Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: هارون

المَأمُونِيّةُ

المَأمُونِيّةُ:
منسوبة إلى المأمون أمير المؤمنين عبد الله ابن هارون الرشيد، وقد ذكرت سبب استحداث هذه المحلة في التاج والقصر الحسني: وهي محلة كبيرة طويلة عريضة ببغداد بين نهر المعلّى وباب الأزج عامرة آهلة. ومأمونيّة زرند: بين الرّي وساوه، قال السلفي: أنشدني القاضي أبو العميثل عبد الكريم ابن أحمد بن علي الجرجاني بمأمونية زرند بين الريّ وساوه.

كَفْجين

كَفْجين:
قرية عند الدّزق العليا، سكنها أحمد بن خالد بن هارون المخزومي أبو نصر الطبري، تفقه بمرو على أبي المظفر السمعاني وسمع منه الحديث، ذكره أبو سعد في شيوخه.

كِسُّ

كِسُّ:
بكسر أوله، وتشديد ثانيه: مدينة تقارب سمرقند، قال البلاذري: كس هي الصغد وكان القعقاع بن سويد التميمي ولّى أبا خلدة اليشكري كسّ ثم عزله فقال:
يا أهل كسّ أقلّ الله خيركم، ... هلّا كسرتم ثنايا العبد إذا نبحا
يعدو ثعالة في البردين معترضا ... كأنه ثعلب لم يعد أن قرحا
وقال ابن ماكولا: كسره العراقيون، وغيرهم يقوله بفتح الكاف، وربما صحّفه بعضهم فقاله بالشين المعجمة وهو خطأ، ولما عبرت نهر جيحون وحضرت بخارى وسمرقند وجدت جميعهم يقولون كسّ، بكسر الكاف والسين المهملة. وكس: مدينة لها قهندز وربض ومدينة أخرى متصلة بالربض والمدينة الداخلة مع القهندز خراب والمدينة الخارجة عامرة، قال الإصطخري: وهي مدينة نحو ثلاثة فراسخ في مثلها، وهي مدينة خصيبة جروميّة تدرك فيها الفواكه أسرع ما تدرك بسائر ما وراء النهر غير أنها وبئة على ما يكون عليه بلاد الغور، وذكر أبوابها وأنهارها ثم قال: وفي المدينة والربض في عامّة دورها مياه جارية وبساتين، وطول عمارتها مسيرة أربعة أيام في مثلها.
وكسّ أيضا: مدينة بأرض السند مشهورة ذكرت في المغازي، وممن ينسب إليها عبد بن حميد بن نصر واسمه عبد الحميد الكسّي صاحب المسند وأحد أئمة الحديث، روى عن يزيد بن هارون وعبد الرزاق وغيرهما، روى عنه مسلم بن الحجاج وأبو عيسى الترمذي، وتوفي سنة 249، وقال أبو الفضل بن طاهر:
كسّ، بالسين المهملة، تعريب كشّ، بالشين المعجمة.

كَرْخُ سامَرَّا

كَرْخُ سامَرَّا:
وكان يقال له كرخ فيروز، منسوب إلى فيروز بن بلاش بن قباذ الملك، وهو أقدم من سامرّا، فلما بنيت سامرّا اتصل بها، وهو إلى الآن باق عامر وخربت سامرّا، وكان الأتراك الشّبليّة ينزلونه في أيام المعتصم وبه قصر أشناس التركي مولى المعتصم، وهو موضع مدينة قديمة على ارتفاع من الأرض، وزعم بعضهم أنه كرخ باجدّا، ومنه الشيخ معروف بن الفيرزان الكرخي الزاهد ويحتاج إلى كشف وبحث، وقد نسب ابن أبي حاتم أبا بدر عبّاد ابن الوليد بن خالد الغبري الكرخي إلى كرخ سامرّا، وقال الخطيب: أحمد بن هارون الكرخي من كرخ سامرّا روى عن عمرو بن محمد بن أبي رزين وأبي داود الطيالسي وحبان بن هلال وسعيد بن عامر وبدل بن المحبّر، قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وسمع أبا بكر الزاغوني وأبا الكرم بن الشّهرزوري وأبا المعالي بن الحنان الخزيمي وغيرهم.

سِنْجُ

سِنْجُ:
بكسر أوّله، وسكون ثانيه، وآخره جيم:
قريتان بمرو إحداهما يقال لها سنج عبّاد، ينسب إليها أبو منصور المظفّر بن أردشير الواعظ العبّادي، مات في سنة 547. وسنج أيضا: من أعظم قرى مرو الشاهجان على نهر هناك يكون طولها نحو الفرسخ إلّا أن عرضها قليل جدّا، بنيت دورها على النهر ثمّ صارت مدينة عظيمة، وقد فتحت عنوة ومرو فتحت صلحا، ينسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو داود سليمان بن معبد بن كوسجان السنجي، كثير الحديث وله تاريخ يروي عن عبد الرزاق بن همّام ويزيد بن هارون والأصمعي وغيرهم، روى عنه مسلم بن الحجّاج وأبو داود السجستاني وغيرهما، وكان عالما شاعرا أديبا، مات سنة 257، وأبو علي الحسن بن شعيب السنجي إمام الشافعية بمرو في عصره صاحب أبي بكر القفّال وأكثر تلامذته، جمع بين طريقتي العراق وخراسان، وهو أوّل من فعل ذلك وشرح فروع ابن الحداد شرحا لم يلحقه فيه أحد مع كثرة الشارحين له، وسمع الحديث مع أصحاب المحاملي، ومات سنة 436، ويحيى بن موسى السنجي، روى عن عبد الله العتكي، ومن المتأخرين أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد بن عبد الصمد الحفصي السنجي، كان فقيها إماما مدرّسا بمرو، سمع جماعة، منهم: أبو المظفّر السمعاني وأبو عبد الله محمد ابن الحسن المهربندقشائي وغيرهما، سمع منه أبو سعد السمعاني، ومولده سنة 458، ولم يذكر موته، وبينها وبين مرو أربعة فراسخ، ولما استولى الغزّ على خراسان وفتحوا البلاد ومرو نزلوا عليها فامتنعت عليهم شهرا كاملا ولم يقدروا على فتحها إلّا صلحا، وذلك في رجب سنة 550، وفي كتاب الفتوح:
رستاق سنج بأصبهان فتحه عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي وكان على مقدّمة ابن عامر في أيّام عثمان بن عفّان.

سَمَرٌ

سَمَرٌ:
بالتحريك: موضع فيه نخل باليمامة، وسمّر أظنّه نبطيّا، بكسر أوّله، وتشديد ثانيه وفتحه، وآخره راء مهملة: بلد من أعمال كسكر وقد دخل الآن في أعمال البصرة وهو بين البصرة وواسط، وإليه ينسب أبو عبد الله محمد بن الجهم السّمّري، سمع يزيد بن هارون ويعلى بن عبيد وأكثر الرواية عن يحيى بن زياد الفرّاء النحوي الكوفي، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله السمّري الكاتب من فضلاء الكتّاب وعلمائهم، وله كتاب جيّد في الجراح وأمثلة الكتّاب.

أَغْمَات

أَغْمَات:
ناحية في بلاد البربر من أرض المغرب قرب مرّاكش، وهي مدينتان متقابلتان كثيرة الخير، ومن ورائها إلى جهة البحر المحيط السّوس الأقصى بأربع مراحل، ومن سجلماسة ثماني مراحل نحو المغرب، وليس بالمغرب، فيما زعموا، بلد أجمع لأصناف من الخيرات ولا أكثر ناحية ولا أوفر حظّا ولا خصبا منها، تجمع بين فواكه الصّرود والجروم، وأهلها فرقتان يقال لإحداهما الموسوية من أصحاب ابن ورصند، والغالب عليهم جفاء الطّبع وعدم الرّقّة، والفرقة الأخرى مالكية حشوية، وبينهما القتال الدائم، وكل فرقة تصلّي في الجامع منفردة بعد صلاة الأخرى، كذا ذكر ابن حوقل التاجر الموصلي في كتابه، وكان شاهدها قديما بعد الثلاثمائة من الهجرة، ولا أدري الآن كيف هي، فقد تداولتهم عدّة دول منها: دولة الملثمين، وكان فيهم جدّ وصلابة في الدين، ثم عبد المؤمن وبنوه، ولهم ناموس يلتزمونه وسياسة يقيمونها لا يثبت معها مثل هذه الأخلاط، والله أعلم. وبين مدينة أغمات ومرّاكش ثلاثة فراسخ هي في سفح جبل هناك، وهي للمصامدة، يدبغ بها جلود تفوق جودة على جميع جلود الدنيا، وتحمل منها إلى سائر بلاد المغرب ويتنافسون فيها، وينسب إليها أبو هارون موسى بن عبد الله بن إبراهيم ابن محمد بن سنان بن عطاء الأغماتي المغربي، رحل إلى الشرق وأوغل حتى بلغ سمرقند، وكان فاضلا وله شعر حسن منه:
لعمر الهوى إنّي، وإن شطّت النّوى، ... لذو كبد حرّى وذو مدمع سكب
فإن كنت في أقصى خراسان ثاويا، ... فجسمي في شرق، وقلبي في غرب
وقال أبو بكر محمد بن عيسى المعروف بابن اللّبّانة يذكر المعتمد بن عبّاد صاحب اشبيلية، وكان لما أزيل أمره وانتزع منه ملكه، حمل إلى أغمات فحبس بها:
أنفض يديك من الدنيا وساكنها، ... فالأرض قد أقفرت والناس قد ماتوا
وقل لعالمها الأرضيّ قد كتمت، ... سريرة العالم العلويّ، أغمات

بَذَخْشُ

بَذَخْشُ:
هي التي قبلها بعينها، وقد نسب إليها بهذا اللفظ أبو إسحق إبراهيم بن هارون البذخشي البلخي، حدث عن سليمان بن عيسى السجزي بمناكير، روى عنه علي بن سعيد بن سنان، قاله يحيى بن مندة.

جُمْدَانُ

جُمْدَانُ:
بالضم ثم السكون قال ابن شميل:
الجمد قارة ليست بطويلة في السماء، وهي غليظة تغلظ مرّة وتلين أخرى، تنبت الشجر، سمّيت جمدا من جمودها أي يبسها، والجمد أضعف الآكام، يكون مستديرا صغيرا، والقارة مستديرة صغيرة طويلة في السماء لا ينقادان في الأرض، وكلاهما غليظ الرأس، ويسميان جميعا أكمة، وجمدان ههنا كأنه تثنية جمد، يدلّ عليه قول جرير لما أضافه إلى نعامة أسقط النون فقال:
طربت وهاج الشوق منزلة قفر، ... تراوحها عصر خلا دونه عصر
أقول لعمرو، يوم جمدي نعامة، ... بك اليوم بأس لا عزاء ولا صبر
هذا إن كان جرير أراد الموضع الذي في الحديث وإلا فمراده أكمتا أو قارتا نعامة فيكون وصفا لا علما، فأما الذي في الحديث فقد صحّفه يزيد بن هارون فجعل بعد الجيم نونا، وصحّفه بعض رواة مسلم فقال حمران، بالحاء والراء، وهو من منازل أسلم بين قديد وعسفان قال أبو بكر بن موسى: جمدان جبل بين ينبع والعيص على ليلة من المدينة، وقيل جمدان واد بين ثنية غزال وبين أمج، وأمج من أعراض المدينة وفي الحديث: مرّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على جمدان فقال: هذه جمدان سبق المفرّدون وقال الأزهري: قال أبو هريرة مرّ النبيّ، صلى الله عليه وسلم، في طريق مكة على جبل يقال له بجدان فقال: سيروا هذه بجدان سبق المفردون، فقالوا: يا رسول الله ومن المفردون؟
فقال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات هكذا في كتاب الأزهري بالباء الموحدة ثم الجيم ثم الدال، وغيره يرويه كما ترجم به قلت أنا: ولا أدري ما الجامع بين سبق المفردين ورواية جمدان، ومعلوم أن الذاكرين الله كثيرا والذاكرات سابقون وإن لم يروا جمدان، ولم أر أحدا ممن فسر الحديث ذكر في ذلك شيئا وقال كثيّر يذكر جمدان ويصف سحابا:
سقى أمّ كلثوم، على نأي دارها، ... ونسوتها جون الحيا ثم باكر
أحمّ زحوف مستهلّ ربابه، ... له فرق مسحنفرات صوادر
تصعّد، في الأحناء، ذو عجرفيّة ... أحمّ حبركى مزحف متماطر
أقام على جمدان يوما وليلة، ... فجمدان منه مائل متقاصر

تَوَّزُ

تَوَّزُ:
بالفتح، وتشديد ثانيه وفتحه أيضا، وزاي:
بلدة بفارس، وهي توّج، وقد ذكرت قبل هذا، وهي في الإقليم الرابع، طولها سبع وسبعون درجة وثلثان، وعرضها أربع وثلاثون درجة ونصف وربع وينسب إليها بهذا اللفظ جماعة، منهم: عبد الله بن محمد بن هارون التوزي اللغوي، أخذ عن أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد وقرأ على أبي عمر الجرمي كتاب سيبويه، وكان في طبقته، ومات في سنة 238 وأبو حفص عمر بن موسى البغدادي التوزي، روى عن عفان وعاصم بن عليّ، روى عنه ابن مخلد وأبو بكر الشافعي وغيرهما وأبو الحسين أحمد بن عليّ بن الحسن التوزي القاضي، سمع أبا الحسين بن المظفر الحافظ وخلقا كثيرا، وهو ثقة ومحمد بن داود التوزي، حدث عن محمد بن سليمان، روى عنه الطبراني وأبو يعلى محمد بن الصلت التوزي وغيرهم.

تُدمِيرُ

تُدمِيرُ:
بالضم ثم السكون، وكسر الميم، وياء ساكنة، وراء: كورة بالأندلس تتصل بأحواز كورة جيّان، وهي شرقي قرطبة، ولها معادن كثيرة ومعاقل ومدن ورساتيق تذكر في مواضعها، وبينها وبين قرطبة سبعة أيام للراكب القاصد، وتسير العساكر أربعة عشر يوما، وتجاور تدمير الجزيرتان وجزيرة يابسة قال أبو عبد الله محمد ابن الحدّاد الشاعر المفلق الأندلسي:
يا غائبا خطرات القلب محضره! ... الصبر بعدك شيء ليس أقدره
تركت قلبي وأشواقي تفطّره، ... ودمع عينيّ آماقي تقطّره
لو كنت تبصر في تدمير حالتنا، ... إذا لأشفقت مما كنت تبصره
فالنفس بعدك لا تخلو للذّتها ... والعيش بعدك لا يصفو مكدّره
أخفي اشتياقي وما أطويه من أسف ... على المريّة، والأشواق تظهره
وقال الأديب أبو الحسن عليّ بن جودي الأندلسي:
لقد هيّج النيران، يا أمّ مالك، ... بتدمير ذكرى ساعدتها المدامع
عشية لا أرجو لنأيك عندها ... ولا أنا إن تدنو مع الليل طامع
وينسب إليها جماعة، منهم: أبو القاسم طيب بن هارون بن عبد الرحمن التدميري الكناني، مات بالأندلس سنة 328 وإبراهيم بن موسى بن جميل التدميري مولى بني أمية، رحل إلى العراق ولقي ابن أبي خيثمة وغيره، وأقام بمصر إلى أن مات بها في سنة ثلاثمائة، وكان من المكثرين.

تُبانُ

تُبانُ:
بالضم، والتخفيف، ويقال لها توبن أيضا: من قرى سوبخ من ناحية خزار من بلاد ما وراء النهر من نواحي نسف، ينسب إليها أبو هارون موسى بن حفص بن نوح بن محمد بن موسى التّباني الكسّي، رحل في طلب العلم إلى الحجاز والعراق، روى عن محمد بن عبد الله بن زيد المقري، روى عنه حمّاد ابن شاكر النّسفي.

بَرْوَجُ

بَرْوَجُ:
بفتح الواو، وجيم، ويقال بروص، بالصاد المهملة: من أشهر مدن الهند البحرية وأكبرها وأطيبها، يجلب منها النيل واللّكّ، نسب إليها السلفيّ أبا محمد هارون بن محمد بن المهلّب البروجي الهندي، لقيه بالاسكندرية، قال: وكان شيخا صالحا لا يتمكن من تعبير ما في قلبه لا بالعربية ولا بالفارسية إلا بعد جهد جهيد، وكان يؤذّن في مسجد من مساجد الاسكندرية، وكان قد حجّ.

بَرْدِيجُ

بَرْدِيجُ:
بسكون الراء، وكسر الدال، وياء ساكنة، وجيم: مدينة بأقصى أذربيجان، بينها وبين برذعة أربعة عشر فرسخا، والماء يحيط بها في نهر يقارب دجلة في العظم يقال له الكرّ، ينسب إليها الحافظ أبو بكر أحمد بن هارون بن روح البرديجي، سمع نصر بن علي الجهضمي وبكار بن قتيبة وسعيد ابن أيوب الواسطي وغيرهم، روى عنه جعفر بن أحمد ابن سنان القطّان وسليمان الطبراني وابن عدي وغيره، وقال حمزة بن يوسف السّهمي: سألت الدارقطني عن أبي بكر البرديجي فقال: ثقة مأمون جبل، مات في شهر رمضان سنة 301، وهو أحد أركان الحديث.

بَذَنْدُونُ

بَذَنْدُونُ:
بفتحتين، وسكون النون، ودال مهملة، وواو ساكنة، ونون: قرية بينها وبين طرسوس
يوم من بلاد الثغر، مات بها المأمون فنقل إلى طرسوس ودفن بها. ولطرسوس باب يقال له باب بذندون عنده في وسط السور قبر أمير المؤمنين المأمون عبد الله بن هارون، كان خرج غازيا فأدركته وفاته هناك، وذلك في سنة 218.

بالِسُ

بالِسُ:
بلدة بالشام بين حلب والرّقة، سميت فيما ذكر ببالس بن الروم بن اليقن بن سام بن نوح، عليه السلام، وكانت على ضفّة الفرات الغربية، فلم يزل الفرات يشرّق عنها قليلا قليلا حتى صار بينهما في أيامنا هذه أربعة أميال، قال المنجمون: طول بالس خمس وستون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة، وهي في الإقليم الرابع، قال البلاذري: سار أبو عبيدة حتى نزل عراجين وقدّم مقدّمته إلى بالس، وبعث جيشا عليه حبيب بن مسلمة إلى قاصرين، وكانت بالس وقاصرين لأخوين من أشراف الروم أقطعا القرى التي بالقرب منهما وجعلا حافظين لما بينهما من مدن الروم، فصالحهم أهلها على الجزية أو الجلاء، فجلا أكثرهم إلى بلاد الروم وأرض الجزيرة وقرية جسر منبج، ولم يكن الجسر يومئذ وإنما اتخذ في زمن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، للصوائف، ويقال: بل كان له رسم قديم، وأسكن بالس وقاصرين قوما من العرب والبوادي ثم رفضوا قاصرين، وبلغ أبو عبيدة إلى الفرات ثم رجع إلى فلسطين، فكانت بالس والقرى المنسوبة إليها في حدها الأعلى والأوسط والأسفل أعذاء عشرية. فلما كان مسلمة ابن عبد الملك توجه غازيا إلى الروم من نحو الثغور الجزرية عسكر ببالس فأتاه أهلها وأهل بويلس وقاصرين وعابدين وصفّين، وهي قرى منسوبة إليها، فسألوه جميعا أن يحفر لهم نهرا من الفرات يسقي أرضهم على أن يجعلوا له الثلث من غلّاتهم بعد عشر السلطان الذي كان يأخذه، فحفر النهر المعروف بنهر مسلمة ووفوا له بالشرط، ورمّ سور المدينة وأحكمه، فلما مات مسلمة صارت بالس وقراها لورثته فلم تزل في أيديهم حتى جاءت الدولة العباسية وقبض عبد الله بن عليّ أموال بني أمية فدخلت فيها فأقطعها السفاح محمد بن سليمان بن عليّ بن عبد الله بن عباس، فلما مات صارت للرشيد فأقطعها ابنه المأمون فصارت لولده من بعده، وقال مكحول: كل عشريّ بالشام فهو مما جلا عنه أهله فأقطعه المسلمون فأحيوه وكان مواتا لا حق فيه لأحد فأحيوه بإذن الولاة، قال ابن غسان السّكوني:
أمّن الله، بالمبارك، يحيى ... خوف مصر إلى دمشق فبالس
وينسب إليها جماعة، منهم أبو المجد معدان بن كثير
ابن عليّ البالسي الفقيه الشافعي، كان تفقه على أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي ومدحه فقال:
قد قلت للمتكلّفين لحاقه: ... كفّوا فما كلّ البحور تعام
غلّست في طلب الرّشاد وهجرّوا، ... وسهرت في طلب المراد وناموا
يا كعبة الفضل أفتنا: لم لم يجب ... شرعا، على قصّادك، الإحرام؟
ولمه يضمّخ زائروك بطيب ما ... تلقيه، وهو على الحجيج حرام
وكان لمعدان معرفة جيدة بالأدب واللغة، وممن ينسب إلى بالس أيضا: الحسن بن عبد الله بن منصور بن حبيب بن إبراهيم أبو عليّ الأنطاكي، يعرف بالباسي، حدث بدمشق ومصر عن الهيثم بن جميل وإسحاق بن إبراهيم الحنيني وغيرهم، وروى عنه جماعة، منهم:
أبو العباس بن ملأس وأبو الجهم بن طلّاب ومكحول البيروتي، وإسمعيل بن أحمد بن أيوب بن الوليد بن هارون أبو الحسن البالسي الخيزراني، سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس وبالرّقّة أبا الفضل محمد بن عليّ بن الحسين بن حرب قاضي الرّقة، وببالس أبا القاسم جعفر بن سهل بن الحسن القاضي وأباه أحمد بن أيوب الزّيات وأبا العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن بكر البالسي وجماعة وافرة سواهم ببلدان شتّى، روى عنه أبو الفرج عبيد الله بن محمد بن يوسف المراغي النحوي وأبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي، وأحمد ابن إبراهيم بن فيل أبو الحسن البالسي ثم الأنطاكي نزل أنطاكية روى عن هشام بن عمار والمسيب بن واضح وطبقتهما كثيرا، روى عنه أبو عبد الرحمن النسائي في سننه وخيثمة وأبو عوانة الأسفراييني وسليمان الطبراني وخلق كثير، ومات بأنطاكية سنة 284.

جِيرَفْت

جِيرَفْت:
بالكسر ثم السكون، وفتح الراء، وسكون الفاء، وتاء فوقها نقطتان: مدينة بكرمان في الإقليم الثالث، طولها ثمان وثمانون درجة، وعرضها إحدى وثلاثون درجة ونصف وربع، وهي مدينة كبيرة جليلة من أعيان مدن كرمان وأنزهها وأوسعها، بها خيرات ونخل كثير وفواكه، ولهم نهر يتخلل البلد إلا أن حرّها شديد قال الإصطخري: ولهم سنّة حسنة لا يرفعون من تمورهم ما أسقطته الريح بل هو للصعاليك، وربما كثرت الرياح فيصير إلى الفقراء من التمور في التقاطهم إياها أكثر مما يصير إلى الأرباب، قال: والتمر بها كثير وربما بلغ بها وبجرومها كلّ مائة من بدرهم وفتحت جيرفت في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وأمير المسلمين سهيل بن عدي، وهو القائل في ذلك:
ولم تر عيني مثل يوم رأيته، ... بجيرفت من كرمان، أدهى وأمقرا
أردّ على الجلّى، وإن دار دهرهم، ... وأكرم منهم في اللقاء وأصبرا
وقال كعب الأشقري شاعر المهلب في حروب الأزارقة:
نجا قطريّ، والرماح تنوشه، ... على سابح نهد التّليل مقرّع
يلفّ به السّاقين ركضا، وقد بدا ... لأسناعه يوم من الشرّ أشنع
وأسلم في جيرفت أشراف جنده، ... إذا ما بدا قرن من الباب يقرع
وينسب إليها جماعة من العلماء، منهم: أبو الحسن أحمد بن عمر بن عليّ بن إبراهيم بن إسحق الجيرفتي، حدث بشيراز عن أبي عبيد الله محمد بن علي بن الحسين ابن أحمد الأنماطي، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وقال الرّهني: وبجيرفت ناس من الأزد ثم من المهالبة، منهم محمد بن هارون النّسّابة أعلم خلق الله تعالى بأنساب الناس وأيامهم، قال: ورأيته شيخا همّا طاعنا في السن، وكان أعلم من رأيت بنسب نزار واليمن، وكان مفرطا في التشيّع، وكان له ابنان عبد الله وعبد العزيز، فنظر عبد العزيز في الطب فحسن عمله فيه وألطف النظر من غير تقليد وألّف فيه تآليف.

بارْكَت

بارْكَت:
بسكون الراء، وفتح الكاف، والثاء مثلثة:
قرية من قرى أشروسنة، ثم حوّلت إلى سمرقند، منها: أبو سعيد أحيد بن الحكم بن خدّاش بن عرفج المعلم الباركثي، سمع موسى بن هارون القروي.

بَاجَةُ

بَاجَةُ:
في خمسة مواضع، منها: باجة، بلد بإفريقية تعرف بباجة القمح، سمّيت بذلك لكثرة حنطتها، بينها وبين تنس يومان. وحدثني من أثق به أن الحنطة تباع فيها كل أربعمائة رطل، برطل بغداد، بدرهم واحد فضة. قال أبو عبيد البكري:
ومدينة باجة إفريقية مدينة كثيرة الأنهار، وهي على جبل يقال له عين الشمس في هيئة الطيلسان يطّرد حواليها، وفيها عيون الماء العذب، ومن تلك العيون عين تعرف بعين الشمس، هي تحت سور المدينة، والباب هناك ينسب إليها، ولها أبواب غير هذا. وفي داخل البلد عين أخرى عذبة، وحصنها أزليّ مبنيّ بالصخر الجليل أتقن، بناء، يقال إنه من عهد عيسى، عليه السلام، وفيها حمّامات ماؤها من العيون، وفنادق كثيرة، وهي دائمة الدجن والغيم، كثيرة الأمطار والأنداء، قلما يصحى هواؤها، وبها يضرب المثل في كثرة المطر، ولها نهر من جهة المشرق يجيء من جهة الجنوب إلى القبلة على ثلاثة أميال منها، وحولها بساتين عظيمة تطرّد فيها المياه، وأرضها سوداء مشقّقة، تجود فيها جميع الزروع، وبها
حمص وفول قلما يوجد مثله. وتسمى باجة هذه هري إفريقية، لريع زرعها وكثرة أنواعه فيها، ورخصه فيها، أمحلت البلاد أو أسرعت. وإذا كانت أسعار القيروان نازلة لم يكن للحنطة بها قيمة، وربما اشتري وقر البعير بها من تمر بدرهمين، ويردها في كل يوم من الدواب والإبل العدد العظيم، الألف والأكثر، لنقل الميرة منها، فلا يزيد في سعرها ولا ينقص. وامتحن أهل باجة في أيام أبي يزيد مخلّد ابن يزيد بالقتل والسبي والحريق، وقال الرّاجز في ذلك:
وبعدها باجة أيضا أفسدا، ... وأهلها أجلى ومنها شرّدا
وهدّم الأسوار والمعمورا، ... والدّور قد فتّش والقصورا
ولم يزل الناس يتنافسون في ولاية باجة. وكان المتداولون لذلك بني عليّ بن حميد الوزير، فإذا عزل منهم أحد لم يزل يسعى ويتلطف ويهادي ويتاحف حتى يرجع إليها، فقيل لبعضهم: لم ترغبون في ولايتها؟ فقال: لأربعة أشياء، قمح عندة، وسفرجل زانة، وعنب بلطة، وحوت درنة. وبها حوت بوريّ ليس في الآفاق له نظير، يخرج من الحوت الواحد عشرة أرطال شحم، وكان يحمل إلى عبيد الله، يعني الملقّب بالمهدي جد ملوك مصر، حوتها في العسل فيحفظه حتى يصل طريّا. وينسب إلى باجة هذه أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي الأندلسي أصله من باجة إفريقية، سكن إشبيلية، كذا نسبه ونسب ابنه أبا عمر أحمد بن عبد الله، أبو موسى محمد بن عمر الحافظ الأصبهاني وأبو بكر الحازمي في الفيصل، ونسبه أبو الفضل محمد بن طاهر إلى باجة الأندلس، كذا قال أبو سعد. وقد رد ذلك عليه أبو محمد عبد الله بن عيسى بن أبي حبيب الحافظ الإشبيلي، وقال: إنه من باجة إفريقية، فأما الحافظ عبد الغني بن سعيد فإنه قال في قرينة الناجي، بالنون، وأبو عمر أحمد بن عبد الله الباجي الأندلسي من أهل العلم، كتبت عنه وكتب عني، ووالد أبي عمر هذا من أجلة المحدثين، كان يسكن إشبيلية ولم يزد. وقال غيره: روى عنه أبو عمر بن عبد البرّ وغيره، مات قريبا من سنة أربعمائة. وأما أبو الوليد بن الفرضي فإنه قال: عبد الله بن عليّ بن شريعة اللخمي المعروف بالباجي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد سمع بإشبيلية من محمد بن عبد الله بن الفوق وحسن بن عبد الله الزبيدي وسيد أبيه الزاهد، وسمع بقرطبة عن محمد ابن عمر بن لبانة وذكر غيره، ورحل إلى البيرة فسمع بها من محمد بن فطيس كثيرا، وكان ضابطا لروايته صدوقا حافظا للحديث بصيرا بمعانيه لم ألق فيمن لقيته بالأندلس أحدا أفضله عليه في الضبط، وأكثر في وصفه، ثم قال: وحدث أكثر من خمسين سنة، وسمع منه الشيوخ إسماعيل بن إسحاق وأحمد ابن محمد الجزار الإشبيلي الزاهد وعبد الله بن إبراهيم الأصيلي وغيرهم، قال: وسألته عن مولده فقال:
ولدت في شهر رمضان سنة 291، ومات في السابع عشر من شهر رمضان سنة 378، قال عبيد الله المستجير بعفوه: فهذا الإمام ابن الفرضي ذكر أبا محمد هذا، وهذا الإمام عبد الغني ذكر ابنه أبا عمر ولم ينسب واحد من الإمامين واحدا من الرجلين إلى باجة إفريقية. وقد صرّحا بأنهما من الأندلس، وفي هذا تقوية لقول ابن طاهر، والله أعلم، والذي صحّح لنا نسبته إلى باجة إفريقية فأبو حفص عمر بن محمود بن غلّاب المقري الباجي، قال أبو طاهر السلفي: هو
من باجة إفريقية وكان رجلا من أهل القرآن صالحا، قال: وسألته عن مولده فقال: في رجب سنة 434 بباجة القمح بإفريقية لا باجة الأندلس، وتوفي سنة 520 في صفر، قال: وكتبت عنه أشياء كثيرة، وصحب عبد الحق بن محمد بن هارون السبتي وعبد الجليل بن مخلوق وغيرهما، وباجة الزيت بإفريقية أيضا وقرأت بخط الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي الشاعر الإفريقي، قال محمد بن أبي معتوج: من أهل باجة الزيت بالساحل من كورة رصفة وبها نشأ وتأدب وكان من تلاميذ محمد بن سعيد الأبروطي، وكان بديهيّا هجّاء لا يتقي دائرة، وهو القائل في أبي حاتم الزبني وكان مولعا بهجائه:
أبا حاتم سدّ، من أسفلك، ... بشيء هو الشطر من منزلك

باجَدّا

باجَدّا:
بفتح الجيم، وتشديد الدال، والقصر: قرية كبيرة بين رأس عين والرّقّة. قال أحمد بن الطيب:
عليها سور، وكان مسلمة بن عبد الملك أقطع موضعها رجلا من أصحابه يقال له أسيد السّلمي، فبناها وسوّرها، وفيها بساتين تسقيها عين تنبع من وسطها يشرب منها الناس، وما فضل يسقي زروعها، وهي قرب حصن مسلمة بن عبد الملك، منها: محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد الحرّاني، يعرف بابن تيميّة، وهو اسم لجدّته، وكانت واعظة البلد، يعرف بالباجدّاي، وكان شيخا معظّما بحرّان وخطيبها وواعظها ومفتيها، ولأهل حرّان فيه اعتقاد طاهر صالح، وكان نافذ الأمر فيهم مطاعا. سمع الحديث ورواه، ولي منه إجازة، ورأيته غير مرّة، ومات سنة 621 وقد أسنّ.
وباجدّا أيضا من قرى بغداد، ينسب إليها أبو الحسين سلامة بن سليمان بن أيوب بن هارون السّلمي الباجدّاي، حدث ببغداد عن أبي يعلى الموصلي وعليّ بن عبد الحميد الغضائري وأبي عروبة الحرّاني، روى عنه أبو الحسن بن رزقويه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.