لحم
(اللَّحْمُ) ، بالفَتْح وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهَرِيُّ، (ويُحَرَّك) لُغَةً فِيهِ، أَوْ أَنَّ فَتْحَ الحَاءِ من اَجْلِ حَرْفِ الحَلْقِ، وأَنكَرهُ البَصْرِيُّونَ، (م) مَعْرُوفٌ (ج: أَلْحُمٌ) ، كأَفْلُسٍ، (ولُحُومٌ، ولِحَامٌ) ، بالكَسْرِ، (ولُحْمانٌ) ، بالضَّمِّ، وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي الغُولِ يَهْجُو قَومًا:
(رَأيتُكُمُ بَنِي الخَذْوَاءِ لَمَّا ... دَنَا الأَضْحَى وصَلَّلَتِ اللِّحَامُ)
(تَوَلَّيتُمْ بِوُدِّكُمُ وقُلْتُمْ ... لَعَكٌّ مِنْكَ أَقْرَبُ اَوْ جُذَامُ)
يَقُولُ: لَمَّا اَنْتَنَتِ اللُّحُومُ مِن كَثْرَتِهَا عِنْدَكُمْ اَعْرَضْتُم عَنِّي.
(واللَّحْمَةُ: القِطْعَةُ مِنْه) ، وَهِي أَخَصُّ.
(و) اللُّحْمَةُ، (بالضَّمِّ: القَرَابَةُ) ، يُقَال: بَيْنَهُمْ لُحْمَةُ نَسَبٍ، أَيْ: قَرابَةٌ وَهُوَ مَجَازٌ، وَمِنْه الحَدِيثُ: " الوَلاءُ لُحْمَةٌ كلُحْمَةِ النَّسَبِ "، ويُرْوَى: كلُحْمَةِ الثَّوْبِ، أَي: أَنَّ الوَلاءَ يَجْرِي مَجْرَى النَّسَبِ فِي المِيرَاثِ كَمَا تُخَالِطُ اللُّحْمَةُ سَدى الثَّوبِ حَتَّى يَصيرا كالشَّيءِ الوَاحِدِ، لِمَا بَيْنَهُمَا من المُدَاخَلَةِ الشَّدِيدَةِ.
(و) اللُّحْمَةُ أَيضًا: (مَا سُدِيَ بِهِ بَيْن سَدَيِ الثَّوْب) وَهُوَ مَجازٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: لُحْمَةُ الثَّوْبِ: الأَعْلَى، والسَّدَى: الأَسْفَلُ من الثَّوْبِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(سَتَاهُ قَزٌّ وحَرِيرٌ لُحْمَتُه ... )
(و) اللُّحْمَةُ أَيضًا: (مَا يُطْعَمُه البَازِي مِمَّا يَصِيدُه) ، وَهُوَ مَجازٌ أَيضًا: (ويُفْتَحُ فِيهِمَا) أَي فِي طُعْمَةِ البَازِي والثَّوْبِ، وَأما القَرَابَةُ، فبِالضَّمِّ فَقَطْ، هَذَا نَصُّ الصِّحاح. وَقَالَ الأزهَرِيُّ: لَحْمَةُ النَّسَبِ، بالفَتْحِ، ولُحْمَةُ الصَّيْدِ، بالضَّمِّ، ولَحْمَةُ الثَّوبِ فِيه الوَجْهَانِ. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: قد اخْتُلِفَ فِي ضَمِّ اللّحْمَةِ وفَتْحِها فقِيلَ: فِي النَّسَبِ، بالضَّمِّ، وَفِي الثَّوْبِ: بالضَّمِّ والفَتْحِ، وقِيلَ: الثَّوبُ بالفَتْح وَحْدَه، وقِيلَ: النَّسَبُ والثَّوْبُ بالفَتْحِ، وأَمَّا بِالضَّمِّ فَهُوَ مَا يُصَادُ بِهِ الصَّيْدُ.
(والمَلْحَمَةُ: الوَقْعَةُ العَظِيمَةُ القَتْلِ) فِي الفِتْنَةِ، وقِيلَ: الحَرْبُ ذاتُ القَتْلِ الشَّدِيدِ، وقِيلَ: مَوْضِعُ القِتالِ، والجَمْعُ: الملاَحِمُ، مَأْخُوذٌ من اشْتِبَاكِ النَّاسِ واخْتِلاَطِهِمِ فِيهَا كاشْتِبَاكِ لُحْمَة الثَّوب بالسَّدَى. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: المَلْحَمَةُ حَيْثُ يُقَاطِعُونَ لُحُومَهم بالسُّيُوفِ: وأَنْشَد ابنُ بَرِّيّ:
(بِمَلْحَمَةٍ لَا يَسْتَقِلُّ غُرابُها ... دَفِيفًا ويَمْشِي الذِّئْبُ فِيهَا مَعَ النَّسْرِ)
وَفِي الحَدِيثِ: " اليَوْمُ يَوْمُ المَلْحَمَةِ ".
(ولَحْمُ كُلِّ شَيْءٍ لُبُّه) ، حَتَّى قَالُوا: لَحْمُ الثَّمَرِ لِلُبِّه.
(و) اللَّحِمُ، (كَكَتِفٍ: الأَسَدُ) ، سُمِّي بِهِ لِكَوْنِهِ يَأْكُلُ اللَّحْمَ ويَشْتَهِيه، (كالمُسْتَلْحِمِ) .
(و) اللَّحِمُ: (الكَثِيرُ لَحْمِ الجَسَد، كاللَّحِيمِ) ، كأَمِيرٍ.
(و) اللَّحِمُ أَيضًا: (الأَكُولُ اللَّحْمِ القَرِمُ إِلَيْه) أَي: المُشْتَهِيهِ، وقِيلَ: هُوَ الَّذِي أَكَلَ مِنْهُ كَثِيرًا فَشكَا عَنهُ.
(وفِعْلُهُما، كَكَرُمَ، وعَلِمَ) . الأَخِيرَةُ عَن اللِّحْيانِيّ.
قَالَ ابنُ السِّكِّيت: رجُلٌ شَحِيمٌ لَحِيمٌ، أَيْ: سَمِينٌ، وشَحِمٌ لَحِمٌ، إذَا كَانَ قَرِمًا إِلَى اللَّحْمِ والشَّحْمِ يَشْتَهِيهما.
ولَحِمَ، بالكَسْرِ: اشْتَهَى اللَّحْمَ.
(والبَيْتُ) اللَّحِمُ: الَّذِي (يُغْتَابُ فِيهِ النَّاسُ كَثِيرًا، وَبِه فُسِّرَ) الحَدِيثُ: (إنَّ الله يُبغِضُ البَيْتَ اللَّحِمَ) وأَهْلَهُ "، وفُلانٌ يَأْكُلُ لُحومَ النَّاسِ أَيْ: يَغْتَابُهُم، وَهُوَ مجَاز، وَمِنْه قَولُه:
(وإِذَا أَمْكَنَه لَحْمِي رَتَعْ ... )
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: " إنّ الله يُبغِضُ اَهْلَ البَيْتِ اللَّحِمِينَ "، وسُئِلَ سُفْيانُ الثَّوْرِيُّ عَن هَذَا الحَدِيث فَفَسَّرَه بِمَا تَقَدَّمَ، ومِنْهُمْ مَنْ قَالَ: هُمُ الَّذِين يُكْثِرُونَ أَكْلَ اللَّحْمِ ويُدْمِنُونَهُ، قَالَ ابنُ الأَثِير: وَهُوَ الأَشْبَهُ.
(وبازٌ لاحِمٌ، ولَحِمٌ: يأكُلُه أَوْ يَشْتَهِيه) ، قَالَ الأَعْشَى:
(تَدَلَّى حَثِيثًا كَأَنَّ الصِّوَارَ ... يَتْبَعُه أَزْرَقِيٌّ لَحِمْ)
(ج:) أَيْ: جَمْعُ لاَحِمٍ: (لَوَاحِمُ) .
(و) رجلٌ مُلْحِمٌ، (كَمُحْسِنٍ: مُطْعِمُه) ، أَوِ الَّذِي يَكْثُر عِنْدَه اللَّحْمُ.
(و) رَجُلٌ مُلْحَمٌ، (كَمُكْرَمٍ: مَنْ يُطْعَمُ اللَّحْمَ) ، وَفِي الصِّحاح: أَي: مُطْعَمٌ للصَّيْدِ مَرْزُوقٌ مِنْهُ.
(و) رَجُلٌ لَحِيمٌ، ولاحِمٌ (كأَمِيرٍ، وصَاحِبٍ: ذُو لَحْمٍ) على النَّسَبِ مِثْلُ: لاَبِنٍ وتَامِرٍ.
(و) رَجُلٌ لَحَّام، (كَشَدَّادٍ: بائِعُه) ، على القِيَاسِ فِي نَظَائِرِه.
(ولُحْمَةُ جِلْدَةِ الرَّأْسِ) وغَيْرِها، (بالضَّمِّ) : مَا بَطَنَ مِنْ (مَا يَلِي اللَّحْمَ) .
(وشَجَّةٌ مُتَلاَحِمَةٌ: أَخَذَتْ فِيهِ) ، أَيْ: فِي اللَّحْمِ (وَلم تَبْلُغِ السِّمْحَاقَ) كَمَا فِي الصّحاح، وَلَا فِعْل لَهَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: ((شَجَّةٌ مُتَلاَحِمَةٌ. قد بَلَغَتِ اللَّحْمَ)) ، ويُقالُ: ((تَلاَحَمَتِ الشَّجَّةُ، إِذَا اَخَذَتْ فِي اللَّحْمِ، وتَلاَحَمَتْ، إِذا بَرَأَتْوالْتَحَمَتْ)) ، وَقَالَ شَمِرٌ: قالَ عَبدُ الوَهَّابِ: المُتَلاَحِمَةُ مِنَ الشِّجَاجِ: الَّتِي تَشُقُّ اللَّحْمَ كُلَّه دُونَ العَظْمِ، ثمَّ تَتَلاَحَمُ بعد شَقِّهَا، فَلَا يَجُوزُ فِيهَا المِسْبَارُ بَعْدَ تَلاَحُمِ اللَّحمِْ، قَالَ: وتَتَلاَحَمُ من يَوْمِهَا ومِنْ غَدٍ.
(و) من المَجَازِ: (امرأَةٌ مُتَلاَحِمَةٌ ضَيِّقَةُ) مَلاَقِي، أَي: (مَلاَحِمِ الفَرْجِ) وَهِي مَآزِمُه، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَرَ قَالَ لِرَجُلٍ: " لِمَ طَلَّقْتَ امْرَأَتَكَ؟ قَالَ: إنَّها كَانَتْ مُتَلاَحِمَةً، قَالَ: إِنَّ ذَلِك مِنْهُنَّ لُمسْتَرَادٌ "، (أَوْ) هِيَ (رَتْقَاءُ) ، كَأَنَّ هُنَاكَ لَحْمًا يَمْنَعُ من الجِمَاعِ، وأَنْكرَه أَبُو سَعِيد بِهَذَا المَعْنَى، وَقَالَ: بل هِيَ لاحِمَةٌ وَلَا يَصِحُّ مُتَلاَحَمَةٌ.
(و) مِنَ المَجازِ: (أَلْحَمَهُ عِرْضَ فُلاَنٍ) ، إذَا (أَمكَنَه مِنْه يَشْتِمُهُ) ، وَقيل: سَبَعَهُ إيَّاهُ.
(و) مِنَ المَجازِ: أَلْحَمَتِ (الدَّابَّة) اَيْ: (وَقَفَتْ وَلم تَبْرَحْ، فاحْتِيجَتْ
إِلَى الضَّرْبِ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ لكِنَّه بتَذْكِير الضَّمَائر.
(و) أَلْحَمَ النَّاسِخُ (الثَّوبَ) أَيْ: (نَسَجَه) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(و) أَلْحَمَ (فُلانٌ: كَثُرَ فِي بَيْتِه اللَّحْمُ) . نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَقد أَلْحَمُوا: كَثُرَ عِنْدَهُم اللَّحْمُ فهم مُلْحِمُون.
(و) من المَجازِ: أَلْحَمَ (الزَّرْعُ) إِذا (صَارَ فِيهِ حَبٌّ) ، كَأنَّ ذَلِك لَحْمُه.
(و) من المَجازِ: (لَحَمَ الأَمْرَ، كَنَصَرَ) لَحْمًا: (أَحْكَمَهُ) ولأَمَهُ، رَوَاه الأزهَرِيّ عَن شَمِرٍ.
(و) لَحَمَ (الصَّائِغُ الفِضَّةَ) يَلْحَمُها لَحْمًا: (لأَمَهَا) ، وَكَذَلِكَ الذَّهَبَ، واسمُ مَا يُلْحَم بِهِ اللِّحامُ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) لَحَم (العَظْمَ) من حَدَّيْ: نَصَرَ، ومَنَعَ، يَلْحُمُه ويَلْحَمَه لَحْمًا، واقتَصَر الجَوْهَرِيّ على حَدِّ: نَصَر، (عَرَقَه) أَي نَزَع عَنهُ اللَّحْمَ، وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ:
(وعَامُنا أَعْجَبَنَا مُقَدَّمَهْ ... )
(يُدعَى أَبَا السَّمْحِ وقِرْضَابٌ سُمُهْ ... )
(مُبْتَرِكًا لِكُلّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ ... )
(و) لَحَمَ القَومَ، (كَمَنَعَ) يَلْحَمُهُمْ لَحْمًا: (أَطْعَمَ اللَّحْم، فَهُو: لاَحِمٌ) ، قَالَ الجوهَرِيُّ: وَلَا تَقُل أَلْحَمْتُ، قَالَ: والأصْمَعِيّ يَقُولُه، قَالَ شَمِرٌ: والقِيَاسُ: لَحَمْتُ.
(و) مِنَ المَجازِ: لَحِم، (كَعَلِمَ) ، لَحْمًا إِذا (نَشِبَ فِي المَكَانِ) .
(و) قَالَ أَبُو سَعِيد: يُقالُ: (هَذَا) الكَلاَمُ (لَحِيمُ هَذَا) الكَلاَم وطَرِيدُه، كَأَمِيرٍ أَيْ: (وَفْقُه وشَكْلُه) .
(وأَبُو اللَّحَّامِ التَّغْلَبِيُّ، كَشَدَّادٍ) ،
وَفِي بَعْضِ النُّسَخ الثَّعْلَبِيّ: (شَاعِرٌ) فارِسٌ فِي الجَاهِلِيَّة.
(و) مِنَ المَجازِ: (اسْتَلْحَمَ الطَّرِيقَ) إذَا (تَبِعَه) أَو رَكِبَه ولَزِمَه، كَمَا فِي الأَسَاس، (أَو تَبِعَ أَوْسَعَةُ) ولَزِمه، قَالَ رُؤْبَةُ:
(ومَنْ أَرْيَناهُ الطَّرِيقَ استَلْحَمَا ... )
وَقَالَ امرؤُ القَيْسِ:
(استَلْحَمَ الوَحْشَ على أَكْسَائِها ... أهوَجُ مِحَضِيرٌ إِذا النَّقْعُ دَخَنْ)
وَفِي حَدِيثِ أُسَامَة: " فاستَلْحَمَنَا رَجلٌ من العَدُوِّ " أَي: تَبِعَنَا.
(و) استَلْحَمَ (الطَّرِيقُ: اتَّسَعَ) .
(و) من المَجازِ: (استُلْحِمَ) الرَّجلُ، (مَجْهُولاً) إِذَا (رُوهِقَ فِي القِتَالِ) ، وَفِي الصِّحَاحِ: احْتَوَشَهُ العَدُوُّ فِي القِتَالِ. وَفِي الأَساس: اسْتَلْحَمَهُ الخَطْبُ: ((نَشِبَ فِيهِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ للعُجَيْرِ السَّلُولِيِّ:
(ومُسْتَلْحَمٍ قَدْ صَكَّهُ القَومُ صَكَّةً ... بَعِيدَ المَوَالِي نِيلَ مَا كَانَ يَجْمَعُ)
وأَنشدَ ابنُ جِنِّي فِي الْمُحْتَسب:
(الضَّارِبُونَ حبيك البَيْضِ إِذْ لَحِقُوا ... لَا يَنْكُصُون إِذا مَا اسْتَلْحَمُوا وحَمُوا)
(و) من المَجازِ: (حَبْلٌ مُلاَحَمٌ، بفَتْح الحَاءِ) أيْ: مُغارٌ (شَدِيدُ الفَتْلِ) ، وَفِي الصِّحَاحِ: مَشْدُودُ الفَتْلِ، وأَنشدَ أَبُو حَنِيفَة:
(مُلاَحَمُ الغَارَةِ لم يُغْتَلَبْ ... )
(و) المُلْحَمُ (كَمُكْرَمٍ: جِنْسٌ من الثِّيَابِ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ أَبُو تَغْلبَ عَبدُ الوَهَّابِ عليُّ بنُ الحَسَنِ المُلْحَمِيُّ الفارِسِيُّ وآخَرُون.
(و) أَيضًا: (المُلْصَقُ بالقَوْمِ) نَقَلَه
الجَوْهَرِيُّ، عَن الأصْمَعِيِّ وَهُوَ مَجازٌ، والمُرادُ بِهِ الدَّعِيُّ الَّذِي لَيْسَ مِنْهم، قَالَ الشّاعرُ:
(حَتّى إِذَا مَا فَرَّ كُلُّ مُلْحَمِ ... )
(و) من المَجازِ: اللَّحِيمُ، (كأَمِيرٍ: القَتِيلُ) نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي عُبَيْدَة، (وَقد لُحِمَ، كَعُنِيَ) أَي: قُتِل. وَفِي الأَساس: قُطِعَ لَحْمُه. وأَنشَد ابنُ سِيدَه لِسَاعِدَة بنِ جُؤَيَّة:
(ولَكِنْ تَركْتُ القَومَ قد عَصَبُوا بِهِ ... فَلَا شَكَّ أَنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ)
وأَوردَه الجَوْهَرِيُّ.
(فَقالُوا تَركْنَا القَومَ قد حَصِرُوا بِهِ ... )
قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: صَوابُ إنشادِهِ: فَقَالَا تَرَكْنَاه، وقَبْلَه:
(وجَاءَ خليلاهَ إِليها كِلاَهُمَا ... يُفِيضُ دُمُوعًا غَرْبُهُنَّ سَجُومُ) قُلتُ: وهَكَذا قَرأتُه فِي دِيوَانِ شِعْرِهِ، وَهِي رِوَايةُ البَاهِلِيِّ، وَرَواه غَيرُه:
( ... ... . قد كَانَ ثَمَّ شَحِيمُ ... )
والمَعْنَى واحِدٌ ,
(و) قَولُهم: (نَبِيُّ المَلْحَمَةِ) فِيهِ قَوْلاَن: (أَيْ: نَبِيُّ القِتالِ) ، وَهُوَ كقَوْلِه فِي الحَدِيثِ الآخر: " بُعِثْتُ بالسَّيْف ".
(أَو نَبِيُّ الصَّلاَحِ وتَأْلِيفِ النَّاسِ، كأَنّه يُؤَلِّفُ أَمْرَ الأُمَّةِ) ؛ مِن لَحَمَ الأَمْرَ، إِذا أَحْكَمَه وأَصْلَحَه، رَوَاه الأزهرِيُّ عَن شَمِرٍ.
(والْتَحَمَ الجُرْحُ لِلْبُرْءِ: الْتَأَمَ) . نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَي: الْتَزَقَ.
(و) من المَجازِ: الْتَحَمَتِ (الحَرْبُ: اشْتَدَّتْ) ، وَقد الحَمْتُها كَمَا فِي الصِّحَاح.
(و) من المَجازِ: (أَلْحِمْ مَا أَسْدَيْتَ) ،
أَيْ: (تَمِّمْ مَا بَدَأْتَ) من الإِحْسَان، وَهُوَ مَثَلٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
قَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: اسْتَلْحَمَ الزَّرْعُ واستَكَّ وازْدَجَّ أَي: الْتَفَّ، نَقَلَه
الأَزْهَرِيّ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَلْحَمْتُ القَومَ: أَطعَمْتُهم اللَّحْمَ. قَالَ مَالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ يَصِفُ ضَبُعًا:
(وتَظَلُّ تَنْشِطُنِي وتُلْحِمُ أَجْرِيًا ... وَسْطَ العَرِين ولَيْسَ حَيٌّ يَمْنَعُ)
وَقد أَشارَ إِلَيْهِ الجَوْهَرِيُّ بِقَوْله: والأَصْمَعِيُّ يِقُولُه، قَالَ شَمِرٌ: والقِيَاسُ بِغَيْرِ الأَلِفِ.
وبَيْتٌ لَحِمٌ، كَكَتِفٍ: كَثِيرُ اللَّحْمِ، وَبِه فُسِّرَ الحَدِيثُ السَّابِقُ.
وأَكَلَ لَحْمَهُ وَرَتَعَ لَحْمَهُ: اغْتَابَه، وَهُوَ مَجاز، وأَمَّا قَولُ الرَّاجِز يَصِفُ الخَيْل:
(نُطْعِمُها اللَّحْمَ إِذا عَزَّ الشَّجَرْ ... )
(والخَيْلُ فِي إِطْعَامِهَا اللَّحْمَ ضَرَرْ ... )
قَالَ الأصمَعِيّ: أَرادَ باللَّحْمِ اللَّبَنَ؛ سُمِّي بِهِ؛ لأَنّها تَسْمَنُ على اللَّبَنِ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: كَانُوا إذَا أَجْدَبُوا وقَلَّ اللَّبَنُ يَبَّسُوا اللَّحْمَ وحَمَلُوه فِي أَسْفَارِهِمْ وأَطْعَمُوهُ الخَيْلَ، وأَنكَر مَا قَالَه الأصمَعِيُّ وَقَالَ: إِذَا لَم يَكُنْ الشَّجَرُ لم يَكُن اللَّبَنُ.
ولَحِم الصَّقْرُ ونَحْوُه، كَعِلمَ: اشْتَهَى اللَّحْمَ.
ولَحْمَةُ الصَّقرِ: الطَّائِرُ يُطْرَحُ إِلَيْهِ أَو يَصِيدُه.
وأَلْحَمْتُ الطَّيْرَ إلْحَامًا.
ولَحِمَتِ النَّاقَةُ ولَحُمَتْ لَحَامةً ولُحُومًا فِيهِما، فَهِيَ لَحِيمَةٌ: كَثُر لَحْمُها.
وتَلاَحَمَتِ الشَّجَّةُ إِذَا الْتَحَمَتْ وَبَرَأَتْ، وَهُوَ مجَاز، نَقَلَه ابنُ الأَثِير.
وأَلْحَمْتُهُ سَيْفِي، وأُلْحِمَ الرَّجلُ، بِالضَّمِّ: قُتِلَ.
ولَحِمَ رَجلاً، كَعَلِم: قَتَلَه، أَو قَرُبَ مِنْهُ حَتَّى لَزِقَ بِهِ.
أَو لَحِمَه: ضَرَبَه فأَصَابَ لَحْمَه.
والمُلْحَمُ، كَمُكْرَمٍ: الّذِي أُسِرَ وظَفِرَ
بِهِ أَعدَاؤُه.
ولُحْمَةُ الأَرضِ: بَقْلُها.
وأَلحَمَ نَفْسَه المَوْتَ: جَعَلَها لَحْمَةً لَهُ.
وأَلْحَمَه القِتَالُ: لَمْ يَجِدْ مِنْهُ مَخْلَصًا.
وأَلْحَمَ الرَّجلُ: صَارَ ذَا لَحْم.
وأَلْحَمَ بالمَكَانِ: أَقَام عَن ابنِ الأَعْرابِيّ.
وقِيلَ: لَزَمَ الأَرْضَ، وأَنْشَد:
(إذَا افْتَقَرا لم يُلْحِمَا خَشْيَةَ الرَّدَى ... وَلم يَخْشَ رُزْءًا مِنْهُمَا مَوْلَيَاهُمَا)
وَفِي الحَدِيثِ: " فأَلْحَمَ عِنْد الثَّالِثَة "، أَيْ: وَقَفَ عِنْدَها.
وأَلْحَمَه إِلْحَامًا: لأَمَه فالْتَحَم.
واللِّحَامُ، بالكَسْر: مَا يُلأَمُ بِهِ الصَّدْعُ ويُلْحَمُ.
ولاَحَمَ الشَّيءَ بالشَّيءِ: أَلْزَقَهُ بِهِ.
واستَلْحَمَ الطَّرِيدَةَ: تَبِعَهَا.
وألْحَم بَيْن بَنِي فُلانٍ شَرًّا: جَنَاهُ لَهُمْ.
وأَلْحَمَه بَصَرَه: حَدَّدَهُ نَحْوه ورَمَاهُ بِهِ.
وَأَبُو بكرٍ محمدُ بنُ حبيشٍ المُرْسِيُّ اللَّحْمِيُّ، هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ رَشِيدٍ فِي رِحْلَته.
وبَيْتُ لَحْمٍ: قريَةٌ على فَرْسَخَين من بَيْتِ المَقْدِسِ، يُقالُ بِهَا وُلِد المَسِيحُ، عَلَيْه وعَلَى نَبِيِّنا أفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، ورَوَاه بَعضُ البَغْدَادِيِّين بالخَاءِ المُعْجَمَة.
(اللَّحْمُ) ، بالفَتْح وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهَرِيُّ، (ويُحَرَّك) لُغَةً فِيهِ، أَوْ أَنَّ فَتْحَ الحَاءِ من اَجْلِ حَرْفِ الحَلْقِ، وأَنكَرهُ البَصْرِيُّونَ، (م) مَعْرُوفٌ (ج: أَلْحُمٌ) ، كأَفْلُسٍ، (ولُحُومٌ، ولِحَامٌ) ، بالكَسْرِ، (ولُحْمانٌ) ، بالضَّمِّ، وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي الغُولِ يَهْجُو قَومًا:
(رَأيتُكُمُ بَنِي الخَذْوَاءِ لَمَّا ... دَنَا الأَضْحَى وصَلَّلَتِ اللِّحَامُ)
(تَوَلَّيتُمْ بِوُدِّكُمُ وقُلْتُمْ ... لَعَكٌّ مِنْكَ أَقْرَبُ اَوْ جُذَامُ)
يَقُولُ: لَمَّا اَنْتَنَتِ اللُّحُومُ مِن كَثْرَتِهَا عِنْدَكُمْ اَعْرَضْتُم عَنِّي.
(واللَّحْمَةُ: القِطْعَةُ مِنْه) ، وَهِي أَخَصُّ.
(و) اللُّحْمَةُ، (بالضَّمِّ: القَرَابَةُ) ، يُقَال: بَيْنَهُمْ لُحْمَةُ نَسَبٍ، أَيْ: قَرابَةٌ وَهُوَ مَجَازٌ، وَمِنْه الحَدِيثُ: " الوَلاءُ لُحْمَةٌ كلُحْمَةِ النَّسَبِ "، ويُرْوَى: كلُحْمَةِ الثَّوْبِ، أَي: أَنَّ الوَلاءَ يَجْرِي مَجْرَى النَّسَبِ فِي المِيرَاثِ كَمَا تُخَالِطُ اللُّحْمَةُ سَدى الثَّوبِ حَتَّى يَصيرا كالشَّيءِ الوَاحِدِ، لِمَا بَيْنَهُمَا من المُدَاخَلَةِ الشَّدِيدَةِ.
(و) اللُّحْمَةُ أَيضًا: (مَا سُدِيَ بِهِ بَيْن سَدَيِ الثَّوْب) وَهُوَ مَجازٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: لُحْمَةُ الثَّوْبِ: الأَعْلَى، والسَّدَى: الأَسْفَلُ من الثَّوْبِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(سَتَاهُ قَزٌّ وحَرِيرٌ لُحْمَتُه ... )
(و) اللُّحْمَةُ أَيضًا: (مَا يُطْعَمُه البَازِي مِمَّا يَصِيدُه) ، وَهُوَ مَجازٌ أَيضًا: (ويُفْتَحُ فِيهِمَا) أَي فِي طُعْمَةِ البَازِي والثَّوْبِ، وَأما القَرَابَةُ، فبِالضَّمِّ فَقَطْ، هَذَا نَصُّ الصِّحاح. وَقَالَ الأزهَرِيُّ: لَحْمَةُ النَّسَبِ، بالفَتْحِ، ولُحْمَةُ الصَّيْدِ، بالضَّمِّ، ولَحْمَةُ الثَّوبِ فِيه الوَجْهَانِ. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: قد اخْتُلِفَ فِي ضَمِّ اللّحْمَةِ وفَتْحِها فقِيلَ: فِي النَّسَبِ، بالضَّمِّ، وَفِي الثَّوْبِ: بالضَّمِّ والفَتْحِ، وقِيلَ: الثَّوبُ بالفَتْح وَحْدَه، وقِيلَ: النَّسَبُ والثَّوْبُ بالفَتْحِ، وأَمَّا بِالضَّمِّ فَهُوَ مَا يُصَادُ بِهِ الصَّيْدُ.
(والمَلْحَمَةُ: الوَقْعَةُ العَظِيمَةُ القَتْلِ) فِي الفِتْنَةِ، وقِيلَ: الحَرْبُ ذاتُ القَتْلِ الشَّدِيدِ، وقِيلَ: مَوْضِعُ القِتالِ، والجَمْعُ: الملاَحِمُ، مَأْخُوذٌ من اشْتِبَاكِ النَّاسِ واخْتِلاَطِهِمِ فِيهَا كاشْتِبَاكِ لُحْمَة الثَّوب بالسَّدَى. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: المَلْحَمَةُ حَيْثُ يُقَاطِعُونَ لُحُومَهم بالسُّيُوفِ: وأَنْشَد ابنُ بَرِّيّ:
(بِمَلْحَمَةٍ لَا يَسْتَقِلُّ غُرابُها ... دَفِيفًا ويَمْشِي الذِّئْبُ فِيهَا مَعَ النَّسْرِ)
وَفِي الحَدِيثِ: " اليَوْمُ يَوْمُ المَلْحَمَةِ ".
(ولَحْمُ كُلِّ شَيْءٍ لُبُّه) ، حَتَّى قَالُوا: لَحْمُ الثَّمَرِ لِلُبِّه.
(و) اللَّحِمُ، (كَكَتِفٍ: الأَسَدُ) ، سُمِّي بِهِ لِكَوْنِهِ يَأْكُلُ اللَّحْمَ ويَشْتَهِيه، (كالمُسْتَلْحِمِ) .
(و) اللَّحِمُ: (الكَثِيرُ لَحْمِ الجَسَد، كاللَّحِيمِ) ، كأَمِيرٍ.
(و) اللَّحِمُ أَيضًا: (الأَكُولُ اللَّحْمِ القَرِمُ إِلَيْه) أَي: المُشْتَهِيهِ، وقِيلَ: هُوَ الَّذِي أَكَلَ مِنْهُ كَثِيرًا فَشكَا عَنهُ.
(وفِعْلُهُما، كَكَرُمَ، وعَلِمَ) . الأَخِيرَةُ عَن اللِّحْيانِيّ.
قَالَ ابنُ السِّكِّيت: رجُلٌ شَحِيمٌ لَحِيمٌ، أَيْ: سَمِينٌ، وشَحِمٌ لَحِمٌ، إذَا كَانَ قَرِمًا إِلَى اللَّحْمِ والشَّحْمِ يَشْتَهِيهما.
ولَحِمَ، بالكَسْرِ: اشْتَهَى اللَّحْمَ.
(والبَيْتُ) اللَّحِمُ: الَّذِي (يُغْتَابُ فِيهِ النَّاسُ كَثِيرًا، وَبِه فُسِّرَ) الحَدِيثُ: (إنَّ الله يُبغِضُ البَيْتَ اللَّحِمَ) وأَهْلَهُ "، وفُلانٌ يَأْكُلُ لُحومَ النَّاسِ أَيْ: يَغْتَابُهُم، وَهُوَ مجَاز، وَمِنْه قَولُه:
(وإِذَا أَمْكَنَه لَحْمِي رَتَعْ ... )
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: " إنّ الله يُبغِضُ اَهْلَ البَيْتِ اللَّحِمِينَ "، وسُئِلَ سُفْيانُ الثَّوْرِيُّ عَن هَذَا الحَدِيث فَفَسَّرَه بِمَا تَقَدَّمَ، ومِنْهُمْ مَنْ قَالَ: هُمُ الَّذِين يُكْثِرُونَ أَكْلَ اللَّحْمِ ويُدْمِنُونَهُ، قَالَ ابنُ الأَثِير: وَهُوَ الأَشْبَهُ.
(وبازٌ لاحِمٌ، ولَحِمٌ: يأكُلُه أَوْ يَشْتَهِيه) ، قَالَ الأَعْشَى:
(تَدَلَّى حَثِيثًا كَأَنَّ الصِّوَارَ ... يَتْبَعُه أَزْرَقِيٌّ لَحِمْ)
(ج:) أَيْ: جَمْعُ لاَحِمٍ: (لَوَاحِمُ) .
(و) رجلٌ مُلْحِمٌ، (كَمُحْسِنٍ: مُطْعِمُه) ، أَوِ الَّذِي يَكْثُر عِنْدَه اللَّحْمُ.
(و) رَجُلٌ مُلْحَمٌ، (كَمُكْرَمٍ: مَنْ يُطْعَمُ اللَّحْمَ) ، وَفِي الصِّحاح: أَي: مُطْعَمٌ للصَّيْدِ مَرْزُوقٌ مِنْهُ.
(و) رَجُلٌ لَحِيمٌ، ولاحِمٌ (كأَمِيرٍ، وصَاحِبٍ: ذُو لَحْمٍ) على النَّسَبِ مِثْلُ: لاَبِنٍ وتَامِرٍ.
(و) رَجُلٌ لَحَّام، (كَشَدَّادٍ: بائِعُه) ، على القِيَاسِ فِي نَظَائِرِه.
(ولُحْمَةُ جِلْدَةِ الرَّأْسِ) وغَيْرِها، (بالضَّمِّ) : مَا بَطَنَ مِنْ (مَا يَلِي اللَّحْمَ) .
(وشَجَّةٌ مُتَلاَحِمَةٌ: أَخَذَتْ فِيهِ) ، أَيْ: فِي اللَّحْمِ (وَلم تَبْلُغِ السِّمْحَاقَ) كَمَا فِي الصّحاح، وَلَا فِعْل لَهَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: ((شَجَّةٌ مُتَلاَحِمَةٌ. قد بَلَغَتِ اللَّحْمَ)) ، ويُقالُ: ((تَلاَحَمَتِ الشَّجَّةُ، إِذَا اَخَذَتْ فِي اللَّحْمِ، وتَلاَحَمَتْ، إِذا بَرَأَتْوالْتَحَمَتْ)) ، وَقَالَ شَمِرٌ: قالَ عَبدُ الوَهَّابِ: المُتَلاَحِمَةُ مِنَ الشِّجَاجِ: الَّتِي تَشُقُّ اللَّحْمَ كُلَّه دُونَ العَظْمِ، ثمَّ تَتَلاَحَمُ بعد شَقِّهَا، فَلَا يَجُوزُ فِيهَا المِسْبَارُ بَعْدَ تَلاَحُمِ اللَّحمِْ، قَالَ: وتَتَلاَحَمُ من يَوْمِهَا ومِنْ غَدٍ.
(و) من المَجَازِ: (امرأَةٌ مُتَلاَحِمَةٌ ضَيِّقَةُ) مَلاَقِي، أَي: (مَلاَحِمِ الفَرْجِ) وَهِي مَآزِمُه، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَرَ قَالَ لِرَجُلٍ: " لِمَ طَلَّقْتَ امْرَأَتَكَ؟ قَالَ: إنَّها كَانَتْ مُتَلاَحِمَةً، قَالَ: إِنَّ ذَلِك مِنْهُنَّ لُمسْتَرَادٌ "، (أَوْ) هِيَ (رَتْقَاءُ) ، كَأَنَّ هُنَاكَ لَحْمًا يَمْنَعُ من الجِمَاعِ، وأَنْكرَه أَبُو سَعِيد بِهَذَا المَعْنَى، وَقَالَ: بل هِيَ لاحِمَةٌ وَلَا يَصِحُّ مُتَلاَحَمَةٌ.
(و) مِنَ المَجازِ: (أَلْحَمَهُ عِرْضَ فُلاَنٍ) ، إذَا (أَمكَنَه مِنْه يَشْتِمُهُ) ، وَقيل: سَبَعَهُ إيَّاهُ.
(و) مِنَ المَجازِ: أَلْحَمَتِ (الدَّابَّة) اَيْ: (وَقَفَتْ وَلم تَبْرَحْ، فاحْتِيجَتْ
إِلَى الضَّرْبِ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ لكِنَّه بتَذْكِير الضَّمَائر.
(و) أَلْحَمَ النَّاسِخُ (الثَّوبَ) أَيْ: (نَسَجَه) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(و) أَلْحَمَ (فُلانٌ: كَثُرَ فِي بَيْتِه اللَّحْمُ) . نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَقد أَلْحَمُوا: كَثُرَ عِنْدَهُم اللَّحْمُ فهم مُلْحِمُون.
(و) من المَجازِ: أَلْحَمَ (الزَّرْعُ) إِذا (صَارَ فِيهِ حَبٌّ) ، كَأنَّ ذَلِك لَحْمُه.
(و) من المَجازِ: (لَحَمَ الأَمْرَ، كَنَصَرَ) لَحْمًا: (أَحْكَمَهُ) ولأَمَهُ، رَوَاه الأزهَرِيّ عَن شَمِرٍ.
(و) لَحَمَ (الصَّائِغُ الفِضَّةَ) يَلْحَمُها لَحْمًا: (لأَمَهَا) ، وَكَذَلِكَ الذَّهَبَ، واسمُ مَا يُلْحَم بِهِ اللِّحامُ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) لَحَم (العَظْمَ) من حَدَّيْ: نَصَرَ، ومَنَعَ، يَلْحُمُه ويَلْحَمَه لَحْمًا، واقتَصَر الجَوْهَرِيّ على حَدِّ: نَصَر، (عَرَقَه) أَي نَزَع عَنهُ اللَّحْمَ، وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ:
(وعَامُنا أَعْجَبَنَا مُقَدَّمَهْ ... )
(يُدعَى أَبَا السَّمْحِ وقِرْضَابٌ سُمُهْ ... )
(مُبْتَرِكًا لِكُلّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ ... )
(و) لَحَمَ القَومَ، (كَمَنَعَ) يَلْحَمُهُمْ لَحْمًا: (أَطْعَمَ اللَّحْم، فَهُو: لاَحِمٌ) ، قَالَ الجوهَرِيُّ: وَلَا تَقُل أَلْحَمْتُ، قَالَ: والأصْمَعِيّ يَقُولُه، قَالَ شَمِرٌ: والقِيَاسُ: لَحَمْتُ.
(و) مِنَ المَجازِ: لَحِم، (كَعَلِمَ) ، لَحْمًا إِذا (نَشِبَ فِي المَكَانِ) .
(و) قَالَ أَبُو سَعِيد: يُقالُ: (هَذَا) الكَلاَمُ (لَحِيمُ هَذَا) الكَلاَم وطَرِيدُه، كَأَمِيرٍ أَيْ: (وَفْقُه وشَكْلُه) .
(وأَبُو اللَّحَّامِ التَّغْلَبِيُّ، كَشَدَّادٍ) ،
وَفِي بَعْضِ النُّسَخ الثَّعْلَبِيّ: (شَاعِرٌ) فارِسٌ فِي الجَاهِلِيَّة.
(و) مِنَ المَجازِ: (اسْتَلْحَمَ الطَّرِيقَ) إذَا (تَبِعَه) أَو رَكِبَه ولَزِمَه، كَمَا فِي الأَسَاس، (أَو تَبِعَ أَوْسَعَةُ) ولَزِمه، قَالَ رُؤْبَةُ:
(ومَنْ أَرْيَناهُ الطَّرِيقَ استَلْحَمَا ... )
وَقَالَ امرؤُ القَيْسِ:
(استَلْحَمَ الوَحْشَ على أَكْسَائِها ... أهوَجُ مِحَضِيرٌ إِذا النَّقْعُ دَخَنْ)
وَفِي حَدِيثِ أُسَامَة: " فاستَلْحَمَنَا رَجلٌ من العَدُوِّ " أَي: تَبِعَنَا.
(و) استَلْحَمَ (الطَّرِيقُ: اتَّسَعَ) .
(و) من المَجازِ: (استُلْحِمَ) الرَّجلُ، (مَجْهُولاً) إِذَا (رُوهِقَ فِي القِتَالِ) ، وَفِي الصِّحَاحِ: احْتَوَشَهُ العَدُوُّ فِي القِتَالِ. وَفِي الأَساس: اسْتَلْحَمَهُ الخَطْبُ: ((نَشِبَ فِيهِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ للعُجَيْرِ السَّلُولِيِّ:
(ومُسْتَلْحَمٍ قَدْ صَكَّهُ القَومُ صَكَّةً ... بَعِيدَ المَوَالِي نِيلَ مَا كَانَ يَجْمَعُ)
وأَنشدَ ابنُ جِنِّي فِي الْمُحْتَسب:
(الضَّارِبُونَ حبيك البَيْضِ إِذْ لَحِقُوا ... لَا يَنْكُصُون إِذا مَا اسْتَلْحَمُوا وحَمُوا)
(و) من المَجازِ: (حَبْلٌ مُلاَحَمٌ، بفَتْح الحَاءِ) أيْ: مُغارٌ (شَدِيدُ الفَتْلِ) ، وَفِي الصِّحَاحِ: مَشْدُودُ الفَتْلِ، وأَنشدَ أَبُو حَنِيفَة:
(مُلاَحَمُ الغَارَةِ لم يُغْتَلَبْ ... )
(و) المُلْحَمُ (كَمُكْرَمٍ: جِنْسٌ من الثِّيَابِ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ أَبُو تَغْلبَ عَبدُ الوَهَّابِ عليُّ بنُ الحَسَنِ المُلْحَمِيُّ الفارِسِيُّ وآخَرُون.
(و) أَيضًا: (المُلْصَقُ بالقَوْمِ) نَقَلَه
الجَوْهَرِيُّ، عَن الأصْمَعِيِّ وَهُوَ مَجازٌ، والمُرادُ بِهِ الدَّعِيُّ الَّذِي لَيْسَ مِنْهم، قَالَ الشّاعرُ:
(حَتّى إِذَا مَا فَرَّ كُلُّ مُلْحَمِ ... )
(و) من المَجازِ: اللَّحِيمُ، (كأَمِيرٍ: القَتِيلُ) نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي عُبَيْدَة، (وَقد لُحِمَ، كَعُنِيَ) أَي: قُتِل. وَفِي الأَساس: قُطِعَ لَحْمُه. وأَنشَد ابنُ سِيدَه لِسَاعِدَة بنِ جُؤَيَّة:
(ولَكِنْ تَركْتُ القَومَ قد عَصَبُوا بِهِ ... فَلَا شَكَّ أَنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ)
وأَوردَه الجَوْهَرِيُّ.
(فَقالُوا تَركْنَا القَومَ قد حَصِرُوا بِهِ ... )
قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: صَوابُ إنشادِهِ: فَقَالَا تَرَكْنَاه، وقَبْلَه:
(وجَاءَ خليلاهَ إِليها كِلاَهُمَا ... يُفِيضُ دُمُوعًا غَرْبُهُنَّ سَجُومُ) قُلتُ: وهَكَذا قَرأتُه فِي دِيوَانِ شِعْرِهِ، وَهِي رِوَايةُ البَاهِلِيِّ، وَرَواه غَيرُه:
( ... ... . قد كَانَ ثَمَّ شَحِيمُ ... )
والمَعْنَى واحِدٌ ,
(و) قَولُهم: (نَبِيُّ المَلْحَمَةِ) فِيهِ قَوْلاَن: (أَيْ: نَبِيُّ القِتالِ) ، وَهُوَ كقَوْلِه فِي الحَدِيثِ الآخر: " بُعِثْتُ بالسَّيْف ".
(أَو نَبِيُّ الصَّلاَحِ وتَأْلِيفِ النَّاسِ، كأَنّه يُؤَلِّفُ أَمْرَ الأُمَّةِ) ؛ مِن لَحَمَ الأَمْرَ، إِذا أَحْكَمَه وأَصْلَحَه، رَوَاه الأزهرِيُّ عَن شَمِرٍ.
(والْتَحَمَ الجُرْحُ لِلْبُرْءِ: الْتَأَمَ) . نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَي: الْتَزَقَ.
(و) من المَجازِ: الْتَحَمَتِ (الحَرْبُ: اشْتَدَّتْ) ، وَقد الحَمْتُها كَمَا فِي الصِّحَاح.
(و) من المَجازِ: (أَلْحِمْ مَا أَسْدَيْتَ) ،
أَيْ: (تَمِّمْ مَا بَدَأْتَ) من الإِحْسَان، وَهُوَ مَثَلٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
قَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: اسْتَلْحَمَ الزَّرْعُ واستَكَّ وازْدَجَّ أَي: الْتَفَّ، نَقَلَه
الأَزْهَرِيّ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَلْحَمْتُ القَومَ: أَطعَمْتُهم اللَّحْمَ. قَالَ مَالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ يَصِفُ ضَبُعًا:
(وتَظَلُّ تَنْشِطُنِي وتُلْحِمُ أَجْرِيًا ... وَسْطَ العَرِين ولَيْسَ حَيٌّ يَمْنَعُ)
وَقد أَشارَ إِلَيْهِ الجَوْهَرِيُّ بِقَوْله: والأَصْمَعِيُّ يِقُولُه، قَالَ شَمِرٌ: والقِيَاسُ بِغَيْرِ الأَلِفِ.
وبَيْتٌ لَحِمٌ، كَكَتِفٍ: كَثِيرُ اللَّحْمِ، وَبِه فُسِّرَ الحَدِيثُ السَّابِقُ.
وأَكَلَ لَحْمَهُ وَرَتَعَ لَحْمَهُ: اغْتَابَه، وَهُوَ مَجاز، وأَمَّا قَولُ الرَّاجِز يَصِفُ الخَيْل:
(نُطْعِمُها اللَّحْمَ إِذا عَزَّ الشَّجَرْ ... )
(والخَيْلُ فِي إِطْعَامِهَا اللَّحْمَ ضَرَرْ ... )
قَالَ الأصمَعِيّ: أَرادَ باللَّحْمِ اللَّبَنَ؛ سُمِّي بِهِ؛ لأَنّها تَسْمَنُ على اللَّبَنِ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: كَانُوا إذَا أَجْدَبُوا وقَلَّ اللَّبَنُ يَبَّسُوا اللَّحْمَ وحَمَلُوه فِي أَسْفَارِهِمْ وأَطْعَمُوهُ الخَيْلَ، وأَنكَر مَا قَالَه الأصمَعِيُّ وَقَالَ: إِذَا لَم يَكُنْ الشَّجَرُ لم يَكُن اللَّبَنُ.
ولَحِم الصَّقْرُ ونَحْوُه، كَعِلمَ: اشْتَهَى اللَّحْمَ.
ولَحْمَةُ الصَّقرِ: الطَّائِرُ يُطْرَحُ إِلَيْهِ أَو يَصِيدُه.
وأَلْحَمْتُ الطَّيْرَ إلْحَامًا.
ولَحِمَتِ النَّاقَةُ ولَحُمَتْ لَحَامةً ولُحُومًا فِيهِما، فَهِيَ لَحِيمَةٌ: كَثُر لَحْمُها.
وتَلاَحَمَتِ الشَّجَّةُ إِذَا الْتَحَمَتْ وَبَرَأَتْ، وَهُوَ مجَاز، نَقَلَه ابنُ الأَثِير.
وأَلْحَمْتُهُ سَيْفِي، وأُلْحِمَ الرَّجلُ، بِالضَّمِّ: قُتِلَ.
ولَحِمَ رَجلاً، كَعَلِم: قَتَلَه، أَو قَرُبَ مِنْهُ حَتَّى لَزِقَ بِهِ.
أَو لَحِمَه: ضَرَبَه فأَصَابَ لَحْمَه.
والمُلْحَمُ، كَمُكْرَمٍ: الّذِي أُسِرَ وظَفِرَ
بِهِ أَعدَاؤُه.
ولُحْمَةُ الأَرضِ: بَقْلُها.
وأَلحَمَ نَفْسَه المَوْتَ: جَعَلَها لَحْمَةً لَهُ.
وأَلْحَمَه القِتَالُ: لَمْ يَجِدْ مِنْهُ مَخْلَصًا.
وأَلْحَمَ الرَّجلُ: صَارَ ذَا لَحْم.
وأَلْحَمَ بالمَكَانِ: أَقَام عَن ابنِ الأَعْرابِيّ.
وقِيلَ: لَزَمَ الأَرْضَ، وأَنْشَد:
(إذَا افْتَقَرا لم يُلْحِمَا خَشْيَةَ الرَّدَى ... وَلم يَخْشَ رُزْءًا مِنْهُمَا مَوْلَيَاهُمَا)
وَفِي الحَدِيثِ: " فأَلْحَمَ عِنْد الثَّالِثَة "، أَيْ: وَقَفَ عِنْدَها.
وأَلْحَمَه إِلْحَامًا: لأَمَه فالْتَحَم.
واللِّحَامُ، بالكَسْر: مَا يُلأَمُ بِهِ الصَّدْعُ ويُلْحَمُ.
ولاَحَمَ الشَّيءَ بالشَّيءِ: أَلْزَقَهُ بِهِ.
واستَلْحَمَ الطَّرِيدَةَ: تَبِعَهَا.
وألْحَم بَيْن بَنِي فُلانٍ شَرًّا: جَنَاهُ لَهُمْ.
وأَلْحَمَه بَصَرَه: حَدَّدَهُ نَحْوه ورَمَاهُ بِهِ.
وَأَبُو بكرٍ محمدُ بنُ حبيشٍ المُرْسِيُّ اللَّحْمِيُّ، هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ رَشِيدٍ فِي رِحْلَته.
وبَيْتُ لَحْمٍ: قريَةٌ على فَرْسَخَين من بَيْتِ المَقْدِسِ، يُقالُ بِهَا وُلِد المَسِيحُ، عَلَيْه وعَلَى نَبِيِّنا أفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، ورَوَاه بَعضُ البَغْدَادِيِّين بالخَاءِ المُعْجَمَة.