Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فكه

الكَهَّةُ

الكَهَّةُ: الناقةُ الضَّخْمَةُ المُسِنَّةُ، والعجوزُ، والنابُ مَهْزولَةً كانت أو سَمِينَةً.
وكَهَّ يَكِهُّ كُهوهاً: هَرِمَ،
وـ السَّكْرانُ: إذا اسْتُنْكِهَ فَكَهَّ في وجْهِكَ.
والكَهْكَهَةُ: الحَرارةُ،
وـ من الأَسَدِ: حكايةُ صَوْتِهِ، وتَنَفُّسُ المَقْرورِ في يَدِهِ إذا خَصِرَتْ، وحِكايَةُ صَوْتِ البَعيرِ في هَدِيرِهِ.
والكَهْكَاهَةُ: المُتَهَيِّبُ، والجارِيةُ السَّمِينَةُ.

العَضَنَّكُ

العَضَنَّكُ، كعَمَلَّسٍ: الغَليظُ الشَّديدُ، والفَرْجُ العَظيمُ المُكْتَنِزُ، والمرأةُ اللفَّاءُ التي ضاقَ مُلْتَقَى فَخِذَيْها مَعَ تَرارتها، وبهاءٍ: اللحيمَةُ المُضْطَرِبَةُ، والعَظيمَةُ الرَّكَبِ كالعَضَنَّكِ.
عَفِكَ، كفرِحَ، عَفْكاً وعَفَكاً، فهو أعْفَكُ وعَفِكٌ، ككتِفٍ وأميرٍ وجَنْدَلٍ: حَمُقَ جِدًّا.
وعَفَكَ الكلامَ يَعْــفِكُهُ: لم يُقِمْهُ، أو لَفَتَه لَفْتاً.
والأَعْفَكُ: الأَعْسَرُ، ومَن لا يُحْسِنُ العَمَلَ، ومن لا يَثْبُتُ على حَديثٍ. وأبو عَفَكٍ اليَهودِيُّ، محرَّكةً: قَتَلَهُ سالِمُ بنُ عُمَيْرٍ في سَريَّةٍ جَهَّزَها النبيُّ، صلى الله عليه وسلم.
والعَفْكاءُ: الناقةُ فيها صُعوبَةٌ.
العُكَّةُ، مُثَلَّثَةً،
والعَكَكُ، محرَّكةً،
والعَكيكُ، كأميرٍ وكِتابٍ: شِدَّةُ الحَرِّ مَعَ سُكونِ الريحِ، ج: عِكاكٌ أيضاً.
وأرضٌ عُكَّةٌ، نَعْتاً وإِضافَةً: حارَّةٌ.
ويومٌ عَكٌّ وعَكيكٌ،
ولَيْلَةٌ عَكَّةٌ: شَديدَةُ الحَرِّ مَعَ لَثَقٍ واحْتِباسِ ريحٍ. وقد عَكَّ يومُنا يَعِكُّ عَكًّا.
والعُكَّةُ، بالضم: آنِيَةُ السَّمْنِ، أصْغَرُ من القِرْبَةِ، ج: عُكَكٌ وعِكاكٌ، وعُرَواءُ الحُمَّى، والرَّمْلَةُ الحارَّةُ قد حَمِيَتْ عليها الشمسُ، ويُفْتَحُ فيهما، ولَوْنٌ يَعْلو النوقَ عندَ لِقاحِها مثلُ كَلَفِ المرأةِ.
وقد أعَكَّتِ الناقةُ: تَبَدَّلَتْ لَوْناً غيرَ لَوْنِها.
وعَكَّهُ عليه: عَطَفَه،
كَعاكَّهُ،
وـ فلاناً: حَدَّثَهُ بحَديثٍ فاسْتَعادَهُ منه مَرَّتَيْنِ أو ثلاثاً، وماطَلَهُ. بحَقِّهِ،
وـ بشَرٍّ: كَرَّرَهُ عليه،
وـ عن حاجَتِهِ: صَرَفَهُ، وحَبَسَهُ،
وـ بالحُجَّةِ: قَهَرَهُ بها،
وـ بالأمْرِ: رَدَّهُ حتى أتْعَبَهُ،
وـ بالسَّوْطِ: ضَرَبَه،
وـ الكَلامَ: فَسَّرَهُ.
والعَكَوَّكُ، كحَزَوَّرٍ: القَصيرُ المُلَزَّزُ، أو السَّمينُ، والمَكانُ الصُّلْبُ، أو السَّهْلُ، وبِلا لامٍ: رَجُلٌ.
ورَجُلٌ مِعَكٌّ، كمِتَلٍّ: خَصِمٌ ألَدُّ.
وفَرَسٌ مِعَكٌّ: يَجْري قَليلاً ثم يَحْتاجُ إلى الضَّرْبِ.
وائْتَزَرَ إزْرَةَ عَكَّ وَكَّ، وإِزْرَةَ عَكَّى، كحَتَّى، وهو: أن يُسْبِلَ طَرَفَيْ إزارِه، ويَضُمَّ سائرَهُ.
وعَكَّاءُ، مَمْدودَةً: د. وعَكُّ بنُ عُدْثانَ، بالثاءِ المُثَلَّثَةِ، ابنِ عبدِ اللهِ بنِ الأزْدِ وليسَ ابنَ عَدْنانَ أخا مَعَدٍّ، ووهِمَ الجوهريُّ، ولَقَبُ الحارِثِ بنِ الدِّيثِ بنِ عَدْنان في قولٍ، والأوَّلُ الصوابُ.
والعُكَّى، كرُبَّى: سَويقُ المُقْلِ.
عَلَكَهُ يَعْلِكُه ويَعْلُكُه: مَضَغَه ولَجْلَجَه،
وـ اللِّجامَ: حَرَّكَهُ في فيه،
وـ نابَيْهِ: حَرَقَ أحَدَهُما بالآخَرِ، فَحَدَثَ صَوْتٌ.
وطعامٌ عالِكٌ وعَلِكٌ، ككتِفٍ: مَتِينُ المَمْضَغَةِ.
والعِلْكُ، بالكسر: صَمْغُ الصَّنَوْبَرِ والأَرْزَةِ والفُسْتُقِ والسَّرْوِ واليَنْبوتِ والبُطْمِ، وهو أجْوَدُها، مُسَخِّنٌ مُدِرٌّ باهِيٌّ، ج: عُلُوكٌ،
وبائِعُه: عَلاَّكٌ.
وما ذاقَ عُلاكاً، كغُرابٍ وسحابٍ: ما يُعْلَكُ.
وعَلَّكَ القِرْبَةَ تَعْليكاً: أجادَ دَبْغَها،
وـ مالَه: أحْسَنَ القِيامَ عليه،
وـ يدَيهِ على مالِهِ: شَدَّهُما بُخْلاً.
والعَلِكَةُ، كفرِحةٍ: شِقْشِقَةُ الجَمَلِ عندَ الهَديرِ،
وـ من الأراضي: القريبَةُ الماءِ.
والعَلِكاتُ: الأَنْيابُ الشِّدادُ.
والعَلَكُ، محرَّكةً، وكسحابٍ وغُرابٍ وجَبَلٍ: شجرةٌ حِجازِيَّةٌ.
والعَوْلَكُ: عِرْقٌ في الخَيْلِ والأتُنِ والغَنَمِ، غامِضٌ في البُظارةِ، ولَجْلَجَةٌ في اللسانِ.
واعْلَنْكَكَ الشَّعَرُ: كَثُرَ واجْتَمَعَ.
والعَلَكَةُ، محرَّكةً: الناقةُ السمينةُ الحَسَنَةُ.
عَنَكَ الرَّمْلُ عنْكاً وعُنوكاً، وهي رَمْلَةٌ عانكٌ: تَعَقَّدَ وارْتَفَعَ، فلم يكن فيه طريقٌ،
كتَعَنَّكَ،
وـ المرأةُ: نَشَزَتْ، وعَصَتْ،
وـ اللَّبَنُ: خَثُرَ،
وـ فلانٌ: ذهَبَ في الأرضِ،
وـ الفرسُ: حَمَلَ وكَرَّ،
وـ الرَّمْلُ، والدَّمُ: اشْتَدَّتْ حُمْرَتُهُما،
وـ البعيرُ: سار في الرَّمْلِ فلم يَكَدْ يَتَخَلَّصُ منه،
كاعْتَنَكَ،
وـ البابَ: أغْلَقَهُ،
كأَعْنَكَهُ.
والعانِكُ: اللازِمُ، والمرأةُ السَّمينَةُ.
والعِنْكُ، بالكسر: الأصْلُ، ويُحَرَّكُ، وسُدْفَةٌ من الليلِ، من أوَّلِهِ إلى ثُلُثِه، أو قطْعَةٌ منه مُظْلِمَةٌ، أو الثُّلُثُ الباقي، ويُثَلَّثُ،
وـ من كلِّ شيءٍ: ما عَظُمَ منه، والبابُ،
وبالضم: جمعُ عَنيكٍ: للرَّمْلِ المُتَعَقِّدِ. وكمنْبَرٍ: المِغْلَقُ.
وعَنَكَهُ وأعْنَكَهُ: أغْلَقَه.
والعَنْكُ: ع.
وكزُفَرَ: ة بالبَحْرينِ.
وأعْنَكَ: تَجَرَ في الأبوابِ، ووَقَعَ في الرَّمْلِ الكثيرِ، وأما العاتِكُ: للأحْمَرِ، والدَّمُ العاتِكُ، فكِلاهُما بالمُثَّناةِ فَوْقُ، ووهِمَ الجوهريُّ.

أفَكَ

أفَكَ، كضَرَبَ وعَلِمَ، إفْكاً، بالكسر والفتح والتحريك، وأُفُوكاً: كَذَبَ،
كأَفَّكَ فهو أفَّاكٌ وأفيكٌ وأفُوكٌ،
وـ عنه يَأْــفِكُه أفْكاً: صَرَفَه وقَلَبَه، أو قَلَبَ رأْيَه،
وـ فلاناً: جَعَلَهُ يَكْذِبُ، وحَرَمَهُ مرادَهُ.
والمُؤْتَفِكاتُ: مَدائِنُ قُلِبَتْ على قومِ لوطٍ، عليه الصلاةُ والسلامُ، والرِّياحُ التي تَقْلِب الأرضَ، أو تَخْتَلِفُ مَهابُّها، ويقال: إذا كَثُرَتِ المُؤْتَفِكاتُ زَكَتِ الأرضُ. وكأَميرٍ: العاجِزُ القليلُ الحيلةِ والحزمِ، والمَخْدوعُ عن رَأيِهِ،
كالمَأْفوكِ، وبهاءٍ: الكَذِبُ، ج: أفائِكُ.
وأفْكانُ: د.
والأَفِكَةُ، كفَرِحَةٍ: السَّنَةُ المُجْدِبَةُ.
والأَفَكُ، مُحرَّكةً: مَجْمَعُ الفَكِّ والخَطْمَيْنِ، وبالضمِّ: جَمْعُ أَفوكٍ: للكَذَّابِ. وائْتَفَكَتِ البَلْدَةُ: انْقَلَبَتْ.
والمَأْفوكُ: المكانُ لم يُصِبْهُ مَطَرٌ، ولَيْسَ به نَباتٌ، وهي: بهاءٍ، والضَّعيفُ العَقْلِ، وفعْلُهُما: كعُنِيَ، أفْكاً، بالفتحِ.

شاطَ

شاطَ يَشيطُ شَيْطاً وشَيْطُوطَةً وشِياطَةً، بالكسر: احْتَرَقَ،
وـ السَّمْنُ والزَّيْتُ: خَثُرا، أو نَضِجَ حتى كادَ يَهْلِكُ،
وـ فلان: هَلَكَ، ومنه: الشيطانُ في قولٍ،
وـ الجَزُورُ: تَنَفَّقَتْ،
وـ الدِّماءَ: خَلَطَها، كأنه سَفَكَ دمَ القاتِلِ على دَمِ المَقْتُولِ،
وـ في الأمْرِ: عَجِلَ،
وـ دَمُهُ: ذَهَبَ،
وـ القِدْرُ: لَصِقَ بأسْفَلِهَا شيءٌ مُحْتَرِقٌ.
وأشاطَهُ: أحْرَقَهُ،
كشَيَّطَهُ، وأهْلَكَهُ،
وـ اللحمَ: فَرَّقَهُ،
وـ دمَهُ وبدَمِهِ: أذْهَبَهُ، أو عَمِلَ في هَلاكِهِ، أو عَرَّضَهُ للقَتْلِ،
وـ دَمَ الجَزُورِ: سَــفَكَهُ.
واسْتَشَاطَ عليه: التَهَبَ غَضَباً،
وـ الحَمامُ: طار نشيطاً،
وـ من الأمرِ: خَفَّ له.
والمُسْتَشِيطُ: المُبَالِغُ في الضَّحِكِ،
وـ من الجِمالِ: السمينُ.
والمِشْيَاطُ: السريعةُ السِّمَنِ منها
ج: مَشاييطُ.
والتَّشْييطُ: لَحْمٌ يُشْوَى للقومِ، اسْمٌ كالتَّمْتينِ. وكمُعَظَّمٍ: اسم،
والشَّيِّطُ، كسَيِّدٍ: فَرَسُ خُزَزِ بنِ لَوْذَانَ، وفَرَسُ أُنَيْفِ بنِ جَبَلَةَ.
وتَشَيَّطَ: احْتَرَقَ،
وـ فلانٌ: نَحِلَ من كثْرَةِ الجِماعِ.
والشَّيْطِيُّ، كصَيْفِيٍّ: الغُبَارُ الساطِعُ في السماء. وشيطَى كضِيزَى: عَلَمٌ، وككِتابٍ: ريحُ قُطْنَةٍ مُحْتَرِقَةٍ.
والشَّيِّطانِ، كَكَيِّسٍ، مُثَنَّى: قاعانِ بالصَّمَّانِ فيهما مَساكاتٌ للمَطَرِ.

الغَرَضُ

الغَرَضُ فِي التَّشْبِيه: مَا يَقْصِدهُ الْمُتَكَلّم فِي إِيرَاد التَّشْبِيه.

الطَّرْدُ والعَكْسُ: أَن يكون الْغَرَض فِي التَّشْبِيه عَائِدًا إِلَى الْمُشبه بِهِ.
الغَرَضُ، محرَّكةً: هَدَفٌ يُرْمَى فيه
ج: أغْراضٌ، والضَّجَرُ، والمَلالُ، والشَّوْقُ، غَرِضَ كفرِحَ فيهما، والمَخافَةُ.
وغَرُضَ الشيء غِرَضاً، كصَغُرَ صِغَراً،
فهو غَريضٌ، أي: طَرِيٌّ.
والغَريضُ: المُغَنِّي المُجِيدُ، وماء المَطَرِ،
كالمَغْرُوضِ، وكلُّ أبْيَضَ طَرِيٍّ، والطَّلْعُ،
كالإِغْرِيضِ فيهما.
وغَرَضَ الإِناءَ يَغْرِضُهُ: مَلأَهُ،
كأَغْرَضَهُ، ونَقَصَهُ عن المِلْء، ضِدٌّ،
وـ السِّقَاءَ: مَخَضَهُ فإذا ثَمَّرَ، صَبَّهُ فَسَقَاهُ القومَ،
وـ السَّخْلَ: فَطَمَهُ قبلَ إناهُ،
وـ الشيءَ: اجْتَنَاهُ طَرِياً، أو أخَذَهُ كذلك،
كغَرَّضَهُ فيهما.
والغَرْضُ للرَّحْلِ: كالحِزَامِ للسَّرْجِ
ج: غُروضٌ وأغْرَاضٌ،
كالغُرْضَةِ، بالضم
ج: ككُتُبٍ وكُتْبٍ، وشُعْبَةٌ في الوادِي غير كامِلَةٍ، أو أكْبَرُ من الهَجيجِ
ج: غُرْضانٌ، بالضم والكسر، ومَوْضِعُ ماء ترَكْتَه فلم تَجْعَلْ فيه شيئاً، والتَّثَنِّي، وأن يكونَ سَميناً فَيُهْزَلَ، فَيَبْقَى في جَسَدِهِ غُروضٌ، والكَفُّ، وإعْجَالُ الشيء عن وقْتِهِ.
والمغْرِضُ، كمَنْزِلٍ، من البَعيرِ: كالمَحْزِمِ للفَرَسِ.
وطَوَى الثَّوْبَ على غُروضِهِ، أي: غُرورِهِ.
وفي الأنْفِ غُرْضَانِ، بالضم: وهو ما انْحَدَرَ من قَصَبَةِ الأنْفِ من جانبَيْهِ جَميعاً.
والغارِضُ من الأُنوفِ: الطويلُ، ومَنْ وَرَدَ الماء باكِراً.
وأغْرَضَ لهم غَرِيضاً: عَجَنَ عجيناً ابْتَكَرَهُ، ولم يُطْعِمْهُمْ بائتاً.
وـ الناقَةَ: شدَّهَا بالغُرْضَةِ،
كغَرَضَها غَرْضاً.
وغَرَّضَ تَغْريضاً: أكَلَ اللَّحْمَ الغَرِيضَ، وتَــفَكَّهَ.
وتَغَرَّضَ الغُصْنُ: انْكَسَرَ ولم يَتحَطَّمْ.
وغارَضَ إبِلَهُ: أوْرَدَها بُكْرَةً.

الماذِيُّ

الماذِيُّ: العَسَلُ الأَبْيَضُ، أو الجديدُ، أو خالصهُ، أو جَيِّدُه، والدِّرْعُ اللَّيِّنَةُ السَّهْلَةُ،
كالماذِيَّةِ، والسلاحُ كُلُّه.
والماذيَّةُ: الخَمْرُ.
والماذُ: الحَسَنُ الخُلُقِ، الــفَكِهُ النفس.

كَهَّ 

(كَهَّ) الْكَافُ وَالْهَاءُ لَيْسَ فِيهِ مِنَ اللُّغَةِ شَيْءٌ إِلَّا مَا يُشْبِهُ الْحِكَايَةَ، يُقَالُ كَهَّ السَّكْرَانُ، إِذَا اسْتَنْكَهْتَهُ فَكَهَّ فِي وَجْهِكَ. وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ. وَيَقُولُونَ: كَهْكَهَ الْأَسَدُ فِي زَئِيرِهِ. ثُمَّ يَقُولُونَ: الْكَهَكَاهُ مِنَ الرِّجَالِ: الضَّعِيفُ. وَيُنْشِدُونَ:

وَلَا كَهْكَاهَةٌ بَرَمٌ ... إِذَا مَا اشْتَدَّتِ الْحِقَبُ

وَلَا مَعْنَى عِنْدِي لِقَوْلِهِمْ إِنَّهُ الضَّعِيفُ. وَهَذَا كَالتَّجَوُّزِ، وَإِنَّمَا يُرَادُ أَنَّهُ يَكُهُّ فِي وَجْهِ سَائِلِهِ. وَالْبَابُ كُلُّهُ وَاحِدٌ.

حذب

الْحَاء والذال وَالْبَاء

الذبْحُ: قطع الْحُلْقُوم من بَاطِن. ذبحَه يذَبحُه ذبحا فَهُوَ مَذْبُوح وذَبيحٌ، من قوم ذَبحَى وذَباحَي. وَكَذَلِكَ التيس والكبش من كباش ذَبحَى وذَباحَي. وشَاة ذبيحةٌ وذَبيحٌ، من نعاج ذَبحَى وذبائحَ، وَكَذَلِكَ النَّاقة. وذبَّحَه كذَبَحَه، وَقيل: إِنَّمَا ذَلِك للدلالة على الْكَثْرَة، وَفِي التَّنْزِيل: (يُذَبِّحونَ أبْناءَكم) وَقد قريء: (يَذْبحُونَ أبناءكم) . قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الْقِرَاءَة الْمُجْتَمع عَلَيْهَا بِالتَّشْدِيدِ، وَالتَّخْفِيف شَاذ. وَالْقِرَاءَة الْمُجْتَمع عَلَيْهَا بِالتَّشْدِيدِ أبلغ، لِأَن يُذَبِّحونَ للتكثير، ويَذْبحون يصلح أَن يكون للقليل وَالْكثير، وَمعنى التكثير أبلغ.

والذِّبْحُ: اسْم مَا ذُبِحَ. وَفِي التَّنْزِيل: (وَفَدَيْناهُ بذِبْحٍ عَظِيمٍ) يَعْنِي كَبْش إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام.

وأذَّبَحَ الْقَوْم، اتَّخذُوا ذَبيحَةً.

والمِذبَحُ: السكين.

والمَذْبَحُ: مَوضِع الذَّبحِ من الْحُلْقُوم.

وذبائحُ الْجِنّ: أَن يَشْتَرِي الدَّار ويستخرج مَاء الْعين وَمَا أشبه فيُذْبَحَ لَهَا ذَبيحَةٌ للطيرة. وَفِي الحَدِيث: نهى عَن ذَبَائِح الْجِنّ.

والذابحُ: شعر ينْبت بَين النصيل والمذبَحِ.

والذُبَاحُ والذِّبَحَةُ والذُّبَحةُ والذُّبْحةُ: دم يخنق الْإِنْسَان فيقتله. وَقيل: الذُّبَحَةُ وجع الْحلق كَأَنَّهُ يُذْبَحُ.

والذُبَاحُ: الْقَتْل أيا كَانَ. والذِّبْحُ: الْقَتِيل.

والذَّبْحُ: الشق، قَالَ:

كأنَّ بينَ فَكِّهــا والفَكِّ

فارَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ بِسُكِّ

وَأما قَول أبي ذُؤَيْب فِي صفة خمر: إِذا فُضَّتْ خواتِمُها وبُجَّتْ ... يُقالُ لهَا دَمُ الوَدَجِ الذَّبيحِ

فَإِنَّهُ أَرَادَ المذبوحَ عَنهُ، أَي المشقوق من أَجله، هَذَا قَول الْفَارِسِي. وَقَول أبي ذُؤَيْب أَيْضا.

وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعَبيرِ كأنَّه ... دِماءُ ظِباءٍ بالنُّحُورِ ذَبيحُ

ذبيحٌ، وصف للدماء. وَفِيه شَيْئَانِ: أَحدهمَا وَصفه الدَّم بِأَنَّهُ ذبيحٌ، وَإِنَّمَا الذَّبيحُ صَاحب الدَّم لَا الدَّم، وَالْآخر انه وصف الْجَمَاعَة بِالْوَاحِدِ. فَأَما وَصفه الدَّم بالذبيح فَإِنَّهُ على حذف الْمُضَاف، أَي كَأَنَّهُ دِمَاء ظباء بالنحور ذَبيحٌ ظباؤه، ثمَّ حذف الْمُضَاف وَهُوَ الظباء فارتفع الضَّمِير الَّذِي كَانَ مجرورا لوُقُوعه موقع الْمَرْفُوع الْمَحْذُوف لما استتر فِي ذبيحٍ. وَأما وَصفه الدِّمَاء وَهِي جمَاعَة بِالْوَاحِدِ، فَلِأَن فعيلا يُوصف بِهِ الْمُذكر والمؤنث، وَالْوَاحد وَمَا فَوْقه على صُورَة وَاحِدَة، قَالَ رؤبة:

دَعْها فَمَا النَّحوِىُّ من صَدِيقِها

وَقَالَ عز وَجل: (إنَّ رحمَةَ اللهِ قريبٌ من المحسِنينَ) .

والذَّبائحُ: شقوق فِي أَصَابِع الرجل مِمَّا يَلِي الصَّدْر، وَاسم ذَلِك الدَّاء الذُبَاحُ.

والذُبَاحُ: تحزز وتشقق بَين أَصَابِع الصّبيان من التُّرَاب.

والمَذْبَحُ: ضرب من الْأَنْهَار كَأَنَّهُ شقّ أَو انْشَقَّ.

والمَذْبَحُ: الْمِحْرَاب والمقصورة وَنَحْوهمَا، وَمِنْه حَدِيث مَرْوَان انه أَتَى بِرَجُل ارْتَدَّ عَن الْإِسْلَام وَكَعب شَاهد، فَقَالَ كَعْب: أدخلوه المَذْبَح وضعُوا التَّوْرَاة وحلفوه بِاللَّه، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والمَذْبَحُ: مَا بَين أصل الفوق وَبَين الريش.

والذُّبَحُ: نَبَات لَهُ أصل يقشر عَنهُ قشر أسود فَيخرج أَبيض كَأَنَّهُ جزرة بَيْضَاء، طيب يُؤْكَل. واحدته ذُبَحَةٌ وذِبَحَةٌ، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة عَن الْفراء وَقَالَ أَبُو حنيفَة أَيْضا: قَالَ أَبُو عَمْرو: الذُّبَحَةُ شَجَرَة تنْبت على سَاق نبتا كالكراث، ثمَّ يكون لَهَا زهرَة صفراء، وَأَصلهَا مثل الجزرة، وَهِي حلوة ولونها أَحْمَر، قَالَ الْأَعْشَى فِي صفة خمر: وشَمُولٍ تَحسبُ العَينُ إِذا ... صُفِّقَتْ حُمْرَتها نَوْرَ الذُّبَحْ

والذُّبَحُ والذُبَاحُ: نَبَات من السم، قَالَ رؤبة:

يَسْقيهمُ منْ خَلَلِ الصِّفاح

كأسا من الذّيفانِ والذُّبَاحِ

وَقَالَ آخر:

إِنَّمَا قَوْلك سم وذُبَحْ

والذُّبَحُ أَيْضا: نور أَحْمَر.

وَحيا الله هَذِه الذُّبَحَةَ: أَي الطلعة.

وَسعد الذَّابحِ: منزلَة من منَازِل الْقَمَر.

هَفَكَ

(هَفَكَ)
(س) فِيهِ «قُلْ لأمَّتِكَ فَلْتَهْــفَكْه فِي القُبور» أَيْ لِتُلْقِه فِيهَا. وَقَدْ هَــفَكَهُ، إِذَا ألقاهُ. والتَّهَفُّكُ: الاضْطِراب والاسْترْخاء فِي المشْي.

غَلَلَ

(غَلَلَ)
قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «الغُلُول» فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ الْخِيَانَةُ فِي المغْنَم والسَّرقَة مِنَ الغَنِيمة قَبْلَ القِسْمة. يُقَالُ: غَلَّ فِي المَغْنم يَغُلُّ غُلُولًا فَهُوَ غَالٌّ. وكلُّ مَن خَانَ فِي شَيْءٍ خِفُيْةَ فَقَدْ غَلَّ.
وسُمِّيت غُلُولًا لِأَنَّ الأيْدِي فِيهَا مَغْلُولَة: أَيْ مَمْنوعة مَجْعُول فِيهَا غُلٌّ، وَهُوَ الحَدِيدة الَّتِي تَجْمَع يَد الْأَسِيرِ إِلَى عُنُقه. وَيُقَالُ لَهَا جامِعَة أَيْضًا. وَأَحَادِيثُ الغُلُول فِي الْغَنِيمَةِ كَثِيرَةٌ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ صُلْحِ الحُديْبِيَة «لَا إِغْلَال وَلَا إسْلال» الإِغْلَال: الْخِيَانَةُ أَوِ السَّرِقَةُ الْخَفِيَّةُ، والإسلام: مِن سَلَّ البَعيرَ وغيرَه فِي جَوْف اللَّيْلِ إِذَا انْتَزَعَهُ مِنْ بَيْنِ الْإِبِلِ، وَهِيَ السَّلَّةُ.
وَقِيلَ: هُوَ الغَارة الظَّاهرة، يُقَالُ: غَلَّ يَغُلُّ وسَلَّ يَسُلّ، فأمَّا أَغَلَّ وأسَلَّ فَمَعْنَاهُ صَارَ ذَا غُلُول وسَلَّة. وَيَكُونُ أَيْضًا أَنْ يُعين غَيْرَهُ عَلَيْهِمَا.
وَقِيلَ الإِغْلَال: لُبْس الدُّرُوع. والإسْلال: سلّ السّيوف. [هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ثلاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قلبُ مُؤمن» هُوَ مِنَ الإِغْلَال: الخيانةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
ويُروى «يَغِلُّ» بِفَتْحِ الْيَاءِ، مِنَ الغِلِّ وَهُوَ الحِقْد والشَّحْناء: أَيْ لَا يَدْخُله حقْد يُزِيلُه عَنِ الحقِّ.
ورُوي «يَغِلُ» بالتَّخفيف، مِنَ الوُغول: الدُّخول فِي الشَّرّ.
وَالْمَعْنَى أَنَّ هَذِهِ الْخِلَالَ الثَّلَاثَ تُسْتَصْلَح بِهَا القلوبُ، فَمَنْ تَمسَّك بِهَا طَهُر قَلْبُه مِنَ الخِيانة والدَّغَل والشَّر.
وَ «عَلَيْهِنَّ» فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، تَقْدِيرُهُ لَا يَغِلُّ كَائِنًا عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ «غَلَلْتُم وَاللَّهِ» أَيْ خُنْتم فِي القَول وَالْعَمَلِ وَلَمْ تَصْدُقوا.
(س) وَحَدِيثِ شُريح «لَيْسَ عَلَى المُسْتَعير غيرِ المُغِلّ ضمانٌ، وَلَا عَلَى المُسْتَوْدَع غَيْرِ المُغِلّ ضمَان» أَيْ إِذَا لَمْ يَخُن فِي العارِية وَالْوَدِيعَةِ فَلَا ضَمانَ عَلَيْهِ، مِنَ الإِغْلَال: الخِيانة.
وَقِيلَ: المُغِلّ هَاهُنَا المُسْتَغِلّ، وَأَرَادَ بِهِ القابِض، لِأَنَّهُ بالقَبْض يَكُونُ مُسْتَغِلًّا.
وَالْأَوَّلُ الوجْه.
وَفِي حَدِيثِ الْإِمَارَةِ «فَكَّه عَدْلُه أَوْ غَلَّهُ جَوْرُه» أَيْ جَعَلَ فِي يدِه وعُنُقه الغُلُّ، وَهُوَ القَيْد المُخْتَصُّ بِهِمَا.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ وذَكر النِّساء فَقَالَ «مِنهنّ غُلٌّ قَمِلٌ» كَانُوا يَأْخُذُونَ الْأَسِيرَ فيَشُدُّونه بالِقِّد وَعَلَيْهِ الشَّعر، فَإِذَا يَبِسَ قَمِلَ فِي عُنُقِه، فَتَجْتَمِع عَلَيْهِ مِحْنَتان: الغُلُّ والقَمْل.
ضَرَبَهُ مَثَلا لِلْمَرْأَةِ السَّيئة الخلُق الْكَثِيرَةِ المهْر، لَا يَجد بَعْلُها مِنْهَا مَخْلَصا.
(س) وَفِيهِ «الغَلَّة بِالضَّمَانِ» هُوَ كَحَدِيثِهِ الْآخَرِ «الخراجُ بالضَّمان» وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْخَاءِ.
والغَلَّة: الدَّخْل الَّذِي يَحْصُل مِنَ الزَّرْع والثَّمر، وَاللَّبَنِ وَالْإِجَارَةِ والنِّتاج وَنَحْوِ ذَلِكَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «كُنْتُ أُغَلِّلُ لِحَية رَسُولِ اللَّهِ بالغَالِيَة» أَيْ ألطَخُها وألبِسُها بِهَا. قَالَ الفَرّاء: يُقَالُ تَغَلَّلْتُ بِالْغَالِيَةِ، وَلَا يُقَالُ تَغَلَّيْت. وَأَجَازَهُ الْجَوْهَرِيُّ.

التلوين

(التلوين) تَقْدِيم الألوان من الطَّعَام للتــفكه والتلذذ وَيُطلق على تَغْيِير أسلوب الْكَلَام إِلَى أسلوب آخر وَهُوَ أَعم من الِالْتِفَات (مو)
التلوين: مقام الطلب والفحص عن طريق الاستقامة. وقال ابن عربي

غَلِقَ

(غَلِقَ)
(هـ) فِيهِ «لَا يَغْلَقُ الرَّهْنُ بِمَا فِيهِ» يُقَالُ: غَلِقَ الرَّهْنُ يَغْلَقُ غُلُوقاً. إِذَا بَقِيَ فِي يَدِ المرْتَهِن لَا يَقْدرُ رَاهِنُه عَلَى تَخْليصِه. وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَسْتَحقّه المرْتَهِن إِذَا لَمْ يَسْتَــفكّه صاحبُه.
وَكَانَ هَذَا مِنْ فِعْل الْجَاهِلِيَّةِ، أَنَّ الرَّاهن إِذَا لَمْ يؤدِّ مَا عَلَيْهِ فِي الوَقت المُعَيَّن ملَكَ المرْتَهِن الرَّهْن، فأبْطَله الْإِسْلَامُ.
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: يُقَالُ غَلِقَ البابُ، وانْغَلَقَ واسْتَغْلَقَ، إِذَا عَسُر فَتْحُه. والغَلَق فِي الرَّهْنِ: ضِدّ الفَكّ، فَإِذَا فَكّ الراهنُ الرهْنَ فَقَدْ أطْلَقه مِنْ وَثَاقِه عِنْدَ مُرْتَهِنه. وَقَدْ أَغْلَقْتُ الرَّهن فغَلِقَ: أَيْ أوْجَبْتُه فوَجَب للمرْتَهِن.
[هـ] وَمِنْهُ قَوْلُ حُذَيفة بْنِ بَدْرٍ لقَيس بْنِ زُهَيْر «حِينَ جَاءَهُ فَقَالَ: مَا غَدَا بِك؟ قَالَ:
جئتُ لأوَاضِعَك الرِّهَان، قَالَ: بَلْ غَدَوْت لتُغْلِقَه» أَيْ جئتُ لتَضَعَ الرَّهْن وتُبْطِله. فَقَالَ: بَلْ جئتَ لتُوجبَه وتُؤكَّده.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ورجُلٌ ارْتَبط فَرَساً ليُغَالِقَ عَلَيْهَا» أَيْ لِيُرَاهِنَ. والمَغَالِق: سِهَامُ الْمَيْسِرِ، وَاحِدُهَا: مِغْلَق بِالْكَسْرِ، كَأَنَّهُ كَرِه الرِّهان فِي الْخَيْلِ إِذَا كَانَ عَلَى رَسْم الجاهليَّة.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا طَلاقَ وَلَا عَتَاقَ فِي إِغْلَاق» أَيْ فِي إكْراه، لأنَّ المُكْرَه مُغْلَق عَلَيْهِ فِي أمْره ومُضَيَّق عَلَيْهِ فِي تصَرُّفه، كَمَا يُغْلَقُ البابُ عَلَى الْإِنْسَانِ .
وَفِي حَدِيثِ قتْل أَبِي رافِع «ثُمَّ عَلَّق الأَغَالِيق عَلَى وَدٍّ » هِيَ المفاتِيح، واحِدُها: إِغْلِيق.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ «شفاعةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَن أوْثَق نَفْسَه، وأَغْلَقَ ظَهْره» غَلِقَ ظَهْر الْبَعِيرِ إِذَا دَبِرَ، وأَغْلَقَه صاحِبُه إِذَا أثْقَل حمْلَه حَتَّى يَدْبَر، شَبَّه الذُّنوب الَّتِي أثْقَلَت ظَهْر الْإِنْسَانِ بِذَلِكَ.
[هـ] وَفِي كِتَابِ عُمَرَ إِلَى أَبِي مُوسَى «إيَّاك والغَلَقَ والضَّجَر» الغَلَق بالتَّحريك: ضِيقُ الصَّدر وقلَّة الصَّبر. ورَجُلٌ غَلِق: سَيِّئُ الخُلُق.

غَرِمَ

(غَرِمَ)
(هـ) فِيهِ «الزَّعِيم غَارِم» الزَّعيم: الكَفِيلُ، والغَارِم: الَّذِي يَلْتَزِم مَا ضَمِنَه وتكَفَّل بِهِ ويُؤدِّيه. والغُرْم: أَدَاءُ شَيْءٍ لازِم. وَقَدْ غَرِمَ يَغْرَمُ غُرْماً.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «الرَّهْنُ لِمَنْ رَهَنَه، لَهُ غُنْمُه وَعَلَيْهِ غُرْمُه» أَيْ عَلَيْهِ أَدَاءُ مَا يَــفُكُّه بِهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا تَحِلّ المسئلة إلاَّ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِع» أَيْ حاجَة لاِزمة مِنْ غَرَامَة مُثْقَلة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي الثَّمر المُعَلَّق «فَمَنْ خَرَجَ بِشَيْءٍ مِنْهُ فَعَلَيْهِ غَرَامَة مثْلَيْه والعُقُوبة» قِيلَ: هَذَا كَانَ فِي صَدْرِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ نُسخ، فَإِنَّهُ لَا واجبَ عَلَى مُتْلِف الشَّيْءِ أكثرُ مِنْ مِثْله.
وقيل: هُوَ عَلَى سَبيل الوَعيد ليُنْتَهى عَنْهُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «فِي ضالَّة الْإِبِلِ المَكْتُومة غَرَامَتُها ومِثْلُها معَها» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أعُوذ بِكَ مِنَ المَأثَم والمَغْرَم» هُوَ مَصدْرٌ وُضِع مَوْضع الِاسْمِ، ويُرِيدُ بِهِ مَغْرَم الذُّنوب والمَعاصِي.
وَقِيلَ: المَغْرَم كالغُرْم، وَهُوَ الدَّيْن، ويُريدُ بِهِ مَا اسْتُدِين فِيمَا يْكَرُهه اللَّهُ، أَوْ فِيمَا يَجُوز ثُمَّ عَجز عَنْ أَدَائِهِ، فَأَمَّا دَيْنٌ احْتَاجَ إِلَيْهِ وَهُوَ قَادِرٌ عَلى أدَائه فَلَا يُسْتَعاذُ مِنْهُ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ «وَالزَّكَاةُ مَغْرَماً» أَيْ َيرى رَبُّ الْمَالِ أَنَّ إخْراج زَكاتِه غَرَامَة يَغْرَمُها.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ «ضَرَبَهم اللَّهُ بذُلٍّ مُغْرَم» أَيْ لازِم دائِم. يُقَالُ: فُلَان مُغْرَم بِكَذَا أَيْ لَاِزم لَهُ ومُولَع بِهِ.
وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ «فاشْتَدّ عَلَيْهِ بَعْض غُرَّامِه فِي التَّقَاضِي» الغُرَّام: جَمْعُ غَرِيم كالغُرَمَاء، وَهُمْ أَصْحَابُ الدَّين، وَهُوَ جمعٌ غَرِيب. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكرُها فِي الْحَدِيثِ مُفرداً وَمَجْمُوعًا وَتَصْرِيفًا. 

سَفَكَ

(سَفَكَ)
فِيهِ «أَنْ يَسْفِكُوا دماءَهم» السَّفْكُ: الإراقُة والإجْراءُ لِكُلِّ مَائِعٍ. يُقَالُ:
سَفَكَ الدَّمَ وَالدَّمْعَ وَالْمَاءَ يَسْــفِكُهُ سَفْكاً، وكأنَّه بِالدَّمِ أخصُّ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
سَفَكَ الدَّمَ يَسْــفِكُه، فهو مَسْفُوكٌ وسَفِيكٌ: صَبَّهُ فانْسَفَكَ،
وـ الكلامَ: نَثَرَهُ. وكمِنْبَرٍ: المِكْثارُ. وكشَدَّادٍ: البَليغُ القادِرُ على الكلامِ.
والسُّفْكَةُ، بالضم: اللُّمْجَةُ. وكصَبورٍ: النَّفْسُ، والكَذَّابُ.

سَحَتَ

(سَحَتَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ أحْمى لجُرشَ حِمًى، وَكَتَبَ لَهُمْ بِذَلِكَ كِتَابًا فِيهِ: فَمَنْ رَعَاهُ مِنَ النَّاس فمالُه سُحْتٌ» يُقَالُ مالُ فُلَانٍ سُحْتٌ: أَيْ لَا شَيْءَ عَلَى مَنِ استهْلكه، ودَمُه سُحْتٌ:
أَيْ لَا شىءَ عَلَى مَنْ سَــفَكه. واشِتقاقُه من السَّحْتِ وهو الإهْلاك والاستِئصال. والسُّحْتُ: الحَرَام الَّذِي لَا يَحِلُّ كسْبُه، لِأَنَّهُ يَسْحَتُ الْبَرَكَةَ: أَيْ يُذْهبها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ رَواحة وخَرْص النَّخل «أَنَّهُ قَالَ لِيَهُودِ خَيْبَرَ لَمَّا أرَادوا أَنْ يَرْشُوه:
أتُطْعموني السُّحْت» أَيِ الحَرَام. سَمَّى الرَّشْوة فِي الْحُكْمِ سُحْتاً.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُسْتَحَلُّ فِيهِ كَذَا وَكَذَا، والسُّحْتُ بالهدِيَّة» أَيِ الرَّشْوة فِي الحُكم والشَّهادة وَنَحْوِهِمَا. ويَرِد فِي الْكَلَامِ عَلَى الْحَرَامِ مَرَّةً وَعَلَى الْمَكْرُوهِ أُخْرَى، وَيُسْتَدَلُّ عَلَيْهِ بِالْقَرَائِنِ. وَقَدْ تكرَّر فِي الْحَدِيثِ.

زَمَتَ

(زَمَتَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ أَزْمَتِهِمْ فِي المَجْلِس» أي أرْزَنهم وأوْقَرِهم.
يقال: رَجُلٌ زَمِيتٌ وزِمِّيتٌ، هَكَذَا ذَكَرَهُ الهرَوى فِي كِتَابِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . والَّذي جاءَ فِي كِتَابِ أَبِي عُبيد وَغَيْرِهِ قَالَ فِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ «كَانَ مِنْ أفْكَه النَّاس إِذَا خَلا مَعَ أهْله وأَزْمَتِهِمْ فِي المَجْلس» ولعلَّهما حَدِيثَانِ.

الاستقراء

الاستقراء:
[في الانكليزية] Induction
[ في الفرنسية] Induction
لغة التتبّع من استقريت الشيء إذا تتبعته.
وعند المنطقيين قول مؤلف من قضايا تشتمل على الحكم على الجزئيات لإثبات الحكم الكلّي. وقولهم الاستقراء هو الحكم على كلّي لوجوده في أكثر جزئياته، وكذا قولهم هو تصفّح الجزئيات لإثبات حكم كلّي لا يخلو عن التسامح لأن الاستقراء قسم من الدليل فيكون مركّبا من مقدمات تشتمل على ذلك الحكم والتصفّح، فالأول تعريف بالغاية المترتبة عليه، والثاني تعريف بالسبب، والمراد بالجزئي الجزئي الإضافي. ثم الاستقراء قسمان: تام ويسمّى قياسا مقسّما بتشديد السين المكسورة، وهو أن يستدل بجميع الجزئيات ويحكم على الكل وهو قليل الاستعمال، كما يقال كل جسم إمّا حيوان أو نبات أو جماد وكلّ واحد منها متحيّز ينتج كل جسم متحيّز، وهو يفيد اليقين. وناقص وهو أن يستدل بأكثر الجزئيات فقط ويحكم على الكلّ وهو قسيم القياس. ولذا عدّوه من لواحق القياس وتوابعه، وهو يفيد الظن كقولنا كل حيوان يتحرك فكّه الأسفل عند المضغ لأن الإنسان والفرس والحمار والبقر وغير ذلك مما تتبعناه كذلك، فإنه يفيد الظن لجواز التخلّف كما في التمساح.
قال السيّد السّند في حاشية شرح التجريد لا بدّ في الاستقراء من حصر الكلّي في جزئياته ثم إجراء حكم واحد على تلك الجزئيات ليتعدّى ذلك الحكم إلى ذلك الكلّي، فإن كان ذلك الحصر قطعيا بأن يتحقق أن ليس له جزئي آخر كان ذلك الاستقراء تاما وقياسا مقسّما، فإن كان ثبوت ذلك الحكم لتلك الجزئيات قطعيا أيضا أفاد الجزم بالقضية الكلية، وإن كان ظنيا أفاد الظنّ بها، وإن كان ذلك الحصر ادّعائيا بأن يكون هناك جزئي آخر لم يذكر ولم يستقرأ حاله لكنه ادعى بحسب الظاهر أن جزئياته ما ذكر فقط أفاد ظنا بالقضية الكلّية، لأن الفرد الواحد ملحق بالأعمّ للأغلب في غالب الظن، ولم يفد يقينا لجواز المخالفة، انتهى.

قال المولوي عبد الحكيم: هذا تحقيق نفيس يفيد الفرق الجلي بين القياس المقسّم والاستقراء الناقص والشّكّ الذي عرض لبعض الناظرين من أنه لا يجب ادّعاء الحصر في الاستقراء الناقص كما يشهد به الرجوع إلى الوجدان فمدفوع بأنه إن أراد به عدم التصريح به فمسلّم، وإن أراد عدمه صريحا وضمنا فممنوع فإنه كيف يتعدى الحكم إلى الكلّي بدون الحصر.
(الاستقراء) تتبع الجزئيات للوصول إِلَى نتيجة كُلية
الاستقراء: الحكم على كلي لوجوده في أكثر جزئياته، فلو كان في كلها لم يكن استقراء بل قياسا مقسما ويسمى هذا الاستقراء استقراء ناقصا لعدم حصول مقدماته إلا بتتبع الجزئيات، نحو كل حيوان يحرك فكه الأسفل عند المضغ فهو، ناقص لا يفيد اليقين لمكن وجود جزئي لم يستقرأ ويكون حكمه مخالفا للمستقرأ كالتمساح.
الاستقراء: فِي اللُّغَة التفحص والتتبع وَفِي اصْطِلَاح المنطقيين هُوَ الْحجَّة الَّتِي يسْتَدلّ فِيهَا من استقراء حكم الجزئيات على حكم كليها فَإِن كَانَ اسْتِدْلَال فِيهَا من استقراء حكم جَمِيع الجزئيات فالاستقراء تَامّ وَإِلَّا فناقص وَتَسْمِيَة الْحجَّة الْمَذْكُورَة بالاستقراء لَيْسَ على سَبِيل الارتجال أَي بِلَا مُلَاحظَة الْمُنَاسبَة بل على سَبِيل النَّقْل وملاحظة الْمُنَاسبَة كَمَا لَا يخفى.
الاستقراء: هو الحكم على كليٍّ لوجوده في أكثرِ جزئياته.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.