Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: دنو

مَسْكِنُ

مَسْكِنُ:
بالفتح ثم السكون، وكسر الكاف، ونون، قال أبو منصور: يقال للموضع الذي يسكنه الإنسان مسكن ومسكن، فهذا الموضع منقول من اللغة الثانية وهو شاذ في القياس لأنه من سكن يسكن فالقياس مسكن، بفتح الكاف، وإنما جاء هذا شاذّا في أحرف، منها: المسجد والمنسك والمنبت والمجزر والمطلع والمشرق والمغرب والمسقط والمفرق والمرفق لا يعرف النحويون غير هذه لأن كل ما كان على فعل يفعل أو فعل يفعل فاسم المكان منه مفعل بفتح العين قياسا مطّردا: وهو موضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق به كانت الوقعة بين عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير في سنة 72 فقتل مصعب وقبره هناك معروف، وقال عبيد الله بن قيس الرّقيّات يرثيه:
إنّ الرّزيّة يوم مس ... كن والمصيبة والفجيعة
يا ابن الحواريّ الذي ... لم يعده يوم الوقيعة
غدرت به مضر العرا ... ق فأمكنت منه ربيعه
وأصبت وترك يا ربي ... ع وكنت سامعة مطيعة
يا لهف لو كانت لها ... بالدير يوم الدير شيعه!
أولم يخونوا عهده ... أهل العراق بنو اللكيعه
لوجدتموه حين يغ ... دو لا يعرّس بالمضيعه
قتله عبيد الله بن زياد بن ظبيان وقتل معه إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي وقدّم مصعب أمامه ابنه عيسى فقتل بعد أن قال له وقد رأى الغدر من أصحابه:
يا بنيّ انج بنفسك فلعن الله أهل العراق أهل الشقاق والنفاق! فقال: لا خير في الحياة بعدك يا أباه! ثم قاتل حتى قتل، وكان مصعب قد قتل نائي بن زياد بن ظبيان أخا عبيد الله بن زياد بن ظبيان بن الجعد بن قيس ابن عمرو بن مالك بن عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة فنذر عبيد الله ليقتلنّ به مائة من قريش فقتل ثمانين ثم قتل مصعبا وجاء برأسه حتى وضعه بين يدي عبد الملك بن مروان فلما نظر إليه عبد الملك سجد فهمّ عبيد الله أن يفتك به أيضا فارتدّ عنه وقال:
هممت ولم أفعل وكدت وليتني ... فعلت وولّيت البكاء حلائله
هكذا أكثر ما يروى، والصحيح أن عبيد الله لم يقتله وإنما وجده قد ارتثّ بكثرة الجراحات فاحتزّ رأسه، وقد قال عبيد الله:
يرى مصعب أني تناسيت نائيا، ... وبئس، لعمر الله، ما ظنّ مصعب!
وو الله لا أنساه ما ذرّ شارق، ... وما لاح في داج من الليل كوكب
وثبت عليه ظالما فقتلته، ... فقهرك مني شرّ يوم عصبصب
قتلت به من حيّ فهر بن مالك ... ثمانين منهم ناشئون وأشيب
وكفّي لهم رهن بعشرين أو يرى ... عليّ من الإصباح نوح مسلّب
أأرفع رأسي وسط بكر بن وائل ... ولم أر سيفي من دم يتصبّب؟
ثم ضاقت به البصرة فهرب إلى عمان فاستجار بسليمان ابن سعيد بن الصقر بن الجلندى، فلما أخبر بفتكه خشيه وتذمّم أن يقتله علانية فبعث إليه بنصف بطيخة قد سمّها وكان يعجبه البطيخ وقال: هذا أول شيء رأيناه من البطيخ وقد أكلت نصفها وأهديت لك نصفها، فلما أكلها أحس بالموت فدخل عليه سليمان يعوده فقال له: أيها الأمير ادن مني أسرّ إليك قولا، فقال له: قل ما بدا لك فما بعمان عليك من أذن واعية، ولم يستجر أن يــدنو منه فمات بها، وقال عبيد الله بن الحرّ يخاطب المختار:
لقد زعم الكذّاب أني وصحبتي ... بمسكن قد أعيت عليّ مذاهبي
فكيف وتحتي أعوجيّ وصحبتي ... على كل صهميم الثميلة شارب
إذا ما خشينا بلدة قرّبت بنا ... طوال متون مشرفات الحواجب
وقد ذكر الحازمي أن مسكن أيضا بدجيل الأهواز حيث كانت وقعة الحجاج بابن الأشعث، وهو غلط منه.

عَسْعَسٌ

عَسْعَسٌ:
أصله من الــدّنوّ، ومنه قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ 81: 17، وقيل: هو من الأضداد، عسعس إذا أقبل، وعسعس إذا أدبر، وعسعس: موضع باليادية، وقال الخارزنجي: عسعس جبل طويل على فرسخ من وراء ضرية لبني عامر. ودارة عسعس: لبني جعفر، قال بعضهم:
ألم تسأل الرّبع القديم بعسعسا، ... كأني أنادي أو أكلم أخرسا
فلو أن أهل الدار بالدار عرّجوا ... وجدت مقيلا عندهم ومعرّسا
وقال بشر بن أبي خازم:
لمن دمنة عاديّة لم تؤنّس ... بسقط اللّوى من الكثيب فعسعس
وقال الأصمعي: الناصفة ماء عاديّ لبني جعفر بن كلاب، وجبل الناصفة عسعس، قال فيه الشاعر الجعفري لابن عمه:
أعدّ زيد للطّعان عسعسا ... ذا صهوات وأديما أملسا،
إذا علا غاربه تأنّسا
أي تبصّر ليوم الطعان أعد له الهرب لجنبة بهراته، ذا صهوات أعال مستوية يمكن فيها الجلوس، وعسعس معرفة، وذا صهوات حال له وليست بصفة لأنها نكرة، والمعرفة لا توصف بالنكرة، وإن جعلتها صفة رويت البيت ذا الصهوات، وأديما مفعول به، وأملسا صفة للأديم، أي وأعدّ أديما، وقال نصر: عسعس جبل لبني دبير في بلاد بني جعفر بن كلاب وبأصله ماء الناصفة.

صِقِلِّيَّةُ

صِقِلِّيَّةُ:
بثلاث كسرات وتشديد اللام والياء أيضا مشددة، وبعض يقول بالسين، وأكثر أهل صقلّيّة يفتحون الصاد واللام: من جزائر بحر المغرب مقابلة إفريقية، وهي مثلثة الشكل بين كلّ زاوية والأخرى مسيرة سبعة أيّام، وقيل: دورها مسيرة خمسة عشر يوما، وإفريقية منها بين المغرب والقبلة، وبينها وبين ريو، وهي مدينة في البر الشمالي الشرقي الذي عليه مدينة قسطنطينيّة، مجاز يسمى الفارو في أطول جهة منها اتّساعه عرض ميلين وعليه من جهتها مدينة تسمى المسيني التي يقول فيها ابن قلاقس الإسكندري:
من ذا يمسّيني على مسّيني
وهي مقابلة ريو، وبين الجزيرة وبرّ إفريقية مائة وأربعون ميلا إلى أقرب مواضع إفريقية وهو الموضع المسمّى إقليبية وهو يومان بالريح الطيبة أو أقلّ،
وإن طولها من طرابنش إلى مسيني إحدى عشرة مرحلة وعرضها ثلاثة أيّام، وهي جزيرة خصيبة كثيرة البلدان والقرى والأمصار، وقرأت بخط ابن القطّاع اللغوي على ظهر كتاب تاريخ صقلية: وجدت في بعض نسخ سيرة صقلية تعليقا على حاشية أن بصقلية ثلاثا وعشرين مدينة وثلاثة عشر حصنا ومن الضياع ما لا يعرف، وذكر أبو علي الحسن بن يحيى الفقيه في تاريخ صقلية حاكيا عن القاضي أبي الفضل أن بصقلية ثماني عشرة مدينة إحداها بلرم، وأن فيها ثلاثمائة ونيفا وعشرين قلعة، ولم تزل في قديم وحديث بيد متملّك لا يطيع من حوله من الملوك وإن جلّ قدرهم لحصانتها وسعة دخلها، وبها عيون غزيرة وأنهار جارية ونزه عجيبة، ولذلك يقول ابن حمديس:
ذكرت صقلّيّة والهوى ... يهيّج للنّفس تذكارها
فإن كنت أخرجت من جنّة ... فإنّي أحدّث أخبارها
وفي وسطها جبل يسمى قصر يانه، هكذا يقولونه بكسر النون، وهي أعجوبة من عجائب الدّهر، عليه مدينة عظيمة شامخة وحولها من الحرث والبساتين شيء كثير، وكلّ ذلك يحويه باب المدينة، وهي شاهقة في الهواء والأنهار تتفجّر من أعلاها وحولها وكذلك جميع جبال الجزيرة، وفيها جبل النار لا تزال تشتعل فيه أبدا ظاهرة لا يستطيع أحد الــدّنوّ منها فإن اقتبس منها مقتبس طفئت في يده إذا فارق موضعها، وهي كثيرة المواشي جدّا من الخيل والبغال والحمير والبقر والغنم والحيوان الوحشيّ وليس فيها سبع ولا حيّة ولا عقرب، وفيها معدن الذهب والفضة والنحاس والرصاص والزيبق وجميع الفواكه على اختلاف أنواعها، وكلأها لا ينقطع صيفا ولا شتاء، وفي أرضها ينبت الزعفران، وكانت قليلة العمارة خاملة قبل الإسلام، فلمّا فتح المسلمون بلاد إفريقية هرب أهل إفريقية إليها فأقاموا بها فعمّروها فأحسنوا عمارتها ولم تزل على قربها من بلاد الإسلام حتى فتحت في أيام بني الأغلب على يد القاضي أسد بن الفرات، وكان صاحب صقلية رجلا يسمى البطريق قسطنطين، فقتله لأمر بلغه عنه فتغلّب فيمي على ناحية من الجزيرة ثمّ دبّ حتى استولى على أكثرها ثمّ أنفذ صاحب القسطنطينيّة جيشا عظيما فأخرج فيمي عنها فخرج في مراكبه حتى لحق بإفريقية ثمّ بالقيروان منها مستجيرا بزيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب، وهو يومئذ الوالي عليها من جهة أمير المؤمنين المأمون بن هارون الرشيد، وهوّن عليه أمرها وأغراه بها فندب زيادة الله الناس لذلك فابتدروا إليه ورغبوا في الجهاد فأمّر عليهم أسد ابن الفرات، وهو يومئذ قاضي القيروان، وجمعت المراكب من جميع السواحل وتوجّه نحو صقلية في سنة 212 في أيّام المأمون في تسعمائة فارس وعشرة آلاف راجل فوصل إلى الجزيرة وجمع الروم جمعا عظيما فأمر أسد بن الفرات فيمي وأصحابه أن يعتزلوهم وقالوا لا حاجة لنا إلى الانتصار بالكفار، ثمّ كبّر المسلمون وحملوا على الروم حملة صادقة فانهزم الروم وقتل منهم قتلا ذريعا وملك أسد بن الفرات بالتنقّل جميع الجزيرة، ثمّ توفي في سنة 213، وكان رجلا صالحا فقيها عالما، أدرك حياة مالك بن أنس، رضي الله عنه، ورحل إلى الشرق، وبقيت بأيدي المسلمين مدّة وصار أكثر أهلها مسلمين وبنوا بها الجوامع والمساجد ثمّ ظهر عليها الكفار فملكوها فهي اليوم في أيديهم، قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة صقلية طولها أربعون درجة، وعرضها خمس وثلاثون درجة، طالعها السنبلة، عاشرها ذراع الكلب ولها
شركة في الفرع المؤخر تحت عشر درجات من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، رابعها مثلها من الميزان، بيت ملكها مثلها من الحمل، ومن فضل جزيرة صقلية أن ليس بها سبع ضار ولا نمر ولا ضبع ولا عقرب ولا أفاع ولا ثعابين، وفيها معادن الذهب موجودة في كلّ مكان ومعادن الشّبّ والكحل والفضة ومعدن الزاج والحديد والرصاص وجبال تنعش، وكثيرا ما يوجد النوشادر في جبل النار ويحمل منه إلى الأندلس، وغيرها كثير، وقال أبو علي الحسن بن يحيى الفقيه مصنف تاريخ صقلية: وأما جبل النار الذي في جزيرة صقلية فهو جبل مطلّ على البحر المتصل بالمجاز، وهو فيما بين قطانية ومصقلة وبقرب طبرمين، ودوره ثلاثة أيّام، وفيه أشجار وشعارى عظيمة أكثرها القسطل وهو البندق والصنوبر والأرزن، وحوله أبنية كثيرة وآثار عظيمة للماضين ومقاسم تدلّ على كثرة ساكنيه، وقيل إنّه يبلغ من كان يسكنه من المقاتلة في زمن الطّورة ملك طبرمين ستين ألف مقاتل، وفيه أصناف الثمار، وفي أعلاه منافس يخرج منها النار والدخان وربما سالت النار منه إلى بعض جهاته فتحرق كلّ ما تمرّ به ويصير كخبث الحديد ولم ينبت ذلك المحترق شيئا، ولا تمشي اليوم فيه دابة، وهو اليوم ظاهر يسميه الناس الأخباث، وفي أعلى هذا الجبل السحاب والثلوج والأمطار دائمة لا تكاد تنقطع عنه في صيف ولا شتاء، وفي أعلاه الثلج لا يفارقه في الصيف فأمّا في الشتاء فيعم أوّله وآخره، وزعمت الروم أن كثيرا من الحكماء الأولين كانوا يرحلون إلى جزيرة صقلية ينظرون إلى عجائب هذا الجبل واجتماع هذه النار والثلج فيه، وقيل إنّه كان في هذا الجبل معدن الذهب ولذلك سمّته الروم جبل الذهب، وفي بعض السنين سالت النار من هذا الجبل إلى البحر وأقام أهل طبرمين وغيرهم أيّاما كثيرة يستضيئون بضوئه، وقرأت لابن حوقل التاجر فصلا في صفة صقلية ذكرته على وجهه ففيه مستمتع للناظر في هذا الكتاب، قال: جزيرة صقلية على شكل مثلث متساوي الساقين، زاويته الحادة من غربي الجزيرة طولها سبعة أيّام في أربعة أيّام، وفي شرقي الأندلس في لجّ البحر وتحاذيها من بلاد الغرب بلاد إفريقية وباجة وطبرقة إلى مرسى الخزر، وغربيها في البحر جزيرة قرشف وجزيرة سردانية من جهة جنوب قرشف، ومن جنوب صقلية جزيرة قوصرة، وعلى ساحل البحر شرقيها من البر الأعظم الذي عليه قسطنطينية مدينة ريو ثمّ نواحي قلورية، والغالب على صقلية الجبال والحصون، وأكثر أرضها مزرعة، ومدينتها المشهورة بلرم وهي قصبة صقلية على نحر البحر، والمدينة خمس نواح محدودة غير متباينة ببعد مسافة، وحدود كل واحدة ظاهرة، وهي: بلرم وقد ذكرت في بابها، وخالصة وهي دونها وقد ذكرت أيضا، وحارة الصقالبة وهي عامرة وأعمر من المدينتين المذكورتين وأجلّ، ومرسى البحر بها، وبها عيون جارية وهي فاصلة بينها وبين بلرم ولا سور لها، والمدينة الرابعة حارة المسجد وتعرف بابن صقلاب، وهي مدينة كبيرة أيضا وشرب أهلها من الآبار ليس لهم مياه جارية، وعلى طريقها الوادي المعروف بوادي العباس، وهو واد عظيم وعليه مطاحنهم ولا انتفاع لبساتينهم به ولا للمدينة، والخامسة يقال لها الحارة الجديدة، وهي تقارب حارة ابن صقلاب في العظم والشبه وليس عليها سور، وأكثر الأسواق فيها بين مسجد ابن صقلاب والحارة الجديدة، وفي بلرم والخالصة والحارات المحيطة بها ومن ورائها من المساجد نيف وثلاثمائة مسجد، وفي محالّ تلاصقها وتتصل بوادي العباس
مجاورة المكان المعروف بالعسكر وهو في ضمن البلد إلى البلد المعروف بالبيضاء قرية تشرف على المدينة من نحو فرسخ مائتا مسجد، قال: ولقد رأيت في بعض الشوارع في بلرم على مقدار رمية سهم عشرة مساجد، وقد ذكرتها في بلرم، قال: وأهل صقلية أقل الناس عقلا وأكثرهم حمقا وأقلهم رغبة في الفضائل وأحرصهم على اقتناء الرذائل، قال: وحدثني غير إنسان منهم أن عثمان بن الخزّاز ولي قضاءهم وكان ورعا فلمّا جرّبهم لم يقبل شهادة واحد منهم لا في قليل ولا في كثير، وكان يفصل بين الناس بالمصالحات، إلى أن حضرته الوفاة فطلب منه الخليفة بعده فقال:
ليس في جميع البلد من يوصى إليه، فلمّا توفي تولى قضاءهم رجل من أهلها يعرف بأبي إبراهيم إسحاق بن الماحلي، ثمّ ذكر شيئا من سخيف عقله، قال:
والغالب على أهل المدينة المعلّمون، فكان في بلرم ثلاثمائة معلّم، فسألت عن ذلك فقالوا: إن المعلم لا يكلّف الخروج إلى الجهاد عند صدمة العدو، وقال ابن حوقل: وكنت بها في سنة 362، ووصف شيئا من تخلّقهم ثم قال: وقد استوفيت وصف هؤلاء وحكاياتهم ووصف صقلية وأهلها بما هم عليه من هذا الجنس من الفضائل في كتاب وسمته بمحاسن أهل صقلية ثمّ ذكرت ما هم عليه من سوء الخلق والمأكل والمطعم المنتن والأعراض القذرة وطول المراء مع أنّهم لا يتطهّرون ولا يصلّون ولا يحجّون ولا يزكون، وربّما صاموا رمضان واغتسلوا من الجنابة، ومع هذا فالقمح لا يحول عندهم وربّما ساس في البيدر لفساد هوائها، وليس يشبه وسخهم وقذرهم وسخ اليهود، ولا ظلمة بيوتهم سواد الأتاتين، وأجلّهم منزلة تسرح الدجاج على موضعه وتذرق على مخدته وهو لا يتأثر، ثمّ قال: ولقد عررت كتابي بذكرهم، والله أعلم.

إِفْرِيقِيَّة

إِفْرِيقِيَّة:
بكسر الهمزة: وهو اسم لبلاد واسعة ومملكة كبيرة قبالة جزيرة صقلية، وينتهي آخرها إلى قبالة جزيرة الأندلس، والجزيرتان في شماليها، فصقلية منحرفة إلى الشرق والأندلس منحرفة عنها إلى جهة المغرب. وسميت إفريقية بإفريقيس بن أبرهة ابن الرائش، وقال أبو المنذر هشام بن محمد: هو إفريقيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان وهو الذي اختطّها، وذكروا أنه لما غزا المغرب انتهى إلى موضع واسع رحيب كثير الماء، فأمر أن تبنى هناك مدينة فبنيت وسمّاها إفريقية، اشتقّ اسمها من اسمه ثم نقل إليها الناس ثم نسبت تلك الولاية بأسرها إلى هذه المدينة، ثم انصرف إلى اليمن، فقال بعض أصحابه:
سرنا إلى المغرب، في جحفل، ... بكلّ قرم أريحيّ همام
نسري مع افريقيس، ذاك الذي ... ساد بعزّ الملك أولاد سام
نخوض، بالفرسان، في مأقط ... يكثر فيه ضرب أيد وهام
فأضحت البربر في مقعص، ... نحوسهم بالمشرفيّ الحسام
في موقف، يبقى لنا ذكره ... ما غرّدت، في الأيك، ورق الحمام
وذكر أبو عبد الله القضاعي أن إفريقية سمّيت بفارق ابن بيصر بن حام بن نوح، عليه السلام، وأن أخاه مصر لما حاز لنفسه مصر حاز فارق إفريقية، وقد ذكرت ذلك متّسقا في أخبار مصر، قالوا: فلما اختطّ المسلمون القيروان خربت إفريقية وبقي اسمها على الصّقع جميعه، وقال أبو الريحان البيروتي إن أهل مصر يسمّون ما عن أيمانهم إذا استقبلوا الجنوب بلاد المغرب، ولذلك سمّيت بلاد إفريقية وما وراءها بلاد المغرب يعني أنها فرقت بين مصر والمغرب فسميت إفريقية لا أنها مسماة باسم عامرها، وحدّ إفريقية من طرابلس الغرب من جهة برقة والإسكندرية إلى بجاية، وقيل: إلى مليانة، فتكون مسافة طولها نحو شهرين ونصف، وقال أبو عبيد البكري الأندلسي: حدّ إفريقية طولها من برقة شرقا إلى طنجة الخضراء غربا، وعرضها من البحر إلى الرمال التي في أول بلاد السودان، وهي جبال ورمال عظيمة متصلة من الشرق إلى الغرب، وفيه يصاد الفنك الجيد، وحدث رواة السير ان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كتب إلى عمرو بن العاص: لا تدخل إفريقية فإنها مفرّقة لأهلها غير متجمعة، ماؤها قاس ما شربه أحد من العالمين إلا قست قلوبهم، فلما افتتحت في أيام عثمان، رضي الله عنه، وشربوا ماءها قست قلوبهم فرجعوا إلى خليفتهم عثمان فقتلوه. وأما فتحها فذكر أحمد بن يحيى بن جابر أن عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، ولّى عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر وأمره بفتح إفريقية، وأمدّه عثمان بجيش فيه معبد بن العباس بن عبد المطّلب، ومروان بن الحكم بن أبي العاص، وأخوه الحارث بن الحكم، وعبيد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير ابن العوّام، والمسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وعبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب، وعبد الله وعاصم ابنا عمر بن الخطاب، وبسر بن أبي ارطاة العامري، وأبو ذؤيب الهذلي الشاعر، وذلك في سنة 29 وقيل: سنة 28، وقيل: 27، ففتحها عنوة وقتل بطريقها، وكان يملك ما بين أطرابلس إلى طنجة، وغنموا واستاقوا من السبي والمواشي ما قدروا عليه، فصالحهم عظماء إفريقية على ثلاثمائة قنطار من الذهب على أن يكفّ عنهم ويخرج من بلادهم، فقبل ذلك منهم، وقيل: إنه صالحهم على ألف ألف وخمسمائة ألف وعشرين ألف دينار، وهذا يدلّ على أن القنطار الواحد ثمانية آلاف وأربعمائة دينار، ورجع ابن أبي سرح إلى مصر ولم يولّ على إفريقية أحدا، فلما قتل عثمان، رضي الله عنه، عزل عليّ، رضي الله عنه، ابن أبي سرح عن مصر وولّى محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مصر، فلم يوجّه إليها أحدا، فلما ولي معاوية بن أبي سفيان، وولى معاوية بن حديج السّكوني مصر، بعث في سنة 50 عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط الفهري، فغزاها وملكها المسلمون فاستقرّوا بها، واختطّ مدينة القيروان، كما نذكره في القيروان إن شاء الله تعالى، ولم تزل بعد ذلك في أيدي المسلمين، فوليها بعد عقبة بن نافع زهير بن قيس البلوي في سنة 69، فقتله الروم في أيام عبد الملك فوليها حسّان بن النعمان الغسّاني فعزل عنها، ووليها موسى بن نصير في أيام الوليد بن عبد الملك، ثم وليها محمد بن يزيد مولى قريش في أيام سليمان بن عبد الملك سنة 99، ثم وليها إسماعيل بن عبد الملك ابن عبد الله بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم من قبل عمر بن عبد العزيز، ثم وليها يزيد بن أبي مسلم مولى الحجّاج من قبل يزيد بن عبد الملك، ثم عزله وولّى بشر بن صفوان في أول سنة 103، ثم وليها عبيدة بن عبد الرحمن السلمي ابن أخي أبي الأعور السلمي، فقدمها في سنة 110 من قبل هشام بن عبد الملك، ثم عزله هشام وولّى مكانه عبيد الله بن الحبحاب مولى بني سلول، ثم عزله هشام في سنة 123 وولى كلثوم ابن عياض القشيري فقتله البربر، فولّى هشام حنظلة ابن صفوان الكلبي في سنة 124، ثم قام عبد الرحمن ابن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري وأخرج حنظلة عن إفريقية عنوة ووليها، وأثر بها آثارا حسنة، وغزا صقلية، وكان الأمر قد انتهى إلى مروان بن محمد فبعث إليه بعهده وأقرّه على أمره، وزالت دولة بني أميّة وعبد الرحمن أمير، وكتب إلى السفاح بطاعته، فلما ولي المنصور خلع طاعته، ثم قتله أخوه الياس بن حبيب غيلة في منزله وقام مقامه، ثم قتل الياس وولي حبيب بن عبد الرحمن فقتل، ثم تغلّب الخوارج حتى ولّى المنصور محمد.
ابن الأشعث الخزاعي فقدمها سنة 144، فجرت بينه وبين الخوارج حروب ففارقها ورجع إلى المنصور، فولّى المنصور الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة بن عبد الله بن عبّاد بن محرّث، وقيل: محارب بن سعد ابن حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم، فقدمها في جمادى الآخرة سنة 148، وجرت له حروب قتل في آخرها في شعبان سنة 150، وبلغ المنصور فولّى مكانه عمرو بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة أخا المهلّب المعروف بهزارمرد، فقدمها في صفر سنة 151، وكانت بينه وبين البربر وقائع قاتل فيها حتى قتل في منتصف ذي الحجة سنة 154، فولّاها المنصور يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب فصلحت البلاد بقدومه، ولم يزل عليها حتى مات المنصور والمهدي والهادي، ثم مات يزيد بن حاتم بالقيروان سنة 170 في أيام الرشيد، واستخلف ابنه داود بن يزيد بن حاتم، ثم ولّى الرشيد روح بن حاتم أخا يزيد، فقدمها وساسها أحسن سياسة حتى مات بالقيروان سنة 174، فولّى الرشيد نصر بن حبيب المهلّبي، ثم عزله وولّى الفضل بن روح بن حاتم، فقدمها في المحرم سنة 177، فقتله الخوارج سنة 178، فكانت عدّة من ولي من آل المهلّب ستة نفر في ثمان وعشرين سنة، ثم ولّى الرشيد هرثمة بن أعين فقدمها في سنة 179، ثم استعفى من ولايتها فأعفاه، وولّى محمد بن مقاتل العكّي فلم يستقم بها أمره فإنه أخرج منها، وولّى ابراهيم ابن الأغلب التميمي المقدم ذكره، فأقام بها إلى أن مات في شوال سنة 196، وولي ابنه عبد الله بن إبراهيم ومات بها ثم ولي أخوه زيادة الله بن إبراهيم في سنة 201 في أول أيام المأمون، ومات في رجب سنة 223، ثم ولي أخوه أبو عقال الأغلب بن ابراهيم، ثم مات سنة 226، فولي ابنه محمد بن الأغلب إلى أن مات في محرم سنة 242، فولي ابنه أبو القاسم إبراهيم بن محمد حتى مات في ذي القعدة سنة 249، فولي ابنه زيادة الله بن إبراهيم إلى أن مات سنة 250، فولي ابن أخيه محمد بن أحمد إلى أن مات سنة 261، فولي أخوه إبراهيم بن أحمد، وكان حسن السيرة شهما، فأقام واليا ثمانيا وعشرين سنة ثم مات في ذي القعدة سنة 289، فولي ابنه عبد الله بن إبراهيم بن أحمد فقتله ثلاثة من عبيده الصقالبة، فولي ابنه أبو نصر زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم، فدخل ابو عبد الله الشيعي فهرب منه إلى مصر، وهو آخرهم، في سنة 296، فكانت مدّة ولاية بني الأغلب على إفريقية مائة واثنتي عشرة سنة، وولي منهم أحد عشر ملكا، ثم انتقلت الدولة إلى بني عبيد الله العلوية، فوليها منهم المهدي والقائم والمنصور والمعز حتى ملك مصر، وانتقل إليها في سنة 362، واستمرت الخطبة لهم بإفريقية إلى سنة 407، ثم وليها بعد خروج المعز عنها يوسف الملقب بلكّين ابن زيري بن مناد الصّنهاجي باستخلاف المعز إلى أن مات في ذي الحجة سنة 373، ووليها ابنه المنصور إلى أن مات في شهر ربيع الأول سنة 386، ووليها ابنه باديس إلى أن مات في سلخ ذي القعدة سنة 406، ووليها ابنه المعز بن باديس وهو الذي أزال خطبة المصريين عن إفريقية، وخطب للقائم بالله وجاءته الخلعة من بغداد، وكاشف المستنصر الذي بمصر بخلع الطاعة، وذلك في سنة 435، وقتل من كان بإفريقية من شيعتهم فسلّط اليازوري وزير المستنصر العرب على إفريقية حتى خرّبوها، ومات المعزّ في سنة 453، وقد ملك سبعا وأربعين سنة، ووليها ابنه تميم ابن المعز إلى أن مات في رجب سنة 501، ووليها ابنه يحيى بن تميم حتى مات سنة 509، ووليها ابنه عليّ بن يحيى إلى أن مات سنة 515، ووليها ابنه الحسن بن عليّ، وفي أيامه أنفذ رجار صاحب صقلية من ملك المهدية فخرج الحسن منها ولحق بعبد المؤمن ابن عليّ، وملك الأفرنج بلاد إفريقية، وذلك في سنة 543، وانتقضت دولتهم، وقد ولي منهم تسعة ملوك في مائة سنة وإحدى وثمانين سنة، وملك الأفرنج إفريقية اثنتي عشرة سنة حتى قدمها عبد المؤمن فاستنقذها منهم في يوم عاشوراء سنة 555، وولّى عليها أبا عبد الله محمد بن فرج أحد أصحابه، ورتّب معه الحسن بن عليّ بن يحيى بن تميم وأقطعه قريتين ورجع إلى المغرب، وهي الآن بيد الولاة من قبل ولده، فهذا كاف من إفريقية وأمرها. وقد خرج منها من العلماء والأئمة والأدباء ما لا يحصى عددهم، منهم: أبو خالد عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي قاضيها، وهو أول مولود ولد في الإسلام بإفريقية، سمع أباه وأبا عبد الرحمن الحبكي وبكر ابن سوادة، روى عنه سفيان الثوري وعبد الله بن لهيعة وعبد الله بن وهب وغيرهم، تكلّموا فيه، قدم على أبي جعفر المنصور ببغداد، قال: كنت أطلب العلم مع أبي جعفر أمير المؤمنين قبل الخلافة فأدخلني يوما منزله فقدّم إليّ طعاما ومريقة من حبوب ليس فيها لحم، ثم قدّم إليّ زبيبا، ثم قال:
يا جارية عندك حلواء؟ قالت: لا، قال: ولا التمر؟
قالت: ولا التمر، فاستلقى ثم قرأ هذه الآية: عسى ربّكم أن يهلك عدوّكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون، قال: فلما ولي المنصور الخلافة أرسل إليّ فقدمت عليه فدخلت، والربيع قائم على رأسه، فاستدناني وقال: يا عبد الرحمن بلغني أنك كنت تفد إلى بني أمية؟ قلت: أجل، قال: فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم وكيف ما مررت به من أعمالنا حتى وصلت إلينا؟ قال: فقلت يا أمير المؤمنين رأيت أعمالا سيّئة وظلما فاشيا، وو الله يا أمير المؤمنين ما رأيت في سلطانهم شيئا من الجور والظّلم إلّا ورأيته في سلطانك، وكنت ظننته لبعد البلاد منك، فجعلت كلّما دنوت كان الأمر أعظم، أتذكر يا أمير المؤمنين يوم أدخلتني منزلك فقدّمت إليّ طعاما ومريقة من حبوب لم يكن فيها لحم ثم قدّمت زبيبا، ثم قلت: يا جارية عندك حلواء؟
قالت: لا، قلت: ولا التمر؟ قالت: ولا التمر، فاستلقيت ثم تلوت: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون؟ فقد والله أهلك عدوّك واستخلفك في الأرض، ما تعمل؟
قال: فنكّس رأسه طويلا ثم رفع رأسه إليّ وقال: كيف لي بالرجال؟ قلت: أليس عمر بن عبد العزيز كان يقول: إن الوالي بمنزلة السّوق يجلب إليها ما ينفق فيها، فإن كان برّا أتوه ببرّهم وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم؟ فأطرق طويلا، فأومأ إليّ الربيع أن أخرج، فخرجت وما عدت إليه، وتوفي عبد الرحمن سنة 156، وينسب إليها أيضا سحنون بن سعيد الإفريقي من فقهاء أصحاب مالك، جالس مالكا مدة وقدم بمذهبه إلى إفريقية فأظهره فيها، وتوفي سنة 240، وقيل:
سنة 241.

الشَّرْيُ

الشَّرْيُ:
بسكون الراء، نبت، وذات الشّري:
موضع معروف به في قول البريق الهذلي:
كأن عجوزي لم تلد غير واحد، ... وماتت بذات الشري وهي عقيم
وذو الشري: قريب من مكّة، يذكره عمر بن أبي ربيعة في شعره فقال في بعضه:
قرّبتني إلى قريبة عين ... يوم ذي الشّري والهوى مستعارا
وأرى اليوم، ما نأيت، طويلا، ... واللّيالي، إذا دنوت، قصارا

الرَّنْقَاء

الرَّنْقَاء:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه ثمّ قاف، وألف ممدودة، وهو تأنيث الرّنق، وهو الكدر: وهو موضع في بلاد بني عامر بن صعصعة، وقيل: الرّنقاء قاع لا ينبت شيئا بين دار خزاعة ودار سليم، وقال السكري في فسر قول القتّال:
عفت أجلى من أهلها فقليبها ... إلى الدّوم، فالرّنقاء قفرا كثيبها

الرنقاء: ماء لبني تيم الأدرم بن غالب بن فهر بن مالك من قريش، وهذه الأبيات بعد البيت المذكور:
وقد ينتحيني الخيل يوما فأنتحي ... كواعب أترابا مراضا قلوبها
بهنّ من الدّاء الذي أنا عارف، ... ولا يعرف الأدواء إلّا طبيبها
سمعت وأصحابي بذي النخل نازلا ... وقد يشعف النفس الشعاع حبيبها
دعاء بذي البردين من أمر طارق ... فيا عمرو! هل تــدنو لنا فنجيبها؟
وقال الأصمعي: في جبال مكّة جبل رنقاء هو المتصل بجبل نبهان إلى حائط عوف.

الرَّقيمُ

الرَّقيمُ:
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، وهو الذي جاء ذكره في القرآن، والرّقم والترقيم: تعجيم الكتاب ونقطة وتبين حروفه، وكتاب رقيم أي مرقوم، فعيل بمعنى مفعول، قال الشاعر:
سأرقم في الماء القراح إليكم، ... على بعدكم، إن كان للماء راقم
وبقرب البلقاء من أطراف الشام موضع يقال له الرقيم، يزعم بعضهم أن به أهل الكهف، والصحيح أنّهم ببلاد الروم كما نذكره، وهذا الرقيم أراد كثيّر بقوله، وكان يزيد بن عبد الملك ينزله، وقد ذكرته الشعراء:
أمير المؤمنين إليك نهوي ... على البخت الصّلادم والعجوم
إذا اتخذت وجوه القوم نصبا ... أجيج الواهجات من السّموم
فكم غادرن دونك من جهيض ... ومن نعل مطرّحة جذيم
يزرن، على تنائيه، يزيدا ... بأكناف الموقّر والرّقيم
تهنّئه الوفود إذا أتوه ... بنصر الله والملك العظيم
قال الفرّاء في قوله تعالى: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا من آياتِنا عَجَباً 18: 9، قالوا: هو لوح رصاص كتبت فيه أنسابهم وأسماؤهم ودينهم ومما هربوا، وقيل: الرقيم اسم القرية التي كانوا فيها، وقيل: إنّه اسم الجبل الذي فيه الكهف، وروى عكرمة عن ابن عبّاس، رضي الله عنه، أنّه قال: ما أدري ما الرقيم أكتاب أم بنيان، وروى غيره عن ابن عبّاس: أصحاب الرقيم سبعة، وأسماؤهم:
يمليخا، مكسملينا، مشلينا، مرطونس، دبريوس، سرابيون، افستطيوس، واسم كلبهم قطمير، واسم ملكهم دقيانوس، واسم مدينتهم التي خرجوا منها أفسس ورستاقها الرّسّ، واسم الكهف الرقيم، وكان فوقهم القبطيّ دون الكرديّ، وقد قيل غير ذلك في أسمائهم، والكهف المذكور الذي فيه أصحاب الكهف بين عمورية ونيقية، وبينه وبين طرسوس عشرة أيام أو أحد عشر يوما، وكان الواثق قد وجّه محمد بن موسى المنجّم إلى بلاد الرّوم للنظر إلى أصحاب الكهف والرقيم، قال: فوصلنا إلى بلد الروم فإذا هو جبل صغير قدر أسفله أقلّ من ألف ذراع وله سرب من وجه الأرض فتدخل السرب فتمرّ في خسف من الأرض مقدار ثلاثمائة خطوة فيخرجك إلى رواق في الجبل على أساطين منقورة وفيه عدّة أبيات، منها: بيت مرتفع العتبة مقدار قامة عليها باب حجارة فيه الموتى ورجل موكل بهم يحفظهم معه خصيّان، وإذا هو يحيدنا عن أن نراهم ونفتّشهم ويزعم أنّه لا يأمن أن يصيب من التمس ذلك آفة في بدنه، يريد التمويه ليدوم كسبه، فقلت: دعني أنظر إليهم وأنت بريء، فصعدت بمشقّة عظيمة غليظة مع غلام من غلماني فنظرت إليهم وإذا هم في مسوح شعر تتفتت في اليد، وإذا أجسادهم مطليّة بالصبر والمرّ والكافور ليحفظها، وإذا جلودهم لاصقة بعظامهم، غير أني أمررت يدي على صدر أحدهم فوجدت خشونة شعره وقوّة ثيابه، ثمّ أحضرنا المتوكّل بهم طعاما وسألنا أن نأكل منه، فلمّا أخذناه منه ذقناه وقد أنكرت أنفسنا وتهوّعنا وكأن الخبيث أراد قتلنا أو قتل بعضنا ليصحّ له ما كان يموّه به عند الملك أنّه فعل بنا هذا الفعل أصحاب الرقيم، فقلنا له: إنّا ظننا أنهم أحياء يشبهون الموتى وليس هؤلاء كذلك، فتركناه وانصرفنا، قال غيرهم: إن بالبلقاء بأرض العرب من نواحي دمشق موضعا يزعمون أنّه الكهف والرقيم قرب عمّان، وذكروا أن عمّان هي مدينة دقيانوس، وقيل: هي في أفسس من بلاد الروم قرب أبلستين، قيل: هي مدينة دقيانوس، وفي برّ الأندلس موضع يقال له جنان الورد به الكهف والرقيم، وبه قوم موتى لا يبلون كما ذكر أهلها، وقيل: إن طليطلة هي مدينة دقيانوس، وذكر عليّ ابن يحيى أنّه لما قفل من غزاته دخل ذلك الموضع فرآهم في مغارة يصعد إليها من الأرض بسلّم مقدار ثلاثمائة ذراع، قال: فرأيتهم ثلاثة عشر رجلا وفيهم غلام أمرد عليهم جباب صوف وأكسية صوف وعليهم خفاف ونعال، فتناولت شعرات من جبهة أحدهم فمددتها فما منعني منها شيء، والصحيح أن أصحاب الكهف سبعة وإنّما الروم زادوا الباقي من عظماء أهل دينهم وعالجوا أجسادهم بالصبر وغيره على ما عرفوه، وروي عن عبادة بن الصامت قال:
بعثني أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، سنة استخلف إلى ملك الروم أدعوه إلى الإسلام أو أوذنه بحرب، قال: فسرت حتى دخلت بلد الروم فلمّا دنوت إلى قسطنطينية لاح لنا جبل أحمر قيل
إن فيه أصحاب الكهف والرقيم، ودفعنا فيه إلى دير وسألنا أهل الدير عنهم فأوقفونا على سرب في الجبل، فقلنا لهم: إنّا نريد أن ننظر إليهم، فقالوا: أعطونا شيئا، فوهبنا لهم دينارا، فدخلوا ودخلنا معهم في ذلك السرب وكان عليه باب حديد ففتحوه فانتهينا إلى بيت عظيم محفور في الجبل فيه ثلاثة عشر رجلا مضطجعين على ظهورهم كأنهم رقود وعلى كل واحد منهم جبّة غبراء وكساء أغبر قد غطوا بها رؤوسهم إلى أرجلهم، فلم ندر ما ثيابهم أمن صوف أو وبر أم غير ذلك إلّا أنّها كانت أصلب من الديباج وإذا هي تقعقع من الصفاقة والجودة، ورأينا على أكثرهم خفافا إلى أنصاف سوقهم وبعضهم منتعلين بنعال مخصوفة، ولخفافهم ونعالهم من جودة الخرز ولين الجلود ما لم ير مثله، فكشفنا عن وجوههم رجلا بعد رجل فإذا بهم من ظهور الدم وصفاء الألوان كأفضل ما يكون للأحياء وإذا الشيب قد وخط بعضهم وبعضهم شبّان سود الشعور وبعضهم موفورة شعورهم وبعضهم مطمومة وهم على زي المسلمين، فانتهينا إلى آخرهم فإذا هو مضروب الوجه بالسيف وكأنّه في ذلك اليوم ضرب، فسألنا أولئك الذين أدخلونا إليهم عن حالهم فأخبرونا أنّهم يدخلون إليهم في كل يوم عيد لهم يجتمع أهل تلك البلاد من سائر المدن والقرى إلى باب هذا الكهف فنقيمهم أيّاما من غير أن يمسّهم أحد فننفض جبابهم وأكسيتهم من التراب ونقلّم أظافيرهم ونقصّ شواربهم ثمّ نضجعهم بعد ذلك على هيئتهم التي ترونها، فسألناهم من هم وما أمرهم ومنذ كم هم بذلك المكان، فذكروا أنّهم يجدون في كتبهم أنّهم بمكانهم ذلك من قبل مبعث المسيح، عليه السلام، بأربعمائة سنة وأنّهم كانوا أنبياء بعثوا بعصر واحد وأنّهم لا يعرفون من أمرهم شيئا غير هذا، قال عبد الله الفقير إليه: هذا ما نقلته من كتب الثقات، والله أعلم بصحته.

حُنَينٌ

حُنَينٌ:
يجوز أن يكون تصغير الحنان، وهو الرحمة، تصغير ترخيم، ويجوز أن يكون تصغير الحنّ، وهو حيّ من الجن، وقال السّهيلي: سمي بحنين بن قانية بن مهلائيل، قال: وأظنه من العماليق، حكاه عن أبي عبيد البكري، وهو اليوم الذي ذكره جلّ وعز في كتابه الكريم: وهو قريب من مكة، وقيل:
هو واد قبل الطائف، وقيل: واد بجنب ذي المجاز، وقال الواقدي: بينه وبين مكة ثلاث ليال، وقيل:
بينه وبين مكة بضعة عشر ميلا، وهو يذكر ويؤنث، فإن قصدت به البلد ذكّرته وصرفته كقوله عزّ وجل: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ 9: 25، وإن قصدت به البلدة والبقعة أنّثته ولم تصرفه كقول الشاعر:
نصروا نبيّهم وشدوا أزره ... بحنين، يوم تواكل الأبطال
وقال خديج بن العوجاء النصري:
ولما دنونا من حنين ومائه ... رأينا سوادا منكر اللون أخصفا
بملمومة عمياء لو قذفوا بها ... شماريخ من عروى، إذا عاد صفصفا
ولو أنّ قومي طاوعتني سراتهم، ... إذا ما لقينا العارض المتكشّفا
إذا ما لقينا جند آل محمد ... ثمانين ألفا، واستمدوا بخندفا
كأنه تصغير حنّ عليه إذا أشفق، وهي لغة في أحنى، موضع عند مكة يذكر مع الولج، وقال بشر بن أبي خازم:
لعمرك ما طلابك أمّ عمرو، ... ولا ذكراكها إلّا ولوع
أليس طلاب ما قد فات جهلا، ... وذكر المرء ما لا يستطيع؟
أجدّك ما تزال تحنّ همّا، ... وصحبي بين أرحلهم هجوع
وسائدهم مرافق يعملات، ... عليها دون أرجلها قطوع

حُلْوانُ

حُلْوانُ:
بالضم ثم السكون، والحلوان في اللغة الهبة، يقال: حلوت فلانا كذا مالا أحلوه حلوا وحلوانا إذا وهبت له شيئا على شيء يفعله غير الأجر، وفي الحديث: نهي عن حلوان الكاهن، والحلوان: أن يأخذ الرجل من مهر ابنته لنفسه. وحلوان في عدة مواضع: حلوان العراق، وهي في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد، وقيل: إنها سميت بحلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة كان بعض الملوك أقطعه إياها فسميت به.
وفي كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس: حلوان
طولها إحدى وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها أربع وثلاثون درجة، بيت حياتها أول درجة من الأسد، طالعها الذراع اليماني تحت عشر درج من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، وهي في الإقليم الرابع، وكانت مدينة كبيرة عامرة، قال أبو زيد: أما حلوان فإنها مدينة عامرة ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط وبغداد وسرّ من رأى أكبر منها، وأكثر ثمارها التين، وهي بقرب الجبل، وليس للعراق مدينة بقرب الجبل غيرها، وربما يسقط بها الثلج، وأما أعلى جبلها فإن الثلج يسقط به دائما، وهي وبئة ردية الماء وكبريتيته، ينبت الدفلى على مياهها، وبها رمان ليس في الدنيا مثله وتين في غاية من الجودة ويسمونه لجودته شاه انجير أي ملك التين، وحواليها عدة عيون كبريتية ينتفع بها من عدة أدواء.
وأما فتحها فإن المسلمين لما فرغوا من جلولاء ضمّ هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وكان عمه سعد قد سيّره على مقدمته إلى جرير بن عبد الله في خيل ورتبه بجلولاء، فنهض إلى حلوان فهرب يزدجرد إلى أصبهان وفتح جرير حلوان صلحا على أن كفّ عنهم وآمنهم على ديارهم وأموالهم ثم مضى نحو الدينور فلم يفتحها وفتح قرميسين على مثل ما فتح عليه حلوان وعاد إلى حلوان فأقام بها واليا إلى أن قدم عمار بن ياسر، فكتب إليه من الكوفة أن عمر قد أمره أن يمد به أبا موسى الأشعري بالأهواز، فسار حتى لحق بأبي موسى في سنة 19، قال الواقدي: بحلوان عقب لجرير بن عبد الله البجلي، وكان قد فتح حلوان في سنة 19، وفي كتاب سيف: في سنة 16، وقال القعقاع بن عمرو التميمي:
وهل تذكرون، إذ نزلنا وأنتم ... منازل كسرى، والأمور حوائل
فصرنا لكم ردءا بحلوان بعد ما ... نزلنا جميعا، والجميع نوازل
فنحن الأولى فزنا بحلوان بعد ما ... أرنّت، على كسرى، الإما والحلائل
وقال بعض المتأخرين يذم أهل حلوان:
ما إن رأيت جواميسا مقرّنة، ... إلا ذكرت ثناء عند حلوان
قوم، إذا ما أتى الأضياف دارهم ... لم ينزلوهم ودلوهم على الخان
وينسب إلى حلوان هذه خلق كثير من أهل العلم، منهم: أبو محمد الحسن بن عليّ الخلّال الحلواني، يروي عن يزيد بن هرون وعبد الرزاق وغيرهما، روى عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما، توفي سنة 242، وقال أعرابيّ:
تلفّتّ من حلوان، والدمع غالب، ... إلى روض نجد، أين حلوان من نجد؟
لحصباء نجد، حين يضربها الندى، ... ألذّ وأشفى للعليل من الورد
ألا ليت شعري! هل أناس بكيتهم ... لفقدهم هل يبكينّهم فقدي؟
أداوي ببرد الماء حرّ صبابة، ... وما للحشا والقلب غيرك من برد
وأما نخلتا حلوان فأول من ذكرهما في شعره فيما علمنا مطيع بن إياس الليثي، وكان من أهل فلسطين من أصحاب الحجاج بن يوسف، ذكر أبو الفرج عن أبي الحسن الأسدي حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه
عن سعيد بن سلم قال: أخبرني مطيع بن إياس أنه كان مع سلم بن قتيبة بالرّيّ، فلما خرج إبراهيم بن الحسن كتب إليه المنصور يأمره باستخلاف رجل على عمله والقدوم عليه في خاصته على البريد، قال مطيع ابن إياس: وكانت لي جارية يقال لها جوذابة كنت أحبّها، فأمرني سلم بالخروج معه فاضطررت إلى بيع الجارية فبعتها وندمت على ذلك بعد خروجي وتتبعتها نفسي، فنزلنا حلوان فجلست على العقبة أنتظر ثقلي وعنان دابتي في يدي وأنا مستند إلى نخلة على العقبة وإلى جانبها نخلة أخرى فتذكرت الجارية واشتقت إليها فأنشدت أقول:
أسعداني يا نخلتي حلوان، ... وابكياني من ريب هذا الزمان
واعلما أن ريبه لم يزل يف ... رق بين الألّاف والجيران
ولعمري، لو ذقتما ألم الفر ... قة أبكاكما الذي أبكاني
أسعداني، وأيقنا أن نحسا ... سوف يأتيكما فتفترقان
كم رمتني صروف هذي الليالي ... بفراق الأحباب والخلّان
غير أني لم تلق نفسي كما لا ... قيت من فرقة ابنة الدهقان
جارة لي بالريّ تذهب همّي، ... ويسلّي دنوّــها أحزاني
فجعتني الأيام، أغبط ما كن ... ت، بصدع للبين غير مدان
وبزعمي أن أصبحت لا تراها ال ... عين مني، وأصبحت لا تراني
وعن سعيد بن سلم عن مطيع قال: كانت لي بالرّيّ، جارية أيام مقامي بها مع سلم بن قتيبة، فكنت أتستر بها وأتعشق امرأة من بنات الدهاقين، وكنت نازلا إلى جنبها في دار لها، فلما خرجنا بعت الجارية وبقيت في نفسي علاقة من المرأة، فلما نزلنا بعقبة حلوان جلست مستندا إلى إحدى النخلتين اللتين على العقبة وقلت، وذكر الأبيات، فقال لي سلم: فيمن هذه الأبيات، أفي جاريتك؟ فاستحييت أن أصدقه فقلت:
نعم، فكتب من وقته إلى خليفته أن يبتاعها لي، فلم يلبث أن ورد كتابه بأني قد وجدتها وقد تداولها الرجال وقد بلغت خمسة آلاف درهم فإن أمرت أن أشتريها، فأخبرني بذلك سلم وقال: أيما أحب إليك هي أم خمسة آلاف درهم؟ فقلت: أما إن كانت قد تداولها الرجال فقد عزفت نفسي عنها، فأمر لي بخمسة آلاف درهم، فقلت: والله ما كان في نفسي منها شيء ولو كنت أحبها لم أبال إذا رجعت إلي بمن تداولها ولا أبالي لو ناكها أهل منى كلهم، وذكر المدائني أن المنصور اجتاز بنخلتي حلوان وكانت إحداهما على الطريق وكانت تضيّقه وتزدحم الأثقال عليه فأمر بقطعها، فأنشد قول مطيع:
واعلما إن بقيتما أن نحسا ... سوف يلقاكما فتفترقان
فقال: لا والله لا كنت ذلك النحس الذي يفرق بينهما! فانصرف وتركهما، وذكر أحمد بن إبراهيم عن أبيه عن جده إسمعيل بن داود أن المهدي قال:
أكثر الشعراء في ذكر نخلتي حلوان ولهممت بقطعهما فبلغ قولي المنصور فكتب إليّ: بلغني أنك هممت بقطع نخلتي حلوان ولا فائدة لك في قطعهما ولا ضرر عليك في بقائهما وأنا أعيذك بالله أن تكون النحس الذي يلقاهما فيفرق بينهما، يريد بيت مطيع، وعن أبي نمير عبد الله بن أيوب قال: لما خرج المهدي فصار بعقبة حلوان استطاب الموضع فتغدّى به ودعا بحسنة فقال لها: ما ترين طيب هذا الموضع! غنيني بحياتي حتى أشرب ههنا أقداحا، فأخذت محكّة كانت في يده فأوقعت على فخذه وغنته فقالت:
أيا نخلتي وادي بوانة حبّذا، ... إذا نام حرّاس النخيل، جناكما
فقال: أحسنت! لقد هممت بقطع هاتين النخلتين، يعني نخلتي حلوان، فمنعني منهما هذا الصوت، فقالت له حسنة: أعيذك بالله أن تكون النحس المفرق بينهما! وأنشدته بيت مطيع، فقال: أحسنت والله فيما فعلت إذ نبّهتني على هذا، والله لا أقطعهما أبدا ولأوكلن بهما من يحفظهما ويسقيهما أينما حييت! ثم أمر بأن يفعل ذلك، فلم تزالا في حياته على ما رسمه إلى أن مات، وذكر أحمد بن أبي طاهر عن عبد الله ابن أبي سعد عن محمد بن المفضل الهاشمي عن سلام الأبرش قال: لما خرج الرشيد إلى طوس هاج به الدم بحلوان فأشار عليه الطبيب بأكل جمّار، فأحضر دهقان حلوان وطلب منه، فأعلمه أن بلادهم ليس بها نخل ولكن على العقبة نخلتان، فأمر بقطع إحداهما، فلما نظر إلى النخلتين بعد أن انتهى إليهما فوجد إحداهما مقطوعة والأخرى قائمة وعلى القائمة مكتوب، وذكر البيت، فأعلم الرشيد وقال: لقد عز عليّ أن كنت نحسكما ولو كنت سمعت هذا البيت ما قطعت هذه النخلة ولو قتلني الدم، ومما قيل في نخلتي حلوان من الشعر قول حمّاد عجرد:
جعل الله سدرتي قصر شي ... رين فداء لنخلتي حلوان
جئت مستسعدا فلم تسع داني، ... ومطيع بكت له النخلتان
وروى حماد عن أبيه لبعض الشعراء في نخلتي حلوان:
أيها العاذلان لا تعذلاني، ... ودعاني من الملام دعاني
وابكيا لي، فإنني مستحقّ ... منكما بالبكاء أن تسعداني
إنني منكما بذلك أولى ... من مطيع بنخلتي حلوان
فهما تجهلان ما كان يشكو ... من هواه، وأنتما تعلمان
وقال فيهما أحمد بن إبراهيم الكاتب من قصيدة:
وكذاك الزمان ليس، وإن أل ... لف، يبقى عليه مؤتلفان
سلبت كفّه العزيز أخاه، ... ثم ثنّى بنخلتي حلوان
فكأنّ العزيز مذ كان فردا، ... وكأن لم تجاور النخلتان

وحلوان أَيضاً:
قرية من أعمال مصر، بينها وبين الفسطاط نحو فرسخين من جهة الصعيد مشرفة على النيل، وبها دير ذكر في الديرة، وكان أول من اختطها عبد العزيز بن مروان لما ولي مصر، وضرب بها الدنانير، وكان له كل يوم ألف جفنة للناس حول داره، ولذلك قال الشاعر:
كلّ يوم كأنه عيد أضحى ... عند عبد العزيز، أو يوم فطر
وله ألف جفنة مترعات، ... كلّ يوم، يمدّها ألف قدر
وكان قد وقع بمصر طاعون في سنة 70 وواليها عبد العزيز فخرج هاربا من مصر، فلما وصل حلوان هذه استحسن موضعها فبنى بها دورا وقصورا واستوطنها وزرع بها بساتين وغرس كروما ونخلا، فلذلك يقول عبيد الله بن قيس الرّقيّات:
سقيا لحلوان ذي الكروم، وما ... صنّف من تينه ومن عنبه
نخل مواقير بالقناء من ال ... برنيّ، يهتز ثم في سربه
أسود، سكانه الحمام، فما ... تنفكّ غربانه على رطبه
وقال سعد بن شريح مولى نجيب يهجو حفص بن الوليد الحضرمي والي مصر ويمدح زبّان بن عبد العزيز ابن مروان:
يا باعث الخيل، تردي في أعنّتها، ... من المقطّم في أكناف حلوان
لا زال بغضي ينمّى في صدوركم، ... إن كان ذلك من حيّ لزبّان

وحلوان أيضا:
بليدة بقوهستان نيسابور، وهي آخر حدود خراسان مما يلي أصبهان.

حُرَثُ

حُرَثُ:
بوزن عمر وزفر، يجوز أن يكون معدولا عن حارث وهو الكاسب، ذكر أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد عن السكن بن سعيد الجرموزي عن محمد بن عبّاد عن هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قال: كان ذو حرث الحميري وهو أبو عبد كلال مثوّب ذو حرث، وكان من أهل بيت الملك، وهو ذو حرث بن الحارث بن مالك بن غيدان بن حجر بن ذي رعين واسمه يريم بن زيد ابن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير صاحب صيد، ولم يملك ولم يعل وثابا ولم يلبس مصيرا، الوثاب: السرير، والمصير: التاج بلغة حمير، وكان سيّاحا يطوف في البلاد ومعه ذؤبان من ذؤبان اليمن يغير بهم فيأكل ويؤكل، فأوغل في بعض أيامه في بلاد اليمن فهجم على بلد أفيح كثير الرياض ذي أوداة ذات نخل وأغيال، فأمر أصحابه بالنزول وقال:
يا قوم إنّ لهذا البلد لشأنا وإنه ليرغب في مثله لما أرى من غياضه ورياضه وانفتاق أطرافه وتقاذف أرجائه ولا أرى أنيسا ولست برائم حتى أعرف لأيّة علّة تحامته الرّوّاد مع هذا الصيد الذي قد تجنبه الطّرّاد، ونزل وألقى بقاعه وأمر قنّاصه فبثّوا كلابه وصقوره، وأقبلت الكلاب تتبع الظباء والشاء من الصيران فلا تلبث أن ترجع كاسعة بأذنابها تضيء وتلوذ بأطراف القنّاص وكذلك الصّقور تحوم فإذا كسرت على صيد انثنت راجعة على ما والاها من الشجر فتكتّبت فيه، فعجب من ذلك وراعه، فقال له أصحابه: أبيت اللعن، إننا ممنوعون وإن لهذه الأرض جماعة من غير الإنس فارحل بنا عنها، فلجّ وأقسم بآلهته لا يريم حتى يعرف شأنها أو يخترم دون ذلك، فبات على تلك الحال فلما أصبح قال له أصحابه:
أبيت اللعن، إنا قد سمعنا ألوتك وأنفسنا دون نفسك فأذن لنا أن ننفض الأرض لنقف على ما آليت عليه، فأمرهم فتفرّقوا ثلاثا في رجالهم، وركب في ذوي النّجدة منهم وأمرهم أن تعشّوا بالإحلال، فإذا أمسوا شبّوا النار فخرج مشرّقا فآب وقد طفل العشيّ ولم يحسّ ركزا ولا أبّن أثرا، فلما أصبح في اليوم فعل فعله بالأمس وخرج مغرّبا فسار غير بعيد حتى هجم على عين عظيمة يطيف بها عرين وغاب وتكتنفها ثلاثة أنداد عظام، والأنداد جمع ندّ، وهو الأكمة لا تبلغ أن تكون جبلا، وإذا على شريعتها بيت رضيم بالصخر وحوله من مسوك الوحوش وعظامها كالتلال فهنّ بين رميم وصليب وغريض، فبينما هو كذلك إذ أبصر شخصا كجماء الفحل المقرم قد تجلل بشعره وذلاذله تنوس على عطفه وبيده سيف كاللجّة
الخضراء ونفصت عنه الخيل وأصرّت بآذانها ونفضت بأبوالها، قال: ونحن محرنجمون فنادينا وقلنا: من أنت؟ فأقبل يلاحظنا كالقرم الصّؤول ثم وثب كوثبة الفهد على أدنانا إليه فضربه ضربة قطّ عجز فرسه وثنّى بالفارس وجزله جزلتين، فقال القيل، يعني الملك: ليلحق فارسان برجالنا فليأتيا منهم بعشرين راميا فإنا مشفقون على فلت من هذا، فلم يلبث أن أقبلت الرجال ففرّقهم على الأنداد الثلاثة وقال: حشوه بالنبل فإن طلع عليكم فدهدهوا عليه الصخر وتحمل عليه الخيل من ورائه، ثم نزّقنا خيلنا للحملة عليه وإنها لتشمئز عنه، وأقبل يــدنو ويختل، وكلما خالطه سهم أمرّ عليه يده فكسره في لحمه، ثم درأ فارسا آخر فضربه فقطع فخذه بسرجه وما تحت السرج من فرسه، فصاح القيل بخيله:
افترقوا ثلاث فرق واحملوا عليه من أقطاره، ثم صاح به القيل: من أنت؟ ويلك! فقال بصوت كالرعد: أنا حرث لا أراع ولا أحاث ولا ألاع ولا أكرث، فمن أنت؟ فقال: أنا مثوّب، فقال: وإنك لهو! قال: نعم، فقهقر ثم قال: ام يوم انقضت ام مدة وبلغت نهايتها ام عدّة لك كانت هذه ام سرارة ممنوعة، هذه لغة لبعض اليمن يبدلون اللام وهو لام التعريف ميما، يريد اليوم انقضت المدّة وبلغت نهايتها العدّة لك كانت هذه السرارة ممنوعة، ثم جلس ينزع النبل من بدنه وألقى نفسه، فقال بعضنا للقيل: قد استسلم، فقال: كلا ولكنه قد اعترف، دعوه فإنه ميت، فقال: عهد عليكم لتحفرنني، فقال القيل: آكد عهد، ثم كبا لوجهه فأقبلنا إليه فإذا هو ميت، فأخذنا السيف فما أطاق أحد منّا أن يحمله على عاتقه، وأمر مثوّب فحفر له أخدود وألقيناه فيه، واتخذ مثوّب تلك الأرض منزلا وسماها حرث وهو ذو حرث، قال هشام: ووجدوا صخرة عظيمة على ندّ من تلك الندود مزبورا فيها بالمسند:
باسمك ام لهمّ إله من سلف ومن غبر إنك الملك ام كبّار ام خالق ام جبّار ملكنا هذه ام مدرة وحمى لنا أقطارها وأصبارها وأسرابها وحيطانها وعيونها وصيرانها إلى انتهاء عدّة وانقضاء مدّة ثم يظهر عليها ام غلام ذو ام باع ام رحب وام مضاء ام عضب فيتخذها معمرا أعصرا ثم تجوز كما بدت وكل مرتقب قريب ولا بد من فقدان ام موجود وخراب ام معمور وإلى فناء ممار ام أشياء، هلك عوار، وعاد عبد كلال، وهذا الخبر كما تراه عزوناه إلى من رواه، والله أعلم بصحته.

تُدمِيرُ

تُدمِيرُ:
بالضم ثم السكون، وكسر الميم، وياء ساكنة، وراء: كورة بالأندلس تتصل بأحواز كورة جيّان، وهي شرقي قرطبة، ولها معادن كثيرة ومعاقل ومدن ورساتيق تذكر في مواضعها، وبينها وبين قرطبة سبعة أيام للراكب القاصد، وتسير العساكر أربعة عشر يوما، وتجاور تدمير الجزيرتان وجزيرة يابسة قال أبو عبد الله محمد ابن الحدّاد الشاعر المفلق الأندلسي:
يا غائبا خطرات القلب محضره! ... الصبر بعدك شيء ليس أقدره
تركت قلبي وأشواقي تفطّره، ... ودمع عينيّ آماقي تقطّره
لو كنت تبصر في تدمير حالتنا، ... إذا لأشفقت مما كنت تبصره
فالنفس بعدك لا تخلو للذّتها ... والعيش بعدك لا يصفو مكدّره
أخفي اشتياقي وما أطويه من أسف ... على المريّة، والأشواق تظهره
وقال الأديب أبو الحسن عليّ بن جودي الأندلسي:
لقد هيّج النيران، يا أمّ مالك، ... بتدمير ذكرى ساعدتها المدامع
عشية لا أرجو لنأيك عندها ... ولا أنا إن تــدنو مع الليل طامع
وينسب إليها جماعة، منهم: أبو القاسم طيب بن هارون بن عبد الرحمن التدميري الكناني، مات بالأندلس سنة 328 وإبراهيم بن موسى بن جميل التدميري مولى بني أمية، رحل إلى العراق ولقي ابن أبي خيثمة وغيره، وأقام بمصر إلى أن مات بها في سنة ثلاثمائة، وكان من المكثرين.

بُوصِيرُ السِّدْر

بُوصِيرُ السِّدْر:
بليدة في كورة الجيزة. وبوصير دفــدنو: من كورة الفيوم. وبوصير بنا:
من كورة السمنودية، ولا أدري إلى أيها ينسب أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن عيسى الفقيه المالكي وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن صدقة البوصيري، مات سنة 519.

بَنَات نعش

(بَنَات نعش) سَبْعَة كواكب تشاهد جِهَة القطب الشمالي شبهت بحملة النعش وَجَاء فِي الشّعْر (بَنو نعش) قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي
(إِذا مَا بَنو نعش دنوا فتصوبوا ... )

الرُّنُوُّ

الرُّنُوُّ، كــدُنُوٍّ: إدامَةُ النَّظَرِ بسُكونِ الطَّرْفِ،
كالرَّنَا، ولَهْوٌ مع شَغْلِ قَلْبٍ وبَصَرٍ وغَلَبَةِ هَوًى.
والرَّنا: ما يُرْنَى إليه لحُسْنِه، وبالضم والمَدِّ: الصَّوْتُ، والطَّرَبُ. وأرْناهُ الحُسْنُ ورَنَّاهُ.
وهو رَنُوُّها، كعَدُوٍّ، أي: يَرْنو إلى حَدِيثِها، ويَعْجَبُ به.
ورَنَا: طَرِبَ.
وتُرْنَى، ككُبْرَى: الزانِيَةُ، ورَمْلَةٌ، ويُفْتَحُ.
والرَّنَوناةُ: الكاسُ الدائِمَةُ على الشُّرْبِ
ج: رنَوْنَيَاتٌ.
والتَّرْنِيَةُ: التَّطْريبُ، والغِناءُ، والحَنينُ.
ورَاناهُ: داراهُ.
والرَّنْوَةُ: اللَّحْمَةُ
ج: رَنَواتٌ.
وتَرَنَّى: أدامَ النَّظَرَ إلى مَحْبوبِه.

أدنى تَأمل

أدنى تَأمل: أَي أقل تبصر وأدون تفكر وَلَا يبعد أَن يكون مَعْنَاهُ أقرب تفكر وتبصر فعلى الأول لفظ أدنى مُشْتَقّ من الدناءة المهموزة. وعَلى الآخر مُشْتَقّ من الــدنو المنقوص.

طرو

طرو


طَرَا(n. ac. طُرُوّ)
a. Came from far.
ط ر و : طَرُوَ الشَّيْءُ بِالْوَاوِ وِزَانُ قَرُبَ فَهُوَ طَرِيٌّ أَيْ غَضٌّ بَيِّنُ الطَّرَاوَةِ وَطَرِيءَ بِالْهَمْزِ وِزَانُ تَعِبَ لُغَةٌ فَهُوَ طَرِئٌ بَيِّنُ الطَّرَاءَةِ وَطَرَأَ فُلَانٌ عَلَيْنَا يَطْرَأُ مَهْمُوزٌ بِفَتْحَتَيْنِ طُرُوءًا طَلَعَ فَهُوَ طَارِئٌ وَطَرَأَ الشَّيْءُ يَطْرَأُ أَيْضًا طُرْآنًا مَهْمُوزٌ حَصَلَ بَغْتَةً فَهُوَ طَارِئٌ وَأَطْرَيْتُ الْعَسَلَ بِالْيَاءِ إطْرَاءً عَقَدْتُهُ وَأَطْرَيْتُ فُلَانًا مَدَحْتُهُ بِأَحْسَنِ مَا فِيهِ وَقِيلَ بَالَغْتُ فِي مَدْحِهِ وَجَاوَزْتُ الْحَدَّ وَقَالَ السَّرَقُسْطِيّ فِي بَابِ الْهَمْزِ وَالْيَاءِ أَطْرَأْتُهُ مَدَحْتُهُ وَأَطْرَيْتُهُ أَثْنَيْتُ عَلَيْهِ. 
[ط ر و] طَرَاَ طَرْواً: أَتَي من مَكانٍ بَعيدٍ. وقالوا: الطَّرَي والثَّرى، فالطَّرَي: كُلُّ ما كانَ من غيرِ جِبِلَّةِ الأَرْضِ، وقِيلَ: الطَّرَي ما لا يُحْصَى عَدَدُه من صُنُوفِ الخَلْقٍ. وقد طَرُوَ الشُّيءُ، وطَرِيَ طَراوَةً، وطَراءةً وطَراةً - مِثُل حَصاةٍ - فهو طَرِيٌّ. وطَرَّاه: جَعَله طَرِيّا، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ -:

(قُلْتُ لطاهِينَا المُطَرِّي للِعَمَلْ ... )

(عَجِّلْ لنا هذا وأَلْحِقْنا بِذَالْ ... )

(بالشَّحْمَ إِنَّا قَد أَجِمْناه بَجَلْ ... )

وقد تَقَدَّمَ في الهَمْز. وأَطْرَي الرَّجًُلَ: أَحٍ سنَ الثَّناءَ عليه. وطَرَّي الطِّيب: فَتَقَه بأَخْلاطٍ، وخَلَّطَه، وكذلك طَرَّي الطَّعاَمَ. والإطْْرِيَةُ: ضَرْبٌ من الطَّعِامِ.وإنَّما قَضينا على ما لَم تَظَهَرْ فيه الواوُ من هذا البابِ بالواوِ لوِجُودِ (ط ر و) وعَدَمِ (ط ر ي) ولا تَلْتَفِتْ إلى ما تَقْلِبُه الكَسْرَةُ، فإنَّ ذلك غَيرُ حُجَّةٍ. واطرورى الرجل: اتخم وانتفخ جوفه
طرو
طرِيَ يَطرَى، اطْرَ، طَراءةً وطَراوةً، فهو طرِيّ
• طرِي الجلدُ: صار ليِّنًا غضًّا "طرِي الخبزُ/ ساقُ النَّبات- {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا} ". 

أطرى يُطرِي، أَطْرِ، إطراءً، فهو مُطْرٍ، والمفعول مُطْرًى
• أطرى المَلِكَ بالشِّعر: مدحه بأحسن ما فيه، بالغ في مدحه، أثنى عليه "أطرى المديرُ معاونيه في الشركة- أطرى صديقَه بحقّ- ملأت أذنيه عبارات الإطراء والمديح". 

طرَّى يُطرِّي، طَرِّ، تطرِيةً، فهو مُطَرٍّ، والمفعول مُطَرًّى
• طرَّى التمرَ: جعله ليِّنًا غضًّا "طرّى الخبزَ بوضعه على النار- طرّى اللحمَ: نقعه في الماء المالح أو الخل أو مادة معينة لتطريته". 

إطْراء [مفرد]: مصدر أطرى. 

تطرية [مفرد]: مصدر طرَّى. 

طَراءة [مفرد]: مصدر طرِيَ. 

طَراوة [مفرد]: مصدر طرِيَ ° طراوة الهواء: برودتُه. 

طرِيّ [مفرد]: ج طِرَاء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طرِيَ. 
طرو: طرو: بمعنى طرأ أي حدث فجأة. ومصدره طريان (فوك).
طَرَّى (بالتشيد) جعله طرياً، لين لدّن.
وطَرَّى اللحم: لّينه وجعله طرّياً (بوشر).
تطَرَّى: صار طِرّياً، غضاً (فوك).
تطَرَّى: برد، رطب، طِري، طرو (بوشر).
تطَرَّى: تجدَّد، تصلح، ترمَّم (يابن سميث 1207).
تطرَّى: تليَّن، لان، استرخى، تلدَّن (بوشر).
طَرىّ: يقال: جرح طريّ أي حديث دامٍ (الكالا) وقيه جَرْحَة طَرِيَّة أي جرحة حديثة دامية.
طَرَىّ: ليّن غضّ جديد. ويقال لحم طريّ وخبز.
طريَ (بوشر).
طَرِيّ: رخو، هشّ (بوشر).
طَرِيّ: رقيق، رهيف، ناعم، دقيق (بوشر).
طَرِيّ: جبان، خوَّاف (بوشر).
طَرِيّ: اسم أجاص أسود وبكر ففي ابن العوام (1: 342 وهذا صواب قراءتها وفقاً لمخطوطتنا التي فيها تنكر وهو خطأ صوابه يبكر): وهو أنواع منها أسود يبكر ويعرف بالطري وأسود مؤخّر جداً شتوي واسود دقيق الحب يعرف بالطري وهذا النص يحمل على الظن إنه يوجد نوعان من الأجاص الأسود يسمى كل منا بالطري. وفي هذه الحالة أرى إنه كان على المؤلف أن ينهي عبارته بكلمة أيضاً. غير أني أعتقد أن كلمة طري الثانية محّرفة. وقد ذكر ابن العوام بعد ذلك هذا الأجاص مرتين (1: 480 وتعليقه) وفي المطبوع منه المطري. غير أن في مخطوطتنا الطري.
طرية (؟): حرشف، خرشوف، كنكر، أرضي شوكي (ابن العوام 2: 302) (واقرأ فيه بعد ذلك كنجر بدل كجر) طِرِيَّان: انظرها في مادة: تا، را، يا.
طراوة: برودة، نداوة (همبرت ص166) وبرد لطيف (بوشر) ونضارة ففي الجويري (ص143 و): ومن يغسل وجهه بالماء البارد بعد خروجه من الحمام بقيت طراوة وجهه. (ألف ليلة برسل 3: 369).
طَرَاوَة: لين، لدونة، طراءة (بوشر).
طاري (عامية طار): عجيب، خارق، غير مألوف. ونفقة غير متوقعة (بوشر).
ومكسب طاري: ربح غير مشروع (بوشر).
طارى: عازف كمان في القرى للرقص. وشاعر يطوف البلاد منشداً شعره على آلة موسيقية (فوك)، ومعناها الأصلي: غريب، سندي (وهي كلمة ذكرها فوك في هذه المادة) ومعناها: غجري. وجمعها في فوك طرأ. (انظر لين مادة طارئ

طرو

1 طَرُوَ, [aor. ـْ (Ktr, S, Mgh, Msb, K,) and طَرِىَ, [aor. ـْ (Ktr, S, K,) inf. n. طَرَاوَةٌ (Ktr, S, Mgh, Msb, K) and طَرَآءَةٌ (S, K,) and طَرَاةٌ, (TA, and so in some copies of the S and of the K,) like حَصَاةٌ, (TA,) and طَرَآءٌ, (so in some copies of the K,) or طَرًا, (TA as from the K,) with the shortened alif, (TA,) [the last agreeable with analogy as inf. n. of طَرِىَ,] said of a thing, (Mgh, Msb,) or of flesh-meat, (Ktr, S,) It was, or became, fresh, juicy, or moist: (Ktr, S, Msb, K:) and طَرُؤَ signifies the same; (Mgh, Msb;) but طَرُوَ is more common. (TA in art. طرأ.) b2: And طَرِىَ signifies also تَجَدَّدَ [It became new; was newly made or done; or was renewed]. (TA.) A2: طَرَا, [aor. ـْ inf. n. طُرُوٌّ, (K,) or, as written in the M, طَرْوٌ, (TA,) He came from a distant place: (K:) you say طَرَا عَلَيْهِمْ he came, or, accord. to Lth, he came forth, upon them from a distant place: or, accord. to Az, he came upon them without their knowledge: it is a dial. var. of طَرَأَ [q. v.]. (TA.) b2: and طَرَا signifies also مَضَى [He went, or went away, &c.]. (TA.) b3: And طَرِىَ, aor. ـْ (IAar, K,) in which, accord. to the K, the last radical letter is ى, [not و changed into ى by reason of the kesreh before it,] but ISd says that there in no word of which the radical letters are ط and ر and ى, (TA,) He advanced, or came forward: or he passed, passed by, went, or went away. (IAar, K, * TA.) 2 طرّاهُ, inf. n. تَطْرِيَةٌ, He rendered it fresh, juicy, or moist. (K.) You say, طَرَّيْتُ الثَّوْبَ inf. n. as above, (S,) [app. meaning I refreshed, or I moistened, the garment, or piece of cloth.] b2: And طرّى, (K,) inf. n. as above, (TA,) He rendered perfume fragrant [as though he refreshed it] by admixtures; (K, TA;) and aloes-wood with [other] perfume, or ambergris, or some other thing: (Az, TA:) and in like manner, food, (K, TA,) by mixing it with aromatics. (TA.) b3: And He plastered, or coated, a building with clay, or mud: of the dial. of Mekkeh. (Z, TA.) 4 اطراهُ He praised him; thus in the S, and in like manner expl. by Zbd and IKtt; (TA;) and thus اطرأهُ [with ء] is expl. by Es-Sarakustee: (Msb:) he eulogized, or commended, him; (K;) thus in the M; (TA;) and thus it is expl. by Es-Sarakustee: (Msb:) or he praised him renewing the mention of him: (Er-Rághib, TA:) or he praised him exceedingly: (AA, TA:) or he praised him for the best of the qualities that he possessed; (Msb, TA;) thus expl. by IF, and in like manner by Z: (TA:) or he praised him for that which was not in him: (Az, TA:) or he praised him greatly, or extravagantly; exceeded the just, or usual, bounds in praising him: (Msb:) or, accord. to Hr and IAth, he exceeded the just, or usual bounds in praising him, and lied therein. (TA.) b2: And اطرى العَسَلَ He made the honey to thicken, or coagulate. (S, Msb, TA.) 12 اِطْرَوْرَى, (K, TA,) inf. n. اِطْرِيرَآءٌ, (TA,) He suffered from indigestion, or heaviness of the stomach, (K, TA,) in consequence of much eating, (TA,) and became inflated in his belly: (K, TA:) and so اِظْرَوْرَى: thus correctly; but mentioned by J and IKtt as with ض. (TA.) [See also Q. Q. 3 in art. طر.]

الطَّرَا [without the article طَرًا] What is not of the nature of the earth; (K;) or whatever is upon the surface of the earth, of such things as are not of the nature of the earth, consisting of pebbles; or small pebbles; [and the like;] and dust and the like: (TA:) and, (K, TA,) as some say, (TA,) the sorts of created things whereof the number cannot be reckoned; (K, TA;) or any created things whereof the number and the sorts cannot be reckoned. (TA.) One says, هُمْ أَكْثَرُ مِنَ الطَّرَى وَالثَّرَى [or الطَّرَا والَثَّرَا i. e. They are more in number, or quantity, than the pebbles, &c., and than the moist earth]. (TA.) طَرِىٌّ Fresh, juicy, or moist: (S, Msb, K, TA:) and طَرِىْءٌ is a dial. var. thereof. (Msb.) It is expl. as meaning thus in the Kur [xvi. 44 and] xxxv. 13 [as an epithet applied to the flesh of fish]. (TA.) And الطَّرِيَّانِ [used as a subst.] means Fish and fresh ripe dates. (A, TA.) b2: Also Strange, or a stranger; syn. غَرِيبٌ: and AA has mentioned ↓ رَجُلٌ طَارِىٌّ, [said to be] with teshdeed, [otherwise I should think it might be a mistranscription for طَارِئٌ,] as meaning a man that is a stranger. (TA.) طِرِيَّانٌ, with two kesrehs, and with the ى musheddedeh, The خِوَان [or table] upon which one eats; thus accord. to ISk: or, accord. to IAar, the طَبَق [i. e. dish, or plate]: occurring in a trad.; as some relate it, thus; and as others relate it, طِرِّيَان, with the ر musheddedeh, like صِلِّيَان; [and thus it is mentioned in the O and K in art. طر;] but Fr says that this latter is of the dial. of the vulgar. (TA.) طَارِىٌّ: see طَرِىٌّ.

إِطْرِيَةٌ A sort of food, called in Pers\. لَا خِشَهْ; (S;) [i. e.] a certain food, like threads, made of flour; (K, TA;) an explanation necessarily implying that it is what is called in Egypt غَزْلُ البَنَاتِ: accord. to Sh, a thing made of softened starch; and said by Lth to be a food made by the people of Syria; a word having no n. un.; and what these two say indicates that it is what is called كُنَافَة: Lth and Z mention the word as pronounced also with fet-h; but Az says that the pronunciation with fet-h is incorrect. (TA.) أُطْرُوَانٌ The first stage, and the quickness, (غُلَوَآء, in the CK [erroneously] غُلُوّ,) of youth: (K, TA:) like عُنْفُوَانٌ in measure and in meaning. (TA.) One says also, ↓ لِكُلِّ شَىْءٍ أُطْرُوَانِيَّةٌ i. e. [To everything there is] a state of youthfulness. (TA.) أُطْرُوَانِيَّةٌ: see what next precedes.

عُودٌ مُطَرًّى [Aloes-wood] such as is termed مُطَيَّرٌ, with which one fumigates himself: (S, TA:) and أَلْوَةٌ مُطَرَّاةٌ [signifies the same, i. e. aloes-wood] rendered fragrant [as though refreshed] by the admixture of [other] perfume, or of ambergris, or some other thing: المُطَرَّاةُ is said by Lth to mean a sort of perfume. (TA.) And غِسْلَةٌ مُطَرَّاةٌ A preparation for washing the head or hand, compounded with aromatics. (S, TA.) b2: and one says, هُوَ مُطَرًّى فِى نَفْسِهِ, meaning مُتَجَبِّرٌ [i. e. (assumed tropical:) He is restored to a good state, or condition, of body, or of property]. (TA.)
باب الطاء والراء و (وا يء) معهما ط ر و، ط ور، وط ر، ور ط، ط ي ر، ر ي ط، ط رء، ء ط ر، ر ط امستعملات

طرو: الطَّراوة: مصدر الشّيء الطريّ.. طَرِيَ يَطْرَى طَراوةً وطَراءَةً. وقلّما يُستَعمل، لأنّه ليس بحادث. وأَطْرَى فلانٌ فلاناً: مَدَحَهُ باحسن ما يَقْدِر عليه. والمُطَرّاةُ: ضَرْبٌ من الطيب و [يقال] : عُودٌ مُطَرّى. والطَّرا: يُكَثَّرُ به العَدَد، يُقال: هم أكْثرُ من الطَّرا والثَّرى. ويقال: الطّرا في هذه الكلمة: كلّ شيء من الخَلْق لا يُحْصَى عدده وأصنافه. وفي أَحَد القَوْلَيْن: كلُّ شَيْءٍ على وَجْهِ الأَرْض، ممّا ليس من جِبِلَّة الأَرْض من التُّراب والحَصَى ونحوه فهو الطَّرا. والأُطريةُ: طعامٌ يَتَّخِذُه أهلُ الشّام لَيْس له واحدٌ، وبَعْضُهم يكسِرُ الأَلِفَ فيقول: إِطْرية ... مثل: زِبنِية. طور: الطُّورُ: جَبَلٌ مَعرُوفٌ. رجلٌ طُوريُّ وطُورانيّ. والطَّوْر: التّارةُ، [يقال] طَوْراً بَعْدَ طَوْر، أي: تارةً بعد تارةٍ. والنّاسُ أطوارٌ، أي: أَصْنافٌ، على حالاتٍ شَتَّى، قال:

والمَرْءُ يُخْلَقُ طَوْراً بعد أَطْوارِ

والطَّوار: ما كان على حَذْو الشَّيء أو بحِذائه. [يقال] : هذه الدّارُ على طَوارِ هذه الدّار، أي: حائِطُها مُتَّصِل بحائطها على نَسَقٍ واحد. و [نقول] : معه حَبلٌ بطَوار هذا الحائط، أي: بطُوله. وطار فلان يَطُورُ طَوراً، أي: كَأَنَّه يَحُومُ حَوالَيه ويَــدْنُو منه.

وطر: الوَطَرُ: كلُّ حاجةٍ كان لصاحبها فيها همّة فهي وَطَرُهُ. ولم أسْمَعْ لها فِعْلا أكثر من قَوْلهم: قَضَيتُ وَطَري، [أي: حاجتي، وجمعُ الوَطَرِ: أَوْطارٌ] .

ورط: الوِراطُ: الخديعةُ في الغَنَم، وهو أنْ يَجْمَعَ بين مُتَفَرِّقٍ أو يُفَرِّقَ بين مُجْتَمعٍ. والوَرْطةُ: بليّةٌ يَقَعُ فيها الإنسانُ. أورطه يورطه إيراطا. طير: الطَّيْر: اسمٌ جامِعٌ مؤنث. الواحد: طائر، وقلّما يقال للأنثى: طائرة. والطِّيَرةُ: مصدرُ قولك: اطَّيَّرْتُ، أي: تَطَيَّرْتُ، والطِّيرةُ لغة، ولَمْ اسمع في مَصادِر افتعل على فِعله غير الطِّيرة والخِيرة، كقولك: اخْتَرْتُهُ خِيرةً، نادرتان . ويجمع الطَّير على أطيار جمع الجمع. وطائر الإنسانِ: عمله الذّي قُلِّده في قوله تعالى: وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ . والطّائر: من الزّجْر في التَّشؤُم والتّسَعُّد. وزجر فلانٌ الطَّير فقال: كذا وكذا، أو صنع كذا وكذا، جامع لكلّ ما يَسْنَحُ لك من الطّير وغيره. والطَّيَرانُ: مصدر طار يَطيرُ. والتَّطايُرُ: التَّفَرُّقُ والذَّهابُ، وقول الله تبارك اسْمُهُ: قالُوا: اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ

، أي: هرّبناهم وأنجيناهم. والمُطَيَّرُ من البرود والثّياب: ما صُوِّر فيه صُوَر الطيور نسجا وغيره. ويُقال: فَجْرٌ مُستطير، [إذا انتشر ضوؤه في الأفق] . وغبارٌ مُستَطار [إذا انتشر في الهواء] . هذا كلامُ العَرَب، وقيل: يجوز: [أَنْ يُقالَ] : غبارٌ مُسْتَطير، يعني: منتصب،

وفي الحديث: إذا رأيتم الفَجْرَ المُستَطيل فكُلُوا ولا تُصَلُّوا، وإذا رأيتُمُ الفَجْرَ المُسْتَطِير فلا تَأْكُلُوا وصَلُّوا

، يعني بالمُسْتَطير: المعترض في الأفق. ويُقالُ: كَلبٌ مستطير، كما يقال للفَحل: هائج. وفرسٌ مُسْتَطار، أي: حَديدُ الفُؤادِ، ماضٍ طيّار.

ريط: الرَّيطةُ: مُلاءةٌ لَيْسَتْ بلِفْقَيْن: كلها نَسْجٌ واحدٌ، وجَمعُها: رِياط.

طرأ: طرأ فُلانٌ علينا يَطْرَأُ طُرُوءاً، أي: خرج علينا مُفاجَأَة من مكانٍ بعيد، ومنه اشْتُقَّ الطُّرْآنيُّ. وطَرَآنْ: جَبَلٌ فيه حَمامٌ كَثِيرٌ، إليه يُنْسَبُ الحَمامُ الطُّرْآنّي، والعامَّةُ تُسَمِّيها: الطُّورانيّة غَلَطاً.

أطر: الأَطْرُ: عَوْجُكَ الشَّيْءَ تَقْبِضُ على أَحَد طَرَفَيْهِ ثمّ تأطِرُه فيتأطَّرُ، قال العجّاج:  نَضْرِبُ بالسَّيف إذا الرُّمحُ انأَطَرْ

وأَطَرْتُ الشَّيء: عَطَفْته، وكلُّ شيءٍ عَطَفته فقد أَطَرْته أَطْرأ. والأُطْرَةُ: عَقَبةٌ تُلْوَى على ريش السَّهْم، وفي كلّ مَوْضع يُشَدُّ فهو: أُطرة، بعد ألاّ يكونَ جِلازاً . والإطار إطارُ الدُّفِّ، وإطارُ المُنخُل، وإطارُ الفم وهو الحيد الشاخص ما بين مِقَصّ الشّارب وطَرَفِ الشَّفَة المحيط بالفم، وإطارُ البَيْت: كالمِنطَقة حَوْل البيت. والإطار: قُضبان الكَرْم، يَلْوَى للتّعريش، وكلّ شيء محيط بالشَّيء فهو إطار له، والتَّأطُّر: لزوم المرأة لبيتها حتى لا تبرح، قال :

تأطَّرْنَ حتّى قلتُ لَسْنَ بوارحاً ... وذُبْنَ كما ذابَ السَّديفُ المُسَرْهَدُ

رطا: الأرطاة: شجرةٌ تُسمّيها العجم (سنجد) ، والجميعُ: الأرطى.

مأَد

مأَد
: ( {مَأَدَ النَّبَاتُ، كمَنَع) ،} يَمَأَدُ {مَأْداً (: اهْتَزَّ وتَرَوَّى وجَرَى فِيهِ الماءُ) ، وَيُقَال للغُصْن إِذا كَانَ نَاعِماً يَهْتَزّ: هُوَ} يَمْأَدُ مَأْداً حَسَناً. (و) قيل: {مَأَدَ النبَاتُ والشَّجرُ (: تَنَعَّمَ ولاَنَ، و) قد (} أَمَأَده الرِّيُّ) والرَّبِيعُ، {ومَأَدَ العُودُ} يَمْأَدُ {مَأْداً، إِذا امْتَلأَ مِنَ الرِّيِّ فِي أَوِّل مَا يَجْرِي الماءُ فِي العُودِ، فَلَا يَزال} مائِداً مَا كَانَ رَطْباً.
(ورَجُلٌ) {مَأْدٌ} ويَمْؤُودٌ (وغُصْنٌ {مَأْدٌ} ويَمْؤُودٌ) : ناعِمٌ، وَهِي {مَأْدَةٌ} ويَمْؤُودَةٌ: شابَّةً ناعِمَةٌ. وَيُقَال للجارِية: إِنها {المَأْدَةُ الشَّبَابِ (وَهِي} يَمْؤُودٌ {ويَمْؤُودة. و) قيل: (} المَأْدُ: الناعِمُ من كُلِّ شيْءٍ) ، وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ:
{مَادُ الشَّبَابِ عَيْشَها المُخَرْفَجَا
غير مهموزٍ (و) } المَأْدُ (: النَّزُّ) الَّذِي يَظْهَرُ فِي الأَرْض (قَبْلَ أَنْ يَنْبَعَ) ، شامِيَّةٌ.
( {ويَمُؤود: بئرٌ) ، قَالَ الشَّمَّاخ:
غَدَوْنَ لَهَا صُعْرَ الخُدُودِ كَمَا غَدَتْ
عَلَى مَاءِ} يَمْؤودَ الدِّلاءُ النَّوَاهِزُ
(أَو) هُوَ اسْم (ع) ، قَالَه الجوهَرِيّ، وأَنشد للشَّمَّاخ:
فَظَلَّت {بِيَمُؤُودٍ كَأَنَّ عُيُونَها
إِلى الشَّمْسِ هَلْ يَــدْنُو رُكِيٌّ نَوَاكِزُ
وَقَالَ زُهَيْر:
كَأَنَّ سَحِيلَهُ فِي كُلِّ فَجْرٍ
عَلَى أَحْسَاءِ} يَمْؤودٍ دُعَاءُ
قَالَ ابنِ سِيدَه فِي قولِ الشَمَّاخ:
عَلَى مَاءِ! يَمْؤودَ الدِّلاَءُ النَّواهِزُ
قَالَ: جعلَه اسْماً للبِئرِ فَلم يَصْرِفْه، قَالَ: وَقد يجوز أَن يُريد الموضِعَ وتَرك صَرْفهَ، لأَنه عنَى بِهِ البُقْعَةَ أَو الشَّبَكَةَ، قَالَ، أَعْنِي بالشَّبَكَةِ الآبارِ المُقْتَرِبَةَ بَعْضُهَا من بعضٍ.
( {وامْتَأَدَ) فلانٌ (خَيْراً) أَي (كَسَبَهُ) .
(وجَارِيَةٌ} مَأْدَة) شَابَّة (ناعِمَةٌ) ، {كَيَمُؤْودَةٍ.
(} والمَئِيدُ) كأَميرًّ، (: الناعِمُ) من الأَغصانِ {كالمائِدِ.
وغُصْن} مَأْدٌ: لَيِّنٌ ناعمٌ، وكذالك النَّبَاتُ، قَالَ الأَصمعيُّ: قيل لبعْضِ العَرب: أَصِبْ لنَا مَوْضِعاً. فَقَالَ رائدُهُم: وَجدْتُ مَكَانا ثَأْداً {مَأْداً.} ومَأْدُ الشَّبابِ: نَعْمَتُه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
غُصُونٌ مِيدٌ.
{المُمْأَدُ. كمُكْرَمٍ: المُرْتَوِي من النَّبَاتِ.
وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
ومَاكِدٍ} يَمْأَدُه مِنْ بَحْرهِ
يَضْفُو ويُبْدِي تَارَةً عَنْ قَعْرِهِ
فسَّرُوه وَقَالُوا:! يَمْأَدُه: يَأْخُذُه فِي ذالك الوَقْت.

صحّح

صحّح
: ( {الصُّحُّ، بالضّمّ،} والصِّحَّةُ، بِالْكَسْرِ) ، وَقد وَردتْ مصادرُ على فُعْلٍ، وفِعْلَةٍ، بِالْكَسْرِ، فِي أَلفاظ هاذا مِنْهَا، وكالقُلّ والقِلَّة، والذُّلّ والذِّلّة؛ قَالَه شَيخنَا، ( {والصَّحَاحُ، بِالْفَتْح) ، الثّلاثة بمعنَى (ذَهَاب المَرَضِ) . وَقد} صَحَّ فُلانٌ من عِلَّتِه، (و) هُوَ أَيضاً (البَرَاءَةُ من كلِّ عَيْبٍ) ورَبْبٍ. وحكَى ابنُ دُريد عَن أَبي عُبَيْدَةَ: كَانَ ذالك فِي صُحِّه وسُقْمِه. قَالَ: وَمن كَلَامهم: مَا أَقْرَبَ الصَّحَاحَ من السَّقَم.
وَقد ( {صَحَّ} يَصِحّ) {صِحَّةً، (فَهُوَ} صَحِيحٌ، {وصَحَاحٌ) . بالفَتْح.} وصَحِيحُ الأَدِيمِ، {وصَحَاحُ الأَديمِ: بمَعْنًى، أَي غيرُ مقطوعٍ. وَفِي الحَدِيث: (يُقَاسِم ابنُ آدَمَ أَهلَ النَّارِ قِسْمةً} صَحَاحاً) ، يَعْنِي قابيلَ الّذِي قَتَلَ أَخاه هابيلَ، يَعْنِي أَنه يُقاسِمهم قِسْمَةً {صَحيحةً، فَلهُ نِصْفُها وَلَهُم نِصْفُها.} الصَّحَاحُ، بِالْفَتْح: بمنَى {الصَّحيحِ. يُقَال: دِرْهَمٌ} صَحِيحٌ {وصَحَاحٌ، وَيجوز أَن يكون الضّمّ كطُوَالٍ فِي طَويل، وَمِنْهُم من يرويهِ بِالْكَسْرِ، وَلَا وَجْهَ لَهُ.
ورَجُلٌ} صَحَاحٌ {وصَحِيحٌ، (من قومٍ} صِحَاحٍ) بِالْكَسْرِ، ( {وأَصِحّاءَ) ، فيهمَا، وامرأَةٌ} صَحِيحةٌ، من نِسْوَةِ {صِحَاحٍ (وصَحَائِحَ) .
(} وأَصَحَّ) الرَّجلُ فَهُوَ {صَحِيحٌ: (} صَحَّ أَهلُه وماشِيَتُه) ، {صَحِيحاً كَانَ هُوَ أَو مَريضاً.} وأَصَحَّ القَومُ، وهم مُصِحّون، إِذا كانتْ قد أَصَابتْ أَموالَهم عاهةٌ ثمَّ ارتفعتْ. وَفِي الحَدِيث: (لَا يُورِد المُمْرِض على {المُصِحّ) . أَي لَا يُورِدُ مَنْ إِبلُه مَرْضَى على مَنْ إِبلُه صِحَاحٌ، وَلَا يَسقيها مَعهَا، كأَنّه كَره ذالك أَنْ يَظْهَرَ بمالِ المُصِحِّ مَا ظَهَرَ بِمَال المُمْرِض فَيظُنَّ أَنّهَا أَعْدَتْهَا فيأْثَمَ بذالك. وَقد قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا عَدْوَى) .
(و) أَصَحَّ (اللَّهُ تَعالَى فُلاناً) وصَحَّحه: (أَزالَ مَرَضَه) .
(و) وَرَدَ فِي بعضِ الْآثَار: (الصَّوْمُ} مَصَحَّةٌ) ، بِالْفَتْح، (ويُكْسَر الصّادُ) وَالْفَتْح أَعْلَى، (أَي {يُصَحّ بِهِ) مَبنيًّا للْمَجْهُول. وَفِي (اللِّسَان) : أَي} يُصَحّ عَلَيْهِ، هُوَ مَفْعَلَةٌ من {الصِّحَّةِ: العافيةِ. وَهُوَ كَقَوْلِه فِي الحَدِيث الآخَر: (صُومُوا} تَصِحّوا) . والسَّفَر أَيضاً مَصَحَّة.
( {والصَّحْصَح} والصَّحْصاحُ {والصَّحْصَحَانُ) ، كلّه (: مَا اسْتَوَى من الأَرْضِ) وجَرِدَ، والجَمْعُ ا} لصَّحاصِحُ. {والصَّحْصَحُ: الأَرْضُ الجَرداءُ المُسْتويةِ ذاتُ حَصًى صِغارٍ. ونثل شَيخنَا عَن السُّهيليّ فِي الرَّوْضٌ:} الصَّحْصَحُ: الأَرْضُ المَلْسَاءُ. انتهَى. وأَرض {صَحاصِحُ} وصَحْصَحانٌ: لَيْسَ بهَا شَيءٌ وَلَا شَجرٌ وَلَا قَرَارٌ للماءِ. قَالَ أَبو مَنْصُور: وقَلَّما تكون إِلا فِي سَنَدِ وَاد أَو جَبَلٍ قريبٍ من سَنَدِ وَاد، قَالَ: والصّحراءُ أَشَدُّ اسْتِوَاءً مِنْهَا، قَالَ الرّاجز:
تَراه {بالصَّحاصِحِ السَّمالقِ
كالسَّيفِ من جَفْنِ السِّلاحِ الدّالقِ
وَقَالَ آخر:
وَكم قَطَعْنا من نِصَابِ عَرْفَجِ
} وصَحْصَحانٍ قُذُفٍ مُخَرَّجِ
بِهِ الرَّاذَايَا كالسَّفِينِ المُخْرَجِ
ونِصَابُ العَرْفَج: ناحِيَته. والقُذُفُ: الّتي لَا مَرْتَعَ بهَا. والمُخرَّجُ: الّذي لم يُصِبْه مَطرٌ، أَرضٌ مُخرَّجَةٌ. فشَبَّه شُخوصَ الإِبلِ الحَسْرَى بشُخُوصِ السُّفن. وأَمّا شَاهد {الصحصاح فَقَوله:
حيثُ ارْثَعَنّ الوَدْقُ فِي الصَّحْصاحِ
وَفِي حَدِيث جُهَيش: (وكائِنْ قَطَعْنا إِليك من كَذَا وَكَذَا وتَنوفة} صَحْصَحٍ) . وَفِي حَدِيث ابْن الزُّبير، لمّا أَتاه قتلُ الضَّحّاك، قَالَ: (إِن ثَعْلَبَ بنَ ثعلبٍ حَفَرَ {بالصَّحْصَحةِ فأَخطَأَت اسْتُه الحُفْرَةَ) .
(} وصَحَاحُ الطّريقِ، بِالْفَتْح: مَا اشْتَدّ مِنْهُ وَلم يَسْهُل) وَلم يُوطَأْ، قَالَ ابْن مُقْبِل يَصف نَاقَة:
إِذا واجَهَتُ وَجْهَ الطّريقِ تَيَمَّمتْ
{صَحَاحَ الطَّرِيقِ عِزَّةً أَنْ تَسَهَّلاَ
(} وصَحْصَحَ الأَمْرُ: تَبَيَّنَ) ، مثل حَصْحَصَ.
( {والمُصَحْصِحُ) ، بالضّمّ: الرّجل (الصّحيحُ المَوَدَّةِ. و) من المَجاز:} المُصَحْصِحُ: (مَنْ يأْتي بالأَباطيل) .
( {وصَحْصحٌ: ع بالبَحْرَيْن. و) } صَحْصَحٌ: (والدُ مُحْرِزٍ أَحدِ بني تَيْمِ اللَّهِ بنِ ثَعْلَبَةَ) بنِ عُكابَةَ بنِ صَعْبِ بنِ عليِّ بنِ بكرِ بنِ وائِل. (و) صَحْصَحٌ: (أَبو قَوْم من تَيْم. و) صَحْصَحٌ: (أَبو قَوْمٍ من طَيِّءٍ) .
(! والصَّحْصَحانُ: ع) شَديدُ البَرْدِ (بَين حَلَبَ وتَدْمُرَ) . (والصَّحيح: فَرَسٌ لأَسَدِ بنِ الرَّهِيص الطّائيّ) صاحِبِ الوقَائِعِ الْمَشْهُورَة.
(و) يُقَال: (رَجلٌ {صُحْصُحٌ} وصُحْصُوحٌ، بضمّهما) ، إِذا كَانَ (يَتَتَبَّع دَقَائقَ الأُمورِ فيُحْصِيها ويَعْلَمُها) .
(و) من الْمجَاز: (التُّرَّهَاتُ {الصَّحاصِحُ) لَا سَدائدَ وَلَا صَحائِح: أَي أَباطِيل لَا أَصْلَ لَهَا، (و) مثله (بالإِضافَة) أَيضاً. وَكَذَلِكَ التُّرَّهاتُ البَسابِسُ، و (مَعْنَاه الباطِل) . وهما بالإِضافَة أَجْوَد. قَالَ البن مُقْبِل:
وَمَا ذِكْرُه دَهْمَاءَ بعدَ مَزَارِهَا
بِنَجْرَانَ إِلاَّ التُّرَّهاتُ} الصَّحاصِحُ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{اسْتَصَحَّ فُلانٌ من عِلَّتِه: إِذا بَرِىءَ قَالَ الأَعشى:
أَمْ كَمَا قَالُوا سَقِيمٌ فَلَئِنْ
نَفَضَ الأَسْقَامَ عَنهُ} واسْتَصَحّ
وأَنا {أَسْتَصِحُّ مَا تَقول، وَهُوَ مَجَاز.
وأَرْضٌ} مَصَحَّةٌ: بَريئةٌ من الأَوْبَاءِ، صحيحَةٌ لَا وَبَاءَ فِيهَا، وَلَا تَكْثُرُ فِيهَا العِلَلُ والأَسْقَامُ.
{وصَحَّ الشَّيْءَ: جَعَله صَحِيحاً.
} وصَحَّحْتُ الكِتَابَ والحِسَابَ {تَصْحِيحاً: إِذَا كَانَ سَقِيماً فأَصْلَحْتَ خَطَأَه.
وأَتيتُ فلَانا} فأَصْحَحْتُه، أَي وَجدْتُه صَحِيحاً.
والصَّحِيحُ من الشِّعْرِ: مَا سَلِمَ من النَّقْص. وَقيل: كلُّ مَا يُمْكِن فِيهِ الزِّحافُ فَسِلمَ مِنْهُ فَهُوَ صحيحٌ. وَقيل: الصَّحيحُ: كلُّ آخِرِ نِصْفٍ يَسْلَمُ كم الأَشياءِ الّتي تقَع عِلَلاً فِي الأَعارِيض والضُّروبِ، وَلَا تَقَعُ فِي الحَشْوِ.
{والمُصَحْصِح فِي قَول مُلَيحٍ الهُذليّ:
فحُبُّكَ لَيْلَى حينَ تَــدْنُو زَمَانَةٌ
ويَلْحاكَ فِي لَيْلَى العَريفُ} المُصَحْصِحُ قيل: أَراد النّاصحَ، كأَنّه {المُصحِّحُ، فكَرِه التّضْعيفَ.
وَمن الْمجَاز: صَحَّ عِنْد القَاضِي حَقُّه.} وصَحَّتْ شَهادتُه. وصَحَّ لَهُ عَلَيْهِ كَذَا، وصَحّ قَولُه؛ كَذَا فِي الأَساس.

أَوب

(أَوب) رَجَعَ وَرجع الصَّوْت وَسَار النَّهَار كُله إِلَى اللَّيْل وَالْقَوْم تباروا فِي السّير
أَوب
: ( {الأَوْبُ} والإِيَابُ) كَكِتَابٍ، (ويُشَدَّدُ) وَبِه قُرِىءَ فِي التَّنْزِيل: {ان الينا {إِيَابَهُمْ} (الغاشية: 25) بالتَّشْدِيدِ، قَالَهُ الزَّجَّاج، وَهُوَ فِيعَالٌ، مِنْ} أَيَّبَ فَيْعَلَ مِنْ {آبَ} يَؤُوبُ، والأَصل إِيواباً، فأُدْغِمَتِ اليَاءُ فِي الوَاوِ وانْقَلَبَتِ الواوُ إِلى اليَاءِ، لأَنها سُبِقتْ بسُكُونِ، وَقَالَ الفرّاءُ: هُوَ بتَخْفِيف الْيَاء، والتشديدُ فِيهِ، وَقَالَ الأَزهَرِيّ: لاَ أَدْرِي مَنْ قَرَأَ {إِيَّابَهُمْ بالتَّشْدِيدِ، والقُرَّاءُ علَى (} إِيَابَهُمْ) بالتَّخْفِيف، قُلْتُ التَّشْدِيدُ نَقَلَه الزَّجَّاج عَن أَبِي جَعْفر، وَقَالَ الفراءُ: التَّشْدِيدُ فِيهِ خَطَلٌ، نَقله الصاغانيُّ.
( {والأَوْبَةُ} والأَيْبَةُ) ، على المُعَاقَبَةِ، ( {والإِيبَةُ) بِالْكَسْرِ، عَن اللحيانيّ. (} والتَّأْوِيبُ {والتَّأْيِيبُ} والتَّأَوُّبُ) {والإئْتِيابُ من الافْتِعَال كَمَا يأْتِي (: الرُّجُوعُ) ، وآبَ إِلى الشَّيءِ رَجَعَ،} وَأَوَّبَ {وتَأَوَّبَ} وأَيَّبَ كُلُّه: رَجَع، وآبَ الغَائِبُ {يَؤُوبُ} مَآباً: رَجَعَ، وَيُقَال: ليَهْنِكَ {أَوْبَةُ الغَائِب، أَيْ إِيَابُه، وَفِي الحَدِيث: (} آيِبُونَ تَائِبُون) هُوَ جَمْعُ سَلاَمَة! لآِيبٍ، وَفِي التَّنْزِيل: {وان لَهُ عندنَا. . مآب} (ص: 25) أَيْ حُسْنَ المَرْجِعِ الَّذِي يَصِيرُ إِليه فِي الآخِرَةِ، قَالَ شَمِرٌ: كلُّ شيءٍ رَجَع إِلى مَكَانِه فقد آبَ يَؤُوب فَهُوَ آيِبٌ، وقَالَ تَعَالى: {يَا جبال {- أَوِّبِي مَعَه} (سبأَ: 10) أَي رَجِّعِي التَّسْبِيحَ مَعَه وقرِىءَ (} - أُوبِي) أَي عُودِي مَعَهُ فِي التَّسْبِيح كُلَّمَا عَادَ فِيهِ.
( {والأَوْبُ السحَابُ) ، نَقله الصاغانيُّ (: الرِّيحُ) نَقله الصاغانيّ أَيضاً (: السُّرْعَةُ) . وَفِي الأَسَاس: يُقَال للمُسْرِع فِي سَيْرِه: الأَوْب} الأَوْب.
(و) الأَوْبُ (: رَجْعُ القوَائِمِ) ، يُقَال: مَا أَحْسَنَ أَوْبَ ذِرَاعَيْ هذِه النَّاقَةِ، وَهُوَ رَجْعُهَا قَوَائِمَهَا (فِي السَّيْرِ) ، وَمَا أَحْسَنَ أَوْبَ يَدَيْهَا، وَمِنْه نَاقَةٌ {أَوُوبٌ، على فَعُول، والأَوْبُ: تَرْجِيعُ الأَيدِي والقَوَائِمِ، قَالَ كعبُ بنُ زُهَيْر:
كَأَنَّ أَوْبَ ذرَاعَيْهَا وَقَد عَرِقَتْ
وقَدْ تَلَفَّعَ القُورِ العَسَاقِيلُ
أَوْبُ يَدَيْ فَاقد شَمْطَاءَ مُعْولَةٍ
نَاحَتْ وَجَاوَبَهَا نُكْدٌ مَثَاكِيلُ
(و) الأَوْبُ (: القَصْدُ والعَادَة والاسْتِقَامَةُ) ومَا زَالَ ذَلِك} أَوْبَهُ، أَي عَادَتَه وهِجيِّراه (و) {الأَوْبُ: جَمَاعَةُ (النَّحْلِ) وَهُوَ اسْمُ جَمْعٍ، كَأَنَّ الوَاحِدَ} آيِبٌ قَالَ الهُذَلِيُّ:
رَبَّاءُ شَمَّاءُ لاَ يَــدْنُو لِقُلَّتِهَا
إِلاَّ السَّحَابُ وإِلاَّ الأَوْبُ والسَّبَلُ
وَقَالَ أَبُو حُنَيفَةَ: سُمِّيَتْ أَوْباً لإِيَابِهَا إِلى المَبَاءَة، قَالَ: وَهِي لَا تَزَالُ فِي مَسَارِحِهَا ذَاهِبَةً ورَاجِعَةً، حَتَّى، إِذا جَنَحَ الليلُ آبَتْ كُلُّهَا حَتَّى لَا يتَخَلَّفَ مِنْهَا شيءٌ.
(و) الأَوْبُ (: الطَّريقُ والجِهةُ) والنَّاحيَةُ، وجاءُوا مِنْ كُلِّ أَوْب أَيْ مِنْ كُلِّ طَرِيق وَوَجْه ونَاحِيَةِ، وَقيل، أَيْ مِنْ كُلّ مَآب ومَسْتَقَرَ، وَفِي حَدِيث أَنَس (! فآبَ إِلَيْهِ نَاسٌ) أَي جَاءُوا إِليه من كُلِّ ناحِيَةِ. والأَوْبُ) : الطَّريقَةُ، وكُنْت عَلَى صَوْبِ فلانٍ وأَوْبِه أَيْ عَلَى طَرِيقَتِه، كَذَا فِي الأَسَاسِ. ومَا أَدْري فِي أَيِّ أَوْب، أَي طَرِيقٍ أَو جِهَةٍ أَو نَاحِيَة أَو طَرِيقة، وَقَالَ ذُو الرُّمّة يَصِفُ صَائِداً رَمَى الوَحْشَ:
طَوَى شَخْصَه حَتَّى إِذا مَا تَوَدَّقَتْ
عَلَى هِيلَةٍ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ تُهَالُهَا
عَلَى هِيلَة أَيْ فَزَعٍ من كُلِّ أَوْبٍ أَيْ مِنْ كُلِّ وَجْه، ورَمَى أَوْباً أَوْ أَوْبَيْنِ، أَيْ وَجْهاً أَوْ وَجْهَيْنِ، وَرَمَيْنَا {أَوْباً أَوْ} أَوْبَيْنِ، أَيْ رَشْقاً أَوْ رَشْقَيْنِ، وسيأْتِي فِي نَدَبَ.
(و) الأَوْبُ (: وُرُودُ المَاءِ لَيْلاً) {أُبْتُ الماءَ} وتَأْوَّبْتُهُ، إِذَا وَرَدْتَهُ لَيْلاً، {والآيِبَةُ: أَنْ تَرِدَ الإِبلُ المَاءَ كُلَّ لَيْلَةٍ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ:
لاَ تَرِدِنَّ المَاءَ إِلاَّ آيِبَهْ
أَخَشَى علَيك معْشَراً قَرَاضِبَهْ
سُودَ الوُجُوهِ يَأْكُلُونَ الآهِبَهْ
(و) قِيلَ: الأَوْبُ (جَمْعُ آيِب) يُقَال: رَجُلٌ آيِبٌ مِنْ قَوْمٍ أَوْبٍ، وَيُقَال: إِنه اسمٌ للجَمْع، (} كالأُوَّاب {والأُيَّابِ) بالضَّمِّ والتَّشْدِيدِ فيهِما.
وَرَجُلٌ} أَوَّابٌ: كَثِيرُ الرُّجُوع إِلى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ ذَنْبِهِ. {والأَوَّابُ: التَّائِبُ. فِي (لِسَان الْعَرَب) : قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي قَوْلهم رَجُلٌ أَوَّابٌ سَبْعَةُ أَقْوَالٍ، تَقَدَّمَ مِنْهَا اثْنَانِ، والثَّالِثُ المُسَبِّحُ قَالَه سَعِيدُ بن جُبَيْرٍ، والرَّابِعُ المُطِيعُ، قالَه قَتَادَةُ، والخَامِسُ: الذِي يَذْكُر ذَنْبَه فِي الخَلاءِ فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ، والسَّادِسُ الحَفِيظُ، قَالَهُمَا عُبَيْدُ بنُ عُميْرٍ، وَالسَّابِع الَّذِي يُذْنِبُ ثُمَّ يَتُوب ثمَّ يُذْنِبُ ثمَّ يَتُوبُ، قُلْتُ: ويُرِيدُ بالمُسبِّح: صلاَةَ الضُّحَى عنْدَ ارْتفَاعِ النَّهَارِ وشِدَّةِ الحرِّ، وَمِنْه صَلاَةُ} الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ.
( {وآبَهُ اللَّهُ: أَبْعَدَهُ) ، دُعَاءٌ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ إِذا أَمرْتَه بِخُطَّة فَعصَاكَ ثُمَّ وَقَعَ فِيمَا يَكْرَهُ فأَتَاكَ فأَخْبَرَكَ بذلكَ، فعنْدَ ذَلِك تَقُولُ لَهُ:} آبَكَ اللَّه، وأَنشد:
! فَآبَكَ هَلاَّ واللَّيَالِي بِغِرَّةٍ
تُلِمُّ وفِي الأَيَّام عَنْكَ غُفُولُ (و) يُقَالُ لِمَنْ تَنْصَحُهُ وَلاَ يَقْبَلُ ثمَّ يَقَعُ فِيمَا حَذَّرْتَه مِنْهُ: ( {آبَكَ، و) كَذَلِك (} آبَ لَكَ، مِثْل وَيْلَكَ) .
{وائْتَابَ مِثْلُ آبَ، فَعَلَ وافْتَعلَ بمعْنًى قَالَ الشَّاعِر:
ومَنْ يَتَّقْ فإِنَّ الله مَعْهُ
وَرِزْقُ اللَّهِ} مُؤْتَابٌ وغَادى
وقَال سَاعِدَةُ بنُ العَجْلاَنِ:
أَلاَ يَا لَهْفَ أَفْلَتَنِي حُصَيْبُ
فَقَلْبِي منْ تَذَكُّرهِ بَليدُ
فَلَوْ أَنِّي عَرَفْتُكَ حِينَ أَرْمِي
{لآبَكَ مُرْهَفٌ مِنْهَا حَدِيدُ
يَجُوزُ أَنْ يكونَ آبَكَ مُتَعَدِّياً بِنَفْسِه أَي جَاءَكَ مُرْهَفٌ، ويجوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ آبَ إِلَيْكَ، فَحَذَفَ وَأَوْصَلَ.
(} وَآبَتِ الشَّمْسُ) {تَؤُوبُ (} إِيَاباً {وأُيُوباً، الأَخِيرةُ عَن سيبويهِ، أَيْ (غَابَتْ) فِي} مَآبِهَا أَيْ فِي مَغِيبِهَا كَأَنَّهَا رَجَعَتْ إِلى مَبْدَئِهَا، قَالَ تُبَّعٌ:
فَرَأَى مَغِيبَ الشَّمْسِ عِنْدَ {مَآبهَا
فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وثَأْطٍ حَرْمَدِ
وَقَالَ آخر:
يُبَادِرُ الجَوْنَةَ أَنْ} تَؤُوبَا
وَفِي الحَدِيثِ: (شَغَلُونَا عَنْ صَلاَةِ الوُسْطَى حَتّى {آبَتِ الشَّمْسُ، مَلأَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ نَاراً أَي غَرَبَتْ، مِنَ} الأَوْبِ: الرُّجُوعِ، لأَنَّهَا تَرْجِعِ بالغُرُوبِ إِلى المَوْضِع الَّذِي طَلَعَتْ مِنْهُ وَفِي (لِسَان الْعَرَب) وَلَو استُعْمل ذَلِك فِي طُلُوعها لَكَانَ وَجْهاً، لكنه لم يُسْتَعْمَل.
( {وتَأَوَّبَه} وَتَأَيَّبَهُ) ، على المُعَاقَبَةِ (: أَتَاهُ لَيْلاَ، والمَصْدَرُ) المِيميّ القِيَاسِيُّ ( {المُتَأَوَّبُ} والمُتَأَيَّبُ) كِلاَهُمَا على صيغَة المَفْعُولِ.
وفُلانٌ سَرِيعُ الأَوْبَةِ، وقَوْمٌ يُحَوِّلُونَ الوَاوَ يَاءً فيقُولُون سَرِيعُ {الأَيْبَةِ، وأُبْتُ إِلى بَنِي فلَان} وتَأَوَّبْتُهُم إِذا أَتَيْتَهُمْ لَيْلاَ، كَذَا فِي (الصِّحَاح) ، {وتَأَوَّبْتُ، إِذا جِئْتُ أَوَّلَ اللَّيْل فأَنَا} مُتَأَوِّبٌ! ومُتَأَيِّبٌ. ( {وائْتَيَبْتُ المَاءَ) ، من بَابِ الافْتِعَالِ مثل} أُبْتُه {وتَأَوَّبْتُه (: وَرَدْتُه لَيْلا) قَالَ الهُذَلِيّ:
أَقَبَّ رَبَاع بِنُزْهِ الفَلاَ
ةِ لاَ يَرِد المَاءَ إِلاَّ} ائْتيَابَا
وَمَنْ رَوَاهُ (انْتِيَابَا) فَقَدْ صحَّفَهُ.
( {وأَوِبَ كفَرِحَ: غضِب،} وأَوْأَبْته) مثالُ أَفْعَلْتُه، نَقله الصَّاغانيّ.
( {والتّأْوِيبُ) فِي السَّيْرِ نَهَاراً نَظِيرُ الإِسَآد لَيْلا، أَو هُوَ (السَّيْرُ جَميعَ النَّهَارِ) والنُّزُولُ باللَّيْلِ، قَالَ سَلامةُ بن جنْدَل:
يوْمَان يوْمُ مقامَات وأَنْدِيَة
وَيَوْمُ سَيْرٍ إِلى الأَعْدَاءِ} تَأْوِيبِ
قَالَ ابنُ المُكَرَّم: التَّأْوِيبُ عنْدَ العرَبِ سَيْرُ النَّهَارِ كُلِّه إِلى اللَّيْلِ، يُقَالُ: أَوَّبَ القَوْمُ تَأْوِيباً، أَيْ سَارُوا بالنَّهارِ. وأَسْأَدُوا، إِذَا سَارُوا باللَّيل، (أَوْ) هُوَ (تَبَارِى الرِّكَابِ فِي السَّيْرِ) . قَالَ شيخُنَا: غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي الدَّوَاوِين والمعروفُ الأَوَّلُ، قُلْت: هُوَ فِي لِسَان الْعَرَب والأَساس والتَّكْمِلَة ( {كالمُآوَبَةِ مُفَاعَلَةٌ، رَاجِعٌ للْمَعْنَى الأَخيرِ، كَما هُوَ عَادَتُه قَالَ:
وإِنْ} تُؤَاوبْهُ تَجِدْهُ مِئوَبا
(ورِيحٌ {مُؤَوِّبَةٌ: تَهُبُّ النَّهارَ كُلَّهُ) وَالَّذِي قالَهُ ابنُ بَرِّيّ: مُؤَوِّبةٌ فِي قَول الشَّاعِر:
قَدْ حَالَ بَيْنَ دَرِيسَيْه} مُؤَوِّبَةٌ
مَسْعٌ لَهَا بِعَضَاهِ الأَرْضِ تَهْزِيزُ
وَهُوَ رِيحٌ تَأْتِي عنْد اللَّيْل.
(والآيِبةُ) بالمدِّ (: شَرْبَةُ القَائلَةِ) ، نَقَلَه الصاغَانِيّ.
( {وآبَةُ) قَرَأْتُ فِي (مُعْجم الْبلدَانِ) قَالَ أَبُو سَعْدٍ: قَالَ الحافظُ أَبُو بَكْر أَحْمَدُ بنُ مُوسَى بن مِرْدُوَيْه: هيَ مِن قُرَى أَصْبَهَانَ، قَالَ: وقَالَ غَيْرُه: إِنها (: د) ويُقَالُ: قَرْيَةٌ (مِن ساوةَ) منْها جرِيرُ بنُ عَبْدِ الحمِيدِ} - الآبِيُّ، سَكن الرَّيّ، قَالَ: قُلْتُ أَنَا: أَمَّا آبَةُ بُلَيْدَةٌ تُقَابِلُ ساوَةَ، تُعْرَفُ بَيْنَ العَامَّة بِآوَةَ فَلاَ شَكَّ فِيهَا، وأَهْلِهَا شِيعَة، وأَهْلُ سَاوَةَ سُنَّةٌ، ولاَ تَزَالُ الحُرُوبُ بَيْنَهُمَا قَائمَةً على المَذْهَبِ، قَالَ أَبُو طاهِر السِّلَفيّ: أَنْشَدَنِي القاضِي أَبُو نَصْرِ بنُ العَلاَءِ الميمَنْدِيّ بِأَهْرَ مِنْ مُدُن أَذْرَبِيجَانَ لنَفْسِه:
وَقَائلَة أَتُبْغِضُ أَهْلَ {آبَهْ
وهُمْ أَعْلاَمُ نَظْمٍ والكتَابَهْ
فَقُلْتُ إِلَيْك عنِّي إِنَّ مِثْلِي
يُعَادِي كُلَّ مَنْ عَادَى الصَّحَابَهْ
وإِلَيْهَا فِيمَا أَحْسَبُ يُنْسَبُ الوَزِيرُ أَبُو سَعْد منْصُورُ بنُ الحسيْنِ الآبِيُّ، صَحِبَ الصَّاحِبَ بنَ عَبَّاد، ثُمَّ وزَرَ لمَجْد الدَّوْلَةِ رُسْتمَ بنِ فَخْرِ الدَّوْلَةِ بن (رُكن الدولة بن) بُوَيْهِ، وكَانَ أَدِيباً شَاعِراً مُصنِّفاً، وهُو مُؤَلفُ كتاب (نثر الدُّرَر) وتارِيخ الرَّيِّ، وأَخُوه أَبُو منْصُور مُحَمَّدٌ كَانَ مِنْ عُظَمَاءِ الكُتَّابِ، وَزَرَ لملِكِ طَبَرِسْتَانَ، انْتهى، ورأَيتُ فِي بعضِ التَّوَارِيخِ أَنَّ جَرِيرَ بنَ عَبْدِ الحَمِيدِ المُتَقَدِّمَ ذِكْرُه نسْبَتُهُ إِلى قَرْيَةٍ بِأَصْبَهَان، كَمَا تَقَدَّمَ أَوَّلاً، وَهُوَ القَاضي أَبُو عَبُدِ اللَّه الرَّازِيُّ الضَّبِّيُّ، نَسَبَهُ الدارَقُطْنِي.
(و) آبَةُ (: د بإِفْرِيقِيَّةَ) نقل الصاغانيّ، ومَا رَأَيْتُهُ فِي (المُعْجم) ، وإِنما قَالَ فِيهِ، وآبَةُ أَيْضاً: قَرْيَةٌ منْ قُرَى البَهْنَسَا مِنْ صَعِيدِ مِصْرَ: أَخْبَرَنِي بذلك القَاضِي المُفَضَّلُ قَاضي الجُيُوشِ بمصْرَ قُلْتُ وكَذَا رأَيْتُها فِي كِتَاب القَوَانِينِ لابنِ الجَيْعَانِ وذَكَر أَنَّها مُشْتَمِلَةٌ على 1434 فَدَّاناً وعبْرَتُهَا 9600 دِينَار وتُذْكَرُ مَعَ بَسْقَنُونَ، وهُمَا الآنَ وَقْفٌ عَلَى الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْن، ثُمَّ ظَهَرَ أَنَّهُ تَصَحَّفَ ذلكَ علَى الصَّاغانيّ وتَبِعَه المُصَنِّفِ، فإِنَّمَا هِيَ أُبّه بضَمَ فَشَدِّ مُوَحَّدَة، وقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُها فِي أَبب.
(} وَمآبُ: د) وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : مَوْضِعٌ (بالبَلْقَاءِ) مِن أَرْضِ الشَّأْمِ، قَالَ عبدُ اللَّهِ بنُ رَوَاحَةَ:
فَلاَ وأَبِى مَآبَ لَنَأْتِبَنْهَا
وإِنْ كَانَتْ بِهَا عَرَبٌ ورُومُ
وَفِي المراصد: هِيَ مدينَةٌ فِي طَرَفِ الشَّأْمِ مِنْ أَرْضِ البَلْقَاء.
( {والمُؤَوَّبُ) هُوَ (المُدَوَّرُ والمُقَوّرُ) ، بالقَافِ، كَذَا فِي النّسخ، وَفِي بَعْضهَا بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ، (المُلَمْلَمُ) ،} وَأَوَّبَ الأَديمَ: قَوَّرَهُ، عَنْ ثَعْلَبٍ (ومِنْهُ) المَثَلُ: (أَنَا حُجَيْرُهَا) بتَقْدِيم الحَاءِ المُهْمَلَةِ عَلَى الجِيمِ تَصْغِيرُ حِجْر، وهُوَ الغَارَ (المُؤَوَّبُ) ، المُقَوَّرُ، (وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
( {وآبُ شَهْرٌ) عَجَمِيٌّ (مُعَرَّبٌ) مِنَ الشُّهُورِ الرُّوميَّةِ، وَقد جاءَ ذِكرُهُ فِي أَشْعَارِ العَرَبِ كثيرا.
(} والمَآبُ) فِي قَوْله تَعَالَى: {2. 004 طُوبَى لَهُم وَحسن {مَآب} (الرَّعْد: 29) أَيْ حُسْنُ (المَرْجع و) حُسْنُ (المُنْقَلَبِ) والمُسْتَقرّ.
(و) قولُهُم (بَيْنَهُمَا ثَلاَثُ} مَآوِبَ) أَي (ثَلاَثُ رَحَلاَت بالنَّهَارِ) نقلَهُ الصاغانيّ.
( {والأَوْبَاتُ) هِيَ مِنَ الدَّابَّةِ (القَوَائِمُ واحِدَتُهَا: أَوْبَةٌ) .
} ومَآبَةُ البِئرِ: مِثْلُ مَبَاءَتهَا حَيْثُ يَجُتَمعُ أُليه المَاءُ فِيهَا.
وقِيلَ: لاَ يَكُونُ الإِيَابُ إِلاَّ الرُّجُوعَ إِلى أَهْلِهِ لَيْلاً.
وَفِي التَّهْذِيب يُقَالُ للرَّجُل يَرْجعُ باللَّيْلِ إِلَى أَهْلِهِ: قَدْ {تَأَوَّبَهُمْ،} وائْتَابَهمْ فَهُوَ {مُؤْتَابٌ} ومُتَأَوِّبٌ.
(ومُخَيِّسٌ) كمُحَدِّث ابنُ ظَبْيَانَ ( {الأَوَّابِيُّ، تَابِعِيٌّ) رَوَى عَن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرِو بنِ الْعَاصِ وغَيْرِه (نِسْبَةٌ إِلى بَنِي} أَوَّاب: قَبِيلَةٍ) مِنْ تُجِيبَ، ذَكَره ابنُ يُونُسَ.
واستَدْرَكَ شيخُنَا عَلَى المُصَنِّفِ:
! أَيُّوبُ، قيلَ هُوَ فَيْعُول مِنَ الأَوْب كقَيُّوم، وقِيلَ: هُوَ فَعُّول كسَفُّود، قَالَ البَيْضَاوِيُّ: كَانَ أَيُّوبَ رُوميًّا مِنْ أَوْلاَدِ عيص بنِ إِسْحَاقَ عَلَيْهِ الصلاةُ والسلامُ، وأَوَّلُ منْ سُمِّيَ بهذَا الاسْمِ منَ العربِ جدُّ عَديِّ بنِ زَيْدِ بنِ حِمَّانَ بن زَيْد بن أَيَّوب، من بَنِي امرىء القَيْس بن زَيْدِ مَنَاةَ بن تَميم، قَالَهُ أَبُو الفَرَج الأَصْبَهَانِيُّ فِي الأَغاني. اه.
قُلْتُ: وأَيُّوبُ الَّذِي ذَكَره: بَطْنٌ بالكُوفَةِ، وَهُوَ ابنُ مَجْرُوفِ بنِ عامرِ بنِ العصَبَةِ بنِ امْرِىءِ القَيْسِ بنِ زيْدِ مَنَاةَ، فَوَلَدُ أَيُّوبَ إِبْرَاهيمُ وسَلْمٌ وثَعْلَبَةُ وزَيْد، مِنْهُم عدِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ حِمَّانَ بنِ زَيْدِ بنِ مَجْرُوف الشَّاعِرُ وَمِنْهُم مُقَاتِلُ بنُ حَسَّانَ بنِ ثَعْلَبةَ بنِ أَوْسِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ أَيُّوبع الَّذِي نُسِبَ إِليهِ قَصْرُ مُقَاتِل، وَقَالَ ابنُ الكَلْبيِّ. لاَ أَعرِفُ فِي الجاهِلِيَّة مِنَ العَرَبِ أَيُّوب وإِبْراهيمَ غَيْرَ هاذَيْن، وإِنَّمَا سُمِّيَا بهذَينِ الاسْمَيْنِ للنَّصْرَانِيَّةِ، كَذَا قَالَ البلاَذُرِيُّ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.