Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: بريق

دُومَةُ خَبْتٍ

دُومَةُ خَبْتٍ:
موضع آخر، قال الأخطل:
ألا يا أسلما على التقادم والبلى ... بدومة خبت، أيها الطّلان!
فلو كنت محصوبا، بدومة، مدنفا ... أداوى بريق من سعاد شفاني

رُوَيّةُ

رُوَيّةُ:
بضم أوّله، وفتح ثانيه، وتشديد الياء المثناة من تحت، كأنّه تصغير ريّة واحدة الريّ من [1] هكذا بياض بالأصل.
العطش، وقيل: رؤيّة، بالهمز، ماء في بلادهم، قال الفرزدق:
هل تعلمون غداة يطرد سبيكم ... بالصمد بين رويّة وطحال
وقال الأخطل يصف سحابا:
وعلا البسيطة والشقيق بريّق ... فالضّوج بين رؤيّة وطحال
وثنّاه لإقامة الوزن على طريقتهم في مثل ذلك أيضا فقال:
أعرفت بين رويّتين فحنبل ... دمنا تلوح كأنّها أسطار؟
وبنو الروية: من قرى اليمن.

الفَرْوَع

الفَرْوَع:
وقد ذكرنا معناه فيما تقدم، دارة الفروع:
موضع، قال الــبريق الهذلي:
ألم تسل عن ليلى وقد ذهب العمر، ... وقد أوحشت منها الموازج والحضر
وقد هاجني منها بوعساء فروع ... وأجزاع ذي اللهباء منزلة قفر

نُمَارٌ

نُمَارٌ:
بالضم، يجوز أن يكون من الماء النمير وهو العذب، أو من النّمر وهو بياض وسواد أو حمرة وبياض: وهو جبل في بلاد هذيل، قال الــبريق
الهذلي يخاطب تأبّط شرّا:
رميت بثابت من ذي نمار، ... وأردف صاحبين له سواه
وفيه قتل تأبط شرّا فقالت أمّه ترثيه:
فتى فهم جميعا غادروه ... مقيما بالحريضة من نمار
وهو أيضا موضع بشقّ اليمامة، قال الأعشى:
قالوا نمار فبطن الخال جادهما ... فالعسجدية فالابلاء فالرّجل
وقال الحفصي: نمار واد لبني جشم بن الحارث، وبنمار عارض يقال له المكرعة، وأنشد:
وما ملك بأغزر منك سيبا، ... ولا واد بأنزه من نمار
حللت به فأشرق جانباه، ... وعاد الليل فيه كالنهار

المَوَازِجُ

المَوَازِجُ:
بالزاي، والجيم، جمع مازج من مزجت الشراب: موضع في قول الــبريق الهذلي:
ألم تسل عن ليلى وقد ذهب العمر، ... وقد أقفرت منها الموازج فالحضر؟

مِصْرُ

مِصْرُ:
سمّيت مصر بمصر بن مصرايم بن حام بن نوح، عليه السّلام، وهي من فتوح عمرو بن العاص في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وقد استقصينا ذلك في الفسطاط، قال صاحب الزيج:
طول مصر أربع وخمسون درجة وثلثان، وعرضها تسع وعشرون درجة وربع، في الإقليم الثالث، وذكر ابن ما شاء الله المنجم أن مصر من إقليمين: من الإقليم الثالث مدينة الفسطاط، والإسكندرية، ومدن إخميم، وقوص، واهناس، والمقس، وكورة الفيوم، ومدينة القلزم، ومدن أتريب، وبنى، وما والى ذلك من أسفل الأرض، وإن عرض مدينة الإسكندرية وأتريب وبنى وما والى ذلك ثلاثون درجة، وإن عرض مصر وكورة الفيوم وما والى ذلك تسع وعشرون درجة، وإن عرض مدينة اهناس والقلزم ثمان وعشرون درجة، وإن عرض إخميم ست وعشرون درجة، ومن الإقليم الرابع تنيس ودمياط وما والى ذلك من أسفل الأرض، وإن عروضهنّ إحدى وثلاثون درجة، قال عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم في قوله تعالى: وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين، قال: يعني مصر، وإن مصر خزائن الأرضين كلها وسلطانها سلطان الأرضين كلها، ألا ترى إلى قول يوسف، عليه السّلام، لملك مصر: اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم، ففعل فأغاث الله الناس بمصر وخزائنها، ولم يذكر، عز وجل، في كتابه مدينة بعينها بمدح غير مكة ومصر فإنه قال: أليس لي ملك مصر، وهذا تعظيم ومدح، وقال: اهبطوا مصرا، فمن لم يصرف فهو علم لهذا الموضع، وقوله تعالى: فإن لكم ما سألتم، تعظيم لها فإن موضعا يوجد فيه ما يسألون لا يكون إلا عظيما، وقوله تعالى: وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته، وقال: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين، وقال: وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوّا لقومكما بمصر بيوتا، وسمّى الله تعالى ملك مصر العزيز بقوله تعالى: وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه، وقالوا ليوسف حين ملك مصر: يا أيها العزيز مسّنا وأهلنا الضّرّ، فكانت هذه تحيّة عظمائهم، وأرض مصر أربعون ليلة في مثلها، طولها من الشجرتين اللتين كانتا بين رفح والعريش إلى أسوان، وعرضها من برقة إلى أيلة، وكانت منازل الفراعنة، واسمها باليونانية مقدونية، والمسافة ما بين بغداد إلى مصر خمسمائة وسبعون فرسخا، وروى أبو ميل أن عبد الله بن عمر الأشعري قدم من دمشق إلى مصر وبها عبد الرحمن بن عمرو ابن العاص فقال: ما أقدمك إلى بلدنا؟ قال: أنت أقدمتني، كنت حدثتنا أن مصر أسرع الأرض خرابا ثم أراك قد اتخذت فيها الرباع واطمأننت، فقال:
إن مصر قد وقع خرابها، دخلها بختنصر فلم يدع فيها حائطا قائما، فهذا هو الخراب الذي كان يتوقع لها، وهي اليوم أطيب الأرضين ترابا وأبعدها خرابا لن تزال فيها بركة ما دام في الأرض إنسان، قوله تعالى:
فإن لم يصبها وابل فطلّ، هي أرض مصر إن لم يصبها مطر زكت وإن أصابها أضعف زكاها، وقالوا:
مثلت الأرض على صورة طائر، فالبصرة ومصر الجناحان فإذا خربتا خربت الدنيا، وقرأت بخط أبي
عبد الله المرزباني حدثني أبو حازم القاضي قال: قال لي أحمد بن المدبّر أبو الحسن لو عمّرت مصر كلها لوفت بالدنيا، وقال لي: مساحة مصر ثمانية وعشرون ألف ألف فدّان وإنما يعمل فيها في ألف ألف فدّان، وقال لي: كنت أتقلّد الدواوين لا أبيت ليلة من الليالي وعليّ شيء من العمل، وتقلّدت مصر فكنت ربما بتّ وعليّ شيء من العمل فأستتمه إذا أصبحت، قال: وقال لي أبو حازم القاضي: جبى عمرو بن العاص مصر لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه، اثني عشر ألف ألف دينار فصرفه عثمان وقلّدها عبد الله بن أبي سرح فجباها أربعة عشر ألف ألف، فقال عثمان لعمرو:
يا أبا عبد الله أعلمت أن اللّقحة بعدك درّت؟ فقال:
نعم ولكنها أجاعت أولادها، وقال لنا أبو حازم:
إن هذا الذي رفعه عمرو بن العاص وابن أبي سرح إنما كان عن الجماجم خاصّة دون الخراج وغيره، ومن مفاخر مصر مارية القبطية أمّ إبراهيم ابن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، ولم يرزق من امرأة ولدا ذكرا غيرها وهاجر أم إسماعيل، عليه السّلام، وإذا كانت أمّ إسماعيل فهي أم محمد، صلّى الله عليه وسلّم، وقال النبي، صلّى الله عليه وسلّم: إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم صهرا، وقرأت بخط محمد بن عبد الملك النارنجي حدثني محمد بن إسماعيل السلمي قال: قال إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف وهو ابن عم أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس الشافعي قال:
كتبت إلى أبي عبد الله عند قدومه مصر أسأله عن أهله في فصل من كتابي إليه فكتب إليّ: وسألت عن أهل البلد الذي أنا به وهم كما قال عباس بن مرداس السّلمي:
إذا جاء باغي الخير قلن بشاشة ... له بوجوه كالدنانير: مرحبا
وأهلا ولا ممنوع خير تريده، ... ولا أنت تخشى عندنا أن تؤنّبا
وفي رسالة لمحمد بن زياد الحارثي إلى الرشيد يشير عليه في أمر مصر لما قتلوا موسى بن مصعب يصف مصر وجلالتها: ومصر خزانة أمير المؤمنين التي يحمل عليها حمل مؤنة ثغوره وأطرافه ويقوّت بها عامّة جنده ورعيته مع اتصالها بالمغرب ومجاورتها أجناد الشام وبقية من بقايا العرب ومجمع عدد الناس فيما يجمع من ضروب المنافع والصناعات فليس أمرها بالصغير ولا فسادها بالهين ولا ما يلتمس به صلاحها بالأمر الذي يصير له على المشقة ويأتي بالرفق، وقد هاجر إلى مصر جماعة من الأنبياء وولدوا ودفنوا بها، منهم: يوسف الصدّيق، عليه السّلام، والأسباط وموسى وهارون، وزعموا أن المسيح، عليه السّلام، ولد بأهناس، وبها نخلة مريم، وقد وردها جماعة كثيرة من الصحابة الكرام، ومات بها طائفة أخرى، منهم: عمرو بن العاص وعبد الله بن الحارث الزبيدي وعبد الله بن حذافة السهمي وعقبة بن عامر الجهني وغيرهم، قال أمية:
يكتنف مصر من مبدئها في العرض إلى منتهاها جبلان أجردان غير شامخين متقاربان جدّا في وضعهما أحدهما في ضفّة النيل الشرقية وهو جبل المقطّم والآخر في الضّفّة الغربية منه والنيل منسرب فيما بينهما من لدن مدينة أسوان إلى أن ينتهيا إلى الفسطاط فثمّ تتّسع مسافة ما بينهما وتنفرج قليلا ويأخذ المقطم منها شرقا فيشرف على فسطاط مصر ويغرب الآخر على وراب من مسلكيهما وتعريج مسليكهما فتتسع أرض مصر من الفسطاط إلى ساحل البحر الرومي الذي عليه الفرما وتنّيس ودمياط ورشيد والإسكندرية،
ولذلك مهبّ الشمال يهب إلى القبلة شيئا مّا، فإذا بلغت آخر مصر عدت ذات الشمال واستقبلت الجنوب وتسير في الرمل وأنت متوجّه إلى القبلة فيكون الرمل من مصبّه عن يمينك إلى إفريقية وعن يسارك من أرض مصر الفيوم منها وأرض الواحات الأربع وذلك بغربي مصر وهو ما استقبلته منه، ثم تعرّج من آخر الواحات وتستقبل المشرق سائرا إلى النيل تسير ثماني مراحل إلى النيل ثم على النيل صاعدا وهي آخر أرض الإسلام هناك وتليها بلاد النوبة ثم تقطع النيل وتأخذ من أرض أسوان في الشرق منكّبا على بلاد السودان إلى عيذاب ساحل البحر الحجازي، فمن أسوان إلى عيذاب خمس عشرة مرحلة، وذلك كله قبليّ أرض مصر ومهبّ الجنوب منها، ثمّ تقطع البحر الملح من عيذاب إلى أرض الحجاز فتنزل الحوراء أول أرض مصر وهي متصلة بأعراض مدينة الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، وهذا البحر المذكور هو بحر القلزم وهو داخل في أرض مصر بشرقيّه وغربيّه، فالشرقيّ منه أرض الحوراء وطبة فالنبك وأرض مدين وأرض أيلة فصاعدا إلى المقطم بمصر، والغربي منه ساحل عيذاب إلى بحر القلزم إلى المقطم، والبحري مدينة القلزم وجبل الطور، وبين القلزم والفرما مسيرة يوم وليلة وهو الحاجز بين البحرين بحر الحجاز وبحر الروم، وهذا كله شرقي مصر من الحوراء إلى العريش، وذكر من له معرفة بالخراج وأمر الدواوين أنه وقف على جريدة عتيقة بخط أبي عيسى المعروف بالنّويس متولي خراج مصر يتضمن أن قرى مصر والصعيد وأسفل الأرض ألفان وثلاثمائة وخمس وتسعون قرية، منها: الصعيد تسعمائة وسبع وخمسون قرية، وأسفل أرض مصر ألف وأربعمائة وتسع وثلاثون قرية، والآن فقد تغيّر ذلك وخرب كثير منه فلا تبلغ هذه العدّة، وقال القضاعي: أرض مصر تنقسم قسمين فمن ذلك صعيدها وهو يلي مهبّ الجنوب منها وأسفل أرضها وهو يليّ مهبّ الشمال منها، فقسم الصعيد عشرون كورة وقسم أسفل الأرض ثلاث وثلاثون كورة، فأما كور الصعيد: فأولاها كورة الفيوم، وكورة منف، وكورة وسيم، وكورة الشرقية، وكورة دلاص، وكورة بوصير، وكورة أهناس، وكورة الفشن، وكورة البهنسا، وكورة طحا، وكورة جيّر، وكورة السّمنّودية، وكورة بويط، وكورة الأشمونين، وكورة أسفل أنصنا وأعلاها، وكورة قوص وقاو، وكورة شطب، وكورة أسيوط، وكورة قهقوه، وكورة إخميم، وكورة دير أبشيا، وكورة هو، وكورة إقنا، وكورة فاو، وكورة دندرا، وكورة قفط، وكورة الأقصر، وكورة إسنا، وكورة أرمنت، وكورة أسوان ... ثم ملك مصر بعد وفاة أبيه بيصر ابنه مصر ثم قفط بن مصر، وذكر ابن عبد الحكم بعد قفط اشمن أخاه ثم أخوه أتريب ثم أخوه صا ثم ابنه تدراس بن صا ثم ابنه ماليق بن تدراس ثم ابنه حربتا بن ماليق ثم ابنه ملكي بن حربتا فملكه نحو مائة سنة ثم مات ولا ولد له فملك أخوه ماليا إن حربتا ثم ابنه طوطيس بن ماليا وهو الذي وهب هاجر لسارة زوجة إبراهيم الخليل، عليه السّلام، عند قدومه عليه، ثم مات طوطيس وليس له إلّا ابنة اسمها حوريا فملكت مصر، فهي أول امرأة ملكت مصر من ولد نوح، عليه السّلام، ثم ابنة عمها زالفا وعمّرت دهرا طويلا فطمع فيهم العمالقة وهم الفراعنة وكانوا يومئذ أقوى أهل الأرض وأعظمهم ملكا وجسوما وهم ولد عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، عليه السلام، فغزاهم الوليد بن دوموز وهو أكبر
الفراعنة وظهر عليهم ورضوا بأن يملّكوه فملكهم خمسة من ملوك العمالقة: أولهم الوليد بن دوموز هذا ملكه نحوا من مائة سنة ثم افترسه سبع فأكل لحمه، ثم ملك ولده الريان صاحب يوسف، عليه السلام، ثم دارم بن الريان وفي زمانه توفي يوسف، عليه السّلام، ثم غرّق الله دارما في النيل فيما بين طرا وحلوان، ثم ملك بعده كاتم بن معدان فلما هلك صار بعده فرعون موسى، عليه السّلام، وقيل:
كان من العرب من بليّ وكان أبرش قصيرا يطأ في لحيته، ملكها خمسمائة عام ثم غرّقه الله وأهلكه وهو الوليد بن مصعب، وزعم قوم أنه كان من قبط مصر ولم يكن من العمالقة، وخلت مصر بعد غرق فرعون من أكابر الرجال ولم يكن إلا العبيد والإماء والنساء والذراري فولوا عليهم دلوكة، كما ذكرناه في حائط العجوز، فملكتهم عشرين سنة حتى بلغ من أبناء أكابرهم وأشرافهم من قوي على تدبير الملك فملّكوه وهو دركون بن بلوطس، وفي رواية بلطوس، وهو الذي خاف الروم فشق من بحر الظلمات شقّا ليكون حاظرا بينه وبين الروم، ولم يزل الملك في أشراف القبط من أهل مصر من ولد دركون هذا وغيره وهي ممتنعة بتدبير تلك العجوز نحو أربعمائة سنة إلى أن قدم بختنصر إلى بيت المقدس وظهر على بني إسرائيل وخرّب بلادهم فلحقت طائفة من بني إسرائيل بقومس بن نقناس ملك مصر يومئذ لما يعلمون من منعته فأرسل إليه بختنصر يأمره أن يردّهم إليه وإلا غزاه، فامتنع من ردّهم وشتمه فغزاه بختنصر فأقام يقاتله سنة فظهر عليه بختنصر فقتله وسبى أهل مصر ولم يترك بها أحدا وبقيت مصر خرابا أربعين سنة ليس بها أحد يجري نيلها في كل عام ولا ينتفع به حتى خرّبها وخرّب قناطرها والجسور والشروع وجميع مصالحها إلى أن دخلها ارميا النبي، عليه السّلام، فملكها وعمّرها وأعاد أهلها إليها، وقيل: بل الذي ردّهم إليها بختنصر بعد أربعين سنة فعمّروها وملّك عليها رجلا منهم فلم تزل مصر منذ ذلك الوقت مقهورة، ثم ظهرت الروم وفارس على جميع الممالك والملوك الذين في وسط الأرض فقاتلت الروم أهل مصر ثلاثين سنة وحاصروهم برّا وبحرا إلى أن صالحوهم على شيء يدفعونه إليهم في كل عام على أن يمنعوهم ويكونوا في ذمتهم، ثم ظهرت فارس على الروم وغلبوهم على الشام وألحّوا على مصر بالقتال، ثم استقرّت الحال على خراج ضرب على مصر من فارس والروم في كل عام وأقاموا على ذلك تسع سنين ثم غلبت الروم فارس وأخرجتهم من الشام وصار صلح مصر. كله خالصا للروم وذلك في عهد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، في أيام الحديبية وظهور الإسلام، وكان الروم قد بنوا موضع الفسطاط الذي هو مدينة مصر اليوم حصنا سموه قصر اليون وقصر الشام وقصر الشمع، ولما غزا الروم عمرو بن العاص تحصّنوا بهذا الحصن وجرت لهم حروب إلى أن فتحوا البلاد، كما نذكره إن شاء الله تعالى في الفسطاط، وجميع ما ذكرته ههنا إلا بعض اشتقاق مصر من كتاب الخطط الذي ألّفه أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي، وقال أميّة: ومصر كلها بأسرها واقعة من المعمورة في قسم الإقليم الثاني والإقليم الثالث معظمها في الثالث، وأما سكان أرض مصر فأخلاط من الناس مختلفو الأصناف من قبط وروم وعرب وبربر وأكراد وديلم وأرمن وحبشان وغير ذلك من الأصناف والأجناس إلا أن جمهورهم قبط، والسبب في اختلاطهم تداول المالكين لها والمتغلّبين عليها من العمالقة واليونانيين والروم والعرب وغيرهم فلهذا اختلطت أنسابهم واقتصروا من
الانتساب على ذكر مساقط رؤوسهم، وكانوا قديما عبّاد أصنام ومدبّري هياكل إلى أن ظهر دين النصرانية بمصر فتنصّروا وبقوا على ذلك إلى أن فتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فأسلم بعضهم وبقي البعض على دين النصرانية، وغالب مذهبهم يعاقبة، قال: أما أخلاقهم فالغالب عليها اتباع الشهوات والانهماك في اللذات والاشتغال بالتنزهات والتصديق بالمحالات وضعف المرائر والعزمات، قالوا:
ومن عجائب مصر النّمس وليس يرى في غيرها وهو دويبة كأنها قديدة فإذا رأت الثعبان دنت منه فيتطوّى عليها ليأكلها فإذا صارت في فمه زفرت زفرة وانتفخت انتفاخا عظيما فينقدّ الثعبان من شدّته قطعتين، ولولا هذا النمس لأكلت الثعابين أهل مصر وهي أنفع لأهل مصر من القنافذ لأهل سجستان، قال الجاحظ: من عيوب مصر أن المطر مكروه بها، قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ 7: 57، يعني المطر وهم لرحمة الله كارهون وهو لهم غير موافق ولا تزكو عليه زروعهم، وفي ذلك يقول بعض الشعراء:
يقولون مصر أخصب الأرض كلها، ... فقلت لهم: بغداد أخصب من مصر
وما خصب قوم تجدب الأرض عندهم ... بما فيه خصب العالمين من القطر
إذا بشّروا بالغيث ريعت قلوبهم ... كما ريع في الظلماء سرب القطا الكدر
قالوا: وكان المقوقس قد تضمّن مصر من هرقل بتسعة عشر ألف ألف دينار وكان يجبيها عشرين ألف ألف دينار وجعلها عمرو بن العاص عشرة آلاف ألف دينار أول عام وفي العام الثاني اثني عشر ألف ألف، ولما وليها في أيام معاوية جباها تسعة آلاف ألف دينار، وجباها عبد الله بن سعد بن أبي سرح أربعة عشر ألف ألف دينار، وقال صاحب الخراج: إن نيل مصر إذا رقي ستة عشر ذراعا وافى خراجها كما جرت عادته، فإن زاد ذراعا آخر زاد في خراجها مائة ألف دينار لما يروي من الأعالي، فإن زاد ذراعا آخر نقص من الخراج الأول مائة ألف دينار لما يستبحر من البطون، قال كشاجم يصف مصر:
أما ترى مصر كيف قد جمعت ... بها صنوف الرياح في مجلس
السوسن الغضّ والبنفسج وال ... ورد وصنف البهار والنرجس
كأنها الجنّة التي جمعت ... ما تشتهيه العيون والأنفس
كأنما الأرض ألبست حللا ... من فاخر العبقريّ والسّندس
وقال شاعر آخر يهجو مصر:
مصر دار الفاسقينا ... تستفزّ السامعينا
فإذا شاهدت شاهد ... ت جنونا ومجونا
وصفاعا وضراطا ... وبغاء وقرونا
وشيوخا ونساء ... قد جعلن الفسق دينا
فهي موت الناسكينا ... وحياة النائكينا
وقال كاتب من أهل البندنيجين يذمّ مصر:
هل غاية من بعد مصر أجيئها ... للرزق من قذف المحل سحيق
لم يأل من حطّت بمصر ركابه ... للرزق من سبب لديه وثيق
نادته من أقصى البلاد بذكرها، ... وتغشّه من بعد بالتعويق
كم قد جشمت على المكاره دونها ... من كل مشتبه الفجاج عميق
وقطعت من عافي الصّوى متخرّقا ... ما بين هيت إلى مخارم فيق
فعريش مصر هناك فالفرما إلى ... تنّيسها ودميرة ودبيق
برّا وبحرا قد سلكتهما إلى ... فسطاطها ومحلّ أيّ فريق
ورأيت أدنى خيرها من طالب ... أدنى لطالبها من العيّوق
قلّت منافعها فضجّ ولاتها، ... وشكا التّجار بها كساد السوق
ما إن يرى فيها الغريب إذا رأى ... شيئا سوى الخيلاء والتــبريق
قد فضّلوا جهلا مقطّمهم على ... بيت بمكة للإله عتيق
لمصارع لم يبق في أجداثهم ... منهم صدى برّ ولا صدّيق
إن همّ فاعلهم فغير موفّق، ... أو قال قائلهم فغير صدوق
شيع الضلال وحزب كل منافق ... ومضارع للبغي والتّنفيق
أخلاق فرعون اللعينة فيهم، ... والقول بالتشبيه والمخلوق
لولا اعتزال فيهم وترفّض ... من عصبة لدعوت بالتّغريق
وبعد هذا أبيات ذكرتها في رحا البطريق، وما زالت مصر منازل العرب من قضاعة وبليّ واليمن، ألا ترى إلى جميل حيث يقول:
إذا حلّت بمصر وحلّ أهلي ... بيثرب بين آطام ولوب
مجاورة بمسكنها تجيبا، ... وما هي حين تسأل من مجيب
وأهوى الأرض عندي حيث حلّت ... بجدب في المنازل أو خصيب
وبمصر من المشاهد والمزارات: بالقاهرة مشهد به رأس الحسين بن علي، رضي الله عنه، نقل إليها من عسقلان لما أخذ الفرنج عسقلان وهو خلف دار المملكة يزار، وبظاهر القاهرة مشهد صخرة موسى ابن عمران، عليه السّلام، به أثر أصابع يقال إنها أصابعه فيه اختفى من فرعون لما خافه، وبين مصر والقاهرة قبّة يقال إنها قبر السيدة نفيسة بنت الحسن ابن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ومشهد يقال إن فيه قبر فاطمة بنت محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وقبر آمنة بنت محمد الباقر، ومشهد فيه قبر رقيّة بنت علي بن أبي طالب، ومشهد فيه قبر آسية بنت مزاحم زوجة فرعون، والله أعلم، وبالقرافة الصغرى قبر الإمام الشافعي، رضي الله عنه، وعنده في القبة قبر علي بن الحسين بن علي زين العابدين وقبر الشيخ أبي عبد الله الكيراني وقبور أولاد عبد الحكم من أصحاب الشافعي، وبالقرب منها مشهد يقال إن فيه قبر علي بن عبد الله بن القاسم ابن محمد بن جعفر الصادق وقبر آمنة بنت موسى الكاظم في مشهد، ومشهد فيه قبر يحيى بن الحسين بن
زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب وقبر أمّ عبد الله بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق وقبر عيسى بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق، ومشهد فيه قبر كلثم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق، وعلى باب الكورتين مشهد فيه مدفن رأس زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتل بالكوفة وأحرق وحمل رأسه فطيف به الشام ثم حمل إلى مصر فدفن هناك، وعلى باب درب معالي قبة لحمزة بن سلعة القرشي، وعلى باب درب الشعارين المسجد الذي باعوا فيه يوسف الصديق، عليه السلام، وبها غير ذلك مما يطول شرحه، منهم بالقرافة يحيى ابن عثمان الأنصاري وعبد الرحمن بن عوف، والصحيح أنه بالمدينة، وقبر صاحب انكلوته وقبر عبد الله بن حذيفة بن اليمان وقبر عبد الله مولى عائشة وقبر عروة وأولاده وقبر دحية الكلبي وقبر عبد الله بن سعيد الأنصاري وقبر سارية وأصحابه وقبر معاذ بن جبل، والمشهور أنه بالأردنّ، وقبر معن بن زائدة، والمشهور أنه بسجستان، وقبر ابنين لأبي هريرة ولا أعرف اسميهما وقبر روبيل بن يعقوب وقبر اليسع وقبر يهوذا بن يعقوب وقبر ذي النون المصري وقبر خال رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وهو أخو حليمة السعدية، وقبر رجل من أولاد أبي بكر الصديق وقبر أبي مسلم الخولاني وهو بغباغب من أعمال دمشق، ويقال الخولاني عند داريا، وقبر عبد الله بن عبد الرحمن الزهري، وبالقرافة أيضا قبر أشهب وعبد الرحمن بن القاسم وورش المدني وقبر أبي الثريا وعبد الكريم بن الحسن ومقام ذي النون النبيّ وقبر شقران وقبر الكر وأحمد الروذباري وقبر الزيدي وقبر العبشاء وقبر علي السقطي وقبر الناطق والصامت وقبر زعارة وقبر الشيخ بكّار وقبر أبي الحسن الدينوري وقبر الحميري وقبر ابن طباطبا وقبور كثير من الأنبياء والأولياء والصدّيقين والشهداء، ولو أردنا حصرهم لطال الشرح.

المُشَرَّقُ

المُشَرَّقُ:
بضم أوله، وفتح ثانيه، والراء مفتوحة مشددة، وقاف، يجوز أن يكون من شرق بريقــه ومن الشرق ضد الغرب، قال ابن السكيت: الشّرق الشمس، بالتحريك، والشّرق، بالسكون، المكان الذي تشرق منه الشمس، والمشرق موضع الشمس في الشتاء على الأرض بعد طلوعها: وهو سوق بالطائف، عن أبي عبيدة، وقيل: هو مسجد بالخيف، وقيل:
هو جبل البرام، قال الأصمعي: المشرّق المصلّى ومسجد الخيف، وحكي عن شعبة أنه قال: خرجت أقود سماك بن حرب فقال: أين المشرّق؟ يعني مسجد العيدين، وإياه عنى أبو ذؤيب بقوله يذكر بنيه الخمسة:
أودى بنيّ وأعقبوا لي حسرة ... بعد الرّقاد وعبرة ما تقلع
فالعين بعدهم كأنّ حداقها ... سملت بشوك فهي عور تدمع
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم، ... وإذا المنيّة أقبلت لا تدفع
وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمة لا تنفع
وتجلّدي للشامتين أريهم ... أنّي لريب الدهر لا أتضعضع
حتى كأني للحوادث مروة ... بصفا المشرّق كلّ يوم تقرع

مَدينَةُ النّحَاسِ

مَدينَةُ النّحَاسِ:
ويقال لها مدينة الصّفر، ولها قصة بعيدة من الصحة لمفارقتها العادة، وأنا بريء من عهدتها إنما أكتب ما وجدته في الكتب المشهورة التي دوّنها العقلاء ومع ذلك فهي مدينة مشهورة الذكر فلذلك ذكرتها، قال ابن الفقيه: ومن عجائب الأندلس أمر مدينة الصّفر التي يزعم قوم من العلماء أن ذا القرنين بناها وأودعها كنوزه وعلومه وطلسم بابها فلا يقف عليها أحد وبنى داخلها بحجر البهتة وهو مغناطيس الناس وذلك أن الإنسان إذا نظر إليها لم يتمالك أن يضحك ويلقي نفسه عليها فلا يزايلها أبدا حتى يموت، وهي في بعض مفاوز الأندلس، ولما بلغ عبد الملك بن مروان خبرها وخبر ما فيها من الكنوز والعلوم وأن إلى جانبها أيضا بحيرة بها كنوز عظيمة كتب إلى موسى بن نصير عامله على المغرب يأمره بالمسير إليها والحرص على دخولها وأن يعرّفه ما فيها ودفع الكتاب إلى طالب بن مدرك فحمله وسار حتى انتهى إلى موسى بن نصير وكان بالقيروان، فلما أوصله إليه تجهز وسار في ألف فارس نحوها، فلما رجع كتب إلى عبد الملك بن مروان: بسم الله الرحمن الرحيم، أصلح الله أمير المؤمنين صلاحا يبلغ به خير الدنيا والآخرة، أخبرك يا أمير المؤمنين أني تجهزت لأربعة أشهر وسرت نحو مفاوز الأندلس ومعي ألف فارس من أصحابي حتى أوغلت في طرق قد انطمست ومناهل قد اندرست وعفت فيها الآثار وانقطعت عنها الأخبار أحاول بناء مدينة لم ير الراؤون مثلها ولم يسمع السامعون بنظيرها، فسرت ثلاثة وأربعين يوما ثم لاح لنا بريق شرفها من مسيرة خمسة أيام فأفزعنا منظرها الهائل وامتلأت قلوبنا رعبا من عظمها وبعد أقطارها، فلما قربنا منها إذ أمرها عجيب ومنظرها هائل كأن المخلوقين ما صنعوها، فنزلت عند ركنها الشرقيّ وصلّيت العشاء الأخيرة بأصحابي وبتنا بأرعب ليلة بات بها المسلمون، فلما أصبحنا كبّرنا استئناسا بالصبح وسرورا به، ثم وجّهت رجلا من أصحابي في مائة فارس وأمرته أن يدور مع سورها ليعرف بابها فغاب عنها يومين ثم وافى صبيحة اليوم الثالث فأخبرني أنه ما وجد لها بابا ولا رأى مسلكا إليها، فجمعت أمتعة أصحابي إلى جانب سورها وجعلت بعضها على بعض لينظر من يصعد إليها فيأتيني بخبر ما فيها، فلم تبلغ أمتعتنا ربع الحائط لارتفاعه وعلوه، فأمرت عند ذلك باتخاذ السلالم فاتخذت ووصلت بعضها إلى بعض بالحبال ونصبتها
على الحائط وجعلت لمن يصعد إليها ويأتيني بخبرها عشرة آلاف درهم، فانتدب لذلك رجل من أصحابي ثم تسنّم السلّم وهو يتعوّذ ويقرأ، فلما صار على سورها وأشرف على ما فيها قهقه ضاحكا ثم نزل إليها فناديناه: أخبرنا بما عندك وبما رأيته، فلم يجبنا، فجعلت أيضا لمن يصعد إليها ويأتيني بخبرها وخبر الرجل ألف دينار، فانتدب رجل من حمير فأخذ الدنانير فجعلها في رحله ثم صعد فلما استوى على السور قهقه ضاحكا ثم نزل إليها فناديناه: أخبرنا بما وراءك وما الذي ترى، فلم يجبنا، ثم صعد ثالث فكانت حاله مثل حال اللذين تقدماه فامتنع أصحابي بعد ذلك من الصعود وأشفقوا على أنفسهم، فلما أيست ممن يصعد ولم أطمع في خبرها رحلت نحو البحيرة وسرت مع سور المدينة فانتهيت إلى مكان من السور فيه كتابة بالحميرية فأمرت بانتساخها فكانت هذه:
ليعلم المرء ذو العز المنيع ومن ... يرجو الخلود وما حيّ بمخلود
لو أن حيّا ينال الخلد في مهل ... لنال ذاك سليمان بن داود
سالت له العين عين القطر فائضة ... فيه عطاء جليل غير مصرود
وقال للجنّ: أنشوا فيه لي أثرا ... يبقى إلى الحشر لا يبلى ولا يودي
فصيّروه صفاحا ثم ميل به ... إلى البناء بإحكام وتجويد
وأفرغوا القطر فوق السور منحدرا ... فصار صلبا شديدا مثل صيخود
وصبّ فيه كنوز الأرض قاطبة، ... وسوف تظهر يوما غير محدود
لم يبق من بعدها في الأرض سابغة ... حتى تضمّن رمسا بطن أخدود
وصار في قعر بطن الأرض مضطجعا ... مضمنّا بطوابيق الجلاميد
هذا ليعلم أن الملك منقطع ... إلا من الله ذي التقوى وذي الجود
ثم سرت حتى وافيت البحيرة عند غروب الشمس فإذا هي مقدار ميل في ميل وهي كثيرة الأمواج وإذا رجل قائم فوق الماء فناديناه: من أنت؟ فقال: أنا رجل من الجن كان سليمان بن داود حبس ولدي في هذه البحيرة فأتيته لأنظر ما حاله، قلنا له: فما بالك قائما على وجه الماء؟ قال: سمعت صوتا فظننته صوت رجل يأتي هذه البحيرة في كل عام مرة فهذا أوان مجيئه فيصلي على شاطئها أياما ويهلل الله ويمجده، قلنا: فمن تظنه؟ قال: أظنه الخضر، عليه السلام، ثم غاب عنّا فلم ندر أين أخذ فبتنا تلك الليلة على شاطئ البحيرة وقد كنت أخرجت معي عدة من الغواصين فغاضوا في البحيرة فأخرجوا منها حبّا من صفر مطبقا رأسه مختوما برصاص فأمرت به ففتح فخرج منه رجل من صفر على فرس من صفر بيده مطرد من صفر فطار في الهواء وهو يقول: يا نبي الله لا أعود، ثم غاصوا ثانية وثالثة فأخرجوا مثل ذلك فضجّ أصحابي وخافوا أن ينقطع بهم الزاد فأمرت بالرحيل وسلكت الطريق التي كنت أخذت فيها وأقبلت حتى نزلت القيروان، والحمد لله الذي حفظ لأمير المؤمنين أموره وسلّم له جنوده! فلما قرأ عبد الملك هذا الكتاب كان عنده الزهري فقال له: ما تظن بأولئك الذين صعدوا السور كيف استطيروا من السور وكيف كان حالهم؟ قال الزهري:
خبّلوا يا أمير المؤمنين فاستطيروا لأن بتلك المدينة جنّا قد وكلّوا بها، قال: فمن أولئك الذين كانوا يخرجون من تلك الحباب ويطيرون؟ قال: أولئك الجنّ الذين حبسهم سليمان بن داود، عليه السّلام، في البحار.

القُصَيْبَةُ

القُصَيْبَةُ:
تصغير القصبة، وهو اسم لمدينة الكورة، ويقال: كورة كذا قصبتها فلانة، يعني أنها أشهر مدينة بها، والقصبة: واحدة القصب مشهورة، والقصيبة: من أرض اليمامة لتيم وعديّ وعكل وثور بني عبد مناة بن أدّ بن طابخة، والقصيبة: بين المدينة وخيبر وهو واد يزهو أسفل وادي الدّوم وما قارب ذلك. وقصيبة العجّاج: أظنها من نواحي اليمامة أقطعه إياها عبد الملك، ويوم القصيبة: لعمرو ابن هند على بني تميم وهو يوم أوارة، قال الأعشى:
وتكون في السلف الموا ... زي منقرا وبني زرارة
أبناء قوم قتّلوا ... يوم القصيبة من أواره
وقال ابن أبي حفصة: القصيبة من أرض اليمامة لبني امرئ القيس، والقصيبة في قول الراعي قال يهجو الأخطل:
فلن تشربي إلا بريق، ولن تري سواما وحسّا بالقصيبة والبشر قال ثعلب: القصيبة أرض ثم الكواثل ثم حوله جبل ثم الرقة وهذه هي التي قرب خيبر، وقالت وجيهة بنت أوس الضبية:
وعاذلة هبّت بليل تلومني ... على الشوق لم تمح الصبابة من قلبي
فما لي، إن أحببت أرض عشيرتي ... وأحببت طرفاء القصيبة، من ذنب
فلو أن ريحا بلّغت وحي مرسل ... خفيّا لناجيت الجنوب على النّقب
وقلت لها: أدّي إليها تحيّتي، ... ولا تخلطيها، طال سعدك، بالتّرب
فإني إذا هبّت شمالا سألتها: ... هل ازداد صدّاح النميرة من قرب؟

القَرَائِنُ

القَرَائِنُ:
جمع قرين من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممته إليه، وأصله من القرن وهو الحبل يقرن به البعيران، والقرين: الصاحب، وكل شيء ضممته إلى شيء فهو قرينه، والقرائن: بركة وقصر بين الأجفر وفيد. والقرائن: موضع بالمدينة، قال أبو قطيفة:
ألا ليت شعري هل تغيّر بعدنا جبوب المصلّى أم كعهدي القرائن؟
وقد تقدّمت هذه الأبيات في البلاط. والقرائن:
جبال معروفة مقترنة في قول الــبريق الهذلي:
ومرّ على القرائن من بحار فكاد الوبل لا يبقي بحارا

عُمَانُ

عُمَانُ:
بضم أوله، وتخفيف ثانيه، وآخره نون:
اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند، وعمان في الإقليم الأول، طولها أربع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها تسع عشرة درجة وخمس وأربعون دقيقة، في شرقي هجر، تشتمل على بلدان كثيرة ذات نخل وزروع إلا أن حرها يضرب به المثل، وأكثر أهلها في أيامنا خوارج إباضية ليس بها من غير هذا المذهب إلا طارئ غريب وهم لا يخفون ذلك، وأهل البحرين بالقرب منهم بضدهم كلهم روافض سبائيون لا يكتمونه ولا يتحاشون وليس عندهم من يخالف هذا المذهب إلا أن يكون غريبا، قال الأزهري: يقال أعمن وعمّن إذا أتى عمان، وقال رؤبة:
نوى شآم بان أو معمّن ويقال: أعمن يعمن إذا أتى عمان، قال الممزق واسمه شاس بن نهار:
أحقّا، أبيت اللعن، أن ابن فرتنا ... على غير أجرام بريق مشرّق؟
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل، ... وإلا فأدركني ولما أمزّق
أكلّفتني أدواء قوم تركتهم، ... فإن لا تداركني من البحر أغرق
فان يتهموا أنجد خلافا عليهم، ... وان يعمنوا مستحقبي الحرب أعرق
فلا أنا مولاهم ولا في صحيفة ... كفلت عليهم والكفالة تعتق
وقال ابن الأعرابي: العمن المقيمون في مكان، يقال: رجل عامن وعمون ومنه اشتق عمان، وقيل:
أعمن دام على المقام بعمان، وقصبة عمان: صحار، وعمان تصرف ولا تصرف، فمن جعله بلدا صرفه في حالتي المعرفة والنكرة، ومن جعله بلدة ألحقه بطلحة، وقال الزجاجي: سميت عمان بعمان بن إبراهيم الخليل، وقال ابن الكلبي: سميت بعمان بن سبإ بن يفثان بن إبراهيم خليل الرحمن لأنه بنى مدينة عمان، وفي كتاب ابن أبي شيبة ما يدلّ على أنها المرادة في حديث الحوض لقوله: ما بين بصرى وصنعاء وما بين مكة وأيلة ومن مقامي هذا إلى عمان، وفي مسلم: من المدينة إلى عمان، وفيه ما بين أيلة وصنعاء اليمن، ومثله في البخاري، وفي مسلم: وعرضه من مقامي هذا إلى عمان، وروى الحسن بن عادية قال: لقيت ابن عمر فقال: من أي بلد أنت؟ قلت: من عمان، قال: أفلا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم؟ قلت: بلى، قال: سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إني لأعلم أرضا من أرض العرب يقال لها عمان على شاطئ البحر الحجة منها أفضل أو خير من حجتين من غيرها، وعن الحسن: يأتين من كل فجّ عميق، قال: عمان، وعنه، عليه الصلاة والسلام: من تعذر عليه الرزق فعليه بعمان، وقال القتال الكلابي:
حلفت بحجّ من عمان تحللوا ... ببئرين بالبطحاء ملقى رحالها
يسوقون أنضاء بهنّ عشيّة ... وصهباء مشقوقا عليها جلالها
بها ظعنة من ناسك متعبد ... يمور على متن الحنيف بلالها
لئن جعفر فاءت علينا صدورها ... بخير ولم يردد علينا خيالها
فشئت وشاء الله ذاك لأعنين إلى الله مأوى خلفة ومصالها
وينسب إلى عمان داود بن عفان العماني، روى عن أنس بن مالك ونفر سواه، وأبزون بن مهنبرذ العماني الشاعر، وأبو هارون غطريف العماني، روى عن أبي الشعثاء عن ابن عباس، روى عنه الحكم بن أبان العدني، وأبو بكر قريش بن حيّان العجلي أصله من عمان وسكن البصرة، يروي عن ثابت البناني، روى عنه شعبة والبصريون.

سَلْعٌ

سَلْعٌ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، السّلوع: شقوق في الجبال، واحدها سلع وسلع، وقال أبو زياد:
الأسلاع طرق في الجبال يسمّى الواحد منها سلعا، وهو أن يصعد الإنسان في الشعب وهو بين الجبلين يبلغ أعلى الوادي ثمّ يمضي فيسند في الجبل حتى يطلع فيشرف على واد آخر يفصل بينهما هذا المسند الذي سند فيه ثمّ ينحدر حينئذ في الوادي الآخر حتى يخرج من الجبل منحدرا في فضاء الأرض فذاك الرأس الذي أشرف من الواديين السلع ولا يعلوه إلّا راجل.
وسلع: جبل بسوق المدينة، قال الأزهري:
سلع موضع بقرب المدينة. وسلع أيضا: حصن بوادي موسى، عليه السلام، بقرب البيت المقدس،
حدث أبو بكر بن دريد عن الثوري عن الأصمعي قال: غنّت حبّابة جارية يزيد بن عبد الملك وكانت من أحسن الناس وجها ومسموعا وكان شديد الكلف بها وكان منشؤها المدينة:
لعمرك إنّني لأحبّ سلعا ... لرؤيته ومن أكناف سلع
تقرّ بقربه عيني، وإنّي ... لأخشى أن يكون يريد فجعي
حلفت بربّ مكّة والمصلّى ... وأيدي السابحات غداة جمع
لأنت على التنائي، فاعلميه، ... أحبّ إليّ من بصري وسمعي
والشعر لقيس بن ذريح، ثمّ تنفّست الصّعداء، فقال لها: لم تتنفّسين؟ والله لو أردته لقلعته إليك حجرا حجرا، فقالت: وما أصنع به إنّما أردت ساكنيه، وقال ابن السلماني: وكان إبراهيم بن عربي والي اليمامة قبض عليه وحمل إلى المدينة مأسورا فلمّا مرّ بسلع قال:
لعمرك إنّي يوم سلع للائم ... لنفسي، ولكن ما يردّ التلوّم؟
أأمكنت من نفسي عدوّي ضلّة ... ألهفا على ما فات لو كنت أعلم
لو انّ صدور الأمر يبدون للفتى ... كأعقابه لم تلفه يتندّم
لعمري لقد كانت فجاج عريضة، ... وليل سخاميّ الجناحين مظلم
إذ الأرض لم تجهل عليّ فروجها ... وإذ لي من دار المذلّة مرغم

وسَلْعٌ:
جبل في ديار هذيل، قال الــبريق الهذلي:
سقى الرّحمن حزم ينابعات ... من الجوزاء أنواء غزارا
بمرتجز كأنّ على ذراه ... ركاب الشام يحملن البهارا
يحطّ العصم من أكناف شعر، ... ولم يترك بذي سلع حمارا

العَلْثُ

العَلْثُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره ثاء مثلثة، إن كان عربيّا فهو من العلث وهو خلط البرّ بالشعير، يقال: علث الطعام يعلثه علثا: وهي قرية على دجلة بين عكبرا وسامرّاء، ذكر الماوردي في الأحكام السلطانية أن العلث قرية موقوفة على العلويين، وهي في أول العراق في شرقي دجلة: وفيها يقول أحمد ابن جعفر جحظة:
وحانة بالعلث وسط السوق ... نزلتها وصارمي رفيقي
على غلام من بني الخليق
بكلّ فعل حسن خليق فجاء بالجام وبالإبريق أما رأيت قطع العقيق أما رأيت شقق البروق أما شممت نكهة المعشوق؟ ما أحسن الأيام بالصديق على صبوح وعلى غبوق إن لم يحل ذاك إلى التفريق
وقد نسب إليها جماعة من المحدثين، منهم: أبو محمد طلحة بن مظفر بن غانم الفقيه العلثي، سمع يحيى ابن ثابت وأحمد بن المبارك المرقعاني وابن البطيء وغيرهم، قرأ بنفسه، وكان موصوفا بحسن الخط والقراءة، ديّنا ثقة فاضلا، توفي سنة 593، وبنوه عبد الرحمن ومكارم ومظفر سمعوا الحديث جميعا.

عَسَاقِيل

عَسَاقِيل:
قال أبو محمد الأسود: عساقيل بريقــات بالمضجع، والمضجع: بلد بروث بيض لبني أبي بكر ابن كلاب ولعبد الله بن كلاب منه طرف، قاله في شرح قول جامع بن عمرو بن مرخية:
أرقت بذي الآرام وهنا وعادني ... عداد الهوى بين العناب وخنثل
فلما رمينا بالعيون، وقد بدت ... عساقيل في آل الضّحى المتغوّل
بدت لي وللتّيميّ صهوة ضلفع ... على بعدها مثل الحصان المحجّل
فقلت: ألا تبكي البلاد التي بها ... أميمة؟ يا شوق الأسير المكبّل!
وهي قصيدة.

صَعْدَةُ

صَعْدَةُ:
بالفتح ثمّ السكون، بلفظ صعدت صعدة واحدة، والصعدة: القناة المستوية تنبت كذلك لا تحتاج إلى تثقيف، وبنات صعدة: حمر الوحش، وصعدة: مخلاف باليمن بينه وبين صنعاء ستون فرسخا وبينه وبين خيوان ستة عشر فرسخا، قال الحسن بن محمد المهلبي: صعدة مدينة عامرة آهلة يقصدها التجار من كل بلد، وبها مدابغ الأدم وجلود البقر التي للنعال، وهي خصبة كثيرة الخير، وهي في الإقليم الثاني، عرضها ستّ عشرة درجة، وارتفاعها وجميع وجوه المال مائة ألف دينار، ومنها إلى الأعشبية قرية عامرة خمسة وعشرون ميلا، ومنها إلى خيوان أربعة وعشرون ميلا، ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم البطّال الصعدي، نزل المصيصة وحدّث عن عليّ بن مسلم الهاشمي ومحمد بن عقبة بن علقمة وإسحاق بن وهب العلّاف ومحمد بن حميد الرازي والسمّاد بن سعيد بن خلف، وقدم دمشق حاجّا، روى عنه محمد بن سليمان الربعي وحمزة ابن محمد الكناني الحافظ وغيرهما، روى عنه حبيب ابن الحسن القزّاز وغيره. وصعدة عارم: موضع آخر فيما أحسب، أنشد الفراء في أماليه:
فحصرمت رحلي فوق وصم كأنّه ... حقاب سما قيدومه وغواربه
على عجل من بعد ماوان بعد ما ... بدا أوّل الجوزاء صفّا كواكبه
وأقبلته القاع الذي عن شماله ... سبائن من رمل وكرّ صواحبه
فأصبح قد ألقى نعاما وبركة ... ومن حائل قسما وما قام طالبه
فوافى بخمر سوق صعدة عارم ... حسوم السّرى ما تستطاع مآوبه
قال: الخمر هي الحسوم فلذلك خفض.
وما ازداد إلّا سرعة عن منصّة، ... ولا امتار زادا غير مدّين راكبه
وصعدة أيضا: ماء جوف العلمين علمي بني سلول قريب من مخمّر، وهو ماء اليوم في أيدي عمرو ابن كلاب في جوف الضّمر، وخمير: ماء فويقه لبني ربيعة بن عبد الله، قاله السكري في شرح قول طهمان اللصّ:
طرقت أميمة أينقا ورحالا، ... ومصرّعين من الكرى أزوالا
وكأنّما جفل القطا برحالنا، ... واللّيل قد تبع النّجوم فمالا
يتبعن ناجية كأنّ قتودها ... كسيت بصعدة نقنقا شوّالا
وهذا الموضع أرادته كبشة أخت عمرو بن معدي كرب فيما أحسب بقولها ترثي أخاها عبد الله وتحرّض عمرا على الأخذ بثأره:
وأرسل عبد الله إذ حان يومه ... إلى قومه: لا تعقلوا لهم دمي
ولا تأخذوا منهم إفالا وأبكرا، ... وأترك في قبر بصعدة مظلم
ودع عنك عمرا، إنّ عمرا مسالم، ... وهل بطن عمرو غير شبر لمطعم؟
فإن أنتم لم تثأروا واتّديتم ... فمشّوا بآذان النّعام المصلّم
ولا تردوا إلّا فضول نسائكم، ... إذا ارتملت أعقابهنّ من الدّم
وفي خبر تأبّط شرّا أنّه قتل رجلا وعبده وأخذ زوجته وإبله وسار حتى نزل بصعدة بني عوف بن فهر فأعرس بالمرأة فقال:
بحليلة البجليّ بت من ليلة ... بين الإزار وكشحها ثمّ الصق
يا لبسة طويت على مطويّها ... طيّ الحمالة أو كطيّ المنطق
فإذا تقوم بصعدة في رملة ... لبدت بريّق ديمة لم تغدق
كذب السواحر والكواهن والهنا ... ألّا وفاء لفاجر لا يتّقي
وقالت أمّ الهيثم:
دعوت عياضا يوم صعدة دعوة، ... وعاليت صوتي: يا عياض بن طارق
فقلت له: إيّاك والبخل! إنّه ... إذا عدّت الأخلاق شرّ الخلائق

شَقْرُ

شَقْرُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، جزيرة شقر: في شرقي الأندلس، وهي أنزه بلاد الله وأكثرها روضة وشجرا وماء، وكان الأديب أبو عبد الله محمد بن عائشة الأندلسي كثيرا ما يقيم بها، وله في ذكرها شعر، منه:
ألا خلّياني والصبا والقوافيا،
أردّدها شجوا فأجهش باكيا ... أؤبّن شخصا للمروءة نابذا،
وأندب رسما للشبيبة باليا ... تولى الصّبا إلا توالي فكرة
قدحت بها زندا من الوجد واريا ... وقد بان حلو العيش إلا تعلّة
يحدّثني عنها الأمانيّ خاليا ... فيا برد ذاك الماء هل منك قطرة؟
فها أنا أستسقي غمامك صاديا ... وهيهات حالت دون شقر وعهدها
ليال وأيام تخال لياليا
فقل في كبير عاده عائد الصّبا ... فأصبح مهتاجا وقد كان ساليا
فيا راكبا مستعمل الخطو قاصدا، ... ألا عج بشقر رائحا ومغاديا
وقف حيث سال النهر ينساب أرقما، ... وهبّ نسيم الأيك ينفث راقيا
وقل لأثيلات هناك وأجرع: ... سقيت أثيلات وحييت واديا
وشقر: جبل في قول الــبريق الهذلي:
يحطّ العصم من أكناف شقر، ... ولم يترك بذي سلع حمارا
كذا رواه أبو عمرو وقال: هو جبل، وغيره يرويه شعر، وقد ذكر.

الشَّعِيرُ

الشَّعِيرُ:
بلفظ الشعير الذي يزرع، درب الشعير وباب الشعير: في غربي بغداد، وقد نسب إليه قوم من أهل العلم وقد ذكر في باب الشعير، وقال أبو عمرو في قول الــبريق الهذلي:
ألم تعلموا أن الشّعير تبدّلت ديافيّة تعلو الجماجم من عل؟
قال: الشعير أرض، وروى غيره:
فأعجبكم أهل الشّعير سيوفنا مطبّقة تعلو الجماجم من عل وقد نسب إلى باب الشعير أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن عليّ بن رزمة الخبّاز الشعيري، كان شيخا صالحا صدوقا، سمع أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي وأبا الحسن بن زريق البزّاز، روى عنه أبو القاسم السمرقندي وغيره، ومات سنة 569، ومولده سنة 491. وإقليم الشعير: من نواحي حمص بالأندلس.

شِعْرٌ

شِعْرٌ:
بكسر أوّله، بلفظ الشّعر المقول: موضع معروف أو جبل قريب من الملح في شعر الجعدي يضاف إليه دارة، قال ذو الرّمّة:
أقول وشعر والعرائس بيننا وسمر الذّرى من هضب ناصفة الحمر وقال الأصمعي: شعر جبل لجهينة، وقال ابن الفقيه:
شعر جبل بالحمى، ويوم شعر: بين بني عامر وغطفان عطش يومئذ غلام شابّ يقال له الحكم بن الطفيل فخشي أن يؤخذ فخنق نفسه فسمي يوم التخانق، قال الــبريق الهذلي:
سقى الرّحمن حزم ينابعات من الجوزاء أنواء غزارا بمرتجز كأن على ذراه ركاب الشام يحملن البهارا يحطّ العصم من أكناف شعر، ولم يترك بذي سلع حمارا
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.