خلى وَقَالَ [أَبُو عبيد] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي خلايا النَّحْل: إِن فِيهَا الْعشْر. قَالَ: هِيَ الْمَوَاضِع الَّتِي تعتسل فِيهَا النَّحْل وَهُوَ مثل الراقود أَو نَحوه يعْمل لَهَا من طين واحدتها: خَلِيّة. وَحَدِيثه: مَا تعدّون فِيكُم الصرعة فالصرعة الَّذِي يصرع الرِّجَال. وَفِي حَدِيث آخر قَالَ: صَلَاة الْأَوَّابِينَ إِذا رَمِضَت الفِصال من الضُّحَى يَقُول: إِذا وجد الفصيل حرّ الشَّمْس على الرَّمضاء يَقُول: تِلْكَ السَّاعَة صَلَاة الضُّحَى.
خلى وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه رُفِع إِلَيْهِ رجل قَالَت لَهُ امْرَأَته: شَبِّهني فَقَالَ: كَأَنَّك ظَبْيَة كَأَنَّك حمامة فَقَالَت: لَا أرْضى حَتَّى تَقول: خَلِيّة طَالِق فَقَالَ ذَلِك فَقَالَ عمر: خُذ بِيَدِهَا فَهِيَ امْرَأَتك. قَوْله: خليّة طَالِق أَرَادَ النَّاقة تكون معقولة ثمَّ تُطلق من عقالها وتخلى عَنْهَا فَهِيَ خليّة من العقال وَهِي طَالِق لِأَنَّهَا قد طُلِّقت مِنْهُ فَأَرَادَ الرجل ذَلِك فأسقط عمر عَنهُ الطَّلَاق لنيته. وَهَذَا أصل لكل من تكلم بِشَيْء يشبه لفظ الطَّلَاق وَالْعتاق وَهُوَ يَنْوِي غَيره أَن القَوْل فِيهِ قَوْله فِيمَا بَينه وَبَين الله [تبَارك وَتَعَالَى -] وَفِي الحكم على تَأْوِيل مَذْهَب عمر وَأما الَّذِي يَقُوله أَبُو حنيفَة وَأَصْحَابه فَغير هَذَا. قَالَ أَبُو عبيد: سَمِعت أَبَا يُوسُف يَقُول فِي أشباه لهَذَا الْكَلَام: إِذا كَانَ فِي غضب أَو جوابَ كَلَام لم أُدينه فِي الْقَضَاء وَحَكَاهُ عَن أبي حنيفَة وَقَول عمر أولى بالاتباع.