عرقب
: (العُرْقُوبُ) بالضَّمِّ، وإِنَّمَا أَطلقَه لشُهْرَته ولعَدَم مَجِيء فَعْلُول؛ (عَصَبٌ غَلِيظ) مُوَتَّر (فَوْقَ عَقِبِ الإِنْسَان. ومِنَ الدَّابَّة فِي رِجْلِها بِمَنْزِلَة الرُّكْبَةِ فِي يَدِهَا) . قَالَ أَبو دُوَاد:
حَدِيدُ الطَّرْفِ والمَنْكِ
ب والعُرْقُوبِ والقَلْبِ
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وكُلُّ ذِي أَرْبعٍ عُرْقُوبَاه فِي رِجْلَيْه، ورُكْبتَاه فِي يَدَيْهِ، والعُرْقُوبانِ مِنَ الفَرَس: مَا ضَمَّ مُلْتَقَى الوَظِيفَيْنِ والسَّاقيْن من مآخِرِهِما من العَصَب. وَهُوَ مِن الإِنْسَان: مَا ضَمَّ أَسفَلَ السَّاقِ والقَدَم. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: العُرْقُوبُ: عَصَبٌ مُوَتَّر خَلْفَ الكَعْبَيْنِ. ومِنْه قولُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم (ويْلٌ للعَرَاقِيبِ من النَّارِ) يَعْنِي فِي الوُضُوءِ. وَفِي حَدِيث القَاسِم زكان يَقُولُ للجزَّارِ لَا تُعَرقِبْهَا) أَي لَا تَقْطَع عُرْقُوبَهَا، وَهُوَ الوَتَر الَّذِي خَلْفَ الكَعْبين بَيْن مَفْصِل القَدم والسَّاقِ من ذَوَات الأَرْبَعِ، وَهُوَ مِنَ الإِنْسَان فُوَيْقَ العَقِب.
(و) العُرْقُوبُ: (مَا انْحَنَى مِن الوَادِي (والْتَوى شَدِيداً. (و) العُرْقُوبُ (من القَطَا: سَاقُهَا) ، وَهُو مِمَّا يُبَالَغُ بِهِ فِي القِصَر فيُقَالُ: يومٌ أَقْصَرُ من عُرْقُوبِ القَطَا. قَالَ الفِنْدُ الزِّمَّانيُّ:
ونَبْلِي وفُقَاهَا كَ
عَرَاقِيب قَطاً طُحْلِ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: قد ذَكر أَبو سَعيدِ السَّيرَافِيُّ فِي أَخْبَار النَّحْوِيِّين أَنَّ هَذَا بَيْتَ لامرِيءِ القَيْس بْنِ عَابِسٍ، وذَكَر قَبْلَه أَبْيَاتاً، وَهِي:
أَيَا تَمْلِكُ يَا تَمْلِي
ذَرِيني وذَرِي عَذْلِي
ذَرِيني وسلَاحِي ث
مّ شُدِّي الكَفّ بالعُزْلِ ونَبْلِي وفُقَاهَا كَ
عَرَاقِيبِ قَطاً طُحْل
وَثَوْبَايَ جَديدَان
وأُرْخِي شَرَكَ النَّعْلِ
ومِنِّي نظرَةٌ خَلْفِي
ومنِّي نَظْرَةٌ قَبْلَي
فإِمَّا متُّ يَا تَمْلي
فمُوتِي حُرَّةً مثْلي
كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) العُرْقُوبُ: جَبَ مُكلَّل بالسحاب أَبداً لَا يُمْطِر، وَهُوَ أَيضاً (طَرِيقٌ فِي الجَبَل) ضَيِّق، أَو يكون فِي الوَادِي القَعِيرِ البَعِيدِ لَا يَمْشِي فِيهِ إِلَّا وَاحِدٌ.
(و) العُرقُوبُ: (الحِيلَةُ) وَسَيَأْتي قَرِيبا، (و) العُرْقوب: (عِرْفَانُ الحُجَّةُ) ، نَقله الصَّاغَانِيّ.
(و) عُرقُوبٌ: (فرسٌ) لزيدِ الفَوَارِسِ الضَّبِّيِّ. وأُمُّ عُرْقُوبٍ وأُمُّ العَرَاقِيبِ: أَفْرَاسُ عُرْقوبُ (بنُ صَخْرٍ أَو) هُوَ عُرقوبُ (بنُ مَعْبد) كَذَا فِي النّسخ كمَقْعَد، وضَبطَه ابنُ دُرَيْد كمُفيد أَيضاً (ابْنِ أَسَد) : رَجُلٌ (من العَمَالِقَة) ، على القَوْل الأَوَّل قَالَه ابنُ الكَلْبِيّ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجوهَرِيّ. وعَلى القَوْلِ الثَّانِي فَهُوَ رَجُل من بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ سَعْد، كَذَا فِي الإِيناس للوَزِير أَبِي القَاسم المَغْربِيِّ، والجَمْهَرَة لابْنِ دُرَيْد، وَزَاد الثَّانِي: وَقيل إِنَّه من الأَوْس، كَان (أَكْذبَ أهْلِ زَمَانِه) . ضَربَت بِهِ العَرَبُ المَثَل فِي الخُلْفِ فَقَالُوا (مَواعِيدُ عُرْقُوب) (و) ذَلِك أَنَّه (أَتَاه سَائِلٌ) وَهُوَ أَخٌ لِيسأَله شَيْئا (فَقَالَ) لَهُ عُرْقُوب: (إِذَا أَطْلَعَ نَخْلِي) وَفِي رِوَايَة إِذَا أَطْلَعَت هَذِه النخلةُ (فَلمَّا أَطْلَع) أَتَاهُ عَلى العدَة (قَال: إِذا أَبْلَحَ) ، وَفِي أُخْرَى: دَعْها حَتَّى تَصِيرَ بَلَحاً (فَلَمَّا أَبْلَحَ) أَتَاهُ (قَال: إِذَا أَزْهَى، فلَمَّا أَزْهَى) أَتَاه (قَالَ: إِذَا أَرْطَبَ) وَفِي بعض الرِّوَايَات زيادَة: إِذا أَبْسَر بَين أَزْهَى وأَرطَب (فَلمَّا أَرْطَبَ) أَتاه (قَال: إِذَا أَتْمَرَ، فَلَمَّا أَتْمَر) عَمَد إِليه عُرقوبٌ و (جَدَّه لَيْلاً) أَي قَطَعه. (وَلم يُعْطه) مِنْهُ (شَيْئاً) ، فصارَت مَثَلاً فِي إِخْلافِ الوعْدِ. (و) فِيهِ (قَالَ جُبَيْهَاءُ الإِشْجَعِيّ:
وَعَدْتَ وكَانَ الخُلْفُ منْكَ سَجِيّةً أَي طَبِيعَةً لَازِمَة مثْل.
(مَوَاعِيد عُرْقُوب أَحاه بيَتْرَبِ) بالتَّاء، وَهِي باليَمَامَة، ويروى بالمُثَلَّثَة، وَهِي المَدِينة بنَفْسِها. وَيُقَال: هُوَ أَرض بني سَعْد، والأَوّلُ أَصحُّ. وَبِه فُسِّر قولُ كعبِ بْنِ زُهَيْر:
كَانَت مواعِيدُ عُرْقوبٍ لَهَا مَثَلاً
وَمَا مَوَاعِيدُهَا إِلَّا الأَبَاطِيلُ
وَفِي الأَسَاس، وَمن الْمجَاز: هُوَ أَكذَبُ من عُرْقُوب يَتْرَب. وَتقول: فلانٌ إِذا مَطَل تَعقْرَب، وإِذَا وَعَد تَعرْقَب، وأَنشد الميدانيّ:
وأَكْذَبُ من عُرقوبِ يَتْرَبَ لهْجَةً
وأَبينُ شُؤماً فِي الحَوَائِجِ من زُحَلْ
(و) من أَمثالِهم: (الشَّرُّ أَلجَأُه إِلى مُخِّ عُرْقُوب) ، و (شَرٌّ مَا أَجَاءَك) أَي مَا أَلْجَأَكَ (إِلَى مُخَّةِ عُرْقُوب) ، أَي عُرْقُوبِ الرَّجُلِ، لأَنَّه لَا مُخَّ لَهُ. (يُضْرَبُ) هَذَا (عِنْدَ طَلَبِ مِنَ اللَّئِيم) أَعطاك أَو مَنَعك، وَهُوَ لُغَة بني تَمِيم. يُقَال: أَلجأْتُه إِلَى كَذَا أَي أَلجأْتُه. والمَعْنَى مَا أَلجأَك إِلَيْهَا إِلّا شعرٌّ، أَي فَقْرٌ وفاقةٌ شَديدةٌ.
(و) من الْمُسْتَعَار: مَا أكثَر عرَاقِيبَ هذَا الجَبَل. (العَرَاقِيب) كالعُرْقُوب: (خَيَاشِيمُ الجِبَال) وأَطرافُهَا، وَهِي أَبعدُ الطُّرُقِ، لأَنَّكَ تَتَّبِع أَسهلَه أَينَ كَانَ، قَالَه أَبو خَيْرة: (أَو) هِيَ (الطُّرقُ الضُّيِّقَة فِي مُتُونِهَا) أَي الجِبَال قَالَه الفَرَّاءُ. قَالَ الشَّاعر:
ومَخُوف من المَنَاهِل وَحْشٍ
ذِي عَرَاقِيبَ آجِنٍ مِدْفَانِ
(وتَعَرْقَبَ) الرَّجُلُ: (سَلَكَهَا) ، أَي أَخذَ فِي تِلك الطُّرقِ. وَيُقَال: تَعَرْقَبَ لخَصْمِه إِذَا أَخذَ فِي طَرِيق تَخْفَى عَلَيْهِ، وأَنْشَد: إِذَا مَنْطقٌ زَلَّ عَن صَاحِبِي
تَعَرْقَبْتُ آخَرَ ذَا مُعْتَقَبْ
أَي أَخذتُ فِي مَنْطِق آخرَ أَسهلَ مِنْهُ، ويُرْوَى: تَعَقَّبْتُ.
(و) العَرَاقِيبُ (مِنَ الأُمُور) كالعَرَاقِيل: عِظَامُهَا وصِعَابُها و (عَصَاوِيدُهَا) .
(و) عَرَاقِيبُ: (ة) ضَخْمة (قُرْبَ حِمَى ضَرِيَّةَ) للضِّباب. (وطَيْرُ العَرَاقِيبِ: الشِّقِرَّاقُ) ، بكَسر الشِّين والقَاف وتَشْدِيدِ الرَّاءِ، وهم يَتَشَاءَمون بِهِ، وَمِنْه قَوْلُ الشّاعر:
إِذَا قَطَناً بلَّغْتِنِيهِ ابنَ مُدْرِكِ
فلاقَيْتِ من طَيْرِ العَراقِيبِ أَخْيَلَا
وتقُول العرَب: إِذَا وَقَع الأَخْيَلُ علَى البَعِير لَيُكْسَفَنَّ عُرقُوباه. وقَال المَيْدانِيّ: كُلُّ طَائِر يُتَطَيَّر مِنْهُ للإِبل فَهُوَ طَيْرُ عُرْقُوب؛ لأَنَّه يُعرِقِبُهَا، ومِثله فِي المُستقصَى. والمُصَنِّف خَصَّه بطيرٍ مُعَيْن، وقَصَره على الجَمْع، فَفِيهِ نَظَرٌ من وَجْهَيْن، قَالَه شَيخنَا.
(وعَرْقَبَه: قَطَع عُرْقُوبَه) وَبِه فُسِّر حَديثُ الْقَاسِم المُتَقَدّم. (و) عرقَبَه (رَفَعَ بعُرْقُوبَيْه) ، مُثَنًّى، (لِيَقُومَ، ضِدٌّ) . وَفِي النَّوادر: عَرْقَبْتُ البَعِيرَ وعَلَّيْتُ لَهُ، إِذا أَعَنْتَه برَفْعٍ. وَيُقَال: عَرْقبْ لبَعِيرِك أَي ارفَعْ بعُرْقُوبه حَتَّى يَقُومَ.
(و) عَرْقَبَ (الرجُلُ: احتالَ) . قَالَ أَبو عَمْرٍ و: تَقول: إِذَا أَعياك غَريمُك فعَرْقبْ أَي احْتَلْ. وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
وَلَا يُعْيِيكَ عُرقوبٌ لوَأْيٍ
إِذَا لم يُعْطِكَ النَّصَفَ الخَصيمُ
وَمثله فِي الْمشرق الْمعلم.
(وتَعَرْقَبَ عَن الأَمْرِ عَدَلَ) . وتَعَرْقَبَ الدَّابَّةَ: ركبَهَا مِنْ خَلْفها نَقله الصّاغَانِيّ. ويومُ العُرْقُوب: من أَيَّامهم.
: (العُرْقُوبُ) بالضَّمِّ، وإِنَّمَا أَطلقَه لشُهْرَته ولعَدَم مَجِيء فَعْلُول؛ (عَصَبٌ غَلِيظ) مُوَتَّر (فَوْقَ عَقِبِ الإِنْسَان. ومِنَ الدَّابَّة فِي رِجْلِها بِمَنْزِلَة الرُّكْبَةِ فِي يَدِهَا) . قَالَ أَبو دُوَاد:
حَدِيدُ الطَّرْفِ والمَنْكِ
ب والعُرْقُوبِ والقَلْبِ
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وكُلُّ ذِي أَرْبعٍ عُرْقُوبَاه فِي رِجْلَيْه، ورُكْبتَاه فِي يَدَيْهِ، والعُرْقُوبانِ مِنَ الفَرَس: مَا ضَمَّ مُلْتَقَى الوَظِيفَيْنِ والسَّاقيْن من مآخِرِهِما من العَصَب. وَهُوَ مِن الإِنْسَان: مَا ضَمَّ أَسفَلَ السَّاقِ والقَدَم. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: العُرْقُوبُ: عَصَبٌ مُوَتَّر خَلْفَ الكَعْبَيْنِ. ومِنْه قولُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم (ويْلٌ للعَرَاقِيبِ من النَّارِ) يَعْنِي فِي الوُضُوءِ. وَفِي حَدِيث القَاسِم زكان يَقُولُ للجزَّارِ لَا تُعَرقِبْهَا) أَي لَا تَقْطَع عُرْقُوبَهَا، وَهُوَ الوَتَر الَّذِي خَلْفَ الكَعْبين بَيْن مَفْصِل القَدم والسَّاقِ من ذَوَات الأَرْبَعِ، وَهُوَ مِنَ الإِنْسَان فُوَيْقَ العَقِب.
(و) العُرْقُوبُ: (مَا انْحَنَى مِن الوَادِي (والْتَوى شَدِيداً. (و) العُرْقُوبُ (من القَطَا: سَاقُهَا) ، وَهُو مِمَّا يُبَالَغُ بِهِ فِي القِصَر فيُقَالُ: يومٌ أَقْصَرُ من عُرْقُوبِ القَطَا. قَالَ الفِنْدُ الزِّمَّانيُّ:
ونَبْلِي وفُقَاهَا كَ
عَرَاقِيب قَطاً طُحْلِ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: قد ذَكر أَبو سَعيدِ السَّيرَافِيُّ فِي أَخْبَار النَّحْوِيِّين أَنَّ هَذَا بَيْتَ لامرِيءِ القَيْس بْنِ عَابِسٍ، وذَكَر قَبْلَه أَبْيَاتاً، وَهِي:
أَيَا تَمْلِكُ يَا تَمْلِي
ذَرِيني وذَرِي عَذْلِي
ذَرِيني وسلَاحِي ث
مّ شُدِّي الكَفّ بالعُزْلِ ونَبْلِي وفُقَاهَا كَ
عَرَاقِيبِ قَطاً طُحْل
وَثَوْبَايَ جَديدَان
وأُرْخِي شَرَكَ النَّعْلِ
ومِنِّي نظرَةٌ خَلْفِي
ومنِّي نَظْرَةٌ قَبْلَي
فإِمَّا متُّ يَا تَمْلي
فمُوتِي حُرَّةً مثْلي
كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) العُرْقُوبُ: جَبَ مُكلَّل بالسحاب أَبداً لَا يُمْطِر، وَهُوَ أَيضاً (طَرِيقٌ فِي الجَبَل) ضَيِّق، أَو يكون فِي الوَادِي القَعِيرِ البَعِيدِ لَا يَمْشِي فِيهِ إِلَّا وَاحِدٌ.
(و) العُرقُوبُ: (الحِيلَةُ) وَسَيَأْتي قَرِيبا، (و) العُرْقوب: (عِرْفَانُ الحُجَّةُ) ، نَقله الصَّاغَانِيّ.
(و) عُرقُوبٌ: (فرسٌ) لزيدِ الفَوَارِسِ الضَّبِّيِّ. وأُمُّ عُرْقُوبٍ وأُمُّ العَرَاقِيبِ: أَفْرَاسُ عُرْقوبُ (بنُ صَخْرٍ أَو) هُوَ عُرقوبُ (بنُ مَعْبد) كَذَا فِي النّسخ كمَقْعَد، وضَبطَه ابنُ دُرَيْد كمُفيد أَيضاً (ابْنِ أَسَد) : رَجُلٌ (من العَمَالِقَة) ، على القَوْل الأَوَّل قَالَه ابنُ الكَلْبِيّ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجوهَرِيّ. وعَلى القَوْلِ الثَّانِي فَهُوَ رَجُل من بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ سَعْد، كَذَا فِي الإِيناس للوَزِير أَبِي القَاسم المَغْربِيِّ، والجَمْهَرَة لابْنِ دُرَيْد، وَزَاد الثَّانِي: وَقيل إِنَّه من الأَوْس، كَان (أَكْذبَ أهْلِ زَمَانِه) . ضَربَت بِهِ العَرَبُ المَثَل فِي الخُلْفِ فَقَالُوا (مَواعِيدُ عُرْقُوب) (و) ذَلِك أَنَّه (أَتَاه سَائِلٌ) وَهُوَ أَخٌ لِيسأَله شَيْئا (فَقَالَ) لَهُ عُرْقُوب: (إِذَا أَطْلَعَ نَخْلِي) وَفِي رِوَايَة إِذَا أَطْلَعَت هَذِه النخلةُ (فَلمَّا أَطْلَع) أَتَاهُ عَلى العدَة (قَال: إِذا أَبْلَحَ) ، وَفِي أُخْرَى: دَعْها حَتَّى تَصِيرَ بَلَحاً (فَلَمَّا أَبْلَحَ) أَتَاهُ (قَال: إِذَا أَزْهَى، فلَمَّا أَزْهَى) أَتَاه (قَالَ: إِذَا أَرْطَبَ) وَفِي بعض الرِّوَايَات زيادَة: إِذا أَبْسَر بَين أَزْهَى وأَرطَب (فَلمَّا أَرْطَبَ) أَتاه (قَال: إِذَا أَتْمَرَ، فَلَمَّا أَتْمَر) عَمَد إِليه عُرقوبٌ و (جَدَّه لَيْلاً) أَي قَطَعه. (وَلم يُعْطه) مِنْهُ (شَيْئاً) ، فصارَت مَثَلاً فِي إِخْلافِ الوعْدِ. (و) فِيهِ (قَالَ جُبَيْهَاءُ الإِشْجَعِيّ:
وَعَدْتَ وكَانَ الخُلْفُ منْكَ سَجِيّةً أَي طَبِيعَةً لَازِمَة مثْل.
(مَوَاعِيد عُرْقُوب أَحاه بيَتْرَبِ) بالتَّاء، وَهِي باليَمَامَة، ويروى بالمُثَلَّثَة، وَهِي المَدِينة بنَفْسِها. وَيُقَال: هُوَ أَرض بني سَعْد، والأَوّلُ أَصحُّ. وَبِه فُسِّر قولُ كعبِ بْنِ زُهَيْر:
كَانَت مواعِيدُ عُرْقوبٍ لَهَا مَثَلاً
وَمَا مَوَاعِيدُهَا إِلَّا الأَبَاطِيلُ
وَفِي الأَسَاس، وَمن الْمجَاز: هُوَ أَكذَبُ من عُرْقُوب يَتْرَب. وَتقول: فلانٌ إِذا مَطَل تَعقْرَب، وإِذَا وَعَد تَعرْقَب، وأَنشد الميدانيّ:
وأَكْذَبُ من عُرقوبِ يَتْرَبَ لهْجَةً
وأَبينُ شُؤماً فِي الحَوَائِجِ من زُحَلْ
(و) من أَمثالِهم: (الشَّرُّ أَلجَأُه إِلى مُخِّ عُرْقُوب) ، و (شَرٌّ مَا أَجَاءَك) أَي مَا أَلْجَأَكَ (إِلَى مُخَّةِ عُرْقُوب) ، أَي عُرْقُوبِ الرَّجُلِ، لأَنَّه لَا مُخَّ لَهُ. (يُضْرَبُ) هَذَا (عِنْدَ طَلَبِ مِنَ اللَّئِيم) أَعطاك أَو مَنَعك، وَهُوَ لُغَة بني تَمِيم. يُقَال: أَلجأْتُه إِلَى كَذَا أَي أَلجأْتُه. والمَعْنَى مَا أَلجأَك إِلَيْهَا إِلّا شعرٌّ، أَي فَقْرٌ وفاقةٌ شَديدةٌ.
(و) من الْمُسْتَعَار: مَا أكثَر عرَاقِيبَ هذَا الجَبَل. (العَرَاقِيب) كالعُرْقُوب: (خَيَاشِيمُ الجِبَال) وأَطرافُهَا، وَهِي أَبعدُ الطُّرُقِ، لأَنَّكَ تَتَّبِع أَسهلَه أَينَ كَانَ، قَالَه أَبو خَيْرة: (أَو) هِيَ (الطُّرقُ الضُّيِّقَة فِي مُتُونِهَا) أَي الجِبَال قَالَه الفَرَّاءُ. قَالَ الشَّاعر:
ومَخُوف من المَنَاهِل وَحْشٍ
ذِي عَرَاقِيبَ آجِنٍ مِدْفَانِ
(وتَعَرْقَبَ) الرَّجُلُ: (سَلَكَهَا) ، أَي أَخذَ فِي تِلك الطُّرقِ. وَيُقَال: تَعَرْقَبَ لخَصْمِه إِذَا أَخذَ فِي طَرِيق تَخْفَى عَلَيْهِ، وأَنْشَد: إِذَا مَنْطقٌ زَلَّ عَن صَاحِبِي
تَعَرْقَبْتُ آخَرَ ذَا مُعْتَقَبْ
أَي أَخذتُ فِي مَنْطِق آخرَ أَسهلَ مِنْهُ، ويُرْوَى: تَعَقَّبْتُ.
(و) العَرَاقِيبُ (مِنَ الأُمُور) كالعَرَاقِيل: عِظَامُهَا وصِعَابُها و (عَصَاوِيدُهَا) .
(و) عَرَاقِيبُ: (ة) ضَخْمة (قُرْبَ حِمَى ضَرِيَّةَ) للضِّباب. (وطَيْرُ العَرَاقِيبِ: الشِّقِرَّاقُ) ، بكَسر الشِّين والقَاف وتَشْدِيدِ الرَّاءِ، وهم يَتَشَاءَمون بِهِ، وَمِنْه قَوْلُ الشّاعر:
إِذَا قَطَناً بلَّغْتِنِيهِ ابنَ مُدْرِكِ
فلاقَيْتِ من طَيْرِ العَراقِيبِ أَخْيَلَا
وتقُول العرَب: إِذَا وَقَع الأَخْيَلُ علَى البَعِير لَيُكْسَفَنَّ عُرقُوباه. وقَال المَيْدانِيّ: كُلُّ طَائِر يُتَطَيَّر مِنْهُ للإِبل فَهُوَ طَيْرُ عُرْقُوب؛ لأَنَّه يُعرِقِبُهَا، ومِثله فِي المُستقصَى. والمُصَنِّف خَصَّه بطيرٍ مُعَيْن، وقَصَره على الجَمْع، فَفِيهِ نَظَرٌ من وَجْهَيْن، قَالَه شَيخنَا.
(وعَرْقَبَه: قَطَع عُرْقُوبَه) وَبِه فُسِّر حَديثُ الْقَاسِم المُتَقَدّم. (و) عرقَبَه (رَفَعَ بعُرْقُوبَيْه) ، مُثَنًّى، (لِيَقُومَ، ضِدٌّ) . وَفِي النَّوادر: عَرْقَبْتُ البَعِيرَ وعَلَّيْتُ لَهُ، إِذا أَعَنْتَه برَفْعٍ. وَيُقَال: عَرْقبْ لبَعِيرِك أَي ارفَعْ بعُرْقُوبه حَتَّى يَقُومَ.
(و) عَرْقَبَ (الرجُلُ: احتالَ) . قَالَ أَبو عَمْرٍ و: تَقول: إِذَا أَعياك غَريمُك فعَرْقبْ أَي احْتَلْ. وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
وَلَا يُعْيِيكَ عُرقوبٌ لوَأْيٍ
إِذَا لم يُعْطِكَ النَّصَفَ الخَصيمُ
وَمثله فِي الْمشرق الْمعلم.
(وتَعَرْقَبَ عَن الأَمْرِ عَدَلَ) . وتَعَرْقَبَ الدَّابَّةَ: ركبَهَا مِنْ خَلْفها نَقله الصّاغَانِيّ. ويومُ العُرْقُوب: من أَيَّامهم.