ن ض ب
نَضَبَ الشيءُ سَالَ ونَضَبَ الماءُ ينضُبُ نُضُوباً ونضَّب غارَ وبَعُدَ أنشد ثعلبٌ
(أعْدَدْتُ للحَوْضِ إذا ما نَضَبَا ... بَكْرَةً شِيزَى ومُطَاطاً سَلْهَبا)
ونَضَبَتْ عَيْنُه تَنْضُبُ نُضُوباً غارتْ وخَصَّ بعضُهم به عَيْنَ الناقةِ أنشد ثعلبٌ
(من المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَما ... يُرَى في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ)
ونَضَبَتِ المَفَازَةُ نُضُوباً بَعُدَت قال
(إذا تَغَالَيْنَ بِسَهْمٍ ناضِبٍ ... )
ويُرْوَى بِسَهْمٍ ناصِب يَعْنِي شَوْطاً وطَلَقاً بَعِيداً وكلُّ بَعِيدٍ ناضِبٌ وأنشد ثعلبٌ
(جَرِيءٌّ على قَرْعِ الأسَاوِدِ وَطْؤُهُ ... سَمِيعٌ بِرِزِّ الكَلْبِ والكَلْبُ ناضِبُ)
ونَضَبَ الخِصْبُ قلَّ وانْقطَع ونضَبتِ الدَّبَرَةُ نُضُوباً اشْتَدَّت وأَنْضَبَ القَوْسَ لُغةٌ في أنْبَضَها جَبَذَ وَتَرَهَا لتُصَوِّتَ وقيل أنْضَبَ القَوْسَ إذا جَذَبَ وتَرَهَا بغيرِ سَهْمٍ ثم أَرْسَلَه وقال أبو حنيفةَ أنْضَبَ فلا مَصْدَرَ لها لأن الأفعالَ المَقْلوبةَ ليست لها مصاردُ لِعِلًّةِ قد ذَكرها النحويُّونَ سِيْبَوَيْه وأَبُو عَلِيٍّ وسَائرُ الحُذَّاقِ وإنْ كانت أَنْضَبْتُ لُغةً أنْبَضْتُ فالمصدر فيه سائغٌ حَسَنٌ فأَمّا أن يكونَ مقلوباً ذا مَصْدرٍ كما زَعَمَ أبو حنيفةَ فمُحالٌ والتَّنْضُبُ شجرٌ يَنْبتُ بالحجازِ وليس بِنَجْدٍ منه شيءٌ إلا جِزْعةً واحدةً بطَرَفِ ذِقانٍ عند النُّقَيْدة وهو يَنْبُتُ ضَخْماً على هيئة السَّرْحِ وعِيدانُه بِيضٌ ضَخْمَةٌ وهو مُحْتَظَرٌ وورقَهُ مُتَقَبِّضٌ ولا تَرَاهُ إلا كأنه يابِسٌ مُغْبَرٌّ وإن كانَ نابِتاً وله شَوْكٌ مثلُ شَوْك العَوْسَجِ وله جَنَىً مثلُ العنَب الصِّغار يؤكَلُ وهو أُحَيْمِرٌ وقال أبو حنيفةَ دُخَانُ التَّنْضُبِ أَبْيضُ في مثل لَوْنِ الغُبارِ ولذلك شَبَّهتِ الشعراءُ الغُبارَ بِهِ قال عُقَيْلُ بن عُلَّفَة المُرِّيُّ
(وهلْ أَشْهَدْنَ خَيْلاً كأنَّ غُبارَها ... بأسْفلِ عَلْكَدٍ دَوَاخِنُ تَنْضُبِ)
وقال مَرَّةً التَّنْضُبُ شَجَرٌ ضِخامٌ ليس له وَرَقٌ وهو يُسَوِّقُ ويَخْرُجُ له خَشَبٌ ضِخَامٌ وأفْنانٌ كثيرةٌ وإنما وَرَقُه قُضْبانٌ تأكُلُه الإِبِلُ والغَنَمُ وقال أبو نَصْرٍ التَّنْضُبُ شجرٌ لَهُ شَوْكٌ قِصارٌ وليس من شَجَر الشَّواهِقِ تألَفَهُ الحَرابِيُّ أنشد سيبَوَيْه للنابِغة الجَعْدِيِّ
(كأنَّ الدُّخَانَ الذي غادَرَتْ ... ضُحَيّا دَوَاخِنُ مِنْ تَنْضُبِ)
وعندي أنه إنما سُمِّيَ بذلك لِقِلّةِ مائِه وأنشد أبو عَلِيٍّ الفارسيُّ لِرَجُلٍ واعَدَتْهُ امرأةٌ فَعَثَرَ عليها أَهْلُها فَضَرَبُوهُ بالعِصيِّ فقال
(رأيتُك لا تُغْنِينَ عَنِّي نَقْرةً ... إذا اخْتَلَفَتْ في الهَرَاوَى الدَّمامِكُ)
(فأشْهَدُ لا آتِيكِ ما دام تَنْضُبٌ ... بأَرْضِكِ أو ضَخْمُ العَصَا مِنْ رِجَالِكِ)
وكان التَّنْضُيبَ قد اعْتِيدَ أنْ تُقْطَعَ العِصيُّ الجيادُ واحِدَتُه تَنْضُبةٌ أنشد أبو حنيفةَ
(أنَّى أُتِيحَ له حِرْباءُ تَنْضُبَةٍ ... لا يُرْسِلُ الساقَ إلا مُمْسِكاً ساقا)
نَضَبَ الشيءُ سَالَ ونَضَبَ الماءُ ينضُبُ نُضُوباً ونضَّب غارَ وبَعُدَ أنشد ثعلبٌ
(أعْدَدْتُ للحَوْضِ إذا ما نَضَبَا ... بَكْرَةً شِيزَى ومُطَاطاً سَلْهَبا)
ونَضَبَتْ عَيْنُه تَنْضُبُ نُضُوباً غارتْ وخَصَّ بعضُهم به عَيْنَ الناقةِ أنشد ثعلبٌ
(من المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَما ... يُرَى في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ)
ونَضَبَتِ المَفَازَةُ نُضُوباً بَعُدَت قال
(إذا تَغَالَيْنَ بِسَهْمٍ ناضِبٍ ... )
ويُرْوَى بِسَهْمٍ ناصِب يَعْنِي شَوْطاً وطَلَقاً بَعِيداً وكلُّ بَعِيدٍ ناضِبٌ وأنشد ثعلبٌ
(جَرِيءٌّ على قَرْعِ الأسَاوِدِ وَطْؤُهُ ... سَمِيعٌ بِرِزِّ الكَلْبِ والكَلْبُ ناضِبُ)
ونَضَبَ الخِصْبُ قلَّ وانْقطَع ونضَبتِ الدَّبَرَةُ نُضُوباً اشْتَدَّت وأَنْضَبَ القَوْسَ لُغةٌ في أنْبَضَها جَبَذَ وَتَرَهَا لتُصَوِّتَ وقيل أنْضَبَ القَوْسَ إذا جَذَبَ وتَرَهَا بغيرِ سَهْمٍ ثم أَرْسَلَه وقال أبو حنيفةَ أنْضَبَ فلا مَصْدَرَ لها لأن الأفعالَ المَقْلوبةَ ليست لها مصاردُ لِعِلًّةِ قد ذَكرها النحويُّونَ سِيْبَوَيْه وأَبُو عَلِيٍّ وسَائرُ الحُذَّاقِ وإنْ كانت أَنْضَبْتُ لُغةً أنْبَضْتُ فالمصدر فيه سائغٌ حَسَنٌ فأَمّا أن يكونَ مقلوباً ذا مَصْدرٍ كما زَعَمَ أبو حنيفةَ فمُحالٌ والتَّنْضُبُ شجرٌ يَنْبتُ بالحجازِ وليس بِنَجْدٍ منه شيءٌ إلا جِزْعةً واحدةً بطَرَفِ ذِقانٍ عند النُّقَيْدة وهو يَنْبُتُ ضَخْماً على هيئة السَّرْحِ وعِيدانُه بِيضٌ ضَخْمَةٌ وهو مُحْتَظَرٌ وورقَهُ مُتَقَبِّضٌ ولا تَرَاهُ إلا كأنه يابِسٌ مُغْبَرٌّ وإن كانَ نابِتاً وله شَوْكٌ مثلُ شَوْك العَوْسَجِ وله جَنَىً مثلُ العنَب الصِّغار يؤكَلُ وهو أُحَيْمِرٌ وقال أبو حنيفةَ دُخَانُ التَّنْضُبِ أَبْيضُ في مثل لَوْنِ الغُبارِ ولذلك شَبَّهتِ الشعراءُ الغُبارَ بِهِ قال عُقَيْلُ بن عُلَّفَة المُرِّيُّ
(وهلْ أَشْهَدْنَ خَيْلاً كأنَّ غُبارَها ... بأسْفلِ عَلْكَدٍ دَوَاخِنُ تَنْضُبِ)
وقال مَرَّةً التَّنْضُبُ شَجَرٌ ضِخامٌ ليس له وَرَقٌ وهو يُسَوِّقُ ويَخْرُجُ له خَشَبٌ ضِخَامٌ وأفْنانٌ كثيرةٌ وإنما وَرَقُه قُضْبانٌ تأكُلُه الإِبِلُ والغَنَمُ وقال أبو نَصْرٍ التَّنْضُبُ شجرٌ لَهُ شَوْكٌ قِصارٌ وليس من شَجَر الشَّواهِقِ تألَفَهُ الحَرابِيُّ أنشد سيبَوَيْه للنابِغة الجَعْدِيِّ
(كأنَّ الدُّخَانَ الذي غادَرَتْ ... ضُحَيّا دَوَاخِنُ مِنْ تَنْضُبِ)
وعندي أنه إنما سُمِّيَ بذلك لِقِلّةِ مائِه وأنشد أبو عَلِيٍّ الفارسيُّ لِرَجُلٍ واعَدَتْهُ امرأةٌ فَعَثَرَ عليها أَهْلُها فَضَرَبُوهُ بالعِصيِّ فقال
(رأيتُك لا تُغْنِينَ عَنِّي نَقْرةً ... إذا اخْتَلَفَتْ في الهَرَاوَى الدَّمامِكُ)
(فأشْهَدُ لا آتِيكِ ما دام تَنْضُبٌ ... بأَرْضِكِ أو ضَخْمُ العَصَا مِنْ رِجَالِكِ)
وكان التَّنْضُيبَ قد اعْتِيدَ أنْ تُقْطَعَ العِصيُّ الجيادُ واحِدَتُه تَنْضُبةٌ أنشد أبو حنيفةَ
(أنَّى أُتِيحَ له حِرْباءُ تَنْضُبَةٍ ... لا يُرْسِلُ الساقَ إلا مُمْسِكاً ساقا)