهُوَ خالُ أَبي القاسِمِ السَّهيليّ صاحِبِ الرَّوض.
وقالَ ابنُ حبيبٍ: فِي الأنْصار أَمَة بن ضبيعَةَ بنِ زَيْدٍ؛ وَفِي قَيْس: أَمَةُ بنُ بجالَةَ قَبيلَتَان.

رَمَنَ 

(رَمَنَ) الرَّاءُ وَالْمِيمُ وَالنُّونُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ النُ. وَالرُّمَّانَتَانِ: هَضْبَتَانِ فِي بِلَادِ عَبْسٍ. قَالَ:

عَلَى الدَّارِ بِالرُّمَّانَتَيْنِ تَعُوجُ

فتي

ف ت ي: (الْفَتَى) الشَّابُّ وَ (الْفَتَاةُ) الشَّابَّةُ. وَقَدْ (فَتِيَ) بِالْكَسْرِ (فَتَاءً) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ فَهُوَ (فَتِيُّ) السِّنِّ بَيِّنُ (الْفَتَاءِ) . وَ (الْفَتَى) أَيْضًا السَّخِيُّ الْكَرِيمُ. يُقَالُ: هُوَ فَتًى بَيِّنُ (الْفُتُوَّةِ) . وَقَدْ (تَفَتَّى) وَ (تَفَاتَى) وَالْجَمْعُ (فِتْيَانٌ) وَ (فِتْيَةٌ) وَ (فُتُوٌّ) كَفُعُولٍ وَ (فُتِيٌّ) كَعُصِيٍّ بِالضَّمِّ. وَ (اسْتَفْتَاهُ) فِي مَسْأَلَةٍ (فَأَفْتَاهُ) وَالِاسْمُ (الْفُتْيَا) وَ (الْفَتْوَى) . وَ (تَفَاتَوْا) إِلَيْهِ ارْتَفَعُوا إِلَيْهِ فِي الْفُتْيَا. 
ف ت ي : الْفَتِيُّ مِنْ الدَّوَابِّ خِلَافُ الْمُسِنِّ وَهُوَ كَالشَّابِّ فِي النَّاسِ وَالْجَمْعُ أَفْتَاءُ مِثْلُ يَتِيمٍ وَأَيْتَامٍ وَالْأُنْثَى فَتِيَّةٌ.

وَالْفَتْوَى بِالْوَاوِ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَبِالْيَاءِ فَتُضَمُّ وَهِيَ اسْمٌ مِنْ أَفْتَى الْعَالِمُ إذَا بَيَّنَ الْحُكْمَ وَاسْتَفْتَيْتُهُ سَأَلْتُهُ أَنْ يُفْتِيَ وَيُقَالُ أَصْلُهُ مِنْ الْفَتِيِّ وَهُوَ الشَّابُّ الْقَوِيُّ وَالْجَمْعُ الْفَتَاوِي بِكَسْرِ الْوَاوِ عَلَى الْأَصْلِ وَقِيلَ يَجُوزُ الْفَتْحُ لِلتَّخْفِيفِ.

وَالْفَتَى الْعَبْدُ وَجَمْعُهُ فِي الْقِلَّةِ فِتْيَةٌ وَفِي الْكَثْرَةِ فِتْيَانٌ وَالْأَمَةُ فَتَاةٌ وَجَمْعُهَا فَتَيَاتٌ وَالْأَصْلُ فِيهِ أَنْ يُقَالَ لِلشَّابِّ الْحَدَثِ فَتًى ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِلْعَبْدِ وَإِنْ كَانَ شَيْخًا مَجَازًا تَسْمِيَةٌ بِاسْمِ مَا كَانَ عَلَيْهِ وَمَا فَتِئَ يَذْكُرُهُ بِالْهَمْزَةِ مِثْلُ مَا بَرِحَ وَزْنًا وَمَعْنًى. 

فتي


فَتِيَ(n. ac. فَتًى [ ]فَتَآء [] )
a. Was young.
b. Was brave, generous, chivalrous.

فَتَّيَ
a. [pass.], Was secluded, kept apart.
فَاْتَيَa. Contended with.
b. Summoned before the judge, litigated with.

أَفْتَيَa. Judged, decided. ‐ (b) [acc. & Fī], Notified, gave to (decision).

تَفَتَّيَa. see (فَتِيَ) (a), (b).
c. Affected a liking to.
d. Affected generosity.

تَفَاْتَيَa. see (فَتِيَ) (a), (b).
c. [Ila], Consulted, appealed to ( a lawyer ).
d. Feigned youthfulness.
e. see V (d)
إِسْتَفْتَيَa. Consulted.

فَتْوَى [] (pl.
فَتَاوٍ
فَتَاوَى )
a. Notification; decision, judgment; answer
reply.

فُتْوَى []
a. see 1ya
فَتًى (pl.
فِتْوَة []
فِتْيَة []
فُتُوّ [] فِتْيَان [
فِتْيَاْن a. I]

فُتِيّ )
a. Youth, young man.
b. Slave.
c. Generous, liberal; honourable.

فَتَاة [] (pl.
فَتَوَات
فَتَيَات )
a. Young girl, maid, maiden.
b. Servant, slave-girl.

أَفْتَى []
a. Younger, junior; youngest.

فَتَآء []
a. Youthfulness; youth; prime of life.
b. Generosity; manliness; nobility; chivalry.

فَتِيّ [] (pl.
فِتَآء]
أَفْتِيَآء [] )
a. Young, youthful; adolescent; juvenile.

فُتُوَّة []
a. see 22
فَتَوَان []
a. see 4
مُفْتٍ [ N. Ag.
a. IV], Mufti, lawyer; jurisconsult; magistrate.

فَُتْيَا
a. see 1ya
فُتَيّ
a. Dim. of
فَتًى [فَتَي].
الفَتَيَانِ
a. The Night & Day.
(ف ت ي) : (الْفَتَى) مِنْ النَّاسِ الشَّابُّ الْقَوِيُّ الْحَدَثُ وَالْجَمْعُ فِتْيَةٌ وَفِتْيَانٌ وَيُسْتَعَارُ لِلْمَمْلُوكِ وَإِنْ كَانَ شَيْخًا كَمَا الْغُلَامُ وَرُوِيَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ عَبْدِي وَأَمَتِي وَلَكِنْ لِيَقُلْ فَتَاي وَفَتَاتِي» وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّ مَنْ قَالَ أَنَا فَتَى فُلَانٍ كَانَ إقْرَارًا مِنْهُ بِالرِّقِّ وَاشْتِقَاقُ (الْفَتْوَى) مِنْ الْفَتَى لِأَنَّهُ جَوَابٌ فِي حَادِثَةٍ أَوْ إحْدَاث حُكْم أَوْ تَقْوِيَةٌ لِبَيَانِ مُشْكِلٍ (وَالْفَتِيُّ) مِنْ الدَّوَابِّ عَلَى فَعِيل الْحَدِيثُ السِّنّ وَهُوَ خِلَاف الْمُسِنّ وَالْجَمْعُ أَفْتَاءٌ وَالْأُنْثَى فَتِيَّةٌ (وَقَوْلُهُ) فِي الْغَنَم إنْ كَانَ فِيهَا وَاحِدَةٌ مُسِنَّةٌ فَتِيَّةٌ وَمَا سِوَاهَا سِخَالٌ حُسِبَتْ عَلَى صَاحِبِهَا هَكَذَا صَحَّ لِأَنَّ أَدْنَى الْأَسْنَانِ فِيهَا الْإِثْنَاءُ وَهُوَ حَالَة الْفَتَاءِ (وَقَوْلُ الْحَلْوَائِيِّ) الْفَتِيَّةُ الْمُسِنَّةُ هِيَ الَّتِي تَمَّ لَهَا حَوْلَانِ وَطَعَنَتْ فِي الثَّالِثَة تَفْسِيرُ الثَّنِيَّةِ بِعَيْنِهِ وَبِذَا عُرِفَ أَنَّ قِنْيَةً بِالْقَافِ وَالنُّون تَصْحِيفٌ.
ف ت ي

هذا فتي بيّن الفتوة وهي الحرية والكرم. قال عبد الرحمن بن حسان:

إن الفتى لفتى المكارم والعلى ... ليس الفتى بمغملج الصبيان

وقال آخر:

يا عزّ هل لك في شيخ فتًى أبداً ... وقد يكون شبابٌ غير فتيان وتقول العرب: فتًى من صفته كيت وكيت من غير تمييز بين الشيخ والشاب، وهذا فتًى بيّن الفتاء وهو طراءة السنّ. قال:

إذا عاش الفتى مائتين عاماً ... فقد ذهب البشاشة والفتاء

وهذا ثور فتي وهذه بقرة فتية: بيّنا الفتاء. وهما فتاي وفتاتي أي غلامي وجاريتي، وسئل أبو يوسف عمن قال: أنا فتى فلانٍ فقال: هو إقرار منه بالرق. " وقال لفتيته " و" لفتيانه ". قال قتادة: لغلمانه. وفتّيت بنت فلان: منعت من الخروج وسترت وهي صغيرة وألحقت بالفتيات، وتفتت هي. وأبرد من شيخ يتفتّى أي يتشبّه بالفتيان. وتقول: هؤلاء فتوٌّ ما فيهم فتوة وهو جمع: فتًى. قال:

وفتوّ هجّروا ثم أروا ... ليلهم حتى إذا انجاب حلواً

وفلان من أهل الفتوى والفتيا. وتعالوا ففاتونا. وتفاتوا إليه: تحاكموا. قال الطّرمّاح:

هلمّ إلى قضاة الغوث فاسأل ... برهطك والبيان لدى القضاة

أنخ بفناء أشدق من عديّ ... ومن جرمٍ وهم أهل التّفاتي

وقال عمر بن أبي ربيعة:

فبتّ أفاتيها فلا هي ترعوي ... بجود ولا تبدي إباءً فتبخلا

أي أسائلها.

ومن المجاز: " لا أفعل ذلك ماكر الفتيان ". قال:

غدا فتياً دهرٍ وراحا عليهم ... نهار وليل يلحقان التواليا

وهذا كقلوهم: الجديدان. وتقول: بارك الله في فتوتك وفتائك، وأدام مادام الفتيان بركة إفتائك. وأقمت عنده فتًى من نهار أي صدرا منه. قال:

فما لبثوا إلا فتًى من نهارهم ... مماصعةً حتى أبارهم القتل

وشرب فلان بالفتيِّ وهو قدح الشطّار سمّي لصغره، ويجوز أن يقال في الغمر: هو من الصبيّ الغمر. وأفتى الرجل: شرب به. وتقول: فلان يظل مفتياً، ويبيت مفتياً.
[ف ت ي] الفَتاءُ: الشَّبابُ. والفَتَى الشّابُّ، وقولُه تعالى: {وإذ قال موسى لفتاه} [الكهف: 60] جاءَ في التَّفْسِيرِ: إنَّ فَتاهُ يُوشَعُ بنُ نُون، سُمِّيَ فَتاهُ لأَنَّه كانَ يَخْدِمُه، ودَلِيلُه قولُه: {ءَاتِنَا غَدَاءَنَا} [الكهف: 62] . وقولُه - أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ -:

(وَيْلٌ بزَيْدٍ فَتًى شَيْخٍ أَلُوذُ به ... فَلاَ أُعَشَّى لَدَى زَيْدٍ ولا أَرِدُ) فسَّرَ ((فَتًى شَيْخٍ)) ، فقال: أي هو في حَزْمِ المَشايِخِ. والجَمْعُ: فِتْيانٌ وفِتْيَةٌ وفِتْوَةٌ، الواوُ عن اللِّحْيانِيِّ، وفُتُوٌّ، وفُتِيٌّ. قال سِيبَويْهِ: ولم يَقُولُوا: أَفْتاءٌ، استَغْنَوْا عنه بفِتْيَةٍ. والأُنْثَى فَتاةٌ، والجمع: فَتَياتٌ. والفَتِيُّ كالفَتَى، والأُنْثَى فَتِيَّةٌ. وقد يُقالُ ذلك للجَمَلِ والنَّاقَةِ. وقِيلَ: هو الشّابُّ من كُلِّ شَيْءٍ، والجَمْعُ فِتاءُ. قالَ عَدِيُّ بنُ الرِّقاعِ:

(يَحْسِبُ النّاظِرُونَ ما لَمْ يَفُرُّوا ... أَنَّها جِلَّةٌ وهُنَّ فِتاءُ)

والاسْمُ من جَمِيعِ ذلك الفُتُوَّةُ، انْقَلَبَتِ الياءُ فيه واواً على حَدِّ انْقِلابِهِا في مُوقِنٍ، وكَقَضُوَ، قال السِّيرافِيُّ: إِنّما قُلبِت الياءُ فيه واواً؛ لأَنَّ أَكْثَرَ هذا الضَّرْبِ من المَصادِرِ على فُعُلَّةٍ إنّما هو من الواو كالأُخُوَّةِ، فحَمَلُوا ما كانَ من الياءِ عليهِ، فلَزِمَ القَلْبُ. وأَمّا الفُتُوُّ فشاذٌّ من وَحْهَيْنِ: أحُدُهما: أَنَّه من الياءِ، والآخَرُ: أَنَّه جَمْعٌ، وهذا الضَّرْبُ من الجَمْعِ تُقْلَبُ فيه الواوُ ياءً، كعِصِيًّ ولكنَّه حُمِلَ على مَصْدَرِه، قالَ:

(وفُتُوٌّ هَجَّرُوا ثُمَّ أَسْرَوْا ... لَيْلَهُم حَتّى إذا انْجابَ حُلُّوا)

وقال جَذِيمَةُ الأَبْرشُ:

(في فُتُوٍّ أَنا رابِئُهمْ ... مِنْ كَلالِ غَزْوَةٍ ماتُوا)

ولفُلانَةَ بِنْتٌ قد تَفَتَّتْ: أي قد تَشَبَّهَتْ بالفَتَياتِ، وهي أَصْغَرُهُنَّ. وفُتِّيَتْ: مُنِعَتْ من اللِّعْبِ مع الصِّبْيانِ والعَدْوِ مَعَهُم [وخُدِّرَت] وسُتِرَتْ في البَيْتِ. والفَتَى والفَتاةُ: العَبْدُ والأَمَةُ. وقولُه عَزَّ وجَلَّ: {ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات} [النساء: 25] المُحْصَناتُ: الحَرائِرُ. والفَتَياتُ: الإِماءُ. وقولُه عَزَّ وجَلَّ: {ودخل معه السجن فتيان} [يوسف: 36] جائزٌ أن يَكُونَا حَدَثَيْنِ أو شَيْخَيْنِ؛ لأَنَّهُم كانوا يُسَمُّونَ المَمْلُوكَ فَتًى. والفَتَيانِ: اللّيلُ والنَّهارُ. وأَفْتاهُ في الأَمْرِ: أبانَهُ له. والفتْيَا والفُتْوَى والفَتْوَى: ما أَفْتَى به الفَقِيهُ، الفتحُ في الفَتْوَى لأهلِ المَدِينَةِ. والمُفْتِى: مِكْيالُ هِشامِ بنِ هُبَيْرَةَ [و] العُمَرِيُّ: هو مِكْيالُ اللَّبَنِ، حكاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ. وفِتْيانُ والفِتْيانُ: قَبِيلَةٌ من بَجِيلَةَ، قالَ تَمِيمُ بنُ مُقْبِلٍ:

(إِذا انْتجَعَتْ فِتْيانُ أصْبَحَ سَرْبُهُم ... بخَرْجاءِ عَبْسٍ آمِنًا أَنْ يُنَفَّرَا)

وإليهم يُنْسَبُ رَبِيعَةُ الفِتْيانِيُّ المُحَدِّثُ. وإنّما قَضَيْنا بأَنَّ أَلِفَ أَفْتَى، والفَتْوَى ياءٌ لكثرةِ ((ف ت و)) ، وقلة ((ف ت ي)) مع أَنّها لامٌ، وقد قَدَّمْنا أَنْ انْقِلابَ الأَلِفِ عن الياءِ لامًا أكثر.
(فتي) فَتى وفتاء فتو
فتي
: (ي ( {الفَتَاءُ، كسَماءٍ: الشَّبابُ) زِنَةً ومَعْنًى. يقالُ: قد وُلِدَ لَهُ فِي} فَتاءِ سِنِّه أَوْلادٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للرَّبيعِ بنِ ضبع الفَزَارِي:
إِذا عاشَ الفَتَى مائتَيْنِ عَاما
فقد ذَهَبَ اللَّذاذَةُ {والفَتاءُ (} والفَتَى: الشَّابُّ) ، يكونُ اسْماً وصفَةً.
وَفِي المِصْباح: {الفَتَى فِي الأصْلِ يقالُ للشابِّ الحديثِ ثمَّ اسْتُعِيرَ للعَبْدِ وَإِن كانَ شيْخاً مجَازًا لتَسْمِيَتِه باسْمِ مَا كانَ عَلَيْهِ. وقولُه تَعَالَى: {وَإِذ قالَ موسَى} لفَتاهُ} جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنَّه يُوشَعُ بن نُون، سَمَّاهُ بذلكَ لأنَّه كانَ يَخْدمُه فِي سَفَرِه، ودَلِيلُه قولُ: {آتِنا غَدَاءَنا} .
وقالَ الَّراغبُ: ويكنَى {بالفَتَى} والفَتاةِ عَن العَبْدِ والأَمَةِ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {تُراوِدُ {فَتَاها عَن نَفْسِه} .
(و) الفَتَى أَيْضاً: (السَّخِيُّ الكَرِيمُ) ، وَهُوَ مِن} الفُتُوَّةِ، يقالُ: {فَتًى بيِّن الفُتُوَّةُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(وهُما} فَتَيانِ) ، بالتَّحْريكِ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ودخَلَ مَعَه السِّجْن فَتَيان} ،) جائِزٌ كَوْنهما حَدَثَيْن أَو شَيْخَين لأنَّهم كَانُوا يسمّون المَمْلوكَ فَتًى.
(و) يقالُ أَيْضاً: ( {فَتَوانِ) ، بالواوِ وبالتّحريكِ أَيْضاً، (ج} فِتْيانٌ) ، بالكَسْر؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وقالَ {لفِتْيانِه} أَي لمَمَالِيكِه؛ (} وفِتْوَةٌ) ، بالكسْرِ أَيْضاً وَهَذِه عَن اللّحْياني؛ ( {وفُتُوٌّ) ، على فُعُولٍ، (} وفُتِيٌّ) مِثْلُ عُصِيَ؛ قالَ جَذيمة (الأبرش:
فِي {فُتُوِّ أَنا رابِئهُمْ
مِنْ كَلالِ غَزْوةٍ ماتُواوقالَ آخَرُ:
} وفُتُوٌّ هَجَّرُوا ثمَّ سَرَوْا
لَيْلَهُمْ حَتَّى إِذا انْجابَ حَلُّواقالَ سِيْبَوَيْه: أَبْدَلُوا الواوَ فِي الجَمْعِ والمَصْدر بَدَلاً شاذًّا؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَلم يَذْكرِ المصنِّفُ مِن جُموعِ الفَتَى فِتْيَة، وكأَنَّه سَقْطٌ من قَلَمِ النسَّاخِ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {إِذا أَوَى {الفِتْيَةُ إِلَى الكَهْفِ} ، {إنَّهم} فِتْيةٌ آمَنُوا بربّهم} ؛ وَهُوَ مَوْجودٌ فِي الصِّحاح والمُحْكم.
وَفِي المُحْكم: قالَ سِيْبَوَيْه: وَلم يَقُولُوا {أَفْتاء اسْتَغْنَوا عَنهُ} بفِتْيَةٍ.
(وهْيَ! فَتَاةٌ) وَهِي الشَّابَّةُ وتُطْلَقُ على الأَمَةِ والخادِمَةِ؛ وقالَ الأسْود: مَا بَعْدَ زَيْد فِي فَتاةٍ فُرِّقُوا
قَتْلاً وسَبْياً بَعْدَ حُسْن تَآدِيأَي أَنَّهم قُتِلُوا بَسَبَبِ جارِيَةٍ وذلكَ أَنَّ بعضَ المُلوكِ خَطَبَ إِلَى زَيْدِ بنِ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ بنِ مالِكٍ أَو إِلَى بعضِ ولدِه ابْنَةً لَهُ يقالُ لَهَا أُمّ كَهْف، فَلم يُزَوِّجْه فغَزَاهُم وقَتَلَهم، وزَيْد هُنَا قَبيلةٌ.
(ج {فَتَياتً) ، بالتّحْريكِ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وَلَا تُكْرِهُوا} فَتَياتِكم على البغاءِ} ، أَي إماءَكُم.
قالَ شيْخُنا: اخْتَلَفُوا فِي لامِ الفَتَى هَل هِيَ ياءٌ أَو واوٌ، وكَلامُ المصنِّفِ يَقْتَضِي كلاًّ مِنْهُمَا. وأَمَّا الصّرفيُّون فخِلافُهم مَشْهورٌ، فقيلَ: أَصْلُه الياءُ لقوْلِهم {فَتَيان، وَعَلِيهِ سِيْبَوَيْه} ففَتَوان بالواوِ شاذّ؛ وَقيل: أصْلُه الْوَاو ولجَمْعِه على {فُتُوَ ولقوْلِهم فِي مَصْدرِه الفُتُوَّة، وَعَلِيهِ} ففَتَيان بالياءِ شاذّ انتَهَى.
قُلْت: الَّذِي نقلَهُ الجَوْهرِي عَن سِيْبَوَيْه أنَّهم أَبْدَلُوا الواوَ فِي الجَمْعِ والمَصْدرِ بَدَلاً شاذًّا، وَفِي المُحْكم: والأصْلُ مِن الكُلِّ الفُتُوَّةَ انْقَلَبتِ الياءُ فِيهِ واواً على حَدِّ انْقِلابِها فِي مُوقِنٍ وكفَضُوَ. وقالَ السِّيرافي: إنَّما قُلِبَتِ الواوُ فِيهِ يَاء لأنَّ أَكْثَر هَذَا الضَّرْب مِن المصادِرِ على فُعولَةٍ إنَّما هُوَ من الواوِ كالأُخُوَةِ، فحَمَلُوا مَا كانَ من الياءِ عَلَيْهِ فلَزِمَ القَلْب، وأَمَّا الفُتُوُّ، فشاذٌّ من وَجْهَيْن: أَحَدُهما: أَنَّه من الياءِ، وَالثَّانِي: أنَّه جَمْعٌ، وَهَذَا الضَّرْبُ مِن الجَمْع تُقْلَبُ فِيهِ الواوُ يَاء كعِصِيَ، ولكنَّه حملَ على مَصْدرِهِ، انتَهَى. وَبِمَا ذَكَرْنا يَظْهرُ لكَ مَا فِي كَلامِ شيخِنا مِن المُخالَفَةِ.
(و) {الفَتِيُّ، (كغَنِيَ: الشَّابُّ من كلِّ شيءٍ) ، وَقد} فَتِيَ {يَفْتَى} فَتًى فَهُوَ {فَتِىُّ السِّنِّ بَيِّن} الفَتاءِ.
وقالَ أَبو عبيدٍ: الفَتاء، مَمْدودٌ، هُوَ مَصْدرُ الفَتِيِّ من السِّنِّ.
(وَهِي {فَتِيَّةٌ) ، قد نَسِيَ هُنَا اصْطِلاحَه؛ (ج} فِتَاءٌ) ، بالكسْر والمَدِّ؛ قالَ عدِيُّ بنُ الرِّقاع:
يَحْسَبُ الناظِرُونَ مَا لم يُفَرُّوا
أَنَّهَا جِلَّةٌ وهُنَّ فِتَاءُ ( {وفُتِّيَتِ البِنْتُ} تَفْتِيَةً) :) إِذا خُدِّرَتْ وسُتِرَتْ و (مُنِعَتْ من اللّعِبِ مَعَ الصِّبْيَانِ) ، والعَدْوِ مَعَهم، ( {فتَفَتَّتْ) أَي تَشَبَّهَتْ} بالفَتَياتِ وَهِي صغراهنَّ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ. ويَأْتي فِي قني، فِي الصِّحاح إنْكَار ذلكَ عَن أَبي سعيدٍ، وأنَّ الجَوْهري سَأَله عَن ذلكَ فَلم يَعْرِفْهُ.
(و) مِن المجازِ: لَا أفْعَلَهُ مَا كَرَّ ( {الفَتَيانِ) ، أَي (اللّيْلُ والنّهارُ) ؛) كَمَا يقالُ لَهما الأَجَدَّانِ والجَدِيدَانِ، وهُما مُثَنّى الفَتَى.
ووُجِدَ بخطِّ أَبي سَهْلٍ الهَرَوي فِي نسخةِ الصِّحاحِ} الفَتِيَّان كغَنِيَّان، وغَلَّطَه أَبو زَكَرِيَّا وقالَ: الصَّحيحُ الفَتَيان بالتَّحْرِيكِ.
( {وأَفْتاهُ) الفَقِيهُ (فِي الأمْرِ) الَّذِي يشكلُ: (أَبَانَهُ لَهُ) .) ويقالُ:} أَفْتَيْتُ فُلاناً فِي رُؤْيا رَآها: إِذا عَبرْتها لَهُ.
{وأَفْتَيْته فِي مَسْأَلَةٍ: إِذا أَجَبْته عَنْهَا؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {قُلِ اللهُ} يُفْتِيكم فِي الكَلالةِ} .
( {والفُتْيَا} والفُتْوَى) بضمِّهِما (وتُفْتَحُ) ، أَي الأخيرَةُ: (مَا! أَفْتَى بِهِ الفَقِيهُ) فِي مسأَلةٍ.
قَالَ الراغبُ: هُوَ الجَوابُ عمَّا يُشَكُّ فِيهِ مِنَ الأحكامِ.
وقالَ الجَوْهرِي: هُما اسْمانِ مِن {أَفْنَى، واقْتَصَرَ على ضمِّ} الفُتْيَا وفَتْح {الفَتْوَى.
وَفِي المِصْباح: الفَتْوَى، بالواوِ، تُفْتَح الفاءُ وتُضَمُّ: اسْمٌ مِن أَفْتَى العالِمُ إِذا بَيَّنَ الحُكْم.
ويقالُ: أَصْلُه مِن الفَتَى وَهُوَ الشابُّ القَوِيُّ، والجَمْعُ} الفَتاوِي، بكسْرِ الواوِ على الأصْلِ، وقيلَ يَجوزُ الفتْحُ للتَّخْفيفِ.
وَقَالَ شيْخُنا: الكَلمةُ الأُوْلى الَّتِي هِيَ الفُتْيَا لَا يُعْرَفُ ضَبْطها من كَلامِه، والثانِيَة أَفْهم كَلامه أَنَّها بالضمِّ راجِحَة، وأنَّ الفَتْح فِيهَا مَرْجوحٌ، وليسَ الأمْرُ كذلكَ، بل المُصَرَّحُ بِهِ فِي أُمَّهاتِ اللُّغَةِ وأَكْثَر مُصنَّفاتِ الصَّرْف أَنَّ الفُتْيا بالياءِ لَا تكونُ إلاَّ مَضْمومةً، وأَنَّ الفَتْوَى بالواوِ لَا تكونُ إلاَّ مَفْتوحةً على مَا اقْتَضَتْه قَواعِدُ الصَّرْفِ. فَفِي كَلامِه نَظَرٌ وتقصيرٌ فتأَمَّل.
قُلْت: الأمْرُ فِي كوْنِ كَلامِ المصنِّف دلَّ على مَرْجُوحيَّةِ الفَتْح كَمَا ذَكَرَه شيْخُنا، وأَمَّا قوْلُه لَا يُعْرَف ضَبْط الأُوْلى من كَلامِه، فإنَّ قوْلَه فيمَا بَعْد وتُفْتَح هُوَ يدلُّ على أَنَّهما بالضمِّ، والمصنِّفُ يَفْعَلُ ذلكَ أَحْياناً مُراعاةً للاخْتِصارِ. وقولُه أنَّ الفُتْيا بالياءِ لَا تكونُ إلاَّ مَضْمومةً هُوَ صَحِيحٌ، ولكنَّ قولَه وبالواوِ لَا تكونُ إلاَّ مَفْتوحةً غَيْرُ صحيحٍ. فقد صَرَّحَ بالوَجْهَيْن صاحِبُ المِصْباح كَمَا قدَّمْنا كَلامَه، وابنُ سِيدَه فإنَّه ضَبَطَه بالوَجْهَيْن وقالَ: الفَتْح لأَهْلِ المدِينَةِ، أَي وَمَا عَداهُم يضمُّون الفاءَ فَلَا تَقْصِير فِي كَلامِ المصنِّفِ، فتأَمَّل.
( {والفِتْيانُ، بالكسْرِ: قَبيلةٌ من بَجِيلَةَ) ، وهُم بَنُو} فِتْيانِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ زيْدِ بنِ الغَوْثِ، وَفِيهِمْ يقولُ ابنُ مُقْبل:
إِذا انْتَجَعَتْ فِتْيانُ أَصْبَح سرْبُهم
بخَدْجاءِ عَيْشٍ آمِناً أَن ينفرَا (مِنْهُم) :) أَبو عاصمٍ (ربيعَةُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ رفاعَةُ بنُ شدَّادِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ قَيْسِ بنِ حيالِ بنِ بَدَّا بنِ فِتْيان ( {الفِتْيانِيُّ) مِن أَصْحابِ عليَ، رضِيَ اللهُ عَنهُ؛ قالَهُ ابنُ الكَلْبي. وقالَ مُسْلم: سَمِعَ عَمْرو بن الحمْقِ، وَعنهُ السّدي، وعبدُ الملِكِ بنُ عُمَير وبيانُ بنُ بِشْر.
(} والفُتُوَّةُ) ، بالضمِّ والتَّشديدِ، وإنَّما أَعراهُ عَن الضّبْطِ لشُهْرتِه، وَقد تقدَّمَ الكَلامُ على واوِه: (الكَرَمُ) والسَّخاءُ، هَذَا لُغَة؛ وَفِي عُرْفِ أَهْلِ التَّحْقِيقِ أَنْ يُؤْثرَ الخَلْقَ على نفْسِه بالدُّنْيا والآخِرَةِ.
وصاحِبُ {الفُتُوَّة، يقالُ لَهُ: الفَتَى، وَمِنْه: لَا فَتَى إلاّ عليّ؛ وقولُ الشاعِرِ:
فإنّ فَتى} الفتيان من رَاحَ واغْتَذَى
لضرّ عدوَ أَو لنَفْعِ صَدِيقِوعُبِّرَ عَنْهَا فِي الشَّريعةِ بمكارِمِ الأخْلاقِ، وَلم يَجِىءْ لَفْظُ الفُتُوَّة فِي الكِتابِ والسُّنَّةِ، وإنّما جاءَ فِي كَلامِ السَّلَفِ، وأَقْدَمُ مَنْ تكلَّمَ فِيهَا جَعْفَرُ الصّادِقِ، ثمَّ الفضيلُ، ثمَّ الإمامُ أَحمدُ وسهلُ والجُنَيدُ، وَلَهُم فِي التَّعْبيرِ عَنْهَا أَلْفاظٌ مُخْتَلفَةٌ والمآلُ واحِدٌ.
ويقالُ: هُوَ فَتًى بَيِّن الفُتُوَّةِ.
(وَقد {تَفَتَّى} وتَفاتَى) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
( {وفَتَوْتُهُمْ) } أَفْتُوهُم: (غَلَبْتُهُمْ فِيهَا) ، أَي فِي الفُتُوَّةِ.
( {والفُتَيُّ، كسُمَيَ) ؛) هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي نسخِ التَّهذيبِ، وَفِي ياقوتة الْغمر: بخَطِّ توزون مُسْتَمْلي أَبي عُمَر بكسْرِ التاءِ؛ (قَدَحُ الشُّطَّارِ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابي نقلَهُ الأزْهري؛ وَهُوَ مَا يُكالُ بِهِ الخَمرُ.
قالَ الزَّمَخْشري: يقالُ: شَرِبَ} بالفُتَيِّ، وَهُوَ قَدَحُ الشُّطَّارِ، سُمِّي بِهِ لصغرِه، وَهُوَ مجازٌ.
( {والمُفْتِي) ، كمُحْسِنٍ: (مِكْيالُ هِشامِ بنِ هُبَيْرَةَ) ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه والأزْهرِي عَن الأصْمعي، قالَ: والعُمَرِيُّ هُوَ مِكيالُ اللّبَنِ، والمدّ الهِشامِيّ هُوَ الَّذِي كانَ يَتَوضَّأ بِهِ سعيدُ بنُ المُسَيِّب. وَفِي الحديثِ: أَنَّ امْرأَةً سأَلَتْ أُمَّ سَلمةَ أَنْ تُرِيَها الإناءَ الَّذِي كانَ يتوضَّأُ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأَخْرَجَتْه فَقَالَت المَرْأَةُ: هَذَا مَكُّوكُ} المُفْتِي. قالَ ابنُ الأثِيرِ: أَرادَتْ تَشْبيهَ الإناءِ بمكُّوكِ هِشامٍ، أَو أَرادَتْ مَكُّوك صاحِبِ المُفْتِي، فحذَفَتِ المُضافَ. أَو مَكُّوك الشارِبِ: وَهُوَ مَا يُكالُ بِهِ الخَمرُ؛ فتأَمَّل ذلكَ.
( {والفِتَةُ، كعِدَةٍ: الحَرَّةُ، ج} فِتُونَ) ، بالكسْرِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
! أَفْتَى: شَرِبَ بالفَتِيِّ عَن ابنِ الأَعْرابي. ويقالُ للبَكْرةِ مِن الإِبِلِ: {فَتِيَّةٌ، وتَصْغيرُها:} فُتُيَّةٌ.
{والفَتَاءُ، كسَحابٍ: الفُتُوَّةُ.
} والأَفْتاءُ من الدوابِّ خِلافُ المَسانِّ، واحِدُها {فَتِيٌّ، كغَنِيَ، مِثْلُ يَتِيمٍ وأَيْتامٍ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
} وتَفاتَوْا إِلَى الفَقِيهِ: ارْتَفَعُوا إِلَيْهِ فِي {الفُتْيا؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
} واسْتَفتيته {فأَفْتانِي: أَي طَلَبْتُ مِنْهُ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} ويَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ {يُفْتِيكم} ؛ وقولُه تَعَالَى: {} فاسْتَفْتِهم أَلِرَبِّك البَنَات} . {وفِتْيَانُ بنُ أَبي السَّمْح: الفَقِيهُ المِصْرِي مِن كِبارِ أَصْحابِ مالِكٍ.
وأَبو} الفِتْيانِ عُمَرُ بنُ عبدِ الكَريمِ بنِ سَعْدَوَيْه الدهستاني الحافِظُ، ويُعْرَفُ بالرواسِي أَيْضاً، رَوَى عَن الخطِيبِ البَغْدادي، ماتَ بسرخس سَنَة 553.
وبَنُو {فِتْيان أَيْضاً: قَبيلَةٌ فِي أَشْجَعَ، وَهُوَ فِتْيانُ بنُ سُبَيْع بنِ بَكْرِ بنِ أَشْجَع، مِنْهُم: معقلُ بنُ سِنانٍ الأَشْجَعيُّ الفِتْيانيُّ الصَّحابيُّ.
وَفِي بيتِ المَقْدسِ جماعَةٌ يُعْرفُون} بالفِتْيانِيِّين، فَلَا أَدْرِي أَهُم من بَجِيلَة أَو أَشْجَع، أَو نُسِبُوا إِلَى جَدَ لَهُم يقالُ لَهُ فِتْيان.
وأَبرد من شيْخٍ {يَتَفَتَّى: أَي يَتَشَبَّه} بالفِتْيانِ.
{والمُفاتَاةُ} والتَّفاتِي المُحاكَمَةُ.
وأَقَمْتُ عنْدَه! فَتًى من نهارٍ: أَي صَدْراً مِنْهُ؛ وَهُوَ مجازٌ.
وهبَةُ اللهِ بنُ سَلْمان بنِ عبْدِ اللهِ بنِ الفَتَّى النَّهْروانيُّ الشافِعِيُّ الأَصْبهانيُّ سَمِعَ ابنَ ماجَه الأَبْهَري، وأَخُوه أَبو عليَ الحَسَنُ دَرَّسَ بنظامِيَّةِ بَغْداد وحَدَّث عَن الرَّئيسِ الثَّقَفي، ماتَ سَنَة 535، وأَبُوهُما ذَكَرَه ابنُ ماكُولا وَوَصَفَه بالأدَبِ، وأَخُوهُما عليٌّ حَدَّثَ عَن أَبِيهِ.
وسُلَيْمانُ بنُ مُعاذٍ الفَتَى السَّعديُّ رَوَى عَن نَصْر بنِ أَحمدَ بنِ إِسْماعيل الكشاني.
وعُمَرُ الْفَتى أَحَدُ الفُقهاءِ العامِلِين بزَبيد أَخَذَ عَن الشّرف إسْماعيل المُقْرِىءِ.
وَسموا {فاتية.
} والفتى: جَمْعُ {الفَتْوَى} والفُتْيا، عَن ابنِ القُوطِيّة.
وتَصْغِيرُ {الفِتْيَةِ} أُفَيْتِيَةٌ.

زوو

[ز وو] الزَّوُّ: الهَلاَكُ، وقالَ ثعلب: زَوٌّ المَنِيَّةَ: أًَحْدَاثُها، هكذا عَبَّرَ بالوَاحِد عن الجَمْعِ، قَالَ:

(من ابنِ مَامَةَ كَعْبِ ثُمَّ عَيَّ به ... زُوُّ المَنِيَّةِ إلاُ حِرَّةَ وَقَدَى)

والزَّوُّ: القَرِينانِ من السُّفُنِ وغَيرِها. وجاء زَوّا: إذاَ جاءَ هو وصَاحِبُه، وقِيلَ: كُلُّ زَوْجٍ زُوٌّ، وكُلُّ فَرٍ د تُوٌ. [ز وز] وزَوْزَيْنُه: طَرَدْتُه. وزَوزْيَ: نَصَبَ ظَهْرَه، وقَارَبَ خَطْوَه في سُرْعَةٍ، قال

(مُزَوزِياً إذا رآها زَوْزَتِ ... )

يقولُ: إذا رآها قد أَسْرَعَتْ أَسْرَعَ مَعَها، وقُوْلُ ابنِ كُثْوةَ - أَنْشَدَه ابنُ جِنَّى _:

(وَلَّى نَعامُ بني صَفوانَ زَوْزَأَةً ... لّما رأي أَسَداً في الغَابِ قد وَثبَا)

إنّما أرادَ زَوْزَاةً، فأَبْدلَ الهمزةَ من الأِلِف اضطِراراً. ورَجُلٌ زُوازٍ، وزُوازِيَة، وَزَوَنْزَى، قَصِيرٌ غَليِظٌ. والزَّوَنْزَى: المُتَكَبِّرُ الذي يَرَى لَنفْسه ما لا يَراهُ غَيرُه له، وقال مَرَّةً: رَجُلٌ زَوَنْزَى: ذُو أُبَّهةٍ وكِبْرٍ، وحَكَى ابنُ جِنَّى: زَوَزَّي، وقالَ: هو فَعَلَّلُ، من مُضَاعَفِ الوَاوِ.

[مقلوبه]

: [وز ز] الوَزَّةُ: البَطَّةُ، وجَمْعَها: وَزُّ، وهي الإوَزَّةُ أيضاً، والجَمْعُ: إوزُّ، وإوَزُّونُ، قال:

(تَلْقَى الإوَزٍّ ينَ في أكْنافِ دَارَتِها ... فَوْضَى وبَيْنَ يَدَيْها التِّينُ مَنْثُورُ)

أي أنَّ هذه المرأةَ تَحضَّرَتْ، فالإوَزُّ في دَارَتها تَأْكُلُ التِّينَ، وإنَّما جَعلَ ذلك عَلامَةَ التَّحَضُّر لأَنَّ التِّينَ إنَّما يكونُ بالأَريافِ، وهُناكَ تَأْكُلُه الإوَزُّ. قال بعضهُم: إِن قالَ قَائِلٌ: ما بالُهم قالوا في جِمْعَ إوَزَّةِ: إِوَزُّونُ بالوَاوِ، وإنَّما يُفْعَلُ ذلك في المَحذوفِ، نحو: ظَبَةً وَثُبَةٍ، وليْسَتْ إوَزَّةُ مما حُذِفَ شَيءٌ من أُصوِله، ولا هو بَمَنْزِلَة أرْضَ في أَنَّه مَؤُنَّثٌ بَغيْرِ هاءٍ؟ فالجوابُ: أَنّ الأًصلَ في إوَزَّةِ إِوْزَزَةٌ، إفْعَلَةٌ، ثُمَّ أَنَّهم كرِهُوا اجْتمِاعَ حَرْفَينِ مُتَحرِّكَيْنِ من جِنْس واحِدٍ، فأسكَنُوا الأَوَّلَ منهما، ونَقَلُوا حَرَكَتَه إلى ما قَبْلَه، واَدْغَمُوه في الَّذِي بَعْدَه، فَلَمَّا دَخَلَ الكلِمَة هذا الإعلالُ والتَوْهِينُ عَوَّضٌُ وها مِنْه أَنْ جَمَعُوها بالوَاوِ والنُونِ، فقالُوا: إِوَزُّونَ، وأنْشَدَ الفارِسيٌّ:

(كَأَنَّ خَزّا تَحْتَها وقَزَّا ... )

(وفُرُشاً مَحْشُوَّةَ إوَزَّا ... )

إمَّا أن يكونَ أرادَ مَحْشُوةً رِيشَ إوَزِّ وإمَّا أن يكونَ أراد الإوَزَّ بأَعْيانِها وجَماعةِ شُخُوصِها، والأَوَّلُ أَوْلَى. وأَرْضٌ مَوَزَّةٌ: كَثِيرَةُ الوَزِّ. [وز وز] الوَزْوَزَةُ: الخِفَّةُ. ورَجُلٌ وَزْاوَازٌ، وَوُزَاوَزَةٌ: طائِشٌ خَفِيفٌ في مَشْيِهِ. والوَزْوَزَةُ أيْضاً: مُقَارَبَةُ الخَطْوِ مع تَحرِيكَِ الجَسَدِ. 
زوو
: (و (} زَواهُ) {يَزْوِيه (} زَيّاً {وزُوِيّاً) ، كعُتِيَ: (نَحَّاهُ،} فانْزَوَى) : تَنَحَّى.
(و) {زَوَى (سِرَّهُ عَنهُ) : إِذا (طَواهُ.
(و) زَوَى (الشَّيءَ) يَزْوِيه زَيّاً: (جَمَعَهُ وقبَضَهُ) .
وَفِي الحدِيثِ: (} زُوِيَتْ لي الأَرْضُ فأُرِيتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها) .
وَمِنْه زَوَى مَا بينَ عَيْنَيْه: أَي جَمَعَهُ؛ قالَ الأعْشى:
يَزيدُ يغُضُّ الطَّرْفَ عنِّي كأنَّما
{زَوَى بينَ عَيْنَيْه عليَّ المَحاجِمُ (} والَزَّاوِيَةُ من البَيْتِ: رُكْنُه) ، فاعِلَةٌ من {زَوَى} يَزْوِي إِذا جمع لأنَّها جَمَعَتْ قطراً مِنْهُ، (ج {زَوايا) . يَقُولُونَ: كم فِي} الزَّوايا مِن خَبَايا.
( {وتَزَوَّى) الَّرجُلُ، (} وزَوَّى) تَزْوِيةً، ( {وانْزَوَى) : إِذا (صارَ فِيهَا.
(و) } الزَّاوِيَةُ: (ع بالبَصْرَةِ كانتْ بِهِ الوَقْعَةُ بينَ الحجَّاجِ) بنِ يُوسُفَ (و) بينَ (عبدِ الرحمنِ بنِ الأشْعَثِ) بنِ قَيْسٍ الكِنْدِيّ، اسْتَوْفاها البَلاذُرِيّ فِي كتابِهِ.
(و) أَيْضاً: (ة بواسِطَ. (و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ المدينةِ) ، على ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام؛ (بِهِ قَصْرُ أَنَسِ) بنِ مالِكٍ، رضِيَ الله عَنهُ.
(و) أَيْضاً: (ع بالأَنْدَلُسِ.
(و) أَيْضاً: (ة بالمَوْصِلِ) ؛ والنِّسْبَةُ إِلَى الكُلِّ {زَوَاوِيٌّ) .
(} وزَوْزَى {يُزَوْزِي) } زَوْزاةً: (نَصَبَ ظَهْرَهُ وقارَبَ الخَطْوَ) فِي سُرْعةٍ، عَن أَبي عبيدٍ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهَذَا قد سبقَ لَهُ فِي حَرْفِ الزَّاي؛ قالَ:
{مُزَوْزِياً إِذا رَآهَا} زَوْزَتِ أَي إِذا رَآها أَسْرَعَتْ أَسْرَعَ مَعهَا.
(و) {زَوْزَى (بفلانٍ: طَرَدَهُ) ؛ عَن أَبي عبيدةٍ.
وَفِي التَّهْذيبِ:} زَوْزَيْته طَرَدْته. (وقِدْرٌ {زُوزِيَةٌ) } وزُؤَازِيَةٌ كعُلَبِطَةٍ وعُلاَ بِطَةٍ: عَظِيمَةٌ تضمُّ الجَزُورَ؛ هُوَ (بالهَمْزِ، ووَهِمَ الجوهرِيُّ) فِي ذِكْرِه هُنَا مَعَ أنَّ الجوهرِيَّ ذَكَرَه فِي زوز أَيْضاً وَهنا جعلَ الزَّاي الثانِيَة زائِدَةً؛ ونقلَهُ عَن الأصْمعيِّ وكأنَّه أَشارَ إِلَى القَوْلَيْن فَلَا وهم حينَئِذٍ.
( {والَّزايُ) : حَرْفٌ يُمَدُّ ويُقْصَرُ وَلَا يُكْتَبُ إلاَّ بالياءِ بَعْدَ الألفِ، تقولُ: هِيَ} زايٌ {فزَيِّها.
قالَ زيدُ بنُ ثابتٍ فِي قوْلِه تَعَالَى: {كَيفَ نُنْشِزُها} : هِيَ زايٌ فزَيِّها، أَي اقْرَأْه} بالزاي؛ هَذَا نَصُّ الجَوْهرِيّ.
وقالَ المصنِّفُ: (إِذا مُدَّ كُتِبَ بهمزةٍ بعدَ الألِفِ) ؛
هَذَا الكَلامُ أَوْرَدَه الصَّاغانيُّ فِي التكْمِلَةِ بعدَ أنْ ذَكَرَ كَلامَ الجوهريّ، وقالَ: وليسَ كَذلِكَ، فإنَّه إِذا مُدَّ لَا بدَّ وَأَن يُكْتَبَ بهمْزةٍ بعدَ الألِفِ لأنَّها مِن نتائِجِ المَدِّ ولوَازِمِه، انتَهَى.
(ووَهِمَ الجوهريُّ) ، أَي فِي قوْلِه يُمَدُّ ويُقْصَرُ وَلَا يُكْتَب إلاَّ بياءٍ بعدَ الألِفِ.
قالَ شيْخُنا: وأَقَرَّه المقدسيُّ فِي حَواشِيه، وَقد يقالُ: إنَّ قَوْلَهُ: وَلَا يُكْتَبُ راجِعٌ للقَصْرِ، والمُرادُ بِهِ {زَاي فَلَا وهمَ إِذا لقَصْرِ خِلافِ المَدِّ كَمَا للمصنِّفِ، وَإِن كانَ المَقْصورُ عنْدَ النُّحاةِ الاسمَ الَّذِي آخِرَه أَلِف لازِمَه فتأَمَّل.
قالَ الصَّاغانيُّ: قالَ ابنُ الأنْبارِي: (وَفِيه لُغاتٌ) خَمْسة:
الأُوْلى: (} الزايُ) بتَصْرِيحِ الياءِ وَهِي المَشْهورَةُ.
(و) الثَّانِيَة: ( {الَّزاءُ) بالمَدِّ، قالَ اللَّيْثُ: أَلِفُهما فِي التَّصْرِيفِ ترجِعُ إِلَى الياءِ؛ وقالَ ابنُ جنِّي: الزَّايُّ حَرْفُ هِجاءٍ مَنْ لَفَظَ بهَا ثُلاثِيَّة فأَلفُها يَنْبغِي كَوْنها مُنْقَلِبَة عَن واوٍ ولامُه ياءٌ، فَهُوَ من لَفْظِ زَوَيْت إلاَّ أنَّ عَيْنَه اعتلَّت وسَلِمَتْ لامُه، فلحقَ ببابِ غايٍ وطايٍ ورايٍ وثايٍ فِي الشّذوذِ لاعْتِلالِ عَيْنه وصحَّةِ لامه، واعْتِلالُها أَنَّها متَى أُعْرِبَت فقيلَ هَذِه زايٌ حَسَنَةٌ، وكتَبْت زاياً صغيرَةً أَو نَحْو ذلكَ فإنَّها بعْدَ ذلكَ مُلْحَقَةٌ فِي الإعْلالِ ببابِ رايٍ وغايٍ، لأنَّه مَا دامَ حرفَ هِجاءٍ فأَلِفه غَيْر مُنْقَلِبَة، فَلهَذَا كانَ عنْدِي قوْلُهم فِي التَّهَجِّي زايٌ أَحْسَن من غايٍ وطايٍ، لأنَّه مَا دامَ حرفا فَهُوَ غيرُ مُنْصَرفٍ، وأَلِفُه غَيْرُ مَقْضِيَ عَلَيْهَا بالانْقِلابِ، وغايٌ وبابُه يَنْصرفُ بالانْقِلابِ، وإِعلالُ العَيْن وتصْحِيحُ اللامِ جارٍ عَلَيْهِ ومَعْروفٌ فِيهِ، انتَهَى.
(و) الثَّالثة: (} الزَّيُّ، كالطَّيِّ.
(و) الرَّابعَةُ: ( {زَيْ، ككَيْ.
(و) الخامِسَةُ: (} زاً، مُنَوَّنَةً) ، مجراة.
وَقد ذَكَرَ كُراعٌ هَذِه اللّغات الخَمْسة إلاَّ أنَّه قالَ: {زايٌ} وزاءٌ {وزَيْ، ككَيْ،} وزاً مجراة، {وزَا غَيْر مجراة.
وقالَ سِيْبَوَبْه: مِنْهُم مَنْ يقولُ} زَيْ ككَيْ، وَمِنْهُم {زَاي فيَجْعلُها بزِنَةِ وَاو، فَهِيَ على هَذَا مِن} زَوَى.
وقالَ ابنُ جنِّي: مَنْ قالَ هَذَا {زَي وأَجْراها مُجْرى كَيْ فإنَّه لَو اشتقَّ مِنْهَا فَعَلْ كمَّلَها اسْماً فزادَ على الياءِ يَاء أُخْرى، كَمَا أنَّه إِذا سمَّى رجُلاً بكَيْ ثَقَّل الياءَ فقالَ هَذَا كَيٌّ، فَكَذَا يقولُ هَذَا} زَي، ثمَّ يقولُ {زَيَّيْت كَمَا يقولُ من حَيْت حَيَّيْت؛ فإنْ قُلْت: فَإِذا كانتِ الياءُ مِن زَيْ فِي مَوْضِع العَيْن فهَلاَّ زَعَمْت أنَّ الألِفَ مِن} زَاي ياءٌ لوُجُودك العَيْن مِن زَيْ يَاء؛ فالجوابُ أنَّ ارْتِكابَ هَذَا خَطَأٌ مِن قِبَل أنَّك لَو ذَهَبْت إِلَى هَذَا لحكَمْتَ بأنَّ زَيْ محْذوفَةٌ من زايٍ، والحذْفُ ضَرْبٌ مِن التَّصَرُّفِ، وَهَذِه الحُروفُ جَوامِد لَا تصرُّفَ فِي شيءٍ مِنْهَا، وأَيْضاً فَلَو كانتِ الأَلفُ من زَاي هِيَ الياءُ فِي زَيْ لكانتْ مُنْقَلِبَة، والانْقِلابُ فِي الحُروفِ مَفْقودٌ غَيْر مَوْجودٍ.
ثمَّ قالَ: وَلَو اشْتَقَقْت مِنْهَا فعَّلْت لقُلْت {زَوَّيْت، هَذَا مَذْهَبُ أَبي عليَ، ومَنْ أَمالَها قالَ} زَيَّيْت؛ و (ج) على أَفْعالٍ: ( {أَزْواءٌ، و) على قَوْلِ غيرِه: (} أَزْياءٌ) ، إِن صحَّتْ إمالَتُها؛ (و) إِن كَسَرْتها على أَفْعُلٍ قُلْتَ: ( {أَزْوٍ} وأَزْيٍ) على المَذْهَبَيْن.
( {والزَّوُّ، كالتَوِّ: القَرينانِ) من السُّفُنِ وغيرِها.
وجاءا} زَوًّا: جاءَ هُوَ وصاحِبُه.
(و) قيلَ: (كُلُّ زَوْجٍ) {زَوٌّ، (والواحِدُ تَوٌّ) ، كانَ الأَوْلى أَنْ يقولَ والفَرْدُ تَوٌّ.
(و) } الزَّوُّ: (سفِينَةٌ عَمِلَها المُتَوَكِّلُ) العباسيُّ نادَمَ فِيهَا البُحْتري. (لَا) اسمُ (جَبَلٍ) بالعِراقِ. (ووَهِمَ الجوهريُّ وإنَّما غَرَّهُ قولُ البُحْتُرِي) الشَّاعِر: وَلم أَرَ كالقَاطُولِ يَحْمل ماؤُه
تَدَفّق بَحْرٍ بالسَّماحَةِ طامِ (وَلَا جَبَلاً {كالزَّوِّ يُوقَفُ تارَةًويَنْقادُ امَّا قُدْتَهُ بِزِمامِ) ونقلَ شيْخُنا عَن المقدسيّ: وَلَا جَبَلٌ بالعِراقِ.
قُلْتُ: وَفِي عِبارَتِه إجْحافٌ مُضرُّ كَمَا سَتَعْرفُه. وَقد سَبَقَ المصنِّفَ بِهَذِهِ التَّخْطِئة الإمامُ أَبُو زكريَّا التَّبْرِيزِي، فإنَّه وجدَ بخطِّه على هامِشِ الصِّحاحِ مَا نَصّه: ليسَ بالعِراقِ جَبَلٌ اسْمُه} زَوٌّ، ولعلَّه سَمِعَ فِي شِعْرِ البُحْتُري: وَلَا جَبَلاً كالزَّوِّ، فظنَّ أنَّ الزَّوَّ جَبَلٌ؛ هَذَا نَصّه وَهُوَ غَيْرُ وارِدٍ على الجوهرِيّ إِذْ لم يَثْبَت عَن الجوهرِيّ أنَّ هَذَا الحرْفَ أَخَذَه مِن شِعْر البُحْتُري، وَلَو سلَّمنا أنَّه وجد فِي كَلامِه فَهُوَ مَسْبوقٌ بذلِكَ، وَهَذَا مَعَ تقدُّمِ البُحْتُري وحفْظِه وصِيانَتِه فيمَا يَنْقلُه مِنَ الألْفاظِ، فتأَمَّل ذلكَ وأَنْصِف.
( {وزَواوَةُ: د بالمَغْربِ) .
قَالَ شيْخُنا: هَذَا أَشَدُّ غَلَطاً مِن الجوهرِيِّ فِي أنَّ} زَوّاً جَبَلٌ، فإنَّ {زَواوَةَ لَا يُعْرَفُ أنَّها بَلَدٌ، وليسَ فِي بِلادِ المَغْربِ بَلَدٌ يقالُ لَهُ زَواوَةُ، بل هِيَ قَبيلَةٌ مِن قَبائِلِ البَرْبَرِ مَشْهورَةٌ، تقالُ بفتْحِ الزَّاي كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ إطْلاقُه، وبكَسْرِها أَيْضاً كَمَا ضَبَطَه غيرُ واحِدٍ، ونقلَهُ فِي كفايَةِ المُحْتاج للحَضْرمي، ووَسَّع عَلَيْهِ الكَلامَ ابنُ خَلْدون فِي تارِيخِه الكَبيرِ، فَفِي كَلامِه غَلَطٌ مِن وَجْهَيْن، انتَهَى.
قُلْتُ: أمَّا كَون} زَواوَة قَبيلَة مِنَ البَرْبَرِ فمَعْروفٌ لَا كَلامَ فِيهِ، ذَكَرَه ياقوتُ فِي كتابِهِ عنْدَ عدِّه قَبائِل بَرْبَر، وذَكَرَ السَّخاوِي فِي تارِيخِه فِي تَرْجَمَةِ المشدالي {الزَّوَاوي مَا نَصّه: ومشدالَةُ قَبِيلَةٌ مِن} زَواوَة، {وزَواوَةُ قَبيلَةٌ مِن البَرْبَرِ، فَلِذَا يقالُ لَهُ: المشدالي} والزَّواوِي، وَهُوَ مِن أَهْل بجايَةَ. ومِثْلُه فِي حاشِيَةِ الْكَعْبِيَّة لعبْدِ القادِرِ أفَنْدي البَغْدادِي فِي تَرْجمةِ ابْن معطى {الزَّواوِي الحَنَفي صاحِبِ الألْفِيَّة فِي النَّحْو أنَّه مَنْسوبٌ إِلَى} زَواوَةَ قَبِيلَة مِن البَرْبرِ فِي أَطْرافِ بجايَةَ، إلاَّ أنَّ ياقوتاً ذَكَرَ أنَّه يَنْسبُ كلّ مَوْضِع إِلَى القَبِيلَةِ الَّتِي نَزَلَتْه، وَقد مَرَّ ذلكَ كثيرا مِثْل نفوسة وضريسة ومِكْناسَة وكزولة ومزانة ومطماتة، فكلُّ هَؤُلَاءِ قَبائِلُ مِن البَرْبَرِ إلاَّ أنّها سُمِّيتِ الأماكِنُ بهم، فَقَالَ فِي نفوسة جِبالٌ بالمَغْربِ، وفيمَا عَدَاها بَلَدٌ بالمَغْربِ، فَإِذا عرفْتَ ذَلِك ظَهَرَ لكَ تَوْجِيه كَلام المصنِّفِ وأنَّه لَا غَلَطَ فِيهِ، وأَمَّا كَسْر {الزَّاي مِن} زِواوَةَ فمِنْ غَرائِبِ المُؤَرِّخين، والمَعْروفُ الفَتْح. ثمَّ رأَيْتُ الصَّاغاني ذَكَرَ فِي التكْملَةِ مَا نَصّه: {وزَواوَةُ بُلَيْدَةٌ بينَ أفْريقِيَةَ والمَغْربِ.
(} والزُّوَيَّةٌ، كسُمَيَّة: ع ببِلادِ عَبْسٍ) ؛ نقلَهُ الصَّاغانيُّ.
ويقالُ: هُوَ بالَّراءِ وَقد تقدَّمَ.
( {وأَزْوَى) الرَّجُل: إِذا (جاءَ ومَعَهُ آخَرُ) ؛ نقلَهُ الأزهرِيُّ والصَّاغانيُّ عَن ابنِ الأعرابيِّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} انْزَوتِ الجلْدَةُ فِي النَّارِ: أَي اجْتَمَعَتْ وتَقَبَّضَتْ.
{وانْزَوَى مَا بينَ عَيْنَيْه: اجْتَمَعَ وتَقَبَّضَ؛ قالَ الأعْشى:
فَلَا يَنْبَسِطُ مَا بينَ عَيْنَيْك مَا} انْزَوَى
وَلَا تَلْقَني إلاَّ وأَنْفُك راغِم! ُوانْزَوَى القَوْمُ بعضُهم إِلَى بعضٍ: تدَانَوْا وتَضَامّوا. {وزَوَى عَنهُ كَذَا: أَي صَرَفَهُ عَنهُ وعَدَلَه؛ ومَصْدَرُهُ} الزُّوِيُّ، كعُتِيَ.
{والزُّوَى، كهُدَى: الطّيورُ؛ عَن الليْثِ.
قالَ الأزْهرِيُّ: كأنَّها جَمْعُ} زَوَ، وَهُوَ طَيْرُ المَاء ِوزَوَّرَ الكَلامَ {وزَوَاهُ: هَيَّأَهُ فِي نَفْسِه.
ورجُلٌ} زُوازِيَة، كعُلانِيَةٍ: قصيرٌ غلِيظٌ.
وقالَ أَبُو الهَيْثم: كلُّ شيءٍ تَمام فَهُوَ مربَّعٌ كالبَيْتِ والدَّارِ والأرضِ والبِساطِ لَهُ حُدودٌ أَرْبَعَة، فَإِذا نَقَصَتْ مِنْهَا ناحِيَةٌ فَهُوَ أزْوَرُ {مُزَوّىً.
ونقلَ الجوهرِيُّ عَن الأَصْمعيّ:} زَوُّ المِنيَّة مَا يحدثُ مِن هَلاكِ المنِيَّة.
وَفِي المُحْكَم: {الزَّوُّ: الهَلاكُ.
} وزَوُّ المنيَّةِ أَحْداثُها؛ عَن ثَعْلَب.
قَالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا عَبَّر بالواحِدِ عَن الجَمْع.
قالَ الجوهريُّ: ويقالُ الزَّوُّ القَدَرُ، يقالُ: قُضِي علينا وقُدِّرَ وحُمَّ {وزُيَّ؛ قالَ الشاعِرُ الإيادِيُّ:
من ابنِ مامَةَ كعبٍ ثمَّ عيَّ بِهِ
} زَوُّ المَنيَّةِ إلاَّ حَرَّةٌ وقَداوفي التهْذِيبِ: ويُرْوَى زَوُّ الحوادِثِ، قالَ: ورَواهُ الأَصْمعيّ: زَوْء بالهَمْزةِ.
قُلْتُ: وَقد تقدَّمَ ذَلِك للمصنِّفِ فِي الهَمْزةِ.
وقالَ أَبو عَمْروٍ: زاءَ الدَّهْرُ بفلانٍ انْقَلَبَ بِهِ.
قالَ أَبو عَمْرو: فرحت بِهَذِهِ الكَلِمَةِ.
قالَ الأزْهرِيُّ: زَاءَ فِعْلٌ مِن {الزَّوِّ، كَمَا يقالُ مِن الرَّوْع راعَ.
والمُسَمَّى} بالزَّاوِيَةِ عدَّةُ قُرىً بمِصْرَ: {كزَاويَةِ رزين، وزَاوِيَةُ البقلى،} وزَاوِيَةُ غازى، وزَاوِيَةُ المَصْلوب وغيرُهُنَّ، والنِّسْبَةُ إِلَى الكُلِّ {زَواوِيٌّ، وَقد يقالُ:} الزَّاوِيُّ وَهُوَ قليلٌ.

جوو

ج و و : الْجَوُّ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَالْجَوُّ أَيْضًا مَا اتَّسَعَ مِنْ الْأَوْدِيَةِ وَالْجَمْعُ الْجِوَاءُ مِثْلُ: سَهْمٍ وَسِهَامٍ. 
(ج وو)

الجَوّ: الْهَوَاء، قَالَ ذُو الرمة:

والشَّمْسُ حَيْرَى لَهَا فِي الجَوِّ تَدْويمُ

وَقَالَ أَيْضا:

وظلّ للأعيس المُزْجى نواهضَه ... فِي نَفْنَفِ الجَوّ تصويب وتصعيدُ

ويروى: " فِي نفنف اللَّوْح ".

والجَوْ، والجَوّة: المنخفض من الأَرْض، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

يَجْرِي بجَوّته مَوْجُ السَّرَاب كَأَن ... ضاحِ الخزاعِيّ حازت رَنْقَها الرِّيحُ وَالْجمع: جِوَاء، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِن صاب مَيْثا أُتئقَتْ جِوَاؤه

وجَوٌّ: اسْم الْيَمَامَة، كَأَنَّهَا سميت بذلك، وَقَول أبي ذُؤَيْب:

ثمَّ انْتهى بَصرِي عَنْهُم وَقد بلغُوا ... بَطْن المَخِيم فَقَالُوا الجّوَّ أَو راحوا

المخيم والجَوُّ: موضعان، فَإِذا كَانَ ذَلِك فقد وَقع الْخَاص، وَهُوَ الجو مَوضِع الْعَام: كَقَوْلِنَا: ذهبت الشَّام.

قَالَ ابْن دُرَيْد: كَانَ ذَلِك اسْما لَهَا فِي الْجَاهِلِيَّة، وَقَالَ الْأَعْشَى:

فاستنزلُوا أهْلَ جَوّ من مَنَازِلهمْ ... وهَدَّموا شاخِص البُنْيان فاتَّضعا

وجَوّ الْبَيْت: دَاخله، شامية.

والجُوّة: الرقعة فِي السقاء.

وَقد جَوّاه.

والجَوْجاة: الصَّوْت بالابل، أَصْلهَا: جَوْجَوة. قَالَ الشَّاعِر:

جاوى بهَا فهاجها جوجاتُه
جوو
تَجْوِيَة [مفرد]: (جو) أثر العوامل الجويّة في لون الأشياء المعرَّضة لها، أو في تركيبها، أو شكلها، وبخاصّة تحلّل التربة والصخور الطبيعيّ والكيميائيّ. 

جَوّ [مفرد]: ج أجواء وجِواء:
1 - فضاءٌ بين السماء والأرض " {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ} " ° الطَّائرة الجوّ مائيَّة: طائرة تطير في الجوّ وتسبح على وجه الماء- جوّ أرض: قذيفة من الجو إلى الأرض- جوّ جوّ: قذيفة من طائرة منطلقة إلى أخرى- داء الجوّ: غثيان ناتج عن ركوب الطائرة- سافر جوًّا: بطريق الجوّ، بواسطة الطّائرة- نُسور الجوّ: الطيَّارون.
2 - طقس أو مناخ "حالة الجوّ اليوم".
3 - ما يسود من شعور أو إحساس في ظروف معيّنة، الوضع السائد لمرحلة أو مناسبة "ساد جوّ ودّيٌّ بين الأصدقاء" ° صفّى الجوّ: أزال المشكلات أو سوء الفهم- عكَّر الجوّ: أثار بلبلة.
4 - (جو) غلاف غازيّ محيط بالأرض، وبالأجرام السماويّة الأخرى.
5 - (دب) نوع من التّأثير النَّفسيّ العام الذي يتركه العمل الأدبيّ "الجوّ العام للقصيدة/ للرِّواية/ للمسرحيّة".
• خريطة الجَوّ: (فك) خريطة تصف أحوال الأرصاد فوق منطقة جغرافيّة معيّنة في وقت معيّن.
• علم الأجواء العليا: (فك) علم الأرصاد الجويّة للنطاق الجويّ العموديّ كاملاً. 

جَوّانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جَوّ: على غير قياس: باطن الشيء، داخلُه، عكْس برّانيّ. 

جَوِّيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جَوّ: "مرصد/ انخفاض/ تقلُّب جوِّيّ- الجمعيّة الدَّوليّة للنقل الجوِّيّ" ° القاعدة الجوِّيَّة: قاعدة طائرات القتال، وفيها حشد الوسائل اللازمة لعمليّات القتال الجويّ- المجال الجوّيّ: منطقة الفراغ الجوّيّ الذي يتبع بلدًا معيّنًا- بريد جوّيّ: بريد يُنْقل بالطَّائرة- جِسْرٌ جوِّيّ: اتصال جوّيّ فوق منطقة تكون فيها المواصلات البرِّيَّة والبحريَّة بطيئة إلى أقصى حدّ، نقل منتظم بطريق الجوّ- شركة الخطوط الجوّيّة: شركة الطَّيران- غارة جوّيّة/ قوّات جوّيّة/ مِلاحة جوّيّة: هجوم تشنّه الطَّائرات المعادية على الأهداف المدنيّة والعسكريّة- مقياس جوِّيّ: أداة تُظهر التغيّرات في الأحوال الجويّة- مكتب الأرصاد الجوِّيَّة: وكالة تجمع وتُفسِّر المعلومات الأرصادية للدراسة والتنبُّؤ بحالة الطقس- ميناء جوّيّ: مطار؛ مكان إقلاع وهبوط الطَّائرات- نشرة جوّيّة: تقرير يبيّن حالة الجوّ وتوقّعاته في مكانٍ ما.
• الخطوط الجوِّيَّة: طرق طيران الطائرات في الجوِّ.
• علم الظَّواهر الجوِّيَّة: (جو) العلم الذي يدرس أحوال الجوّ المحيط بالأرض، والعوامل المؤثِّرة عليه ويُسمَّى أيضًا علم الطقس.
• علم الأرصاد الجوِّيَّة: (جو) دراسة الغلاف الجوِّيّ وظواهره والطقس والمُناخ ودرجات الحرارة والكثافة والرياح والسحب والترسيب، ومن تطبيقاته الرئيسيّة التنبُّؤ بالأحوال الجوِّيَّة.
• الضَّغط الجوِّيّ: الضغط الذي يتركّز على نقطة معيّنة بفعل الثقل الذي يحدثه عمود الهواء على هذه المنطقة. 
جوو
: (و ( {الجَوُّ: الهَواءُ) ؛) قالَ ذُو الرُّمَّة:
والشمسُ حَيْرَى لَها فِي الجَوِّ تَدْوِيمُ وَفِي الصِّحاح: الجَوُّ مَا بينَ السَّماءِ والأَرْضِ وقوْلُه تَعَالَى: {مُسَخَّرات فِي} جَوِّ السَّماءِ} .
قالَ قَتادَةُ فِي كَبِدِ السَّماءِ، ويقالُ كُبَيْد السَّماءِ.
(و) الجَوُّ: (مَا انْخَفَضَ مِن الأَرْضِ) ، كَمَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ أَبو عَمْرو فِي قوْلِ طَرفةَ:
خَلاَ لَكِ الجَوُّ فبِيضِي واصْفِرِي هُوَ مَا اتَّسَعَ من الأَوِدْيَةِ.
( {كالجَوَّةِ) ؛) قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
يَجْرِي} بجَوَّتِه مَوْجُ السَّرابِ كأَنْ
ضاحِ الخزاعيْ جازَتْ رنْقَها الرِّيحُ (ج) {جِواءٌ، (كجِبالٍ؛) أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
إنْ صابَ مَيْثاً أُتْئِقَتْ} جِوَاؤُه (و) الجَوُّ: (داخِلُ البَيْتِ) وبَطْنُه، لُغَةٌ شامِيَّةٌ؛ وَكَذَا كلُّ شيءٍ وَهِي {الجَوَّةُ (} كجَوَّانِيْهِ) ، والألِفُ والنونُ زائِدَتانِ للتَّأْكيدِ.
وَفِي حدِيثِ سَلْمان: إنَّ لكلِّ امْرىءٍ {جَوَّانِيّاً وَبرَّانِيّاً فمَنْ أَصْلحَ} جَوَّانِيَّهُ أَصْلَح اللَّهُ بَرَّانِيَّهُ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: أَي باطِناً وظاهِراً وسِرّاً وعلانِيَةً.
(واليَمامَةُ) كَانَت فِي القدِيمِ تُدْعى {جَوّاً والقَرْيةَ والعَرُوضَ.
(و) الجَوُّ: (ثَلاثةَ عَشَرَ مَوْضِعاً غيرَها) ، مِنْهَا: جَوُّ الخضارمِ باليَمامَةِ، وأَيْضاً مَوْضِعٌ فِي دِيارِ أَسَد، ومَوْضِعٌ قرْبَ المَدينَةِ، وأَيْضاً فِي دِيارِ بَني كِلابٍ عنْدَ الماءِ الَّذِي يقالُ لَهُ مونيق، وأَيْضاً فِي دِيارِ طيِّىء لبَني ثُعَل، وأَيْضاً مَوْضِعٌ مِن أرْضِ عُمَان زَعَمُوا أَنَّ سامَةَ بن لُؤَيَ هَلَكَ بِهِ كَمَا تقدَّم فِي الميمِ ويُعْرَفُ} بجَوِّ جوادَةَ؛ وأَيْضاً فِي دِيار تَغْلب؛ وأيْضاً مَوْضِعٌ ببَطْنِ درّ؛ وجَوُّ الغِطْرِيفِ مَا بينَ السِّتَارَيْن وَبَين الشَّواجِنِ؛ {وجَوُّ الخزامى مَوْضِعٌ أَيْضاً؛ وَكَذَا جَوُّ الأَحْساءِ، وجَوُّ جنبا فِي بلادِ تمِيمٍ؛ وجَوُّ أَثَال فِي دِيارِ عَبْس وهُما} جَوَّان بَيْنهما عقبَةٌ أَو أَكْثَر أَحَدُهما على جادةِ النباجِ؛ وجَوُّ تِيَاس فِي قوْلِ عُمَر بن لَجَأ.
وَهَذِه {الأَجْوِيةُ غَيْر جَوِّ اليَمامَةِ؛ قالَهُ الصَّاغانيُّ.
(} والجَوْجاةُ: الصَّوْتُ بالإِبلِ) يَدْعوها إِلَى الماءِ وَهِي بَعِيدَةٌ مِنْهُ؛ (أَصْلُها {جَوْجَوَةٌ؛) قالَ الشَّاعِرُ:
} جاوَى بهَا فهاجَها {جَوْجاتُه (} والجُوَّةُ، بالضَّمِّ: الرُّقْعَةُ فِي السِّقاءِ؛) والجِيأَةُ، بالكسْرِ، لُغَةٌ فِيهِ.
(و) قد ( {جَوَّاهُ} تَجْوِيَةً: رَقَعَهُ بهَا) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ. قالَ: (و) {الجُوَّةُ (قِطْعَةٌ من الأرْضِ فِيهَا غِلَظٌ.
(و) أَيْضاً: (النُّقْرَةُ فِي الجَبَلِ وغيرِهِ) ، وَفِي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ: النّقْرَةُ فِي الأرضِ.
(و) أَيْضاً: (لَوْنٌ كالسُّمْرَةِ) وصَدِأِ الحدِيد، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الأَجواءُ: يُجْمعُ جَوّ للهَواءِ بينَ السَّماءِ والأرْضِ؛ وَمِنْه قَوْلُ عليَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ. (ثمَّ فَتَقَ الأجْواءَ وشَقَّ الأرْجاءَ) .
ويُجْمَعُ الجَوُّ للمُنْخَفَض من الأرضِ على {أَجْوِيَة.
} وأَجْوِيَة: ماءٌ لبَني نميرٍ بناحِيَةِ اليَمامَةِ؛ نَقَلَهُ ياقوت.
وجَوُّ الماءِ حيثُ يُحْفَر لَهُ، قالَ:
تُراحُ إِلَى جَوِّ الحِياضِ وتَنْتَمي وقالَ الأزْهرِيُّ: دَخَلْتُ مَعَ أَعْرابيَ دَحْلاً بالخَلْصاءِ فلمَّا انْتَهَيْنا إِلَى الماءِ قالَ: هَذَا جَوٌّ من الماءِ لَا يُوقفُ على أقْصاهُ.
{وجُوَّةُ، بالضمِّ: قَرْيةٌ باليمنِ مِنْهَا: عبدُ الملكِ بنُ محمدِ السَّكْسَكيُّ} الجُويُّ من شُيُوخ أَبي القَاسم الشِّيرازي.
{والجُوَّانِيَّةُ، بالضمِّ والتَّشْديدِ: محلَّةٌ بمِصْرَ.
} والجوُّ: اسمُ سيفِ مقلِ بنِ الجَرَّاح الطائيِّ.

ءخَو

(ء خَ و)

الْأَخ، من النّسَب، مَعْرُوف، وَقد يكون الصّديق والصاحب.

والأَخَا، مَقْصُور، والأخْو، لُغَتَانِ فِيهِ، حَكَاهُمَا ابْن الْأَعرَابِي، وانشد لخليج الاعيوي:

قد قلتُ يَوْمًا والرِّكابُ كَأَنَّهَا قواربُ طَيْرِحانَ مِنْهَا ورُودُها

لأخْوين كاناخير أخْوَين شِيمَة وأسرعَه فِي حاجةِ لي أريدها

حمل " اسرعه " على معنى: خَيْر أَخَوَيْنِ وأسْرَعه، كَقَوْلِه:

شَرّ يَوْميها وأغواه لَهَا ركِبت عَنز بحدج جمَلاَ

وَهَذَا نَادِر.

وَأما كُراع فَقَالَ: أخْو، بِسُكُون الْخَاء، وتَثنيتُه: أخَوان، بِفَتْح الْخَاء، وَلَا ادري كَيفَ هَذَا.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: لَا أخَا، فاعْلَم، لَك.

فَقَوله. " فَاعْلَم " اعْتِرَاض بَين الْمُضَاف والمضاف اليه، كَذَا الظَّاهِر.

وَأَجَازَ أَبُو عليّ أَن يكون " لَك " خَبرا، وَيكون " اسْما مَقْصُورا تَاما غير مُضَاف، كَقَوْلِك: لَا عَصا لَك.

وَالْجمع من كل ذَلِك: أخوُنٌ: وآخاءٌ، وإخْوان. واخْوان، وإخْوة، وأُخْوة، بِالضَّمِّ.

هَذَا قَول أهل اللُّغَة، فَأَما سِيبَوَيْهٍ فالأخوة، بِالضَّمِّ عِنْده، اسْم للْجمع وَلَيْسَ بِجمع، لِأَن: فعلا " لَيْسَ مِمَّا يُكسَّر على " فُعْلة "، وَيدل على أَن " أَخا " " فَعَل " مَفتوحة الْعين، جَمعهم إيّاها على " أفعالٍ " نَحْو: آخاءٍ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، عَن يُونُس، وَأنْشد أَبُو عَليّ:

وجدتُم بَنيكم دُوننا إِذْ نُسِبُتمُ وأيَّ بَني الآخاءِ تنُبو مَناسِبُه وَحكى اللحياني فِي جمعه: أخوّة.

وَعِنْدِي انه " أخوّ "، على مِثَال " فُعُول "، ثمَّ لحقت الْهَاء لتأنيث الْجمع، كالبُعولة والفُحولة.

وَأما قَوْله عز وَجل: (فَإِن كَانَ لَهُ إخْوة فلأُمه السُّدس) ، فَإِن الْجمع هَاهُنَا مَوْضوعٌ مَوْضَع الِاثْنَيْنِ، لِأَن الِاثْنَيْنِ يُوجبان لَهَا السُّدس.

وَقَوله تَعَالَى: (وإخْوَانهمْ يَمُدوّنهم فِي الغَيّ) ، يَعْنِي بإخوانهم: الشَّيَاطِين، لِأَن الكُفار إخْوَان الشَّيَاطِين.

وَقَوله تَعَالَى: (فإخوانكم فِي الدّين) ، أَي: قد دَرأ عَنْهُم إيمانُهم وتوبتهم إِثْم كُفرهم ونَكْثهم العُهود.

وَقَوله تَعَالَى: (وإِلَى عادِ أَخَاهُم هُودا) ، وَنَحْوه.

قَالَ الزّجاج: قيل فِي الْأَنْبِيَاء، عَلَيْهِم السَّلَام: أخوهم، وَإِن كَانُوا كَفرة، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي انه قد أَتَاهُم بشر مثلهم من ولد آدم، عَلَيْهِ السَّلَام، وَهُوَ أحجّ، وَجَائِز أَن يكون أَخَاهُم، لِأَنَّهُ من قَومهمْ، فَيكون أفهمَ لَهُم بِأَن ياخذوه عَن رَجل مِنْهُم.

وَقَوْلهمْ: فلَان أخُو كُرْبة، وأخو لَزْبة، وَمَا أشبه ذَلِك، أَي: صَاحبهَا.

وَقَوْلهمْ: إخْوَان العَزَاء، وإخْوان العَمل، وَأَشْبَاه ذَلِك، إِنَّمَا يُرِيدُونَ أَصْحَابه ومُلازميه.

وَيجوز أَن يعنوا بِهِ أنّهم إخوانه، أَي: إخْوَته الَّذين وُلدوا مَعَه، وَإِن لم يُولد العَزاء وَلَا الْعَمَل وَلَا غير ذَلِك من الْأَغْرَاض، غير أَنا لم نَسمعهم يَقُولُونَ: إخْوَة العزاء، وَلَا إخْوَة العَمل، وَلَا غَيرهمَا، إِنَّمَا هُوَ إخْوَان، وَلَو قَالُوا لجَاز، وكل ذَلِك على الْمثل، قَالَ لَبيدٌ: إِنَّمَا يَنجح إخْوَان العَمل يَعْنِي: من دأبَ وتحرَّك وَلم يُقم، قَالَ الرّاعي:

على الشَّوق إخْوَان العَزاء هَيوُجُ أَي: الَّذين يَصبرون فَلَا يَجزعون وَلَا يَخْشعون، وَالَّذين هم أشقَّاء الْعَمَل والعَزاء. وَقَالُوا: الرُّمح أَخُوك وربمّا خانك.

وَالْأُخْت: أُنْثَى الْأَخ، صِيغَة على غَير بِنَاء الْمُذكر، وَالتَّاء بدل من الْوَاو، وَزنهَا " فَعَلة "، فنقلوها إِلَى " فُعْل "، وألحقتها التَّاء المُبدلة من لامها بِوَزْن " فُعْلٍ "، فَقَالُوا: أُخْت، وَلَيْسَت التَّاء فِيهَا بعلامة تَأْنِيث، كَمَا ظَن من لَا خِبرة لَهُ بِهَذَا الشَّأْن، وَذَلِكَ لسكون مَا قبلهَا.

هَذَا مَذهب سِيبَوَيْهٍ، وَهُوَ الصَّحِيح، وَقد نَص عَلَيْهِ فِي بَاب مَا لَا ينْصَرف، فَقَالَ: لَو سَّميت بِهَذَا رجلا لصَرفتها مَعْرفة، وَلَو كَانَت للتأنيث لما انْصَرف الِاسْم.

على أَن سِيبَوَيْهٍ قد تَسمَّح فِي بعض أَلْفَاظه فِي الْكتاب فَقَالَ: هِيَ عَلامَة تَأْنِيث.

وَإِنَّمَا ذَلِك تَجُوّز مِنْهُ اللَّفْظ، لِأَنَّهُ أرْسلهُ غُفْلاً، وَقد قَيده فِي بَاب مَا لَا ينْصَرف، وَالْأَخْذ بقوله المُعلّل أقوى من الْأَخْذ بقوله الغفل المُرْسل، ووَجه تجوُّزه أَنه لما كَانَت الثَّاء لَا تُبدل من الْوَاو فِيهَا إِلَّا مَعَ الْمُؤَنَّث صَارَت كَأَنَّهَا عَلامَة تَأْنِيث، واعني بالصيغة فِيهَا بناءها على " فُعْل "، واصلها " فَعَل "، وإبدال الْوَاو فِيهَا لَازم، لِأَن هَذَا عمل اخْتصَّ بِهِ الْمُؤَنَّث.

وَالْجمع: أَخَوَات.

وَقَالُوا: رَمَاه الله بليلةَ لَا أُخْت لَهَا، وَهِي لَيْلَة يَمُوت.

وآخى الرجلمؤاخاة، وإخاء، ووخاء، وواخاه، لُغَة ضَعِيفَة، وَقيل: هِيَ بدل: وَأرى " الوخاء " عَلَيْهَا.

وَالِاسْم: الأخُوَّةُ.

وَمَا كُنت أَخا وَلَقَد تأخّيت، وآخّيْت، وأخَوْت.

وأخَوْت عشرَة، أَي: كنت لَهُم أَخا.

وتأخّى الرجلَ: اتَّخذهُ أَخا، أَو دَعاه أَخا.

وَلَا أَخا لَك بفلان، أَي: لَيْسَ لَك بِأَخ، قَالَ النَّابِغَة:

وأبلغ بني ذُبيَان أنْ لَا أَخا لَهُم بــعَبْسٍ إِذا حَلُّوا الدِّماخَ فأظْلماَ

وَقَوله:

أَلا بكر الناعي بأوْسٍ بن خالدٍ أخى الشَّتْوة الغَبراء والزَّمن المَحْلِ وَقَول الآخر:

أَلا هَلك ابْن قُرّانَ الحَميدُ أَبُو عَمرو أخُو الجُلَّي يَزيدُ

فقد يجوز أَن يَعْنيا بالاخ هُنَا: الَّذِي يَكفيهما ويُعين عَلَيْهِمَا، فيَعود إِلَى معنى الصُّحبة، وَقد يكون انهما يفْعَلَانِ فيهمَا الفِعل الْحسن فُيكسبانه الثَّنَاء وَالْحَمْد، فَكَأَنَّهُ لذَلِك أَخ لَهما.

وَقَوله:

والخمُر لَيستْ من أَخِيك ول كنْ قد تَغُرّ بآمِن الحِلْمِ

فسّره ابْن الْأَعرَابِي، فَقَالَ: مَعْنَاهُ: أَنَّهَا لَيست بمُحابيتك فتكُف عَنْك بَأسَها، وَلكنهَا تَنْمِى فِي رَأسك.

وَعِنْدِي أَن " أَخِيك " هَاهُنَا: جمع " أَخ "، لِأَن التِّبعيض يَقْتَضِي ذَلِك.

وَقد يجوز أَن يكون " الْأَخ " هَاهُنَا: وَاحِدًا، يَعني بِهِ الْجمع، كَمَا يَقع الصّديق على الْوَاحِد والجميع، قَالَ تَعَالَى: (ولَا يَسأل حميمٌ حميما. يُبصَّرونهم) .

وَقَالَ: دَعْها فَمَا النَّحوىّ من صديقها وَحكى اللِّحياني، عَن أبي الدِّينار، وَأبي زِيَاد: الْقَوْم بأخي الشّر، أَي: بشرّ.

خَيم

(خَ ي م)

الخَيمة: بيتٌ من بيُوت الْأَعْرَاب مُستدير.

وَقيل: هِيَ ثَلَاثَة أَعْوَاد أَو أَرْبَعَة يُلْقَى عَلَيْهَا الثُّمام ويُستظل بهَا فِي الحرّ.

وَالْجمع: خيمات، وخِيام، وخِيَم، وخَيْم.

وَقيل: الخَيْمُ: أَعْوَاد تُنصب فِي القَيْظ وتُجعل لَهَا عوارض وتُظلَّل بِالشَّجَرِ فَتكون ابرد من الاخبية.

وَقيل: هِيَ عيدَان تُبنى عَلَيْهَا الْخيام، قَالَ: فَلم يَبْق إِلَّا آلُ خَيْمٍ مُنضَّد رَوَاهُ أَبُو عبيد للنابغة، وَرَوَاهُ ثَعْلَب لزُهير.

وَقل: الخَيم: مَا بُنى من الشَّجر والسَّعف يَستظل بِهِ الرجلُ إِذا أورد إبلهَ الماءَ.

والخيام، أَيْضا: الهوادج، على التَّشْبِيه، قَالَ الْأَعْشَى:

أمِنْ جَيَل الأمرارِ صُرَّت خيامُكم على نبأ إِن الأشافيَّ سائِل

وأخام الخَيمة، وأخيمها: بناها، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وخيّم القومُ: دخلُوا فِي الْخَيْمَة.

وخيموا بِالْمَكَانِ: أَقَامُوا.

وخيّم الوحشيّ فِي كناسه: أَقَامَ، قَالَ الْأَعْشَى: وحان انطلاقُ الشَّاة من حَيثُ خَيَّما وخَيّمت الرَّائِحَة الطّيبة بِالْمَكَانِ وَالثَّوْب: أَقَامَت.

وخّيمه: غطّاه بِشَيْء كي يَعْبَق.

والخِيم: الخُلق.

وَقيل: سَعَة الخُلق.

وَقيل: الأَصْل، فَارسي مُعَّرب. وخام عَنهُ: خَيْما، وخَيَمانا، وخُيوما، وخِيَاما: نكَص وجَبُن.

وَكَذَلِكَ إِذا كَاد كيداً فَرجع عَلَيْهِ وَلم ير فِيهِ مَا يُحِبهُ وَنكل ونكص.

وخام فِيهِ: جبن عَنهُ.

وَقَول الهُذلي جُنادة بن عَامر:

لعمرك مَا وَنَى ابنُ أبي أنَيْسٍ وَلَا خام القتالَ وَلَا أضاعاَ

قَالَ ابْن جنِّي: أَرَادَ حرف الْجَرّ وحَذفه، أَي: خام فِي الْقِتَال.

وَقَالَ: خام: جَبُن وتراجع.

وَهُوَ عِنْدِي من مَعنى الْخَيْمَة، وَذَلِكَ أَن الْخَيْمَة تُعطف وتُثنى على مَا تحتهَا لِتقيه وَتَحفظه، فَهِيَ من معنى القَصْر والثَّنْى، وَهَذَا هُوَ معنى خام، لِأَنَّهُ انْكَسَرَ وتراجع وانثنى، أَلا تراهم قَالُوا الْجَانِب الخباء: كِسْر.

والخامة، من الزَّرْع: أولُ مَا ينبُت على سَاق وَاحِدَة.

وَقيل: هِيَ الطَّاقَة الغَضّة مِنْهُ.

وَقيل: هِيَ الشَّجَرَة الغضة الرَّطبة.

والخام من الْجُلُود: مَا لم يُدْبغ، أَو مَا لم يُبَالغ فِي دَبغه.

والخام: الدِّبس الَّذِي لم تَمسّه النارُ، عَن أبي حنيفَة، قَالَ: وَهُوَ أفضلُه.

والخيمُ: شجر الحَمْض.

وخِيم: مَوضِع مَعْرُوف.

وخيم، والمَخيم: موضعان، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

ثمَّ انْتهى قَصري عَنْهُم وَقد بَلغُوا بطنَ المَخِيم فَقَالُوا الجرّ أَو راحوا

قَالَ ابْن جِنِّي: المَخيم، مفعل، لعدم " م خَ م " وعِزّة بَاب " قَلِق ".

وَحكى أَبُو حنيفَة: خامت الأَرْض: تخِيم خَيَمانا، وَزعم انه مقلوب من " وخمت "، وَلَيْسَ كَذَلِك، إِنَّمَا هُوَ فِي مَعْنَاهُ لَا مقلوب عَنهُ. 
خَيم

(} الخَيمَةُ: أَكَمَةُ فوقَ أَبانَيْنِ) ، بَينهَا وبَيْن الرُّمَّة من جِهَة الشَّمال، بهَا ماءة لبني عَبْس يُقَال لَهَا: الغُبارة. قَالَه نَصْر.
(و) أَيْضا: (كُلُّ بَيْت) من بُيُوتِ الْأَعْرَاب (مُسْتَدير، أَو ثَلاثة أَعْواد أَو أَرْبَعَة يُلْقَى عَلَيْهَا الثُّمام، ويُسْتَظَلُّ بهَا فِي الحَرّ) . أَو أَعوادٌ تُنْصَب وتُجْعَل لَهَا عَوارِض وتُغَلَّل بالشَّجَر، فَتَكُونُ أَبْرَدَ من الأَخْبِيَة. أَو عِيدانٌ تُبْنَى عَلَيْهَا {الخِيام، أَو مَا يُبْنَى من الشَّجَر والسَّعْفِ يَسْتَظِل بِهِ الرجلُ إِذا أوردَ إِبلَه المَاءَ.} والخَيْمةُ عِنْد العَرَب: البَيْتُ والمَنْزِل، وسُمِّيت {خَيْمَةً لأنَّ صاحِبَها يَتَّخِذُها كالمَنْزل الأَصلِيّ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابيّ: " الخَيْمةُ لَا تكونُ إِلَّا من أَربعَةِ أَعْواد، ثمَّ تُسَقَّف بالنُّمام، ولاَ تَكونُ من ثِياب. قَالَ: وَأما المَظَلَّة فَمِنَ الثّياب وغَيْرها وَيُقَال: مِظَلًّة "، (أَو كُلُّ بَيْت يُبْنَى من عِيدَانِ الشَّجَر) ، نَقله الجَوْهَرِيّ. قَالَ ابنُ بَرّيّ: وَهُوَ قَولُ الأَصْمَعِي؛ فَإِنَّهُ ذَهَب إِلَى أَن الخَيْمَة إِنَّما تَكُون من شَجَر، فَإِن كَانَت من غَيْرِ شَجَر فَهِيَ بَيْت، وغَيْرُه يَذْهَب إِلَى أَنَّ الخَيْمة تكون من الخِرَق المَعْمُولة بالأطْناب، واستدَلَّ بِأَنَّ أَصْلَ} التَّخْيِيم الإقامةُ، فَسُمِّيت بِذلِك لأنَّها تكون عِنْد النُّزُول، فسُمّيت خَيْمة. قُلتُ: وَهَذَا الَّذِي نقَلَه ابنُ بَرّيّ عَن البَعْض هُوَ المَعْرُوف بَيْن النَّاس، وعَلى قَول الأصمَعِيّ يكون إطلاقُها على هَذَا المَعْمُول بالخِرَق والأَطناب مَجازًا. فتأمَّل ذَلِك. وَفِي الحَدِيث: " الشَّهِيدُ فِي خَيْمة اللهِ تَحت العَرْشِ " (ج: {خَيْمات} وخِيامٌ) بالكَسْر، وَمِنْه قَوْلُ حَسَّان:
(ومَظْعَن الحَيّ ومَبْنَى {الخِيام ... )

وَيُقَال: الخِيَامُ جَمْع} خَيْم: كفَرْخ وفِراخ، نَقله الجوهريّ، ( {وخَيْم} وخِيَم بالفَتْح وَكَعِنَب) ، الأَخِيرة كبَدْرة وبِدَر، وشاهِدُ {الخَيْم بالفَتْح قَولُ النَّابِغَةِ:
(فَلم يَبْقَ إِلا آلُ} خَيْم مُنَضَّدٍ ... وسُفحٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلِبُ)

ويُرْوَى عَجُزُه أَيْضا:
(وثُمٌّ على عَرْشِ الخِيام غَسِيلُ ... )

رَوَاه أَبُو عُبَيد للنَّابِغَة، وَرواه ثَعْلَب لزُهَيْر. قلت: الَّذِي لزُهَيْر هُوَ قَوْله:
(أَرَبَّتْ بِهِ الْأَرْوَاح كُلَّ عَشِيَّةٍ ... فَلم يَبْقَ إِلا آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدِ)

وَقد تَقَدَّم ذَلِك مِرارًا، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: ومِثلُه قَولُ مُزاحِم:
(منازِلُ أَمَّا أَهْلُها فَتَحَمَّلُوا ... فبَانُوا وَأَمَّا {خَيْمُها فَمُقِيمُ)
قَالَ وشاهِدُ} الخيم قَول مرقش: هَل تعرفُ الدَّارَ عَفَا رَسْمُها ... إِلاَّ الأثافِيَّ وَمَبْنَى الخِيَمْ)

( {وأَخامَها) أَي:} الخَيْمة، ( {وأَخْيَمَها: بَناهَا) . عَن ابنِ الأَعْرابِيّ، (} وخَيَّمُوا: دَخَلوا فِيَها، و) {خَيَّمُوا (بالمَكانِ: أَقامُوا) .
وَأنْشد الجَوْهَرِيُّ للأعْشَى:
(فلمّا أضاءَ الصُّبحُ قَامَ مُبادِرًا ... وَكَانَ انطِلاقُ الشَّاة مِن حَيْثُ} خَيَّمَا) (و) {خَيَّمَ (الشَّيءَ: غَطَّاه بشَيْء كي يَعْبَقَ) بِه قَالَ:
(مَعَ الطِّيب} المُخَيَّم فِي الثِّياب ... )

( {وخَامَ عَنهُ} يَخِيم {خَيْمًا} وخَيَمَانًا) مُحَرَّكة ( {وخُيُومًا} وخُيُومَةً) بِضَمِّهِما، ( {وخَيْمُومَةً) كَشَيْخُوخة، (} وخِيَامًا) كَكِتاب: (نَكَص وجَبُن. و) كَذَلِك إِذا (كَادَ) يَكِيد (كَيْدًا فَرَجَع عَلَيْهِ) وَلم يَرَ فِيهِ مَا يُحِب. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ عِنْدي من مَعْنَى الخَيْمَة؛ وَذَلِكَ أنَّ الخَيْمة تُعْطَف وتُثْنَى على مَا تَحْتها لِتَقِيَه وتَحْفَظه، فَهِيَ من مَعْنَى القَصْر والثَّنْي، وَهَذَا هُوَ مَعْنَى خام؛ لِأَنَّهُ انْكَسَر وتَراجعَ وانْثَنَى، أَلا تَراهُم قَالُوا لِجانِب الخِباء: كِسْر. (و) خَامَ (رِجْلَه) {يَخِيمُها: (رَفَعَها) . وَأَنْشَدَ ثَعْلب:
(رَأَوْا وَقْرةً فِي السَّاقِ مِنّي فحاوَلُوا ... جُبُورِيَ لَمَّا أَن رَأَوْنِي} أَخِيمُها)

( {والخَامَةُ من الزَّرْع: أوّل مَا يَنْبُتُ على ساقٍ) واحِدَة، كَذَا فِي المُحْكَم، قَالَ: (أَو) هِيَ (الطَّاقَةُ الغَضَّةُ مِنْهُ) ، ونَقَله الجَوْهَرِيّ أَيْضا. (أَو) هِيَ (الشَّجَرَة الغَضَّة) الرَّطْبة (مِنْهُ) ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرابيّ:} الخامَةُ: السُّنْبُلَة، وَجَمْعُها خَامٌ. وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للطِّرِمَّاح:
(إِنَّما نَحْنُ مِثلُ {خامِةِ زَرْع ... فَمَتَى يَأنِ يَأْتِ مُخْتَضِده)

وَفِي الحَدِيثِ أخرجَه الشَّيخان عَن كَعْب بنِ مَالِك وجَابِر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُما: " مَثَل المُؤْمِن} كَخَامَة الزَّرع "، وَرَوَاهُ الفَرَّاء بالحَاء وَالْفَاء، وفَسَّره بَطاقَة الزَّرْع.
(! والخَامُ: الجِلْدُ) الَّذِي (لم يُدْبَغ أَو لم يُبَالَغ فِي دَبْغِه. و) أَيْضا: (الكِرْباسُ) الَّذِي (لم يُغْسَل) . فارسيّ (مُعَرَّب) .
(و) قَالَ ابنُ الأَعْرابيّ {الخَامُ: (الفُجْل) ، واحِدَتُها} خَامَةٌ. وَقَالَ أَبُو سَعِيد الضَّرِير: إِن كَانَت مَحْفوظة فَلَيْسَت من كَلام العَرَب. قَالَ الأزهَرِيّ: وابنُ الأعرابيّ أعرفُ بِكَلاَم الْعَرَب من أَبِي سَعِيد:
(وأحمدُ بنُ مُحَمّد بنِ عَمْرٍ و {الخامِيُّ: مُحدِّث) ، نُسِب إِلَى عَمَل الخَامِ من الجُلُودِ.
(} وتَخَيَّمَ هُنَا: ضَرَبَ {خَيْمَتَه بِهِ) ، قَالَ زُهَيْر:
(وضَعْنَ عِصِيَّ الحَاضِر} المُتَخَيِّم ... )
(و) {تَخَيَّمَت (الرِّيح الطَّيِّبة فِي الثَّوْب) إِذا (عَبِقَت بِهِ) وأقامَت، وَكَذَا فِي المَكَان، وَهُوَ مجَاز
(} والخِيمُ، بالكَسْر: السَّجِيَّة والطَّبِيعَة) . وَهُوَ قَولُ أبِي عُبَيْد، ونَقَله الجَوْهَرِي. وَفِي المُحْكَم: هُوَ الخُلُق. وَقيل: سَعَة الخُلُق، فارسِيّ مُعرَّب، (بَلاَ وَاحِدٍ) لَهُ من لَفْظه. وَيُقَال: هُوَ كَرِيم {الخِيمِ.
(و) يُقال: الخِيمُ (فِرِنْد السَّيْف.} وإخامَةُ الفَرَس وَاوِيَّة يَائِيَّةٌ) ، وَهُوَ الصُّفون، وأنشَدَ الفَرَّاء مَا أَنْشَدَه ثَعْلب:
... لمَّا أَنْ رَأَوْنِي {أَخِيمُها ... )

وَقَالَ ابنُ الأَعرابي أَن يُصِيبَ الإنسانَ أَو الدَّابَّةَ عَنَتٌ فِي رِجْله فَلَا يَسْتَطِيع أَن يُمَكِّن قَدَمه من الأَرض فَيبقى عَلَيْهَا. يُقَال: إِنَّه} ليُخِيم فِي إحْدَى رِجْلَيْه.
(! والمِخْيَم، كَمِكْتَل) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّواب كَمِكْيَل: (أَن تَجْمَع جُرَزَ الحَصِيد. و) أَيْضا: اسمُ (وادٍ أَو جَبَل) . قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(ثمَّ انْتَهَى بَصَرِي عَنْهُمْ وَقد بَلَغُوا ... " بَطْن {المَخِيمِ " فَقَالُوا " الجوَّ " أَو راحوا)

قَالَ ابنُ جِنّي: المَخِيمُ مَفْعِلٌ لعدم م خَ م. وَقَالَ السّكّري فِي شَرْح الدّيوان: بَطْن المَخِيم: مَوضِع.
(} والمُخَيَّمُ) كَمُعَظَّمِ، ( {والخَيْمات: نَخْل لِبَني سَلُول بِبَطْنِ بِيشَة.} وخَيْم، وذُو {خَيْم، وذَاتُ خَيْم: مواضِعُ) . أما خيم فَإِنَّهُ جَبل، وذَاتُ خَيْم: مَوْضع بَيْن دِيار غَطفان والمَدِينة، قَالَه نَصْر.
(} والخِيمَاءُ بالكَسْر) والمَدّ، (ويُقْصَر، وَقد نُفْتَح اليَاءُ: ماءٌ لِبَنيِ أَسَد) ، وَاقْتصر الفَرَّاء على الكَسْر والمَدّ، وَقَالَ: اسمُ ماءَة، نَقله ابنُ بَرِّيّ.
(و) {خِيَم كَعِنَب: جَبَل) . نَقله الجوهَرِيُّ، وَأنْشد لِجَرِير:
(أقبلْتُ من نَجْرانَ أَو جَنْبَيْ خِيَمْ ... )

[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
} خَيَّمه: جَعَله {كالخَيمة.
} والخَيَّامُ: كَشَدَّادِ: مَنْ يَتَعانى صِناعَةَ {الخَيْمة، واشْتُهر بِهِ أَبُو صَالِح خَلفُ بنُ محمدِ بنِ إِسْمَاعِيل البُخارِيّ، عَن أَبِي صالحٍ جَزَرَةَ، وَعنهُ الحاكمُ أَبُو عَبْدِ الله، وَفِيه لِين، وَقد يُقال للخَيَّام أَيْضا:} الخِيَمّي، بِكَسْر فَفَتْح.
وَمن هَذَا: الشِّهابُ محمدُ بنُ عَبْدِ المُنْعِم بنِ مُحَمَّد، والمُهَذَّب أَبُو طَالب {الخِيَمِيَّان، كِلَاهُمَا من شُيُوخ الْحَافِظ الدِّمْياطِيّ، وَفِي الحَدِيث: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ} يَسْتَخِيم لَهُ الرّجال قِيامًا " هُوَ من قَوْلهم: {خَامَ} يَخِيم {وخَيَّم إِذا أَقام بالمَكان. ويُرْوَى:} يَسْتَخِم ويَسْتِجِم. وَقد تَقَدَّما.
{والخِيام بالكَسْر: الهَوادِجُ على التَّشْبِيه، قَالَ الأَعْشَى:
(أَمِنْ جَبَل الأَمْرارِ ضَرْبُ} خِيامِكِمْ ... على نَبَأٍ إِنَّ الأشافِيَّ سَائِل)

{وخَيَّم} خَيْمَةً: بَناهَا.
{وخَيَّمَت الرَّائِحَةُ: عَبِقَت.
} وخَيَّم الوَحْشِيُّ فِي كِناسِه: أَقَامَ فِيهِ فَلم يَبْرَحْه. وَهُوَ مجَاز.
{والخِيمُ بِالْكَسْرِ: الأَصل. قَالَ الشاعِرُ:
(ومَنْ يَبْتَدِع مَا لَيْس من} خِيمِ نَفْسِه ... يَدَعْه وَيَغْلِبُه على النَّفْس {خِيمُها)

} وخَامُوا فِي القِتال: جَبُنُوا عَنهُ وَلم يَظْفَروا بِخَيْر. وَقَالَ جُنَادَةً بنُ عَامِر الهُذَلِيّ:
(لَعَمْرُك مَا وَنَى ابْنُ أَبِي أُنَيْسٍ ... وَلَا خَامَ القِتالَ وَلَا أَضاعَا)

قَالَ ابنُ جِنِّي: أَرادَ وَلَا خَامَ فِي القِتال، فَحَذَفَه.
والخامُ: الدِّبس الَّذِي لم تَمَسَّه النَّارُ، عَن أبي حَنِيفة، وَهُوَ أًفْضَلُه.
{والخَامُ: الوَرَق الَّذِي يُصْقَل.
والخِيمُ بالكَسْر: الحَمْض. وَقد تُصِيب} الإخامة فِي رِجْلِ الْإِنْسَان عَن ابنِ الأَعْرابي. وَقد تَقَدَّم.

خَلع

خَلع
الخَلْعُ، كالمَنْعِ: النَّزْعُ، إِلاَّ أَنَّ فِي الخَلْعِ مُهْلَةً، قَالَهُ اللَّيْثُ. وسَوَّى بَعْضُهُمْ بَيْنَ الخَلْعِ والنَّزْعِ. يُقَالُ: خَلَعَ الشَّيْءَ يَخْلَعَهُ خَلْعاً، وخَلَعَ النَّعْلَ والثَّوْبَ والرِّدَاءَ يَخْلَعُهُ خَلْعاً: جَرَّدَهُ. وَفي الصّحاح: خَلَعَ ثَوْبَهُ ونَعْلَهُ وقَائدَهُ خَلْعاً، قَالَ ابنُ فارِسٍ: وَهَذَا لَا يَكادُ يُقَالُ إِلاَّ فِي الدُّونِ يُنْزِلُ مَن هُوَ أَعْلَى مِنْهُ، وإِلاّ فلَيْسَ يُقَالُ: خَلَعَ الأَمِيرُ وَالِيَهُ عَلَى بَلَدِ كَذا، أَلا تَرَى أَنَّهُ إِنَّمَا يُقَالُ: عَزَلَهُ.
والخَلْعُ: لَحْمٌ يُطْبَخُ بالتَّوابِلِ ثُمَّ يُجْعَلُ فِي القَرْف، وَهُوَ وِعَاءٌ مِن جِلْدٍ، كَمَا فِي الصّحاح. أَو هُوَ القَدِيدُ المَشْوِيُّ، ويُقَالُ: بَل القَدِيدُ يُشْوَى فيُجْعَلُ فِي وِعَاءٍ بإِهَالَتهِ، قَالَهُ اللَّيْثُ، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ اللَّحْمُ يُخْلَعُ عَظْمُهُ، ثَمَّ يُطْبَخُ ويُبَزَّرُ ويُجْعَلُ فِي الجِلْدِ ويُتَزَوَّدُ بِهِ فِي الأَسْفَارِ.
ومِن المَجَازِ: الخُلْعُ، بالضَّمِّ: طَلاَقُ المَرْأَةِ ببَدَلٍ مِنْهَا. هكَذَا بالدّالِ المُهْمَلَةِ المَفْتُوحَة فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَفِي الصّحاح: ببَذْلٍ لَهُ مِنْهَا، بالذّالِ المُعْجَمَةِ السّاكِنَةِ، أَو مِنْ غَيْرِهَا، كالمُخَالَعَةِ والتَّخَالُعِ. وقَدْ خَلَعَ امْرَأَتَه خَلْعاً، وَعَلَيْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ زادَ غَيْرُهُ: وخِلاَعاً، بالكَسْرِ، اخْتَلَعَتْ هِيَ مِنْه اخْتِلاعاً، فَهِيَ مُخْتَلِعَةٌ. وخَالَعَتْهُ: أَرَادَتْهُ على ذلِكَ والاسْمُ الخُلْعَةُ، بالضَّمِّ.
والخَالِعُ: كُلُّ مِن المُتَخَالِعَيْنِ. وأَنْشَدَ ابْن الأَعْرَابِيُّ شَاهِداً للخِلاع بالكَسْر:
(مُولَعَاتٌ بِهاتِ هَاتِ فإِنْ شَفَّ ... رَ مالٌ أَرَدْنَ مِنْكَ الخِلاَعَا)
شَفَّرَ مالٌ: قَلَّ. وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: خَلَعَ امْرَأَتُهُ وخَالَعَهَا، إِذا افْتَدَتْ مِنْهُ بِمَالِهَا، فطَلَّقَهَا، وأَبَانَهَا مِن نَفْسِهِ، وسُمِّيَ ذلِكَ الفِرَاقُ خَلْعاً، لأَنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ النِّسَاءَ لِبَاساً للرِّجالِ، والرِّجَالُ لِبَاساً لَهُنَّ، فقالَ: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وأَنْتُم لِبَاسٌ لَهُنَّ. وَهِي ضَجِيعُهُ وضَجِيعَتُهُ، فإِذا افْتَدَتِ المَرْأَةُ بمَالٍ تُعطِيهِ زَوْجَها لِيُبِينَها مِنْهُ، فأَجَابَها إِلَى ذلِكَ فقَدْ بانَتْ مِنْهُ، وخَلَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُما لِبَاسَ صَاحِبِهِ، والاسْمُ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الخُلْعُ، والمَصْدَرُ الخَلْعُ، قالَ ابْنُ الأَثِير: وفائدَةُ الخَلْعُ إِبطالُ الرَّجْعَةِ إِلاَّ بعَقْدٍ جَدِيدٍ، وَفِيه عِنْدَ الشّافِعِيّ خِلاَفٌ: هَلْ هُوَ فَسْخٌ أَو طَلاقٌ وقَدْ يُسَمَّى الخُلْعُ طَلاقاً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ،) رِضَيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ امْرَأَةً نَشَزَتْ على زَوْجِهَا، فقالَ عُمَرُ: اخْلَعْهَا أَيْ طَلِّقْها واتْرُكْهَا.
والخَالِعُ: البُسْرَةُ النَّضِيجَةُ، يقالُ: بُسَرَةٌ خالِعٌ وخَالِعَةٌ، إِذا نَضِجَتْ كُلُّهَا. والخَالِعُ مِنَ الرُّطَب: المُنْسِبِتُ، لأَنَّهُ يَخْلَع قِشْرَهُ، مِن رُطُوبَتِهِ. وبَعِيرٌ خَالِعٌ: لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَثُورَ إِذا جَلَسَ الرَّجُلُ علَى غُرَابِ وَرِكِهِ، وقِيلَ: إِنَّمَا ذلِكَ لانْخِلاعِ عَصَبَةِ عُرْقُوبِهِ. والخَالِعُ: السَّاقِطُ الهَشِيمُ من الشَّجَرِ، عَن الأَصْمَعِيّ، وقِيلَ: الخَالِعُ من العِضَاةِ: مَا لَا يَسْقُطُ وَرَقُه أَبَداً.
والخَالِعُ: الْتِواءُ العُرْقُوبِ، قِيلَ: هُوَ داءُ يَأْخُذُ عُرْقُوبَ النَّاقَةِ. ويُقَالُ: خُلِعَ، كَعُنىَ: أَصابَهُ ذلِكَ، أَي الخالِعُ. وخَلَعَ السُّنْبُلُ، كمَنَعَ، خَلاَعَةً: صارَ لَهُ سَفاً. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وخَلَعَ الغُلامُ: كَبُرَ زُبُّهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ومِن المَجَازِ: كانَ فِي الجاهِلِيَّةِ إِذا قَالَ قَائِلٌ مُنَادِياً فِي المَوْسِمِ: يَا أَيُّهَا النّاسُ: هذَا ابْنِي قَدْ خَلَعْتُهُ وذلِكَ لارلبفقإِذا خافَ مِنْهُ خُبْثاً أَو خِيَانَةً زادَ: أَو مَنْ هُوَ بِسَبِيلٍ مِنْهُ، فيَقُولُونَ: إِنّا قَدْ خَلَعْنَا فلَانا، أَيْ فإِنْ جَرَّ لَمْ أَضْمَنْ، وإِنْ جُرَّ عَلَيْهِ لَمْ أَطْلُبْ، يُرِيدُ: تَبَرَّأْتُ مِنْهُ، وكانَ لَا يُوْخَذُ بَعْدُ بجَرِيرَتهِ. وَهُوَ خَلِيعٌ بَيِّنُ الخَلاَعَةِ ومَخْلُوعٌ عَن نَفْسِهِ، وقِيلَ: هُوَ المَخْلُوعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقد خَلُعَ: كَكُرَمَ، خَلاعَةً: صارَ خَلِيعاً خَلَعَهُ أَهْلُهُ، فإِنْ جَنَى لَمْ يُطَالَبُوا بجِنَايَتِهِ.
والخُلَعَاءُ: جَمَاعَتُهُمْ، أَيْ جَمْعُ خَلِيعٍ، ككَرِيمٍ وكُرَمَاءِ. وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخُلَعَاءُ: بَطْنٌ مِنْ بَنِي عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ. قالَ السَّمْهَرِيّ العُكْلِيّ:
(فلَوْ كُنْت من رَهْطِ الأَصَمِّ بنِ مالِكٍ ... أَو الخُلَعَاءِ أَوْ زُهَيْرِ بَنِي عَبْسِ)

(إِذَنْ لَرَمَتْ قَيْسٌ وَرَائِيَ بِالحَصَى ... وَمَا أُسْلِمَ الجانِي لِمَا جَرَّ بالأَمْسِ)
وقَالَ ابنُ الكَلْبِيّ: فوَلَدَ رَبِيعَةُ ابنُ عُقَيْل رِياحاً وعَمْراً وعَامِراً وعُوَيْمِراً وكَعْباً، وهُمُ الخُلعاءُ، كانُوا لَا يُعْطُونَ أَحَداً طَاعَةً، واُمُّهم أُمُّ أُناسٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ بنِ كِلابٍ. والخَلِيعُ، كأَمِيرٍ: الصَّيّاد، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقالَ الصّاغَانِيُّ: سُمِّيَ بِهِ لانْفِرادِهِ. ويُرْوَى لامْرِئ القَيْسِ، وَهُوَ لَتأَبَّطَ شَرّاً:
(ووَادٍ كجَوْفِ العَيْرِ، جَاوَزْتُ بَطْنَهُ ... بِه الذِّئْبُ يَعْوِي كالخَليعِ المُعَيَّلِ)
والمُعَيَّل: الَّذِي قَصَّر مالُهُ وعَلَيْهِ عِيَالٌ. ويُقَالُ: الخَلِيعُ هُنَا الشّاطِرُ، وهُوَ مَجَازٌ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ خَلَعَتْهُ عَشِيرَتُه، وَتَبَرَّؤُوا مِنْهُ، أَوْ لأَنَّه خَلَعَ رَسَنَهُ. ويُقَالُ: خُلِعَ مِن الدِّينِ والحَيَاءِ، وَهِي بِهاءِ.
والخَلِيعُ: الغُولُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، أَيْ لخُبْثِهِ، وَهُوَ مَجَازٌ. والخَلِيعُ: الذِّئْبُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، كالخَيْلعِ، كحَيْدَر، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. والخَلِيعُ: القِدْحُ الَّذِي لَا يَفُوزُ أَوَّلاً، كَمَا فِي الصّحّاحِ، ونَقَلَه كُرَاعَ. قالَ: وجَمْعُهُ خِلْعَةٌ: وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ القِدْحُ الفَائزُ أَوّلاً، كَمَا نَقَلُهُ صاحِبُ اللِّسَان)
والصّاغَانِيّ. وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخَلِيعُ: المُقَامِرُ المُرَاهِنُ فِي القِمارِ، وأَنْشَدَ: كَمَا ابْتَرَكَ الخَلِيعُ عَلَى القِدَاحِ قُلْتُ: هكَذَا هُوَ فِي الجَمْهَرَةِ، ونَقَلَهُ الصّاغَانِيّ أَيْضاً هكَذَا، ولَمْ يَذْكُرَا صَدْرَهُ، والشاعِرُ يَصِفُ جَمَلاً وأَوَّلُه. يَعُزُّ عَلَى الطَّرِيقِ بمَنْكِبَيْهِ يَقُولُ: يَغْلِبُ هَذَا الجَمَلُ الإِبِلَ عَلَى لُزُومِ الطَّرِيق، فشَبَّهَ حِرْصَهُ علَى لُزُومِ الطَّرِيق وإِلْحاحَهُ عَلَى السَّيْرِ بحِرْص هَذَا الخَلِيع عَلَى الضَّرْبِ بالقِدَاحِ، لَعَلَّه يَسْتَرْجِعُ بَعْضَ مَا ذَهَبَ مِنْ مالِهِ.
والخَلِيعُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ. يُقَالُ: هُوَ يَكْسُوهُ من خَلِيعِه. والخَلِيعُ: لَقَبُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِ بنِ الضَّحَّاكِ الشَّاعِر المُحْسِن، كانَ فِي المَائَةِ الثَالِثَةِ. وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخَلِيعُ: رَجُلٌ رَئِيسٌ مِنْ بَنِي عامِرٍ كانَ لَهُ خَطَرٌ فيهم، وأَنْشَدَ:
(إِنَّ الخَلِيعَ ورَهْطَهُ مِنْ عامِرٍ ... كالقَلْبِ أُلْبِسَ جُؤْجُؤاً وحَزِيماً)
وخُلَيْعٌ، كزُبَيْرٍ: جَدُّ وَالِدِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمَّدِ ابنِ جَعْفَرٍ القَلاَنِسِيّ المُقْرِي شيخ أَبِي الحَسَن الحماميّ، ضَبَطَه أَبُو حَيّان، قَالَه الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ. والخَلَعْلَعُ، كسَفَرْجَلٍ: الضَّبُعُ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، وقَدْ تَقَدَّمَ عَنْهُ أَيْضاً فِي الجِيم: جَلَعْلَعَة: مِنْ أَسماءِ الضِّبَاع، فهُمَا لُغَتَانِ، أَوْ أَحَدُهُما تَصْحِيفٌ عَن الآخَرِ، فتَأَمَّلْ. والخُلاَعُ، كغُرَابٍ: شِبْهُ خَبَلٍ وجُنُونٍ يُصِيبُ الإِنْسَانَ، وقيلَ: هُوَ الضَّعْفُ والفَزَعُ. والخَيْلَع، كصَيْقَلٍ: القَمِيصُ بلاَ كُمٍّ، ونَصّ أَبِي عَمْروٍ فِي النَّوَادِرِ: لَا كُمَّيْ لَهُ، كالخَيْعَلِ.
والخَيْلَعُ: الفَزَعُ يَعْتَرِي الفُؤادَ، مِنْهُ الوَسْوَاسُ والضَّعْفُ، كَأَنَّهُ مَسٌّ، كالخَوْلَع، كجَوْهَر، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، قالَ ومِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ:
(لَا يُعْجِبَنَّكَ أَنْ تَرَى بمُجَاشِعٍ ... جَلَدَ الرِّجَالِ، وَفِي الفُؤَادِ الخَوْلَعُ)
وَهُوَ مجازٌ. وخَيْلَع: ع، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. والخَيْلَعُ: الذِّئْبُ، كالخَلِيعِ وَهَذَا قَدْ تَقَدَّمَ للْمُصَنِّفِ، فَهُوَ تَكْرَارٌ. والخَوْلَعُ، كجَوْهَرٍ: المُقَامِرُ المَجْدودُ الَّذِي يُقْمِرُ أَبَداً، أَيْ فِي مالِهِ وَهُوَ مَجَازٌ.
والخَوْلَعُ: الغُلامُ الكَثِيرُ الجَنَايَاتِ، وَهُوَ الَّذِي قَدْ خَلَعَهُ أَهْلُهُ، فإِنْ جَنَى لَمْ يُطْلَبُوا بِجِنايَتِهِ، كَمَا تَقَدَّم، فَهُوَ تَكْرَارٌ. والخَوْلَعُ: الأَحْمَقُ مِن الرِجالِ. والخَوْلَعُ: الدَّلِيلُ الماهِرُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.
والخَوْلَعُ: الذِّئْبُ. والغُولُ، كالخَيْلَعِ فيهمَا. وخَلَعَتِ العِضَاهُ: أَوْرَقَتْ وكذلِكَ الشِّيخُ، عَن ابنِ)
الأَعْرَابِيّ. ويُقَالُ: خَلَعَ الشَّجَرُ، إِذا أَنْبَتَ وَرَقاً طَرِيّاً، وقِيلَ: خَلَعَ، إِذا سَقَطَ وَرَقُه، كأَخْلَعَتْ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، ونَصُّه: أَخْلَعَ الشِّيخُ، إِذا أَوْرَقَ، مِثْلُ خَلَعَ. والخِلْعَةُ، بِالكَسْرِ: مَا يُخْلَعُ عَلَى الإِنْسَانِ مِن الثِّيَابِ، طُرِحَ عَلَيْهِ أَوْ لَمْ يُطْرَحْ، وكُلُّ ثَوْبٍ تَخْلَعُه عَنْكَ: خِلْعَةٌ، وخَلَعَ عَلَيْهِ خِلْعَةً. قالَ المُصَنِّفُ فِي البَصَائِرِ: وإِذا قِيلَ: خَلَعَ فُلانٌ على فُلان كَانَ مَعْنَاهُ أَعْطَاهُ ثَوْباً، واسْتُفِيدَ مَعْنَى العَطَاءِ مِن هِذه اللَّفْظَةِ بِأَنْ وُصِلَ بِهِ لَفْظَةُ عَلى لَا مِنْ مُجَرَّدِ الخَلْعِ.
والخِلْعَةُ: خِيَارُ المَالِ، ويُضَمَّ. وذَكَرَ الوَجْهَيْنِ الصّاغانِيّ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الضَّمِّ، قالَ: ويُنْشَد قَوْلُ جَرِيرٍ بالضَّمِّ:
(مَنْ شاءَ بايَعْتُهُ مَالِي وخُلْعَتَه ... مَا تَكْمُلُ التَّيْمُ فِي دِيوَانِهِم سَطَرَاً)
هكَذَا هُوَ فِي الصّحاح، قالَ الصّاغَانِيّ: والرِّوَايَةُ مَا تَكْمُلُ الخُلْجُ فإِنَّ جَرِيراً يُهْجُوهُم، وهُمْ من بَنِي قَيْسِ بنِ فِهْرٍ، مِنْ قُرَيْش. وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: وسُمِّيَ خِيَارُ المالِ خُلْعَةً وخِلْعَةً لأَنَّهُ يَخْلَعُ قَلْبَ الناظِرِ إِلَيْهِ، وأَنْشَدَ الزَّجّاجُ:
(وكَانَتْ خُلِعَةً دُهْساً صَفَايَا ... يَصُورُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ)
يَعْنِي المِعْزَى أَنَّهَا كانَتْ خِياراً، وخُلْعَةُ مالِه: مُخْرَتُه، كَمَا فِي اللِّسَان.
وأَخْلَعَ السُّنْبُلُ: صارَ فِيهِ الحَبُّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وأَخْلَعَ القَوْمُ: وَجَدُوا الخَالِعَ مِن العِضَاهِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. والمُخَلَّعُ الأَلْيَتَيْنِ مِن الرِّجَال كمُعَظَّمٍ: المُنْفَكُّهُمَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ومِنْهُ التَّخْلِيعُ، وَهِي مَشْيُهُ، أَيْ المُتَفَكِّك يَهُزُّ مَنْكِبَيْه ويَدَيْه ويُشِيرُ بهما. وَفِي الصّحاح: التَّخْلِيعُ فِي بابِ العَرُوضِ: قَطْعُ مُسْتَفِعِلُنْ فِي عَرُوضِ البَسِيطِ وضَرُبِهِ جَمِيعاً، فُيُنْقَلُ إِلى مَفْعُولُنْ. والمُخَلَّع، كمُعَظَّم: بَيْتُهُ. وَفِي اللِّسَانِ: المُخَلَّعُ مِن الشِّعْرِ: مَفْعُولُنْ فِي الضَّرْبِ السادِسِ من البَسِيط، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ خَلِعَتْ أَوْتَادُه فِي ضَرْبِهِ وعَرُوضِهِ، إِلاّ أَنَّ اسْمَ التَّخْلِيعِ لَحِقَهُ بقَطْعِ نُونِ مُسْتَفْعلن، لأَنَّهما من البَيْتِ كاليَدَيْنِ، فكَأَنَّهُمَا يَدَانِ خُلِعَتا مِنْهُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ شاهِدَهُ:
(مَا هَيَّجَ الشَّوْقَ مِنْ أَطْلالٍ ... أَضْحَتْ قِفَاراً كوَحْيِ الوَاحِي)
وأَنْشَدَ اللَّيْثُ قَوْلَ الأَسْوَدِ بنِ يُعْفُر:
(مَاذَا وُقُوفِي عَلَى رَسْمٍ عَفَا ... مُخْلَوْلِقٍ دارسٍ مُسْتَعْجِمِ)
وأَنْشَدَ أَيْضاً:)
(قل لِلْخَلِيل إِنْ لَقِيتَه ... مَاذَا تَقُولُ فِي المُخلَّعِ)
قالَ اللَّيْثُ: والمُخَلَّعُ: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ الرِّخْوُ، قِيلَ: ومِنْهُ أُخِذَ المُخَلَّع من الشِّعْر.
والمُخَلَّعُ مِن الناسِ: مَنْ بِهِ شِبْهُ هَبْتَةٍ، أَو مَسٍّ. والهَبْتَةُ: ذَهَابُ العَقْلِ، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ.
وامْرَأَةٌ مُخْتَلِعَةٌ: شَبِقَةٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعْرَابِ: اخْتَلَعُوهُ، أَي أَخَذُوا مَالَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وتَخَالَعُوا: نَقَضُوا الحِلْفَ والعَهْدَ بَيْنهُم وتَنَاكَثُوا، وَهُوَ مَجَاز. وَفِي حَدِيث عُثْمانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كانَ إِذا أُتِيَ بالرَّجُلِ الَّذِي قَدْ تَخَلَّعَ فِي الشَّرَابِ المُسْكِرِ جَلَدَهُ ثَمَانِينَ. أَي انْهَمَكَ فِي مُعَاقَرَتِهِ، أَوْ بَلَغَ بِهِ الثَّمَلُ إِلَى أَن اسْتَرْخَت مَفاصِلُه. وتَخَلَّعَ فِي المَشْي: تَفَكَّكَ وذلِكَ إِذَا هَزَّ مَنْكِبَيْهِ وَيَديه، وأَشَارَ بِهِمَا، وَهُوَ مَجَازٌ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الاخْتِلاَعُ: الخَلْعُ. وقَوْلُه تَعَالَى فَاخْلَعْ نعَلَيْكَ قِيلَ: هُوَ عَلَى ظاهِرِهِ، لأَنَّهُ كانَ مِن جلْدِ حِمَار مَيِّتِ، وقِيلَ: هُوَ أَمْرٌ بالإِقَامَةِ والتَّمَكُّن، كَمَا تَقُول لِمَنْ رُمْتَ أَنْ يَتَمَكَّنَ: أَنْزَعْ ثَوْبَكَ وخُفَّكَ، ونَحْو ذلِكَ، وهُوَ مَجَازٌ، وَهُوَ قُوْلُ الصُّوفِيَّةِ. وانْخَلَعَ مِن مالِهِ: إِذَا خَرَجَ منْهُ جَمِيعِهِ، وعُرِّيَ مِنْهُ كَما يُعَرَّى الإِنْسَانُ إِذا خَلَعَ ثَوْبَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وخَلَعَ الرِّبْقَةَ مِن عُنُقِه، إِذا نَقَضَ عَهْدَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: مَنْ خَلَعَ يَداً مِن طاعَةٍ لَقِيَ اللهَ لَا حُجَّةَ لَهُ أَيْ مَنْ خَرَجَ مِن طَاعَةِ سُلْطَانِهِ، وعَدَا عَلَيْه بالشَّرِّ. قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ مِنْ خَلَعْتُ الثَّوْبَ، إِذَا أَلْقَيْتَهُ عَنْكَ، شَبَّهَ الطّاعَةَ واشْتِمَالَهَا عَلَى الإِنْسَانِ بِهِ، وخَصَّ اليَدَ لأَنَّ المُعَاهَدَةُ والمُعَاقَدَةَ بِهَا. ومِن المَجَازِ أَيْضاً: خَلَعَ دابَّتَهُ خَلْعاً، وخَلَّعَها: أَطْلَقَها مِن قَيْدِها، وكذلِكَ خَلَعَ قَيْدَهُ، قَالَ:
(وكُلّ أُناسٍ قارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ ... ونَحْنُ خَلَعْنَا قَيْدَهُ فهوَ سارِبُ)
ومِنْ مَجَازِ المَجَازِ: خَلَعَ عِذَارَه: إِذا أَلْقَاهُ عَنْ نَفْسِهِ، فعَدَا بشرٍّ عَلَى النّاسِ لَا زَاجِرَ لَهُ، قالَ:
(وأُخْرَى تَكَاءَدُ مَخْلُوعَة ... عَلَى النّاسِ فِي الشَّرِّ أَرْسَانُهَا)
ومِنْهُ قُوْلُهُمْ للأَمْرَدِ: خَالِعُ العِذَارِ، وَهُوَ من مَجَازِ مَجَازِ المَجَازِ، والعَوَامُّ يَقُولُونَ: خَالِي العِذَارِ.
ومِن المَجَازِ أَيْضاً: خَلَعَ الوَالِي العامِلَ، وخُلِعَ الخَلِيفَةُ، وقِيلَ للأَمِين: المَخْلُوعُ، كَما فِي الأَسَاسِ.
وخُلِعَ الوَالِي، أَيْ عُزِلَ، كَمَا فِي الصّحاح وقالَ ابْنُ الأَثِيرِ: سُمِّيَ الخَلْعُ والخَلِيعُ هُنَا اتِّساعَاً، لأَنَّهُ قد لَبِسَ الخَلافةَ والإِمَارَةَ ثمَّ خَلَعَها. وَمِنْه حدِيثُ عُثْمَانَ: وإِنَّكَ تُلاصُ عَلَى خَلْعِهِ أَرادَ الخِلاَفَةَ وتَرْكها وَقد ذُكِرَ فِي ل وص، ومِنَ الغَرِيبِ: كُلُّ سَادِسٍ مَخْلُوعٌ، كَمَا نَبَّه عَلَيْه الدَّمِيرِيّ وغَيْرهُ. والمُخْتَلِعَات: النِّسَاءُ اللَّوَاتِي يُخَالِعْن أَزْوَاجَهُنَّ مِنْ غَيْرِ مُضَارَّةٍ مِنْهُم، وَهُوَ) مَجَازٌ. والمُخَالِعُ: المُقَامِر. قَالَ الخزّار بنُ عَمْروٍ يُخَاطِبُ امْرَأَتَه:
(إِنَّ الرَّزِيَّةَ مَا أُلاكِ إِذَا ... هَرَّ المُخَالِعُ أَقْدُحَ اليَسْرِ)
نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَفِي الأَسَاسِ: خالَعَهُ: قَامَرَهُ، لأَنَّ المُقَامِرَ يَخْلَعُ مَالَ صَاحِبهِ، وهومَجَازٌ.
وَفِي اللِّسَانِ: المَخْلُوعُ: المَقْمُورُ مَالَهُ: كالخَلِيعِ. والخَلِيعُ: المُسْتَهْتَرُ بالشُّرْبِ واللَّهْوِ.
والخَلِيعُ: الخَبِيثُ. وَخَلُعَ خَلاعَةً فَهُوَ خَلِيعٌ: تَبَاعَدَ. والخَلِيعُ: المُلازِمُ للقِمَارِ.
ورَجُلٌ مَخْلُوعُ الفُؤادِ، إِذا كَانَ فَزِعاً. وجُبْنٌ خالِعٌ: أَيْ شَدِيدٌ، كَأَنَّهُ يَخْلَعُ فُؤَادَهُ مِنْ شِدَّةِ خَوْفِهِ.
قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ مَجَازٌ فِي الخَلْعِ، والمُرَادُ بِهِ مَا يَعْرِضُ من نَوَازِعِ الأَفْكَارِ، وضَعْفِ القَلْبِ عِنْدَ الخَوْفِ. والخَوْلَعُ: دَاءُ يَأْخُذُ الفِصَالَ. ورَجُلٌ خَيْلَعٌ: ضَعِيفٌ. وفِيهِ خُلْعَةٌ، بالضَّمِّ، أَيْ ضَعْفٌ. والخَلْعُ، بالفَتْحِ والتَّحرِيكِ: زَوالُ المِفْصَلِ من اليَدِ أَو الرِّجْلِ مِنْ غَيْرِ بَيْنُونَةٍ. وخَلَعَ أَوْصَالَهُ: أَزالَها. والخَلِيعُ: اللَّحْمُ تُخْلَعُ عِظَامُهُ ويُبَزَّرُ وَيرْفَع. والخَوْلَعُ: الهَبِيدُ حِينَ يُهْبَدُ حِتَّى يَخْرُجَ سَمْنُه، ثُمَّ يُصَفَّى، فيُنَحَّى، ويُجْعَلُ عَلَيْه رَضِيضُ التَّمْرِ المَنْزُوعِ النَّوَى، والدَّقيقُ، ويُسَاطُ حَتَّى يَخْتَلِطَ، ثُمَّ يُنْزَلُ ويُوضَعُ، فإِذا بَرَدَ أُعِيدَ عَلَيْه سَمْنُهُ. وقِيلَ: الخَوْلَعُ: الحَنْظَلُ المَدْقُوقُ والمَلْتُوتُ بمَا يُطَيِّبُهُ ثُمَّ يُؤْكَلُ، وَهُوَ المُبَسَّلُ. والخَوْلَعُ: اللَّحْمُ يُغْلَى بالخَلِّ، ثُمَّ يُحْمَلُ فِي الأَسْفَارِ.
وتخلَّعَ الْقَوْم: تَسَلَّلُوا وذَهَبُوا. عَنْ ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ:
(ودَعَا بَنِي خَلَفٍ فبَاتُوا حَوْلَهُ ... يَتَخَلَّعُونَ تَخَلُّعَ الأَجْمَالِ)
والخَالِعُ: الجَدْيُ. والخَيْلَعُ: الزَّيْتُ، عَن كُرَاع، هكَذَا فِي اللِّسَان إِنْ لَمْ يَكُنْ مُصَحَّفاً عَن الذِّئْبِ.
والخَيْلَعُ: القُبَّةُ مِنَ الأَدَمِ. وقِيلَ: الخَيْلَعُ: الأَدَمُ عَامَّةً، قَالَ رُؤْبَةُ: نَفْضاً كنَفْضِ الرِّيحِ تُلْقِي الخَيْلَعَا وأَخْلَعَ القَوْمُ: قَارَبُوا أَنْ يُرْسِلُوا الفَحْلَ فِي الطَّرُوقَةِ. والخَلِيعَةُ: الخَلاعَةُ. ومِنَ المَجَازِ: نَخْلَعُ ونَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ، أَي نَتَبَرَّأُ مِنْهُ. ورَجُلٌ مُخَلَّعُ، كمُعَظَّمٍ: مَجْنُونٌ، وبِهِ خَوْلَعٌ، كأَوْلَق، وَهُوَ مَجَازٌ. والقَاضِي أَبُو الحُسَيْن عَلِيّ ابنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ الخِلْعَيّ المِصْرِيّ الشافِعِيّ، بكَسْرِ الخاءِ وسُكُونِ الَّلامِ، صاحِبُ الفَوَائِدِ المَعْرُوفَة بالْخِلْعِيّاتِ، وقَدْ وَقَعَتْ لَنَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَزَيزٍ عَنْهُ، قِيلَ: لأَنَّهُ كانَ يَبِيعُ خِلَعَ المُلُوكِ. وأَيْضاً ابْنُه الحَسَنُ: حَدَّثَ. وبالضَّمِّ الأَعَزُّ بنُ عَلِيٍّ الخُلَعِيِّ عَن ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيّ، ذَكَرَهُ ابنُ نُقْطَةَ، وقالَ: كانَ يَبِيعُ الثِّيَابَ الخَلِيعَة، أَي القَدِيمَة.
(خَ ل ع)

خَلَع الشَّيْء يخلَعُه خَلْعا، واختلعه: كنزعه، إِلَّا أَن فِي الخَلْع مهلة، وسوُّى بَعضهم بَين الخَلْع والنزع وخلع الثَّوْب والرداء والنعل يخلَعُه خَلْعا: جرده. وَفِي التَّنْزِيل: (فاخْلَعْ نَعْلَيْكَ، إنكَ بالوَاد المُقدَّس طُوَى) روى انه أَمر بخلعهما، ليَطَأ بقدميه الْوَادي الْمُقَدّس. وروى " قُدِّس مرَّتين ". وكل ثوب تَخْلَعه عَنْك خلْعةٌ. وخَلَع قائده خلعا: أداله. وخَلَع الربقة عَن عُنُقه: نقض عَهده.

وتخالع الْقَوْم: نقضوا الْعَهْد بَينهم.

وخَلَع دَابَّته يخلَعُها خَلْعا، وخَلَّعها: أطلقها من قيدها. وَكَذَلِكَ خَلَع قَيده، قَالَ:

وكلُّ أُناسٍ قارَبوا قيدَ فَحْلِهمْ ... وَنحن خَلَعنا قَيْدَه فَهُوَ سارِبُ

وخَلَع عذاره: أَلْقَاهُ عَن نَفسه، فَعدا بشر، وَهُوَ على الْمثل بذلك. وخلع امْرَأَته خُلْعا وخِلاعا، فاختلَعَتْ: أزالها عَن نَفسه، وَطَلقهَا، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

مُولَعاتٍ بهاتِ هاتِ فإنْ شَفَّ ... رَ مَال أرَدْنَ مِنْك الخِلاعا

شفَّر: قل. وخَلَعه عَن النّسَب: أزاله.

وَرجل خَليع: مخلوع عَن نسبه، وَقيل: هُوَ المخلوع من كل شَيْء، وَالْجمع خُلَعاء، كَمَا قَالُوا: قَتِيل وقتلاء.

وخَلُع خَلاعة، فَهُوَ خَليع: تبَاعد. والخليع: الشاطر، وَهُوَ مِنْهُ. وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، والخليع: الصياد لانفراده. والخَليع: الملازم للقمار. والخَليع: الْقدح الفائز أَولا، وَقيل: الَّذِي لَا يفوز أَولا، عَن كرَاع. وَجمعه: خِلْعَة.

والخُلاع، والخَلْيَع، والخَوْلَع: كالخبل وَالْجُنُون يُصِيب الْإِنْسَان. وَقيل: هُوَ فزع يبْقى فِي الْفُؤَاد، يكَاد يعترى مِنْهُ الوساوس. وَقيل: الضعْف والفزع. قَالَ جرير:

لَا يُعْجِبِنَّك أنْ تَرى لمجاشِعٍ ... جَلَدَ الرِّجَال وَفِي الْقُلُوب الخَوْلَعُ

والخَوْلَع: دَاء يَأْخُذ الفصال. والمُخَلَّع: الَّذِي كَأَن بِهِ مسا. وَرجل مُخَلَّع وخَيْلَع: ضَعِيف، وَفِيه خُلْعة: أَي ضعف.

والمُخَلَّع من الشّعْر: " مَفْعُولُن " فِي الضَّرْب السَّادِس من الْبَسِيط، مُشْتَقّ مِنْهُ، سمي بذلك، لِأَنَّهُ خلعت أوتاده، فِي ضربه وعروضه، لِأَن اصله " مُسْتَفْعِلُنْ " فِي الْعرُوض وَالضَّرْب، فقد حذف مِنْهُ جزءان، لِأَن اصله ثَمَانِيَة. وَفِي الجزأين وتدان، وَقد حذفت من " مُستْفَعِلُنْ " نونه، فَقطع هَذَانِ الوتدان، فَذهب من الْبَيْت وتدان، وَكَأن الْبَيْت خلع، إِلَّا أَن اسْم التخليع لحقه، بِقطع نون " مُسْتَفْعِلُنْ " لِأَنَّهُمَا للبيت كاليدين، فكأنهما يدان خلعتا مِنْهُ.

وتَخَلَّع فِي مشيته: هز مَنْكِبَيْه، وَأَشَارَ بيدَيْهِ.

والخَلْع والخَلَع: زَوَال الْمفصل من الْيَد أَو الرجل، من غير بينونة.

وخَلَّع أوصاله: أزالها.

وثوب خليع: خلق.

وبعير بِهِ خاِلع: لَا يقدر أَن يثور إِذا جلس الرجل على غراب وركه. وَقيل: إِنَّمَا ذَلِك لانخلاع عصبَة عرقوبه.

وخَلَعَ الزَّرْع خَلاعة: أسفى. وأخلع: صَار فِيهِ الْحبّ.

وبسرة خالعٌ وخالِعة: نضيجة. وَقيل الخالع بِغَيْر هَاء: البسرة إِذا نَضِجَتْ كلهَا. وخَلع الشيح خلعا: أَوْرَق. وَكَذَلِكَ العضاه. وخَلَع: سقط ورقه.

والخَلْعُ: القديد المشوي. وَقيل: القديد يشوى، وَاللَّحم يطْبخ، وَيجْعَل فِي وعَاء بإهالته.

والخَوْلَع: الهبيد حِين يهبد، حَتَّى يخرج دسمه، وَذَلِكَ أَن يطْبخ حَتَّى يخرج سمنه، ثمَّ يصفى فينحى، وَيجْعَل عَلَيْهِ رضيض التَّمْر المنزوع النَّوَى والدقيق، ويساط حَتَّى يخْتَلط، ثمَّ ينزل فَيُوضَع، فَإِذا برد اعيد عَلَيْهِ سمنه.

وتَخَلَّع الْقَوْم: تسللوا وذهبوا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

وَداعا بني خَلَفٍ فباتُوا حَوْلَه ... يتخَلَّعُونَ تَخَلُّع الأجْمالِ

والخالع: الجدي.

والخليعُ والخَيْلَع: الغول. والخليع: اسْم رجل من الْعَرَب.

والخُلعاء: بطن من بني عَامر.

والخَلْيًعَ من الثِّيَاب والذئاب: لُغَة فِي الخيعل.

والخَيْلَع: الزَّيْت، عَن كرَاع. والخَيلع: الْقبَّة من الْأدم. وَقيل: الخَيلع: الْأدم عَامَّة. قَالَ رؤبة:

نَفْضاً كنَفْضِ الرِّيحِ تُلْقِى الخَيْلَعا

وَقَالَ رجل من كلب:

مَا زِلتُ أضرِبُهُ وأدعو مَالِكًا ... حَتَّى تركْتُ ثِيابَه كالخَيْلَعِ

والخَلَعْلَع: من أَسمَاء الضباع، عَنهُ أَيْضا.

خَرع

(خَ ر ع)

خَرِع الشَّيْء خَرَعا وخَراعَة، فَهُوَ خَرِع، وخَريع، وتَخَرَّع وانْخَرَعَ: استرخى وَضعف وَلِأَن.

والخَرِع: الخوار.

والخَريع: الْمُرِيب، لِأَن الْمُرِيب خَائِف، فَكَأَنَّهُ خوُّار. قَالَ الرَّاعِي:

خَرِيٌع مَتى يَمْشيِ الخبيثُ بأرْضه ... فَإِن الحَلال لَا محالةَ ذائقُهْ

والخَرَع: لين المفاصل. وشفة خريعٌ: لينَة.

وانخَرعت أَعْضَاء الْبَعِير، وتَخَرَّعت: زَالَت عَن موَاضعهَا، قَالَ العجاج:

ومَنْ هَمَزْنا عِزَّهُ تَخَرَّعا

وانخرع الرجل: ضعف وانكسر. وانْخرَعْتُ لَهُ: لنت.

والخَريع: الْغُصْن فِي بعض اللُّغَات، لنعمته وتثنيه. والخَريع من النِّسَاء: الناعمة. وَالْجمع: خُرُع وخَرائع. حَكَاهُمَا ابْن الْأَعرَابِي. وَقيل: الخَريع والخَريعة: المتكسرة، الَّتِي لَا ترد يَد لامس، كَأَنَّهَا تَنْخَرع لَهُ. قَالَ يصف رَاحِلَته:

تَمْشِي أمامَ العِيسِ وهْي فِيها ... مَشْيَ الخَريعِ ترَكَتْ بَنيِها

وكل سريع الانكسار خريع. وَقيل: الخَريع: الناعمة مَعَ فجور. وَقيل: الخريع: الماجنة المتبرجة. والخَرَاعة: الدعارة.

وَرجل مُخَرَّع: ذَاهِب فِي الْبَاطِل وخَرَع الْجلد وَالثَّوْب يَخْرَعُه خَرْعا، فانْخَرَع: شقَّه. وخَرَع أذُن الشَّاة خَرْعا: كَذَلِك. وَقيل: هُوَ شقها فِي الْوسط.

واخترع الشَّيْء: اقتطعه واختزله. وَهُوَ من ذَلِك، لِأَن الشق قطع. وَفِي الحَدِيث: " يُنْفَق على المُغيبة من مَال زَوجهَا، مَا لم تَخْتَرع ماَله ". وَقَالَ أَبُو سعيد: الاختراع هَاهُنَا: الْخِيَانَة، وَلَيْسَ بِخَارِج من معنى الْقطع. حكى ذَلِك الْهَرَوِيّ فِي الغريبين. واختَرَع الشَّيْء: ارتجله، وَالِاسْم: الخِرْعة.

والخُراع: دَاء يُصِيب الْبَعِير، فَيسْقط مَيتا، وَلم يخص ابْن الْأَعرَابِي بَعِيرًا وَلَا غَيره، إِنَّمَا قَالَ: الخُراع: أَن يكون صَحِيحا، فَيَقَع مَيتا. والخُراع: الْجُنُون. وَقد خرع فيهمَا.

وَامْرَأَة خِرْوَعَة: رخصَة، مُشْتَقّ من ذَلِك.

والخَريع والخِرِّيع: العصفر. وَقيل: شَجَرَة.

والخِرْوَع: شجر لين مسترخ، يحمل مثل بيض الطير، يُسمى سمسما هنديا، مُشْتَقّ من التَّخَرُّع. وَقيل: الخِرْوَع: كل نَبَات قصف رَيَّان، من شجر أَو عشب.

وَابْن الخَرِع: أحد فرسَان الْعَرَب وشعرائها.
خَرع
الخَرْعُ، كالمَنْعِ: الشَّقُّ. يُقَالُ: خَرَعْتُه فانْخَرَعَ، كَمَا فِي الصّحاح.
والخَرَعُ، بالتَّحْرِيكِ: سِمَةٌ فِي أُذُنِ الشَّاةِ، عَن ابْنِ عَبّادٍ، وَقد خَرَعَهَا يَخْرَعُها خَرْعاً مِن حَدِّ مَنَعَ، أَيْ شَقَّهَا. وقِيلَ: هُوَ شَقُّهَا فِي الوَسَطِ، وذلِكَ أَنْ يُقِطَع أَعْلَى أُذُنِهَا فِي طُولِهَا فتَصِير الأُذُنُ ثَلاثَ قِطَعٍ، فتَسْتَرْخِي الوُسْطَى عَلَى المَحَارَةِ، وهِيَ مَخْرُوعَةٌ.
والخَرَعُ أَيْضاً: لِينُ المَفَاصِلِ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ. والرَّخاوَةُ فِي الشَّيْءِ. مَصْدَرَهُ الخَرَاعَةُ، بالفَتْح، والخُرُوعُ والخُرْعُ بضَمِّهمَا، كذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: والخَروعَةُ والخَرَعُ، الأُولَى مَع الخَرَاعَةِ نَقَلَهَا ابنُ دُرَيْدٍ، والأَخِيرَةُ عَن ابْنِ عَبّادٍ. وقَدْ خَرُعَ الشَّيْءُ، ككَرُمَ.
وقالَ شَمِرٌ: الخَرَعُ: هُوَ الدَّهَشُ، كَمَا فِي الصّحاح. ومِنْهُ قَوْلُ أَبِي طالِبٍ لَمّا أَدْرَكَهُ المَوْتُ: لَوْلا رَهْبَةُ أَنْ تَقَولَ قُرَيْشٌ: دَهَرَه الخَرَعُ لَفَعَلْتُ. وَفِي أُخْرَى: لَقُلْتُهَا. ويُرْوَى الجَزَع بالجِيمِ والزّاي، وَهُوَ الخَوْفُ. قالَ ثَعْلَبٌ: إِنّما هُوَ الخَرَعُ، بالخَاءِ والرّاءِ.
وخَرَعَ الرَّجُلُ كفَرِحَ: ضَعُفَ، ومِنْهُ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ: لَوْ يَسْمَعُ أحَدُكُمْ ضَغْطَةَ القَبْرِ لخَرِعَ أَوْ لجَزِعَ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَيْ دَهِشَ وضَعُفَ، فَهُوَ خَرِعٌ، ككَتِفٍ، كَما فِي الصّحاح. زادَ فِي العُبَابِ: وكُلُّ ضَعِيفٍ رِخْوٍ خَرِعٌ. وزادَ أَبُو عَمْروٍ: خَرِيعٌ بمَعْنَى ضَعِيفٍ. وقالَ رُؤْبَةُ: لَا خَرَعَ العَظْمِ وَلَا مُوَصَّمَاً وأَنْشَدَ الصّاغَانِيّ:
(ولاتَكُ مِنْ أَخْدانِ كُلِّ يَرَاعَة ... خَرِيعِ كسَقْبِ البانِ جُوفٌ مَكاسِرُهْ)
وقِيلَ فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ أِبِي سَعِيدٍ المُتَقَدِّم لَخَرِعَ، أَي انْكَسَرَ، عَن اللَّيْثِ وخَرِعَتِ النَّخْلَةُ: ذَهَبَ كَرَبُهَا، كَمَا فِي الصّحاح.
والخَرِيعُ، كأَمِيرٍ: المِشْفَرُ المُتَدَلِّي، أَي مِشْفَرُ البَعِيرِ، كَمَا فِي الصّحاح، وأَنْشَدَ لِلطِّرِمّاحِ:)
(خَرِيعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّوَاحِي ... كَأَخْلاقِ الغَرِيفَةِ ذِي غُضُونِ)
هكَذَا هُوَ فِي الصّحاح. وهكَذَا وُجِدَ بخَطِّ الأَزْهَريّ أَيْضاً، وصَوَابُ إِنْشَادِه: ذَا غُضُونٍ، لأَنَّهُ صِفَةُ خَرِيعٍ. وقَبْلَه:
(تمرُّ على الوِرَاكِ إِذا المَطَايَا ... تَقَايَسَتِ النِّجادَ من الوَجِينِ)
وسَيَأَتِي ذِكرُ ذلِكَ فِي غ ر ف.
وقَالَ ابنُ فارِسٍ: سَرَقَةُ مِنْ عُتَيْبَةَ ابنِ مِرْداسٍ، حَيْثُ قَالَ:
(تَكُفّ شَبَاً الأَنْيابِ عَنْهَا بمِشْفَرٍ ... خَرِيعٍ كسِبْتِ الأَحْوريّ المُخَصَّرِ)
والخَرِيعُ: النّاقَةُ الَّتِي بِهَا خُرَاعٌ، بالضَّمِّ، وَهُوَ داءٌ يُصِيبُ البَعِيرَ فيَسْقُطُ مَيِّتاً، ولَمْ يَخُصَّ ابنُ الأَعْرَابِيّ بِهِ بَعِيراً وَلَا غَيْرَهُ، إِنَّمَا قالَ: الخَرَاعُ: أَنْ يَكُونَ صَحِيحاً فيَقَعَ مَيِّتاً.
والخَرِيعُ: المَرْأَةُ الفَاجَرِةُ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَنْكَرَهُ الأَصْمَعِيُّ. أَوْ هِيَ الَّتِي تَتَثَنَّى لِيناً، وهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ الَّذِي نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، إِلاّ أَنَّ قَوْلَ الراجِزِ يُؤَيِّدُ القَوْلَ الأَوّل: إِذا الخَرِيجُ العَنْقَفَيرُ الحُذّمَهْ يَؤُرُّهَا فَحْلٌ شَدِيدُ الصُّمَمَهْ وكَذَا قَوْلُ كُثَيِّرٍ الآتِي ذِكْرُهُ فِي المُسْتَدْرَكَات، الخَرِيعَةِ، والخَرُوع كَسَفِينَةٍ وصَبُورٍ، وهَاتَان عَن ابنِ عَبّاد. والخِرُوَعُ، كدِرْهَمٍ: نَبْتٌ مَعْرُوفٌ لَا يَرْعَى. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ولَمْ يَجِيءْ علَى هَذَا الوَزْنِ إِلاّ حَرْفانِ: خِرْوَعٌ، وعِتْوَدٌ، وَهُوَ اسْمُ وَادٍ. قُلْتُ: وزِيدَ: ذِرْوَدٌ: اسْمُ جَبَلٍ، وعِتْوَرٌ: اسْمُ وَادٍ، ولَيْسَ بتَصْحِيفِ عِتْوَد، كَمَا مَرَّ البَحْثُ فِيهِ. وجِدْوَلٌ لُغَةٌ فِي الجَدْوَلِ. وقِيلَ: خِرْوَعٌ مُلْحَقٌ بدِرْهمٍ. وَقَالَ شَيْخُنا: إِنْ كانَ خِرْوَعاً علَى رَأْيِ مَن يَجْعَلَهُ رُبَاعِيّاً ويُلْحِقُهُ بدِرْهَمٍ فالتَّمْثِيلُ ظَاهِرٌ، وَفِيه: أَنَّ ذِكْرَهُ هُنَا يَخَالِفُهُ، وإِنْ قَصَدَ أَنَّهُ فِعْوَلٌ والواوُ زَائِدَةٌ كَمَا اقْتَضاهُ ذِكْرُه هُنَا، فالتَّمْثِيلُ بِهِ لَا يَخْلُو عَنْ نَظَرٍ انتَهَى. وقِيلَ: سُمِّيَ الخِرْوَعَ لرَخاوَتِهِ، وَهِي شَجَرَةٌ تَحْمِلُ حَبّاً كَأَنَّهُ بَيْضُ العَصافِيرِ يُسَمَّى السِّمْسِمَ الهِنْدِيّ، مُشْتَقٌّ مِن الخَرَع قَالَ ابنُ جَزْلة: أَجْودهُ البَحْريُّ، وخاصِّيَّتُه إِسْهالُ البَلْغِم، ويَنْفَعُ مِن القُولَنْجِ والفَالِجُ واللَّقْوَة، والبَلْغَمِ، وقَدْرُ مَا يُؤْخَذُ مِنْهُ إِلَى مِثْقَالٍ.
والخِرِّيع، كسِكَّيتٍ: العُصْفُر، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وابنِ دُرَيْد والدِّينَوَرِيّ، كَمَا فِي العُبَاب. وزادَ)
الأَخِيرُ فِي ضَبْطِهِ: كَأَمِيرٍ، وهكَذَا ضَبَطَهُ ابنُ جَزْلَةَ أَيْضاً، أَو القِرْطِمُ، عَن ابنِ عَبّادٍ.
والخُرَاع، كغُرَاب: جُنونُ النّاقِةَ، عَن الكِسَائِيّ: وَقَالَ شَمِر: الجُنُونُ، والطَّوَفَانُ، والثَّوَلُ، والخُرَاعُ، وَاحِدٌ.
وَقيل: الخُرَاعُ: انْقِطَاعٌ فِي ظَهْرِهَا تُصْبِحُ مِنْهُ بَارِكَةً لَا تَقُومُ، ولَمْ يَخُصَّ بِهِ ابنُ الأَعْرَابِيّ بَعيراً وَلَا غَيْرَهُ، كَمَا تَقَدَّمَ. وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ أَنَّ الخُرَاعَ يُصِيبُ الإِبِلَ إِذَا رَعَتِ النَّدِىَّ فِي الدِّمَنِ والحُشُوشِ. وأَنْشَدَ لِرَجُلٍ هَجَا رَجُلاً بالجَهْلِ، وقِلَّةِ المَعْرِفَةِ:
(أَبُوكَ الَّذِي أُخْبِرْتُ يَحْبِسُ خَيْلَهُ ... حِذَارَ النَّدَى حَتَّى يَجِفَّ لَها البَقْلُ)
وَصَفَهُ بالجَهْلِ، لأَنَّ الخَيْلَ لَا يَضَرُّهَا النَّدَى، إِنّمَا يَضَرُّ الإِبِلَ والغَنَمَ.
وخُرْعُونُ، بالضَّمِّ، وَهُوَ فِي التَّكْمِلَةَ مَفْتُوحٌ ضَبْطاً بالقَلَمِ ويَدُلُّ لَهُ أَيْضاً إِطْلاقُ العُبَابِ: ة، بِسَمَرْقَنْدَ.
والخَرِعُ، ككَتِفٍ: لَقَبُ عَمْرِو ابنِ عَبْس بنِ وَدِيعَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن لُؤَيِّ بنِ عَمْرِو بنِ الحارِثِ بنِ تَيْم ابنِ عَبْدِ مَنَاةَ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةَ بن إِلْياسِ بن مُضَرَ، جَدّ عَوْفِ بنِ عَطِيَّةَ الشّاعِر الْفَارِس.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: رَجُلٌ مُخَرَّعٌ، كمُعَظَّم: كَثِيرُ الاخْتِلافِ فِي أَخْلاقِهِ. وقَالَ ابنُ فارِسٍ: المُخَرَّعُ: المُخْتَلِفُ الأَخْلاقِ، وَفِيه نَظَرٌ، كَمَا فِي العُبَابِ. قُلْتُ: ولَعَلَّ صَوَابَهُ المُجَزَّعُ، بالجِيم والزّاي.
واخْتَرَعَهُ، أَيّ الشَّيْءَ: شَقَّهُ واقْتَطَعَهُ واخْتَزَلَهُ. وَفِي الصّحاح: اشْتَقَّهُ ويُقَالُ: أَنْشَأَهُ وابْتَدَأَهُ، هكَذَا فِي النُّسَخِ. والَّذِي فِي الصّحاح والعُبَاب: وابْتَدَعَهُ.
وَفِي الأَسَاسِ: اخْتَرَعَ بَاطِلاً: اخترقَهُ. واخْتَرَعَ اللهُ الأَشْيَاءِ: ابْتَدَعَها بِلا سَبَبٍ.
واخْتَرَعَ فُلاناً: إِذا خَانَهُ وأَخَذَ مِن مالِهِ، كاخْتَزَعَهُ، بالزّاي. ومِنْهُ الحَدِيثُ يُنْفَقُ على المُغِيبَةِ مِن مالِ زَوْجِهَا مَا لَمْ تَخْتَرِعْ مالَهُ، أَيْ مَا لَمْ تَقْتَطِعْهُ وتَأَخُذْهُ. وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: الاخْتِرَاعُ هُنَا الخِيانَةُ، ولَيْسَ بِخَارِجٍ عَن مَعْنَى القَطْع، وحَكَى ذلِكَ الهَرَوِيّ فِي الغَريبَيْن.
واخْتَرَعَهُ: اسْتَهْلَكَهُ، عَن ابْنِ شُمَيْلٍ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: اخْتَرَعَ الدَّابَّةَ، إِذا تَسَخَّرَهَا لِغَيْرِهِ أَيّاماً ثُمّ رَدَّهَا.
وانْخَرَعَ: لُغَةٌ فِي انْخَلَعَ. وَفِي الصّحاح: انْخَرَعَتْ كَتِفُهُ لُغَةٌ فِي انْخَلَعَتْ.
وقالَ اللَّيْثُ: انْخَرَعَ الرَّجُلُ: انْكَسَرَ وضَعُف. وانْخَرَعَتِ القَناةُ انْشَقَّتْ وتَفَتَّتَتْ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: كُلُّ نَبَاتٍ قَصِيفٍ رَيَّانَ مِنْ شَجَرٍ أَو عَشْبٍ فَهُوَ خِرْوَعٌ، كدِرْهَمٍ. قالَ عَدِيُّ)
بنُ زَيْدٍ يَصِفُ بَقَرَ الوَحْشِ:
(والخُنْسُ يُزْجِينَ فِي طَوَائِفِهِ ... يَقْرِ مْنَ خِرْوَعٍ رَيّانَ أَثْمارَاً)
قَالَ الصّاغَانِيّ: يُرِيدُ النَّبَاتَ الخَوّارَ مِنْ نَعْمَتِه وريَّه. فأَمَّا الخِرْوَعُ المَعْرُوفُ فَلَا يَرْعَاهُ شَيْءُ، كَمَا تَقَدَّم. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: وكُلُّ نَبْتٍ ضَعِيفٍ يَتَثَنَّى: خِرْوَعٌ، أَيَّ نَبْت كانَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَد:
(تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَميٍّ كأَنَّهُ ... تَعَمُّجُ شَيْطَانٍ بذِي خِرْوَعٍ قَفْر)
والخَرِيعُ، كأَمِيرٍ: المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ. وقِيلَ: هِيَ الشّابَّةُ الناعِمَةُ. وقِيلَ: هِيَ الماجِنَةُ المِرِحَةُ.
والجَمْعُ خُرُوعٌ وخَرَائِعُ، حَكَاهُمَا ابنُ الأَعْرَابِيّ. وقِيلَ: الخَرِيع والخَرِيعَةُ: الَّتِي لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِس، كأَنَّهَا تَتَخَرَّعُ لَهُ. قالَ يَصِفُ رَاحِلَتَهُ: تَمْشِي أَمامَ العِيسِ وهْي فيهَا مَشْىَ الخَرِيعِ تَرَكَتْ بَنِيهَا وكُلُّ سَرِيعِ الإِنْكِسَارِ: خَرِيعٌ، وَقَالَ كُثَيِّرٌ:
(وفِيهِنَّ أَشْبَاهُ المَهَا رَعِتِ المَلاَ ... نَوَاعِمُ بِيضٌ فِي الهَوَى غَيْرُ خُرَّعِ)
أَرَادَ غَيْرَ فَوَاجِرَ، لأَنِّهُ إِنَّمَا نَفَى عَنْهَا المَقَابِحَ لَا المَحَاسِنَ. وفِي هَذَا القَوْلِ رَدٌّ عَلَى الأَصْمَعِيّ.
وتَخَرَّع الرّجُلُ: اسْتَرْخَى وضَعُفَ ولاَنَ. وَفِي فُلاَنٍ خَرَعٌ، مُحَرَّكَةً، أَي جُبْنٌ وخَوَرٌ، وَهُوَ مَجاز. وشَفَةٌ خَرِيعٌ، كأَمِيرٍ: لَيِّنَةٌ.
ونْخَرَعَتْ أَعْضَاءُ البَعِيرِ، وتَخَرَّعَتْ: زالَتْ عَنْ مَوْضِعِهَا. قالَ العَجّاج: ومَنْ هَمَزْنا عِزَّةُ تَخَرَّعاً والخَرِع، ككَتِفٍ: الفَصِيل الضَّعِيف. وقِيلَ: هُوَ الصَّغِيرُ الَّذِي يَرْضَعُ.
وانْخَرَعْتُ لَهُ: لِنْتُ. والخَرِيعُ: الغُصْنُ، فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ لِنَعْمَتِهِ وتَثَنِّيهِ.
وغُصْنٌ خَرِعٌ: نَاعِمٌ لَيِّنٌ. قَالَ الرّاعِي يَذْكُرُ مَاء: مُعَانِقاً ساقَ رَيَّا سَاقُهَا خَرِعُ والخَرَاوِيعُ مِن النِّسَاءِ: الحِسَانُ. وامْرَأَةُ خِرْوَعَةٌ: حَسَنَةٌ رَخْصَةٌ لَيِّنَةٌ. وعَيْشٌ خِرْوَعٌ، وشَبَابٌ خِرْوَعٌ: أَي نَاعِمٌ. وَهُوَ مَجَازٌ. وقالَ أَبو النَّجْمِ: فَهْيَ تَمَطَّي فِي شَبَابٍ خِرْوَعِ)
والخَرِيعُ: المُرِيبُ، لأَنَّ المُرِيبَ خائِفٌ، فكَأَنَّهُ خَوّارٌ. قَالَ:
(خَرِيعٌ مَتَى يَمْشِ الخَبِيثُ بِأَرْضِهِ ... فإِنَّ الحَلاَلَ لَا مَحَالَةَ ذَائِقُهْ) والخَرَاعَةُ: لُغَةٌ فِي الخَلاَعَةِ، وَهِي الدَّعارَةُ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ ثَعْلَبَةَ بنِ أَوْسِ الكِلابِيّ: إِنْ تَشْبِهِينِي تُشْبِهِي مُخَرَّعَاً خَرَاعَةً مِنِّي ودِيناً أَخْضَعَاً لاَ تَصْلُحُ الخَوْدُ عَلَيْهِنَّ مَعَاً ورَجُلٌ مُخَرَّعُ، كمُعَظَّمٍ: ذاهِبٌ فِي الباطِلِ. ويُقَالُ: اخْتَرَعَ عُوداً من الشَّجَرَةِ، إِذا كَسَرَهَا.
واخَتَرَعَ الشَّيْءَ: ارْتَجَلَهُ، والاسْمُ الخِرْعَةُ، بالكَسْرِ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: خَرِعَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ: إِذا اسْتَرَخَى رَأْيُه بَعْدَ قُوَّةٍ، وضَعُفَ جِسْمُه بَعْدَ صَلاَبَةٍ. وخُرِعَ الرَّجُلُ والبَعِيرُ، كعُنِيَ: إِذا وَقَعَ أَوْ جُنَّ. ونَاقَةٌ مَخْرُوعَةُ: أَصابَهَا الخُرَاعُ، وهُوَ مَرَضٌ يُفَاجِئُها. وثَوْبٌ مُخَرَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: مَصْبُوغٌ بالعُصْفُرِ.

نَصَلَ 

(نَصَلَ) النُّونُ وَالصَّادُ وَاللَّامُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى بُرُوزِ الشَّيْءِ مِنْ كِنٍّ وَسِتْرٍ أَوْ مَرْكَبٍ.

وَنَصَلَ الْحَافِرُ: خَرَجَ مِنْ مَوْضِعِهِ. وَنَصَلَ الْخِضَابُ. وَمِنْهُ تَنَصَّلَ مِنْ ذَنْبِهِ: تَبَرَّأَ، كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْهُ. وَالنَّصْلُ: نَصْلُ السَّيْفِ وَالسَّهْمِ، سُمِّيَ بِهِ لِبُرُوزِهِ وَصَفَائِهِ وَجَلَائِهِ. يُقَالُ فِي تَصْرِيفِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ: أَنْصَلْتُ الرُّمْحَ: نَزَعْتُ نَصْلَهُ. وَنَصَلْتُهُ: جَعَلْتُ لَهُ نَصْلًا. وَالْمُنْصَُلُ: السَّيْفُ. قَالَ فِي أَنْصَلْتُ:

تَدَارَكَهُ فِي مُنْصِلِ الْأَلِّ بَعْدَمَا ... مَضَى غَيْرَ دَأْدَاءٍ وَقَدْ كَادَ يَعْطَبُ

أَرَادَ: رَجَبٌ، كَانَ يُسَمَّى مُنْصِلَ الْأَسِنَّةِ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يُحَارِبُونَ فِيهِ. وَقَالَ فِي الْمُنْصَُلِ:

إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ خَيْرِ عَبْسٍ ما ... شَطْرِي وَأَحْمِي سَائِرِي بِالْمُنْصَُلِ

وَمِمَّا حُمِلَ عَلَى التَّشْبِيهِ: النَّصِيلُ: مَا بَيْنَ الْعُنُقِ وَالرَّأْسِ مِنْ بَاطِنٍ تَحْتَ اللَّحْيَيْنِ.

مَسَكَ 

(مَسَكَ) الْمِيمُ وَالسِّينُ وَالْكَافُ أَصْلٌ وَاحِدٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى حَبْسِ الشَّيْءِ أَوْ تَحَبُّسِهِ. وَالْبَخِيلُ مُمْسِكٌ. وَالْإِمْسَاكُ: الْبُخْلُ ; وَكَذَا الْمَسَاكُ وَالْمِسَاكُ وَالْمَسِيكُ: الْبَخِيلُ أَيْضًا وَرَجُلٌ مُسَكَةٌ، إِذْ كَانَ لَا يَعْلَقُ بِشَيْءٍ فَيَتَخَلَّصُ مِنْهُ. وَالْمَسَكُ: السِّوَارُ مِنَ الذَّبْلِ: لِاسْتِمْسَاكِهِ بِالْيَدِ، الْوَاحِدَةُ مَسَكَةٌ. قَالَ: تَرَى الْــعَبَسَ الْحَوْلِيَّ جَوْنًا بِكُوعِهَا ... لَهَا مَسَكًا مِنْ غَيْرِ عَاجٍ وَلَا ذَبْلِ

وَالْمَسَكَةُ مِنَ الْبِئْرِ: الْمَكَانُ الصُّلْبُ الَّذِي لَا يَحْتَاجُ إِلَى طَيٍّ. وَهُوَ الْقِيَاسُ، لِأَنَّهُ مُتَمَاسِكٌ. وَالْمَسْكُ: الْإِهَابُ، لِأَنَّهُ يُمْسَكُ فِيهِ الشَّيْءُ إِذَا جُعِلَ سِقَاءً.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْهُ الْمِسْكُ مِنَ الطِّيبِ.

زَواهُ

زَواهُ زَيًّا وزُوِيًّا: نَحَّاهُ، فانْزَوَى،
وـ سِرَّه عنه: طَواهُ،
وـ الشيءَ: جَمَعَه، وقَبَضَه.
والزاوِيَةُ من البَيْتِ: رُكْنُه
ج: زَوايا،
وَتَزَوَّى وزَوَّى وانْزَوَى: صارَ فيها،
وع بالبَصْرَة كانت به الوَقْعَةُ بينَ الحَجَّاجِ وعبدِ الرحمنِ بنِ الأشْعَثِ،
وة بِواسِطَ،
وع قُرْبَ المدينةِ به قَصْرُ أنَسٍ،
وع بالأنْدَلُسِ،
وة بالمَوْصِلِ،
وزَوْزَى يُزَوْزِي: نَصَبَ ظَهْرَهُ، وقارَبَ الخَطْوَ،
وـ بِفُلانٍ: طَرَدَهُ. وقِدْرٌ زُؤْزِيَةٌ: في الهَمْزِ، ووَهِمَ الجوهريُّ.
والزايُ: إذا مُدَّ، كُتِبَ بهمزةٍ بعدَ الألِفِ، ووهم الجوهريُّ، وفيه لُغاتٌ:
الزايُ، والزاءُ والزَّيُّ، كالطَّيِّ،
وزَيْ، كَكَيْ،
وزَاً، مُنَوَّنَةً
ج: أزْواءٌ وأزْياءٌ وأزْوٍ وأزْيٍ.
والزَّوُّ، كالتَوِّ: القَرينانِ، وكُلُّ زَوْجٍ، والواحدُ: تَوٌّ، وسَفِينَةٌ عَمِلَها المُتَوَكِّلُ، لا جَبَلٌ، ووَهِمَ الجوهريُّ، وإنما غَرَّهُ قولُ البُحْتُرِي:
ولا جَبَلاً كالزَّوِّ يُوقَفُ تارَةً ... ويَنْقَادُ إمَّا قُدْتَهُ بِزِمامِ وزَواوَةُ: د بالمَغْرِبِ.
والزُّوَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: ع بِبلاد عَبْسٍ.
وأزْوَى: جاءَ ومَعَهُ آخَرُ.

السّورة

السّورة:
[في الانكليزية] Chapter of the Koran
[ في الفرنسية] Chapitre du Coran
بالضم في الشرع بعض قرآن يشتمل على آي ذو فاتحة وخاتمة وأقلها ثلاث آيات كذا قال الجعبري. والسّور بالضم وسكون الواو وفتحها الجمع. وقيل السورة الطائفة المترجمة توقيفا أي الطائفة من القرآن المسمّاة باسم خاص بتوقيف من النبي صلّى الله عليه وسلم. وقد ثبتت أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار. وقيل السورة بعض من كلام منزّل مبين أوله وآخره إعلاما من الشارع قرآنا كان أو غيره، بدليل ما يقال سورة الزبور وسورة الإنجيل هكذا في التلويح. قال القتبي: السورة تهمز ولا تهمز. فمن همزها جعلها من أسارت أي أفضلت من السؤر وهو الباقي من الشراب في الإناء كأنّها قطعة من القرآن. ومن لم يهمزها وجعلها من المعنى المتقدّم سهّل همزتها. ومنهم من شبهها بسورة النبأ أي القطعة منه أي منزلة بعد منزلة. وقيل من سور المدينة لإحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسّور، ومنه السّوار لإحاطته بالساعد. وقيل لارتفاعها لأنّها كلام الله والسورة المنزّلة الرفيعة. وقيل لتركيب بعضها على بعض من التسوّر بمعنى التصاعد والتركّب ومنه: إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ كذا في الإتقان، وممن لم يهمزها صاحب الصراح حيث جعلها أجوف. والسورة عند الصوفية عبارة عن الصور الذاتية الكمالية وهي تجلّيات الكمال كذا في الإنسان الكامل في باب أم الكتاب.
فائدة:
قسم القرآن إلى أربعة أقسام وجعل لكلّ قسم منه اسم. أخرج أحمد وغيره من حديث واثلة بن الأسقع أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:
(أعطيت مكان التوراة السّبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضّلت بالمفصّل). قالت جماعة:
السبع الطوال أوّلها البقرة وآخرها براءة. لكن أخرج الحاكم والنّسائي وغيرهما عن ابن عباس قال: السبع الطوال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف، قال الراوي وذكر السابعة فنسيتها. وفي رواية صحيحة عند أبي حاتم وغيره عن مجاهد وسعيد بن جبير أنها يونس، وفي رواية عند الحاكم أنها الكهف.
والمئون ما وليها سمّيت بذلك لأنّ كلّ سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها. والمثاني ما ولي المئين لأنّها تثنيها أي كانت بعدها فهي لها ثوان والمئون لها أوائل. وقال الفرّاء هي السّور التي آيها أقل من مائة آية لأنها تثنى أكثر مما تثنى الطوال والمئون. وقد تطلق المثاني على القرآن كلّه وعلى الفاتحة. والمفصّل ما ولي المثاني من قصار السّور سمّي بذلك لكثرة الفصول التي بين السّور بالبسملة. وقيل لقلّة المنسوخ منه، ولهذا يسمّى بالمحكم أيضا وآخره سورة الناس بلا نزاع. واختلف في أوّله، فقيل الحجرات، وقيل القتال، وقيل الجاثية، وقيل الصّافات، وقيل الصف، وقيل تبارك، وقيل الفتح، وقيل الرحمن، وقيل الإنسان، وقيل سبّح، وقيل الضّحى. وعبارة الراغب في مفرداته المفصّل من القرآن السبع الأخير.
اعلم أنّ للمفصّل طوالا وأوساطا وقصارا. قال ابن معن: وطواله إلى عمّ، وأوساطه منها إلى الضحى، وقصاره منها إلى آخر القرآن، وهذا أقرب ما قيل فيه كذا في الإتقان. وفي جامع الرموز المفصّل السبع الأخير وطواله من الحجرات. وقيل من ق، وقيل من النّجم، وقيل من الفتح. وفي المنية قال الأكثرون من سورة محمد إلى البروج طوال، ومن البروج إلى سورة لم يكن، وقيل إلى البلد أوساط، ومنها أي من لم يكن إلى الآخر، وقيل من البلد إلى الآخر قصار. وفي النهاية من الحجرات إلى عبس ثم التكوير إلى والضحى ثم ألم نشرح إلى الآخر انتهى. قال في الإتقان: وفي جمال القراء قال بعض السلف في القرآن ميادين وبساتين ومقاصير وعرائش وديابيج ورياض. فميادينه ما افتتح بالم، وبساتينه ما أفتتح بالر، ومقاصيره الحامدات، وعرائشه المسبّحات، وديابيجه آل حم، ورياضه المفصّل، وقالوا والطواسين والطواسيم أو آل حم والحواميم. وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال: الحواميم ديباج القرآن. قال السخاوي:
وقوارع القرآن الآيات التي يتعوّذ بها سمّيت بها لأنها تقرع للشيطان وتدفعه وتقمعه كآية الكرسي والمعوذتين ونحوهما. وفي مسند أحمد من حديث معاذ بن أنس مرفوعا: (آية العزّ الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا): الآية.
فائدة:
عدد سور القرآن مائة وأربعة عشر بإجماع من يعتدّ به. وقال في الإتقان وتعديد الآي من معضلات القرآن، فإنّ من آياته طويلا وقصيرا، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام ومنه ما يكون في أثنائه. وقيل سبب اختلاف السّلف في عدد الآي أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم كان يقف على رءوس الآي للتوقيف فإذا علم محلها وصل للتمام فيحسب السامع حينئذ أنّها ليست فاصلة.

وعن ابن عباس قال: جميع آي القرآن ستة آلاف آية وستمائة وست عشرة آية، وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وأحد وسبعون حرفا. وقيل أجمعوا على أنّ عدد آيات القرآن ستة آلاف آية ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك، فمنهم من لم يزد ومنهم من قال ومائتا آية وأربع آيات. وقيل وأربع عشرة. وقيل وتسع عشرة. وقيل وخمس وعشرون. وقيل ست وثلاثون. وفي الشّعب للبيهقي عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا: (عدد درج الجنة عدد آي القرآن فمن دخل الجنة من أهل القرآن فليس فوقه درجة) انتهى من الإتقان. وأمّا المشهور بين الحفّاظ والقرّاء فهو المعروف في بيت الشعر الآتي وترجمته:
إنّ عدد آيات القرآن التي تجذب الروح ستة آلاف وستمائة وستة وستون.
واعلم أنّه قد يكون للسورة اسم واحد وهو كثير وقد يكون لها اسمان فأكثر. منها الفاتحة لها نيف وعشرون اسما. فاتحة الكتاب، وفاتحة القرآن لأنه يفتتح بها في المصحف. وأم الكتاب، وأم القرآن لتقدّمها وتأخّر ما سواها تبعا لها لأنّها أمّته أي تقدمته، ولذا يقال لراية الحرب أم لتقدّمها، والقرآن العظيم لاشتمالها على المعاني التي في القرآن، والسبع المثاني لكونها سبع آيات بالاتّفاق، إلّا أنّ بعضهم من عدّ التسمية آية واحدة دون أنعمت عليهم ومنهم من عكس، ولأنّها تثنّى في الصلاة أو لأنها أنزلت مرتين إن صحّ أنها نزلت بمكة حين فرضت الصلاة وبالمدينة لمّا حوّلت القبلة، والأصحّ أنها مكية لقوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وهو مكي ولما فيها من الثناء على الله تعالى، أو لأنها اشتملت على الوعد والوعيد بقوله: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ أو لأنها اشتملت على حال المؤمنين والكافرين هكذا في البيضاوي وحواشيه، والوافية لأنها وافية بما في القرآن من المعاني، والكنز لما عرفت، والكافية لأنها تكفي عن غيرها في الصلاة ولا يكفي غيرها عنها، والأساس لأنها أصل القرآن، والنور، وسورة الحمد، وسورة الشكر، وسورة الحمد الأولى، والرقية، والشفاء، والشافية لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (فاتحة الكتاب شفاء لكل داء)، وسورة الصلاة لتوقف الصلاة عليها. وقيل إنّ من أسمائها الصلاة أيضا وسورة الدّعاء لاشتمالها عليه في قوله اهْدِنَا، وسورة السؤال لذلك، وسورة تعليم المسألة، وسورة المناجاة، وسورة التفويض لاشتمالها عليه في قوله إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. ومنها سورة البقرة تسمّى سنام القرآن وسنام كلّ شيء أعلاه، ومنها آل عمران تسمّى طيبة، وفي صحيح مسلم تسميتها والبقرة الزهراوين. والمائدة تسمّى أيضا العقود والمنقذة لأنّها تنقذ صاحبها من ملائكة العذاب. والانفال تسمّى أيضا بسورة بدر. وبراءة تسمّى أيضا التوبة لقوله تعالى فيها لَقَدْ تابَ اللَّهُ، والفاضحة وسورة العذاب والمقشقشة أي المبرئة من النفاق والمنقرة لأنها نقرت عمّا في قلوب المشركين، والبحوث بفتح الموحدة والمعبّرة لأنها تعبر عن أسرار المنافقين والمخزومة والمتكلّمة والمشرّدة والمدمدمة. والنحل تسمّى أيضا سورة النعم والإسراء تسمّى أيضا سورة سبحان، وسورة بني إسرائيل. والكهف تسمّى أيضا سورة أصحاب الكهف والحائلة لأنها تحول بين قارئها وبين النار. وطه تسمّى أيضا سورة الكليم، والشعراء تسمّى أيضا سورة الجامعة والنمل تسمّى أيضا سورة سليمان. والسجدة تسمّى أيضا سورة المضاجع والفاطر تسمّى أيضا سورة الملائكة. ويس تسمّى أيضا قلب القرآن والمعمّة لأنها تعمّ صاحبه بخير الدنيا والآخرة والمدافعة القاضية لأنها تدفع عن صاحبها كلّ سوء وتقضي له كل حاجة. وسورة الزمر تسمّى أيضا سورة الغرف. وسورة الغافر تسمّى أيضا سورة الطويل والمؤمن. وسورة فصّلت تسمّى أيضا السجدة وسورة المصابيح. وسورة الجاثية تسمّى أيضا الشريعة. وسورة الدّهر وسورة محمد تسمّيان أيضا القتال. وسورة ق تسمّى أيضا سورة الباسقات. وسورة اقتربت تسمّى أيضا القمر والمبيّضة لأنها تبيّض وجه صاحبها يوم تسوّد الوجوه. وسورة الرحمن تسمّى أيضا عروس القرآن. وسورة المجادلة تسمّى في مصحف أبيّ الظهار. وسورة الحشر تسمّى أيضا سورة بنى النضير. والممتحنة بفتح الحاء وقد تكسر تسمّى أيضا الامتحان. وسورة الموؤدة وسورة الصف تسمّى أيضا سورة الحواريين. وسورة الطلاق تسمّى أيضا سورة النساء القصرى. وسورة التحريم تسمّى أيضا سورة التحرم وسورة لم تحرّم. وسورة تبارك تسمّى أيضا سورة الملك والمانعة والمنّاعة والوافية. وسورة سأل تسمّى المعارج. وسورة الواقع وعمّ تسمّى النبأ والتساؤل والمعصرات.
وسورة لم يكن تسمّى سورة أهل الكتاب وسورة القيمة وسورة البينة وسورة البريّة وسورة الانفكاك. وسورة أرأيت تسمّى سورة الدين.
وسورة الماعون والكافرون تسمّى المقشقشة وسورة العبادة. وسورة النصر تسمّى سورة التوديع. وسورة تبّت تسمّى سورة المسد.
وسورة الإخلاص تسمّى سورة الأساس. وسورتا الفلق والناس تسمّيان المعوذتين بكسر الواو والمقشقشتين كذا في الاتقان. وفي الصراح المشقشقتان سورة الكافرون وسورة الإخلاص.

الأب

الأب: بالتشديد المرعى المتهيئ للرعي أو الذي لم تزرعه الناس مما يأكله الدواب والأنعام.
الأب: الوالد والأبوان: الأب والأم أو الأب والجد أو الأب والعم أو الأب والمعلم، وكذا كل من كان سببا لإيجاد شيء أو إصلاحه أو ظهوره.
الأب: الوالد ويسمى كلُّ مَن كان سبباً في إيجاد شيء، أو إصلاحه أو ظهوره أباً قاله الراغب. وقال السيد: "الأبُ حيوانٌ يتولد من نطفةِ شخص آخر من نوعه".
الأب:
[في الانكليزية] Full moon .stars
[ في الفرنسية] Pleine lune ،astres

بالفارسية: پدر، الآباء الجمع، والآباء عند الحكماء تطلق على الأفلاك. وسيجيء في لفظ الأمّهات.
الأبّ
الأبُّ: العُشب والمرعى، من: أبَّ يؤبُّ أبّاً وأَبَاباً وأبابَةً: نشأ وطلع . وهي مادة قديمة جرى فيها تصرّفُ اللسان، فتجدها في صور متشابهة، مثلاً: أمَّ، و هَمَّ، و هَبَّ، و تَأهَّبَ . فأَبَّ صورة أخرى لهَبّ. ولذلك نظائر، مثلاً: هَزَّ و أزَّ، وأرَاقَ و هَرَاقَ ، قال الأعشى:
أخٌ قَدْ طَوَى كَشْحاً وَأبَّ لِيَذْهَبَا أي هَبَّ وهَمَّ.
وإنما سُمّي المرعى "أبّاً" لنشئه أولاً بعد المطر. ومنه: إبَّان النبات. لأول خروجه. ثم توسّع، فقيل: إبّان الشباب، لمناسبة ظاهرة؛ ثم إبّان كل شيء: أوّل وقته. يقال: كُلِ الفواكهَ فِي إبَّانِها .
وتوهّم الجوهري وغيره، فجعل الإبّان فِعَّالاً من مادة "أبن" ، ولا مناسبة بينهما، فإن أبَنَه بشيء: اتهمه به، من الأُبنَةِ: وهي العقدة في العود. وإنما هو فِعْلاَن من "أبَّ" لما يدلّ عليه المناسبة بينهما، ولما تجد هذه المادة بهذا المعنى في العبرانية -وهي أخت العربية-[. . .] (أب ب) [. . .] (أب): الخضرة والثمرة. [. . .] (أبيب): السنبلة الخضراء، وأول شهورهم -وهو الربيع- لظهور النبات فيه أولاً .
ومما ذكرنا تبيّن أن هذه المادّة مما عرفته العرب، وإنَّما قَلّ استعمالها في أشعارهم لخفّة مرادفاتها . ولكن إذا أريدَ استعمالُ كلمة جامعة وحسن موقعها لم تترك، بل تكون أحسن من غيرها .
الأب
قال السيوطي" (آب) قال بعضهم وهو الحشيش بلغة أهل الغرب حكاه شيدلة ".اهـ. ونقله عنه جفري وفسر لغة أهل الغرب بالبربرية. أقول وهذا من أعجب العجب ولا نعلم أن العرب كانت لهم علاقة بالبربر قبل الإسلام حتى تقتبس العربية من لغتهم ثم إن هذه الكلمة يبعد أن تكون بربرية لأنها لا تشبه الكلمات البربرية وإنما تشبه العربية والسريانية والعبرانية. وقال جفري أنه مأخوذ من (أبا) الآرامية ومعناه الخضرة.
وقال في لسان العرب:"الاب الكلأ وعبر بعضهم عنه بأنه المرعى، وقال الزجاج: الاب، جميع الكلأ الذي تعتلفه الماشية، وفي التنزيل العزيز {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} ,قال أبو حنيفة سمى الله تعالى المرعى كله أبا.قال الفراء الاب ما يأكله الأنعام، وقال مجاهد: الفاكهة ما أكله الناس، والاب ما أكلت الأنعام، فالاب من المرعى للدواب كالفاكهة للانسان. وقال الشاعر:
جذ منا قيس ونجد دارنا ... ولنا الاب به والمكرع
قال ثعلب: الاب كل ما أخرجت الأرض من النبات، وقال عطاء كل شئ ينبت على وجه الأرض فهو الاب وفي حديث أن عمر بن الخطاب "قرأ قوله عز وجل: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} وقال فما الاب؟ ثم قال ما كلفنا وما أمرنا بهذا".اهـ.
وقال ابن كثير عن ابن جرير بسنده إلي أنس قال قرأ عمر بن الخطاب {عَبَسَ وَتَوَلَّى} فلما أتى على هذه الآية: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} قال قد عرفناها الفاكهة فما الاب؟ فقال لعمرك
يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلّف" فهو إسناد صحيح رواه غير واحد عن أنس به. وهذا محمول على أنه أراد يعرف شكله وجنسه وعينه وإلا فهو وكل من قرأ هذه الآية يعلم أنه من نبات الأرض لقوله تعالى: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبّاً}

الأَنْعَمانِ

الأَنْعَمانِ:
واديان، قيل: هما الأنعم وعاقل، وقيل: موضع بنجد، وقيل: جبل لبني عبس، وقال رجل من بني عقيل يتشوّقه:
وإنّ بجنب الأنعمين أراكة، ... عداني عنها الخوف، دان ظلالها
منعّمة من فوق أفنانها العلى، ... جنى طيّب للمجتني لو ينالها
لها ورق لا يشبه الورق، الذي ... رأينا، وحيطان يلوح جمالها
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.