Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: أرد

عَنَطَ 

(عَنَطَ) الْعَيْنُ وَالنُّونُ وَالطَّاءُ أُصَيْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى طُولِ جِسْمٍ وَحُسْنِ قَوَامٍ.

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَنَطْنَطُ، اشْتِقَاقُهُ مِنْ عَنَطَ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أُرْدِــفَ بِحَرْفَيْنِ فِي عَجُزِهِ. قَالَ رُؤْبَةُ:

يَمْطُو السُّرَى بعَنَطْنَطِ

وَامْرَأَةٌ عَنَطْنَطَةٌ: طَوِيلَةُ الْعُنُقِ مَعَ حُسْنِ قَوَامٍ. قَالَ يَصِفُ رَجُلًا وَفَرَسًا:

عَنَطْنَطٌ تَعْدُو بِهِ عَنَطْنَطَهْ ... لِلْمَاءِ تَحْتَ الْبَطْنِ مِنْهُ غَطْمَطَهْ

هَزَعَ 

(هَزَعَ) الْهَاءُ وَالزَّاءُ وَالْعَيْنُ أَصْلَانِ يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى وَحْشَةٍ، وَالْآخَرَ عَلَى اضْطِرَابٍ وَكَسْرٍ.

الْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ: مَضَى هَزِيعٌ مِنَ اللَّيْلِ، أَيْ طَائِفَةٌ مِنْهُ. وَتَهَزَّعَ فُلَانٌ لِفُلَانٍ: تَنَكَّرَ. قَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ مِنْ هَزِيعِ اللَّيْلِ، لِأَنَّ تِلْكَ سَاعَةُ وَحْشَةٍ.

وَالْآخَرُ قَوْلُهُمْ: تَهَزَّعَتِ الْقَنَاةُ: اضْطَرَبَتْ. وَتَهَزَّعَتِ الْمَرْأَةُ: تَثَنَّتْ. قَالَ:

مِثْلَ الْقَطَاةِ لَدْنَةَ التَّهَزُّعِ

وَتَهَزَّعَ السَّيْفُ: اضْطَرَبَ. وَتَهَزَّعَتِ الْإِبِلُ فِي سَيْرِهَا: اهْتَزَّتْ. وَهَزَعْتُ الْعَظْمَ: كَسَرْتُهُ. وَالْمِهْزَعُ: الْأَسَدُ الْحَطُومُ. قَالَ:

كَأَنَّهُمُ يَخْشَوْنَ مِنْكَ مُذَرَّبًا ... بِحَلْيَةَ مَشْبُوحَ الذِّرَاعَيْنِ مِهْزَعَا

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابَيْنِ الْأَهْزَعُ: السَّهْمُ يَبْقَى فِي الْكِنَانَةِ، لِأَنَّهُ أَرْدَــؤُهَا، وَقِيلَ يَكُونُ أَجْوَدَهَا. وَيَقُولُونَ: مَا لَهُ أَهْزَعُ، أَيْ مَا لَهُ شَيْءٌ. 

نَقَضَ 

(نَقَضَ) النُّونُ وَالْقَافُ وَالضَّادُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى نَكْثِ شَيْءٍ، وَرُبَّمَا دَلَّ عَلَى مَعَنًى مِنَ الْمَعَانِي عَلَى جِنْسٍ مِنَ الصَّوْتِ. وَنَقَضْتُ الْحَبْلَ وَالْبِنَاءَ. وَالنَّقِيضُ: الْمَنْقُوضُ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ لِلْبَعِيرِ الْمَهْزُولِ نِقْضٌ، كَأَنَّ الْأَسْفَارَ نَقَضَتْهُ ; وَجَمْعُهُ أَنْقَاضٌ. وَالْمُنَاقَضَةُ فِي الشِّعْرِ مِنْ هَذَا، كَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْقُضَ مَا أَرَّبَهُ صَاحِبُهُ. وَنَقْضُ الْعَهْدِ مِنْهُ أَيْضًا. وَالنِّقْضُ: مُنْتَقَضُ الْكَمْأَةِ مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَرَدْــتَ أَنْ تُخْرِجَهَا. نَقَضْتُهَا نَقْضًا. وَانْتَقَضَتِ الْقَرْحَةُ، كَأَنَّهَا كَانَتْ تَلَاءَمَتْ ثُمَّ انْتَقَضَتْ.

أَمَّا الصَّوْتُ فَيُقَالُ لِصَوْتِ الْمَفَاصِلِ نَقِيضُهَا ; وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الْأَوَّلِ، لِأَنَّهَا كَأَنَّهَا تَنْتَقِضُ فَيُسْمَعَ لَهَا صَوْتٌ عِنْدَ ذَلِكَ. وَأَنْقَضَتِ الدَّجَاجَةُ: صَوَّتَتْ. وَالْإِنْقَاضُ: زَجْرُ الْقَعُودِ. قَالَ:

رُبَّ عَجُوزٍ مِنْ أُنَاسٍ شَهْبَرَهْ ... عَلَّمْتُهَا الْإِنْقَاضَ بَعْدَ الْقَرْقَرَهْ

يَقُولُ: سَرَقْتُ بَعِيرَهَا الَّتِي كَانَتْ تُقَرْقِرُ بِهِ وَتَرَكْتُ لَهَا بَكْرًا تُنْقِضُ بِهِ.

نَجَوَ 

(نَجَوَ) النُّونُ وَالْجِيمُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلَانِ، يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى كَشْطٍ وَكَشْفٍ، وَالْآخَرُ عَلَى سَتْرٍ وَإِخْفَاءٍ.

فَالْأَوَّلُ: نَجَوْتُ الْجِلْدَ أَنْجُوهُ - وَالْجِلْدَ نَجًا - إِذَا كَشَطْتَهُ. وَقَالَ:

فَقُلْتُ انْجُوَا عَنْهَا نَجَا الْجِلْدِ إِنَّهُ ... سَيُرْضِيكُمَا مِنْهَا سَنَامٌ وَغَارِبُهُ

وَيَقُولُونَ: هُوَ فِي أَرْضٍ نَجَاةٍ: يُسْتَنْجَى مِنْ شَجَرِهَا الْعِصِيُّ. يُقَالُ لِلْغُصُونِ النَّجَا. الْوَاحِدَةُ نَجَاةٌ، وَأَنْجِنِي عَصًا. وَنَجَا الْإِنْسَانُ يَنْجُو نَجَاةً، وَنَجَاءً فِي السُّرْعَةِ ; وَهُوَ مَعْنَى الذَّهَابِ وَالِانْكِشَافِ مِنَ الْمَكَانِ. وَنَاقَةٌ نَاجِيَةٌ وَنَجَاةٌ: سَرِيعَةٌ. وَمِنَ الْبَابِ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ النِّجَاءِ: النَّجَاةُ وَالنَّجْوَةُ مِنَ الْأَرْضِ، وَهِيَ الَّتِي لَا يَعْلُوهَا سَيْلٌ. قَالَ: فَمَنْ بِنَجْوَتِهِ كَمَنْ بِعَقْوَتِهِ ... وَالْمُسْتَكِنُّ كَمَنْ يَمْشِي بِقِرْوَاحِ

وَإِنَّمَا قُلْنَا إِنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ لَمَّا نَجَا مِنَ السَّيْلِ فَكَأَنَّهُ الشَّيْءُ الَّذِي يَنْجُو مِنْ شَيْءٍ بِذَهَابٍ عَنْهُ، فَهَذَا مَعْنَى الْمَحْمُولِ.

وَقَوْلُهُمْ: بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ نَجَاوَةٌ مِنَ الْأَرْضِ، أَيْ سِعَةٌ، مِنَ الْبَابِ ; لِأَنَّهُ مَكَانٌ يُسْرَعُ فِيهِ وَيُنْجَى. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْجَدْبِ فَاسْتَنْجُوا» ، يُرِيدُ لَا تُبْطِئُوا فِي السَّيْرِ، وَلَكِنِ انْكَشِفُوا وَمُرُّوا.

وَمِنَ الْبَابِ النَّجْوُ: السَّحَابُ، وَالْجَمْعُ النِّجَاءُ ; وَهُوَ مِنَ انْكِشَافِهِ لِأَنَّهُ لَا يَثْبُتُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَنْجَتِ السَّحَابَةُ: وَلَّتْ. وَقَوْلُهُمْ: اسْتَنْجَى فُلَانٌ، قَالُوا هُوَ مِنَ النَّجْوَةِ، كَأَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا أَرَادَ قَضَاءَ حَاجَتِهِ أَتَى نَجْوَةً مِنَ الْأَرْضِ تَسْتُرُهُ، فَقِيلَ لِمَنْ أَرَادَ ذَلِكَ اسْتَنْجَى، كَمَا قَالُوا: تَغَوَّطَ، أَيْ أَتَى غَائِطًا.

وَمِنَ الْبَابِ نَجَوْتُ فُلَانًا: اسْتَنْكَهْتُهُ، كَأَنَّكَ أَرَدْــتَ اسْتِكْشَافَ حَالٍ فِيهِ. قَالَ:

نَجَوْتُ مُجَالِدًا فَوَجَدْتُ فِيهِ ... كَرِيحِ الْكَلْبِ مَاتَ حَدِيثَ عَهْدِ وَالْأَصْلُ الْآخَرُ النَّجْوُ وَالنَّجْوَى: السِّرُّ بَيْنَ اثْنَيْنِ. وَنَاجَيْتُهُ، وَتَنَاجَوْا، وَانْتَجَوْا. وَهُوَ نَجِيُّ فُلَانٍ، وَالْجَمْعُ أَنْجِيَةٌ. قَالَ:

إِذَا مَا الْقَوْمُ كَانُوا أَنْجِيَهْ

يَقُولُ: نَامَ الْقَوْمُ وَحَلُمُوا فِي نَوْمِهِمْ فَكَأَنَّهُمْ يُنَاجُونَ أَهْلِيهِمْ فِي النَّوْمِ وَنَجَوْتُهُ: نَاجَيْتُهُ. وَانْتَجَيْتُهُ: اخْتَصَصْتُهُ بِمُنَاجَاتِي. قَالَ:

فَبِتُّ أَنْجُو بِهَا نَفْسًا تُكَلِّفُنِي ... مَا لَا يُهِمُّ بِهِ الْجَثَّامَةُ الْوَرَعُ.

لَهَوَ 

(لَهَوَ) اللَّامُ وَالْهَاءُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ: أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى شُغْلٍ عَنْ شَيْءٍ بِشَيْءٍ، وَالْآخَرُ عَلَى نَبْذِ شَيْءٍ مِنَ الْيَدِ.

فَالْأَوَّلُ اللَّهْوُ، وَهُوَ كُلُّ شَيْءٍ شَغَلَكَ عَنْ شَيْءٍ، فَقَدْ أَلْهَاكَ. وَلَهَوْتُ مِنَ اللَّهْوِ. وَلَهِيتُ عَنِ الشَّيْءِ، إِذَا تَرَكْتَهُ لِغَيْرِهِ. وَالْقِيَاسُ وَاحِدٌ وَإِنْ تَغَيَّرَ اللَّفْظُ أَدْنَى تَغَيُّرٍ. وَيَقُولُونَ: إِذَا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِشَيْءٍ فَالْهَ عَنْهُ، أَيِ اتْرُكْهُ وَلَا تَشْتَغِلْ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ «فِي الْبَلَلِ بَعْدَ الْوُضُوءِ: " الْهَ عَنْهُ» ". وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ لَهَى عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي يَقُولُ: تَرَكَهُ وَأَعْرَضَ عَنْهُ. وَقَدْ يُكْنَى بِاللَّهْوِ عَنْ غَيْرِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَوْ أَرَدْــنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا} [الأنبياء: 17] . وَقَالَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: أَرَادَ بِاللَّهْوِ الْمَرْأَةَ. وَقَالَ قَوْمٌ: أَرَادَ بِهِ الْوَلَدَ.

وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَاللُّهْوَةُ، وَهُوَ مَا يَطْرَحُهُ الطَّاحِنُ فِي ثُقْبَةِ الرَّحَى بِيَدِهِ، وَالْجَمْعُ لُهًى، وَبِذَلِكَ سُمِّيَ الْعَطَاءُ لُهْوَةً فَقِيلَ: هُوَ كَثِيرُ اللُّهَى. فَأَمَّا اللَّهَاةُ فَهِيَ أَقْصَى الْفَمِ، كَأَنَّهَا شُبِّهَتْ بِثُقْبَةِ الرَّحَى، وَسُمِّيَتْ لَهَاةً لِمَا يُلْقَى فِيهَا مِنَ الطَّعَامِ.

قَعَدَ 

(قَعَدَ) الْقَافُ وَالْعَيْنُ وَالدَّالُ أَصْلٌ مُطَّرِدٌ مُنْقَاسٌ لَا يُخْلَفُ، وَهُوَ يُضَاهِي الْجُلُوسَ وَإِنْ كَانَ يُتَكَلَّمُ فِي مَوَاضِعَ لَا يُتَكَلَّمُ فِيهَا بِالْجُلُوسِ. يُقَالُ: قَعَدَ الرَّجُلُ يَقْعُدُ قُعُودًا. وَالْقَعْدَةُ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. وَالْقِعْدَةُ: الْحَالُ حَسَنَةً أَوْ قَبِيحَةً فِي الْقُعُودِ. وَرَجُلٌ ضُجَعَةٌ قُعَدَةٌ: كَثِيرُ الْقُعُودِ وَالِاضْطِجَاعِ. وَالْقَعِيدَةُ: قَعِيدَةُ الرَّجُلِ: امْرَأَتُهُ. قَالَ:

لَكِنْ قَعِيدَةُ بَيْتِهَا مَجْفُوَّةٌ ... بَادٍ جَنَاجِنُ صَدْرِهَا وَبِهَا جَنَا

وَامْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ، إِنْ أَرَدْــتَ الْقُعُودَ، وَقَاعِدٌ عَنِ الْحَيْضِ وَالْأَزْوَاجِ، وَالْجَمْعُ قَوَاعِدُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا} [النور: 60] . وَالْمُقْعَدَاتُ: الضَّفَادِعُ. وَالْقُعْدُدُ: اللَّئِيمُ، وَزِيدَ فِي بِنَائِهِ لِقُعُودِهِ عَنِ الْمَكَارِمِ. وَأَمَّا الْقُعْدَدُ وَالْقُعْدُدُ فَهُوَ أَقْرَبُ الْقَوْمِ إِلَى الْأَبِ الْأَكْبَرِ. وَفُلَانٌ أَقْعَدُ نَسَبًا، إِذَا كَانَ أَقْرَبَ إِلَى الْأَبِ الْأَكْبَرِ، وَقِيَاسُهُ صَحِيحٌ لِأَنَّهُ قَاعِدٌ مَعَ الْأَبِ الْأَكْبَرِ. وَالْقَعِيدُ مِنَ الْوَحْشِ: مَا يَأْتِيكَ مِنْ وَرَائِكَ، وَهُوَ خِلَافُ النَّطِيحِ مُسْتَقْبِلُكَ.

وَالْقَعَدُ: الْقَوْمُ لَا دِيوَانَ لَهُمْ، فَكَأَنَّهُمْ أُقْعِدُوا عَنِ الْغَزْوِ. وَالثَّدْيُ الْمُقْعَدُ عَلَى النَّهْدِ: النَّاهِدُ، كَأَنَّهُ أُقْعِدَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ. وَذُو الْقَعْدَةِ: شَهْرٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تَقْعُدُ فِيهِ عَنِ الْأَسْفَارِ. وَالْقُعْدَةُ: الدَّابَّةُ تُقْتَعَدُ لِلرُّكُوبِ خَاصَّةً. وَالْقَعُودُ مِنَ الْإِبِلِ كَذَلِكَ. وَيُقَالُ الْقَعِيدَةُ: الْغِرَارَةُ، لِأَنَّهَا تُمْلَأُ وَتُقْعَدُ. وَالْقَعِيدُ: الْجَرَادُ الَّذِي لَمْ يَسْتَوِ جَنَاحُهُ. وَقَوَاعِدُ الْبَيْتِ: أَسَاسُهُ. وَقَوَاعِدُ الْهَوْدَجِ: خَشَبَاتٌ أَرْبَعٌ مُعْتَرِضَاتٌ فِي أَسْفَلِهِ. وَالْإِقْعَادُ وَالْقُعَادُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الْإِبِلَ فِي أَوْرَاكِهَا فَيُمِيلُهَا إِلَى الْأَرْضِ. وَالْمُقْعَدَةُ مِنَ الْآبَارِ: الَّتِي أُقْعِدَتْ فَلَمْ يُنْتَهَ بِهَا إِلَى الْمَاءِ وَتُرِكَتْ. وَالْمُقْعَدُ: فَرْخُ النَّسْرِ. وَقَعَدَتِ الرَّخَمَةُ، إِذَا جَثَمَتْ. وَالْمَقَاعِدُ: مَوْضِعُ قُعُودِ النَّاسِ فِي أَسْوَاقِهِمْ. وَالْقُعُدَاتُ: السُّرُوجُ وَالرِّحَالُ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: قَعِيدَكَ اللَّهُ، وَقَعْدَكَ اللَّهُ، فِي مَعْنَى الْقَسَمِ. . . . . . . . . . . .

عَتَبَ 

(عَتَبَ) الْعَيْنُ وَالتَّاءُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ، يَرْجِعُ كُلُّهُ إِلَى الْأَمْرِ فِيهِ بَعْضُ الصُّعُوبَةِ مِنْ كَلَامٍ أَوْ غَيْرِهِ. مِنْ ذَلِكَ الْعَتَبَةُ، وَهِيَ أُسْكُفَّةُ الْبَابِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِارْتِفَاعِهَا عَنِ الْمَكَانِ الْمُطْمَئِنِّ السَّهْلِ. وَعَتَبَاتُ الدُّرْجَةِ: [مَرَاقِيهَا] ، كُلُّ مِرْقَاةٍ مِنَ الدُّرْجَةِ عَتَبَةٌ. وَيُشَبَّهُ بِذَلِكَ الْعَتَبَاتُ تَكُونُ فِي الْجِبَالِ، وَالْوَاحِدَةُ عَتَبَةٌ، وَتُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى عَتَبٍ. وَكُلُّ شَيْءٍ جَسَا وَجَفَا فَهُوَ يُشْتَقُّ لَهُ هَذَا اللَّفْظُ، يُقَالُ فِيهِ عَتَبٌ، إِذَا اعْتَرَاهُ مَا يُغَيِّرُهُ عَنِ الْخُلُوصِ. قَالَ: فَمَا فِي حُسْنِ طَاعَتِنَا ...وَلَا فِي سَمْعِنَا عَتَبُ

وَقَالَ فِي وَصْفِ سَيْفٍ:

مُجَرَّبَ الْوَقْعِ غَيْرَ ذِي عَتَبِ

أَيْ غَيْرَ مُلْتَوٍ عَنِ الضَّرِيبَةِ وَلَا نَابٍ عَنْهَا.

وَيَقُولُونَ: حُمِلَ فُلَانٌ عَلَى عَتَبَةٍ كَرِيهَةٍ وَعَتَبٍ كَرِيهٍ مِنْ بَلَاءٍ وَشَرٍّ.

قَالَ الْمُتَلَمِّسُ:

يُعْلَى عَلَى الْعَتَبِ الْكَرِيهِ وَيُوبَسُ

وَيُقَالُ لِلْفَحْلِ الْمَعْقُولِ أَوِ الظَّالِعِ إِذَا مَشَى عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ كَأَنَّهُ يَقْفِزُ: عَتَبَ عَتَبَانًا. قَالَ الْخَلِيلُ: وَهَذَا تَشْبِيهٌ، كَأَنَّهُ يَمْشِي عَلَى عَتَبَاتِ الدُّرْجَةِ فَيَنْزُو مِنْ عَتَبَةٍ إِلَى عَتَبَةٍ. وَيُقَالُ عَتِّبْ لَنَا عَتَبَةً، أَيِ اتَّخِذْهَا.

وَمِنَ الْبَابِ، وَهُوَ الْقِيَاسُ الصَّحِيحُ: الْعَتْبُ: الْمَوْجِدَةُ. تَقُولُ: عَتَبْتُ عَلَى فُلَانٍ عَتْبًا وَمَعْتَبَةً، أَيْ وَجَدْتُ عَلَيْهِ. ثُمَّ يُشْتَقُّ مِنْهَا فَيُقَالُ: أَعْتَبَنِي، أَيْ تَرَكَ مَا كُنْتُ أَجِدُ عَلَيْهِ وَرَجَعَ إِلَى مَسَرَّتِي ; وَهُوَ مُعْتِبٌ رَاجِعٌ عَنِ الْإِسَاءَةِ. وَأَنْشَدَ: عَتَبْتُ عَلَى جُمْلٍ وَلَسْتُ بِشَامِتٍ ... بِجُمْلٍ وَإِنْ كَانَتْ بِهَا النَّعْلُ زَلَّتِ

وَيَقُولُونَ: أَعْطَانِي الْعُتْبَى، أَيْ أَعْتَبَنِي. وَلَكَ الْعُتْبَى، أَيْ أَعْطَيْتُكَ الْعُتْبَى. وَالتَّعَتُّبُ، إِذَا قَالَ هَذَا وَهَذَا يَصِفَانِ الْمَوْجِدَةَ. وَكَذَلِكَ الْمُعَاتَبَةُ، إِذَا لَامَكَ وَاسْتَزَادَكَ قُلْتَ عَاتَبَنِي. قَالَ:

إِذَا ذَهَبَ الْعِتَابُ فَلَيْسَ حُبٌّ ... وَيَبْقَى الْحُبُّ مَا بَقِيَ الْعِتَابُ

وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا طَلَبَ أَنْ يُعْتَبَ: قَدِ اسْتَعْتَبَ. قَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ:

فَعَاتَبْتُهُ ثُمَّ رَاجَعْتُهُ ... عِتَابًا رَقِيقًا وَقَوْلًا أَصِيلًا

فَأَلْفَيْتُهُ غَيْرَ مُسْتَعْتَبٍ ... وَلَا ذَاكِرَ اللَّهِ إِلَّا قَلِيلًا

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا رَأَيْتُ عِنْدَ فُلَانٍ عُتْبَانًا، إِذَا أَرَدْــتَ أَنَّهُ أَعْتَبَكَ وَلَمْ تَرَ لِذَلِكَ بَيَانًا. 

صَرَعَ

(صَرَعَ)
(هـ) فِيهِ «مَا تعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الَّذِي لَا يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ. قَالَ:
هُوَ الَّذِي يملِكُ نَفْسُه عِنْدَ الْغَضَبِ» الصُّرَعَة بِضَمِّ الصَّادِ وَفَتْحِ الرَّاء: المُبَالِغُ في الصِّرَاع الذي لَا يُغْلَبُ، فنقَلَهُ إِلَى الَّذِي يَغْلِبُ نفْسَه عِنْدَ الغَضَب ويَقْهَرُهَا، فَإِنّه إِذَا مَلَكَها كَانَ َقد قَهَرَ أَقْوَى أعْدَائِهِ وشَرَّ خُصُومه، وَلِذَلِكَ قَالَ: «أعْدَى عَدُوّ لكَ نَفْسُكَ الَّتِي بينَ جَنْبَيْك» .
وَهَذَا مِنَ الْأَلْفَاظِ الَّتِي نَقَلها عَنْ وضْعِها اللّغَوُيُّ لضَربٍ مِنَ التَّوسُّع وَالْمَجَازِ، وَهُوَ مِنْ فَصيح الْكَلَامِ، لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ الغَضْبان بِحَالَةٍ شديدةٍ مِنَ الغَيْظِ، وَقَدْ ثَارَتْ عَلَيْهِ شَهْوَةُ الغَضَبِ، فَقَهَرَها بحِلْمه، وصَرَعَهَا بثَبَاته، كَانَ كالصُّرَعَة الَّذِي يَصْرَعُ الرِّجَالَ وَلَا يَصْرَعُونَهُ.
وَفِيهِ «مَثل المؤمنِ كالخَامة مِنَ الزَّرْع تَصْرَعُهَا الريحُ مَرَّةً وتعدلُها أخْرى» أَيْ تُميلُها وتَرْميها مِنْ جَانِبٍ إِلى جَانِبٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ صُرِعَ عَنْ دَابَّةٍ فجُحِش شِقّه» أَيْ سَقَط عَنْ ظَهْرها.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَنَّهُ أردفَ صَفية فعَثَرت ناقَتُه فصُرِعَا جَمِيعًا» .

طَلَبَ

(طَلَبَ)
فِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ «قَالَ سُرَاقةُ: فاللهَ لَكُما أَنْ أُرّد عَنْكما الطَّلَبَ» هُوَ جمعُ طَالِب، أَوْ مَصْدَر أُقيم مُقَامه، أَوْ عَلَى حَذْف الْمُضَافِ: أَيْ أهْل الطَّلَب.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ فِي الْهِجْرَةِ «قَالَ لَهُ: أمْشي خَلْفَك أخْشَى الطَّلَب» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ نُقَادَة الأَسِدي «قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اطْلُبْ إليَّ طَلِبَةً فَإِنِّي أُحب أَنْ أُطْلِبَكَها» الطَّلِبَة: الحاجَةُ. والإِطْلَاب: إنجازُها وقَضاؤها. يُقَالُ: طَلَبَ إليَّ فأَطْلَبْتُه: أَيْ أسْعَفْته بِمَا طَلَبَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «لَيْسَ لِي مُطْلِبٌ سِواك» .

الغريب

الغريب: في الحديث: ما تفرد بروايته شخص واحد في أي موضع وقع التفرد به من السند. ثم الغرابة في أصل السند أولا، فالأول الفرد المطلق، والثاني الفرد النسبي.
الغريب
نقصد بالغريب ما قل دورانه على الألسنة، فلم يستعمله الخطباء ولا الشعراء استعمال غيره من الألفاظ، ويحوى القرآن الكريم عددا منه، فكان العرب في عصر نزول القرآن، يمضون إلى كبار الصحابة، يسألونهم عن معانى هذه الألفاظ الغريبة، فيجيبونهم ويقربون لهم هذه المعانى، مستشهدين بأبيات الشعر، والواقع أن قدرة الصحابة على فهم نصوص القرآن لم تكن في درجة واحدة: فكان منهم المثقف ثقافة أدبية ممتازة، ولم يكن ما نسميه الآن غريبا، بغريب عند هؤلاء الذين تحداهم القرآن، فلم يكن استخدامه حينئذ معيبا ولا مستكرها، ومثال ذلك استعمال عباقرة الشعراء ألفاظا يعرفها جمهور المتأدبين، ويتذوقون جمالها، وإن كانت غير دائرة على ألسنة العامة، فلا يعاب الشاعر على هذا الاستخدام، ولا ينقص ذلك من قدر كلامه، بل يضع أدبه في مستوى الأدب الرفيع، الذى هدره وتدرك قيمته الصفوة الممتازة من الأدباء.
ومما يدل على أن القرآن يؤثر رفعة الأسلوب أنه يفضل أحيانا كلمة أدبية، على أخرى شائعة عامية، فتراه يستخدم إِلْحافاً فى قوله تعالى: يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً (البقرة 273). مكان «إلحاحا» وربما كان لتكرير الحاءين في الكلمة أثر في الإعراض عنها، وليس ذلك بعجيب على كتاب نزل، ليتحدى أبلغ البلغاء، مستخدما أجمل وأرقى ما يعرفونه من الألفاظ.
وينبغى أن نقرر أن ما نسميه اليوم غريب القرآن، قد برئ من الثقل على اللسان، والكراهة على السمع، والقرآن الكريم لا يستخدم هذا النوع من الألفاظ إلا قليلا، وليس كل ما ذكره المؤلفون في القرآن مما يندرج في هذا النوع، بل يضعون فيه كل ما يرتفع قليلا عن مستوى العام الشائع، فتجد السجستانى مثلا يعد منه كلمات «انفصام، وإسرافا، وادرءوا، وإعصار» ، وليس ذلك بغريب.
أما ما نعده اليوم غريبا فعدد محدود من الكلمات، مثل قَضْباً و (أبا) فى قوله تعالى: أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً
وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا
(عبس 25 - 31).
والقضب: القث، والأب ما ترعاه الأنعام، ويقال: الأب للبهائم كالفاكهة للناس ، وقد جاءت الكلمتان فاصلتين محافظتين أقوى محافظة على النغم الموسيقى، كما أن الكلمة الثانية استخدمت في معناها الدقيق.
وعلى هذا الوجه جاءت إِدًّا فى قوله تعالى: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا (مريم 89).
بمعنى الأمر العظيم.
وقد يكون ما يحيط بالكلمة دالا على معناها، كما نجد ذلك في «أركس» فى قوله تعالى: كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها (النساء 91). وفي أَكِنَّةً فى قوله تعالى:
وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً (الأنعام 25). وأَمْتاً بمعنى ارتفاعا وهبوطا من قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً (طه 105 - 107). و (ألتنا) بمعنى نقصنا، من قوله تعالى: وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ (الطور 21).
ويكاد يكون هذا الأمر مبدأ عاما في معظم ما نسميه اليوم بالغريب، فهو مع قلته يحاط بما يشير إلى معناه، وقد يتولى القرآن نفسه تفسير ما يرد من تلك الألفاظ، ويكون ذلك في موضع الترهيب والزجر، أو الوعد بالخير، فيكون النطق بهذه الكلمة الغريبة، مثيرا في نفس سامعها السؤال عنها، والتنبه القوى لمعناها، حتى إذا جاء هذا المعنى استقر في النفس، فملأها خوفا، أو غمرها بالبهجة والحبور، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا (المدثر 26 - 31). وقوله تعالى: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (المطففين 7 - 11). ومثله قوله سبحانه: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (المطففين 18 - 21).
ولعل من وجوه بلاغة استخدام هذه الألفاظ الأدبية التى لم تشع على الألسنة إلّا قليلا، ما نراه من اختيار ما حسن وقعه على الأذن، وجريه على اللسان منها، ثم في وضعه حيث لا يغنى غيره من الألفاظ غناءه، لتناسب موسيقاه، أو لأنه يؤدى المعنى الدقيق دون سواه، وفي ذلك من براعة الاستعمال ما لا نجده في الألفاظ المستعملة الشائعة.
وإذا أردت أن تعرف ما عده العلماء من غريب القرآن، فارجع إلى مؤلف السجستانى، وإلى كتاب الإتقان (ج 1 ص 115) وفيهما تفسير هذا الغريب، وفي الإتقان أبيات الشعر، التى استشهد بها على معانى ما ورد في القرآن من هذه الألفاظ.
الغريب:
[في الانكليزية] lntruder ،odd ،unusual ،strange
[ في الفرنسية] lntrus ،bizzarre ،insolite ،etrange
هو فعيل من الغرابة بالراء المهملة وهو يطلق على معان. منها الكوكب الواقع في موضع لا حظّ له فيه، وهذا مصطلح المنجّمين.
ومنها ما هو مصطلح أهل العروض وهو البحر الذي وزنه فاعلن ثماني مرات ويسمّى بالمتدارك أيضا كما في عروض سيفي. ومنها ما هو مصطلح أهل المعاني قالوا الغرابة كون الكلمة غير ظاهرة المعنى ولا مأنوسة الاستعمال، سواء كانت بالنظر إلى الأعراب الخلّص أو بالنظر إلينا، وتلك الكلمة تسمّى غريبا ويقابله المعتاد ويرادفه الوحشي. فالغريب منه ما هو غريب حسن وهو الذي لا يعاب استعماله على الأعراب الخلّص لأنّه لم يكن غير ظاهر المعنى ولا غير مأنوس الاستعمال عندهم، وذلك مثل شرنبث واشمخر واقمطر وهي في النظم أحسن منها في النشر، ومنه غريب القرآن والحديث، وهذا غير مخلّ بالفصاحة، ومنه غريب قبيح وهو الذي يعاب استعماله مطلقا أي عند الخلّص من الأعراب وغيرهم سواء كان كريها على السمع والذوق أو لم يكن، فمنه ما يسمّى الوحشي الغليظ وهو أن يكون مع كونه غريب الاستعمال ثقيلا على السّمع كريها على الذوق ويسمّى المتوعّر أيضا وذلك مثل جحيش للفريد واطلخم الأمر وأمثال ذلك، ويجب الخلوص عن مثل هذا الغريب في الفصاحة إلّا أنّ الخلوص عن التنافر يستلزم الخلوص عن الوحشي الغليظ. ومن الغريب المخلّ بالفصاحة ما يحتاج في معرفته إلى أن ينقر ويبحث عنه في كتب اللغة المبسوطة كتكأكأتم وافرنقعوا في قول عيسى بن عمر ما لكم تكأكأتم عليّ كتكأكئكم على ذي جنّة افرنقعوا عنّي، أي اجتمعتم تنحّوا عنّي كذا ذكره الجواهري في الصحاح. ومنه ما يحتاج إلى أن يخرّج له وجه بعيد نحو مسرّج في قول العجاج: وفاحما ومرسنا مسرّجا.
أي كالسيف السريجي في الدقّة والاستواء، وسريج اسم قين ينسب إليه السيوف. وبالجملة فالغريب الغير المخلّ بالفصاحة هو الذي يكون غير ظاهر المعنى وغير مأنوس الاستعمال لا بالنسبة إلى الأعراب الخلّص بل بالنسبة إلينا، والغريب المخلّ بالفصاحة هو الذي يكون غير ظاهر المعنى وغير مأنوس الاستعمال بالنسبة إليهم كلّهم لا بالنسبة إلى العرب كلّه، فإنّه لا يتصوّر إذ لا أقلّ من تعارفه عند قوم يتكلمون به، فإنّ الغرابة مما يتفاوت بالنسبة إلى قوم دون قوم كالاعتياد الذي يقابله هكذا يستفاد من الأطول والمطول والچلپى وغيرها. ومنها ما هو مصطلح الأصوليين وهو وصف ثبت اعتبار عينه في عين الحكم بمجرّد ترتّب الحكم على وفقه، وهذا قسم من المناسب قسيم للمرسل. وقد يطلق أيضا عندهم على قسم من المرسل ويجيء في لفظ المناسبة. ومنها ما هو مصطلح المحدّثين وهو حديث يتفرّد بروايته شخص واحد في أي موضع وقع التفرّد من السّند سواء كان التفرّد في أصل السّند أي الموضع الذي يدور الإسناد عليه ويرجع إليه وهو طرفه الذي فيه الصحابي ويسمّى غريبا مطلقا، أو في أثناء السّند ويسمّى غريبا نسبيا، ويرادف الغريب الفرد.
اعلم أنّ ما تفرّد به الصحابي ثم كثر الرواية عنه لا يسمّى فردا فإنّ الصحابة كلهم عدول على الإطلاق صغيرهم وكبيرهم ممن خالط الفتن وغيرهم لقوله تعالى: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً أي عدولا. وقوله عليه الصلاة والسلام: (خير الناس قرني) وهو الصحيح. وحكى الآمدي وابن الحاجب قولا إنّهم كغيرهم في لزوم البحث عمّن ليس ظاهر العدالة. فقولهم طرفه أرادوا به التابعي فإنّ الصحابة وإن كانوا من رجال الإسناد إلّا أنّهم لم يعدوا لما ذكرنا أنّهم عدول كلهم لا يبحث عن أحوالهم. وقولهم فيه الصحابي أي في ذلك الطرف من تسامحاتهم أي ينتهي ذلك الطرف إلى الصحابي ويتصل به. وبالجملة فالغريب المطلق هو ما رواه تابعي واحد مثلا عن صحابي ولم يتابعه غيره رواية عن ذلك الصحابي سواء تعدّد الصحابي في تلك الرواية أو لا، وسواء كان الصحابي واحدا أو أكثر كحديث النهي عن بيع الولاء وعن هبته، تفرّد به عبد الله بن دينار عن ابن عمر. وقد يتفرّد به راو عن ذلك المتفرّد كحديث شعب الإيمان تفرّد به أبو صالح عن أبي هريرة، وتفرّد به عبد الله بن دينار عن أبي صالح. وقد يستمرّ التفرّد في جميع رواته أو أكثرهم. والغريب النسبي هو ما وقع التفرّد في أثناء سنده أي قبل التابعي كما يروي عن الصحابي أكثر من واحد ثم يتفرّد بالرواية منهم شخص واحد، سمّي نسبيا لكون التفرّد فيه حصل بالنسبة إلى شخص معيّن وإن كان الحديث مشهورا من وجه آخر لم يتفرّد فيه راو، هكذا في شرح النخبة وشرحه.

وفي مقدّمة شرح المشكاة: الحديث صحيح لو أنّ راويه كان واحدا. ويسمّونه الغريب أو الفرد. والمراد مع كون راويه واحدا هو: إذا وقع هكذا في أحد المواضع فهو غريب. ولكن يقولون له الفرد النسبي. وإذا كان في كلّ مكان هكذا يأتي فهو الفرد المطلق. انتهى. فهذا يدلّ على أنّ ما تفرّد به الصحابي ثم كثر عنه الرواية يسمّى غريبا. وعلى أنّه يشترط تفرّد جميع الرواة في الغريب المطلق.
اعلم أنّ الغريب كما ينقسم إلى مطلق ونسبي كما عرفت كذلك ينقسم إلى غريب متنا وإسنادا، وهو ما تفرّد بروايته واحد وإلى غريب إسنادا لا متنا وهو ما تفرّد بروايته واحد عن صحابي ومتنه معروف عن جماعة من الصحابة بطريق آخر، ومنه قول الترمذي غريب من هذا الوجه. ولا يوجد ما هو غريب متنا لا إسنادا إلّا إذا اشتهر الحديث الفرد بأن رواه عمّن تفرّد جماعة كثيرة فإنّه يصير غريبا متنا لا إسنادا بالنسبة إلى آخر الإسناد، فإنّ إسناده متّصف بالغرابة في طرفه الأول وبالشهرة في الآخر كحديث إنما الأعمال بالنيات، ونسمّيه غريبا مشهورا كذا في خلاصة الخلاصة.
فائدة:
قولهم ما يتفرّد بروايته شخص واحد يعمّ ما تفرّد فيه الراوي بزيادة في المتن أو الإسناد، ولذا وقع في شرح شرح النخبة في بحث المتابعة الغريب جمعه الغرائب، وهو الحديث الذي تفرّد به بعض الرواة أو الحديث الذي تفرّد فيه بعضهم بأمر لا يذكر فيه غيره إمّا في متنه أو في إسناده انتهى. وقال القسطلاني: الغريب ما تفرّد راو بروايته أو برواية زيادة فيه عمّن يجمع حديثه في المتن أو السّند.
فائدة:
إنّما يحكم بالتفرّد إذا لم يوجد له شاهد ولا متابع، فإن وجدا لا يحكم بالفردية.
فائدة:
الغرابة لا تنافي الصّحة فالحديث الغريب الصحيح يوجد إذا كان كلّ واحد من رجال الإسناد ثقة.
فائدة:
الغريب والفرد مترادفان لغة واصطلاحا إلّا أنّ أهل الاصطلاح تمايزوا بينهما من حيث كثرة الاستعمال وقلته. فالفرد أكثر ما يطلقونه على الفرد المطلق والغريب أكثر ما يطلقونه على الفرد النسبي، وهذا من حيث إطلاق الاسمية عليهما، وأمّا من حيث استعمالهم الفعل المشتقّ فلا يفرّقون فيقولون في المطلق والنسبي تفرّد به فلان وأغرب به فلان كذا في شرح النخبة.
اعلم أنّه قد يطلق الغريب بمعنى الشاذ الذي ذكر في أقسام الطّعن في الضبط وهو ما كان سوء الحفظ لازما لراويه في جميع حالاته، وهذا هو مراد صاحب المصابيح حيث يقول في بعض الأحاديث بطريق الطّعن هذا حديث غريب كذا في مقدمة شرح المشكاة.

الرُّدْنُ

الرُّدْنُ، بالضم: أصْلُ الكُمِّ
ج: أرْدَــانٌ.
وأرْدَــنَ القَميصَ ورَدَّنَه: جَعَلَ له رُدْناً.
والمُردِنُ: المُظْلِمُ. وكمِنْبَرٍ: المِغْزَلُ. وكفرِحَ: تَقَبَّضَ، وتَشَنَّجَ.
والرَّدْنُ: صَوْتُ وَقْعِ السِلاحِ بعضِه على بعضٍ، والتَّدْخِينُ، ونَضْدُ المَتاعِ. وبالتحريك: الغِرْسُ يَخْرُجُ مع الوَلَدِ، والغَزْلُ، والخَزُّ. وكصاحبٍ: الزَّعْفرانُ.
والــأَرْدَــنُ، كالأَحْمَرِ: ضَرْبٌ من الخَزِّ، وبضمتين وشَدِّ النونِ: النُّعاسُ، وكُورَةٌ بالشامِ، منها: عُبادةُ بنُ نُسَيٍّ، والحَكَمُ بنُ عبدِ اللهِ، وآخَرونَ.
وأحْمَرُ رادِنِيٌّ: خالَطَتْ حُمْرَتَهُ صُفْرَةٌ. وكزُبيرٍ: فَرَسُ بِشْرِ بنِ عَمْرِو بنِ مَرْثَدٍ.
وعَرَقٌ مُرْدِنٌ، كمُحْسِنٍ: مُنْتِنٌ.
ورَوْدَنَ: أعْيا.
وارْتَدَنَتْ: اتَّخَذَتْ مِرْدَناً.
والمَرْدونُ: المَوْصولُ.
ورُدَيْنى: اسْمٌ.

القَمْشُ

القَمْشُ: جمعُ القُماشِ، وهو ما على وجْهِ الأرضِ من فُتاتِ الأشْياءِ، حتى يقالُ لرُذالَةِ الناسِ: قُماشٌ.
وما أعْطاني إلاَّ قُماشاً، أي: أرْدَــأ ما وَجَدَهُ. وقامِشةُ بنُ وائلةَ: جَدٌّ لجُخْدَبٍ النَّسَّابَة.
والقَميشةُ: طَعامٌ من اللَّبَنِ وحَبِّ الحَنْظَلِ ونحوِه.
وتَقَمَّشَ: أكَلَ ما وجَدَ، وإن كان دُوناً.

الشِّيصُ

الشِّيصُ، بالكسر: تَمْرٌ لا يَشْتَدُّ نَواهُ،
كالشِّيصاءِ، أو أرْدَــأُ التَّمْرِ، الواحِدَةُ: بهاءٍ، ووجعُ الضِّرْسِ أو البَطْنِ. وأبو الشِّيصِ الخُزاعِيُّ: شاعِرٌ.
والشِّيَاصُ: شَراسَةُ الخُلُقِ.
وشَيَّصَهُمْ: عَذَّبَهُمْ بالأذَى.
وبينهم مُشَايَصَةٌ: مُنَافَرَةٌ.

الغامِضُ

الغامِضُ: المُطْمَئِنُّ من الأرضِ
ج: غَوامِضُ،
كالغَمْضِ
ج: غُموضٌ وأغْماضٌ، وقد غَمَضَ المكانُ غُموضاً، وككَرُمَ غُموضَةً وغَماضَةً، والرجُلُ الفاتِرُ عن الحَمْلَةِ، وخِلافُ الواضِح من الكلامِ،
وقد غَمُضَ، ككَرُمَ ونَصَرَ، غُموضةً وغُموضاً، والخامِلُ الذليلُ، والحَسَبُ الغَيْرُ المَعْرُوف، والغاضُّ من الخَلاخِلِ في الساقِ،
وـ من الكُعُوبِ والسُّوقِ: السَّمِينُ.
وغَمَضَ عنه في البَيْعِ يَغْمِضُ: تَسَاهَلَ،
كأغْمَضَ،
وـ في الأمْرِ يَغْمِضُ ويَغْمُضُ: ذَهَبَ، وسارَ،
وـ السَّيْفُ في اللَّحْمِ: غابَ.
ودارٌ غامِضَةٌ: غيرُ شارعَةٍ.
وما اكْتَحَلْتُ غَماضاً، ويكسَرُ، وغُمْضاً، بالضم، وتَغْماضاً، وتَغْميضاً، بفتحهما، (وإغْماضاً، بالكسر) : ما نِمْتُ.
وما في الأمْرِ غَمِيضَةٌ: عيبٌ.
وأغْمِضْ لي فيما بِعْتَنِي
وغَمِّضْ: كأنَّكَ تُرِيدُ الزِّيادَةَ منه لِرَدَاءتِهِ، والحَطَّ من ثَمَنِهِ.
وأغْمَضَ حَدَّ السيفِ: رَقَّقَهُ،
وـ العينُ فلاناً: ازْدَرَتْهُ،
وـ فلانٌ فلاناً: حاضَرَهُ فَسَبَقَهُ بعدَ ما سَبَقَهُ ذاكَ.
والمُغْمِضَاتُ: الذُّنُوبُ يَرْكَبُها الرجلُ، وهو يَعْرِفُهَا.
وغَمَّضَتِ الناقةُ تَغْمِيضاً: رُدَّتْ عن الحَوْضِ، فَحَمَلَتْ على الذَّائِدِ مُغَمِّضَةً عَيْنَيْهَا، فَوَرَدَتْ،
وـ فلانٌ على هذا الأمرِ: مَضَى، وهو يَعْلَمُ ما فيه،
وـ الكلامَ: أبْهَمَهُ.
وما اغْتَمَضَتْ عَيْنَايَ، أي: ما نامَتا.
وأتاني ذلك على اغْتماضٍ، أي: عَفْواً بلا تَكَلُّف ومَشَقَّةٍ.
وانْغِماضُ الطَّرْفِ: انْغِضَاضُهُ.
{ولا تَيَمَّمُوا الخبيثَ منه تُنْفِقُونَ ولَسْتُمْ بآخِذِيهِ إلاَّ أن تُغْمِضُّوا فيه} ، أي: لا تُنْفِقْ في قَرْضِ رَبِّكَ خَبيثاً، فإنَّكَ لو أرَدْــتَ شراءهُ، لم تأخُذْهُ حتى تَحُطَّ من ثَمَنِهِ.

القَطُّ

القَطُّ: القَطْعُ عامَّةً أو عَرْضاً، أو قَطْعُ شيءٍ صُلْبٍ كالحُقَّةِ،
كالاقْتِطاطِ، والقصيرُ الجَعْدُ من الشَّعْرِ،
كالقَطَطِ، محركةً،
وقد قَطِطَ، كفرِحَ، (وقد) قَطَّ يَقَطُّ، كَيَمَلُّ، قَطَطاً، محركةً، وقَطاطَةً.
والقَطَّاطُ: الخَرَّاطُ، صانِعُ الحُقَقِ. ورجُلٌ قَطُّ الشَّعْرِ وقَطَطُهُ، محركةً
ج: قَطُّونَ وقَطَطُونَ وأقْطَاطٌ وقِطَاطٌ.
والمِقَطَّةُ، كمِذَبَّةٍ: عُظَيْمٌ يَقُطُّ الكاتِبُ عليه أقْلاَمَهُ.
وقَطَّ السِّعْرُ يَقِطُّ،
وقُطَّ، بالضم، قَطّاً وقُطوطاً، بالضم،
فهو قاطُّ وقَطٌّ ومَقْطُوطٌ: غَلا.
والقاطِطُ: السِّعْرُ الغالِي.
وما رأيْتُهُ قَطُّ، ويُضَمُّ ويُخَفَّفَانِ،
وقَطٍّ، مُشَدَّدَةٍ مَجْرُورَةً: بمعنى الدَّهْرِ، مَخْصُوصٌ بالماضي، أي: فيما مَضَى من الزمانِ، أو فيما انْقَطَعَ من عُمُرِي وإذا كانت بمعنَى حَسْبُ، فقط، كعَنْ، وقَطٍ، مُنَوَّناً مجروراً،
وقَطِي. وإذا كان اسمَ فِعْلٍ بمعنَى يكفي، فَتُزادُ نونُ الوِقَايَةِ، ويقالُ: قَطْنِي، ويقالُ: قَطْكَ، أي: كفاكَ،
وقَطِي، أي: كفاني. ومنهم من يقولُ: قَطْ عبدَ اللهِ دِرْهَمٌ، فَيَنْصِبُونَ بها. وقد تَدْخُلُ النونُ فيها، ويُنْصَبُ بها، فتقولُ: قَطْنَ عبدَ اللهِ دِرْهَمٌ، وفي المُوعَبِ: قَطْ عبدِ اللهِ دِرْهَمٌ، يَتْرُكُونَ الطاء مَوقوفةً، ويَجُرُّونَ بها، وقال أهْلُ البَصْرَةِ: وهو الصوابُ، على مَعْنَى: حَسْبُ زيدٍ، وكَفْيُ زيدٍ دِرْهَمٌ، أو إذا أرَدْــتَ بِقَطْ الزمانَ، فَمُرْتَفِعٌ أبداً غيرُ مُنَوَّنٍ: ما رأيتُ مثلَهُ قطُّ. فإن قَلَّلْتَ بِقَطْ، فاجْزِمْها: ما عندَكَ إلاَّ هذا قَطْ. فإن لَقِيَتْهُ ألِفُ وصْلٍ، كسَرْتَ: ما عَلِمْتُ إلاَّ هذا قَطِ اليومَ، وما فَعَلْتُ هذا قَطْ، ولا قَطُّ. أو يقالُ: قَطُّ يا هذا، مثلثَةَ الطاء مُشَدَّدَةً، ومضمومَةَ الطاء مُخَفَّفَةً ومَرْفُوعَةً، وتَخْتَصُّ بالنَّفْيِ ماضِياً، وتقولُ العامَّةُ: لا أفْعَلُهُ قَطُّ.
وفي مَواضِعَ من البُخَارِي جاء بعدَ المُثْبَتِ، منها في الكُسُوفِ: "أطْوَلُ صَلاةٍ صَلَّيْتُهَا قَطُّ"، وفي سُنَنِ أبي داود: "تَوَضَّأَ ثلاثاً قَطْ". وأثْبَتَه ابنُ مالِكٍ في الشَّواهِدِ لغةً، قال: وهي مما خَفِيَ على كثيرٍ من النُّحاةِ. ومالَه إلاَّ عَشَرَةٌ قَطْ يا فَتَى، مُخَفَّفاً مَجْزُوماً، ومُثَقَّلاً مَخْفُوضاً.
وقَطاطِ، كقَطامِ: حَسْبِي.
والقَطُّ: دعاء القَطَاةِ، ويُخَفَّفُ، وبالكسر: النَّصيبُ، والصَّكُّ، وكِتابُ المُحَاسَبَةِ
ج: قُطُوطٌ، والسِّنَّوْرُ
ج: قِطَاطٌ وقِطَطَةٌ، والساعةُ من الليلِ،
والقِطْقِطُ، بالكسر: المَطَرُ الصِّغَارُ، أو المُتَتَابِعُ العظيمُ القَطْرِ، أو البَرَدُ، أو صِغَارُهُ.
وقَطْقَطَتِ السماء: أمْطَرَت،
وـ القَطَاةُ: صَوَّتَتْ وحْدَها.
وتَقَطْقَطَ: رَكِبَ رأسَه.
ودَلَجٌ قَطْقاطٌ: سريعٌ.
وقُطَيْقِطٌ: ع.
والقَطاقِطُ والقُطْقُطُ والقُطْقُطانةُ، بضمهما: مواضِعُ، الأَخيرةُ بالكوفة كانتْ سِجْنَ النُّعمانِ بنِ المُنْذِرِ.
ودَارةُ قُطْقُطٍ، بضم القافينِ وكسرِهما: ع.
والقَطائِطُ: ة باليَمنِ.
وجاءَتِ الخيلُ قَطائِطَ: قَطيعاً قَطيعاً، أو جَماعاتٍ في تَفْرِقَةٍ.
وككِتابٍ: المِثالُ الذي يُحْذَى عليه، ومَدَارُ حوافِرِ الدابَّةِ، والشديدُ جُعودَةِ الشَّعَرِ، وأعْلَى حافَةِ الكَهْفِ،
كالقَطيطَةِ، وحَرْفُ الجبلِ، أو حَرْفٌ من صَخْرٍ كَأنَّما قُطَّ قَطّاً
ج: أقِطَّةٌ.
والقَطَوَّطُ، كحَزَوَّرٍ: الخفيفُ الكَميشُ.
والقَطَوْطَى، كخَجَوْجَى: مَنْ يُقارِبُ الخَطْوَ.
وتَقْطيطُ الحُقَّةِ: قَطْعُها.
والمَقَطُّ: مُنْقَطَعُ شَراسِيفِ الفَرَسِ.
وتَقَطْقَطَت الدَّلْوُ: انْحَدَرَت،
وـ فلانٌ: قارَبَ الخَطْوَ، وأسْرَعَ،
وـ في البلادِ: ذَهَبَ.
والمُقَطْقَطُ الرأسِ، بفتح القافينِ: المُصَعْنَبُه.

الكَتِيعُ

الكَتِيعُ، كأميرٍ: اللَّئيمُ.
وحَوْلٌ كَتيعٌ، كأميرٍ: تامٌّ.
وما به كَتيعٌ وكُتاعٌ، كغُرابٍ: أحدٌ.
وكَتَعَ به، كمنَعَ: ذَهَبَ، وشَمَّرَ في أمرِه، وانْقَبَضَ وانْضَمَّ، ضِدٌّ، أو الصوابُ: كَتِعَ، كفرِحَ، فيهما، أو لُغَتانِ، وهو كُتَعٌ، كصُرَدٍ. وكمَنَع: هَرَبَ، وحَلَفَ،
وـ الحِمارُ: عَدا،
وـ في الأرضِ كُتُوعاً: تَباعَدَ.
وقَوْلُهُم: كَتَعْتَ في المخَازِي ما كَفاكَ: سَبٌّ، وكَتَعْتَ في المَحامِدِ ما كَفاكَ: حَمْدٌ.
والكَوْتَعَةُ: كَمَرَةُ الحِمارِ. وكصُرَدٍ، من ولَدِ الثَّعْلَبِ: أرْدَــأُهُ، واللئيمُ الذليلُ، والذئبُ، ج: كصِرْدانٍ.
ورأيْتُهم أجمعينَ أكْتَعِينَ: إتْباعٌ، وبَسْطُه في: ب ت ع.
والكُتْعَةُ، بالضم: الدَّلْوُ الصغيرةُ، ج: كصُرَدٍ.
وجاءَ مُكْتِعاً، كمُحْسِنٍ،
ومُكَوْتِعاً: جاءَ يمشي سريعاً.
وكاتَعَهُ الله تعالى: قاتَلَهُ.
ورأْيٌ مُكْتَعٌ، كَمُكْرَمٍ: مُجْمَعٌ.
والأكْتَعُ: مَن رَجَعَتْ أصابِعُهُ إلى كَفِّهِ، وظَهَرَتْ رواجِبُه.
والتَّكاتُعُ: التَّتابُعُ.
والكَتْعاءُ: الأمَةُ.
وكَتَّعَ اللَّحْمَ تَكْتيعاً كِتَعاً صِغاراً: قَطَّعَهُ قِطَعاً.
والكُتْعَةُ، بالضم: طَرَفُ القارُورةِ، والدَّلْوُ الصغيرةُ، ج: كصُرَدٍ،
كالكَتْعَةِ، بالفتح، ج: كِتاعٌ، بالكسر.

هَزيعٌ

هَزيعٌ، من الليلِ، كأميرٍ: طائفةٌ، أو نحوُ ثُلُثِه أو رُبُعِه، والأحْمَقُ. وكصُرَدٍ وشَدّادٍ ومِنْبَرٍ: الأسَدُ يُكْثِرُ كسْرَ الفَرائِسِ.
وهزَّعَهُ تَهْزِيعاً: كسَرَه، فانْهَزَعَ.
وكمِنْبَرٍ: مَن يَهْزَعُ كلَّ شجرةٍ، أي: يَكْسِرُها، والمِدَقُّ.
واهْتَزَعَ: أسْرَعَ،
وـ السيفُ ونحوهُ: اهْتَزَّ.
والهَيْزَعَةُ: الخَوْفُ، والجَلَبَةُ في القِتالِ.
وهَزَعَ، كمنَع، أسْرَعَ.
وما في الجَعْبَة إلاَّ سَهْمٌ هِزاعٌ، ككتابٍ، أي: وحْدَهُ.
والأَهْزَعُ: آخِرُ سَهْمٍ في الكِنَانَةِ، رَديئاً كان أم جَيِّداً، أو هو أفْضَلُ سِهامِها لأَنه يُدَّخَرُ لِشَدِيدَةٍ، أو هو أرْدَــؤُها،
وما في الدارِ أهْزَعُ، مَمْنوعاً: أحدٌ.
وتَهَزَّعَ: تَعَبَّسَ،
وـ له: تَنَكَّرَ،
وـ المرأةُ في مِشْيَتِها: اضْطَرَبَتْ،
وـ الإِبِلُ: اهْتَزَّتْ. وسَمَّوْا هُزَيْعاً، كزُبَيْرٍ ومنْبَرٍ.

الحَشْفُ

الحَشْفُ: الخُبْزُ اليابِسُ، وبالتَّحْرِيكِ: أرْدَــأُ التَّمْرِ، أو الضعيفُ لا نَوَى له، أو اليابِسُ الفاسِدُ، والضَّرْعُ البالي، وتُكْسَرُ شِينُهُ.
والحَشَفَةُ، محرَّكةً: ما فوقَ الخِتانِ، وأُصُولُ الزَّرْعِ تَبْقَى بعدَ الحَصَادِ، والعجُوزُ الكبيرة، والخَمِيرَةُ اليابسةُ، وقَرْحَةٌ تَخْرُجُ بحَلْقِ الإِنْسانِ والبعيرِ، وصَخْرَةٌ رِخْوَةٌ حَوْلَها سَهْلٌ من الأرضِ، أو صَخْرَةٌ تَنْبُتُ في البَحْرِ، ج: ككتابٍ. وككُناسةٍ: الماءُ القليلُ. وكأَميرٍ: الخَلَقُ من الثيابِ،
واسْتَحْشَفَ: لَبِسَهُ.
وحَشَّفَ عَيْنَه تَحْشِيفاً: ضَمَّ جُفُونَه وَنَظَرَ من خَلَلِ هُدْبِهَا.
واسْتَحْشَفَتِ الأُذُنُ، والضَّرْعُ: يَبِسَتْ، وتَقَلَّصَتْ.

الخَنيفُ

الخَنيفُ، كأميرٍ: أرَدْــأُ الكَتَّانِ، أو ثَوْبٌ أبيضُ غَليظٌ من كَتَّانٍ، والطَّريقُ، ج: ككُتُبٍ، والمَرَحُ، والنَّشاطُ، وما تَحْتَ إبْطِ الناقَةِ، لُغَةٌ في الخَلِيفِ، والناقَةُ الغَزِيرَةُ.
وخَنَفَ البَعيرُ يَخْنِفُ خِنافاً، ككِتابٍ: قَلَبَ في مَسيرِهِ خُفَّ يَدِهِ إلى وحْشِيِّهِ، أو لَوَى أَنْفَهُ من الزِّمامِ، أو هو لِينٌ في أرساغِهِ، أو هو إمالَةُ رأسِ الدابَّةِ إلى فارِسِهِ في عَدْوِهِ.
جَمَلٌ خانِفٌ وخَنُوفٌ، وناقَةٌ خَنوفٌ، ج: خُنُفٌ، ككُتُبٍ،
وـ الأتْرُجَّ ونحوَه: قَطَعَهُ، والقِطْعَةُ منه: خَنَفَةٌ، محرَّكةً وبالكسر،
وـ المرأةُ: ضَرَبَتْ صَدْرَها بيدِها.
والخُنُوفُ: الغَضَبُ. وككُتُبٍ: الآثارُ.
وخَيْنَفٌ، كصَيْقَلٍ: وادٍ بالحِجازِ، م.
والخانِفُ: الشامِخُ بأنْفِهِ كِبْراً. وكمِنْبَرٍ: أبو مِخْنَفٍ لُوطُ بنُ يَحْيَى، أخْبارِيٌّ شِيعِيٌّ تالِفٌ مَتْرُوكٌ.
وجَمَلٌ مِخْنافٌ: لا يُلْقِحُ، كالعَقِيمِ مِنَّا.
ورجلٌ مِخْنافٌ: لا يَنْجُبُ على يدِهِ ما يَأْبِرُه من النَّخْلِ وما يُعالِجُه من الزَّرْعِ.
والخَنَفُ، محرَّكَةً: انْهِضامُ أحدِ جانِبَيِ الصَّدْرِ أو الظَّهْرِ، صَدْرٌ وظَهْرٌ أخْنَفُ.
ووَقَعَ في خَنْفَةٍ، ويُكْسَرُ، أي: ما يُسْتَحْيا منه.

السَّيْفُ

السَّيْفُ: م، وأسْماؤُهُ تُنِيفُ على ألْفٍ، وذَكَرْتُها في "الرَّوْضِ المَسْلوفِ"، ج: أسْيافٌ وسُيوفٌ وأسْيُفٌ ومَسْيَفَةٌ، كمَشْيَخَةٍ.
وسافَهُ يَسِيفُهُ: ضَرَبَهُ به، وقد سِفْتُه.
ورجُلٌ سائِفٌ: ذو سَيْفٍ،
وسَيَّافٌ: صاحِبُهُ، ج: سَيَّافَةٌ، أو هُمُ الذينَ حُصُونُهُم سُيوفُهُم، وصَدَقَةُ السَّيَّافُ: مُحَدِّثٌ.
وهُمْ أسْيافٌ: أحْزابٌ.
وسافَتْ يَدُهُ تَسيفُ: سَئِفَتْ.
والمَسائِفُ: السِنونَ، والقَحْطُ.
ورجُلٌ سَيْفانٌ: طويلٌ مَمْشوقٌ ضامِرٌ، وهي: بهاءٍ، أو هو خاصٌّ بهنَّ.
والسَّيْفُ، ويُكْسَرُ: سَمَكَةٌ، وبالفتح: شَعَرُ ذَنَبِ الفَرَسِ، وبالكسرِ: ساحِلُ البَحْرِ، وساحِلُ الوادِي، أو لكُلِّ ساحِلٍ سِيفٌ، أو إنما يقالُ ذلك لِسيفِ عُمانَ، والمُلْتَزِقُ بأُصولِ السَّعَفِ من اللِّيفِ، وهو أرْدَــأُهُ، وع.
والسِيفُ الطَّويلُ: ساحِلُ بَحْرِ البَرْبَرَةِ.
وخَوْرُ السِيفِ: د دونَ سِيرافَ.
والمُسِيفُ: مَنْ عليه السَّيْفُ، والشُّجاعُ معه السَّيْفُ.
ودِرْهَمٌ مُسَيَّفٌ، كمُعَظَّمٍ: جوانِبُهُ نَقِيَّةٌ من النَّقْشِ. وأسافَ الخَرْزَ، قيلَ: يائِيَّةٌ.
وتَسايَفوا وسايَفوا واسْتافُوا: تَضارَبوا بالسُّيوفِ، وقد اسْتيفَ القومُ. وسَيْفُ ابنُ سليمانَ، وابنُ عُبَيْدِ اللهِ: ثِقَتانِ، وابنُ عُمَرَ: صاحِبُ التَّواليفِ، وابنُ محمدٍ، وابنُ هارونَ، وابنُ مِسْكينٍ، وابنُ وَهْبٍ، وابنُ مُنيرٍ التابِعِيُّ، وابنُ أبي المُغيرَةِ، وأبو سَيْفٍ المَخْزومِيُّ التابِعِيُّ: ضُعَفاءُ.
وسَيْفُ الغُراب: الدَّلَبُوثُ، لأِنَّ ورَقَهُ دَقيقُ الطَّرَفِ كالسَّيْفِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.