[سود] فيه: قيل: أنت "سيد" قريش، فقال: "السيد" الله، أي هو الذي يحق له السيادة، كأنه كره أن يحمد في وجهه وأحب التواضع. ومنه ح:
لما قالوا أنت "سيدنا" قال: قولوا بقولكم، أي ادعوني نبيًا ورسولًا كما سماني الله ولا تسموني سيدًا كما تسمون رؤساءكم فإني لست كأحدهم ممن يسودكم في أسباب الدنيا. ط: فإني "أسودكم" بالرسالة وقولكم أو بعضه، أي قولوا هذا القول وأقل ولا تبالغوا في مدحي بما يليق بالخالق، وقيل: أي قولوا بقول أهل دينكم وهو النبي والرسول. تو: فإنها المنزلة التي لا منزلة وراءها لأحد من البشر، وهم سلكوا معه مسلك القبائل فكرهه وحول الأمر إلى الحقيقة فقال: السيد هو الذي يملك نواصي الخلق، أقول: ففيه تورية، أراد القوم معنى السيد القريب المتعارف فلما كرهه حمله على المعنى البعيد زجرًا لهم، كما إذا قيل لعالم متبحر: ملك الصدور، فهو دون مرتبته لأنه يستعمل في العظماء فيكرهه ويحول الأمر إلى الحقيقة قائلًا: ملك الصدور هو الله، ويحتمل أن يراد بالقول قوله جئتم له وقصدتموه أي دعوا هذا المدح وأتوا بمقصودكم. نه: أنا "سيد" ولد آدم، قاله إخبارًا عما أكرمه الله وتحدثا بنعمة الله عنده وإعلامًا لأمته ليكون إيمانهم به على حسبه ولذا أتبعه: ولا فخر، أي هذه الفضيلة كرامة من الله لم أنلها من قبل نفسي لأفتخر بها. ش: وقيد في بعضها بيوم القيامة وهو سيدهم في الدارين لظهوره يومئذ ببعث المقام المحمود، أو لانتفاء المنازع المعاند ح كقوله تعالى "لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ". نه: وفيه: قالوا: من "السيد"؟ قال: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، قالوا: فما في أمتك من "سيد"؟ قال: بلى من أتاه الله مالًا ورزق سماحة فأدى شكره وقلت شكايته في الناس. وفي ح الحسن: إن ابني هذا "سيد" قيل: أي حليم لقوله يصلح به بين فئتين عظيمتين. وفي ح سعد بن عبادة: انظروا إلى "سيدنا" ما يقول، أي إلى من سودناه على قومه ورأسناه عليهم كقول السلطان: فلان أميرنا، أي من أمرناه على الناس، وروى: إلى سيدكم، أي مقدمكم. في ح عمر:
تفقهوا قبل أن "تسوّدوا" أي تعلموا العلم ما دمتم صغارًا قبل أن تصيروا سادة منظورًا إليكم فتستحبوا التعلم فتبقوا جهالًا، وقيل أراد قبل أن تتزوجوا وتشتغلوا بالزواج عن العلم، من استاد الرجل إذا تزوج في سادة. غ: أي تزوجوا فتصيروا أرباب بيوت. ك: تسودوا - بضم مثناة فوق وتشديد واو، أي قبل أن يمنعكم الأنفة عن الأخذ عمن هو دونكم، ولا وجه لمن خصه بالتزويج لأن السيادة أعم، وزاد البخاري: وبعد أن تسودوا، دفعًا لتوهم منع التعلم بعد السيادة من قول عمر. نه: ومنه ح اتقوا الله و"سودوا" أكبركم. وفي ح ابن عمر: ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم "أسود" من معاوية، قيل: ولا عمر؟ قال: كان عمر خيرًا منه وكان هو أسود من عمر، قل: أراد أسخى وأعطى للمال، وقيل: أحلم منه، والسيد يطلق على الرب والملك والشريف الفاضل والكريم والحليم ومتحمل أذى قومه والزوج والرئيس والمقدم. وفيه: لا تقولوا للمنافق "سيد" فأنه إن كان سيدكم وهو منافق فحالكم دون حاله والله لا يرضى لكم ذلك. ط: فأنه لم يكن "سيدكم" يجب عليكم طاعته فإذا أطعتموه فقد أسخطتم ربكم، أو المعنى إن قلتم ذلك فقد أسخطتم فوضع الكون موضع القول، وفيه أنه يدخل قول الناس لغير الملية كالحكماء والأطباء: مولانا، في هذا الوعيد بل هو أشد. مف: إن لم يكن سيدًا فقد كذبتم وإن كان سيدًا أي مالك عبيد وأموال فقد أغضبتم ربكم لأنكم عظمتم كافرًا. ط: "سيد" القوم خادمهم، أي ينبغي للسيد خدمتهم لما وجب عليه إقامة مصالحهم ورعاية أحوالهم، أو أراد من خدمهم وإن كان أدناهم فهو سيدهم لأنه يثاب به ما لا يثابون بالأعمال. وفيه: "سيدًا" شباب أهل الجنة، أي أفضل ممن مات شابًا في سبيل الله من أصحاب الجنة إذ لم يرد به سن الشباب لأنهما ماتا وقد كهلا بل ما يفعله الشبان من المروة نحو فلان فتى وإن كان
شيخًا ليشيرا إلى مروته وفتوته، أو أنهما سيدًا أهل الجنة سوى الأنبياء والخلفاء فإن أهل الجنة كلهم شبان، أقول: أو المعنى هما الآن سيدا شبان هم أهل الجنة من شباب هذا الزمان. ن: فإذا أتى "سيده" السوق أي مالكه البائع. نه: ثنى الضأن خير من "السيد" من المعز، هو المسن، وقيل: الجليل وإن لم يكن مسنًا. ج: و"اسودك" وأزوجك، من سودته إذا جعلته سيدًا في قومه. نه: قال لعمر: انظر إلى هؤلاء "الأساود" حولك، أي الجماعة المتفرقة، يقال: مرت بنا أساود وأسودات، كأنها جمع أسودة وهي جمع قلة لسواد وهو الشخص لأنه يرى من بعيد أسود. ومنح ح سلمان: بكى في مرضه قائلًا: لا أبكي جزعًا من الموت أو حزنًا على الدنيا ولكن لحديث: ليكف أحدكم مثل زاد الراكب وهذه "الأساود" حولي! وما حوله إلا مطهرة وإجانة وجفنة، يريد شخوصًا من متاع عنده وكل شخص من إنسان أو متاع أو غيره سواد، أو يريد بها الحيات جمع أسود، شبهها بها لاستقراره بمكانها. ومنه ح الفتن: لتعودن فيها "أساود" صبًا، والأسود أخبث الحيات وأعظمها. وح: أمر بقتل "الأسودين" أي العقرب والحية. ط: أراد في ح التعوذ من "الأسود" حية عظيمة من شأنها أن يعارض الركب ويتبع الصوت، فلذا عطف عليه حية تعميمًا. نه: وفيه: لقد رأيتنا وما لنا طعام إلا "الأسودان" أي التمر والماء، والسواده هو الغالب على تمور المدينة، ووصف الماء به للتغليب. ك: توفي صلى الله عليه وسلم حين شبعنا من "الأسودين" أي ما شبعنا قبل زمان وفاته، يعني كنا مقللين من الدنيا زاهدين فيها وكانوا في شبع من الماء لكن لم يكن الشبع من الماء إلا بشبع من التمر. ط: فإن الري من الماء بدون الشبع من الطعام لا يحسن
فإن أكثر الأمم سيما العرب يرون شرب الماء على الريق بالغافي المضرة. مظ: يعني ما شبعنا منهما من التقوى والتنزه من الدنيا لا من العوز. زر: وهذا صريح في أن التفسير من عائشة، وقال صاحب المحكم: فسره أهل اللغة بهما، وعندي أنها إنما أرادت الحرة والليل، وذلك لأن وجود التمر والماء شبع وري وخصب وإنما أرادت أن تبالغ في شر الحال وينتهي ذلك إلى ما لا يكون معه إلا الليل والحرة وهو أذهب في سوء الحال من التمر والماء. نه: خرج إلى الجمعة وفي الطريق عذرات يابسة فجعل يتخطاها ويقول: ما هذه "الأسودات" هي جمع سودات جمع سودة وهي القطعة من الأرض فيها حجارة سود خشنة، شبه العذرة اليابسة بحجارة سود. وفيه: ح: ما من داء إلا في الحبة "السوداء" له شفاء إلا السام، أراد الشونيز. وح: أمر "بسواد" البطن فشوى له، أي الكبد. ش: وقيل: هو حشوه كله. نه: وح: ضحى بكبش يطأ في "سواد" وينظر في "سواد" ويبرك في "سواد" أي أسود القوائم والمرابض والمحاجر. وح: عليكم "بالسواد" الأعظم، أي جملة الناس ومعظمهم الذين يجتمعون على طاعة السلطان وسلوك النهج المستقيم. وح: قال لابن مسعود: إذنك على أن ترفع الحجاب وتستمع "سوادي" حتى أنهاك، هو بالكسر السرار، من ساودته إذا ساررته، قيل: هو من إدناء سوادك من سواده أي شخصك من شخصه عند المسارة. ن: والمراد السرار بكسر سين وبراء مكررة وهو السر والمسارة. ط: على متعلق بإذنك وهو مبتدأ وأن ترفع خبره، أي إذنك الجمع بين رفع الحجاب ومعرفتك أني في الدار ولو كنت مسارًا لغيري فهذا شأنك مستمر إلى أن أنهاك، وفيه دلالة
على شرفه وليس فيه أنه يدخل في كل حال حتى عملي نسائه ومحارمه. مف: أي أذنت لك أن تدخل علي وأن ترفع حجابي بلا استئذان وأن تسمع سراري حتى أنهاك عن الدخول والسماع. نه: إذا رأي أحدكم "سوادًا" بليل فلا يكن أجبن "السوادين" أي شخصًا. وفيه: فجاء بعود وجاء ببعرة حتى ركموا فصار "سوادًا" أي شخصًا يبين من بعد. ومنه: وجعلوا "سوادًا" حيسًا، أي شيئًا مجتمعًا - يعني الأزودة. ن: أي جعلوا منه كومًا شاخصًا مرتفعًا فخلطوه وجعلوه حيسًا. ك: "سودته" خطايا بني آدم، فيه تخويف عظيم لأنه إذا أثتر في الحجر فما ظنك في تأثيرها في القلوب فتأمل كيف أبقاه الله تعالى على صفة السواد مع ما مسه من أيدي الأنبياء والمرسلين المتقضى لتبيضه! وروى: أنهما ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ليكون الإيمان بهما بالغيب. وفيه: صاحب السواك و"الوسادة" المشهور السواد بدل الوسادة وهو بكسر سين السرار أي المسارة، وكان أبو الدرداء يقرأ "والذكر والأنثى" بدون "وما خلق" وأهل الشام كانوا يناظرونه على القراءة المشهورة وهو "وما خلق الذكر" ويشكونه. وفيه: على يمينه أسودة، أي أشخاص، جمع سواد. ن: وقيل: أي جماعات. ك: ومنه: لا يفارق "سوادي سواده" أي شخصي شخصه، والأعجل الأقرب أجلًا، فلم أنشب ألبث، فابتداره استقبلاه ومنه: فرأي "سواد" إنسان، أي شخصه. وح: إذا "سواد" عظيم، أي أشخاص، ويطلق على واحد. وح: فجاء "بسواد" كثيرة، أي بأشياء كثيرة وأشخاص بارزة من حيوان وغيره. ج: ومنه: رأيت "أسودة" بالساحل. وفيه: "المسودة" بكسر واو أي لابس السواد ولذا قيل لأصحاب الدعوة العباسية: المسودة. و"ساداة" قريش أشرافهم.