Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عادية

ستي

ستي: السَّتَا = السُهَا: الدب الأكبر (دورن ص44)
ستي
عن الفارسية من ستوه بمعنى تَعِب وعاجز ومَلول، أو من ستي بمعنى حديد، ورأس الرمح؛ أو عن الأوردية من ستي بمعنى إمرأة خجولة.
السين والتاء والياء س ت ي

السَّتَي والأُسْتِيُّ خلاف لُحْمَةِ الثوبِ كالسَّدَي والأُسْدِيُّ قال الحطيئة

(مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتيِّ قد جَعَلَت ... أيْدِي المَطِيِّ به عادِيَّةً رُغُبا)

وسَتَيْتُه كسَدَيْتُه ألِفُ كل ذلك ياء من حيث كانت لاماً

العادي

(العادي) الْعَدو (ج) عداة وعاديا اللَّوْح طرفاه
(العادي) الْعَتِيق يُقَال مجد عادي وبئر عَادِية (كَأَنَّهُ مَنْسُوب إِلَى عَاد قوم هود) وَالْأَمر الَّذِي جرت الْعَادة بِهِ (ج) عاديات

تَيْس

(تَيْس) فرسه راضه وذلله وَفُلَانًا عَن كَذَا رده عَنهُ وأبطل قَوْله
تَيْس
{التَّيْسُ: الذَّكَرُ من الظِّباءِ والمَعزِ والوُعولِ، وَقيل هُوَ خاصٌّ بالمَعزِ، أَو هُوَ من المَعزِ إِذا أَتى عَلَيْهِ سنةٌ، وقبْلَ الحَوْلِ جَدْيٌ، كَذَا فِي المِصباحِ، وَقَالَ أَبو زيدٍ: إِذا أَتى على ولَد المِعْزَى سنةٌ فالذَّكَرُ} تَيْسٌ والأُنْثَى عَنْزٌ. ج، {تُيُوسٌ، فِي الكثيرِ،} وأَتْياسٌ {وتِيَسَةٌ، كعِنَبَةٍ،} وأَتْيُسٌ، كأَفْلُسٍ، فِي الْقَلِيل، قَالَ الهُذَلِيُّ:
(من فَوقِهِ أَنْسُرٌ سُودٌ وأَغرِبَةٌ ... ودونَه أَعْنُزٌ كُلْفٌ وأَتْياسُ)
وَقَالَ طَرَفَةُ:
(ملك النَّهار ولِعْبُه بفُحُولَةٍ ... يَعلونَه بِاللَّيْلِ عَلْوَ {الأَتْيُسِ)
} ومَتْيوساءُ: جماعةُ! التُّيوسِ. {والتَّيَّاسُ، كشَدَّادٍ: مُمْسِكُه، وَمِنْه قولُ عبدِ العُزَّى بنِ صَفوانَ بنِ أُمَيَّةَ لأَبي حاضِرٍ الأَسَدِيِّ: عُهَيْرَةٌ} تَيَّاسٌ. {التَّيَّاسُ لقَبُ الوليدِ بن دِينار السَّعدِيّ شيخ لأَبي نُعَيْم الفضْلِ بنِ دُكَيْنٍ، يَروي عَن الحسَن البصرِيّ، كَذَا فِي تَارِيخ البخاريِّ، وَحَدِيثه منقطِعٌ. وعَنْزٌ} تَيْساءُ بَيِّنُ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، والصَّوابُ بيِّنَةُ {التَّيَسِ، مُحرَّكَةً، وَهِي الَّتِي قَرْناها كقَرْنَيِ الوَعِلِ الجَبَلِيِّ فِي طولِها، قَالَ ابْن شُمَيْلٍ: والعَرَبُ تُجْرِي الظِّباءَ مَجْرَى العَنْزِ، فيقولونَ فِي إناثِها المَعز، وَفِي ذُكورِها} التُّيُوس، قَالَ الهُذَلِيُّ:
عادِيَةٍ تُلْقِي الثِّيابَ كأَنَّها ... {تُيُوسُ ظِباءٍ مَحْصُها وانْتِبارُها)

وَلَو أَجْرَوْها مُجْرَى الضَّأْنِ لقالوا: كِباشُ ظِباءٍ. فِي الصِّحاح: فِيهِ} تَيْسِيَّةٌ، ناسٌ يقولونَ: {تَيْسُوسِيَّةٌ وكَيْفُوفِيَّةٌ، قَالَ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتهما. وَفِي العُبابِ: الأُولَى أَوْلَى.} وتِياسٌ ككِتابٍ: ع، بالبادِيَةِ، قيل: بَين البصرَةِ واليَمامَةِ، وإليها أَقرَبُ، وَقيل: جبَلٌ قريبٌ من أَجَأَ وسَلْمَى، وَقيل: من جِبال بني قُشَيْرٍ، التقَى فِيهِ بَنو عَمْروٍ، وَبَنُو سَعْدٍ، فظَفِرَتْ بَنُو عَمْروٍ، وَفِيه قُطِعَ رِجْلُ الحارِثِ بنِ كَعْبٍ، فسُمِّيَ الأَعرج، وَفِي بعضِ الشِّعرِ : وقتْلَى تِياسٍ عَن صلاحٍ تُعَرِّبُ {وتِياسانِ: جَبَلانِ، وَفِي نَصِّ الأَصمعيِّ: علَمانِ شمالِيَّ قطَنٍ من دِيارِ بَني عَبْسٍ، كُلٌّ مِنْهُمَا} تِياسٌ، وَقيل: {تِياسان: بلَدٌ لِبَني أَسَدٍ.} والتِّياسانِ: نَجْمانِ، وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ:
(باتَ وظَلَّتْ بأُوامٍ بَرْحِ ... بينَ {التِّياسَيْنِ وبنَ النَّطْحِ)
يَلْقَحُها المِجْدَحُ أَيَّ لَقْحِ} وتِيسِي، بالكَسْرِ: كلمَةٌ تُقالُ فِي معنى إبطالِ الشيءِ وتَكذيبِه والتَّكْذيبِ بِهِ، وَمِنْه حديثُ أَبي أَيُّوبَ أَنَّه ذَكَرَ الغُولَ فَقَالَ: قُلْ لَهَا: {- تِيسِي جَعَارِ، فكأَنَّه قَالَ لَهَا: كَذَبْتِ يَا خارِئَةُ، قَالَ: والعامَّةُ تُغَيِّرُ هَذَا اللَّفظَ وَتقول: طِيزي. تُبْدِلُ من الطَّاءِ تَاء، وَمن السِّين زاياً، لِتَقارُبِ مَا بينَ هَذِه الحُروفِ من المَخارِجِ. وَقَالَ أَبو زيدٍ: يُقالُ: احْمُقِي} - وتِيسِي للرَّجُل إِذا تكلَّمَ بحُمْقٍ أَو بِمَا لَا يُشْبِهُ شَيْئا. تِيسِي: لُعْبَةٌ. وَقيل: سُبَّةٌ. وَقَالَ ابْن السِّكِّيتِ: تُشْتَمُ المَرْأَةُ فيُقالُ: قُومِي جَعَارِ، وتُشَبَّه بالضَّبُعِ، ويُقال للضَّبُع: تِيسِي جَعَارِ، ويُقال: اذْهَبِي لَكَاعِ وذَفارِ وبَطارِ وجَعَارِ، مَعدولَةً من جَاعِرَة، وَهُوَ الحَدَثُ، مَعناهُ كُونِي كالتَّيْسِ فِي حمْقِهِ يَا ضَبُعُ، مثَلٌ فِي الأَحْمَقِ، قَالَه الزَّمخشريُّ. {وتِسْ} تِسْ، بكَسرِهما: زَجْر ٌ {للتَّيْسِ ليَرْجِعَ. عَن ابنِ فارِسٍ. يُقالُ:} تيَّسَ الرَّجُلُ فرسَه وَكَذَلِكَ جملَه، إِذا راضَه وذلَّلَه، وَكَذَلِكَ خيَّسَه، وَهُوَ مَجازٌ. منَ المَجاز: {اسْتَتْيَسَتِ العَنْزُ: صارتْ كهُوَ، أَي} كالتَّيْسِ، قَالَ ثعلَبٌ: وَلَا يُقالُ: {اسْتَتاسَتْ، يُضْرَبُ للذَّليل يَتَعَزَّزُ، كَمَا يُقال: اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ. منَ المَجاز: بينَهُم} المُتايَسَةُ {والتِّياسُ، بالكسْرِ: المُمارَسَةُ والمُكايَسَةُ والمُدافعَةُ.
وَقد} تايَسَ قِرْنَه، إِذا مارسَه، قَالَه الزَّمخشريُّ وَابْن عَبَّادٍ. وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: {تاسَ الجَدْيُ: صارَ} تَيْساً، عَن الهَجَرِيِّ. {وتَيَّسَه عَن كَذا، إِذا رَدَّه عَنهُ. وأَبطَلَ قولَه، وَقد جاءَ فِي حديثِ عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: وَالله} لأُتَيِّسَنَّهُمْ عَن ذَلِك. {وتَتايَسَ الماءُ: تَناطَحَ مَوْجُه، وَهُوَ مَجاز. ويُقال للنَّكاحِ: هُوَ من} مَتْيُوساءِ بَني حِمَّانَ، وَهُوَ مَجاز، قَالَه الزَّمخشريُّ. ولِحْيَةُ التَّيْسِ: نَبْتٌ. ورِجْلَةُ)
التَّيْسِ: مَوضِعٌ بينَ الكُوفَةِ والشّام. وجَبَلُ {التَّيْسِ: أَحَدُ مَخاليفِ اليَمَنِ.

طُلُوحٌ

طُلُوحٌ:
بالضم، وآخره حاء مهملة، كأنه جمع طلح مثل فلس وفلوس، ذو طلوح: اسم موضع للضباب اليوم في شاكلة حمى ضرية، قال: ذو طلوح في حزن بني يربوع بين الكوفة وفيد، قال جرير:
متى كان الخيام بذي طلوح، ... سقيت الغيث أيّتها الخيام
وقال أبو نواس:
جريت مع الصّبى طلق الجموح، ... وهان عليّ مأثور القبيح
وجدت ألذّ عادية الليالي ... سماع العود بالوتر الفصيح
ومسمعة، إذا ما شئت، غنّت: ... متى كان الخيام بذي طلوح؟
تمتّع من شباب ليس يبقى، ... وصل بعرى الغبوق عرى الصّبوح
وخذها من مشعشعة كميت، ... تنزّل درّة الرجل الشحيح

خَيْقَمانُ

خَيْقَمانُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح قافه، وآخره نون، قال أبو منصور: خيقم حكاية صوت، ومنه قوله يدعو خيقما خيقما، قال: ورأيت في بلاد بني تميم ركية عادية تسمى خيقمان، وأنشدني بعضهم ونحن نستقي منها:
كأنما نطفة خيقمان ... صبيب حنّاء وزعفران
وكان ماء هذه الركية شديد الصفرة.

دارُ الخَيل

دارُ الخَيل:
من دور الخلافة المعظمة ببغداد، كانت دارا عظيمة الأرجاء عادية البناء لها صحن عظيم ألف ذراع في ألف ذراع، كان يوقّف فيها في الأعياد وعند ورود الرسل من البلاد، في كلّ جانب منها خمسمائة فرس بالمراكب الذهب والفضة، كلّ فرس منها على يد شاكريّ.

الدِّماخُ

الدِّماخُ:
بكسر أوله، وآخره خاء معجمة: جبال بنجد، ويقال أثقل من دمخ الدماخ، قيل: هو جبل من جبال ضخام في حمى ضريّة، فالدماخ اسم لتلك الجبال، ودمخ مضاف إليها، وقال الأصمعي في قول النابغة:
وأبلغ بني ذبيان أن لا أخا لهم ... بعبس، إذا حلّوا الدماخ فأظلما
يجمع كلون الأعبل الجون لونه، ... ترى في نواحيه زهيرا وحذيما
هم يردون الموت عند لقائه، ... إذا كان ورد الموت لا بدّ أكرما
وروى ثعلب قول الحطيئة:
إن الرّزية، لا أبا لك، هالك ... بين الدّماخ وبين دارة منزر [1] في ديوان جرير: على رماح
دماخ، بضم الدال والخاء معجمة، وقال أبو زياد:
دماخ جبال أعظمها دمخ وهي أوطان عمرو بن كلاب، لم يدخل مع عمرو بن كلاب في دماخ أحد إلا حلفاؤهم من عادية بجبيلة، قال: وهي دماخ أوشال، منها وشلان لا يؤبيان كلاهما يسقى به النّعم، وأوشال سوى ذلك لا يسقي بها الناس شاءهم ولا يقدر عليها النعم، أما الذي يمنع النعم منها فصعوبة الجبل، وأما الذي يمنع الشاء فالأباء لأنها تشرب بها الأروى وإذا شربت منه النعم في مشارب الأروى وشمّت أبعارها أخذها داء الأباء فقتلها وإنما يضرّ بالمعزى، وأما الضأن فلا يكاد يضرّها. ودمخ:
جبل فنسب إليه بما حوله، وقال أبو عبيدة: الدماخ وأظلم جبلان، قال أبو منصور: قال ثعلب عن ابن الأعرابي الدّمخ الشّدخ، قال: ولم أسمعه لغيره.

دِمْيَاطُ

دِمْيَاطُ:
مدينة قديمة بين تنّيس ومصر على زاوية بين بحر الروم الملح والنيل، مخصوصة بالهواء الطيب وعمل ثياب الشرب الفائق، وهي ثغر من ثغور الإسلام، جاء في الحديث عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله، صلى الله
عليه وسلم: يا عمر إنه سيفتح على يديك بمصر ثغران الإسكندرية ودمياط، فأما الإسكندرية فخرابها من البربر، وأما دمياط فهم صفوة من شهداء من رابطها ليلة كان معي في حظيرة القدس مع النبيّين والشهداء، ومن شمالي دمياط يصبّ ماء النيل إلى البحر الملح في موضع يقال له الأشتوم، عرض النيل هناك نحو مائة ذراع، وعليه من جانبيه برجان بينهما سلسلة حديد عليها حرس لا يخرج مركب إلى البحر الملح ولا يدخل إلّا بإذن، ومن قبلها خليج يأخذ من بحرها سمت القبلة إلى تنّيس، وعلى سورها محارس ورباطات، قال الحسن بن محمد المهلبي: ومن طريف أمر دمياط وتنيس أنّ الحاكة بها الذين يعملون هذه الثياب الرفيعة قبط من سفلة الناس وأوضعهم وأخسهم مطعما ومشربا، وأكثر أكلهم السمك المملوح والطريّ والصّير المنتن، وأكثرهم يأكل ولا يغسّل يده ثم يعود إلى تلك الثياب الرفيعة الجليلة القدر فيبطش بها ويعمل في غزولها ثم ينقطع الثوب فلا يشك مقلّبه للابتياع أنه قد بخر بالندّ، قال:
ومن طريف أمر دمياط في قبليّها على الخليج مستعمل فيه غرف تعرف بالمعامل، يستأجرها الحاكة لعمل ثياب الشرب فلا تكاد تنجب إلّا بها، فإن عمل بها ثوب وبقي منه شبر ونقل إلى غير هذه المعامل علم بذلك السمسار المبتاع للثوب فينقص من ثمنه لاختلاف جوهر الثوب عليه، وقال ابن زولاق: يعمل بدمياط القصب البلخي من كل فنّ، والشرب لا يشارك تنيس في شيء من عملها، وبينهما مسيرة نصف نهار، ويبلغ الثوب الأبيض بدمياط وليس فيه ذهب ثلاثمائة دينار، ولا يعمل بدمياط مصبوغ ولا بتنيس أبيض، وهما حاضرتا البحر، وبهما من صيد السمك والطير والحيتان ما ليس في بلد، وأخبرني بعض وجوه التجار وثقاتهم أنه بيع في سنة 398 حلّتان دمياطيتان بثلاثة آلاف دينار، وهذا مما لم يسمع بمثله في بلد، وبها الفرش القلموني من كل لون المعلم والمطرّز ومناشف الأبدان والأرجل، وتتحف لجميع ملوك الأرض، وفي أيام المتوكل سنة 238 وولاية عنبسة بن إسحاق الضبي على مصر تهجّم الروم على دمياط في يوم عرفة فملكوها وما فيها وقتلوا بها جمعا كثيرا من المسلمين وسبوا النساء والأطفال وأهل الذمة فنفر إليهم عنبسة بن إسحاق عشية يوم النحر في جيشه ومعه نفر كثير من الناس فلم يدركوهم ومضى الروم إلى تنيس فأقاموا بأشتومها فلم يتبعهم عنبسة، فقال يحيى بن الفضيل للمتوكل:
أترضى بأن يوطأ حريمك عنوة، ... وأن يستباح المسلمون ويحربوا؟
حمار أتى دمياط، والروم رتّب ... بتنيس، منه رأي عين وأقرب
مقيمون بالأشتوم يبغون مثل ما ... أصابوه من دمياط، والحرب ترتب
فما رام من دمياط سيرا، ولا درى ... من العجز ما يأتي وما يتجنّب
فلا تنسنا، إنا بدار مضيعة ... بمصر، وإن الدين قد كاد يذهب
فأمر المتوكل ببناء حصن دمياط، ولم يزل بعد في أيدي المسلمين إلى أن كان شهر ذي القعدة سنة 614 فإن الأفرنج قدموا من وراء البحر وأوقعوا بالملك العادل أبي بكر بن أيوب وهو نازل على بيسان فانهزم منهم إلى خسفين، فعاد الأفرنج إلى عكا فأقاموا بها أياما وخرجوا إلى الطور فحاصروه، وكان قد عمّر فيه الملك المعظم ابن الملك العادل قلعة
حصينة غرم فيها مالا وافرا، فحاصروه مدة فقتل عليه أمير من أمراء المسلمين يعرف ببدر الدين محمد ابن أبي القاسم الهكّاري وقتل كند من أكناد الأفرنج كبير مشهور فيهم، فتشاءموا بالمقام على الطور ورجعوا إلى عكا واختلفوا هناك، فقال ملك الهنكر: الرأي أنا نمضي إلى دمشق ونحاصرها فإذا أخذناها فقد ملكنا الشام، فقال الملك النّوّام، قالوا: إنما سمي بذلك لأنه كان إذا نازل حصنا نام عليه حتى يأخذه أي أنه كان صبورا على حصار القلاع، واسمه دستريج ومعناه المعلم بالريش لأن أعلامه كانت الريش، فقال: نمضي إلى مصر فإن العساكر مجتمعة عند العادل ومصر خالية، فأدّى هذا الاختلاف إلى انصراف ملك الهنكر مغاضبا إلى بلده، فتوجه باقي عساكرهم إلى دمياط فوصلوها في أيام من صفر سنة 615 والعادل نازل على خربة اللّصوص بالشام وقد وجه بعض عساكره إلى مصر، وكان ابنه الملك الأشرف موسى بن العادل نازلا على مجمع المروج بين سلمية وحمص خوفا من عادية تكون منهم من هذه الجهة، واتفق خروج ملك الروم ابن قليج ارسلان إلى نواحي حلب وأخذ منها ثلاثة حصون عظيمة: رعبان وتل باشر وبرج الرّصاص، كلها في ربيع الأول من السنة، وبلغ عسكره إلى حدود بزاعة، وانتهى ذلك إلى الملك الأشرف فجاء فيمن انضم إليه من عساكر حلب فواقعه بين منبج وبزاعة فكسره وأسر أعيان عسكره ثم من عليهم وذلك في ربيع الآخر، وبلغ خبر ذلك إلى ملك الروم وهو قيقاوس بن قليج أرسلان وهو نازل على منبج فقلق لذلك حتى قال من شاهده إنه رآه يختلج كالمحموم ثم تقيّأ شيئا شبيها بالدم ورحل من فوره راجعا إلى بلده والعساكر تتبعه، وكان انفصاله في الحادي عشر من جمادى الأولى سنة 615، وقد استكمل شهرين بوروده، واستعبد على الفور تل باشر ورعبان وبرج اللصوص، ورجع إليه أصحابه الذين كانوا مقيمين بهذه الحصون الثلاثة وكانوا قد سلموها بالأمان، جمع منهم متقدما وتركهم في بيت من بيوت ربض ترتوش وأضرم فيه النار فاحترقوا، وكان فيهم ولد إبراهيم خوانسلار صاحب مرعش، فرجع إلى بلده وأقام يسيرا ومات واستولى على ملكه أخوه وكان في حبسه، ولما استرجع الملك الأشرف من هذه الحصون الثلاثة ورجع قاصدا إلى حلب ودخل في حدها ورد عليه الخبر بوفاة أبيه الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وكانت وفاته بمنزلة على خربة اللصوص وإنما كانت في يوم الأحد السابع من جمادى الأولى سنة 615، فكتم ذلك ولم يظهره إلى أن نزل بظاهر حلب وخرج الناس للعزاء ثلاثة أيام، وأما الأفرنج فإنهم نزلوا على دمياط في صفر سنة 15 وأقاموا عليها إلى السابع والعشرين من شعبان سنة 16 وملكوها بعد جوع وبلاء كان في أهلها وسبوهم، فحينئذ أنفذ الملك المعظم وخرّب بيت المقدس وبيع ما كان فيها من الحليّ وجلا أهلها، وبلغ ذلك الملك الأشرف فمضى إلى الموصل لإصلاح خلل كان فيه بين لؤلؤ ومظفّر الدين بن زين الدين، فلما صلح ما بينهما توجه إليها وكان أخوه الملك الكامل بإزاء الأفرنج في هذه المدة، فقدمها الملك الأشرف وانتزعها من أيديهم في رجب سنة 18 ومنّوا على الأفرنج بعد حصولهم في أيديهم، وكان قد وصل في هذا الوقت كند من وراء البحر وحصل في دمياط وخافوا إن لم يمنّوا على الأفرنج أن يتخذوا بحصول ذلك الكند الواصل شغل قلب فصانعوهم بنفوسهم عن دمياط فعادت إلى المسلمين.
وطول دمياط ثلاث وخمسون درجة ونصف وربع، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وربع وسدس، وينسب إلى دمياط جماعة، منهم: بكر بن سهل ابن إسماعيل بن نافع أبو محمد الدمياطي مولى بني هاشم، سمع بدمشق صفوان بن صالح، وببيروت سليمان بن أبي كريمة البيروتي، وبمصر أبا صالح عبد الله ابن صالح كاتب الليث وعبد الله بن يوسف التنيسي وغيرهم، وروى عنه أبو العباس الأصمّ وأبو جعفر الطحاوي الطبراني وجماعة سواهم، قال أبو سليمان ابن زبر: مات بدمياط في ربيع الأول سنة 289، وذكر غير ابن زبر أنه توفي بالرملة بعد عوده من الحجّ، وأن مولده سنة 196.

دَيرُ الرُّصافَة

دَيرُ الرُّصافَة:
هو في رصافة هشام بن عبد الملك التي بينها وبين الرقّة مرحلة للحمالين، وسنذكرها في بابها، وأما هذا الدير فأنا رأيته، وهو من عجائب الدنيا حسنا وعمارة، وأظن أنّ هشاما بنى عنده مدينته وأنه قبلها، وفيه رهبان ومعابد، وهو في وسط البلد، وقد ذكر صاحب كتاب الديرة أنه بدمشق ما أرى إلّا أنه غلط منه، وبين الرصافة هذه ودمشق ثمانية أيام، وقد اجتاز أبو نواس بهذا الدير وقال فيه:
ليس كالدير بالرّصافة دير، ... فيه ما تشتهي النفوس وتهوى
بتّه ليلة، فقضّيت أوطا ... را، ويوما ملأت قطريه لهوا
وكان المتوكل على الله في اجتيازه إلى دمشق قد وجد في حائط من حيطان الدير رقعة ملصقة مكتوب فيها هذه الأبيات:
أيا منزلا بالدير أصبح خاليا، ... تلاعب فيه شمأل ودبور
كأنك لم تسكنك بيض أوانس، ... ولم تتبختر في فنائك حور
وأبناء أملاك غياشم سادة، ... صغيرهم عند الأنام كبير
إذا لبسوا أدراعهم فعنابس، ... وإن لبسوا تيجانهم فبدور
على أنهم يوم اللقاء ضراغم، ... وأنهم يوم النّوال بحور
ولم يشهد الصهريج، والخيل حوله، ... عليه فساطيط لهم وخدور
هذا شاهد على أنّ هذا الدير ليس بدمشق لأن دمشق أكثر بلاد الله أمواها، فأي حاجة بهم إلى الصهريج وإنما الصهريج في الرصافة التي قرب الرّقة، شاهدت بها عدة صهاريج عادية محكمة البناء، ويشرب أهل البلد والدير منها، وهي في وسط السور.
وحولك رايات لهم وعساكر، ... وخيل لها بعد الصهيل شخير
ليالي هشام بالرصافة قاطن، ... وفيك ابنه، يا دير، وهو أمير
إذا العيش غضّ والخلافة لدنة، ... وأنت طرير والزمان غرير
وروضك مرتاض، ونورك نيّر، ... وعيش بني مروان فيك نضير
بلى! فسقاك الله صوب سحائب، ... عليك بها بعد الرواح بكور
تذكّرت قومي بينها فبكيتهم ... بشجو، ومثلي بالبكاء جدير
لعلّ زمانا جار يوما عليهم ... لهم بالذي تهوى النفوس يدور
فيفرح محزون وينعم بائس، ... ويطلق من ضيق الوثاق أسير
رويدك! إنّ اليوم يتبعه غد، ... وإن صروف الدائرات تدور
فارتاع المتوكل عند قراءتها واستدعى الديرانيّ وسأله عنها، فأنكر أن يكون علم من كتبها، فهمّ بقتله فسأله الندماء فيه وقالوا: ليس ممن يتّهم بميل إلى دولة دون دولة، فتركه، ثم بان أنّ الأبيات من شعر رجل من ولد روح بن زنباع الجذامي من أخوال ولد هشام بن عبد الملك.

ذِرْوَةُ

ذِرْوَةُ:
بفتح أوّله ويكسر، وذروة كل شيء: أعلاه، قال نصر: ذروة مكان حجازيّ في ديار غطفان، وقيل: ماء لبني مرّة بن عوف، وعن الأزهري:
ذروة، بكسر أوّله، اسم أرض بالبادية، وعن بعضهم: ذروة اسم جبل، وأنشد لصخر بن الجعد:
بليت كما يبلى الرّداء ولا أرى ... جنانا ولا أكناف ذروة تخلق
وذروة: بلد باليمن من أرض الصّيد، قال الصليحي من قصيدة يصف خيله:
وطالعت ذروة منهنّ عادية، ... وانصاعت الشيعة الشنعاء شرّادا

رَحاً

رَحاً:
بلفظ الرحا التي يطحن فيها: جبل بين كاظمة والسيدان عن يمين الطريق من اليمامة إلى البصرة، قال حميد بن ثور:
وكنت رفعت الصوت بالأمس رفعة ... بجنب الرّحا لما اتلأبّ كؤودها
ونزل بالراعي النّميري رجل من بني عمرو بن كلاب ليلا في سنة مجدبة وقد عزبت عن الراعي إبله فنحر لهم نابا من رواحلهم وصبحت الراعي إبله فأعطى ربّ الناب نابا مثلها وزاده ناقة ثنيّة وقال:
عجبت من السارين، والرّيح قرّة، ... إلى ضوء نار بين فردة فالرّحا
إلى ضوء نار يشتوي القدّ أهلها، ... وقد يكرم الأضياف والقدّ يشتوى
فلمّا أتونا واشتكينا إليهم ... بكوا وكلا الحيّين ممّا به بكى
بكى معوز من أن يلام وطارق ... يشدّ من الجوع الإزار على الحشا
فأرسلت عيني هل أرى من سمينة ... تدارك فيها نيّ عامين والصّرى
فأبصرتها كوماء ذات عريكة ... هجانا من اللّاتي تمتعن بالصّوى
فأومأت إيماء خفيّا لحبتر ... ولله عينا حبتر أيّما فتى
وقلت له: الصق بأيبس ساقها، ... فإن يجبر العرقوب لا يرقأ النّسا
فيا عجبا من حبتر! إنّ حبترا ... مضى غير منكوب ومنصله انتضى
كأنّي وقد أشبعتهم من سنامها ... جلوت غطاء عن فؤادي فانجلى
فبتنا وباتت قدرنا ذات هزّة ... لنا قبل ما فيها شواء ومصطلى
فقلت لربّ الناب: خذها ثنية، ... وناب عليها مثل نابك في الحيا
وقال معاوية بن عادية الفزاري وهو لصّ حبس في المدينة على إبل اطّردها:
أيا واليي أهل المدينة رفّعا ... لنا غرفا فوق البيوت تروق
لكيما نرى نارا يشبّ وقودها ... بحزم الرحا أيد هناك صديق
تؤرّثها أمّ البنين لطارق ... عشيّ السّرى بعد المنام طروق
يقول بريّ وهو مبد صبابة:
ألا إنّ إشراف البقاع يشوق ... عسى من صدور العيس تنفخ في البرى
طوالع من حبس وأنت طليق
ورحا: موضع بسجستان، ينسب إليه محمد بن أحمد ابن إبراهيم الرّحائي السجستاني، روى عن أبي بشر أحمد بن محمد المروزي والحسن بن نفيس بن زهير السجزي وغيرهما.

شِبَامُ

شِبَامُ:
بكسر أوّله، خشبة تعرض في فم الجدي لئلا يرتضع، والشّبم: البرد، قال أحمد بن محمد ابن إسحاق الهمذاني: بصنعاء شبام وهو جبل عظيم فيه شجر وعيون وشرب صنعاء منه، وبينها وبينه يوم وليلة، وهو جبل صعب المرتقى ليس إليه إلّا طريق واحد وفيه غيران وكهوف عظيمة جدّا ويسكنه ولد يعفر ولهم فيه حصون عجيبة هائلة، وذروته واسعة فيها ضياع كثيرة وكروم ونخيل، والطريق إلى تلك الضياع على دار الملك، وللجبل باب واحد مفتاحه عند الملك، فمن أراد النزول إلى السهل في حاجة دخل على الملك فأعلمه ذلك فيأمر بفتح الباب، وحول الضياع والكروم جبال شاهقة لا مسلك فيها ولا يعلم أحد ما وراءها، ومياه هذا الجبل تصبّ إلى سدّ هناك فإذا امتلأ السدّ ماء فتح فيجري إلى صنعاء ومخاليفها، وبينه وبين صنعاء ثمانية فراسخ، قال الشاعر:
ما زال ذا الزمن الخبيث يديرني حتى بنى لي خيمة بشبام وحدّثني بعض من يوثق بروايته من أهل شبام أن في اليمن أربعة مواضع اسمها شبام: شبام كوكبان غربي صنعاء وبينهما يوم، قال: وهي مدينة في الجبل المذكور آنفا ومنها كان هذا المخبّر، وشبام سخيم بالخاء المعجمة والتصغير: قبليّ صنعاء بشرق بينه وبين صنعاء نحو ثلاثة فراسخ، وشبام حراز، بتقديم الراء على الزاي وحاء مهملة: وهو غربي صنعاء نحو الجنوب بينهما مسيرة يومين، وشبام حضرموت:
وهي إحدى مدينتي حضرموت والأخرى تريم، قال: وشاهدت هذه جميعها، قال عمارة اليمني في تاريخه: وكان حسين بن أبي سلامة وهو عبد نوبيّ وزر لأبي الجيش بن زياد صاحب اليمن أنشأ الجوامع الكبار والمنائر الطوال من حضرموت إلى مكّة، وطول المسافة التي بنى فيها ستون يوما، وحفر الآبار الروية والقلب الــعادية، فأوّلها شبام وتريم مدينة حضرموت، واتصلت عمارة الجوامع منها إلى عدن، والمسافة عشرون مرحلة، في كلّ مرحلة منها جامع ومئذنة وبئر، وبقي مستوليا على اليمن ثلاثين سنة ومات سنة 432، وذكر له فضائل وجوامع في كل بلدة من اليمن عدن والحرة والجند، قلت: وهي في الأرض منسوبة إلى قبيلة من اليمن، وهذه المذكورة بطون منها، وقال ابن الكلبي: ولد أسعد بن جشم ابن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان عبد الله وهو شبام بطن وشبام جبل سكنه عبد الله، منهم: حنظلة بن عبد الله الشبامي قتل مع الحسين، رضي الله عنه، وقال الحازمي: شبام جبل باليمن نزله أبو بطن من همدان فنسب إليه، وبالكوفة طائفة من شبام، منهم: عبد الجبار بن العبّاس الشبامي الهمداني من أهل الكوفة، يروي عن عوف ابن أبي حجيف وعطاء بن السائب، وكان غاليا في التشيّع وتفرد بروايات المقلوبات عن الثقات، روى عنه عون بن أبي زيادة والكوفيون، ووجدت في كتاب ابن أبي الدمينة: شبام أقيان أيضا وهو أقيان ابن حمير.

طُوَيْلعٌ

طُوَيْلعٌ:
بضم أوله، وبفتح ثانيه، ولفظه لفظ التصغير، ويجوز أن يكون تصغير عدّة أشياء في اللغة، يجوز أن يكون تصغير الطالع، وهو من الأضداد، يقال:
طلعت على القوم أطلع طلوعا فأنا طالع إذا غبت عنهم حتى لا يروك أو أقبلت إليهم حتى يروك، روى ذلك أبو عبيد وابن السكيت، وعلى في الأمر بمعنى عن، ويجوز أن يكون تصغير الطّلاع الذي جاء في الحديث عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه:
لو أن لي طلاع الأرض لافتديت به من هول المطلّع، وطلاعها: ملؤها حتى يطالع أهل الأرض فيساويه، وقيل: طلاع الأرض ما طلعت عليه الشمس، ويجوز أن يكون تصغير الطالع من السهام وهو الذي يقع وراء الهدف، ويجوز غير ذلك، وطويلع: ماء لبني تميم ثم لبني يربوع منهم. وطويلع: هضبة بمكة معروفة عليها بيوت ومساكن لأهل مكة، قال أبو منصور: هو ركيّة عاديّة بالشّواجن عذبة الماء قريبة الرّشاء، قال السكوني: قال شيخ من الأعراب لآخر: فهل وجدت طويلعا؟ أما والله إنه لطويل الرشاء بعيد العشاء مشرف على الأعداء، وفيه يقول ضمرة بن ضمرة النهشلي:
فلو كنت حربا ما بلغت طويلعا ... ولا جوفه إلا خميسا عرمرما
وقال الحفصي: طويلع منهل بالصّمّان، وفي كتاب نصر: طويلع واد في طريق البصرة إلى اليمامة بين الدّوّ والصمّان، وفي جامع الغوري: طويلع موضع بنجد، وقال أعرابيّ يرثي واحدا:
وأيّ فتى ودّعت يوم طويلع، ... عشيّة سلّمنا عليه وسلّما
رمى بصدور العيس منحرف الفلا، ... فلم يدر خلق بعدها أين يمّما
فيا جازي الفتيان بالنعم اجزه ... بنعماه نعمى، واعف إن كان أظلما

عَسْعَسٌ

عَسْعَسٌ:
أصله من الدّنوّ، ومنه قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ 81: 17، وقيل: هو من الأضداد، عسعس إذا أقبل، وعسعس إذا أدبر، وعسعس: موضع باليادية، وقال الخارزنجي: عسعس جبل طويل على فرسخ من وراء ضرية لبني عامر. ودارة عسعس: لبني جعفر، قال بعضهم:
ألم تسأل الرّبع القديم بعسعسا، ... كأني أنادي أو أكلم أخرسا
فلو أن أهل الدار بالدار عرّجوا ... وجدت مقيلا عندهم ومعرّسا
وقال بشر بن أبي خازم:
لمن دمنة عاديّة لم تؤنّس ... بسقط اللّوى من الكثيب فعسعس
وقال الأصمعي: الناصفة ماء عاديّ لبني جعفر بن كلاب، وجبل الناصفة عسعس، قال فيه الشاعر الجعفري لابن عمه:
أعدّ زيد للطّعان عسعسا ... ذا صهوات وأديما أملسا،
إذا علا غاربه تأنّسا
أي تبصّر ليوم الطعان أعد له الهرب لجنبة بهراته، ذا صهوات أعال مستوية يمكن فيها الجلوس، وعسعس معرفة، وذا صهوات حال له وليست بصفة لأنها نكرة، والمعرفة لا توصف بالنكرة، وإن جعلتها صفة رويت البيت ذا الصهوات، وأديما مفعول به، وأملسا صفة للأديم، أي وأعدّ أديما، وقال نصر: عسعس جبل لبني دبير في بلاد بني جعفر بن كلاب وبأصله ماء الناصفة.

عَفْلانَةُ

عَفْلانَةُ:
بلفظ تأنيث الذي قبله: ماءة عادية كانت لكلب ثم صارت لبني كلاب قرب عفلان، المذكور قبله في كتاب الأصمعي، في جزيرة العرب، قال:
العفلانة ماء لبني وقّاص من بني كعب بن أبي بكر ابن كلاب وحذاءها أسفل منها المحدثة، وهي ماءة لبني يزيد ليقطان ودكين، وهاتان الماءتان من ضرية على مسيرة ثلاثة أميال للغنم تساق هما على طريق حاجّ اليمامة بهما يسقون وينزلون وبهما يضعون وضائعهم، وبين الماءتين ثلاثة أميال. والعفلانة: بين المحدثة وبين القبلة، وعين المحدثة فمان، قال ابن دريد: أي ماءتان صغيرتان وهما متواجهتان، والعفلانة فم واحد وهي كثيرة الماء رواء، وهي متوح أيضا إلا أنها أقرب قعرا وثم جبيل يقال له عفلان، وهذه الماءة التي يقال لها عفلانة في أصل ذلك الجبيل.

العَقِيقُ

العَقِيقُ:
بفتح أوله، وكسر ثانيه، وقافين بينهما ياء مثناة من تحت، قال أبو منصور: والعرب تقول لكل مسيل ماء شقه السيل في الأرض فأنهره ووسعه عقيق، قال: وفي بلاد العرب أربعة أعقّة وهي أودية عاديّة شقّتها السيول، وقال الأصمعي: الأعقّة
الأودية، قال: فمنها عقيق عارض اليمامة: وهو واد واسع مما يلي العرمة يتدفّق فيه شعاب العارض وفيه عيون عذبة الماء، قال السكوني: عقيق اليمامة لبني عقيل فيه قرى ونخل كثير ويقال له عقيق تمرة، وهو عن يمين الفرط منقطع عارض اليمامة في رمل الجزء، وهو منبر من منابر اليمامة عن يمين من يخرج من اليمامة يريد اليمن عليه أمير، وفيه يقول الشاعر:
تربّع ليلى بالمضيّح فالحمى، ... وتحفر من بطن العقيق السواقيا
ومنها عقيق بناحية المدينة وفيه عيون ونخل، وقال غيره: هما عقيقان: الأكبر وهو مما يلي الحرّة ما بين أرض عروة بن الزبير إلى قصر المراجل ومما يلي الحمى ما بين قصور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمرو بن عثمان إلى قصر المراجل ثم اذهب بالعقيق صعدا إلى منتهى البقيع، والعقيق الأصغر ما سفل عن قصر المراجل إلى منتهى العرصة، وفي عقيق المدينة يقول الشاعر:
إني مررت على العقيق، وأهله ... يشكون من مطر الربيع نزورا
ما ضرّكم إن كان جعفر جاركم ... أن لا يكون عقيقكم ممطورا؟
وإلى عقيق المدينة ينسب محمد بن جعفر بن عبد الله ابن الحسين الأصغر ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بالعقيقي، له عقب وفي ولده رياسة، ومن ولده أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد العقيقي أبو القاسم، كان من وجوه الأشراف بدمشق، ومدحه أبو الفرج الواوا، ومات بدمشق لأربع خلون من جمادى الأولى سنة 378 ودفن بالباب الصغير، وفي هذا العقيق قصور ودور ومنازل وقرى قد ذكرت بأسمائها في مواضعها من هذا الكتاب، وقال القاضي عياض: العقيق واد عليه أموال أهل المدينة، وهو على ثلاثة أميال أو ميلين، وقيل ستة، وقيل سبعة، وهي أعقّة أحدها عقيق المدينة عقّ عن حرّتها أي قطع، وهذا العقيق الأصغر وفيه بئر رومة، والعقيق الأكبر بعد هذا وفيه بئر عروة، وعقيق آخر أكبر من هذين وفيه بئر على مقربة منه:
وهو من بلاد مزينة، وهو الذي أقطعه رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، بلال بن الحارث المزني ثم أقطعه عمر الناس، فعلى هذا يحمل الخلاف في المسافات، ومنها العقيق الذي جاء فيه: إنك بواد مبارك، هو الذي ببطن وادي ذي الحليفة وهو الأقرب منها، وهو الذي جاء فيه أنه مهلّ أهل العراق من ذات عرق، ومنها العقيق الذي في بلاد بني عقيل، قال أبو زياد الكلابي: عقيق بني عقيل فيه منبر من منابر اليمامة ذكره القحيف بن حميّر العقيلي حيث قال:
أأمّ ابن إدريس ألم يأتك الذي ... صبحنا ابن إدريس به فتقطّرا؟
فليتك تحت الخافقين ترينه ... وقد جعلت درعا عليها ومغفرا
يريد العقيق ابن المهير ورهطه، ... ودون العقيق الموت وردا وأحمرا
وكيف تريدون العقيق ودونه ... بنو المحصنات اللابسات السّنّورا؟
ومنها عقيق، ولا يدخلون عليه الألف واللام: قرية قرب سواكن من ساحل البحر في بلاد البجاه يجلب منها التمر هندي وغيره، ومنها العقيق: ماء لبني جعدة وجرم تخاصموا فيه إلى النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فقضى به لبني جرم، فقال معاوية بن عبد
العزّى بن ذراع الجرمي أبياتا ذكرناها في الأقيصر، ومنها عقيق البصرة: وهو واد مما يلي سفوان، قال يموت بن المزرع أنشدنا محمد بن حميد قال أنشدتني صبية من هذيل بعقيق البصرة ترثي خالها فقالت:
أسائل عن خالي مذ اليوم راكبا، ... إلى الله أشكو ما تبوح الركائب
فلو كان قرنا يا خليلي غلبته، ... ولكنه لم يلف للموت غالب
قال يموت: رأيت هذه الجارية تغنيها بالعقيق عقيق البصرة، ومنها عقيق آخر يدفع سيله في غوري تهامة، وإياه عنى فيما أحسب أبو وجزة السعدي بقوله:
يا صاحبيّ انظرا هل تؤنسان لنا ... بين العقيق وأوطاس بأحداج
وهو الذي ذكره الشافعي، رضي الله عنه، فقال:
لو أهلّوا من العقيق كان أحبّ إليّ، ومنها عقيق القنان تجري فيه سيول قلل نجد وجباله، ومنها عقيق تمرة: قرب تبالة وبيشة، وقد مرّ وصفه في زبية، وقيل: عقيق تمرة هو عقيق اليمامة، وقد ذكر، وذكر عرّام: ما حوالي تبالة زبيّة، بتقديم الباء، ثم قال: وعقيق تمرة لعقيل ومياهها بثور، والبثر يشبه الأحساء، تجري تحت الحصى مقدار ذراع وذراعين ودون ذلك وربما أثارته الدوابّ بحوافرها، وقال السكري في قول جرير:
إذا ما جعلت السّيّ بيني وبينها ... وحرّة ليلى والعقيق اليمانيا
العقيق: واد لبني كلاب نسبه إلى اليمن لأن أرض هوازن في نجد مما يلي اليمن وأرض غطفان في نجد مما يلي الشام، وإياه أيضا عنى الفرزدق بقوله:
ألم تر أني يوم جوّ سويقة ... بكيت فنادتني هنيدة ما ليا
فقلت لها: إنّ البكاء لراحة، ... به يشتفي من ظنّ أن لا تلاقيا
قفي ودّعينا يا هنيد فانني ... أرى الركب قد ساموا العقيق اليمانيا
وقال أعرابيّ:
ألا أيها الركب المحثون عرّجوا ... بأهل العقيق والمنازل من علم
فقالوا: نعم! تلك الطلول كعهدها ... تلوح، وما معنى سؤالك عن علم؟
فقلت: بلى! إنّ الفؤاد يهيجه ... تذكّر أوطان الأحبّة والخدم
وقال أعرابيّ:
أيا سروتي وادي العقيق سقيتما ... حيا غضّة الأنفاس طيّبة الورد
تروّيتما محّ الثرى وتغلغلت ... عروقكما تحت الذي في ثرى جعد
ولا تهنن ظلّاكما إن تباعدت، ... وفي الدار من يرجو ظلالكما بعدي
وقال سعيد بن سليمان المساحقي يتشوّق عقيق المدينة وهو في بغداد ويذكر غلاما له اسمه زاهر وأنه ابتلي بمحادثته بعد أحبّته فقال:
أرى زاهرا لما رآني مسهّدا، ... وأن ليس لي من اهل بغداد زائر
أقام يعاطيني الحديث، وإننا ... لمختلفان يوم تبلى السرائر
يحدّثني مما يجمّع عقله ... أحاديث منها مستقيم وحائر
وما كنت أخشى أن أراني راضيا يعلّلني بعد الأحبّة زاهر وبعد المصلّى والعقيق وأهله، وبعد البلاط حيث يحلو التزاور إذا أعشبت قريانه وتزيّنت عراض بها نبت أنيق وزاهر وغنّى بها الذّبّان تغزو نباتها كما واقعت أيدي القيان المزاهر
وقد أكثر الشعراء من ذكر العقيق وذكروه مطلقا، ويصعب تمييز كل ما قيل في العقيق فنذكر مما قيل فيه مطلقا، قال أعرابيّ:
أيا نخلتي بطن العقيق أمانعي ... جنى النّخل والتين انتظاري جناكما؟
لقد خفت أن لا تنفعاني بطائل، ... وأن تمنعاني مجتنى ما سواكما
لو انّ أمير المؤمنين على الغنى ... يحدّث عن ظلّيكما لاصطفاكما
وزوّجت أعرابيّة ممن يسكن عقيق المدينة وحملت إلى نجد فقالت:
إذا الريح من نحو العقيق تنسّمت ... تجدّد لي شوق يضاعف من وجدي
إذا رحلوا بي نحو نجد وأهله ... فحسبي من الدنيا رجوعي إلى نجدي

عُمَانُ

عُمَانُ:
بضم أوله، وتخفيف ثانيه، وآخره نون:
اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند، وعمان في الإقليم الأول، طولها أربع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها تسع عشرة درجة وخمس وأربعون دقيقة، في شرقي هجر، تشتمل على بلدان كثيرة ذات نخل وزروع إلا أن حرها يضرب به المثل، وأكثر أهلها في أيامنا خوارج إباضية ليس بها من غير هذا المذهب إلا طارئ غريب وهم لا يخفون ذلك، وأهل البحرين بالقرب منهم بضدهم كلهم روافض سبائيون لا يكتمونه ولا يتحاشون وليس عندهم من يخالف هذا المذهب إلا أن يكون غريبا، قال الأزهري: يقال أعمن وعمّن إذا أتى عمان، وقال رؤبة:
نوى شآم بان أو معمّن ويقال: أعمن يعمن إذا أتى عمان، قال الممزق واسمه شاس بن نهار:
أحقّا، أبيت اللعن، أن ابن فرتنا ... على غير أجرام بريق مشرّق؟
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل، ... وإلا فأدركني ولما أمزّق
أكلّفتني أدواء قوم تركتهم، ... فإن لا تداركني من البحر أغرق
فان يتهموا أنجد خلافا عليهم، ... وان يعمنوا مستحقبي الحرب أعرق
فلا أنا مولاهم ولا في صحيفة ... كفلت عليهم والكفالة تعتق
وقال ابن الأعرابي: العمن المقيمون في مكان، يقال: رجل عامن وعمون ومنه اشتق عمان، وقيل:
أعمن دام على المقام بعمان، وقصبة عمان: صحار، وعمان تصرف ولا تصرف، فمن جعله بلدا صرفه في حالتي المعرفة والنكرة، ومن جعله بلدة ألحقه بطلحة، وقال الزجاجي: سميت عمان بعمان بن إبراهيم الخليل، وقال ابن الكلبي: سميت بعمان بن سبإ بن يفثان بن إبراهيم خليل الرحمن لأنه بنى مدينة عمان، وفي كتاب ابن أبي شيبة ما يدلّ على أنها المرادة في حديث الحوض لقوله: ما بين بصرى وصنعاء وما بين مكة وأيلة ومن مقامي هذا إلى عمان، وفي مسلم: من المدينة إلى عمان، وفيه ما بين أيلة وصنعاء اليمن، ومثله في البخاري، وفي مسلم: وعرضه من مقامي هذا إلى عمان، وروى الحسن بن عادية قال: لقيت ابن عمر فقال: من أي بلد أنت؟ قلت: من عمان، قال: أفلا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم؟ قلت: بلى، قال: سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إني لأعلم أرضا من أرض العرب يقال لها عمان على شاطئ البحر الحجة منها أفضل أو خير من حجتين من غيرها، وعن الحسن: يأتين من كل فجّ عميق، قال: عمان، وعنه، عليه الصلاة والسلام: من تعذر عليه الرزق فعليه بعمان، وقال القتال الكلابي:
حلفت بحجّ من عمان تحللوا ... ببئرين بالبطحاء ملقى رحالها
يسوقون أنضاء بهنّ عشيّة ... وصهباء مشقوقا عليها جلالها
بها ظعنة من ناسك متعبد ... يمور على متن الحنيف بلالها
لئن جعفر فاءت علينا صدورها ... بخير ولم يردد علينا خيالها
فشئت وشاء الله ذاك لأعنين إلى الله مأوى خلفة ومصالها
وينسب إلى عمان داود بن عفان العماني، روى عن أنس بن مالك ونفر سواه، وأبزون بن مهنبرذ العماني الشاعر، وأبو هارون غطريف العماني، روى عن أبي الشعثاء عن ابن عباس، روى عنه الحكم بن أبان العدني، وأبو بكر قريش بن حيّان العجلي أصله من عمان وسكن البصرة، يروي عن ثابت البناني، روى عنه شعبة والبصريون.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.