[كره] فيه: إسباغ الوضوء على "المكاره"، هي جمع مكره: ما يكرهه شخص ويشق عليه، والكره- بالضم والفتح: المشقة، أي يتوضأ مع برد شديد وعلل يتأذى معها بمس الماء ومع إعوازه والحاجة إلى طلبه والسعي في تحصيله أو ابتياعه بالثمن الغالي ونحوها مما يشق. غ: هو بالضم المشقة وبالفتح ما أكرهت عليه، وقيل لغتان. ن: جمع مكره بفتح ميم، وتسخين الماء لا يمنع الثواب. ط: وإسباغه: استيعاب المحل وتطويل الغرة وتكرار المسح والغسل ثلاثًا. مف: أي لا ينقص شيئًا من مواضع الفرض والسنة عند شدة البرد. ش: الوضوء- بفتح واو، أي إيصال ماء الوضوء بالمبالغة مواضع الفرض والسنن. ط: حفت الجنة "بالمكاره"، كالاجتهاد في العبادات الشاقة والصبر عن المعاصي وكظم الغيظ والعفو. نه: ومنه: بايعته صلى الله عليه وسلم على المنشط و"المكره"، يعني المحبوب والمكروه، وهما مصدران. وفي ح الأضحية: هذا يوم اللحم فيه "مكروه"، أي طلبه فيهذا اليوم شاق، أو يكره فيه ذبح شاة للحم خاصة، إنما تذبح للنسك وليس عندي إلا شاة لحم لا تجزى عن النسك- كذا في مسلم، وما في البخاري: هذا يوم يُشتهى فيه اللحم، وهو ظاهر. ن: وقيل: صوابه: اللحم- بفتح حاء، وهو اشتهاء اللحم، أي ترك الذبح وبقاء الأهل بلا لحم حتى يشتهوه مكروه، وروي: مقروم- بقاف، أي يشتهي فيه اللحم. نه: وفيه: خلق "المكروه" يوم الثلاثاء، أراد بالمكروه الشر لقوله: خلق النور يوم الأربعاء، والنور خير، وسمي الشر مكروهًا لأنه ضد المحبوب. وفي ح الرؤيا: رجل "كريه" المرآة، أي قبيح المنظر، فعيل بمعنى مفعول، والمرآة المرأى. ك: سئل عن أشياء "كرهها"، لأنه ربما كان فيها شيء سببًا لتحريم شيء فيشق عليهم، وكان منها السؤال عن الساعة، فلما أكثر عليه- بضم همزة- غضب، لتعنتهم في السؤال
وتكلفهم بما لا حاجة لهم به. ن: "فكره" صلى الله عليه وسلم المسائل التي لا يحتاج إليها سيما وفيه هتك ستر أو إشاعة فاحشة، فإن عاصمًا سأل عما لم يقع بعد وفيها شفاعة على المسلمين وتسليط اليهود في أعراضهم ولأن من المسائل ما يقتضي جوابه تضييقًا. ك: "كراهة" السامة علينا، هو مفعول له، وروي: كراهية- بتحتية مخففة، أي المشقة العارضة علينا، وعلينا- متعلق بمحذوف أو بالسامة. وح: "كراهية" الدواء المريض- بالرفع، أي هذا الامتناع منه كراهية، وبالنصب أي نهانا لكراهية، أو كره كراهية الدواء. وح: فقلت: أنا، فقال: أنا أنا! كأنه كرهها لأنه لا يتضمن الجواب، إذ الجواب المفيد: أنا جابر، وأنا الثاني تأكيد للأول. وح: "يكره" ابن عمر أن يقوم الرجل ثم يجلس مكانه، لأنه ربما قام استحياءً منه من غير طيب قلبه، أو لأن الإيثار بالقرب خلاف الأولى فامتنع لئلا يرتكبه أحد وإنما يحمد الإيثار بحظوظ النفس دون القرب. وح: كان "يكره" الغل لأنه من صفات الكفار، إذ الأغلال في أعناقهم. وح: كان "يكره" النوم قبلها- أي قبل العشاء مخافةً فوتها، فيباح لمن وكل من يوقظه- و"يكره" الحديث بعدها، خوف غلبة النوم بعده فيفوت قيام الليل والذكر أو الصبح، ولا كراهية في مصالح الدين كحكايات الصالحين ومؤانسة الضيف والعروس. ن: يكره النوم قبلها- لئلا يفوت الجماعة أو الوقت المختار، والحديث بعدها- خوف فوت الفجر عن الوقت المختار أو الكسل في النهار عن الطاعات والمصالح، ولا يكره مدارسة العلم وحديث الضيف والعروس. وح: فإنه "لا مستكره" له، إنما كره تعليق الدعاء بالمشيئة لأنه لا يتحقق المشيئة إلا في حق من يتوجه عليه الإكراه وهو تعالى منزه عنه، وقيل: لأن في هذا اللفظ صورة الاستغناء عن المطلوب والمطلوب عنه. ط: فإنه لا "مكره" له، هو اسم فاعل أي لا مكره له على الفعل، وروي: لا مكره- بفتح ميم وراء، أي لا كراهة لله. وح: وإمام قوم وهم له "كارهون"، أراد إمام ظلم، فمن أقام السنة فاللوم على من كرهه، وقيل: إمام الصلاة وليس من أهلها فيتغلب، فإن كان مستحقًا فاللوم على من كرهه، وقيل: المراد كراهة أكثر القوم لا كراهة
اثنين وثلاثة. وح: فلا "أكره" شدة الموت لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، تعني لما رأيت شدة وفاته، علمت أن ذلك ليس دليل سوء العاقبة للمتوفي، وأن هون الموت ليس من المكرمات، وإلا كان صلى الله عليه وسلم أولى به، ولا أكره الموت ولا أغبط أحدًا لموت من غير شدة. وح: ثم رفع الميزان فرأيت "الكراهية"، لأنه علم به أن قرارة الدين في حياته وبعد مماته إلى زمان عثمان ثم يظهر الفتن واختلاف الصحابة، لأن رفعه كناية عنه، وقيل: لم يوزن عثمان وعلي لأن خلافة على يكون مع افتراق بين الصحابة، إذ لم يبايعه فرقة معاوية. وح: إلا أن تأخذوا "كرهًا"، لأنهم كانوا لا يجدون ما يشترون به الطعام من الثمن، فأذن لهم أن يأخذوا من قوم مروا عليهم إن لم يؤثروهم ببيع ولا ضيافة.