Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ميال

دَمَنْهورُ

دَمَنْهورُ:
بفتح أوله وثانيه ثم نون ساكنة، وهاء، وواو ساكنة، وآخره راء مهملة: بلدة بينها وبين الإسكندرية يوم واحد في طريق مصر متوسطة في الصغر والكبر، رأيتها، وقد ذكرها أبو هريرة أحمد بن عبد الله المصري في قوله:
شربنا بدمنهور ... شراب المزر ممزور
إذا ما صبّ في الكأس ... رأيت النور في النور
ويكسو شارب الشا ... رب تغليفا بكافور
وقال معلّى الطائي يخاطب عبيد بن السري بن الحكم وقد واقع خالد بن يزيد بن مزيد بدمنهور فهزمه:
فيا من رأى جيشا ملا الأرض فيضه ... أطلّ عليهم بالهزيمة واحد
تبوّا دمنهور فدمّر جيشه، ... وعرّد تحت الليل، والليل راكد
ودمنهور أيضا: قرية يقال لها دمنهور الشهيد، بينها وبين الفسطاط أميال.

خُمٌّ

خُمٌّ:
اسم موضع غدير خمّ، خمّ في اللغة: قفص الدجاج، فإن كان منقولا من الفعل فيجوز أن يكون مما لم يسمّ فاعله من قولهم خمّ الشيء إذا ترك في الخمّ، وهو حبس الدجاج، وخمّ إذا نطف، كله عن الزهري، قال السّهيلي عن ابن إسحاق:
وخمّ بئر كلاب بن مرّة، من خممت البيت إذا كنسته، ويقال: فلان مخموم القلب أي نقيّه، فكأنها سميت بذلك لنقائها، قال الزمخشري: خمّ اسم رجل صبّاغ أضيف إليه الغدير الذي هو بين مكة والمدينة بالجحفة، وقيل: هو على ثلاثة أميال من الجحفة، وذكر صاحب المشارق أن خمّا اسم غيضة هناك وبها غدير نسب إليها، قال: وخمّ موضع تصب فيه عين بين الغدير والعين، وبينهما مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال عرّام:
ودون الجحفة على ميل غدير خمّ وواديه يصب في البحر، لا نبت فيه غير المرخ والثّمام والأراك والعشر، وغدير خمّ هذا من نحو مطلع الشمس لا يفارقه ماء المطر أبدا، وبه أناس من خزاعة وكنانة غير كثير، وقال معن بن أوس المزني:
عفا، وخلا ممن عهدت به خمّ، ... وشاقك بالمسحاء من شرف رسم
عفا حقبا، من بعد ما خفّ أهله، ... وحنّت به الأرواح والهطّل السّجم
وقال الحازمي: خمّ واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير، عنده خطب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة.
وخمّ أيضا ورمّ: بئران حفرهما عبد شمس بن عبد مناف، وقال:
حفرت خمّا، وحفرت رمّا، ... حتى ترى المجد لنا قد تمّا
وهما بمكة، وقال محمد بن إسحاق الفاكهي في كتاب مكة: بئر خمّ قريبة من الميثب حفرها مرّة بن كعب بن لؤيّ، قال: وكان الناس يأتون خمّا في الجاهلية والإسلام في الدهر الأول يتنزهون به
ويكونون فيه، حدثنا محمد بن منصور حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال: سمعت عبد الله بن عمر وهو بخمّ يقول: بكاء الحيّ على الميت عذاب للميت، وقال:
لا نستقي إلا بخمّ والحفر

خُرْمانُ

خُرْمانُ:
كذا ضبطه الحازمي وقال: حائط خرمان بمكة عند السباب.
خُرْمانُ:
بضم أوله، وتسكين ثانيه، وآخره نون، وهو جمع خرم، وهو ما خرم السيل أو طريق في قفّ أو رأس جبل، واسم ذلك الموضع إذا اتسع مخرم، والخرم: أنف الجبل. وخرمان:
جبل على ثمانية أميال من العمرة التي يحرم منها أكثر حاجّ العراق، وعليه علم ومنظرة كان يوقد عليها لهداية المسافرين، ومنها يعدل أهل البصرة عن طريق أهل الكوفة.

الخُرْبَة

الخُرْبَة:
قال الحفصي: إذا خرجت من حجر وطئت السّليّ، فأول ما تطأ هو موضع يقال له الخربة، وهو جبل فيه خرق نافذ بالنبك، قال نصر: خربة، بالضم، ماء في ديار بني سعد بن ذبيان بن بغيض، بينه وبين ضرية ستة أميال، وقيل فيه خربة.

خَبْرٌ

خَبْرٌ:
بفتح أوله، وتسكين ثانيه، وآخره راء، والخبر في لغة العرب السدر والأراك، وأنشدوا:
فجادتك أنواء الربيع، فهلّلت ... عليك رياض من سلام ومن خبر
والخبر: موضع على ستة أميال من مسجد سعد بن أبي وقاص، فيها بركة للخلفاء وبركة لأم جعفر وبئران رشاؤهما خمسون ذراعا وهما قليلتا الماء عذبتان، وفيها قصور على طريق الحاج، وكان الخبر من مناقع المياه ما خبّر المسيل في الرؤوس فيخوض الناس إليه، كذا قال أبو منصور. وخبر: علم لبليدة قرب شيراز من أرض فارس، بها قبر السعيد أخي الحسن ابن أبي الحسن البصري، ينسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم: الفضل بن حماد الخبري صاحب المسند الكبير، حدث عن سعيد بن أبي مريم وسعيد بن عفير وغيرهما، وأبو العباس الفضل بن يحيى بن إبراهيم الخبري ابن بنت الفضل بن حماد أبو حكيم، وله كتاب في الفرائض كبير سماه التلخيص، وله تصنيف مثله، قال ابن طاهر: فأما الحسن بن الحسين بن عليّ ابن محمد الخبري فلقب بذلك وهو شيرازيّ، وعبد الله بن إبراهيم الخبري الفرضي الأديب جد محمد بن ناصر السلّامي لأمه.

الحِيرَةُ

الحِيرَةُ:
بالكسر ثم السكون، وراء: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النّجف زعموا أن بحر فارس كان يتّصل به، وبالحيرة الخورنق بقرب منها مما يلي الشرق على نحو ميل، والسدير في وسط البرّيّة التي بينها وبين الشام، كانت مسكن ملوك العرب في الجاهلية من زمن نصر ثم من لخم النعمان وآبائه، والنسبة إليها حاريّ على غير قياس كما نسبوا إلى النمر نمريّ، قال عمرو بن معدي كرب:
كأن الإثمد الحاريّ منها ... يسفّ بحيث تبتدر الدموع
وحيريّ أيضا على القياس، كلّ قد جاء عنهم، ويقال لها الحيرة الرّوحاء، قال عاصم بن عمرو:
صبحنا الحيرة الروحاء خيلا ... ورجلا، فوق أثباج الركاب
حضرنا في نواحيها قصورا ... مشرّفة كأضراس الكلاب
وأما وصفهم إياها بالبياض فإنما أرادوا حسن العمارة،
وقيل: سمّيت الحيرة لأن تبّعا الأكبر لما قصد خراسان خلّف ضعفة جنده بذلك الموضع وقال لهم حيّروا به أي أقيموا به، وقال الزّجاجي: كان أول من نزل بها مالك بن زهير بن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، فلما نزلها جعلها حيرا وأقطعه قومه فسمّيت الحيرة بذلك، وفي بعض أخبار أهل السير: سار أردشير إلى الاردوان ملك النبط وقد اختلفوا عليه وشاغبه ملك من ملوك النبط يقال له بابا فاستعان كلّ واحد منهما بمن يليه من العرب ليقاتل بهم الآخر، فبنى الاردوان حيرا فأنزله من أعانه من العرب فسمّي ذلك الحير الحيرة كما تسمّى القيعة من القاع، وأنزل بابا من أعانه من الأعراب الأنبار وخندق عليهم خندقا، وكان بخت نصر حيث نادى العرب قد جمع من كان في بلاده من العرب بها فسمّتها النبط أنبار العرب كما تسمى أنبار الطعام إذا جمع إليه الطعام، وفي كتاب أحمد بن محمد الهمذاني: إنما سميت الحيرة لأن تبّعا لما أقبل بجيوشه فبلغ موضع الحيرة ضلّ دليله وتحيّر فسميت الحيرة.
وقال أبو المنذر هشام بن محمد: كان بدو نزول العرب أرض العراق وثبوتهم بها واتخاذهم الحيرة والأنبار منزلا أنّ الله عزّ وجل أوحى إلى يوحنا بن اختيار بن زربابل ابن شلثيل من ولد يهوذا بن يعقوب أن ائت بخت نصّر فمره أن يغزو العرب الذين لا أغلاق لبيوتهم ولا أبواب وأن يطأ بلادهم بالجنود فيقتل مقاتليهم ويستبيح أموالهم وأعلمهم كفرهم بي واتخاذهم آلهة دوني وتكذيبهم أنبيائي ورسلي، فأقبل يوحنا من نجران حتى قدم على بخت نصر وهو ببابل فأخبره بما أوحي إليه وذلك في زمن معدّ بن عدنان، قال:
فوثب بخت نصر على من كان في بلاده من تجار العرب فجمع من ظفر به منهم وبنى لهم حيرا على النجف وحصّنه ثم جعلهم فيه ووكل بهم حرسا وحفظة ثم نادى في الناس بالغزو فتأهبوا لذلك وانتشر الخبر فيمن يليهم من العرب فخرجت إليه طوائف منهم مسالمين مستأمنين، فاستشار بخت نصر فيهم يوحنا فقال: خروجهم إليك من بلدهم قبل نهوضهم إليك رجوع منهم عما كانوا عليه فاقبل منهم وأحسن إليهم، فأنزلهم السواد على شاطئ الفرات وابتنوا موضع عسكرهم فسموه الأنبار، وخلّى عن أهل الحير فابتنوا في موضعه وسموها الحيرة لأنه كان حيرا مبنيّا، وما زالوا كذلك مدة حياة بخت نصر، فلما مات انضموا إلى أهل الأنبار وبقي الحير خرابا زمانا طويلا لا تطلع عليه طالعة من بلاد العرب وأهل الأنبار ومن انضمّ إليهم من أهل الحيرة من قبائل العرب بمكانهم، وكان بنو معدّ نزولا بتهامة وما والاها من البلاد ففرقتهم حروب وقعت بينهم فخرجوا يطلبون المتّسع والريف فيما يليهم من بلاد اليمن ومشارف أرض الشام، وأقبلت منهم قبائل حتى نزلوا البحرين، وبها قبائل من الأزد كانوا نزلوها من زمان عمرو بن عامر بن ماء السماء بن الحارث الغطريف بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، ومازن هو جمّاع غسان، وغسان ماء شرب منه بنو مازن فسموا غسان ولم تشرب منه خزاعة ولا أسلم ولا بارق ولا أزد عمان فلا يقال لواحد من هذه القبائل غسان وإن كانوا من أولاد مازن، فتخلّفوا بها، فكان الذين أقبلوا من تهامة من العرب مالك وعمرو ابنا فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ومالك بن الزمير ابن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة في جماعة
من قومهم والحيقان بن الحيوة بن عمير بن قنص بن معدّ بن عدنان في قنص كلها، ثم لحق به غطفان بن عمرو بن طمثان بن عوذ مناة بن يقدم بن أفصى ابن دعمي بن إياد فاجتمعوا بالبحرين وتحالفوا على التّنوخ، وهو المقام، وتعاقدوا على التناصر والتوازر فصاروا يدا على الناس وضمهم اسم التّنوخ، وكانوا بذلك الاسم كأنهم عمارة من العمائر وقبيلة من القبائل، قال: ودعا مالك بن زهير بن عمرو بن فهم جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان ابن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب ابن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد إلى التنوخ معه وزوّجه أخته لميس بنت زهير، فتنّخ جذيمة بن مالك وجماعة من كان بها من الأزد فصارت كلمتهم واحدة، وكان من اجتماع القبائل بالبحرين وتحالفهم وتعاقدهم أزمان ملوك الطوائف الذين ملّكهم الإسكندر وفرق البلدان عند قتله دارا إلى أن ظهر أردشير على ملوك الطوائف وهزّمهم ودان له الناس وضبط الملك، فتطلّعت أنفس من كان في البحرين من العرب إلى ريف العراق وطمعوا في غلبة الأعاجم مما يلي بلاد العرب ومشاركتهم فيه واغتنموا ما وقع بين ملوك الطوائف من الاختلاف، فأجمع رؤساؤهم على المسير إلى العراق ووطّن جماعة ممن كان معهم أنفسهم على ذلك، فكان أول من طلع منهم على العجم حيقان في جماعة من قومه وأخلاط من الناس فوجدوا الأرمنيّين الذين بناحية الموصل وما يليها يقاتلون الأردوانيّين، وهم ملوك الطوائف، وهم ما بين نفر، قرية من سواد العراق، إلى الأبلّة وأطراف البادية، فاجتمعوا عليهم ودفعوهم عن بلادهم إلى سواد العراق فصاروا بعد أشلاء في عرب الأنبار وعرب الحيرة، فهم أشلاء قنص بن معدّ، منهم كان عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث ابن مالك بن عمم بن نمارة بن لخم، ومن ولده النّعمان بن المنذر، ثم قدمت قبائل تنوخ على الأردوانيين فأنزلوهم الحيرة التي كان قد بناها بخت نصر والأنبار، وأقاموا يدينون للعجم إلى أن قدمها تبّع أبو كرب فخلّف بها من لم تكن له نهضة، فانضموا إلى الحيرة واختلطوا بهم، وفي ذلك يقول كعب بن جعيل:
وغزانا تبّع من حمير، ... نازل الحيرة من أرض عدن
فصار في الحيرة من جميع القبائل من مذحج وحمير وطيّء وكلب وتميم، ونزل كثير من تنوخ الأنبار والحيرة إلى طفّ الفرات وغربيه إلا أنهم كانوا بادية يسكنون المظالّ وخيم الشعر ولا ينزلون بيوت المدر، وكانت منازلهم فيما بين الأنبار والحيرة، فكانوا يسمّون عرب الضاحية، فكان أول من ملك منهم في زمن ملوك الطوائف مالك بن فهم أبو جذيمة الأبرش، وكان منزله مما يلي الأنبار، ثم مات فملك ابنه جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم، وكان جذيمة من أفضل ملوك العرب رأيا وأبعدهم مغارا وأشدهم نكاية وأظهرهم حزما، وهو أول من اجتمع له الملك بأرض العرب وغزا بالجيوش، وكان به برص وكانت العرب لا تنسبه إليه إعظاما له وإجلالا فكانوا يقولون جذيمة الوضّاح وجذيمة الأبرش، وكانت دار مملكته الحيرة والأنبار وبقّة وهيت وعين التمر وأطراف البر إلى الغمير إلى القطقطانة وما وراء ذلك، تجبى إليه من هذه الأعمال الأموال وتفد عليه الوفود، وهو صاحب الزّبّاء وقصير، والقصة طويلة ليس ههنا موضعها، إلا أنه لما هلك صار ملكه إلى ابن أخته عمرو بن عدي بن نصر اللخمي، وهو أول من اتخذ الحيرة منزلا
من الملوك، وهو أول ملوك هذا البيت من آل نصر، ولذلك يقول ابن رومانس الكلبي وهو أخو النعمان لأمه أمهما رومانس:
ما فلاحي بعد الألى عمروا ال ... حيرة ما ان أرى لهم من باق
ولهم كان كل من ضرب العي ... ر بنجد إلى تخوم العراق
فأقام ملكا مدة ثم مات عن مائة وعشرين سنة مطاع الأمر نافذ الحكم لا يدين لملوك الطوائف ولا يدينون له، إلى أن قدم أردشير بن بابك يريد الاستبداد بالملك وقهر ملوك الطوائف فكره كثير من تنوخ المقام بالعراق وأن يدينوا لأردشير فلحقوا بالشام وانضموا إلى من هناك من قضاعة، وجعل كل من أحدث من العرب حدثا خرج إلى ريف العراق ونزل الحيرة، فصار ذلك على أكثرهم هجنة، فأهل الحيرة ثلاثة أصناف: فثلث تنوخ، وهم كانوا أصحاب المظال وبيوت الشعر ينزلون غربي الفرات فيما بين الحيرة والأنبار فما فوقها، والثلث الثاني العبّاد، وهم الذين سكنوا الحيرة وابتنوا فيها، وهم قبائل شتى تعبدوا لملوكها وأقاموا هناك، وثلث الأحلاف، وهم الذين لحقوا بأهل الحيرة ونزلوا فيها فمن لم يكن من تنوخ الوبر ولا من العباد دانوا لأردشير، فكان أول عمارة الحيرة في زمن بخت نصر ثم خربت الحيرة بعد موت بخت نصر وعمرت الأنبار خمسمائة سنة وخمسين سنة ثم عمرت الحيرة في زمن عمرو بن عدي باتخاذه إياها مسكنا فعمرت الحيرة خمسمائة سنة وبضعا وثلاثين سنة إلى أن عمرت الكوفة ونزلها المسلمون.
وينسب إلى الحيرة كعب بن عدي الحيري، له صحبة، روى حديثه عمرو بن الحارث عن ناعم بن أجيل بن كعب بن عدي الحيري. والحيرة أيضا: محلة كبيرة مشهورة بنيسابور، ينسب إليها كثير من المحدثين، منهم: أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري صاحب حاجب بن أحمد وأبي العباس الأموي، قال أبو موسى محمد بن عمر الحافظ الأصبهاني: أما أبو بكر الحيري فقد ذكر سبطه أبو البركات مسعود بن عبد الرحيم بن أبي بكر الحيري أن أجداده كانوا من حيرة الكوفة وجاءوا إلى نيسابور فاستوطنوها، قال: فعلى هذا يحتمل أن يكونوا توطنوا محلة بنيسابور فنسبت المحلة إليهم كما ينسب بالكوفة والبصرة كل محلة إلى قبيلة نزلوها، والله أعلم. والحيرة أيضا: قرية بأرض فارس فيما زعموا.

حَمْرَاءُ الأَسد

حَمْرَاءُ الأَسد:
الأسد أحد الأسد، بالمد والإضافة:
وهو موضع على ثمانية أميال من المدينة، إليه انتهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يوم أحد في طلب المشركين. والحمراء: اسم لمدينة لبلة بالأندلس، وهي مدينة قديمة فيها آثار عجيبة، وهي على نهر طنتس، وبها عين الشّبّ وعين الزّاج. والحمراء أيضا: حصن من نواحي بيت المقدس. والحمراء أيضا: موضع بفسطاط مضر. والحمراء أيضا: من قرى مصر، وتعرف بحمراء السّنبلّاوين، بكسر السين المهملة، وسكون النون، وكسر الباء الموحدة، وفتح الواو، وياء ساكنة، وكسر النون، بلفظ التثنية: من كورة الشرقية. والحمراء أيضا، وتعرف بالحمراء الشرقية وبحمراء شروين: من كورة الغربية.
والحمراء أيضا، وتعرف بالحمراء الغربية: من كورة الغربية، وإلى إحدى هذه ينسب إلياس بن الفرج بن ميمون الحمراوي، روى عن يونس بن عبد الأعلى، ومات سنة 307. والحمراء أيضا: من قرى سنحان باليمن.

الحُلَيْفَةُ

الحُلَيْفَةُ:
بالتصغير أيضا، والفاء، ذو الحليفة: قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة، ومنها ميقات أهل المدينة، وهو من مياه جشم بينهم وبين بني
خفاجة من عقيل. وهو الحليفة أيضا الذي في حديث رافع بن خديج قال: كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بذي الحليفة من تهامة فأصبنا نهب غنم، فهو موضع بين حاذة وذات عرق من أرض تهامة وليس بالمهد الذي قرب المدينة.

حَفْياءُ

حَفْياءُ:
بالفتح ثم السكون، وياء، وألف ممدودة:
موضع قرب المدينة أجرى منه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الخيل في السباق، قال الحازمي: ورواه غيره بالفتح والقصر، وقال البخاري: قال سفيان بين الحفيا إلى الثنية خمسة أميال أو ستة، وقال ابن عقبة:
ستة أو سبعة، وقد ضبطه بعضهم بالضم والقصر، وهو خطأ، كذا قال عياض.

حِصْنُ مَسْلَمَةَ

حِصْنُ مَسْلَمَةَ:
بالجزيرة بين رأس عين والرّقّة، بناه مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، وهو المذكور في قصّة عبد الله بن طاهر القصري، بينه وبين البليخ ميل ونصف، وشرب أهله من مصنع فيه، طوله مائتا ذراع في عرض مثله، وعمقه نحو عشرين ذراعا، معقود بالحجارة، وكان مسلمة قد أصلحه، والماء يجري فيه من البليخ في نهر مفرد في كل سنة مرة حتى يملأه فيكفي أهله بقية عامهم، ويسقي هذا النهر بساتين حصن مسلمة، وفوهته من البليخ على خمسة أميال، وبين حصن مسلمة وحرّان تسعة فراسخ، وهو على طريق القاصد للرّقة من حرّان، وينسب إلى حصن مسلمة إسماعيل بن رجاء الحصني روى عن موسى ابن أعين وعن مالك بن أنس، روى عن محمد بن الخضر بن علي الرافقي وأهل الجزيرة، وهو ينكر الحديث، يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، قاله أبو حاتم بن حبّان.

الحَسَنِيُّ

الحَسَنِيُّ:
بئر على ستة أميال من قرورى قرب معدن النقرة، وهي لأمّ جعفر زبيدة بنت جعفر بن المنصور. والحسنيّ: قصر في دار الخلافة منسوب إلى الحسن بن سهل، وهو المعروف اليوم بالتاج، وبه منازل الخلفاء ببغداد.

تُونِسُ الغَرْب

تُونِسُ الغَرْب:
بالضم ثم السكون، والنون تضم وتفتح وتكسر: مدينة كبيرة محدثة بإفريقية على ساحل بحر الروم، عمّرت من أنقاض مدينة كبيرة قديمة بالقرب منها يقال لها قرطاجنّة، وكان اسم تونس في القديم ترشيش، وهي على ميلين من قرطاجنّة، ويحيط بسورها أحد وعشرون ألف ذراع، وهي الآن قصبة بلاد إفريقية، بينها وبين سفاقس ثلاثة أيام ومائة ميل بينها وبين القيروان ونحو منه بينها وبين المهدية، وليس بها ماء جار إنما شربهم من آبار ومصانع يجتمع فيها ماء المطر، في كل دار مصنع، وآبارها خارج الديار في أطراف البلد، وماؤها ملح، وعليها محترث كثير، ولها غلّة فائضة، وهي من أصح بلاد إفريقية هواء.
وقال البكري: مدينة تونس في سفح جبل يعرف بجبل أمّ عمرو، ويدور بمدينتها خندق حصين، ولها خمسة أبواب، باب الجزيرة قبلي ينسب إلى جزيرة شريك ويخرج منه إلى القيروان، ويقابله الجبل المعروف بجبل التّوبة، وهو جبل عال لا ينبت شيئا، وفي أعلاه قصر مبني مشرف على البحر، وفي شرقي هذا القصر غار محني الباب يسمى المعشوق، وبالقرب منه عين ماء، وفي غربي هذا الجبل جبل يعرف بجبل الصيادة، فيه قرى كثيرة الزيتون والثمار والمزارع، وفي هذا الجبل سبعة مواجل للماء أقباء على غرار واحد، وفي غربي هذا الجبل أيضا اشراف بمزارع متصلة بموضع يعرف بالملعب، فيه قصر بني الأغلب،
وقد غرس فيه جميع الثمار وأصناف الرياحين، وفي شرقي مدينة تونس الميناء والبحيرة وباب قرطا جنّة، ودونه داخل الخندق بساتين كثيرة وسواق تعرف بسواقي المرج، ويتصل بها جبل أجرد يقال له جبل أبي خفنجة، في أعلاه آثار بنيان وباب أرطة غربي تجاوره مقبرة يقال لها مقبرة سوق الأحد، ودون الباب من داخل الخندق غدير كبير يعرف بغدير الفحامين، وربض المرضى خارج عن المدينة، وفي قبليه ملاحة كبيرة منها ملحهم وملح من يجاورهم، وجامع تونس رفيع البناء مطلّ على البحر ينظر الجالس فيه إلى جميع جواريه، ويرقى إلى الجامع من جهة الشرق على اثنتي عشرة درجة، وبها أسواق كثيرة ومتاجر عجيبة وفنادق وحمّامات، ودور المدينة كلّها رخام بديع، ولها لوحان قائمان وثالث معرض مكان العتبة ومن أمثالهم: دور تونس أبوابها رخام وداخلها سخام وهي دار علم وفقه، وقد ولي قضاء إفريقية من أهلها جماعة ومع ذلك فهي مخصوصة بالتشغّب والقيام على الأمراء والخلاف للولاة، خالفت نحو عشرين مرة وامتحن أهلها أيام أبي يزيد الخارجي بالقتل والسبي وذهاب الأموال قال صاحب الحدثان:
فويل لترشيش وويل لأهلها ... من الحبشيّ الأسود المتغاضب!
وقال بعض الشعراء:
لعمرك ما ألفيت تونس كاسمها، ... ولكنني ألفيتها وهي توحش
ويصنع بتونس للماء من الخزف كيزان تعرف بالريحيّة، شديدة البياض في نهاية الرقّة تكاد تشفّ، ليس يعلم لها نظير في جميع الأقطار، وتونس من أشرف بلاد إفريقية وأطيبها ثمرة وأنفسها فاكهة، فمن ذلك اللوز الفريك يفرك بعضه بعضا من رقة قشره ويحت باليد وأكثره حبتان في كل لوزة مع طيب المضغة وعظم الحبة، والرمان الضعيف الذي لا عجم له البتة مع صدق الحلاوة وكثرة المائية، والأترج الجليل الطيب الذكّي الرائحة البديع المنظر، والتين الخارمي أسود كبير رقيق القشر كثير العسل لا يكاد يوجد له بزر، والسفرجل المتناهي كبرا وطيبا وعطرا، والعنّاب الرفيع في قدر الجوزة، والبصل القلوري في قدر الأترج مستطيل سابري القشر صادق الحلاوة كثير الماء، وبها من أجناس السمك ما لا يوجد في غيرها، يرى في كلّ شهر جنس من السمك لا يرى في الذي قبله، يملح فيبقى سنين صحيح الجرم طيب الطعم، منه جنس يقال له النقونس يضربون به المثل فيقولون: لولا النقونس لم يخالف أهل تونس.
قال البكاري: بين تونس والقيروان منزل يقال له مجقة، إذا كان أوان طيب الزيتون بالساحل قصدته الزرازير فباتت فيه وقد حمل كلّ طائر منها زيتونتين في مخلبيه فيلقيهما هناك، وله غلّة عظيمة تبلغ سبعين ألف درهم ويقال لبحر تونس رادس، وكذلك يقال لمرساها مرسى رادس، وأهلها موصوفون بدناءة النفس وافتتحها حسان بن نعمان بن عدي بن بكر بن مغيث الأسدي في أيام عبد الملك، نزل عليها فسأله الروم أن لا يدخل عليهم وأن يضع عليهم خراجا يقسطه عليهم، فأجابهم إلى ذلك، وكانت لهم سفن معدّة فركبوها ونجوا وتركوا المدينة خالية، فدخلها حسان فحرّق وخرّب وبنى بها مسجدا وأسكنها طائفة من المسلمين، ورجع حسان إلى القيروان فرجعت الروم إلى المسلمين فاستباحوهم، فأرسل حسان من أخبر عبد الملك بالقضية، فأمدّه بجيش كثير قاتل بهم الروم
في قصة طويلة حتى ملكها عنوة، وذلك في سنة سبعين، وأحكم بناءها ومدّ عليه سلسلة وجعلها رباطا للمسلمين تمنع الداخل إليها والخارج منها إلا بأمر الوالي وذكر آخرون من أهل السير أن التي افتتحها حسان بن النعمان قرطا جنّة ولم تكن تونس يومئذ مذكورة، إنما عمرت بحجارة قرطا جنّة وبأنقاضها، وبينهما نحو أربعة أميال، وفي سنة 114 بنى عبيد الله ابن الحبحاب مولى بني سلول والي إفريقية من قبل هشام بن عبد الملك جامع مدينة تونس ودار الصناعة بها وبتونس قبر المؤدّب محرز، يقسم به أهل المراكب إذا جاش عليهم البحر، يحملون من تراب قبره معهم وينذرون له والمنسوب إلى تونس من أهل العلم كثير، منهم: أبو يزيد شجرة بن عيسى، وقيل ابن عبد الله التونسي قاضيها، مات سنة 262 وعبد الوارث بن عبد الغني بن علي بن يوسف بن عاصم أبو محمد التونسي المالكي الأصولي الزاهد، كان عالما بالكلام بصيرا به حسن الاعتقاد فيه، له قدم في العبادة، وكان يتردد بين دمشق وحمص وحلب، وكان له أصحاب ومريدون قال أبو القاسم الحافظ:
أنشدني أبو محمد الأصولي:
إذا كنت، في علم الأصول، موافقا ... بعقلك قول الأشعريّ المسدّد
وعاملت مولاك الكريم، مخالصا، ... بقول الإمام الشافعيّ المؤيّد
وأتقنت حرف ابن العلاء مجرّدا، ... ولم تعد في الإعراب رأي المبرّد
فأنت على الحقّ اليقين موافق ... شريعة خير المرسلين محمد
ومات عبد الوارث سنة خمسين وخمسمائة بحلب.

بئرُ مُطّلِب

بئرُ مُطّلِب:
بضم الميم، وفتح الطاء، وكسر اللام، قال أحمد بن يحيى بن جابر: بئر المطلب على طريق العراق، وهي منسوبة إلى المطلب بن عبد الله بن حنظب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم، هكذا يقول النّسّابون، حنظب، بضم الحاء المهملة والظاء المعجمة، والمحدثون يفتحون الحاء ويهملون الطاء، والحنطب: الذكر من الجدي، والحنظب لا أدري ما هو، قيل: قدم صخر بن الجعد الحضري المحاربي إلى المدينة فأتى تاجرا يقال له سيّار فابتاع منه بزّا وعطرا، وقال له: تأتيني غدوة فأقضيك، وركب من تحت ليلته وخرج إلى البادية فلما أصبح سيّار سأل عنه فعرّف خبره، فركب في جماعة من أصحابه في طلبه حتى أتوا بئر مطّلب، وهي على سبعة أميال من المدينة، وقد جهدوا من الحرّ فنزلوا عليها وأكلوا تمرا كان معهم، وأراحوا دوابّهم وسقوها، حتى إذا أراحوا انصرفوا راجعين، وبلغ الخبر صخرا فقال:
أهون عليّ بسيّار وصفوته، ... إذا جعلت صرارا دون سيّار
إن القضاء سيأتي بعده زمن، ... فاطو الصحيفة واحفظها من الفار
يسائل الناس: هل أحسستم أحدا ... محاربيّا أتى من دون أظفار؟
وما جلبت إليهم غير راحلة، ... وغير قوس وسيف جفنه عار
وما أريتهم، إلا ليدفعهم ... عنّي ويخرجني نقضي وإمراري
حتى استغاثوا بألوى بئر مطّلب، ... وقد تحرّق منهم كلّ تمّار
وقال أوّلهم نصحا لآخرهم: ... ألا ارجعوا واتركوا الأعراب في النار

أُثالُ

أُثالُ:
بضم أوله وتخفيف ثانيه وألف ولام: علم مرتجل، أو من قولهم تأثّلت بئرا إذا احتفرتها، قال أبو ذؤيب:
وقد أرسلوا فرّاطهم، فتأثّلوا ... قليبا، سفاها للاماء القواعد
وهو جبل لبني عبس بن بغيض بينه وبين الماء الذي ينزل عليه الناس إذا خرجوا من البصرة إلى المدينة ثلاثة أميال، وهو منزل لأهل البصرة إلى المدينة بعد قوّ وقبل الناجية. وقيل أثال حصن ببلاد عبس بالقرب من بلاد بني أسد. وأثال أيضا موضع على طريق الحاجّ بين الغمير وبستان ابن عامر، قال كثيّر:
نرمي الفجاج، إذا الفجاج تشابهت ... أعلامها، بمهامه أغفال
بركائب، من بين كل ثنيّة، ... سرح اليدين وبازل شملال
إذ هنّ، في غلس الظلام، قوارب ... أعداد عين من عيون أثال
وأثال من أرض اليمامة لبني حنيفة. وأثال أيضا ماء قريب من غمازة، وغمازة بالغين المعجمة والزاي، وهي عين ماء لقوم من بني تميم ولبني عائذة بن مالك.
وأثال مالك أيضا قرية بالقاعة قاعة بني سعد ملك لهم. وفي كتاب الجامع للغوري: أثال اسم ماء لبني سليم وقيل لبني عبس وقيل هو جبل. وقال غيره:
أثال اسم واد يصبّ في وادي السّتارة وهو المعروف بقديد يسيل في وادي خيمتي أمّ معبد. وجميع هذه المواضع مذكورة في الأخبار والأشعار. قال متمّم بن نويرة:
ولقد قطعت الوصل، يوم خلاجه، ... وأخو الصريمة في الأمور المزمع
بمجدّة عنس، كأنّ سراتها ... فدن، تطيف به النبيط مرفّع
قاظت أثال إلى الملا، وتربّعت ... بالحزن عازبة، تسنّ وتودع
حتى إذا لقحت وعولي فوقها ... قرد، يهمّ به الغراب الموقع
قرّبتها للرّحل، لمّا اعتادني ... سفر أهمّ به وأمر مجمع

الأَصنامُ

الأَصنامُ:
جمع صنم: إقليم الأصنام بالأندلس من أعمال شذونة، وفيه حصن يعرف بطبيل في أسفله عين غزيرة الماء عذبة، اجتلب الأوائل منها الماء إلى جزيرة قادس في خزر الصخر المجوّف أنثى وذكر، وشقّوا به الجبال فإذا صاروا إلى موضع المنخفضة والسّباخ بنيت له فيه قناطر على حنايا، كذلك حتى وصلوا إلى البحر، ثم دخلوا به في البحر الملح ستة أميال في خزر من الحجارة، كما ذكرنا، حتى أخرج إلى جزيرة قادس، وقيل: إن أعلامها إلى اليوم باقية، وقد ذكر السبب الداعي إلى هذا الفعل في ترجمة قادس.

الأُشْتُومُ

الأُشْتُومُ:
بالضم ثم السكون، وتاء مثناة مضمومة، والواو ساكنة، وميم: موضع قرب تنّيس، قال يحيى بن الفضيل:
حمار أتى دمياط، والروم وثّب، ... بتنّيس منه رأي عين وأقرب
يقيمون بالأشتوم يبغون مثلما ... أصابوه من دمياط، والحرب ترتب
وقال الحسن بن محمد المهلّبي في كتابه العزيزي:
ومن تنّيس إلى حصن الأشتوم، وفيه مصبّ ماء البحيرة إلى بحر الروم، ستة فراسخ، ومن هذا الحصن إلى مدينة الفرما في البر ثمانية أميال، وفي البحيرة ثلاثة فراسخ، ثم قال عند ذكر دمياط: ومن شمالي دمياط يصب النيل إلى البحر الملح في موضع يقال له الأشتوم، عرض النيل هناك نحو مائة ذراع وعليه من حافتيه سلسلة حديد، وهذا غير الاول.

الأَزهَرُ

الأَزهَرُ:
موضع على أميال من الطائف، فيه قال العرجيّ:
يا دار عاتكة التي بالأزهر، ... أو فوقه بقفا الكثيب الأعفر
لم ألق أهلك، بعد عام لقيتهم، ... يا ليت أنّ لقاءهم لم يقدر
والأزهر أيضا: موضع باليمامة فيه نخل وزرع ومياه.

أُرْمِيَةُ

أُرْمِيَةُ:
بالضم ثم السكون، وياء مفتوحة خفيفة، وهاء، قال الفارسي: أمّا قولهم في اسم بلدة أرمية فيجوز في قياس العربية تخفيف الياء وتشديدها، فمن خفّفها كانت الهمزة على قوله أصلا وكان حكم الياء أن تكون واوا للإلحاق بيبرين ونحوه، إلا أن الكلمة لما لم تجيء على التأنيث كعنصوة أبدلت ياء كما أبدلت في جمع عرقوة إذا قالوا عرق، وقال:
حتى تقضّى عرقي الدّليّ
ويجوز في الشعر أن تكون الياء للنسبة، وتخفف، كما قال ابن الخواري العالي الذكر. ومن شدّد الياء احتملت الهمزة وجهين: أحدهما أن تكون زائدة إذا جعلتها أفعولة من رميت، والآخر أن تكون فعليّة إذا جعلتها من أرم وأروم فتكون الهمزة فاء، وأما قولهم في اسم الرجل إرميا فلا يكون في قياس العربية إفعلا، ولا يتجه فيه ما يتجه في أرمية من كون الياء منقلبة عن الواو، ألا ترى أنّ ما جاء وفيه الألف من المؤنث لا يكون إلا مبنيّا عليها وليست مثل الياء التي تبنى مرّة على التأنيث ومرّة على التذكير.

وأرمية: اسم مدينة عظيمة قديمة بأذربيجان بينها وبين البحيرة نحو ثلاثة أميال أو أربعة، وهي فيما يزعمون مدينة زرادشت نبي المجوس، رأيتها في سنة 617، وهي مدينة حسنة كثيرة الخيرات، واسعة الفواكه والبساتين، صحيحة الهواء كثيرة الماء إلا أنها غير مرعيّة من جهة السلطان لضعفه، وهو أزبك بن البهلوان بن إلدكز، وبينها وبين تبريز ثلاثة أيام وبينها وبين إربل سبعة أيام، وأما بحيرة أرمية فتذكر، إن شاء الله، في بحيرة أرمية، والنسبة إلى أرمية أرمويّ وأرميّ، وينسب إليها جماعة منهم: أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن الشّويخ الأرمويّ، نزل مصر وتوفي بها سنة 460، وأبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي البغدادي، سمع أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي القاضي وأحمد بن محمد بن أحمد بن النّفور البزّاز وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبا القاسم يوسف بن محمد المهرواني وغيرهم، وكان قد تفقّه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وولي القضاء بمدينة العاقول، ومات في رجب سنة 547، ومولده في سنة 459، وكان شافعيّ المذهب، ومظفر بن يوسف الأرموي المؤدّب، حدّث عن أبي القاسم بن الحصين وأمثاله، وابنه يونس كان كاتبا فاضلا من حذّاق كتّاب الديوان وولي اشراف الديوان ببغداد للناصر لدين الله.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.