Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: رماح

أَقَنَ 

(أَقَنَ) الْهَمْزَةُ وَالْقَافُ وَالنُّونُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ لَا يُقَاسُ عَلَيْهَا. الْأُقْنةُ: حُفْرَةٌ تَكُونُ فِي ظُهُورِ الْقِفَافِ ضَيِّقَةُ الرَّأْسِ، وَرُبَّمَا كَانَتْ مَهْوَاةً بَيْنَ نِيقَيْنِ أَوْ شُنْخُوبَيْنِ. قَالَ الطِّــرِمَّاحُ:

فِي شَنَاظِي أُقَنٍ بَيْنَهَا ... عُرَّةُ الطَّيْرِ كَصَوْمِ النَّعَامْ

مَا يخلق فِي الرَّحِم فَيخرج مَعَ الْوَلَد

(بَاب مَا يخلق فِي الرَّحِم فَيخرج مَعَ الْوَلَد)
(185) المَشِيمَةُ للمرأةِ، وَهِي الَّتِي فِي الوَلَدُ، والجمعُ: مَشِيمٌ ومشايمُ (326) وقالَ جريرٌ (327) : وذاكَ الفَحْلُ جاءَ بشَرِّ نَجْلٍ خَبِيثاتِ المثابِرِ والمَشِيمِ. وواحِدُ المثابِرِ: مَثْبِرٌ، وَهُوَ الموضعُ الَّذِي تَلِدُ فِيهِ الْمَرْأَة وتنتجُ فِيهِ النَّاقة. والسِّقْيُ: جِلْدَةٌ فِيهَا ماءٌ أَصْفَرُ تَنْشَقُّ عَن وَجْهِ الصَّبِيِّ. ويُقالُ لَهُ من ذَواتِ الحافِرِ: السَّلَى، والجَمْعُ: أَسْلاءٌ، وقالَ النابِغَةُ الذُّبْياني (328) : ويَقْذِفْنَ بالأولادِ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ تَشَحَّطُ فِي أَسْلائِها كالوصائِلِ والوصائِلُ: البُرُودُ، الواحِدَةُ: وَصِيلَةٌ. ويُقالُ فِي مَثَلٍ: (انقَطَعَ السَّلَى فِي البَطْنِ) (329) . يُضْرَبُ ذلكَ للشيءِ إِذا يُئِسَ مِنْهُ فلمْ يُرْجَ. وَقد يكونُ السَّلَى فِي الماشيةِ. والحُوَلاءُ: الَّذِي يكونُ فِي السَّلَى. ويُقالُ لَهُ مِن ذَوَاتِ الأَخْفافِ: السَّابِياءُ، وَالْجمع: سَوابٍ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ (330) فِي السابياء (331) : يَحُلَّونَ مِن يَبْرِينَ أَو مِنْ سُوَيْقَةٍ مَشَقَّ السَّوابي عَن أُنوفِ الجآذِرِ [وقالَ الطِّــرِّماحُ فِي الحُوَلاء (332) : بأَغَنَّ كالحُوَلاءِ زانَ جنابَهُ نَوْرُ الدَّكادِك سُوقُهُ تَتَخَضَّدُ] والغِرْسُ والجَمْعُ أَغْراسٌ، وَقد تُسْتَعارُ الأغراسُ فتُجْعَلُ للنَّاس. قالَ ذُو الرُّمَّةِ (333) : إِذا المَرَئيُّ شُقَّ الغِرْسُ عَنهُ تَبَوَّأَ من دِيارِ اللُّؤْمِ دَارا والسُّخْدُ: الماءَ الَّذِي يكونُ فِي السَّابِياءِ، وقالَ ذُو الرُّمَّةِ (334) : وماءٍ كلَوْنِ السُّخْدِ ليسَ بِجَوْفِهِ سواءَ الحَمامِ الوُرْق عَهْدٌ بحاضِرِ وَمِنْه قِيلَ: رجلٌ مُسَخَّدٌ، إِذا كانَ ثقيلاً من مَرَضٍ، وَهُوَ الشُّهودُ أَيْضاً. وقالَ الهُذَلِيُّ (335) : فجاءَتْ بمِثْلِ السَّابِرِيِّ تَعَجَّبُوا لَهُ والثَّرَى مَا جَفَّ عَنْهُ شُهودُها (186)

لخي

لخي


لَخِيَ(n. ac. لَخًى [ ])
a. Chattered.

لَاْخَيَa. Was friendly with.

أَلْخَيَa. see I
إِلْتَخَيَa. Ate sop.

لَخًىa. Syringe.

أَلْخًى []
a. Chattering; chatterer.

مِلْخًى []
a. see 4
لَخَآء []
a. see 4
لِخَآء []
a. Sop, pap.

لَخْوَآء []
a. fem, of
أَلْخَيُ
(لخي) لخا أَكثر من الْكَلَام فِي الْبَاطِل وَالشَّيْء اعوج يُقَال لخي اللحى مَال أحد شقيه ولخيت العلبة والجفنة والبطن استرخى أَسْفَله وَالْعِقَاب كَانَ منقارها الْأَعْلَى أطول من الْأَسْفَل وَالْبَعِير كَانَت إِحْدَى رُكْبَتَيْهِ أعظم من الْأُخْرَى فَهُوَ ألخى وَهِي لخواء (ج) لخو
لخي
: (ي ( {اللَّخَى) ؛) بالفَتح مَقْصورٌ يُكْتَبُ بالياءِ على مَا هُوَ فِي المُحْكم والصِّحاح، وَهُوَ فِي كتابِ أبي عليَ: يُكْتَبُ بالألِفِ، ومِثْلُه فِي التّهْذيبِ؛ (كَثْرَةُ الكلامِ فِي باطِلٍ) ؛) نقلَهُ الجَوْهري والأزْهري. (وَهُوَ} أَلْخَى وَهِي {لَخْواءُ) ، وَقد} لَخِيَ، بالكسْر، لَخاً؛ ونقلَهُ القالِي عَن أَبي زيْدٍ.
( {واللَّخَى أَيْضاً) ، أَي مَقْصورٌ؛ وَهُوَ مَكْتوبٌ بالألفِ فِي الصِّحاح وكتابِ أَبي عليَ؛ (ويُمَدُّ) ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه عَن اللّحْياني، ونقلَهُ الأزْهرِي أيْضاً، وَهُوَ فِي كتابِ الجيمِ بالمدِّ والقَصْر، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي وغيرُهُ على القَصْرِ؛ (المُسْعُطُ) ، كَمَا فِي الصِّحاح؛ (أَو ضَرْبٌ مِن جُلُودِ دابَّةٍ بَحْرِيَّةٍ) ، مِثْلُ الصَّدفِ، (يُسْتَعَطُ بِهِ) ؛) نقلَهُ القالِي عَن الأصْمعي، وأَنْشَدَ:

وَمَا} التَخَتْ من سُوءِ جسْمٍ {بلَخا (} كالمِلْخَى) ، كمِنْبَرٍ. نقلَهُ الجَوْهرِي وحْدُه؛ ومَدَّه اللّحْياني.
( {ولَخَيْتُهُ، كرَمَيْتُهُ،} وأَلْخَيْتُهُ: أَعْطَيْتُهُ مالِي) ؛) وأَنْشَدَ الأزْهرِي:
{لَخَيْتُكَ مالِي ثمَّ لم تُلْفَ شاكِراً
فعَشِّ رُوَيْداً لسْتُ عَنْكَ يغافِل} ِفلخّيْتُه عَن أَبي عَمْرٍ و؛ نقلَهُ الأزْهرِي؛! وأَلْخَيْتُه عَن الجَوْهرِي. (و) أَيْضاً: (سَعَطْتُه) ؛) وأَنْشَدَ القالِي للَّراجزِ:
فهُنَّ مِثْل الأُمَّهاتِ {يُلْخِينْ
يُطْعِمْنَ أَحْياناً وحِيناً يَسْقِينْأَرادَ: يسْعطنَ.
(أَو) } لخَيْتَهُ {وأَلْخَيْتُه: (أَوْجرتُه الدَّواءَ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(} والْتَخَى صَدْرَ البَعيرِ: قدَّ مِنْهُ سَيْراً) للسّوْطِ، وَبِه فُسِّر قولُ جِرانِ العَودِ:
عَمَدْتُ لعَوْدٍ {فالتَخَيْتُ جِرانَه
ولَلْكَيْسُ أَمْضَى فِي الأُمورِ وأَنْجَحُيَذْكُرُ أَنَّه اتَّخَذَ سَيْراً من صَدْرِ البَعيرِ لتَأْدِيبِ نِسائِه؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وَقَالَ الأزْهرِي: الصَّوابُ بالحاءِ، وَهُوَ مِن لَحَوْت العُودَ ولَحَيْتُه إِذا قَشَرْتُه؛ ونبَّه عَلَيْهِ الصَّاغاني أيْضاً.
(} ولاخَى {مُلاخاةً} ولِخاءً) ككتابٍ: (صادَقَ.
(و) فِي التهذيبِ: (حالَفَ) ، كَذَا فِي النُّسخ والصَّوابُ خَالَفَ؛ (و) أَيْضاً: (صانَعَ) ، كِلاهُما عَن اللّيْث؛ وأَنْشَدَ:
{ولاخَيْتُ الرِّجالَ بِذَات بَيْني
وبَيْنِكَ حِينَ أمْكَنَكَ} اللِّخاءُ أَي وافَقْتَ؛ وقالَ أَبُو حزامٍ:
زِيرَ زُورٍ عَن القذاريفِ نُورٍ
لَا {يُلاَخِينَ إِن لَصَوْنَ الغسُوسَا (و) أَيْضاً: (حَرَّشَ.
(و) } لاخَى (بِهِ: وَشَى) ؛) كِلاهُما عَن ابنِ سيدَه؛ وَقَالَ الطِّــرمَّاح:
فَلم نَجْزَعْ لمَنْ لاخَى عَلَيْنا
وَلم يَذَرِ العشيرةَ للجناب وَقَالَ اللَّيْث: اللِّخاءُ {المُلاخَاةُ، وَهُوَ التَّحْرِيشُ والتَّحْمِيلُ. تقولُ:} لاخَيْتَ بِي عنْدَ فلانٍ: أَي أَتيتَ بِي عنْدَه {مُلاخاةً} ولِخاءً.
قالَ الأزْهرِي: هُوَ بِهَذَا المَعْنى تَصْحيفٌ من اللّيْث؛ ونقلَهُ الصَّاغاني عَن اللّيْث وأَقَرَّه عَلَيْهِ؛ (ضِدٌّ) .
(قالَ ابنُ سِيدَه: وإِنّما قَضَيْنا بأنَّ كلَّ هَذَا ياءٌ لمَا مَرَّ من أَنَّ اللامَ يَاء أَكْثَر مِنْهَا واواً.
(وبَعِيرٌ {لَخٍ) ، مَنْقُوصٌ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(} وأَلْخَى: إحْدَى رُكْبَتَيْهِ أَعْظَمُ مِن الأُخْرَى) مثْل الأَرْكَب؛ كَمَا فِي الصِّحاح. وَقد {لَخِيَ} لَخاً، يُكْتَبُ بالألِفِ كَمَا فِي كتابِ أَبي عليَ.
( {واللَّخْواءُ للأُنْثَى) .) يقالُ: ناقَةٌ} لَخْواءُ.
(و) {اللَّخْواءُ: (المرأَةُ الواسِعَةُ الجَهازِ) ؛) عَن الأصْمعي.
وَالَّذِي فِي الصِّحاح: اللَّخَى نَعْتُ القُبُلِ المُضْطَرب الكَثيرِ الماءِ.
وَفِي المُحْكم: امرأَةٌ لَخْواءُ فِي فَرْجِها مَيَل.
(و) } اللّخْواءُ (من العِقْبانِ: الَّتِي مِنقارُها الأعْلَى أَطْوَل من الأسْفَلِ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
( {والْتَخَى الصَّبيُّ: أَكَلَ خُبْزاً مَبْلولاً؛ والاسْمُ} اللِّخاءُ كالغِذَاءِ) زِنَةً ومَعْنًى؛ نقلَهُ الجَوْهرِي والأزْهرِي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
اللَّخَى، بِالْفَتْح مَقْصُور: أنْ تكونَ إحْدَى خاصِرَتي الرَّجُلِ أَعْظَمُ من الأُخْرى؛ نقلَهُ الأزْهرِي، وَهُوَ قولُ الأصْمعي.
وقالَ القالِي: هُوَ اسْتِرْخاءُ أَحَدِ شِقَّي البَطْن.
يقالُ: امرأَةٌ لَخْواءُ، ورجُلٌ {أَلْخَى، ونِساءٌ} لخو؛ يُكْتَبُ بالألفِ.
{والتَخَى} يَلْتَخِي: إِذا سَعطَ؛ وَمِنْه قولُ الراجزِ:
وَمَا! التَخَتْ من سُوءِ جسْمٍ بِلِخَا وَقد تقَدَّمَ.
وقالَ ابنُ الأعْرابي: {اللَّخا مَيَلٌ فِي الفمِ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: اللَّخا مَيَلٌ فِي العُلْبَةِ والجَفْنَةِ.
وَقَالَ: اللّخا: غارُ الفَمِ.
وقالَ الجَوْهرِي:} الأَلْخَى المُعْوَجُّ.
وَفِي كتابِ الجيمِ: اللّخْواءُ العُلْبَةُ؛ وأَنْشَدَ للسّلَيْك:
{ولَخْواءُ أَعْياها الإطارُ دَميمَة
بهَا لَخَنٌ أَشْفارها لَا تُقَلَّم} والمِلْخاءُ، كمِحْرابٍ: المُسْعطُ؛ عَن اللَّحْياني.

أَمَنَ 

(أَمَنَ) الْهَمْزَةُ وَالْمِيمُ وَالنُّونُ أَصْلَانِ مُتَقَارِبَانِ: أَحَدُهُمَا الْأَمَانَةُ الَّتِي هِيَ ضِدُّ الْخِيَانَةِ، وَمَعْنَاهَا سُكُونُ الْقَلْبِ، وَالْآخَرُ التَّصْدِيقُ. وَالْمَعْنَيَانِ كَمَا قُلْنَا مُتَدَانِيَانِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَمَنَةُ مِنَ الْأَمْنِ. وَالْأَمَانُ إِعْطَاءُ الْأَمَنَةِ. وَالْأَمَانَةُ ضِدُّ الْخِيَانَةِ.يُقَالُ: أَمِنْتُ الرَّجُلَ أَمْنًا وَأَمَنَةً وَأَمَانًا، وَآمَنَنِي يُؤْمِنُنِي إِيمَانًا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رَجُلٌ أُمَّانٌ: إِذَا كَانَ أَمِينًا. قَالَ الْأَعْشَى:

وَلَقَدْ شَهِدْتُ التَّاجِرَ الْ ... أُمَّانَ مَوْرُودًا شَرَابُهْ

وَمَا كَانَ أَمِينًا وَلَقَدْ أَمُنَ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْأَمِينُ الْمُؤْتَمَنُ. قَالَ النَّابِغَةُ:

وَكُنْتَ أَمِينَهُ لَوْ لَمْ تَخُنْهُ ... وَلَكِنْ لَا أَمَانَةَ لِلْيمَانِي

وَقَالَ حَسَّانُ:

وَأَمِينٍ حَفَّظْتُهُ سِرَّ نَفْسِي ... فَوَعَاهُ حِفْظَ الْأَمِينِ الْأَمِينَا

الْأَوَّلُ مَفْعُولٌ وَالثَّانِي فَاعِلٌ، كَأَنَّهُ قَالَ: حِفْظَ الْمُؤْتَمَنِ الْمُؤْتَمِنَ. وَبَيْتٌ آمِنٌ ذُو أَمْنٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} [إبراهيم: 35] . وَأَنْشَدَ اللِّحْيَانِيُّ:

أَلَمْ تَعْلَمِي يَا اسْمَ وَيْحَكِ أَنَّنِي ... حَلَفْتُ يَمِينًا لَا أَخُونُ أَمِينِي

، أَيْ: آمِنِي. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ وَغَيْرُهُ: رَجُلٌ أُمَنَةٌ: إِذَا كَانَ يَأْمَنُهُ النَّاسُ وَلَا يَخَافُونَ غَائِلَتَهُ; وَأَمَنَةٌ بِالْفَتْحِ يُصَدِّقُ مَا سَمِعَ وَلَا يُكَذِّبُ بِشَيْءٍ، يَثِقُ بِالنَّاسِ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: أَعْطَيْتُ فُلَانًا مِنْ آمَنِ مَالِيَ فَقَالُوا: مَعْنَاهُ مِنْ أَعَزِّهِ عَلَيَّ. وَهَذَا وَإِنْ كَانَ كَذَا فَالْمَعْنَى مَعْنَى الْبَابِ كُلِّهِ، لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ مِنْ أَعَزِّهِ عَلَيْهِ فَهُوَ الَّذِي تَسْكُنُ نَفْسُهُ. وَأَنْشَدُوا قَوْلَ الْقَائِلِ:

وَنَقِي بِآمَنِ مَالِنَا أَحْسَابَنَا ... وَنُجِرُّ فِي الْهَيْجَا الــرِّمَاحَ وَنَدَّعِي وَفِي الْمَثَلِ: " مِنْ مَأْمَنِهِ يُؤْتَى الْحَذِرُ " وَيَقُولُونَ: " الْبَلَوِيُّ أَخُوكَ وَلَا تَأْمَنْهُ "، يُرَادُ بِهِ التَّحْذِيرُ.

وَأَمَّا التَّصْدِيقُ فَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} [يوسف: 17] أَيْ: مُصَدِّقٍ لَنَا. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِنَّ " الْمُؤْمِنَ " فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى هُوَ أَنْ يَصْدُقَ مَا وَعَدَ عَبْدَهُ مِنَ الثَّوَابِ. وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ مُؤْمِنٌ لِأَوْلِيَائِهِ يُؤْمِنُهُمْ عَذَابَهُ وَلَا يَظْلِمُهُمْ. فَهَذَا قَدْ عَادَ إِلَى الْمَعْنَى الْأَوَّلِ. وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ:

وَالْمُؤْمِنِ الْعَائِذَاتِ الطَّيْرِ يَمْسَحُهَا ... رُكْبَانُ مَكَّةَ بَيْنَ الْغِيلِ والسَّعَدِ

وَمِنَ الْبَابِ الثَّانِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - قَوْلُنَا فِي الدُّعَاءِ: " آمِينَ " قَالُوا: تَفْسِيرُهُ: اللَّهُمَّ افْعَلْ، وَيُقَالُ: هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ:

تَبَاعَدَ مِنِّي فُطْحُلٌ وَابْنُ أُمِّهِ ... أَمِينَ فَزَادَ اللَّهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدَا

وَرُبَّمَا مَدُّوا، وَحُجَّتُهُ قَوْلُهُ:

يَا رَبِّ لَا تَسْلِبَنِّي حُبَّهَا أَبَدًا ... وَيَرْحَمُ اللَّهُ عَبْدًا قَالَ آمِينَا 

قَضَاء الْحَاجة

(بَاب قَضَاء الْحَاجة)
يُقالُ: أَسْوَأَ الرجلَ وخَرِئَ [يَا] هَذَا: إِذا أَحْدَثَ، خِراءَةً وخُراءاً. والخُرْءُ والخُرْءانُ للجميعِ. ويُقالُ: رماهُ القومُ بخُرْءانِهِمْ. ويُقالُ: طافَ يطوفُ طَوْفاً. ويُقالُ: يَبِسَ طَوْفُهُ فِي بطنِهِ. وَجَاء فِي الحَدِيث: (لَا تُدافِعوا الطَّوْفَ فِي الصلاةِ) (136) . ويُقالُ: عَسِرَ عَلَيْهِ خُروجُ طَوْفِهِ. وَجَاء فِي الحَدِيث: (لَا يتحدثنَّ اثنانِ على طَوْفِهِما) (137) . ويُقالُ: قدِ اطَّافَ يطَّافُ اطِّيافاً. وقالَ الشاعرُ فِي الطوفِ:

أَيَقَ 

(أَيَقَ) الْهَمْزَةُ وَالْيَاءُ وَالْقَافُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ لَا يُقَاسُ عَلَيْهَا. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَيْقُ الْوَظِيفُ، وَهُوَ مَوْضِعُ الْقَيْدِ مِنَ الْفَرَسِ. قَالَ الطِّــرِمَّاحُ:

وَقَامَ الْمَهَا يُقْفِلْنَ كُلَّ مُكَبَّلٍ ... كَمَا رُصَّ أَيْقَا مُذْهَبِ اللَّوْنِ صَافِنِ

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ وَأَبُو عَمْرٍو: الْأَيْقُ الْقَيْنُ، وَهُوَ مَوْضِعُ الْقَيْدِ مِنَ الْوَظِيفِ.

الظفر

(الظفر) الأظفور (ج) أظفار (جج) أظافير وَيُقَال رجل مقلم الظفر أَو كليل الظفر مهين حقير
(بَاب الظفر)
قَالَ الأصمعيُّ (50) : [يُقالُ مِنْهُ] : ظُفْرُ الإنسانِ وَجمعُهُ: أَظفارٌ، وأُظْفورٌ وجمعُهُ أظافيرُ. [و] قالَ ابنُ الأعرابيّ: والظُّفْرُ أَيْضا طَرَفُ القوسِ العربيةِ. وَقد يُستعارُ الظفرُ لكلِّ شَيْء، قالَ الشاعرُ (51) : مَا بينَ لُقْمَتِهِ الأولى إِذا ازّدّرِدَتْ وبينَ أُخْرَى تَلِيهَا قِيسُ أَظُفُورِ وَقد يستعارُ الظفرُ للطائرِ والسَّبْعِ، قالَ الْأَعْشَى (52) : فِي مِجْدَلٍ شُيِّدَ بُنْيانُهُ يَزِلُّ عَنهُ ظُفْرُ الطائرِ وقالَ زُهَيْر (53) : لَدَى أسدٍ شاكي السلاحِ مُقاذِفٍ لَهُ لِبَدٌ أظفارُهُ لم تُقَلَّمِ (158) ويُقالُ لَهُ من ذِي الحافِرِ: [الحافِرُ] ، وَمن ذِي الخُفِّ: المَنْسِمُ، وَهُوَ طرف الخُفِّ، [وَكَذَلِكَ هُوَ من النعامةِ] ، قالَ علقمةُ بنُ عَبَدَة (54) : يكادُ مَنْسِمُهُ يُطِيرُ مُقْلَتَهُ كأَنَّهُ حاذِرٌ للنَّخْسِ مِشْهُومُ ويُقالُ لَهُ من ذِي الأظلافِ: ظِلْفٌ. ويُقالُ لأظلافِ البَقَرِ: الأَزلامُ، قالَ الطِّــرِمّاحُ (55) : تَزِلُّ عَن الأرضِ أزلامُهُ كَمَا زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَهْحَتَّى أُتيحَ لَهَا وطالَ إيابُها ذُو رُجْلَةٍ شَثْنُ البراثنِ جَحْنَبُ ويروى: حَتَّى أُشِبَّ لَهَا. جَحْنَبٌ: قصير. ذُو رُجْلة: شديدُ الْمَشْي قويٌّ عَلَيْهِ. ويُقالُ: رَجُلٌ ذُو رُجْلَةٍ، ورجلٌ رَجِيلٌ، وامرأةٌ رَجِيلَةٌ، وفَرَسٌ ذُو رُجْلَةٍ (62) وأَنْشَدَ: أَنَّى اهتديتِ وكنتِ غيرَ رَجيلَةٍ شَهِدَتْ عليكِ بِمَا فَعَلْتِ عيونُ وقالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَة (63) : أَنَّى اهتديتِ وكنتِ غيرَ رَجيلَةٍ والقومُ قد قَطعوا متونَ السَّجْسَجِ وضُبَاثُ الْأسد مثلُ الظُّفْرِ من الإنسانِ. وأَنكَرَهُ ابنُ الأعرابيّ وقالَ: إنَّما يُقالُ: ضَبَثَ بِهِ إِذا قَبَضَ عليهِ.

بَدَّ 

(بَدَّ) الْبَاءُ وَالدَّالُ فِي الْمُضَاعَفِ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ التَّفَرُّقُ وَتَبَاعُدُ مَا بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. يُقَالُ: فَرَسٌ أَبَدُّ، وَهُوَ الْبَعِيدُ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ. وَبَدَّدْتُ الشَّيْءَ: إِذَا فَرَّقْتُهُ. وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ: «يَا جَارِيَةُ أَبِدِّيهِمْ تَمْرَةً تَمْرَةً» " أَيْ: فَرِّقِيهَا فِيهِمْ تَمْرَةً تَمْرَةً. وَمِنْهُ قَوْلُ الْهُذَلِيِّ:

فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ فَهَارِبٌ ...مَائِهِ أَوْ بَارِكٌ مُتَجَعْجِعُ

أَيْ: فَرَّقَ فِيهِنَّ الْحُتُوفَ. وَيُقَالُ: فَرَّقْنَاهُمْ بَدَادِ. قَالَ:

فَشِلُوا بِالــرِّمَاحِ بَدَادِ

وَتَقُولُ بَادَدْتُهُ فِي الْبَيْعِ، أَيْ: بِعْتُهُ مُعَاوَضَةً. فَإِنْ سَأَلَ سَائِلٌ عَنْ قَوْلِهِمْ: لَا بُدَّ مِنْ كَذَا، فَهُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ أَيْضًا، كَأَنَّهُ أَرَادَ لَا فِرَاقَ مِنْهُ، لَا بُعْدَ عَنْهُ. فَالْقِيَاسُ صَحِيحٌ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ لِلْمَفَازَةِ الْوَاسِعَةِ " بَدْبَدٌ " سُمِّيَتْ لِتَبَاعُدِ مَا بَيْنَ أَقْطَارِهَا وَأَطْرَافِهَا. وَالْبَادَّانِ: بَاطِنَا الْفَخِذَيْنِ مِنْ ذَلِكَ، سُمِّيَا بِذَلِكَ لِلِانْفِرَاجِ الَّذِي بَيْنَهُمَا. وَقَدْ شَذَّ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ كَلِمَتَانِ: قَوْلُهُمْ لِلرَّجُلِ الْعَظِيمِ الْخَلْقِ " أَبَدُّ ". قَالَ:

أَلَدَّ يَمْشِي مِشْيَةَ الْأَبَدِّ

وَقَوْلُهُمْ: مَا لَكَ بِهِ بَدَدٌ، أَيْ: مَا لَكَ بِهِ طَاقَةٌ. 

بَدَحَ 

(بَدَحَ) الْبَاءُ وَالدَّالُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ تُرَدُّ إِلَيْهِ فُرُوعٌ مُتَشَابِهَةٌ، وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَكُلُّهُ مَحْمُولٌ عَلَى غَيْرِهِ أَوْ مُبْدَلٌ مِنْهُ. فَأَمَّا الْأَصْلُ فَاللِّينُ وَالرَّخَاوَةُ وَالسُّهُولَةُ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

كَأَنَّ أَتِيَّ السَّيْلِ مَدَّ عَلَيْهِمُ ... إِذَا دَفَعَتْهُ فِي الْبَدَاحِ الْجَراشِعُ

ثُمَّ اشْتُقَّ مِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ لِلْمَرْأَةِ الْبَادِنِ الضَّخْمَةِ بَيْدَحٌ. قَالَ الطِّــرِمَّاحُ:

أَغَارُ عَلَى نَفْسِي لِسَلْمَةَ خَالِيًا ... وَلَوْ عَرَضَتْ لِي كُلُّ بَيْضَاءَ بَيْدَحِ

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: الْبَدْحَاءُ مِنَ النِّسَاءِ الْوَاسِعَةُ الرُّفْغِ. قَالَ:

بَدْحَاءَ لَا يَسْتُرُهُ فَخْذَاهَا

يُقَالُ: بَدَحَتِ الْمَرْأَةُ [وَ] تَبَدَّحَتْ: إِذَا حَسُنَتْ مِشْيَتُهَا. قَالَ الشَّاعِرُ:

يَبْدَحْنَ فِي أَسْوُقٍ خُرْسٍ خَلَاخِلُهَا ... مَشْيَ الْمِهَارِ بِمَاءٍ تَتَّقِي الْوَحَلَا

وَقَالَ آخَرُ:

يَتْبَعْنَ سَدْوَ رَسْلَةٍ تَبدَّحُ ... يَقُودُهَا هَادٍ وَعَيْنٌ تَلْمَحُ

تَبَدَّحَ: تَبَسَّطَ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُ الْخَلِيلِ: [الْبَدْحُ] ضَرْبُكَ بِشَيْءٍ فِيهِ رَخَاوَةٌ، كَمَا تَأْخُذُ بِطِّيخَةً فَتَبْدَحُ بِهَا إِنْسَانًا. وَتَقُولُ: رَأَيْتُهُمْ يَتَبَادَحُونَ بِالْكُرِينَ وَالرُّمَّانِ وَنَحْوِ ذَلِكَ عَبَثًا. فَهَذَا الْأَصْلُ الَّذِي هُوَ عُمْدَةُ الْبَابِ.

وَأَمَّا الْكَلِمَاتُ الْأُخَرُ فَقَوْلُهُمْ: بَدَحَهُ الْأَمْرُ، وَإِنَّمَا هِيَ حَاءٌ مُبْدَلَةٌ مِنْ هَاءٍ، وَالْأَصْلُ بَدَهَهُ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمُ ابْتَدَحْتَ الشَّيْءَ: إِذَا ابْتَدَأْتَ بِهِ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِكَ، إِنَّمَا هُوَ فِي الْأَصْلِ ابْتَدَعْتَ وَاخْتَلَقْتَ. قَالَ الشَّاعِرُ:

يَا أَيُّهَا السَّائِلُ بِالْجَحْجَاحِ ... لَفِي مُرَادٍ غَيْرَ ذِي ابْتِدَاحِ

وَكَذَلِكَ الْبَدْحُ، وَهُوَ الْعَجْزُ عَنِ الْحَمَالَةِ إِذَا احْتَمَلَهَا الْإِنْسَانُ، وَكَذَلِكَ عَجْزُ الْبَعِيرِ عَنْ حَمْلِ حِمْلِهِ. قَالَ الشَّاعِرُ:

وَكَايِنْ بِالْمَعْنِ مِنْ أَغَرَّ سَمَيْدَعٍ ... إِذَا حُمِّلَ الْأَثْقَالَ لَيْسَ بِبَادِحِ

فَهَذَا مِنَ الْعَيْنِ، وَهُوَ الْإِبْدَاعُ الَّذِي مَضَى ذِكْرُهُ، إِذَا كَلَّ وَأَعْيَا. فَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ:

بِالْهَجْرِ مِنْ شَعْثَاءَ وَالْ ... حَبْلِ الَّذِي قَطَعَتْهُ بَدْحَا

فَهُوَ مِنَ الْهَاءِ، كَأَنَّهَا فَاجَأَتْ بِهِ مِنَ الْبَدِيهَةِ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ. وَأَمَّا الَّذِي حَكَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ قَوْلِهِمْ بَدَحْتُهُ بِالْعَصَا، أَيْ: ضَرَبْتُهُ بِهَا، فَمَحْمُولٌ عَلَى قَوْلِهِمْ: بَدَحْتُهُ بِالرُّمَّانِ وَشِبْهِهَا، وَالْأَصْلُ ذَاكَ. 

جأُفٍّ

جأُفٍّ
) {جَأَفَهُ، كمَنَعَهُ صَرَعَهُ، لُغَةٌ فِي جَعَفَهُ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: جَأَفَهُ ذعَرَهُ، وأَفْزَعَهُ، لُغَةٌ فِي جَأَثَةُ، وَقَالَ اللَّيْثُ:} الجَأْفُ: ضَرْبٌ من الفَزَعِ والخَوْفِ، {كجَأَفَهُ} تجْئِيفاً قَالَ العَجَّاجُ يَصِفُ جَمَلَهُ ويُشَبِّهُ بالثَّوْرِ الوَحْشِيِّ المُفَزَّعِ: كَأَنَّ تَحْتِى نَاشِطاً {مُجَأفَا مُدَرَّعاً بوَشْيِهِ مُوَقَّفَا (و) } جَأَفَ الشَّجَرَةَ قَلَعَهَا مِن أَصلِهَا، قَالَ الشاعرِ:
(وَلَّوا تَكُبُهُمُ الــرِّمَاحُ كَأَنَّهُم ... نَخْلٌ {جَأَفْتَ أُصُولَهُ أَو أَثْأَبُ)
} فَاَنْجَأَفَتْ، قَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: أَي انْقَلَعَتْ وسَقَطَتْ، وَكَذَلِكَ جَعَفْتُهَا فَانْجَعَفَتْ.
(و) {الْجَئّافُ، كشَدَّادٍ: الصَّيَّاحُ،} والمَجْؤُوفُ: الْجَائِعُ، حَكاهُ أَبُو عُبَيْدٍ، وَقد {جُئِفَ كعُنِىَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، (و) } المَجْؤُوفُ أَيْضَاً: المَذْعُورُ، وَقد جُئِفَ أَشَدَّ {الْجَأْفِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ أَيضاً.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} اجْتَأَفَهُ: صَرَعَهُ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ: واسْتَمَعُوا قَوْلاً بِهِ يُكْوَى النَّطِفْ يَكَادُ مَنْ يُتْلَى عَلَيْهِ {يَجْتَئِفْ} والجُؤَافُ، كغُرَابٍ: الخَوْفُ، ورَجُلٌ! مُجَأفٌ، كمُعَظَّمٍ: لَا فُؤَادَ لَهُ.

شخَس

شخَس
الشَّخْسُ: الاضْطِرَابُ والاخْتِلافُ والشَّخْس أَيضاً: فَتْحُ الحِمَارِ فَمَه عِنْد التَّثاؤُبِ أَو الكَرْفِ قالَه اللَّيْثُ. وَقيل: رَفْعُ رَأْسِه بعدَ شَمّ الرَّوْثَةِ، كَمَا فِي الأَسَاس، كالتَّشاخُسِ، وَفِي نَصِّ اللَّيْث: ويقَال: شَاخَسَ، والفِعْل شَخَسَ كمَنَعَ. ويُقال: أَمْرٌ شَخِيسٌ، كَأمِيرٍ، أَي مُتَفَرِّقٌ. ومَنْطِقٌ شَخِيسٌ: متَفَاوتٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. وَقَالَ أَبو سَعيدٍ: أَشْخَسَ لَهُ فِي المَنْطِقِ، إِذا تَجَهَّمَ، وكذلِكَ: أَشْخَصَ. وَمن ذَلِك: أَشْخَصَ فُلاناً وبِفُلانٍ، إِذا اغْتَابُهُ، كأَشْخَصَ بِهِ، نَقله ابنُ القَطًّاعِ وابنُ السِّكِّيتِ، عَن أَبِي عُبَيْدٍ. وتَشَاخَسَتْ أَسْنَانُه: اخْتلَفَتْ، إِمَّا فِطْرَةً وإِمَّا عَرَضاً. وَقيل: تَشاخَسَتْ، أَي مالَ بعضُهَا وسَقَط بعضُهَا هَرَماً، وَهُوَ الشُّخَاسُ. وتَشَاخَسَ مَا بَيْنَهُم، أَي فَسَدَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ. وتَشاخَسَ أَمْرُهُم: اخْتلفَ وافْتَرَق (سقط: وتشاخس رَأسه من ضربي: افترق) فِرْقَتَيْنِ، يُقَال: ضَرَبَه فتَشَاخَسَ قِحْفَا رَأْسِه، أَي تَبَايَنَا واخْتَلَفَا، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَقد استُعْمل فِي الإِبْهام، قالَ:
(تَشَاخَسَ إِبْهَامَاكَ إِنْ كُنْتَ كاذِباً ... وَلَا بَرئَا مِنْ دَاحِسٍ وكُنَاعِ)
وَقد يُسْتَعْمَلُ فِي الإِنَاءِ، يُقَال: شَاخَسَ الشَّعَّابُ الصَّدْعَ، أَي صَدْعَ القَدَحِ: مَايَلَهُ، وَفِي التَّكْمِلَة: بَايَنَهُ فبَقِيَ غَيْرَ ملْتَئِمٍ، وَقد تَشاخَسَ. أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيّ لأَرْطاةَ بن سُهَيَّةَ:
(ونَحْنُ كصَدْعِ العُسَّ إِنْ يُعْطَ شاعِباً ... يَدَعْهُ وفِيهِ عَيْبُه مُتَشَاخِسُ)
) أَي مُتَبَاعِدٌ فاسِدٌ، وإِنْ أُصْلِحَ فَهُوَ مُتَمَايِلٌ لَا يَسْتَوِي. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الشَّخِيسُ، كأَمِيرٍ: المُخَالِفُ لمَا يُوْمَرُ بِهِ. وشَاخَسَ أَمْرُ القَوْمِ: اخْتلَفَ. وشَاخَسَ فاهُ الدَّهْرُ، وَذَلِكَ عِنْد الهَرَمِ، قَالَ الطِّــرِمَّاح يَصِف وَعْلاً، وَفِي التَّهْذيب: بَعِيراً:
(وشَاخَسَ فاهُ الدَّهْرُ حتَّى كأَنَّهُ ... مُنَمِّسٌ ثِيرَانِ الكَرِيصِ الضَّوَائِنِ)
والشَّخَاسُ والشَّاخِسَةُ فِي الأَسْنَانِ، والمُتَشَاخِسُ: المَتَمَايِلُ. ويقَال: أَخْلاقُه مُتَشَاكِسَةٌ وأَقْوَالُه مُتَشَاخِسَة، وَهُوَ مَجَازٌ.

خَطَّ 

(خَطَّ) الْخَاءُ وَالطَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ ; وَهُوَ أَثَرٌ يَمْتَدُّ امْتِدَادًا. فَمِنْ ذَلِكَ الْخَطُّ الَّذِي يَخُطُّهُ الْكَاتِبُ. وَمِنْهُ الْخَطُّ الَّذِي يَخُطُّهُ الزَّاجِرُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] ، قَالُوا: هُوَ الْخَطُّ. وَيُرْوَى: " إِنَّ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ يَخُطُّ فَمَنْ خَطَّ مِثْلَ خَطِّهِ عَلِمَ مِثْلَ عِلْمِهِ ". وَمِنَ الْبَابِ الْخِطَّةُ الْأَرْضِ يَخْتَطُّهَا الْمَرْءُ لِنَفْسِهِ ; لِأَنَّهُ يَكُونُ هُنَاكَ أَثَرٌ مَمْدُودٌ. وَمِنْهُ خَطُّ الْيَمَامَةِ، وَإِلَيْهِ تُنْسَبُ الــرِّمَاحُ الْخَطِّيَّةُ. وَمِنَ الْبَابِ الْخُطَّةُ، وَهِيَ الْحَالُ ; وَيُقَالُ هُوَ بِخُطَّةِ سَوْءٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أَمْرٌ قَدْ خُطَّ لَهُ وَعَلَيْهِ. فَأَمَّا الْأَرْضُ الْخَطِيطَةُ، وَهِيَ الَّتِي لَمْ تُمْطَرْ بَيْنَ أَرَضَيْنِ مَمْطُورَتَيْنِ، فَلَيْسَ مِنَ الْبَابِ، وَالطَّاءُ الثَّانِيَةُ زَائِدَةٌ، لِأَنَّهَا مَنْ أَخْطَأَ، كَأَنَّ الْمَطَرَ أَخْطَأَهَا. وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ: " خَطَّأَ اللَّهُ نَوْءَهَا "، أَيْ إِذَا مُطِرَ غَيْرُهَا أَخْطَأَ هَذِهِ الْمَطَرُ فَلَا يُصِيبُهَا.

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: " فِي رَأْسِ فُلَانٍ خُطْيَةٌ " فَقَالَ قَوْمٌ: إِنَّمَا هُوَ خُطَّةٌ. فَإِنْ كَانَ كَذَا فَكَأَنَّهُ أَمْرٌ يُخَطُّ وَيُؤَثَّرُ، عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ.

رَعَفَ 

(رَعَفَ) الرَّاءُ وَالْعَيْنُ وَالْفَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى سَبْقٍ وَتَقَدُّمٍ. يُقَالُ فَرَسٌ رَاعِفٌ: سَابِقٌ مُتَقَدِّمٌ. وَرَعَفَ فُلَانٌ بِفَرَسِهِ الْخَيْلَ، إِذَا تَقَدَّمَهَا. قَالَ الْأَعْشَى:

بِهِ تَرْعُفُ الْأَلْفَ إِذْ أُرْسِلَتْ ... غَدَاةَ الصَّبَاحِ إِذَا النَّقْعُ ثَارَا

وَمِنَ الْبَابِ رَعَفْتُ وَرَعُفْتُ. وَالرُّعَافُ فِيمَا يُقَالُ: الدَّمُ بِعَيْنِهِ. وَالْأَصْلُ أَنَّ الرُّعَافَ مَا يُصِيبُ الْإِنْسَانَ مِنْ ذَلِكَ، عَلَى فُعَالٍ، كَمَا يُقَالُ فِي الْأَدْوَاءِ. وَيَقُولُونَ لِلــرِّمَاحِ رَوَاعِفُ، قِيلَ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا تُقَدَّمُ لِلطَّعْنِ. وَيُقَالُ بَلْ سُمِّيَتْ لِمَا يَقْطُرُ مِنْهَا الدَّمُ. وَالْأَصْلُ فِيهِ كُلِّهِ وَاحِدٌ. وَرَاعُوفَةُ الْبِئْرِ: حَجَرٌ يَتَقَدَّمُ مِنْ طَيِّهَا نَادِرًا، يَقُومُ عَلَيْهِ السَّاقِي. وَأَرْعَفَ فُلَانٌ فُلَانًا، إِذَا أَعْجَلَهُ. وَجَاءَ فِي الرَّاعُوفَةِ " أَنَّهُ سُحِرَ وَجُعِلَ سِحْرُهُ فِي جُفِّ طَلْعَةٍ وَدُفِنَ تَحْتَ رَاعُوفَةِ الْبِئْرِ ". وَالرَّاعِفُ: أَنْفُ الْجَبَلِ، وَيُجْمَعُ رَوَاعِفَ. وَطَرَفُ الْأَرْنَبَةِ رَاعِفٌ. وَيُقَالُ أَرْعَفَ فُلَانٌ قِرْبَتَهُ إِرْعَافًا، إِذَا مَلَأَهَا حَتَّى تَرْعُفَ. قَالَ:

يَرْعُفُ أَعْلَاهَا مِنِ امْتِلَائِهَا 

حَسِبَ 

(حَسِبَ) الْحَاءُ وَالسِّينُ وَالْبَاءُ أُصُولٌ أَرْبَعَةٌ:

فَالْأَوَّلُ: الْعَدُّ. تَقُولُ: حَسَبْتُ الشَّيْءَ أَحْسُبُهُ حَسْبًا وَحُسْبَانًا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} [الرحمن: 5] . وَمِنْ قِيَاسِ الْبَابِ الْحِسْبَانُ الظَّنُّ، وَذَلِكَ أَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَدِّ بِتَغْيِيرِ الْحَرَكَةِ وَالتَّصْرِيفِ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، لِأَنَّهُ إِذَا قَالَ حَسِبْتُهُ كَذَا فَكَأَنَّهُ قَالَ: هُوَ فِي الَّذِي أَعُدُّهُ مِنَ الْأُمُورِ الْكَائِنَةِ.

وَمِنَ الْبَابِ الْحَسَبُ الَّذِي يُعَدُّ مِنَ الْإِنْسَانِ. قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: مَعْنَاهُ أَنْ يَعُدَّ آبَاءً أَشْرَافًا. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمُ: احْتَسَبَ فُلَانٌ ابْنَهُ، إِذَا مَاتَ كَبِيرًا. وَذَلِكَ أَنْ يَعُدَّهُ فِي الْأَشْيَاءِ الْمَذْخُورَةِ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى. وَالْحِسْبَةُ: احْتِسَابُكَ الْأَجْرَ. وَفُلَانٌ حَسَنُ الْحِسْبَةِ بِالْأَمْرِ، إِذَا كَانَ حَسَنَ التَّدْبِيرِ ; وَلَيْسَ مِنَ احْتِسَابِ الْأَجْرِ. وَهَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَابِ ; لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ حَسَنَ التَّدْبِيرِ لِلْأَمْرِ كَانَ عَالِمًا بِعِدَادِ كُلِّ شَيْءٍ وَمَوْضِعِهِ مِنَ الرَّأْيِ وَالصَّوَابِ. وَالْقِيَاسُ كُلُّهُ وَاحِدٌ.

وَالْأَصْلُ الثَّانِي: الْكِفَايَةُ. تَقُولُ شَيْءٌ حِسَابٌ، أَيْ كَافٍ. وَيُقَالُ: أَحْسَبْتُ فُلَانًا، إِذَا أَعْطَيْتَهُ مَا يُرْضِيهِ ; وَكَذَلِكَ حَسَّبْتُهُ. قَالَتِ امْرَأَةٌ:

وَنُقْفِي وَلِيدَ الْحَيِّ إِنْ كَانَ جَائِعًا ... وَنُحْسِبُهُ إِنْ كَانَ لَيْسَ بِجَائِعِ

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: الْحُسْبَانُ، وَهِيَ جَمْعُ حُسْبَانَةٍ، وَهِيَ الْوِسَادَةُ الصَّغِيرَةُ. وَقَدْ حَسَّبْتُ الرَّجُلَ أُحَسِّبُهُ، إِذَا أَجْلَسْتَهُ عَلَيْهَا وَوَسَّدْتَهُ إِيَّاهَا. وَمِنْهُ قَوْلُ الْقَائِلِ:

غَدَاةَ ثَوَى فِي الرَّمْلِ غَيْرَ مُحَسَّبِ وَقَالَ آخَرُ:

يَا عَامِ لَوْ قَدَرَتْ عَلَيْكَ رِمَاحُــنَا وَالرَّاقِصَاتُ إِلَى مِنًى فَالْغَبْغَبِ لَلَمَسْتَ بِالْوَكْعَاءِ طَعْنَةَ ثَائِرٍ حَرَّانَ أَوْ لَثَوَيْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِ وَمِنْ هَذَا الْأَصْلِ الْحُسْبَانُ: سِهَامٌ صِغَارٌ يُرْمَى بِهَا عَنِ الْقِسِيِّ الْفَارِسِيَّةِ، الْوَاحِدَةُ حُسْبَانَةٌ. وَإِنَّمَا فَرَّقَ بَيْنَهُمَا لِصِغَرِ هَذِهِ وَ [كِبَرِ] تِلْكَ.

وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ أَصَابَ الْأَرْضَ حُسْبَانٌ، أَيْ جَرَادٌ. وَفُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ} [الكهف: 40] ، بِالْبَرَدِ.

وَالْأَصْلُ الرَّابِعُ: الْأَحْسَبُ الَّذِي ابْيَضَّتْ جِلْدَتُهُ مِنْ دَاءٍ فَفَسَدَتْ شَعَرَتُهُ، كَأَنَّهُ أَبْرَصُ. قَالَ: يَا هِنْدُ لَا تَنْكِحِي بُوهَةً عَلَيْهِ عَقِيقَتُهُ أَحْسَبَا وَقَدْ يَتَّفِقُ فِي أُصُولِ الْأَبْوَابِ هَذَا التَّفَاوُتُ الَّذِي تَرَاهُ فِي هَذِهِ الْأُصُولِ الْأَرْبَعَةِ.

زَوُلَ 

(زَوُلَ) الزَّاءُ وَالْوَاوُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى تَنَحِّي الشَّيْءِ عَنْ مَكَانِهِ. يَقُولُونَ: زَالَ الشَّيْءُ زَوَالًا، وَزَالَتِ الشَّمْسُ عَنْ كَبِدِ السَّمَاءِ تَزُولُ. وَيُقَالُ أَزَلْتُهُ عَنِ الْمَكَانِ وَزَوَّلْتُهُ عَنْهُ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وَبَيْضَاءَ لَا تَنْحَاشُ مِنَّا وَأُمُّهَا ... إِذَا مَا رَأَتْنَا زِيلَ مِنَّا زَوِيلُهَا

وَيُقَالُ إِنَّ الزَّائِلَةَ كُلُّ شَيْءٍ يَتَحَرَّكُ. وَأَنْشَدَ:

وَكُنْتُ امْرَأً أَرْمِي الزَّوَائِلَ مَرَّةً ... فَأَصْبَحْتُ قَدْ وَدَّعْتُ رَمْيَ الزَّوَائِلِ

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ قَوْلُهُمْ: شَيْءٌ زَوْلٌ، أَيْ عَجَبٌ. وَامْرَأَةٌ زَوْلَةٌ، أَيْ خَفِيفَةٌ. وَقَالَ الطِّــرِمَّاحُ:

وَأَلْقَتْ إِلَيَّ الْقَوْلَ مِنْهُنَّ زَوْلَةٌ ... تُخَاضِنُ أَوْ تَرْنُو لِقَوْلِ الْمُخَاضِنِ

زَعَبَ 

(زَعَبَ) الزَّاءُ وَالْعَيْنُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الدَّفْعِ وَالتَّدَافُعِ. يُقَالُ مِنْ ذَلِكَ الزَّعْبُ الدَّفْعُ. يُقَالُ زَعَبْتُ لَهُ زَعْبَةً مِنَ الْمَالِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «وَأَزْعَبُ لَكَ زَعْبَةً مِنَ الْمَالِ» . وَيُقَالُ جَاءَ سَيْلٌ يَزْعَبُ الْوَادِيَ هَذَا غَيْرُ مُعْجَمٍ إِذَا مَلَأَهُ. وَجَاءَ سَيْلٌ يَزْعَبُ، بِالزَّاءِ، إِذَا تَدَافَعَ. وَيُقَالُ إِنَّ الزَّاعِبَ السَّيَّاحُ فِي الْأَرْضِ. قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ:

يَكَادُ يَهْلِكُ فِيهَا الزَّاعِبُ الْهَادِي

وَالزَّاعِبِيَّةُ: الــرِّمَاحُ. قَالَ الْخَلِيلُ: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى زَاعِبٍ. وَلَمْ يَظْهَرْ عِلْمُ زَاعِبٍ: أَرَجُلٌ أَمْ بَلَدٌ، إِلَّا أَنْ يُوَلِّدَهُ مُوَلِّدٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الزَّاعِبِيُّ هُوَ الَّذِي إِذَا هُزَّ تَدَافَعَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، كَأَنَّ ذَلِكَ مَقِيسٌ عَلَى تَزَاعُبِ الْمَاءِ فِي الْوَادِي، وَهُوَ تَدَافُعُهُ. وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. وَيُقَالُ زَعَبَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ، إِذَا جَامَعَهَا. وَهَذَا هُوَ بِالرَّاءِ أَحْسَنُ. وَقَدْ مَضَى.

وَبَقِيَ فِي الْبَابِ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ إِنْ صَحَّتْ فَهِيَ مِنْ بَابِ الْإِبْدَالِ. يَقُولُونَ: الزُّعْبُوبُ الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ الذُّعْبُوبَ. 

رَنَحَ 

(رَنَحَ) الرَّاءُ وَالنُّونُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى تَمَايُلٍ. يُقَالُ تَرَنَّحَ، إِذَا تَمَايَلَ كَمَا يَتَرَنَّحُ السَّكْرَانُ. وَيُقَالُ رُنِّحَ فُلَانٌ، إِذَا اعْتَرَاهُ وَهْنٌ فِي عِظَامِهِ، فَهُوَ مُرَنَّحٌ. قَالَ الطِّــرِمَّاحُ:

وَنَاصِرُكَ الْأَدْنَى عَلَيْهِ ظَعِينَةٌ ... تَمِيدُ إِذَا اسْتَعْبَرْتَ مَيْدَ الْمُرَنَّحِ

سلَّم

سلَّم: سَلَّم: أول ما يقوله الخطيب والواعظ حين يكون على المنبر (مملوك 2، 2: 72) أي ان يقول للمستمعين السلام عليكم (ابن جبير ص47).
سَلَّم: ما يقوله المؤذن بعد الأذان (ألف ليلة 1: 246).
سَلَّم من صلاته: خرج من الصلاة بقوله: السلام عليكم ويقال: سلَّم الإمام (ابن بطوطة 1: 211) كما يقال: سلم المصلي الذي يصلي في بيته (رياض النفوس ص101 ق).
سَلَّم: أوصل البضاعة وأعطاها (أماري ديب ص186، 188، فاندنبرج ص12).
سَلَّم نَفْسَه: خضع، أذعن، استسلم (بوشر).
سَلّم لأحد حَقّه: تخلَّى له عنه وتركه له (بوشر).
وسلّم في: تخلى عنه وتركه (زيشر 9: 564 رقم 26، 18: 324) وسلّم له في: سمح له بالتصرف في والتمتع بدخله. انظر مثالاً له في مادة حلال.
سَلَّم بمعنى اعترف بصحته، يقال مثلاً: أراه عدة عبارات فيها خطأ فسلمها الآخر أي اعترف بأنها خطأ وصححها (المقري 1: 599).
سَلَّم له في اختباره: أقْر له حسن اختياره في كتابه (المقري 1: 679).
سَلَّم: أذعن، خضع (همبرت ص145) سَلَّم: اودع، وضع مبلغاً من المال وديعة وأمانة.
ويقال: سلَّمه شيئاً بمعنى أودع لديه شيئاً وديعة وأمانة (بوشر).
سَلَّم في حاصل: خزن الحاصل، وهو من مصطلح التجارة أي أودعه المخزن وأوصله إليه (بوشر).
سلَّم: وصّى، أوصى، عهد، كلَّف (الكالا).
سلَّم: أبرأ، أسا، شفى، خلصه من المرض (الكالا).
في معجم الكالا: guarmecer a otro التي يجب أن تقرأ guarecer a otro ويمكن أن يعني هذا سلَّم وأوجب لأكثر مزايد وآخر مزايد، ويمكن أن يعني: باع بحكم القضاء أموال المدين ليدفع للدائنين.
سَلَّمِوا عِنْد شروط المنُاظرة: حافظوا على شروط المناظرة وامتثلوا لها! (كرتاس ص112).
سلّم تمك: أحسنت القول، لا فض فوك.
وهو تحريف واختصار الله يسلم (بوشر) سلّم دياتك: أحسنت صنعاً مرحى (ديات تحريف ايديات جمع يد) وتعني أيضاً: شكراً لك، وتقال لمن يقدم إليك شيئاً، والجواب: ودياتك (بوشر سورية).
سلَّم كلباً (في لعبة طاب): جعل كلباً مُسَلِمّاً (انظر لين عادات 2: 61).
سالم: صالح (فوك).
أسلم. أسلم نَفْسه في السوق: صار تاجراً (عبد الواحد ص112) وفي تاريخ ما قبل الإسلام لأبي الفداء: أسلمه عند المنذر ليربيه، أي عهد إلى المنذر تربية ابنه.
تسلَّم: تصرف، دبَّر، ساس. ففي طرائف دي ساسي (2: 178) موضوع أمير جاندار التسلَّم لباب السلطان ولرتبة البرددارية وطوائف الركابية الخ.
وفي الجريدة الآسيوية (1839، 2: 165) عبيدهم المتسلمون عمارتهم أي عبيدهم المدبرون عمارة الأرض. قارن هذا بمتسلم فيما يلي.
سَلَّم أسير. ويطلق على الذكر والمؤنث والمفرد والجمع (معجم البلاذري).
سَلَم: نوع من الشحر (انظر لين) واحدته سَلَمَة وجمعه سلمات (ديوان الهذليين، البيت 19 ص178) ويقول بركهارت (نوبية ص 172، 173، 184) وهو يكتبها سِلَّم إنها صنف من الاقاقيا (الأكاسيا) ومن خشبها الصلب تصنع الــرماح. وهو يذكر اسم الوحدة ويكتبها سِلَّمة بمعنى عصا.
سلمى. كسب على السلمي: كسب دون أن يلاعب (بوشر).
سَلْمون (أسبانية): حوت سليمان، صومون. الكالا، القزويني 2: 396).
سَلاَم. سلام وسلم: تنقش على النقود وتعني إنها تامة الوزن (زيشر 9: 833) السلام: قول الإمام السلام عليكم ورحمة الله عند خروجه من الصلاة (الادريسي ص393).
السلام: نداء المؤذن الثاني في ليالي شهر رمضان بعد نصف ساعة من منتصف الليل (لين عادات 2: 224) السلام عليكم: أبوس إيدك للاستهزاء والسخرية بمعنى لا أريد (بوشر).
والسلام: كفى انتهى انقضى (فوك).
يا سلام: الأمان! العفو! (بوشر).
بلَّغ السلام: أوصى به: شفع فيه (الكالا).
السلام في قسطنطينية: الرواق الكائن بين طبقة البيت السفلى (أرضية) وبين الطابق الأول (الجريدة الأسيوية، 1851، 1: 55 وتعليقه رقم 80) ففي الجريدة الأسيوية 1852، 2: 211) تُقف بالسلام من قصبة البلد.
سَلَيم: صحيح البنية، قوي، متين وسَوِي - مريء - غير خطر، هيّن (بوشر) سلامة، أمره على السلامة، معروف بأنه جرئ (محمد بن الحارث ص306) سَلاَمة: سِلْم، سَلام، صلح. ففي كرتاس (ص155): يسألونه سلامته ويطلبون منه عفوه.
وهي مرادف صلح وفي (1: 13) منه: يطلب صلحه ويسئل منه عفوه.
سلامة: رقة، رفق، رأفة، دماثة، سماحة، لطف، طيبة، حلم (بوشر).
سلامة: مراءة، ملاءمة للصحة، عذاوة (بوشر).
مية سلامة: أهلا وسهلا: مرحبا بك! وكذلك: سلامات (بوشر) سلامة عَقْلِك: اختصار حفظ الله لك عقلك ففي ألف ليلة (1: 841): فسلامة شبابك وسلامة عقلك الرجيح، ولسانك الفصيح. ويلاحظ شيخ لين فيقول أن جملة حفظ الله لك شبابك ليس في موضعها في كلام الوزير (ترجمة لين ألف ليلة 2: 226 رقم45) لأنها من لغة النساء، ففي برسل (4: 175): سلامة جاريتي، أي الله يحفظ جاريتي.
سَلامة: ربا: ونجد مثالين لها في مادة حلال.
سَلاَمي: يهودي اعتنق الإسلام (بوشر بربرية وهي تصحيف إسلاَمي.
سليمى: شالبية، قُويْسة، الناعمة، فعند أبي الجزار: السليمي هي الشالبية الصخرية أي سالفية سُلَيْمانّي: في تحفة إخوان الصفا التي ينقل منها فريتاج: ولنا بعد ذلك ألوان الاشربة من الخمر والبنية والقارص والفقاع والسليماني والجلاب.
السُكَّر السليماني: يذكر ابن جزلة كثيراً من المعلومات عن الخصائص الطبية وفوائد هذا الصنف من السكرّ غير إنه لا يخبرنا لم أطلق عليه هذا الاسم. ولا أريد الآن أن أدافع عن الرأي الذي أعلنته في معجم الادريسي في هذا الموضوع. وقد أطلق عليه هذا الاسم أيضاً الميداني في تعليقات تاريخية على أبي الفداء (تاريخ 1: 112) لرايسكه.
سليماني: ساماني، يقال: حصير سليماني (انظر سامان).
سليماني: تحريف سبليماتن. يقول سنج: كانوا يطلقون هذا الاسم فيما مضى على خليط من حامض الزرنيخ (اوكسيد الزرنيخ الأبيض، الزرنيخ الأبيض أو سمّ الفار) ومن الزئبق مصعدين.
ويطلق اسم سليماني اليوم على كلورور الزئبق وهو الكالوميل أو الزئبق الحلو وعلى المصعد الأكال أي الزرنيخ (دومب ص102 وهو فيه بالشين، برجون ص813) والمصعد الاكال (بوشر).
سُلَّم. سلم للعَذاب: هو في المعجم اللاتيني العربي كاتاستا catasta وهو نوع من سور الحديد أو السلالم يربط عليه المجرم الذي يراد إحراقه.
(انظر دوكانج).
سُلُّم = سُلَّم: درج (بوشر، فوك القسم الأول).
سلمّة: درجة، إحدى درجات السلم (بوشر).
سُلَّوم: سُلَّم، درج (فوك القسم الثاني، دومب ص91).
سالِم، جرح سالم: جرح خفيف (بوشر).
اعطيك بدلها مائتي دينار سالمة ليدك خارجاً عن الضمان وحق السلطان (ألف ليلة 1: 419) ومعنى الضمان وحق السلطان (ألف ليلة 1: 419) ومعنى سالمة ليدك هبة دون مصاريف.
وكذلك في ألف ليلة (4: 288، 289).
سالمة: شالبية، ناعمة، الاسفاقس (فوك، الكالا) اسمها العلمي: salvia yerva concida ( دومب ص72) وفي المستعيني انظر اشفاقس في مخطوطة ن فقط: ويعرف أيضاً بالسالمة.
(كاشف الرموز لعبد الرزاق الجزيري ص40) وفي ياجني (مخطوطات): سَلْم، وعند دسكرياك سالم نبات ترعاه الإبل.
سالِمة: حمى دماغية (شيرب).
اسلمي وجمعه أسالِمَة: نصراني اعتنق الإسلام (مملوك 2، 2: 67).
إسلام. الإسلام: لا يعني أهل الإسلام فقط (لين) بل بلاد الإسلام أيضاً (المقري 1: 92) وفي طبعة بولاق: بلاد الإسلام (أماري ص3).
إسْلامِي: يهودي اعتنق الإسلام (هوست ص147) وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص25 ق): اليهود الإسلاميون الذين اسلموا على كره.
تَسْليِم: اتباع رأي الآخرين (المقدمة 1: 39) تسليمات: تحيات، احترامات (بوشر).
تسليمة: ففي كرتاس (ص180): وأخذ في الاجتهاد فيقطع الليل قائماً يختم القرآن في تسليمة واحدة.
وترى أن هذه تعني في مرة واحدة، غير أني لم أدرك المعنى الدقيق لها.
مُسْلِم: في لعبة طاب انظر لين (عادات 2: 61).
مسلمة: الحديث عهد بالإسلام (المقدمة 2: 179، تاريخ البربر 1، 153، مملوك 2، 2: 66) وقد أخطأ كاترمير حين غير الكلمة فيه. مُسَلَّم: سالم من العيوب (معجم الطرائف) مَسْلِماني: حديث عهد بالإسلام (مملوك 2، 2: 67، البكري ص178) المُسالِمَة: مبلغ المال الذي يدفع سنوياً في سبيل استقرار السلام (معجم البلاذري) المسُالِمَة: الحديثو عهد بالإسلام من النصارى واليهود الذين اعتنقوا الإسلام (مملوك 2، 2: 66) وفيه ضبط كاترمير الميم الأول بالفتحة وهو خطأ، فالضمة موجودة في المخطوطة النفيسة لكتاب محمد بن الحارث، ففيه (ص212): وهو من أبناء المُسالمة. وفي كتاب ابن القوطية (ص37 ق) في كلامه عن عمر بن حفصون: وكان أبوه من مسالمة أهل الذمة. وفي حيان (ص38 و) وتحزبت المسالمة مع المولدين.
وفيه (ص41 و) أهل حاضرة البيرة الذين دعوتهم للمولدين والمسالمة، وفيه (ص49 و): فتعصب على المولدين والمسالمة.
متسلم: متصرف، حاكم المدينة وهو الباشا ونائب الحاكم (بوشر، زيشر ص41، باشاليق ص32، 82، براون 2: 290، 294، بكنجهام 1: 115) قد أخطأ روجر في كتابتها فهو يقول: في (ص279): المُسالمة والصُباحية من قضاة الدرجة السفلى وهم من قضاة القلاع والموانئ ويقول ستوشوف (ص355) في كلامه عن أورشليم: ودخل الحاكم الكبير فيها وهو سنجق باي ويسمونه مُسالم وهو يشرف على الأسلحة كما إنه حاكم المدينة.
مستسلم: رئيس الكتاب الذي ينظم حسابات المسجد في المدينة (برتون 1: 356)

رَعَمَ 

(رَعَمَ) الرَّاءُ وَالْعَيْنُ وَالْمِيمُ كَلِمَتَانِ مُتَبَايِنَتَانِ، بَعِيدٌ مَا بَيْنَهُمَا. فَالْأُولَى الرُّعَامُ: شَيْءٌ يَسِيلُ مِنْ أَنْفِ الشَّاةِ لِدَاءٍ يُصِيبُهَا; يُقَالُ مِنْهُ: شَاةٌ رَعُومٌ.

وَالْكَلِمَةُ الثَّانِيَةُ شَيْءٌ ذَكَرَهُ الْخَلِيلُ. قَالَ: رَعَمَ الشَّمْسَ يَرْعَمُهَا، إِذَا رَقَبَ غَيْبُوبَتَهَا. وَذَكَرَ أَنَّهُ فِي شِعْرِ الطِّــرِمَّاحِ.

دَلَجَ 

(دَلَجَ) الدَّالُ اللَّامُ وَالْجِيمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى سَيْرٍ وَمَجِيءٍ وَذَهَابٍ. وَلَعَلَّ ذَلِكَ أَكْثَرَ مَا كَانَ فِي خُِفْيَةٍ. فَالدَّلَجُ: سَيْرُ اللَّيْلِ. وَيُقَالُ أَدْلَجَ الْقَوْمُ، إِذَا قَطَعُوا اللَّيْلَ كُلَّهُ سَيْرًا; فَإِنْ خَرَجُوا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَقَدِ ادَّلَجُوا، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ. وَيُقَالُ إِنَّ أَبَا الْمُدْلِجِ الْقُنْفُذُ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّ أَكْثَرَ حَرَكَتِهِ بِاللَّيْلِ. وَالدَّوْلَجُ: السَّرَبُ. وَالدَّوْلَجُ: كِنَاسُ الْوَحْشِيِّ. وَهُوَ قِيَاسُ الْبَابِ; لِأَنَّهُمَا يُسْتَخْفَى فِيهِمَا.

ثُمَّ يُحْمَلُ عَلَى الْبَابِ، فَيُقَالُ لِلَّذِي يَأْخُذُ الدَّلْوَ مِنْ رَأْسِ الْبِئْرِ إِلَى الْحَوْضِ: الدَّالِجُ، وَذَلِكَ الْمَكَانُ الْمَدْلَجُ. وَالْفِعْلُ دَلَجَ يَدْلُجُ دُلُوجًا. قَالَ:

كَأَنَّ رِمَاحَــهُمْ أَشْطَانُ بِئْرٍ ... لَهَا فِي كُلِّ مَدْلَجَةٍ خُدُودُ

وَأَمَّا قَوْلُ الشَّمَّاخِ:

وَتَشْكُو بِعَيْنٍ مَا أَكَلَّ رِكَابَهَا ... وَقِيلَ الْمُنَادِي أَصْبَحَ الْقَوْمُ أَدْلِجِي

فَإِنَّهُ حَكَى صَوْتَ الْمُنَادِي، أَنَّهُ كَانَ مَرَّةً يُنَادِي: أَصْبَحَ الْقَوْمُ، وَمَرَّةً يُنَادِي: أَدْلِجِي، يَأْمُرُ بِذَلِكَ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.