Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: روس

نَفُوسَةُ

نَفُوسَةُ:
بالفتح ثم الضم، والسكون، وسين مهملة:
جبال في المغرب بعد إفريقية عالية نحو ثلاثة أميال في أقلّ من ذلك، وفيها منبران في مدينتين إحداهما ســروس في وسط الجبل وبها خبز الشعير ألذّ من كل طعام، والأخرى يقال لها جادو من ناحية نفزاوة، وجميع أهل هذه الجبال شراة وهبيّة
وإباضيّة متمرّدون عن طاعة السلاطين، وطول هذا الجبل مسيرة ستة أيام من الشرق إلى الغرب، وبين جبل نفوسة وطرابلس ثلاثة أيام، وبينه وبين القيروان ستة أيام، وبها قبيلة يقال لهم بنو زمّور لهم حصن يقال له تيرفت في غاية المنعة لا يقدر عليه أحد وفيه نحو ثلاثمائة قرية وعدة مدن ليس فيها منبر لأنهم لم يتفقوا على رجل يأتمون به، وفي جبلهم نخل كثير وزيتون وفواكه، ويجتمع مما حوله من القبائل إذا تداعوا ستة عشر ألف رجل، وافتتح عمرو بن العاص نفوسة وكانوا نصارى، ومن جبل نفوسة رجع عمرو ابن العاص بكتاب ورد عليه من عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.

زَفف

(زَفف) - وفي حديث: "يُزَفُّ علىٌّ - رضي الله عنه - بَيْني وبينَ إبراهيمَ عليه الصَّلاة والسلامُ إلى الجنَّة"
إن رويتَه بكَسْر الزّاي فمعناه يُسْرِع، من قوله تعالى: {يَزِفُّونَ} .
يقال: زَفَّ وأَزَفّ؛ إذا أسرعَ، يَزِفُّ ويُزِفّ، وإن رَويته بفَتح الزَّاي، فهو من زَفَفْتُ العَــرُوسَ أزُفُّهَا، وهو مُقَاربة الخَطْو.

غرغر

غرغر
غرغرَ يغرغر، غرغرةً، فهو مُغرغِر
• غرغر الرّجُلُ: ردَّد الماءَ أو الدّواءَ في حلقه ولم يُسِغه "غرغر بماءٍ وملح/ بدواء الأسنان".
• غرغرتِ الرُّوحُ: تردَّدت في الحَلْق عند الموت "كنتُ إلى جانبه حين غرغرت روحُه ثمّ فاضت".
• غرغرتِ القِدرُ: صوَّتت عند الغَلَيان. 

تغرغرَ/ تغرغرَ بـ يتغرغر، تغرغُرًا، فهو مُتغرغِر، والمفعول مُتغرغَرٌ به
• تغرغرت عيناه: اغْرَوْرَقت، تردَّد فيهما الدّمعُ "تغرغرت عيناه حين تحدّثوا عن فقيده".
• تغرغر بالماء: غرْغَر؛ ردَّده في حلقه فلا يمجّه ولا يسيغه "يتغرغر كلَّ صباح بدواءٍ للفَمِ". 

غِرْغِر [مفرد]: مؤ غِرْغرة: (حن) نوع من الدّجاج البرِّي موطنه إفريقية، وهو رَبْع الجثّة، دقيق العنُق، صغير الرأس، حادّ الطرف، قصير الجناحين والذَّنَب، قوتُه الحبوب والثّمار وبعض الحشرات، لحمه مرغوب فيه. 

غَرْغرة [مفرد]: ج غراغِرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر غرغرَ.
 2 - ما يُتَغَرْغر به من الأدوية "انكسرت زجاجة الغرغرة- تُداوى بعضُ أوجاع الحَلْق بالغَرْغرة" ° غرغرة الرُّوح: تردُّد صوت الحَشْرجة في الحلق عند الموت- غرغرةُ الموت: الحَشْرجة. 

غرغر


غَرْغَرَ
a. Gurgled, bubbled, boiled.
b. Gargled.

تَغَرْغَرَ
a. [Bi], Gargled his throat with.
b. [Bi], Shed ( tears: eye ).
غَرْغَرَةa. Gurgling, bubbling, boiling, seething.
b. Gargling.

غِرْغِرa. Guinea-fowl.

غُرْغُرَةa. Gizzard.
b. White star, blaze ( on a horse's forehead).
(غرغر)
الرجل ردد المَاء أَو الدَّوَاء فِي حلقه وَلم يسغه وَيُقَال غرغر بِالْمَاءِ وبالدواء وَالروح ترددت فِي الْحلق عِنْد الْمَوْت وَالْقدر صاتت عِنْد الغلي وَاللَّحم سمع لَهُ نشيش عِنْد اشتوائه
غرغر: غَرْغَرَة، وجمعها غراغر: ترديد الدواء أو الماء في الحلق، وما يتغرغر به من الدواء، فعند ابن وافد (ص3 و) الغرغرة بالغراغر الباردة والحارَّة.
غِرْغِرة: حبيشة، دجاجة فرعونية، دجاجة سندية، دجاجة برية، نوع من الدجاج (بوشر).
غُرْغَيْرَة: باقة، طوق. (ألكالا) وهي gorgeria باللاتينية و gorgerin و gorgiere بالفرنسية أي طوق الرقبة، مجَنَ العنق، وهي القطعة من الدرع تغطى العنق.
غراغير في التيجاني في الجريدة الآسيوية (1853،1: 110): (الآبار القليلة التي يسقى منها العرب الزرع بالغراغير). ويقول السيد روســو: لا ادري ما هي واسطة السقي هذه.
(غرغر) - في الحديث : "لا تُحَدِّثْهم بما يُغَرْغِرهم"
الغَرغَرة مِثل كسْر القَوارِير وِالأنُوفِ، وهي صَوتٌ معه بَحَحٌ، وصَوتُ القِدر أيضًا. والغَرْغَرَة في الحَلْق: أن يترَّددَ فيه الماءُ وغَيرُه.
وقال الجَبَّان: الغَرْغَرَة: مُتَعدّي التَّغَرغُر، وهو جَعْل الماءِ في الحَلْق. ويقال: غَرَرْتُ قصبةَ أنفِه: أي كَسَرتُها، قال: والصحيح بالعَيْن المهملة.
- في الحديث: "من تَابَ قَبلَ أن يُغَرْغِر"
: أي قَبلَ أن تَبْلُغَ الرُّوحُ
[غرغر] فيه: يقبل توبة عبده ما "لم يغرغر"، أي لم يبلغ روحه حلقومه فيكون بمنزلة شيء يتغرغر به المريض، والغرغرة أن يجعل المشروب في الفم ويردد إلى أصل الحلق ولا يبلع. ك: وهذا لأن شرط التوبة العزم على ترك الذنب، وإنما يتحقق مع التمكن أوان الاختيار، وهذا في التوبة من الذنوب، لكن لو استحل من مظلمة أو أوصى بشيء صح. نه: ومنه: لا تحدثهم بما "يغرغرهم"، أي بما لا يقدرون على فهمه فيبقى في أنفسهم لا يدخلها كما يبقى الماء في الحلق عند الغرغرة. وفي ح بني إسرائيل: فجعل عنبهم الأراك ودجاجهم "الغرغر"، وهو دجاج الحبش لا ينتفع بلحمه لرائحته.

قرقر

(قرقر)
فِي ضحكه قرقرة وقرقريرا اسْتغْرب فِيهِ وَرجع وَالشرَاب فِي حلقه صَوت وبطنه صَوت من جوع أَو غَيره والدجاجة رددت صَوتهَا كصوت الزجاجة إِذا صب فِيهَا المَاء

قرقر


قَرْقَرَ
a. Cooed (pigeon).
b. Grumbled; bellowed (camel).
c. Rumbled (stomach).
d. [ coll. ], Grumbled, complained.
c. [ coll. ], Was hollow (
tree ).
قَرْقَاْرa. Bellow.
b. Bellowing.

قَرْقَاْرَةa. Froth, foam, lather ( of a camel ).
b. [ coll. ], Hollow, cavity (
of a tree ).
c. [ coll. ], Hollow.
قَرْقَرa. Level ground.

قَرْقَرَةa. see 51b. (pl.
قَرَاْقِرُ), Cooing ( of a pigeon ).
c. Face; feature, lineament.
d. [ coll. ], Grumbling
complaining.
قُرَاقِر قُرَاقِرِيّ
a. Loud-voiced, bawling (camel-driver).

قُرَاقَِرَة
a. Gossip, chatterer (woman).
b. see 48t (a)
قُرْقُوْر (pl.
قَرَاْقِيْرُ)
a. Large ship.
b. [ coll. ], Lamb.
مُقَرْقَر
a. [ coll. ]
see 48t (c)
(قرقر) - في حديث مَانِع الزَّكاة: "يُبْطَح لها بِقَاعٍ قَرْقَر".
القَرْقر: المستوى من الأرض؛ الأَملَس اللَّيِّن المطمئن والقَرْقَرَة كذلك.
قال الخليل: القَرقَرة: الأَرضُ المَلْسَاءُ التي لَيْسَت بِجدِّ واسِعَة، فإذا اتَّسَعت قالوا: قَرْقَر بلا هَاء - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "كُنتُ زَمِيلَه في غَزْوة قَرْقَرة الكُدْر":
قَرْقَرَة الكُدْر: غزاة
- في الحديث: "أَنَّه خَرَج على أَتَان عليها قَرصَفٌ لم يَبْق منها إلا قَرْقَرُها "
[قرقر] فيه: بطح لها بقاع «قرقر»، وهو المكان المستوي. وفيه: ركب أتانا عليها قرصف لم يبق منه إلا «قرقرها»، أي ظهرها. ن: بقاع «قرقر» - بفتح قافين بمعنى القاع. نه: وفيه: فإذا قرب المهل منه سقطت «قرقرة» وجهه، أي جلدته، والقرقر من لباس النساء، شبهت بشرة وجهه به، وقيل إنما هي: رقرقة وجهه، وهو ما ترقرق من محاسنه، ويروى: فروة - بالفاء - وتقدم؛ الزمخشري: أراد إظهار وجهه وهو ما بدا منه. ومنه قيل للصحراء البارزة «قرقر». وفيه: لا بأس بالتبسم ما لم «يقرقر»، القرقرة الضحك العالي. وفي ح صاحب الأخدود: فاحملوه في «قرقور»، هو السفينة العظيمة، وجمعها قراقير. ن: هو بضم قافين. ج: هو سفينة صغيرة. نه: ومنه: فإذا دخل أهل الجنة الجنة ركب شهداء البحر في «قراقير» من در. فيه: ركبوا «القراقير» حتى أتوا أسية امرأة فرعون بتابوت موسى. وفي ح عمر: كنت زميله في غزوة «قرقرة» الكدر، هي غزاة معروفة، والكدر ماء لسليم، والقرقرة الأرض المستوية، وقيل: أصل الكدر طير غبر، سمي الموضع والماء بها. و «قراقر» - بضم قاف أولى - مفازة في طريق يمامة قطعها خالد بن الوليد، وهو بفتح القاف موضع لآل الحسن بن علي رضي الله عنهما.
قرقر
قرقرَ/ قرقرَ في يقرقِر، قرْقَرةً، فهو مُقَرقِر، والمفعول مُقرقَرٌ فيه
• قرقر الجملُ: هدَر في صفاء، ردّد صوتَه.
• قرقرتِ الدّجاجةُ أو الحمامةُ: ردَّدَتْ صوتَها كصوت الزُّجاجة إذا صُبّ فيها الماءُ "سمع قرقرة الحَمَام".
• قرقر البَطْنُ: صَوَّتَ من جُوعٍ أو غيره "بطنه يُقرقر من شدّة الجوع".
• قرقر الرّجُلُ: استغرق في ضحكه ورجَّع.
• قرقر الرَّعدُ: صوَّت "قرقرة الرّعد مرعبة".
• قرقر الشّرابُ في حلْقه: صَوَّتَ ° قرقرة الماء: صوتُه. 

قَرْقرة [مفرد]: ج قراقِرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر قرقرَ/ قرقرَ في.
2 - ضحك عالٍ.
3 - ترديد الحَمَام.
4 - هدير الإبل.
5 - صوتُ حركة الغازات والسوائل في الأمعاء، صوت البطن.
6 - صوت الرَّعد.
7 - صوت الماء. 
قرقر: قرقر: يقال قرقر الرعد أي هدر وقصف، كما يقال. قرقرت بطنه إذا تحركت الرياح الغليظة في الأمعاء. (معجم مسلم) وقد ذكر كلا المعنيين عند عبد الواحد (ص216) في قول الشاعر:
وأقبح من مرآي بطني فإنه ... يقرقر مثل الرعد قرقر في الجو
تقرقر: زأر، هدر، زمجر (فوك) تقرقر: تحركت الرياح الغليظة في الأمعاء. (الكامل ص 666).
قرقرة. (تجمع على قراقير إذا اقتضى وزن الشعر ذلك بدل قراقر): هدير ماء السيل (معجم مسلم).
قراقر (جمع): كراكر، اصوات تقلب الريح في الأمعاء. (معجم مسلم، دي ساسي طرائف 1: 152). وفي ابن البيطار (2: 43): يولد النفخ والقراقر. والجمع قراقير (الكامل ص442).
قراقر (جمع): ضراط، ريح خارجة من الإست مع صوت. (باين سميث 1515، 1516).
قرقرة: هي فيما يظهر: دوامة، خذروف، بلبل. (مثل قريرة في معجم بوشر). ففي حيان. بسام (1: 155 ق): وكان له تقدم في ضرب القرقرة محكما لأفانين إيقاعها.
قرقرى: ظهر، وتصغيرها قريقر. (ابن عقيل ص341).
قرقور: عند العامة خروف صغير (محيط المحيط).
قرقارة: عند العامة النخرة المجوفة من الشجرة (محيط المحيط).
قرقورة، والجمع قراقر: ضرب من السفن التجارية وهي طويلة عظيمة. (معجم الأسبانية ص248. فوك) وهي كيركوروس اليونانية، و cercurus اللاتينية. (همبرد 7 97، 33: 19، لوسيل 8: 3 طبعة جبرلاش، مارسيل 1: 86، بلان 7: 57) وهي ضرب من السفن أنشأها الاسبارطيون (أهل اسبارطه).
مقرقر: ضفدع. (رولاند) وفيه: ميجيرجير وهي كلمة بربرية. ويذكر بارت (5: 686) كلمة إجار بمعنى ضفدع، وهي في معجم البربرية: ثمقرقورث.

حَفَلَ

(حَفَلَ)
(هـ) فِيهِ «مَنِ اشتَرى مُحَفَّلَة وردَّها فلْيَرُدَّ مَعَهَا صَاعًا» المُحَفَّلَة: الشَّاةُ. أَوِ الْبَقَرَةُ، أَوِ النَّاقَةُ، لَا يَحْلُبُها صَاحِبُهَا أيَّاماً حَتَّى يَجْتمِع لبَنُها فِي ضَرْعها، فَإِذَا احْتَلبها المُشْتري حسبها غزيرة، فَزَادَ فِي ثَمنِها، ثُمَّ يَظهر لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ نَقْصُ لبَنِها عَنْ أَيَّامِ تَحْفِيلِها، سُمِّيَت مُحَفَّلَة، لِأَنَّ اللَّبَنَ حُفَّلٌ فِي ضَرْعها: أَيْ جُمِع.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ تَصِفُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «فَقَالَتْ: لِلّه أمٌّ حَفَلَت لَهُ ودَرَّت عَلَيْهِ» أَيْ جَمَعَت اللَّبن فِي ثَدْيها لَهُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ حَلِيمَةَ «فَإِذَا هِيَ حَافِل» أَيْ كَثِيرَةُ اللَّبَن.
وَحَدِيثُ مُوسَى وَشُعَيْبٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ «فاسْتَنْكَر أبوهُما سُرعة صَدَرِهما بغَنَمهِما حُفَّلًا بِطاناً» هِيَ جَمْع حَافِل: أَيْ مُمْتلئِة الضُّروع.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفة عُمر «ودَفَقَت فِي مَحَافِلِها» جَمْع مَحْفِل، أَوْ مُحْتَفَلٌ، حَيْثُ يَحْتَفِل الْمَاءُ: أَيْ يَجْتَمع.
وَفِيهِ «وتَبْقَى حُفَالَة كحُفَالَة التَّمر» أَيْ رُذالَة مِنَ النَّاسِ كَردِيء التَّمْرِ وَنُفَايَتِهِ، وَهُوَ مِثْلُ الْحُثَالَةِ بِالثَّاءِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(هـ) وَفِي رُقْيَة النَمْلة «العــروس تكنحل وتَحَنْفِل» أَيْ تتَزيَّن وتَحْتَشِد للزِّينة. يُقَالُ:
حَفَلْتُ الشَّيْءَ، إِذَا جَلَوْتَه.
وَفِيهِ ذِكْرُ «المَحْفِل» وَهُوَ مُجْتَمَع النَّاسِ، ويُجمَع عَلَى المَحَافلِ.
حَفَلَ الماءُ واللَّبَنُ يَحْفِلُ حَفْلاً وحُفولاً وحَفيلاً: اجْتَمَعَ،
كَتَحَفَّلَ واحْتَفَلَ، وحَفَّلَهُ هو، وحَفَلَهُ،
وـ الوادي بالسَّيْلِ: جاءَ بِمِلْءِ جَنْبَيْهِ،
كاحْتَفَلَ،
وـ السماءُ: اشْتَدَّ مَطَرُها،
وـ الدمْعُ: نُثِرَ،
وـ القومُ حَفْلاً: اجْتَمعوا،
كاحْتَفَلوا.
وتَحَفَّلَ: تَزَيَّنَ،
وـ المَجْلِسُ: كَثُرَ أهلُهُ.
وضَرْعٌ حافِلٌ: كثيرٌ لَبَنُهُ، ج: كرُكَّعٍ، وناقةٌ حافِلَةٌ وحَفولٌ، وشاةٌ حافِلٌ.
ودَعاهُمُ الحَفَلَى، والأَحْفَلَى: لُغَةٌ في الجيمِ.
وجَمْعٌ حَفْلٌ وحَفيلٌ: كثيرٌ.
وجاؤوا بِحَفِيلَتِهِم: بأَجْمَعهم.
والمَحْفِلُ، كمَجْلِسٍ: المُجْتَمَعُ،
كالمُحْتَفَلِ.
والاحْتِفالُ: الوُضوحُ، والمُبَالَغَةُ،
كالحَفِيلِ، وحُسْنُ القِيامِ بالأمورِ.
ورجُلٌ حَفيلٌ وذو حَفْلٍ وحَفْلَةٍ: مُبالِغٌ فيما أخَذَ فيه.
وأخَذَ للأمرِ حَفْلَتَه: جَدَّ فيه.
والحُفَالَةُ: الحُثَالَةُ، وما رَقَّ من عَكَرِ الدُّهْنِ ورُغْوَةِ اللَّبنِ.
والتَّحْفِيلُ: التَّزْيينُ، وتَصْرِيَةُ الشاةِ.
وما حَفَلَهُ،
وـ به، يَحْفِلُهُ،
وما احْتَفَلَ به: ما بالَى.
والحِفْوَلُ، كخِرْوَعٍ: شَجَرٌ ثَمَرُهُ كإجَّاصَةٍ صَغيرَةٍ، فيه مَرارةٌ، ويُؤْكَلُ.
والحَوْفَلَةُ: القَنْفَاءُ.
وحَوْفَلَ: انْتَفَخَتْ حَوْفَلَتُه. وكغُرابٍ: الجمعُ العَظيمُ، واللَّبَنُ المُجْتَمِعُ.
وهو مُحافِظٌ على حَسَبِهِ مُحافِلٌ، أَي: يَصونُهُ.
واحْتَفَلَ الطَّريقُ: بانَ وظَهَرَ،
وـ الفَرَسُ: أظْهَرَ لِفارِسِهِ أنَّهُ بَلَغَ أقْصى حُضْرِهِ وفيه بَقِيَّةٌ.
وذاتُ الحَفائِلِ: ع.
وحَفائلُ، ويُضَمُّ: ع، أَو وادٍ.
والحَفَيْلَلُ: شَجَرٌ.

دَثَرَ

(دَثَرَ)
[هـ] فِيهِ «ذَهبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ» الدُّثُورُ: جَمْعُ دَثْرٍ، وَهُوَ المالُ الكثيرُ، ويقعُ عَلَى الواحدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمِيعِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ طَهْفة «وَابْعَثْ راعْيَها فِي الدَّثْرِ» وَقِيلَ أَرَادَ بِالدَّثْرِ هَاهُنَا الخِصْبَ والنَّباتَ الْكَثِيرَ.
وَفِي حَدِيثِ الْأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ «انتُمُ الشِّعارُ وَالنَّاسُ الدِّثَار» هُوَ الثَّوبُ الَّذِي يَكُونُ فوقَ الشِّعَارِ، يَعْنِي أَنْتُمُ الخاصَّةُ والناسُ العامَّةُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ إِذَا نَزَل عَلَيْهِ الوحيُ يَقُولُ دَثِّرُونِي دَثِّرُونِي» أَيْ غَطُّوني بِما أدْفَأُ بِهِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكرُه فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ «إنَّ القلبَ يَدْثُرُ كَمَا يَدْثُرُ السَّيف، فَجِلاؤُه ذكرُ اللهِ» أَيْ يَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ السَّيْفُ. وَأَصْلُ الدُّثُورِ: الدُّــرُوسُ، وَهُوَ أَنْ تَهُبَّ الرِّياحُ عَلَى الْمَنْزِلِ فَتُغَشِّيَ رُسُومَهُ بِالرَّمْلِ وَتُغَطِّيَهَا بالتراب. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «دَثَرَ مكانُ الْبَيْتِ فَلَمْ يَحُجَّه هودٌ عَلَيْهِ السلامْ» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الحَسن «حادِثُوا هَذِهِ القلوبَ بذكْرِ اللهِ فَإِنَّهَا سريعةُ الدُّثُورِ» يَعْنِي دُــروسَ ذِكْرِ اللَّهِ واِّمحاءهُ مِنْهَا. يَقُولُ: اجْلُوها واغْسلوا الرَّيْنَ والطَّبَعَ الَّذِي عَلاها بِذِكْرِ اللَّهِ.
ودُثُورُ النُّفوس»
: سُرعةُ نِسْيانِها.

المَهْدِيّةُ

المَهْدِيّةُ:
بالفتح ثم السكون، في موضعين: إحداهما بإفريقية والأخرى اختطها عبد المؤمن بن عليّ قرب سلا، فأما المهديّ ففي اشتقاقه عندي أربعة أوجه:
أحدها أن يكون من المهدي، بفتح ميمه، ويعني أنه هو مهتد في نفسه لا أنه هداه غيره ولو كان ذلك لكان المهدي، بضم الميم، كقولك المرميّ والمكريّ والملقيّ، ولو كان يفعل ذلك بغيره لضمّت الميم، وليس الضم والفتح للتعدية وغير التعدية، فإن الأصمعي يقول: هداه يهديه في الدين هدى وهداه يهديه هداية إذا دلّه على الطريق، وهديت العــروس فأنا أهديها هداء، وأهديت الهديّة إهداء وأهديت الهدي، هذان الأخيران بالألف والأول كما تراه ثلاثيّا متعدّيا فلا يفتقر إلى زيادة ألف التعدية فهو بمنزلة اسم الزمان والمكان وإن كان اسم رجل لأنك إذا قلت مضرب أو مشرب إنما المراد موضع
الضرب والشرب ومحلهما، فكذلك هذا المسمّى المراد أنه موضع الهدي ومحلّه، ويجوز أن يكون المهديّ منسوبا إلى اسم مكان الهدي كما أن مضربيّ منسوب إلى اسم مكان الضرب، والقياس هدى يهدي والمكان مهديّ بتصحيح الياء كما أن قاض أصله قاضي بتصحيح الياء مثل مضرب سواء ولكنهم استثقلوا الخروج من الكسر إلى الضم كما استثقلوا في القاضي والغازي فعدلوا إلى الأخفّ فقالوا مهدى كما قالوا مغزى فصار مقصورا لا يحتمل ما تحتمله الياء من التحريك في النصب فلزم طريقة واحدة وأعيدت الياء في القاضي إلى أصلها لما أمن الثقل عليها، فإن قيل فهلّا فرّوا في القاضي والغازي إلى القصر وألزموه طريقة واحدة؟ قلنا إنما فرّوا من الثقل، ولو قالوا قاضا لصار بعد الضاد ألف وقبلها ألف وصار في زنة الفعل من قاضيت ففرّوا إلى الأخفّ، لكنهم لما نسبوا إليهما ردّوهما إلى الأصل الواحد في رأيي فقالوا قاضيّ ومهديّ، فكسروا الدال التي في مهدي وشدّدوا ياء النسبة وإن كان الأشهر الأكثر قاضويّ ومهدويّ ومغزويّ إلا أن ذلك هو الأولى على أصلنا، فهذا هو وجه حسن في تعليل من قال قاضيّ ومغزيّ لا مطعن للمنصف فيه، والوجه الثاني وهو الذي يراه النحويون في هذا أن المهديّ هو اسم المفعول من هدى يهدي فهو مهديّ مثل ضرب يضرب فهو مضروب فعلى هذا أصله مهدوي، بفتح أوله وسكون ثانيه وضم الدال وسكون واوه وتصحيح يائه، بوزن مضروب، فاستثقلوا الخروج من الواو الساكنة إلى الياء فأدغموا الواو في الياء فصارت ياء مشددة فكسرت لها الدال فصار مهديّ مثل مرميّ ومشويّ ومقليّ، والوجه الثالث أن يكون منسوبا إلى المهد تشبيها له بعيسى، عليه السلام، فإنه تكلم في المهد فضيلة اختصّ بها وإنه يأتي في آخر الزمان فيهدي الناس من الضلالة ويردهم إلى الصواب، وهذه المدينة بإفريقية منسوبة إلى المهدي، وبينها وبين القيروان مرحلتان، القيروان في جنوبيها، والثياب السوسية المهدويّة إليها تنسب، وقد اختطها المهدي، واختلف في نسبه فأكثر أهل السير الذين لم يدخلوا في رعيتهم وبعض رعيتهم الذين كانوا يخفون أمرهم يزعمون أنه كان ابن يهوديّ من أهل سلمية الشام وتزوّج القدّاح الذي كان أصل هذه الدعوة بأمه فربّاه إلى أن حضرته الوفاة ولم يكن له ولد فعهد إليه وعلّمه الدعوة وكان اسمه سعيدا فلما صار الأمر إليه سمي عبيد الله، وقال قوم قليلون: إنه ولد القداح نفسه، في قصص طويلة، وقال من صحّح نسبه: إنه أحمد بن إسماعيل الثاني ابن محمد بن إسماعيل الأكبر بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، قدم إفريقية، فملكها وأقام بالقيروان مدّة ثم خطّ المهدية، وهي على ساحل بحر الروم داخلة فيه ككفّ على زند، عليها سور عال محكم كأعظم ما يكون يمشي عليه فارسان، عليها باب من حديد مصمت مصراع واحد تأنّق المهديّ في عمله، وقال بعض أهل المعرفة بأخبارهم:
في سنة 300 خرج المهدي بنفسه إلى تونس يرتاد لنفسه موضعا يبني فيه مدينة خوفا من خارج يخرج عليه، وأراد موضعا حصينا حتى ظفر بموضع المهدية وهي جزيرة متصلة بالبرّ كهيئة كف متصلة بزند، فتأمّلها فوجد فيها راهبا في مغارة فقال له: بم يعرف هذا الموضع؟ فقال: هذا يسمّى جزيرة الخلفاء، فأعجبه هذا الاسم فبناها وجعلها دار مملكته وحصّنها بالسور المحكم والأبواب الحديد المصمت وجعل في كل مصراع من الأبواب مائة قنطار، ولها بابان بأربعة مصاريع لكل باب منها دهليز يسع خمسمائة فارس،
وكان شروعه في اختطاطها لخمس خلون من ذي القعدة سنة 303، وقال أبو عبيد البكري: كان شروعه فيها سنة 300 وكمّل سورها في سنة خمس وانتقل إليها سنة ثمان في شوال، ولم تزل دار مملكة لهم إلى أن ولي الأمر إسماعيل بن أبي القاسم سنة 44 فسار إلى القيروان محاربا لأبي يزيد واتخذ مدينة صبرة واستوطنها بعد أبيه معدّ وعمل فيها مصانع واحتفر أبآرا وبنى فيها قصورا عالية، قال بطليموس: مدينة برقة وهي المهدية طولها اثنتان وثلاثون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، داخلة في الإقليم الرابع، طالعها العقرب تحت اثنتي عشرة درجة، منزلها من قلب العقرب الجناح الأيمن ولها ممسك العنان ولها جبهة الليث تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها اثنتا عشرة درجة من الجدي، وقال أبو عبيد البكري: جعل لمدينتها بابا حديد لا خشب فيهما كل باب وزنه ألف قنطار وطوله ثلاثون شبرا كل مسمار من مساميره ستة أرطال وجعل فيها من الصهاريج العظام، وأهل تلك النواحي يسمّونها مواجل، ثلاثمائة وستين موجلا غير ما يجري إليها من القناة التي فيها، والماء الجاري الذي بالمهدية جلبه عبيد الله من قرية ميّانش وهي على مقربة من المهدية في أول أقداس ويصبّ في المهدية في صهريج داخل المدينة عند جامعها ويرفع من الصهريج إلى القصر بالدواليب وكذلك يسقي أيضا من قرية ميّانش من الآبار بالدواليب يصبّ في محبس يجري منه في تلك القناة، قال: ومرسى المهدية منقور في حجر صلد يسع ثلاثين مركبا، على طرفي المرسى برجان بينهما سلسلة حديد فإذا أريد إدخال سفينة أرسل حرّاس البرجين أحد طرفي السلسلة حتى تدخل السفينة ثم يمدّونها كما كانت تحبيسا لها، ولما فرغ من إحكام ذلك قال: اليوم أمنت على الفاطميّات، يعني بناته، وارتحل إليها وأقام بها ثم عمّر فيها الدكاكين ورتب فيها أرباب المهن كلّ طائفة في سوق فنقلوا إليها أموالهم فلما استقام ذلك أمر بعمارة مدينة أخرى إلى جانب المهدية وجعل بين المدينتين قدر طول ميدان وأفردها بسور وأبواب وحفظة وسماها زويلة وأسكن أرباب الدكاكين من البزّازين وغيرهم فيها بحرمهم وأهاليهم وقال: إنما فعلت ذلك لآمن غائلتهم وذاك أن أموالهم عندي وأهاليهم هناك، فإن أرادوني بكيد وهم بزويلة كانت أموالهم عندي فلا يمكنهم ذلك، وإن أرادوني بكيد وهم بالمهدية خافوا على حرمهم هناك، وبنيت بيني وبينهم سورا وأبوابا فأنا آمن منهم ليلا ونهارا لأني أفرّق بينهم وبين أموالهم ليلا وبينهم وبين حرمهم نهارا، وشرب أهلها من الآبار والصهاريج، ومهما ذكرنا من حصانتها فإن أحوال ملوكها تناقضت حتى أفضى الأمر إلى أن أنفذ روجار صاحب صقليّة جرجي إليها في سنة 543 فأخلاها الحسن بن علي بن يحيى بن تميم بن المعزّ بن باديس وخرج هاربا حتى لحق بعبد المؤمن وبقيت في يد الأفرنج اثنتي عشرة سنة حتى قدم عبد المؤمن في سنة 555 إلى إفريقية فأخذ المهدية في أسرع وقت فهي في يد أصحابه إلى يومنا هذا ولم تغن حصانتها في جنب قضاء الله شيئا، وينسب إلى المهدية جماعة وافرة من العلماء في كل فنّ، منهم: أبو الحسن علي بن محمد بن ثابت الخولاني المعروف بالحدّاد المهدوي القائل:
قالت، وأبدت صفحة ... كالشمس من تحت القناع:
بعت الدفاتر وهي آ ... خر ما يباع من المتاع
فأجبتها، ويدي على ... كبدي وهمّت بانصداع:
لا تعجبي فيما رأي ... ت فنحن في زمن الضّياع

دَمَرَ

(دَمَرَ)
(هـ) فِيهِ «مَنِ إطَّلَع فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إذْنهِم فَقَدْ دَمَرَ» وَفِي رِوَايَةٍ «مَنْ سَبَقَ طَرْفُهُ اسْتِئْذَانَه فَقَدْ دَمَرَ عَلَيْهِمْ» أَيْ هَجَمَ ودخلَ بغيرِ إِذْنٍ، وَهُوَ مِنَ الدَّمَارِ: الهَلاَك؛ لِأَنَّهُ هُجُوم بِمَا يُكْرَهُ، وَالْمَعْنَى أَنَّ إِسَاءَةَ المُطَّلِع مثلُ إِسَاءَةِ الدَّامِر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «فدَحَا السَّيْلُ بالبَطْحاء حَتَّى دَمَّرَ المكانَ الَّذِي كَانَ يُصَلَّى فِيهِ» أَيْ أهْلَكه. يُقال: دَمَّرَهُ تَدْمِيراً، ودَمَّرَ عَلَيْهِ بِمَعْنًى. ويُرْوى «حَتَّى دَفَنَ الْمَكَانَ» والمرادُ مِنْهُمَا دُــرُوسُ الْمَوْضِعِ وذهابُ أثَره. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

زَبَنَ

(زَبَنَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ والمُحاقَلة» قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْمُزَابَنَة فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ بيعُ الرُّطَب فِي رُؤُس النَّخْل بالتَّمر، وأصلُه مِنَ الزَّبْن وَهُوَ الدفْعُ، كأنَّ كُل واحدٍ من المُتبَايعيْن يَزْبِنُ صاحبَه عَنْ حقِّه بِمَا يزدَادُ مِنْهُ. وَإِنَّمَا نَهى عَنْهَا لِمَا يَقَع فِيهَا مِنَ الغَبْن والجَهَالة. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كالنَّاب الضَّــرُوس تَزْبِنُ برجْلها» أَيْ تَدْفَعُ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «وَرُبَّمَا زَبَنَتْ فكَسَرت أنفَ حالِبها» يُقَالُ للنَّاقة إِذَا كَانَ مِنْ عادَتها أَنْ تَدْفع حالِبَها عَنْ حَلبها: زَبُونٌ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَقْبَل اللَّهُ صَلَاةَ الزِّبِّينِ» هُوَ الَّذِي يُدَافع الأخْبَثين، وَهُوَ بِوَزْنِ السِّجِّيل، هَكَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ، والمشهورُ بالنُّون.

زَرَّرَ

(زَرَّرَ)
(س) فِي صِفَةِ خَاتَمِ النبوْة «إِنَّهُ مِثْلُ زِرِّ الحَجَلَة» الزِّرُّ: وَاحِدُ الْأَزْرَارِ الَّتِي تُشَدّ بِهَا الكِلَلُ والسّتورُ عَلَى مَا يَكُونُ فِي حَجَلِة العــرُوس. وَقِيلَ إِنَّمَا هُوَ بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ عَلَى الزَّايِ، وَيُرِيدُ بالحَجَلَة القَبجَة، مأخوذٌ مِنْ أرَزَّت الجَرادَةُ إِذَا كَبَست ذَنبَها فِي الْأَرْضِ فباضَت، ويشهَد لَهُ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِهِ بإسْنادِه عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرة «وَكَانَ خاَتَم رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي بَيْنَ كَتفيه غُدَّةً حَمْرَاءَ مِثْلَ بيضَةِ الحمَامة» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ: قَالَ يَصِفُ عَلِيًّا «وَإِنَّهُ لَعَالِمُ الْأَرْضِ وزِرُّهَا الَّذِي تسكُن إِلَيْهِ» أَيْ قِوَامُها، وأصلُه مِنْ زِرِّ الْقَلْبِ، وَهُوَ عُظَيمٌ صغيرٌ يَكُونُ قِوَامُ القلْب بِهِ. وَأَخْرَجَ الْهَرَوِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سَلْمَانَ. (س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي الأسْود «قَالَ لِإِنْسَانٍ: مَا فعَلَت امرأتُه الَّتِي كَانَتْ تُزَارُّهُّ وتُماَرّه؟» الْمُزَارَّةُ مِنَ الزَّرِّ وَهُوَ العضُّ، وَحِمَارٌ مِزَرٌّ: كثيرُ العَض.

زَفَفَ

(زَفَفَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ تَزْوِيجِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «أَنَّهُ صَنَع طَعَامًا وَقَالَ لِبلاَل:
أدخِل النَّاسَ عَلَيَّ زُفَّةً زُفَّةً» أَيْ طَائِفَةً بَعْدَ طَائِفَةٍ، وزُمرة بَعْدَ زُمرة، سُمِّيت بِذَلِكَ لِزَفِيفِهَا فِي مَشْيها وَإِقْبَالِهَا بِسُرْعَةٍ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يُزَفُّ عَلىٌّ بَيْنى وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْجَنَّةِ» إِنْ كُسِرت الزَّايُ فَمَعْنَاهُ يُسْرع، مِنْ زَفَّ فِي مَشْيه وأَزَفَّ إِذَا أسْرع، وَإِنْ فُتِحت فَهُوَ مِنْ زَفَفْتُ العــرُوس أَزُفُّهَا إِذَا أهْدَيتها إِلَى زَوْجِهَا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا وُلِدَت الجاريةُ بَعَثَ اللهُ إِلَيْهَا مَلَكا يَزِفُّ الْبَرَكَةَ زَفّاً» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ «فَمَا تفرَّقوا حَتَّى نَظَروا إِلَيْهِ قَدْ تكتَّب يُزَفُّ فِي قَوْمِهِ» .

عَذَمَ

(عَذَمَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُرَائِي فَلَا يَمرُّ بقَومٍ إلاَّ عَذَمُوه» أَيْ أخَذُوه بألْسِنَتِهم. وَأَصْلُ العَذْم: العَضّ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «كالنَّاب الضَّــرُوس تَعْذِمُ بِفِيهَا وتخْبِط بيَدِها» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّه بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ «فأقْبَل عَلَيَّ أَبِي فعَذَمَنِي وعضَّني بلِسانه» .
عَذَمَ الفَرَسُ يَعْذِمُ: عَضَّ، أو أكَلَ بجَفاءٍ، ولامَ، والاسْمُ: العَذِيمَةُ
ج: عَذائِمُ،
وـ عن نَفْسِهِ: دَفَع. وكَشدَّادٍ: اسمُ البُرْغوثِ
ج: عُذُمٌ، ككُتُبٍ، وكزُنَّارٍ: شَجَرٌ من الحَمْضِ، الواحِدَةُ: بهاء.
وعَذَمٌ، محرَّكةً: وادٍ باليَمَنِ، ونَبْتٌ. وكسحابَةٍ: اسْمٌ. وكسَفِينَةٍ: النَّخْلَةُ تَحْمِلُ وما لَها نوًى.
والعَذَمْذَمُ: الكَيْلُ الجُزافُ، والموْتُ الكثيرُ.
وهي تَعْذَمُ زوجَها، كَتَسْمَعُ، أي: تَشْتِمُهُ إذا سألها الوَطْءَ في الدُّبُرِ.

طَرَابُلُسُ

طَرَابُلُسُ:
بفتح أوله، وبعد الألف باء موحدة مضمومة، ولام أيضا مضمومة، وسين مهملة، ويقال أطرابلس، وقال ابن بشير البكري، طرابلس بالرومية والإغريقية ثلاث مدن، وسماها اليونانيون طرابليطة وذلك بلغتهم أيضا ثلاث مدن، لأن طرا معناه ثلاث وبليطة مدينة، وقد ذكر أن أشباروس قيصر أول من بناها، وتسمى أيضا مدينة إياس، وعلى مدينة طرابلس سور صخر جليل البنيان، وهي على شاطئ البحر، ومبنى جامعها أحسن مبنى، وبها أسواق حافلة جامعة وبها مسجد يعرف بمسجد الشعاب مقصود وحولها أنباط، وفي بربرها من كلامه بالنبطية، في قرارات في شرقيها وغربيها مسيرة ثلاثة أيام إلى موضع يعرف ببني السابري وفي القبلة مسيرة يومين إلى حدّ هوارة، وفيها رباطات كثيرة يأوي إليها الصالحون أعمرها وأشهرها مسجد الشعاب، ومرساها مأمون من أكثر الرياح، وهي كثيرة الثمار والخيرات، ولها بساتين جليلة في شرقيها وتتصل بالمدينة سبخة كبيرة يرفع منها الملح الكثير، وداخل مدينتها بئر تعرف ببئر أبي الكنود يعيّرون بها ويحمق من شرب منها فيقال للرجل منهم إذا أتى بما يلام: لا يعتب عليك لأنك شربت من بئر أبي الكنود، وأعذب آبارها بئر القبّة، نذكرها في طرابلس فانه لم تكتب الألف وقد ذكر في باب الألف ما فيه كفاية، وذكر الليث بن سعد قال: غزا عمرو بن العاص طرابلس سنة 23 حتى نزل القبة التي على الشرف من شرقيها فحاصرها شهرين لا يقدر منهم على شيء فخرج رجل من بني مدلج ذات يوم من عسكر عمرو بن العاص متصيّدا مع سبعة نفر فجمعوا غربي المدينة واشتدّ عليهم الحرّ فأخذوا راجعين على ضفة البحر وكان البحر لاصقا بالمدينة ولم يكن في ما بين المدينة والبحر سور وكانت سفن البحر شارعة في مرساها إلى بيوتهم ففطن المدلجي وأصحابه وإذا البحر قد غاض من ناحية المدينة فدخلوا منه حتى أتوا من ناحية الكنيسة وكبّروا فلم يكن للروم مفزع إلا سفنهم وأقبل عمرو بجيشه حتى دخل عليهم فلم تفلت الروم إلا بما خفّ في مراكبهم وغنم عمرو ما كان في المدينة، وإنما بنى سورها مما يلي البحر هرثمة بن أعين حين ولايته على القيروان، ومن طرابلس إلى نفوسة مسيرة ثلاثة أيام، وفي كتاب ابن عبد الحكم: أن عمرو ابن العاص نزل على مدينة طرابلس في سنة 23 من الهجرة فملكها عنوة واستولى على ما فيها، قال:
وكان من بسبرت متحصنين فلما بلغتهم محاصرة عمرو طرابلس واسمها نبارة، وسبرت السوق القديم وإنما نقله إلى نبارة عبد الرحمن بن حبيب سنة 31 فهذا يدلّ على أن طرابلس اسم الكورة وأن نبارة قصبتها، وقد ذكرنا أن طرابلس معناه الثلاث مدن وهذا يدل على أنها ليست بمدينة بعينها وأنها كورة، وينسب إلى طرابلس الغرب عمر بن عبد العزيز بن عبيد بن يوسف الطرابلسي المالكي، لقيه السلفي وأثنى عليه، وهو القائل في كتب الغزّالي:
هذّب المذهب حبر ... أحسن الله خلاصة
ببسيط ووسيط ... ووجيز وخلاصه
وسافر إلى بغداد ومات بها في سنة 510، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن مخلوف الطرابلسي، كان له اهتمام بالتواريخ وصنّف تاريخا لطرابلس، وكان فاضلا في فنون شتى، أخذ عنه السلفي وسافر إلى الحج فأدركته المنية بمكة في ذي الحجة سنة 522، وقال أبو الطيب يمدح عبيد الله بن خراسان الطرابلسي:
لو كان فيض يديه ماء غادية عزّ القطا في الفيافي موضع اليبس أكارم حسد الأرض السماء بهم، وقصّرت كلّ مصر عن طرابلس أيّ الملوك، وهم قصدي، أحاذره، وأيّ قرن وهم سيفي وهم ترسي وقال أحمد بن الحسين بن حيدرة يعرف بابن خراسان الطرابلسي:
أحبابنا! غير زهد في محبتكم ... كوني بمصر وأنتم في طرابلس
إن زرتكم فالمنايا في زيارتكم، ... وإن هجرتكم فالهجر مفترسي
ولست أرجو نجاحا في زيارتكم ... إلا إذا خاض بحرا من دم فرسي
وأنثني ورماح الخط قد حطمت ... في كل أروع لا وان ولا نكس
حتى يظلّ عميد الجيش ينشدنا ... نظما يضيء كضوء الفجر في الغلس
يفدي بنيك عبيد الله حاسدكم، ... بجبهة العير يفدى حافر الفرس

الزَِّعْنِفَةُ

الزَِّعْنِفَةُ، بالكسرِ والفتحِ: القَصيرُ، والقَصيرَةُ، وطائِفَةٌ من كُلِّ شيءٍ، وطَرَفُ الأَديمِ كاليَدَيْنِ والرِجْلَيْنِ، والرَّذْلُ، والقِطْعَةُ من القَبيلَةِ تَشِذُّ وتَنْفَرِدُ، أو القَبيلَةُ القَليلَةُ تَنْضَمُّ إلى غَيْرِها، والقِطْعَةُ من الثَّوْبِ، أو أسْفَلُهُ المُتَخَرِّقُ، والداهِيَةُ،
ج: زَعانِفُ: وهي أجْنِحَةُ السَّمَكِ، وكُلُّ جَماعَةٍ لَيْسَ أصْلُهُم واحِداً، وما تَحَرَّكَ من أسافِلِ القَميصِ.
وزَعْنَفَ العَــروسَ: زَيَّنَها.

الحَضْرُ

الحَضْرُ:
بالفتح ثم السكون، وراء، والحضر في اللغة التطفل، وأما الحضر الذي هو ضد البدو فهو بالتحريك. والحضر: اسم مدينة بإزاء تكريت في
البرّيّة بينها وبين الموصل والفرات، وهي مبنية بالحجارة المهندمة بيوتها وسقوفها وأبوابها، ويقال كان فيها ستون برجا كبارا، وبين البرج والبرج تسعة أبراج صغار، بإزاء كل برج قصر وإلى جانبه حمام، ومر بها نهر الثرثار، وكان نهرا عظيما عليه قرى وجنان، ومادته من الهرماس نهر نصيبين، ونصب فيه أودية كثيرة، ويقال إن السفن كانت تجري فيه، فأما في هذا الزمان فلم يبق من الحضر إلا رسم السور وآثار تدل على عظم وجلالة، وأخبرني بعض أهل تكريت أنه خرج يتصيد فانتهى إليه فرأى فيه آثارا وصورا في بقايا حيطان، وكان يقال لملك الحضر الساطرون، وفيه يقول عديّ بن زيد:
وأرى الموت قد تدلى من الحض ... ر على رب ملكه الساطرون
وقال الشرقي بن القطامي: لما افترقت قضاعة سارت فرقة منهم إلى أرض الجزيرة وعليهم ملك يقال له الضيزن بن جلهمة أحد الأحلاف، وقال غيره:
الضّيزن بن معاوية بن عبيد بن الاحرام بن عمرو بن النخع بن سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وكان فيما زعموا ملك الجزيرة كلها إلى الشام، فنزل مدينة الحضر، وكانت قد بنيت وتطلسمت أن لا يقدر على فتحها ولا هدمها إلا بدم حمامة ورقاء مع دم حيض امرأة زرقاء، فأقام فيه الضيزن مدة ملكا يغير على بلاد الفرس وما يقرب منها، وكان يخرج كل امرأة زرقاء عارك من المدينة، والعارك: الحائض، إلى موضع قد جعله لذلك في بعض جوانبها خوفا مما ذكرناه، ثم إنه أغار على السواد فأخذ ماه أخت سابور الجنود بن أردشير الجامع وليس بذي الأكتاف، لأن سابور ذا الأكتاف هو سابور بن هرمز بن نرسي ابن بهرام بن بهرام بن بهرام بن هرمز بن سابور البطل، وهو سابور الجنود صاحب هذه القصة، وإنما ذكرت ذلك لأن بعضهم يغلط ويروي أنه ذو الأكتاف، فقال الجديّ بن الدّلهاث بن عشم بن حلوان القضاعي في وقعة أوقعها الضيزن بشهرزور:
دلفنا للأعادي، من بعيد، ... بجيش ذي التهاب كالسعير
فلاقت فارس منا نكالا، ... وقتّلنا هرابذ شهرزور
لقيناهم بخيل من علاف، ... وبالدّهم الصلادمة الذكور
علاف اسمه ربان بن حلوان بن الحاف بن قضاعة، وإليه تنسب الخيل العلافية، فلما انتهى ضيغم بسابور الجنود قصد الحضر غيظا على صاحبه لاستجرائه على أسر أخته، فنزل عليه بجنوده سنتين لا يظفر بشيء منه حتى عركت النضيرة بنت الضيزن، أي حاضت، فأخرجها أبوها إلى الموضع الذي جعل لذلك كما ذكرنا وكان إلى جنب السور، وكان سابور قد همّ بالرحيل فنظرت ذات يوم إليه ونظر إليها فعشق كل واحد منهما صاحبه، فوجهت إليه تخبره بحالها ثم قالت:
ما لي عندك إن دللتك على فتح هذه المدينة؟ فقال:
أجعلك فوق نسائي وأتخذك لنفسي، قالت: فاعمد إلى حيض امرأة زرقاء واخلط به دم حمامة ورقاء واكتب به واشدده في عنق ورشان فأرسله فإنه يقع على السور فيتداعى ويتهدم، ففعل ذلك فكان كما قالت، فدخل المدينة وقتل من قضاعة نحو مائة ألف رجل وأفنى قبائل كثيرة بادت إلى يومنا هذا، وفي ذلك يقول الجديّ بن الدّلهاث:
ألم يحزنك، والأنباء تنمي، ... بما لاقت سراة بني العبيد
ومقتل ضيزن وبني أبيه، وإخلاء القبائل من تزيد أتاهم، بالفيول مجلّلات وبالأبطال، سابور الجنود فهدّم من بروج الحضر صخرا كأن ثقاله زبر الحديد
الثقال: الحجارة كالأفهار، ثم سار سابور منها إلى عين التمر فعرّس بالنضيرة هناك فلم تنم تلك الليلة تململا على فراشها، فقال لها سابور: أيّ شيء أمرك؟
قالت: لم أنم قط على فراش أخشن من فراشك، فقال: ويلك! وهل نام الملوك على أنعم من فراشي؟
فنظر فإذا في الفراش ورقة آس قد لصقت بين عكنتين من عكنها، فقال لها: بم كان أبوك يغذوك؟
قالت: بشهد الأبكار من النحل ولباب البرّ ومخ الثنيات، فقال سابور: أنت ما وفيت لأبيك مع حسن هذا الصنيع فكيف تفين لي أنا! ثم أمر ببناء عال فبني وأصعدها إليه وقال لها: ألم أرفعك فوق نسائي؟ قالت: بلى، فأمر بفرسين جموحين فربطت ذوائبها في ذنبيهما ثم استحضرا فقطّعاها، فضربت العرب في ذلك مثلا، وقال عديّ بن زيد في ذلك:
والحضر صبّت عليه داهية ... شديدة، أيّد مناكبها [1]
ربيبة لم توقّ والدها ... لحبّها، إذ أضاع راقبها
فكان حظ العــروس، إذ جشر ال ... صبح، دماء تجري سبائبها
السبائب: جمع سبيبة، وهو شقّة كتّان، وقال الأعشى:
ألم تر للحضر، إذ أهله ... بنعمى، وهل خالد من سلم
أقام به ساهبور الجنو ... د حولين، تضرب فيه القدم
ويقال: إن الحضر بناه الساطرون بن أسطيرون الجرمقي، وإنه غزا بني إسرائيل في أربعمائة ألف فدعا عليه أرميا النبي، عليه السلام، فهلك هو وجميع أصحابه، ويقال: إنه وجد في جبل طور عبدين معصرة وفيها ساقية من الرصاص تجري تحت الأرض فتتبعت إلى أن كان مصبها في بيت من صفر بالحضر، فيقال إن ملكه كان تعصر له الخمر في طور وتصب في هذه الساقية فتخرج إلى الحضر، وقد قيل:
إن هذا كان بسنجار، وقال عديّ بن زيد:
وأخو الحضر، إذ بناه، وإذ دج ... لة تجبى إليه والخابور
شاده مرمرا وجلله كل ... سا، فللطير في ذراه وكور
لم يهبه ريب المنون فباد ال ... ملك عنه، فبابه مهجور

عَفْو

عَفْو
: (و ( {العَفْوُ:} عَفْوُ اللَّهِ، عزَّ وجلَّ، عَن خَلْقِهِ.
(و) أَيْضاً: (الصَّفْحُ) عَن الجانِي (وتَرْكُ عُقُوبَةِ المُسْتَحِقِّ) .
(وَقد ( {عَفا عَنهُ} وعَفا لهُ ذَنْبَهُ، وَعَن ذنْبِهِ) ترَكَهُ وَلم يُعاقِبْه.

قَالَ شيْخُنا: كَوْن العَفْو لَا يكونُ إلاَّ عَن ذَنْبٍ وَإِن اشْتَهَرَ فِي التَّعارُفِ غيْر صَحِيحٍ، فإنَّه يكونُ بمعْنَى عَدَمِ اللُّزُوم، وأَصْلُ مَعْناه التَّرْكُ، وَعَلِيهِ تَدُورُ مَعانِيه، فيُفَسَّرُ فِي كلِّ مقامٍ بِمَا يُناسِبُه مِن تَرْكِ عقابٍ، وعَدَم إلْزامٍ مَثلاً؛ وَفِي كَلامِ المُفسِّرين وأَرْبابِ الحَواشِي إيماءٌ لذلكَ، وفرَّقَ عبدُ الباسِطِ البُلْقِينِيّ بَيْنه وبَيْنَ الصَّفْحِ بكَلامٍ لَا يظهرُ لَهُ كَبيرُ جَدْوى، انتَهَى.
قُلْت: الصَّفْحُ تَرْكُ التَّأْنِيبِ، وَهُوَ أَبْلَغُ من العَفْوِ، فقد {يَعْفُو وَلَا يصفح وأمَّا العَفْوُ فَهُوَ القَصْدُ لتَناوُلِ الشيءِ، هَذَا هُوَ المَعْنى الأَصْلِي، وَعَلِيهِ تدُورُ مَعانِيه على مَا سَيَأْتِي الإيماءُ إِلَى ذلكَ، كَمَا حقَّقه الرَّاغِبُ وغيرُه، لَا مَا قَرَّرَه شيْخُنا مِن أَنَّ أَصْلَ مَعْناه التَّرْك فتأَمَّل.
قالَ الرَّاغبُ: فمَعْنى} عَفَوْتُ عنْكَ كأَنَّهُ قَصَد إزالَةَ ذَنْبِه صارِفاً عَنهُ، {فالمَعْفُوّ المَتْرُوكُ، وعنْكَ مُتَعَلِّق بمُضْمَر، فالعَفْوُ هُوَ التَّجَافِي عَن الذَّنْبِ.
(و) } العَفْوُ: (المَحْوُ) ، قيلَ: وَمِنْه {عَفا اللهُ عنْكَ، أَي مَحا مِن عَفَتِ الرِّياحُ الأَثَرَ، أَي دَرَسَتْه ومَحَتْه؛ وَمِنْه الحديثُ: (سَلُوا اللَّهَ العَفْوَ} والعافِيَةَ! والمُعافاةَ) ، فالعَفوُ مَحْوُه الذنْبَ.
(و) العَفْوُ أَيْضاً: (الامِّحاءُ) .) يقالُ: عَفَا الأَثَرُ أَي امَّحَى، يتعدَّى وَلَا يتَعَدَّى.
(و) العَفْوُ: (أَحَلُّ المالِ وأَطْيَبُهُ) ، كَذَا فِي النُّسخ.
وَفِي المُحْكم: أَجْمَلُ المالِ وأَطْيَبُهُ.
وَفِي الصِّحاح: عَفْوُ المالِ مَا يَفْضُلُ عَن النَّفَقَةِ. يقالُ: أَعْطَيْته عَفْوَ المالِ، يَعْني بغيرِ مَسْألةٍ وأَنْشَدَ:
خُذِي العَفْوَ مني تَسْتَدِيمي مَوَدَّتي
وَلَا تَنْطِقِي فِي سَوْرَتي حِين أَغْضَبُ (و) العَفْوُ: (خِيارُ الشَّيءِ وأَجْوَدُهُ) وَمَا لَا تَعَبَ فِيهِ.
(و) العَفْوُ: (الفَضْلُ) ؛) وَبِه فسِّرَ قوْلُه تَعَالَى: {خُذِ العَفْوَ} ؛ وقيلَ: مَا أَتَى بِلَا مَسْأَلَةٍ وَلَا كُلْفَة والمَعْنى أقْبَلِ المَيْسُورَ من أَخْلاقِ الناسِ وَلَا تَسْتَقْصِ عَلَيْهِم فيَستَقْصُوا عَلَيْك فيَتولَّدُ مِنْهُ البَغْضاءُ والعَداوَةُ.
وقولُه تَعَالَى: {قلِ العَفْوَ} ، أَي الكَثْرَة والفَضْلَ، أُمِرُوا أَن يُنْفِقُوا الفَضْلَ إِلَى أَنْ فُرِضَتِ الزَّكاةُ.
(و) العَفْوُ: (المَعْروفُ.
(و) العَفْوُ (من الماءِ: مَا فَضَلَ عَن الشَّارِبَةِ) وأُخِذَ بِلا كُلْفةٍ وَلَا مُزاحَمَةٍ.
(و) العَفْوُ (مِن البِلادِ: مَا لَا أَثَرَ لأَحَدٍ فِيهَا بمِلْكٍ) .
(وَفِي الصِّحاح: هِيَ الأرضُ الغُفْل لم تُوطَأْ وليسَتْ بهَا آثارٌ؛ وقالَ الأخْطَلُ:
قَبيلةٌ كشِراكِ النَّعْلِ دارِجةٌ إنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لم يُوجَدْ لَهُم أَثَرُ (و) العَفْوُ: (وَلَدُ الحِمارِ، ويُثَلَّثُ) ، نقلَهُ الجوهريُّ؛ ( {كالعَفا) ، بالقَصْرِ، (فيهمَا) أَي فِي الجَحْشِ وَفِي البِلادِ، وَمِنْه الحديثُ: (ويَرْعَوْنَ عَفاها) ؛} والعَفا بمعْنَى الجَحْشِ يُرْوَى فِيهِ الكَسْرُ أَيْضاً؛ وَبِهِمَا رُوِي مَا أَنْشَده المُفَضَّل لحَنْظَلَةَ بنِ شَرْقيَ:
بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عَن سَكناتِهِ
وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفَا هَمَّ بالنَّهْقِ (ج {عَفْوَةٌ) ، هَكَذَا فِي النُّسخ بفَتْحٍ فسكونٍ وَهُوَ غَلَطٌ والصَّوابُ} عِفَوةٌ بكسْرٍ ففتحٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وليسَ فِي الكَلامِ واوٌ مُتَحرِّكةٌ بعدَ فَتْحة فِي آخِرِ البِناءِ غَيْر هَذِه.
( {وعِفاءٌ) بكسْرٍ مَمْدود، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه أَيْضاً؛ وأعْفاءءٌ، كذلكَ نقلَهُ ابنُ سِيدَه أَيْضاً وأَغْفَلَهُ المصنِّفُ.
(} والعَفْوَةُ: الدِّيَّةُ) لأنَّهُ بهَا يَحْصَل العَفْو من أَوْلياءِ المَقْتولِ.
(ورجُلٌ {عَفُوٌّ عَن الذَّنْبِ) ، كعَدُوَ، أَي (} عافٍ) .
(وَفِي الصِّحاح: العَفُوُّ على فَعُولٍ: الكَثيرُ العَفْوِ وَهُوَ مِن أَسْمائِهِ جلَّ وعزَّ.
( {وأَعْفاهُ مِن الأمْرِ) :) أَي (بَرَّأَهُ.
(} وعَفَتِ الإِبِلُ المَرْعَى) {تَعْفُوه عَفْواً: (تَنَاوَلَتْهُ قرِيباً.
(و) عَفا (شَعَرُ) ظَهْرِ (البَعيرِ) :) إِذا (كَثُرَ وطالَ فغَطَّى دُبُرَهُ) ؛) وقولُ الشاعرِ:
هلاَّ سَأَلْت إِذا الكَواكِبُ أَخْلَفَتْ
} وعَفَتْ مَطِيَّة طالبِ الأَنْساب ِمعْنَى {عَفَتْ أَي لم يَجِدْ أحدٌ كَرِيماً يرحَلُ إليهِ فعَطَّل مَطِيَّتَه فسَمِنَتْ وكَثُرَ وَبَرُها.
(وَقد} عَفَّيْتُهُ) ، بالتَّشْديدِ، ( {وأَعْفَيْتُهُ) .) يقالُ: عَضُّوا ظَهْرَ هَذَا الجَمَل، أَي ورّعوه حَتَّى يَسْمَنَ.
(و) عَفا (أَثَرُهُ} عَفاءً) ، كسَحابٍ، (هَلَكَ) ، كأَنَّه قَصَد هُوَ البلى.
(و) عَفا (الماءُ: لم يَطَأْهُ مَا يُكَدِّرُهُ) ؛) نقلَهُ الجوهريُّ.
(و) عَفا (عَلَيْهِ فِي العِلْمِ) :) إِذا (زادَ) عَلَيْهِ فِيهِ؛ وَكَذَا فِي الجَرْيِ.
(و) عَفَتِ (الأرضُ: غَطَّاها النَّباتُ.
(و) عَفا (الصُّوفَ) :) إِذا وفرَهُ ثمَّ (جَزَّهُ.
( {والعافِي: الَّرائِدُ) للمَعْروفِ أَو الكَلأ.
(و) أَيْضاً: (الوارِدُ) على الماءِ، وَقد} عَفاهُ إِذا أَتاهُ ووَرَدَ عَلَيْهِ.
(و) أَيْضاً: (الطَّويلُ الشَّعَرِ) ؛) نقلَهُ الجوهريُّ. (و) أَيْضاً: (مَا يُرَدُّ فِي القِدْرِ مِن مَرَقَةٍ إِذا اسْتُعِيرَتْ) .
(وَفِي المُحْكم: {عافي القِدْرِ مَا يُبْقِي المُسْتَعِير فِيهَا لمُعِيرِها.
وَفِي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي:} الْعَافِي مَا تركَ فِي القِدْرِ؛ وأَنْشَدَ لمُضَرِّس بنِ رِبعي الأَسَدِي:
فَلَا تَصْرمِيني واسْأَلي مَا خَلِيقَتيإذا رَدَّ عافي القِدْرِ مَن يَسْتَعِيرُها (و) العافِي: (الضَّيفُ.
(وكلُّ طالِبِ فَضْلٍ أَوْ رِزْقٍ:) {عافٍ، (} كالمُعْتَفِي) ؛) وَقد عَفاهُ واعْتَفاهُ: أَتاهُ يَطْلبُ مَعْروفَهُ.
( {والعَفاءُ، كسَماءٍ: التُّرابُ) .
(قالَ صَفْوانُ بنُ محرزٍ: إِذا دَخَلْتُ بَيْتي فأَكَلْتُ رَغِيفاً وشَرِبْتُ عَلَيْهِ مَاء فعَلَى الدُّنيا} العَفاءُ.
(و) العَفاءُ: (البَياضُ على الحَدَقَةِ.
(و) قالَ أَبُو عبيدٍ: العَفاءُ (الدُّــرُوسُ) والهَلاكُ، وأَنْشَدَ لزُهيرٍ يَذْكُر دَارا:
تحَمَّلَ أَهْلُها عَنْهَا فبانُوا
على آثارِ مَن ذَهَبَ العَفاءُقالَ: وَهَذَا كقَوْلِهم؛ عَلَيْهِ الدَّبارُ إِذا دَعا عَلَيْهِ بأنْ يُدْبِرَ فَلَا يَرْجِع.
( {كالعُفُوِّ) ، كعُلُوَ، (} والتَّعَفِّي) ؛) يقالُ: {عَفَتِ الدارُ ونحوُها} تَعْفُو {عَفاءً} وعُفُوًّا! وتَعَفَّتْ: دَرَسَتْ. ويقالُ فِي السَّبِّ بفِيهِ العَفاءُ وَعَلِيهِ العَفاءُ.
(و) العَفاءُ: (المَطَرُ) لأنَّه يمّحُو آثارَ المنازِلِ. (و) {العِفاءُ، (بالكسْرِ: مَا كَثُرَ من رِيشِ النَّعامِ) ووَبَرِ البَعيرِ: يقالُ: ناقَةٌ ذاتُ} عِفاءٍ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ، والواحِدَةُ {عِفاءَةٌ؛ وقيلَ: لَا يقالُ للرِّيشَةِ الواحِدَةِ عِفاءَةٌ حَتَّى تكونَ كَثيِفةً كَثِيرةً.
(و) العِفاءُ: (الشَّعَرُ الطَّويلُ الوافِي) ، وَقد عَفا إِذا طالَ وكَثُرَ.
(وأَبو العِفاءِ: الحِمارُ) ،} والعِفاءُ جَمْعُ عَفْوٍ، وَهُوَ الجَحْشُ.
( {والاسْتِعْفاءُ: طَلَبُكَ مِمَّن يُكَلِّفُكَ أَن يُعْفِيَكَ مِنْهُ) .) يقالُ:} اسْتَعْفاهُ من الخُروجِ مَعَه، أَي سَأَلَهُ {الإعْفاءَ.
(} وأعْفَى) {يَعْفي} إِعْفاءً: (أَنْفَقَ العَفْوَ مِن مالِهِ) ، وَهُوَ الصَّافِي، وقيلَ: الفاضِلُ عَن نَفَقَتِه.
(و) {أَعْفَى (اللِّحْيَةَ: وَفَّرَها) حَتَّى كَثُرَتْ وطالَتْ؛ وَمِنْه الحديثُ: (أَمَرَ أنْ تُحْفَى الشَّوارِبُ وتُعْفَى اللِّحَى) .
وَفِي المِصْباح: فِي الحديثِ: (احْفُوا الشَّوارِبَ واعْفُوا اللِّحَى) ، يجوزُ اسْتِعْمالُه ثلاثِيًّا ورباعِيّاً.
(وأَعْطَيْتُهُ} عَفْواً) :) أَي (بِغيرِ مَسْأَلةٍ) ، وقيلَ: بِلا كُلْفَةٍ.
( {وعَفْوَةُ القِدْرِ} وعَفاوَتُها، مُثَلَّثَيْنِ: زَبَدُها) وصَفُوها.
وَفِي الصِّحاح: {العِفاوَةُ، بالكسْرِ: مَا يُرْفَعُ مِن المَرَقِ أَوَّلاً يُخَصُّ بِهِ مَنْ يُكْرَمُ؛ قالَ الكُمَيْت:
وباتَ وَلِيدُ الحَيِّ طَيَّانَ ساغِياً
وكاعِبُهُم ذاتُ العَفاوَةِ أَسْغَبُوقالَ بعضُهم: العِفاوَةُ، بالكسْرِ: أَوَّلُ المَرَقِ وأَجْوَدُه؛} والعُفاوَةُ، بالضَّمِّ: آخِرُه يردُّها مُسْتَعِيرُ القِدْرِ مَعَ القِدْرِ. (وناقَةٌ عافِيَةُ اللَّحْمِ: كثِيرَتُهُ، ج {عافِياتٌ) ؛) يقالُ: نوقٌ عافِياتٌ.
(} والمُعَفِّي، كمُحَدِّثٍ) هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ كمُكْرَمٍ كَمَا هُوَ نصُّ المُحْكم؛ (من يَصْحَبُكَ وَلَا يَتَعَرَّضُ لمَعْرُوفِكَ) ، تقولُ: اصْطَحَبْنا وكِلانا مُعْفى، وَمِنْه قولُ ابنِ مُقْبِل:
فإنّك لَا تَبْلُو امْرَءاً دونَ صُحْبةٍ
وَحَتَّى تَعْيشا {مُعْفِيَيْنِ وتَجْهَدا (و) فِي الحديثِ: (سَلُوا اللهَ العَفْوَ والعافِيَة والمُعافاة) ، فالعَفْوُ سَبَقَ مَعْناه؛ و (} العافِيَةُ: دِفاعُ اللهِ عَن العبدِ) ، وَهُوَ اسْمٌ مِن الإعفاءِ. والمُعافَاة، وَقد يُوضَعُ مَوْضِع المَصْدَرِ يقالُ: (عَفاهُ اللهُ تَعَالَى مِن المَكْرُوه عِفاءً) ، بالكسْرِ، ( {ومُعافاةً} وعافِيَةً) إِذا (وَهَبَ لَهُ العافِيَةَ مِن العِلَلِ والبَلاءِ) ، {فالعافِيَةُ هُنَا مَصْدرٌ على فاعِلَةِ، كسَمِعْت راغِيَةَ الإبِلِ وثاغِيَةَ الشاءِ، (} كأَعْفاهُ) {عافِيَةً؛ (والمُعافاةُ: أَن} يُعافِيَكَ اللهُ من النَّاسِ {ويُعافِيَهُم منكَ) .
(قالَ ابنُ الْأَثِير: أَي يُغْنِيكَ عَنْهُم ويُغْنِيهم عَنْك ويَصْرِفُ أَذَاهُم عنْك وأذاكَ عَنْهُم؛ وقيلَ: هِيَ مُفاعَلَةٌ مِن العفْوِ، وَهُوَ أَن} يَعْفُوَ عنِ الناسِ {ويَعْفُوا هُمْ عَنهُ.
(} وعَفَّى عَلَيْهِم الخَيالُ {تَعْفِيَةً) :) إِذا (ماتُوا) ، على المَثَلِ؛ نقلَهُ الزَّمْخَشريُّ.
(} واسْتَعْفَتِ الإِبِلُ اليَبِيسَ {واعْتَفَتْهُ: أَخَذَتْهُ بمشَافِرِها) مِن فَوْق التُّرابِ (مُسْتَصْفِيَةً) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} العُفْوَةُ: الجَحْشَةُ؛ {كالعِفاوَةِ، بالكسْرِ.
} وأَعْفِنِي مِن هَذَا الأمْر: دَعْنِي مِنْهُ. والعافِيَةُ: طُلاَّبُ الرزْقِ من الدَّوابِّ والطَّيْرِ، والجَمْعُ {العَوافِي.
وأَيْضاً: الأَضْيافُ،} كالعُفاةِ {والعُفّى.
وفلانٌ} تَعْفُوهُ الأَضْيافُ {وتَعْتَفِيه.
وَهُوَ كثيرُ} العُفاةِ وكثيرُ العافِيَةِ وكثيرُ العُفّى.
وأَدْرَكَ الأَمْرَ {عفوا صفْواً: أَي فِي سُهُولَةٍ وسراحٍ.
} وعَفا القوْمُ: كَثُرُوا.
{وعَفَوْتُه أَنا: لُغَةٌ فِي عَفَيْته.
} وأَعْفَيْتُه: إِذا فَعَلْت ذلكَ بِهِ.
وعَفا النَّبْتُ وغيرُهُ: كَثُرَ وطالَ.
وأَرضٌ عافِيَةٌ: لم يُرْعَ نَبْتُها فوَفرَ وكَثُرَ.
{وعَفْوَةُ المَرْعَى: مَا لم يُرْعَ فكانَ كَثِيراً.
وعَفْوَةُ الماءِ: جُمَّتُه قَبْلَ أَنْ يُسْتَقَى مِنْهُ.
و} عِفْوَةُ المالِ والطَّعامِ والشَّرابِ، بالفَتْح والكسْر: خِيارُهُ وَمَا صَفا مِنْهُ وكَثُرَ.
ويقالُ: ذَهَبَتْ عِفْوَةُ هَذَا النَّبْتِ، أَي لِينُه وخَيْرُه؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكم: {العُفْوَةُ، بالضمِّ: من كلِّ النَّباتِ لَيِّنُه وَمَا لَا مَؤُونَة فِيهِ على الرَّاعِيَةِ.
} وعَفَوْتُ لَهُ مِن المَرَقِ: إِذا غرَفْتَ لَهُ أَوَّلاً وآثَرْتَهُ بِهِ.
وعَفَوْت القِدْرَ إِذا تَرَكْتَ العِفاوَةَ فِي أَسْفَلَها.
{وعُفْوَةُ الرَّجُل، بالضمِّ والكسْرِ: شَعَرُ رأْسِه.
وعَفَتِ الرِّيحُ الدَّار: قصدتها مُتَناوِلَةً آثارَها؛ وَبِهَذَا النَّظَرِ قالَ الشَّاعِرُ:
أَخَذَ البِلَى آياتِها
وعفتِ الدَّارُ: كأَنَّها قَصَدَتْ هِيَ البِلَى.
} وعَفَّتْها الرِّيحُ {تَعْفِيةً: دَرَسَتْها؛ قالَ الجوهريُّ: شُدِّدَ للمُبالَغَةِ؛ وأَنْشَدَ:
أَهاجَكَ رَبْعٌ دارِسُ الرَّسْمِ باللِّوَى
لأَسْماءَ} عَفَّى آيَهُ المُورُ والقَطْرُ؟ {وعَفَتِ هِيَ كَذلكَ: دَرَسَتْ.
} وعِفاءُ السَّحابِ: بالكسْر: كالخَمْل فِي وجْهِه، لَا يَكادُ يُخْلِفُ.
وَهُوَ يَعْفُو على مُنْيةِ المُتَمَنِّي وسُؤالِ السائِلِ: أَي يزيدُ عَطاؤُه وَعَلَيْهِمَا ويَفْضُلُ.
وعَفا يَعْفُو: إِذا أَعْطَى وَإِذا تَرَكَ حَقًّا أَيْضاً.
وَقَالَ شيْخُنا: من الأكِيدِ مَعْرفَة أَنَّ عَفا مِنَ الأَضْدادِ، يقالُ: عَفا إِذا كَثُر، وَإِذا قَلَّ، وعَفا إِذا ظَهَر وَإِذا خَفِيَ؛ نقلَهُ القُرْطبي فِي شرْحِ مُسْلم.
{وعافِيَةُ الماءِ: ورَّادُهُ.
} والعُفِيُّ، كعُتِيَ: جَمْعُ عافٍ وَهُوَ الدَّارسُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
{وعَفَوْتُ لَهُ بمالِي: إِذا أَفْضَلْت لَهُ فأَعْطَيْته.
وعَفَوْتُ لَهُ عمَّالي عَلَيْهِ: إِذا ترَكْته لَهُ.
وسَمَّوا} معافًى.
وابنُ أَبي العافِيَةِ: مِن أُمَراءِ فاس مَعْرُوف.
{والتَّعافِي: التَّجاوزُ.
} وأَعْفَى: كَثُرَ مالُه واسْتَغْنَى.
{والعافي: الغُلامُ الكَثيرُ اللَّحْمِ الوافِيَه.
وأُعْفِيَ المَرِيضُ:} عُوفِي.
ومنيةُ العافِيَةِ: قرْيةً بمِصْر وَقد وَرَدْتها.

دخَتنس

دخَتنس
) دَخْتَنُوسُ، كعَضْرَفُوط، أَهملَه الجَوْهَرِيُّ هُنَا، وأَوردَه اسْتِطْراداً فِي تركيب أل ك، فَقَالَ حينَ أَنْشَدَ قَولَ الشاعِر: (أَبْلِغْ أَبَا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكَةً ... غَيْرَ الَّذِي قَدْ يُقَالُ مِلْكَذِبِ)
هِيَ بِنْتُ لَقِيطِ بنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيِّ وَحي، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَلَعَلَّه: وَهِي مُعَرَّبَةٌ، أَصلُهَا دُخْتَرْنُوشُ أَي بِنْتُ الهَنِيءِ، سَمّاهَا أَبُوها باسْمِ ابْنَةِ كِسْرَى قُلِبَت الشِّينُ سِيناً لمَّا عُرِّبَتْ. قَالَ لَقِيطُ بنُ زُرارَةَ:
(يَا ليْت شِعْرِي الْيَوْمَ دَخْتَنْوسُ ... إِذَا أَتَاها الخَبَرُ المَرْمُوسُ)

(أَتَحْلِقُ القُرُونَ أَمْ تَمِيسُ ... لاَ بَلْ تَمِيسُ إِنَّهَا عَــرُوسُ)
وَيُقَال: دَخْدَنُوسُ، بِالدَّال، وتَخْتَنُوسُ أَيضاً، وَقد تقدَّم.

الرَّيّ

الرَّيّ:
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، فإن كان عربيّا فأصله من رويت على الراوية أروي ريّا فأنا راو إذا شددت عليها الرّواء، قال أبو منصور:
أنشدني أعرابي وهو يعاكمني:
ريّا تميميّا على المزايد
وحكى الجوهري: رويت من الماء، بالكسر، أروى ريّا وريّا وروى مثل رضى: وهي مدينة مشهورة من أمّهات البلاد وأعلام المدن كثيرة الفواكه والخيرات، وهي محطّ الحاجّ على طريق السابلة وقصبة بلاد الجبال، بينها وبين نيسابور مائة وستون فرسخا وإلى قزوين سبعة وعشرون فرسخا ومن قزوين إلى أبهر اثنا عشر فرسخا ومن أبهر إلى زنجان خمسة عشر فرسخا، قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة الريّ طولها خمس وثمانون درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وست وثلاثون دقيقة، وارتفاعها سبع وسبعون تحت ثماني عشرة درجة من السرطان خارجة من الإقليم الرابع داخلة في الإقليم الخامس، يقابلها مثلها من الجدي في قسمة النسر الطائر ولها شركة في الشعرى والغميصاء رأس الغول من قسمة سعد بلع، ووجدت في بعض تواريخ الفرس أن كيكاوس كان قد عمل عجلة وركّب عليها آلات ليصعد إلى السماء فسخر الله الريح حتى علت به إلى السحاب ثمّ ألقته فوقع في بحر جرجان، فلمّا قام كيخسرو بن سياوش بالملك حمل تلك العجلة وساقها ليقدم بها إلى بابل، فلمّا وصل إلى موضع الريّ قال الناس: بريّ آمد كيخسرو، واسم العجلة بالفارسيّة ريّ، وأمر بعمارة مدينة هناك فسميت الريّ بذلك، قال العمراني: الرّي بلد بناه فيروز ابن يزدجرد وسمّاه رام فيروز، ثمّ ذكر الرّي المشهورة بعدها وجعلهما بلدتين، ولا أعرف الأخرى، فأمّا الرّي المشهورة فإنّي رأيتها، وهي مدينة عجيبة الحسن مبنية بالآجر المنمق المحكم الملمع بالزرقة
مدهون كما تدهن الغضائر في فضاء من الأرض، وإلى جانبها جبل مشرف عليها أقرع لا ينبت فيه شيء، وكانت مدينة عظيمة خرب أكثرها، واتفق أنّني اجتزت في خرابها في سنة 617 وأنا منهزم من التتر فرأيت حيطان خرابها قائمة ومنابرها باقية وتزاويق الحيطان بحالها لقرب عهدها بالخراب إلّا أنّها خاوية على عروشها، فسألت رجلا من عقلائها عن السبب في ذلك فقال: أمّا السبب فضعيف ولكن الله إذا أراد أمرا بلغه، كان أهل المدينة ثلاث طوائف: شافعية وهم الأقل، وحنفية وهم الأكثر، وشيعة وهم السواد الأعظم، لأن أهل البلد كان نصفهم شيعة وأما أهل الرستاق فليس فيهم إلّا شيعة وقليل من الحنفيين ولم يكن فيهم من الشافعيّة أحد، فوقعت العصبيّة بين السنّة والشيعة فتضافر عليهم الحنفية والشافعيّة وتطاولت بينهم الحروب حتى لم يتركوا من الشيعة من يعرف، فلمّا أفنوهم وقعت العصبيّة بين الحنفية والشافعيّة ووقعت بينهم حروب كان الظفر في جميعها للشافعيّة هذا مع قلّة عدد الشافعيّة إلّا أن الله نصرهم عليهم، وكان أهل الرستاق، وهم حنفية، يجيئون إلى البلد بالسلاح الشاك ويساعدون أهل نحلتهم فلم يغنهم ذلك شيئا حتى أفنوهم، فهذه المحالّ الخراب التي ترى هي محالّ الشيعة والحنفية، وبقيت هذه المحلة المعروفة بالشافعية وهي أصغر محالّ الرّيّ ولم يبق من الشيعة والحنفية إلّا من يخفي مذهبه، ووجدت دورهم كلها مبنية تحت الأرض ودروبهم التي يسلك بها إلى دورهم على غاية الظلمة وصعوبة المسلك، فعلوا ذلك لكثرة ما يطرقهم من العساكر بالغارات ولولا ذلك لما بقي فيها أحد، وقال الشاعر يهجو أهلها:
الرّيّ دار فارغه ... لها ظلال سابغة
على تيوس ما لهم ... في المكرمات بازغه
لا ينفق الشّعر بها ... ولو أتاها النّابغه
وقال إسماعيل الشاشي يذمّ أهل الرّيّ:
تنكّب حدّة الأحد ... ولا تركن إلى أحد
فما بالرّيّ من أحد ... يؤهل لاسم الأحد
وقد حكى الاصطخري أنّها كانت أكبر من أصبهان لأنّه قال: وليس بالجبال بعد الريّ أكبر من أصبهان، ثمّ قال: والرّيّ مدينة ليس بعد بغداد في المشرق أعمر منها وإن كانت نيسابور أكبر عوصة منها، وأمّا اشتباك البناء واليسار والخصب والعمارة فهي أعمر، وهي مدينة مقدارها فرسخ ونصف في مثله، والغالب على بنائها الخشب والطين، قال: وللرّيّ قرى كبار كلّ واحدة أكبر من مدينة، وعدّد منها قوهذ والسّدّ ومرجبى وغير ذلك من القرى التي بلغني أنها تخرج من أهلها ما يزيد على عشرة آلاف رجل، قال: ومن رساتيقها المشهورة قصران الداخل والخارج وبهزان والسن وبشاويه ودنباوند، وقال ابن الكلبي: سميت الريّ بريّ رجل من بني شيلان ابن أصبهان بن فلوج، قال: وكان في المدينة بستان فخرجت بنت ريّ يوما إليه فإذا هي بدرّاجة تأكل تينا، فقالت: بور انجير يعني أن الدّرّاجة تأكل تينا، فاسم المدينة في القديم بورانجير ويغيره أهل الرّيّ فيقولون بهورند، وقال لوط بن يحيى:
كتب عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، إلى عمار بن ياسر وهو عامله على الكوفة بعد شهرين من فتح
نهاوند يأمره أن يبعث عروة بن زيد الخيل الطائي إلى الرّيّ ودستبى في ثمانية آلاف، ففعل وسار عروة لذلك فجمعت له الديلم وأمدوا أهل الرّيّ وقاتلوه فأظهره الله عليهم فقتلهم واستباحهم، وذلك في سنة 20 وقيل في سنة 19، وقال أبو نجيد وكان مع المسلمين في هذه الوقائع:
دعانا إلى جرجان والرّيّ دونها ... سواد فأرضت من بها من عشائر
رضينا بريف الرّيّ والرّيّ بلدة ... لها زينة في عيشها المتواتر
لها نشز في كلّ آخر ليلة ... تذكّر أعراس الملوك الأكابر
قال جعفر بن محمد الرازي: لما قدم المهديّ الرّيّ في خلافة المنصور بنى مدينة الرّيّ التي بها الناس اليوم وجعل حولها خندقا وبنى فيها مسجدا جامعا، وجرى ذلك على يد عمار بن أبي الخصيب، وكتب اسمه على حائطها، وتمّ عملها سنة 158، وجعل لها فصيلا يطيف به فارقين آجر، والفارقين: الخندق، وسمّاها المحمديّة، فأهل الرّيّ يدعون المدينة الداخلة المدينة ويسمون الفصيل المدينة الخارجة والحصن المعروف بالزينبدى في داخل المدينة المعروفة بالمحمدية، وقد كان المهدي أمر بمرمّته ونزله أيّام مقامه بالرّيّ، وهو مطلّ على المسجد الجامع ودار الإمارة، ويقال: الذي تولّى مرمّته وإصلاحه ميسرة التغلبي أحد وجوه قواد المهدي، ثمّ جعل بعد ذلك سجنا ثمّ خرب فعمره رافع بن هرثمة في سنة 278 ثمّ خرّبه أهل الرّيّ بعد خروج رافع عنها، قال:
وكانت الرّيّ تدعى في الجاهليّة أزارى فيقال إنّه خسف بها، وهي على اثني عشر فرسخا من موضع الرّيّ اليوم على طريق الخوار بين المحمدية وهاشمية الرّيّ، وفيها أبنية قائمة تدل على أنّها كانت مدينة عظيمة، وهناك أيضا خراب في رستاق من رساتيق الرّيّ يقال له البهزان، بينه وبين الرّيّ ستة فراسخ يقال إن الرّيّ كانت هناك، والناس يمضون إلى هناك فيجدون قطع الذهب وربّما وجدوا لؤلؤا وفصوص ياقوت وغير ذلك من هذا النوع، وبالرّيّ قلعة الفرّخان، تذكر في موضعها، ولم تزل قطيعة الرّيّ اثني عشر ألف ألف درهم حتى اجتاز بها المأمون عند منصرفه من خراسان يريد مدينة السلام فلقيه أهلها وشكوا إليه أمرهم وغلظ قطيعتهم فأسقط عنهم منها ألفي ألف درهم وأسجل بذلك لأهلها، وحكى ابن الفقيه عن بعض العلماء قال: في التوراة مكتوب الرّيّ باب من أبواب الأرض وإليها متجر الخلق، وقال الأصمعي: الرّيّ عــروس الدنيا وإليه متجر الناس، وهو أحد بلدان الأرض، وكان عبيد الله ابن زياد قد جعل لعمر بن سعد بن أبي وقاص ولاية الرّيّ إن خرج على الجيش الذي توجّه لقتال الحسين ابن عليّ، رضي الله عنه، فأقبل يميل بين الخروج وولاية الرّيّ والقعود، وقال:
أأترك ملك الرّيّ والرّيّ رغبة، ... أم ارجع مذموما بقتل حسين
وفي قتله النار التي ليس دونها ... حجاب وملك الرّيّ قرّة عين
فغلبه حبّ الدنيا والرياسة حتى خرج فكان من قتل الحسين، رضي الله عنه، ما كان. وروي عن جعفر الصادق، رضي الله عنه، أنّه قال: الرّيّ وقزوين وساوة ملعونات مشؤومات، وقال إسحاق بن سليمان: ما رأيت بلدا أرفع للخسيس من الرّيّ،
وفي أخبارهم: الريّ ملعونة وتربتها تربة ملعونة ديلمية وهي على بحر عجاج تأبى أن تقبل الحق، والرّيّ سبعة عشر رستاقا منها دنباوند وويمة وشلمبة، حدث أبو عبد الله بن خالويه عن نفطويه قال: قال رجل من بني ضبّة وقال المدائني:
فرض لأعرابي من جديلة فضرب عليه البعث إلى الري وكانوا في حرب وحصار، فلمّا طال المقام واشتدّ الحصار قال الأعرابي: ما كان أغناني عن هذا! وأنشأ يقول:
لعمري لجوّ من جواء سويقة ... أسافله ميث وأعلاه أجرع
به العفر والظّلمان والعين ترتعي ... وأمّ رئال والظّليم الهجنّع
وأسفع ذو رمحين يضحي كأنّه ... إذا ما علا نشزا، حصان مبرقع
أحبّ إلينا أن نجاور أهلنا ... ويصبح منّا وهو مرأى ومسمع
من الجوسق الملعون بالرّيّ كلّما ... رأيت به داعي المنيّة يلمع
يقولون: صبرا واحتسب! قلت: طالما ... صبرت ولكن لا أرى الصبر ينفع
فليت عطائي كان قسّم بينهم ... وظلّت بي الوجناء بالدّوّ تضبع
كأنّ يديها حين جدّ نجاؤها ... يدا سابح في غمرة يتبوّع
أأجعل نفسي وزن علج كأنّما ... يموت به كلب إذا مات أجمع؟
والجوسق الملعون الذي ذكره ههنا هو قلعة الفرّخان، وحدث أبو المحلّم عوف بن المحلم الشيباني قال: كانت لي وفادة على عبد الله بن طاهر إلى خراسان فصادفته يريد المسير إلى الحجّ فعادلته في العماريّة من مرو إلى الريّ، فلمّا قاربنا الرّيّ سمع عبد الله بن طاهر ورشانا في بعض الأغصان يصيح، فأنشد عبد الله بن طاهر متمثلا بقول أبي كبير الهذلي:
ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر، ... وغصنك ميّاد، ففيم تنوح؟
أفق لا تنح من غير شيء، فإنّني ... بكيت زمانا والفؤاد صحيح
ولوعا فشطّت غربة دار زينب، ... فها أنا أبكي والفؤاد جريح
ثمّ قال: يا عوف أجز هذا، فقلت في الحال:
أفي كلّ عام غربة ونزوح؟ ... أما للنّوى من ونية فنريح؟
لقد طلّح البين المشتّ ركائبي، ... فهل أرينّ البين وهو طليح؟
وأرّقني بالرّيّ نوح حمامة، ... فنحت وذو الشجو القديم ينوح
على أنّها ناحت ولم تذر دمعة، ... ونحت وأسراب الدّموع سفوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهما، ... ومن دون أفراخي مهامه فيح
عسى جود عبد الله أن يعكس النوى ... فتضحي عصا الأسفار وهي طريح
فإنّ الغنى يدني الفتى من صديقه، ... وعدم الغنى بالمقترين نزوح
فأخرج رأسه من العمارية وقال: يا سائق ألق زمام البعير، فألقاه فوقف ووقف الخارج ثمّ دعا بصاحب
بيت ماله فقال: كم يضمّ ملكنا في هذا الوقت؟
فقال: ستين ألف دينار، فقال: ادفعها إلى عوف، ثمّ قال: يا عوف لقد ألقيت عصا تطوافك فارجع من حيث جئت، قال: فأقبل خاصة عبد الله عليه يلومونه ويقولون أتجيز أيّها الأمير شاعرا في مثل هذا الموضع المنقطع بستين ألف دينار ولم تملك سواها! قال: إليكم عني فإنّي قد استحييت من الكرم أن يسير بي جملي وعوف يقول: عسى جود عبد الله، وفي ملكي شيء لا ينفرد به، ورجع عوف إلى وطنه فسئل عن حاله فقال: رجعت من عند عبد الله بالغنى والراحة من النوى، وقال معن بن زائدة الشيباني:
تمطّى بنيسابور ليلي وربّما ... يرى بجنوب الرّيّ وهو قصير
ليالي إذ كلّ الأحبّة حاضر، ... وما كحضور من تحب سرور
فأصبحت أمّا من أحبّ فنازح ... وأمّا الألى أقليهم فحضور
أراعي نجوم اللّيل حتى كأنّني ... بأيدي عداة سائرين أسير
لعلّ الذي لا يجمع الشمل غيره ... يدير رحى جمع الهوى فتدور
فتسكن أشجان ونلقى أحبّة، ... ويورق غصن للشّباب نضير
ومن أعيان من ينسب إليها أبو بكر محمد بن زكرياء الرازي الحكيم صاحب الكتب المصنفة، مات بالرّيّ بعد منصرفه من بغداد في سنة 311، عن ابن شيراز، ومحمد بن عمر بن هشام أبو بكر الرازي الحافظ المعروف بالقماطري، سمع وروى وجمع، قال أبو بكر الإسماعيلي: حدّثني أبو بكر محمد بن عمير الرازي الحافظ الصدوق بجرجان، وربّما قال الثقة المأمون، سكن مرو ومات بها في سنة نيف وتسعين ومائتين، وعبد الرحمن بن محمد بن إدريس أبو محمد ابن أبي حاتم الرازي أحد الحفّاظ، صنف الجرح والتعديل فأكثر فائدته، رحل في طلب العلم والحديث فسمع بالعراق ومصر ودمشق، فسمع من يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والربيع بن سليمان والحسن بن عرفة وأبيه أبي حاتم وأبي زرعة الرازي وعبد الله وصالح ابني أحمد بن حنبل وخلق سواهم، وروى عنه جماعة أخرى كثيرة، وعن أبي عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا أحمد محمد بن محمد ابن أحمد بن إسحاق الحاكم الحافظ يقول: كنت بالرّيّ فرأيتهم يوما يقرؤون على محمد بن أبي حاتم كتاب الجرح والتعديل، فلمّا فرغوا قلت لابن عبدويه الورّاق: ما هذه الضحكة؟ أراكم تقرؤون كتاب التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري عن شيخكم على هذا الوجه وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم! فقال: يا أبا محمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما هذا الكتاب قالا هذا علم حسن لا يستغنى عنه ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا أبا محمد عبد الرحمن الرازي حتى سألهما عن رجل معه رجل وزادا فيه ونقصا منه، ونسبه عبد الرحمن الرازي، وقال أحمد بن يعقوب الرازي: سمعت عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي يقول: كنت مع أبي في الشام في الرحلة فدخلنا مدينة فرأيت رجلا واقفا على الطريق يلعب بحيّة ويقول: من يهب لي درهما حتى أبلع هذه الحيّة؟ فالتفت إليّ أبي وقال: يا بني احفظ دراهمك فمن أجلها تبلع الحيّات! وقال أبو يعلى الخليل بن عبد الرحمن بن أحمد الحافظ القزويني: أخذ عبد الرحمن بن أبي حاتم علم أبيه وعلم أبي زرعة وصنّف
منه التصانيف المشهورة في الفقه والتواريخ واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار، وكان من الأبدال ولد سنة 240، ومات سنة 327، وقد ذكرته في حنظلة وذكرت من خبره هناك زيادة عمّا ههنا، وإسماعيل بن عليّ بن الحسين بن محمد بن زنجويه أبو سعد الرازي المعروف بالسمّان الحافظ، كان من المكثرين الجوّالين، سمع من نحو أربعة آلاف شيخ، سمع ببغداد أبا طاهر المخلص ومحمد بن بكران بن عمران، روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو علي الحداد الأصبهاني وغيرهما، مات في الرابع والعشرين من شعبان سنة 445، وكان معتزليّا، وصنف كتبا كثيرة ولم يتأهّل قط، وكان فيه دين وورع، ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجنيد أبو الحسين الرازي والد تمام بن محمد الرازي الحافظان ويعرف في الرّيّ بأبي الرستاقي، سمع ببلده وغيره وأقام بدمشق وصنف، وكان حافظا ثقة مكثرا، مات سنة 347، وابنه تمام بن محمد الحافظ، ولد بدمشق وسمع بها من أبيه ومن خلق كثير وروى عنه خلق، وقال أبو محمد بن الأكفاني: أنبأنا عبد العزيز الكناني قال: توفي شيخنا وأستاذنا تمام الرازي لثلاث خلون من المحرم سنة 414، وكان ثقة مأمونا حافظا لم أر أحفظ منه لحديث الشاميّين، ذكر أن مولده سنة 303، وقال أبو بكر الحداد: ما لقينا مثله في الحفظ والخبر، وقال أبو علي الأهوازي:
كان عالما بالحديث ومعرفة الرجال ما رأيت مثله في معناه، وأبو زرعة أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم ابن الحكم بن عبد الله الحافظ الرازي، قال الحافظ أبو القاسم: قدم دمشق سنة 347 فسمع بها أبا الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرازي والد تمام، وبنيسابور أبا حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال وأبا الحسن علي بن أحمد الفارسي ببلخ وأبا عبد الله بن مخلد ببغداد وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين الصابوني بمصر وعمر بن إبراهيم بن الحدّاد بتنّيس وأبا عبد الله المحاملي وأبا العباس الأصمّ، وحدث بدمشق في تلك السنة فروى عنه تمام وعبد الرحمن بن عمر بن نصر والقاضيان أبو عبد الله الحسين بن محمد الفلّاكي الزّنجاني وأبو القاسم التنوخي وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد الجارودي الحافظ وحمزة بن يوسف الخرقاني وأبو محمد إبراهيم بن محمد بن عبد الله الزنجاني الهمداني وعبد الغني بن سعيد والحاكم أبو عبد الله وأبو العلاء عمر بن علي الواسطي وأبو زرعة روح بن محمد الرازي ورضوان بن محمد الدّينوري، وفقد بطريق مكّة سنة 375، وكان أهل الريّ أهل سنّة وجماعة إلى أن تغلب أحمد بن الحسن المارداني عليها فأظهر التشيع وأكرم أهله وقرّبهم فتقرّب إليه الناس بتصنيف الكتب في ذلك فصنف له عبد الرحمن بن أبي حاتم كتابا في فضائل أهل البيت وغيره، وكان ذلك في أيّام المعتمد وتغلبه عليها في سنة 275، وكان قبل ذلك في خدمة كوتكين ابن ساتكين التركي، وتغلب على الرّيّ وأظهر التشيع بها واستمرّ إلى الآن، وكان أحمد بن هارون قد عصى على أحمد بن إسماعيل الساماني بعد أن كان من أعيان قواده وهو الذي قتل محمد بن زيد الراعي فتبعه أحمد بن إسماعيل إلى قزوين فدخل أحمد بن هارون بلاد الديلم وأيس منه أحمد بن إسماعيل فرجع فنزل بظاهر الري ولم يدخلها، فخرج إليه أهلها وسألوه أن يتولّى عليهم ويكاتب الخليفة في ذلك ويخطب ولاية الرّيّ، فامتنع وقال: لا أريدها لأنّها
مشؤومة قتل بسببها الحسين بن علي، رضي الله عنهما، وتربتها ديلمية تأبى قبول الحقّ وطالعها العقرب، وارتحل عائدا إلى خراسان في ذي الحجة سنة 289، ثمّ جاء عهده بولاية الرّيّ من المكتفي وهو بخراسان، فاستعمل على الرّيّ من قبله ابن أخيه أبا صالح منصور بن إسحاق بن أحمد بن أسد فوليها ستّ سنين، وهو الذي صنف له أبو بكر محمد بن زكرياء الرازي الحكيم كتاب المنصوري في الطبّ، وهو الكنّاشة، وكان قدوم منصور إليها في سنة 290، والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب.

رِئمٌ

رِئمٌ:
بكسر أوّله، وهمز ثانيه وسكونه، واحد الآرام، وقيل بالياء غير مهموزة، وهي الظباء الخالصة البياض: وهو واد لمزينة قرب المدينة يصبّ فيه ورقان، له ذكر في المغازي وفي أشعارهم، قال كثيّر:
عرفت الدّار قد أقوت برئم ... إلى لأي فمدفع ذي يدوم
وقيل: بطن ريم على ثلاثين ميلا من المدينة، وفي رواية كيسان: على أربعة برد من المدينة، وهو عن مالك بن أنس، وفي مصنف عبد الرزّاق: ثلاثة برد، وقال حسان:
لسنا برئم ولا حمت ولا صورى، ... لكن بمرج من الجولان مغــروس
يغدى علينا براووق ومسمعة ... ان الحجاز رضيع الجوع والبوس

عدرس

عدرس
وممَّا يسْتَدْرَك عَلَيْهِ: عَدْرَس، بتقدِيم الدّال عَلَى الرّاءِ، يُقَال: عَدْرَسَهُ عَدْرَسَةً، إِذا صَرَعَه، كعَرْدَسَه، وَمِنْه العَيْدَــرُوس، بفَتْح العيْن، ويقَال: إِنّ الدّالَ مقلوبَةٌ عَن التَّاءِ. والعَدْرَسةُ مثْلُ العَتْرَسة: الأَخْذُ بالجَفَاءِ والشِّدَّة، وَبِه سُمِّيَ الأَسَدُ عَيْدَــرُوســاً. لأَخْذِه القَلْبِ علاَّمةُ اليَمَن محَمَّد بنُ عُمَرَ بن المُبَارَك الحَضْرَمِيُّ الشهير ببَحْرَق، وَبِه لُقِّبَ قُطْبُ اليَمَن محْيِى الدّينِ أَبو محَمَّدٍ عَبْد الله بنُ القُطْب أَبِي بَكْر بن عِمَاد الدِّين أَبي الغَوْث عَبْد الرّحْمن ابْن الفَقِيه مَوْلَى الدُّوَيْلَة محمّد بن شَيخ الشُّيوخ عَليِّ بن القُطْبِ ابنِ عَبْدِ الله عَلَوِيِّ بنِ الغَوْثِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدٍ، مُقَدَّم التُّرْبَة بتَرِيمَ، الحُسَيْنِيُّ الجَعْفَرِيُّ، وُلِدَ رَضِيَ الله عَنهُ فِي ذِي الحِجَّةِ سنة وتُوفِّي سنة. وَهُوَ جَدُّ السَّادَةِ آلِ العَيْدَــرُوسِ باليَمَنِ. أَعْقَبَ من أَرْبَعَةٍ، أَبِي بَكْرٍ والحُسَيْنِ والعَلَوِيِّ وشَيْخ، وَمن وَلَدِ الأَخِيرِ شَيْخُنَا أُعْجُوبَةُ العَصْرِ والأَوَان، عَنْدَلِيبُ الفَصَاحَةِ والإِتْقَان، رَبِيبُ مَهْدِ السَّعادَةِ، نَسِيبُ الأَصْلِ والسيادةِ، السُّلالةُ النَّبَوِيَّةُ رِدَاؤُه، والأَصَالَةُ العَلَوِيَّةُ انْتِهَاؤُه، مَن اجْتَمَع فِيهِ من المَحَاسِنِ الكَثِيرُ، وارْتَفَعَ ذِكْرُه بينَ الكَبِير والصَّغِير، سيَّدنا ومَولانا، مَن بلَطَائفِ عُلُومِه غَذانَا وأَرْوَانا، السَّيِّدُ الأَنْوَهُ الأَجَلُّ قُطْب المِلَّة والدِّين، الوَجِيهُ عبدُ الرّحمنِ بنُ الشَّرِيف العَلاّمةِ مُصْطَفى بن الإِمامِ المحُدِّثِ المُعَمَّرِ القُطْب شَيْخ بن القُطْب السَّيد مصْطَفَى بن قُطْب الأَقْطَاب عليّ زَيْن العابدينَ بن قُْب الأَقْطَاب السيِّد عبْد الله بن قُطْب الأَقْطَاب السيِّد شَيْخ، هُوَ صَاحب أَحْمد أَباد ابْن القُطْب سَيّدي عبد الله بن وَحِيد عَصْره سَيِّدِي شَيْخِ البانِي بن القُطْب الأَعْظَم السَّيِّد عبدِ الله العَيْدرُوس، أطَالَ الله تَعَالَى فِي بقَائه، فِي نعْمةٍ سابغَةٍ علَيْه، وإِحْسانٍ من ربِّنا إِليه، فجَدُّه الأَعْلَى السَّيِّد شَيْخٌ تُوفِّي سنة. أَخَذَ عَن أَبِيه وعمِّه القُطْب عَليّ بن أَبي)
بكْرٍ، وَبِه تَخَرَّجَ، ووَلَدُه السَّيدُ عبد الله وُلِدَ سنة، وتُوفِّي سنة، لبِس عَن وَالده وعَمّه القُطْبِ أَبي بَكْر بن عَبْد الله، وأَخَذَ الحديثَ عَن الشِّهاب أَحْمد بن عبْد الغَفَّار المَكِّيّ ومحمَّدٍ الحَطّاب وإِسْحاقَ بن جَمْعان، والمُحِبِّ بن ظَهِيرةَ، والقَاضي تاجِ الدِّين المالكيّ، والكُلُّ لَبِسوا مِنْهُ تَبرُّكاً بمكَّةَ. وولَدُه السَّيِّد شَيْخٌ وُلِد سنة وتُوفِّي بأَحْمد أَباد سنة، أَخذ عَن الْجمال محمَّد ابْن محمّد الحطّاب، وأَولادُه: شِهاب الدِّين أَحْمدُ، تُوفِّي ببَرْوَجَ سنة، ومُحْي الدِّنِ أَبُو بَكْرٍ عبدُ القادِرِ صاحبُ الزَّهْرِ الباسِمِ وغيرِه، وعَفِيفُ الدِّين ِ أَبُو محمَّدٍ عبدُ اللهِ تُوفِيَّ سنة. وحَفِيدُه القُطْبُ السَّيِّدُ شَيْخُ بنُ مُصْطَفَى، مِمَّن أَجازَه الشَّيْخُ المُعمَّرُ حسنُ بنُ عليٍّ العَجَمِيُّ وغيرُه، وَهُوَ الجَدُّ الأَدْنَى لشَيْخِنا المُشَارِ إِليهِ، نَظَرَ اللهُ بعينِ العِنايَةِ إِليه. ومَناقِبُهُم كثيرةٌ، وأَوصافهُم شَهِيرة، وَلَو أَعَرْتُ طَرَفَ القَلمِ إِلى اسْتقْصَائِها لَطَالَ، وحَسْبِي أَن أُعَدَّ مِن خَدَمِهم فِي المَجَال، كَمَا قالَ القائِلُ وأَحْسَنَ فِي المَقَال:
(مَا إِنْ مَدَحْتُ محمَّداً بمَقَالَتِي ... لكِنْ مَدَحْتُ مَقَالَتِي بمُحَمَّدِ)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.