Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عاب

أَسَا

(أَسَا)
- قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الأُسْوَة والمُوَاساة فِي الحدِيث، وَهِيَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا: القُدْوَة، وَالْمُوَاسَاةُ الْمُشَارَكَةُ والمسَاهَمَة فِي المعَاش وَالرِّزْقِ، وَأَصْلُهَا الْهَمْزَةُ فَقُلِبَتْ وَاوًا تَخْفِيفًا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الحُدَيْبيَةِ «إِنَّ الْمُشْرِكِينَ واسَوْنا الصُّلْحَ» جَاءَ عَلَى التَّخْفِيفِ، وَعَلَى الْأَصْلِ جَاءَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَا أحدٌ عِنْدِي أَعْظَمَ يَداً مِنْ أَبِي بَكْرٍ، آسَانِي بنَفْسه وَمَالِهِ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «آسِ بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَة والنَّظْرَة» .
(س) وَكِتَابُ عُمَرَ إِلَى أَبِي مُوسَى «آسِ بَيْنَ النَّاسِ فِي وجْهك وَعَدْلِكَ» أَيِ اجْعَلْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أُسْوَة خَصمه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ قَيْلَة «اسْتَرْجِع وَقَالَ رَبِّ آسِنِي لِمَا أمْضَيْتَ وأعْنّي عَلَى مَا أبْقَيْتَ» أَيْ عَزّنِي وصَبّرْني. وَيُرْوَى «أُسْنى» بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ السِّينِ، أَيْ عَوِّضْنِي. والأوْسُ العِوَضُ.
وَفِي حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ «وَاللَّهِ مَا عَلَيْهِمْ آسَى، وَلَكِنْ آسَى عَلَى مَنْ أضَلُّوا» الأَسَى مَقْصُورًا مَفْتُوحًا: الحُزن، أَسِيَ يَأْسَى أَسًى فَهُوَ آسٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «يُوشِكُ أَنْ تَرْميَ الْأَرْضُ بِأَفْلَاذِ كَبدها أَمْثَالَ الأَوَاسِي» هِيَ السَّواري وَالْأَسَاطِينُ. وَقِيلَ هِيَ الْأَصْلُ، وَاحِدَتُهَا آسِيَة؛ لِأَنَّهَا تُصْلِحُ السَّقْف وتقيمُه، مِنْ أَسَوْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ إِذَا أصْلَحْتَ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَابِــدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ «أَنَّهُ أوثَقَ نَفْسَهُ إِلَى آسِيَةٍ مِنْ أَوَاسِي المسْجد» .

يد

(يد) - في الحديث : "ما رَأَيْتُ أَعْطَى لِلجَزِيل عن ظَهْرِ يَدٍ مِنْ طَلْحَة" : أي ابتدَاءً مِن غَير مُكَافَأة.
- وفي الحديث: "اجْعَل الفُسَّاقَ يَدًا يَدًا ورِجْلاً رِجْلاً"
: أي فَرّق بَيْنهم في الهِجْرَة.
- وفي الحديث: "فأخَذَ بهم يَدَ بَحْرٍ"
: أي طَرِيقَ بَحْرٍ، يريد: السَّاحِل.

يد



يَدٌ The arm, from the shoulder-joint to the extremities of the fingers. (Msb.) b2: [The foreleg of a horse, &c.] b3: يَدٌ بَيْضَآءُ: see أَبْيَضُ, in two places, near the end of the paragraph. b4: يَدٌ A sleeve: see R. Q. 1 in art. ذب. b5: يَدُ القَوْسِ: see رِجْلٌ, in two places. b6: طِوَالُ الأَيْدِ for الأَيْدِى: see ثَمَانِيَةٌ. b7: أَعْطَاهُ عَنْ يَدٍ, as occurring in the Kur, ix., 29, He gave it in acknowledgement of the superiority of the receiver; that the power (يَدْ) of the latter was superior to that of the giver: or, because of favour received; or, from subjection and abasement: (M:) or, from compulsion: (A 'Obeyd, T:) or, obediently: or, walking with it; not riding, nor sending it: or, in ready money. (TA.) b8: أَسْلَمَ عَلَى يَدَىْ فُلَانٍ

He became a Muslim by the advice and persuasion of such a one. (Marg. note in a copy of the Jámi' es-Sagheer, on a trad. commencing مَنْ

أَسْلَمَ.) b9: أَخَذتُّ عِنْدَهُ يَدًا: see art. اخذ. b10: لِفُلَانٍ عِنْدِى يَدٌ I owe such a one a benefit. b11: عَلَى يَدِهِ By his agency, or means. See the corresponding expression in Hebrew, in Ps. lxiii. 11, Jer. xviii. 21, and Ezek. xxxv. 5, in the phrase “ to pour out (the blood of) a person by means of the sword. ” b12: وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (Kur, ii. 191): see ب (used redundantly). b13: لا آتِيهِ يَدَ الدَّهْرِ, and يَدَ المُسْنَدِ I will not come to him, or do it, ever; I will never do it. (IAar, in I., voce مُسْنَدٌ.) See أَبَدٌ and جَدًا. b14: عَلَى يَدَىِ الخَيْرِ وَاليُمْنِ: see خَيْرٌ. b15: بِعْتُهُ يَدًا بِيَدٍ: see نَاجِزٌ. b16: You say, also, بَايَعْتُهُ يَدًا بِيَدٍ, the two nouns being only thus used, as a denotative of state, I contracted a sale with him for ready money; i. q. بِالتَّعْجِيلِ وَالنَّقْدِ. (Mgh.) b17: لَكَ أَنْ يَكُونَ كَذَا [or يَدَىَّ?] يَدِىَّ is like عَلَىَّ لك ان يكون كذا. (Aboo-Sahl El-Harawee, TA in art. حبق.) b18: أُتِىَ عَلَى يَدِ فُلَانٍ: see أَتَى. b19: أَوَّلَ ذِى يَدَيْنِ and ذَاتِ يَدَيْنِ: see art. ذو. b20: تَحْتَ يَدِهِ Under his authority. b21: يَدٌ (assumed tropical:) Generosity. (A, voce شَبْرٌ) مَيْدِىٌّ A gazelle whose fore-leg is caught in a snare: see مَرْجُولٌ.
[يد] نه: فيه: عليكم بالجماعة فإن "يد" الله على الفسطاط، هو المصر الجامع، ويد الله كناية عن الحفظ والدفاع عن أهل المصر، كأنهم خصوا بواقية الله وحسن دفاعه. ومنه: "يد" الله على الجماعة، أي إن المتفقة من أهل الإسلام في كنف الله ووقايته فوقهم وهم بعيد من الأذى والخوف فأقيموا بين ظهرانيهم، وأصل اليد يدي. ج: أي سكينته ورحمته مع المتفقين وهم بعيدة من الأذى والخوف والاضطراب فإذا تفرقوا زال السكينة وأوقع بأسهم بينهم وفسد الأحوال. نه: وفيه: "اليد" العليا خير من السفلى، العليا: المعطية. ج: لأنها بالحقيقة تعلو على يد السائل صورة ومعنى. نه: وقيل: المتعففة، والسفلى: السائلة، وقيل:لمن دعا عليه بالسوء، أي به الله لوجهه أي خر إلى الأرض على يديه. وفيه: اجعل الفساق "يدًا يدًا" ورجلًا رجلًا، فإنهم إذا اجتمعوا وسوس الشيطان بينهم في الشر أي فرق بينهم. ومنه: تفرقوا "أيدي" سبأ و"أيادي" سبأ، أي تفرقوا في البلاد. وفي ح الهجرة: فأخذ بهم "يد" البحر، أي طريق الساحل. ط: حتى البضاعة يضعها في "يد" قميصه، البضاعة بالنصب قسط من المال يقتني للتجارة، ويد القميص: الكمن يعني إذا وضع بضاعة في كمه ووهم أنها عابــت فطلبها وفرغ كفرت عنه ذنوبه. غ: "غلت "أيديهم" جعلوا بخلاء وهم أبخل الناس، أو غلت أيديهم في النار جزاء ما قالوا. و"لأتينهم من بين "أيديهم"" أي بالتكذيب بما هو أمامهم من البعث والحساب. "ومن خلفهم" من قبل المال فخوفهم الفقر ولم يؤدوا زكاة، "وعن أيمانهم" من قبل الدين فلبس عليهم الحق، "وعن شمائلهم" من قبل الشهوات. و"بين "أيديهن" وأرجلهن" أي من جميع الجهات، لأن الأفعال تنسب إلى الجوارح، أو كنى بها عن ولد تحمله من غير زوجها لأن فرجها بين الرجلين وبطنها بين اليدين. و"أولى "الأيدي"" أولى القوة. و""يد" الله فوق "أيديهم"" أي في المنة عليهم فوق أيديهم في الطاعة. واليد: النعمة والطاعة والقدرة والقوة والملك والسلطان والجماعة. وضع "يدك"، أي كل. و"لما سقط في "أيديهم"" أي ندم. وخرج نازع "يد" أي عاصيًا.
يد
الْيَدُ: الجارحة، أصله: يَدْيٌ لقولهم في جمعه: أَيْدٍ ويَدِيٌّ . وأَفعُلٌ في جمع فَعْلٍ أكثرُ. نحو: أفلُس وأكلُب، وقيل: يَدِيٌّ نحو:
عَبْدٍ وعَبِيدٍ، وقد جاء في جمع فَعَلٍ نحو: أَزمُن وأَجبُل. قال تعالى: إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ
[المائدة/ 11] ، أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها
[الأعراف/ 195] وقولهم: يَدَيَانِ على أنّ أصله يَدْيٌ على وزن فَعْلٍ، ويَدَيْتُهُ: ضربت يَدَهُ، واستعير اليَدُ للنّعمة، فقيل: يَدَيْتُ إليه. أي: أسديت إليه، وتجمع على أَيَادٍ، وقيل: يَدِيٌّ. قال الشاعر:
فإنّ له عندي يَدِيّاً وأَنْعُماً
وللحوز والملك مرّة يقال: هذا في يَدِ فلانٍ.
أي: في حوزه وملكه. قال تعالى: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ
[البقرة/ 237] وقولهم: وقع في يَدَيْ عَدْلٍ.
وللقوّة مرّةً، يقال: لفلان يَدٌ على كذا، ومالي بكذا يَدٌ، ومالي به يَدَانِ. قال الشاعر:
فاعمد لما تعلو فمالك بالّذي لا تستطيع من الأمور يَدَانِ
وشبّه الدّهر فجعل له يَدٌ في قولهم: يَدُ الدّهرِ، ويَدُ المِسْنَدِ، وكذلك الريح في قول الشاعر:
بِيَدِ الشّمال زمامها
لما له من القوّة ومنه، قيل: أنا يَدُكَ، ويقال:
وضع يَدَهُ في كذا: إذا شرع فيه. ويَدُهُ مطلقة:
عبارة عن إيتاء النّعيم، ويَدٌ مَغْلُولَةٌ: عبارة عن إمساكها. وعلى ذلك قيل: وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ
[المائدة/ 64] ، ويقال: نفضت يَدِي عن كذا. أي: خلّيت وقوله عزّ وجلّ: إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ
[المائدة/ 110] ، أي:
قوّيت يَدَكَ، وقوله: فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ [البقرة/ 79] ، فنسبته إلى أَيْدِيهِمْ تنبيه على أنهم اختلقوه، وذلك كنسبة القول إلى أفواههم في قوله عزّ وجلّ: ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ [التوبة/ 30] ، تنبيها على اختلافهم.
وقوله: أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها
[الأعراف/ 195] ، وقوله: أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ
[ص/ 45] ، إشارة إلى القوّة الموجودة لهم. وقوله: وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ
[ص/ 17] ، أي: القوّة. وقوله: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ
[التوبة/ 29] ، أي: يعطون ما يعطون عن مقابلة نعمة عليهم في مقارّتهم. وموضع قوله: عَنْ يَدٍ
في الإعراب. حال . وقيل: بل اعتراف بأنّ أَيْدِيَكُمْ فوق أَيْدِيهِمْ. أي: يلتزمون الذّلّ.
وخذ كذا أثر ذي يَدَيْنِ ، ويقال: فلانٌ يَدُ فلانٍ أي: وَلِيُّهُ وناصرُهُ، ويقال لأولياء الله: هم أَيْدِي اللهِ، وعلى هذا الوجه قال عزّ وجلّ: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
[الفتح/ 10] ، فإذا يَدُهُ عليه الصلاة والسلام يَدُ اللهِ، وإذا كان يَدُهُ فوق أيديهم فيَدُ اللهِ فوق أيديهم، ويؤيّد ذلك ما روي: «لا يزال العبد يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويَدَهُ الّتي يبطش بها» وقوله تعالى: مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا
[يس/ 71] ، وقوله: لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ
[ص/ 75] ، فعبارة عن تولّيه لخلقه باختراعه الذي ليس إلا له عزّ وجلّ. وخصّ لفظ اليَدِ ليتصوّر لنا المعنى، إذ هو أجلّ الجوارح التي يتولّى بها الفعل فيما بيننا ليتصوّر لنا اختصاص المعنى لا لنتصوّر منه تشبيها، وقيل معناه: بنعمتي التي رشّحتها لهم، والباء فيه ليس كالباء في قولهم: قطعته بالسكّين، بل هو كقولهم: خرج بسيفه. أي: معه سيفه، معناه:
خلقته ومعه نعمتاي الدّنيويّة والأخرويّة اللّتان إذا رعاهما بلغ بهما السّعادة الكبرى. وقوله: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
[الفتح/ 10] ، أي: نصرته ونعمته وقوّته، ويقال: رجل يَدِيٌّ، وامرأةٌ يَدِيَّةٌ.
أي: صناع، وأما قوله تعالى: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ
[الأعراف/ 149] ، أي: ندموا، يقال:
سقط في يَدِهِ وأسقط: عبارة عن المتحسّر، أي:
عمّن يقلّب كفّيه كما قال عزّ وجلّ: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها [الكهف/ 42] ، وقوله: فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ [إبراهيم/ 9] ، أي: كفّوا عمّا أمروا بقبوله من الحقّ، يقال: ردّ يَدَهُ في فمه. أي: أمسك ولم يجب ، وقيل: ردّوا أَيْدِيَ الأنبياءِ في أفواههم.
أي: قالوا ضعوا أناملكم على أفواهكم واسكتوا، وقيل: ردّوا نعم الله بأفواههم بتكذيبهم.

نعى

(نعى)
فلَانا نعيا ونعيا أذاع خبر مَوته وَيُقَال نعاه لنا ونعاه إِلَيْنَا أخبرنَا بِمَوْتِهِ ونعانا بِمَوْت فلَان وَهُوَ ينعى على فلَان كَذَا يعِيبهُ عَلَيْهِ ويشهر بِهِ وَفُلَان ينعى على نَفسه بالفواحش يشهر نَفسه بتعاطيها
نعى
نَعَاهُ نَعْياً ونُعْيَاناً. وجاء نَعْيُه ونَعِيُّه: أي خَبَرُ مَوْتِه. والنَّعِيُّ: الناعي أيضاً. ونَعَاءِ فُلاناً: لَفْظَةٌ يُشْهِرُوْنَ بها مَوْتَ الرَّئِيس، ومَعْناه: انْعَ، ويُقال: يا نُعْيَانَ العَرَبِ أيضاً. ونَعَى عليه ذُنُوْبَه: شَهَرَها. والاسْتِنْعَاءُ: الاسْتِدْعَاءُ. والنِّفَارُ أيضاً.
نعى: نعاه ونعي إلى: (عبد الواحد 66: 3): اظهر موته ونعاه إلى رعيته.
نعي القوم: في (محيط المحيط) (نعاه له اخبره بموته، والقوم دعاهم إلى دفن ميته).
نعى: في (محيط المحيط): ( .. والعامة تقول نعى فلان ينعى أي اشتكى القلة وسوء الحال).
تناعى: يصاغ الفعل متعديا إلى المفعول به (حيان بسام 1: 107): (اتصل خبر هلكه بعشيرته أهل قرطبة فتناعوه).
(نعى) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "إنّ الله - عزّ وجلّ - نَعَى على قوم شَهَواتِهم" : أي عَابَ .
- ومنه حديث أبى هُرَيرة - رضي الله عنه -: " يَنْعَى علىّ امْرَأً أكْرَمَه الله تعالى على يَدِى"
: أي قَتلَ امرِىءٍ.
يُقال: نَعيْتُ على الرجُلِ خُلُقَه؛ إذا عِبْتَه وذَكَرْتَه به، ووَبَّختَه، ونعَى عليه ذَنْبَه: شَهّرَه.

قعقع

(قعقع)
الشَّيْء أحدث صَوتا عِنْد التحريك أَو التحرك يُقَال قعقع السِّلَاح وَيُقَال قعقعت عمد الْقَوْم ارتحلوا وَفِي الأَرْض ذهب وَالشَّيْء الْيَابِس وقعقع بِهِ حركه مَعَ صَوت يُقَال قعقع القداح أجالها فِي الميسر وَيُقَال فلَان لَا يقعقع لَهُ بالشنان لَا يخدع وَلَا يروع

قعقع


قَعْقَعَ
a. Clashed; clattered.
b. Shook, rattled.
c. [Fī], Wandered about ( the
earth ).
تَقَعْقَعَa. Was shaken; clashed &c.

قَعَاْقِعُa. Rumbling of thunder.

قَعْقَاْعa. Shivering-fit; ague.
b. Dry dates.
c. Hard road.
d. see 51t
قَعْقَعa. Raven.
b. Magpie, jack-daw.

قَعْقَعَةa. Clash; rattle; clatter ( of the teeth ).

قُعْقُعa. see 51 (b)
قَعْقَعَتْ عُمُدُهُم
تَقَعْقَعَتْ عُمُدُهُم
a. They have departed.
ق ع ق ع : قُعَيْقِعَانُ بِصِيغَةِ التَّصْغِيرِ جَبَلٌ مُشْرِفٌ عَلَى الْحَرَمِ مِنْ جِهَةِ الْغَرْبِ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ جُرْهُمًا كَانَتْ تَجْعَلُ فِيهِ سِلَاحَهَا مِنْ الدَّرَقِ وَالْقِسِيِّ وَالْجِــعَابِ فَكَانَتْ تُقَعْقِعُ أَيْ تُصَوِّتُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْقَعْقَعَةُ حِكَايَةُ أَصْوَاتِ التِّرَسَةِ وَغَيْرِهَا. 
(قعقع) - في حديثِ سَلَمة: "فَقَعْقَعُوا لك السِّلاحَ فَطار فُؤادُك "
: أي حَرّكُوه.
- وفي حديث أبي الدّرْدَاء - رضِي الله عنه -: "شَر النّساء السَّلْفَعة التي تُسْمَعُ لأَسْنَانها قَعْقَعةٌ"
وهي حِكَاية صَوتِ التِّرسَة ، والجُلُود اليابِسَة ونحوها.
وقال الأصمعي: هي صَوتُ الرّعد وصَواعقُه.
- وفي الحديث: "آخُذُ بحَلَقة الجنة فأقعْقِعُها"
: أي أحَرّكها لتُصَوّت.
قعقع
قعقعَ يقعقع، قَعْقَعَةً، فهو مُقَعْقِع
• قعقع السِّلاحُ ونحوُه:
1 - أحدث صوتًا عند التَّحرّكِ أو التَّحريك "قعقعة السيوف".
2 - تتابع صوتُه في شدّة. 

تقعقعَ يتقعقع، تقعقُعًا، فهو مُتقعقِع
• تقعقع السِّلاحُ ونحوه: تتابع صوتُه في شدّة. 

قَعْقاع [مفرد]: مَنْ إذا مشَى سُمع لمفاصل رجليْه صوت. 
قعقع: قعقع: دمدم. (بوشر) قعقع) طقطق الباب. (عباد 1: 317).
تقعقع: دمدم. (دي ساسي طرائف 1: 3).
تقعقع: دمدمة. (بوشر).
تقعقعت الإنسان: اصطكت الأسنان. ففي رياض النفوس (ص61 ق): فما شعر إلا بتقعقع أسناني من شده البرد.
تقعقع: تحير، تردد. ففي ابن البيطار (2: 589): يتقعقع لونها بين البياض والصفرة.
قعقع: عقعق، طائر في ريشة بياض وسواد. (دوماس حياة العرب ص422).
قعقعة: اتخذ برقعا وإزارا، ففي معجم المنصوري (جمع): مجازا كلمات جزلة مفخمة طنانة. ففي كتاب عبد الواحد (ص 151): كانت طريقته في الشعر على نحو طريقة محمد بن هاني الأندلسي في قصد الألفاظ الرائعة والقعاقع المهولة وايصار التقعير. ونحوهذا تقريبا ما جاء في حيان- بسام (1: 172 ق): أراد أن يثير شفقته بالدموع غير إنه قال له: دع القعاقع فليست تهولني.
[قعقع] فيه: أخذ بحلقة الجنة «فأقعقعها»، أي أحركها لتصوت، والقعقعة: حكاية حركة لشيء يسمع له صوت. ومنه: ح شر النساء السلفعة التي تسمع لأسنانها، «قعقعة». وح: «فقعقعوا» لك السلاح فطار سلاحك. ش: والقعاقع حكاية صوت السلاح وتتابع أصوات الرعد. نه: وفيه: فجيء بالصبي ونفسه «تقعقع»، أي تضطرب وتتحرك، أراد كلما صار إلى حال لم يلبث أن ينتقل إلى أخرى تقربه من الموت. ك: هو بتاءين في أوله، وهو حكاية صوت صدره من شدة النزع. ن: هو بفتح التاء والقافين، أي لها صوت وحشرجة كصوت الماء إذا ألقي في القربة البالية. ك: و «قعيقعان» - بضم قاف أولى وكسر الثانية وفتح مهملتين وسكون تحتية: جبل بمكة مقابل قبيس. نه: سمي به لأن جرهما لما تحاربوا كثرت قعقعة السلاح هنالك. غ: من يجتمع «يتقعقع» عمده، أي من غبط بكثرة العدد فهو بعرض الزوال.

شعو

شعو: ناره شعواء: للتعبير عن جيوشه التي تفرقت هنا وهناك لإخماد العصيان (معجم مسلم).
شعو
الشّعْوُ: التَّفَرُّقُ: يُقال: كَتِيْبَةٌ شَعْوَاءُ: أي مُتَفَرِّقَةٌ. وقد أشْعَوُا الغارَةَ: أشْعَلُوها.

شعو


شَعَا(n. ac. شَعْو)
a. Bristled, stood up; was ruffled, matted, dishevelled (
hair ).
أَشْعَوَa. Dispersed; scattered about.
b. [Bi], Became grieved by.
غَارَة شَعْوَآء
a. Raid, predatory incursion.
ش ع و

غارة شعواء: متفرقة. 
قال ابن الرقيات:

كيف نومي على الفراش ولما ... تشمل الشام غارة شعواء
شعو
أشعى يُشْعي، أشْعِ، إشعاءً، فهو مُشْعٍ، والمفعول مُشْعًى
• أشعى القومُ الغارةَ: أشعلوها. 

إشعاء [مفرد]: مصدر أشعى. 

شَعْواءُ [مفرد]: منتشرة، عنيفة، فاشية "حربٌ/ حَمْلةٌ/ غارةٌ شعواءُ". 
شعو

4 اشعى القَوْمُ الغَارَةَ, (S, K,) inf. n. إِشْعَآءٌ, (S,) The people, or party, spread, or dispersed, themselves, or their horsemen, in the hostile, or predatory, incursion; syn. أَشْعَلُوهَا. (S, K.)

A2: and اشعى بِهِ, (K,) inf. n. as above, (TA,) He was, or became, grieved, or disquieted, by it; syn. اِهْتَمَّ. (Ibn-Habeeb, Sgh, K.)

غَارَةٌ شَعْوَآءُ A raid, or hostile or predatory incursion, spreading widely and dispersedly. (S, K. *) [See an ex. in the last of the verses cited voce رُبَّ.]

b2: And شَجَرَةٌ شَعْوَآءُ A tree having spreading branches. (ISd, K.)

جَآءَتِ الخَيْلُ شَوَاعِىَ, (S, K,) and شَوَائِعَ, from which شواعى is [said to be] formed by transposition, (S,) The horsemen came scattered, or dispersed, or in a state of dispersion. (S, K.)
شعو
: (و (} أَشْعَى بِهِ) {إشْعاءً؛ (اهْتَمَ) بِهِ؛ نقلَهُ الصَّغاني عَن ابنِ حبيبٍ.
(و) } أَشْعَى (القومُ الغارَةَ: أَشْعَلوها) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيدَه.
(وغارَةٌ {شعْواءُ) : أَي فاشِيَةٌ (مُتَفَرِّقَةٌ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاح؛ وأَنْشَدَ لابنِ قيسٍ الرُّقَيَّات:
كيفَ نومِي على الفراشِ وَلما
تَشْمَلِ الشامَ غارَةٌ} شَعْواءُ (وشجرةٌ {شَعْواءُ: مُنْتَشِرَةُ الأَغْصانِ) ؛ عَن ابنِ سِيدَه.
(} والشَّاعِي: البَعِيدُ) ؛ عَن ابنِ الأَعرابيِّ.
(و) أَيْضاً: (الشَّائِعُ من الأَنْصِباءِ) ، مَقْلوبٌ مِنْهُ.
(و) قالَ الأصْمعي: (جاءَتِ الخَيْلُ {شَواعِيَ) وشَوائِعَ، (أَي مُتَفَرِّقَةً) ؛ وأَنْشَدَ لأبي مَسْروقٍ الأَجْدَع بنِ مالِكٍ الوَادِعي من هَمَدان:
وكأَنَّ صَرْعَيْها كِــعابُ مُقامِرٍ
ضُرِبَتْ على شُزُنٍ فهنَّ شَواعِيأَرادَ: شَوائِعَ، فقَلَبَه؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(} والشَّعْوُ: انْتفاشُ الشَّعَرِ) ؛ عَن ابنِ الْأَعرَابِي.
قالَ: ( {والشُّعَى، كَهُدًى: خُصَلُ الشَّعَر المُشْعانِّ.
(والشَّعْوانَةُ: الجُمَّةُ مِنْهُ) ، أَي من الشَّعَرِ المُشْعانِّ.
(و) } شَعْوانَةُ: (امْرَأَةٌ) ، وَهِي الــعابــدَةُ المَشْهورَةُ؛ ذَكَرَها ابنُ نُقْطَةَ.
( {والشَّعْواءُ) : اسمُ (ناقَةٍ) للعجَّاج بنِ رُؤبَة.
(} والشَّعْيا فِي (ش ع ي)) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ {وشَعْيا فِي سعي، وَقد مَرَّ هُنَاكَ أنَّ الشِّين لُغَةٌ فِيهِ، وَهُوَ اسمُ نبيَ مِن أَنْبياءِ بَني إسْرائيل.
(} وشَعْيَةُ، كحَمْزَةَ) ، هَكَذَا ضَبَطَه السّليماني، (أَو) مِثْلُ (سُمَيَّةَ) ، كَمَا ضَبَطَه غيرُ واحِدٍ؛ (بنْتُ حَبيبٍ، أَو هُوَ الحَمِيسُ) بَدَلُ حَبيبٍ، هَكَذَا هُوَ فِي كتابِ الذهبيّ بالوَجْهَيْن فِي ضَبْطِ اسْمِها وَفِي والدِها وَلم يَذْكر مَنْ رَوَتْ عَنهُ وَلَا مَنْ رَوَى عَنْهَا.
(و) {شُعَيَّةُ، (كسُمَيَّةَ، بِنْتُ الجَلَنْدَى) ؛ وَفِي التكملَةِ: بنْتُ الجليد؛ (رَوَتْ عَن أَبيها عَن أَنَسٍ) وَعَن أُمِّها عَن أُمِّ سَلَمَة.

مخَط

(م خَ ط)

مَخَط السَّهمُ يَمْخَط، ويَمْخُط، مُخُوطا: نَفَذ، وأمْخطه هُوَ.

والمَخْطُ: السَّيلانُ والخُروج.

وفَحْلٌ مِخْطُ ضِرَاب: يَأْخُذ رِجْلَ النَّاقة ويَضرب بهَا الأَرْض فَيَغْسِلها ضراباً، وَهُوَ من ذَلِك، لِأَنَّهُ بِكَثْرَة ضِرابه يسْتَخْرج مَا فِي رحم النَّاقة من مَاء وَغَيره.

والمُخاطُ، من الْأنف: كاللُّــعاب من الْفَم، وَالْجمع: أمْخِطة لَا غير.

مَخَطه يَمْخُطه مَخْطا، وأمْتخط هُوَ.

ومَخَطه بِيَدِهِ: ضَربه.

والماخِطُ: الَّذِي يَنْزع الجِلدةَ الرَّقيقة عَن وَجه الحُوار.

وامْتخط سَيْفه: سَلَّه.

وامتخط رُمْحَه من مَرْكزه: انْتَزعه.

وامْتَخط الشَّيْء: اخْتَطفه.

والمَخِطُ: السيدُ الْكَرِيم، وَالْجمع: مَخِطُون، وَقَول رُؤبة:

وإنّ أدواءَ الرِّجال المُخَّطِ مكانَها من شُمَّتٍ وغُبَّطِ كسَّره على توهم " فَاعل ".

والمُخاطة: شَجَرَة تُثمر ثمراً حُلوا لَزِجا يُؤكل.
مخَط
مَخَطَ السَّهْمُ، كمَنَعَ، ونَصَرَ، يَمْخَطُ، ويَمْخُطُ، مُخُوطاً، بالضَّمِّ: نَفَذَ، وَفِي الصّحاح: مَرَقَ، وَهُوَ مَجَازٌ. ويُقَالُ: سَهْمٌ مَاخِطٌ، أَيْ مَارِقٌ. ومَخَطَ السَّيْفَ: سَلَّهُ من غِمْدِهِ، كامَتَخَطَه، وعَلَى الأَخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ مَجَازٌ. ومَخَطَ الجَمَلُ بِهِ: أَسْرَعَ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
ومَخَطَهُ مَخْطاً: نَزَعَ ومَدّ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. يُقَال: امْخَطْ فِي القَوْسِ. وَمن المَجَازِ: مَخَطَ الفَحْلُ النّاقَةَ يَمْخَطُها مَخْطاً، إِذا أَلَحَّ عَلَيْهَا فِي الضِّرابِ، وهُوَ من المَخْطِ بمَعْنَى السَّيَلانِ، لأَنَّهُ بِكَثْرَةِ ضِرَابِه يَسْتَخْرِجُ مَا فِي رَحِمِ النّاقَةِ من ماءٍ وغَيْرِه. ومَخَطَ المُخَاطَ: رَمَاهُ من أَنْفِهِ، وَهُوَ أَي المُخَاطُ: السّائلُ من الأَنْفِ كاللُّــعَابِ من الفَمِ. وَمن المَجَازِ: هذِه النَّاقَةُ إِنّما مَخَطَها بَنُو فُلانٍ، أَي نُتِجَتْ عِنْدَهُمْ، وأَصْلُ ذلِكَ أَنَّ الحُوَارَ إِذا فَارَقَ النَّاقَةَ مَسَحَ النّاتِجُ عَنْهُ غِرْسَهُ، بِالكَسْرِ: مَا يَخْرُجُ مَعَ الوَلَدِ، كَأَنَّهُ مُخَاطٌ، وَمَا عَلَى وَجْهِ الفَصِيلِ ساعَةَ يُولَدُ، فَذلِكَ المَخْطُ، ثمّ قِيلَ للنّاتِجِ: ماخِطٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(إِذا الهُمُومُ حَماكَ النَّوْمَ طارِقُها ... وحانَ مِنْ ضَيْفِها هَمٌّ وتَسْهِيدُ)

(فَانْمِ القُتُودَ عَلَى عَيْرانَةٍ أُجُدٍ ... مَهْرِيَّةٍ مَخَطَتْهَا غِرْسَها العِيدُ)
ويُرْوَى عَيْرانَةٍ حَرَجٍ. والعِيدُ: قَوْمٌ من بَنِي عُقَيْلٍ تُنْسَبُ إِلَيْهِمُ النَّجائِبُ.
والمَخْطُ: الثَّوْبُ القَصِيرُ، صَوابُه: البُرْدُ القَصِيرُ، فإِنَّ الَّذِي رُوِيَ بُرْدٌ مَخْطٌ، ووَخْطٌ، أَيْ قَصِيرٌ كَمَا فِي اللِّسانِ والتَّكْمِلَة. والمَخْطُ: الرَّمَادُ. وَمَا أُلْقِيَ من جِعَالِ القِدْرِ. والمَخْطُ: السَّيْرُ السَّرِيعُ، كالوَخْطِ. يُقَالُ: سَيْرٌ مَخْطٌ ووَخْطٌ. ومِنَ المَجَازِ: المَخْطُ: شَبَهُ الوَلَدِ بِأَبِيهِ. قَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: تَقُولُ العَرَبُ: كأَنَّمَا مَخَطَهُ مَخْطاً. والمُخَاطَةُ، كثُمَامَةٍ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ، وبَعْضُ أَهْلِ اليَمَنَ يُسَمِّيهِ المُخَّيْطَ، مِثْل جَمَّيْزٍ وقُبَّيْطٍ، قالَهُ الصّاغَانِيّ. قُلْتُ: وكَذا أَهْلَ مِصْرَ: شَجَرٌ يُثْمِر َ ثَمَراً لَزِجاً يُؤْكَلُ، فارِسِيَّتُهُ السِّبِسْتَان، والسِّبِسْتَان: أَطْباءُ الكَلْبَةِ، شُبِّهَتْ بهَا، وَقد أَهْمَلَ المُصَنِّفُ ذِكْرَ السِّبِسْتَان فِي مَوْضِعِهِ، ونَبَّهْنَا عَلَيْه هُنَاكَ.
ومِنَ المَجَازِ: سالَ مُخَاطٌ الشَّيْطَانِ، وهُوَ الَّذِي يَتَرَاءَى فِي عَيْنِ الشَّمْسِ لِلنّاظِرِ فِي الهَوَاءِ بالهاجِرَةِ ويُقَالُ لَهُ أَيْضاً: مُخَاطُ الشَّمْسِ، كُلُّ ذلِكَ سُمِعَ عَن العَرَبِ، وَقد ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ فِي خيط مَعَ قَوْلِهِ: خَيْطُ باطِلٍ. فَما أَغْنَى ذلِكَ عَن إِعَادَة ذِكْرِهِ فِي هَذَا المَوْضع.
وامْتَخَطَ الرَّجُلُ امْتِخاطاً: اسْتَنْثَرَ، كتَمَخَّطَ تَمَخُّطاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.)
ورُبَّمَا قالُوا: امْتَخَطَ مَا فِي يَدِهِ، أَيْ نَزَعَهُ واخْتَلَسَهُ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وَفِي اللِّسَان: اخْتَطَفَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. والتَّمْخِيطُ: أَنْ يَمْسَحَ الرَّاعِي مِنْ أَنْفٍ السَّخْلَةِ مَا عَلَيْه، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَخِطُ ككَتِفٍ: السَّيِّدُ الكَرِيمُ، ج: أَمْخَاطٌ، وَفِي اللِّسَان: مَخِطُونَ.
وأَمْخَطَ السَّهْمَ إِمْخَاطاً: أَنْفَذَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ مَجَازٌ. يُقَال: رَمَاهُ بِسَهْمٍ فأَمْخَطَهُ من الرَّمِيَّةِ، أَيْ أَمْرَقَهُ، كَمَا فِي الأَسَاس. وتَمَخَّطَ الرَّجُلُ: اضْطَرَبَ فِي مَشْيهِ، فَصَارَ يَسْقُطُ مَرَّةً، وَيَتَحَامَلُ أُخْرَى. ومِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: قَدْ رابَنَا مِنْ شَيْخِنا تَمَخُّطُهْ أَصْبَحَ قَدْ زَايَلَهُ تَخَبُّطُهْ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: المَخْطُ: السَّيَلان والخُرُوجُ، هَذَا هُوَ الأَصْلُ، وَبِه سُمِّيَ المُخَاطُ، وجَمْعُ المُخَاطِ: أَمْخِطَةٌ، لَا غَيْرُ. وفَحْلٌ مِخْطُ ضِرَابٍ: يَأْخُذُ رِجْلَ النَّاقَةِ ويَضْرِبُ بِهَا الأَرْضَ فَيَغْسِلُها ضِرَاباً، وهُوَ مَجَازٌ. ومَخَطَ الصَّبِيِّ والسَّخْلَةَ مَخْطاً: مَسَحَ أَنْفَهُما، كَمَا فِي اللِّسان والأَساسِ. ومَخَطَ فِي الأَرْضِ مَخْطاً: إِذَا مَضَى فِيهَا سَرِيعاً. وامْتَخَطَ رُمْحَهُ مِنْ مَرْكَزِهِ: انْتَزَعَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وأَنْشَدَ اللَّيْثُ لِرُؤْبَةَ:
(وإِنْ أَدْواءَ الرِّجَال المُخَّط ... مَكَانَها منْ شَامِتٍ وغُبَّطٍ)
أَرادَ بالمُخَّطِ الكِرَام، كَسَّرهُ على تَوَهَّمِ مَاخِطٍ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ: وإِنَّمَا الرِّوَايَة: النُّحَّطِ بالنّونِ والحاءِ المُهْمَلَة لَا غَيْرُ، وهم الَّذِين يَزْفِرُونَ من الحَسَدِ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَلَا أَعْرِفُ المُخَّطَ فِي تَفْسِيرِه.

سخَن

(س خَ ن)

السُّخن: ضد الْبَارِد.

سَخُن الشَّيْء، وسَخَن، وسَخِن، الْأَخِيرَة لُغَة بني عَامر، سُخُونة، وسَخَانة، وسُخْنة، وسُخْناً، وسَخَنا، وأسْخَنَه وسَخّنه.

وسَخُنت الارض، وسَخِنت، وسخُنت عَلَيْهِ الشَّمْس.

عَن ابْن الاعرابي، قَالَ: وَبَنُو عَامر يَكسِرون.

وَمَاء سَخين، ومُسَخَّن، وسِخِّين، وسُخاخين: سُخْن، وَكَذَلِكَ طَعَام سُخاخين. فَأَما مَا انشده ابْن الْأَعرَابِي من قَوْله:

أُحِبُّ أُمَّ خالدٍ وخالدَا حُبًّا سُخَاخِيناً وحُبًّا باردَا فَإِنَّهُ فسّر " السُّخاخين " بِأَنَّهُ المُؤذي المُوجع، وَفسّر الْبَارِد بِأَنَّهُ الَّذِي يسكن إِلَيْهِ قلبه.

قَالَ كرَاع: وَلَا نَظِير لِسُخاخين.

وَقد سَخَن يَوْمنَا، وسَخُن، يَسخُن، وسَخِن، سُخْنا وسَخَناً.

وَيَوْم سُخْن، وساخِن وسُخُنان، وسَخْنان.

وَلَيْلَة سُخنة، وساخِنة، وسَخَنانَة، وسُخْنانة، وسَخْنانة.

وسَخُنَت النارُ وَالْقدر، تَسْخُن سُخْنا وسُخونة.

وَإِنِّي لأجد سُخْنة، وسَخْنة، وسَخَنَة، وسَخْناء، وسُخونة، أَي: حَرًّا أَو حُمّى.

والسّخِينة: الَّتِي ارْتَفَعت عَن الحَسَاء وثَقُلت عَن أَن تُحْسَى، وَهِي دون العَصِيدة.

وسَخِينة: لقبُ لقُريش، لِأَنَّهَا كَانَت تُــعاب بِأَكْل السَّخينة، وَقَالَ حسان:

زعمت سَخينة أَن ستَغْلب ربَّها ولَيُغْلَبَنّ مُغالِبُ الغَلاّبِ

وضَرب سَخين: حارٌّ مؤلم، قَالَ: ... ضَرْباً تواصت بِهِ الأبطالُ سخِّينَا والمِسْخَنة من البِرام: الَّتِي كَأَنَّهَا تَوْرٌ.

وسُخْنة الْعين: نقيضُ قُرّتِها.

وَقد سَخِنت عينُه سَخَنا، وسُخْنة، وسُخونا وأسْخَنَها، وأُسْخن بهَا، قَالَ:

أوهِ اديمَ عِرْضِه وأُسْخِنِ بعَيْنه بعد هُجوع الاعيُنِ

وَرجل سَخينُ العينِ.

والتَّساخين: المَراجل، لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا.

قَالَ ابْن دُريد: إِلَّا إِنَّه قد يُقال: تِسْخان.

قَالَ: وَلَا اعرف صِحَة ذَلِك.

والتَّساخين: الخِفاف، الْوَاحِد: تسخان، وَفِي الحَدِيث: نهى عَن المَسح على المَشاوِذ والتَّساخين.

المشاوِذ: العمائم.

والسَّخاخين: المَساحِي، وَاحِدهَا: سِخِّين، بلغَة عبد الْقَيْس.

والسِّخِّين: مَرُّ المِحراث، عَن ابْن الاعرابيّ، يَعْنِي مَا يَقبض عَلَيْهِ الحَرّاث مِنْهُ.

دَخَلَ 

(دَخَلَ) الدَّالُ وَالْخَاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ مُطَّرِدٌ مُنْقَاسٌ، وَهُوَ الْوُلُوجُ. يُقَالُ دَخَلَ يَدْخُلُ دُخُولًا. وَالدُِّخْلَةُ: بَاطِنُ أَمْرِ الرَّجُلِ. تَقُولُ: أَنَا عَالِمٌ بِدُخْلَتِهِ. وَالدَّخَلُ: الْعَيْبُ فِي الْحَسَبِ، وَكَأَنَّهُ قَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ عَابَــهُ. وَالدَّخَلُ كَالدَّغَلِ، وَهُوَ مِنَ الْبَابِ; لِأَنَّ الدَّغَلَ هَذَا قِيَاسُهُ أَيْضًا. وَيُقَالُ إِنَّ الْمَدْخُولَ: الْمَهْزُولُ; وَهُوَ الصَّحِيحُ، لِأَنَّ لَحْمَهُ كَأَنَّهُ قَدْ دُخِلَ. وَدَخِيلُكَ: الَّذِي يُدَاخِلُكَ فِي أُمُورِكَ. وَالدِّخَالُ فِي الْوِرْدِ: أَنْ تَشْرَبَ الْإِبِلُ ثُمَّ تَرُدَّ إِلَى الْحَوْضِ لِيَشْرَبَ مِنْهَا مَا عَسَاهُ لَمْ يَكُنْ شَرِبَ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

وَتُوَفِّيَ الدُّفُوفَ بِشُرْبٍ دِخَالِ

وَيُقَالُ إِنَّ كُلَّ لُحْمَةٍ مُجْتَمِعَةٍ دُخَّلَةٌ، وَبِذَلِكَ سُمِّيَ هَذَا الطَّائِرُ دُخَّلًا. وَيُقَالُ دُخِلَ فُلَانٌ، وَهُوَ مَدْخُولٌ، إِذَا كَانَ فِي عَقْلِهِ دَخَلٌ. وَبَنُو فُلَانٍ فِي بَنِي فُلَانٍ دَخِيلٌ، إِذَا انْتَسَبُوا مَعَهُمْ. وَنَخْلَةٌ مَدْخُولَةٌ: عَفِنَةُ الْجَوْفِ. وَالدُّخْلَلُ: الَّذِي يُدَاخِلُكَ فِي أُمُورِكَ. وَالدُّخَّلُ مِنْ رِيشِ الطَّائِرِ: مَا بَيْنَ الظُّهْرَانِ وَالْبُطْنَانِ، وَهُوَ أَجْوَدُ الرِّيشِ. وَدَاخِلَةُ الْإِزَارِ: طَرَفُهُ الَّذِي يَلِي الْجَسَدَ. وَالدُّخَّلُ مِنَ الْكَلَإِ: مَا دَخَلَ مِنْهُ فِي أُصُولِ الشَّجَرِ. قَالَ:

تَبَاشِيرُ أَحْوَى دُخَّلٍ وَجَمِيمِ 

عَبَثَ 

(عَبَثَ) الْعَيْنُ وَالْبَاءُ وَالثَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ، يَدُلُّ عَلَى الْخَلْطِ يُقَالُ: عَبَثَ الْأَقِطُ، وَأَنَا أَعْبِثُهُ عَبْثًا، وَهُوَ عِبِّيثٌ، وَهُوَ يُخْلَطُ وَيُجَفَّفُ فِي الشَّمْسِ. وَالْعَبِيثُ: كُلُّ خِلْطٍ. وَيُقَالُ: فِي هَذَا الْوَادِي عَبِيثَةٌ، أَيْ خِلْطٌ مِنْ حَيَّيْنِ.

وَمِمَّا قِيسَ عَلَى هَذَا: الْعَبَثُ، هُوَ الْفِعْلُ لَا يُفَعَلُ عَلَى اسْتِوَاءٍ وَخُلُوصِ صَوَابٍ. تَقُولُ: عَبِثَ يَعْبَثُ عَبَثًا، وَهُوَ عَابِــثٌ بِمَا لَا يَعْنِيهِ وَلَيْسَ مِنْ بَالِهِ، وَفِي الْقُرْآنِ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [المؤمنون: 115] ، أَيْ لَعِبًا. وَالْقِيَاسُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ وَاحِدٌ.

غَمَزَ 

(غَمَزَ) الْغَيْنُ وَالْمِيمُ وَالزَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ، وَهُوَ كَالنَّخْسِ فِي الشَّيْءِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ يُسْتَعَارُ. مِنْ ذَلِكَ: غَمَزْتُ الشَّيْءَ بِيَدِي غَمْزًا. ثُمَّ يُقَالُ: غَمَزَ، إِذَا عَابَ وَذَكَرَ بِغَيْرِ الْجَمِيلِ. وَالْمَغَامِزُ: الْمَعَايِبُ. وَفِي عَقْلِ فُلَانٍ غَمِيزَةٌ، كَأَنَّهُ يُسْتَضْعَفُ. وَمِمَّا يُسْتَعَارُ: غَمَزَ بِجَفْنِهِ: أَشَارَ. وَمِنْهُ: غَمَزَ الدَّابَّةُ مِنْ رِجْلِهِ، كَأَنَّهُ يَغْمِزُ الْأَرْضَ بِرِجْلِهِ.

عَطَلَ 

(عَطَلَ) الْعَيْنُ وَالطَّاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى خُلُوٍّ وَفَرَاغٍ. نَقُولُ: عُطِّلَتِ الدَّارُ، وَدَارٌ مُعَطَّلَةٌ وَمَتَى تُرِكَتِ الْإِبِلُ بِلَا رَاعٍ فَقَدْ عُطِّلَتْ، وَكَذَلِكَ الْبِئْرُ إِذَا لَمْ تُورَدْ وَلَمْ يُسْتَقَ [مِنْهَا] . قَالَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: {وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ} [الحج: 45] ، وَقَالَ - تَعَالَى -: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} [التكوير: 4] . وَكُلُّ شَيْءٍ خَلَا مِنْ حَافِظٍ فَقَدْ عُطِّلَ. مِنْ ذَلِكَ تَعْطِيلُ الثُّغُورِ وَمَا أَشْبَهَهَا. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ: الْعَطَلُ وَهُوَ اللُ، يُقَالُ امْرَأَةٌ عَاطِلٌ، إِذَا كَانَتْ لَا حَلْيَ لَهَا، وَالْجَمْعُ عَوَاطِلُ. قَالَ:

يَرُضْنَ صِــعَابَ الدُّرِّ فِي كُلِّ حِجَّةٍ ... وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَعْنَاقُهُنَّ عَوَاطِلَا

وَقَوْسٌ عُطُلٌ: لَا وَتَرَ عَلَيْهَا. وَخَيْلٌ أَعْطَالٌ: لَا قَلَائِدَ لَهَا.

وَشَذَّتْ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ كَلِمَةٌ، وَهِيَ النَّاقَةُ الْعَيْطَلُ، وَهِيَ الطَّوِيلَةُ فِي حُسْنٍ. وَرُبَّمَا وُصِفَتْ بِذَلِكَ الْمَرْأَةُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي النَّاقَةِ:

نَصَبْتُ لَهُ ظَهْرِي عَلَى مَتْنِ عِرْمِسٍ ... رُوَاعِ الْفُؤَادِ حُرَّةِ الْوَجْهِ عَيْطَلِ

عَرَضَ 

(عَرَضَ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالضَّادُ بِنَاءٌ تَكْثُرُ فُرُوعُهُ، وَهِيَ مَعَ كَثْرَتِهَا تَرْجِعُ إِلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ الْعَرْضُ الَّذِي يُخَالِفُ الطُّولَ. وَمَنْ حَقَّقَ النَّظَرَ وَدَقَّقَهُ عَلِمَ صِحَّةَ مَا قُلْنَاهُ، وَقَدْ شَرَحْنَا ذَلِكَ شَرْحًا شَافِيًا.

فَالْعَرْضُ: خِلَافُ الطُّولِ. تَقُولُ مِنْهُ: عَرُضَ الشَّيْءُ يَعْرُضُ عِرَضًا، فَهُوَ عَرِيضٌ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَرُضَ عَرَاضَةً. وَأَنْشَدَ:

إِذَا ابْتَدَرَ الْقَوْمُ الْمَكَارِمَ عَزَّهُمْ ... عَرَاضَةُ أَخْلَاقِ ابْنِ لَيْلَى وَطُولُهَا

وَقَوْسٌ عُرَاضَةٌ: عَرِيضَةٌ. وَأَعْرَضَتِ الْمَرْأَةُ أَوْلَادَهَا: وَلَدَتْهُمْ عِرَاضًا، كَمَا يُقَالُ أَطَالَتْ فِي الطُّولِ.

وَمِنَ الْبَابِ: عَرَضَ الْمَتَاعَ يَعْرِضُهُ عَرْضًا. وَهُوَ كَأَنَّهُ فِي ذَاكَ قَدْ أَرَاهُ عَرْضَهُ. وَعَرَّضَ الشَّيْءَ تَعْرِيضًا: جَعَلَهُ عَرِيضًا.

وَمِنْ ذَلِكَ عَرْضُ الْجُنْدِ: أَنْ تُمِرَّهُمْ عَلَيْكَ، وَذَلِكَ كَأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى الْعَارِضِ مِنْ حَالِهِمْ. وَيُقَالُ لِلْمَعْرُوضِ مِنْ ذَلِكَ: عَرَضٌ مُتَحَرِّكَةٌ، كَمَا يُقَالُ قَبَضَ قَبَضًا، وَقَدْ أَلْقَاهُ فِي الْقَبَضِ. وَعَرَضُوهُمْ عَلَى السَّيْفِ عَرْضًا، كَأَنَّ السَّيْفَ أَخَذَ عَرْضَ الْقَوْمِ فَلَمْ يَفُتْهُ أَحَدٌ. وَعَرَضْتُ الْعُودَ عَلَى الْإِنَاءِ أَعْرُضُهُ بِضَمِّ الرَّاءِ، إِذَا وَضَعْتَهُ عَلَيْهِ عَرْضًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «هَلَّا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ» . وَيُقَالُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ: عَرَضَ يَعْرِضُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَمَا عَرَضْتُ لِفُلَانٍ وَلَا تَعْرِضْ لَهُ، وَذَلِكَ أَنْ تَجْعَلَ عَرْضَكَ بِإِزَاءِ عَرْضِهِ. وَيُقَالُ: عَرَضَ الرُّمْحَ يَعَرِضُهُ عَرْضًا. قَالَ النَّابِغَةُ:

لَهُنَّ عَلَيْهِمْ عَادَةٌ قَدْ عَرَفْنَهَا ... إِذَا عَرَضُوا الْخَطِّيَّ فَوْقَ الْكَوَاثِبِ

وَعَرَضَ الْفَرَسُ فِي عَدْوِهِ عَرْضًا، كَأَنَّهُ يُرِي النَّاظِرَ عَرْضَهُ. قَالَ:

يَعْرِضُ حَتَّى يَنْصِبَ الْخَيْشُومَا قَالُوا: إِذَا عَدَا عَارِضًا صَدْرَهُ، أَوْ مَائِلًا بِرَأْسِهِ. وَيُقَالُ: عَرَضَ فُلَانٌ مِنْ سِلْعَتِهِ، إِذَا عَارَضَ بِهَا، أَعْطَى وَاحِدَةً وَأَخَذَ أُخْرَى. وَمِنْهُ:

هَلْ لَكَ وَالْعَارِضُ مِنْكَ عَائِضُ

أَيْ يُعَارِضُكِ فَيَأْخُذُ مِنْكِ شَيْئًا، وَيُعْطِيكَ شَيْئًا. وَيُقَالُ: عَرَضْتُ أَعْوَادًا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَاعْتَرَضَتْ هِيَ. قَالَ أَبُو دُوَادٍ:

تَرَى الرِّيشَ فِي جَوْفِهِ طَامِيًا ... كَعَرْضِكَ فَوْقَ نِصَالٍ نِصَالَا

يَصِفُ الْمَاءَ أَنَّ الرِّيشَ بَعْضُهُ مُعْتَرِضٌ فَوْقَ بَعْضٍ، كَمَا يَعْتَرِضُ النَّصْلُ عَلَى النَّصْلِ كَالصَّلِيبِ. وَيُقَالُ: عَرَضْتُ لَهُ مِنْ حَقِّهِ ثَوْبًا فَأَنَا أَعْرِضُهُ، إِذَا كَانَ لَهُ حَقٌّ فَأَعْطَاهُ ثَوْبًا، كَأَنَّهُ جَعَلَ عَرْضَ هَذَا بِإِزَاءِ عَرْضِ حَقِّهِ الَّذِي كَانَ لَهُ. وَيُقَالُ: أَعْيَا فَاعْتَرَضَ عَلَى الْبَعِيرِ.

وَذَكَرَ الْخَلِيلُ: أَعْرَضْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتُهُ عَرِيضًا. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: " أَعْرَضْتَ الْقِرْفَةَ ". وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: " أَعْرَضْتَ الْفُرْقَةَ " وَلَعَلَّهُ أَجْوَدُ، وَذَلِكَ لِلرَّجُلِ يُقَالُ لَهُ: مَنْ تَتَّهِمُ؟ فَيَقُولُ: أَتَّهِمُ بَنِي فُلَانٍ، لِلْقَبِيلَةِ بِأَسْرِهَا. فَيُقَالُ لَهُ: أَعْرَضْتَ الْقِرْفَةَ، أَيْ جِئْتَ بِتُهْمَةٍ عَرِيضَةٍ تَعْتَرِضُ الْقَبِيلَ بِأَسْرِهِ.

وَمِنَ الْبَابِ: أَعْرَضْتُ عَنْ فُلَانٍ، وَأَعْرَضْتُ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، وَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ. وَهَذَا هُوَ الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ; لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَا وَلَّاهُ عَرْضَهُ. وَالْعَارِضُ إِنَّمَا هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَرْضِ الَّذِي هُوَ خِلَافُ الطُّولِ. وَيُقَالُ: أَعْرَضَ لَكَ الشَّيْءُ مِنْ بَعِيدٍ، فَهُوَ مُعْرِضٌ، وَذَلِكَ إِذَا ظَهَرَ لَكَ وَبَدَا. وَالْمَعْنَى أَنَّكَ رَأَيْتَ عَرْضَهُ. قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ:

وَأَعْرَضَتِ الْيَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ ... كَأَسْيَافٍ بِأَيْدِي مُصْلِتِينَا

[وَ] تَقُولُ: عَارَضْتُ فُلَانًا فِي السَّيْرِ، إِذَا سِرْتَ حِيَالَهُ. وَعَارَضْتُهُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، إِذَا أَتَيْتَ إِلَيْهِ مِثْلَ مَا أَتَى إِلَيْكَ. وَمِنْهُ اشْتُقَّتِ الْمُعَارَضَةُ. وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ، كَأَنَّ عَرْضَ الشَّيْءِ الَّذِي يَفْعَلُهُ مِثْلُ عَرْضِ الشَّيْءِ الَّذِي أَتَاهُ. وَقَالَ طُفَيْلٌ:

وَعَارَضْتُهَا رَهْوًا عَلَى مُتَتَابِعٍ ... نَبِيلِ الْقُصَيْرَى خَارِجِيٍّ مُحَنَّبِ

وَيُقَالُ: اعْتَرَضَ فِي الْأَمْرِ فُلَانٌ، إِذَا أَدْخَلَ نَفْسَهُ فِيهِ. وَعَارَضْتُ فُلَانًا فِي الطَّرِيقِ، وَعَارَضْتُهُ بِالْكِتَابِ، وَاعْتَرَضْتُ أُعْطِي مَنْ أَقَبَلَ وَأَدْبَرَ. وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ. وَاعْتَرَضَ فُلَانٌ عِرْضَ فُلَانٍ يَقَعُ فِيهِ، أَيْ يَفْعَلُ فِعْلًا يَأْخُذُ عَرْضَ عِرْضِهِ. وَاعْتَرَضَ الْفَرَسُ، إِذَا لَمْ يَسْتَقِمْ لِقَائِدِهِ. قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

وَأَرَانِي الْمَلِيكُ رُشْدِي وَقَدْ كُنْ ... تُ أَخَا عُنْجُهِيَّةٍ وَاعْتِرَاضِ

وَتَعَرَّضَ لِي فُلَانٌ بِمَا أَكْرَهُ. وَرَجُلٌ عِرِّيضٌ، أَيْ مُتَعَرِّضٌ. وَمِنَ الْبَابِ: اسْتَعْرَضَ الْخَوَارِجُ النَّاسَ، إِذَا لَمْ يُبَالُوا مَنْ قَتَلُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: " «كُلِ الْجُبْنَ عُرْضًا» "، أَيِ اعْتَرِضْهُ كَيْفَ كَانَ وَلَا تَسْأَلْ عَنْهُ. وَهَذَا كَمَا قُلْنَاهُ فِي إِعْرَاضِ الْقِرْفَةِ. وَالْمُعْرِضُ: الَّذِي يَعْتَرِضُ النَّاسَ يَسْتَدِينُ مِمَّنْ أَمْكَنَهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: " أَلَا إِنَّ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ ادَّانَ مُعْرِضًا ".

وَمِنَ الْبَابِ الْعِرْضُ: عِرْضُ الْإِنْسَانِ. قَالَ قَوْمٌ: هُوَ حَسَبُهُ، وَقَالَ آخَرُونَ: نَفْسُهُ. وَأَيَّ ذَلِكَ كَانَ فَهُوَ مِنَ الْعَرْضِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ.

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِرْضَ: رِيحُ الْإِنْسَانِ طَيِّبَةً كَانَتْ أَمْ غَيْرَ طَيِّبَةٍ، فَهَذَا طَرِيقُ الْمُجَاوَزَةِ، لِأَنَّهَا لَمَّا كَانَتْ مِنْ عِرْضِهِ سُمِّيَتْ عِرْضًا. وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «إِنَّمَا هُوَ عَرَقٌ يَجْرِي مِنْ أَعْرَاضِهِمْ» أَيْ أَبْدَانِهِمْ، يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا. وَاسْتَدَلُّوا عَلَى أَنَّ الْعِرْضَ: النَّفْسُ بِقَوْلِ حَسَّانَ، يَمْدَحُ رَسُولَ اللَّهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -:

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَتِي وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ

وَتَقُولُ: هُوَ نَقِيُ الْعِرْضِ، أَيْ بَعِيدٌ مِنْ أَنْ يُشْتَمَ أَوْ يُــعَابَوَمِنَ الْبَابِ: مَعَارِيضُ الْكَلَامِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَخْرُجُ فِي مِعْرَضٍ غَيْرِ لَفْظِهِ الظَّاهِرِ، فَيُجْعَلُ هَذَا الْمِعْرَضِ لَهُ كَمِعْرَضِ الْجَارِيَةِ، وَهُوَ لِبَاسُهَا الَّذِي تُعْرَضُ فِيهِ، وَذَلِكَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَرْضِ. وَقَدْ قُلْنَا فِي قِيَاسِ الْعَرْضِ مَا كَفَى.

وَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: عَرَفْتُ ذَاكَ فِي عَرُوضِ كَلَامِهِ، أَيْ فِي مَعَارِيضِ كَلَامِهِ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعَرْضُ: الْجَيْشُ الْعَظِيمُ، وَهَذَا عَلَى مَعْنَى التَّشْبِيهِ بِالْعَرْضِ مِنَ السَّحَابِ، وَهُوَ مَا سَدَّ بِعَرْضِهِ الْأُفُقَ. قَالَ:

كُنَّا إِذَا قُدْنَا لِقَوْمٍ عَرْضَا

أَيْ جَيْشًا كَأَنَّهُ جَبَلٌ أَوْ سَحَابٌ يَسُدُّ الْأُفُقَ، وَقَالَ دُرَيْدٌ:

نَعِيَّةُ مِنْسَرٍ أَوْ عَرْضُ جَيْشٍ ... تَضِيقُ بِهِ خُرُوقُ الْأَرْضِ مَجْرِ

وَكَانَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: الْأَعْرَاضُ: الْجِبَالُ وَالْأَوْدِيَةُ وَالسَّحَابُ، الْوَاحِدُ عِرْضٌ. كَذَا قَالَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا بِالْفَتْحِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْعَرْضُ: سَنَدُ الْجَبَلِ. وَأَنْشَدَ:

أَلَا تَرَى بِكُلِّ عَرْضٍ مُعْرِضِ وَأَنْشَدَ الْأَصْمَعِيُّ:

كَمَا تَدَهْدَى مِنَ الْعَرْضِ الْجَلَامِيدُ

وَالْعَرِيضُ: الْجَدْيُ إِذَا نَزَا [أَوْ] يَكَادُ يَنْزُوَ، وَذَلِكَ إِذَا بَلَغَ. وَهَذَا قِيَاسُهُ أَيْضًا قِيَاسُ الْبَابِ، وَهُوَ مِنَ الْعَرْضِ، وَجَمْعُهُ عُرْضَانٌ.

فَأَمَّا عَرُوضُ الشِّعْرِ فَقَالَ قَوْمٌ: مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَرُوضِ، وَهِيَ النَّاحِيَةُ، كَأَنَّهُ نَاحِيَةٌ مِنَ الْعِلْمِ. وَأَنْشَدَ فِي الْعَرُوضِ:

لِكُلِّ أُنَاسٍ مِنْ مَعَدٍّ عِمَارَةٌ ... عَرُوضٌ إِلَيْهَا يَلْجَئُونَ وَجَانِبُ

وَقَالَ آخَرُونَ: الْعَرِيضُ: الطَّرِيقُ الصَّعْبُ، ذَلِكَ يَكُونُ فِي عَرْضِ جَبَلٍ، فَقَدْ صَارَ بَابُهُ قِيَاسَ سَائِرِ الْبَابِ. قَالُوا: وَهَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ: نَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ، إِذَا كَانَتْ صَعْبَةً. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهَا لَا تَسْتَقِيمُ فِي السَّيْرِ، بَلْ تَعْتَرِضُ. قَالَ الشَّاعِرُ:

وَمَنَحْتُهَا قَوْلِي عَلَى عُرْضِيَّةٍ ... عُلُطٍ أُدَارِي ضِغْنَهَا بِتَوَدُّدِ

وَمِنَ الْبَابِ: عُرْضُ الْحَائِطِ، وَعُرْضُ الْمَالِ، وَعُرْضُ النَّهْرِ، وَيُرَادُ بِهِ وَسَطُهُ. وَذَلِكَ مِنَ الْعَرْضِ أَيْضًا. وَقَالَ لَبِيدٌ:

فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعَا ... مَسْجُورَةً مُتَجَاوِرًا قُلَّامُهَا وَعُرْضُ الْمَالِ مِنْ ذَلِكَ، وَكُلُّهُ الْوَسَطُ. وَكَانَ اللِّحْيَانِيُّ يَقُولُ: فُلَانٌ شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، أَيِ النَّاحِيَةِ. وَالْعَرَضُ مِنْ أَحْدَاثِ الدَّهْرِ، كَالْمَرَضِ وَنَحْوِهِ، سُمِّيَ عَرَضًا لِأَنَّهُ يَعْتَرِضُ، أَيْ يَأْخُذُهُ فِيمَا عَرَضَ مِنْ جَسَدِهِ. وَالْعَرَضُ: طَمَعُ الدُّنْيَا، قَلِيلًا [كَانَ] أَوْ كَثِيرًا. وَسُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يُعْرِضُ، أَيْ يُرِيكَ عُرْضَهُ. وَقَالَ:

مَنْ كَانَ يَرْجُو بَقَاءً لَا نَفَادَ لَهُ ... فَلَا يَكُنْ عَرَضُ الدُّنْيَا لَهُ شَجَنَا

وَيُقَالُ: " الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ، يَأْخُذُ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ". فَأَمَّا قَوْلُهُ: - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرْضِ» . فَإِنِّمَا سَمِعْنَاهُ بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَهُوَ كُلُّ مَا كَانَ مِنَ الْمَالِ غَيْرَ نَقْدٍ ; وَجَمْعُهُ عُرُوضٌ. فَأَمَّا الْعَرَضُ بِفَتْحِ الرَّاءِ، فَمَا يُصِيبُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ حَظِّهِ مِنَ الدُّنْيَا. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} [الأعراف: 169] .

وَقَالَ الْخَلِيلُ: فُلَانٌ عُرْضَةٌ لِلنَّاسِ: لَا يَزَالُونَ يَقَعُونَ فِيهِ. وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَعْتَرِضُونَ عُرْضَهُ. وَالْمِعْرَاضُ: سَهْمٌ لَهُ أَرْبَعُ قُذَذٍ دِقَاقٍ، وَإِذَا رُمِيَ بِهِ اعْتَرَضَ. قَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ السَّهْمُ الَّذِي يُرْمَى بِهِ لَا رِيشَ لَهُ يَمْضِي عَرْضًا.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، فَقَدْ ذَكَرْنَا مَا قَالَهُ اللِّحْيَانِيُّ فِيهِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ شَدِيدُ الْعَارِضَةِ، أَيْ ذُو جَلَدٍ وَصَرَامَةٍ. وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ، أَيْ شَدِيدٌ مَا يَعْرِضُ لِلنَّاسِ مِنْهُ. وَعَارِضَةُ الْوَجْهِ: مَا يَبْدُو مِنْهُ عِنْدَ الضَّحِكِ. وَزَعَمَ أَنَّ أَسْنَانَ الْمَرْأَةِ تُسَمَّى الْعَوَارِضَ وَالْقِيَاسُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ وَاحِدٌ. قَالَ عَنْتَرَةُ:

وَكَأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ ... سَبَقَتْ عَوَارِضُهَا إِلَيْكَ مِنَ الْفَمِ

وَرَجُلٌ خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ، يَعْنِي عَارِضَيِ اللِّحْيَةِ. وَقَالَ أَبُو لَيْلَى: الْعَوَارِضُ الضَّوَاحِكُ، لِمَكَانِهَا فِي عَرْضِ الْوَجْهِ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَارِضَا الرَّجُلِ: شَعْرُ خَدَّيْهِ، لَا يُقَالُ لِلْأَمْرَدِ: امْسَحْ عَارِضَيْكَ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: يَمْشِي الْعِرَضْنَى، فَالنُّونُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَهُوَ الَّذِي يَشْتَقُّ فِي عَدْوِهِ مُعْتَرِضًا. قَالَ الْعَجَّاجُ:

تَعْدُو الْعِرَضْنَى خَيْلُهُمْ حَرَاجِلًا

وَامْرَأَةٌ عُرْضَةٌ: ضَخْمَةٌ قَدْ ذَهَبَتْ مِنْ سِمَنِهَا عَرْضًا.

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَوَارِضُ: سَقَائِفُ الْمَحْمَلِ الْعِرَاضُ الَّتِي أَطْرَافُهَا فِي الْعَارِضَيْنِ، وَذَلِكَ أَجْمَعُ هُوَ سَقْفُ الْمِحْمَلِ. وَكَذَلِكَ عَوَارِضُ سَقْفِ الْبَيْتِ إِذَا وُضِعَتْ عَرْضًا. وَقَالَ أَيْضًا: عَارِضَةُ الْبَابِ هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي هِيَ مِسَاكُ الْعِضَادَتَيْنِ مِنْ فَوْقُ. وَالْعَرْضِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ، وَلَعَلَّ لَهُ عَرْضًا. قَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ: هَزَّتْ قَوَامًا يَجْهَدُ الْعَرْضِيَّا ... هَزَّ الْجَنُوبِ النَّخْلَةَ الصَّفِيَّا

وَكُلُّ شَيْءٍ أَمْكَنَكَ مِنْ عَرْضِهِ فَهُوَ مُعْرِضٌ لَكَ، بِكَسْرِ الرَّاءِ. وَيُقَالُ: أَعْرَضَ لَكَ الظَّبْيُ فَارْمِهِ، إِذَا أَمْكَنَكَ مِنْ عَرْضِهِ ; مِثْلُ أَفْقَرَ وَأَعْوَرَ.

وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: " فُلَانٌ عَرِيضُ الْبِطَانِ "، إِذَا أَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ. وَيُقَالُ: ضَرَبَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ عِرَاضًا، إِذَا ضَرَبَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُقَادَ إِلَيْهَا. وَهَذَا مِنْ قَوْلِنَا: اعْتَرَضَ الشَّيْءَ: أَتَاهُ مِنْ عُرْضٍ، كَأَنَّهُ اعْتَرَضَهَا مِنْ سَائِرِ النُّوقِ: قَالَ الرَّاعِي:

نَجَائِبُ لَا يُلْقَحْنَ إِلَّا يَعَارَةً ... عِرَاضًا وَلَا يُبْتَعْنَ إِلَّا غَوَالِيَا

وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَقِحَتِ النَّاقَةُ عِرَاضًا، أَيْ ذَهَبَتْ إِلَى فَحْلٍ لَمْ تُقَدْ إِلَيْهِ. وَالْعَارِضُ: السَّحَابُ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُ قِيَاسِهِ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى: {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24] . وَالْعَارِضُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا يَسْتَقْبِلُكَ، كَالْعَارِضِ مِنَ السَّحَابِ وَنَحْوِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْعَارِضُ مِنَ السَّحَابِ: الَّذِي يَعْرِضُ فِي قُطْرٍ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاءِ مِنَ الْعَشِيِّ ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ حَبَا وَاسْتَوَى. وَيُقَالُ لَهُ: الْعَانُّ بِالتَّشْدِيدِ.

وَمِنَ الْمُشْتَقِّ مِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: مَرَّ بِي عَارِضٌ مِنْ جَرَادٍ، إِذَا مَلَأَ الْأُفُقَ. وَلِفُلَانٍ عَلَى أَعْدَائِهِ عُرْضِيَّةٌ، أَيْ صُعُوبَةٌ. وَهَذَا مِنْ قَوْلِنَا نَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ، وَقَدْ ذُكِرَ قِيَاسُهُ. وَيُقَالُ: إِنَّ التَّعْرِيضَ مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْإِبِلِ مِنْ مِيرَةٍ أَوْ زَادٍ. وَهَذَا مُشْتَقٌّ مِنْ أَنَّهُ يُعْرَضُ عَلَى مَنْ لَعَلَّهُ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ. وَيُقَالُ: عَرِّضُوا مِنْ مِيرَتِكُمْ، أَيْ أَطْعِمُونَا مِنْهَا. قَالَ: حَمْرَاءَ مِنْ مُعَرِّضَاتِ الْغِرْبَانِ

يَصِفُ نَاقَةً لَهُ عَلَيْهَا الْمِيرَةُ فَهِيَ تَتَقَدَّمُ الْإِبِلَ وَيَنْفَتِحُ مَا عَلَيْهَا لِسُرْعَتِهَا فَتَسْقُطُ الْغِرْبَانُ عَلَى أَحْمَالِهَا، فَكَأَنَّهَا عَرَّضَتْ لِلْغِرْبَانِ مِيرَتَهُمْ. وَيُقَالُ لِلْإِبِلِ الَّتِي تَبْعُدُ آثَارُهَا فِي الْأَرْضِ: الْعُرَاضَاتُ، أَيْ إِنَّهَا تَأْخُذُ فِي الْأَرْضِ عَرْضًا فَتَبِينُ آثَارُهَا. وَيَقُولُونَ: " إِذَا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَرًا، وَلَمْ تَرَ فِيهَا مَطَرًا، فَأَرْسِلِ الْعُرَاضَاتِ أَثَرًا، يَبْغِينَكَ فِي الْأَرْضِ مَعْمَرًا ".

وَيُقَالُ: نَاقَةٌ عُرْضَةٌ لِلسَّفَرِ، أَيْ قَوِيَّةٌ عَلَيْهِ. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهَا لِقُوَّتِهَا تُعْرَضُ أَبَدًا لِلسَّفَرِ. فَأَمَّا الْعَارِضَةُ مِنَ النُّوقِ أَوِ الشَّاءِ، فَإِنَّهَا الَّتِي تُذْبَحُ لِشَيْءٍ يَعْتَرِيهَا. وَقَالَ:

مِنْ شِوَاءٍ لَيْسَ مِنْ عَارِضَةٍ ... بِيَدَيْ كُلِّ هَضُومٍ ذِي نَفَلْ

وَهَذَا عِنْدَنَا مِمَّا جُعِلَ فِيهِ الْفَاعِلُ مَكَانَ الْمَفْعُولِ ; لِأَنَّ الْعَارِضَةَ هِيَ الَّتِي عُرِضَ لَهَا بِمَرَضٍ، كَمَا يَقُولُونَ: سِرٌّ كَاتِمٌ. وَمَعْنَى عُرِضَ لَهَا أَنَّ الْمَرَضَ أَعْرَضَهَا، وَتَوَسَّعُوا فِي ذَلِكَ حَتَّى بَنَوُا الْفِعْلَ مَنْسُوبًا إِلَيْهَا، فَقَالُوا: عَرَضَتْ. قَالَ الشَّاعِرُ: إِذَا عَرَضَتْ مِنْهَا كَهَاةٌ سَمِينَةٌ ... فَلَا تُهْدِ مِنْهَا وَاتَّشِقْ وَتَجَبْجَبِ

وَالْعِرْضُ: الْوَادِي، وَالْعِرْضُ: وَادٍ بِالْيَمَامَةِ. قَالَ الْأَعْشَى:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْعِرْضَ أَصْبَحَ بَطْنُهُ ... نَخِيلًا وَزَرْعًا نَابِتًا وَفَصَافِصَا

وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ:

فَهَذَا أَوَانُ الْعِرْضِ حَيَّ ذُبَابُهُ ... زَنَابِيرُهُ وَالْأَزْرَقُ الْمُتَلَمِّسُ

وَمِنَ الْبَابِ: نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَرْضَ عَيْنٍ، أَيِ اعْتَرَضْتُهُ عَلَى عَيْنِي. وَرَأَيْتُ فُلَانًا عَرْضَ عَيْنٍ، أَيْ لَمْحَةً. وَمَعْنَى هَذَا أَنَّهُ عَرَضَ لِعَيْنِي، فَرَأَيْتُهُ. وَيُقَالُ: عَلِقْتُ فُلَانًا عَرَضًا، أَيِ اعْتِرَاضًا مِنْ غَيْرِ اسْتِعْدَادٍ مِنِّي لِذَلِكَ وَلَا إِرَادَةٍ. وَهَذَا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ عِرَاضِ الْبَعِيرِ وَالنَّاقَةِ. وَأَنْشَدَ:

عُلِّقْتُهَا عَرَضًا وَأَقْتُلُ قَوْمَهَا ... زَعْمًا لَعَمْرُ أَبِيكِ لَيْسَ بِمَزْعَمِ

وَيُقَالُ: أَصَابَهُ سَهْمُ عَرَضٍ، إِذَا جَاءَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرِي مَنْ رَمَاهُ. وَهَذَا مِنَ الْبَابِ أَيْضًا كَأَنَّهُ جَاءَهُ عَرَضًا مِنْ حَيْثُ لَمْ يُقْصَدْ بِهِ، كَمَا ذَكَرْنَاهُ فِي الْمِعْرَاضِ مِنَ السِّهَامِ.

وَالْمَعَارِضُ: جَمْعُ مَعْرَضٍ وَهِيَ بِلَادٌ تُعْرَضُ فِيهَا الْمَاشِيَةُ لِلرَّعْيِ. قَالَ: أَقُولُ لِصَاحِبَيَّ وَقَدْ هَبَطْنَا ... وَخَلَّفْنَا الْمَعَارِضَ وَالْهِضَابَا

عَرَزَ 

(عَرَزَ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالزَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى اسْتِصْــعَابٍ وَانْقِبَاضٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: اسْتَعْرَزَ عَلَيَّ مِثْلُ اسْتَصْعَبَ. وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ صَحِيحٌ، وَحُجَّتُهُ قَوْلُ الشَّمَّاخِ:

وَكُلُّ خَلِيلٍ غَيْرِ هَاضِمِ نَفْسِهِ ... لِوَصْلِ خَلِيلٍ صَارِمٌ أَوْ مُعَارِزُ

أَرَادَ الْمُنْقَبِضَ عَنْهُ.

وَالْعَرَبُ تَقُولُ: " الِاعْتِرَازُ الِاحْتِرَازُ "، أَيِ الِانْقِبَاضُ دَاعِيَةُ الِاحْتِرَازِ. يَنْهَوْنَ عَنِ التَّبَسُّطِ وَالتَّذَرُّعِ، فَرُبَّمَا أَدَّى إِلَى مَكْرُوهٍ. وَيُقَالُ الْعَرْزُ: اللَّوْمُ وَالْعَتْبُ فِي بَيْتِ الشَّمَّاخِ، وَهُوَ يَرْجِعُ إِلَى ذَاكَ الَّذِي ذَكَرْنَا.

عَبَسَ 

(عَبَسَ) الْعَيْنُ وَالْبَاءُ وَالسِّينُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى تَكَرُّهٍ فِي شَيْءٍ. وَأَصْلُهُ الْعَبَسُ. مَا يَبِسَ عَلَى هُلْبِ الذَّنَبِ مِنْ بَعْرٍ وَغَيْرِهِ، وَهُوَ مِنَ الْإِبِلِ كَالْوَذَحِ مِنَ الشَّاءِ. قَالَ أَبُو النَّجْمِ:

كَأَنَّ فِي أَذْنَابِهِنَّ الشُّوَّلِ ... مِنْ عَبَسِ الصَّيْفِ قُرُونَ الْأُيَّلِ

وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ مَرَّ بِإِبِلٍ قَدْ عَبَسَتْ فِي أَبْوَالِهَا. وَقَالَ جَرِيرٌ يَذْكُرُ رَاعِيَةً:

تَرَى الْعَبَسَ الْحَوْلِيَّ جَوْنًا بِكُوعِهَا ... لَهَا مَسَكًا مِنْ غَيْرِ عَاجٍ وَلَا ذَيْلِ

ثُمَّ اشْتُقَّ مِنْ هَذَا: الْيَوْمُ الْعَبُوسُ، وَهُوَ الشَّدِيدُ الْكَرِيهُ. وَاشْتُقَّ مِنْهُ عَبَسَ الرَّجُلُ يَعْبِسُ عُبُوسًا، وَهُوَ عَابِــسُ الْوَجْهِ: غَضْبَانُ. وَعَبَّاسٌ، إِذَا كَثُرَ ذَلِكَ مِنْهُ.

عَبَدَ 

(عَبَدَ) الْعَيْنُ وَالْبَاءُ وَالدَّالُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ، كَأَنَّهُمَا مُتَضَادَّانِ، وَ [الْأَوَّلُ] مِنْ ذَيْنِكَ الْأَصْلَيْنِ يَدُلُّ عَلَى لِينٍ وَذُلٍّ، وَالْآخَرُ عَلَى شِدَّةٍ وَغِلَظٍ.

فَالْأَوَّلُ الْعَبْدُ، وَهُوَ الْمَمْلُوكُ، وَالْجَمَاعَةُ الْعَبِيدُ، وَثَلَاثَةُ أَعْبُدٍ وَهُمُ الْعِبَادُ. قَالَ الْخَلِيلُ: إِلَّا أَنَّ الْعَامَّةَ اجْتَمَعُوا عَلَى تَفْرِقَةِ مَا بَيْنَ عِبَادِ اللَّهِ وَالْعَبِيدِ الْمَمْلُوكِينَ. يُقَالُ هَذَا عَبْدٌ بَيِّنُ الْعُبُودَةِ. وَلَمْ نَسْمَعْهُمْ يَشْتَقُّونَ مِنْهُ فِعْلًا، وَلَوِ اشْتُقَّ لَقِيلَ عَبُدَ، أَيْ صَارَ عَبْدًا وَأَقَرَّ بِالْعُبُودَةِ، وَلَكِنَّهُ أُمِيتُ الْفِعْلُ فَلَمْ يُسْتَعْمَلْ. قَالَ: وَأَمَّا عَبَدَ يَعْبُدُ عِبَادَةً فَلَا يُقَالُ إِلَّا لِمَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ - تَعَالَى. يُقَالُ مِنْهُ عَبَدَ يَعْبُدُ عِبَادَةً، وَتَعَبَّدَ يَتَعَبَّدُ تَعَبُّدًا. فَالْمُتَعَبِّدُ: الْمُتَفَرِّدُ بِالْعِبَادَةِ. وَاسْتَعْبَدْتُ فُلَانًا: اتَّخَذْتُهُ عَبْدًا. وَأَمَّا عَبْدٌ فِي مَعْنَى خَدَمَ مَوْلَاهُ فَلَا يُقَالُ عَبَدَهُ، وَلَا يُقَالُ يَعْبُدُ مَوْلَاهُ. وَتَعَبَّدَ فُلَانٌ فُلَانًا، إِذَا صَيَّرَهُ كَالْعَبْدِ لَهُ وَإِنْ كَانَ حُرًّا. قَالَ:

تَعَبَّدَنِي نِمْرُ بْنُ سَعْدٍ وَقَدْ أُرَى ... وَنِمْرُ بْنُ سَعْدٍ لِي مُطِيعٌ وَمُهْطِعُ

وَيُقَالُ: أَعْبَدَ فُلَانٌ فُلَانًا، أَيْ جَعَلَهُ عَبْدًا. وَيُقَالُ لِلْمُشْرِكِينَ: عَبْدَةُ الطَّاغُوتِ وَالْأَوْثَانِ، وَلِلْمُسْلِمِينَ: عُبَّادٌ يَعْبُدُونَ اللَّهَ - تَعَالَى -. وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ: عَابِــدٌ وَعَبَدَ، كَخَادِمٍ وَخَدَمَ. وَتَأْنِيثُ الْعَبْدِ عَبْدَةٌ، كَمَا يُقَالُ مَمْلُوكٌ وَمَمْلُوكَةٌ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْعِبِدَّاءُ: جَمَاعَةُ الْعَبِيدِ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْعُبُودَةِ.

وَمِنَ الْبَابِ الْبَعِيرُ الْمُعَبَّدُ، أَيِ الْمَهْنُوءُ بِالْقَطْرَانِ. وَهَذَا أَيْضًا يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَاهُ لِأَنَّ ذَلِكَ يُذِلُّهُ وَيَخْفِضُ مِنْهُ. قَالَ طَرَفَةُ:

إِلَى أَنْ تَحَامَتْنِي الْعَشِيرَةُ كُلُّهَا ... وَأُفْرِدْتُ إِفْرَادَ الْبَعِيرِ الْمُعَبَّدِ

وَالْمُعَبَّدُ: الذَّلُولُ، يُوصَفُ بِهِ الْبَعِيرُ أَيْضًا.

وَمِنَ الْبَابِ: الطَّرِيقُ الْمُعَبَّدُ، وَهُوَ الْمَسْلُوكُ الْمُذَلَّلُ.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ الْعَبَدَةُ، وَهِيَ الْقُوَّةُ وَالصَّلَابَةُ; يُقَالُ هَذَا ثَوْبٌ لَهُ عَبْدَةٌ، إِذَا كَانَ صَفِيقًا قَوِيًّا. وَمِنْهُ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَةَ، بِفَتْحِ الْبَاءِ. وَمِنْ هَذَا الْقِيَاسِ الْعَبَدُ، مِثْلُ الْأَنَفِ وَالْحَمِيَّةِ. يُقَالُ: هُوَ يَعْبَدُ لِهَذَا الْأَمْرِ. وَفُسِّرَ قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْــعَابِــدِينَ} [الزخرف: 81] ، أَيْ أَوَّلُ مَنْ غَضِبَ عَنْ هَذَا وَأَنِفَ مِنْ قَوْلِهِ. وَذُكِرَ عَنْ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنَّهُ قَالَ: " «عَبِدْتُ فَصَمَتُّ» "، أَيْ أَنِفْتُ فَسَكَتُّ. وَقَالَ:

وَيَعْبَدُ الْجَاهِلُ الْجَافِي بِحَقِّهِمْ ... بَعْدَ الْقَضَاءِ عَلَيْهِ حِينَ لَا عَبَدُ

وَقَالَ آخَرُ:

وَأَعْبَدُ أَنْ تُهْجَى كَلِيبٌ بِدَارِمِ

أَيْ آنَفُ مِنْ ذَلِكَ وَأَغْضَبُ مِنْهُ:

عَفَرَ 

(عَفَرَ) الْعَيْنُ وَالْفَاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ، وَلَهُ مَعَانٍ. فَالْأَوَّلُ لَوْنٌ مِنَ الْأَلْوَانِ، وَالثَّانِي نَبْتٌ، وَالثَّالِثُ شِدَّةٌ وَقُوَّةٌ، وَالرَّابِعُ زَمَانٌ، وَالْخَامِسُ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِ الْحَيَوَانِ.

فَالْأَوَّلُ: الْعُفْرَةُ فِي الْأَلْوَانِ، وَهُوَ أَنْ يَضْرِبَ إِلَى غُبْرَةٍ فِي حُمْرَةٍ; وَلِذَلِكَ سُمِّيَ التُّرَابُ الْعَفَرُ. يُقَالُ: عَفَّرْتُ الشَّيْءَ فِي التُّرَابِ تَعْفِيرًا. وَاعْتَفَرَ الشَّيْءُ: سَقَطَ فِي الْعَفَرِ. قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ذَوَائِبَ الْمَرْأَةِ، وَأَنَّهَا إِذَا أَرْسَلَتْهَا سَقَطَتْ عَلَى الْأَرْضِ. تَهْلَكُ الْمِدْرَاةُ فِي أَكْنَافِهِ ... وَإِذَا مَا أَرْسَلَتْهُ يَعْتَفِرْ

قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْعَفَرُ ظَاهِرُ تُرَابِ الْأَرْضِ، بِفَتْحِ الْفَاءِ، وَتَسْكِينِهَا. قَالَ: " وَالْفَتْحُ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ ".

وَيُقَالُ لِلظَّبْيِ أَعْفَرُ لِلَوْنِهِ. قَالَ:

يَقُولُ لِيَ الْأَنْبَاطُ إِذْ أَنَا سَاقِطٌ بِهِ ... لَا بِظَبْيٍ فِي الصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا

قَالَ: وَإِنَّمَا يُنْسَبُ إِلَى اسْمِ التُّرَابِ. وَكَذَلِكَ الرَّمْلُ الْأَعْفَرُ. قَالَ: وَالْيَعْفُورُ الْخِشْفُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ لُزُوقِهِ بِالْأَرْضِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: " الْعَفِيرُ لَحْمٌ يُجَفَّفُ عَلَى الرَّمْلِ فِي الشَّمْسِ ".

وَمِنَ الْبَابِ: شَرِبْتُ سَوِيقًا عَفِيرًا، وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يُلَتَّ بِزَيْتٍ وَلَا سَمْنٍ.

فَأَمَّا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، مِنْ قَوْلِهِمْ: " وَقَعُوا فِي عَافُورِ شَرٍّ " مِثْلُ عَاثُورٍ، فَمُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْعَفَرِ، وَهُوَ التُّرَابُ، وَمُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ الْفَاءُ مُبْدَلَةً مِنْ ثَاءٍ. وَقَدْ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: إِنَّ ذَلِكَ مُشْتَقٌّ مَنْ عَفَّرَهُ، أَيْ صَرَعَهُ وَمَرَّغَهُ فِي التُّرَابِ. وَأَنْشَدَ:

جَاءَتْ بِشَرٍّ مَجْنَبٍ عَافُورِ فَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ أَنَّ الْعَفْرَ: بَذْرُ النَّاسِ الْحُبُوبَ، فَيَقُولُونَ عَفَرُوا أَيْ بَذَرُوا، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا; لِأَنَّ ذَلِكَ يُلْقَى فِي التُّرَابِ.

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَرُوِيَ فِي حَدِيثٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ: " مَا قَرِبْتُ امْرَأَتِي مُنْذُ عَفَّرْنَا ".

ثُمَّ يَحْمَلُ عَلَى هَذَا الْعَفَارِ، وَهُوَ إِبَارُ النَّخْلِ وَتَلْقِيحُهُ. وَقَدْ قِيلَ فِي عَفَارِ النَّخْلِ غَيْرُ هَذَا، وَقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ.

وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعُفْرُ: اللَّيَالِي الْبِيضُ. وَيُقَالُ لِلَّيْلَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنَ الشَّهْرِ عَفْرَاءُ، وَهِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا لَيْلَةُ السَّوَاءِ. وَيُقَالُ إِنَّ الْعُفْرَ: الْغَنَمُ الْبِيضُ الْجُرْدُ، يُقَالُ قَوْمٌ مُعْفِرُونَ وَمُضِيئُونَ. قَالَ: وَهُذَيْلٌ مُعْفِرَةٌ، وَلَيْسَ فِي الْعَرَبِ قَبِيلَةٌ مُعْفِرَةٌ غَيْرُهَا.

وَيَقُولُونَ: مَا عَلَى عَفَرِ الْأَرْضِ مِثْلُهُ، أَيْ عَلَى وَجْهِهَا.

وَمِنَ الْبَابِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -، «كَانَ إِذَا سَلَّمَ جَافَى عَضُدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ حَتَّى يُرَى مِنْ خَلْفِهِ عُفْرَةُ إِبِطَيْهِ» .

وَأَمَّا الْأَصْلُ الثَّانِي فَالْعَفَارُ، وَهُوَ شَجَرٌ كَثِيرُ النَّارِ تُتَّخَذُ مِنْهُ الزِّنَادُ، الْوَاحِدَةُ عَفَارَةٌ. وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: " اقْدَحْ بِعَفَارٍ أَوْ مَرْخِ، وَاشْدُدْ إِنْ شِئْتَ أَوْ أَرْخِ ".

قَالَ الْأَعْشَى:

زِنَادُكَ خَيْرُ زِنَادِ الْمُلُو ... كِ خَالَطَ مِنْهُنَّ مَرْخٌ عَفَارًا

وَلَعَلَّ الْمَرْأَةَ سُمِّيَتْ " عَفَارَةُ " بِذَلِكَ. قَالَ الْأَعْشَى: بَانَتْ لِتُحْزِنَنَا عَفَارَهْ ... يَا جَارَتَا مَا أَنْتِ جَارَهْ

وَكَذَلِكَ " عُفَيْرَةُ ". وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْعُفُرُ: جَمْعُ الْعَفَارِ مِنَ الشَّجَرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. وَأَنْشَدُوا:

قَدْ كَانَ فِي هَاشِمٍ فِي بَيْتِ مَحْضِهِمُ ... وَارَى الزِّنَادَ إِذَا مَا أَصْلَدَ الْعُفُرُ

وَيَقُولُونَ: " فِي كُلِّ شَجَرٍ نَارٌ، وَاسْتَمْجَدَ الْمَرْخُ وَالْعَفَارُ "، أَيْ إِنَّهُمَا أَخَذَا مِنَ النَّارِ مَا أَحْسَبَهُمَا.

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: الشِّدَّةُ وَالْقُوَّةُ. قَالَ الْخَلِيلُ: رَجُلٌ عِفْرٌ بَيِّنُ الْعَفَارَةِ، يُوصَفُ بِالشَّيْطَنَةِ، وَيُقَالُ: شَيْطَانٌ عِفْرِيَةٌ وَعِفْرِيتٌ، وَهُمُ الْعُفَارِيَةُ وَالْعَفَارِيتُ. وَيُقَالُ إِنَّهُ الْكَيِّسُ الظَّرِيفُ. وَإِنْ شِئْتَ فَعِفْرٌ وَأَعْفَارٌ، وَهُوَ الْمُتَمَرِّدُ. وَإِنَّمَا أُخِذَ مِنَ الشِّدَّةِ وَالْبَسَالَةِ. يُقَالُ لِلْأَسَدِ عِفِرٌّ وَعَفَرْنَى، وَيُقَالُ لِلْخَبِيثِ عِفِرِّينُ، وَهُمُ الْعِفِرُّونَ. وَأَسَدٌ عَفَرْنَى وَلَبُؤَةٌ عَفَرْنَاةٌ، أَيْ شَدِيدَةٌ. قَالَ:

بِذَاتِ لَوْثٍ عَفَرْنَاةٍ إِذَا عَثَرَتْ ... فَالتَّعْسُ أَدْنَى لَهَا مِنْ أَنْ أَقُولَ لَعَا

وَيُسَمُّونَ دُوَيْبَّةً مِنَ الدَّوَابِّ " لَيْثٌ عِفِرِّينٌ "، وَهَذَا يَقُولُونَ إِنَّ الْأَصْلَ فِيهِ الْبَابُ الْأَوَّلُ; لِأَنَّ مَأْوَى هَذِهِ الدُّوَيْبَّةِ التُّرَابُ فِي السَّهْلِ، تُدَوِّرُ دَارَةً ثُمَّ تَنْدَسُّ فِي جَوْفِهَا، فَإِذَا هِيجَ رَمَى بِالتُّرَابِ صُعُدًا. قَالَ الْخَلِيلُ: وَيُسَمُّونَ الرَّجُلَ الْكَامِلَ مِنْ أَبْنَاءِ الْخَمْسِينَ: لَيْثُ عِفِرِّينَ. يَقُولُونَ: " ابْنُ الْعَشْرِ لَــعَّابٌ بِالْقُلِينِ، وَابْنُ الْعِشْرِينَ بَاغِي نِسِينَ، وَابْنُ ثَلَاثِينَ أَسْعَى السَّاعِينَ، وَابْنُ الْأَرْبَعِينَ أَبْطَشُ الْبَاطِشِينَ، وَابْنُ الْخَمْسِينَ لَيْثُ عِفِرِّينَ، وَابْنُ سِتِّينَ مُؤْنِسُ الْجَلِيسِينَ، وَابْنُ السَّبْعِينَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، وَابْنُ الثَّمَانِينَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ; وَابْنُ التِّسْعِينَ وَاحِدُ الْأَرْذَلِينَ، وَابْنُ الْمِائَةِ لَا جَاءَ وَلَا سَاءَ "، يَقُولُ: لَا رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْعِفْرِيَةُ النَّفْرِيَةُ: الْخَبِيثُ الْمُنْكَرُ. وَهُوَ مِثْلُ الْعِفْرِ، يُقَالُ رَجُلٌ عِفْرٌ، وَامْرَأَةٌ عِفْرَةٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - يُبْغِضُ الْعِفْرِيَةَ النِّفْرِيَةَ، الَّذِي لَمْ يُرْزَأْ فِي مَالِهِ وَجِسْمِهِ» . قَالَ: وَهُوَ الْمُصَحَّحُ الَّذِي لَا يَكَادُ يَمْرَضُ.

وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْعَفَرْفَرَ مِثْلُ الْعَفَرْنَى مِنَ الْأُسُودِ، وَهُوَ الَّذِي يَصْرَعُ قِرْنَهُ وَيَعْفِرُ. فَإِذَا كَانَ صَحِيحًا فَقَدْ عَادَ هَذَا الْبَابُ إِلَى الْبَابِ الْأَوَّلِ. وَأَنْشَدَ:

إِذَا مَشَى فِي الْحَلَقِ الْمُخَصَّرِ ... وَبَيْضَةٍ وَاسِعَةٍ وَمِغْفَرٍ

يَهُوسُ هَوْسَ الْأَسَدِ الْعَفَرْفَرِ

وَيُقَالُ إِنَّ عَفَارَ: اسْمُ رَجُلٍ، وَإِنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ هَذَا، وَكَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ النِّصَالُ. قَالَ: نَصْلٌ عَفَارِيٍّ شَدِيدٍ عَيْرُهُ ... لَمْ يَبْقَ مِ النِّصَالِ عَادٍ غَيْرُهُ

وَيُقَالُ لِلْعِفِرِّ عُفَارِيَةٌ أَيْضًا. قَالَ جَرِيرٌ:

قَرَنْتُ الظَّالِمِينَ بِمَرْمَرِيسٍ ... يَذِلُّ لَهُ الْعُفَارِيَةُ الْمَرِيدُ

وَالْأَصْلُ الرَّابِعُ مِنَ الزَّمَانِ قَوْلُهُمْ: لَقِيتُهُ عَنْ عُفْرٍ: أَيْ بَعْدَ شَهْرٍ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ لَهُ شَرَفٌ قَدِيمٌ: مَا شَرَفُكَ عَنْ عُفْرٍ، أَيْ هُوَ قَدِيمٌ غَيْرُ حَدِيثٍ.

قَالَ كُثَيِّرٌ:

وَلَمْ يَكُ عَنْ عُفْرٍ تَفَرُّعُكَ الْعُلَى ... وَلَكِنْ مَوَارِيثُ الْجُدُودِ تَؤُولُهَا

أَيْ تُصْلِحُهَا وَتَرُبُّهَا وَتَسُوسُهَا.

وَيُقَالُ فِي عَفَارِ النَّخْلِ: إِنَّ النَّخْلَ كَانَ يُتْرَكُ بَعْدَ التَّلْقِيحِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا يُسْقَى.

قَالُوا: وَمِنْ هَذَا الْبَابِ التَّعْفِيرُ: وَهُوَ أَنْ تُرْضِعَ الْمُطْفِلُ وَلَدَهَا سَاعَةً وَتَتْرُكَهُ سَاعَةً. قَالَ لَبِيدٌ:

لِمُعَفَّرِ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ ... غُبْرٌ كَوَاسِبُ لَا يُمَنُّ طَعَامُهَا

وَحُكِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنَّ الْعَفِيرَ مِنَ النِّسَاءِ هِيَ الَّتِي لَا تُهْدِي لِأَحَدٍ شَيْئًا. قَالَ: وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ التَّعْفِيرِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الْفَرَّاءُ بَعِيدٌ مِنَ الَّذِي شَبَّهَ بِهِ، وَلَعَلَّ الْعَفِيرَ هِيَ الَّتِي كَانَتْ هَدِيَّتُهَا تَدُومُ وَتَتَّصِلُ، ثُمَّ صَارَتْ تُهْدَى فِي الْوَقْتِ. وَهَذَا عَلَى الْقِيَاسِ صَحِيحٌ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى هَذَا الْبَيْتُ الَّذِي ذَكَرَ الْفَرَّاءُ لِلْكُمَيْتِ:

وَإِذَا الْخُرَّدُ اغْبَرَرْنَ مِنَ الْمِحْ ... لِ وَصَارَتْ مِهْدَاؤُهُنَّ عَفِيرًا

فَالْمِهْدَاءُ الَّتِي مِنْ شَأْنِهَا الْإِهْدَاءُ، ثُمَّ عَادَتْ عَفِيرًا لَا تُدِيمُ الْهَدِيَّةَ وَالْإِهْدَاءَ.

وَأَمَّا الْخَامِسُ فَيَقُولُونَ: إِنَّ الْعِفْرِيَةَ وَالْعِفْرَاةَ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ شَعْرُ وَسَطِ الرَّأْسِ. وَأَنْشَدَ:

قَدْ صَعَّدَ الدَّهْرُ إِلَى عِفْرَاتِهِ ... فَاحْتَصَّهَا بِشَفْرَتَيْ مِبْرَاتِهِ

وَهِيَ لُغَةٌ فِي الْعِفْرِيَةِ، كَنَاصِيَةٍ وَنَاصَاةٍ. وَقَدْ يَقُولُونَ عَلَى التَّشْبِيهِ لِعُرْفِ الدِّيكِ: عِفْرِيَةٌ. قَالَ:

كَعِفْرِيَةِ الْغَيُورِ مِنَ الدَّجَاجِ

أَيْ مِنَ الدِّيَكَةِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: شَعْرُ الْقَفَا مِنَ الْإِنْسَانِ الْعِفْرِيَةُ.

مَرَغَ 

(مَرَغَ) الْمِيمُ وَالرَّاءُ وَالْغَيْنُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى سَيَلَانِ شَيْءٍ أَوْ إِسَالَةِ شَيْءٍ. وَالْمَرْغُ: اللُّــعَابُ. وَأَمْرَغَ الْإِنْسَانُ: سَالَ لُــعَابُــهُ. وَمَرَّغْتُ الشَّيْءَ: أَشْبَعْتُهُ دُهْنًا. وَالْإِمْرَاغُ فِي الْعَجِينِ: أَنْ يُكَثَّرَ مَاؤُهُ. وَيَقُولُونَ: أَمْرَغَ: أَكْثَرَ الْكَلَامَ فِي غَيْرِ صَوَابٍ، كَأَنَّهُ يُسِيلُهُ إِسَالَةً. وَيُقَالُ أَمْرَغَ عِرْضَهُ وَمَرَّغَهُ، كَأَنَّهُ لَطَخَهُ وَأَسَالَ عَلَيْهِ قَيْحًا.

وَقَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْقِيَاسِ مَرَّغْتُهُ فِي التُّرَابِ فَتَمَرَّغَ، أَيْ قَلَّبْتُهُ فَتَقَلَّبَ. 

عَبَّ 

(عَبَّ) الْعَيْنُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى كَثْرَةٍ وَمُعَظَّمٍ فِي مَاءٍ وَغَيْرِهِ. مِنْ ذَلِكَ الْعَبُّ، وَهُوَ شُرْبُ الْمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَصٍّ. يُقَالُ عَبَّ فِي الْإِنَاءِ يَعُبُّ عَبًّا، إِذَا شَرِبَ شُرْبًا عَنِيفًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «اشْرَبُوا الْمَاءَ مَصًّا وَلَا تَعُبُّوهُ عَبًّا ; فَإِنَّ الْكُبَادَ مِنَ الْعَبِّ» ". قَالَ:

إِذَا يَعُبُّ فِي الطَّوِيِّ هَرْهَرَا

وَيُقَالُ عَبَّ الْغَرْبُ يَعُبُّ عَبًّا، إِذَا صَوَّتَ عِنْدَ غَرْفِ الْمَاءِ. وَالْعُبَابُ فِي السَّيْرِ: السُّرْعَةُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعُبَابُ: مُعْظَمُ السَّيْلِ. وَمِنَ الْبَابِ الْيَعْبُوبُ: الْفَرَسُ الْجَوَادُ الْكَثِيرُ الْجَرْيِ، وَقِيلَ: الطَّوِيلُ، وَقِيلَ: هُوَ الْبَعِيدُ الْقَدْرِ فِي الْجَرْيِ، وَأَنْشَدَ:

بِأَجَشِّ الصَّوْتِ يَعْبُوبٍ إِذَا ... طُرِقَ الْحَيُّ مِنَ الْغَزْوِ صَهَلْ

وَالْيَعْبُوبُ: النَّهَرُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ الشَّدِيدُ الْجِرْيَةِ. قَالَ:

تَخْطُو عَلَى بَرْدِيَّتَيْنِ غَذَّاهُمَا ... غَدِقٌ بِسَاحَةِ حَائِرٍ يَعْبُوبِ

وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْعَبْعَبَ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يُعَبْعِبُ فِي كَلَامِهِ وَيَتَكَلَّمُ فِي حَلْقِهِ. وَيُقَالُ ثَوْبٌ عَبْعَبٌ وَعَبْــعَابٌ، أَيْ وَاسِعٌ. قَالَ: وَالْعَبْــعَابُ مِنَ الرِّجَالِ: الطَّوِيلُ. وَالْعَبْعَبُ: كِسَاءٌ مِنْ أَكْسِيَةِ الصُّوفِ نَاعِمٌ دَقِيقٌ. وَأَنْشَدَ: بُدِّلْتِ بَعْدَ الْعُرْيِ وَالتَّذَعْلُبِ ... وَلُبْسِكِ الْعَبْعَبَ بَعْدَ الْعَبْعَبِ

مَطَارِفَ الْخَزِّ فَجُرِّي وَاسْحَبِي

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ الْعُبَبُ: شَجَرَةٌ تُشْبِهُ الْحَرْمَلَ إِلَّا أَنَّهَا أَطْوَلُ فِي السَّمَاءِ، تُخَرِجُ خِيطَانًا، وَلَهَا سِنَفَةٌ مِثْلُ سِنَفَةِ الْحَرْمَلِ، وَوَرَقُهَا كَثِيفٌ. قَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ:

كَأَنَّ بَرْدِيَّةً جَاشَتْ بِهَا خُلُجٌ ... خُضْرُ الشَّرَائِعِ فِي حَافَاتِّهَا الْعُبَبُ

وَمِمَّا يُقَارِبُ الْبَابَ الْأَوَّلَ وَلَا يَبْعُدُ عَنْ قِيَاسِهِ، مَا حَكَاهُ الْخَلِيلُ أَنَّ الْعَبْعَبَ: نَعْمَةُ الشَّبَابِ. وَالْعَبْعَبُ مِنَ الشُّبَّانِ: التَّامُّ.

طَعَنَ

(طَعَنَ)الطَّاءُ وَالْعَيْنُ وَالنُّونُ أَصْلٌ صَحِيحٌ مُطَّرِدٌ، وَهُوَ النَّخْسُ فِي الشَّيْءِ بِمَا يُنْفِذُهُ، ثُمَّ يُحْمَلُ عَلَيْهِ وَيُسْتَعَارُ. مِنْ ذَلِكَ الطَّعْنُ بِالرُّمْحِ. وَيُقَالُ: تَطَاعَنَ الْقَوْمُ وَاطَّعَنُوا، وَهُمْ مَطَاعِينُ فِي الْحَرْبِ. وَرَجُلٌ طَعَّانٌ فِي أَعْرَاضِ النَّاسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ طَعَّانًا» ، وَحَكَى بَعْضُهُمْ: طَعَنْتُ فِي الرَّجُلِ طَعَنَانًا لَا غَيْرَ، كَأَنَّهُ فَرَقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّعَنِ بِالرُّمْحِ. وَقَالَ:

وَأَبَى ظَاهِرُ الشَّنَاءَةِ إِلَّا ... طَعَنَانًا وَقَوْلَ مَا لَا يُقَالُ

وَطَعَنَ فِي الْمَفَازَةِ: ذَهَبَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: طَعَنَ بِالرُّمْحِ يَطْعُنُ - بِالضَّمِّ - وَطَعَنَ بِالْقَوْلِ يَطْعَنُ - فَتْحًا.
(طَعَنَ)
(هـ) فِيهِ «فَنَاء أمَّتي بالطَّعْنِ والطَّاعُون» الطَّعْن: القتلُ بالرِّماح. والطَّاعُون:
المرضُ العامُّ والوَباء الَّذِي يَفْسد لَهُ الهَواءُ فتفسُدُ بِهِ الأمْزِجَة والأبْدَان. أرادَ أنَّ الغَالِب عَلَى فَنَاء الأَّمِة بالفِتَن الَّتِي تُسْفَك فِيهَا الدِّماءُ، وبالوَبَاء .
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الطَّاعُون فِي الْحَدِيثِ. يُقَالُ طُعِنَ الرجُل فَهُوَ مَطْعُون، وطَعِين، إِذَا أصابَه الطَّاعُون.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «نَزلتُ عَلَى أَبِي هَاشِم بْنِ عُتْبة وَهُوَ طَعِين» .
وَفِيهِ «لَا يكونُ المُؤْمِن طَعَّاناً» أَيْ وقَّاعاً فِي أَعْرَاضِ النَّاسِ بالذَّم والغِيَبة وَنَحْوِهِمَا.
وَهُوَ فَعَّال، مِنْ طَعَنَ فِيهِ وعَليه بالقَول يَطْعَنُ- بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ- إِذَا عَابــه. وَمِنْهُ الطَّعْن فِي النَّسَب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ رجَاء بْنِ حَيْوَة «لَا تُحَدِّثْنا عَنْ مُتَهَارِتٍ وَلَا طَعَّان» .
(س) وَفِيهِ «كَانَ إِذَا خُطِب إِلَيْهِ بعضُ بَنَاتِه أَتَى الخِدْر فَقَالَ: إنَّ فُلانا يَذْكُرُ فُلَانَةً، فَإِنْ طَعَنَتْ فِي الخِدْر لَمْ يُزَوّجْها» أَيْ طَعَنَتْ بأصْبُعها ويَدِها عَلَى السِّتر المُرْخى عَلَى الخِدْر. وَقِيلَ طَعَنَتْ فِيهِ: أَيْ دَخَلَته. وقد تقدم في الخاء. (س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ طَعَنَ بأَصْبُعِه فِي بَطْنِهِ» أَيْ ضَربه بِرَأْسِهَا.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «وَاللَّهِ لَوَدَّ مُعاوية أَنَّهُ مَا بَقِيَ من بني هاشم نافِخُ ضَرَمَة إلاَّ طَعَنَ فِي نَيْطه» يُقَالُ طَعَنَ فِي نَيْطه: أَيْ فِي جَنازته. وَمَنِ ابْتَدَأ بشيءٍ أَوْ دَخَله فَقَدْ طَعَنَ فِيهِ. ويُروى «طُعِنَ» عَلَى مَا لَمْ يُسَم فاعِله. والنَّيْط: نِياطُ القَلْب وَهُوَ عِلاقَتُه.

سَلَحَ 

(سَلَحَ) السِّينُ وَاللَّامُ وَالْحَاءُ السِّلَاحُ، وَهُوَ مَا يُقَاتَلُ بِهِ، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُفَرِّقُ بَيْنَ السِّلَاحِ وَالْجُنَّةِ، فَيَقُولُ: السِّلَاحُ مَا قُوتِلَ بِهِ، وَالْجُنَّةُ مَا اتُّقِيَ بِهِ، وَيَحْتَجُّ بِقَوْلِهِ:

حَيْثُ تَرَى الْخَيْلَ بِالْأَبْطَالِ عَابِــسَةً ... يَنْهَضْنَ بِالْهِنْدَوَانِيَّاتِ وَالْجُنَنِ

فَجَعَلَ الْجُنَنَ غَيْرَ السُّيُوفِ. وَالْإِسْلِيحُ: شَجَرَةٌ تَغْزُرُ عَلَيْهَا الْإِبِلُ. وَقَالَتِ الْأَعْرَابِيَّةُ: " الْإِسْلِيحُ، رُغْوَةٌ وَسَرِيحٌ، وَسَنَامٌ وَإِطْرِيحٌ ".
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.