Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تنعم

الْفَاسِق

الْفَاسِق: من الْفسق وَسَيعْلَمُ فِيهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَحكمه الْحَد فِيمَا يجب فِيهِ الْحَد والتعزيز فِي غَيره وَالْأَمر بِالتَّوْبَةِ ورد الشَّهَادَة وسلب الْولَايَة على اخْتِلَاف فِي ذَلِك بَين الْفُقَهَاء رَحِمهم الله تَعَالَى. الْفَاكِهَة: اسْم لما يُؤْكَل على سَبِيل التفكه أَي الــتنعم بعد الطَّعَام كالتفاح والبطيخ والمشمش لَا الْعِنَب وَالرُّمَّان وَالرّطب والقثاء وَالْخيَار.

التّصوّف

التّصوّف:
[في الانكليزية] Soufism (mysticism)
[ في الفرنسية] Soufisme (mysticisme)
هو التخلّق بالأخلاق الإلهية. وخرقة التصوف هي ما يلبسه المريد من يد شيخه الذي يدخل في إرادته ويتوب على يده لأمور منها:
التزيي بزيّ المراد ليتلبّس باطنه بصفاته كما يتلبّس ظاهره بلباسه وهو لباس التقوى ظاهرا وباطنا. قال الله تعالى قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ومنها وصول بركة الشيخ الذي ألبسه من يده المباركة إليه. ومنها نيل ما يغلب على الشيخ في وقت الإلباس من الحال الذي يرى الشيخ ببصيرته النافذة المنوّرة بنور القدس وأنه يحتاج إليه لرفع حجبه العائقة وتصفية استعداده فإنّه إذا وقف على حال من يتوب على يده علم بنور الحق ما يحتاج إليه، فيستنزل من الله ذلك حتى يتصف قلبه به فيسري من باطنه إلى باطن المريد. ومنها المواصلة بينه وبين الشيخ به فيبقى بينهما الاتصال القلبي والمحبة دائما ويذكّره الاتباع على الأوقات في طريقته وسيرته وأخلاقه وأحواله حتى يبلغ مبلغ الرجال، فإنّه أب حقيقي كما قال عليه الصلاة والسلام «الآباء ثلاثة أب ولدك وأب علّمك وأب ربّاك»، هكذا في الاصطلاحات الصوفية.
قيل التصوّف الوقوف مع الآداب الشرعية ظاهرا فيرى حكمها من الظاهر في الباطن، وباطنا فيرى حكمها من الباطن في الظاهر فيحصل للمتأدّب بالحكمين كمال. وقيل التصوّف مذهب كلّه جدّ فلا يخلطوه بشيء من الهزل. وقيل هو تصفية القلب عن موافقة البرية، ومفارقة الأخلاق الطبعية، وإخماد الصفات البشرية، ومجانبة الدّعاوي النفسانية، ومنازلة الصفات الروحانية، والتعلّق بالعلوم الحقيقية، واستعمال ما هو أولى على السرمدية، والنصح لجميع الأمة والوفاء لله تعالى على الحقيقة، واتّباع رسوله صلى الله عليه وسلم في الشريعة. وقيل ترك الاختيار وقيل بذل المجهود والأنس بالمعبود. وقيل حفظ حواشيك من مراعاة أنفاسك. وقيل الإعراض عن الاعتراض. وقيل هو صفاء المعاملة مع الله تعالى، وأصله التفرّغ عن الدنيا. وقيل الصبر تحت الأمر والنهي.
وقيل خدمة التشرّف وترك التكلّف واستعمال التطرّف. وقيل الأخذ بالحقائق والكلام بالدقائق والإياس بما في أيدي الخلائق، كذا في الجرجاني.
اعلم أنّه قيل إنّ التصوّف مأخوذ من الصّفاء وهو محمود في كل لسان، وضدّه الكدورة وهو مذموم في كل لسان. وفي الخبر ورد أنّ النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ذهب صفاء الدنيا ولم يبق إلا كدرها».

إذن: الموت يعتبر اليوم تحفة لكلّ مسلم.
وقد اشتق ذلك الاسم من الصّفاء حتى صار غالبا على رجال هذه الطائفة؛ أمّا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم فكان اسم الصحابة هو ما يطلق على أكابر الأمّة، ثم كانت الطبقة التالية طبقة التابعين، ثم كانت الطبقة الثالثة أتباع التابعين، ثم صار يطلق على من يعتنون بأمر الدين أكثر من غيرهم اسم الزّهاد والعبّاد، ثم بعد ظهور أهل البدع وادعائهم الزهد والعبادة انفرد أهل السّنّة بتسمية الخواصّ منهم ممن يراعون الأنفاس باسم الصوفية. وقد اشتهروا بهذا الاسم، حتى إنهم قالوا: إنّ اطلاق هذا الاسم على الأعلام إنّما عرف قبل انقضاء القرن الثاني للهجرة.

وجاء في توضيح المذاهب: أمّا التصوّف في اللغة فهو ارتداء الصوف وهو من أثر الزّهد في الدنيا وترك الــتنعّم. وفي اصطلاح أهل العرفان: تطهير القلب من محبة ما سوى الله، وتزيين الظاهر من حيث العمل والاعتقاد بالأوامر والابتعاد عن النواهي، والمواظبة على سنّة النبي صلى الله عليه وسلم. وهؤلاء الصوفية هم أهل الحق، ولكن يوجد قسم منهم على الباطل ممّن يعدّون أنفسهم صوفية وليسوا في الحقيقة منهم، وهؤلاء عدّة من الفرق إليك بعض أسمائها: الجبية والأوليائية والشمراخية والإباحية والحالية والحلولية والحورية والواقفية والمتجاهلية والمتكاسلية والإلهامية.
وما تسمية هؤلاء بالصوفية إلا من قبيل إطلاق السّيد على غير السّيد. وأمّا مراتب الناس على اختلاف درجاتهم فعلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: الواصلون الكمّل وهم الطبقة العليا.

القسم الثاني: السالكون في طريق الكمال، وهؤلاء هم الطبقة الوسطى.

والقسم الثالث: سكان الأرض والحفر (أهل المادة) «اللاصقون بالتراب» وهؤلاء هم الطبقة السفلى التي غايتها تربية البدن بتحصيل الحظوظ المادّية كالشهوات النّفسانية والمتع الشّهوانية وزينة اللباس، وليس لهم من العبادات سوى حركة الجوارح الظاهرية.
وأما القسم الأول الواصلون فهم أيضا قسمان:

الأول: وهم مشايخ الصوفية الذين حصّلوا مرتبة الوصول بسبب كمال متابعتهم واقتدائهم بالنبيّ صلى الله عليه وسلم. ثم بعد ذلك أذن لهم بدعوة الناس إلى سلوك طريق اقتفاء النبي صلى الله عليه وسلم.
وهؤلاء هم الكاملون والمكمّلون الذين وصلوا بالعناية الإلهية إلى ميدان البقاء بعد ما فنوا عن ذواتهم واستغرقوا في عين الجمع.
وأمّا القسم الثاني من الفئة الأولى فهم الذين بعد وصولهم إلى درجة الكمال لم يؤذن لهم بإرشاد عامّة النّاس، وصاروا غرقى في بحر الجمع، وفنوا في بطن حوت الفناء ولم يصلوا إلى ساحل البقاء.

وأمّا السالكون فهم أيضا قسمان:
1 - الطالبون لوجه الله. 2 - والطالبون للجنّة والآخرة.

فأمّا الطالبون لوجه الحقّ فهم طائفتان:
المتصوّفة الحقيقيون والملامتيّة. والمتصوفة الحقيقيون هم جماعة تنزّهوا عن نقص الصفات البشرية. واتصفوا ببعض أحوال الصوفية، واقتربوا من نهايات مقاماتهم، إلّا أنّهم ما زالوا متشبّثين ببعض أهواء النفوس، ولهذا لم يدركوا تماما نهاية الطريق كأهل القرب من الصوفية.
وأمّا الملامتية فهم قوم يسعون بكلّ جدّ في رعاية معنى الإخلاص ودون ضرورة كتم طاعاتهم وعباداتهم عن عامة النّاس. كما يكتم العاصي معصيته، فهم خوفا من شبهة الرّياء يتحرّزون عن إظهار عباداتهم وطاعاتهم. ولا يتركون شيئا من أعمال البرّ والصّلاح، ومذهبهم المبالغة في تحقيق معنى الإخلاص.

وقال بعضهم: الملامتيّة لا يظهرون فضائلهم ولا يسترون سيئاتهم، وهذه الطائفة نادرة الوجود. ومع ذلك لم يزل حجاب الوجود البشري عن قلوبهم تماما، ولهذا فهم محجوبون عن مشاهدة جمال التوحيد. لأنّهم حين يخفون أعمالهم فهم ما زالوا ينظرون إلى قلوبهم. بينما درجة الكمال أن لا يروا أنفسهم ولا يبالوا بها وأن يستغرقوا في الوحدة. قال الشاعر:
ما هو الغير؟ وأين الغير؟ واين صورة الغير؟ فلا والله ما ثمّة في الوجود سوى الله.
والفرق بين الملامتيّة والصوفية هو أنّ الصوفية جذبتهم العناية الإلهية عن وجودهم فألقوا حجاب الخلقة البشرية والأنانية عن بصيرة شهودهم فوصلوا إلى درجة غابوا منها عن أنفسهم وعن الخلق. فإذن الملامتية مخلصون بكسر اللام، والصوفية مخلصون بفتح اللام. أي أنّ الملامتيّة يخلّصون أعمالهم من شائبة الرّياء بينما الصوفية يستخلصهم الله تعالى.

وأمّا طلّاب الآخرة فهم أربعة طوائف:

الزّهاد والفقراء والخدام والعبّاد. أمّا الزهاد:
فهم الذين يشاهدون بنور الإيمان حقيقة الآخرة وجمال العقبى، ويعدّون الدنيا قبيحة ويعرضون عن مقتضيات النفس بالكلية، ويقصدون الجمال الأخروي.
والفرق بينهم وبين الصوفية هو أنّ الزاهد بسبب ميله لحظّ نفسه فهو محجوب عن الحق، وذلك لأنّ الجنة دار فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت. بينما الصوفية لا يتعلّق نظرهم بشيء سوى الله.
وأمّا الفقراء منهم طائفة لا يميلون إلى تملّك أيّ شيء من حطام الدنيا. وذلك بسبب رغبتهم فيما عند الله. وعلّة ذلك واحد من ثلاثة أشياء: الأمل بفضل الله، أو تخفيفا للحساب أو خوفا من العقاب، لأنّ حلالها حساب وحرامها عقاب، والأمل بفضل الله ثواب ويدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام. ورغبة في جمع همتهم في طلب العبادة مع حضور القلب فيها. والفرق بين الملامتيّة والفقراء هو أنّ الفقراء طلاب للجنة وفيها حظّ للنفس، بينما الملامتية طلاب الحق. وهذا الفقر رسم أي عادة تأتي بعد درجة الفقر وهو مقام فوق مقام الملامتية والمتصوّفة، وهو وصف خاص بالصوفي لأنّه وإن تكن مرتبته وراء مرتبة الفقر لكن خلاصة مقام الفقر مندرجة فيه ذلك أنّ أي مقام يرتقي الصوفي فوقه فإنّه يحتفظ بصفاء ذلك المقام. فإذن صفة الفقر في مقام الصوفي وصف زائد. وذلك هو السبب في كون نسبة جميع الأحوال والأعمال والمقامات لغير نفسه وعدم تملّكها، بحيث لا يرى لنفسه عملا ولا حالا ولا مقاما. ولا يخصّص نفسه بشيء. بل ليس عنده خبر عن ذاته. وهذه حقيقة الفقر.
والفرق بين الفقر والزهد هو أنّ الفقر بدون وجود الزهد ممكن، وذلك مثل شخص يترك الدنيا بعزم ثابت، ولكنّه ما زال باطنا راغبا فيها. وكذلك الزّهد بدون فقر ممكن أيضا.
ومثاله شخص يملك الأسباب الدنيوية ولكنه غير راغب فيها.
أمّا الخدّام فهم طائفة اختارت خدمة الفقراء وطلاب الحق، ويشغلون أوقاتهم بعد القيام بالفرائض بمحاولة تفريغ خواطرهم من الاهتمام بأمور المعاش، والتعاون على الاستعداد للقيام بأمر المعاد. ويقدّمون هذا على النوافل سواء بالكسب أو بالسؤال.
أمّا العبّاد فهم طائفة تواظب على أداء الفرائض والنوافل والأوراد طلبا للثواب الأخروي. وهذا الوصف أيضا موجود في الصوفي ولكنّه يتنزّه عن طلب الثّواب والأغراض، لأنّ الصوفي الحق يعبد الحق لذاته.
والفرق بين العباد والزهاد هو أنّهم مع قيامهم بالعبادات فإنّ الرغبة بالدنيا يمكن أن تظل موجودة.
والفرق بين العباد والفقراء هو أنّ الغنيّ يستطيع أن يكون من العبّاد. فإذن صار معلوما أنّ الواصلين طائفتان فقط بينما السالكون هم ست طوائف ولكلّ واحد من هذه الطوائف الثماني اثنان متشبهان به، أحدهما محقّ والثاني مبطل.
أمّا المشبّه بالصوفية بحقّ فهم الصوفية الذين اطلعوا وتشوّقوا إلى نهايات أحوال الصوفية، ولكنهم بسبب القلق ببعض الصّفات منعوا من بلوغ مقصدهم وأمّا المتشبّه بالصوفية بالباطل منهم جماعة يتظاهرون بأحوال الصوفية، ولكنهم لا يعملون بأعمالهم، وهؤلاء هم الباطنيّة والإباحية والصاحبية، ويسمّون أنفسهم متصوّفة، ويقولون: إنّ التقيّد بأحكام الشرع إنما هو للعوام الذين يرون ظاهر الأمور. أمّا الخواص فليسوا مضطرّين للتقيّد برسوم الظاهر، وإنما عليهم مراعاة أحوالهم الباطنية.
وأمّا المتشبّه المحقّ بالمجاذيب الواصلين فهم طائفة من أهل السلوك الذين ما زالوا يجاهدون في قطع منازل السلوك وتصفية النفوس، وما زالوا مضطربين في حرارة الطّلب وقبل ظهور كشف الذات، والاستقرار في مقام الفناء، فأحيانا تلمع ذواتهم بالكشف، ولا زال باطنهم يتشوّق لبلوغ هذا المقام.
وأمّا المتشبّه المبطل بالمجاذيب الواصلين فهم طائفة تدّعي الاستغراق في بحر الفناء، ويتنصّلون من حركاتهم وسكناتهم ويقولون: إنّ تحريك الباب بدون محرّك غير ممكن. وهذا المعنى على صحته لكنه ليس موجودا عند تلك الطائفة لأنّ هدفهم هو التمهيد للاعتذار عن المعاصي والإحالة بذلك على إرادة الحقّ، ودفع اللّوم عنهم. وهؤلاء هم الزنادقة. ويقول الشيخ عبد الله التّستري: إذا قال هذا الكلام أحد وكان ممن يراعي أحكام الشريعة ويقوم بواجبات العبودية فهو صديق وأما إذا كان لا يبالي بالمحافظة على حدود الشرع فهو زنديق.
وأمّا المتشبّه المحق بالملامتيّة فهم طائفة لا يبالون بتشويش نظر الناس ومعظم سعيهم في إبطال رسوم العادات والانطلاق من قيود المجتمع، وكلّ رأسمالهم هو فراغ البال وطيب القلب، ولا يبالون برسوم وأشكال الزّهاد والعبّاد ولا يكثرون من النوافل والطاعات، ويحرصون فقط على أداء الفرائض، وينسب إليهم حبّ الاستكثار من أسباب الدنيا ويقنعون بطيب القلب ولا يطلبون على ذلك زيادة وهؤلاء هم القلندرية. وهذه الطائفة تشبه الملامتيّة بسبب اشتراكهما في صفة البعد عن الرّياء.

والفرق بين هؤلاء وبين الملامتيّة هو: أنّ الملامتيّة يؤدّون الفرائض والنوافل دون إظهارها للناس. أمّا القلندرية فلا يتجاوزون الفرائض، ولا يبالون بالناس سواء اطلعوا على أحوالهم أم لا.
وأمّا الطّائفة التي في زماننا وتحمل اسم القلندريّة وقد خلعوا الإسلام من ربقتهم، وليس لهم شيء من الأوصاف السابقة، وهذا الاسم إنّما يطلق عليهم من باب الاستعارة، والأجدر أن يسمّوا بالحشويّة. وأمّا المتشبّهون باطلا بالملامتيّة فهم طائفة من الزنادقة يدعون الإسلام والإخلاص، ولكنّهم يبالغون في إظهار فسقهم وفجورهم ومعاصيهم، ويدّعون أنّ غرضهم من ذلك هو لوم الناس لهم، وأنّ الله سبحانه غني عن طاعتهم، ولا تضرّه معصية العباد. وإنّما المعصية تضرّ الخلق فقط والطاعة هي في الإحسان إلى الناس.
وأمّا المتشبّهون بالزّهاد بحق فهم طائفة لا تزال رغبتها في الدنيا قائمة يحاولون الخلاص من هذه الآفة دفعة واحدة، وهؤلاء هم المتزهدون. وأمّا المتشبّهون باطلا بالزّهاد فهم طائفة يتركون زينة الدنيا من أجل الناس لينالوا بذلك الجاه والصّيت لديهم، وتجوز هذه الخدعة على بعضهم فيظنونهم معرضين عن الدنيا.
وحتّى إنّهم يخدعون أنفسهم بأنّ خواطرهم غير مشغولة بطلب الدنيا، بدليل إعراضهم عنها وهؤلاء هم المراءون.
وأمّا المتشبّهون بالفقراء بحقّ فهم الذين يبدو عليهم ظاهر وسيماء أهل الفقر، وفي باطنهم يطلبون حقيقة الفقر، إلّا أنّهم لم يتخلّصوا تماما من الميل للدنيا وزينتها ويتحمّلون مرارة الفقر بتكلّف، بينما الفقير الحقيقي يرى الفقر نعمة إلهية، لذلك فهو يشكر هذه النعمة على الدوام.
وأمّا المتشبّه بالباطل بالفقراء فهو ذلك الذي ظاهره ظاهر أهل الفقر وأمّا باطنه فغير مدرك لحقيقة الفقر، وغرضه القبول لدى الناس لكي ينتفع منهم بشيء من الدنيا، وهذه الطائفة هي مرائية أيضا وأمّا المتشبّهون بالخدام بحق فهم الذين يقومون دائما بخدمة الخلق، ويأملون أن ينالوا بذلك سببا في النجاة يوم القيامة. وفي تخليصهم من شوائب الميل والهوى والرّياء.
ولكنّهم لمّا يصلوا بعد إلى حقيقة ذلك. فحين تقع بعض خدماتهم في مكانها فبسبب غلبة نور الإيمان وإخفاء النفس فإنّهم يتوقّعون المحمدة والثّناء مع ذلك، وقد يمتنعون عن أداء بعض الخدمات لبعض المستحقّين، ويقال لمثل هذا الشخص متخادم.
وأمّا المتشبّهون بالخدام باطلا فهم الذين لا يخدمون بنيّة الثّواب الأخروي، بل إنّ خدمتهم من أجل الدنيا فقط، لكي يستجلبوا الأقوات والأسباب، فإن لم تنفعهم الخدمة في تحصيل مرادهم تركوها.
إذن فخدمة أحدهم مقصورة على طلب الجاه والجلال وكثرة الأتباع، وإنّما نظره في الخدمة العامّة فمن أجل حظّ نفسه، ومثل هذا يسمّى مستخدما.
وأمّا المتشبّه بالعابد حقيقة فهو الرجل الذي ملأ أوقاته بالعبادة حتى استغرق فيها، ولكنه بسبب عدم تزكية نفسه فإنّ طبيعته البشرية تغلبه أحيانا، فيقع بعض الفتور في أعماله وطاعاته، ويقال لمن لم يجد بعد لذّة العبادة وما زال يجاهد نفسه في أدائها إنّه متعبّد.
وأمّا المتشبّه المبطل بالعابد فهو من جمل المرائين، لأنّ هدفه من العبادة هو السّمعة بين الناس، وليس في قلبه إيمان بالآخرة، وما لم ير الناس منه أعماله فلا يؤدّي منها شيئا. ويقال أيضا لهذا وأمثاله متعبّد. انتهى ما في توضيح المذاهب.

ويقول في مرآة الأسرار: إنّ طبقات الصوفية سبعة: الطالبون والمريدون والسالكون والسائرون والطائرون والواصلون، وسابعهم القطب الذي قلبه على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو وارث العلم اللّدني من النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس، وهو صاحب لطيفة الحق الصحيحة ما عدا النبي الأمّي.
والواصل هو الشخص الذي أصبحت قواه اللطيفة مزكّاة على لطيفة الحق.
والطائر هو الذي وصل إلى اللطيفة الروحية.
والسائر هو الذي يكون صاحب قوى مزكية للّطيفة السرية.
والسالك هو من يكون صاحب قوى مزكية للطيفة القلبية.
والمريد هو صاحب قوى مزكية للطيفته النفسية.
والطالب هو صاحب قوى مزكية للطيفته الخفية الجسمية.
وتبلغ عدّة أفراد هذه الطائفة 360 شخصا مثل أيام السنة الشمسية.

ويقولون: إنّ رجال الله هم الأقطاب والغوث والإمامان اللذان هما وزيرا القطب والأوتاد والأبدال والأخيار والأبرار والنّقباء والنّجباء والعمدة والمكتومون والأفراد أي المحبوبون.
والنّقباء ثلاثمائة شخص واسم كلّ منهم علي.
والنّجباء سبعون واسم كل واحد منهم حسن.
والأخيار سبعة واسم كلّ منهم حسين.
والعمدة أربعة واسم كلّ منهم محمد.
والواحد هو الغوث واسمه عبد الله. وإذا مات الغوث حلّ محله أحد العمدة الأربعة، ثم يحلّ محلّ العمدة واحد من الأخيار، وهكذا يحلّ واحد من النجباء محلّ واحد من الأخيار ويحلّ محلّ أحد النقباء الذي يحلّ محله واحد من الناس.
وأمّا مكان إقامة النّقباء في أرض المغرب أي السويداء واليوم هناك من الصبح إلى الضحى وبقية اليوم ليل. أمّا صلاتهم فحين يصل الوقت فإنّهم يرون الشمس بعد طي الأرض لهم فيؤدّون الصلاة لوقتها.
وأمّا النجباء فمسكنهم مصر. وأمّا الأخيار فهم سيّاحون دائما ولا يقرون في مكان. وأمّا العمدة الأربعة ففي زوايا الأرض. وأمّا الغوث فمسكنه مكة، هذا غير صحيح. ذلك لأنّ حضرة السيّد عبد القادر الجيلاني رحمه الله وكان غوثا إنّما أقام في بغداد. هذا وتفصيل أحوال الباقي فسيأتي في مواضعه. ويقول في توضيح المذاهب، المكتومون أربعة آلاف رجل ويبقون مستورين وليسوا من أهل التصرّف. أمّا الذين هم من أهل الحلّ والعقد والتصرّف وتصدر عنهم الأمور وهم مقرّبون من الله فهم ثلاثمائة. وفي رواية خلاصة المناقب سبعة. ويقال لهم أيضا أخيار وسيّاح ومقامهم في مصر. وقد أمرهم الحقّ سبحانه بالسّياحة لإرشاد الطالبين والعابدين. وثمّة سبعون آخرون يقال لهم النّجباء، وهؤلاء في المغرب، وأربعون آخرون هم الأبدال ومقرّهم في الشام، وثمّة سبعة هم الأبرار وهم في الحجاز. وثمّة خمسة رجال يقال لهم العمدة لأنّهم كالأعمدة للبناء والعالم يقوم عليهم كما يقوم المنزل على الأعمدة. وهؤلاء في أطراف العالم. وثمّة أربعون آخرون هم الأوتاد الذين مدار استحكام العالم بهم. كما الطناب بالوتد.
وثلاثة آخرون يقال لهم النّقباء أي نقباء هذه الأمّة. وثمة رجل واحد هو القطب والغوث الذي يغيث كلّ العالم. ومتى انتقل القطب إلى الآخرة حلّ مكانه آخر من المرتبة التي قبله بالتسلسل إلى أن يحلّ رجل من الصلحاء والأولياء محل أحد الأربعة.

وفي كشف اللغات يقول: الأولياء عدة أقسام: ثلاثمائة منهم يقال لهم أخيار وأبرار، وأربعون: يقال لهم الأبدال وأربعة يسمّون بالأوتاد، وثلاثة يسمّون النقباء، وواحد هو المسمّى بالقطب انتهى.

ويقول أيضا في كشف اللغات: النّجباء أربعون رجلا من رجال الغيب القائمون بإصلاح أعمال الناس. ويتحمّلون مشاكل الناس ويتصرّفون في أعمالهم. ويقول في شرح الفصوص: النّجباء سبعة رجال، يقال لهم رجال الغيب، والنقباء ثلاثمائة ويقال لهم الأبرار.
وأقلّ مراتب الأولياء هي مرتبة النقباء.
وأورد في مجمع السلوك أنّ الأولياء أربعون رجلا هم الأبدال، وأربعون هم النقباء، وأربعون هم النجباء، وأربعة هم الأوتاد، وسبعة هم الأمناء، وثلاثة هم الخلفاء.
سادات الخلق). وقال أبو عثمان المغربي: البدلاء أربعون والأمناء سبعة والخلفاء من الأئمة ثلاثة، والواحد هو القطب: فالقطب عارف بهم جميعا ومشرق عليهم ولم يعرفه أحد ولا يتشرق عليه، وهو إمام الأولياء والثلاثة الذين هم الخلفاء من الأئمة يعرفون السبعة ويعرفون الأربعين وهم البدلاء، والأربعون يعرفون سائر الأولياء من الأئمة ولا يعرفهم من الأولياء أحد، فإذا نقص واحد من الأربعين أبدل مكانه من الأولياء، وكذا في السبع والثلاث والواحد إلّا أن يأتي بقيام الساعة انتهى.
وفي الإنسان الكامل أمّا أجناس رجال الغيب فمنهم من بني آدم ومنهم من هو من أرواح العالم وهم ستة أقسام مختلفون في المقام. القسم الأول هم الصنف الأفضل والقوم الكمّل أفراد الأولياء المقتفون آثار الأولياء غابوا من عالم الأكوان في الغيب المسمّى بمستوى الرحمن فلا يعرفون ولا يوصفون وهم آدميون.
والقسم الثاني هم أهل المعاني وأرواح الأداني يتنوّر الولي بصورهم فيكلّم الناس في الظاهر والباطن ويخبرهم فهم أرواح كأنّهم أشباح للقوة الممكنة في التصوير في الذين سافروا من عالم الشهود ووصلوا إلى فضاء غيب الوجود فصار عينهم شهادة وأنفاسهم عبادة، هؤلاء هم أوتاد الأرض القائمون لله بالسّنة والفرض. القسم الثالث ملائكة الإلهام والبواعث يطرقون الأولياء ويكلّمون الأصفياء لا يبرزون إلى عالم الأجسام ولا يعرفون بعوام الناس. القسم الرابع رجال المفاجأة في المواقع وإنّما يخرجون عن عالمهم ولا يوجدون في غير عالمهم، ولا يوجدون في غير معالمهم يتصوّرون بسائر الناس في عالم الأجسام، وقد يدخل أجل الصفا إلى ذلك الكوى فيخبرونهم بالمغيبات والمكتومات.
القسم الخامس رجال البسابس هم أهل الخطوة في العالم وهم من أجناس بني آدم يظهرون ويكلمونهم فيجيبون أكثرهم، وسكنى هؤلاء في الجبال والقفار والأودية وأطراف الأنهار إلّا من كان منهم متمكنا فإنّه يأخذ من المدن مسكنا غير متشوّق إليه ولا معوّل عليه. القسم السادس يشبهون الخواطر لا الوساوس هم المولّدون من أب التفكّر وأم التصوّر لا يعبأ بأقوالهم ولا يتشوّق إلى أمثالهم فهم بين الخطأ والصواب وهم أهل الكشف والحجاب.

التَّخْصِيص

التَّخْصِيص: فِي اللُّغَة الْقصر يَعْنِي جعل الشَّيْء منحصرا فِي آخر. وَعند النُّحَاة تقليل الِاشْتِرَاك فِي النكرَة كَمَا أَن التَّوْضِيح هُوَ رفع الْإِبْهَام النَّاشِئ فِي الْمعرفَة بِسَبَب تعدد الْوَضع. وَقد يُطلق التَّخْصِيص وَيُرَاد بِهِ الخصر كَمَا يُقَال إِن اللَّام الجارة فِي الْحَمد لله تفِيد التَّخْصِيص أَي الانحصار. وَفِي الْأُصُول التَّخْصِيص عِنْد أبي حنيفَة رَحمَه الله هُوَ قصر الْعَام على بعض أَفْرَاده بِدَلِيل مُسْتَقل مقترن بِهِ. وَعند الشَّافِعِي رَحمَه الله هُوَ قصر الْعَام على بعض المسميات سَوَاء كَانَ بِغَيْر مُسْتَقل أَو بمستقل مَوْصُول أَو متراخ. وَالْمرَاد بِغَيْر المستقل هُوَ الْكَلَام الْمُتَعَلّق بصدر الْكَلَام وَلَا يكون تَاما بِنَفسِهِ كالاستثناء وَالشّرط وَالصّفة والغاية فالاستثناء يُوجب قصر الْعَام على بعض أَفْرَاده نَحْو سجد الْمَلَائِكَة إِلَّا إِبْلِيس وَالشّرط يُوجب قصر صدر الْكَلَام على بعض التقادير نَحْو أَنْت طَالِق إِن دخلت الدَّار وَالصّفة توجب قصر الْمَوْصُوف على مَا يُوجد فِيهِ الصّفة نَحْو فِي الْإِبِل السَّائِمَة الزَّكَاة والغاية توجب قصر المغيا على الْبَعْض نَحْو قَوْله تَعَالَى: {فَاغْسِلُوا وُجُوهكُم وَأَيْدِيكُمْ إِلَى الْمرَافِق} . والمستقل مَا لَا يكون كَذَلِك سَوَاء كَانَ كلَاما مَوْصُولا أَو متراخيا كَقَوْلِك الصَّلَاة وَاجِبَة على النِّسَاء وَالْحَائِض وَالنُّفَسَاء لَا صَلَاة عَلَيْهِنَّ. وَعند أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى قصر الْعَام على بعض أَفْرَاده بِكَلَام مُسْتَقل مَوْصُول تَخْصِيص وبمتراخ نسخ. أَو لم يكن كلَاما.

وَهَا هُنَا: أُمُور لِأَن المستقل الْغَيْر الكلامي إِمَّا عقل نَحْو خَالق كل شَيْء فَإِن الْعقل يحكم بِالضَّرُورَةِ أَن الله تَعَالَى مَخْصُوص مِنْهُ وَتَخْصِيص الصَّبِي وَالْمَجْنُون من خطابات الشَّرْع من هَذَا الْقَبِيل. أَو (حس) نَحْو أُوتيت من كل شَيْء فَإِن الْحس الْبَصْرِيّ يحكم بِأَنَّهَا لم تؤت أَكثر الْأَشْيَاء أَو (عَادَة) نَحْو لَا يَأْكُل رَأْسا فَإِنَّهُ يَقع على الْمُتَعَارف. أَو كَون بعض أَفْرَاده نَاقِصا فَيكون اللَّفْظ أولى بِالْبَعْضِ الآخر نَحْو كل مَمْلُوك لي حر لَا يَقع على الْمكَاتب لنُقْصَان الْملك فِيهِ. أَو زَائِدا كالفاكهة فَإِنَّهَا لَا تقع على الْعِنَب فَإِن الْفَاكِهَة من التفكه وَهُوَ التَّلَذُّذ والــتنعم وَالْعِنَب فِيهِ تلذ ذُو نعم وصلاحية للغذاء أَيْضا وَالْمرَاد بصدر الْكَلَام مَا هُوَ مُتَقَدم فِي الِاعْتِبَار سَوَاء قدم فِي الذّكر أَو أخر وَالْمرَاد بالْكلَام الْغَيْر التَّام مَا لَا يُفِيد الْمَعْنى لَو ذكر مُنْفَردا فَلَا يرد مَا يرد وَإِن أردْت التَّوْضِيح فَارْجِع إِلَى التَّلْوِيح.

مأَد

مأَد
: ( {مَأَدَ النَّبَاتُ، كمَنَع) ،} يَمَأَدُ {مَأْداً (: اهْتَزَّ وتَرَوَّى وجَرَى فِيهِ الماءُ) ، وَيُقَال للغُصْن إِذا كَانَ نَاعِماً يَهْتَزّ: هُوَ} يَمْأَدُ مَأْداً حَسَناً. (و) قيل: {مَأَدَ النبَاتُ والشَّجرُ (: تَنَعَّمَ ولاَنَ، و) قد (} أَمَأَده الرِّيُّ) والرَّبِيعُ، {ومَأَدَ العُودُ} يَمْأَدُ {مَأْداً، إِذا امْتَلأَ مِنَ الرِّيِّ فِي أَوِّل مَا يَجْرِي الماءُ فِي العُودِ، فَلَا يَزال} مائِداً مَا كَانَ رَطْباً.
(ورَجُلٌ) {مَأْدٌ} ويَمْؤُودٌ (وغُصْنٌ {مَأْدٌ} ويَمْؤُودٌ) : ناعِمٌ، وَهِي {مَأْدَةٌ} ويَمْؤُودَةٌ: شابَّةً ناعِمَةٌ. وَيُقَال للجارِية: إِنها {المَأْدَةُ الشَّبَابِ (وَهِي} يَمْؤُودٌ {ويَمْؤُودة. و) قيل: (} المَأْدُ: الناعِمُ من كُلِّ شيْءٍ) ، وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ:
{مَادُ الشَّبَابِ عَيْشَها المُخَرْفَجَا
غير مهموزٍ (و) } المَأْدُ (: النَّزُّ) الَّذِي يَظْهَرُ فِي الأَرْض (قَبْلَ أَنْ يَنْبَعَ) ، شامِيَّةٌ.
( {ويَمُؤود: بئرٌ) ، قَالَ الشَّمَّاخ:
غَدَوْنَ لَهَا صُعْرَ الخُدُودِ كَمَا غَدَتْ
عَلَى مَاءِ} يَمْؤودَ الدِّلاءُ النَّوَاهِزُ
(أَو) هُوَ اسْم (ع) ، قَالَه الجوهَرِيّ، وأَنشد للشَّمَّاخ:
فَظَلَّت {بِيَمُؤُودٍ كَأَنَّ عُيُونَها
إِلى الشَّمْسِ هَلْ يَدْنُو رُكِيٌّ نَوَاكِزُ
وَقَالَ زُهَيْر:
كَأَنَّ سَحِيلَهُ فِي كُلِّ فَجْرٍ
عَلَى أَحْسَاءِ} يَمْؤودٍ دُعَاءُ
قَالَ ابنِ سِيدَه فِي قولِ الشَمَّاخ:
عَلَى مَاءِ! يَمْؤودَ الدِّلاَءُ النَّواهِزُ
قَالَ: جعلَه اسْماً للبِئرِ فَلم يَصْرِفْه، قَالَ: وَقد يجوز أَن يُريد الموضِعَ وتَرك صَرْفهَ، لأَنه عنَى بِهِ البُقْعَةَ أَو الشَّبَكَةَ، قَالَ، أَعْنِي بالشَّبَكَةِ الآبارِ المُقْتَرِبَةَ بَعْضُهَا من بعضٍ.
( {وامْتَأَدَ) فلانٌ (خَيْراً) أَي (كَسَبَهُ) .
(وجَارِيَةٌ} مَأْدَة) شَابَّة (ناعِمَةٌ) ، {كَيَمُؤْودَةٍ.
(} والمَئِيدُ) كأَميرًّ، (: الناعِمُ) من الأَغصانِ {كالمائِدِ.
وغُصْن} مَأْدٌ: لَيِّنٌ ناعمٌ، وكذالك النَّبَاتُ، قَالَ الأَصمعيُّ: قيل لبعْضِ العَرب: أَصِبْ لنَا مَوْضِعاً. فَقَالَ رائدُهُم: وَجدْتُ مَكَانا ثَأْداً {مَأْداً.} ومَأْدُ الشَّبابِ: نَعْمَتُه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
غُصُونٌ مِيدٌ.
{المُمْأَدُ. كمُكْرَمٍ: المُرْتَوِي من النَّبَاتِ.
وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
ومَاكِدٍ} يَمْأَدُه مِنْ بَحْرهِ
يَضْفُو ويُبْدِي تَارَةً عَنْ قَعْرِهِ
فسَّرُوه وَقَالُوا:! يَمْأَدُه: يَأْخُذُه فِي ذالك الوَقْت.

العَيْنُ

العَيْنُ: الباصِرَةُ، مُؤَنَّثَةٌ
ج: أعْيانٌ وأعْيُنٌ وعُيونٌ، ويُكْسَرُ
جج: أعْيُناتٌ، وأهلُ البَلَدِ، ويُحَرَّكُ، وأهلُ الدارِ، والإِصابَةُ بالعَيْنِ، ط والإِصابَةُ في العَيْن ط، والإِنْسانُ،
ومنه: ما بها عَيْنٌ، أي: أحَدٌ،
ود لهُذَيْلٍ، والجاسُوسُ، وجَرَيانُ الماءِ،
كالعَيَنَانِ، محركةً، والجِلْدَةُ التي يَقَعُ فيها البُنْدُقُ من القَوْسِ، والجَماعَةُ، ويُحَرَّكُ، وحاسَّةُ البَصَرِ، والحاضِرُ من كلِّ شيءٍ، وحَقيقَةُ القِبْلَةِ، وحَرْفُ هِجاءٍ حَلْقِيَّةٌ مَجْهورَةٌ، ويَنْبَغِي أنْ تُنْعَمَ إبانَتُهُ، ولا يُبالَغَ فيه فَيَؤُولُ إلى الاسْتِكْراهِ،
وعَيَّنَها: كَتَبَها، وخِيارُ الشيءِ، ودَوائرُ رَقيقَةٌ على الجِلْدِ، والدَّيْدَبانُ، والدِّينارُ، والذَّهَبُ، وذاتُ الشيءِ، والرِّبا، والسَّيِّدُ، والسَّحابُ من ناحِيَةِ القِبْلَةِ، أو ناحِيَةِ قِبْلَةِ العِراقِ، أو عن يَمِينِها، والشمسُ، أو شُعاعُها،
وهو صَديقُ عَيْنٍ، أي: ما دُمْتَ تَراهُ، وطائِرٌ، والعَتيدُ من المالِ، والعَيْبُ،
وع بِبِلادِ هُذَيْلٍ،
وة بالشامِ تَحْتَ جَبَلٍ اللُّكامِ،
وة باليَمَنِ بِمِخْلافِ سِنْحانَ، وكبيرُ القَوْمِ، والمالُ، ومَصَبُّ ماءِ القَناةِ، ومَطَرُ أيَّامٍ لا يُقْلِعُ، ومَفْجَرُ ماءِ الرَّكِيَّةِ، ومَنْظَرُ الرَّجُلِ، والمَيَلُ في المِيزانِ، والناحِيَةُ، ونِصْفُ دانِقٍ من سَبْعَةِ دَنانيرَ، والنَّظَرُ، ونَفْسُ الشيءِ، ونُقْرَةُ الرُّكْبَةِ،
وواحِدُ الأعْيَانِ، للإِخْوَةِ من أبٍ وأُمٍّ،
وهذه الأُخْوَّةُ تُسَمَّى: المُعايَنَةَ، ويَنْبُوعُ الماءِ
ج: أعْيُنٌ وعُيونٌ.
ونَظَرَتِ البلادُ بعَيْنٍ أو بعَيْنَيْنِ: طَلَعَ نَباتُها.
وأنتَ على عَيْنِي، أي: في الإِكْرامِ والحِفْظِ جميعاً.
وهو عَبْدُ عَيْنٍ، أي: كالعَبْدِ ما دامَ تَراهُ.
ورأسُ عَيْنٍ أو العَينِ: د بين حَرَّانَ ونَصيبينَ. وهو: رَسْعَنِيُّ.
وعَيْنُ شَمْسٍ: ة بمِصْرَ.
وعَيْنُ صَيْدٍ،
وعَيْنُ تَمْرٍ،
وعَيْنُ أنَّى: مَواضِعُ.
ورجلٌ مِعْيانٌ وعَيُونٌ: شديدُ الإِصابةِ بالعَيْنِ
ج: عِينٌ، بالكسر وككتُبٍ. وما أعْيَنَهُ.
وصَنَعَ ذلك على عَيْنٍ وعَيْنَيْنِ،
وعَمْدَ عَيْنٍ،
وعَمْدَ عَيْنَيْنِ، أي: تَعَمَّدَهُ بِجِدٍّ ويَقينٍ.
وهاهو عَرْضُ عَيْنٍ، أي: قريبٌ.
وكذا هو مِنِّي عَيْنُ عُنَّةَ.
ولقِيتُه أوَّلَ عَيْنٍ: أوَّلَ شيءٍ.
وتَعَيَّنَ الإِبِلَ واعْتانَها وأعانَها: اسْتَشْرَفَها ليَعِينَها.
ولقِيتُه عِياناً، أي: مُعايَنَةً، لم يَشُكَّ في رُؤْيَته إياهُ.
ونَعِمَ الله بك عَيْناً: أنْعَمَها.
وعَيِنَ، كفَرِحَ، عَيْناً وعِينَةً، بالكسر: عَظُمَ سوادُ عَيْنِه في سَعَةٍ، فهو أعْيَنُ.
والعِينُ، بالكسر: بَقَرُ الوَحْشِ،
والأعْيَنُ: ثَوْرُهُ، ولا تَقُلْ: ثَوْرٌ أعْيَنُ.
وعُيونُ البَقَرِ: عِنَبٌ أسْوَدُ مُدَحْرَجٌ وإجَّاصٌ أسودُ.
والمُعَيَّنُ، كمُعَظَّمٍ: ثَوْبٌ في وشْيِهِ تَرابيعُ صِغارٌ كعُيونِ الوَحْشِ، وثَوْرٌ بين عَيْنَيْه سَوادٌ،
وفَحْلٌ من الثِّيرانِ م.
وبَعَثْنا عَيْناً يَعْتانُنا،
وـ لَنا،
ويَعِينُنا عَيانةً: يأْتِينا بالخَبَرِ.
والمُعْتانُ: رائدُ القومِ.
وابْنا عِيانٍ، ككتابٍ: طائرانِ، أو خَطَّانِ يَخُطُّهُما العائفُ في الأرضِ، ثم يقولُ: ابْنا عِيانٍ، أسْرِعَا البيانَ. وإذا عَلِمَ أن القامِرَ يفوزُ بِقِدْحِه، قيلَ: جَرَى ابْنا عِيانٍ.
والعِيانُ أيضاً: حديدةٌ في مَتاعِ الفَدَّانِ
ج: أعْيِنَةٌ وعُيُنٌ، بضمتين.
وماءٌ مَعْيونٌ ومَعِينٌ: ظاهِرٌ جارٍ على وجهِ الأرضِ.
وسِقاءٌ عَيِّنٌ، ككَيِّسٍ وتُفْتَحُ ياؤُه،
ومُتَعَيِّنٌ: سالَ ماؤُهُ، أو جديدٌ.
وعَيَّنَ: أخَذَ بالعِينةِ، بالكسر، أي: السَّلَفِ، أو أعْطَى بها،
وـ الشَّجَرُ: نَضِرَ، ونَوَّرَ،
وـ التاجِرُ: باعَ سِلْعَتَه بِثَمَنٍ إلى أجلٍ، ثم اشتراها منه بأقَلَّ من ذلك الثَّمَنِ،
وـ الحَرْبَ بَيْنَنا: أدارَها،
وـ اللُّؤْلُؤَةَ: ثَقَبَها،
وـ فلاناً: أخْبَرَهُ بِمَساويهِ في وجهِه،
وـ القِرْبَةَ: صَبَّ فيها الماءَ لتَنْسَدَّ عُيونُ الخُرَزِ.
والعِينةُ، بالكسر: السَّلَفُ، وخِيارُ المالِ، ومادَّةُ الحَرْبِ،
وـ من النَّعْجَةِ: ما حَوْل عَيْنَيْها.
وثَوْبُ عِينةٍ، مُضافةً: حَسَنُ المَرْآةِ.
والمَعانُ: المَنْزِلُ، ومَنْزِلَةٌ لحاجِّ الشامِ.
وعَيْنونُ، ويقالُ: عَيْنونَى: ة.
وعَيْنَيْنِ، بكسر العينِ وفتحِها، مُثَنًّى: جبلٌ بأُحُدٍ، قامَ عليه إبليسُ، عليه لَعْنَةُ الله تعالى، فَنادَى إِنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم، قد قُتِلَ،
وبفتح العين: ة بالبَحْرَيْنِ، منه خُلَيْدُ عَيْنَيْنِ.
وَعَيْنانِ: ع.
وعَيَّانُ، كجَيَّانَ: د.
وككتابةٍ: ع.
والعُيونُ، بالضم: د بالأنْدَلُسِ،
وة بالبَحْرَيْنِ. وكأَحْمَدَ وثُمامَة: حِصْنانِ باليمنِ.
والمَعِينةُ: ة.
والعَيْناءُ: الخَضْراءُ، والقِرْبَةُ المُتَهَيِّئَةُ للخَرْقِ، والنافِذَةُ من القوافِي، وبئْرٌ، وبالقَصْرِ: قُنَّةُ جَبَلِ ثَبِير، والصَّوابُ: بالمعجمةِ.
وذُو العَيْنِ: قَتادَةُ بنُ النّعْمانِ، رَدَّ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عَيْنَهُ السائِلَةَ على وَجْهِهِ، فكانَتْ أصَحَّ عَيْنَيْهِ.
وذُو العَيْنَيْنِ: مُعَاوِيَةُ بنُ مالِكٍ، شاعِرٌ فارِسٌ.
وذُو العُيَيْنَتَيْنِ: الجاسوسُ.
وتَعَيَّنَ الرَّجُلُ: تَشَوَّهَ، وتأنَّى ليُصيبَ شيئاً بعَيْنِهِ،
وـ فُلاناً: رآهُ يَقيناً،
وـ عليه الشيءُ: لَزِمَهُ بعَيْنِهِ.
وأبو عَيْنانِ: جَدُّ نَهارِ بنِ تَوْسِعَةَ.
وعبدُ الله ابنُ أعْيَنَ، كأحمدَ: مُحَدِّثٌ.
وابنُ مَعينٍ: في م ع ن.

الخيال

(الخيال) صَاحب الْخُيُول وفارسها (ج) خيالة
(الخيال) الشَّخْص والطيف وَمَا تشبه لَك فِي الْيَقَظَة والمنام من صُورَة وَصُورَة تِمْثَال الشَّيْء فِي الْمرْآة وَمن كل شَيْء مَا ترَاهُ كالظل وخشبة ينصب عَلَيْهَا كسَاء أسود فِي المزروعات يفزع بهَا الطير وَفِي مرابض الْغنم يفزع بهَا الذئاب وَمَا نصب فِي الأَرْض ليعلم أَنه حمى فَلَا يقرب وَإِحْدَى قوى الْعقل الَّتِي يتخيل بهَا الْأَشْيَاء (ج) أخيلة وخيلان
الخيال: أصله القوة المجردة كالصورة المتصورة في المنام وفي المرآة وفي القلب، ثم استعمل في صورة كل أمر متصور، وفي كل شخص دقيق يجري مجرى الخيال. والتخييل تصوير خيال الشيء في النفس، والتخيل تصور ذلك. والخيال كل شيء تراه كالظل. وخيال الإنسان في الماء والمرآة صورة مثاله. والخيال قوة تحفظ ما يدركه الحس المشترك من صور المحسوسات بعد غيبوبة المادة بحيث يشاهدها الحس المشترك كلما التفت إليها فهو خزانة للحس المشترك ومحله البطن الأول من الدماغ.
الخيال: قُوَّة مرتبَة فِي مُؤخر التجويف الأول من الدِّمَاغ تحفظ جَمِيع صور المحسوسات وتمثلها بعد الغيبوبة فيشاهدها الْحس الْمُشْتَرك عِنْد الِالْتِفَات إِلَيْهَا وَهِي خزانَة للحس الْمُشْتَرك وَإِنَّمَا جعلت خزانته فَقَط مَعَ أَن مدركات جَمِيع الْحَواس الظَّاهِرَة يختزن فِيهَا لِأَن محسوسات الْحَواس الظَّاهِرَة لَا تصل إِلَّا بعد وصولها إِلَى الْحس الْمُشْتَرك وتأديتها مِنْهُ إِلَيْهِ. وَأَيْضًا الْحَواس الظَّاهِرَة لَا تدركها بِسَبَب الاختزان بالخيال فَإِن إِدْرَاكهَا إِيَّاهَا يحْتَاج إِلَى إحساس جَدِيد من خَارج بِخِلَاف الْحس الْمُشْتَرك.
الخيال:
[في الانكليزية] Image ،imagination
[ في الفرنسية] Image ،imagination

بالفتح وتخفيف المثناة التحتانية وبالفارسية: بمعنى پندار، وما يرى في النوم من شخص أو صورة، أو في اليقظة ما يتخيّله الإنسان كما في المنتخب. وعند الحكماء يطلق على إحدى الحواس الباطنة وهو قوة تحفظ الصور المرتسمة في الحسّ المشترك إذا غابت تلك الصور عن الحواس الباطنة، ومحله مؤخّر التجويف الأول من التجاويف الثلاثة للدماغ عند الجمهور. وقال في شرح الإشارات كأنّ الروح المصبوب في البطن المقدّم هو آلة للحسّ المشترك والخيال إلّا أنّ ما في مقدم ذلك البطن أعني التجويف الأول أخص بالحسّ المشترك وما في مؤخّره أخصّ بالخيال. واستدلّوا على وجود الخيال بأنّا إذا شاهدنا صورة ثم ذهلنا عنها زمانا ثم نشاهد مرة أخرى نحكم عليها بأنّها هي التي شاهدناها قبل ذلك، فلو لم تكن تلك الصورة محفوظة فينا زمان الذهول لامتنع الحكم بأنّها هي التي شاهدناها قبل ذلك وإن شئت تمام التحقيق فارجع إلى شرح المواقف وغيره.
قال الصوفية الخيال أصل الوجود والذات الذي فيه كمال ظهور المعبود. ألا ترى إلى اعتقادك بالحق وأنّ له من الصفات والأسماء ما له آين وآين محل ذلك، فعلم أنّ الخيال أصل جميع العوالم لأنّ الحق هو أصل الأشياء، وذلك المحل هو الخيال، فثبت أنّ الخيال أصل العوالم بأسرها. ألا ترى إلى النبي صلى الله عليه وسلّم كيف جعل هذا المحسوس مناما، والمنام خيال حيث قال: (الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا) يعني تظهر عليهم الحقائق التي كانوا عليها في دار الدنيا، فيعرفون أنّهم كانوا نياما لأنّ الموت يحصل الانتباه الكلّي. فإذا الغفلة منسحبة على أهل البرزخ وأهل المحشر وأهل الجنة والنار إلى أن يتجلّى عليهم الحق في الكثيب الذي يخرجون إليه أهل الجنة، فيشاهدون الله تعالى.
وهذه الغفلة هي النوم. فكل العوالم أصلها خيال، ولأجل هذا يقيد الخيال بمن فيها من الأشخاص فكل أمة من الأمم مقيدة بالخيال في أي عالم كانت، فأهل الدنيا مقيدون بخيال معاشهم أو معادهم، وكلا الأمرين غفلة من الحضور مع الله، فهم نائمون. والحاضر مع الله هو المنتبه وعلى قدر حضوره مع الله يكون انتباهه من النوم. ثم أهل البرزخ نائمون لكن أخف من نوم أهل الدنيا، فهم مشغولون بما كان منهم وما هم فيه من عذاب أو نعيم، وهذا نوم لأنهم غافلون عن الله وكذلك أهل القيمة فإنهم لو وقفوا بين يدي الله للمحاسبة فإنهم مع المحاسبة لا مع الله، وهذا نوم لأنه غفلة عن الحضور، لكنهم أخف نوما من أهل البرزخ.
وكذلك أهل الجنة والنار فإنّ هؤلاء مع ما تنعّمــوا به وهؤلاء مع ما تعذّبوا به وهذا غفلة من الله لكنهم أيضا أخف نوما من أهل المحشر. فلا انتباه إلّا لأهل الأعراف ومن في الكثيب فقط فإنّهم مع الله، وعلى قدر تجلّى الحق عليهم يكون الانتباه حاصلا له. ومن حصل له في الدنيا بحكم تقديم ما تأخّر لأهل الجنة في الكثيب فتجلّى عليه الحق فعرفه فهو يقظان. ولذا أخبر سيّدنا أن الناس نيام. فإذا عرفت أنّ أهل كل عالم محكوم عليهم بالنوم، فاحكم على تلك العوالم جميعها أنّها خيال لأنّ النوم عالم الخيال كذا في الإنسان الكامل.

ويقول في كشف اللغات: يقولون: إنّ الخيال هو عالم المثال، وذلك هو البرزخ بين عالم الأرواح والأجسام. وقال الجنيد (البغدادي):
إني وجدت سبعين وليا يعبدون الله بوهم وخيال. والعبادة بالوهم والخيال تلك هي التي يقال لها: إنّها تكون بغير تمكين واستقامة ومشاهدة الحق ومعاينة حقيقة اليقين التي هي للخواص. وليست تلك المسيطرة على العوام بالوهم والخيال. نعوذ بالله منها. والخيال عند الشعراء هو: إيراد ألفاظ مشتركة تشتمل على معنين؛ أحدهما حقيقي والثاني مجازي. والمراد منهما هو المجازي وشرط أن يكون مجازا اصطلاحيّا مع إيراد لطيفة أو مثل، وكلّ منها شامل لمعنيين أحدهما حقيقي والآخر مجازي، والمراد منهما هو المجازي بينما يتطرّق الخيال للحقيقي. أي: أنّه من جهة تشاهد صورة المعنى ومن جهة أخرى يبدو الخيال، والمعنى منهما هو المراد.

والخيال نوعان: أحدهما خيال لطيف والثاني: خيال فتّان. وأمّا الخيال اللطيف فيكون بإيراد المجاز الاصطلاحي. ومثاله البيت التالي وترجمته:
عند ما بدت (الخضرة) ومجازا (اللّحية) على ذلك الصّديق الأحمر الشفة بلغت روحي إلى شفتي من هواء تلك الخضرة (اللحية) ما إن ظهرت اللّحية حتى صرت ميتا بسببها كأنّما من أجل قتلي طالت لحيته وفي هذا الرباعي (ريش كشيدن): ظهور اللّحية له معنيان الأوّل حقيقي وهو معلوم.
والثاني مجازي ومعناه تأكيد الفعل أي ظهوره وكونه معلوما وهو المراد. وهو أيضا يشير إلى المعنى الأصلي بطريق الخيال. والخيال الفاتن الجذاب هو أن يكون ممزوجا بنكتة لطيفة أو مثلا يضرب ومثاله:
إنّ بائعة اللّبن (الحليب) لها وجه جميل ومن ذلاقة لسانها (كلامها) يتساقط السّكر كالمطر حيثما ترى طفلا جميلا فورا تصب عليه اللبن (الحليب) فكلمة: تصب اللّبن لها معنيان أحدهما اصطلاحي وهو مثل والثاني: مفهوم الكلمات وهو حقيقي ولكن الخيال يمرّ به وهو لطيف مشهور. ومثال آخر:
إنّ شراب الفقاع خاصتي (الجعة) ازدادت جمالا وقد بلغت حدّ الكمال من الحسن واللطف ولكن يا للأسف ما إن يعطيها أحد دانقا حتى تتجشّأ باسمه في الحال في هذا الرباعي يوجد ضرب المثل ومعناه: التفاخر، وثمة معنى حقيقي وهو: ظهور الغازات من زجاجات الجعة وإليه الخيال يذهب، وثانيا يوجد معنى مجازي مصطلح وهو المراد أي التفاخر. كذا في جامع الصنائع.
والفرق بين الخيال والإيهام والتخييل سيذكر قريبا. 

الحلال

الحلال:
[في الانكليزية] Licit ،lawful ،permitted
[ في الفرنسية] Licite ،legal ،permis
بالفتح هو في الشرع ما أباحه الكتاب والسنة بسبب جائز مباح. وفي الطريقة ما لا بدّ فيه من العلم ولا يكون فيه شبهة كأكل هدايا الملوك والسلاطين. ما دام لا يعلم يقينا أنّها حرام فبعض العلماء أفتى بحلّها، ولكن علماء الطريقة يرون الامتناع عنها حتى يتأكّدوا تماما من كونها حلالا. كذا في مجمع السلوك. وفي خلاصة السلوك الحلال هو الذي قد انقطع عنه حقّ الغير. وقال سهل ما لا تعصى الله فيه.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: (من أكل الحلال أربعين يوما نوّر الله قلبه وتجري ينابيع الحكمة من قلبه) انتهى. قال ابن الحجر في شرح الأربعين للنووي في شرح الحديث السادس: الحلال ضد الحرام لغة وشرعا.
والحلال البيّن أي الظاهر هو ما نصّ الله تعالى ورسوله أو أجمع المسلمون على تحليله بعينه أو جنسه. ومنه أيضا ما لم يعلم فيه منع على أسهل القولين. والحرام البيّن ما نصّ أو أجمع على تحريمه بعينه أو جنسه، أو على أنّ فيه حدّا أو تعزيرا أو وعيدا. والمشتبه ما ليس بواضح.
الحلّ والحرمة مما تنازعته الأدلة وتجاذبته المعاني والأسباب، فبعضها يعضده دليل الحرام وبعضها يعضده دليل الحلال. ومن ثمّ فسّر أحمد وإسحاق وغيرهما المشتبه بما اختلف في حلّ أكله كالخيل أو شربه كالنبيذ أو لبسه كجلود السباع أو كسبه كبيع العينة. وفسّره أحمد مرّة باختلاط الحلال والحرام. وحكم هذا أنّه يخرج قدر الحرام ويأكل الحلال عند كثيرين من العلماء سواء قلّ الحرام أم كثر. ومن المشتبه معاملة من في ماله حرام. فالورع تركه مطلقا وإن جازت. وقيل واعتمده الغزالي إن كان أكثر ماله الحرام حرمت معاملته. ثم الحصر في الثلاثة صحيح لأنّه إن نصّ أو أجمع على الفعل فالحلال، أو على المنع جازما فالحرام، أو سكت عنه أو تعارض فيه نصّان ولم يعلم المتأخّر منهما فالمشتبه. وليس المراد بتعارضها تقابلها على جهة واحدة في الترجيح، فإنّ هذا كلام متناقض، بل المراد التعارض بحيث يتخيّل الناظر في ابتداء نظره فإذا حقّق فكره رجح.
والمشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس لتعارض الأدلّة. وأمّا العلماء فيعرفون حكمها بنصّ أو إجماع أو قياس أو استصحاب ونحوها. فإذا تردّد شيء بين الحلّ والحرمة ولم يكن فيه نصّ ولا إجماع اجتهد المجتهد فيه وأخذ بأحدهما بالدليل الشرعي فيصير حلالا أو حراما. وقد يكون دليله غير خال عن الاحتمال فيكون الورع تركه. وما لم يظهر لمجتهد فيه شيء فهو باق على اشتباهه بالنسبة إلى العلماء وغيرهم، كشيء وجده في بيته ولم يدر هل هو له أو لغيره، وحينئذ اختلفوا فيما يأخذ به، فقيل بحلّه والورع تركه، وقيل بحرمته لأنّه يوقع في الحرام، وقيل لا يقال فيه واحد منهما، قال القرطبي والصواب الأوّل. قال المصنف أي النووي الظاهر أنّ هذا الخلاف مخرّج على الخلاف في الأشياء قبل ورود الشرع وفيه أربعة مذاهب. الأول وهو الأصح أنّه لا يحكم بتحليل ولا تحريم ولا إباحة ولا غيرها، لأنّ التكليف عند أهل الحق لا يثبت إلّا بالشرع.
والثاني أنّ الحكم الحلّ والإباحة. قال القرطبي دليل الحلّ أنّ الشرع أخرجها من قسم الحرام، وأشار إلى أنّ الورع تركها بقوله: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك). وممن عبّر بأنّها حلال يتورّع عنها أراد بالحلال مطلق الجائز الشامل للمكروه بدليل قوله: (يتورّع عنها) لا المباح المستوي الطرفين لأنّه لا يتصوّر فيه ورع ما داما مستويين، بخلاف ما إذا ترجّح أحدهما. فإن كان الراجح الترك كره أو الفعل نذب. والثالث المنع. والرابع التوقّف. ولقد أطنب ابن الحجر هاهنا الكلام وذكر أقسام المشتبهات مفصلا.
فمن أراد فليرجع إلى شرحه المذكور.
وقال العيني في شرح البخاري في كتاب العلم في شرح هذا الحديث بعد ذكر أكثر الأقوال المذكورة: فحصل لنا مما تقدّم ذكره أنّ في المتشابهات المذكورة في الحديث التي ينبغي اجتنابها أقوالا. أحدها أنّها التي تعارضت فيها الأدلة فاشتبهت، فمثل هذا يجب فيه الوقف إلى الترجيح لأنّ الإقدام على أحد الأمرين من غير رجحان الحكم بغير دليل محرم. وثانيها أنّها المكروهات وهو قول الخطابي والمازري وغيرهما ويدخل فيه مواضع اختلاف العلماء.
وثالثها أنّها المباحات. وقال بعضهم هي حلال يتورّع عنها، وقد ردّه القرطبي واختار القول الثاني. فإن قيل هذا يؤدّي إلى رفع معلوم من الشرع وهو أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء بعد وأكثر أصحابه عليهم السلام كانوا يزهدون في الــتنعّم في المآكل وغيره. قلت ذلك محمول على موجب شرعي اقتضى ترجيح الترك على الفعل فلم يزهدوا في مباح، لأنّ حقيقته التساوي، بل في أمر مكروه. ولكن المكروه تارة يكرهه الشرع من حيث هو وتارة يكرهه لأنّه يؤدّي إليه كالقبلة للصائم فإنّها مكروهة لما يخاف منها من إفساد الصوم. وقد اختلف أصحاب الشافعي رحمه الله في ترك الطّيب وترك لبس الناعم، فقيل ليس بطاعة وقيل إنّه طاعة. وقال ابن الصّبّاغ يختلف ذلك باختلاف أحوال الناس وتفرّغهم للعبادة واشتغالهم بالضيق والسعة. وقال الرافعي من أصحابنا هو الصواب. وأما ما يخرج إلى باب الوسوسة من تجويز الأمر البعيد، فهذا ليس من الشبهات المطلوب اجتنابها، كترك النكاح من نساء بلدكم خوفا عن أن يكون له فيها محرم بنسب أو رضاع أو مصاهرة، وترك استعمال ماء لجواز عروض النجاسة، إلى غير ذلك ممّا يشتبه بهذا بأن يكون سبب التحريم فيه مجرّد توهّم ليس من الورع. قال القرطبي الورع في مثل هذا وسوسة شيطانية إذ ليس فيه من معنى الشّبهة شيء، وسبب الوقوع في ذلك عدم العلم بالمقاصد الشرعية انتهى. ويجيء ما يتعلّق بهذا في لفظ الشبهة والورع. 
الحلال: ما انتفى عن حكم التحريم فينتظم بذلك ما يكره، وما لا يكره ذكره الحرالي.

وقال غيره: ما لا يعاقب عليه. وأصل الحل حل العقدة ومنه {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} ، وحللت نزلت، من حل الأحمال عند النزول ثم جرد استعماله للنزول فقيل حل حلولا نزل، وأحله غيره، وحل الدين انتهى أجله فوجب اداؤه. والمحلة محل النزول. وعن حل العقدة استعير قولهم حل الشيء حلا. والحلائل النساء، والحليل: الزوج، والحليلة: الزوجة، إما لحل كل منهما الآخر أو لنزوله معه. والحلة إزار ورداء. الإحليل مخرج البول لكونه محلول العقدة.

التناسخ

التناسخُ: هي المناسخةُ وسيأتي، وأيضاً التناقلُ يعني تداولُ الأيدي بالبياعات وعند الحكماء: انتقال النفس الناطقة من بدن إلى بدن آخر.
(التناسخ) تناسخ الرّوح عقيدة شاع أمرهَا بَين الهنود وَغَيرهم من الْأُمَم الْقَدِيمَة مؤداها أَن روح الْمَيِّت تنْتَقل إِلَى حَيَوَان أَعلَى أَو أقل منزلَة لــتنعم أَو تعذب جَزَاء على سلوك صَاحبهَا الَّذِي مَاتَ وَأَصْحَاب هَذِه العقيدة لَا يَقُولُونَ بِالْبَعْثِ
التناسخ: تعلق الروح بالبدن بعد المفارقة من بدن آخر بغير تخلل زمن بين التعلقين. وتناسخ الأزمنة والقرون تتابعها وتداولها لأن كل واحد ينسخ حكم ما قبله ويثبت الحكم لنفسه والذي يأتي بعده ينسخ حكم ذلك الثبوت ويغيره إلى حكم يختص به. ومنه تناسخ الورثة لأن الميراث لا يقسم على حكم الميت الأول بل الثاني وكذا ما بعده.
التناسخ: تعلق الرّوح بِالْبدنِ بعد الْمُفَارقَة من بدن آخر من غير تخَلّل. زمَان بَين التعلقين للتعشق الذاتي بَين الرّوح والجسد وَقَالَ الذاهبون إِلَى التناسخ إِنَّمَا تبقى مُجَرّدَة عَن الْأَبدَان النُّفُوس الْكَامِلَة الَّتِي خرجت كمالاتها من الْقُوَّة إِلَى الْفِعْل. وَلم يبْق لَهَا شَيْء من الكمالات الممكنة بِالْقُوَّةِ فَصَارَت طَاهِرَة عَن جمع العلائق الجسمانية وتخلصت إِلَى عَالم الْقُدس. وَأما النُّفُوس النَّاقِصَة الَّتِي بَقِي شَيْء من كمالاتها بِالْقُوَّةِ فَإِنَّهَا تَتَرَدَّد فِي الْأَبدَان الإنسانية وتنقل من بدن إِلَى بدن آخر حَتَّى تبلغ النِّهَايَة فِيمَا هُوَ كَمَال لَهَا من علومها وأخلاقها فَحِينَئِذٍ تبقى مُجَرّدَة مطهرة عَن التَّعَلُّق بالأبدان وَيُسمى هَذَا الِانْتِقَال نسخا. وَقيل رُبمَا تنزلت من الْبدن الإنساني إِلَى بدن حَيَوَان يُنَاسِبه فِي الْأَوْصَاف كبدن الْأسد للشجاع والأرنب للجبان وَيُسمى مسخا. وَقيل رُبمَا تنزلت إِلَى الْأَجْسَام النباتية وَيُسمى رسخا. وَقيل إِلَى الجمادية كالمعادن والبسائط وَيُسمى فسخا. وَقيل إِنَّهَا تتَعَلَّق بِبَعْض الأجرام السماوية للاستكمال.
التناسخ:
[في الانكليزية] Metempsychosis ،transmigration of the souls ،to die before having one's part of inheritance
[ في الفرنسية] Metempsychose ،transmigration des ames ،mourir sans es partager l'heritage
هو عند أهل الفرائض نقل نصيب بعض الورثة بموته قبل القسمة إلى من يرث منه ويسمّى مناسخة أيضا كما في الشريفي، وطريق عمله مشهور مذكور في كتب علم الفرائض.
وعند الحكماء انتقال النفس الناطقة من بدن إلى بدن آخر. اعلم أنّ أهل التناسخ المنكرين للمعاد الجسماني يقولون إنّ النفوس الناطقة إنما تبقى مجرّدة عن الأبدان إذا كانت كاملة بحيث لم يبق شيء من كمالاتها بالقوة فصارت طاهرة عن جميع العلائق البدنية أي الجسمانية، فتخلّصت ووصلت إلى عالم القدس. وأما النفوس التي بقي شيء من كمالاتها بالقوة فإنّها تردد الأبدان الإنسانية وتنتقل من بدن إلى بدن آخر حتى تبلغ النهاية فيما هو كمالها من علومها وأخلاقها، فحينئذ تبقى مجرّدة مطهّرة عن التعلّق بالأبدان، ويسمّى هذا الانتقال نسخا. وقيل ربما نزلت من البدن الإنساني إلى بدن حيوان يناسبه في الأوصاف كبدن الأسد للشجاع والأرنب للجبان، ويسمّى هذا الانتقال مسخا.
وقيل ربما نزلت إلى الأجسام النباتية ويسمّى رسخا. وقيل إلى الجمادية كالمعادن والبسائط ويسمّى فسخا. قالوا هذه التنزلات المذكورة هي مراتب العقوبات وإليها الإشارة بما ورد من الدّركات الضيقة في جهنم. وقالوا إنّ النفس في جميع مراتب التنزلات المذكورة تردّد في الأجسام حتى تنتقل إلى بدن الإنسان، وتردّد في الأمم حتى أن تبلغ فيما هو كمالها من العلوم والأخلاق فتتخلص من الأبدان كلها. وقد يقال النفوس الكاملة تتصل بعالم العقول والمتوسطة بأجرام سماوية أو أشباح مثالية لبقاء حاجتها إلى الاستكمال والناقصة بأبدان حيوان يناسبه إلى أن تتخلّص من الظلمات. وهذا كله رجم بالظّن بناء على قدم النفوس وتجرّدها. هذا كله خلاصة ما في شرح المواقف وتهذيب الكلام والعلمي. قال الإمام الرازي في التفسير الكبير في سورة الأنعام: ذهب القائلون بالتناسخ إلى أنّ الأرواح البشرية إن كانت سعيدة مطيعة لله تعالى موصوفة بالمعارف الحقّة والأخلاق الطاهرة فإنها بعد موتها تنتقل إلى أبدان الملوك، وربما قالوا إنها تنتقل إلى مخالطة عالم الملائكة. وأمّا إن كانت شقية جاهلة عاصية فإنها تنتقل إلى أبدان الحيوانات المناسبة لها، واحتجوا بقوله تعالى وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ لأنّ لفظ المماثلة يقتضي حصول المساواة في جميع الصفات الذاتية. ثم إنّ القائلين بهذا القول زادوا عليه وقالوا أرواح الحيوانات كلها عارفة بربها، وبما يحصل لها من السعادة والشقاوة، والله تعالى أرسل إلى كل جنس منها رسولا من جنسها لأنه يثبت بهذه الآية أنّ الدواب والطيور أمم، ثم إنّه تعالى قال وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ. فهذا تصريح بأنّ لكل طائفة من هذه الحيوانات رسولا أرسل إليه. والجواب أنه يكفي في حصول المماثلة المساواة في بعض الصفات، فلا حاجة إلى إثبات ما ذكره أهل التناسخ.

الإنعام

(الإنعام) الْعَطاء والعطية
الإنعام: إيصال الإحسان إلى الغير، ولا يقال إلا إذا كان الموصل إليه من الناطقين، النعيم: النعمة الكثيرة. والــتنعم: تناول ما فيه نعمة وطيب عيش. والنعم مختص به الإبل سميت به لكونها عندهم من أعظم النعم، والأنعام: للإبل والبقر والغنم.
الإنعام: إيصال الإحسان إلى الغير، ولا يقال إلا إذا كان الواصل إليه ناطقا فلا يقال: أنعم زيد على فرسه، ذكره الراغب. وقال ابن الكمال: الإنعام نفع العالي من دونه بأمر عظيم خاليا من العوض والتبعة. قال: ولما كان الكفار من جملة من أنعم الله عليهم كما يصرح به {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} . عقب في الفاتحة قوله {الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} .

رَوِيَ

رَوِيَ
الجذر: ر و ي

مثال: رَوِيتُ الزرعَ
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لاستعمال الفعل متعديًا وهو لازم.

الصواب والرتبة: -رَوِيَ الزرعُ [فصيحة]-رَوَيْتُ الزرعَ [فصيحة]
التعليق: الفعل «رَوِي» لازم. أما إذا أريد معنى التعدية فإنه يستخدم الفعل «روَى».
رَوِيَ من الماءِ واللَّبَنِ، كَرَضِيَ، رَيًّا ورِيًّا ورَوَى، وتَرَوَّى وارْتَوَى، بمَعْنًى،
وـ الشَّجَرُ: تَنَعَّمَ،
كَتَرَوَّى، والاسْمُ: الرِّيُّ، بالكسر، وأرْوانِي، وهو رَيَّانُ، وهي رَيَّا
ج: رِواءٌ.
وماءٌ رَوِيٌّ ورِوَى ورواءٌ، كغَنِيٍّ وإلَى وسَماءٍ: كَثيرٌ مُرْوٍ.
والرَّاوِيَةُ: المَزَادَةُ فيها الماءُ، والبَعيرُ، والبَغْلُ، والحِمارُ يُسْتَقَى عليه.
رَوَى الحديثَ، يَرْوِي رِوايَةً وتَرَوَّاهُ، بمَعْنًى، وهو رَاوِيَةٌ للمُبالَغَةِ،
وـ الحَبْلَ: فَتَلَهُ، فارْتَوَى،
وـ على أهْلِهِ،
وـ لهم: أتاهُم بالماءِ،
وـ على الرَّحْلِ: شَدَّهُ على البَعيرِ لِئَلاَّ يَسْقُطَ،
وـ القَوْمَ: اسْتَقَى لَهم.
ورَوَّيْتُه الشِّعْرَ: حَمَلْتُه على رِوايته،
كأَرْوَيْتُه،
وـ في الأمْرِ: نَظَرْتُ، وفَكَّرْتُ، والاسْمُ: الرَّوِيَّةُ.
ويَوْمُ التَّرْوِيَةِ، لأَنَّهُمْ كانوا يَرْتَوُونَ فيه من الماءِ لِما بَعْدُ، أو لأَِنَّ إبراهيمَ، عليه السلامُ، كانَ يَتَرَوَّى ويَتَفَكَّرُ في رُؤْياهُ فيه، وفي التاسِعِ عَرَّفَ، وفي العاشِرِ اسْتَعْمَلَ.
والرَّوِيُّ: حَرْفُ القافِيَةِ، وسَحابَةٌ عَظِيمَةُ القَطْر، والشُّرْبُ التَّامُّ.
والرَّاوِي: مَن يَقومُ على الخَيْلِ.
وجَبَلُ الرَّيَّانِ: بِبلادِ طَيِّئٍ، لا يَزالُ يَسِيلُ منه الماءُ، وجَبَلٌ آخَرُ أسْوَدُ عَظيمٌ بِبلادِهِم،
وة بِنَسا، منها محمدُ ابنُ أحمدَ بنِ أبِي عَوْنٍ، وغَلِطَ من خَفَّفَهُ، وأُطُمٌ بالمَدينَةِ، ووادٍ بِحِمَى ضَرِيَّةَ، وجَبَلٌ بدِيارِ بَنِي عامِرٍ،
وة باليَمامَةِ، ومَحَلَّةٌ ببَغْدادَ، منها: هِبَةُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ المَعْرُوفُ بابنِ التَّلِّ، وعبدُ اللهِ بنُ مَعالِي،
وع قُرْبَ مَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ.
ورَيَّانُ الراسِبيُّ، وابنُ مُسْلِمٍ،
وحَجَّاجُ بنُ رَيَّانَ،
وعُمَرُ بنُ يُوسُفَ بنِ رَيَّانَ: مُحَدِّثُونَ.
وغالِبُ مَن سُمِّيَ به إنَّما يُذْكَرُ بأَلْ سِواهُمْ.
والرَّيَّا: الريحُ الطَّيِّبَةُ.
والأرْوِيَّةُ، بالضمِ والكسر: أُنْثَى الوُعولِ، وثَلاثُ أرَاوِيَّ إلى العَشْرِ، والكثيرُ أَرْوَى، أو هو اسْمٌ للجَمْعِ.
والمَرْوَى: ع بالبادِيَةِ.
وتَرَوَّتْ مَفَاصِلُه: اعْتَدَلَتْ، وغَلُظَتْ،
كارْتَوَتْ.
والرَّواءُ، كسَماءٍ: بِئْرُ زَمْزَمَ. وككِساءٍ: حَبْلٌ يُشَدُّ به المَتاعُ على البَعيرِ
ج: الأَرْوِيَةُ،
كالمِرْوَى، بالكسر
ج: مَراوَِي.
والرَّوُّ: الخِصْبُ.
وأرْوَى: ة بمَرْوَ، وهو: أرْواوِيٌّ، وماءٌ بطَرِيقِ مكةَ، شَرَّفَها اللهُ تعالى، قُرْبَ الحاجِرِ.
ورُواوَةُ، بالضم: ع قُرْبَ المَدِينَةِ.
والرُّوَيَّةُ، كسُمَيَّةَ: ماءٌ.
والمُرَوَّى، كمُعَظَّمٍ: ع.

الرَّفاهَةُ

الرَّفاهَةُ والرَّفاهِيَةُ، مُخَفَّفَةً،
والرُّفَهْنِيَةُ، كبُلَهْنِيةٍ: رَغَدُ الخِصْبِ، ولينُ العَيْشِ.
رَفُهَ عَيْشُه، ككَرُمَ، فهو رَفِيهٌ ورافِهٌ ورَفْهانُ ومُتَرَفِّهٌ: مُسْتَرِيحٌ مُــتَنَعِّمٌ. وأرْفَهَهُم الله تعالى ورَفَّهَهُم تَرْفيهاً.
ورَفَهَ الرَّجُلُ، كَمَنَعَ، رَفْهاً، ويُكْسَرُ، ورُفُوهاً: لانَ عَيْشُه،
وـ الإِبِلُ: وَرَدَتِ الماءَ مَتَى شاءَتْ، وإبلٌ رَوافِهُ، وأرْفَهْتُها ورَفَّهْتُهَا.
وأرْفَهُوا: رَفَهَتْ ماشِيَتُهُم،
وـ المالُ: أقامَ قَرِيباً من الماءِ،
وـ الرجلُ: ادَّهَنَ كُلَّ يومٍ، ودَاوَمَ على أكْلِ النَّعيمِ،
وـ عِنْدَنا: اسْتَراحَ،
كاسْتَرْفَهَ.
والرُّفَهُ، كصُرَدٍ: التِّبْنُ، وبالكسر: صِغارُ النَّخْلِ.
والرَّفَهَةُ، محرَّكةً: الرحمةُ، والرَّأفَةُ.
وهو رافِهٌ به: راحِمٌ له.
وبَيْنَنا ليلةٌ رافِهَةٌ،
ولَيالٍ رَوافِهُ: لَيِّنَةُ السَّيْرِ.
ورَفَّهَ عَنِّي تَرْفيهاً: نَفَّسَ.

النَّغَمُ

النَّغَمُ، محرَّكةً، وتُسَكَّنُ: الكلامُ الخَفِيُّ، الواحدةُ: بهاء.
ونَغَمَ في الغِناء، كضرب ونَصَرَ وسَمِعَ،
وتَنَعَّمَ.
ونَغَمَ في الشَّرابِ، كنَغَبَ.
والنُّغْمَةُ، بالضم: الجُرْعَةُ
ج: كصُرَدٍ، وقد نغَمَ نَفَساً.

الخَدْفُ

الخَدْفُ: سُرْعَةُ المَشْيِ، وتَقارُبُ الخَطْوِ، وسُكَّانُ السَّفينَةِ.
وخَدَفَ يَخْدِفُ: تَنَعَّمَ،
وـ السَّماءُ بالثَّلْجِ: رَمَتْ به.
واخْتَدَفَهُ: اخْتَطَفَه، واخْتَلَسَه،
وـ الثوبَ: قَطَعَه،
كخَدَفَهُ يَخْدِفُهُ خَدْفاً.
والخِدَفُ، كعِنَبٍ: خِرَقُ القَميصِ، واحدَتُها: خِدْفَةٌ.

البَضُّ

البَضُّ: الرَّخْصُ الجَسَدِ، الرقيقُ الجِلْدِ، المُمْتَلِئُ، وهي: بهاءٍ، واللَّبَنُ الحامِضُ،
كالبَضَّةِ.
وجاريةٌ بَضيضَةٌ وباضَةٌ وبَضْباضَةٌ: بَضَّةٌ.
وبئرٌ بَضوضٌ: يَخْرُجُ ماؤُها قليلاً قليلاً
ج: بِضاضٌ.
وما في البئرِ باضُوضٌ: بَلَلَةٌ.
وما في السِّقاءِ بُضاضَةٌ، بالضم،
وبَضيضةٌ: يَسيرُ ماءٍ.
والبَضيضةُ: المَطَرُ القليلُ، ومِلْكُ اليَدِ.
وبَضَّ الماءُ يَبِضُّ بَضًّا وبُضوضاً وبَضيضاً: سالَ قليلاً قليلاً،
وـ له: أعْطاهُ قليلاً، كأَبَضَّ.
والبَضَضُ، محركةً: الماءُ القليلُ. و"ما يَبِضُّ حَجَرُهُ": مَثَلٌ للبَخيلِ.
وبَضَّ أوْتارَهُ: حَرَّكَها لِيُهَيِّئَها للضَّربِ.
وما عَلَّمَكَ أهْلُكَ إلاَّ مِضًّا وبِضًّا،
ومِيضاً وبِيضاً، بِكَسْرِهِنَّ: وهو أن يُسألَ عن الحاجَةِ، فَيَتَمَطَّقَ بِشَفَتَيْهِ.
والبَضْباضُ: الكَمْأَةُ.
ورجُلٌ بُضابضٌ، بالضم: قويٌّ.
وبَضَّضَ تَبْضيضاً: تَنَعَّمَ.
وابْتَضَضْتُ نَفْسي له: اسْتَزَدْتُها له،
(وـ القَوْمَ: اسْتَأصَلْتُهم.
وتَبَضْبَضْتُهُ: أخَذْتُ كُلَّ شيءٍ له) ،
وـ حَقِّي منه: اسْتَنْظَفْتُهُ قليلاً قليلاً.

الدَّقْرُ

الدَّقْرُ والدَّقْرَةُ والدَّقِيرَةُ والدَّقَرَى، كجَمَزَى: الرَّوضَةُ الحسناءُ العَميمَةُ النباتِ.
والدُّقْرانُ، بالضم: خُشْبٌ يُعَرَّشُ بها الكَرْمُ، واحِدتُهُ: بهاءٍ، وكسَلْمانَ: وادٍ قُرْبَ وادِي الصَّفْراءِ.
والدَّوْقَرَةُ: بُقْعَةٌ بين الجبالِ لا نباتَ فيها.
ودَقِرَ، كفَرِحَ: امْتَلأَ من الطعامِ،
وـ المكانُ: صارَ ذا رِياضٍ ونَدًى،
وـ الرجلُ: قاءَ من المَلْءِ،
وـ النباتُ: كثُرَ وتَنَعَّمَ.
والدِّقْرارَةُ، بالكسر: النَّميمَةُ، والمُخالَفةُ،
كالدُّقْرُورة، وعادَةُ السَّوْءِ، والنَّمَّامُ، والدَّاهيةُ، والتُّبَّانُ،
كالدِّقْرارِ، والسَّراويلُ،
كالدّقْرُورِ والدُّقْرُورة، والخُصومَةُ، والرجلُ القصيرُ، والكلامُ القبيحُ، جمعُ الكُلِّ: دَقارِيرُ.
ودِقْرَةُ، بالكسر: أُمُّ عبدِ الرحمنِ بنِ أُذَيْنَةَ تابعيةٌ.

مَعَدَ

(مَعَدَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «تَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِنُوا» هَكَذَا يُرْوَى مِنْ كَلَامِ عُمَرَ، وَقَدْ رفَعه الطَّبرانيُّ فِي «المُعْجَم» عَنْ أَبِي حَدْرَدٍ الأسْلَمي، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
يُقَالُ: تَمَعْدَدَ الغلامُ، إِذَا شَبَّ وغَلُظَ. وَقِيلَ: أَرَادَ تَشَبَّهوا بعَيْشِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ. وَكَانُوا أهلَ غِلَظٍ وَقَشف: أَيْ كُونُوا مثْلَهم ودَعُوا الــتَّنَعُّم وزِيَّ العَجَم.
وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «عَلَيْكُمْ باللِّبْسَة المَعَدِّيَّة» أَيْ خُشُونة اللِباس.

مَدَنَ

(مَدَنَ)
- فِيهِ ذِكْرُ «مَدَان» بِفَتْحِ الْمِيمِ، لَهُ ذِكر فِي غَزْوة زَيْدِ بْنِ حارثةَ بَنِي جُذام.
وَيُقَالُ لَهُ: فَيْفاء مَدَان، وَهُوَ وادٍ فِي بِلَادِ قُضاعة.
مَدَنَ: أقامَ، فِعْلٌ مُماتٌ،
ومنه: المدينَةُ، لِلْحِصْنِ يُبْنَى في أُصْطُمَّةِ أرْضٍ
ج: مَدائِنُ ومُدُنٌ ومُدْنٌ.
ومَدَنَ: أتَاها.
والمدينةُ: الأَمَةُ وسِتَّةَ عَشَرَ بَلَداً.
ومَدَّنَ المَدَائِنَ تَمْديناً: مَصَّرَها.
ومَدْيَنُ: قَرْيَةُ شُعَيْب عليه السلامُ،
والنِّسْبَةُ إلى مَدِينَةِ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم: مَدَنِيٌّ،
وإلى مَدينَةِ المَنْصورِ وأَصْفَهانَ وغَيْرِهِما: مَدِينِيٌّ،
أو الإِنْسانُ: مَدَنِيُّ،
والطَّائِرُ ونَحْوُه: مَدِينِيٌّ.
وأنا ابنُ مَدِينَتِها: ابنُ بَجْدَتِها.
والمَدَائِنُ: مَدينَةُ كِسْرَى قُرْبَ بَغْدادَ، سُمِّيَتْ لِكِبرِها.
والمَدانُ، كَسَحابٍ: صَنَمٌ. وكأَميرٍ: الأسَدُ. والمِيْدانُ: في م ي د.
وتَمَدْيَنَ: تَنَعَّمَ.

صَفِرَ

(صَفِرَ)
(هـ) فِيهِ «لَا عَدْوَى وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر» كَانَتِ العَرَب تزعُم أَنَّ فِي البَطْن حيَّةً يُقَالُ لَهَا الصَّفَر، تُصِيب الْإِنْسَانَ إِذَا جَاع وتُؤْذِيه، وأنَّها تُعْدِي، فأبطَل الإسلامُ ذَلِكَ. وَقِيلَ أرادَ بِهِ النَّسِيء الَّذِي كَانُوا يَفْعلُونه فِي الجاهليَّة، وهو تأخيرُ المُحرَّم إلى صَفَر، ويجعَلُون صَفَر هو الشهرَ الحرامَ، فأبطَله. (هـ) وَمِنَ الْأَوَّلِ الْحَدِيثُ «صَفْرَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خيرٌ مِنْ حُمْر النَّعَم» أَيْ جَوعَة. يُقَالُ:
صَفِرَ الوَطْب إِذَا خَلا مِنَ اللَّبن.
(هـ) وَحَدِيثُ أَبِي وَائِلٍ «أنَّ رجُلا أصابَه الصَّفَر فَنُعِتَ لَهُ السَّكَر» الصَّفَر: اجْتِمَاعُ الْماءِ فِي البَطْن، كَمَا يعْرِض للمُستَسْقي. يُقَالُ: صُفِرَ فَهُوَ مَصْفُور، وصَفِرَ صَفَراً فَهُوَ صَفِرٌ. والصَّفَر أَيْضًا: دُودٌ يقَع فِي الكبِد وشَراسِيف الأضلاعِ، فيَصْفَرُّ عَنْهُ الإنسانُ جِدًّا، ورُبَّما قَتله.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ «صِفْرُ ردائِها ومِلءُ كِسَائِها» أَيْ أَنَّهَا ضَامِرة البَطْن، فكأنَّ رِداءها صِفْر: أَيْ خالٍ. والرِّداء يَنْتَهي إِلَى البَطْن فَيَقَعُ عَلَيْهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَصْفَرُ البُيوت مِنَ الخَيْر البَيْتُ الصِّفْر مِنْ كِتَابِ اللَّهِ» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «نَهَى فِي الْأَضَاحِيِّ عَنْ المُصْفَرَة» وَفِي رِوَايَةٍ «المَصْفُورَة» قِيلَ: هِيَ المُسْتَأصَلَة الْأُذُنِ، سُمَيّت بِذَلِكَ لِأَنَّ صِمَاخَيْهَا صَفِرَا مِنَ الأذُن: أَيْ خَلَوَا. يُقَال صَفِرَ الإناءُ إِذَا خَلاَ، وأَصْفَرْتُهُ إِذَا أخْلَيته. وَإِنْ رُوْيَت «المُصَفَّرَة» بِالتَّشْدِيدِ فَلِلتَّكْثِيرِ. وَقِيلَ هِيَ المهزُولة لخلوَّها مِنَ السَمّن.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: رَوَاهُ شَمِرٌ بالغَين، وفسَّره عَلَى مَا فِي الْحَدِيثِ، وَلَا أعْرِفه. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ. هُوَ مِنَ الصَّغار، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهم لِلذَّلِيلِ: مجَّدْع ومُصلّم.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «كَانَتْ إِذَا سُئلت عَنْ أكْل كُلِّ ذِي نَابِ مِنَ السِّباع قَرَأت «قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ» الْآيَةَ. وَتَقُولُ: إِنَّ البُرْمَة ليُرَى فِي مائِها صُفْرَة» تَعْنِي أَنَّ اللَّهَ حَرْمَ الدَمَ فِي كِتَابِه. وَقَدْ تَرَخَّصَ النَّاس فِي ماءِ اللحْم فِي القِدر، وَهُوَ دَمٌ، فكَيف يُقْضَي عَلَى مَا لَمْ يُحَرْمُه اللَّهُ بالتَحْرِيم. كأنَّها أرَادَت أَنْ لَا تَجْعل لحُوم الَسّبَاعِ حَرَامَاً كالدَمِ، وَتَكُونُ عِنْدَهَا مكْرُوهة، فإنَّها لَا تَخْلو أَنْ تكونَ قَدْ سَمِعْتُ نَهْي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ «قَالَ عُتْبَة بْنُ رَبِيعَةَ لِأَبِي جَهْلٍ: يَا مُصَفِّرَ اسْتِهِ» رمَاه بالأُبْنَة، وأنَّه كَانَ يُزَعْفِر استَهُ. وَقِيلَ هِيَ كَلِمَةٌ تُقَالُ للمُــتَنَعّم المُتْرَفِ الَّذِي لَمْ تُحَنّكُه التَجَارُب والشَّدائد. وقِيْل أرادَ يَا مُضَرِّط نَفْسُه، مِنَ الصَّفِير، وَهُوَ الصَّوتُ بالفَمِ والشَّفَتَيِنِ، كأنَّه قَالَ: يَا ضَرَّاط. نَسَبه إِلَى الجُبْن والخَوَر .
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ سَمِعَ صَفِيره» .
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ صَاَلح أهَل خَيْبَر عَلَى الصَّفْرَاء والبيْضَاءِ والحَلْقَة» أَيْ عَلَى الذَهَبِ والفِضَةِ والدُّروع.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «يَا صَفْرَاء اصْفَرِّي وَيَا بَيْضَاءُ إبْيَضِّي» يُريد الذَهَبَ والفِضَة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «اغْزُوا تَغْنَمُوا بَنات الأَصْفَر» يَعْني الرومَ، لِأَنَّ أبَاهم الأُول كَانَ أَصْفَر اللَّون. وَهُوَ رُوم بْنُ عيصو بن إسحاق بْنِ إِبْرَاهِيمَ.
وَفِيهِ ذِكْرُ «مَرْج الصُّفَّر» هُوَ بضَم الصَّاد وَتَشْدِيدِ الْفَاءِ: موضعٌ بَغُوطَة دِمَشْقَ، كانَ بِهِ وقْعَة للمُسْلِمين مَعَ الرُّوم.
(س) وَفِي حَدِيثُ مَسيره إِلَى بَدْر «ثمَّ جَزَع الصُّفَيْرَاء» هِيَ تَصْغِير الصَّفْرَاء، وَهِيَ موضعٌ مُجَاورُ بدْر.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.