Ibn Fāris, Maqāyīs al-Lugha (d. 1004 CE) مقاييس اللغة لابن فارس

Search results for: كلم

حَنِثَ 

(حَنِثَ) الْحَاءُ وَالنُّونُ وَالثَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْإِثْمُ وَالْحَرَجُ. يُقَالُ حَنِثَ فُلَانٌ فِي كَذَا، أَيْ أَثِمَ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: بَلَغَ الْغُلَامُ الْحِنْثَ، أَيْ بَلَغَ مَبْلَغًا جَرَى عَلَيْهِ الْقَلَمُ بِالطَّاعَةِ وَالْمَعْصِيَةِ، وَأُثْبِتَتْ عَلَيْهِ ذُنُوبُهُ. وَمِنْ ذَلِكَ الْحِنْثُ فِي الْيَمِينِ، وَهُوَ الْخُلْفُ فِيهِ. فَهَذَا وَجْهُ الْإِثْمِ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ فُلَانٌ يَتَحَنَّثُ مِنْ كَذَا، فَمَعْنَاهُ يَتَأَثَّمُ. وَالْفَرْقُ بَيْنَ أَثِمَ وَتَأَثَّمَ، أَنَّ التَّأَثُّمَ التَّنَحِّي عَنِ الْإِثْمِ، كَمَا يُقَالُ حَرِجَ وَتَحَرَّجَ ; فَحَرِجَ وَقَعَ فِي الْحَرَجِ، وَتَحَرَّجَ تَنَحَّى عَنِ الْحَرَجِ. وَهَذَا فِي كَلِمَــاتٍ مَعْلُومَةٍ قِيَاسُهَا وَاحِدٌ.

وَمِنْ ذَلِكَ التَّحَنُّثُ وَهُوَ التَّعَبُّدُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: " «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِي غَارَ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ اللَّيَالِي ذَوَاتِ الْعَدَدِ ".»

حَمِدَ 

(حَمِدَ) الْحَاءُ وَالْمِيمُ وَالدَّالُ كَلِمَــةٌ وَاحِدَةٌ وَأَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى خِلَافِ الذَّمِّ. يُقَالُ حَمِدْتُ فُلَانًا أَحْمَدُهُ. وَرَجُلٌ مَحْمُودٌ وَمُحَمَّدٌ، إِذَا كَثُرَتْ خِصَالُهُ الْمَحْمُودَةُ غَيْرُ الْمَذْمُومَةِ. قَالَ الْأَعْشَى يَمْدَحُ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ، وَيُقَالُ إِنَّهُ فَضَّلَهُ بِــكَلِمَــتِهِ هَذِهِ عَلَى سَائِرِ مَنْ مَدَحَهُ يَوْمَئِذٍ:

إِلَيْكَ أَبَيْتَ اللَّعْنَ كَانَ كَلَالُهَا ... إِلَى الْمَاجِدِ الْفَرْعِ الْجَوَّادِ الْمُحَمَّدِ

وَلِهَذَا [الَّذِي] ذَكَرْنَاهُ سُمِّي نَبِيُّنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. وَيَقُولُ الْعَرَبُ: حُمَادَاكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا، أَيْ غَايَتُكَ وَفِعْلُكَ الْمَحْمُودُ مِنْكَ غَيْرُ الْمَذْمُومِ. وَيُقَالُ أَحْمَدْتُ فُلَانًا، إِذَا وَجَدْتَهُ مَحْمُودًا، كَمَا يُقَالُ أَبْخَلْتُهُ إِذَا وَجَدْتَهُ بَخِيلًا، وَأَعْجَزْتُهُ [إِذَا وَجَدْتَهُ] عَاجِزًا. وَهَذَا قِيَاسٌ مُطَّرِدٌ فِي سَائِرِ الصِّفَاتِ. وَأَهْيَجْتُ الْمَكَانَ، إِذَا وَجَدْتَهُ هَائِجًا قَدْ يَبِسَ نَبَاتُهُ. قَالَ:

وَأَهْيَجَ الْخَلْصَاءَ مِنْ ذَاتِ الْبُرَقْ

فَإِنْ سَأَلَ سَائِلٌ عَنْ قَوْلِهِمْ فِي صَوْتِ الْتِهَابِ النَّارِ الْحَمْدَةِ ; قِيلَ لَهُ: هَذَا لَيْسَ مِنَ الْبَابِ ; لِأَنَّهُ مِنَ الْمَقْلُوبِ وَأَصْلُهُ حَدَمَةُ. وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي مَوْضِعِهَا. 

يَلَّ 

(يَلَّ) الْيَاءُ وَاللَّامُ كَلِمَــةٌ وَاحِدَةٌ، هِيَ الْيَلَلُ: قِصَرُ الْأَسْنَانِ. قَالَ:

يَكْلَحُ الْأَرْوَقُ مِنْهَا وَالْأَيَلُّ

مَحَنَ 

(مَحَنَ) الْمِيمُ وَالْحَاءُ وَالنُّونُ كَلِمَــاتٌ ثَلَاثٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. الْأُولَى الْمَحْنُ: الِاخْتِبَارُ. وَمَحَنَهُ وَامْتَحَنَهُ. وَالثَّانِيَةُ: أَتَيْتُهُ فَمَا مَحَنَنِي شَيْئًا، أَيْ مَا أَعْطَانِيهِ. وَالثَّالِثَةُ مَحَنَهُ سَوْطًا: ضَرَبَهُ.

مَكَدَ 

(مَكَدَ) الْمِيمُ وَالْكَافُ وَالدَّالُ كَلِمَــةٌ تَدُلُّ عَلَى ثَبَاتٍ. وَمَكَدَ بِالْمَكَانِ: أَقَامَ. قَالَ أَبُو عَبِيدٍ: وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: نَاقَةٌ مَكُودٌ، إِذَا ثَبَتَ غُزْرُهَا. وَيُقَالُ إِنَّ الْبِئْرَ الْمَاكِدَةَ: الَّتِي ثَبَتَ مَاؤُهَا عَلَى قَرْنٍ وَاحِدٍ لَا يَتَغَيَّرُ. وَالْقَرْنُ. قَرْنُ الْقَامَةِ.

لَزَأَ 

(لَزَأَ) اللَّامُ وَالزَّاءُ وَالْهَمْزَةُ كَلِمَــتَانِ لَعَلَّهُمَا أَنْ يَكُونَا صَحِيحَتَيْنِ. يَقُولُونَ: لَزَّأَ الْإِبِلَ تَلْزِئَةً، إِذَا أَحْسَنَ رِعْيَتَهَا. وَيَقُولُونَ: لَعَنَ اللَّهُ أُمًّا لَزَأَتْ بِهِ، أَيْ وَلَدَتْهُ.

هَوَعَ 

(هَوَعَ) الْهَاءُ وَالْوَاوُ وَالْعَيْنُ: كَلِمَــتَانِ: الْهَوْعُ: سُوءُ الْحِرْصِ. يُقَالُ رَجُلٌ هَاعٌ.

وَالْــكَلِمَــةُ الْأُخْرَى: الْهُوَاعُ: الْقَيْءُ. يُقَالُ: هَاعَ يَهُوعُ وَتَهَوَّعَ. قَالَ الْخَلِيلُ: لَأُهَوِّعَنَّهُ مَا أَكَلَ، أَيْ لَأَسْتَخْرِجَنَّ مِنْ حَلْقِهِ مَا أَكَلَ.

حَرَفَ 

(حَرَفَ) الْحَاءُ الرَّاءُ وَالْفَاءُ ثَلَاثَةُ أُصُولٍ: حَدُّ الشَّيْءِ، وَالْعُدُولُ، وَتَقْدِيرُ الشَّيْءِ.

فَأَمَّا الْحَدُّ فَحَرْفُ كُلِّ شَيْءٍ حَدُّهُ، كَالسَّيْفِ وَغَيْرُهُ. وَمِنْهُ الْحَرْفُ، وَهُوَ الْوَجْهُ. تَقُولُ: هُوَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ، أَيْ طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} [الحج: 11] . أَيْ عَلَى وَجْهٍ وَاحِدٍ. وَذَلِكَ أَنَّ الْعَبْدَ يَجِبُ عَلَيْهِ طَاعَةُ رَبِّهِ تَعَالَى عِنْدَ السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، فَإِذَا أَطَاعَهُ عِنْدَ السَّرَّاءِ وَعَصَاهُ عِنْدَ الضَّرَّاءِ فَقَدْ عَبَدَهُ عَلَى حَرْفٍ. أَلَا تَرَاهُ قَالَ تَعَالَى: {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ} [الحج: 11] . وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ حَرْفٌ. قَالَ قَوْمٌ: هِيَ الضَّامِرُ، شُبِّهَتْ بِحَرْفِ السَّيْفِ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هِيَ الضَّخْمَةُ، شُبِّهَتْ بِحَرْفِ الْجَبَلِ، وَهُوَ جَانِبُهُ. قَالَ أَوْسٌ:

حَرْفٌ أَخُوهَا أَبُوهَا مِنْ مُهَجَّنَةٍ ... وَعَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ مِئْشِيرُ

وَقَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ:

حَرْفٌ أَخُوهَا أَبُوهَا مِنْ مُهَجَّنَةٍ ... وَعَمُّهَا خَالُهَا جَرْدَاءُ شِمْلِيلُ

وَالْأَصْلُ الثَّانِي: الِانْحِرَافُ عَنِ الشَّيْءِ. يُقَالُ انْحَرَفَ عَنْهُ يَنْحَرِفُ انْحِرَافًا. وَحَرَّفْتُهُ أَنَا عَنْهُ، أَيْ عَدَلْتُ بِهِ عَنْهُ. وَلِذَلِكَ يُقَالُ مُحَارَفٌ، وَذَلِكَ إِذَا حُورِفَ كَسْبُهُ فَمِيلَ بِهِ عَنْهُ، وَذَلِكَ كَتَحْرِيفِ الْكَلَامِ، وَهُوَ عَدْلُهُ عَنْ جِهَتِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يُحَرِّفُونَ الْــكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [النساء: 46] .

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: الْمِحْرَافُ، حَدِيدَةٌ يُقَدَّرُ بِهَا الْجِرَاحَاتُ عِنْدَ الْعِلَاجِ. قَالَ:

إِذَا الطَّبِيبُ بِمِحْرَافَيْهِ عَالَجَهَا ... زَادَتْ عَلَى النَّقْرِ أَوْ تَحْرِيكِهَا ضَجَمًا

وَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّ الْمُحَارَفَ مِنْ هَذَا، كَأَنَّهُ قُدِّرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ كَمَا تُقَدَّرُ الْجِرَاحَةُ بِالْمِحْرَافِ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ فُلَانٌ يَحْرُفُ لِعِيَالِهِ، أَيْ يَكْسِبُ. وَأَجْوَدُ مِنْ هَذَا أَنْ يُقَالَ فِيهِ إِنَّ الْفَاءَ مُبْدَلَةٌ مِنْ ثَاءٍ. وَهُوَ مِنْ حَرَثَ أَيْ كَسَبَ وَجَمَعَ. وَرُبَّمَا قَالُوا أَحْرَفَ فُلَانٌ إِحْرَافًا، إِذَا نَمَا مَالُهُ وَصَلُحَ. وَفُلَانٌ حَرِيفُ فُلَانٍ أَيْ مُعَامِلُهُ. وَكُلُّ ذَلِكَ مِنْ حَرَفَ وَاحْتَرَفَ أَيْ كَسَبَ. وَالْأَصْلُ مَا ذَكَرْنَاهُ.

حَقَّ 

(حَقَّ) الْحَاءُ وَالْقَافُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى إامِ الشَّيْءِ وَصِحَّتِهِ. فَالْحَقُّ نَقِيضُ الْبَاطِلِ، ثُمَّ يَرْجِعُ كُلُّ فَرْعٍ إِلَيْهِ بِجَوْدَةِ الِاسْتِخْرَاجِ وَحُسْنِ التَّلْفِيقِ وَيُقَالُ حَقَّ الشَّيْءُ وَجَبَ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: يَقُولُ الْعَرَبُ: " إِنَّكَ لَتَعْرِفُ الْحِقَّةَ عَلَيْكَ، وَتُعْفِي بِمَا لَدَيْكَ ". وَيَقُولُونَ: " لَمَّا عَرَفَ الْحِقَّةَ مِنِّي انْكَسَرَ ". وَيُقَالُ حَاقَّ فُلَانٌ فُلَانًا، إِذَا ادَّعَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، فَإِذَا غَلَبَهُ عَلَى الْحَقِّ قِيلَ حَقَّهُ وَأَحَقَّهُ. وَاحْتَقَّ النَّاسُ مِنَ الدَّيْنِ، إِذَا ادَّعَى كُلُّ وَاحِدٍ الْحَقَّ.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: " «إِذَا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الْحِقَاقِ فَالْعَصَبَةُ أَوْلَى» ".

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يُرِيدُ الْإِدْرَاكَ وَبُلُوغَ الْعَقْلِ. وَالْحِقَاقُ أَنْ تَقُولَ هَذِهِ أَنَا أَحَقُّ، وَيَقُولَ أُولَئِكَ نَحْنُ أَحَقُّ. حَاقَقْتُهُ حِقَاقًا. وَمَنْ قَالَ " نَصَّ الْحَقَائِقِ " أَرَادَ جَمْعَ الْحَقِيقَةِ.

وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا خَاصَمَ فِي صِغَارِ الْأَشْيَاءِ: " إِنَّهُ لَنَزِقُ الْحِقَاقِ " وَيُقَالُ طَعْنَةٌ مُحْتَقَّةٌ، إِذَا وَصَلَتْ إِلَى الْجَوْفِ لِشِدَّتِهَا، وَيُقَالُ هِيَ الَّتِي تُطْعَنُ فِي حَقِّ الْوَرِكِ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

وَهَلًا وَقَدْ شَرَعَ الْأَسِنَّةَ نَحْوَهَا ... مِنْ بَيْنِ مُحْتَقٍّ بِهَا وَمُشَرِّمِ

وَقَالَ قَوْمٌ: الْمُحْتَقُّ الَّذِي يُقْتَلُ مَكَانَهُ. وَيُقَالُ ثَوْبٌ مُحَقَّقٌ، إِذَا كَانَ مُحْكَمَ النَّسْجِ. قَالَ:

تَسَرْبَلْ جِلْدَ وَجْهِ أَبِيكَ إِنَّا ... كَفَيْنَاكَ الْمُحَقَّقَةَ الرُّقَاقَا

وَالْحِقَّةُ مِنْ أَوْلَادِ الْإِبِلِ: مَا اسْتَحَقَّ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ، وَالْجَمْعُ الْحِقَاقُ. قَالَ الْأَعْشَى: وَهُمُ مَا هُمُ إِذَا عَزَّتِ الْخَمْ ... رُ وَقَامَتْ زِقَاقُهُمْ وَالْحِقَاقُ

يَقُولُ: يُبَاعُ زِقٌّ مِنْهَا بِحِقٍّ. وَفُلَانٌ حَامِي الْحَقِيقَةِ، إِذَا حَمَى مَا يَحِقُّ عَلَيْهِ أَنْ يَحْمِيَهُ ; وَيُقَالُ الْحَقِيقَةُ: الرَّايَةُ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

حَامِي الْحَقِيقَةِ نَسَّالُ الْوَدِيقَةِ مِعْ ... تَاقُ الْوَسِيقَةِ لَا نِكْسٌ وَلَا وَانِ

وَالْأَحَقُّ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي لَا يَعْرَقُ ; وَهُوَ مِنَ الْبَابِ ; لِأَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ لِصَلَابَتِهِ وَقُوَّتِهِ وَإِحْكَامِهِ. قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ:

وَأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهَوَاتِ سَاطٍ ... كُمَيْتٌ لَا أَحَقُّ وَلَا شَئِيتُ

وَمَصْدَرُهُ الْحَقَقُ. وَقَالَ قَوْمٌ: الْأَقْدَرُ أَنْ يَسْبِقَ مَوْضِعُ رِجْلَيْهِ مَوْقِعَ يَدَيْهِ.

وَالْأَحَقُّ: أَنْ يُطَبِّقَ هَذَا ذَاكَ. وَالشَّئِيتُ: أَنْ يُقَصِّرَ مَوْقِعُ حَافِرِ رِجْلَيْهِ عَنْ مَوْقِعِ حَافِرِ يَدَيْهِ.

وَالْحَاقَّةُ: الْقِيَامَةُ ; لِأَنَّهَا تَحِقُّ بِكُلِّ شَيْءٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَــةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [الزمر: 71] . وَالْحَقْحَقَةُ أَرْفَعُ السَّيْرِ وَأَتْعَبُهُ لِلظَّهْرِ. وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ لِابْنِهِ: «خَيْرُ الْأُمُورِ أَوْسَاطُهَا، وَشَرُّ السَّيْرِ الْحَقْحَقَةُ» ". وَالْحُقُّ: مُلْتَقَى كُلِّ عَظْمَيْنِ إِلَّا الظَّهْرَ ; وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا صُلْبًا قَوِيًّا.

وَمِنْ هَذَا الْحُقُّ مِنَ الْخَشَبِ، كَأَنَّهُ مُلْتَقَى الشَّيْءِ وَطَبَقُهُ. وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ، وَالْجَمْعُ حُقَقٌ. وَهُوَ فِي شِعْرِ رُؤْبَةَ:

تَقْطِيطَ الْحُقَقْ

وَيُقَالُ فُلَانٌ حَقِيقٌ بِكَذَا وَمَحْقُوقٌ بِهِ. وَقَالَ الْأَعْشَى:

لَمَحْقُوقَةٌ أَنْ تَسْتَجِيبِي لِصَوْتِهِ ... وَأَنْ تَعْلَمِي أَنَّ الْمُعَانَ مُوَفَّقُ

قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي قِصَّةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: {حَقِيقٌ عَلَى} [الأعراف: 105] . قَالَ: وَاجِبٌ عَلَيَّ. وَمَنْ قَرَأَهَا حَقِيقٌ عَلَى فَمَعْنَاهَا حَرِيصٌ عَلَى.

قَالَ الْكِسَائِيُّ حُقَّ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ هَذَا وَحُقِقْتَ. وَتَقُولُ: حَقًّا لَا أَفْعَلُ ذَلِكَ، فِي الْيَمِينِ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَيُدْخِلُونَ فِيهِ اللَّامَ فَيَقُولُونَ: " [لَحَقٌّ] لَا أَفْعَلُ ذَاكَ "، يَرْفَعُونَهُ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ. وَيُقَالُ حَقَقْتُ الْأَمْرَ وَأَحْقَقْتُهُ، أَيْ كُنْتُ عَلَى يَقِينٍ مِنْهُ.

قَالَ الْكِسَائِيُّ: حَقَقْتُ حَذَرَ الرَّجُلِ وَأَحْقَقْتُهُ: [فَعَلْتُ] مَا كَانَ يُحَذِّرُ. وَيُقَالُ أَحَقَّتِ النَّاقَةُ مِنَ الرَّبِيعِ، أَيْ سَمِنَتْ.

وَقَالَ رَجُلٌ لِتَمِيمِيٍّ: مَا حِقَّةٌ حَقَّتْ عَلَى ثَلَاثِ حِقَاقٍ؟ قَالَ: هِيَ بَكْرَةٌ مَعَهَا بَكْرَتَانِ، فِي رَبِيعٍ وَاحِدٍ، سَمِنَتْ قَبْلَ أَنْ تَسْمَنَا ثُمَّ ضَبِعَتْ وَلَمْ تَضْبَعَا، ثُمَّ لَقِحَتْ وَلَمْ تَلْقَحَا.

قَالَ أَبُو عَمْرٍو: اسْتَحَقَّ لَقَحُهَا، إِذَا وَجَبَ. وَأَحَقَّتْ: دَخَلَتْ فِي ثَلَاثِ سِنِينَ. وَقَدْ بَلَغَتْ حِقَّتَهَا، إِذَا صَارَتْ حِقَّةً. قَالَ الْأَعْشَى:

بِحِقَّتِهَا رُبِطَتْ فِي اللَّجِي ... نِ حَتَّى السَّدِيسُ لَهَا قَدْ أَسَنْ

يُقَالُ أَسَنَّ السِّنُّ نَبَتَ.

حَسَّ 

(حَسَّ) الْحَاءُ وَالسِّينُ أَصْلَانِ: فَالْأَوَّلُ غَلَبَةُ الشَّيْءِ بِقَتْلٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَالثَّانِي حِكَايَةُ صَوْتٍ عِنْدَ تَوَجُّعٍ وَشَبَهِهِ.

فَالْأَوَّلُ الْحَسُّ: الْقَتْلُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: 152] .

وَمِنْ ذَلِكَ الْحَدِيثُ: " «حُسُّوهُمْ بِالسَّيْفِ حَسًّا» ". وَفِي الْحَدِيثِ فِي الْجَرَادِ: " «إِذَا حَسَّهُ الْبَرْدُ» ". وَالْحَسِيسُ: الْقَتِيلُ. قَالَ الْأَفْوَهُ:

وَقَدْ تَرَدَّى كُلُّ قِرْنٍ حَسِيسْ

وَيُقَالُ إِنَّ الْبَرْدَ مَحَسَّةٌ لِلنَّبَاتِ. وَمِنْ هَذَا حَسْحَسْتُ الشَّيْءَ مِنَ اللَّحْمِ، إِذَا جَعَلْتَهُ عَلَى الْجَمْرَةِ ; وحَشْتُ أَيْضًا. وَيَقُولُ الْعَرَبُ: افْعَلْ ذَلِكَ قَبْلَ حُسَاسِ الْأَيْسَارِ، أَيْ قَبْلَ أَنْ يُحَسْحِسُوا مِنْ جَزُورِهِمْ، أَيْ يَجْعَلُوا اللَّحْمَ عَلَى النَّارِ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ أَحْسَسْتُ، أَيْ عَلِمْتُ بِالشَّيْءِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ} [مريم: 98] . وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى قَوْلِهِمْ قَتَلْتُ الشَّيْءَ عِلْمًا. فَقَدْ عَادَ إِلَى الْأَصْلِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. وَيُقَالُ لِلْمَشَاعِرِ الْخَمْسِ الْحَوَاسُّ، وَهِيَ: اللَّمْسُ، وَالذَّوْقُ، وَالشَّمُّ، وَالسَّمْعُ، وَالْبَصَرُ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ: مِنْ أَيْنَ حَسِسْتَ هَذَا الْخَبَرَ، أَيْ تَخَبَّرْتَهُ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ لِلَّذِي يَطْرُدُ الْجُوعَ بِسَخَائِهِ: حَسْحَاسٌ. قَالَ:

وَاذْكُرْ حُسَيْنًا فِي النَّفِيرِ وَقَبْلَهُ ... حَسَنًا وَعُتْبَةَ ذَا النَّدَى الْحَسْحَاسَا وَالْأَصْلُ الثَّانِي: قَوْلُهُمْ حَسِّ، وَهِيَ كَلِمَــةٌ تُقَالُ عِنْدَ التَّوَجُّعِ. وَيُقَالُ حَسِسْتُ لَهُ فَأَنَا أَحَسُّ، إِذَا رَقَقْتُ لَهُ، كَأَنَّ قَلْبَكَ أَلِمَ شَفَقَةً عَلَيْهِ. وَمِنَ [الْبَابِ] الْحِسُّ، وَهُوَ وَجَعٌ يَأْخُذُ الْمَرْأَةَ عِنْدَ وِلَادِهَا. وَيُقَالُ انْحَسَّتْ أَسْنَانُهُ: انْقَلَعَتْ. وَقَالَ:

فِي مَعْدِنِ الْمُلْكِ الْقَدِيمِ الْكِرْسِ ... لَيْسَ بِمَقْلُوعٍ وَلَا مُنْحَسِّ

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ وَلَيْسَ بَعِيدًا مِنْهُ الْحُسَاسُ، وَهُوَ سُوءُ الْخُلُقِ. قَالَ:

رُبَّ شَرِيبٍ لَكَ ذِي حُسَاسِ ... شِرَابُهُ كَالْحَزِّ بِالْمَوَاسِي

وَيُقَالُ الْحُسَاسُ الشُّؤْمُ. فَهَذَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا، وَيَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْأَوَّلِ لِأَنَّهُ يَذْهَبُ بِالْخَيْرِ.

وَلَغَ 

(وَلَغَ) الْوَاوُ وَاللَّامُ وَالْغَيْنُ: كَلِمَــةٌ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ قَوْلُهُمْ: وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الْإِنَاءِ يَلَغُ، وَيُولَغُ إِذَا أَوْلَغَهُ صَاحِبُهُ. أَنْشَدَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانُ قَالَ: أَنْشَدَنَا ثَعْلَبٌ:

مَا مَرَّ يَوْمٌ إِلَّا وَعِنْدَهُمَا ... لَحْمُ رِجَالٍ أَوْ يُولَغَانِ دَمَا وَرَجُلٌ مُسْتَوْلِغٌ: لَا يُبَالِي ذَمًّا وَلَا عَارًا.

وَرَثَ 

(وَرَثَ) الْوَاوُ وَالرَّاءُ وَالثَّاءُ: كَلِمَــةٌ وَاحِدَةٌ، هِيَ الْوِرْثُ. وَالْمِيرَاثُ أَصْلُهُ الْوَاوُ. وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الشَّيْءُ لِقَوْمٍ ثُمَّ يَصِيرَ إِلَى آخَرِينَ بِنَسَبٍ أَوْ سَبَبٍ. قَالَ:

وَرِثْنَاهُنَّ عَنْ آبَاءِ صِدْقَ ... وَنُورِثُهَا إِذَا مِتْنَا بَنِينَا

هَوَفَ 

(هَوَفَ) الْهَاءُ وَالْوَاوُ وَالْفَاءُ: كَلِمَــةٌ وَاحِدَةٌ تَدُلُّ عَلَى خِفَّةٍ. يُقَالُ الْهُوفُ: الرِّيحُ تَأْتِي مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ. قَالَتْ أُمُ تَأَبَّطَ شَرًّا تُؤَبِّنُهُ: " مَا هُوَ بِهُلْفُوفٍ، تَلُفُّهُ هُوفٌ " وَبِذَلِكَ يُشَبَّهُ الْأَحْمَقُ، فَيُقَالُ لَهُ هُوفٌ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَرَجُلٌ هُوفٌ، إِذَا كَانَ خَاوِيًا لَا خَيْرَ عِنْدَهُ.

جَبَنَ 

(جَبَنَ) الْجِيمُ وَالْبَاءُ وَالنُّونُ ثَلَاثُ كَلِمَــاتٍ لَا يُقَاسُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ. فَالْجُبْنُ: الَّذِي يُؤْكَلُ، وَرُبَّمَا ثُقِّلَتْ نُونُهُ مَعَ ضَمِّ الْبَاءِ. وَالْجُبْنُ: صِفَةُ الْجَبَانِ. وَالْجَبِينَانُ: مَا عَنْ يَمِينِ الْجَبْهَةِ وَشِمَالِهَا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا جَبِينٌ.

جَبَعَ 

(جَبَعَ) الْجِيمُ وَالْبَاءُ وَالْعَيْنُ، يُقَالُ إِنَّ فِيهِ كَلِمَــتَيْنِ: إِحْدَاهُمَا الْجُبَّاعُ مِنَ السِّهَامِ: الَّذِي لَيْسَ لَهُ رِيشٌ وَلَيْسَ لَهُ نَصْلٌ. وَيُقَالُ الْجُبَّاعَةُ الْمَرْأَةُ الْقَصِيرَةُ.

هَدَّ 

(هَدَّ) الْهَاءُ وَالدَّالُ: أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى كَسْرٍ وَهَضْمٍ وَهَدْمٍ. وَهَدَدْتُهُ هَدًّا: هَدَمْتُهُ. وَيَرْجِعُ الْبَابُ كُلُّهُ إِلَىا الْقِيَاسِ. فَالْهَدُّ مِنَ الرِّجَالِ: الضَّعِيفُ، كَأَنَّهُ هُدَّ. وَرِجَالٌ هَدُّونَ. وَقَدْ خُولِفَ الْأَصْمَعِيُّ فَخَبَّرَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانُ، عَنْ ثَعْلَبٍ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ قَالَا: الْهَدُّ مِنَ الرِّجَالِ: الْجَوَادُ الْكَرِيمُ، وَالْجَبَانُ هِدٌّ بِالْكَسْرِ. وَأَنْشَدُوا:

لَيْسُوا بِهَدِّينَ فِي الْحُرُوبِ إِذَا ... تُعْقَدُ فَوْقَ الْحَرَاقِفِ النُّطُقُ

فَإِنْ كَانَ كَذَا فَالْجَبَانُ هِدٌّ، أَيْ مَهْدُودٌ، كَذِبْحٍ لِلْمَذْبُوحِ. وَالْهَدُّ: الْكَرِيمُ الْهَادُّ لِمَالِهِ.

وَمِمَّا يَجْرِي مَجْرَى الْأَصْوَاتِ الْهَدَّةِ: صَوْتُ وَقْعِ الْحَائِطِ. وَالْهُدْهُدُ مَعْرُوفٌ. وَهَدْهَدَ الْحَمَامُ: صَوَّتَ. وَهَدْهَدَتِ الْمَرْأَةُ ابْنَهَا: حَرَّكَتْهُ لِيَنَامَ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ وَلَا أَعْرِفُ لَهُ قِيَاسًا، قَوْلُهُمْ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ هَدَّكَ مِنْ رَجُلٍ، كَقَوْلِهِمْ: حَسْبُكَ مِنْ رَجُلٍ. وَهِيَ كَلِمَــةٌ كَذَا تُقَالُ. قَالَ:

وَلِي صَاحِبٌ فِي الْغَارِ هَدَّكَ صَاحِبًا ... هُوَ الْجَوْنُ إِلَّا أَنَّهُ لَا يُعَلَّلُ

قَهَدَ 

(قَهَدَ) الْقَافُ وَالْهَاءُ وَالدَّالُ كَلِمَــةٌ وَاحِدَةٌ. يَقُولُونَ: الْقَهْدُ مِنْ وَلَدِ الضَّأْنِ يَضْرِبُ لَوْنُهُ إِلَى الْبَيَاضِ.

وَخَضَ 

(وَخَضَ) الْوَاوُ وَالْخَاءُ وَالضَّادُ: كَلِمَــةٌ، وَهِيَ الطَّعْنُ غَيْرُ جَائِفٍ. وَوَخَضَهُ بِالرُّمْحِ.

كَمَحَ 

(كَمَحَ) الْكَافُ وَالْمِيمُ وَالْحَاءُ كَلِمَــاتٌ لَا تَنْقَاسُ، وَفِي بَعْضِهَا شَكٌّ، غَيْرَ أَنَّا ذَكَرْنَا مَا ذَكَرُوهُ. قَالُوا: أَكْمَحَ الْكَرْمُ، إِذَا تَحَرَّكَ لِلْإِيرَاقِ. وَقَالُوا رَجُلٌ كَوْمَحٌ: عَظِيمُ الْأَلْيَتَيْنِ. وَيَقُولُونَ: كَمَحَ الْفَرَسَ، إِذَا كَبَحَهُ.

نَكَشَ 

(نَكَشَ) النُّونُ وَالْكَافُ وَالشِّينُ كَلِمَــةٌ تَدُلُّ عَلَى الْأَتْيِ عَلَى الشَّيْءِ. يُقَالُ: أَتَوْا عَلَى عُشْبٍ فَنَكَشُوهُ. وَيَقُولُونَ: هُوَ بَحْرٌ لَا يُنْكَشُ، كَمَا يَقُولُونَ: لَا يُنْزَفُ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.