Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بعوض

الرّبا

الرّبا:
[في الانكليزية] Excess ،surplus ،usury
[ في الفرنسية] Excedent ،usure
بالكسر والقصر اسم من الرّبو بالفتح والسكون، كما قال ابن الأثير، فلامه واو.
ولذا قيل في النسبة ربوي ويكتب بالألف كالعصا والياء كالدّجى والواو كالصلاة كما في التهذيب، لكنّ الياء كوفية. وفي الكافي إنّه قد يكتب بالواو، وهذا أقبح من كتابة لفظ الصلاة لأنّها في الطرف متعرّضة للوقف. وأقبح منهم أنّهم زادوا بعد الواو ألفا تشبيها بواو الجمع، وخطّ القرآن لا يقاس عليه، فالأول أوجه. وهو لغة الفضل، وشرعا مشترك بين معان. الأوّل كلّ بيع فاسد. والثاني عقد فيه فضل والقبض فيه مفيد للملك الفاسد. والثالث فضل شرعيّ خال عن عوض شرط لأحد المتعاقدين في عقد المعاوضة. والفضل الشّرعي هو فضل الحلول على الأجل والعين على الدّين كما في ربا النّسا، أو أفضل أحد المتجانسين على الآخر بمعيار شرعي، أي الكيل والوزن كما في ربا النّقدين. وهذا للاحتراز عن بيع ثوب ببرّ نسيئة، وبيع كرّ بر وشعير بكري بروشعير وحفنته بحفنتين وذراع من الثوب بذراعين نقدا، فإنّ الفضل فيهما لم يعتبر شرعا. وقولنا خال عن عوض للاحتراز عن نحو بيع كري بر بكر بر وفلس.
وقولنا شرط لأحد المتعاقدين للاحتراز عمّا إذا شرط لغيرهما. وقولنا في عقد المعاوضة للاحتراز عن الهبة بعوض زائد بعد العقد، ويدخل فيه ما إذا شرط فيه من الانتفاع بالرّهن كالاستخدام والرّكوب والزّراعة واللّبس وشرب اللّبن وأكل الثّمر، فإنّ الكلّ ربا حرام، كذا في جامع الرموز. وفي البحر الرائق شرح كنز الدقائق: الرّبا شرعا فضل مالي بلا عوض في معاوضة مال بمال شرط لأحد المتعاقدين. وفي البناية: قال علماؤنا هو بيع فيه فضل مستحقّ لأحد المتعاقدين خال عمّا يقابله من عوض شرط في هذا العقد. وعلى هذا سائر أنواع البيوع الفاسدة من قبيل الرّبا. وفي جمع العلوم: الرّبا شرعا عبارة عن عقد فاسد وإن لم تكن فيه زيادة لأنّ بيع الدّرهم بالدّرهم نسيئة ربّا وإن لم تتحقق فيه زيادة انتهى. ولا يرد على المصنّف ما في جمع العلوم من ربا النّسيئة لأنّ فيه فضلا حكميا، والفضل في عبارته أعمّ منه ومن الحقيقي، انتهى كلامه.

الْجُود

الْجُود: مبدأ إِفَادَة مَا يَنْبَغِي لَا بعوض وَلَا بغرض دُنْيَوِيّ وأخروي.
(الْجُود) الْمَطَر الغزير الَّذِي لَا مطر فَوْقه وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء (وَلم يَأْتِ أحد من نَاحيَة إِلَّا حدث بالجود)

(الْجُود) (عِنْد الأخلاقيين) صفة تحمل صَاحبهَا على بذل مَا يَنْبَغِي من الْخَيْر لغير عوض

الهمج

الهمج: ذباب يطير على وجوه الإبل ونحوها فشبه به رعاع الناس.
(الهمج) ذُبَاب صَغِير كالــبعوض يَقع على وُجُوه الْغنم وَالْحمير وَالْغنم المهزولة الْوَاحِدَة همجة والحمقى والرعاع من النَّاس لَا نظام لَهُم (ج) أهماج والجوع وَسُوء التَّدْبِير فِي المعاش

الفداء

الفداء: إقامة شيء مقام شيء في دفع المكروه، ذكره أبو البقاء، وقال الحرالي: هو انفكاك بعوض. وفي المفردات: حفظ الإنسان عن النائبة بما يبذله عنه. وفي المصباح: عوض الأسير، وفدت المرأة نفسها من زوجها وافتدت أعطته مالا حتى تخلصت منه بالطلاق.

الخلع

الخلع: النزع. وخالعت زوجها افتدت منه، والاسم الخلع بالضم وهو استعارة من خلع اللباس لأن كلا لباس للآخر. فإذا فعلا فكأن كلا نزع لباسه عن الآخر.
الخلع:
[في الانكليزية] Removal ،luxation ،dislocation
[ في الفرنسية] Enlevement ،luxation ،dislocation ،deboltement
بالفتح وسكون اللام في اللغة النزع، ومنه خالعت المرأة زوجها إذا افتدت منه بمال كذا في فتح القدير. وفي جامع الرموز الخلع بالضم في المرأة وبالفتح في غيرها كما في الاختيار. لكن في المغرب أنّه بالضم اسم.
وإنّما قيل ذلك لأنّ كلا منهما لباس لصاحبه فإذا فعلا ذلك فكأنهما نزعا لباسهما. وفي الشرع أخذ المال بإزاء إزالة ملك النكاح.
والأولى قول بعضهم إزالة ملك النكاح بلفظ الخلع لاتحاد جنسه مع المفهوم اللغوي والفرق بخصوص المتعلّق والقيد الزائد. ولا بد فيه من زيادة قولنا ببدل كما أنه لا بد من زيادة قولنا بلفظ الخلع في الأول، وكذا في قول بعضهم إزالة ملك النكاح ببدل فإنّ الصحيح أن يقال هو إزالة ملك النكاح ببدل بلفظ الخلع، فإنّ الطلاق على مال ليس هو الخلع بل هو في حكمه في وقوع البينونة لا مطلقا.
اعلم أنّ القول بلفظ الخلع إنّما هو باعتبار الأكثر وإلّا فالفا الخلع والتطليق والمباينة والمباراة والبيع والشراء كما في النتف.
وصورته بالعربية أن تقول الزوجة خالعت نفسي منك بكذا، فقال الزوج خلعت. وبالفارسية اشتريت منك نفسي بالمهر الذي لك في ذمتي وبنفقة عدّتك بطلاق واحد فقالت: بعت لك بهذه الشروط.
هذا، ثم استعمال لفظ الخلع في الطلاق البائن مجاز كما في التحفة، وفي النتف أنه حقيقة في كليهما. وفي الفصولين أن الخلع بعوض وغير عوض متعارف والاستعمال فيهما أكثر من أن يحصى، فينبغي أن يقال الخلع لفظ زال به ملك النكاح، هذا كله هو المستفاد من فتح القدير وجامع الرموز.
وعند السبعية هو الطمأنينة إلى إسقاط الأعمال البدنية كما سيجيء.
وعند الأطباء هو خروج العظم عن موضعه خروجا تاما، ويطلق أيضا على استحالة جوهرية تتبدّل بها من صورة إلى صورة أخرى، وعلى الفالج الذي عمّ شق البدن وشق الوجه كما في بحر الجواهر.

عاريّة

العاريّة: هي بتشديد الياء تمليك منفعة بلا بدل، فالتمليكات أربعة أنواع: فتمليك العين بالعوض بيع، وبلا عوض هبة، وتمليك المنفعة بعوض إجارة، وبلا عوض عارية.

الإجارة

الإجارة: العقد على المنافع بعوض وهو مال وتمليك المنفعة بعوض إجارة وبغيره إعارة.
الإجارة اللازمة: هي الإجارة الصحيحةُ العارية عن خيار العيب والشرط وليس لأحدِ الطرفين فسخُها بلا عذر.
الإجارة:
[في الانكليزية] Lease ،fees
[ في الفرنسية] Loyer ،redevance ،bail
بحركة الهمزة وبالجيم كما في القاموس وهي بيع المنافع كما في الهداية، فإنها وإن كانت في الأصل مصدر أجر زيد يأجر بالضم أي صار أجيرا إلّا أنّها في الأغلب تستعمل بمعنى الإيجار إذ المصادر قد يقام بعضها مقام بعض، فيقال آجرت الدار إجارة أي أكريتها، ولم يجيء من فاعل هذا المعنى على ما هو الحق كما في الرضي. لكن في القاموس وغيرها أنّها اسم الأجرة يقال آجره المملوك أجرا كآجره إيجارا، أي أكراه أي أعطاه ذلك بأجرة، وهي كالأجر أي ما يعود إليه من الثواب. وشرعا بيع نفع معلوم بعوض معلوم دين أو عين. والنفع المنفعة وهي اللّذة والراحة من دفع الحرّ والبرد وغيرهما. والمراد بالدّين المثلي كالنقود والمكيل والموزون والمعدود المتقارب وبالعين القيمي وهو ما سوى المثلي.
والعوض أعمّ من المال والنفع. وخرج به العارية والوصيّة بالنفع. والأصل أنّ كلّ ما يصلح ثمنا في البيع يصلح أجرة في الإجارة وما لا فلا، إلّا المنفعة فإنها تصلح أجرة إذا اختلف الجنس ولا تصلح ثمنا. وقولنا معلوم أي جنسا وقدرا. وقيد لا على التأبيد مراد هاهنا، كما أنّ قيد التأبيد مراد في البيع فخرج بيع حق المرور.

بد

البد: هو الذي لا ضرورة فيه.
بد
البُدُ: بَيْتٌ فيه أصْنَامٌ. وقَوْلُهم: لا بُدَ: أي لامَحَالَة. وقيل: هو الفِرَاقُ؛ أي لا فِرَاقَ. وقيل: لامَزْحَلَ ولامُتَنَحى، من قَوْلهم: بَدَ ما بَيْنَ رِجْلَيْه. والتَبَدُدُ: التَّفَرُقُ. وذَهَبَ القَوْمُ بَدَادِ بَدَادِ. و " أبِدَيهم تَمْرَةً تَمْرَةً ". ولو كانَ البَدَادُ لَمَا أطاقُوْنا: أي لو بارَزْناهم رَجُلاً رَجُلاً. وتَبَادَّ القَوْمُ في الحَرْبِ: أخَذُوا أبْدَادَهم أي أقْرَانَهم. وبادَّ القَوْمُ أقْرَانَهم مُبَادةً وبِدَاداً. وبَدَادِ بَدَادِ: أي لِيَأخُذْ كُلُ رَجُل منكم رَجُلاً. وجاءَتِ الخَيْلُ بَدَادَ بَدَادَ - نَصْب -. وذَهَبُوا أبَادِيْدَ وأبَابِيْدَ. وهذا بِدُ هذا: أي قِرْنُه، وجَمْعُه أبْدَادٌ. وأبَدهم العَطَاءَ: أي أعْطَى كُلَّ واحِدٍ منهم. وهو من إبْدَادِ اللَقْحَةِ: إذا أبْدَدْتَ عليها وَلَداً آخَرَ مَعَ وَلَدِها يَرْضَعُها، والاسْمُ البَدَادُ والبِدَّةُ. وجَمْعُ البِدَةِ: البِدَدُ، وجَمْعُ البَدَادِ: بُدُدٌ. والبِدّادُ: أن يَنْعَسَ الرَّجُلُ وهو قاعِدٌ، يُقال: بَدَدَ تَبْدِيْداً وبِدّاداً. وأبَدَني الأمْر: أي عَظَّمَني. وأبَدَني عن رَأيِي: صَرَفَني. وأخَذَه فَبَدَهُ وأبَدَه: أي أبَانَه. وليس لك بذاكَ بَدَدٌ: أي قُوَةٌ وضَبَاطَة، وبِدَّةٌ: أي طاقَةٌ، وبَدَادٌ: نَحْوُه. وبايَعْتُه بَدَداً وبادَدْتُه مُبَادَةً: إذا عارَضْتَه بالبَيْعِ. والبِدَادُ: المُنَاهَدَةُ؛ وهو أنْ يُخْرِجَ كُلُّ رَجُلٍ نَصِيْبَه، فَيَجْمَعُونَه. والبِدَةُ: النَّصِيْبُ، من قَوْلِه: فأبَدَّهُنَّ حُتُوْفَهُنَّ وبَدَدَ الرجُلُ تَبْدِيداً: أعْيَا، والمُبَدِّدُ: المُعْيِي. وكذلك البَدْبَدَةُ. ومال مَبْدُوْدٌ: مَشْتُوْت؛ أي مُبَدَّدٌ. وطَيْرٌ أبَادِيْدُ ويَبَادِيْدُ: مُتَفَرِّقَةٌ. واسْتَبَدَ بالأمْرِ: انْفَرَدَ به. واسْتَبَدَ الأمْرُ بِفُلانٍ: غَلَبَه حَتّى لا يَضْبِطَه، وكذلك السفَرُ. والبِدَادُ: لِبْدٌ يُشَد مَبْدُوداً على الدّابةِ الدَّبِرَة. وبَدَ عن دَبَرِها: أي شَق.
والبِدَادَانِ في القَتَبِ: بمنزِلةِ الكَر في الرَّحْلِ. والبَدَدُ: مَصْدَرُ الأبَدَ وهو الذي في يَدِه تَبَاعُد عن جَنْبَيْه. وبادَاهُ: طوْلُ فَخِذِه. والبَادّانِ من ظَهْرِ الفَرَسِ: ما وَقَعَ عليه فَخِذُ الفارِسَ. وفَلاَةٌ بَدْبَدٌ: لا أحَدَ بها. وأتَانا ببَدْبَدَةٍ: أي بدَاهِيَة، وجَمْعُها بَدَابِدُ. وأبَد عليكَ كذا: أي أشْكَلَ واخْتَلَفَ. وأبَد فلان يَدَه إلى الأرْضِ: أي
مَدها، وفي الحَدِيثِ: " أبَدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَدَه إلى الأرْضِ يَوْمَ حُنَيْنٍ ". والأبَد: العَظِيْمُ الخَلْقِ، وامْرأة بَدّاءُ. وقيل: الواسِعُ الصدْرِ، وقَوْمٌ بُد. وقيل: هو الطوِيلُ. والبَدِيْدَانِ: الجُرْجَانِ، وجَمْعُه بُدُدٌ.
وأبْدَدْتُه بَصَري: أي أدَمْتُ النظَرَ إليه.
والبَد في الحَلَبِ: أنْ تَحْلُبَ الناقَةَ باليَدَيْنِ كِلْتَيْهِما. وبَدْبَدْ: مِثْلُ بَخْ بَخْ.

بد

1 بَدَّ, aor. ـُ inf. n. بَدٌّ: see 2. b2: بَدَّ رِجْلَيْهِ He parted his legs, or straddled, (S, M, K,) in the stocks, or otherwise. (M.) b3: بَدَّهُ, (M, K,) aor. and inf. n. as above, (M,) He removed with it, withdrew with it, drew away with it, [or drew it away, from its place,] (M, K,) namely, a thing. (M.) b4: He made him (namely, his companion, M) to retire, or withdraw, far away; and to refrain, forbear, or abstain; (M, K;) عَنِ الشَّىْءِ from the thing. (M.) b5: أَنَا أَبُدُّ بِكَ عَنْ ذٰلِكَ الأَمْرِ I will defend thee from that thing, or event, by repelling it, or averting it, from thee. (M, L.) b6: بُدَّ عَنْ دَبَرِ الدَّابَّةِ It (a felt cloth) was cut, or slit, so as to be clear of the galls, or sores, on the back of the beast. (M, TA.) A2: بَدَّ, (M,) second Pers\. بَدِدْتَ, (S, K,) aor. ـَ (M,) inf. n. بَدَدٌ, (T, S, M, K,) He (a man) was, or became, wide between the thighs, (ISk, T, S, M, K,) by reason of abundance of flesh: (ISk, S, M:) or wide between the arms; (K;) having the arms far from the sides: (M:) or wide between the shoulder-joints: (M:) or large in make, having one part far from another. (M, K.) b2: Also He (a quadruped, ISk, T, S, or a horse, M) had his fore legs far apart: (ISk, T, S, M:) or he (a horse) had his fore legs far from his sides: (Lth, T:) and he (a camel) had his elbows far from his sides. (T.) A3: بَدَّ قَتَبَهُ, aor. ـُ He furnished his camel's saddle with what are called بِدَادَانِ and بَدِيدَانِ (S.) [See بِدَادٌ]2 بدّد, inf. n. تَبْدِيدٌ, He separated, disunited, dispersed, or dissipated; (S, M, A, Mgh, L, K;) as also ↓ بَدَّ, aor. ـُ inf. n. بَدٌّ: (S, L:) or the latter has this meaning, and the former signifies he separated, disunited, dispersed, or dissipated, much. (Msb.) b2: He (a man) gave his equal share of the expenses for a journey. (IAar, T.) [See also 3.]

A2: He (a man) was, or became, weary, tired, or fatigued: (IAar, T, M, K:) or he drowsed, or slumbered, while sitting, without sleeping. (K.) 3 بادّ القَوْمُ, (T, K,) inf. n. مُبَادَّةٌ (M, K) and بِدَادٌ, (T, M, K,) with which the subst. ↓ بَدَادٌ is syn., (M, and mentioned also in a MS. copy of the K, and in the CK, and in the TA, but not as from the K,) as also ↓ بِدَادَةٌ, (TA, as from the K, but not in the CK nor in my MS. copy of the K,) The people, or company of men, contributed what was necessary to be expended (in a journey, T, M, L), each man giving something, and then collected the sum, and expended it among themselves. (T, M, L, K.) In a copy of the K, for يُنْفِقُونَهُ, is erroneously put يُبْقُونَهُ. (TA. [In the CK, يَبْقُونَهُ.]) Accord. to IAar, بِدَادٌ signifies The contributing equally for the purchasing of corn, or food, to eat: and also a people's having money, or property, divided into lots, or portions, and distributed in shares among them: (L:) [and] accord. to the same, the dividing property among a people in shares. (T. [See also 4.]) b2: Also, بادّهُ, (M, A, K,) or بادّهُ فى البَيْعِ, (S,) inf. n. مُبَادَّةٌ, (S, A, K,) or مُبَادَدَة, (TA,) and بِدَادٌ; (S, M, A, K;) and so ↓ بَايَعَهُ بَدَدًا, (S M, K,) or مُبَادَّةً; (A;) He bartered, or exchanged commodities, with him; syn. عَارَضَهُ بِالبَيْعِ, (M, A, * L,) and بَاعَهُ مُعَارَضَهً: (S, K:) from the saying, ٰهٰذَا بِذُّهُ, and بِدُّهُ, “this is the like of it: ” (L:) from IAar. (M.) b3: [See also بُدٌّ.]4 ابدّ فِيهِمُ العَطَآء, (As, T,) and ابدّ بَيْنَهُمْ العَطَآءَ, (S, M, L, K,) and أَبَدَّهُمْ العَطَآءَ, (M, A, Mgh,) He divided among them the gift, giving to each of them his lot, or share, or portion, (S, M, A, Mgh, L, K,) singly, not giving a portion to be shared by two: (As, T, M, * Mgh, L:) said with respect to food and property and any other thing. (M.) You say, أَبْدَدْتُهُمْ المَالَ وَ الطَّعَامَ I divided among them, in shares, the property and the food. (IAar, T.) [Hence,] أَبِدِّيهِمْ تَمْرَةً تَمْرَةً (T, S, A, Mgh, from a trad.) [Give thou to each of them a date; or] distribute thou among them to each a date: (T:) said by Umm-Selemeh, (T, A, Mgh,) to a slave-girl, when beggars had become numerous. (A.) إِبْدَادٌ in relation to a gift signifies The giving [persons] one by one; and قِرَانٌ, the “ giving two by two. ” (A 'Obeyd, T.) [See also 3.] b2: يُبِدُّهُمْ is used by a poet, referring to a saying, and is explained by IAar as meaning It (the saying) shall be distributed among them (يُفَّرقُ فِيهِمْ); opposed to يَجْمَعُ [i. e. يَجْمَعُهُمْ; which shows that the former means it shall be addressed to them one by one, or separately]. (M, TA. [The author of the former adds, “I know not, in discourse, أَبْدَدْتُهُ as meaning فَرَّقْتُهُ: ” but this is not what I Aar means.]) b3: أَبِدَّهُمَا نَعْجَتَيْنَ Allot thou to them (namely, two lambs,) two ewes, to each lamb a ewe, to suckle it: said when one ewe is not sufficient for both the lambs. (T, * S.) b4: ابدّ ضَبْعَيْهِ He extended his upper arms, separating them from his sides, in prostrating himself in prayer. (T, A, Mgh, L.) b5: ابدّ يَدَهُ إِلَي الأَرْضِ He extended his arm, or hand, to the ground, or earth, (T, S, Mgh, L,) as one does when he takes up something from it. (L.) b6: ابدّ نَظَرَهُ He prolonged his look. (T, L.) and ابدّهُ بَصَرَهُ (T, A, L) He prolonged his look at him, or it; as one does when he sees a thing that he dislikes. (T, L.) 5 تبدّد It (a thing, S, M, L, and a people, or company of men, T, L) became separated, disunited, dispersed, or dissipated; (T, S, M, L, K;) [as also ↓ بَدْبَدَ, for its inf. n.] بَدْبَدَةٌ likewise signifies the being separated, disunited, &c. (AA, T.) A2: تبدّدوا شَيْئًا They divided a thing among themselves in lots, shares, or portions, (K,) equally. (TA.) b2: تبدّد صَدْرَ الجَارِيَةِ It (an ornament) occupied the two sides, (A,) or the whole, (K,) of the bosom of the girl. (A, K.) [See an ex. voce جَلِيفً.]6 تبادّوا They removed to a distance, one from another. (Ham p. 823.) b2: They went, or passed, two by two, each one of a pair removing, or withdrawing, with the other, or making the other to retire, or withdraw, far away. (M.) b3: They went forth into the field [of battle], one to another: (A:) or they took their adversaries, or opponents, [with whom to fight,] (T, S, K,) each man his man; as also ↓ لَقُوا بَدَادَهُمْ: (K:) or this latter signifies they met their numbers, to each man a man. (T, S.) 8 ابتدّاهُ بِاالضَّرْبِ They two took him on both sides of him, (T, S, K,) or came to him on both sides of him, (K,) with beating. (T, S.) b2: السَّبُعَانِ يَبْتَدَّانِ الرَّجُلَ The two wild beasts come upon both sides of the man. (S, A.) b3: الرَّضِيعَانِ يَبْتَدَّانِ أُمَّهُمَا (T, S, A *) The two sucklings suck their mother on either side, one from one breast and the other from the other breast. (T, A, * TA.) You do not say, يَبْتَدُّهَا ابْنُهَا, but يَبْتَدُّهَا ابْنَاهَا. (T, S.) 10 استبدّ He was, or became, alone; independent of others; (S, M, L, Msb, K; in the first and last expl. by تَفَرَّدَ; and in the others, by اِنْفَرَدَ;) exclusively of others; (L;) without any to share, or participate, with him; or he had none to share, or participate, with him: (Msb:) بِهِ [in it; i. e. he had it, or kept it, to himself, exclusively, with none to share with him in it]: (K:) and بِكَذَا [in such a thing]: (S, L:) and بِرَأْيِهِ [in his opinion; i. e. he followed his own opinion only, with none to agree with him; or he was singular in his opinion]: (M, L:) and بِأَمْرٍ

[in a thing, or an affair]: (L, Msb:) and بِأَمْرِهِ [in his affair]; meaning he obtained [absolute] predominance, or control, over his affair, so that people would not hear [or obey] any other. (A.) It is said in a trad., كُنَّا نَرَي أَنَّ لَنَافِىِ هٰذَا الأَمْرِ حَقَّا فَاسْتَبَدْتُمْ عَلَيْنَا [We used to opine that we had a right to act in this affair, and ye have been alone the actors, predominant over us]. (L.) and you say, استبدّ الأَمْرُ بِفُلَانٍ, meaning (tropical:) The thing, or affair, overcame such a one, so that he could not manage it well, or thoroughly. (A.) R. Q. 1 بَدْبَدَ, inf. n. بَدْبَدَةٌ: see 5.

بُدٌ as signifying A separating oneself, or an artifice whereby one may avoid a thing or escape from it, (MF,) or an avoiding a thing, (Msb,) is not used but in negative phrases, (Msb, MF,) except by post-classical writers. (MF.) You say, لَا بُدَّ مِنْ كَذَا (T, S, M, &c.) There is no separating oneself from such a thing: (AA, T, S, A, K:) or there is no artifice whereby one may avoid it, or escape from it: (M, K:) or there is no avoiding it: (Msb:) it is absolutely necessary: it is not possible to separate oneself from it, nor is there anything that can serve in its stead. (TA.) And مَا لَكَ مِنْهُ بُدٌّ [Thou hast not any means, or way, of separating thyself from it, or avoiding it]. (M, L.) And لَيْسَ لِهٰذَا الأَمْرِ بُدٌّ There is no artifice for this affair. (T.) [It is also said, with reference to the first of these phrases, that] بُدٌّ signifies Amplitude; from أَبَدُّ meaning “ wide between the legs. ” (Ham p. 348.) A2: Also, (M, K,) and ↓ بِدٌّ (M) and ↓ بِدَادٌ (IAar, T, M, K) and ↓ بُدَادٌ, (K, TA,) or ↓ بَدَادٌ, (CK,) and ↓ بُدَّةٌ, (IAar, T, M, K,) or ↓ بِدَّةٌ, (S, A, IAth, and mentioned also in a copy of the K,) but J has been charged with error in writing it thus, (K,) by Sgh, (TA,) A lot, share, portion, or set portion; (T, S, M, A, IAth, K;) of anything: (M, K:) [or] the last signifies a piece, or portion, separated, disunited, or dispersed: (Ham p. 823:) the pl. of بِدَادٌ is بُدُدٌ; and of بُدَدٌ بُدَّةٌ; (IAar, T, M;) and of بِدَدٌ بِدَّةٌ. (IAth, and Ham p. 823.) b2: Also the first, A substitute; a thing given, or received, or put, or done, instead of, in the place of, or in exchange for, another thing; a compensation; syn. عِوَضٌ: (S, L, TA:) it is said to have this signification. (S.) [In the copies of the K, الــبَعُوضُ is put in the place of العِوَضُ: but this is said in the TA to be a mistake.]

A3: بُدٌّ is also an arabicized word, from بُتْ, (T, S, M, K, [in a copy of the M, بُتّ,]) which is Persian; (T, S;) meaning An idol; (IDrd, S, M, K;) pl. بَدَدَةٌ (S, K) and أَبْدَادٌ: (K:) and (or accord. to some, TA) the house of an idol: (K:) or a house in which are idols and images or pictures. (M.) بِدٌّ: see بُدٌّ. b2: Also, and ↓ بَدِيدٌ (T, K) and ↓ بَدِيدَةٌ, (K,) A like; a fellow; an equal. (T, K.) You say, هُوَ بِدُّهُ and ↓ بَدِيدُهُ He, or it, is the like, &c., of him, or it. (T.) And هُمَ بِدَّانِ They two are likes, or fellows, or equals. (TA.) And فَتُكَلِّمَنِى ↓ مَا أَنْتَ لِى بِبَدِيدٍ Thou art not my like, or fellow, or equal, that thou shouldst speak to me. (TA.) بَدَّةٌ: see بَدَدٌ.

بُدَّةٌ: see بُدٌّ.

A2: Also A distance; a space; an interval; an extent, or an extreme extent; a long space, or any space, of time. (M, K, * TA.) So in the saying, بَيْنِى وَ بَيْنَكَ بُدَّةٌ [Between me and thee is a distance, &c.]. (M, TA.) بِدَّةٌ: see بُدٌّ, and بِدَادِ: A2: and see also بَدَدٌ.

بَدَدَ and بَدَدًا: see بَدَادِ, in three places: A2: and see also 3.

A3: مَا لَكَ بِهِ بَدَدٌ and ↓ بَدَّةٌ and ↓ بِدَّةٌ Thou hast not power, or ability, to do it, or to bear it, or to cope with him. (S, M, K.) جَآءَتِ الخَيْلُ بَدَادِ; (T, S;) in which بداد is indecl., with kesr for its termination because it deviates from its original form, i. e., the inf. n. بَدَدٌ; and it is indecl. because it deviates from its original form and is of the fem. gender and has the quality of an epithet; for two of these causes render it imperfectly decl., and the three render it indecl.; (S;) or بَدَادِ بَدَادِ, and بَدَادَ بَدَادَ, (Lh, M, K,) the last indecl. with fet-h for its termination, (TA,) and ↓ بَدَدَ بَدَدَ, (Lh, M, K,) also indecl., with fet-h, (TA,) and composed in the same manner as خَمْسَةَ عَشَرَ, (Lh, M, TA,) and ↓ بَدَدًا بَدَدًا; (Lh, M, K;) all of these indecl. except the last, and each virtually in the accus. case as a denotative of state, except the last, (MF,) which is literally in the accus. case, as an inf. n.; (M, MF;) The horses, or horsemen, came in a state of dispersion: (T, S, M, K:) or one by one; or one after another. (T, L.) and تَفّرَّقَ القَوْمُ بَدَاد The people, or company of men, became separated, in a state of dispersion. (S.) and ذَهَبَ القَوْمُ بَدَادِ بَدادِ The people, or company of men, went away [in a state of dispersion; or] one by one; or one after another. (T, L.) [See also أَبَادِيد.] It is said in a form of prayer, اَللٰهُمَّ

أَحْصِهِمْ عَدَدًا ↓ اقْتُلْهُمْ بَدَدًا [O God, slay them one by one, and reckon them by number]: (M:) or أَحْصِهِمْ عَدَدًا وَ الْعَنْهُمْ بِدَدًا, or, accord. to one recital, وَاقْتُلْهُمْ بِدَدًا, pl. of ↓ بِدَّةٌ, the meaning being [reckon them by number, and] curse them, or slay them, with a cursing, or slaughter, distributed among them by shares. (Mgh.) b2: يَا قَوْمِ بَدَادِ بَدَادِ means O my people, take each one of you his adversary, or opponent [with whom to fight]. (As, T, S, K. *) Here بداد is indecl., with kesr for its termination, because it is an imperative verbal noun, and the imperative is alike uninfluenced with respect to its termination by any governing word; and it is said to be with kesr because two quiescent letters would otherwise occur together, [and] because it occupies the place of an imperative verb [which in like manner is terminated with kesr when it is necessary to prevent the occurrence of two quiescent letters together]. (S.) b3: With the article, you say, البَدَادُ, (As, T,) which signifies The going forth to encounter another in fight, or to single combat; as in the saying, لَوْ كَانَ البَدَادُ لَمَا أَطَاقُونَا Had we gone forth to encounter them in fight, (As, T, S, K,) man to man, [they had not been able to cope with us;] (As, T;) or man by man. (S, K.) You say also, لَقُوا بَدَادَهُمْ, explained above: see 6.

A2: See also بُدٌّ.

A3: And see 3.

بُدَادٌ: see بُدٌّ.

بِدَادٌ: see بُدٌّ.

A2: Also A stuffed lining put beneath a [camel's saddle of the kind called]

قَتَب, to defend the animal's back from being hurt thereby: there is one such on each side: (T:) or, of a horse's saddle, and of a قَتَب, (S, M, K,) the stuffed thing, or pad, that is placed beneath, in order that it may not gall the animal's back; (M, K;) as also ↓ بَدِيدٌ: (K:) or the بِدَادَانِ and ↓ بَدِيدَانِ are two bags (خَرِيطَتَانِ), which are stuffed, and placed under the curved pieces of wood, in order that the wood may not gall the animal's back; derived from بَدَّ رِجْلَيْهِ

“ he parted his legs: ” (S:) [see also بَدِيدٌ:] or the بِدَادَانِ of a قَتَب are two things like provender-bags, 'which are stuffed, and bound with strings, or cords, to the pieces of wood called the ظَلِفَات and أَحْنَآء: (T:) or they are, to the قَتَب, like the كَرّ to the رَحْل, except that they do not appear before the ظَلِفَة, being only within [it]: (M:) [see also حِدْجٌ:] pl. [of pauc.] أَبِدَّةٌ (T, S) and [of mult.] بَدَائِدُ. (S.) b2: Also A piece of felt cloth, that is bound upon a beast which has a galled, or sore, back, (L, K,) cut, or slit, so as to be clear of the galls, or sores. (L.) بَدِيدٌ: see بِدٌّ, in three places.

A2: Also A saddlebag; syn. خُرْجٌ: (K:) [and] بَدِيدَانِ a pair of saddle-bags; syn. خُرْجَانِ. (S.) b2: See also بِدَادٌ, in two places.

A3: Also A wide [desert such as is termed] مَفَازَة: (S, K:) or فَلَاةٌ بَدِيدٌ [a desert, or waterless desert,] in which is no one. (T, L. [In a copy of the former written بَدْ بَدٌ.]) بِدَادَةٌ: see 3.

بَدِيدَةٌ: see بِدٌّ.

بَادٌّ The inner side of the thigh: (M, A, K:) or the part of the horseman's thigh that is next the saddle: (T, M, A, L:) or the part between the legs: (M, L:) the inner sides of the two thighs are called the بَادَّانِ, (S,) because the saddle separates them; (IAar, M;) and if so, بَادٌّ is of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; or it may be a possessive epithet [meaning ذُو بَدٍّ]. (M, L.) You say, هُوَ حَسَنُ البَادِّ عَلَى السَّرجِ, meaning He is a good rider upon the saddle. (A.) b2: Also the part of a horse's back upon which the thigh of the rider presses. (KT, T, L.) أَبَدٌّ A man wide between the thighs, (ISk, S, M, K,) by reason of abundance of flesh: (ISk, S, M:) or wide between the arms; (K;) having the arms far from the sides: (M:) or wide between the shoulder-joints: (M:) or (so in the K; but accord. to the S, “and”) large in make, (T, S, M, K,) having one part far from another: (M, K:) and wide in the breast: (Aboo-Málik, T:) fem. بَدَّآءُ: (S:) which also signifies a woman (M, L) large in the إِسْكَتَانِ [or labia majora of the vulva], (M, L, K,) having their edges far apart: (M, L:) or having much flesh in the thighs. (T, L.) الأَبَدٌّ is used to signify The weaver, (T, M, K,) because of the distance between his thighs. (M.) The following saying, (K,) quoted by J, from the rájiz Aboo-Nukheyleh Es-Saadee, أَلَدُّ يَمْشِى مِشَيَةَ الأَبَدِّ is incorrect, and should be thus, بَدَّآءُ تَمْشِى مِشْيَةَ الأَبَدِّ [A woman of large make, walking in the manner of the man of large make; or a woman wide between the thighs, &c.]; (K;) for it is descriptive of a woman, as IB and Aboo-Sahl El-Harawee have observed before the author of the K. (TA.) b2: Also A horse [or any quadruped (see بَدَّ)] having the fore legs far apart: (M, K:) or having the fore legs far from the sides: (TA:) or wide between the legs: (Ham p. 348:) and a camel having the elbows far from the sides: (TA:) and the fem. بَدَّآءُ, a cow having her fore legs far apart. (S.) [Hence,] الأَبَدُّ الزَّنِيمُ [in the CK الرَّثِيمُ] The lion; (M, K;) the former epithet being applied to him because his fore legs are far apart, and the latter because he is [often] alone. (M.) b3: كَتِفٌ بَدَّآءُ A broad shoulder-blade, the sides of which are distant, one from another. (M, L.) طَيْرٌ أَبَادِيدُ, (Fr, S, K,) and ↓ تَبَادِيدُ, (K, TA,) [in the CK نَبادِيدُ,] erroneously written by J ↓ يَبَادِيدُ, (K,) [but see what follows; like أَنَادِيدُ and يَنَادِيدُ;] Birds in a state of dispersion. (S, K.) In the following verse of 'Otárid Ibn-Kurrán, quoted by J, كَأَنَّمَا أَهُلُ حَجْرٍ يَنْظُرُونَ مَتَى

يَرَوْنَنِى خَارِجًا طَيْرٌ يَبَادِيدُ [As though the people of Hajr, watching when they should see me going forth, were birds in a state of dispersion], (K,) thus related also by Yaakoob, and thus in the handwriting of Az, (TA,) the last two words should be طَيْرُ اليَنَادِيدِ, the latter with ن, and governed by the former in the gen. case, the rhyme being with kesr: (K:) so says Aboo-Sahl El-Harawee. (TA.) b2: ذَهَبُوا

أَبَادِيدُ, (M, K,) and ↓ تَبَادِيدُ, (K,) or ↓ يَبَادِيدُ, (as in the T, from Fr, and in the M and L, and in some copies of the K, [but see above,]) [as also أَنَادِيدُ, and يَنَادِيدُ, or تَنَادِيدُ,] They went away in a state of dispersion. (M, L, K.) تَبَادِيدُ: see أَبَادِيدُ, in two places.

مُبِدٌّ [act. part. n. of 4, q. v.]. The following words of 'Omar Ibn-Abee-Rabee'ah, أَمُبِدٌّ سُؤَالَكَ العَالَمِينَ are said to signify Dost thou distribute thy petition among mankind one by one, so as to include them universally? or dost thou constrain them by thy petition? from the saying, مَا لَكَ مِنْهُ بُدٌّ [“ thou hast no means,” or “ way,” “ of separating thyself from it,” or “ avoiding it ”]. (M, L.) شَمْلٌ مُبَدَّدٌ [A united state of affairs]. become disunited [or discomposed or disorganized]. (S, L.) اِمْرَأَةٌ مُتَبَدِّدَةٌ An emaciated woman, [as though] having one part far from another. (M, L.) يَبَادِيدُ: see أَبَادِيدُ, in two places.

الْإِجَارَة

الْإِجَارَة: تمْلِيك الْمَنْفَعَة مُدَّة بعوض مَالِي.
(الْإِجَارَة) الْأُجْرَة على الْعَمَل وَعقد يرد على الْمَنَافِع بعوض (محدثة)
الْإِجَارَة: بِالْكَسْرِ فعالة من أجر يُؤجر من بَاب الْأَفْعَال بِمَعْنى الْأُجْرَة وَهِي اسْم لَهَا وَهِي بيع الْمَنَافِع لُغَة وَفِي الشَّرْع عقد على الْمَنَافِع بعوض هُوَ مَال أَي بيع نفع مَعْلُوم جِنْسا وَقدرا بعوض مَالِي أَو نفع من غير جنس الْمَعْقُود عَلَيْهِ كسكنى دَار بركوب دَابَّة وَلَا يجوز بسكنى دَار أُخْرَى. وَلَا بُد أَن يكون ذَلِك الْعِوَض أَيْضا مَعْلُوما قدرا أَو صفة سَوَاء كَانَ دينا أَو عينا. وَالْمرَاد بِالدّينِ هَا هُنَا مثل النَّقْدَيْنِ والمكيل وَالْمَوْزُون وبالعين كالثياب وَالْعَبِيد.

الشُّفْعَة

الشُّفْعَة: حق تمْلِيك قهري بعوض يثبت للشَّرِيك الْقَدِيم على الْحَادِث.
(الشُّفْعَة) رَكعَتَا الضُّحَى

(الشُّفْعَة) حق الْجَار فِي تملك الْعقار جبرا على مُشْتَرِيه بِشُرُوطِهِ الَّتِي رسمها الْفُقَهَاء وَالْملك الْمَشْفُوع وَالشُّفْعَة وَالْعين يُقَال أَصَابَته شُفْعَة عين
الشُّفْعَة: لُغَة بِالضَّمِّ بِمَعْنى الْمَفْعُول من الشفع وَهُوَ الضَّم كالأكلة من الْأكل. وَمنع الشفع ضد الْوتر وشفاعة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذْ بهَا ضم المذنبين بالفائزين. وَفِي (حل الرموز) الشُّفْعَة لُغَة فعلة بِالضَّمِّ بِمَعْنى الْمَفْعُول من قَوْلهم كَانَ هَذَا الشَّيْء وترا فشفعته بِأُخْرَى جعلته زوجا لَهُ فَهِيَ فِي الأَصْل اسْم للْملك الْمَشْفُوع وَلم يسمع مِنْهَا فعل. وَمن لُغَة الْفُقَهَاء بَاعَ الشَّفِيع الدَّار الَّتِي تشفع بهَا أَي تُؤْخَذ بِالشُّفْعَة كَمَا فِي الْمغرب. وَفِي الْعَيْنِيّ شرح كنز الدقائق الشُّفْعَة فِي اللُّغَة من الشفع وَهُوَ الضَّم ضد الْوتر من شفع الرجل إِذا كَانَ فَردا فَصَارَ لَهُ ثَان - وَالشَّفِيع أَيْضا يضم الْمَأْخُوذ إِلَى ملكه فَلذَلِك سمي الشُّفْعَة وَفِي الْهِدَايَة الشُّفْعَة مُشْتَقَّة من الشفع وَهُوَ الضَّم سميت بهَا لما فِيهَا من ضم الْمُشْتَرَاة إِلَى عقار الشَّفِيع. وَفِي الشَّرْع هِيَ تمْلِيك الْبقْعَة جبرا على المُشْتَرِي بِمَا قَامَ عَلَيْهِ وطلبها على ثَلَاثَة أوجه. الأول طلب المواثبة. وَالثَّانِي طلب التَّقْرِير وَالْإِشْهَاد. وَالثَّالِث طلب الْخُصُومَة - وَالتَّفْصِيل فِي الْهِدَايَة بِمَا لَا مزِيد عَلَيْهِ.

فَوْقُ

فَوْقُ: نَقيضُ تَحْتَ، يَكونُ اسْماً وظَرْفاً، مَبْنيٌّ، فإذا أضيفَ أُعْرِبَ.
و {بَعوضَــةً فَما فَوْقَها} ، أي: في الصِّغَرِ، وقيلَ في الكِبَرِ.
وفاقَ أصحابه فَوْقاً وفَواقاً: عَلاهُمْ بالشَّرَفِ،
وـ فُواقاً، بالضم: شَخَصَتِ الرِّيحُ من صَدْرِهِ،
وـ بِنَفْسِهِ فُؤُوقاً وفُواقاً: إذا كانَتْ على الخُروجِ، أو ماتَ، أو جادَ بها،
وـ الناقَةُ: اجْتَمَعَت الفيقَةُ في ضَرْعها.
والفائِقُ: الخِيارُ من كُلِّ شيءٍ، ومَوْصِلُ العُنُقِ والرَّأسِ.
والفَوَقَةُ، مُحرَّكةً: الأُدَباءُ الخُطباءُ.
والفاقُ: الجَفْنَةُ المَمْلوءَةُ طَعاماً، والزَّيْتُ المَطْبُوخُ، والصَّحْراءُ، وأرضٌ، والطَّويلُ المُضْطَرِبُ الخَلْقِ،
كالفُوقِ والفُوقَةِ، بِضَمِّهِما،
والفِيقِ، بالكَسْرِ،
والفُواقِ والفُياقِ، بِضَمِّهِما، وطائِرٌ مائِيٌّ طَويلُ العُنُقِ.
والفاقَةُ: الفَقْرُ والحاجَةُ.
ومَحالَةٌ فَوْقاءُ: لِكلِّ سِنٍّ منها فُوقانِ.
والفَوْقاءُ: الكَمَرَةُ المحَدَّدَةُ الطَّرَفِ.
وفُوقُ الذَّكَرِ، بالضم: أعْلاهُ.
والفُوقُ: الطَّريقُ الأَوَّلُ.
ورَمَيْنا فُوقاً: رِشْقاً.
وما ارْتَدَّ على فُوقِهِ: مَضَى ولم يَرْجِعْ،
وـ: طائِرٌ، والفَنُّ مِن الكَلامِ، وفَرْجُ المَرْأةِ، وَطَرَفُ اللِّسانِ، أو مَخْرَجُ الفَمِ وَجَوْبَتُهُ، ومَوْضِعُ الوَتَرِ مِنَ السَّهْمِ،
كالفُوقَةِ، أوِ الفُوقانِ: الزَّنَمَتانِ، ج: كصُرَدٍ وأصْحابٍ، وفُقَّى، مَقْلوبَةً.
وذو الفُوقِ: سَيْفُ مَفْروقٍ أبي عَبْدِ المَسيحِ.
وفُوقٌ: مَلِكٌ لِلرُّومِ، نُسِبَ إليه الدَّنانيرُ الفُوقِيَّةُ، (أو الصَّوابُ بالقافَيْنِ) .
وفُقْتُ السَّهْمَ: كَسَرْتُ فُوقَهُ، فَهو سَهْمٌ أفْوَقُ.
والفَوَقُ، محرَّكةً: مَيَلٌ وانْكِسارٌ في الفُوقِ، أو فِعْلُهُ: فاقَ السَّهْمُ يَفاقُ فاقاً وفَوْقاً، بالفتح، ثم حُرِّكَ الواوُ، وأُخْرِجَ مُخْرَجَ الحَذَرِ، لأَنَّ هذا الفعْلَ على فَعِلَ يَفْعَلُ.
والفُواقُ، كغُرابٍ: الذي يأخُذُ المُحْتَضَرَ عندَ النَّزْعِ، والريحُ التي تَشْخَصُ مِن الصَّدْرِ، وما بَيْنَ الحَلْبَتَيْنِ من الوَقْتِ، ويُفْتَحُ، أو ما بَيْنَ فَتْحِ يَدِكَ وقَبْضِها على الضَّرْعِ، ج: أفْوِقَةٌ وآفِقَةٌ.
والفِيْقَةُ، بالكسرِ: اسْمُ اللَّبَنِ يَجْتَمِعُ في الضَّرْعِ بين الحَلْبَتَيْنِ، ج: فِيقٌ، بالكسرِ، وفِيَقٌ، كعِنَبٍ، وفِيقاتٌ وأفْواقٌ،
جج: أفاويقُ.
والأفاويقُ: ما اجْتَمَعَ في السحابِ من ماءٍ، فهو يُمْطِرُ ساعةً بعدَ ساعةٍ.
وـ من الليل: أكْثَرُه.
وأفِيقُ، كأميرٍ: ة باليَمنِ،
وة بين دِمَشْقَ وطَبَرِيَّةَ، ولِعَقَبَتِهِ ذِكْرٌ في أخْبارِ المَلاحِمِ، ولا تَقُلْ: فِيقٌ، كالعامَّةِ.
وفِيقَةُ الضُّحَى: ارْتِفاعُها.
وأفَقْتُ السَّهْمَ: وضَعْتُ فُوقَهُ في الوَتَرِ،
كأَوْفَقْتُه،
وأما: أفْوَقْتُه، فَنادِرٌ.
وأفاقَتِ الناقةُ: اجْتَمَعَتِ الفِيقَةُ في ضَرْعِها، فهي مُفيقٌ ومُفيقَةٌ، ج: مَفاويقُ.
وأفاقَ من مَرَضِه: رَجَعَت الصِحَّةُ إليه، أو رَجَعَ إلى الصِحَّةِ،
كاسْتَفَاقَ،
وـ الزَّمانُ: أخْصَبَ بعدَ جَدْبٍ.
والإِفاقةُ: الراحَةُ، والراحةُ بينَ الحَلْبَتَيْنِ.
وفَوَّقَ السهمَ: جَعَلَ له فُوقاً،
وـ الفَصيلَ: سَقاهُ اللَّبَنَ فُواقاً فُواقاً. وكمُعَظَّمٍ: ما يُؤْخَذُ قليلاً قليلاً من مأكولٍ ومشروبٍ.
وتَفَوَّقَ: تَرَفَّعَ،
وـ الفَصيلُ: شَرِبَ اللَّبَنَ فُواقاً فُواقاً،
وـ زيدٌ ناقَتَه: حَلَبَها كذلك،
كاسْتَفاقَها.
واسْتَفِقِ الناقةَ: لا تَحْلُبْها قَبْلَ الوَقْتِ.
ورجُلٌ مُسْتَفيقٌ: كثيرُ النَّوْمِ.
وما يَسْتَفيقُ من الشَّرابِ: ما يَكُفُّ.
وانْفاقَ الجَمَلُ: هُزِلَ وهَلَكَ،
وـ السهمُ: تَكَسَّرَ فُوقُه.
وافْتَاقَ: افْتَقَرَ، أو ماتَ بكَثْرَةِ الفُواقِ.
وشاعرٌ مُفِيقٌ: مُفْلِقٌ.

الغاغُ

الغاغُ: الحَبَقُ، أي: الفُوذَنْجُ.
والغَوغَاءُ: الجَرادُ بعدَ أن يَنْبُتَ جَناحُه، أو إذا انْسَلَخَ من الأَلوانِ وصارَ إلى الحُمْرَةِ، وشيءٌ يُشْبِهُ الــبَعُوضَ ولا يَعَضُّ لضَعفِهِ، وبه سُمِّيَ الغَوغَاءُ من الناسِ.

خَمَشَ

خَمَشَ وجْهَه يَخْمِشُه ويَخْمُشُه: خَدَشَه، ولَطَمَه، وضَرَبَه، وقَطَعَ عُضْواً منه.
والخامِشَةُ: المَسيلُ الصغيرُ
ج: خَوامِشُ. وأبو الخاموشِ: رَجُلٌ من بَلْعَنْبَرِ. وكصَبورٍ: الــبَعوضُ.
والخُماشةُ، بالضم: ما ليس له أرشٌ مَعْلومٌ من الجِراحاتِ، أو ما هو دونَ الدِّيَةِ، كقَطْعِ يَدٍ وأُذُنٍ ونحوِه.
(خَمَشَ)
(هـ) فِيهِ «مَنْ سَأَلَ وَهُوَ غَنِيٌّ جَاءَتْ مَسْأَلَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُمُوشاً فِي وجْهِه» أَيْ خُدُوشاً، يُقَالُ خَمَشَتِ المَرْأة وجْهَها تَخْمِشُهُ خَمْشاً وخُمُوشاً. الْخُمُوشُ مَصْدَرٌ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعاً للمصْدَر حيْث سُمّيَ بِهِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «حِينَ سُئِلَ هَلْ يُقْرَأ فِي الظُّهر والعَصْر؟ فَقَالَ: خَمْشاً» دَعَا عَليه بِأَنْ يُخْمَشَ وجْهُه أَوْ جلْده، كَمَا يُقال جَدْعاً وقَطْعاً، وَهُوَ مَنْصُوبٌ بفعْل لَا يَظْهَر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ «كَانَ بَيْننَا وبَيْنَهم خُمَاشَاتٌ فِي الجاهليَّة» واحدُها خُمَاشَةٌ: أَيْ جرَاحات وجنَايات، وَهِيَ كُلُّ مَا كَانَ دُون القَتْل والدّيَة مِنْ قَطْع، أَوْ جَدْع، أَوْ جَرْح، أَوْ ضَرْب أَوْ نَهْب وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الأذَى.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الحَسن «وسُئل عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى «وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها» فَقَالَ: هَذَا مِنَ الخُمَاشِ» أرادَ الجِرَاحات الَّتِي لَا قِصاص فِيهَا.

نَزَزَ

(نَزَزَ)
(س) فِي حَدِيثِ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ «قال لعمر: البلاد الوبيئة، ذات الأنجال والــبَعوض والنَّزِّ» النَّزُّ: مَا يتحلَّب مِنَ الْمَاءِ الْقَلِيلِ فِي الْأَرْضِ. نَزَّ الماءُ يَنِزُّ نَزّاً، وأَنَزَّتِ الأرضُ، إِذَا أَخْرَجَتِ النَّزَّ.

السورة

السورة: هي الطائفة من القرآن المسمَّاة باسم خاص توقيفاً وأقله ثلاث آيات.
السورة
- 1 - قسم القرآن الكريم سورا، سمّيت كل منها باسم خاص، أخذ من بعض ما عالجته السورة من المعانى، أو مما تحدث عنه من إنسان وحيوان أو غيرهما، أو من بعض كلماتها.
والسورة القرآنية قد تكون ذات موضوع واحد تتحدث عنه، ولا تتجاوزه إلى سواه، مثل كثير من قصار السور، كسورة النبأ والنازعات والانشقاق، وكلها تتحدث عن اليوم الآخر، والهمزة والفيل وقريش، وهى تتحدث عن عقاب من يعيب الناس، وما حدث لأصحاب الفيل، وما أنعم الله به على قريش من نعمة الألفة.
وقد تتناول السورة أغراضا شتى، مثل معظم سور القرآن، وهنا نقف لنتبين أىّ الخطتين أقوم وأهدى: أن يرتب القرآن موضوعاته ويجعل كل سورة تتناول موضوعا واحدا معينا، فتكون سورة للأحكام وأخرى للتاريخ وثالثة للقصص ورابعة للابتهال، حتى إذا فرغت منه تناولت سورة أخرى غرضا آخر وهكذا، أو أن تتناثر أحكامه وقصصه ووعده ووعيده على النحو الذى انتهجه، والذى يبدو بادئ ذى بدء أن السلك الذى يربط بين آياته ضعيف الربط أو واهى التماسك؟
وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعرف الهدف الذى إليه يرمى القرآن الكريم؛ لنرى أقوم الخطتين لتحقيق هذا الهدف والوصول به إلى جانب التوفيق والنجاح.
أما هدف القرآن الكريم فغرس عقيدة التوحيد في النفس، وانتزاع ما يخالف هذه العقيدة من الضمير، والدعوة إلى العمل الصالح المكوّن للإنسان المهذب الكامل، بسن القوانين المهذّبة للفرد، الناهضة بالجماعة.
وإذا كان ذلك هو هدف القرآن، فإن المنهج القرآنى هو الذى يحقق هذا الهدف فى أكمل صوره، وأقوى مظاهره، ذلك أنه لكى يحمل على اتّباع ما يدعو إليه يمزج دعوته بالحث على اتباعها، ويضرب المثل بمن اتبع فنجح، أو ضل فخاب، ويتبع الحديث عن المؤمنين بذكر بعض الأحكام التى يجب أن يتبعها هؤلاء المؤمنون، ويعقب ذلك بالترغيب والترهيب، ثم يولى ذلك بوصف اليوم الآخر وما فيه من جنة أو نار، وهو في كل ذلك يتكئ على الغريزة الإنسانية التى تجعل المرء خاضعا بالترغيب حينا، والترهيب حينا آخر، والقرآن حين يستمد شواهده من حوادث التاريخ لا يستدعيه ذلك أن ينهج منهج المؤرخين، فيتتبع الحادث من مبدئه إلى منتهاه، وينعم النظر في الأسباب والنتائج، ويقف عند كل خطوة من خطواته، ولكنه يقف من هذا الحادث عند الفكرة التى تؤيد غرض الآية، والجزء الذى يؤيد الهدف الذى ورد في الآيات، وقل مثل ذلك في القصة عند ما يوردها، فإنها تساق للهدف الذى تحدّثنا عنه، وهو من أجل ذلك ينظر إليها من زاوية بعينها، ولا يرمى غالبا إلى قص القصّة برمتها، وسوف نشبع الحديث في ذلك فيما يلى:
يتنقل القرآن إذا بين الأغراض المختلفة، لا اعتباطا وبلا هدف، ولكن لصلات وثيقة تربط بين هذه الأغراض، بحيث تتضافر جميعها في الوصول إلى الغاية القصوى وتحقيقها.
ولنبدأ في تفصيل ما أجملناه مبينين الصلات الوثيقة التى تربط آية بآية، ثم موضحين وجوه الترابط القوى بين الأغراض المختلفة في السورة الواحدة.
فقد تقع الآية الثانية صفة لكلمة في الآية الأولى كما في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَــةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (البقرة 26، 27). وقد تكون الآية الثانية توكيدا لفكرة الآية الأولى، كما تجد ذلك في قوله سبحانه: قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (البقرة 94 - 96). وقد تكون الآية الثانية ردّا على ما في الآية الأولى كما في قوله تعالى: وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (البقرة 80، 81). وقد تحمل الآية الثانية فكرة مضادة لفكرة سابقتها، كما في قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ  وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (البقرة 24، 25). ولا ريب أن الجمع بين حكم المتضادين في الذهن يزيده جلاء ووضوحا.
وتأمل الصلة القوية بين هاتين الآيتين، وهى صلة الربط بين الحكم وحكمته فى قوله سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ وَلَكُمْ فِي
الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(البقرة 178، 179). ويصف الكتاب ثمّ يحبّب في اتباعه مبغّضا إلى النفوس صورة منكريه، فيقول: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (البقرة 2 - 7). ويعقب توحيد الله بدلائل هذا التوحيد في قوله: وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة 163، 164).
ويطول بى القول إذا أنا مضيت في الاستشهاد على بيان الصلات التى تربط آية بآية، ولكنى أشير هنا إلى أن إدراك هذه الصلة يتطلب في بعض الأحيان تريثا وتدبرا يسلمك إلى معرفة هذه الصلة وتبيّنها، ولكنك تصل- ولا ريب- إلى وثاقة هذا الارتباط ومتانته، وخذ لذلك مثلا قوله تعالى: أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ (الأنفال 4، 5). فقد لا يظهر موضع الكاف ولا مكان الصلة بين الآية الثانية وما قبلها من الآيات، ولكن التأمل يهدى إلى أن القرآن يربط بين أمرين: أولهما ما بدا من بعض المسلمين من عدم الرضا بما فعله الرسول في قسمة الغنائم، وثانيهما ما كان قد ظهر من بعض المؤمنين من كراهية أن يخرج الرسول من منزله إلى الغزو، وقد تمّ في هذا الغزو النصر والغنيمة، فكأنه يقول إن الخير فيما فعله الرسول في قسمة الغنائم، كما كان الخير فيما قام به الرسول من خروجه إلى الغزو، وبذلك تبدو الصلة قوية واضحة بين الخبرين. ومن ذلك قوله تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 114، 115). فقد تبدو الصلة منفصمة بين هذه الآيات، ولكنك إذا تأملت الآية الأولى وجدت فيها حديثا عن الذين لا يعلمون ولا يتلون الكتاب، وهؤلاء لا يعترفون بشيء مما أنزل الله، فهم يسعون في تقويض أسس الأديان جميعا، لا فرق عندهم بين دين ودين، وهم لذلك يعملون على أن يحولوا بين المسلمين وعبادة الله، ويسعون في تخريب بيوت عبادته، ومن هنا صحّ هذا الاستفهام الذى يدل على أنه لا أظلم من هؤلاء الذين لا يعلمون، وارتباط الآية الثالثة بما قبلها لدلالتها على أن عبادة الله ليست في حاجة إلى مسجد يقام، بل لله المشرق والمغرب، فحيثما كنتم ففي استطاعتكم عبادة الله؛ لأن ثمة وجه الله.
«قال بعض المتأخرين: الأمر الكلى المفيد لعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن هو أنك تنظر الغرض الذى سيقت له السورة، وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب، وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ما يستتبعه من استشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التى تقتضى البلاغة شفاء الغليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها، فهذا هو الأمر الكلّى المهيمن على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن، فإذا عقلته تبين لك وجه النظم مفصلا بين كل آية وآية في كل سورة» .
ولكل سورة في القرآن هدف ترمى إليه، فتجد سورة الأنعام مثلا تتجه إلى إثبات توحيد الله ونبوّة رسوله، وإبطال مذاهب المبطلين وما ابتدعوه من تحليل حرام أو تحريم حلال؛ وتجد سورة الأعراف تتجه إلى الإنذار والاتّعاظ بقصص الأولين وأخبارهم، وتجد سورة التوبة تحدد علاقة المسلمين بأعدائهم من مشركين وأهل كتاب ومنافقين، وتجد سورة الحجر ترمى إلى إثبات تنزيل القرآن وترهيب المكذبين به، بقصّ أخبار المكذبين قبلهم، وهكذا تجد هدفا عامّا تدور حوله السورة، وتتبعه معان أخرى تؤكده ويستتبعها، ويخلص الإنسان في السورة من معنى إلى آخر خلوصا طبيعيّا لا عسر فيه ولا اقتسار. ولنحلل سورة من القرآن، نتبين فيها منهجه، وندرك مدى تأثير هذا المنهج فى النفس الإنسانية.
ففي سورة المزمل، والهدف منها تهيئة الرسول للدعوة، وإعداده لما سيلقاه في سبيلها من متاعب ومشاق، بدئت السورة بنداء الرسول، وتكليفه بما يعده لحمل أعباء الرسالة، فقال تعالى: يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (المزمل 1 - 9). ألا تراه يعدّه بهذه الرّياضة النفسية الشاقة لتحمل أعباء الرسالة المضنية فليمض الليل أو جزءا منه في التهجد وقراءة القرآن، استعدادا لما سيلقى عليه من تكاليف شاقة ثقيلة، وإنما أمر الرسول بالتهجّد في الليل؛ لأن السهر فيه أشق على النفس، ولكنها تخلص فيه لله، وتفرغ من مشاغل النهار وصوارفه، وأمر بذكر الله، والإخلاص له تمام الإخلاص، فهو رب المشرق والمغرب، لا إله إلا هو.
بعد هذا الإعداد بالرياضة أراد أن يوطنه على تحمل الأذى في سبيل هذه الدعوة والصبر عليه، وينذر هؤلاء المكذبين بما سيجدونه يوم القيامة من عذاب شديد، وهنا يجد المجال فسيحا لوصف هذا اليوم وصفا يبعث الرهبة في النفس، والخوف في القلب، عساها تكف عن العناد، وتنصاع إلى الصواب والحق، ولا ينسى أن يضرب المثل من
التاريخ لمن كذّب وعصى، كى يكون عظة وذكرى، فقال:
وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَجَحِيماً وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (المزمل 10 - 18).
فأنت ترى الانتقال طبيعيّا من توطين الرسول على الأذى، ثم بعث الطمأنينة إلى نفسه بأن الله سيتكفل عنه بتأديب المكذبين، بما أعده الله لهم من عذاب أليم يوم القيامة، وتأمل ما يبعثه في النفس تصور هذا اليوم الذى ترتجف فيه الأرض، وتنهار الجبال فيه منهالة، وينتقل إلى الحديث عن عاقبة من كذب بالرسل من أسلافهم، ثم يتجه إليهم، موجّها لهم الخطاب يسألهم متعجبا، عما أعدوه من وقاية لأنفسهم يصونونها بها من هول يوم يشيب الطفل فيه من شدته، وحسبك أن ترفع الطرف إلى أعلى، فترى السماء التى أحكم بناؤها، قد فقدت توازنها وتصدّع بناؤها.
ويختم هذا الإنذار بجملة تدفع النفس إلى التفكير العميق، وتفتح أمامها باب الأمل والنجاة لمن أراد أن يظفر وينجو، إذ قال: إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا (المزمل 19). ألا تحس في هذه الجملة معنى إلقاء المغبة على عاتق هؤلاء المنذرين، وأنهم المسئولون عما سوف يحيق بهم من ألم وشقاء، أو ليس في ذلك ما يحفزهم إلى التفكير الهادئ المتزن، عساهم يتخذون إلى ربهم سبيلا؟
وينتقل القرآن من إنذاره لهؤلاء المكذبين إلى خطابه للمطيعين، وهم الرسول وطائفة ممن معه، فيشكر لهم طاعتهم، ولا يرهقهم من أمرهم عسرا، ويطلب إليهم القيام ببعض الفروض، ويحببها إليهم، فهم عند ما يؤتون الزكاة يقرضون الله، ومن أوفى بأداء الحقوق منه سبحانه، ويختم خطابه لهم بوصفه بالغفران والرحمة، فيقول: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المزمل 20).
فأنت ترى في هذه الآية الكريمة مدى الرفق في خطاب المطيعين، وما أعد لهم من رحمة وغفران، فى مقابل ما لدى الله من أنكال وجحيم لهؤلاء المكذبين.
أنت بذلك التحليل ترى مدى الترابط بين الأغراض المختلفة، واتساق كل غرض مع صاحبه، وحسن التخلص وطبيعة الانتقال من غرض إلى آخر وتستطيع أن تمضى في تحليل سور القرآن على هذا النسق، وسوف ترى الربط بين الأغراض، قويا وثيقا.
فإذا رأيت في بعض السور بعض آيات يشكل عليك معرفة وجه اتساقها في غرض السورة فتريث قليلا تروجه المجيء بها قويا، ولعل من أبعد الآيات تعلقا بسورتها في الظاهر قوله تعالى في سورة القيامة: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (القيامة 16 - 19)، فإن السورة كلها حديث عن يوم القيامة وأحواله. وأفضل ما رأيته في توجيه هذه الآيات ما حكاه الفخر الرازى من «أنها نزلت في الإنسان المذكور قبل في قوله: يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (القيامة 13). قال: «يعرض عليه كتابه، فإذا أخذ في القراءة تلجلج خوفا، فأسرع في القراءة، فيقال له: لا تحرك به لسانك، لتعجل به، إن علينا أن نجمع عملك، وأن نقرأ عليك، فإذا قرأناه عليك فاتبع قرآنه بالإقرار بأنك فعلت، ثم إن علينا بيان أمر الإنسان، وما يتعلق بعقوبته» وإذا كنت أوافقه في أصل الفكرة فإنى أخالفه في تفصيلاتها، فالمعنى، على ما أدرى، ينبّأ الإنسان يومئذ بما قدّم وأخّر، وذلك كما أخبر القرآن، فى كتاب مسطور، وفي تلك الآيات يصف القرآن موقف المرء من هذا الكتاب فهو يتلوه في عجل كى يعرف نتيجته، فيقال له: لا تحرك بالقراءة لسانك لتتعجل النتيجة، إن علينا أن نجمع ما فيه من أعمال في قلبك، وأن نجعلك تقرؤه في تدبر وإمعان، فإذا قرأته فاتجه الاتجاه الذى يهديك إليه، وإن علينا بيان هذا الاتجاه وإرشادك إليه إما إلى الجنة، وإما إلى السعير. وبذلك يتضح أن لا خروج فى الآيات على نظم السورة وهدفها.
ذلك هو ما أراه في ترتيب آيات القرآن الكريم وشدة ما بينها من ارتباط، وكان بعض العلماء يشعر بشدة صلة آى القرآن بعضها ببعض، حتى يكون كالكلمة الواحدة، ومن هؤلاء ابن العربى . وممن عنى بدراسة التناسب بين الآيات أبو بكر النيسابورى «وكان غزير العلم في الشريعة والأدب، وكان يقول على الكرسى إذا قرئ عليه: لم جعلت هذه الآية إلى جانب هذه، وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟ وممن أكثر منه فخر الدين، قال في تفسيره: أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط» .
لا أوافق إذا عز الدين بن عبد السلام عند ما قال: «المناسبة علم حسن، ولكن يشترط في حسن ارتباط الكلام أن يقع في أمر متحد مرتبط أوله بآخره فإن وقع على أسباب مختلفة لم يقع فيه ارتباط، ومن ربط ذلك فهو متكلف بما لا يقدر عليه إلا بربط ركيك يصان عن مثله حسن الحديث، فضلا عن أحسنه، فإن القرآن نزل في نيّف وعشرين سنة في أحكام مختلفة، وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض» . ولا أوافق أبا العلاء بن غانم في قوله: «إن القرآن إنما ورد على الاقتضاب الذى هو طريقة العرب من الانتقال إلى غير ملائم وأن ليس في القرآن شىء من حسن التخلص» .
لا أوافقهما وحجتى في ذلك أمران: أما أولهما فما نراه من حسن التناسب وقوة الارتباط حقا بين الآى بعضها وبعض، محققة بذلك هدف القرآن كما تحدثنا، ولعل عز الدين ومن لف لفه كان يرى التناسب يتم إذا جمعت آيات الأحكام مثلاكلها في سورة واحدة أو عدة سور، وجمعت القصص كلها كذلك في سورة واحدة أو عدة سور، وجمعت حوادث التاريخ كلها في سورة واحدة أو عدة سور، وهكذا، وقد سبق أن بيّنا أن هذا النهج لا يحقق الهدف الذى يرمى إليه القرآن من الإرشاد والهداية، فليس القرآن كتاب قصص أو تاريخ، ولكنه كتاب دين، يرمى إلى التأثير فى النفس، فهو يلقى العظة، مبيّنا ما في اتباعها من خير، وضاربا المثل من التاريخ على صدق ما ادعى، ومستشهدا بقصص الأولين وآثارهم، ومقنّنا من الأحكام ما فيه خير الإنسانية وكمالها، وكل ذلك في تسلسل واطراد وحسن اتساق، ترتبط المعانى بعضها ببعض، ويؤدى بعضها إلى بعض.
أولا نرى في هذا النهج القرآنى وسيلة لتكرير العظات والإنذار والتبشير في صور متعددة مرات عدة، وللتكرير كما قلنا أثره في تثبيت المعنى في النفس، وبلوغ العظة الهدف الذى ترمى إليه، ولن يكون للتكرير جماله إذا عمد القرآن إلى كل غرض على حدة فوضع آية بعضها إلى جانب بعض.
وأما ثانيهما فتاريخى يعود إلى ترتيب الرسول للقرآن بأمر ربه، فقد كانت تنزل عليه الآيات فيأمر كتبة الوحى أن يضعوها في موضعها بين ما نزل من القرآن، فى هذه السورة أو تلك، ويضع بعض ما نزل في مكة بين آيات السور المدنية، فلولا أن رابطا يجمع بين هذه الآيات بعضها وبعض، ما كان ثمة سبب يدفع إلى هذا الوضع ولا يقتضيه بل لرتبت الآى كما نزلت وما كان هناك داع إلى ترتيب ولا تبويب، أما والقرآن قد نزل للناس كافة، وللأجيال جميعها فقد اختار الله لكتابه خير ترتيب يحقق الهدف الذى له نزل الكتاب الحكيم.
- 2 - وتبدأ سور القرآن مثيرة في النفس الإجلال، وباعثة فيها الشوق، والرغبة في تتبع القراءة، والاستزادة منها، فهى حينا ثناء عليه تعالى بتعداد ما له من صفات العظمة والجلال كما في قوله تعالى: سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (الحديد 1 - 3). وحينا تعظيم من شأن الكتاب وتقدير له، تقديرا يبعث على الإصغاء إليه وتدبّر آياته كما في قوله سبحانه: تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيراً وَنَذِيراً ... (فصلت 2 - 4) أولا ترى الشوق يملأ نفسك وأنت تصغى إلى مثل تلك الفاتحة: تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (يوسف 1). وكأنما هى تنبيه للسامع كى يستجمع كل ما يملك من قوة، ليستمع إلى ما سيلقى إليه، وكذلك يثور الشوق لدى سماع كل فاتحة فيها ثناء على الكتاب وتعظيم لأمره، شوق يدعو إلى معرفة ما يحويه هذا الكتاب، الذى يصفه حينا بأنه يخرج من الظلمات إلى النور، فى قوله: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (إبراهيم 1).
وبأنه لا ريب فيه في قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (البقرة 2).
وكثر في القرآن البدء بالقسم، وهو بطبيعته يدفع إلى التطلع لمعرفة المقسم عليه، لأنه لا يلجأ إلى القسم إلا في الأمور المهمة التى تحتاج إلى تأكيد وإثبات، وقد يطول القسم فيطول الشوق، وتأمّل جمال البدء بالقسم في قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (الليل 1 - 4).
وكما يثير القسم الشوق والتطلع، كذلك يثيرهما في النفس الاستفهام والشرط، ففي الاستفهام تتجمع النفس لمعرفة الجواب، وفي الشرط تتطلع لمعرفة الجزاء، وقد افتتحت عدة سور من القرآن بهما كما في قوله تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (العنكبوت 2). وقوله: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (الانفطار 1 - 5).
وقد تبدأ السورة بنداء الرسول أو المؤمنين، للأمر بشيء ذى بال، أو النهى عن أمر شديد النكر، أو تبدأ بخبر يثير الشوق، أو تدخل السورة مباشرة في الحديث عن الغرض الذى نزلت لأجله، كما في قوله تعالى: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (التوبة 1). وكأن في ضخامة الغرض وقوته ما يشغل عن التمهيد له، بل كأن في التمهيد إضاعة لوقت يحرص القرآن على ألا يضيع.
وقد يكون مفتتح السورة موحيا بفكرتها، ومتصلا بها شديد الاتصال، ومتناسبا معها شديد التناسب، فمن ذلك سورة آل عمران التى افتتحت بقوله:
اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (آل عمران 2). وقد عالجت السورة أمر عيسى ونزهت الله عن الولد، أو لا ترى البدء مناسبا لهذا التنزيه؟ ومن ذلك سورة النساء، فقد تحدثت عن كثير من أحكامهن في الزواج والميراث، فكان من أجمل براعات الاستهلال قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (النساء 1)، ألا ترى في خلق المرأة من زوجها ما يوحى بالرفق والحنان الذى يجب أن تعامل به المرأة فلا يبخس حقها زوجة أو أما أو بنتا، وفي الحديث عن تقوى الأرحام هنا إشارة كذلك إلى أن السورة ستعالج بعض أمورهم أيضا ورثة يتامى.
وقل مثل ذلك في أول الأنعام التى ترمى إلى إثبات توحيد الله إذ قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (الأنعام 1)، فليس غير السموات والأرض شىء يبقى خلقه لغير الله.
- 3 - ولخاتمة السورة أثرها الباقى في النفس، لأنه آخر ما يبقى في الذهن، وربما حفظ دون باقى الكلام، ومن أجل هذا كانت خواتم سور القرآن مع تنوعها تحمل أسمى المعانى وأنبلها، فهى حينا دعاء وابتهال يحمل النفس الإنسانية إلى عالم روحى سام، يعترف فيه الإنسان بعجزه أمام قدرة الله، ويطلب من هذه القوة القاهرة أن تعينه وأن تنصره، أو لا يشعر المرء حين يلتجئ إلى هذه القوة بأنه ألقى ثقله، وتخفف من عبئه، كما تجد ذلك في ختام سورة البقرة إذ يقول سبحانه: رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (البقرة 286). أو لا يؤذن هذا الدعاء بعد سورة اشتملت على كثير من الجدل والنقاش، وجملة كبيرة من الأحكام بأن السعادة الحقة إنما هى في هذا الالتجاء إلى الله، واستمداد القوة من قدرته، وبذا كان هذا الدعاء مؤذنا بالانتهاء، باعثا برد الراحة في الفؤاد، بعد معركة طال فيها بيان الحق، ومناقشة الباطل وهدمه.
وحينا حديث عن الله بإجلاله وتقديسه، أو بتعداد صفاته الباعثة على حبه وإجلاله معا، فتراه في ختام سورة المائدة يقول: لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المائدة 120). وفي ختام سورة الإسراء يقول: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (الإسراء 111). إلى غير ذلك من سور كثيرة، وكأن في هذا الختام خلاصة الدعوة التى تهدف السورة إليها، فكان ذكره مؤذنا بانتهائها، كما تذكر خلاصة الكتاب في نهايته.
وفي أحيان كثيرة تختم السورة بما يشعر بأن القرآن قد أدى رسالته، فعلى السامع أن يتدبر الأمر، ليرى أى الطريقين يختار، والختم بذلك يبعث في نفس القارئ التفكير أيؤثر الهدى أم يختار الضلال، فتراه مثلا في نهاية سورة التوبة يقول: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (التوبة 128 - 129)، أو تختم بإنذار أو وعد أو أمر بركن من أركان الحياة الرفيعة الصالحة، فيختم آل عمران بقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (آل عمران 200).
وقل أن تختم السورة بحكم تشريعى جديد، كما في سورة النساء. وفي كل ختام تشعر النفس بأن المعانى التى تناولتها السورة قد استوفت تمامها، ووجدت النفس عند الخاتمة سكونها وطمأنينتها، حتى إن السورة التى ختمت باستفهام لم يشعر المرء عنده بنقص يحتاج إلى إتمام، بل كان جوابه مغروسا فى القلب، مستقرا في الضمير، فتم بالاستفهام معنى السورة، وأثار في النفس ما أثار من إقرار لا تستطيع تحولا عنه ولا إخفاء له. 

الشَّفْعُ

الشَّفْعُ: خِلافُ الوَتْرِ، وهو الزَّوْجُ، وقد شَفَعَه، كمَنَعَه، ويومُ الأَضْحَى، وقيلَ في قوله تعالى: {والشَّفْعِ والوَتْرِ} : هو الخَلْقُ؛ لقوله تعالى: {ومن كلِّ شَيءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ} ، أو هو اللهُ عز وجل لقوله تعالى: {ما يكونُ من نَجْوى ثلاثةٍ إلاَّ هو رابِعُهُم} .
وعَيْنٌ شافِعَةٌ: تَنْظُرُ نَظَرَيْنِ.
وشُفِعَتْ لي الأشْباحُ، بالضم، أي: أرَى الشَّخْصَ شَخْصَيْنِ لِضَعْفِ بَصَرِي وانْتِشارِهِ.
وبنو شافعٍ: من بني المطَّلِبِ بنِ عبدِ مَنافٍ، منهم: الإِمامُ الشافِعِيُّ (رحمه الله تعالى) ، ونَظَمَ نَسَبَهُ الرافِعِيُّ فقال:
محمدٌ إِدْريسُ عباسٌ ومِن ... بَعْدِهِمُ عُثْمانُ إِبنُ شافِعْ
وسائِبٌ إِبنُ عُبَيْدٍ سابِعٌ ... عبدُ يَزيدَ ثامِنٌ والتاسِعْ
هاشِمٌ الموْلودُ إِبنُ المُطَّلِبْ ... عبدُ مَنافٍ للجميعِ تابِعْ
وإنه لَيَشْفَعُ عَلَيَّ بالعَداوَة: أي يُعينُ عَلَيَّ، ويُضارُّنِي،
وقوله تعالى: {من يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً} ، أي من يَزِدْ عَمَلاً إلى عَمَلٍ،
و {لا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ} : نَفْيٌ للشافِعِ، أي: مالَها شافِعٌ فَتَنْفَعَها شَفاعَتهُ، وكأميرٍ: صاحِبُ الشَّفاعَةِ، وصاحِبُ الشَّفْعَةِ، بالضم، وهي أن تَشْفَعَ فيما تَطْلُبُ،
فَتضُمَّهُ إلى ما عندَكَ فَتَشْفَعَهُ، أي: تزيدَهُ، وعندَ الفقهاءِ: حَقُّ تَمَلُّكِ الشِّقْصِ على شَريكهِ المُتَجَدِّدِ مِلْكُهُ قَهْرَاً بِعِوَضٍ.
وقولُ الشَّعْبِيِّ: الشُّفْعَةُ على رُؤوُسِ الرِّجالِ، أي إذا كانت الدارُ بين جَماعَةٍ مُخْتَلِفِي السِّهامِ، فَباعَ واحدٌ نَصيبَهُ، فيكون ما باعَ لشُرَكائِهِ بينهم سواءً على رُؤوُسِهِم لا على سِهامِهِم.
والشُّفْعَةُ أيضاً: الجُنونُ،
وـ من الضُّحَى: ركْعَتاهُ، ويفتحُ.
والمَشْفوعُ: المَجْنونُ.
وناقةٌ أو شاةٌ شافِعٌ: في بَطْنِها ولَدٌ يَتْبَعُها آخَرُ، سُمِّيَتْ شافِعاً، لأنَّ ولَدَها شَفَعَها أو شَفَعَتْه، (كمنَعَ) ، شَفْعاً، أو المَصْدَرُ من ذلك، بالكسر، كالضِّرِّ من الضَّرَّةِ.
والشافِعُ: التَّيْسُ، أو هو من الضَّأنِ، كالتَّيْسِ من المِعْزَى، أو الذي إذا ألْقَحَ ألْقَحَ شَفْعاً لا وِتراً.
وناقةٌ شَفوعٌ، كصَبورٍ: تَجْمَعُ بينِ مِحلَبَيْنِ في حَلْبَةٍ واحدةٍ. وكأميرٍ: جَدُّ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الملِكِ المُقْرِئ. وكزبيرٍ: أبو صالِحِ بنُ إسحاقَ المُحْتَسِبُ المحدّثُ.
والشَّفائِعُ: ألوانُ الرِّعْيِ يَنْبُتُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ.
وشَفَّعْتُه فيه تَشْفيعاً حين شَفَعَ، كمنَعَ،
شَفاعَةً: قَبِلْتُ شَفاعَتَهُ.
واسْتَشْفَعَه إلينا: سأله أن يَشْفَعَ.

وَكَتَ

(وَكَتَ)
(هـ) فِيهِ «لَا يَحْلِفْ أحَدٌ وَلَوْ عَلى مَثَلِ جَنَاحِ بَعُوضَــةٍ إِلَّا كَانَتْ وَكْتَةً فِي قَلْبِه» الْوَكْتَةُ: الأثَر فِي الشَّيْءِ كالنُّقْطَة مِنْ غَيْرِ لَونِه. والجَمْع: وَكْتٌ. ومِنه قِيلَ لِلْبُسْرِ إِذَا وَقَعَتْ فِيهِ نُقْطَةٌ مِنَ الْإِرْطَابِ: قَدْ وَكَّتَ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ حُذَيفة «فَيَظَلُّ أثَرُها كأثَرِ الْوَكْتِ» .
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.