Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ميال

نَحْلَةُ

نَحْلَةُ:
واحدة من النحل الذي قبله: قرية بينها وبين بعلبك ثلاثة أميال، إياها عنى أبو الطيّب فيما أحسب بقوله:
ما مقامي بدار نحلة إلا ... كمقام المسيح بين اليهود

مُنْشِدٌ

مُنْشِدٌ:
بالضم ثم السكون، وكسر الشين، ودال مهملة، بلفظ أنشد ينشد فهو منشد: موضع بين رضوى جبل بني جهينة وبين الساحل وجبل من حمراء المدينة على ثمانية أميال من طريق الفرع، وإياه أراد معن بن أوس المزني بقوله بعد ذكر منازل وغيرها:
تعفّت مغانيها وخفّ أنيسها ... من ادهم محروس قديم معاهده
فمندفع الغلّان من جنب منشد، ... فنعف الغراب خطبه وأساوده
ومنشد: بلد لبني سعد بن زيد مناة بن تميم، ومنشد:
في بلاد طيّء، قال زيد الخيل وكان يتشوّقه وقد حضرته الوفاة:
سقى الله ما بين القفيل فطابة ... فما دون أرمام فما فوق منشد

القُبَيْبَاتُ

القُبَيْبَاتُ:
جمع تصغير الذي قبله: بئر دون المغيثة في طريق مكة بخمسة أميال بعد وادي السباع، وهي بئر وحوض وماؤها قليل عذب ورشاؤها نيف وأربعون قامة. والقبيبات: محلة ببغداد وماء في منازل بني تميم وموضع بالحجاز. والقبيبات: محلة جليلة بظاهر مسجد دمشق.

جامع عمرو بن العاص

جامع عمرو بن العاص
فهو في مصر وهو العامر المسكون، وكان عمرو بن العاص لما حاصر الحصن بالفسطاط نصب رايته بتلك المحلة فسميت محلة الراية إلى الآن، وكان موضع هذا الجامع جبّانة، حاز موضعه قيسبة بن كلثوم التجيبي ويكنى أبا عبد الرحمن ونزله، فلما رجعوا من الإسكندرية سأل عمرو بن العاص قيسبة في منزله هذا أن يجعله مسجدا فتصدق به قيسبة على المسلمين واختط مع قومه بني سوم في تجيب فبني سنة 21، وكان طوله خمسين ذراعا في عرض ثلاثين ذراعا، ويقال إنه وقف على إقامة قبلته ثمانون رجلا من الصحابة الكرام، منهم الزبير بن العوّام والمقداد بن الأسود وعبادة ابن الصامت وابو الدرداء وأبو ذرّ الغفاري وغيرهم، قيل إنها كانت مشرقة قليلا حتّى أعاد بناءها على ما هي اليوم قرّة بن شريك لما هدم المسجد في أيام الوليد بن عبد الملك وبناه، ثم ولي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري صحابي من قبل معاوية سنة 53 وبيّضه وزخرفه وزاد في أرجائه وأبّهته وكثّر مؤذّنيه، ثم لما ولي مصر قرة بن شريك العبسي في سنة 92 هدمه بأمر الوليد بن عبد الملك فزاد فيه ونمقه وحسّنه على عادة الوليد بن عبد الملك في بناء الجوامع، ثم ولي صالح بن علي بن عبد الله بن العباس في أيام السفاح فزاد أيضا فيه، وهو أول من ولي مصر من بني هاشم، وذلك في سنة 133، ويقال إنه أدخل في الجامع دار الزبير بن العوّام، ثم ولي موسى بن عيسى في أيام الرشيد في سنة 175 فزاد فيه أيضا، ثم قدم عبد الله بن طاهر بن الحسين في أيام المأمون في سنة 211 لقتال الخوارج ولما ظفر بهم ورجع أمر بالزيادة في الجامع فزيد فيه من غربيه، وكان وروده إلى مصر في ربيع الأول وخروجه في رجب من هذه السنة، ثم زاد فيه في أيام المعتصم أبو أيوب أحمد بن محمد بن شجاع ابن أخت أبي الوزير أحمد بن خالد، وكان صاحب الخراج بمصر، وذلك في سنة 258، ثم وقع في الجامع حريق في سنة 275 فهلك فيه أكثر زيادة عبد الله بن طاهر فأمر خمارويه بن أحمد بن طولون بعمارته وكتب اسمه عليه، ثم زاد فيه أبو حفص عمر القاضي العباسي في رجب سنة 336، ثم زاد فيه أبو بكر محمد بن عبد الله بن الخازن رواقا واحدا مقداره تسعة أذرع في سنة 357 ومات قبل تتمتها فأتمها ابنه علي وفرغت في سنة 358، ثم زاد فيه في أيام الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس الفوّارة التي تحت قبة بيت المال وذلك في سنة 378 وجدد الحاكم بياض مسجد الجامع وقلع ما كان عليه من الفسفس وبيّض مواضعه، قال الشريف محمد بن أسعد ابن علي بن الحسن الجوّاني المعروف بابن النحوي في كتاب سماه النّقط لمعجم ما أشكل عليه من الخطط:
وكان السبب في خراب الفسطاط وإخلاء الخطط حتى بقيت كالتلال أنه توالت في أيام المستنصر بن الظاهر بن الحاكم سبع سنين أولها سنة 457 إلى سنة 464 من الغلاء والوباء الذي أفنى أهلها وخرب دورها ثم ورد أمير الجيوش بدر الجمالي من الشام في سنة 466 وقد عم الخراب جانبي الفسطاط الشرقي والغربي، فأما الغربي فخرب الشرف منه ومن قنطرة خليج بني وائل مع عقبة يحصب إلى الشرف ومراد والعبسيين وحبشان وأعين والكلاع والالبوع والاكحول والرّبذ والقرافة، ومن الشرقي الصدف وغافق وحضرموت والمقوقف والبقنق والعسكر إلى المنظر والمعافر بأجمعها إلى دار أبي قتيل وهو الكوم الذي شرقي عفصة الكبرى وهي سقاية ابن طولون، فدخل أمير الجيوش مصر وهذه المواضع خاوية على عروشها وقد أقام النيل سبع سنين يمدّ وينزل فلا يجد من يزرع الأرض، وقد بقي من أهل مصر بقايا يسيرة ضعيفة كاسفة البال وقد انقطعت عنها الطرق وخيفت السبل وبلغ الحال بهم إلى أن الرغيف الذي وزنه رطل من الخبز يباع في زقاق القناديل كبيع الطّرف في النداء بأربعة عشر درهما وبخمسة عشر درهما ويباع إردب القمح بثمانين دينارا، ثم عرم ذلك وتزايد إلى أن أكلت الدوابّ والكلاب والقطاط ثم اشتدت الحال إلى أن أكل الرجال الرجال ولذلك سمي الزقاق الذي يحضره الغشم زقاق القتلى لما كان يقتل فيه، وكان جماعة من العبيد الأقوياء قد سكنوا بيوتا قصيرة السقوف قريبة ممن يسعى في الطرقات ويطوف وقد أعدوا سكاكين وخطاطيف وهراوات ومجاذيف فإذا اجتاز أحد في الطريق رموا عليه الكلاليب وأشالوه إليهم في أقرب وقت وأسرع أمر ثم ضربوه بتلك الهراوات والأخشاب وشرحوا لحمه وشووه وأكلوه، فلما دخل أمير الجيوش فسّح للناس والعسكر في عمارة المساكن مما خرّب فعمّروا بعضه وبقي بعضه على خرابه، ثم اتفق في سنة 564 نزول الأفرنج على القاهرة فأضرمت النار في مصر لئلا يملكها العدوّ إذ لم يكن لهم بها طاقة، قال: ومن الدليل على دثور الخطط أنني سمعت الأمير تأييد الدولة تميم بن محمد المعروف بالصمصام يقول: حدثني القاضي أبو الحسن علي بن الحسين الخلعي يقول عن القاضي أبي عبد الله القضاعي انه قال: كان في مصر من المساجد ستة وثلاثون ألف مسجد وثمانية آلاف شارع مسلوك وألف ومائة وسبعون حمّاما، وفي سنة 572 قدم صلاح الدين يوسف بن أيوب من الشام بعد تملكه عليها إلى مصر وأمر ببناء سور على الفسطاط والقاهرة والقلعة التي على جبل المقطم فذرع دوره فكان تسعة وعشرين ألف ذراع وثلاثمائة ذراع بالذراع الهاشمي، ولم يزل العمل فيه إلى أن مات صلاح الدين فبلغ دوره على هذا سبعة أميال ونصف الميل وهي فرسخان ونصف.

سَرِفٌ

سَرِفٌ:
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، وآخره فاء، قال أبو عبيد: السّرف الجاهل، وأنشد لطرفة بن العبد:
إنّ امرأ سرف الفؤاد يرى، ... عسلا بماء سحابة، شتمي
وهو موضع على ستّة أميال من مكّة، وقيل: سبعة وتسعة واثني عشر، تزوّج به رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، ميمونة بنت الحارث وهناك بنى بها وهناك توفّيت، وفيه قال عبيد الله بن قيس الرّقيّات:
لم تكلّم، بالجلهتين، الرّسوم! ... حادث عهد أهلها أم قديم؟
سرف منزل لسلمة، فالظّه ... ران منّا منازل، فالقصيم
قال القاضي عياض: وأمّا الذي حمى فيه عمر، رضي الله عنه، فجاء فيه أنّه حمى السرف والربذة، كذا عند البخاري بالسين المهملة، وفي موطّإ ابن وهب الشرف، بالشين المعجمة وفتح الراء، وكذا رواه بعض رواة البخاري وأصلحه وهذا الصواب، وأمّا سرف فلا يدخله الألف واللام، وقال الحربي في تفسير الحديث: ما أحبّ أن أنفخ في الصلاة وإن لي ممر الشرف، بالشين المعجمة، كذا ضبطه وقال: خصّه بجودة نعمه، والله أعلم.

شِعْبٌ

شِعْبٌ:
بكسر أوّله، قال الجوهري: الشّعب والشّعب بالكسر والضم، الطريق في الجبل، والجمع الشعاب، وقال أبو منصور: ما انفرج بين جبلين فهو شعب، وقال أبو عبيد السكوني: الشعب ماء بين العقبة والقاع في طريق مكّة على ثلاثة أميال من العقبة حبس للماء عنده قباب خراب، وقال أبو بكر بن موسى:
الشّعب، بكسر الشين، جبل باليمامة.

صُلْصُلٌ

صُلْصُلٌ:
بالضم والتكرير، والصلصل: الراعي الحاذق، والصلصل: الفاختة، والصلصل: ناصية الفرس، وصلصل: موضع لعمرو بن كلاب وهو بأعلى دارها بنجد. وصلصل: ماء في جوف هضبة حمراء وفيه دارة، وقد ذكرت. وصلصل: بنواحي المدينة على سبعة أميال منها نزل بها رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يوم خرج من المدينة إلى مكّة عام الفتح، ولذلك قال عبد الله بن مصعب الزبيري يذكر العرصتين والعقيق والمدينة وصلصل:
أشرف على ظهر القديمة هل ترى ... برقا سرى في عارض متهلّل
نصح العقيق فبطن طيبة موهنا ... ثمّ استمرّ يؤمّ قصد الصّلصل
وكأنّما ولعت مخائل برقه ... بمعالم الأحباب ليست تأتلي
بالعرصتين يسحّ سحّا فالرّبى ... من بطن خاخ ذي المحلّ الأسهل
قال ابو زياد: ومن مياه بني عجلان صلصل قرب اليمامة.

الصَّرِيفُ

الصَّرِيفُ:
بالفتح ثمّ الكسر، وياء مثناة من تحت ساكنة، وفاء، أصل الصريف اللبن الذي ينصرف عن الضرع حارّا فإذا سكنت رغوته فهو الصريح، والصريف الخمر الطيبة، والصريف صوت الأنياب والأبواب: وهو موضع من النباج على عشرة أميال، وهو بلد لبني أسيّد بن عمرو بن تميم معترض للطريق مرتفع به نخل، وقال السكري: هؤلاء أخلاط حنظلة، وقال جرير:
لمن رسم دار همّ أن يتغيّرا، ... تراوحه الأرواح والقطر أعصرا؟
وكنّا عهدنا الدّار والدّار مرّة ... هي الدّار إذ حلّت بها أمّ يعمرا
ذكرت بها عهدا على الهجر والبلى، ... ولا بدّ للمشعوف أن يتذكّرا
أجنّ الهوى، ما أنس لا أنس موقفا ... عشيّة جرعاء الصّريف ومنظرا
تباعد هذا الوصل، إذ حلّ أهلنا ... بقوّ وحلّت بطن عرق فعرعرا
قوّ: بلاد واسعة، والنباج: بين قوّ والصريف، وصريفية في قول الأعشى تذكر في صريفون بعد هذا.

شَهْرَسْتَانُ

شَهْرَسْتَانُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وبعد الراء سين مهملة، وتاء مثناة من فوقها، وآخره نون، في عدّة مواضع، منها: شهرستان بأرض فارس، وربما سموها شرستان تخفيفا وهم يريدون بالاستان الناحية والشهر المدينة كأنها مدينة الناحية، قال البشاري: هي قصبة سابور وقد كانت عامرة آهلة طيبة، واليوم قد اختلّت وخرب أطرافها إلا أنها كثيرة الخيرات ومعدن الخصائص والأضداد ويجتمع بها الأترج والقصب والزيتون والعنب، وأسعارهم رخيصة، وبها بساتين كثيرة وعيون غزيرة ومساجد
محفوظة، ولها أربعة أبواب: باب هرمز وباب مهر وباب بهرام وباب شهر، وعليها خندق، والنهر دائر على القصبة كلها، وعلى طرف البلد قلعة تسمى دنبلا، وهناك مسجد يزعمون أن النبي، صلى الله عليه وسلم، صلى فيه، ومسجد الخضر بقرب القلعة، وهي في لحف جبل، والبساتين محيطة بها، وبها أثر قنطرة وقد اختلّت بعمارة كازرون، ومع ذلك فهي وبيئة، وجملة أهلها مصفرو الوجوه. وشهرستان أيضا: مدينة جيّ بأصبهان، وهي بمعزل عن المدينة اليهودية العظمى بينهما نحو ميل، ولها ثلاثة أسماء:
يقال لها المدينة وجيّ وشهرستان. وشهرستان أيضا:
بليدة بخراسان قرب نسا بينهما ثلاثة أميال، وهي بين نيسابور وخوارزم، وإليها تنتهي بادية الرمل التي بين خوارزم ونيسابور فإنها على طرفه، رأيتها في سنة 617 وقت هربي من خوارزم من التتر الذين وردوا وخرّبوا البلاد فوجدتها مدينة ليس بقربها بستان، ومزارعها بعيدة منها، والرمال متصلة بها، وقد شرع الخراب فيها، وقد جلا أكثر أهلها من خوف التتر، يعمل بها العمائم الطوال الرفاع، لم أر فيها شيئا من الخصائص المستحسنة، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم، منهم: محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح بن أبي القاسم بن أبي بكر الشهرستاني المتكلم الفيلسوف صاحب التصانيف، قال أبو محمد محمود بن محمد بن عباس بن أرسلان الخوارزمي في تاريخ خوارزم: دخل خوارزم واتخذ بها دارا وسكنها مدة ثم تحول إلى خراسان، وكان عالما حسنا حسن الخط واللفظ لطيف المحاورة خفيف المحاضرة طيّب المعاشرة، تفقه بنيسابور على أحمد الخوافي وأبي نصر القشيري وقرأ الأصول على أبي القاسم الأنصاري وسمع الحديث على أبي الحسن علي ابن أحمد بن محمد المدائني وغيره، ولولا تخبّطه في الاعتقاد وميله إلى هذا الإلحاد لكان هو الإمام، وكثيرا ما كنّا نتعجب من وفور فضله وكمال عقله كيف مال إلى شيء لا أصل له واختار أمرا لا دليل عليه لا معقولا ولا منقولا، ونعوذ بالله من الخذلان والحرمان من نور الإيمان، وليس ذلك إلا لإعراضه عن نور الشريعة واشتغاله بظلمات الفلسفة، وقد كان بيننا محاورات ومفاوضات فكان يبالغ في نصرة مذاهب الفلاسفة والذبّ عنهم، وقد حضرت عدة مجالس من وعظه فلم يكن فيها لفظ قال الله ولا قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا جواب عن المسائل الشرعية، والله أعلم بحاله، وخرج من خوارزم سنة 510، وحجّ في هذه السنة ثم أقام ببغداد ثلاث سنين، وكان له مجلس وعظ في النظامية وظهر له قبول عند العوام، وكان المدرس بها يومئذ أسعد الميهني وكان بينهما صحبة سالفة بخوارزم قرّبه أسعد لذلك، سمعت محمد بن عبد الكريم يقول: سئل يوما في محلة ببغداد عن سيدنا موسى، عليه السلام، فقال: التفت موسى يمينا ويسارا، فما رأى من يستأنس به صاحبا ولا جارا، فآنس من جانب الطور نارا، خرجنا نبتغي مكة حجّاجا وعمّارا، فلما بلغ الحيوة حاذى جملي جارا، فصادفنا بها ديرا ورهبانا وخمّارا. وكان قد صنّف كتبا كثيرة في علم الكلام، منها: كتاب نهاية الاقدام، وكتاب الملل والنحل، وكتاب غاية المرام في علم الكلام، وكتاب دقائق الأوهام، وكتاب الإرشاد إلى عقائد العباد، وكتاب المبدإ والمعاد، وكتاب شرح سورة يوسف بعبارة لطيفة فلسفية، وكتاب الأقطار في الأصول، ثم عاد إلى بلده شهرستان فمات بها في سنة 549 أو قريبا منها، ومولده سنة 469.

شَوْرَانُ

شَوْرَانُ:
بالفتح ثم السكون، والراء، وآخره نون، قال الأديبي: هو موضع لبني يربوع بأود، قال بعضهم:
أكلتها أكل من شوران صادمه
يقال: شرت الدابة شورا إذا عرضتها على البيع، ولعلّ هذا الموضع قد كانت تعرض فيه الدواب، قال نصر: شوران واد في ديار بني سليم يفرغ في الغابة، وهي من المدينة على ثلاثة أميال، قال أبو الأشعث الكندي: شوران جبل عن يسارك وأنت ببطن عقيق المدينة تريد مكة، وهو جبل مطلّ على السدّ مرتفع وفيه مياه كثيرة يقال لها البجيرات، وعن يمينك حينئذ عير، قال عرّام: ليس في جبال المدينة نبت ولا ماء غير شوران، فإن فيه مياه سماء كثيرة وفي كلّها سمك أسود مقدار الذراع وما دون ذلك أطيب سمك يكون، وحذاء شوران جبل يقال له ميطان، كانت البغوم صاحبة ريحان الخضري نذرت أن تمشي من شوران حتى تدخل من أبواب المسجد كلها مزمومة بزمام من ذهب، فقال شاعر:
يا ليتني كنت فيهم يوم صبّحهم ... من نقب شوران ذو قرطين مزموم
تمشي على نجس تدمى أناملها، ... وحولها القبطريات العياهيم
فبات أهل بقيع الدار يفعمهم ... مسك ذكيّ وتمشي بينهم ريم

شَفْرَعَمّ

شَفْرَعَمّ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الراء ثم عين مهملة مفتوحة، وميم مشددة: قرية كبيرة، بينها وبين عكّا بساحل الشام ثلاثة أميال، بها كان منزل صلاح الدين يوسف بن أيوب على عكا سنة 586 لمحاربة الفرنج الذين نزلوا على عكا وحاصروها.

شَعْفَيْن

شَعْفَيْن:
هي شعفان المذكورة قبل هذا، لكن رأيت أبا بكر وأبا الحسن قد أفردا له ترجمة فاقتديت بهما، والجوهري ذكره في الصحاح بلفظ الجمع فقال: شعفين، بكسر الفاء، موضع، وفي المثل:
لكن بشعفين كنت جدودا، قال: وأصله أن رجلا التقط منبوذة ورآها يوما تلاعب أترابها وتمشي على أربع وتقول: احلبوني فإنّي خلفة، فقال لها ذلك، والجدود: التي انقطع لبنها أو لا لبن لها، فأمّا الأزهري فضبطه كما ذكرنا آنفا، وذكر المثل، وقال السكري في كتاب اللصوص في شرح قول رجل من بني إنسان بن عتوارة بن غزيّة:
أتتنا بنو نصر ترجّ وطابها، وخرفانها مسموطة للتّزوّد إذا ما برئتم من يريم وأهله فردّوا عكاظيّا بكم للتصعّد فإنّي أرى أنّ المخاض أصابها بنو عامر أهل التهدّي وثهمد سرت من جنوب العزف ليلا فأصبحت بشعفين ما هذا بإدلاج أعبد شعفين: أكمتان بالسيّ، بينهما وبين العزف مسيرة أربعة أميال، وقال ابن مقبل:
تأمّل خليلي هل ترى ضوء بارق يمان مرته ريح نجد ففتّرا مرته الصّبا بالغور غور تهامة، فلمّا ونت عنه بشعفين أمطرا

شُعَبَى

شُعَبَى:
بضم أوّله، وفتح ثانيه ثمّ باء موحدة، والقصر، قال ابن خالويه في كتابه: ليس في كلام العرب فعلى، بضم أوّله وفتح ثانيه، غير ثلاثة ألفاظ: شعبى اسم موضع في بلاد بني فزارة، وأربى اسم للداهية، وأدمى، وقال نصر: شعبى جبل بحمى ضرية لبني كلاب، قال جرير يهجو العباس بن يزيد الكندي:
ستطلع من ذرى شعبى قواف على الكنديّ تلتهب التهابا أعبد حلّ في شعبى غريبا، ألؤما لا أبا لك واغترابا؟
قال ابن السيرافي: يقول: أنت من أهل شعبى ولست بكنديّ، أنت دعيّ فيهم أي عبد لهم حملت أمّك بك في شعبى، وقال أبو زياد: من بلاد الضباب بالحمى حمى ضرية شعبى، وهي جبال واسعة مسيرة يوم وزيادة ولمحارب فيها خط ومياه تسمّى الثّريّا، قال بعض الشعراء:
أرحني من بطن الجريب وريحه، ومن شعبى، لا بلّها الله بالقطر وبطن اللّوى تصعيده وانحداره، وقولهم هاتيك أعلامها القمر وقال الأصمعي: شعبى للضباب وبعضها لبني جعفر، قال بعضهم:
إذا شعبى لاحت ذراها كأنّها فوالج نجّت أو مجلّلة دهم تذكّرت عيشا قد مضى ليس راجعا علينا وأيّاما تذكّرها السقم قال: وقال آخر شعبى جبال منيعة متدانية بين أيسر الشمال وبين مغيب الشمس من ضرية قريبة على ثمانية أميال، قال: وعن حميد شعبى جبل أسود ماؤه سبيّة، ولشعبى شعاب فيها أوشال تحبس الماء من سنة إلى سنة، قال الجعفري:
لم ينجهم من شعبى شعابها

صَهْرَجْتُ

صَهْرَجْتُ:
قريتان بمصر متاخمتان لمنية غمر شمالي القاهرة معروفتان بكثرة زراعة السكر وتعرف بمدينة صهرجت بن زيد، وهي على شعبة النيل، بينها وبين بنها ثمانية أميال، ينسب إليها أبو الفرج محمد بن الحسن البغدادي من فقهاء الشيعة، له كتاب سمّاه قبس المصباح لعلّه اختصره من مصباح المتهجد للطوسي، وله شعر وأدب، ذكره الشيخي في تاريخه، ومن شعره:
قم يا غلام إلى المدام فسقّني، ... وأخفف على النّدمان كلّ عقار
أوما ترى وجه الرّبيع ونوره ... يزهو على الأنوار بالنّوار
ورد كأمثال الخدود ونرجس ... ترنو نواظره إلى النّظّار
فاقدح بأقداح السرور سرورنا، ... واصرف بشرب الخمر داء خماري

شَرَافٌ

شَرَافٌ:
بفتح أوّله، وآخره فاء، وثانيه مخفف، فعال من الشرف وهو العلوّ، قال نصر: ماء بنجد له ذكر كثير في آثار الصحابة ابن مسعود وغيره، قال الشماخ:
مرّت بنعفي شراف وهي عاصفة
وقال أبو عبيد السكوني: شراف بين واقصة والقرعاء على ثمانية أميال من الأحساء التي لبني وهب، ومن شراف إلى واقصة ميلان، وهناك بركة تعرف باللّوزة، وفي شراف ثلاث آبار كبار رشاؤها أقلّ من عشرين قامة وماؤها عذب كثير وبها قلب كثيرة طيبة الماء يدخلها ماء المطر، وقيل: شراف استنبطه رجل من العماليق اسمه شراف فسمي به، وقال الكلبي:
شراف وواقصة ابنتا عمرو بن معتق بن زمرة بن عبيل ابن عوض بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، وقال زميل بن زامل الفزاري قاتل ابن دارة:
لقد عضّني بالجوّ جوّ كتيفة، ... ويوم التقينا من وراء شراف
قصرت له الدّعصى ليعرف نسبتي ... وأنبأته أنّي ابن عبد مناف
رفعت له كفّي بأبيض صارم ... وقلت التحفه دون كلّ لحاف
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.