[سوك] نه: في ح أم معبد: يسوق عجافا "تساوك" هزالًا، من تساوكت الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهزال، أراد تتمايل من ضعفها، وروى: ما تساوك هزالًا، أي ما تحرك رؤوسها. وفيه: "السواك" مطهرة، هو بالكسر والمسواك ما تدلك به الأسنان من العيدان من ساك فاهه يسوكه إذا دلكه بالسواك، فإذا لم تذكر
الفم قلت: استاك. ك: هو بالكسر يطلق على الفعل والآلة. تو والأول هو المراد هنا وجمعه سوك ككتب، وعن أبي حنيفة رحمه الله همزة الواو، وعن أبي الدرداء فيه أربع وعشرون خصلة، لا خلاف في استحبابه عند الوضوء والصلاة ويتأكد قبل الفجر والظهر، وعن أبي حنيفة كراهته عند الصلاة وإنما محله الوضوء، ويمكن حمل الصلاة على مذهبه على صلاة المتيمم، ومثله عن المالكية. ومنه: إذا دخل بيته بدأ "بالسواك"؛ القاضي: وهذا لأنه مما لا يفعله ذو المروة بحضرة الناس ولا ينبغي عمله في المساجد ولا مجالس الحفل لأنه من إزالة المستقذرات ولم يرو ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه نظر لأن الحديث دل على استحبابه لكل صلاة فكيف بمن هو في الصف الأول ينتظر الصلاة هل يخرج إذا أقيمت أو يترك السواك فيخالف الحديث، أو يستاك قبل الدخول فلا يكون استاك عند الصلاة، قوله: من المستقذرات، معارض بأنه عبادة والمفروض فيما إذا لم يحصل بصاق ولا تنفل، وقد روى استياكه في محافل من الناس فلا نسلم أنه لم يستك بحضرتهم، وقال أصحابنا: يستحب في كل حال ويتأكد عند الصلاة والوضوء وقراءة القرآن واصفرار الأسنان وعند تغير الفم بنوم أو سكوت أو ترك أكل أو أكل ذي ريح كريهة وعند نوم وترك نوم، ويحصل بكل خشن مزيل للقلح ولو خرقة إلا إصبعه الخشنة فإنه لا يجزى خلافًا للنووي، وروى البيهقي مرفوعا: إصبعاك سواك عند وضوئك وأولاها الأراك، فقد ورد فيه أحاديث، قالوا: إنما بدأ به حين دخل بيته لأنه ربما يتغير رائحة الفم بمحادثة الناس فمن حسن معاشرة الأهل إزالته أو كان يبدأ بصلاة النفل فإنه قلما يتنقل في المسجد فيتسوك لها، وروى:
بدأ بالسواك وختم بركعتي الفجر، فحمل بعضهم على الدخول ليلا والاستياك للتنظف للدنو من الأهل. وفي ح عائشة: يعطيني "السواك" لأغسله فأبدأ به "فأستاك" ثم أغسله وأدفعه؛ فيه التبرك بآثار الصالحين. ك: أي أبدأ باستعماله قبل الغسل لنالني بركة فم النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: أن استعمالك الغير برضاه غير مكروه.