Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: البحرين

أَبَانان

أَبَانان:
تثنية لفظ أبان المذكور قبله، وقد روى بعضهم أن هذه التثنية هي لأبان الأبيض وأبان الأسود المذكورين قبل. قالا الأصمعي: وادي الرّمّة يمرّ بين أبانين، وهما جبلان يقال لأحدهما أبان الأبيض وهو لبني فزارة، ثم لبني جريد، منهم، وأبان الأسود لبني أسد، ثم لبني والبة، ثم للحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وبينهما ثلاثة أميال. وقال آخرون: أبانان تثنية أبان ومتالع. غلّب أحدهما، كما قالوا العمران والقمران في أبي بكر وعمر، وفي الشّمس والقمر، وهما بنواحي البحرين، واستدلّوا على ذلك بقول لبيد:
درس المنا بمتالع، فأبان، ... فتقادمت، فالحبس، فالسّوبان
أراد: درس المنازل، فحذف بعض الاسم ضرورة، وهو من أقبح الضرورات. وقال أبو سعيد السّكّري [1] في معلقة امرئ القيس: كأن ثبيرا.
في قول بشر بن أبي خازم:
ألا بان الخليط ولم يزاروا، ... وقلبك في الظّعائن مستعار
أسائل صاحبي، ولقد أراني ... بصيرا بالظّعائن حيث صاروا
تؤمّ بها الحداة مياه نخل، ... وفيها عن أبانين ازورار
أبان: جبل معروف، وقيل أبانين، لأنه يليه جبل نحو منه يقال له شرورى، فغلّبوا أبانا عليه، فقالوا أبانان، كما قالوا العمران لأبي بكر وعمر، وله نظائر. ثم للنحويّين ههنا كلام أنا ذاكر منه ما بلغني.
قالوا: تقول هذان أبانان حسنين، تنصب النعت على الحال لأنه نكرة وصفت بها معرفة، لأن الأماكن لا تزول، فصار كالشيء الواحد، وخالف الحيوان. إذا قلت هذان زيدان حسنان، ترفع النعت ههنا، لأنه نكرة وصفت بها نكرة، وقالوا في هذا وشبهه مما جاء مجموعا: إن أبانين وما أشبهها لم توضع أولا مفردة ثم ثنيّت، بل وضعت من المبتدإ مثنّاة مجموعة، فهي صيغة مرتجلة، فأبانان علم لجبلين، وليس كلّ واحد منهما أبانا على انفراده، بل أحدهما أبان، والآخر متالع.
قال أبو سعيد: وقد يجوز أن تقع التسمية بلفظ التثنية والجمع، فتكون معرفة بغير لام، وذلك لا يكون إلا في الأماكن التي لا يفارق بعضها بعضا، نحو أبانين وعرفات، وإنما فرقوا بين أبانين وبين زيدين من قبل أنهم لم يجعلوا التثنية والجمع علما لرجلين ولا لرجال بأعيانهم، وجعلوا الاسم الواحد علما بعينه، فإذا قالوا رأيت أبانين، فإنما يعنون هذين الجبلين بأعيانهما المشار إليهما، لأنّهم جعلوا أبانين اسما لهما لا يشاركهما في هذه التسمية غيرهما، ولا يزولان، وليس هذا في الأناسيّ، لأن كلّ واحد من الأناسيّ يدخل فيما دخل فيه صاحبه ويزولان، والأماكن لا تزول، فيصير كل واحد من الجبلين داخلا في مثل ما دخل فيه صاحبه من الحال والثبات والجدب والخصب، ولا يشار إلى أحد منهما بتعريف دون الآخر، فصار كالواحد الذي لا يزايله منه شيء.
والإنسانان يزولان ويتصرّفان ويشار إلى أحدهما دون الآخر، ولا يقال أبان الغربيّ وأبان الشرقيّ.
وقال أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش: قد يجوز أن يتكلم بأبان مفردا في الشعر، وأنشد بيت لبيد المذكور قبيل. قال أبو سعيد: وهذا يجوز في كل اثنين يصطحبان ولا يفارق أحدهما صاحبه في الشعر وغيره، وقال أبو ذؤيب:
فالعين بعدهم كأنّ حداقها ... سملت بشوك، فهي عور تدمع
ويقال: لبس زيد خفّه ونعله، والمراد النعلين والخفّين. قالوا: والنسبة إلى أبانين أبانيّ، كما قال الشاعر:
ألا أيّها البكر الأبانيّ! إنّني ... وإياك في كلب لمغتربان
تحنّ وأبكي، إنّ ذا لبليّة، ... وإنّا على البلوى لمصطحبان
وكان مهلهل بن ربيعة أخو كليب، بعد حرب البسوس، تنقّل في القبائل حتى جاور قوما من مذحج يقال لهم بنو جنب، وهم ستة رجال: منبّه، والحارث، والعلي، وسيحان، وشمران، وهفّان.
يقال لهؤلاء الستة: جنب، لأنهم جانبوا أخاهم صداء، فنزل فيهم مهلهل، فخطبوا إليه ميّة أخته، فامتنع،
فاكرهوه حتى زوّجهم، فقال:
أنكحها فقدها الاراقم في ... جنب، وكان الخباء من أدم
لو بأبانين جاء يخطبها، ... ضرّج ما أنف خاطب بدم
هان على تغلب الذي لقيت ... أخت بني المالكين، من جشم
ليسوا بأكفائنا الكرام، ولا ... يغنون من عيلة ولا عدم

الأَشْيَمَانِ

الأَشْيَمَانِ:
بالفتح ثم السكون، تثنية أشيم: موضعان، وقيل: حبلان، بالحاء المهملة: من رمل الدّهناء، وقد ذكرهما ذو الرّمّة في غير موضع من شعره، ورواه بعضهم الأشامان، وقد تقدّم قول ذي الرّمّة:
كأنها، بعد أحوال مضين لها ... بالأشيمين، يمان فيه تسهيم
وقال السّكّري: الأشيمان في بلاد بني سعد بــالبحرين دون هجر.

أَبْرِينُ

أَبْرِينُ:
بفتح الهمزة وسكون الباء وكسر الراء وياء ساكنة وآخره نون: وهو لغة في يبرين. قال أَبو منصور: هو اسم قرية كثيرة النّخل والعيون العذبة بحذاء الأحساء من بني سعد بــالبحرين، وهو واحد على بناء الجمع، حكمه كحكمه في الرّفع بالواو، وفي النصب والجرّ بالياء، وربما أعربوا نونه وجعلوه بالياء على كل حال.
وقال الخارزنجي: رمل أبرين ويبرين بلد، قيل هي في بلاد العماليق.
وقال أبو الفتح: أما يبرين، فلا ينبغي أن يتوهّم أنه اسم منقول من قولك هنّ يبرين لفلان أي يعارضنه، من قولك يبري لها من أيمن وأشمل.
يدلّ على أنه ليس منقولا منه قولهم فيه يبرون، وليس شيء من الفعل يكون هكذا. فإن قلت: ما أنكرت أن يكون يبرين وأبرون فعلا، فيه لغتان، الياء والواو، مثل: نقوت المخّ ونقيته، وسروت الثوب وسريته، وكنوت الرجل وكنيته، ونفيت الشيء ونفوته، فيكون يبرين، على هذا، كيكنين، ويبرون كيكنون، ومثاله يفعلن، كقولك: هن يدعون ويغزون، وفي التنزيل: إلّا أن يعفون.
فالجواب أنه لو كان الواو والياء فيه لامين، على ما
ذكرته من اختلاف اللغتين، لجاز أن يجيء عن هم يبرون بالواو وضمة النون، كما أنه لو سمّيت بقولك النساء يغزون على قول من قال أكلوني البراغيث بجعل النون علامة جمع لقلت هذا يغزون، كقولك يقتلن اسم رجل على الوصف الذي ذكرنا هذا يقتلن.
وفي امتناع العرب أن تقول يبرون مع قولهم يبرين، دلالة على أنه ليس كما ظنّه السائل، من كون الواو في يبرون، والياء في يبرين لامين مختلفين، بل هما زائدتان قبل النون، بمنزلة واو فلسطون وياء فلسطين. وأيضا فقد قالوا: يبرين وأبرين، وأبدلوا الياء همزة، فدلّ أنها ههنا أصل، ألا ترى أنها لو كانت في أول فعل، لكانت حرف مضارعة لا غير، ولم نر حرف مضارعة أبدل مكانه حرف مضارعة، فدلّ هذا كله على أن الياء في أول يبرين ويبرون فاء، لا محالة.
فأما قولهم باهلة بن أعصر، ثم أبدلوا من الهمزة الياء، فقالوا يعصر، فغير داخل فيما نحن فيه، وذلك أن أعصر ليس فعلا إنما هو جمع عصر، وإنما سمّي بذلك لقوله:
أبنيّ! إن أباك غيّر لونه، ... كرّ الليالي، واختلاف الأعصر
فهذا وجه الاحتجاج على قائل إن ذهب إلى ذلك في يبرين، وليس ينبغي أن يحتجّ عليه بأن يقال لا يكونان لغتين: يبرين ويبرون، كيكنين ويكنون، لأنه لا يقال: بروت له في معنى بريت أي تعرّضت، فمعنى بريت، من بريت القلم، وبروته وبروت القلم، عن أبي الصقر، فإن هو قال هذا، فجوابه ما قدّمناه.

السَّبَخَةُ

السَّبَخَةُ:
بالتحريك، واحدة السباخ، الأرض الملحة النازّة: موضع بالبصرة، ينسب إليه أبو يعقوب فرقد بن يعقوب السبخي من زهّاد البصرة، صحب أبا الحسن البصري وسمع نفرا من التابعين، وأصله من أرمينية وانتقل إلى البصرة فكان يأوي إلى السبخة، ومات قبل سنة 131، وأمّا أبو عبد الله محمد وأبو حفص عمر ابنا أبي بكر بن عثمان السبخي الصابونيان البخاريان فإنّهما نسبا إلى الدباغ بالسبخ، ذكرهما أبو سعد في شيوخه وحكى ذلك. والسّبخة: من قرى البحرين.

سَمْسَمٌ

سَمْسَمٌ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وفتح ثالثه، قال ثعلب: السّمسم الثعلب، وسمسم: اسم موضع، وقال ابن السكيت: هي رملة معروفة، وقال البعيث:
مدامن جوعان كأنّ عروقه ... مسارب حيّات تسرّين سمسما
ويروى: تشرّين سمسما يعني سمّا، وقال الحفصي: سمسم نقا بين القصيبة وبين البحر بــالبحرين، قال رؤبة:
يا دار سلمى يا اسلمي ثمّ اسلمي ... بسمسم وعن يمين سمسم
وقال المرقّش الأكبر:
عامدات لخلّ سمسم ما ين ... ظرن صونا لحاجة المحزون

سِكّةُ اصْطَفانُوس

سِكّةُ اصْطَفانُوس:
السكة لها ثلاثة معان: أولها قوله، عليه السلام: خير المال سكة مأبورة وفرس مأمورة، فالسكة ههنا الطريقة المستوية المصطفّة من النخل، وبذلك سميت الأزقّة سككا لاصطفاف الدور فيها كطريق النخل، والسكة: الحديدة التي يضرب عليها الدينار، والسكة: الحديدة التي تحرث بها الأرض، والمراد ههنا هو الأوّل لأنّه أراد المحلّة التي تصفّف الدور فيها عند عمارتها: وهذا الموضع في البصرة، وأمّا اصطفانوس فرووا عن ابن عباس أنّه قال: الحظوظ المقسومة لا يقدر أحد على صرفها ونقلها عن أماكنها، ألا ترى إلى سكة اصطفانوس كان يقال لها سكة الصحابة نزلها عشرة من أصحاب رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فلم تضف إلى واحد منهم وأضيفت إلى كاتب نصراني من أهل البحرين وترك الصحابة؟

سَفَارِ

سَفَارِ:
بوزن قطام، اسم معدول عن مسافر:
منهل قبل ذي قار بين البصرة والمدينة، وهو لبني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، قاله ابن حبيب، قال الفرزدق:
متى ما ترد يوما سفار تجد بها ... أديهم يروي المستجيز المعوّرا
المستجيز: المستسقي، والمعوّر: الذي لا يسقى، وقال المنخّل بن سبيع العنزي في يوم سفار:
لقد نعبت طير الهديل وشحشحت ... غداة سفار بالنّحوس الأشائم
ولاقى بها مرعى الغنيمة مجدبا ... وخيما على المرتاد مرعى الغنائم
أتاها فلاقى بين أرجاء حفرها ... سهام المنايا الضّاريات الحوائم
وكان فيه يوم مشهور من أيّام العرب بين بكر بن وائل وبني تميم فرّ فيه جبر بن رافع فارس بكر ابن وائل فسلبه سلمة بن مرارة التميمي بزّه وقال:
ولما رأى أهل الطّويّ تبادروا ال ... نّجاء وألقى درعه شيخ وائل
وفي كتاب ابن الفقيه: سفار بلد بــالبحرين.

السَّرِيّ

السَّرِيّ:
بفتح أوّله، بلفظ السريّ الذي هو السخيّ ذو المروءة، السريّ والصفا، بالقصر: نهران يتخلجان من نهر محلّم الذي بــالبحرين يسقي قرى هجر كلّها، والله الموفق للصواب.

سِجِّينُ

سِجِّينُ:
بكسر أوّله وثانيه، يقال: ضرب سجّين أي شديد، وقيل: دائم، قال ابن مقبل:
ورجلة يضربون الهام عن عرض ... ضربا تواصت به الأبطال سجّينا
وسجّين: موضع فيه كتاب الفجّار ودواوينهم، قال أبو عبيد: هو فعّيل من السجن كالفسّيق من الفسق، وقال الأزهري: السجّين السّلتين من النخل بلغة أهل البحرين. وسجّين: من قرى مصر، والله أعلم بالصواب.

السِّتَارُ

السِّتَارُ:
بكسر أوّله، وآخره راء، قال أبو منصور:
السّترة ما استترت به من شيء كائنا ما كان، وهو
أيضا الستار، قال أبو زياد الكلابي: ومن الجبال ستر، واحدها الستار: وهي جبال مستطيلة طولا في الأرض ولم تطل في السماء وهي مطرحة في البلاد، والمطرحة أنّك ترى الواحد منها ليس فيه واد ولا مسيل، ولست ترى أحدا يقطعها ويعلوها، وقال نصر: الستار ثنايا وأنشاز فوق أنصاب الحرم بمكّة لأنّها سترة بين الحلّ والحرم. والستار: جبل بأجإ. والستار: ناحية بــالبحرين ذات قرى تزيد على مائة لبني امرئ القيس بن زيد مناة وأفناء سعد بن زيد مناة منها ثأج. والستار: جبل بالعالية في ديار بني سليم حذاء صفينة. والستار: جبل أحمر فيه ثنايا تسلك. والستار: خيال من أخيلة حمى ضرية بينه وبين إمّرة خمسة أميال. والستاران في ديار بني ربيعة: واديان يقال لهما السّودة يقال لأحدهما الستار الأغبر وللآخر الستار الجابريّ وفيهما عيون فوّارة تسقي نخيلا كثيرة زينة منها عين حنيذ وعين فرياض وعين حلوة وعين ثرمداء، وهي من الأحساء على ثلاثة أميال، قال الشاعر:
على قطن، بالشّيم، أيمن صوبه ... وأيسره عند الستار فيذبل
قال أبو أحمد: يوم الستار يوم بين بكر بن وائل وبني تميم قتل فيه قتادة بن سلمة الحنفي فارس بكر ابن وائل قتله قيس بن عاصم التميمي، وفي ذلك يقول شاعرهم:
قتلنا قتادة يوم السّتار، ... وزيدا أسرنا لدى معنق
وقال السكري في قول جرير:
إن كان طبّكم الدّلال فإنّه ... حسن دلالك، يا أميم، جميل
أمّا الفؤاد فليس ينسى حبّكم ... ما دام يهتف في الأراك هديل
أيقيم أهلك بالسّتار وأصعدت ... بين الوريعة والمقاد حمول؟
الستار: بالحمى، والوريعة: حزم لبني جرير بن دارم، والمقاد: رعن بين بني فقيم وسعد بن زيد مناة. والستار أيضا: ثنايا فوق أنصاب الحرم، سميت بذلك لأنّها سترة بين الحلّ والحرم، وقال الشاعر:
وجدت بني الجعراء قوما أذلّة، ... ومن لا يهنهم يمس وغدا مهضّما
وأحمق من راعي ثمانين يرتعي ... بجنب الستار بقل روض موسّما
والستار: أجبل سود بين الضيقة والحوراء، بينها وبين ينبع ثلاثة أيّام، وفي كتاب الأصمعي: الستار جبال صغار سود منقادة لبني أبي بكر بن كلاب.

سابورُ

سابورُ:
بلفظ اسم سابور أحد الأكاسرة، وأصله شاه بور أي ملك بور، وبور: الابن بلسان الفرس، قاله الأزهري، وقال الأعشى:
وساق له شاه بور الجنو ... د عامين يضرب فيه القدم
ومن سابور إلى شيراز خمسة وعشرون فرسخا، وسابور في الإقليم الثالث، وطولها ثمان وسبعون درجة وربع، وعرضها إحدى وثلاثون درجة: كورة مشهورة بأرض فارس ومدينتها النّوبندجان في قول ابن الفقيه، وقال البشّاري: مدينتها شهرستان، وقال الإصطخري: مدينتها سابور، وبهذه الكورة مدن أكبر منها مثل النوبندجان وكازرون، ولكن هذه كورة تنسب إلى سابور الملك لأنّه هو الذي بنى مدينة سابور، وهي في السعة نحو إصطخر إلّا
أنّها أعمر وأجمع للبناء وأيسر أهلا، وبناؤها بالطين والحجارة والجصّ، ومن مدن هذه الكورة: كازرون وجره ودشت بارين وخمايجان السفلى والعليا وكندران والنوبندجان وتوّز ورموم الأكراد وجنبذ وخشت وغير ذلك، وبسابور الأدهان الكثيرة، ومن دخلها لم يزل يشم روائح طيبة حتى يخرج منها، وذلك لكثرة رياحينها وأنوارها وبساتينها، وقال البشاري:
سابور كورة نزهة قد اجتمع في بساتينها النخل والزيتون والأترج والخرّوب والجوز واللوز والتين والعنب والسدر وقصب السكر والبنفسج والياسمين، أنهارها جارية وثمارها دانية والقرى متصلة تمشي أياما تحت ظل الأشجار مثل صغد سمرقند، وعلى كلّ فرسخ بقّال وخبّاز، وهي قريبة من الجبال، وقال العمراني: سابور نهر، وأنشد:
أبيت بجسر سابور مقيما ... يؤرّقني أنينك يا معين
وقد نسبوا إلى سابور فارس جماعة من العلماء، منهم: محمد بن عبد الواحد بن محمد بن الحسن بن حمدان الفقيه أبو عبد الله السابوري، حدث بشيراز عن أبي عبد الله محمد بن علي بن عبد الملك، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وغيره، وكان للمهلّب وقائع بسابور مع قطريّ ابن الفجاءة والخوارج طويلة ذكرها الشعراء، قال كعب الأشقري:
تساقوا بكأس الموت يوما وليلة ... بسابور حتى كادت الشمس تطلع
بمعترك رضراضه من رحالهم، ... وعفر يرى فيه القنا المتجزّع
وسابور أيضا: موضع بــالبحرين فتح على يد العلاء بن الحضرمي في أيّام أبي بكر، رضي الله عنه، عنوة في سنة 12، وقال البلاذري: فتح في أيّام عمر، رضي الله عنه.

رَيْمَانُ

رَيْمَانُ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وآخره نون:
مخلاف باليمن وقيل قصر، قال الأعشى:
يا من يرى ريمان أم ... سى خاويا خربا كعابه
أمسى الثّعالب أهله ... بعد الذين هم مآبه
من سوقة حكم ومن ... ملك يعدّ له ثوابه
بكرت عليه الفرس بع ... د الحبش حتى هدّ بابه
وتراه مهدوم الأعا ... لي وهو مسحول ترابه
ولقد أراه بغبطة ... في العيش مخضرّا جنابه
فخوى وما من ذي شبا ... ب دائم أبدا شبابه
وقال ابن مقبل:
لم تسر ليلى ولم تطرق لحاجتها ... من أهل ريمان إلّا حاجة فينا
من سرو حمير أبوال البغال به ... أنّى تسدّيت وهنا ذلك البينا
وقرية بــالبحرين لعبد القيس، وهو فعلان من الريم، وهو القبر والفضل والدّرجة والظّراب، وهو الجبال الصغار، قال الراعي:
وصهباء من حانوت ريمان قد غدا ... عليّ ولم ينظر بها الشرق ضابح
وقال الأزدي بن المعلّى: ريمان أرض بين بحران والفلج، فبحران لبني الحارث بن كعب والفلج يسكنه قوم من جعدة وقشير.

رِيشَهْر

رِيشَهْر:
قال حمزة: هو مختصر من ريو أردشير:
وهي ناحية من كورة أرّجان كان ينزلها في الفرس كشته دفتران، وهم كتّاب كتابة الجستق، وهي الكتابة التي كان يكتب بها كتب الطب والنجوم والفلسفة، وليس بها اليوم أحد يكتب بالفارسيّة ولا بالعربية، وكان سهرك مرزبان فارس وواليها أعظم ما كان من قدوم العرب إلى أرض فارس،
وذلك أن عثمان بن أبي العاصي الثقفي والي البحرين وجّه أخاه الحكم في البحر حتى فتح توّج وأقام بها ونكأ فيما يليها، فأعظم سهرك ذلك واشتدّ عليه وبلغته نكايتهم وبأسهم وظهورهم على كلّ من لقوه من عدوّهم فجمع جمعا عظيما وسار بنفسه حتى أتى ريشهر من أرض سابور وهي بقرب من توّج، فخرج إليه الحكم وعلى مقدّمته سوّار بن همّام العبدي فاقتتلوا قتالا شديدا، وكان هناك واد قد وكل به سهرك رجلا من ثقاته وجماعة وأمره أن لا يجتازه هارب من أصحابه إلّا قتله، فأقبل رجل من شجعان الأساورة مولّيا من المعركة فأراد الرجل الموكل بالموضع قتله فقال له: لا تقتلني فإنّنا إنّما نقاتل قوما منصورين وإن الله معهم، ووضع حجرا فرماه ففلقه، ثمّ قال: أترى هذا السهم الذي فلق الحجر؟ والله ما كان ليخدش بعضهم لو رمي به! قال: لا بدّ من قتلك، فبينما هو كذلك إذ أتاه الخبر بقتل سهرك، وكان الذي قتله سوّار بن همّام العبدي، حمل عليه فطعنه فأذراه عن فرسه فقتله، وحمل ابن سهرك على سوّار فقتله، وهزّم الله المشركين وفتحت ريشهر عنوة، وكان يومها في صعوبته وعظيم النعمة على المسلمين فيه كيوم القادسية، وتوجّه بالفتح إلى عمر عمرو بن الأهتم التميمي فأشار يقول:
جئت الإمام بإسراع لأخبره ... بالحقّ عن خبر العبديّ سوّار
أخبار أروع ميمون نقيبته، ... مستعمل في سبيل الله مغوار
ثمّ ضعفت فارس بعد قتل سهرك حتى تيسّر فتحها، كما نذكره في موضعه.

رُمَيْلَةُ

رُمَيْلَةُ:
تصغير رملة، قال السّكوني: هو منزل في طريق البصرة إلى مكّة بعد ضريّة نحو مكّة ومنها إلى الأبرقين. والرّميلة أيضا: قرية بــالبحرين لبني محارب بن عمرو بن وديعة العبقسيين، قال السمعاني:
الرميلة من قرى بيت المقدس، وقد نسب إليها أبو القاسم مكّيّ بن عبد السلام المقدسي الرميلي، رحل إلى الشام والعراق والبصرة وأكثر السماع من الشيوخ، سمع ببغداد من أصحاب المخلص وعيسى الوزير ورجع إلى بيت المقدس فأقام إلى أن مضى شهيدا على يد الأفرنج، خذلهم الله تعالى، يوم دخولهم بيت المقدس سنة 492.

الرَّمْلَةُ

الرَّمْلَةُ:
واحدة الرّمل: مدينة عظيمة بفلسطين وكانت قصبتها قد خربت الآن، وكانت رباطا للمسلمين، وهي في الإقليم الثالث، طولها خمس وخمسون درجة وثلثان، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وثلثان، وقال المهلبي: الرملة من الإقليم الرابع، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم. والرملة: محلة خربت نحو شاطئ دجلة مقابل الكرخ ببغداد. والرملة أيضا:
قرية لبني عامر من بني عبد القيس بــالبحرين. والرملة:
محلة بسرخس، ينسب إليها جماعة، منهم: أبو القاسم صاعد بن عمر الرملي شيخ عالم، سمع السيد أبا المعالي محمد بن زيد الحسيني والسيد أبا القاسم علي ابن موسى الموسوي وغيرهما، ذكره أبو سعد في مشيخته قال: توفي في حدود سنة 570. ورملة بني وبر: في أرض نجد، ينسب إلى وبر بن الأضبط بن كلاب، فأما رملة فلسطين فبينها وبين البيت المقدس ثمانية عشر يوما، وهي كورة من فلسطين، وكانت دار ملك داود وسليمان ورحبعم بن سليمان، ولما ولي الوليد بن عبد الملك وولّى أخاه سليمان جند فلسطين نزل لدّ ثمّ نزل الرملة ومصّرها، وكان أوّل ما بنى فيها قصره ودارا تعرف بدار الصباغين واختط المسجد وبناه، وذكر البشاري أن السبب في عمارته لها أنّه كان له كاتب يقال له ابن بطريق سأل أهل لدّ جارا كان للكنيسة أن يعطوه إيّاه ويبني فيه منزلا له فأبوا عليه، فقال: والله لأخربنها، يعني الكنيسة، ثمّ قال لسليمان: إن أمير المؤمنين، يعني عبد الملك، بنى في مسجد بيت المقدس على هذه الصخرة قبّة فعرف له ذلك وإن الوليد بنى مسجد دمشق فعرف له ذلك فلو بنيت مسجدا ومدينة ونقلت الناس إلى المدينة، فبنى مدينة الرملة ومسجدها فكان ذلك سبب خراب لدّ، فلمّا مات الوليد واستخلف سليمان بن عبد الملك وكان موضعها رملة، فسليمان اختطها وصار موضع بلد الرملة بعد الصباغين آبارا عذبة ولم تكن الرملة قبل سليمان بن عبد الملك، أذن للناس أن يبنوا فبنوا مدينة الرملة واحتفر لهم القناة التي تدعى بردة واحتفر أيضا آبارا عذبة وصارت بعد ذلك لورثة صالح بن علي لأنّها قبضت مع أموال بني أميّة، وكان بنو أمية ينفقون على آبار الرملة وقناتها، فلمّا استخلف بنو العبّاس أنفقوا عليها أيضا، وكان الأمر في تلك النفقة يخرج في كلّ سنة من خليفة بعد خليفة، فلمّا استخلف المعتصم أسجل بذلك سجلا فانقطع الاستئمار وصارت النفقة يحتسب بها للعمّال، وشربهم من الآبار الملحة، والمترفون لهم بها صهاريج مقفلة، وكانت أكثر البلاد صهاريج مع كثرة الفواكه وصحة الهواء، واستنقذها صلاح الدين يوسف بن أيّوب في سنة 583 من الأفرنج وخرّبها خوفا من استيلاء الأفرنج عليها مرّة أخرى في سنة 587، وبقيت على ذلك الخراب إلى الآن، وكان أبو الحسن علي بن محمد التهامي الشاعر أقام بها وصار خطيبها وتزوّج بها وولد له ولد فمات بها فقال يرثيه:
أبا الفضل طال اللّيل أم خانني صبري ... فخيّل لي أن الكواكب لا تسري؟
أرى الرملة البيضاء بعدك أظلمت ... فدهري ليل ليس يفضي إلى فجر
وما ذاك إلّا أن فيه وديعة ... أبى ربّها أن تستردّ إلى الحشر
بنفسي هلال كنت أرجو تمامه، ... فعاجله المقدار في غرّة الشّهر
وهي قصيدة ذكرتها في كتابي في أخبار الشعراء مع أختها:
حكم المنيّة في البريّة جاري
وقد سكن الرملة جماعة من العلماء والأئمة فنسبوا إليها، منهم: أبو خالد يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرملي الهمداني، روى عن اللّيث ابن سعد والمفضّل بن فضالة، وروى عنه أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وأبو زرعة الرازي، ومات سنة 232، وموسى بن سهل بن قادم أبو عمران الرملي أخو علي بن سهل، سمع يسرة بن صفوان وأبا الجماهر وآدم بن أبي إياس وجماعة غيرهم من هذه الطبقة، روى عنه أبو داود في سننه وأبو حاتم الرازي وابنه عبد الرحمن وأبو بكر بن خزيمة وغيرهم، مات بالرملة سنة 262 في جمادى الأولى، وعبد الله بن محمد بن نصر بن طويط، ويقال طويث، أبو الفضل البزّاز الرملي الحافظ، سمع بدمشق هشام بن عمار ودحيما وهشام بن خالد ابن أحمد بن ذكوان ووارث بن الفضل العسقلاني ونوح بن حبيب القومسي وغيرهم، روى عنه أبو أحمد بن عدي وأبو سعيد بن الأعرابي وأبو عمرو فضالة وأبو بكر عبد الله بن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي وسليمان بن أحمد الطبراني وغيرهم، وهذه الرملة أراد كثيّر بقوله:
حموا منزل الأملاك من مرج راهط ... ورملة لدّ أن تباح سهولها
لأن لدّ مدينة كانت قبل الرملة خربت بعمارتها.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.