Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: تأب

غالَهُ

غالَهُ: أهْلَكَهُ،
كاغْتالَه، وأخَذَه من حيثُ لم يَدْرِ.
والغَوْلُ: الصُّداعُ، والسُّكْرُ، وبُعْدُ المَفازَة، والمَشَقَّةُ، وما انْهَبَطَ من الأرضِ، وجَماعةُ الطَّلْح، والتُّرابُ الكثيرُ، وبِلا لامٍ: ع.
وغَوْلُ الرِّجامِ: ع آخَرُ، وبالضم: الهَلَكَةُ، والداهِيَةُ، والسِّعْلاةُ
ج: أغْوالٌ وغيلانٌ، والحَيَّةُ
ج: أغْوالٌ، وساحِرةُ الجِنِّ، والمَنِيَّةُ،
وع، وشَيْطانٌ يأكلُ الناسَ، أو دابَّةٌ رأتْها العَرَبُ وعَرَفَتْها وقَتَلَها تَأَبَّــطَ شَرّاً، ومن يَتَلَوَّنُ أَلْواناً من السحَرَةِ والجِن، أو كل ما زالَ به العَقْلُ، ويُفْتَحُ.
وغالَته غولٌ: أهْلَكَتْهُ هَلَكَةٌ.
والغوائِلُ: الدَّواهي.
وغائِلَةُ الحَوْضِ: ما انْخَرَقَ.
وأتَى غَولاً غائِلَةٌ: أمْراً داهِياً مُنْكَراً.
والمُغاوَلَةُ: المُبادَرَةُ.
والمِغْوَلُ، كمنْبَرٍ: حَديدةٌ تُجْعَلُ في السَّوطِ فيكونُ لها غِلافاً، وشِبْهُ مِشْمَلٍ، إلا أنه أدَقُّ وأطْوَلُ منه، ونَصْلٌ طويلٌ، أو سَيْفٌ دَقيقٌ له قَفاً، واسْمٌ.
والغَوْلانُ: حَمْضٌ كالأُشْنانِ، وع.
والتَّغَوُّلُ: التَّلَوُّنُ.
وعَيْشٌ أغْوَلُ وغُوَّلٌ، كسُكَّرٍ: ناعِمٌ.
وغُوَيْلٌ، كزُبَيْرٍ: ع،
وفَرَسٌ ذاتُ مِغْوَلٍ، كمِنبرٍ: ذاتُ سَبْقٍ.

الشَّعَلُ

الشَّعَلُ، محرَّكةً،
والشُّعْلَةُ، بالضم: البَياضُ في ذَنَبِ الفَرَسِ والناصِيَةِ والقَذالِ، شَعِلَ، كفرِحَ، واشْعالَّ، فهو أشْعَلُ وشَعيلٌ وشاعِلٌ، وهي شَعْلاءُ.
وشَعَلَ فيه، كمَنَعَ: أَمْعَنَ،
وـ النارَ: ألْهَبَها،
كشَعَّلَها وأشْعَلَها فاشْتَعَلَتْ وتَشَعَّلَتْ.
والشُّعْلَةُ، بالضم: ما أشْعَلْتَ فيه من الحَطَبِ، ولَهَبُ النارِ،
(ج: ككُتُبٍ) ،
كالشُّعْلولِ، وبِلا لامٍ: فَرَسُ قَيْسِ بنِ سِباعٍ. وكَسَكِينةٍ: النارُ المُشْعَلَةُ في الذُّبالِ، أو الفَتيلَةُ فيها نارٌ، ج: شَعيلٌ. وكَمقْعَدٍ: القِنْديلُ، وكمِنْبَرٍ: المِصْفاةُ، وشيءٌ من جُلودٍ له أربعُ قَوائِمَ، يُنْبَذُ فيه،
كالمِشْعالِ.
وأشْعَلَ إبِلَهُ بالقَطِرَانِ: كَثَّرَهُ عليها،
وـ الخَيْلَ في الغارةِ: بَثَّها،
وـ الإِبِلَ: فَرَّقَها،
وـ الغارَةُ: تَفَرَّقَتْ،
وـ السَّقْيَ: أكْثَرَ الماءَ،
وـ القِرْبَةُ أو المَزادةُ: سالَ ماؤُها مُتَفَرِّقاً،
وـ الطَّعْنَةُ: خَرَجَ دَمُها مُتَفَرِّقاً،
وـ العَيْنُ: كَثُرَ دمْعُها.
وجَرادٌ مُشْعِلٌ، كمُحْسِنٍ: كثيرٌ مُتَفَرِّقٌ.
ورجُلٌ شَعْلٌ: خفيفٌ مُتَوَقِّدٌ، وبه لُقِّبَ تَأَبَّــطَ شَرّاً.
وبنُو شُعَلَ، كزُفَرَ: بَطْنٌ من تَميمٍ.
واشْعالَّ رأسُه: انْتَفَشَ.
وذَهبوا شَعاليلَ، أي: مُتَفَرِّقينَ.
ورجُلٌ شاعِلٌ، أي: ذو إشْعالٍ.

الأبْشُ

الأبْشُ: الجَمْعُ،
كالــتَّأبــيشِ.
والأُباشَةُ، كثُمامةٍ: الجماعَةُ من الناسِ.
وأبَّشْتُ كَلاماً تَأْبِــيشاً: أخَذْتُهُ أخْلاَطاً.
والآبِشُ: الذي يُزَيِّنُ فِناء الرَّجُلِ وبابَ دارِهِ بِطَعامِهِ وشَرابِهِ.

أبَسَهُ

أبَسَهُ يَأبِسُهُ: وبَّخَهُ، ورَوَّعَهُ،
وـ به: ذَلَّلَهُ، وقَهَرَهُ،
وـ فلاناً: حَبَسَهُ، وقابَلَهُ بالمَكْرُوهِ، وصَغَّرَهُ، وحَقَّرَهُ،
كأبَّسَهُ تأبــيساً.
والأَبْسُ: الجَدْبُ، والمكانُ الخَشِنُ، ويُكْسَرُ، وذَكَرُ السَّلاحِفِ، وبالكسر: الأصلُ السُّوءُ.
وامرأةٌ أُباسٌ، كغُرابٍ: سَيِّئَةُ الخُلُقِ.
وتَأَبَّــسَ: تَغَيَّرَ، أو هو تَصْحِيفٌ من ابنِ فارِسٍ والجوهرِيِّ، والصوابُ:
تَأيَّسَ، بالمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ.

زبي

زبي


زَبَى(n. ac. زَبْي)
a. Carried, bore.
b. Drove on.
c. [acc. & Bi], Smote with, inflicted upon (evil).

زَبَّيَتَزَبَّيَa. Dug out.

زُبْيَةa. Hill.
b. Hollow, cavity; well.
ز ب ي : الزُّبْيَةُ حُفْرَةٌ فِي مَوْضِعٍ عَالٍ يُصَادُ فِيهَا الْأَسَدُ وَنَحْوُهُ وَالْجَمْعُ زُبًى مِثْلُ: مُدْيَةٍ وَمُدًى. 
زبي
زُبًى [جمع]: مف زُبْيَة: أماكن مرتفعة لا يعلوها الماء "بلَغ السَّيْلُ الزُّبى [مثل]: يُضرب للأمر إذا اشتدَّ حتَّى جاوز الحدَّ". 
(ز ب ي) : (الزُّبْيَةُ) حُفْرَةٌ فِي مَوْضِعٍ عَالٍ يُصَادُ بِهَا الذِّئْبُ أَوْ الْأَسَدُ وَتَزَبَّاهَا اتَّخَذَهَا وَيُنْشَدُ
وَلَا تَكُونَنَّ مِنْ اللَّذَ كِيدَا ... حِينَ تَزَبَّى زُبْيَةً فَاصْطِيدَا
وَفِي حَدِيثِ الْأَعْرَابِيِّ تَرَدَّى فِي زُبْيَةٍ أَيْ رَكِيَّةٍ.
ز ب ي

زبي زبية وتزباها: اتخذها وهي حفرة يصاد فيها السيبع. وكأن يديه الزابيان وهما نهران في سافلة الفرات. ويقال: الزوابي لهما ولما حولهما وقد يقال للواحد: الزاب بطرح الياء كما يقال للبازي: الباز.

ومن المجاز: زبيت لفلان إذا عملت له منصوبة. وفي مثل " بلغ السيل الزبى " إذا اشتد الأمر.
[ز ب ي] الزُّبْيَةُ: الرَّابِيَةُ التي لا يَعْلُوها الماءُ. والزُّيْبَةُ: الحَفيرَةُ التي يَسْتَتِرُ فِيها الصًّائِدُ. والزُّبْيَةُ: حَفِيرَةٌ يُشَتَويَ فِيها ويُخْتَبَزُ. وزبَّى اللحم: طرحه فيها، قال:

(طَارَ جَرادِي بَعدَ ما زَبَّيْتَهْ ... )

(لو كانَ رَأْسِي حَجراً رَمِيْتُهْ ... )

والزُّبْيَةُ: حُفْرَةٌ تُحْفَرُ للأَسَدِ، وقد زَبَّاها وتَزَبّاها، قال:

(فَكَانَ والأَمْرَ الَّذِي قَدْ كِيداَ ... )

(كاللَّذْ تَزَبَّي زُبْيَةً فَاصْطِيدَا ... )

وَقَالَ عَلْقمَة:

(تَزَبَّي بذِي الأَرْطَي لها ووَرَاءها ... رِجالٌ فَبّدَّتْ نَبْلَهم وكَلِيبُ)

ويُروَي: ((وأَراَدَها رِجالٌ)) . وتَزَبَّي فِيها كَتَزَبَّاها. والزّابِيانِ: نَهرانِ بنَاحِيَةَ الفُراتُ، ويُسَمَّى ما حَولَهْما من الأَنهارِ الزَّوابِي، وربُمَّا حَذَفُوا الياءَ، فَقَالُوا: الزَّابَانِ، كما قَالُوا في البَازِي: بَازٌ. والأُزْبِيُّ: السُّرْعَةُ والنَّشاطُ، قال: (بِشَمَجَى المَشْيِ عَجُولِ الوَثْبِ ... )

(حتَّى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ ... )

والأُزْبِيٌّ: ضَرْبٌ من سَيْرِ الإبلِ. والأُزْبِيٌّ: الصَّوْتُ، قالَ صَخْرُ الغَيِّ:

(كًَأَنَّ أُزْبِيَّها إِذا رُدِمَتْ ... هزْمُ بَغاةٍ في إثْرِ مَا فَقَدُوا)

وزَبَي الشَّيءَ يَزْبِيه: سَاقَه، قال:

(تِلكَ استَفِدْها وَأَعْطِ الحُكْمَ وَالِيها ... فإِنَّها بَعضُ ما تَزْبِي لكَ الرَّقِمُ)

وزَبَي الشَّيءَ: حَمَلَه، قال الكُمَيْتُ:

(أَهْمَدان مَهْلاً تُصَبِّحْ بُيُوتَكم ... بجَهْلِكُمُ أُمُّ الدُّهَيْمِ وما تَزْبِي)

وازْدَباهُ كَزَباهُ. وتَزَابَي عَنْه: تَكَبَّرَ، هّذه عن ابنِ الأَعرابِيّ، وأَنْشَدَ:

(حتى تُرُوحي أُصُلاً تَزَابَيَهْ ... )

(تَزَابَيَ الغانَةِ فَوْقَ الزّازَيَهْ ... )

أي: تكَبَّرِينَ عنه، فَلا تُرِيدِينَه، ولا تَعْرِضِينَ له؛ لأَنْكَ قد سَمْنِتِ، وقولُه: ((فَوقَ الزّازَيَهْ)) أَرادَ على الزِّيزَاءَ، فَغَيَّرَه.

زبي: الزُّبْيةُ: الرابِيةُ

التي لا يعلوها الماء، وفي المثل: قد بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى. وكتبَ

عثمانُ إِلى علي، رضي الله عنه لما حُوصِر: أَمَّا بعد فقد بلغَ

السَّيْلُ الزُّبَى وجاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْنِ، فإِذا أَتاك كِتابي هذا

فأَقْبِلْ إِليَّ، عليَّ كنتَ أَمْ لي؛ يضرب مثلاً للأَمر يتَفاقَمُ أَو

يتَجاوَزُ الحدَّ حتى لا يُتَلافَى. والزُّبَى: جمع زُبْية وهي الرابية لا

يعلوها الماء، قال: وهي من الأَضداد، وقيل: إِنما أَراد الحفرة التي

تُحْفَرُ للأَسد ولا تحفرُ إِلا في مكان عالٍ من الأَرض لئلا يبلغها السيل

فتَنْطَمَّ. والزُّبْيةُ: حُفرة بتَزَبََّى فيها الرجل للصيد وتُحْتَفَرُ

للذئب فيُصْطاد فيها. ابن سيده: الزُّبْية حُفْرة يَستتر فيها الصائد.

والزُّبْية: حَفِيرة يُشْتَوىَ فيها ويُخْتَبَزُ، وزَبَّى اللحمَ وغيره:

طَرَحه فيها؛ قال:

طارَ جَرادي بََعْدَما زَبَّيْتُه،

لو كانَ رأْسي حَجراً رَمَيْتُه

والزُّبْية: بئر أَو حُفْرة تُحْفَر للأَسد، وقد زَباها وتَزَبَّاها؛

قال:

فكانَ، والأَمرَ الذي قَد كِيدا،

كاللَّذْ تَزَبَّى زُبْيةً فاصْطِيدا

وتَزَبَّى فيها: كتَزَبَّاها؛ وقال علقمة:

تَزَبَّى بذي الأَرْطى لها، ووراءَها

رِجالٌ فَبدَّتْ نَبْلَهم وكَلِيبُ

ويروى: وأَرادها رجال. وقال الفراء: سميت زُبْيةُ الأَسدِ زُبْية

لارتفاعها عن المَسِيل، وقيل: سميت بذلك لأَنهم كانوا يحْفِرونها في موضع عالٍ.

ويقال قد تَزَبَّيْت زُبْيةً؛ قال الطرماح:

يا طَيِّءَ السَّهْلِ والأَجْبالِ مَوْعِدُكم

كمُبْتَغى الصَّيدِ أَعْلى زُبْيةِ الأَسَدِ

والزُّبْيةُ أَيضاً: حُفْرة النمل، والنملُ لا تفعل ذلك إِلا في موضع

مرتفع. وفي الحديث: أَنه نَهَى عن مَزابي القُبُور؛ قال ابن الأَثير: هي ما

يُنْدَبُ به الميتُ ويُناحُ عليه به، من قولهم: ما زَباهُم إِلى هذا

أَي ما دَعاهم، وقيل: هي جمع مِزْباةٍ من الزُّبْيةِ وهي الحُفْرة، قال:

كأَنه، والله أَعلم، كَرِهَ أَن يُشَقَّ القَبرُ ضريحاً كالزُّبْية ولا

يُلْحَد، قال: ويُعَضِّدُه قوله اللَّحْدُ لنا والشَّقُّ لغيرنا، قال: وقد

صَحِّفَه بعضُهم فقال نَهى عن مَراثي القُبور. وفي حديث علي، كرم الله

وجهَه: أَنه سئل عن زُبْيةٍ أَصْبَحَ الناسُ يتدافَعُون فيها فَهَوَى فيها

رجل فتَعَلَّقَ بآخر، وتعلق الثاني بثالث والثالثُ برابع فوَقَعُوا

أَربعَتُهم فيها فخدَشَهم الأَسد فماتوا، فقال: على حافِرِها الدّيةُ: للأَول

ربعها، وللثاني ثلاثة أَرباعها، وللثالث نصفها، وللرابع جميع الدية،

فأُخْبِرَ

النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، فأَجاز قضاءه؛ الزُّبْيةُ: حُفَيْرَةٌ

تُحْفَر للأَسَدِ والصَّيْدِ ويُغَطَّى رأْسُها بما يسترها لِيَقَع فيها،

قال: وقد رُوِي الحُكم فيها بغير هذا الوجه.

والزابِيانِ: نَهَرانِ بناحية الفُرات، وقيل: في سافِلة الفُرات، ويسمى

ما حَولَهما

(* قوله «ويسمى ما حولهما إلخ» عبارة التكملة: وربما سموهما

مع ما حواليهما من الانهاء الزوابي). من الأَنهار الزَّوابي: وربما حذفوا

الياء فقالوا الزّابانِ والزّابُ كما قالوا في البازي بازٌ.

والأُزْبِيُّ: السُّرْعةُ والنَّشاطُ في السير، على أُفْعول. واستثقل

التشديد على الواو، وقيل: الأُزْبِيُّ العَجَبُ من السير والنَّشاط؛ قال

منظور بن حَبَّةَ:

بِشَمَجَى المَشْيِ عَجُولِ الوَثْبِ،

أَرْأَمْتُها الأَنْساعَ قَبْلَ السَّقْبِ،

حتى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ

والأُزبيُّ: ضَرْبٌ من سير الإِبل. والأَزَابِيُّ: ضُروب مختلفة من

السَّير، واحدها أُزْبِيٌّ. وحكى ابن بري عن ابن جني قال: مَرَّ بنا فلان وله

أَزابِيُّ منكرة أَي عَدْوةٌ شديد، وهو مُشْتَقٌ من الزُّبْية.

والأُزْبِيُّ: الصَّوْت؛ قال صخر الغيّ:

كأَنَّ أُزْبِيَّها، إِذا رُدِمَتْ،

هَزْمُ بُغاةٍ في إِثْرِ ما فَقَدُوا

وزَبَى الشّيءَ يَزْبِيهِ: ساقَه؛ قال:

تِلْكَ اسْتَفِدْها، وأَعْطِ الحُكْمَ والِيَهَا،

فَإِنَّها بَعْضُ ما تَزْبي لَكَ الرَّقِمُ

وفي حديث كعب بن مالك: جَرَتْ بينه وبين رَجل مُحاوَرةٌ قال كعب: فقلت

له كَلِمةً أُزْبِيهِ بها أَي أُزْعِجُه وأُقْلِقُه، من قولهم أَزْبَيْتُ

الشَّيءَ أُزْبِيه إِذا حَمَلْتَه، ويقال فيه زَبَيْتُه لأَن الشَّيءَ

إِذا حُمِل أُزْعِجَ وأُزِيلَ عن مكانه. وزَبَى الشَّيءَ: حمله: قال

الكميت:

أَهَمْدانُ مَهْلاً لا تُصَبِّحْ بُيُوتَكُمْ،

بِجَهْلِكُمْ، أُمُّ الدُّهَيْمِ وما تَزْبي

يُضرب الدُّهَيْمُ وما تَزْبي للدّاهِية إِذا عَظُمَت وتَفَاقَمَتْ.

وزَبَيْتُ الشَّيءَ أَزْبِيه زَبْياً: حَمَلْتُه. وازْدَباهُ: كزَباه.

وتَزابى عنه: تَكَبَّر؛ هذه عن ابن الأَعرابي؛ قال: وأَنشدني المفضل:

يا إِبِلي ما ذامُه فَتِيبَيْهْْ

(* قوله «يا إبلي إلخ» هكذا ضبطت القوافي في التهذيب والتكملة والصحاح،

ووقع لنا ضبطه في عدة مواضع من اللسان تبعاً للأصل بخلاف ما هنا).

ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَِيْهْ،

هَذا بأَفْواهِك حتَّى تَأْبَــيْهْ،

حتى تُرُوحِي أُصُلاً تَزابَيْهْ

تَزابيَ العانةِ فَوْقَ الزَّازَيْهْ

قال: تَزابَيْه تَرَفَّعي عنه تكبراً أَي تكَبَّرِين عنه فلا تُريدينَه

ولا تَعْرِضِينَ له لأَنكِ قد سَمِنْتِ، وقوله: فوق الزَّازَيْهْ المكانُ

المرتفع، أَراد على الزَّيْزاءَةِ فغيَّره. والتَّزابي أَيضاً: مِشْيَةٌ

فيها تَمَدُّد وبُطْءٌ؛ قل رؤْبة:

إِذَا تَزَابى مِشيةً أَزائِبَا

أَراد بالأَزائِبِ

الأَزَابيَّ، وهو النَّشاطُ. ويقال: أَزَبَتْه أَزْبَةٌ وأَزَمَتْه

أَزْمة أَي سَنَة. ويقال: لَقِيتُ منه الأَزابيَّ؛ واحدُها أُزْبيٌّ، وهو

الشرُّ والأَمرُ العظيم.

المجاز العقلي

المجاز العقلي:
[في الانكليزية] Metaphor
[ في الفرنسية] Metaphore
ويسمّى أيضا مجازا حكميا ومجازا في الإسناد وإسنادا مجازيا ومجاز الإسناد ومجازا في الإثبات والمجاز في التركيب، والمجاز في الجملة على ما قال الخطيب هو إسناد الفعل أو معناه إلى ملابس له غير ما هو له بتأوّل أي غير الملابس الذي ذلك الفعل أو معناه، يعني غير الفاعل فيما بني للفاعل وغير المفعول به فيما بني للمفعول. ولا يخفى أنّ غير ما هو له يتبادر منه غير ما هو له في نفس الأمر. وبقوله يتأوّل يصير أعمّ من غير ما هو له في نفس الأمر ومن غير ما هو له في اعتقاد المتكلّم في الواقع أو في الظاهر، ويتقيد باعتقاد المتكلّم في الظاهر فهو بمنزلة أن يقال غير ما هو له في اعتقاد المتكلّم في الظاهر. فخرج بقيد التأوّل ما يطابق الاعتقاد فقط كقول الجاهل أنبت الربيع البقل.
وخرج الكواذب مطلقا. وخرج قول المعتزلي المخفي مذهبه خلق الله الأفعال كلّها. والتأوّل طلب ما يئول إليه الشيء، والمراد به هاهنا نصب القرينة الصارفة للإسناد عن أن يكون إلى ما جعل له إلى ما هو حقيقة الأمر لا بمعنى أن يفهم لأجلها الإسناد إلى ما هو له بعينه، فإنّه قلّما يحضر السامع بما هو له، بل بمعنى أن يفهم ما هو حقيقة، مثلا يفهم من صام نهاري أنّه وقع الصوم البالغ فيه في النهار أو صام صائم في النهار جدا حتى خيّل أنّ النهار صائم. وفي بنى الأمير المدينة أنه صار الأمير سببا بحيث خيّل إليك أنّه بان. ولا ينتقض التعريف بمثل إنّما هي إقبال لأنّه ليس داخلا في التعريف عنده بل هو واسطة كما مرّ. وأمّا الكتاب الحكيم والأسلوب الحكيم والضّلال البعيد والعذاب الأليم فإن أريد بها وصف الشيء بوصف صاحبه فليس بمجاز ولو أريد بها وصف الشيء لكونه ملابس ما هو له في التلبّس بالمسند لكونه مكانا للمسند أو سببا له فيكون المآل الحكيم في كتابه وأسلوبه والأليم في عذابه والبعيد في ضلاله كان مجازا داخلا في التعريف. ومقتضى تعريفات القوم أن لا يكون مكر الليل وإنبات الربيع وجري الأنهار وأجريت النهر مجازات، وقد شاع إطلاق المجاز العقلي عليها، فإمّا أن يجعل الإطلاق على سبيل التشبيه وإمّا أن يتكلّف في التعريف، وصناعة التعريف تأبــى الثاني.

تنبيه:
اعلم أنّ للفعل وما في معناه ملابسات بالفتح أي متعلّقات ومعمولات تلابس الفاعل والمفعول به والمفعول المطلق والزمان والمكان والمفعول له والمفعول معه والحال والتمييز ونحوها، فإسناد الفعل إلى الفاعل الحقيقي إذا كان مبنيا له حقيقة وإلى غيره مجاز، وإسناده إلى المفعول به الحقيقي إذا كان مبنيا له حقيقة وإلى غيره للملابسة مجاز. والإسناد للملابسة أن تكون الملابسة الداعية إلى وضع الملابس موضع ما هو له مشاركة مع ما هو له في كونهما ملابسين للفعل. وفائدة قيد للملابسة إخراج الإسناد إلى غير ما هو له من غير ذلك الداعي عن أن يكون مجازا فإنّه غلط وتحريف يخرج به الكلام عن الاستقامة فلا يلتفت إليه، فلا بدّ من اعتبار هذا في تعريف المجاز بأن يقال: المراد إسناد الفعل أو معناه إلى ملابس له من حيث هو ملابس له ليكون التعريف مانعا. واعلم أيضا أنّ إسناد الفعل المعلوم إلى المفعول معه وله والحال والتمييز والمستثنى جائز لكونه إسنادا إلى الفاعل. وإسناد الفعل المجهول إلى المصدر والزمان والمكان جائز.
ولا يجوز إسناده إلى المفعول معه والمفعول له بتقدير اللام والمفعول الثاني من باب علمت والثالث من باب أعلمت. ولبعض المتأخّرين هاهنا بحث شريف وهو أنّه كيف يكون جلس الدار وسير سير شديد وسير الليل مجازا، وليس لنا مجلوس ومسير ينزل الدار والسير الشديد ويلحق به. وأمّا الأفعال المتعدّية فينبغي أن يفصل ويقال [له] ضرب الدار إن قصد به كونها مضروبة فمجاز وإن قصد كونها مضروبا فيها فحقيقة، وكذا في ضرب ضرب شديد وضرب التأديب. هذا وقال صاحب الأطول:
ونحن نقول كون إسناد الفعل المبني للمفعول إلى غير المفعول به مجازا مبني على أنّ وضع ذلك الفعل لإفادة إيقاعه على ما أسند إليه، فحينئذ إذا صحّ جلس الدار يشبه تعلّق الظرفية بتعلّق المفعول [به] ووضعه مقامه وإبرازه في صورته تنبيها على قوته، فإنّ أقوى تعلّقات الفعل بعد التعلّق بالفاعل تعلّقه بالمفعول به.
ولا يجب أن يكون هناك مفعول به محقّق بل يكفي توهّمه وتخيّله، فضرب الدار لا معنى له إلّا جعله مضروبا ولا يتأتّى فيه تفصيل. نعم يشكل الأمر في نحو ضرب في الدار وضرب للتأديب فإنّه لا يظهر جعل الدار مضروبة مع وجود في بل يتعيّن جعلها مضروبا فيها، ولا يظهر جعل التأديب إلّا مضروبا له فلا تجوّز فيهما بل هما حقيقتان، هذا إذا جعل نحو في الدار ظرفا ونحو للتأديب مفعولا له كما هو مذهب ابن الحاجب. وأمّا لو جعل مفعولا به بواسطة حرف الجرّ كما هو المشهور بين الجمهور فلا إشكال، هذا كله خلاصة ما في الأطول.

التقسيم:
المجاز العقلي أربعة أنواع لأنّ طرفيها إمّا حقيقيان نحو أنبت الربيع البقل أو مجازيان نحو فما ربحت تجارتهم أي ما ربحوا فيها، وإطلاق الربح في التجارة هاهنا مجاز، أو أحد طرفيه حقيقي فقط. أمّا الأول أو الثاني كقوله تعالى:
أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً أي برهانا، وقوله تعالى: فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ فاسم الأم لهاوية مجاز أي كما أنّ الأم كافلة لولدها وملجأ له كذلك النار للكفار كافلة ومأوى. وبالجملة فالمجاز العقلي لا يخرج الظرف عما هو عليه من الحقيقة والمجاز، ولا خفاء في وقوعه في القرآن كما عرفت وإن أنكره البعض. ثم هو غير مختصّ بالخبر بل يجري في الإنشاء أيضا نحو يا هامان ابن لي صرحا كذا في الأطول والاتقان. وهذا التقسيم يجري في الحقيقة العقلية أيضا كما صرّح السّيّد السّند في حاشية المطول.
فائدة:
لا بدّ في المجاز العقلي من الصرف عن الظاهر بتأويل إمّا في المعنى أو في اللفظ، أمّا المسند أو المسند إليه أو في الهيئة التركيبية الدالة على الإسناد. الأول أن لا مجاز في المعنى بحسب الوضع أصلا لا في المفرد ولا في المركّب بل بحسب العقل بأن أسند الفعل إلى غير ما يقتضي العقل إسناده إليه تشبيها له بالفاعل الحقيقي، وهذا التشبيه ليس هو التشبيه الذي يفاد بالكاف ونحوها، بل هي عبارة عن جهة راعوها في إعطاء الربيع حكم القادر المختار كما قالوا: شبّه كلمة ما بليس فرفع بها الاسم ونصب الخبر، فلا يتوهّم أن يكون هناك حينئذ مجاز وضعي علاقته المشابهة بل عقلي، وهذا قول الشيخ عبد القاهر والإمام الرازي وجميع علماء البيان. الثاني أنّ المسند مجاز عن المعنى الذي يصحّ إسناده إلى المسند إليه المذكور وهو قول الشيخ ابن الحاجب. الثالث أنّ المسند إليه استعارة بالكناية عما يصحّ الإسناد إليه حقيقة وإسناد الإنبات إليه قرينة لهذه الاستعارة وهو قول السّكاكي. الرابع أنّه لا مجاز في شيء من المفردات بل في التركيب فإنّه شبّه التلبّس الغير الفاعلي بالتلبّس الفاعلي فاستعمل فيه اللفظ الموضوع لإفادة التلبّس الفاعلي، فيكون استعارة تمثيلية كما في أراك تقدّم رجلا وتؤخّر أخرى، وهذا ليس قولا لعبد القاهر ولا لغيره من علماء البيان وليس ببعيد.
وقد سها عضد الملّة والدين هاهنا فجعل المذهب الأول منسوبا إلى الإمام الرازي والرابع منسوبا إلى عبد القاهر. ثم الحقّ أنّ الكلّ تصرّفات عقلية ولا حجر فيها، فالكلّ ممكن والنظر إلى قصد المتكلّم، هكذا حقّق المحقّق التفتازاني في حاشية العضدي، فإن شئت الزيادة فارجع إليه.
فائدة:
اختلف في الحقيقة والمجاز العقليين، فقال الخطيب: المسمّى بهما على ما ذكر صاحب المفتاح هو الكلام وهو الموافق بظاهر كلام عبد القاهر في مواضع من دلائل الإعجاز.
وقول جار الله وغيره أنّه الإسناد وهو ظاهر، ولذا اخترناه في تعريف الحقيقة والمجاز إذ نسبة الإسناد إلى العقل لذاته، ونسبة الكلام إليه بواسطته فهو أحقّ بالتسمية بالعقلي. ووجه نسبة الإسناد إلى العقل أنّ كون الإسناد في أنبت الله البقل إلى ما هو له، وفي أنبت الربيع البقل إلى غير ما هو له مما يدرك بالعقل من دون مدخلية اللغة لأنّ هذا الإسناد ممّا يتحقّق في نفس المتكلّم قبل التعبير وهو إسناد إلى ما هو له أو إلى غير ما هو له قبل التعبير ولا يجعله التعبير شيئا منهما، فالإسناد ثابت في محلّه أو متجاوز إيّاه بعمل العقل. بخلاف المجاز اللغوي مثلا فإنّه تجاوز محلّه لأنّ الواضع جعل محلّه غير هذا المعنى، ولهذا يصير أنبت الربيع البقل من الموحّد مجازا وعن الدّهري حقيقة لتفاوت عمل عقلهما لا لتفاوت الوضع عندهما كذا في الأطول. وإن شئت التعريف على مذهب صاحب المفتاح فقل الحقيقة العقلية مركّب أسند فيه الفعل أو معناه إلى ما هو له عند المتكلّم في الظاهر. والمجاز العقلي مركّب أسند فيه الفعل أو معناه إلى غير ما هو له عند المتكلّم بتأوّل. وبالنظر إلى هذا ذكر في التلويح أنّ الحقيقة العقلية جملة أسند فيها الفعل إلى ما هو فاعل عند المتكلّم، والمجاز العقلي جملة أسند فيها الفعل إلى غير ما هو فاعل عند المتكلّم لملابسة بين الفعل وذلك الغير.
المجاز العقلي: ويسمى مجازا حكميا، ومجازا في الإثبات، واسنادا مجازيا: وهو إسناد الفعل أو معناه إلى ملابس له غير ما هو له أي غير الملابس الذي ذلك الفعل أو معناه له يعني غير الفاعل فيما بني للفاعل، وغير المفعول فيما بني للمفعول.

الطبيعة الْمُطلقَة

الطبيعة الْمُطلقَة: قَالَ الزَّاهِد رَحمَه الله تَعَالَى إِن الْكُلِّي يُؤْخَذ على نحوين يُؤْخَذ من حَيْثُ هُوَ وَلَا يُلَاحظ مَعَه الْإِطْلَاق وَيُقَال لَهُ مُطلق الطبيعة وَحِينَئِذٍ يَصح إِسْنَاد أَحْكَام الْأَفْرَاد إِلَيْهِ لاتحاده مَعهَا ذاتا ووجودا وَهُوَ بِهَذَا الِاعْتِبَار يتَحَقَّق بتحقق فَرد وينتفي بانتفائه وَهُوَ مَوْضُوع الْقَضِيَّة الْمُهْملَة إِذْ موجبتها تصدق بِصدق الْمُوجبَة الْجُزْئِيَّة وسالبتها تصدق بِصدق السالبة الْجُزْئِيَّة وَيُؤْخَذ من حَيْثُ إِنَّه مُطلق ويلاحظ مَعَه الْإِطْلَاق لَا بِأَن يكون الْإِطْلَاق قيدا لَهُ وَإِلَّا لَا يبْقى مُطلقًا بل بِأَن يكون عنوانا لملاحظته وشرحا لحقيقته وَيُقَال لَهُ الطبيعة الْمُطلقَة وَحِينَئِذٍ لَا يَصح إِسْنَاد أَحْكَام الْأَفْرَاد إِلَيْهِ لِأَن الْحَيْثِيَّة الإطلاقية تأبــى عَنهُ وَهُوَ بِهَذَا الِاعْتِبَار يتَحَقَّق بتحقق فَرد وَلَا يَنْتَفِي بانتفائه بل بِانْتِفَاء جَمِيع الْأَفْرَاد وَهُوَ مَوْضُوع الْقَضِيَّة الطبيعية.

رَأبَ

رَأبَ الصَّدْعَ، كمنع: أصْلَحَهُ وشَعَبَهُ،
كارْــتَأَبَــهُ، وهو مِرْأبٌ، كمِنْبَرٍ، ورَآّبٌ، كَشَدَّادٍ،
وـ بينهم: أصْلَحَ،
وـ الأرضُ: نَبَتَتْ رَطْبَتُها بعد الجَزِّ.
والرُّؤْبَةُ، بالضمِّ: القِطْعَةُ التي يُرْأَبُ بها الإِناءُ، قيلَ: وبه سُمِّيَ رُؤْبَةُ بنُ العَجَّاجِ بنِ رُؤْبَةَ.
والرَّأْبُ: السَّبْعُونَ منَ الإِبِلِ، والسَّيِّدُ الضَّخْمُ.
والمُرْــتَأَبُ: المُغْتَفَرُ. وكَكتابٍ: هارونُ بنُ رِئابٍ الصَّحابِيُّ البَدْرِيّ، ورِئابُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ المُحَدِّثُ، وجَدُّ جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ الصَّحَابِيِّ، وجَدُّ زَيْنَبَ بِنتِ جَحْشٍ، رضي الله عنهم.

أَقط

أَقط
{الإِقْطُ، مُثَلَّثَةً، ويُحَرَّكُ، وككَتِفٍ ورَجُلٍ، وإبِلٍ، نَقَلَ الفَرَّاءُ مِنْهَا الأخيرَ والمُحَرَّكَ، وأمّا بكَسِرٍ فسُكونٍ فَقَالَ الجَوْهَرِيّ، هُوَ بنَقْلِ حَرَكة القافِ إِلَى مَا قَبْلَها. وأَقْطٌ، بِالْفَتْح، وَهُوَ فِي ضَرورَةِ الشِّعْرِ، وأَنْشَدَ:
(رُويْدَكَ حتَّى يَنْبُتَ البَقْلُ والغَضَى ... فيَكْثُرَ} إِقْطٌ عِنْدَهم وحَليبُ) وَفِي العُبَاب: وتَميمٌ تُخَفِّفُ كُلّ اسمٍ عَلَى فَعِلٍ أَو فَعُلٍ مِثَال: {أَقِطٍ وحَذِرٍ، فَتَقول:} أَقْطٌ وحَذْرٌ، قالَ ذَلِك أَبو حاتمٍ، والأفْصَحُ من ذَلِك {الأَقِطُ ككَتفٍ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَماهيرُ، والضَّمُّ الَّذي ذَكَرَه غَريبٌ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: كأَنَّما لَحْمِيَ من تَسَرُّطِهْ إيّاهُ فِي المَكْرَهِ أَو فِي مَنْشَطِهْ وعَبْطِهِ عِرْضي أوانَ مَعْبِطِهْ عَبيثَةٌ من سَمْنِهِ} وأَقِطِهْ شيءٌ يُتَّخَذُ من المَخيضِ الغَنَميِّ يُطْبَخُ، ثمَّ يُتْرَكُ حتَّى يَمْصُلَ، وَقيل: من اللَّبَن الحَليبِ، كَمَا فِي المِصْباحِ. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: هُوَ من أَلبانِ الإِبِل خاصَّةً، وَقَالَ غيرُه: {الأَقِطُ: لَبنٌ مُجَفَّفٌ يابِسٌ مُسْتَحْجِرٌ يُطْبَخُ بِهِ، وَقَدْ تَكَرَّر ذِكْرُه فِي الحَدِيث، وفُسِّر بِمَا ذَكرْنَاهُ. ج:} أُقْطانٌ، بالضّمّ.
{وأَقَطَ الطَّعامَ} يَأْقِطُهُ {أَقْطاً: عَمِلَهُ بِهِ، فَهُوَ} مَأْقوطٌ، قالَ ابْن هَرْمَةَ:
(لَسْتُ بِذِي ثَلَّةٍ مُؤنَّفَةٍ ... ! آقِطُ أَلْبانَها وأَسْلَؤُها)
وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: ويَخْنُقُ العَجوزَ أَو تَموتا أَو تُخْرِجَ المَأْقوطَ والملْتوتا وأَقَطَ فُلاناً يأْقِطُه أَقْطاً: أَطْعَمَهُ إيّاهُ، كلَبَنَهُ، من اللَّبَنِ، ولَبَأَهُ، من اللِّبَإِ، قالَهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَحكى اللِّحْيانيُّ: أَتَيْتُ بني فُلانٍ فخَبَزوا وحاسوا وأَقَطوا. أَي أَطْعَموني ذَلِك، هَكَذا حَكَاهُ اللِّحْيانيُّ، غيرَ مُعَدَّياتٍ. أَي لم يَقولوا خَبَزوني وحاسوني وأَقَطوني. وأَقَطَ قِرْنَهُ: صَرَعَهُ يُقال: ضَرَبَهُ فأَقَطَه، وَهُوَ مثلُ وَقَطَه. قالَ ابْن سِيدَه: أُرَى الهَمْزَةَ بَدَلاً وإنْ قَلَّ ذَلِك فِي المَفْتوح. و {أَقَطَ الشَّيءَ: خلَطَهُ، فَهُوَ مَأْقوطٌ، قيل: وَبِه سُمِّيَ مَوْضِعُ الحَرْبِ مَأْقِطاً.} وآقَطَ الرَّجُلُ، بألِفَيْنِ: كَثُرَ {أَقِطُهُ، حَكَاهُ اللِّحيانيُّ، قالَ: وكَذلِكَ كُلُّ شَيءٍ من هَذَا إِذا أرَدْتَ أَطْعَمْتَهم، أَو وَهبْتَ لهُم قُلْتُ: فَعَلْتهم، بِغَيْر ألفٍ، وَإِذا أرَدْتَ أنَّ ذَلِك قَدْ كثُرَ عندَهم قُلْتَ: أَفْعلوا.} والأَقِطَةُ، كفَرِحةٍ: هَنَةٌ دونَ القِبَةِ مِمَّا يَلي الكَرِشَ، قالَ الأّزْهَرِيّ: وسمِعْتُ العَرَب يُسمُّونَها اللاَّقِطَةَ، ولعلَّ الأَقِطَةَ لغةٌ فِيهَا.
{والمَأْقِطُ، كمَنْزِلٍ: مَوْضِعُ القِتالِ، وَفِي الصّحاح: مَوْضِعُ الحَرْبِ، أَو المَضيقُ فِي الحَرْبِ قالَهُ الخَليلُ، وَقَدْ وُجِدَ أَيْضاً فِي بَعضِ نُسَخِ الصّحاح. قالَ أَوْسُ ابْن حَجَرٍ يَرْثي فَضالَةَ بن كَلَدَةَ:
(نَجيحٌ مَليحٌ أَخُو} مَأْقِطٍ ... نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائِبِ)
ويُرْوى جَوادٌ كَريمٌ قالَ الصَّاغَانِيُّ: وسُمِّيَ {مَأْقِطاً لأنَّهم يَخْتَلِطون فِيهِ. قالَ: ومليحٌ، أَي يُسْتَشْفى برَأيِه. وَقَالَت أُمّ تَأبَّــطَ شَرًّا تَرْثيه: ذُو مَأْقِطٍ يَحْمي وَراءَ الإخْوانْ} والأَقِطُ، ككَتِفٍ، {والمَأْقوطُ: الثَّقيلُ الوَخِمُ من الرِّجالِ. وَفِي اللِّسانِ:} المَأْقِطُ، بَدَل {المَأْقوطِ. وَمن سجعاتِ الأساس: فلانٌ من عَمَلَةِ} الأَقِط، لَا من حَملَةِ المَأْقِط، أَي الثَّقيل. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: ائْتَقَطْتُ، أَي: اتَّخَذْتُ الأَقِطَ، وَهُوَ افْتَعَلْتُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وعَجيبٌ من المُصَنِّفِ كَيْفَ أَهْمَلَهُ، وكَأَنَّهُ قَلَّدَ الصَّاغَانِيُّ حيثُ لم يَذْكُرْه فِي العُبَاب. وجَمْعُ المَأْقِطِ {مَآقِطُ، وَهِي: مَضايِقُ الحُروبِ.
والمَأْقوط: الأحْمَقُ، قالَ: يَتْبَعُها شَمَرْدَلٌ شُمْطوطُ لَا وَرَعٌ جِبْسٌ وَلَا مَأقوطُ} والأَقّاطُ، ككَتَّانٍ: عامِلُ {الأَقِطِ:

بَرى

(بَرى)
الْعود أَو الْحجر وَنَحْوهمَا بريا نحته فَهُوَ بار وَمِنْه الْمثل (أعْط الْقوس باريها) كل الْأَمر لصَاحبه والقلم سوى طرفه للكتابة وَالسّفر والجوع وَالْإِنْسَان وَالْبَعِير هزله فَهُوَ مبري وبري وَله عرض
بَرى
: (ي ( {بَرَى السَّهْمَ} يَبْرِيهِ {بَرْياً} وابْتَراهُ) :) أَي (نَحَتَهُ) ؛) قالَ طرفَةُ:
من خُطوبٍ حَدَثَتْ أَمْثالُها
{تَبْتَرِي عُودَ القَوِيِّ المُسْتَمِرّ (وَقد} انْبَرى.
(وسَهْمٌ {بَرِيٌّ} مَبْرِيٌّ) ، فَعيلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ، (أَو كَامِلُ {البَرْي) .
وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ السَّهْمُ} المَبْرِيُّ الَّذِي قد أُتِمَّ {بَرْيه وَلم يُرَشْ وَلم يُنْصَلْ، والقِدْحُ أَوَّلَ مَا يُقْطَع يُسَمَّى قِطْعاً، ثمَّ} يُبْرَى فيُسَمَّى {بَرِيّاً، فَإِذا قُوِّمَ وأنَى لَهُ أَن يُراشَ وأنْ يُنْصَل فَهُوَ قِدْحٌ، فَإِذا رِيشَ ورُكِّبَ نَصْلُه صارَ سَهْمَاً.
(} والبَرَّاءُ، كشَدَّادٍ: صانِعُهُ.
(أَبو العالِيَةِ) زِيادُ بنُ فَيْروز البَصْريُّ {البَرَّاءُ، قيلَ لَهُ ذلِكَ لأنَّه كانَ} يَبْرِي النّبْلَ، تُوفي فِي شوّال سَنَة تِسْعِين، وذَكَرَه المصنِّفُ أَيْضاً فِي ريح.
(وأَبو مَعْشَرِ) يوسُفُ بنُ يَزِيد العَطَّار البَصْريُّ، أَيْضاً يُعْرَفُ {بالبَرَّاء لأنَّه كانَ يَبْرِي المَغازِلَ، وقيلَ: كانَ يَبْرِي المَغازِلَ، وقيلَ: كانَ يَبْرِي العودَ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ، لأنَّه كانَ عَطَّاراً؛ واقْتَصَر الذهبيُّ على ذِكْرِ هذَيْن.
وزادَ الحافِظُ: حمَّاد بن سعيدٍ البَرَّاء المازِنيّ رَوَى عَن الأَعْمش، وأُدَيْنَة البَرَّاء، ذَكَرَهُما ابنُ نُقْطَة.
(} والبَرَّاءَةُ) ، بالتَّشْديدِ والمدِّ، ( {والمِبْراةُ، كمِسْحاةٍ: السِّكِّينُ يُبْرَى بهَا القَوْس) ؛ عَنْ أَبي حنيفَة.
وَفِي الصِّحاحِ:} المِبْراةُ الحَدِيدَةُ الَّتِي يُبْرَى بهَا؛ قالَ الشاعِرُ:
وأَنتَ فِي كفِّك المِبْراةُ والسَّفَنُ انْتهى. والسَّفَنُ: مَا يُنْحَتُ بِهِ الشيءُ؛ ومثْلُه قوْلُ جَنْدَل الطُّهَوِيّ:
إِذْ صَعِدَ الدَّهرُ على عِفْراتِه
فاجْتاحَها بشَفْرَتَي {مِبْراتِه (} والبُراءُ {والبُرايَةُ، بضَمِّهما: النُّحاتَةُ) ، وَمَا} بَرَيْتَ مِن العُودِ؛ قالَ أَبو كبيرٍ الهُذَليُّ:
ذَهَبَتْ بَشَاشَتُه وأَصْبَحَ واضِحاً
حَرِقَ المَفارِقِ {كالبُراءِ الأَعْفَرِأَي الأَبْيضِ.
قالَ ابنُ جنِّي: هَمْزةُ} البُرَاء بَدَلٌ مِنَ الياءِ لقَوْلِهم فِي تَأْنِيثِه: {البُرايةُ، وَقد كانَ قِياسُهُ، إِذْ كانَ لَهُ مُذَكَّر، أَن يُهْمَز فِي حالِ تَأْنِيثِه فيُقالُ} بُرَاءَة، أَلا تَراهُم لما جاؤُوا بواحِدِ العباءِ والعَظاءِ على تَذْكِيرِه قَالُوا عَبَاءَة وعَظَاءَة، فهَمَزُوا لمَّا بَنَوْا المُؤَنَّثَ على مُذَكَّرِه؟ وَقد جارَ نحوَالبُراءِ {والبُرايةِ غَيْرُ شيءٍ، قَالُوا الشَّقَاء والشَّقَاوَةُ وَلم يقُولوا الشَّقاوَةُ وَلم يقُولوا الشَّقاءَةُ، وكَذلِكَ الرَّجاءُ والرَّجَاوَةُ.
(وناقَةٌ ذاتُ} بُرايَةٍ) ، بالضَّمِّ (أَيْضاً) ، أَي (ذاتُ شَحْمٍ ولَحْمٍ، أَوْ) ذاتُ (بقاءٍ على السَّيْرِ) ؛ وقيلَ: هِيَ قوِيَّةٌ عنْدَ بَرْي السَّيْر إيَّاه.
ويقالُ: بعيرٌ ذُو بُرَايَةٍ، أَي باقٍ على السَّيْرِ فَقَط؛ قالَ الأَعْلَم الهُذَليُّ يَصِفُ ظَلِيماً: على حَثِّ البُرَايةِ زَمْخَرِيِّ السْ
وَاعدِ ظَلّ فِي شَرْي طِوالِقالَ اللّحْيانيُّ: وقالَ بعضُهم {بُرَايَتُهما بقيَّةُ يَدَنِهما وقُوَّتهما.
(} وبَراهُ السَّفَرُ {يَبْرِيهِ} بَرْياً: هَزَلَهُ) ؛ عَن اللّحْيانيّ.
وَفِي الصِّحاحِ: {بَرَيْتُ البَعيرَ أَيْضاً إِذا حَسَرْتَهُ وأَذْهَبْتَ لَحْمَهُ.
قُلْتُ: وَمِنْه قَوْلُ الأعْشى:
بأَدْماءَ حُرْجُوجٍ بَرَيْتُ سَنَامَها
بسَيْرِي عَلَيْهَا بَعْدَما كانَ تَامِكَاوفي حدِيثِ حليمة السَّعْدِيَّة: (أَنَّها خَرَجَتْ فِي سَنَةٍ حَمْرَا قد} بَرَتِ المالَ) ، أَي هَزَلَتِ الإِبِلَ وأَخَذَتْ من لحمِها؛ والمالُ أَكْثَر مَا يطلقُونَه على الإِبِلِ.
( {والبَرَى) ، كفَتَى: (التُّرابُ) . يقالُ فِي الدُّعاءِ على الإِنسانِ: بفِيهِ} البَرَى؛ وَمِنْه قَوْلُهم: بفِيهِ البَرَى وحُمَّى خَيْبرا وشَرُّ مَا يُرى فإنَّه خَيْسَرى.
وَمِنْه حدِيثُ عليِّ زَيْنِ العابِدِينَ: (اللهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ عدد الثَّرَى والوَرَى والبَرَى) .
وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لمُدْرِكِ بنِ حِصْنٍ الأَسدِيّ:
بفِيك من سارٍ إِلى القومِ البَرَى ( {والبارِيُّ) } والبَارِياءُ: الحَصِيرُ المَنْسوجُ؛ وَقد ذُكِرَ (فِي (ب ور) .
( {وبَرَى: ع) ؛ قالَ تأَبَّــطَ شرّاً:
ولمَّا سَمِعْتُ العُوصَ تدعُو تَنَفَّرَتْ
عَصافِيرُ رأْسِي من} بَرىً فَعوانيا ( {وانْبَرَى لَهُ) : أَي (اعْتَرَضَ) لَهُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(و) قالَ ابنُ السِّكِّيت: (} تَبَرَّيْتُ لمَعْرُوفِهِ) ! تَبَرِّياً، أَي (تَعَرَّضْتُ) لَهُ. قُلْتُ: وكَذلِكَ {تَبَرَّيْته وأَنْشَدَ الفرَّاءُ لخَوَّاتِ بن جُبَيْر؛ ونَسَبَه ابنُ بَرِّي لأَبي الطَّمَحان القَيْني:
وأَهْلَةِ وُدَ قد} تَبَرَّيْتُ وُدَّهُمْ
وأَبْلَيْتُهم فِي الحَمْدِ جُهْدِي ونائِلي ( {وباراهُ) } مُبارَاةً: (عارَضَهُ) ، وذلِكَ إِذْ فَعَلَ مثْلَ مَا يَفْعَل. يقالُ: فلانٌ يُبارِي الرِّيحَ سَخاءً.
(و) {بارَى (امْرأَتَهُ صالَحَها على الفِراقِ) ، وَقد تقدَّمَ لَهُ ذلِكَ فِي الهَمْزِ بعَيْنِه.
(} وتَبَارَيَا: تَعارَضَا) وفَعَلَ مِثْل مَا يَفْعَل صاحِبُه وَفِي الحدِيثِ: (نَهَى عَن طَعَام {المُتَبارِيَيْنِ أَن يُؤْكَلَ) ، هُما المُتعارِضَانِ بفِعْلِهما ليُعَجِّزَ أَحدُهما الآخرَ بصَنِيعهِ، وإنَّما كَرهَه لما فِيهِ مِن المُباهَاةِ والرّياءِ.
(} والبَرِيَّةُ) : الخَلْقُ، وأَصْلُه الهَمْز، والجَمْعُ {البَرايَا} والبَرِيَّاتُ.
قالَ الفرَّاءُ: فَإِن أُخِذَت {البَرِيَّة مِن} البَرَى وَهُوَ التُّرابُ، فأَصْلهُ غَيْر الهَمْزِ؛ تقولُ مِنْهُ {بَراهُ اللَّهُ} يَبْرُوه {بَرْواً أَي خَلَقَه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ هَذَا إِذا لم يُهْمز. ومَنْ ذَهَبَ إِلَى أنَّ أَصْلَه الهَمْز أَخَذَه مِن بَرَأَ اللَّهُ الخَلْق} يَبْرَؤُهم، أَي خَلَقَهم، ثمَّ تركَ فِيهَا الهَمْزَ تَخْفِيفاً.
قالَ ابنُ الأثيرِ: وَلم تُسْتَعْمل مَهْموزَة.
وقَوْلُه: (فِي الهَمْزِ) أحالَةٌ فاسِدَةٌ لأنَّه لم يَذْكرها هُنَاكَ.
( {وأَبْرَى) الشَّيءَ: (أَصابَهُ) البَرَى، أَي (التُّرابُ.
(و) } أَبْرَى (صَادَفَ قَصَبَ السُّكَّرِ
(وابنُ! بارٍ: شاعِرٌ) ، هُوَ أَبو الجوائِزِ الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ {باري الوَاسِطيُّ قالَ الأَميرُ: أَحدُ الأُدباءِ لَهُ تَرَسّلٌ مَلِيحٌ وشِعْرٌ جيِّدٌ سَمِعْتُ مِنْهُ كَثيراً.
وممَّا يُسْتَدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ: هُوَ مِن} بُرايَتِهم، بالضمِّ: أَي من خُشارَتِهم.
ومَطَرٌ ذُو {بُرَايَةٍ: يَبْرِي الأَرْضَ ويَقْشِرُها.
} وبَرَى لَهُ {بَرْياً: عَرَضَ لَهُ.
} والمُبارَاةُ: المُجارَاةُ والمُسابَقَةُ.
وذُو {البرةِ: هُوَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرِ بنِ تيمٍ التَغْلبيُّ.
وبرى: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن الشَّرْقِيةِ، وَمِنْهَا شيْخُنا الفَقِيهُ المحقِّقُ أَبو أَحمدَ عيسَى بنِ محمدٍ الزُّبَيْرِ} البَراوِيُّ الشَّافِعِيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، تُوفي فِي 4 رَجَب سَنَة 1183.
ومنيةُ {بِرَى، كإِلَى: قَرْيَةٌ بمِصْرَ.
وكومُ} بُرَى، كهُدَى: قَرْيةٌ بالجِيزَةِ.
{وبارى: اسمٌ لثلاثِ قُرىً بالهِنْدِ.
وأَيْضاً: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ كَلْوَاذا مِن نَواحِي بَغْدادَ، وكانَ بهَا بَساتِينَ ومُنْتزهاتُ يَقْصدُها أَهْلُ البَطالَةِ؛ قالَ الحسينُ بنُ الضحَّاكِ الخَلِيع:
أُحِبُّ الفيءَ مِن نَخَلات} بارِي
وجَوْسَقها المُشَيَّدَ بالصَّفِيحِ قالَ شيْخُنا نَقْلاً عَن السّهيلي فِي الرَّوْض أَثْناء غَزْوَة بَدْرٍ نَقْلاً عَن الغَريبِ المصنَّفِ أنَّه يقالُ: ابرنتيت بالرَّاءِ وبالزَّاي أَي تَقَدَّمْت. وأَغْفَلَه المصنّف فِي المادَّتَيْن وَفِي النونِ.
قُلْتُ: هُوَ افعنليت مِن برت أَوبزت فتأَمَّل.

بِهن

بِهن
: (البَيْهَنُ، كحَيْدرٍ: النَّسْتَرَنُ) من الرَّياحِين؛ نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيت.
(والبَهْنانَةُ) :) المرْأَةُ (الطَّيِّبَةُ النَّفْسِ) والأرَجِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) قيلَ: هِيَ الطَّيِّبَةُ (الرِّيحِ) الحَسَنَةُ الخُلُقِ السَّمْحَةُ لزَوْجِها؛ (أَو) هِيَ (اللَّيِّنَةُ فِي عَمَلِها ومَنْطِقِها.
(و) قيلَ: هِيَ (الضَّحَّاكَةُ) المُتَهَلِّلَةُ (الخَفِيفَةُ الرُّوحِ) ؛) قالَ الشاعِرُ:
يَا رُبَّ بَهْنانةٍ مُخَبَّأَةٍ تَفْتَرُّ عَن ناصعٍ من البَرَد (وبَهانِ، كقَطامِ: امْرأَةٌ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لعاهان بن كَعْب:
أَلا قالتْ بَهانِ ولَمْ تَأَبَّــقْنَعِمْتَ وَلَا يَليقُ بكَ النَّعِيمُقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: ويقالُ: أَرادَ بَهْنانةً، والصَّحِيحُ الأوَّل.
(والباهينُ: تَمْرٌ) ، عَن أَبي حَنيفَةَ؛ (أَو نَخْلٌ) بهَجَر (لَا يَزالُ عَلَيْهَا) السَّنَة كُلّها (طَلْعٌ جَديدٌ وكَبائِسُ مُبْسِرَةٌ وأُخَرُ مُرْطِبَةٌ ومُثْمِرَةٌ) ، نَقَلَه أَبو حنيفَةَ أَيْضاً عَن بعضِ أَعْرابِ عُمَان.
(والبَهْوَنِيَّةُ مِن الإِبِلِ: مَا بينَ الكَرْماتِيَّةِ والعَرَبيَّةِ) ، وَهُوَ دَخِيلٌ فِي العَرَبيَّة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
بِهن مِنْهُ بهناً: فرحَ وطابَ.
وتَبَهَّنَ: تَبَخْتَرَ.
وبهنيةُ الغَنَمِ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن الغربية، وَقد دَخَلْتها.

بِأَن

بِأَن
: ( {تَبَأّنْتُ الطَّريقَ والأَثَرَ) ، على تَفَعَّلْتُ.
وَقد أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
وَهُوَ (بمعْنَى} تَأَبَّــنْتُها) ، أَي اقْتَفَيْتُها وتَتَبَّعْتُها، وَهُوَ مَقْلوبٌ عَنهُ.

قَول

قَول
! القَوْلُ: الكلامُ على التَّرْتِيب، أَو كلُّ لَفظٍ مَذَلَ بِهِ اللِّسان تامّاً كَانَ أَو ناقِصاً، تَقول: {قَالَ} يقولُ {قَوْلاً، وَالْفَاعِل:} قائِلٌ، وَالْمَفْعُول: {مَقُولٌ، وَقَالَ الحَرَاليّ: القَوْلُ ابْداءُ صُوَرِ التكَلُّمِ نَظْمَاً، بمنزلةِ ائْتِلافِ الصُّوَرِ المَحسوسةِ جَمْعَاً،} فالقَولُ مَشْهُودُ القَلبِ بواسطةِ الأُذُنِ، كَمَا أنّ المحسوسَ مَشْهُودُ القَلبِ بواسطةِ العَينِ وغيرِها. وَقَالَ الراغبُ: القَولُ يُستعمَلُ على أَوْجُهٍ أَظْهَرُها أَن يكونَ للمُرَكَّبِ من الحروفِ المَنْطوقِ بهَا مُفرداً كَانَ أَو جُملَةً، وَالثَّانِي: يُقال للمُتَصَوَّرِ فِي النَّفسِ قبلَ التلَفُّظِ {قَوْلٌ، فَيُقَال: فِي نَفْسِي قولٌ لم أُظْهِرْه، وَالثَّالِث: الِاعْتِقَاد، نَحْو: فلانٌ يقولُ} بقَوْلِ الشافعيِّ، وَالرَّابِع: يُقَال للدَّلالَةِ على الشيءِ، نَحْو: امْتَلأَ الحَوضُ {فقالَ قَطْنِي والخامسُ: يُقَال للعِنايةِ الصادقةِ بالشيءِ نَحْو: فلانٌ يقولُ بِكَذَا، وَالسَّادِس: يستعملُه المَنْطِقيُّونَ فَيَقُولُونَ: قَوْلُ الجَوْهَرِ كَذَا، وقولُ العَرَضِ كَذَا، أَي حدُّهما، وَالسَّابِع: فِي الإلهامِ نحوَ:} قُلْنا يَا ذَا القَرنَيْنِ إمّا أَن تُعَذِّبَ فإنّ ذَلِك لم يُخاطَبْ بِهِ، بل كَانَ إلْهاماً فسُمِّي قَوْلاً، انْتهى. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: واعْلَمْ أنّ {قُلْتُ فِي كَلَام العربِ إنّما وَقَعَتْ على أَن تحكي بهَا مَا كانَ كَلاماً لَا قَوْلاً.
يَعْنِي بالكلامِ الجُمَلَ، كقولِك: زَيدٌ مُنْطَلِقٌ، وقامَ زَيدٌ، وَيَعْنِي} بالقَولِ الألفاظَ المُفردَةَ الَّتِي يُبنى)
الكلامُ مِنْهَا، كَزَيْدٍ من قولِك: زَيدٌ مُنطَلِقٌ، وأمّا تجَوُّزُهم فِي تسميتهم الاعتقاداتِ والآراءَ قَوْلاً فلأنَّ الاعتقادَ يَخْفَى فَلَا يُعرفُ إلاّ بالقَولِ أَو بِمَا يقومُ مقامَ القَوْلِ من شاهدِ الحالِ، فلمّا كَانَت لَا تَظْهَرُ إلاّ بالقَولِ سُمِّيَتْ قَوْلاً إذْ كانتْ سَبَبَاً لَهُ، وَكَانَ القولُ دَليلاً عَلَيْهَا، كَمَا يُسمّى الشيءُ باسمِ غيرِه إِذا كَانَ مُلابِساً وَكَانَ القَولُ دَلِيلا عَلَيْهِ، وَقد يُستعمَلُ القولُ فِي غيرِ الإنسانِ، قَالَ أَبُو النَّجْم: {قالَتْ لَهُ الطَّيْرُ تقدَّمْ راشِداً إنّكَ لَا تَرْجِعُ إلاّ حامِدا وَقَالَ آخَرُ:
(قالتْ لَهُ العَيْنانِ سَمْعَاً وطاعَةً ... وحَدَّرَتا كالدُّرِّ لمّا يُثَقَّبِ)
وَقَالَ آخر:
(بَيْنَما نَحْنُ مُرْتِعونَ بفَلْجٍ ... قَالَت الدُّلَّحُ الرِّواءُ إنِيْهِ)
إنيه: صَوْتُ رَزْمَةِ السحابِ وحَنينِ الرَّعد، وَإِذا جازَ أَن يُسمّى الرأيُ والاعتقادُ قَوْلاً وَإِن لم يكن صَوْتَاً كَانَ تسميتَهُم مَا هُوَ أَصْوَاتٌ قَوْلاً أَجْدَرَ بالجَواز، أَلا ترى أنّ الطيرَ لَهَا هَديرٌ، والحَوضَ لَهُ غَطيطٌ، والسَّحابَ لَهُ دَوِيٌّ، فأمّا قَوْله: قالتْ لَهُ العَيْنانِ: سَمْعَاً وطاعَةً فإنّه وَإِن لم يكن مِنْهُمَا صَوتٌ فإنّ الحالَ آذَنَتْ بأنْ لَو كَانَ لَهما جارِحَةُ نُطْقٍ لقالَتا سَمْعَاً وطاعَةً، قَالَ ابنُ جِنِّي: وَقد حرَّرَ هَذَا المَوضِعَ وأَوْضَحَه عَنْتَرةُ بقَولِه:
(لَو كَانَ يدْرِي مَا المُحاوَرةُ اشْتَكى ... أَو كانَ يدْرِي مَا جَوابُ تَكَلُّمِ)
ج:} أَقْوَالٌ، جج جمعُ الجمعِ {أقاوِيل، وَهُوَ الَّذِي صرَّحَ بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَهُوَ القياسُ، وَقَالَ قَومٌ: هُوَ جَمْعُ} أُقْوُولَةٍ كأُضْحُوكَةٍ، قَالَ شيخُنا: وَإِذا ثَبَتَ فالقياسُ لَا يَأْبَاه. أَو القَولُ فِي الخَيرِ والشرِّ {والقال،} والقيل، {والقالَةُ فِي الشرِّ خاصّةً، يُقَال: كَثُرَتْ} قالَةُ الناسِ فِيهِ، وَقد رَدَّ هَذِه التَّفرِقَةِ أَقوام، وضَعَّفوها بوُرودِ كلٍّ من! القالِ والقِيلِ فِي الخَير، وناهِيكَ بقولِه تَعالى: {وقِيلِه يَا رَبِّ إنّ هؤلاءِ الْآيَة، قَالَه شيخُنا. أَو القَولُ مصدرٌ، والقِيلُ والقال: اسْمانِ لَهُ، الأوّلُ مَقِيسٌ فِي الثُّلاثيِّ المُتعدِّي مُطلقًا، والأخيرانِ غيرُ مَقيسَيْن. أَو قالَ} قَوْلاً {وقِيلاً} وقَوْلَةً {ومَقالَةً} ومَقالاً فيهمَا وَكَذَلِكَ {قَالَا، وأنشدَ ابنُ بَرِّيٍّ للحُطَيْئة:)
(تحَنَّنْ عليَّ هَداكَ المَليكُ ... فإنّ لكلِّ مَقامٍ} مَقالا)
وَيُقَال: كَثُرَ القِيلُ والقالُ، وَفِي الحَدِيث: نَهَىَ عَن {قِيلٍ} وقالٍ، وإضاعةِ المالِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فِي قِيلٍ وقالٍ نَحْوٌ وَعَرَبيَّةٌ، وَذَلِكَ أنّ جَعَلَ القالَ مَصْدَراً، أَلا ترَاهُ يقولُ عَن قيلٍ وقالٍ، كأنّه قَالَ: عَن قِيلٍ {وقَوْلٍ، يُقَال على هَذَا:} قلتُ قَوْلاً وقِيلاً {وَقَالا، قَالَ: وسمعتُ الكِسائيَّ يَقُول فِي قراءةِ عَبْد الله بن مسعودٍ: ذَلِك عِيسَى بنُ مَرْيَمَ} قالُ الحقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرون فَهَذَا من هَذَا.
وَقَالَ الفَرّاءُ: {القالُ فِي معنى القَوْلِ، مثلُ العَيبِ والعابِ، وَقَالَ ابنُ الأثيرِ فِي معنى الحَدِيث: نهى عَن فُضولِ مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ المُتَجالِسونَ من قولِهم: قِيلَ كَذَا، وَقَالَ فلانٌ كَذَا، قَالَ: وبِناؤُهما على كونِهما فِعلَيْنِ مَحْكِيَّيْنِ مُتَضَمِّنَيْنِ للضَّمير، والإعرابُ على إجرائِهما مُجْرى الأسماءِ خِلْوَيْنِ من الضَّمير، وَمِنْه قولُهم: إنّما الدُّنيا قالٌ} وقِيلُ. وإدخالُ حَرْفِ التعريفِ عَلَيْهِمَا لذَلِك فِي قولِهم: مَا يَعْرِفُ {القالَ من} القِيلَ. فَهُوَ {قائِلٌ} وقالٌ، وَمِنْه {قولُ بعضِهم لقَصيدةٍ: أَنا} قالُها: أَي {قائِلُها،} وقَؤُولٌ، كصَبُورٍ بالهَمزِ وبالواو، قَالَ كَعْبُ بنُ سَعدٍ الغَنَويّ:
(وَمَا أَنا للشيءِ الَّذِي لَيْسَ نافِعي ... وَيَغْضَبُ مِنْهُ صاحِبي {بقَؤُولِ)
ج:} قُوَّلٌ! وقُيَّلٌ بالواوِ وبالياء، كرُكَّعٍ فيهمَا، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لرُؤبَة: فاليومَ قد نَهْنَهني تَنَهْنُهي وأوّلُ حِلْمٍ لَيْسَ بالمُسَفَّهِ {وقُوَّلٌ إلاّ دَهْ فَلَا دَهِ} وقالَةٌ عَن ثَعْلَبٍ، {وقُؤُولٌ مَضْمُوماً بالهَمزِ والواوِ هَكَذَا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي الصِّحاح: رجلٌ} قَؤُولٌ وقومٌ {قُوُلٌ، مثل صَبُورٍ وصُبُرٍ، وَإِن شِئتَ سَكَّنْتَ الواوَ، قَالَ ابنُ بَرِّي: المعروفُ عِنْد أهلِ العربيّةِ} قَؤُولٌ {وقُوْلٌ بإسكانِ الواوِ، يَقُولُونَ: عَوانٌ وعُوْنٌ، والأصلُ عُوُنٌ، وَلَا يُحرَّكُ إلاّ فِي الشِّعرِ، كقولِه: ... . تَمْنَحُه سُوُكَ الإسْحِلِ ورجلٌ} قَوّالٌ {وقَوّالَةٌ، بالتشديدِ فيهمَا، من قومٍ قَوّالين،} وتِقْوَلَةٌ {وتِقْوالَةٌ، بكسرِهما: الأُولى عَن الفَرّاءِ والثانيةُ عَن الكِسائيِّ، حكى سِيبَوَيْهٍ:} مِقْوَلٌ، كمِنبَرٍ، قَالَ: وَلَا يُجمَعُ بالواوِ وَالنُّون لأنّ مُؤَنَّثَه لَا تدخلُه الهاءُ، قالَ {ومِقْوالٌ، كمِحْرابٍ، هُوَ على النَّسَب،} وقُوَلَةٌ، كهُمَزَةٍ، كلُّ ذَلِك: حسَنُ القَولِ أَو كثيرُه، لَسِنٌ، كَمَا فِي الصِّحاح، وَهِي مِقْوَلٌ ومِقْوالٌ وقَوّالَةٌ. والاسمُ {القالَةُ} والقِيلُ {والقال)
. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ:} يُقَال للرجلِ: إنّه {لمِقْوَلٌ: إِذا كَانَ بَيِّناً ظَريفَ اللِّسان،} والتَّقْوَلَة: الكثيرُ الكلامِ البَليغُ فِي حاجتِه وأمرِه، ورجلٌ تِقْوالَةٌ: مِنْطِيقٌ. وَهُوَ ابنُ {أَقْوَالٍ، وابنُ} قَوّالٍ: فَصيحٌ، جَيِّدُ الكلامِ، وَفِي التَّهْذِيب: تَقُولُ للرجلِ، إِذا كَانَ ذَا لسانٍ طَلْقٍ: إنّه لابْنُ {قَوْلٍ، وابنُ} أَقْوَالٍ. {وأَقْوَلَه مَا لم} يقُلْ، وَهُوَ شاذٌّ كقَولِه: صَدَدْتِ فَأَطْوَلْتِ الصُّدُودَ ...فَقَصَره على السَّماع، والصوابُ خِلافُه، وَفِيه كلامٌ طويلٌ لابنِ الشجَريِّ وغيرِه، وادَّعى فِيهِ البَدرُ الدَّمامينيُّ فِي شرحِ المُغْني أنّهم تصَرَّفوا فِيهِ للفَرْقِ، نَقله شيخُنا. سُمِّي بِهِ لأنّه يقولُ مَا شاءَ فَيَنْفُذُ، وَهَذَا على أنّه واوِيٌّ، وأصلُ قَيِّلٍ: {قَيْوِلٌ، كسَيِّدٍ وسَيْوِدٍ، وحُذِفَتْ عينُه، وذهبَ بعضُهم إِلَى أنّه يائِيُّ العَينِ من} القِيالَةِ وَهِي الإمارَة، أَو من {تقَيَّلَه: إِذا تابعَه أَو شابَهَه، ج أَي جَمْعُ} القَيِّل: {أَقْوَالٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كَسَّروه على أَفْعَالٍ تَشْبِيهاً بفاعِلٍ، مَن جَمَعَه على} أَقْيَالٍ لم) يَجْعَلْ الواحدَ مِنْهُ مُشدّداً، كَمَا فِي الصِّحاح، وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: أَقْيَالٌ مَحْمُولٌ على لفظِ {قَيْلٍ، كَمَا قِيلَ فِي جمعِ رِيحٍ أَرْيَاحٌ، والسائغُ المَقيسُ أَرْوَاحٌ، وَفِي التَّهْذِيب: هم} الأَقْوالُ {والأَقْيال، الواحدُ قَيْلٌ، فَمن قالَ: أَقْيَالٌ بناهُ على لَفْظِ قَيْلٍ، وَمن قالَ: أَقْوَالٌ بناهُ على الأصلِ، وأصلُه من ذَواتِ الْوَاو. جمع} المِقْوَلِ {مَقاوِل، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للَبيدٍ:
(لَهَا غَلَلٌ من رازِقِيٍّ وكُرْسُفٍ ... بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفونَ} المَقاوِلا)
أَي يَخْدِمون المُلوكَ، {ومَقاوِلَةٌ، دَخَلَت الهاءُ فِيهِ على حَدِّ دخولِها فِي القَشاعِمَة.} واقْتالَ عَلَيْهِم: احْتَكمَ، وأنشدَ ابنُ بَرِّي للغَطَمَّشِ من بَني شَقِرَةَ:
(فبالخَيرِ لَا بالشَّرِّ فارْجُ مَوَدَّتي ... وإنّي امرؤٌ {يَقْتَالُ مِنّي التَّرَهُّبُ)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ الهَيثمَ بنَ عَدِيٍّ يَقُول: سَمِعْتُ عبدَ العزيزِ بن عُمرَ بن عبدِ العزيزِ يقولُ فِي رُقْيَةِ النَّملةِ: العَروسُ تَحْتَفِلْ،} وتَقْتَالُ وتَكْتَحِلْ، وكلُّ شيءٍ تَفْتَعِلْ، غيرَ أَن لَا تَعْصِي الرجُلْ.
قَالَ: {تَقْتَال: تَحْتَكِمُ على زَوْجِها، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لكَعبِ بن سَعدٍ الغَنَويِّ:
(وَمَنْزِلَةٍ فِي دارِ صِدْقٍ وغِبْطَةٍ ... وَمَا} اقْتالَ مِن حُكمٍ عليَّ طَبيبُ) وأنشدَ ابنُ بَرِّي للأعشى:
(ولمِثلِ الَّذِي جَمَعْتَ لرَيْبِ الدّْ ... هْرِ تَأْبَــى حُكومَةُ {المُقْتالِ)
(و) } اقْتالَ الشيءَ: اختارَه هَكَذَا فِي النّسخ، وَفِي الأساسِ واللِّسان: {واقْتالَ قَوْلاً: اجْتَرَّه إِلَى نَفْسِه من خَيرٍ أَو شرٍّ.} وقالَ بِهِ: أَي غَلَبَ بِهِ، وَمِنْه حديثُ الدُّعاء: سُبْحانَ من تعَطَّفَ بالعِزِّ، والروايةُ: تعَطَّفَ العِزَّ وَقَالَ بِهِ قَالَ الصَّاغانِيّ: وَهَذَا منَ المَجاز الحُكْميِّ، كقولِهم: نهارُه صائمٌ، والمُرادُ وَصْفُ الرجلِ بالصَّومِ، وَوَصْفُ اللهِ بالعِزِّ، أَي غَلَبَ بِهِ كلَّ عزيزٍ، وَمَلَكَ عَلَيْهِ أَمْرَه، وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: تعَطَّفَ العِزَّ: أَي اشتملَ بِهِ فَغَلَبَ بالعِزِّ كلَّ عزيزٍ، وَقيل: معنى قالَ بِهِ: أَي أحَبَّه واخْتَصَّه لنَفسِه، كَمَا يُقَال: فلانٌ يَقُول بفلانٍ: أَي بمحَبَّتِه واختِصاصِه. وَقيل: مَعْنَاهُ حَكَمَ بِهِ، فإنّ القَولَ يُستعمَلُ فِي معنى الحُكْمِ، وَفِي الرَّوضِ للسُّهَيْليِّ فِي تَسْبِيحِه صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم: الَّذِي لَبِسَ العِزَّ وقالَ بِهِ أَي مَلَكَ بِهِ وقَهَرَ، وَكَذَا فسَّرَه الهرَوِيُّ فِي الغَريبَيْن. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: العربُ تقولُ: قالَ القومُ بفلانٍ: أَي قتَلوه، {وقُلْنا بِهِ: أَي قَتَلْناه، وَهُوَ مَجاز، وأنشدَ لزِنْباعٍ المُراديِّ: نَحْنُ ضَرَبْناهُ على نِطابِه) } قُلْنا بِهِ، قُلْنا بِهِ، قُلْنا بِهِ نَحْنُ أَرَحْنا الناسَ من عَذابِهِ فليَأْتِنا الدهرُ بِمَا أَتَى بهِ وَقَالَ ابنُ الأَنْباريّ اللُّغَويُّ: قالَ يجيءُ بِمَعْنى تكلَّمَ، وضَرَبَ، وغَلَبَ، وماتَ، ومالَ، واستراحَ، وأَقْبَلَ، وَهَكَذَا نَقله أَيْضا ابنُ الْأَثِير، وكلُّ ذَلِك على الاتِّساعِ والمَجاز، فَفِي الأساس: قَالَ بِيَدِه: أَهْوَى بهَا، وقالَ برأسِه: أشارَ، وَقَالَ الحائِطُ فَسَقَطَ: أَي مالَ. ويُعَبَّرُ بهَا عَن التهَيُّؤِ للأفعالِ والاستعدادِ لَهَا، يُقَال: قالَ فَأَكَلَ، وقالَ فَضَرَبَ، وقالَ فتكلَّمَ، وَنَحْوه، كقالَ بيدِه: أَخَذَ، وبرِجلِه: مَشى أَو ضَرَبَ، وبرأسِه: أشارَ، وبالماءِ على يدِه: صبَّه، وبثَوبِه: رَفَعَه، وتقدّمَ قَوْلُ الشَّاعِر: وقالَتْ لَهُ العَينانِ سَمْعَاً وَطَاعَة أَي أَوْمَأَتْ، وروى فِي حديثِ السَّهو: مَا يقولُ ذُو اليَدَيْن قَالُوا صَدَقَ، رُوِيَ أنّهم أَوْمَئُوا برؤوسِهم: أَي نَعَمْ، وَلم يَتَكَلَّموا. قَالَ بعضُهم فِي تأويلِ الحديثِ: نهى عَن قِيلَ وَقَالَ القال: الابتِداءُ، والقِيل، بالكَسْر: الجَواب، ونَظيرُ ذَلِك قولُهم: أَعْيَيْتِني من شُبَّ إِلَى دُبَّ، وَمن شُبٍّ إِلَى دُبٍّ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَهَذَا إنّما يَصِحُّ إِذا كانتِ الروايةُ: قيلَ وقالَ، على أنّهما فِعلان، فيكونُ النهيُ عَن القَولِ بِمَا لَا يصحُّ وَلَا تُعلَمُ حَقيقتُه، وَهُوَ كحديثِه الآخر: بِئسَ مَطِيَّةُ الرجلِ زَعَمُوا وأمّا من حكى مَا يصِحُّ وتُعرَفُ حقيقتُه وأسندَه إِلَى ثقةٍ صادقٍ فَلَا وَجْهَ للنهيِ عَنهُ وَلَا ذَمَّ.
{والقَوْلِيَّة: الغَوْغاءُ وَقَتَلةُ الْأَنْبِيَاء، هَكَذَا تُسمِّيه اليهودُ، وَمِنْه حديثُ جُرَيْجٍ: فَأَسْرعَتِ} القَوْلِيّةُ إِلَى صَوْمَعتِه. {وقُوْلَ، بالضَّمّ: لغةٌ فِي} قِيلَ بالكَسْر، نَقله الفَرّاءُ عَن بَني أسَدٍ، وَأنْشد: وابْتَدَأَتْ غَضْبَى وأمُّ الرَّحَّالْ وقُوْلَ لَا أَهْلَ لَهُ وَلَا مالْ وَيُقَال: {قُيِلَ على بناءِ فُعِلَ، غَلَبَت الكسرةُ فقُلِبتْ الواوُ يَاء. العربُ تُجري} تَقُولُ وَحْدَها فِي الاستفهامِ كتَظُنُّ فِي العملِ، قَالَ هُدْبَةُ بنُ خَشْرَمٍ: مَتى تقولُ الذُّبَّلَ الرَّواسِما والجِلَّةَ الناجِيَةَ العَياهِما إِذا هَبَطْنَ مُسْتَجيراً قاتِما ورَفَّعَ الْهَادِي لَهَا الهَماهِما) أَرْجَفْنَ بالسَّوالِفِ الجَماجِما يَبْلُغْنَ أمَّ خازِمٍ وخازِما وَقَالَ الأحْوَلُ: حازمٍ وحازِما بالحاءِ المُهملة، قَالَ الصَّاغانِيّ: وروايةُ النَّحْوِيِّين: مَتى {تقولُ القُلَّصَ الرواسِما يُدْنِينَ أمَّ قاسمٍ وقاسِما وَهُوَ تَحريفٌ، فَنَصَبَ الذُّبَّلَ كَمَا يَنْتَصِبُ بالظَّنِّ. قلتُ: وأنشدَه الجَوْهَرِيّ كَمَا رَوَاهُ النَّحْويُّون، وأنشدَ أَيْضا لعَمروِ بن مَعدِ يكرِبَ:
(عَلامَ تَقولُ الرُّمحَ يُثْقِلُ عاتِقي ... إِذا أَنا لم أَطْعُنْ إِذا الخَيلُ كَرَّتِ)
وَقَالَ عُمرُ بنُ أبي رَبيعة:
(أمّا الرَّحيلُ فدونَ بعدَ غَدٍ ... فَمَتَى تَقولُ الدارَ تَجْمَعُنا)
قَالَ: وبَنو سليم يُجْرونَ مُتَصَرِّفَ قُلْتُ فِي غيرِ الاستفهامِ أَيْضا مُجرى الظنِّ، فيُعَدُّونَه إِلَى مَفْعُولَيْن، فعلى مَذْهَبِهم يجوزُ فَتْحُ أنَّ بعدَ القَوْل. والقالُ: القُلَةُ مقلوبٌ مُغَيَّرٌ، أَو خَشَبَتُها الَّتِي تُضرَبُ بهَا، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن الأَصْمَعِيّ، وَأنْشد:
(كأنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ بَيْنَهمُ ... نَزْوَ القِلاتِ قَلاها قالُ} قالينا)
قَالَ ابنُ بَرِّي: هَذَا البيتُ يُروى لابنِ مُقْبلٍ، قَالَ: وَلم أَجِدْه فِي شِعرِه. ج: {قِيلانٌ، كخالٍ وخِيلانٍ، قَالَ: وَأَنا فِي ضُرّابِ قِيلانِ القُلَهْ} وقُولَةُ، بالضَّمّ: لقَبُ ابنِ خُرَّشِيدَ، بضمِّ الخاءِ وتشديدِ الراءِ المفتوحةِ وكسرِ الشينِ، وأصلُه خُورْشِيد، بِالتَّخْفِيفِ، فارِسيّة بِمَعْنى الشمسِ، وَهُوَ شَيْخُ أبي القاسمِ القُشَيْرِيِّ صاحبِ الرِّسالة.
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {القالَة: القَوْلُ الفاشي فِي الناسِ خَيْرَاً كَانَ أَو شَرّاً.} والقالَة: {القائِلَة. وابنُ} القَوّالَةِ: عبدُ الْبَاقِي بنُ مُحَمَّد بن أبي العِزِّ الصُّوفيُّ، سَمِعَ أَبَا الحسينِ ابْن الطُّيُورِيّ، مَاتَ سنة. {وقاوَلْتُه فِي أَمْرِي:} وَتَقَاوَلْنا: أَي تَفاوَضْنا. {واقْتالَه:} قالَه، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للَبيدٍ:
(فإنَّ اللهَ نافِلَةٌ تُقاهُ ... وَلَا {يَقْتَالُها إلاّ السَّعيدُ)
أَي لَا} يَقُولُها. وَقَالَ ابنُ بَرِّي: {اقْتالَ بالبَعيرِ بَعيراً، وبالثوبِ ثَوْبَاً: أَي اسْتبدلَه بِهِ. ويُقال: اقْتالَ باللَّونِ لَوْنَاً آخر: إِذا تغيَّرَ من سفَرٍ أَو كِبَرٍ، قَالَ الراجز:)
} فاقْتَلْتُ بالجِدَّةِ لَوْنَاً أَطْحَلا وكانَ هُدّابُ الشبابِ أَجْمَلا وقالَ عَنهُ: أَخْبَر. وقالَ لَهُ: خاطبَ. وقالَ عَلَيْهِ: افْترى. وقالَ فِيهِ: اجتهدَ. وقالَ كَذَا: ذَكَرَه.
ويُقالُ عَلَيْهِ: يُحمَلُ ويُطلَق. وَمن الشَّواذِّ فِي القراءاتِ: {فاقْتالُوا أَنْفُسَكُم كَذَا فِي المُحْتَسَبِ لابنِ جِنِّي، وقرأَ الحسَنُ:} قُولُ الحَقِّ الَّذِي فِيهِ تَمْتَرون بالضَّمّ.

خَلل

خَلل
{الخَلُّ: مَا حَمُضَ مِن عَصيرِ العِنَب وغيرِه قَالَ ابنُ دُرَيد: وَهُوَ عَربيٌّ صَحِيحٌ وَمِنْه الحديثُ: نِعْمَ الإِدامُ الخَلّ. والطائِفَةُ مِنه} خَلَّةٌ قَالَ أَبُو زِياد: جَاءُونَا {بخَلَّةٍ لَهُم. فَلَا أَدْرِي أَعَنَى الطائفةَ مِن} الخَلِّ، أم هِيَ لُغةٌ كخَمْيرِ وخَمْرةٍ. وأَجْوَدُه {خَلّ الخَمْرِ، مُرَكَّبٌ مِن جَوْهَريْن لَطِيفَين حارٍّ وبارِدٍ والبارِدُ أَغْلَبُ، وَالَّذِي فِيهِ حَرافَةٌ أسْخَنُ، وَإِن لم تَكُن، فبارِدٌ رَطْبٌ. والطَّبخُ يُنْقِصُ مِن بُرودَتِه. نافِعٌ للمَعِدَة الحارَّةِ الرَّطْبة، مُنَقِّ للشَّهْوةِ، مُعِينٌ على الهَضْمِ، كُلُّ ذَلِك لدَفْعِه المَعِدَة. إِذا تُمُضْمِضَ بِهِ نَفَع اللِّثَة وشَدَّها. ينفَعُ مِن سَعْيِ القُرُوحِ الخَبِيثَةِ والجَرَب والحِكَّةِ والقوباءِ، بوَضْعِ صُوفٍ مَبلُولٍ مِنْهُ عَلَيْهَا. ينفَعُ مِن نَهْشِ الهَوامِّ صَبّاً علَيها. ينفَعُ مِن أَكْلِ الأَفْيُونِ والشَّوْكَرانِ، يُشْرَبُ مُسَخَّناً. ينفَعُ مِن حَرقِ النارِ أَسْرَعَ مِن كلِّ شَيْء. مِن أَوجاعِ الأَسنانِ مَضْمَضةً بِهِ.
وبُخارُ حارِّه نافِعٌ اللاستِسقاء ولكنّ الإدْمانَ مِنْهُ رَّبما أدَّى إِلَى الاستِسقاء. ينفَع أَيْضا بُخارُ حارِّه مِن عُسرِ السَّمعِ ويَحُدُّه، ويَفْتَحُ سُدَدَ المِصْفاة بقُوّة. ويُحَلِّلُ الدَّوِيَّ والطَّنِين. والمُتَّخَذُ مِن العِنَب البَرِّيّ بمِلْح يَنفَعُ مِن عَضَّةِ الكَلْبِ الكَلِبِ. وَإِذا طُلِيَ مَعَ الكُرُنْبِ علَى النِّقْرِسِ نَفع. قَالَه الرئيسُ.
} والخَلُّ أَيْضا: الطَّرِيقُ يَنفُذُ فِي الرَّمْلِ أيّاً كَانَ، يُقَال: حَيَّةُ! خَلِّ، كَمَا يُقَال: أَفْعَى صَرِيمَةٍ، فَإِذا كَانَ الطَّريقُ فِي جَبلٍ فَهُوَ نَقْبٌ. أَو النّافِذُ بينَ رَمْلَتَيْن، أَو النّافِذُ فِي الرَّمْلِ المُتَراكِمِ أَو الرِّمالِ المُتَراكِمَة، سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ {يَتَخلَّلُ: أَي يَنفُذُ. يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، ج:} أَخُلٌّ بضمّ الْخَاء وخِلالٌ بِالْكَسْرِ.) مِن المَجاز: {الخَلُّ: الرَّجُلُ النَّحِيفُ المُخْتَلُّ الجِسمِ وَقَالَ ابنُ دُرَيد: هُوَ الخَفِيفُ الجِسم، قَالَ تَأَبَّــطَ شَرّاً:
(فاسْقِنِيها يَا سَوادَ بْنَ عَمرٍ و ... إنَّ جِسمِى بَعْدَ خالِي} لَخَلُّ)
{كالخَلِيلِ وَهُوَ الفَقيرُ المُخْتَلُّ الحالِ، قَالَ زُهَير يَمدَحُ هَرِمَ بنَ سِنان:
(وَإِن أتاهُ} خَلِيلٌ يومَ مَسأَلَةٍ ... يقولُ لَا غائِبٌ مالِيولا حَرِمُ)
(و) {الخَلُّ: الثَّوبُ البالِي فِيهِ طَرائِقُ. الخَلّ: عِرْقٌ فِي العُنُقِ وَفِي الظَّهْر عَن ابْن دُرَيد، زَاد غيرُه: مُتَّصِلٌ بالرَّأس، وَأنْشد لجَنْدَل الطُّهَوِيّ: تَمَّتْ إِلَى صُلْبٍ شَدِيدِ الخَلِّ وعُنُقٍ أتْلَعَ مُتْمَهِلِّ وَقَالَ آخَرُ: نابى المِلاطَيْنِ شَدِيدُ الخَلِّ الخَلُّ: ابنُ المَخاضِ، كالخَلَّةِ وَهَذِه عَن الأصمَعِي، يُقَال: أتاهُم بقُرصٍ كَأَنَّهُ فِرسِنُ} خَلَّةٍ، قَالَ الأزهريّ: يَعْنِي السَّمِينةَ. وَهِي بِهاءٍ أَيْضا. الخَلُّ: القَلِيلُ الريشِ مِن الطَّيرِ قَالَ أَبُو النَّجْم: وكُلّ صَعْلِ الرأسِ كالجُمَّاحِ خَلّ الذُّنابى أَجْدَف الجَناح (و) {الخَلّ: الحَمْضُ قَالَ: ليسَتْ مِن} الخَلِّ وَلَا الخِماطِ الخَل: المَهْزُولُ والسَّمِينُ، ضِدٌّ يكون فِي النَّاس والإبلِ. الخَلُّ: الفَصِيلُ المَهْزُولُ. الخَلُّ: الشَّرُّ.
وَفِي التَّهْذِيب: وتُضْرَبُ {الخَلَّةُ مَثَلاً للدَّعَةِ والسَّعَةِ، والحَمضُ للشّرِّ والحَرب. أَيْضا: الشَّقُّ فِي الثَّوبِ. ورِمالُ} الخَلِّ: قُربَ لِينَةَ بالحِجاز. أَبُو الْحسن محمّدُ بن المُبارَك ابْن الخَلِّ، فقيهٌ سَمِع ابنَ البَطِر، وَعنهُ أَبُو الْحسن القَطِيعيُّ. {والخَلَّةُ: الثُّقْبَةُ الصَّغيرَةُ، أَو عامٌّ وَفِي التَّهْذِيب: هِيَ الفُرجَةُ فِي الخُصِّ. قَالَ الفرَّاء: الخَلَّةُ: الرَّمْلَةُ اليتِيمَةُ المُنْفَرِدَةُ مِن الرَّمل. الخَلَّةُ: الخَمْر عامَّةً أَو حامِضَتها وَهُوَ القِياسُ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(فجَاء بهَا صَفْرَاءَ لَيسَتْ بخَمْطَةٍ ... وَلَا} خَلَّةٍ يَكْوِى الشُّرُوبَ شِهابُها)
أَو هِيَ الخَمْرَةُ المُتَغَيرهُّ الطَّعْمِ بِلا حُمُوضَةٍ، ج: خَلٌّ. خَلَّةُ: ة باليَمَنِ قُربَ عَدَنِ أَبْينَ، عندَ سَبَأ) صُهَيب، لِبني مُسلِيَةَ، وَمِنْهَا أَبُو الرَّبيع سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان {- الخَلِّيّ النَّحوِيّ، كَانَ بمِصرَ فِي دولة الْكَامِل. وَهُوَ شَدِيدُ الاشتِباه} - بالخِلِّي بِالْكَسْرِ، وجماعةٌ باليَمَن ينتسِبون هَكَذَا إِلَى بَيتِ بَرخِلّ: قَريةٍ بهَا، وَقد تقدَّم ذِكرُها. (و) {الخَلَّةُ: المَرأةُ الخَفِيفَةُ الجِسمِ النَّحِيفَةُ. الخَلَّةُ: مَكانَةُ الإنسانِ الخالِيةُ بعدَ مَوتِه.} وخَلَّلَتِ الخَمْرُ وغيرُها مِن الأشْرِبةِ تَخلِيلاً: حَمُضَتْ وفَسَدتْ. (و) {خَلَّلَ العَصِيرُ: صَار خَلّاً،} كاخْتَلَّ وَهَذِه عَن اللَّيث، وأنكرها الأزهريّ، وَقَالَ: لم أسمع لغيرِه أَنه يُقَال: اخْتَلَّ العَصِيرُ: إِذا صَار خَلّا، وكَلامُهم الجَيِّدُ: خَلّلَ شَرابُ فُلانٍ: إِذا فَسَد وصارَ خَلّاً. خَلَّلَ الخَمرَ: جَعَلَها خَلّاً فَهُوَ لازِمٌ مُتَعَدٍّ. (و) {خَلَّلَ البُسرَ: وَضَعه فِي الشَّمسِ ثمَّ نَضَحه بالخَلِّ، فجَعلَه فِي جَرَّةٍ كَمَا فِي المُحكَم، وَهُوَ} المُخَلَّلُ، وَكَذَا غيرُ البُسر، كالخِيارِ والكُرُنْبِ والباذِنْجانِ والبَصَلِ. يُقال: مَا لَهُ {خَلٌّ وَلَا خَمرٌ: أَي خيرٌ وَلَا شَرٌّ وَهُوَ مَثَلٌ، قَالَ النَّمِرُ بن تَوْلَب:
(هَلَّا سأَلْتِ بعادِياء وبَيتِه ... } والخَلِّ والخَمْرِ الَّذِي لم يُمْنَعِ)
{والاخْتِلالُ: اتِّخاذُ الخَلِّ مِن عَصِيرِ العِنَب والتَّمر.} والخَلَّالُ كشَدَّادٍ: بائِعُه. {والخُلَّةُ، بالضّمِّ: شَجَرةٌ شاكَةٌ وَهِي الَّتِي ذكرتْها إِحْدَى المُتَخاصِمتَيْن إِلَى ابنةِ الخُسِّ، حِين قالَت: مَرعَى إبلِ أبي الخُلَّة، فَقَالَت لَهَا ابنةُ الخُسِّ: سَرِيعَةُ الدِّرَّة والجِرَّة. وَقَالَ اللِّحيانيُّ:} الخُلَّةُ يكون من الشَّجَرِ وغيرِه. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: هُوَ مِن الشَّجَر خاصَّةً. وَقَالَ أبوعُبَيد: لَيْسَ شَيْء مِن الشَّجَر العِظامِ بخُلَّةٍ. الخُلَّةُ مِن العَرفَجِ: مَنْبِتُه ومُجْتَمَعُه. أَيْضا: مَا فِيهِ حَلاوَةٌ مِن النَّبْتِ. وقِيل: المَرْعَى كُلُّه حَمْضٌ وخُلَّةٌ، فالحَمْضُ: مَا فِيهِ مُلُوحةٌ، {والخُلَّةُ: مَا سِواه. وَتقول العَربُ:} الخلَّةُ: خُبزُ الإبِلِ، والحَمْضُ لَحْمُها أَو خَبِيصُها، وَفِي التَّهْذِيب: فاكِهَتُها. وكُلُّ أرضٍ لم يكنْ بهَا حَمْضٌ فَهِيَ {خُلَّةٌ، وَإِن لم يَكُنْ بهَا من النَّباتِ شَيءٌ، قَالَه أَبُو حنيفَة. ج:} خُلَلٌ كصُرَدٍ يَقُولُونَ: عَلَونا أَرضًا خُلَّةً، وأَرَضِينَ! خُلَلاً. وَقَالَ ابنُ شُمَيلٍ: {الخُلَّةُ إِنَّمَا هِيَ الأَرضُ، يُقَال: أرضٌ خُلَّةٌ،} وخُلَلُ الأرضِ: الَّتِي لَا حَمْضَ بهَا، ورّبما كَانَت بهَا عِضاهٌ، ورّبما لم تَكُن، وَلَو أتيتَ أَرضًا لَيْسَ بهَا شيءٌ مِن الشَّجَر، وَهِي جُرُزٌ مِن الأَرْض، قلت: إِنَّهَا خُلَّةٌ. إِذا نَسَبتَ إِلَيْهَا قلت: بَعِيرٌ {- خُلِّيٌّ، إبِلٌ} خُلِّيَّةٌ عَن يَعْقُوب. قَالَ غيرُه: إبِلٌ {مُخِلَّة} ومُخْتَلَّةٌ: إِذا كَانَت تَرعاها يُقَال: جَاءَت الإبِلُ مُخِلَّةً ومُخْتَلَّة، وَمِنْه المَثَلُ: إِنَّك {مُخْتَلٌّ فتَحَمَّضْ: أَي انتقِلْ مِن حالٍ إِلَى حَال، قَالَ ابنُ دُرَيْد: يُقَال ذَلِك للمُتوعِّد المُتَهدَد.} وأَخَلُّوا {إخْلالاً: رَعَتْها إبِلُهُم وَمِنْه قولُ بعضِ نساءِ الْأَعْرَاب، وَهِي تَتَمنَّى بَعْلاً: إِن ضَمَّ قَضْقَضْ، وَإِن دَسَرَ أغْمَضْ، وَإِن} أخَلَّ أَحْمَضْ. قَالَت لَهَا أُمُّها: لقد فَرَرْتِ)
لي شِرَّةَ الشَّباب جَذَعَةً. تَقول: إِن أخذَ مِن قُبلٍ أَتْبَع ذَلِك بِأَن يأخُذَ مِن دُبَر. وقولُ العَجّاج: كَانُوا {مُخِلِّين فَلاقَوْا حَمْضا أَي لاقَوْا أَشدَّ ممّا كَانُوا فِيهِ، يُضرَبُ لمن يَتَوعَّدُ ويتَهدَّد فيَلْقَى مَن هُوَ أشَدُّ مِنْهُ.} وخَلَّ الإبِلَ {يُخُلُّها} خلّاً: {وأخَلَّها: إِذا حَوَّلها إِلَيْهَا، واخْتَلَّت الإبِلُ: أَي احْتَبَستْ فيهاز} والخَلَلُ مُحرَّكةً: مُنْفَرَجُ مَا بينَ الشَّيئَينْ. (و) {الخَلَلُ مِن السَّحاب: مَخارِجُ الماءِ،} كخِلالِه بِالْكَسْرِ. وَقيل: {الخِلالُ: جَمْعُ خَلَلٍ، كجِبالٍ وجَبَلٍ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ} خِلَالِهِ وَقَرَأَ ابنُ عبّاسٍ وَابْن مَسعود رَضِي الله عَنْهُم، والحسنُ البَصْرِيّ، وَسَعِيد بن جُبَير، والضّحّاك، وَأَبُو عَمْرو، وَأَبُو البَرَهْسَم: مِنْ{وخَلّ الشَّيْء} يَخلَّه {خَلّا فَهُوَ} مَخْلُولٌ، {وخَلِيلٌ،} وتَخلَّلَهُ كَذَلِك: أَي ثَقَبَهُ ونَفَذَهُ كَمَا فِي المحكُم. (و) {الخِلالُ ككِتابٍ: مَا} خَلَّهُ بِهِ أَي ثَقَبَهُ بِهِ. ج: {أَخِلَّةٌ. أَيْضا: مَا} تُخَلَّلُ بِهِ الأَسْنانُ بعدَ الطَّعامِ، وَهُوَ معروفٌ. الخِلالُ أَيْضا: عُودٌ يُجْعَلُ فِي لِسانِ الفَصِيلِ لئلَّا يَرضَعَ، قد {خَلَّهُ} خَلّاً: إِذا شَقَّ لِسانَه فأدخَلَ فِيهِ ذَلِك العُودَ قَالَ امْرُؤ القَيس:
(فكَرَّ إِلَيْهِ بمِبراتِهِ ... كَمَا {خَلَّ ظَهْرَ اللِّسانِ المُجِرّْ)
) خَلَّ الكِساءَ وغيرَه: شَدَّه} بخِلالٍ. وَفِي التَّهْذِيب: خَلَّ ثَوبَه: شَكَّهُ {بالخِلال، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
(سألتُكَ إذْ خِباؤُك فَوْقَ تَلٍّ ... وَأَنت تَخُلُّه} بالخَلِّ خَلّا)
وَذُو {الخِلال: أَبُو بكرٍ الصِّدِّيقُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لُقِّبَ بِهِ الأنه لَمّا حث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الصَّدقةِ تَصدَّقَ بجميعِ مالِه كلِّه، فَسَأَلَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: مَا تَركتَ لأهلِكَ فَقَالَ: الله ورسولَه قد} خَلَّ كِساءَه وَهِي عَباءةٌ كَانَت عَلَيْهِ بخِلالٍ وَقَالَ لَهُ طارِقُ بنُ شِهابٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: يَا ذَا الخِلالِ. أَبُو بكر محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ {- الخِلالِيُّ، مُحدِّثٌ ثِقَة رَوى عَن الرَّبيع والمُزَنيِّ، هَكَذَا ضبَطه ابنُ نُقْطَة فِي التَّقييد، وتَبِعه الحافِظُ فِي التَّبصير، وترجمه ابنُ السُّبكِيّ فِي الطَّبَقَات. وبالفتح والشّدِّ أَبُو الْقَاسِم إبراهيمُ بنُ عثمانَ} - الخَلَّالِي الجُرجانيُّ، عَن حَمزَة السَّهْمي.! واخْتَلَّهُ بالرُّمْح: نَفَذَه كَمَا فِي المحكَم. قيل: انْتَظَمهُ كَمَا فِي التَّهْذِيب. وَقيل: طَعَنَهُ {فاخْتَلَّ فُؤادَه، قَالَ: لَمّا} اخْتَلَلْتُ فُؤادَه بالمِطْرَدِ {وتَخَلَّلَهُ بِهِ: طَعَنَهُ طَعْنةً إِثْرَ أُخرَى كَمَا فِي المحكَم. قَالَ: وعَسكَرٌ خالٌّ} ومُتَخَلْخِلٌ: أَي غيرُ مُتَضامٍّ كأنّ فِيهِ مَنافِذَ. {والخَلَلُ مُحرَّكةً: الوَهْنُ فِي الأَمرِ وَهُوَ من ذَلِك، كَأَنَّهُ تُرِكَ مِنْهُ مَوضِعٌ لم يُبرَمْ وَلَا أُحْكِم. (و) } الخَلَلُ: الرِّقَّةُ فِي الناسِ. أَيْضا: التَّفَرُّقُ فِي الرَّأي، والانتِشارُ وَهُوَ مَجازٌ.
وأَمْرٌ {مُخْتَل: واهٍ وَفِي المحكَم: واهِنٌ.} وأخَلَّ بالشَّيْء: أجْحَفَ بِهِ. (و) {أخَلَّ بالمكانِ وغيرِه: إِذا غابَ عَنهُ وتَرَكَهُ. أخَلَّ الوالِي بالثُّغُورِ: إِذا قَلَّلَ الجُنْدَ بهَا. أَخَلَ بالرَّجُلِ: إِذا لم يَفِ لَهُ.} والخَلَّةُ الحاجَةُ والفَقرُ والخَصاصةُ يُقَال: بِهِ {خَلَّةٌ شَدِيدةٌ: أَي خَصاصَةٌ، عَن اللِّحياني. وَيُقَال فِي الدُّعاء: سَدَّ اللَّهُ} خَلَّتَه، وَفِي حدِيث الاستِسقاء: اللهُمَّ سادَّ {الخَلَّةِ. وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ الأصمَعِيُ: يُقَال لمَن مَاتَ لَهُ مَيِّتٌ: اللهُمَّ اخلُفْ على أهلِه بخَيرٍ واسدُدْ} خَلَّتَه أَي الفُرْجةَ الَّتِي تَرَك، قَالَ أَوْسٌ:
(لِهُلْكِ فَضَالَةَ لَا يَستَوِي ال ... فُقُودُ وَلَا {خَلَّةُ الذّاهبِ)
وَفِي المَثَل: الخَلَّهْ تَدْعُو إِلَى السَّلَّهْ: أَي الخَصاصَةُ تَحمِلُه على السَّرِقَة. وَقد} خَلَّ الرجُلُ {خَلّاً.
} وأُخِلَّ، بالضمّ: أَي احْتَاجَ. ورجُلٌ! مُخَلٌّ بِفَتْح الْخَاء، وَفِي نُسَخ المحكَم بكسرِها {ومُخْتَلّ،} وخَلِيلٌ، {وأَخَلُّ: أَي مُعْدِمٌ فقيرٌ مُحتاجٌ. قَالَ ابنُ دُرَيد: وَفِي بعضِ صَدَقاتِ السَّلَف:} للأَخَلِّ الأقْربِ أَي الأَحْوَج. {واخْتَلَّ إِلَيْهِ: احتاجَ وَمِنْه قولُ ابنِ مسعودٍ رَضِي الله. عَنهُ: عليكُمْ بالعِلْمِ فإنّ أحدَكم لَا يَدْرِي متَى} يُخْتَلُّ إِلَيْهِ أَي مَتى يحتاجُ الناسُ إِلَى مَا عِندَه. وَمَا {أَخَلَّكَ الله إِلَيْهِ: أَي مَا أَحْوَجَك)
عَن اللِّحياني. قَالَ:} والأَخَلُّ: الأَفْقَرُ وَمِنْه قولُهم: الزَقْ {بالأَخَلِّ} فالأَخَلِّ وقولُ الشَّاعِر:
(وَمَا ضَمَّ زيدٌ مِن مُقِيمٍ بأَرْضِهِ ... أخَلَّ إِلَيْهِ مِن أبِيهِ وأَفْقَرا)
هُوَ أَفْعَلُ مِن قولِك: {أخَلَّ إِلَى كَذَا: إِذا احْتَاجَ، لَا مِن} أُخِلَّ، لأنّ التَّعجُّبَ إِنَّمَا هُوَ من صيغةِ الْفَاعِل، لَا من صِيغَة الْمَفْعُول: أَي أشَدَّ {خَلَّةً إِلَيْهِ وأفقرَ من أَبِيه.} والخَلَّةُ: الخَصْلَةُ تكون فِي الرَّجُل، يُقَال: فِي فُلانٍ خَلَّة حَسَنةٌ، قَالَه ابنُ دُرَيد، وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا ذَهَب بهَا إِلَى الخَصْلةِ الحَسنةِ خاصَّةً. ويجوزُ أَن يكونَ مَثَّلَ بالحَسَنةِ لمَكانِ فَضْلِها على السَّمِجَة. ج: {خِلالٌ بِالْكَسْرِ. (و) } الخُلَّةُ بالضمّ: الخَلِيلَةُ قَالَ كعبُ بن زُهَير رَضِي الله عَنهُ:
(يَا وَيْحَها {خُلَّةً لَو أنّها صَدَقَتْ ... مَوعُودَها أَو لوَانَّ النُّصْحَ مقبولُ)

(لكنّها خُلَّةٌ قَد سِيطَ مِن دَمِها ... فَجْعٌ وَوَلْعٌ وإخلافٌ وَتبدِيلُ)
(و) } الخُلَّةُ أَيْضا: الصَّداقةُ المُختَصَّةُ الَّتِي لَا خَلَلَ فِيهَا، تكون فِي عَفافِ الحُبِّ وَفِي دَعارَةٍ مِنْهُ. ج:! خِلالٌ، ككِتابٍ، وَالِاسْم: {الخُلُولَةُ} والخَلالَةُ الأخيرةُ مُثلَّثة عَن الصَّاغَانِي، وَأنْشد:
(وكيفَ تُواصِلُ مَن أَصْبَحَتْ ... {خِلالَتُه كَأبي مَرحَبِ)
وَأَبُو مَرْحَب: كُنْيةُ الظِّلِّ، وَقيل: كُنْية عُرْقُوب. وَقد} خالَّهُ {مُخالَّةً} وخِلالاً، ويُفتَحُ قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: ولستُ بمَقْلِيِّ الخلِالِ وَلَا قالي وقولُه تَعَالَى: لاَ بَيعٌ فِيهِ وَلا {خِلالٌ قيل: هُوَ مصدرُ} خالَلْتُ، وَقيل: جَمْعُ {خُلَّةٍ، كجُلَّةٍ وجِلالٍ.
وَإنَّهُ لكَرِيمُ} الخِلِّ {والخِلَّةِ، بكسرهما: أَي المُصادَقَةِ والإخاءِ والمُوادَّة، هَكَذَا فِي التَّهْذِيب: المُصادَقَة وَفِي الْمُحكم: الصَّداقَة.} والخُلَّةُ أَيْضا: الصَّدِيقُ يُقَال للذَّكَرِ والأُنْثى، والواحدِ والجَمِيع لِأَنَّهُ فِي الأَصْل مصدرٌ، قَالَ أَوْفى بنُ مَطَرٍ المازِنيُّ:
(ألاَ أبْلِغا {- خُلَّتِي جابِراً ... بأنَّ} خَلِيلَكَ لم يُقْتَلِ)
وَقد ثَنَّاه جِرانُ العَوْدِ فِي قولِه:
(خُذَا حَذَراً يَا {- خُلَّتَيَّ فإنَّنِي ... رأيتُ جِرانَ العَوْدِ قدْ كَاد يَصْلُحُ)
أوقَعَهُ على الزَّوجتين، لِأَن التَّزاوُج خُلَّةٌ أَيْضا. والخُلُّ، بِالْكَسْرِ والضمِّ: الصَّديقُ المُختَصُّ، أَو لَا يُضَمُّ إلاّ مَعَ وُدٍّ، يُقَال: كَانَ لي وُدّاً} وخُلّاً قَالَ ابنُ سِيدَه: وكَسرُ الخاءِ أكثَرُ، والأنثَى: خِلٌّ أَيْضا. ج: {أَخْلالٌ قَالَ الشاعِر:)
(أُولَئِكَ أَخْدانِي} وأَخْلالُ شِيمَتِي ... وأَخْدانُكَ اللَّائِي تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ)
! كالخَلِيلِ كأمِيرٍ.وولدُه الشَّمسُ مُحَمَّد، شيخُ الخَلِيل. وأولادُه البُرهان إِبْرَاهِيم، وأحمدُ ومحمدٌ وعمرُ وعليٌّ، حدَّثُوا، الأخيرُ سَمِع علَى المِيدُومِيّ، وتُوفي سنَةَ. وأخوهُ غمرُ استجازَ لَهُ البِرزالِي جَمْعاً، وتُوفي سنةَ. والزَّينُ عبدُ الْقَادِر بنُ مُحَمَّد بنِ عَليّ سَمِع علَى المِيدُومِي، وتُوفي سنة. وَأَخُوهُ شمسُ الدِّين مُحَمَّد، شيخُ حَرَمِ الخَلِيل، حَدَّث، وتُوفي سنةَ. وأخوهم الثَّالِث السِّراجُ عُمرُ عَن الحافِظ ابْن حَجَر، والقاياتي، وأخَذ المَشيخةَ، تُوفي سنةَ. والزَّينُ عبدُ الباسِط بن محمّد بن محمّد بن عَليّ، أجَاز لَهُ الحافظُ ابْن حَجَر،)
وابنُ إِمَام الكامِلِيّة، تُوفي سنةَ. وَمن المُتأخِّرين: شيخُ مشايخِنا شَرَفُ الدِّين أَبُو عبد الله محمدُ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الخَليلي الشافِعي، أَخذ عَن الحافِظ البابِلِي وجماعةٍ، وَعنهُ عِدَّةٌ من شيوخِنا. {وخلِيلُك: قَلْبُك عَن ابنِ الأعرابيّ. وقولُ لَبِيدٍ:
(وَلَقَد رأى صُبحٌ سَوادَ} خَلِيلِه ... مِنْ بَين قائمِ سَيفِهِ والمِحْمَلِ)
صُبحٌ: كَانَ مِن مُلُوكِ الحَبَشْة، {وخَلِيلُه: كَبِدُه، ضُرِبَ ضَربةً فَرَأى كَبِدَ نَفسِه ظاهِرةً. أَو} خَلِيلُك: أَنْفُكَ وَبِه فُسِّر قولُ الشاعِر:
(إِذا رَيْدَةٌ مِن حَيثُما نَفَحَتْ بِه ... أَتَاهُ بِرَيَّاها خَلِيلٌ يُواصِلُهْ)
{وخَلَّ} خَلّاً: إِذا خَصَّ وَهُوَ ضِدُّ عَمَّ ذَكره اللِّحياني فِي نَوادِرِه، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: قد عَمَّ فِي دُعائِه! وخَلَّا وخَطَّ كاتِباهُ واسْتَمَلّا (و) {خَلَّ لَحمُه} يَخِلّ {ويَخلُّ مِن حَدَّى ضَرَب ونَصَر} خَلّاً {وخُلُولاً،} واخْتَلَّ وَهَذِه عَن الصاغانيُّ: أَي نَقَصَ وهُزِلَ فَهُوَ مَخلُولٌ ومُخْتَلٌّ. وَقَالَ الكِسائيُ: {خَلَّ لَحمُه} خَلّاً {وخُلُولاً: قَلَّ ونَحُفَ. (و) } الخِلَلُ كعِنَبٍ وكِتابٍ وثمامَةٍ: بقيَّةُ الطَّعامِ بينَ الْأَسْنَان، الواحِدَةُ: خِلَّةٌ، بِالْكَسْرِ، قِيل: {خِلَلَةٌ وَيُقَال: أَكَل خلالَتَه. وَقد} تَخَلَّلَهُ يُقَال: وجدتُ فِي فَمِي {خِلَّةً} فتَخلَّلتُ، كَمَا فِي التَّهْذِيب. وَفِي العُباب: {الخُلالَةُ: مَا يَقَعُ مِن} التَّخَلُّلِ، يُقَال: فُلانٌ يأكلُ {خُلالَتَه،} وخِلَلَتَه {وخِلَلَه: أَي مَا يخرجُ مِن بينِ أسنانِه إِذا} تَخلَّلَ، وَهُوَ مَثَلٌ. {والمُخْتَلُّ: الشَّدِيدُ العَطَشِ نقلَه ابنُ سِيدَه.} والمُخَلِّلُ، كمُحَدِّثٍ: لَقَبُ نافِعِ بن خَلِيفةَ الغَنَوِيِّ الشاعرِ نَقله الحافظُ فِي التَّبصير. قَالَ الصَّاغَانِي: ولُّقب بِهِ لقَوْله:
(وَلَو كُنْتُ جارَ البُرْجُمِيَّةِ أُدِّيَت ... ولكنّما يَسعَى بذِمَّتِها عَبدُ)

(أَزَب كِلابِيُّ بني اللُّؤمُ فَوقَهُ ... خِباءً فَلم تُهْتَك {أخِلَّتُه بَعْدُ)
الخَلالُ كسَحابٍ: البَلَحُ قَالَ الأزهريّ: بلُغةِ أهلِ البَصرة، الواحِدَةُ: خَلالَةٌ.} وأَخلَّت النَّخْلَةُ: أطْلَعَتْه، أخَلَّتْ: أساءَت الحَمْلَ أَيْضا حَكَاهُ أَبُو عبيد، وَهُوَ ضِدٌّ. (و) {الخُلالُ كغُرابٍ: عَرَضٌ يَعْرضُ فِي كلِّ حُلْوٍ فيُغَيِّرُ طعمَه إِلَى الحُمُوضةِ.} والخِلَّةُ، بِالْكَسْرِ: جَفْنُ السَّيفِ المُغَشَّى بالأَدَمِ، أَو بِطانَةٌ يُغَشَّى بهَا جَفْنُ السَّيفِ تُنقَشُ بالذَّهب وَغَيره، قَالَ الأغْلَبُ العِجْلِيُّ: جارِيةٌ مِن قَيسٍ ابنِ ثَعْلَبَهْ قَبَّاءُ ذاتُ سُرَّةٍ مُقَعَّبَهْ) مَمْكُورَةُ الأعْلَى رَداحُ الحَجَبَهْ كَأَنَّهَا {خِلَّةُ سَيفٍ مُذْهَبَهْ (و) } الخِلَّةُ أَيْضا: السَّيرُ يكونُ فِي ظَهْرِ سِيَةِ القَوْسِ وَفِي التَّهْذِيب: داخِل سَيرِ الجَفْن، يُرَى مِن خارِجٍ، وَهُوَ نَقْشٌ وزِينَةٌ. وكُلُّ جِلْدَةٍ مَنْقُوشةٍ خِلَّةٌ، كَمَا فِي المحكَم. ج: {خِلَلٌ} وخِلالٌ قَالَ ذُو الرُمَة:
(إِلَى لَوائحَ مِن أَطْلالِ أَجْوِبَةٍ ... كَأَنَّهَا {خِلَلٌ مَوْشِيَّةٌ قُشُبُ)
وَقَالَ عَبِيدُ بن الأَبْرَص:
(دارُ حَيٍّ مَضَى بِهِم سالفُ الدَّه ... رِ فأضْحَتْ دِيارُهُم} كالخِلالِ)
جج جَمْعُ الجَمعِ: {أَخِلَّةٌ وَمِنْه قولُ الشاعِر: إنّ بني سَلْمَى شُيوخٌ جِلَّهْ بِيضُ الوُجوهِ خُرُقُ} الأَخِلَّهْ قَالَ ابنُ دُرَيد: هُوَ جَمْعُ {خِلَّةٍ، أَعنِي جَفْنَ السَّيف. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي كَيفَ يكون} الأَخِلَّةُ جمعَ خِلَّةٍ، لأنّ فِعْلَةً لَا تُكَسَّرُ على أَفْعِلة، هَذَا خَطأٌ، فأمّا الَّذِي أُوَجِّهُه عَلَيْهِ: أَن تُكَسَّرَ على خِلالٍ، ثمَّ {خِلالٌ على} أَخِلَّةٍ، فَيكون جَمْعَ الجَمْع، وَعَسَى أَن يكونَ الخِلالُ لُغةً فِي خِلّةِ السَّيفِ، فيكونَ {أَخِلَّةٌ جَمْعَها المألُوفَ وقياسَها الْمَعْرُوف، إلّا أَنِّي لَا أعرِفُه لُغةً فِيهَا.} والخَلْخَلُ كجَعْفَرٍ ويُضَمّ، {الخَلْخَالُ كبَلْبالٍ: حَلْيٌ م معروفٌ للنِّساء، قَالَ: مَلْأي البَرِيمِ مُتْأَقُ} الخَلْخَلِّ شَدّد لامَه ضَرُورةً، وَقَالَ آخَرُ: بَرَّاقة الجِيدِ صَمُوت {الخَلْخَل وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(كأنِّىَ لم أركَبْ جَواداً للذَّةٍ ... وَلم أَتَبَطَّنْ كاعِباً ذاتَ} خَلْخالِ)
والجَمْعُ: {خَلاخِلُ} وخَلاخِيلُ. {والمُخَلْخَلُ كمُدَحْرَجٍ: مَوضِعُه زَاد الْأَزْهَرِي: مِن الساقِ أَي ساقِ المرأةِ.} وتَخَلْخَلتْ: لَبِستْه. وثَوْبٌ {خَلْخالٌ} وخَلْخَلٌ وهَلْهالٌ وهَلْهَلٌ: رَقِيقٌ. {وخَلْخال: د، بأَذْرَبِيجانَ، قُربَ السلْطانِيَّة بينَها وبينَ تِبرِيز. وَمِنْهَا الإِمَام مُوفَّق الدِّين يوسفُ، إمامُ الخانْقاه السُّمَيساطِيَّة، شارِحُ القُدُورِيّ، توفّي سنةَ، تَرجَمه العَينيُّ فِي طَبَقَات الحنفيّة، وشيخُ) مَشايخِنا.} وخَلْخَلَ العَظْمَ: أخَذ مَا عَلَيْهِ مِن اللَّحم. {وخَلِيلانُ، بضمّ النُّون: اسمُ مُغَنّ جَاءَ ذِكره فِي كتاب الأغاني.
وَمِمَّا يُسْتَدرَك عَلَيْهِ:} المَخْلُول: الفَصِيلُ الَّذِي خُلَّ أنفُه لئلّا يَرتَضِعَ، عَن شَمِرٍ. {والمَخْلولُ: السَّمِينُ.} وخَلَّ البَعِيرُ مِن الرَّبيعِ: أخطأه، فهزَلَه، عَن ابنِ عَبّاد. {والخَلَّةُ: الطَّرِيقَةُ بينَ الطَّرِيقَتين. والخَلَّةُ: العَظِيمةُ من الإبِل. والهَضْبَةُ أَيْضا، عَن ابْن عَبّاد. وَقيل: الأُنثى من الْإِبِل، كَمَا فِي المحكَم.} والخِلَّةُ، بِالْكَسْرِ: الخَلِيلَةُ. وأرضٌ {مُخِلَّةٌ: كثيرةُ} الخُلَّةِ لَيْسَ فِيهَا حَمْضٌ، عَن يَعْقُوب. {والخَلِيلُ: السَّيفُ، وَأَيْضًا: الرُّمْحُ، والناصِحُ. كلّ ذَلِك عَن ابنِ الأعرابيّ. والخَلِيلُ بنُ أحمدَ الفَرهُودِيّ، أحدُ أئمَّة اللُّغة.} والخَلَلُ، محرَّكةً: اللَّيلُ، عَن ابنِ عَبّاد. {والخِلالُ، بِالْكَسْرِ: العُودُ الَّذِي} يُخَلُّ بِهِ الثَّوبُ.
{وأخَلَّ الرجُلُ: افْتَقَر، مِثْلُ} خَلَّ. {وأُخِلَّ بِهِ، مَبنِيّاً للْمَفْعُول، أَي أُحْوِج.} وأخَلَ الرجُلُ بمَرْكزِه: تَركَهُ. {وخَلَّلَ فِي دُعائِه: خَصَّ، قَالَ أُفْنُون التَّغْلِبي:
(أَبْلِغْ حُبَيباً} وخَلِّلْ فِي سَرَاتِهِمُ ... أنّ الفُؤادَ انْطَوَى مِنْهُم علَى حَزَنِ)
وَقَالَ غيرُه:
(كأنكَ لم تَسمَعْ وَلم تَكُ شاهِداً ... غَداةَ دَعا الدَّاعِي فعَمَّ {وخَلَّلَا)
وَقَالَ أَبُو عَمْرو:} التَّخلِيلُ: أَن تَتَّبعَ القثَّاءَ والبِطِّيخَ، فتَنظُرَ كُلَّ شَيْء لم يَنْبُتْ وضعتَ آخَرَ فِي مَوْضِعِه، يُقَال: {خَلِّلُوا قِثَّاءَكُم. وَقَالَ الدِّينَوَرِيُّ: يُقَال:} تَخَلَّلْ هَذِه النَّخلةَ وتَكَرَّبْها: أَي القُطْ مَا فِي أصولِ الكَرَبِ مِن تَمْرِها. وَيُقَال: كَانَ عندَ فُلانٍ نَبِيذٌ {فتَخلَّلَه: إِذا جَعلَه خَلاً.} وخَلْخَلْتُها: ألبستُها الخَلْخالَ. وعَرَقُ الخِلالِ، فِي قَول الْحَارِث بن زُهير، تقدَّم ذِكره فِي ع ر ق. وَيُقَال للخَمْر: أُمُّ {الخَلِّ، قَالَ:
(رَمَيتُ بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قَلْبِهِ ... فَلم يَنْتَعِشْ مِنها ثَلاثَ لَيالِ)
} والخُلَّةُ، بالضمّ: الخُمْرةُ الحامِضَةُ، أَي الخَمِيرُ، حَكَاهُ ابنُ الأعرابيّ. {والأَخِلَّةُ: الخَشَباتُ الصِّغارُ اللَّواتِي} يُخَلُّ بهَا مَا بينَ شِقاقِ البَيت. وأحمدُ بن الْحسن بن أَحْمد بن محمّد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن أبي {الخِلِّ، فقيهٌ، روَى عَن عَمِّه صَالح بن أَحْمد، وَإِسْمَاعِيل بن الحَضْرَمِي، توفّي سنةَ. وأمّ} الخُلُولِ، بالضمّ: حَيَوانٌ بَحْرِيٌّ. {وخَلَّ الشَّيْء: جَمَع أطرافَه} بخِلالٍ. وقولُ الشاعِر:)
(سَمِعْنَ بمَوْتِه فظَهَرنَ نَوْحاً ... قِياماً مَا {يُخَلُّ لَهُنَّ عُودُ)
أَرَادَ: لَا يُخَلُّ لهنّ ثوبٌ بعُود، فأوقَعَ} الخَلَّ علَى العُودِ اضطراراً. {والخالُّ: بَقِيَّةُ الطّعامِ بينَ الْأَسْنَان. ورَمْلٌ} خَلْخالٌ: فِيهِ خُشُونةٌ. {وتَخلَّلَ الرَّملَ: مضَى فِيهِ، عَن الْأَزْهَرِي.} والخَلُّ: كَيٌّ.
! والخَلِيلُ: موضعٌ باليَمَنِ، نُسِبَ إِلَيْهِ أحدُ الأَذْواء، هَكَذَا قَالَه نَصْرٌ، والصَّواب: خَيْلِيلٌ، كَمَا سَيَأْتِي.

خَفق

(خَفق) نَعْلَيْه ضرب إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى
خَفق
الخَيْفَقُ، كَصيْقَل: الفَلاةُ الواسِعَةُ يَخفُقُ فِيهَا السَّرابُ، نَقَلَه الجَوهَرِي والصاغانِي، وأَنْشَدَ الأخِيرُ للزَّفَيانِ: ودُونَ مَسْراها فَلاةٌ فَيْهَقُ تِيهٌ مَرَوْراةٌ وفَيْفٌ خَيْفَقُ وصَدْرُه: أَنَّى أَلَمّ طَيْفُ لَيْلَى يَطْرُقُ والخَيْفَقُ من الخَيْلِ، والنًّوقِ، والظِّلْمان: السَّرِيعَةُ يُقال: فَرَسٌ خَيْفَق، أَي: سَرِيعٌ جِدَّاً، قَالَ ابنُ درَيْدٍ: وأَكثَرُ مَا يُوصَفُ بِهِ الإناثُ، وكذلِكَ ناقَةٌ خَيْفَقٌ، وظَلِيم خَيْفَقٌ، وَلم يَذْكرِ الجَوْهَرِيُّ النّاقَةَ. وقِيلَ: ناقةٌ خَيْفَق: مُخْطَفَةُ البَطْنِ، قَلِيلَةُ اللَّحْمَ.
وقالَ الكِلابي: الخَيْفَقُ من النِّساء: الطّويلَةُ الرُّفغَيْنِ، الدَّقِيقَة العِظام، البَعِيدَةُ الخَطوِ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: الخَيفَقُ: الدّاهِيَةُ. وقالَ غيرُه: خَيْفَق: فَرَسُ رَجُل من بَنِي ضُبَيْعَةَ أَضْجَم بن رَبِيعَةَ بنِ نِزارٍ، واسمُه سَعْدُ بنُ مُشَمتٍ.
والخَيْفَقانُ، كزَعْفران: لَقَبُ رَجُل اسمُه سَيّار وهُوَ الذِي خَرَجَ يريدُ الشِّحْرَ هارِباً مِنْ عَوف بنِ الخَلِيل ابْن سَيَّارٍ وكانَ قَتَلَ أَخَاهُ عُوَيفاً، فلَقِيَه ابْن عَمّ لَهُ، ومَعَه ناقَتان وزادٌ، فقالَ لَهُ: أَينَ ترِيدُ)
فقالَ الأُبغُوانَ وَفِي اللِّسانِ: فقالَ: الشَّحْرَ، كَي لَا يَقْدِرَ على عَوفُ، فقد قَتَلْتُ أخاهُ عُوَيْفاً فقالَ لَهُ: خُذْ إحدَى الناقَتَيْن وشاطَرَه زادَه، فَلَمَّا وَلَّى عَطَفَ عَلَيْهِ بسَيْفِه، فقَتَلَه وأَخذَ الناقَةَ الأخرَى وباقِي الزّادِ فلَمّا أتَى البَلَدَ سَمعَ هاتِفاً يَهْتِفُ يَقُول: ظُلْمُكَ المُنْصِفَ جَوْرُه فِيهِ للفاعِل بَوْرُ ورَماه بسَهْم فقَتَلَه، فَقيل: ظَلَمَ ظُلْمَ الخَيْفَقانِ وضُرِبَ مَثَلاً، ويُسَمى أيْضاً: صَرِيعَ الظُّلْم لذلكَ.
ويُقال أَيضاً: ظُلْمٌ وَلَا كَظُلْمِ الخَيْفَقانِ وَفِيه يَقُول القائِلُ:
(أعَلِّمُهُ الرِّمايَةَ كُلَّ يَوْمٍ ... فلمّا اسْتَدَّ ساعِدُه رَمانِي)

(تَعالَى اللَّهُ هَذَا الجَوْرُ حَقاً ... وَلَا ظُلْمٌ كظُلْم الخَيْفَقانِ)
والخَنْفَقِيقُ، كقَنْدَفِيرٍ هُوَ بالنُّون، كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِي العُباب بالياءَ التحْتِيّة، قَالَ شَيْخُنا: وكِلاهُما صَحِيح، وكُل من النُّون أَو الياءَ زائِدَةٌ، كَمَا صَرَّحوا بِهِ لأنَّه مأخوذٌ من الخَيْفَق: السَّرِيعَةُ جِدُّا مِن الخَيْل، والنُّوقِ، والظِّلْمانِ عَن أبِي عُبَيْدٍ، وضَبَطَه بالتحْتيّة.
والخَنْفَقِيقُ: حِكايَةُ جَرْىِ الخَيْل قالَهُ اللَّيْثُ، وضَبَطه بالتَّحْتِيّة، قَالَ: تقولُ: جاءُوا بالرَّكضِ والخَيْفَقِيق، من غيرِ فِعْلٍ يَقول: لَيْسَ يَتَصَرَّفُ مِنْهُ فِعْلٌ وَهُوَ مَشْيٌ فِي اضْطِراب.
والخَفْقُ: تَغْيِيبُ القَضِيب فى الفَرْج وقِيلَ لعُبَيْدَةَ السَّلْمانِيًّ: مَا يُوجِبُ الغُسْلَ فَقالَ: الخَفْقُ والخِلاطُ، قَالَ الأزْهَرِي: يُريدُ بالخَفقِ مَغِيبَ الذَّكَرِ فِي الفَرج، من خَفَقَ النَّجْمُ: إِذا انْحَطَّ فِي المَغْرِب، وقِيلَ: من الخَفْقِ، وَهُوَ الضَّرْبُ.
وقالَ اللَّيْثُ: الخَفْقُ: ضَرْبُكَ الشَّيءَ بدِرَّةٍ أَو بعَرِيضٍ من الأشْياءَ.
والخَفْقُ: صَوْتُ النَّعْلِ وَمِنْه حَدِيثُ المَيِّتِ إِذا وُضِعَ فى قَبْرِه: إِنَّهُ ليَسْمَعُ خَفْقَ نِعالِهِم إِذا انْصَرَفُوا وكذلِكَ صَوْتُ مَا يُشْبِهُها، وَقد خَفَقَ الأرْضَ بنَعْلِه.
وخَفَقَت الرّايَةُ تَخْفُقُ وتَخْفِقُ من حَدَّىْ نَصَرَ وضَرَبَ خَفْقاً، وخُفُوقاً وخَفَقاناً، مُحَرَّكَةً أَي: اضْطَرَبَتْ وتَحَركَتْ، وَكَذَا الفُؤادُ، والبَرْقُ، والسَّرابُ والسيْف، والرِّيحُ، ونَحْوُها، نقلَه ابْن سِيدَه، وقِيلَ: خَفَقانُ الرِّيح: دَوِيُّ جَرْيِها، قَالَ الشّاعِرُ:
(كانَّ هُوِيَّها خَفَقانُ رِيحٍ ... خَرِيق بينَ أعْلام طِوالِ)
وَفِي التَّهْذَّيب: الخَفَقان: اضْطِرابُ القَلْبِ، وَهِي خِفَّةٌ تأخُذُ القَلْبَ، تَقولُ: رَجُلٌ مَخْفُوقٌ.)
كاخْتَفَقَ اخْتِفاقاً، عَن اللَّيْثِ وحَرَّكَ رُؤْبَةُ الْفَاء مِنْهُ فِي قَوْلِه: وقاتِم الأعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ مُشْتَبِهِ الأَعْلام لَمّاع الخَفَقْ ضَرُورَة نَقَله الَجَوْهَرِي.
وخَفَقَ النجْمُ يَخْفِقُ خُفُوقاً: غابَ أَو انْحَطَّ فِي المَغْربِ، وكَذلك القَمَرُ، زادَ ابنُ الأَعْرابيًّ: وَكَذَلِكَ الشَّمْسُ، يُقال: ورَدْت خفوقَ النَّجْم، أَي: وقتَ خُفُوقِ الثرَيّا، يَجْعَلُه ظَرْفاً، وَهُوَ مَصْدَرٌ، كَمَا فِي الصِّحاح.
وخَفَقَ فُلانٌ: إِذا حَركَ رَأسَه إِذا نَعَسَ أَي: أَمالَه، فَهُوَ خافِقٌ، قَالَ ذُو الرمةِ:
(وخافِقِ الرَّأسِ فوقَ الرَّحْل قُلتُ لَه ... زُغ بالزِّمامَ وجَوْزُ اللَّيْل مَرْكُومُ)
وقيلَ: هُو إِذا نَعَسَ نَعْسَةً ثمّ تَنَبَّهَ، وَفِي الحَدِيثِ: كانَتْ رُؤُوسُهم تَخْفِقُ خَفْقَة أَو خَفْقَتَيْنِ.
وقالَ ابنُ هانِىء فِي كتابِه: خَفَقَ خُفُوقاً: نامَ، وَفِي الحَدِيثِ: كانُوا يَنْتَظِرُونَ العِشاء حَتى تَخْفِقَ رُؤُوسُهُم أَي: ينامُونَ حَتّى تَسْقُطَ أَذْقانُهم على صُدُورِهم وهُم قعُود، وقِيل: هُوَ من الخُفُوقِ: الاضْطِراب كَأخْفَقَ نَقَلَه الصّاغانِيُّ.
وخَفَقَ اللَّيْلُ: ذَهَبَ أكْثَرُه وقالَ ابنُ الأعرابِيِّ: سَقَطَ عَن الأُفُق.
والطائِرُ: طارَ وَهُوَ خَفّاق، قَالَ تَأبَّــطَ شَرًّا: (لَا شَيْء أَسرعُ مِنِّي، لَيْس ذَا عُذَر ... وَذَا جَناح بجَنْبِ الرَّيْدِ خَفّاقِ)
وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: خَفَقت النّاقَةُ أَي: ضَرِطَتْ، فهِىَ ناقَة خَفُوقٌ.
ويُقالُ: خَفَقَ فُلاناً بالسَّيْفِ يخْفُقُه، ويَخْفِقه إِذا ضَرَبَه بِهِ ضَرْبَةً خَفِيفَةً وكَذلك بالسَّوْطِ والدِّرَّةِ.
وأَيّام الخاقِقاتِ: أَيّامٌ تَناثَرَتْ فِيها النُّجُومُ زَمَن أَبِي العَبّاسِ وأَبِي جَعْفَرٍ العَبّاسِييْنِ.
والخافِقان: عَن ابْنِ عَبّادِ.
والخافِقانِ: المَشْرِقُ والمَغْرِبُ قالَهُ أَبو الهَثَيم، يُقالُ: مَا بَيْنَ الخافِقَيْنِ مثلُه، قالَ أَبُو الهَيْثَم: لأنَّ المَغْرِبَ يُقالٌ لَهُ: الخافِقُ، وَهُوَ الغائِبُ، فغَلَّبُوا المَغْربَ على المَشْرِقِ، فقالُوا: الخافِقانِ، كَمَا قالُوا: الأبوانِ. أَو أفُقاهُما كَمَا فِي الصِّحاح، قالَ: وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: لِأَن اللَّيْلَ والنهارَ يَختَلِفان كَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، وَالصَّوَاب: يَخْفِقانِ فِيهِما كَمَا هُوَ نَصُّ الصِّحاح، وَفِي التَّهْذِيب: يَخْفِقانِ بينَهما.) أَو طَرَفا السَّماءَ والأرْضِ وَهُوَ قولُ الأصْمَعِيِّ وشَمِرٍ. أَو مُنْتَهاهُما وَهُوَ قَوْلُ خالِدِ بنِ جَنْبَةَ، وَفِي الحَدِيثِ: إِنّ ميكائِيل مَنْكِباهُ يَحُكّانِ الخافِقَيْنِ وَفِي النِّهايَةِّ: مَنْكِبا إِسْرافِيلَ يَحُكّانِ الخافِقَيْنِ، أَي: طَرَفَي السَّماءَ والأرْضِ، وَقَالَ خالِدُ ابنُ جَنْبَةَ: الخافِقانِ: هَواءَانِ مُحِيطانِ بجانِبَي الأَرْضِ.
قَالَ: وخَوافِق السَّماءِ: الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهَا الرِّياحُ الأرْبعُ ويُقالُ: أَلْحَقه اللُّهُ بالخافِقِ، وبالخَوافِقِ.
والمِخْفَقُ، كمِنْبَرٍ: السَّيْفُ العَرِيضُ.
والمِخْفَقَةُ، كمِكْنَسَة: الدِّرَّةُ يُضْرَبٌ بهَا أَو سَوْطٌ من خَشَبٍ قالَه اللَّيْثُ.
والخِفْقَةُ، بالكَسْرِ وضَبَطه فِي التَّكْملة بالفَتْح: شَيْءٌ يُضْرَبُ بهِ، نَحو سَيْرٍ أَو دِرَّةٍ وَقد خَفَقَ بهَا.
والخَفْقَةُ: المَفازَةُ المَلْساءُ ذاتُ آلٍ عَن اللَّيْثِ، قَالَ العَجّاجُ: وخَفْقَةٍ ليسَ بِها طُوئِيُّ وَلَا خَلاَ الجِن بهَا إنْسِيُّ أَي: لَيْسَ بهَا أحَدٌ.
ورَجُلٌ خَفّاقُ القَدَم أَي: صَدْرُ قَدَمِه عَرِيضٌ كَمَا فِي الصِّحاح، وأنْشَدَ للراجِزِ: قَدْ لَفَّها اللَّيْلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ خَدَلَّجِ السّاقَيْنِ خَفّاقِ القَدَمْ وقالَ غيرُه: أَي: عَريضُ باطِن القَدَم، وأَنْشَد ابنُ الأعْرابِيِّ: مُهَفْهَفِ الكَشْحَيْنِ خَفّاقِ القَدَمْ وقالَ: مَعْناه أنّه خَفِيفٌ عَلَى الأرْضِ، ليسَ بثَقِيل وَلَا بَطِىءٍ.
وامْرَأَة خَفّاقَةُ الحَشَى أَي: خَمِيصَتُه كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِي اللِّسانِ: وقولُ الشّاعِرِ:
(أَلا يَا هَضِيمَ الكَشْح خَفّاقَةَ الحَشَا ... من الغِيدِ أَعناقاً أولاكِ العَواتِق)
إِنّما عَنَى بأَنَّها ضامِرَةُ البَطْقِ خَمِيصَةٌ، وإِذا ضَمُرَت خَفَقَتْ.
والخَفّاقَةُ: الدُّبُرُ عَن ابْنِ دُرَيد قالَ: والخَفَقانُ، مُحَرَّكَةً: اضْطِرابُ القَلْبِ: وهُوَ خَفْقَةٌ تَأخُذُ القَلْبَ فيَضْطَرِبُ لذلِكَ، قَالَ عُروَةُ ابنُ حِزامٍ:
(لقَدْ تَرَكَتً عَفْراءُ قَلْبِي كأّنَّهُ ... جَناحُ غُرابٍ دائِمُ الخَفَقانِ)
والمَخْفُوقُ: ذُو الخَفَقانِ عَن ابْنِ دُرَيْد.)
وقالَ أَبُو عَمروٍ: المَخْفُوقُ المَجْنُون وأَنْشَدَ: مَخْفُوقَة تَزَوَّجَتْ مَخْفُوقَا وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ خَفِقٌ وخَفِقَةٌ، ككَتِفِ، وفَرِحَةٍ.
قالَ: وإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: خُفَق وخُفَقَة، مثل رُطَبٍ ورُطَبَةٍ أَي: أَقَبّ أَو بمَنْزِلَتِه. ج خَفِقاتٌ بِكَسْر الْفَاء، وخُفَقات بضَمّ الخاءَ وفَتْح الفاءَ، وخِفاقٌ بالكسرِ.
ورُبما كَانَ الخُفُوقُ فِيها خِلْقَةً، ورُبما كانَ من الضمُورِ، ورُبَّما كانَ من الجَهدِ.
ورُبَّما أفْرِدَ، ورُبَّما أضِيفَ، وأَنْشَدَ فِي الإفْرادِ قولَ الخَنْساء:
(تُرَفِّعُ فَضْلَ سابِغَةٍ دِلاصٍ ... عَلَى خَيفانَةٍ خَفِقٍ حَشاهَا)
وأَنْشَدَ فِي الإِضافَةِ: بِشَنِج مُوَتَّرِ الأنْساءَ حابى الضُّلُوع خَفقِ الأحْشاءِ وأَخْفَقَ الطّائِرُ: إِذا ضَرَبَ بجَناحَيْهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأنْشَدَ: كأَنَّها إِخْفاقُ طَيْرٍ لَمْ يَطِرْ وأخْفَق الرَّجُل بثوبِه: إِذا لَمَعَ بهِ نَقَلَه الزَّمَخشَري والصاغانِيُّ والجَوْهَرِيُّ.
وأَخْفَقَتِ النجُومُ: إِذا تَوَلَّتْ للمَغِيبِ نَقَله الجَوْهَرِيًّ عَن يَعْقوبَ، قالَ الشَّمّاخ:
(عَيْرانَةٌ كقتُودِ الرَّحْلِ ناجِيَةٌ ... إِذا النجُومُ تَوَلَّتْ بَعْدَ إِخْفاقِ)
وقِيل: هُوَ إِذا تَلأْلأَت وأَضاءَت.
وأَخْفَق الرَّجُلُ: إِذا غْزا ولَمْ يَغْنَمْ قالَهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَبِه فسِّرَ الحَدِيث: أَيَّما سرَيّةٍ غَزَتْ فأخْفَقَتْ كانَ لَهَا أَجْرُها مَرَّتَيْنِ قالَ ابنُ الاثِيرِ: وحَقِيقَةُ الكَلام صادَفَت الغَنِيمَةَ خافِقَةً غيرَ ثابِتَة مُستَقِرة، قَالَ الصّاغانِي: فَهُوَ من بَاب: أجْبَنْتُه، وأَبْخَلْتُه، وأفْحَمْتُه، وَمِنْه قَوْلُ عَنْتَرَةَ يَصِفُ فَرَساً لَهُ:
(فيُخْفِقُ مَرَّةً ويَصِيدُ أُخْرَى ... ويَفْجَعُ ذَا الضَّغائِنِ بالأَرِيبِ)
يَقُول: يَغْزُو عَلَى هَذَا الفَرَسِ، فيَغْنَمُ مَرَّة، وَلَا يَغنَمُ أُخْرَى.
وأخْفَقَ الصائِدُ: إِذا رَجَعَ وَلم يَصِدْ.
وقالَ أَبو عمرٍ و: أَخْفَق فلَانا: إِذا صَرَعَه.
ويُقال: طَلَب حاجَة فأَخْفَقَ: إِذا لم يُدْرِكْها عَن أَبِي عُبَيْدٍ.)
ومُخَفِّق، كمُحَدِّث: ع قالَ رُؤبَة: وَلَا مَعِي مُخَفِّق فعَيْهَمُهْ والحِجْرُ والصَّمّانُ يَحْبُو وَجَمُهْ وَجَمُه، أَي: غْلَظُه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الخَوافِقُ، والخافِقاتُ: الرّاياتُ والأعلامُ.
وأخْفَقَ الفُؤادُ، والرِّيحُ، والبَرْقُ، والسَّيْفُ، والرَّايَةُ: مثلُ خفقَ، عَن ابْنِ سِيدَه.
ويُقالُ: سَيْرُ اللَّيْلِ الخَفْقَتانِ، هما أوَّلُه وآخِرُه، وسَيْرُ النَّهارِ البَرْدانِ، أَي: غُدْوَةً وعَشِيَّةً.
وأَرْضٌ خَفّاقَةٌ: يَخْفِقُ فِيها السَّرابُ.
وأَخْفَقَتِ النجُومُ: إِذا تَلأَلأت وأَضاءَتْ، وَكَأن الهَمْزَةَ فِيهِ للسَّلْبِ، كفَلسَ وأَفْلَسَ.
ورَأَيتُ فُلاناً خافِقَ العَيْنِ، أَي: خاشِعَ العَيْنِ غائِرَها، وَهُوَ مَجازٌ.
وخَفَقَ السَّهْمُ: أَسْرَع.
وامرأَةٌ خَنْفَق، وخَنْفَقِيق: سَرِيعَةٌ جَرِيئة.
والخَنْفَقِيقُ: الدّاهِيَةُ، قَالَ الجَوْهَرِي: قالَ سِيبَوَيْهِ: والنونُ زائِدَةٌ، وأَنْشَدَ لشُتَيم بنِ خُوَيْلد:
(وَقد طَلَقَتْ لَيْلَةً كُلَّها ... فجاءَت بهِ مُؤْدَناً خَنْفَقِيقَاً)
هكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ بَرّىّ: صوابُه:
(زَحَرْتَ بِها لَيْلَةً كُلَّها ... فجاءْتَ بِها مُؤيداً خَنْفَقِيقَاً)
والخَنْفَقِيقُ أَيْضا: النّاقِصُ الخَلْقِ، وَبِه فُسِّرَ البيتُ أَيضاً.
وأَخْفَقَ الرَّجُلُ: قَلَّ مالُه.
والخافِقُ: المَكانُ الخالِي من الأنِيسِ، وقَدْ خَفَقَ: إِذا خَلا، قالَ الرَّاعِي:
(عَوَيْتَ عُواء الكَلْبِ لَمّا لَقِيتَنَا ... بثَهْلانَ من خَوْفِ الفُرُوج الخَوافِقِ)
وخَفَقَ فى البِلادِ خُفُوقاً: إِذا ذَهَبَ.
والخَفْقَةُ: النوْمَةُ الخَفِيفةُ، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ الدَّجّالِ: يَخْرُجُ فِي خَفْقَةٍ من الدِّينِ يَعْنِي أَنَّ الدِّينَ ناعِسٌ وسَنْانُ فِي ضَعْفِه.
والمَخْفَقُ، كمَقْعَدٍ: موضِعُ خَفْقِ السَّرابِ، قالَ رُؤْبَةُ: ومَخْفَقٍ مِنْ لُهْلُهٍ ولُهْلُهِ)
فِي مَهْمَهٍ أطْرافُه فِي مَهْمَه وقالَ الأصْمَعِيُّ: المَخْفَقُ: الأرْضُ الَّتِي تَسْتَوِى فيَكُونُ فِيها السَّرابُ مُضْطَرِباً.
وأَما قَوْلُ الفَرَزْدَقِ يَهْجُو جَرِيراً:
(غَلَبْتُكَ بالمُفَقىءِ والمُعَنَّى ... وبَيْتِ المُحْتَبِى والخافِقاتِ) فالمَعْنَى: غَلَبْتُكَ بأرْبعَ قَصائِد، مِنْهَا: الخَافِقاتُ، وَهِي قَوْلُه:
(وأَيْنَ تُقَضِّى المالِكانِ أُمُورَها ... بحَقٍّ، وأَيْنَ الخافِقاتُ اللَّوَامِعُ.)

بَأْس

بَأْس
} البَأْس: العَذابُ الشَّديد، {كالبَئِس، ككَتِف، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. البَأْس: الشِّدَّةُ فِي الْحَرْب، وَمِنْه الحَدِيث: كُنّا إِذا اشتدَّ البَأْسُ اتَّقَيْنا برسولِ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم يريدُ الخَوف. وَلَا يكونُ إلاّ مَعَ الشِّدَّة، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: البَأْس: الحَرب، ثمَّ كَثُرَ حَتَّى قيل: لَا} بَأْسَ عَلَيْك، أَي لَا خَوْفَ، قَالَ قَيْسُ بنُ الخَطِيم:
(يقولُ لي الحَدّادُ وَهْوَ يَقودُني ... إِلَى السِّجْنِ لَا تَجْزَعْ فَمَا بكَ من! باسِ)
أَرَادَ فَمَا بك من بَأْسِ فخُفِّفَ تَخْفِيفاً قياسيَّاً لَا بدَلِيّاً، أَلا ترى أنّ فِيهَا: وتَتْرُكُ عُذْري وَهُوَ أَضْحَى من الشمسِ وَإِن قَالَ الرجلُ لعدُّوِه: لَا بَأْسَ عَلَيْك، فقد أمَّنَه لأنّه نَفَى البَأْسَ عَنهُ، وَهُوَ فِي لغةِ حِمْيَرَ لَباتِ قَالَ شاعرُهم:
(تَنادَوْا عندَ غَدْرِهِمُ لَباتِ ... وَقد بَرَدَتْ مَعاذِرُ ذِي رُعَيْنِ)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: هَكَذَا وَجَدْتُه فِي كتاب شَمِر. وَقد {بَؤُسَ الرجلُ، ككَرُمَ،} بَأْسَاً، فَهُوَ {بَئيسٌ: شُجاعٌ، شديدُ البَأْسِ، حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ فِي كتاب الهَمْز، وَلكنه قَالَ: هُوَ بَئِيسٌ على فَعِيل.} وبَئِسَ الرجلُ، كسَمِع، {يَبْأَسُ} بُؤْساً، بالضَّمّ، {وبَأْسَاً} وبَئِيساً كأميرٍ، {وبُؤْسى} وبِئْسى بالضَّمّ والكَسر، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، وصوابُه {بَئِيسَى، على فَعِيلَى، كَمَا فِي التكملة، وَأنْشد لرَبيعةَ بنِ مَقْرُومٍ الضَّبِّيِّ:
(وأَجْزي القُروضَ وَفاءً بهَا ... } بِبُؤْسى {بَئِيسَى ونُعْمى نَعِيما)
قَالَ: ويُروى} بَئِيساً بِالتَّنْوِينِ، إِذا افتقَرَ واشتَدَّتْ حاجَتُه فَهُوَ {بائِسٌ، وَأنْشد أَبُو عَمْرو للفرَزدَق:
(وبَيْضاءَ من أَهْلِ المدينةِ لم تَذُقْ ... } بَئيساً وَلم تَتْبَعْ حَمُولَةَ مُجْحِدِ)
قَالَ: وَهُوَ اسمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ المصدرِ. وَفِي حديثِ الصَّلَاة: تُقْنِعُ يَدَيْكَ {وَتَبْأَس، هُوَ من} البُؤْسِ والخُضوع والفَقْر. وَفِي حَدِيث عمّار: {بُؤْسَ ابنِ سُمَيَّةَ، كأنّه ترَحَّمَ لَهُ من الشدةِ الَّتِي يقعُ فِيهَا.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا:} بُؤْساً لَهُ فِي حدِّ الدُّعاء، وَهُوَ مِمَّا انْتصبَ على إضمارِ الفِعلِ غيرِ المُستَعمَلِ إظْهارُه. وَقَالَ أَيْضا: {البائِس: من الْأَلْفَاظ المُتَرَحَّمِ بهَا كالمِسْكين، قَالَ: وَلَيْسَ كلُّ صِفةٍ يُتَرَحَّمُ بهَا، وَإِن كَانَ فِيهَا معنى البائِسِ والمِسكين، وَقد} بَؤُسَ {بَآسَةً} وبَئِيساً، والاسمُ {البُؤْسى. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: يُقَال:} بُوساً وتُوساً وجُوساً لَهُ، بِمَعْنى واحدٍ. {والبَأْساء: الشّدَّة، قَالَ)
الأخفشُ بُنِيَ على فَعْلاء وَلَيْسَ لَهُ أَفْعَلُ لأنّه اسمٌ، كَمَا قد يجيءُ أَفْعَلُ فِي الأسماءِ لَيْسَ مَعَه فَعْلاء نَحْو أَحْمد،} والبُؤْسى: خِلافُ النُّعْمى، قَالَ الزَّجَّاج: البَأْساء، والبُؤْسى: من البُؤْس، قَالَ ذَلِك ابنُ دُرَيْد، وَقَالَ غيرُه: هِيَ {البُؤْسى} والبَأْساء: ضدُّ النُّعْمى والنَّعْماء، وأمّا فِي الشَّجاعةِ والشِّدَّةِ فيُقال: البَأْس. {والأَبْؤُس: جمعُ} بُؤْس، من قَوْلهم: يَوْمُ {بُؤْسٍ وَيَوْم نُعْمٍ، كَذَا قيل، والصحيحُ أنّه جَمْعُ بائِس كَمَا يَأْتِي.} والأَبْؤُس أَيْضا: الداهيَةُ، وَمِنْه المثَل: عَسى الغُوَيْرُ {أَبْؤُساً، أَي داهيةً، قَالَ ابنُ برِّيّ: صوابُه أَن يَقُول: الدَّواهي، لأنّ} الأَبْؤُس جمعٌ لَا مُفرَد، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي قولِ الزَّبَّاء: عَسى الغُوَيْرُ {أَبْؤُساً، هُوَ جمعُ بَأْس، مثل كَعْبٍ وأَكْعُبٍ، وفَلْس وأَفْلُس فِي القِلَّة، وَأما بابُ فُعْلٍ فإنّه يُجمَع فِي القِلَّةِ على أَفْعَالٍ، نَحْو: قُفْلٍ وأَقْفَالٍ وبُرْدٍ وأَبْرَادٍ، وَقد} أَبْأَسَ {إبْآساً وَمِنْه قولُ الكُمَيْت:
(قَالُوا أساءَ بَنو كُرْزٍ فقلتُ لهمْ ... عَسى الغُوَيْرُ} بإبْآسٍ وإغْوارِ)
قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: يُضرَبُ هَذَا المثَلُ للمتَّهَمِ بالأمرِ، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: لكلِّ شيءٍ يُخافُ أَن يَأْتِي مِنْهُ شَرٌّ، وَقد تقدّم ذَلِك مَبْسُوطاً فِي غور. {والبَيْأَس، كَفَيْعَل: الشديدُ.} البَيْأَس: الأَسَد، كالبَيْهَس لشِدَّتِه. وعَذابٌ {بِئْسُ، بالكَسْر،} وبَئيسٌ، كأميرٍ، {وبَيْأَسٌ، كَجَيْأَلٍ: شديدٌ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: بعَذابٍ} بَئيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقون قَرَأَ أَبُو عَمْرو وعاصِمٌ والكسائيُّ وحَمزةُ: بعَذابٍ {بَئيسٍ، كأمير، وَقَرَأَ ابنُ كَثيرٍ: بِئِيس، على فِعِيل بالكَسْر، وَكَذَلِكَ قَرَأَها شِبْلٌ وأهلُ مكَّةَ، وَقَرَأَ ابنُ عامرٍ بِئْسٍ، على فِعْلٍ بِالْهَمْزَةِ وَالْكَسْر، وَقرأَهَا نافعٌ وأهلُ المدينةِ بِيِس، بغيرِ همزَة.} وبِئْسَ مَهْمُوزٌ: فِعلٌ جامِعٌ لأنواعِ الذَّمِّ، وَهُوَ ضدُّ نِعْمَ فِي المَدح، إِذا كَانَ مَعَهُما اسمُ جِنسٍ بغيرِ ألفٍ ولامٍ فَهُوَ نَصْبٌ أبدا، فَإِذا كَانَت فِيهِ الألفُ واللامُ فَهُوَ رَفْعٌ أبدا، وَذَلِكَ قولُه: نِعْمَ الرجلُ زَيْدٌ، أَو {بِئْسَ رجُلاً زَيْدٌ، وَهُوَ فِعلٌ ماضٍ لَا يَتَصَرَّف لأنّه أُزيلَ عَن مَوْضِعه، وَكَذَلِكَ نِعْمَ،} فبِئْسَ: منقولٌ من {بَئِسَ فلانٌ، إِذا أصابَ} بُؤْساً، ونِعْمَ من نَعِمَ فلانٌ، إِذا أصابَ نِعمَةً، فنُقِلا إِلَى المَدحِ والذّمِّ، فَتَشَابَها بالحُروف، فَلم يَتَصَرَّفا. وَقَالَ الزّجَّاج: بِئْسَ إِذا وَقَعَتْ على مَا جُعِلَتْ مَا مَعهَا بمنزلةِ اسمٍ مَنْكُورٍ، لأنّ {بِئْسَ ونِعمَ لَا يَعْمَلان فِي اسمٍ عَلَمٍ، وإنّما يَعْمَلان فِي اسمٍ منكور دالٍّ على جِنْسٍ، وَفِيه لغاتٌ أَرْبَعَة تُذكَرُ فِي نِعْمَ، إِن شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وبَناتُ} بِئْسٍ، بالكَسْر: الدَّواهي.
! والمُبْتَئِس: الكارِه والحزين، قَالَ حسّانُ بنُ ثابتٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(مَا يَقْسِمُ اللهُ أَقْبَلْ غَيْرَ {مُبْتَئِسٍ ... مِنْهُ وأَقعُدُ كَريماً ناعِمَ البالِ)

أَي غيرَ حزينٍ وَلَا كارِهٍ، قَالَ ابنُ برِّي: الأَحسنُ فِيهِ عِنْدِي قولُ من قَالَ: إنّ} مُبْتَئِساً مُفْتَعِلٌ من {البَأْسِ الَّذِي هُوَ الشّدَّة، وَمِنْه قولُه سبحانَه وَتَعَالَى: فَلَا} تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلون أَي فَلَا يَشْتَدَّ عليكَ أمرُهم، فَهَذَا أصلُه لأنّه لَا يُقَال: {ابْتَأَسَ بِمَعْنى كَرِهَ، وَقَالَ الزّجَّاج:} المُبْتَئِسُ: المِسكينُ الحزين، وَمِنْه الآيةُ، أَي لَا تَحْزَنْ وَلَا تَسْتَكِنْ. وَقَالَ أَبُو زَيْد: {اسْتَبْأَسَ الرجلُ: إِذا بَلَغَه شيءٌ يَكْرَهه.} والتَّباؤُس، بالمَدِّ، ويجوزُ {التَّبَؤُّس، بالقَصْرِ وَالتَّشْدِيد، وَهُوَ التَّفاقُر عندَ النَّاس، هُوَ أَن يُرِيَ تَخَشُّعَ الفقراءِ إخْباتاً وتَضرُّعاً، وَقد نُهِيَ عَنهُ، وَمِنْه الحَدِيث: كَانَ يَكْرَهُ} البُؤْسَ {والتَّباؤُسَ، يَعْنِي عندَ النَّاس. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} البَأْساء: اسمٌ للحربِ والمَشَقَّةِ وَالضَّرْب، قَالَه اللَّيْث. {والبَأْس: الْخَوْف.} والمَبْأَسَة {كالبُؤْس، قَالَ بِشْرُ بنُ أبي خازِمٍ:
(فأَصْبَحوا بعد نُعْماهُم} بمَبْأَسَةٍ ... والدهرُ يَخْدَعُ أَحْيَاناً فيَنْصَرِفُ)
{والبَأْساءُ: الجُوع، قَالَه الزَّجّاج.} وأَبْأَس الرجلُ: حلَّتْ بِهِ {البَأْساء، قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ.} والبائِس: المُبْتَلى، وجمعُه! بُوسٌ بالضَّمّ، قَالَ تأَبَّــطَ شَرَّاً:
(قد ضِقْتُ ذَرْعَاً من حُبِّها مَا لَا يُضَيِّقُني ... حَتَّى عُدِدْتُ من البُوسِ المَساكينِ) {والبائسُ أَيْضا: النازلُ بِهِ بَلِيَّةٌ أَو عُدْمٌ يُرحَمُ لما بِهِ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ.} والبَؤُوسُ، كصَبُورٍ: الظاهرُ {البُؤْس. وعذَابٌ بَيْئِسٌ، كسَيِّدٍ: شديدٌ، هَمْزَتُه مُنقلِبة.} والأباس، كالصفار: الدَّواهي. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: {ابْتَئِسْ هَذَا الأمرَ، أَي اغْتَنِمْه، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

الظِّهَار

(الظِّهَار) وجع الظّهْر
الظِّهَار: بِالْكَسْرِ من الظّهْر وَهُوَ فِي اللُّغَة بِمَعْنى المعاونة كالتظاهر بِمَعْنى التعاون وَتقول ظَاهر من امْرَأَته وتظاهر مِنْهَا أَي قَالَ لَهَا أَنْت عَليّ كَظهر أُمِّي وتعديته بِمن لتضمين معنى الْبعد. وَفِي الْبَحْر الرَّائِق شرح كنز الدقائق الظِّهَار فِي اللُّغَة مصدر ظَاهر امْرَأَته إِذا قَالَ لَهَا أَنْت عَليّ كَظهر أُمِّي كَذَا فِي الصِّحَاح وَفِي الْمِصْبَاح قيل إِنَّمَا خص ذَلِك بِذكر الظّهْر لِأَن الظّهْر من الدَّابَّة مَوْضُوع الرّكُوب وَالْمَرْأَة مركوبة وَقت الغشيان فركوب الْأُم مستعار من ركُوب الدَّابَّة ثمَّ شبه ركُوب الزَّوْجَة بركوب الْأُم الَّذِي هُوَ مُمْتَنع وَهُوَ اسْتِعَارَة لَطِيفَة فَكَأَنَّهُ قَالَ ركوبك للنِّكَاح حرَام عَليّ وَكَانَ الظِّهَار طَلَاقا فِي الْجَاهِلِيَّة فنهوا عَن الطَّلَاق بِلَفْظ الْجَاهِلِيَّة وَأوجب عَلَيْهِم الْكَفَّارَة تَغْلِيظًا فِي النَّهْي انْتهى.
وَهُوَ فِي الشَّرْع تَشْبِيه زَوْجَة أَو تَشْبِيه مَا عبر بِهِ عَنْهَا كالرأس وَالْوَجْه والرقبة وَنَحْوهَا أَو تَشْبِيه جُزْء شَائِع مِنْهَا كالنصف وَالرّبع بعضو يحرم نظره إِلَيْهِ من أَعْضَاء مَحَارمه أبدا نسبا أَو رضَاعًا أَو ظهرية كَأُمِّهِ وبنته نسبا أَو رضَاعًا وَأم امْرَأَته وَلَا بُد وَأَن يكون الْمظَاهر مُسلما عَاقِلا بَالغا فَلَا صَحَّ ظِهَار الذِّمِّيّ وَالْمَجْنُون وَالصَّبِيّ. وَبِعِبَارَة أُخْرَى الظِّهَار تَشْبِيه مُسلم عَاقل بَالغ مَا يُضَاف وينسب إِلَيْهِ الطَّلَاق من الزَّوْجَة بِمَا يحرم إِلَيْهِ النّظر من عُضْو محرمه أَي الْمحرم نِكَاحهَا مؤيدا بِنسَب أَو رضَاع أَو صهرية.
وَفِي كنز الدقائق هُوَ تَشْبِيه الْمَنْكُوحَة بمحرمة عَلَيْهِ على الــتَّأْبِــيد. قيد التَّشْبِيه بالمنكوحة احْتِرَازًا عَن الْأمة والأجنبية وَلم يقيدها بِشَيْء ليشْمل المدخولة وَغَيرهَا. الْكَبِيرَة وَالصَّغِيرَة، الرتقاء وَغَيرهَا، الْعَاقِلَة والمجنونة، الْمسلمَة والكتابية وَقيد بالــتأبــيد لِأَنَّهُ لَو شبهها بأخت امْرَأَته لَا يكون مُظَاهرا لِأَن حرمتهَا مُؤَقَّتَة بِكَوْن امْرَأَته فِي عصمته وَكَذَا الْمُطلقَة ثَلَاثًا. وَأطلق الْحُرْمَة فَيشْمَل الْمُحرمَة نسبا وصهرا ورضاعا فَلَو شبهها بِأُمِّهِ أَو بِأم امْرَأَته أَو بِأُمِّهِ رضَاعًا كَانَ مُظَاهرا. وَأَرَادَ بالــتأبــيد تأبــيد الْحُرْمَة بِاعْتِبَار وصف لَا يُمكن زَوَاله لَا بِاعْتِبَار وصف يُمكن زَوَاله فَإِن للمجوسية حُرْمَة لَا على الــتَّأْبِــيد فَلَو قَالَ أَنْت عَليّ كَظهر مَجُوسِيَّة لَا يكون مُظَاهرا. ذكر فِي جَوَامِع الْفِقْه لِأَن الــتَّأْبِــيد بِاعْتِبَار دوَام الْوَصْف وَهُوَ غير لَازم للمجوسية لجَوَاز إسْلَامهَا بِخِلَاف الأمية والأختية وَغَيرهمَا كَذَا فِي فتح الْقَدِير وَهُوَ يُوجب حُرْمَة الوطئ ودواعيه حَتَّى يكفر فَلَو وطئ قبل التَّكْفِير يكون عَاصِيا اسْتغْفر الْغفار وَلَا يجب عَلَيْهِ غير الْكَفَّارَة الأولى. وَإِنَّمَا تجب الْكَفَّارَة بِعُود الْمظَاهر ورجوعه. فالعود هُوَ الْمُوجب لِلْكَفَّارَةِ ويستقر وُجُوبهَا بِهِ وَلَيْسَ المُرَاد بِالْعودِ الْوَطْء بل عوده عزمه على وَطئهَا وكفارته تَحْرِير رَقَبَة فَإِن لم يسْتَطع عَلَيْهَا صَامَ شَهْرَيْن مُتَتَابعين لَيْسَ فيهمَا رَمَضَان وَأَيَّام منهية وَإِن لم يسْتَطع الصَّوْم أطْعم سِتِّينَ فَقِيرا كالفطرة أَو قِيمَته. ( [حرف الْعين] )

أَبخ

أَبخ
: ( {أَبَّخه} تأْبــيخاً) : لُغَة فِي (وَبْخه) ، وَمَعْنَاهُ: لامَه (وعَذَلَه) ، قَالَ ابْن سَيّده: حَكَاهُ ابنُ الأَعرابيّ، وأُرى همزته إِنّما هِيَ بدلٌ من وَاو وَبَّخه، على أَن بدل الْهمزَة من الْوَاو الْمَفْتُوحَة قليلٌ، كوَناةٍ وأَناةٍ، وَوَحَدٍ وأَحَدٍ.
قلت: ومثْله ذَكَرَ الخطيبُ أَبو زكريّا فِي (حَاشِيَة الصّحاح) ، ورأَيته مَنْقُولًا من خطِّه عِنْد قَوْله: الوشاح.

أَبت

أَبت
: (} أَبتَ الْيَوْم، كسَمِعَ، ونَصَرَ، وضَرَبَ) ، وأَشهرُ اللُّغَاتِ فِيهِ، كفَرِحَ؛ وَعَلِيهِ اقْتصر الجَوْهَرِيُّ، ونَسبَه إِلى أَبي زَيْد، وَسقط لفظ ضَرَبَ من بعض النُّسَخ، ورأَيْت، فِي هَامِش الصّحاح، مَا نصُّه: الذِي قرأْتُه بِخَط الأَزهريّ فِي كِتَابه: أَبَتَ {يأْبُتُ، وَكَذَا وَجَدْتُه فِي كتاب الْهَمْز، لأَبِي زيد، وَقد وَهِمَ الجَوْهَرِيّ، (} أَبْتاً) بفتْح فسُكون، ( {وأُبُوتاً) بالضَّمّ: (اشْتَدَّ حَرُّهُ) وغَمُّهُ، وسَكَنَت رِيحُهُ، (فَهُوَ} آبِتٌ) بالمدِّ، ( {وأَبِتٌ) كفَرِحٍ (} وأَبْتٌ) بِفَتْح فَسُكُون، كُلُّه بِمَعْنى واحدٍ، هاكذا فِي النُّسخة، وضبَطهُ الجَوْهَرِيُّ: الأُولى كضَخْمٍ، والثانيةَ ككَتِفٍ، والثالثةَ بالمدِّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
من سافِعاتٍ وهَجِيرٍ أَبْتِ
فَهُوَ يَوْمٌ {أَبْتٌ، (وَلَيْلَة} آبِتَةٌ) بالمدِّ، ( {وأَبِتَةٌ) ككَتِفَةٍ،) } وأَبْتَةٌ) كضَخْمَةٍ؛ وكذالك حَمْتٌ وحَمْتَةٌ، ومَحْتٌ ومَحْتَه، كل هاذا فِي شِدّة الحَرِّ.
(و) أَبِتَ (من الشَّرَابِ: انْتَفَخَ) ، وَذَا من زياداته.
(و) يقَالُ: (رَجلٌ {مَأْبوتٌ) : أَي مَحرورٌ.
(} وأَبْتَةُ الغَضَبِ) ، بِالْفَتْح: (شِدَّتُه) وسَوْرَتُه.
(و) يُقَال: ( {تَأَبَّــتَ الجَمْر) إِذا (احْتَدَم) ، افتعلَ، من: حَدَمَ بالحَاءِ وَالدَّال المهْمَلَتَيْنِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.