Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أسير

الرَّيّ

الرَّيّ:
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، فإن كان عربيّا فأصله من رويت على الراوية أروي ريّا فأنا راو إذا شددت عليها الرّواء، قال أبو منصور:
أنشدني أعرابي وهو يعاكمني:
ريّا تميميّا على المزايد
وحكى الجوهري: رويت من الماء، بالكسر، أروى ريّا وريّا وروى مثل رضى: وهي مدينة مشهورة من أمّهات البلاد وأعلام المدن كثيرة الفواكه والخيرات، وهي محطّ الحاجّ على طريق السابلة وقصبة بلاد الجبال، بينها وبين نيسابور مائة وستون فرسخا وإلى قزوين سبعة وعشرون فرسخا ومن قزوين إلى أبهر اثنا عشر فرسخا ومن أبهر إلى زنجان خمسة عشر فرسخا، قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة الريّ طولها خمس وثمانون درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وست وثلاثون دقيقة، وارتفاعها سبع وسبعون تحت ثماني عشرة درجة من السرطان خارجة من الإقليم الرابع داخلة في الإقليم الخامس، يقابلها مثلها من الجدي في قسمة النسر الطائر ولها شركة في الشعرى والغميصاء رأس الغول من قسمة سعد بلع، ووجدت في بعض تواريخ الفرس أن كيكاوس كان قد عمل عجلة وركّب عليها آلات ليصعد إلى السماء فسخر الله الريح حتى علت به إلى السحاب ثمّ ألقته فوقع في بحر جرجان، فلمّا قام كيخسرو بن سياوش بالملك حمل تلك العجلة وساقها ليقدم بها إلى بابل، فلمّا وصل إلى موضع الريّ قال الناس: بريّ آمد كيخسرو، واسم العجلة بالفارسيّة ريّ، وأمر بعمارة مدينة هناك فسميت الريّ بذلك، قال العمراني: الرّي بلد بناه فيروز ابن يزدجرد وسمّاه رام فيروز، ثمّ ذكر الرّي المشهورة بعدها وجعلهما بلدتين، ولا أعرف الأخرى، فأمّا الرّي المشهورة فإنّي رأيتها، وهي مدينة عجيبة الحسن مبنية بالآجر المنمق المحكم الملمع بالزرقة
مدهون كما تدهن الغضائر في فضاء من الأرض، وإلى جانبها جبل مشرف عليها أقرع لا ينبت فيه شيء، وكانت مدينة عظيمة خرب أكثرها، واتفق أنّني اجتزت في خرابها في سنة 617 وأنا منهزم من التتر فرأيت حيطان خرابها قائمة ومنابرها باقية وتزاويق الحيطان بحالها لقرب عهدها بالخراب إلّا أنّها خاوية على عروشها، فسألت رجلا من عقلائها عن السبب في ذلك فقال: أمّا السبب فضعيف ولكن الله إذا أراد أمرا بلغه، كان أهل المدينة ثلاث طوائف: شافعية وهم الأقل، وحنفية وهم الأكثر، وشيعة وهم السواد الأعظم، لأن أهل البلد كان نصفهم شيعة وأما أهل الرستاق فليس فيهم إلّا شيعة وقليل من الحنفيين ولم يكن فيهم من الشافعيّة أحد، فوقعت العصبيّة بين السنّة والشيعة فتضافر عليهم الحنفية والشافعيّة وتطاولت بينهم الحروب حتى لم يتركوا من الشيعة من يعرف، فلمّا أفنوهم وقعت العصبيّة بين الحنفية والشافعيّة ووقعت بينهم حروب كان الظفر في جميعها للشافعيّة هذا مع قلّة عدد الشافعيّة إلّا أن الله نصرهم عليهم، وكان أهل الرستاق، وهم حنفية، يجيئون إلى البلد بالسلاح الشاك ويساعدون أهل نحلتهم فلم يغنهم ذلك شيئا حتى أفنوهم، فهذه المحالّ الخراب التي ترى هي محالّ الشيعة والحنفية، وبقيت هذه المحلة المعروفة بالشافعية وهي أصغر محالّ الرّيّ ولم يبق من الشيعة والحنفية إلّا من يخفي مذهبه، ووجدت دورهم كلها مبنية تحت الأرض ودروبهم التي يسلك بها إلى دورهم على غاية الظلمة وصعوبة المسلك، فعلوا ذلك لكثرة ما يطرقهم من العساكر بالغارات ولولا ذلك لما بقي فيها أحد، وقال الشاعر يهجو أهلها:
الرّيّ دار فارغه ... لها ظلال سابغة
على تيوس ما لهم ... في المكرمات بازغه
لا ينفق الشّعر بها ... ولو أتاها النّابغه
وقال إسماعيل الشاشي يذمّ أهل الرّيّ:
تنكّب حدّة الأحد ... ولا تركن إلى أحد
فما بالرّيّ من أحد ... يؤهل لاسم الأحد
وقد حكى الاصطخري أنّها كانت أكبر من أصبهان لأنّه قال: وليس بالجبال بعد الريّ أكبر من أصبهان، ثمّ قال: والرّيّ مدينة ليس بعد بغداد في المشرق أعمر منها وإن كانت نيسابور أكبر عوصة منها، وأمّا اشتباك البناء واليسار والخصب والعمارة فهي أعمر، وهي مدينة مقدارها فرسخ ونصف في مثله، والغالب على بنائها الخشب والطين، قال: وللرّيّ قرى كبار كلّ واحدة أكبر من مدينة، وعدّد منها قوهذ والسّدّ ومرجبى وغير ذلك من القرى التي بلغني أنها تخرج من أهلها ما يزيد على عشرة آلاف رجل، قال: ومن رساتيقها المشهورة قصران الداخل والخارج وبهزان والسن وبشاويه ودنباوند، وقال ابن الكلبي: سميت الريّ بريّ رجل من بني شيلان ابن أصبهان بن فلوج، قال: وكان في المدينة بستان فخرجت بنت ريّ يوما إليه فإذا هي بدرّاجة تأكل تينا، فقالت: بور انجير يعني أن الدّرّاجة تأكل تينا، فاسم المدينة في القديم بورانجير ويغيره أهل الرّيّ فيقولون بهورند، وقال لوط بن يحيى:
كتب عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، إلى عمار بن ياسر وهو عامله على الكوفة بعد شهرين من فتح
نهاوند يأمره أن يبعث عروة بن زيد الخيل الطائي إلى الرّيّ ودستبى في ثمانية آلاف، ففعل وسار عروة لذلك فجمعت له الديلم وأمدوا أهل الرّيّ وقاتلوه فأظهره الله عليهم فقتلهم واستباحهم، وذلك في سنة 20 وقيل في سنة 19، وقال أبو نجيد وكان مع المسلمين في هذه الوقائع:
دعانا إلى جرجان والرّيّ دونها ... سواد فأرضت من بها من عشائر
رضينا بريف الرّيّ والرّيّ بلدة ... لها زينة في عيشها المتواتر
لها نشز في كلّ آخر ليلة ... تذكّر أعراس الملوك الأكابر
قال جعفر بن محمد الرازي: لما قدم المهديّ الرّيّ في خلافة المنصور بنى مدينة الرّيّ التي بها الناس اليوم وجعل حولها خندقا وبنى فيها مسجدا جامعا، وجرى ذلك على يد عمار بن أبي الخصيب، وكتب اسمه على حائطها، وتمّ عملها سنة 158، وجعل لها فصيلا يطيف به فارقين آجر، والفارقين: الخندق، وسمّاها المحمديّة، فأهل الرّيّ يدعون المدينة الداخلة المدينة ويسمون الفصيل المدينة الخارجة والحصن المعروف بالزينبدى في داخل المدينة المعروفة بالمحمدية، وقد كان المهدي أمر بمرمّته ونزله أيّام مقامه بالرّيّ، وهو مطلّ على المسجد الجامع ودار الإمارة، ويقال: الذي تولّى مرمّته وإصلاحه ميسرة التغلبي أحد وجوه قواد المهدي، ثمّ جعل بعد ذلك سجنا ثمّ خرب فعمره رافع بن هرثمة في سنة 278 ثمّ خرّبه أهل الرّيّ بعد خروج رافع عنها، قال:
وكانت الرّيّ تدعى في الجاهليّة أزارى فيقال إنّه خسف بها، وهي على اثني عشر فرسخا من موضع الرّيّ اليوم على طريق الخوار بين المحمدية وهاشمية الرّيّ، وفيها أبنية قائمة تدل على أنّها كانت مدينة عظيمة، وهناك أيضا خراب في رستاق من رساتيق الرّيّ يقال له البهزان، بينه وبين الرّيّ ستة فراسخ يقال إن الرّيّ كانت هناك، والناس يمضون إلى هناك فيجدون قطع الذهب وربّما وجدوا لؤلؤا وفصوص ياقوت وغير ذلك من هذا النوع، وبالرّيّ قلعة الفرّخان، تذكر في موضعها، ولم تزل قطيعة الرّيّ اثني عشر ألف ألف درهم حتى اجتاز بها المأمون عند منصرفه من خراسان يريد مدينة السلام فلقيه أهلها وشكوا إليه أمرهم وغلظ قطيعتهم فأسقط عنهم منها ألفي ألف درهم وأسجل بذلك لأهلها، وحكى ابن الفقيه عن بعض العلماء قال: في التوراة مكتوب الرّيّ باب من أبواب الأرض وإليها متجر الخلق، وقال الأصمعي: الرّيّ عروس الدنيا وإليه متجر الناس، وهو أحد بلدان الأرض، وكان عبيد الله ابن زياد قد جعل لعمر بن سعد بن أبي وقاص ولاية الرّيّ إن خرج على الجيش الذي توجّه لقتال الحسين ابن عليّ، رضي الله عنه، فأقبل يميل بين الخروج وولاية الرّيّ والقعود، وقال:
أأترك ملك الرّيّ والرّيّ رغبة، ... أم ارجع مذموما بقتل حسين
وفي قتله النار التي ليس دونها ... حجاب وملك الرّيّ قرّة عين
فغلبه حبّ الدنيا والرياسة حتى خرج فكان من قتل الحسين، رضي الله عنه، ما كان. وروي عن جعفر الصادق، رضي الله عنه، أنّه قال: الرّيّ وقزوين وساوة ملعونات مشؤومات، وقال إسحاق بن سليمان: ما رأيت بلدا أرفع للخسيس من الرّيّ،
وفي أخبارهم: الريّ ملعونة وتربتها تربة ملعونة ديلمية وهي على بحر عجاج تأبى أن تقبل الحق، والرّيّ سبعة عشر رستاقا منها دنباوند وويمة وشلمبة، حدث أبو عبد الله بن خالويه عن نفطويه قال: قال رجل من بني ضبّة وقال المدائني:
فرض لأعرابي من جديلة فضرب عليه البعث إلى الري وكانوا في حرب وحصار، فلمّا طال المقام واشتدّ الحصار قال الأعرابي: ما كان أغناني عن هذا! وأنشأ يقول:
لعمري لجوّ من جواء سويقة ... أسافله ميث وأعلاه أجرع
به العفر والظّلمان والعين ترتعي ... وأمّ رئال والظّليم الهجنّع
وأسفع ذو رمحين يضحي كأنّه ... إذا ما علا نشزا، حصان مبرقع
أحبّ إلينا أن نجاور أهلنا ... ويصبح منّا وهو مرأى ومسمع
من الجوسق الملعون بالرّيّ كلّما ... رأيت به داعي المنيّة يلمع
يقولون: صبرا واحتسب! قلت: طالما ... صبرت ولكن لا أرى الصبر ينفع
فليت عطائي كان قسّم بينهم ... وظلّت بي الوجناء بالدّوّ تضبع
كأنّ يديها حين جدّ نجاؤها ... يدا سابح في غمرة يتبوّع
أأجعل نفسي وزن علج كأنّما ... يموت به كلب إذا مات أجمع؟
والجوسق الملعون الذي ذكره ههنا هو قلعة الفرّخان، وحدث أبو المحلّم عوف بن المحلم الشيباني قال: كانت لي وفادة على عبد الله بن طاهر إلى خراسان فصادفته يريد المسير إلى الحجّ فعادلته في العماريّة من مرو إلى الريّ، فلمّا قاربنا الرّيّ سمع عبد الله بن طاهر ورشانا في بعض الأغصان يصيح، فأنشد عبد الله بن طاهر متمثلا بقول أبي كبير الهذلي:
ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر، ... وغصنك ميّاد، ففيم تنوح؟
أفق لا تنح من غير شيء، فإنّني ... بكيت زمانا والفؤاد صحيح
ولوعا فشطّت غربة دار زينب، ... فها أنا أبكي والفؤاد جريح
ثمّ قال: يا عوف أجز هذا، فقلت في الحال:
أفي كلّ عام غربة ونزوح؟ ... أما للنّوى من ونية فنريح؟
لقد طلّح البين المشتّ ركائبي، ... فهل أرينّ البين وهو طليح؟
وأرّقني بالرّيّ نوح حمامة، ... فنحت وذو الشجو القديم ينوح
على أنّها ناحت ولم تذر دمعة، ... ونحت وأسراب الدّموع سفوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهما، ... ومن دون أفراخي مهامه فيح
عسى جود عبد الله أن يعكس النوى ... فتضحي عصا الأسفار وهي طريح
فإنّ الغنى يدني الفتى من صديقه، ... وعدم الغنى بالمقترين نزوح
فأخرج رأسه من العمارية وقال: يا سائق ألق زمام البعير، فألقاه فوقف ووقف الخارج ثمّ دعا بصاحب
بيت ماله فقال: كم يضمّ ملكنا في هذا الوقت؟
فقال: ستين ألف دينار، فقال: ادفعها إلى عوف، ثمّ قال: يا عوف لقد ألقيت عصا تطوافك فارجع من حيث جئت، قال: فأقبل خاصة عبد الله عليه يلومونه ويقولون أتجيز أيّها الأمير شاعرا في مثل هذا الموضع المنقطع بستين ألف دينار ولم تملك سواها! قال: إليكم عني فإنّي قد استحييت من الكرم أن يسير بي جملي وعوف يقول: عسى جود عبد الله، وفي ملكي شيء لا ينفرد به، ورجع عوف إلى وطنه فسئل عن حاله فقال: رجعت من عند عبد الله بالغنى والراحة من النوى، وقال معن بن زائدة الشيباني:
تمطّى بنيسابور ليلي وربّما ... يرى بجنوب الرّيّ وهو قصير
ليالي إذ كلّ الأحبّة حاضر، ... وما كحضور من تحب سرور
فأصبحت أمّا من أحبّ فنازح ... وأمّا الألى أقليهم فحضور
أراعي نجوم اللّيل حتى كأنّني ... بأيدي عداة سائرين أسير
لعلّ الذي لا يجمع الشمل غيره ... يدير رحى جمع الهوى فتدور
فتسكن أشجان ونلقى أحبّة، ... ويورق غصن للشّباب نضير
ومن أعيان من ينسب إليها أبو بكر محمد بن زكرياء الرازي الحكيم صاحب الكتب المصنفة، مات بالرّيّ بعد منصرفه من بغداد في سنة 311، عن ابن شيراز، ومحمد بن عمر بن هشام أبو بكر الرازي الحافظ المعروف بالقماطري، سمع وروى وجمع، قال أبو بكر الإسماعيلي: حدّثني أبو بكر محمد بن عمير الرازي الحافظ الصدوق بجرجان، وربّما قال الثقة المأمون، سكن مرو ومات بها في سنة نيف وتسعين ومائتين، وعبد الرحمن بن محمد بن إدريس أبو محمد ابن أبي حاتم الرازي أحد الحفّاظ، صنف الجرح والتعديل فأكثر فائدته، رحل في طلب العلم والحديث فسمع بالعراق ومصر ودمشق، فسمع من يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والربيع بن سليمان والحسن بن عرفة وأبيه أبي حاتم وأبي زرعة الرازي وعبد الله وصالح ابني أحمد بن حنبل وخلق سواهم، وروى عنه جماعة أخرى كثيرة، وعن أبي عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا أحمد محمد بن محمد ابن أحمد بن إسحاق الحاكم الحافظ يقول: كنت بالرّيّ فرأيتهم يوما يقرؤون على محمد بن أبي حاتم كتاب الجرح والتعديل، فلمّا فرغوا قلت لابن عبدويه الورّاق: ما هذه الضحكة؟ أراكم تقرؤون كتاب التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري عن شيخكم على هذا الوجه وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم! فقال: يا أبا محمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما هذا الكتاب قالا هذا علم حسن لا يستغنى عنه ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا أبا محمد عبد الرحمن الرازي حتى سألهما عن رجل معه رجل وزادا فيه ونقصا منه، ونسبه عبد الرحمن الرازي، وقال أحمد بن يعقوب الرازي: سمعت عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي يقول: كنت مع أبي في الشام في الرحلة فدخلنا مدينة فرأيت رجلا واقفا على الطريق يلعب بحيّة ويقول: من يهب لي درهما حتى أبلع هذه الحيّة؟ فالتفت إليّ أبي وقال: يا بني احفظ دراهمك فمن أجلها تبلع الحيّات! وقال أبو يعلى الخليل بن عبد الرحمن بن أحمد الحافظ القزويني: أخذ عبد الرحمن بن أبي حاتم علم أبيه وعلم أبي زرعة وصنّف
منه التصانيف المشهورة في الفقه والتواريخ واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار، وكان من الأبدال ولد سنة 240، ومات سنة 327، وقد ذكرته في حنظلة وذكرت من خبره هناك زيادة عمّا ههنا، وإسماعيل بن عليّ بن الحسين بن محمد بن زنجويه أبو سعد الرازي المعروف بالسمّان الحافظ، كان من المكثرين الجوّالين، سمع من نحو أربعة آلاف شيخ، سمع ببغداد أبا طاهر المخلص ومحمد بن بكران بن عمران، روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو علي الحداد الأصبهاني وغيرهما، مات في الرابع والعشرين من شعبان سنة 445، وكان معتزليّا، وصنف كتبا كثيرة ولم يتأهّل قط، وكان فيه دين وورع، ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجنيد أبو الحسين الرازي والد تمام بن محمد الرازي الحافظان ويعرف في الرّيّ بأبي الرستاقي، سمع ببلده وغيره وأقام بدمشق وصنف، وكان حافظا ثقة مكثرا، مات سنة 347، وابنه تمام بن محمد الحافظ، ولد بدمشق وسمع بها من أبيه ومن خلق كثير وروى عنه خلق، وقال أبو محمد بن الأكفاني: أنبأنا عبد العزيز الكناني قال: توفي شيخنا وأستاذنا تمام الرازي لثلاث خلون من المحرم سنة 414، وكان ثقة مأمونا حافظا لم أر أحفظ منه لحديث الشاميّين، ذكر أن مولده سنة 303، وقال أبو بكر الحداد: ما لقينا مثله في الحفظ والخبر، وقال أبو علي الأهوازي:
كان عالما بالحديث ومعرفة الرجال ما رأيت مثله في معناه، وأبو زرعة أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم ابن الحكم بن عبد الله الحافظ الرازي، قال الحافظ أبو القاسم: قدم دمشق سنة 347 فسمع بها أبا الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرازي والد تمام، وبنيسابور أبا حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال وأبا الحسن علي بن أحمد الفارسي ببلخ وأبا عبد الله بن مخلد ببغداد وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين الصابوني بمصر وعمر بن إبراهيم بن الحدّاد بتنّيس وأبا عبد الله المحاملي وأبا العباس الأصمّ، وحدث بدمشق في تلك السنة فروى عنه تمام وعبد الرحمن بن عمر بن نصر والقاضيان أبو عبد الله الحسين بن محمد الفلّاكي الزّنجاني وأبو القاسم التنوخي وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد الجارودي الحافظ وحمزة بن يوسف الخرقاني وأبو محمد إبراهيم بن محمد بن عبد الله الزنجاني الهمداني وعبد الغني بن سعيد والحاكم أبو عبد الله وأبو العلاء عمر بن علي الواسطي وأبو زرعة روح بن محمد الرازي ورضوان بن محمد الدّينوري، وفقد بطريق مكّة سنة 375، وكان أهل الريّ أهل سنّة وجماعة إلى أن تغلب أحمد بن الحسن المارداني عليها فأظهر التشيع وأكرم أهله وقرّبهم فتقرّب إليه الناس بتصنيف الكتب في ذلك فصنف له عبد الرحمن بن أبي حاتم كتابا في فضائل أهل البيت وغيره، وكان ذلك في أيّام المعتمد وتغلبه عليها في سنة 275، وكان قبل ذلك في خدمة كوتكين ابن ساتكين التركي، وتغلب على الرّيّ وأظهر التشيع بها واستمرّ إلى الآن، وكان أحمد بن هارون قد عصى على أحمد بن إسماعيل الساماني بعد أن كان من أعيان قواده وهو الذي قتل محمد بن زيد الراعي فتبعه أحمد بن إسماعيل إلى قزوين فدخل أحمد بن هارون بلاد الديلم وأيس منه أحمد بن إسماعيل فرجع فنزل بظاهر الري ولم يدخلها، فخرج إليه أهلها وسألوه أن يتولّى عليهم ويكاتب الخليفة في ذلك ويخطب ولاية الرّيّ، فامتنع وقال: لا أريدها لأنّها
مشؤومة قتل بسببها الحسين بن علي، رضي الله عنهما، وتربتها ديلمية تأبى قبول الحقّ وطالعها العقرب، وارتحل عائدا إلى خراسان في ذي الحجة سنة 289، ثمّ جاء عهده بولاية الرّيّ من المكتفي وهو بخراسان، فاستعمل على الرّيّ من قبله ابن أخيه أبا صالح منصور بن إسحاق بن أحمد بن أسد فوليها ستّ سنين، وهو الذي صنف له أبو بكر محمد بن زكرياء الرازي الحكيم كتاب المنصوري في الطبّ، وهو الكنّاشة، وكان قدوم منصور إليها في سنة 290، والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب.

رَحْرَحانُ

رَحْرَحانُ:
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وتكرير الراء والحاء المهملة، وآخره نون، وشيء رحراح أي فيه سعة ورقّة، وعيش رحراح أي واسع، ورحرحان: اسم جبل قريب من عكاظ خلف عرفات قيل هو لغطفان، وكان فيه يومان للعرب أشهرهما الثاني، وهو يوم لبني عامر بن صعصعة على بني تميم أسر فيه معبد بن زرارة أخو حاجب بن زرارة رئيس بني تميم، وكان سببه أن الحارث بن ظالم قتل خالد بن جعفر ثمّ أتى بني فزارة بن عدس فاستجارهم فأجاره معبد بن زرارة فخرج الأحوص ابن جعفر ثائرا بأخيه خالد فالتقوا برحرحان فهزم بنو تميم، وقال عوف بن عطيّة التميمي:
هلّا فوارس رحرحان هجرتهم ... عشرا تناوح في سرارة وادي
يعني لقيط بن زرارة وكان قد انهزم عن أخيه يومئذ، قال جرير:
أتنسون يومي رحرحان كليهما، ... وقد أشرع القوم الوشيج المؤمّرا
تركتم بوادي رحرحان نساءكم، ... ويوم الصّفا لاقيتم الشعب أوعرا
سمعتم بني مجد دعوا يال عامر، ... فكنتم نعاما بالحزيز منفّرا
وأسلمتم لابني أسيدة حاجبا، ... ولاقى لقيطا حتفه فتقطّرا
وأسلمت القلحاء للقوم معبدا ... يجاذب مخموسا من القدّ أسمرا
ومعبد أسر يوم رحرحان الثاني فمات في أيدي بني عامر أسيرا لم يفلت، فعيرت العرب حاجبا وقومه لذلك.

دَيرُ نَهيَا

دَيرُ نَهيَا:
ونهيا بالجيزة من أرض مصر، وديرها هذا من أحسن الديارات بمصر وأنزهها وأطيبها موضعا وأجلّها موقعا، عامر برهبانه وسكانه، وله في النيل منظر عجيب لأن الماء يحيط به من جميع جهاته فإذا انصرف الماء وزرع أظهرت أراضيه أنواع الأزهار، وله خليج يجتمع فيه أنواع الطيور فهو متصيّد أيضا، ولابن البصري فيه يذكره:
يا من إذا سكر النديم بكأسه ... غريت لواحظه بسكر الفيّق
طلع الصباح فأسقني تلك التي ... ظلمت فشبّه لونها بالزيبق
والق الصّبوح بنور وجهك، إنه ... لا يلتقي الفرحان حتى يلتقي
قلبي الذي لم يبق فيه هواكم ... إلا صبابة نار شوق قد بقي
أو ما ترى وجه الربيع وقد زهت ... أزهاره ببهاره المتألق
وتجاوبت أطياره وتبسمت ... أشجاره عن ثغر دهر مونق
والبدر في وسط السماء كأنه ... وجه منير في قباء أزرق
يا للديارات الملاح وما بها ... من طيب يوم مرّ لي متشوق
أيام كنت وكان لي شغل بها، ... وأسير شوق صبابتي لم يطلق
يا دير نهيا ما ذكرتك ساعة ... إلا تذكرت السواد بمفرقي
والدهر غضّ والزمان مساعد، ... ومقامنا ومبيتنا بالجوسق
يا دير نهيا إن ذكرت فإنني ... أسعى إليك على الخيول السّبّق
وإذا سئلت عن الطيور وصيدها ... وجنوسها فاصدق وإن لم تصدق
فالغرّ فالكروان فالفارور إذ ... يشجيك في طيرانه المتحلق
أشهدت حرب الطير في غيطانه ... لما تجوّق منه كلّ مجوّق
والزمج والغضبان في رهط له ... ينحطّ بين مرعّد ومبرّق
ورأيت للبازيّ سطوة موسر، ... ولغيره ذلّ الفقير المملق
كم قد صبوت بغرّني في شرّتي، ... وقطعت أيامي برمي البندق
وخلعت في طلب المجون حبائلي ... حتى نسبت إلى فعال الأخرق
ومهاجر ومنافر ومكابر ... قلق الفواد به وإن لم يقلق
لو عاين التّفاح حمرة خده ... لصبا إلى ديباج ذاك الرّونق
يا حامل السيف الغداة وطرفه ... أمضى من السيف الحسام المطلق
لا تقطعنّ يد الجفاء حبائلي ... قطع الغلام العود بالإستبرق

دَيرُ الرُّصافَة

دَيرُ الرُّصافَة:
هو في رصافة هشام بن عبد الملك التي بينها وبين الرقّة مرحلة للحمالين، وسنذكرها في بابها، وأما هذا الدير فأنا رأيته، وهو من عجائب الدنيا حسنا وعمارة، وأظن أنّ هشاما بنى عنده مدينته وأنه قبلها، وفيه رهبان ومعابد، وهو في وسط البلد، وقد ذكر صاحب كتاب الديرة أنه بدمشق ما أرى إلّا أنه غلط منه، وبين الرصافة هذه ودمشق ثمانية أيام، وقد اجتاز أبو نواس بهذا الدير وقال فيه:
ليس كالدير بالرّصافة دير، ... فيه ما تشتهي النفوس وتهوى
بتّه ليلة، فقضّيت أوطا ... را، ويوما ملأت قطريه لهوا
وكان المتوكل على الله في اجتيازه إلى دمشق قد وجد في حائط من حيطان الدير رقعة ملصقة مكتوب فيها هذه الأبيات:
أيا منزلا بالدير أصبح خاليا، ... تلاعب فيه شمأل ودبور
كأنك لم تسكنك بيض أوانس، ... ولم تتبختر في فنائك حور
وأبناء أملاك غياشم سادة، ... صغيرهم عند الأنام كبير
إذا لبسوا أدراعهم فعنابس، ... وإن لبسوا تيجانهم فبدور
على أنهم يوم اللقاء ضراغم، ... وأنهم يوم النّوال بحور
ولم يشهد الصهريج، والخيل حوله، ... عليه فساطيط لهم وخدور
هذا شاهد على أنّ هذا الدير ليس بدمشق لأن دمشق أكثر بلاد الله أمواها، فأي حاجة بهم إلى الصهريج وإنما الصهريج في الرصافة التي قرب الرّقة، شاهدت بها عدة صهاريج عادية محكمة البناء، ويشرب أهل البلد والدير منها، وهي في وسط السور.
وحولك رايات لهم وعساكر، ... وخيل لها بعد الصهيل شخير
ليالي هشام بالرصافة قاطن، ... وفيك ابنه، يا دير، وهو أمير
إذا العيش غضّ والخلافة لدنة، ... وأنت طرير والزمان غرير
وروضك مرتاض، ونورك نيّر، ... وعيش بني مروان فيك نضير
بلى! فسقاك الله صوب سحائب، ... عليك بها بعد الرواح بكور
تذكّرت قومي بينها فبكيتهم ... بشجو، ومثلي بالبكاء جدير
لعلّ زمانا جار يوما عليهم ... لهم بالذي تهوى النفوس يدور
فيفرح محزون وينعم بائس، ... ويطلق من ضيق الوثاق أسير
رويدك! إنّ اليوم يتبعه غد، ... وإن صروف الدائرات تدور
فارتاع المتوكل عند قراءتها واستدعى الديرانيّ وسأله عنها، فأنكر أن يكون علم من كتبها، فهمّ بقتله فسأله الندماء فيه وقالوا: ليس ممن يتّهم بميل إلى دولة دون دولة، فتركه، ثم بان أنّ الأبيات من شعر رجل من ولد روح بن زنباع الجذامي من أخوال ولد هشام بن عبد الملك.

دَير ابن عامر

دَير ابن عامر:
لا أعرف موضعه إلا أنه جاء في شعر عياش الضّبّي اللّص، وقيل التّيّحان العكلي:
ألم ترني بالدير، دير ابن عامر، ... زللت، وزلّات الرجال كثير
فلولا خليل خانني وأمنته، ... وجدّك، لم يقدر عليّ أمير
فإني قد وطّنت نفسي لما ترى، ... وقلبك يا ابن الطّيلسان يطير
كفى حزنا في الصدر أن عوائدي ... حجبن، وأني في الحديد أسير
فأجابه ابن الطيلسان بأبيات، منها:
وأحموقة وطّنت نفسك خاليا ... لها، وحماقات الرجال كثير

دُومَةُ الجندَل

دُومَةُ الجندَل:
بضم أوله وفتحه، وقد أنكر ابن دريد الفتح وعدّه من أغلاط المحدّثين، وقد جاء في حديث الواقدي دوماء الجندل، وعدّها ابن الفقيه من أعمال المدينة، سمّيت بدوم بن إسماعيل بن إبراهيم، وقال الزّجاجي: دومان بن إسماعيل، وقيل: كان لإسماعيل ولد اسمه دما ولعله مغير منه، وقال ابن الكلبي: دوماء بن إسماعيل، قال:
ولما كثر ولد إسماعيل، عليه السلام، بتهامة خرج دوماء بن إسماعيل حتى نزل موضع دومة وبنى به حصنا فقيل دوماء ونسب الحصن إليه، وهي على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول، صلى الله عليه وسلّم، وقال أبو سعد: دومة الجندل في غائط من الأرض خمسة فراسخ، قال: ومن قبل مغربه عين تثجّ فتسقي ما به من النخل والزرع، وحصنها مارد، وسميت دومة الجندل لأن حصنها مبنيّ بالجندل، وقال أبو عبيد السكوني: دومة الجندل حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبلي طيّء كانت به بنو كنانة من كلب، قال: ودومة من القريات، من وادي القرى إلى تيماء أربع ليال، والقريات: دومة وسكاكة وذو القارة، فأما دومة فعليها سور يتحصن به، وفي داخل السور حصن منيع يقال له مارد، وهو حصن أكيدر الملك بن عبد الملك بن عبد الحيّ بن أعيا بن الحارث بن معاوية بن خلاوة بن أبامة بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور بن عفير وهو كندة السكوني الكندي، وكان النبي، صلى الله عليه وسلّم، وجّه إليه خالد بن الوليد من تبوك وقال له ستلقاه يصيد الوحش، وجاءت بقرة وحشية فحكّكت قرونها بحصنه فنزل إليها ليلا ليصيدها فهجم عليه خالد فأسره وقتل أخاه حسان بن عبد الملك وافتتحها خالد عنوة، وذلك في سنة تسع للهجرة، ثم إن النبي، صلى الله عليه وسلّم، صالح أكيدر على دومة وآمنه وقرّر عليه وعلى أهله الجزية، وكان نصرانيّا فأسلم أخوه حريث فأقرّه النبي، صلى الله عليه وسلّم، على ما في يده ونقض أكيدر الصلح بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، فأجلاه عمر، رضي الله عنه، من دومة فيمن أجلى من مخالفي دين الإسلام إلى الحيرة فنزل في موضع منها قرب عين التمر وبنى به منازل وسمّاها دومة، وقيل: دوماء باسم حصنه بوادي القرى، فهو قائم يعرف إلا أنه خراب، قال: وفي إجلاء عمر، رضي الله عنه، أكيدر يقول الشاعر:
يا من رأى ظعنا تحمّل غدوة ... من ال أكدر، شجوه يعنيني
قد بدّلت ظعنا بدار إقامة، ... والسير من حصن أشمّ حصين
وأهل كتب الفتوح مجمعون على أن خالد بن الوليد، رضي الله عنه، غزا دومة أيام أبي بكر، رضي الله عنه، عند كونه بالعراق في سنة 12، وقتل أكيدر لأنه كان نقض وارتدّ، وعلى هذا لا يصح أن عمر، رضي الله عنه، أجلاه وقد غزي وقتل في أيام أبي بكر، رضي الله عنه، وأحسن ما ورد في ذلك ما ذكره أحمد بن جابر في كتاب الفتوح له وأنا حاك جميع ما قاله على الوجه، قال: بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، خالد بن الوليد، رضي الله عنه، سنة تسع إلى أكيدر بن عبد الملك بدومة الجندل فأخذه أسيرا وقتل أخاه وقدم بأكيدر على النبي، صلى الله عليه وسلّم، وعليه قباء ديباج بالذهب، فأسلم أكيدر وصالح النبي، صلى الله عليه وسلّم، على أرضه وكتب له ولأهل دومة كتابا، وهو: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب محمد رسول الله لأكيدر حين أجاب إلى الإسلام وخلع الأنداد والأصنام، ولأهل دومة. إن لنا الضاحية من الضّحل والبور والمعامي وأغفال الأرض والحلقة والسلاح والحافر والحصن، ولكم الضامنة من النخل والمعين من المعمور لا تعدل سارحتكم ولا تعدّ فاردتكم ولا يحظر النبات، تقيمون الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة لحقها، عليكم بذلك عهد الله والميثاق ولكم به الصدق والوفاء، شهد الله ومن حضر من المسلمين، قيل: الضاحي البارز، والضّحل الماء القليل، والبور الأرض التي لم تستخرج، والمعامي الأرض المجهولة، والأغفال التي لا آثار فيها، والحلقة الدروع، والحافر الخيل والبراذين والبغال والحمير، والحصن دومة الجندل، والضامنة النخل الذي معهم في الحصن، والمعين الظاهر من الماء الدائم، وقوله: لا تعدل سارحتكم أي لا يصدّقها المصدّق إلا في مراعيها ومواضعها ولا يحشرها، وقوله: لا تعد فاردتكم أي لا تضم الفاردة إلى غيرها ثم يصدق الجميع فيجمع بين متفرّق الصدقة، ثم عاد أكيدر إلى دومة، فلما مات رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، منع أكيدر الصدقة وخرج من دومة الجندل ولحق بنواحي الحيرة وابتنى قرب عين التمر بناء وسماه دومة، وأسلم حريث بن عبد الملك أخوه على ما في يده فسلم له ذلك، فقال سويد بن الكلبي:
فلا يأمنن قوم زوال جدودهم ... كما زال عن خبث ظعائن أكدرا
وتزوّج يزيد بن معاوية ابنة حريث، وقيل إن خالدا لما انصرف من العراق إلى الشام مرّ بدومة الجندل التي غزاها أولا بعينها وفتحها وقتل أكيدر، قال: وقد روي أن أكيدر كان منزله أولا بدومة الحيرة، وهي كانت منازله، وكان يزورون أخوالهم من كلب، وإنه لمعهم وقد خرجوا للصيد إذ رفعت لهم مدينة متهدّمة لم يبق إلا حيطانها وهي مبنية بالجندل فأعادوا بناءها وغرسوا فيها الزيتون وغيره وسموها دومة الجندل تفرقة بينها وبين دومة الحيرة، وكان أكيدر يتردد بينها وبين دومة الحيرة، فهذا يزيل الاختلاف، وقد ذهب بعض الرواة إلى أن التحكيم بين عليّ ومعاوية كان بدومة الجندل، وأكثر الرواة على أنه كان بأذرح، وقد أكثر الشعراء في ذكر أذرح وأن التحكيم كان بها، ولم يبلغني شيء من الشعر في دومة إلا قول الأعور الشنّيّ وإن كان الوزن يستقيم بأذرح، وهو هذا:
رضينا بحكم الله في كل موطن، ... وعمرو وعبد الله مختلفان
وليس بهادي أمّة من ضلالة، ... بدومة، شيخا فتنة عميان
بكت عين من يبكى ابن عفّان، بعد ما ... نفا ورق الفرقان كلّ مكان
ثوى تاركا للحقّ متّبع الهوى، ... وأورث حزنا لاحقا بطعان
كلا الفتنتين كان حيّا وميّتا، ... يكادان لولا القتل يشتبهان
وقال أعشى بني ضور من عنزة:
أباح لنا، ما بين بصرى ودومة، ... كتائب منا يلبسون السّنورا
إذا هو سامانا، من الناس، واحد ... له الملك خلّا ملكه وتفطّرا
نفت مضر الحمراء عنا سيوفنا، ... كما طرد الليل النهار فأدبرا
وقال ضرار بن الأزور يذكر أهل الرّدة:
عصيتم ذوي ألبابكم وأطعتم ... ضجيما، وأمر ابن اللّقيطة أشأم
وقد يمّموا جيشا إلى أرض دومة، ... فقبّح من وفد وما قد تيمّموا
وقرأت في كتاب الخوارج: قال حدثنا محمد بن قلامة بن إسماعيل عن محمد بن زياد قال حدثنا محمد ابن عون قال حدثنا عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال مررت مع أبي موسى بدومة الجندل فقال: حدثني حبيبي أنه حكم في بني إسرائيل في هذا الموضع حكمان بالجور وأنه يحكم في أمتي في هذا المكان حكمان بالجور، قال: فما ذهبت إلا أيام حتى حكم هو وعمرو بن العاص بما حكما، قال:
فلقيته فقلت له يا أبا موسى قد حدثتني عن رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، بما حدثتني، فقال: والله المستعان.

وَحي

(وَحي)
إِلَيْهِ وَله (يحي) وَحيا أَشَارَ وَأَوْمَأَ وَكَلمه بِكَلَام يخفى على غَيره وَكتب إِلَيْهِ وَأمره وَالله إِلَيْهِ أرسل وألهمه وسخره وَالْقَوْم وحى صاحوا وَفُلَان الْكَلَام إِلَى فلَان وَحيا أَلْقَاهُ إِلَيْهِ وَالْكتاب كتبه والذبيحة ذَبحهَا ذبحا وَحيا سَرِيعا
وَحي
: (و ( {الوَحْيُ الإشارَةُ) . يقالُ:} وَحَيْتُ لكَ بخَبرِ كَذَا: أَي أَشَرْتُ وصَوَّتُّ بِهِ رُوَيْداً، نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَقَالَ الرَّاغبُ: الإشارَةُ السَّرِيعَةُ (والكِتابَةُ) ؛ وَمِنْه حديثُ الحارِثِ الأعْور: (قَالَ لَعلْقمَة: القُرْآنُ هَيِّنُ، الوَحْيُ أَشَدُّ مِنْهُ) ، أَرادَ بالقُرْآنِ القِراءَةَ، {وبالوَحْي الكِتابَةَ والخطَّ. يقالُ:} وَحَيْتُ الكِتابَ {وَحْياً فأنَا} واحٍ: وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للعجَّاج:
حَتَّى نَحَاهُمْ جَدُّنا والنَّاحِي
لقَدَرٍ كانَ وحَاه {الوَاحِي (و) } الوَحْيُ: (المَكْتُوبُ) ؛ وَفِي الصِّحاح: الكِتابُ.
(و) {الوَحْيُ: (الرِّسالَةُ.
(و) أَيْضاً: (الإلْهامُ والكَلامُ الخَفِيُّ، وكُلُّ مَا أَلْقَيْتَهُ إِلَى غَيْرِكَ) . يقالُ:} وَحَيْتُ إِلَيْهِ الكَلامَ، وَهُوَ أَنْ تكلِّمَهُ بكَلامٍ تخْفِيهِ؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي للعجَّاج:
{وحَى لَهَا القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ
وشَدَّها بالرَّاسِياتِ الثُّبَّتِوقال الحرالي: هُوَ إلْقاءُ المَعْنى فِي النَّفْسِ فِي خفاءٍ.
(و) } الوَحْيُ: (الصَّوْتُ يكونُ فِي النَّاسِ وغيرِهم) ؛ قالَ أَبو زبيدٍ:
مُرتَجِز الجَوفِ {بوَحْيٍ أَعْجَم (} كالوَحَى) ؛ قالَ الجَوْهري: هُوَ مِثْلُ الوَغَى؛ وأنْشَدَ: مَنَعْناكُم كَراء وجانِبَيْه
كَمَا مَنَعَ العَرِينُ {وَحَى اللُّهام ِوأنْشَدَ ابنُ الأعْرابي:
يَذُودُ بسَحْماوَيْنِ لَمْ يَتَفَلَّلا
وَحَى الذئْبِ عَن طَفْلٍ مَناسِمهُ نُحْلِوأَنْشَدَ القالِي للكُمَيْت:
وبَلْدَة لَا يَنالُ الذئْبُ أفرخها
وَلَا وَحى لولدة الدَّاعين عرعاروقالَ حُمَيْد:
كأَنَّ وَحَى الصّرْدانِ فِي جَوْفِ ضَالَّة
تَلَهْجَم لَحْيَيْه إِذا مَا تَرَنَّما (و) كَذلكَ (} الوَحَاةُ) بالهاءِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهري للراجزِ:
يَحْدُو بهَا كلُّ فَتًى هَيَّا تِتَلْقاهُ بَعْدَ الوَهْنِ ذَا {وحاةِ وهُنَّ نحوَ البيْتِ عامِداتِ قالَ الأَخْفَش: نَصَب عامِدَات على الحالِ.
وقالَ النَّضْر: سَمِعْتُ وَحاةَ الرَّعْدِ، وَهُوَ صوْتُه المَمْدودُ الخفيُّ، قالَ: والرَّعْدُ يَحيى وَحاةً؛ (ج) أَي جَمْعُ} الوَحْيِ بمعْنَى الكِتابِ، كَمَا فِي الصِّحاح، ( {وُحِيٌّ) ، كحَلْي وحُلِيَ، أَنْشَدَ الجَوْهري للبيدٍ:
فَمَدَافِعُ الرَّيَّاتِ عُرِّيَ رَسْمُها
خَلَقاً كَمَا ضَمِنَ} الوُحِيَّ سِلامُها أَرادَ: مَا يُكْتب فِي الحِجارَةِ ويُنْقَش عَلَيْهَا.
( {وأَوْحَى إِلَيْهِ: بَعَثَهُ) ؛ وَمِنْه الوَحْيُ إِلَى الأنْبياءِ، عَلَيْهِم السَّلَام.
قَالَ ابنُ الأعْرابي: يقالُ} أَوْحَى الرجلُ إِذا بَعَثَ برَسُولٍ ثقَةٍ إِلَى عبْدٍ مِن عَبيدِهِ ثِقَة، انتَهَى.
واللغةُ الفاشِيَةُ فِي القُرْآنِ أَوْحى بالألفِ والمَصْدَر والمُجَرَّد، ويَجوزُ فِي غَيْرِ القُرْآنِ {وَحَى إِلَيْهِ} وَحْياً، {والوَحْيُ مَا} يُوحِيه اللهاُ إِلَى أَنْبيائِه.
قَالَ ابنُ الأنْبارِي: سُمِّي {وَحْياً لأنَّ الملكَ أَسَرَّه عَن الخَلْق وخَصَّ بِهِ النَّبيَّ المَبْعوثَ إِلَيْهِ. (و) أَصْلُ} الإيحاءِ أنْ يَسرَّ بعضُهم إِلَى بعضٍ، كَمَا فِي قولهِ تَعَالَى: { {يُوحِي بعضُهم إِلَى بعضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُروراً} ؛ هَذَا أَصْلُ الحَرْف ثمَّ قُصِرَ أَوْحاهُ على مَعْنى (أَلْهَمَهُ) .
وقالَ أَبو إِسْحَق: أَصْلُ} الوَحْي فِي اللغةِ إعْلامٌ فِي خَفاءٍ، ولذلكَ صارَ الإلْهامُ يُسَمَّى {وَحْياً.
قَالَ الأزْهري: وكَذلكَ الإشارَةُ والإيماءُ يُسَمَّى وَحْياً، والكِتابَةُ تُسَمَّى وَحْياً، وقولهُ، عزَّ وجلَّ: {وَمَا كانَ لبَشَرٍ أَن يكلِّمَهُ ااُ إلاَّ وَحْياً أَو مِن وَراء حِجابٍ} مَعْناهُ إلاَّ أنْ} يُوحِي إِلَيْهِ! وَحْياً فيُعْلِمَه بمَا يَعْلمُ البَشَرُ أنَّه أَعْلَمَه، إمَّا إلْهاماً أَو رُؤْيا، وإمَّا أَن يُنْزل عَلَيْهِ كتابا كَمَا أُنْزِل على موسَى، أَو قُرآناً يُتْلى عَلَيْهِ كَمَا أنْزَله على سيِّدِنا مُحَمَّد، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكلُّ هَذَا إعْلامٌ وَإِن اخْتلَفَتْ أَسْبابُها والكَلامُ فِيهَا.
وَقَالَ الرَّاغبُ: أَصْلُ {الوَحْي الإشارَةُ السَّريعَةُ وذلكَ يكونُ بالكَلامِ على سَبيلِ الرَّمْز والتَّعْرِيضِ، ويكونُ بصَوْتٍ مُجرَّدٍ عَن التّرْكيبِ، وبإشارَةِ بعضِ الجَوارِح بالكِتابَةِ وغَيْر ذلكَ، ويقالُ للكَلِمَةِ الإلهيةِ الَّتِي تُلْقى إِلَى أَنْبيائِه وأَوْليائِه} وَحْيٌ، وذلكَ إمَّا برَسُولٍ مُشاهِد تُرى ذَاته ويُسْمع كَلامه كتَبْلِيغ جِبْريل فِي صُورَةٍ مُعَيَّنة، وإمَّا بِسَمَاع كَلام مِن غَيْر مُعاينةٍ كسماعِ موسَى كَلامَه تَعَالَى، وإمَّا بإلْقاء فِي الرَّوْعِ كَحَدِيث: (إنَّ جِبرْيل نَفَثَ فِي رَوْعي، وإمَّا بإلْهامٍ نَحْو { {وأَوْحَيْنا إِلَى أُمِّ موسَى} ، وإمَّا بتَسْخيرٍ نَحْو: {} وأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْل} ، وإمَّا بمَنامٍ كَمَا دلَّ عَلَيْهِ: حديثُ: (انْقَطَع {الوَحْيُ وبَقِيَت المُبَشِّرات رُؤْيا المُؤْمِن) .
(و) } أَوْحَتْ (نَفْسُهُ) : إِذا (وَقَعَ فِيهَا خَوْفٌ.
( {والوَحَى) ، كالفَتَى: (السَّيِّدُ الكبيرُ) مِن الرِّجالِ؛ قَالَ الشاعرُ:
وعَلِمْتُ أَني إِن عَلِقْتُ بحَبْلِه
نشِبَتْ يَدايَ إِلَى} وَحًى لم يَصْقَعِيريدُ: لم يَذْهَب عَن طريقِ المَكارِمِ، مُشْتقُّ مِن الصَّقْع. (و) {الوَحَى: (النَّارُ. و) قَالَ ثَعْلب: سأَلْتُ ابنَ الأعْرابي: مَا الوَحَى؟ قالَ: (المَلِكُ) ، فقلْتُ: ولمَ سُمِّي بذلكَ؟ قالَ: كأنَّه مِثْلُ النارِ يَنْفَعُ ويَضُرُّ.
(و) } الوَحَى: (العَجَلَةُ) ، يقولونَ: الوَحَى الوَحَى العَجلَةُ العَجَلَةُ.
(و) الوَحَى: (الإسْراعُ) .
وَفِي الصِّحاح والتَّهذِيب: السُّرعَةُ؛ قالَ الجَوْهرِي: يُقْصَرُ (ويُمَدُّ) . {والوَحَاء} الوَحَاء يَعْني البِدارَ البِدارَ واقْتَصَرَ الأزْهري على المَدِّ؛ والصَّحِيحُ أنَّهم إِذا جَمَعُوا بَيْنهما مَدّوا وقَصَرُوا، فَإِذا أَفْرَدُوه مَدُّوه وَلم يَقْصُروه؛ قَالَ أَبو النجْم:
يَفِيضُ عَنْهُ الرَّبْوُ من {وَحائِه ورُبَّما أَدْخَلوا الكافَ مَعَ الألفِ واللامِ، فَقَالُوا:} الوَحَاك {الوَحَاك، وتقدَّم أنَّهم يَقُولُونَ: النَّجا النَّجا والنَّجاء النَّجاء والنَّجَاك النَّجَاك والنَّجاءَك النَّجاءَك.
(} ووَحَى) بالشَّيءِ {وَحْياً؛ عَن ابْن القطَّاع.
(} وتَوَحَّى: أَسْرَعَ) . يقالُ: {تَوَحَّ يَا هَذَا، أَي أَسْرِع؛ وَهَذِه عَن الجَوْهري.
وَفِي الحديثِ: (إِذا أَرَدْت أَمْراً فتَدَبَّر عاقِبَتَه فَإِن كانتْ شرًّا فانْتَه وَإِن كَانَت خَيْراً} فتَوَحَّه) أَي أَسْرِع إِلَيْهِ، والهاءُ للسَّكْت.
(وشَيْءٌ {وَحِيٌّ) ، كغَنِيَ: (عَجِلٌ مُسْرِعٌ) .
قَالَ الرَّاغبُ: ولتَضَمَّن الوَحْي السُّرْعَة قيلَ: أَمْرٌ} وَحِيُّ أَي مُسْرِعٌ.
وَقَالَ الجَوْهرِي: مَوْتٌ! وَحِيٌّ: أَي سَرِيعٌ. ( {واسْتَوْحاهُ: حرَّكَهُ ودَعاهُ ليُرْسِلَهُ) ؛ وَمِنْه:} اسْتَوْحَيْتُ الكَلْبَ إِذا دَعَوْته لتُرْسِلَه على الصَّيْدِ؛ وكَذلكَ آسَدَه واسْتَوْشاهُ.
(و) {اسْتَوْحاهُ: (اسْتَفْهَمَهُ) ؛ عَن ابْن الأعْرابي.
(} ووَحَّاهُ {تَوْحِيَةً: عَجَّلَهُ) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} أَوْحَى إِلَيْهِ: كلَّمهُ بكَلامٍ يُخْفِيهِ وأَيْضاً: أَشارَ، كأَوْمَأَ ووَمَأَ؛ قيلَ: وَمِنْه {وَحيُ الأنْبياء؛ وأيْضاً: أَمَر، وَبِه فُسِّر قولهُ تَعَالَى: {وإذْ} أَوْحَيْتُ إِلَى الحَوارِيِّينَ} ، أَي أَمَرْت؛ وأَيْضاً؛ كَتَبَ، نقلَهُ الجَوْهرِي.
{ووَحَى القَوْمُ وَحْياً وأَوْحوا: صَاحُوا.
} وأَوْحَى: كلَّمَ عبْدَه بِلا رَسُولٍ.
وأَوْحَى: إِذا صارَ مَلِكاً بَعْد فَقْر.
{وأَوْحَى} ووَحَى {وأَحَى: إِذا ظَلَمَ فِي سُلْطانِه.
وقَرَأَ جُؤَيَّة الأسَدِي: قُل} أُحِيَ إليَّ من وَحَيْتُ، هَمَز الْوَاو.
{والوَحاةُ: صَوْتُ الطائِرِ، هَكَذَا خَصَّه ابنُ الأعْرابي.
} ووَحَّى ذَبيحَتَه {تَوْحِيةً: ذَبَحَها ذَبْحاً سَرِيعاً؛ قَالَ الجَعْدِي:
أَسِيرانِ مَكْبُولانِ عندَ ابنِ جعْفَرٍ
وآخرُ قد} وحَّيْتُمُوه مُشاغِبُ {واسْتَوحاهُ: اسْتَصْرَخَه؛ وأَيْضاً اسْتَعْجَلَه.
} والإيحاءُ: البُكاءُ. يقالُ: هُوَ {يُوحِي أَباهُ، أَي يَبْكِيهِ.
} والنائِحَةُ! تُوحِي الميِّت: تَنُوحُ عَلَيْهِ؛ قَالَ الشاعرُ:
{تُوحِي بحالِ أَبيها وَهُوَ مُتَّكِيءٌ
على سِنانٍ كأَنْفِ النّسْرِ مَفْتُوق ويقالُ:} اسْتَوْحِ لنا بَني فلانٍ مَا خَبَرُهم: أَي اسْتَخْبِرهم؛ هَكَذَا نقلَهُ الأزْهري عَن ابنِ السِّكِّيت بالحاءِ المُهْملَةِ؛ وَكَذَا الزَّمَخْشري وغيرِهِما. وأَوْرَدَه الجَوْهري فِي الَّذِي يَلِيه، وتَبِعَه المصنِّفُ كَمَا سَيَأْتي.
وقالَ ابنُ كَثْوة: مِن أَمْثالِهم: إنَّ مَنْ لَا يَعْرِف {الوَحَى أَحْمَقُ.
يقالُ للَّذي} يُتَواحَى دُونه بالشيءِ.
وَقَالَ أَبو زيْدٍ: مِن أَمْثالِهم: {وَحْيٌ فِي حَجَر، يُضْرَبُ لمَنْ يَكْتُم سِرَّه.
قَالَ الأزْهرِي: وَقد يُضْرَبُ للشيءِ الظاهِر البَيِّن.
يقالُ:} كالوَحْي فِي الحَجرِ إِذا نُقِرَ فِيهِ؛ وَمِنْه قولُ زُهَيْر:
كالوَحْي فِي حَجَرِ المَسِيل المُخْلِدِ {وأَوْحَى العَمَل: أَسْرَع فِيهِ؛ عَن ابْن القطَّاع.

غلَّ

غلَّ: غَلَّ: حسد، غار من، نَفِس على (فوك، ألكالا).
غَلَّل= غَلَّ في قولهم: غَلَّ المفاوز. (عباد 3: 78).
غَلَّل: غلَّ، وضع في يده أو عنقه الغُلّ وهو طوق من حديد أو جلد يجعل في عنق الــأسير أو المجرم أو في أيديهما. (فوك، ابن العوام 2: 296، ألف ليلة 1: 91).
غَلَّل: ألبسة الغِلالة وهي ثوب رقيق. (فوك).
أَغَلّ. أغلّ على فلان: حقد عليه، وكان في قلبه عليه غِلّ وهو العداوة والحقد الكامن. ففي حيّان (ص58 و): وهم معلون (مُغِلُّون) عليه مرتصدون لِغْرّته.
تَغَلَّل: لبس الغِلالَة وهي ثوبٌ رقيق يلبس تحت الدثار. (فوك).
انْغَلَّ: حُسِد، حُقد وهي الدَخْل من كراء دار أو ريْع أرض. (فوك).
أغْتَلّ: حصل على غَلَّة، اكتسب. ففي معجم البلاذري: فأنّي أغتلُّ من حمَّامي هذا في كلّ يوم ألف درهم.
غَلَّة: وأهل الأندلس يقولون: غِلَّة (فوك، ألكالا) ومنها أخذت الكلمة الأسبانية guilla.
وتجمع على غِلل (معجم الادريسي) وجمعها عند العامّة أغلال (محيط المحيط).
غَلَّة: ضريبة على المنازل والحوانيت المبنية على أراضي الدولة (معجم البلاذري) واحذف السطرين اللذين يليانها في هذا المعجم لأن الكلمة الصحيحة في العبارات المنقولة فيه هي عِلَّة. (انظر معجم الطرائف في كلمة عِلَّة).
الغَلَّة: الحبوب المزروعة (فوك) وفي تاريخ ابن الأثير (10: 338): وكانت مدَّة الهدنة إلى وقت ادراك الغلة وحصادها. والجمع الغِلاَل والغلاّت يدل على نفس هذا المعنى. (بوشر، ابن الأثير 10: 334) وأقرأها كذلك في حياة ابن خلدون (طبعة تورنبرج ص 24). ونجد في صفة مصر (11: 305، 504) كلمة غَلاَل بمعنى غَلاَّت أي المحاصيل الزراعية.
غَلَّة: وفرة محصول الأرض (بوشر).
غَلَّة: ثمرة. (همبرت ص51 جزائرية).
غَلَّة: حقل مزروع، بستان، غيظ. (معجم الإدريسي، معجم الطرائف، فنتور في هورنمان ص 440) وفي حيَّان- بسَّام (1: 142ق): متقبل غلّته أي مستأجر مزرعته.
غُلّة: في معيار الاختبار لابن الخطيب (ص6) في كلامَه عن ملقة: غللها المحكمة البنيان، الماثلة كنجوم السماء للعبان (للعيان) وقد قلت في عرضي وتحليلي لهذا الكتاب في (زيشر 16) أظن أن الصواب قُللها، لأن قُلَّة في معجم ريشاردسن ومعجم فينسلي تعني بُرْجاً، كما أن عبارة المقري في كلامه عن ملقه (2: 147) تنص على أن بروج هذه المدينة تقارن بالنجوم وتشبه بها. ولما كانت كلمة غللها موجودة في ثلاث مخطوطات ولم يعلن عليها ملَّر بل سكت عليها فاني أرى اليوم أن كلمة غُلَل هي تصحيف كلمة قُلَل. وعلى كل فاستعمال كلمة غُلَل شيء غريب.
غِلِّيّ: حقود. (ألكالا).
غَلِيل: غزير، وافر، كثير. (بوشر).
غَلاَلَة: سحاية، جلد رقيق (بوشر) وانظر: (معجم اًلأسبانية ص56، 119).
غِلاَلَة: جلباب أو قميص يرتديه الرجال والنساء وهو رقيق شفاف وكان في الأزمنة القديمة أصفر اللون غالباً (الملابس ص319 وما يليها). وفي معجم فوك: قميص رقيق شفاف. وفي رياض النفوس (ص33 ق) في الكلام عن مالك بن أنس: وعليه غلالةٌ ورداءُ تسوى الغلالة خمسة دنانير. وفيه (ص62 ق القيروان): قال خرج علينا جَبَلَة وعليه قميص وغلالة وسراويل ومنديل على أكتافه (انظر مباحث، 1، الملحق ص34، تاريخ أبي الفدر 4: 230).
غُلَيْلَة: عند البربر ثوب تلبسه المرأة أو جلباب مصنوع من الجوخ الرقيق أو من الأطلس أو من القطيفة والمخمل وغير ذلك. وهذا الثوب مفتوح حتى الصدر ويصل إلى أنصاف السيقان. (الملابس ص322) هذه الكلمة هي التي وردت في كلام هيدو. وعند ميشيل (نساء تونس): وليلة مطرزة بخيوط الذهب وتصل إلى الورك كالسترة الطويلة (ردنجوت).
غُلَيْلَة: عند البربر من ملابس الرجال في الجزائر في بداية القرن السابع عشر، وهي سترة أو كساء من الجوخ الملون يصل إلى ما فوق الركبة ويشبه ثوب الكاهن القصير (القنباز) وهم يلبسونه في الشتاء (الملابس ص303) أما اليوم فهي سترة لا ياقة لها وردناها مشقوقتان حتى المرفق. (شيرب). وسترة من الجوخ تصل إلى الخصر (معجم البربرية) وسترة من الحرير المضرب (المنبَّت). (بوشر بربرية). وصدرة ذات ردنين (هلو). وصدار، بلوزة، وهو نوع من القمصان بدون ردنين يشبه قميص النوم (برجون بربرية، كارترون ص176، والتزن ص19). ويطلق هذا الاسم في الجزائر أيضاً على ما نسميه Habit. أي ثوب وكساء (دلابورت ص78).
غَلاَّل: مُغَلّل، مقيّد، مكبّل، مصفَد. (فوك).
مُغَلّ ومُغِلّ: محسود وحاسد. (فوك) مُتغَلِّل: ذكرت في ديوان الهذليين (ص216 البيت 16) وانظر: (ص217).
مُسْتَغَل والجمع مستغلاّت: تطلق عامة على كل ما يؤتي غَلَّة أي دَخْلا كالحقل والدار والحانوت وصفقة البيع والطاحونة (معجم الطرائف) وتطلق بخاصة على الحقل المزروع (معجم الإدريسي ابن جبير ص468، المقري 1: 381).
مُسْتَغِلّ، والجمع مستغلات: دخل، محصول. ايراد، غَلَّة (فوك، معجم البلاذري) وقد تابعت فوك فوضعت كسرة تحت الغين).

أسره

(أسره)
أسرا وإسارا قَيده وَأَخذه أَسِيرًــا
(أسره) كتمه وَإِلَيْهِ حَدِيثا أوصله وأعلمه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِذ أسر النَّبِي إِلَى بعض أَزوَاجه حَدِيثا} وَيُقَال أَيْضا أسر إِلَيْهِ الْمَوَدَّة وبالمودة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {تسرون إِلَيْهِم بالمودة}

إِلْحَاق تاء التأنيث بـ «فَعِيل» التي بمعنى «مفعول»

إِلْحَاق تاء التأنيث بـ «فَعِيل» التي بمعنى «مفعول»
الأمثلة: 1 - امْرَأة جريحة 2 - امْرَأة شهيدة 3 - امْرَأة عقيمة 4 - امْرَأة قتيلة 5 - بَقَرة ذبيحة 6 - تَزَوَّج من فتاة حبيبة إلى قلبه 7 - عِلَّة دفينة 8 - عَيْن كحيلة 9 - فَتَاة سجينة 10 - فُلانة خطيبة فلان 11 - قَتَل العدوّ المرأة الــأَسِيرة 12 - كَفّ خضيبة 13 - كَلِمة دخيلة 14 - لِحْية حَلِيقَة 15 - لِحْية دهينة
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن صيغة «فعيل» بمعنى «مفعول» مما يستوي فيه المذكر والمؤنث فلا تلحقها التاء.

الصواب والرتبة:
1 - امرأة جَرِيحٌ [فصيحة]-امرأة جَرِيحة [صحيحة]
2 - امرأة شهيدٌ [فصيحة]-امرأة شهيدة [صحيحة]
3 - امرأة عقيمٌ [فصيحة]-امرأة عقيمة [صحيحة]
4 - امرأة قتيلٌ [فصيحة]-امرأة قتيلة [صحيحة]
5 - بقرة ذَبِيحٌ [فصيحة]-بقرة ذبيحة [صحيحة]
6 - تَزَوَّج من فتاة حبيب إلى قلبه [فصيحة]-تَزَوَّج من فتاة حبيبة إلى قلبه [صحيحة]
7 - علّة دفينٌ [فصيحة]-علّة دفينة [صحيحة]
8 - عين كَحِيل [فصيحة]-عين كَحِيلة [صحيحة]
9 - فتاة سَجينٌ [فصيحة]-فتاة سجينة [صحيحة]
10 - فلانة خطيب فلان [فصيحة]-فلانة خطيبة فلان [صحيحة]
11 - قتل العدوّ المرأة الــأسير [فصيحة]-قتل العدوّ المرأة الــأسيرة [صحيحة]
12 - كَفّ خضيبٌ [فصيحة]-كَفّ خضيبة [صحيحة]
13 - كلمة دَخِيل [فصيحة]-كلمة دَخِيلة [صحيحة]
14 - لحية حليقٌ [فصيحة]-لحية حليقة [صحيحة]
15 - لحية دهينٌ [فصيحة]-لحية دهينة [صحيحة]
التعليق: «فعيل» بمعنى «مفعول» إذا جاء بعد موصوف لا تلحقه التاء مع المؤنث؛ لأنه مما يستوي في الوصف به المذكر والمؤنث، وأجاز بعض اللغويين إلحاق التاء حتى مع ذكر الموصوف. وقد اتخذ مجمع اللغة المصري قرارًا يجيز إلحاق التاء سواء ذكر الموصوف أو لم يذكر.

منطر

منطر:
منطر: في (ألف ليلة برسل 7: 132) جلب أحد قراصنة البحر أسيرا مسلما إلى أمير جنوة فقال هذا للجلاد منطر كبيسة ومنطر ومنطرة تعنيان (أقطع رأسه) وأنني لم أحفل بما قاله (هابيشت في ص159 حول كلمة منطر هذه إلا أنها بدت لي كلمة غير عربية وبدا لي المصنف كما لو أنه قد تفوه بكلمات إيطالية فاستشرت السيد (أماري) فأجابني بما لا يشفي الغليل بأن بمقدورنا حذف كلمة منطر ووضع كلمة مظر موضعها فتصبح: مظر كبيسه التي هي بالإيطالية mozzar cop suo أي (اقطع رأسه).

فك

(فك)
الشَّيْء فكا فصل أجزاءه وَيُقَال فك الْآلَة وَنَحْوهَا وَفك النُّقُود استبدل قِطْعَة كَبِيرَة مِنْهَا بِقطع صَغِيرَة (مو) وفصله من غَيره يُقَال فك الْعقْدَة والغل والقيد وَيُقَال فك الْــأَسير وَفك رقبته أطلقهُ وحرره وَفك الرَّهْن خلصه من يَد الْمُرْتَهن وَالصَّبِيّ فتح فكه وناوله الدَّوَاء وإدغام الحرفين بَين كل وَاحِد مِنْهُمَا

(فك) الْمفصل فككا استرخى وَضعف والفك انْكَسَرَ وَزَالَ وَالرجل فكه استرخى وضعفت شخصيته فَهُوَ أفك وَهِي فكاء
فك
الفَكّانِ: مُلْتَقى الشِّدْقَيْن من الجانِبَيْن. ومَثَلٌ: " مَقْتَلُ الرَّجُل بَيْنَ فكَّيْهِ ". والفَكَكُ: انْفِرَاجُ المَنْكِبِ عن مَفْصِلِه ضَعْفاً واسْتِرْخاءً.
وفَكَكْتُ الشَّيْءَ فانْفَكَّ كما يُفَّكُ الخِتَامُ.
وانْفَكَّ الرجُلُ من طَلَب فلانٍ: ضَعُفَ.
والفَكَاكُ والفِكَاكُ: الشًّيْءُ الذي فَكَكْتَ به رَهْناً وأسِيراً فَكّاً وفَكَاكاً ويُقال فِكَاكٌ - بالكَسْر -.
والفَكَّةُ: كَوَاكِبُ مُسْتَدِيْرَةٌ إلى جَنْبِ بَنَاتِ نَعْشٍ.
وقَوْلُهم: لا يَنْفَكُّ: أي لا يَزَالُ.
والفاك: المُعْيِيْ هُزَالاً قد عَجَزَ عن نَفْسِه أنْ يَتَحَركَ، جَمَل فاكٌّ وناقَةٌ فاكَةُ. وقيل: هو الهَرِمُ.
وأحْمَقُ فاكٌّ: إِذا تَكلَّمَ بما يَدْرِي وما لا يَدْري. وقد فَكُكْتَ وفَكِكْتَ: أي حَمُقْتَ.
ورَجُل فَكّاكٌ بالكلام: إِذا تَكلَّمَ بكلام يُرى أنه صَوَابٌ وهو خَطَأ.
وتَفَكَّكَ: إِذا اضْطَرَبَ في كَلامِه ومَشْيِه. وفَكِكْتَ يا رَجُل.
وهو بَيِّنُ الفَكَكِ والفَكةِ: إذا كانَ مَطْرُوْقاً في عَقْلِه.
والمُتَفَكِّكَة من الخَيْل: التي اسْتَوْدَقَتْ فلا تَمْتَنِعُ من الفَحْل الْبتَّةَ.
وأفَكَّ الظَّبْيُ، وإفْكاكُه: انْقِلابُ حَبْل الكِفَّةِ من يَدِه. وفَخٌّ مُفَكٌ. وأفكَّتْ حِبَالَةُ الصائدِ: انْحَلَّتْ ونَفَّرَتِ الصَّيْدَ.
فك: فك: خلع، عزل، أبان، حل. (لين، محيط المحيط، الكالا، بوشر).
فك: فصل أجزاء الشيء، وقطعها وجزأها، ونزع الأعضاء. (الكالا).
فك: برم، فتل، لوى، (فك).
فك الرقبة: لوى الرقبة. (الكالا)، وهو مفكوك الرقبة.
فك الرهن: خلصه وأخرجه من يد المرتهن. والمصدر منه فكاك. (ابن الأثير). (وفي شرح ابن عبدون في مخطوطة السيد جاينجوس (ص137 و): وطلب فكاك خاتمه من عند الرواس.
فك اللغز: اهتدى إلى معرفة المطلوب. (محيط المحيط، المقدمة 2: 349، المقري 2: 153).
فك: شرح، فسّر، وأوضح، وبين ما في الكتاب من صعوبة أو قواعد الفن. ففي المقري (2: 254): هو أول من فك بالأندلس كتاب العروض للخليل وأول من فك الموسيقى.
فك: أسقط، أوقع، هد، هدم. (هلو).
فك: نشط، أنعش، افرح (بوشر).
فك الريق في الحجاز: أفطر، أكل صباحا (برتون 1: 287).
فكك: قطع بيت الشعر. (محيط المحيط). تفكّك: تفسخ، وانفصلت أجزاؤه. (لين).
وفي المقري (2: 97): وكرسيان قد تفككا عن قدمها.
تفكك المخنث: مشى مشية خلاعة وهوس. (محيط المحيط).
انفكّ - انفك الــأسير، تخلص من الأسر بدفع فدية (فوك).
انفكّ: التوى. انهدم. (فوك).
انفكّ: تنشط وانتعش. (بوشر).
افتكَّ: افتدي الــأسير، وتخلص من الأسر بدفع فدية. (فوك، كرتاس ص175).
استسفك الرهن: خلصه وأخرجه من يد المرتهن. (همبرت ص105) وفي ابن الأثير: استفكّ الخاتم.
فك: جمعه فكوك (أبو الوليد ص352 رقم 75 باين سميث).
فك: انخلاع المفصل والتواؤه (دومب ص90).
رد الفك: أعاد المفصل المنخلع والملتوي إلى موضعه. (بشر).
فك: والجمع فكاك: شكيمة، خطام، عنان، لجام، (بوشر، همبرت ص85).
فك الجبال: في الكلام عن طاردة الرقيق الآبيقين هم أولئك الذين التجئوا إلى الجبال والذين يستسلمون لمطارديهم دون أن يدافعوا عن أنفسهم. (عواده ص477).
فكة: سهولة، رفاهية، راحة. (بوشر).
فكة: ربح قليل، كسب قليل. (بوشر).
فلان ابن فكة في قول العامة أي متفنن في الحديث. (محيط المحيط).
كي: نسبة إلى عظم الفك. (بوشر).
فكَّاك: جرّاح. (فوك).
فكاك: حلال العقد. (فوك).
فكاك: جاسوس. (الكالا) وهو يذكر فكيك وجمعه فكيكين. ويظهر أنها فكاك تنطق على طريقة أهل غرناطة.
فكاك عند العامة: الذي يفك ربائط الحرير المعقودة على أجزاء منه قبل صبغه لئلا ينالها الصباغ. (محيط المحيط).
مفك: مفسوخ، منفسخ، منخلع (الكالا).

فك

1 الفَكُّ, accord. to Er-Rághib, primarily signifies التَّفْرِيجُ [i. e. The opening a thing; and particularly by diduction, or so as to form an intervening space, or a gap, or breach]. (TA.) You say, فَكَّ, first Pers\. فَكَكْتُ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. فَكٌّ, (O, Msb,) He separated (S, O, Msb, K) a thing (S, O, K) from another thing; and any two things knit together, or intricately intermixed: (S, O:) or فَكَكْتُهُ I separated one part of it from another part thereof: (Msb:) and ↓ تَفْكِيكٌ likewise signifies the separating two things knit together, or intricately intermixed. (Lth, S, TA.) And He broke [or broke open] a seal, i. e. a sealed piece of clay or wax; (Mgh, Msb, * TA;) in relation to which ↓ يَفْتَكُّهُ occurs as meaning يَفُكُّهُ, though we have not heard it [as a classical expression in this sense]. (Mgh.) b2: And فَكَّ العَظْمَ, (Mgh, Msb,) aor. and inf. n. as above, (Msb,) He dislocated the bone; put it out of joint. (Mgh, Msb.) [This, or the like, is what is meant by its being said that] الفَكُّ in the hand, or arm, is [i. e. denotes] less than الكَسْرُ. (K.) b3: And فَكَّ يَدَهُ, (K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) He opened, or unclosed, his hand from what was in it: (K, TA:) so in the M. (TA.) b4: And فَكَّ الرَّهْنَ, (S, Mgh, O, Msb, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. فَكٌّ and فُكُوكٌ; (K;) and ↓ افتكّهُ; (S, Mgh, O, K;) (tropical:) He redeemed the pledge; (S, Mgh, O, Msb, K, TA;) got it out from the hand of him to whom it was pledged. (Mgh.) b5: And فَكَكْتُ signifies also I loosed, set loose or free, or let go, anything. (Msb.) b6: [Hence,] فَكَّ الــأَسِيرُ, (Msb, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. فَكٌّ and فَكَاكٌ and فِكَاكٌ, (K,) (tropical:) He liberated, or set free, the captive. (Msb, K, TA.) and فَكَّ الرَّقَبَةَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. فَكٌّ, (TA,) [lit. He loosed the neck,] means (tropical:) he emancipated [the slave]. (S, O, Msb, K, TA.) فَكُّ الرَّقَبَةِ is expl. in a trad. as meaning (assumed tropical:) The assisting in paying the price [of the slave when one is unable to pay the whole of the price]. (O, TA.) In the Kur [xc. 13], فَكُّ رَقَبَةٍ is said by some to mean (assumed tropical:) The emancipating of a slave: and by some. (assumed tropical:) the man's emancipating himself from subjection to God's punishment by the confession of the unity of God and by righteous doing and then by teaching the same to others. (TA,) فُكَّ فُلَانٌ means (assumed tropical:) Such a one was set free, and at rest, from a thing. (IAar, Th, TA.) b7: [Hence also,] one says, هُوَ يَفُكُّ المَشَاكِلَ (assumed tropical:) [He solves] the things, or affairs, that are dubious, or confused. (TA in art. شكل.) b8: قَدْفَكَّ وَفَرَّجَ is said of a very old man, meaning فَرَّجَ لَحْيَيْهِ [i. e. He has parted his jaws, by hanging the lower jaw in consequence of weakness]; as is the case in extreme old age. (S, O,) And [hence.] فَكَّ, (Az, S, O, K,) aor. ـُ inf. n. فَكٌّ and فُكُوكٌ, (Az, S, O,) said of a man, means (assumed tropical:) He was, or became, extremely aged, or old and weak. (Az, S, O, K.) [Or فَكَّ thus used may be from الفَكُّ signifying “ the jaw: ” and so what next follows.] b9: فَكَكْتُ الصَّبِىَّ I put medicine into the mouth of the boy or young male child [opening his jaws for that purpose]. (S, O.) A2: قَدْ فَكِكْتَ, [third Pers\. فَكَّ,] aor. ـَ inf. n. فَكَكٌ, Thou hast become such as is termed أَفَكُّ i. e. one whose مَنْكِب [here meaning shoulder-bone] has become unknit, or loosened, (اِنْفَرَجَ,) from its joint, in consequence of weakness and flaccidity. (S.) [See also فَكَكٌ below.] b2: And قَدْفَكِكْتَ, aor. ـَ (S, O, K;) and فَكُكْتَ, (O, K,) a verb of a very rare form, [respecting which see دَمَّ, last sentence,] (MF, TA,) aor. ـُ (O, K;) inf. n. فَكَّةٌ (S, O, K) and فَكٌّ also; (TA;) (tropical:) Thou hast become foolish, or stupid, and soft, flaccid, or languid. (S, O, K, TA.) 2 فَكَّّ see the preceding paragraph, second sentence.4 افكّت She (a camel) being near to bringing forth, her صَلَوَانِ [app. meaning two parts on the right and left of the tail (see صلًا in art. صلو)] became lax, or flaccid, and her udder became large; (K, TA;) and so أَفْكَهَت; (TA;) so too ↓ تفكّكت: or this last signifies she became vehemently desirous of the stallion. (O, K.) b2: And افكّ مِنَ الحِبَالَةِ He (a gazelle) got loose from the snare into which he had fallen. (TA: also mentioned, but not expl., in the O.) 5 تفكّك It (a thing) became much, or widely, separated: and became unclosed. (O, TA.) b2: تفكّكت السَّفِينَةُ The ship parted asunder; became disjointed; became separated in its places of joining. (Mgh in art. خلع.) b3: See also 7. b4: and see 4. b5: You say also, هُوَ يَتَفَكَّكُ meaning (tropical:) He is [or acts] without power of self-restraint, in consequence of stupidity, or unsoundness of intellect, (S, O, K, TA,) in his gait, and in his speech: (TA:) or تَفَكَّكَ in walking is syn. with تَخَلَّعَ, (S and K and TA in art. خلع,) i. e. [he was, or became, loose in the joints; or] he shook his shoulder-joints and his arms, and made signs with them. (TA in that art.) 7 انفكّ It became separated: you say, انفكّ الشَّىْءُ مِنَ الشَّىْءِ The thing became separated from the thing: (O, TA:) and اِنْفَكَكْتُ مِنْكَ [I became separated from thee]. (TA.) b2: And, said of a bone, It became dislocated, or out of joint; (MA, Mgh, * Msb; *) it unknit, or loosened, and separated; syn. اِنْفَرَجَ وانْفَصَلَ; as also ↓ تفكّك. (Mgh.) [And it is also used in relation to a member of the body:] one says, سَقَطَ فُلَانٌ فانْفَكَّتْ قَدَمُهُ أَوْ

إِصْبَعُهُ i. e. اِنْفَرَجَتْ وَزَالَتْ [Such a one fell, and his foot, or his finger, became unknit, or loosened, and dislocated]: (S, O:) [or] انفكّت قَدَمُهُ means زَالَتْ [i. e. his foot became dislocated; and انفكّت إصْبَعُهُ means اِنْفَرَجَتْ [i. e. his finger became unknit, or loosened in a joint]. (K.) b3: One says also, انفكّت رَقَبَتُهُ مِنَ الرِّقِّ, meaning (tropical:) He became freed [lit. his neck became loosed] from slavery. (S, * O, * TA.) b4: And انفكّ عَنْ عَهْدِهِ (assumed tropical:) [He became released from his compact, engagement, or promise]. (TA voce اِنْفَرَكَ.) b5: And لَايَنْفَكُّ عَنْ قُبْحِ فِعْلِهِ (assumed tropical:) [He will not desist from his evil doing]. (O and K in art. عرف.) A2: [It is also used in the sense and manner of the non-attributive verb زَالَ; respecting which see art. زيل.] One says, مَاانْفَكَّ فُلَانٌ قَائِمًا, meaning مَازَالَ قَائِمًا [i. e. Such a one ceased not to be, or continued to be, standing]. (S, O.) And مَاانْفَكَكْتُ أَذْكُرُكَ, meaning مَازِلْتُ

أَذْكُرُكَ I ceased not, or I continued, remembering thee]. (Fr, TA.) And it occurs in a verse of Dhu-r-Rummeh, immediately followed by إِلَّا, which is [said by As and IJ and others to be] redundant. (S, O. [See that verse, and the remarks upon it, in art. الا. p. 78, col. i.]) 8 إِفْتَكَ3َ see 1, former half, in two places.

الفَكُّ The لَحْى [meaning jaw; and also either of the two lateral portions of the lower jaw], (S, O, Msb, K,) i. e. (Msb) each of the لَحْيَانِ; (Mgh, Msb;) as also ↓ الأَفَكُّ: (O, K:) or this latter signifies the مَجْمَع [or part in which is the commissure] of the خَطْم [generally meaning muzzle]; (Lth, O, K;) as also الفَكُّ; (TA;) that is, (Lth, O, in the K “ or ” [as if to denote a different meaning],) [the part in which is the symphysis] of the فَكَّانِ [or two lateral portions of the lower jaw]: (Lth, O, K:) [see الفَنِيكُ:] and الفَكَّانِ is said to mean the place [on either side with that on the other side] where the two jaws meet [and are articulated] next the temple, above and below; of a human being and of a horse or the like: (TA:) and, in the Bári', (Msb,) or in the T, (TA,) the place of meeting of the two sides of the mouth (مُلْتَقَى الشِّدْقَيْنِ) on both sides: (Msb, TA:) [but this last explanation is strange, and app. little known:]) pl. فُكُوكٌ. (Msb.) One says, مَقْتَلُ الرَّجُلِ بَيْنَ فَكَّيْهِ [which may be best rendered The man's slayer is between his two jaws, or two lateral portions of his lower jaw]; (S, O, TA;) meaning the man's tongue: (TA:) a prov., in which مقتل may be [properly] an inf. n., or a noun of place, or an inf. n. used in the place of an act. part. n.: accord. to the third of these explanations, [which most nearly denotes the meaning intended,] it is as though one said, قَاتِلُ الرَّجُلِ بَيْنَ فَكَّيْهِ. (Meyd. [See Freytag's Arab. Prov., ii. 597.]) See also فَكَكٌ.

فَكَّةٌ [an inf. n.: see 1, last sentence].

A2: الفَكَّةُ is the name of One of the northern constellations, [Corona Borealis,] (Kzw,) certain stars, (S, O, K,) eight stars, called in Pers\. كاسه درويشان, (Kzw,) behind السِّمَاك الرَّامِح [i. e. Arcturus], (S, O, K,) [near] behind the staff of الصَّيَّاح [which is a name of Bootes], (Kzw,) having a circling form, (S, O, K, and Kzw,) but with a gap, or breach, in the circling, for which reason, [agreeably with the Pers\. appellation mentioned above,] it is called قَصْعَةُ المَسَاكِينِ [the bowl of the paupers], (Kzw,) this being the name given to it by the children. (As, S, O, K.) فَكَكٌ An unknit, or a loosened, state (اِنْفِرَاج) of the مَنْكِب [or shoulder-joint]. (K. [But see 1, last explanation but one, where it is mentioned as an inf. n.]) b2: And (K) A state of dislocation of the foot: (S, O, K:) hence the phrase, in a verse of Ru-beh, كَمُنْهَاضِ الفَلَكٌ: (S, O: *) but (in this instance, O), accord. to As, الفَلَك is used by poetic license for الفَكّ [meaning “ the jaw,” so that the phrase signifies like him whose jaw has become broken after its having been set]. (S, O.) b3: And A state of fracture of the jaw: (K, TA:) or of dislocation thereof. (TA.) فَكَاكُ الرَّهْنِ and فِكَاكُهُ, (S, O, Msb, * K,) the latter mentioned by Ks (S, O, Msb) and ISk, (Msb,) That wherewith the pledge is, or is to be, redeemed: (S, O, Msb, * K:) so in a verse cited voce غَلَقَ. (S, O.) فَكَّاكٌ [One who separates, &c., much, or often]. b2: [And hence,] فَكَّاكٌ هَكَّاكٌ (tropical:) One who does not make his words and their meanings congruous, or consistent, by reason of his foolishness, or stupidity. (Z, TA.) فَاكٌّ [as an act. part. n., Separating, &c. b2: And] (assumed tropical:) Extremely aged, or old and weak; applied in this sense to a man; (Az, S, O, K;) and also to a camel: (K:) or, applied to a camel, disabled, or fatigued, by leanness, or emaciation: fem. with ة. (En-Nadr, TA.) b3: And (tropical:) Foolish, or stupid: (S, O: *) or very foolish, or stupid: (IAar, K, TA:) and you say فَاكٌّ تَاكٌّ, (IAar, S, O, TA,) making تاكّ an imitative sequent: or, accord. to Yaakoob, you say شَيْخٌ فَاكٌّ وَتَاكٌّ: thus he makes تاكّ a substitute, not an imitative sequent. (TA.) And أَحْمَقُ فَاكٌّ وَهَاكٌّ (tropical:) [A foolish, or stupid, person,] one who talks of that which he knows and of that which he knows not, and is more, or oftener, incorrect than correct. (El-Hoseybee, TA.) Pl. فَكَكَةٌ and فِكَاكٌ. (IAar, K.) أَفَكُّ, (S, K,) or أَفَكُّ المَنْكِبِ, (K,) One whose مَنْكِب [here meaning shoulder-bone] has become unknit, or loosened, (اِنْفَرَجَ,) from its joint, in consequence of weakness and flaccidity. (S, K. * [See also مَفْرُوكٌ.]) b2: And رَجُلٌ أَفَكُّ [A man having the jaw broken]. (TA. [There expl. as signifying مَسْكُورُ الفَكِّ; a mistranscription, for مَكْسُورُالفَكِّ: see فَكَكٌ, last sentence.]) A2: See also الفَكُّ.

مُفِكَّةٌ, applied to a she-camel, part. n. of أَفَكَّت [q. v.]: (O, TA:) and مُفْكِهٌ and مُفْكِهَةٌ are syn. therewith. (TA.) مُتَفَكِّكَةٌ A mare desiring the stallion, (AO, O, K,) not offering opposition to him. (AO, O.) مُنْفَكِّينَ in the Kur [xcviii. 1], (O, TA,) followed by the words حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ, (O,) means, accord. to Mujáhid (O, TA) and Zj, (TA,) In the condition of desisting (O, TA) from their infidelity; (TA;) or, as Akh says, ceasing from their infidelity: (TA:) or, accord. to another, (O,) namely, Niftaweyh, (TA,) quitting the present state of existence, (O, TA,) i. e., sharing, one with another, in perdition, until the evidence came to them (O, TA) that had been affirmed to them in the Towráh, with respect to the description of Mohammad &c.; تَأْتِيَهُم being lit. an aor. , but in its meaning a pret.: (O:) Az says that it is not from مَا انْفَكَّ meaning مَا زَالَ, but from اِنْفِكَاكُ الشَّىْءِ مِنَ الشَّىْءِ meaning “ the thing's becoming separated from the thing: ” accord. to IAar, as mentioned by Th, فُكَّ فُلَانٌ means “ Such a one was set free, and at rest, from a thing; ” and hence منفكّين in the Kur means experiencing rest: accord. to Er-Rághib, it means separated, or separated into several parties; for all [to whom the word, preceded by a negative, relates] were assenting to error. (TA.)

شَهْدانِج

شَهْدانِج: شنارق. حب السمنة، شَرانق. ويسمى أيضاً شهدانج البرّ (ابن البيطار 1: 280).
شهر شَهَر والمصدر شُهْر: مثل شَهَّر وأشهر بمعنى طاف بالمجرم بشكل مخز في الطرقات (معجم البيان، معجم البلاذري).
شهَّر. شهَّر نفسَه: جعل نفسه نابه الذكر (بدرون ص25) ويقال أيضاً: شهّر بنفسه (عباد 1: 249) وتعنى أيضاً: استحق التأنيب والتوبيخ، استوجب الملامة من الناس (معجم البلاذري).
شهَّر نفسَه للموت: عرضها للموت (أبو الوليد ص249) وفي مخطوطة اخرى: شاهر.
شاهر: انظر ما تقدم.
أشهر: جعله معروفاً ورائجاً (دي ساسي طرائف 1: 146).
أشهر: أعلن، أذاع، نشر (الكالا)، ويقال: أشهر الأمر: أعلن المرسوم أو قرار الحاكم. (ألكالا).
أشهر فلاناً ب: جعل المنادي يذيع أمر السلطات ففي ابن اياس: أشهر السلطانُ المنادِيّ في القاهرة بأن لا فلاّح ولا غلام يلبس زنط أحمر.
أشهر: أتهم مقدماً شهوداً (الكالا).
أشهر: شهر السيف، سلّه من غمده (أبو الوليد ص105، الواقدي طبعة هماكر ص65، 106، ألف ليلة برسل 1: 339).
أشهر: مثل شهَر وشهَّر، أف بالمجرم وهو بشكل مخز في الطرقات (الملابس ص275 رقم 17، ابن بطوطة 3: 441، ألف ليلة برسل 2: 283).
أشتهَر، اشتهر بأمّه: من ينسب إلى أمّه وليس إلى أبيه، مثل: عيسى بن مَرْيم (معجم أبي الفداء).
شَهْر: يعنى عند البربر القمر (دومب ص53، ريشاردسن صحارى 1: 134).
شَهْر: علامة مميزة. ففي النويري (مصر مخطوطة 2 ص111 و) في كلامه عن النساء المسيحيات: ويكون أحد خُفَّيْها أسود ليبقى شهرا ظاهراً والآخر أبيض.
شَهْر: ربا، فائدة من المبلغ المقترض (باين سميث 1445).
شهر أو جهر أو شهير، وفي قول بعضهم بريشهير: مِخرطة، آلة يستعملها خراطو الخزف (باين سميث 1453). وقد ذكرت فيه مرتين. وقد زودني السيد دي غويه بهذه العبارة المنقولة من مخطوطتنا رقم 201 (فهرست 3 ص61). وليركب هذه الآلة في الشهر الذي يخرط فيه الخراطون آلات النحاس.
شُهْرَة: إشعار، إعلام. إخطار تبليغ (الكالا).
شُهْرة: نداء لاعلان البيع لما قرره القضاء. بيع بالمزاد (ألكالا).
شهرة الفتيا: قيمة الفتوى (دي سلان المقدمة ص75).
شُهْرة: علامة: مميّزة. ففي الخطيب (ص14 ف) في كلامه عن جند غرناطة: كُلّ منهم بصفة يختص بسلاحه وشهرة يعرف بها.
شُهْرَة: اسم يلحقه ابن (المقدمة 2: 194).
شُهْرَة: لقب (تاريخ البربر 2: 244، 461).
شُهْرَة: شيء يسخر منه ويتهكم. الف ليلة برسل 4: 159، 358).
شَهْريّ: نسبة إلى شهر، وما يوقت بشهر (بوشر).
شِهْرِيّ: لا يدل على نفس النوع من الخيل الذي يعرف بالبِرْذُوْن، لأن ابن العوام (2: 493) يفرق بينهما. وقد أخطأ كل من بانكري وكلمنت - موليه خطأ شنيعاً حين ترجماه بفرس أصيل.
شَهْريّة: راتب شهر (بوشر) وأجرة (همبرت ص222).
شَهَرِيّة: ثوب ذو مربعات (بارت 5: 235، 704) شهريا: حيوان من حيوانات البحر الأسود من فصيلة الاسقنقور (الادريسي جوبرت 2: 404) وهذا الاسم في مخطوطة ب، وفي مخطوطة ا: شهربا.
إشهار سلوك: منشور، بيان عام (بوشر).
تشْهِير وجمعها تشاهير: فسر كاترمير في (مملوك 1، 1: 243) هذه الكلمة بغطاء السرج. ثم رجع عن ذلك (1: 2: 137) فقال هي بالأحرى الرباطات التي تختلف عرضاً وتشد على صدر الفرس.
مُشَهَّر. ثوب مشهّر: زينت حاشيته بلون آخر (المقري 2: 357) وفي بيت لفتى ظهر عذاره: وهل أفتن الأثواب إلا المشهَّر وفي عبارة للمقريزي فقلت في الملابس (ص354) أبدل شهرة بمشَهَّرة كما تتطلبه قواعد العربية وفيه: كان الأمراء والجنود يرتدون مثل السلطان أقبية أما بيض أو مشهرة أحمر وأزرق.
وفي الحديث ما نقله السيد دي غويا من الفائق (1: 632): عمر رضَه وفد إليه عامله من اليمن وعليه حُلَّة مشهَّرة وهو مرجَّل دهين فقال هكذا بعثناك فأمر بالحلَّة فنزعت وألبس جبَّة صوف الخ. ويقول الشارح: أي فاخرة موسومة بالشُهْرة لحسنها. غير أن السيد دي غويا يرى أن المعنى الذي ذكرته افضل. (انظر أيضاً مُشَهَّرة).
وثياب مشهَّرة: ثياب شنعة يلبسها المجرمون حين يطاف بهم بصورة مخزية في الطرقات. ففي البيان (1: 268): ثم أخذ أسيراً وادخل مصر على جمل فطيف به بثياب مشهرة ثم قتل.
مُشَهَّرَة: ثياب زينت حاشيتها بلون آخر (الكامل ص682، 777) انظر: مُشَهَّر.
مَشهَور: محلّى، مزين، مزخرف (ديوان امرئ القيس ص30) وانظر (ص99).
حَرْب مشهور: حرب معلنة (بوشر).
حديث مشهور: روي عن اكثر من اثنين من الصحابة (دي سلان المقدمة 2: 484) ويقول فاندنبرج (ص5): هو حديث لا يستحق الثقة على الرغم من إنه روي عن الصحابة. وفي محيط المحيط: والمشهور ما كان من الآحاد في الأصل أي في القرن الأول ثم اشتهر في القرن الآني حتى روته جماعة لا يتصوّر تواطؤهم على الكذب فيكون المتواتر بعد القرن الأول.
مُشاهِر: شهري (هلو).
مُشَاهَرة. مُشاهَرَةً: مُرَتَّب أو راتب يدفع في كل شهر، شهراً بعد شهر (المقري 2: 703) (احذف من وانظر رسالة إلى فليشر ص222) وفي حيان - بسام (3: 140 ق): فرض لكل واحد خمسة عشر ديناراً مشاهرة. (ابو حمو ص164).
مشاهرة: مرتب شهري (دومب ص57).
مشاهرة (مرتب سنة. ففي الفخري (ص359): ومشاهرته في كل سنة مائة ألف دينار.
بُنُدُقي مشاهرة: عملة في مدينة البندقية ذات قيمة خاصة، في كل وجه منها صورة يتفق الرأس على الرأس والقدم على القدم في الوجهين (لين عادات 1: 392).
اشتهار: إعلان، إذاعة، نشر (الكالا).

الخضاض

(الخضاض) الأحمق واليسير من الْحلِيّ وَيُقَال مَا عَلَيْهَا خضاض للعاطل من الْحلِيّ وقلادة الغزال أَو السنور وغل الْــأَسير وَنَحْوه والمداد

(الخضاض) المداد

تسمّط

تسمّط: التسميط التهاب يحدث في أصل باطن الفخذين لاحتكاكهما من كثرة المشي. (محيط المحيط).
انسمط: انملط، وتستعمل مجازاً بمعنى أدرك لحق به (بوشر).
سِمْط وجمعها اسماط: مقطع شعري. ففي المقدمة (3: 390): وقد اخترع شعراء الأندلس الموشح ينظمونه اسماطاً اسماطاً، أي انهم يجعلون المقطع الشعري يطابق المقطع الآخر (ابن بطوطة 2: 143) وقد أسيئت ترجمتها فيه.
سَمْطَة في اللعب: خسارة كبيرة في لعب القمار (بوشر).
سُمطَة وجمعها سُمَط: سبر، علاقة تــأسير السرج (فوك).
سِمَاط. سماط الطعام أو سماط فقط بحذف الطعام ومعناه الأصلي صف الطعام. ويطلق على قظعة من الجلد تمدّ على الأرض وتوضع عليها صحون الطعام ويؤيد هذا قولهم مد سماطاً (دي ساسي طرائف 1: 126، 265، ابن بطوطة 3: 304) وفي ألف ليلة (1: 47، 872، 2: 879): أمر بمد السماطات وموائد الأطعمة والمآكل ونشر سماطاً ففي عبارة تيمور (2: 64): ثم طووا بساط الكلام، ونشروا سماط الطعام والعرب يستعملونها بنفس المعنى حين نقول: هيأ المائدة ثم اتسعوا بمعنى هذه الكلمة يقول رايسك (أبو الفداء تاريخ 2: 390) وكما يقول رتجرز (ص137) أصبحت تدل على معنى مأدبة فيقال: عمل سماطاً أي مأدبة (أبو الفرج ص371، أبو الفداء تاريخ 2: 390) وفيهما فلما انقضى السماط أي فلما انتهت المأدبة (نفس المصدر السابق) وتطلق خاصة على المأدبة الكبرى التي يقيمها الملك أو من يمثله في أيام معينة ويحضرها الكثير من الأمراء والموظفين وذوي المكانة من الناس.
وكانت هذه من خصائص السلطنة (مملوك 1، 2: 99).
سِماط: صف من الدكاكين (معجم الادريسي) سِماط: طريق (فوك).
سماط: محلة، حي، حارة، ففي أماري في كلامه عن بالرمة: وهي ثلاثة اسمطة (ص534) وانظر (ص28) وفي المقري 1: 589): كان في صغره موثقاً بسماط شهود غرناطة (حي أو شارع) سماط سوق القيسارية: سوق (كرتاس ص41) وسماط وحدها تدل على نفس هذا المعنى. ففي أماري (ص8): وهذه المدينة مستطيلة ذات سوق قد أخذ من شرقيها إلى غريبها يعرف بالسماط. فهو إذا يتحدث عن بالرما فشارعها الكبير تقوم على جانبيه الدكاكين ويمتد في المدينة من شرقيها إلى غريبها وهو سوق عامر من أوله إلى آخره بضروب التجارة. وكذلك في القيروان حيث نجد فيها السماط أو السماط الأعظم قارن هذا بما جاء في رياض النفوس (ص82 ق): ففي الكلام عن مجرم: ثم رُكب عرياناً وشُق به جميع سوق المدينة القيروان.
وفي رياض النفوس (ص22 ق): ركب إبراهيم عمارية وأراد أن يشق السماط الأعظم. ولم يرد القاضي أن يتبعه لأنه كما قال: إنما يُشق في السماط بالمجلودين. وفيه (ص64) وطيف بهما جميعاً مربوطين إلى بغل مسحوبين على وجوههما في سماط القيروان. وفي النويري (أفريقية ص22 ق) وَوَجه العجل فحملت القتلى وشق بها سماط القيروان.
سِمَاط: نوع خُرج أو جراب (دوماس قبيل ص145).
سماطة: بلاهة، حماقة، بلادة تتعب الآخرين (شيرب).
سمائط (جمع سماطة): شكال الباز والصقر ويذكر الكالا çumaquit بهذا المعنى، ولا أعرف هذه الكلمة، وربما أراد بها سمائط هذه.
سامط: كلام سامط: تافه لا معنى له (دلايورت ص184).
تسميط والجمع تساميط: حبل يربط به عدد من الخيل الواحد بعد الآخر (الكالا).
تسميط: التهاب يحدث في الفخذين من كثرة المشي (محيط المحيط).
تسْمِيطَة = سمْط: سير يعلقه الفارس من السرج (محيط المحيط) (323).
مِسْمط: مِحّم (بوشر).
مَسْمَط الكَوارع: كوارع الغنم تقدد بالدخان (صفة مصر 18 قسم 2 ص 376).
مُسَمَّط: في مملوك 2، 2، 212): الحرير الأصفر والأحمر المَسَمَّط وقد ترجمه كاترمير مما معناه مقصّب.
وفي ألف ليلة (برسل 12: 419) بدلة زرقاء مسمطة.
مُسَمَّطة: قطعة من الشعر المسمط (انظر مادة سمَّط) (ابن بطوطة 2: 144).
سمع سَمِع. سمع على فلان: درس عليه واتبع دروسه.
سَمِع عن فلان: بلغه ما يقال عنه (بدرون ص206).
سَمِع من فلان: أصغى إلى توسله وأعطاه ما يريد (كوتاس ص104) وأصغى إليه بمعنى استجاب إليه ورضي بما يقترحه، ففي ألف ليلة (4: 153): فان سمعت مني وطاوعتني وم تخالفني (برسل 4: 185).
سَمِع: رنّ، أصدر رنيناً أو صوتاً (الكالا) وأرى أن هذا خطأ والصواب سمَّع بالتشديد.
سَمَّع (بالتشديد). سمَّع الحديث: علَّم حديث رسول الله (ص) ابن بطوطة 1: 202، ميرسنج ص21) والتسميع وحدها بهذا المعنى (محيط المحيط) أي جعله يسمعه وفي كتاب الخطيب (ص28 ق): نسيج وحده في حسن التعليم والصبر على التسميع والملازمة للتدريس.
وسمّع: تركه يسمع (بوشر) وقولهم سمعته على كذا بمعنى لَمحَّت له بطلبه (محيط المحيط) غير أني أرى إنه يريد أن يقول بطلبي.
سمَّع الإناء: أعطى علامة للانكسار، وهذا يعني فيما أرى إنه إذا دق عليه اصدر صوتاً يستنتج منه إنه مغلوق. ولهذا السبب فيما يظهر أن الكالا ذكر هذا الفعل في مادة sonar بشكله الأولى وهذا خطأ.
أسمع: علّم حديث الرسول (ص) ويقال: اسمع الناس ففي رياض النفوس (ص52 و): وبلغني إنه قيل لعبد الجبار أكان سحنون لا يسمع الناس حتى تحضر أنت. ويقال اسمع وحدها، ففي كْتاب الخطيب (ص29 ق) فدوَّن واسمع (وهذا صواب الكلمة وفقاً لمخطوطة ب، وفي مخطوطة ج: واستمع).
أسمع: شرح كتاباً في الحديث ففي المقري (1: 874): وحضرت أسماع الموطأ وصحيح البخاري منه. وفي (1: 876 منه: اسمع صحيح البخاري).
اسمع عليه كتاباً: تلا عن ظهر القلب كتاباً على أستاذه الذي بيده الكتاب (المقري 2: 258).
أسمع: غنَّى (فوك).
تسمّع ب: استمع الكلام عن (عباد 1: 222، 231 رقم 33).
تسمَّع: أصغى إلى ما يقال (انظر فريتاج) وفي رياض النفوس (ص73 ق): خرجت إلى باب القبلة أتسمع الأخبار.
وتسمَّع على فلان: قصد أن يسمع ما يقوله الآخر خفية (محيط المحيط).
أتسمع لفلان: أصغى إليه ووثق به (بوشر).
ما أتسمع: لم يسمع (بوشر).
استمع. استمع من فلان: أصغى إليه بمعنى وثق به وتقبل نصحه. ففي كليلة ودمنة (ص253): أكثرهم استماعاً من أهل النصح. وفي معجم فوك: أطاع.
سَمَع. عمل سَمَع. غنّى (فوك) وهي تصحيف عمل سَمَاعاً.
بيت السمع: الحجرة التي يأوي إليها عادة (هوست ص265).
سُمْعة: صيت (بوشر).
سْمعِي وسِمَعي: نسبة شاذة إلى سَمَع أو سَمَع سِماعي (بوشر، محيط المحيط).
الدليل السمعي: الدليل الذي يعتمد على السنة. (ملرَّ نصوص من ابن الخطيب وابن خاتمة، 1863، 2: 8).
سَمَاع: أوراق سماعه: مجموعات الملاحظات التي كتبت بإملاء من الأساتذة والشيوخ (تاريخ البربر 1: 431) والجمع أسمْعَه يدل على هذا المعنى (المقري 1: 603) سَماع: في معجم فوك وكذلك في معجم لين وسِماع في محيط المحيط وكذلك في معجم فريتاج غناء: موسيقي.
وتجمع على سماعات (الجويري ص84 و، ق) وأسمِعَة، ففي حيان - بسام (3: 4 و) إلى أشياء تطابق هذا السرْوَ من فخور الآلة - وجمال الخدم ورقه الاسمعة وفخامة الهيئة ما لا شيء فوقها. وهذه الكلمة تستعمل خاصة للدلالة على رقص الصوفية والدراويش مصحوباً بالموسيقى (ابن جبير ص286، ابن بطوطة 2: 5) سِمَاعيّ: نوع من الموسيقى (محيط المحيط) سَمَّاعة: آلة مجوفة يسمع بها الأطباء حركة القلب ونحوه (محيط المحيط).
التسامع شرعاً: الإشهار وهو ما حصل من العلم بالتواتر أو الشهرة أو غير ذلك (محيط المحيط).
مُسْمِع: مغني (المقري 1: 707) وفي كتاب الخطيب (ص39 و) ونظم قطعة من الشعر كَلِف بها القوالّون والمسمعون بين يديه (وفي المخطوطة: كلفا بها المقولون وهو خطأ).
مُسَمُوع: ما سمع من العرب في الجاهلية وصدر الإسلام (المقري 1: 485) وهو يقول وهذا الذي قاله صحيح مسموع في إشارته إلى حركة فعل مضارع.
مسامع (جمع): غناء (مالتزن ص35).
استماع وجمعه استماعات: شباك صغير (فوك).
استماع: باب (فوك).

سلَّم

سلَّم: سَلَّم: أول ما يقوله الخطيب والواعظ حين يكون على المنبر (مملوك 2، 2: 72) أي ان يقول للمستمعين السلام عليكم (ابن جبير ص47).
سَلَّم: ما يقوله المؤذن بعد الأذان (ألف ليلة 1: 246).
سَلَّم من صلاته: خرج من الصلاة بقوله: السلام عليكم ويقال: سلَّم الإمام (ابن بطوطة 1: 211) كما يقال: سلم المصلي الذي يصلي في بيته (رياض النفوس ص101 ق).
سَلَّم: أوصل البضاعة وأعطاها (أماري ديب ص186، 188، فاندنبرج ص12).
سَلَّم نَفْسَه: خضع، أذعن، استسلم (بوشر).
سَلّم لأحد حَقّه: تخلَّى له عنه وتركه له (بوشر).
وسلّم في: تخلى عنه وتركه (زيشر 9: 564 رقم 26، 18: 324) وسلّم له في: سمح له بالتصرف في والتمتع بدخله. انظر مثالاً له في مادة حلال.
سَلَّم بمعنى اعترف بصحته، يقال مثلاً: أراه عدة عبارات فيها خطأ فسلمها الآخر أي اعترف بأنها خطأ وصححها (المقري 1: 599).
سَلَّم له في اختباره: أقْر له حسن اختياره في كتابه (المقري 1: 679).
سَلَّم: أذعن، خضع (همبرت ص145) سَلَّم: اودع، وضع مبلغاً من المال وديعة وأمانة.
ويقال: سلَّمه شيئاً بمعنى أودع لديه شيئاً وديعة وأمانة (بوشر).
سَلَّم في حاصل: خزن الحاصل، وهو من مصطلح التجارة أي أودعه المخزن وأوصله إليه (بوشر).
سلَّم: وصّى، أوصى، عهد، كلَّف (الكالا).
سلَّم: أبرأ، أسا، شفى، خلصه من المرض (الكالا).
في معجم الكالا: guarmecer a otro التي يجب أن تقرأ guarecer a otro ويمكن أن يعني هذا سلَّم وأوجب لأكثر مزايد وآخر مزايد، ويمكن أن يعني: باع بحكم القضاء أموال المدين ليدفع للدائنين.
سَلَّمِوا عِنْد شروط المنُاظرة: حافظوا على شروط المناظرة وامتثلوا لها! (كرتاس ص112).
سلّم تمك: أحسنت القول، لا فض فوك.
وهو تحريف واختصار الله يسلم (بوشر) سلّم دياتك: أحسنت صنعاً مرحى (ديات تحريف ايديات جمع يد) وتعني أيضاً: شكراً لك، وتقال لمن يقدم إليك شيئاً، والجواب: ودياتك (بوشر سورية).
سلَّم كلباً (في لعبة طاب): جعل كلباً مُسَلِمّاً (انظر لين عادات 2: 61).
سالم: صالح (فوك).
أسلم. أسلم نَفْسه في السوق: صار تاجراً (عبد الواحد ص112) وفي تاريخ ما قبل الإسلام لأبي الفداء: أسلمه عند المنذر ليربيه، أي عهد إلى المنذر تربية ابنه.
تسلَّم: تصرف، دبَّر، ساس. ففي طرائف دي ساسي (2: 178) موضوع أمير جاندار التسلَّم لباب السلطان ولرتبة البرددارية وطوائف الركابية الخ.
وفي الجريدة الآسيوية (1839، 2: 165) عبيدهم المتسلمون عمارتهم أي عبيدهم المدبرون عمارة الأرض. قارن هذا بمتسلم فيما يلي.
سَلَّم أسير. ويطلق على الذكر والمؤنث والمفرد والجمع (معجم البلاذري).
سَلَم: نوع من الشحر (انظر لين) واحدته سَلَمَة وجمعه سلمات (ديوان الهذليين، البيت 19 ص178) ويقول بركهارت (نوبية ص 172، 173، 184) وهو يكتبها سِلَّم إنها صنف من الاقاقيا (الأكاسيا) ومن خشبها الصلب تصنع الرماح. وهو يذكر اسم الوحدة ويكتبها سِلَّمة بمعنى عصا.
سلمى. كسب على السلمي: كسب دون أن يلاعب (بوشر).
سَلْمون (أسبانية): حوت سليمان، صومون. الكالا، القزويني 2: 396).
سَلاَم. سلام وسلم: تنقش على النقود وتعني إنها تامة الوزن (زيشر 9: 833) السلام: قول الإمام السلام عليكم ورحمة الله عند خروجه من الصلاة (الادريسي ص393).
السلام: نداء المؤذن الثاني في ليالي شهر رمضان بعد نصف ساعة من منتصف الليل (لين عادات 2: 224) السلام عليكم: أبوس إيدك للاستهزاء والسخرية بمعنى لا أريد (بوشر).
والسلام: كفى انتهى انقضى (فوك).
يا سلام: الأمان! العفو! (بوشر).
بلَّغ السلام: أوصى به: شفع فيه (الكالا).
السلام في قسطنطينية: الرواق الكائن بين طبقة البيت السفلى (أرضية) وبين الطابق الأول (الجريدة الأسيوية، 1851، 1: 55 وتعليقه رقم 80) ففي الجريدة الأسيوية 1852، 2: 211) تُقف بالسلام من قصبة البلد.
سَلَيم: صحيح البنية، قوي، متين وسَوِي - مريء - غير خطر، هيّن (بوشر) سلامة، أمره على السلامة، معروف بأنه جرئ (محمد بن الحارث ص306) سَلاَمة: سِلْم، سَلام، صلح. ففي كرتاس (ص155): يسألونه سلامته ويطلبون منه عفوه.
وهي مرادف صلح وفي (1: 13) منه: يطلب صلحه ويسئل منه عفوه.
سلامة: رقة، رفق، رأفة، دماثة، سماحة، لطف، طيبة، حلم (بوشر).
سلامة: مراءة، ملاءمة للصحة، عذاوة (بوشر).
مية سلامة: أهلا وسهلا: مرحبا بك! وكذلك: سلامات (بوشر) سلامة عَقْلِك: اختصار حفظ الله لك عقلك ففي ألف ليلة (1: 841): فسلامة شبابك وسلامة عقلك الرجيح، ولسانك الفصيح. ويلاحظ شيخ لين فيقول أن جملة حفظ الله لك شبابك ليس في موضعها في كلام الوزير (ترجمة لين ألف ليلة 2: 226 رقم45) لأنها من لغة النساء، ففي برسل (4: 175): سلامة جاريتي، أي الله يحفظ جاريتي.
سَلامة: ربا: ونجد مثالين لها في مادة حلال.
سَلاَمي: يهودي اعتنق الإسلام (بوشر بربرية وهي تصحيف إسلاَمي.
سليمى: شالبية، قُويْسة، الناعمة، فعند أبي الجزار: السليمي هي الشالبية الصخرية أي سالفية سُلَيْمانّي: في تحفة إخوان الصفا التي ينقل منها فريتاج: ولنا بعد ذلك ألوان الاشربة من الخمر والبنية والقارص والفقاع والسليماني والجلاب.
السُكَّر السليماني: يذكر ابن جزلة كثيراً من المعلومات عن الخصائص الطبية وفوائد هذا الصنف من السكرّ غير إنه لا يخبرنا لم أطلق عليه هذا الاسم. ولا أريد الآن أن أدافع عن الرأي الذي أعلنته في معجم الادريسي في هذا الموضوع. وقد أطلق عليه هذا الاسم أيضاً الميداني في تعليقات تاريخية على أبي الفداء (تاريخ 1: 112) لرايسكه.
سليماني: ساماني، يقال: حصير سليماني (انظر سامان).
سليماني: تحريف سبليماتن. يقول سنج: كانوا يطلقون هذا الاسم فيما مضى على خليط من حامض الزرنيخ (اوكسيد الزرنيخ الأبيض، الزرنيخ الأبيض أو سمّ الفار) ومن الزئبق مصعدين.
ويطلق اسم سليماني اليوم على كلورور الزئبق وهو الكالوميل أو الزئبق الحلو وعلى المصعد الأكال أي الزرنيخ (دومب ص102 وهو فيه بالشين، برجون ص813) والمصعد الاكال (بوشر).
سُلَّم. سلم للعَذاب: هو في المعجم اللاتيني العربي كاتاستا catasta وهو نوع من سور الحديد أو السلالم يربط عليه المجرم الذي يراد إحراقه.
(انظر دوكانج).
سُلُّم = سُلَّم: درج (بوشر، فوك القسم الأول).
سلمّة: درجة، إحدى درجات السلم (بوشر).
سُلَّوم: سُلَّم، درج (فوك القسم الثاني، دومب ص91).
سالِم، جرح سالم: جرح خفيف (بوشر).
اعطيك بدلها مائتي دينار سالمة ليدك خارجاً عن الضمان وحق السلطان (ألف ليلة 1: 419) ومعنى الضمان وحق السلطان (ألف ليلة 1: 419) ومعنى سالمة ليدك هبة دون مصاريف.
وكذلك في ألف ليلة (4: 288، 289).
سالمة: شالبية، ناعمة، الاسفاقس (فوك، الكالا) اسمها العلمي: salvia yerva concida ( دومب ص72) وفي المستعيني انظر اشفاقس في مخطوطة ن فقط: ويعرف أيضاً بالسالمة.
(كاشف الرموز لعبد الرزاق الجزيري ص40) وفي ياجني (مخطوطات): سَلْم، وعند دسكرياك سالم نبات ترعاه الإبل.
سالِمة: حمى دماغية (شيرب).
اسلمي وجمعه أسالِمَة: نصراني اعتنق الإسلام (مملوك 2، 2: 67).
إسلام. الإسلام: لا يعني أهل الإسلام فقط (لين) بل بلاد الإسلام أيضاً (المقري 1: 92) وفي طبعة بولاق: بلاد الإسلام (أماري ص3).
إسْلامِي: يهودي اعتنق الإسلام (هوست ص147) وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص25 ق): اليهود الإسلاميون الذين اسلموا على كره.
تَسْليِم: اتباع رأي الآخرين (المقدمة 1: 39) تسليمات: تحيات، احترامات (بوشر).
تسليمة: ففي كرتاس (ص180): وأخذ في الاجتهاد فيقطع الليل قائماً يختم القرآن في تسليمة واحدة.
وترى أن هذه تعني في مرة واحدة، غير أني لم أدرك المعنى الدقيق لها.
مُسْلِم: في لعبة طاب انظر لين (عادات 2: 61).
مسلمة: الحديث عهد بالإسلام (المقدمة 2: 179، تاريخ البربر 1، 153، مملوك 2، 2: 66) وقد أخطأ كاترمير حين غير الكلمة فيه. مُسَلَّم: سالم من العيوب (معجم الطرائف) مَسْلِماني: حديث عهد بالإسلام (مملوك 2، 2: 67، البكري ص178) المُسالِمَة: مبلغ المال الذي يدفع سنوياً في سبيل استقرار السلام (معجم البلاذري) المسُالِمَة: الحديثو عهد بالإسلام من النصارى واليهود الذين اعتنقوا الإسلام (مملوك 2، 2: 66) وفيه ضبط كاترمير الميم الأول بالفتحة وهو خطأ، فالضمة موجودة في المخطوطة النفيسة لكتاب محمد بن الحارث، ففيه (ص212): وهو من أبناء المُسالمة. وفي كتاب ابن القوطية (ص37 ق) في كلامه عن عمر بن حفصون: وكان أبوه من مسالمة أهل الذمة. وفي حيان (ص38 و) وتحزبت المسالمة مع المولدين.
وفيه (ص41 و) أهل حاضرة البيرة الذين دعوتهم للمولدين والمسالمة، وفيه (ص49 و): فتعصب على المولدين والمسالمة.
متسلم: متصرف، حاكم المدينة وهو الباشا ونائب الحاكم (بوشر، زيشر ص41، باشاليق ص32، 82، براون 2: 290، 294، بكنجهام 1: 115) قد أخطأ روجر في كتابتها فهو يقول: في (ص279): المُسالمة والصُباحية من قضاة الدرجة السفلى وهم من قضاة القلاع والموانئ ويقول ستوشوف (ص355) في كلامه عن أورشليم: ودخل الحاكم الكبير فيها وهو سنجق باي ويسمونه مُسالم وهو يشرف على الأسلحة كما إنه حاكم المدينة.
مستسلم: رئيس الكتاب الذي ينظم حسابات المسجد في المدينة (برتون 1: 356)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.