Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عرقوب

زَحَفَ

(زَحَفَ)
فِيهِ «اللَّهُمَّ اغفِرْ لَهُ وإنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ» أَيْ فرَّ مِنَ الْجِهَادِ ولِقاءِ العدُوِّ فِي الحرْب. والزَّحْفُ: الْجَيْشُ يَزْحَفُونَ إِلَى العَدُوّ: أَيْ يَمْشُون. يُقَالُ زَحَفَ إِلَيْهِ زَحْفاً إِذَا مَشَى نَحْوَهُ. (هـ) وَفِيهِ «إِنَّ رَاحِلَتَهُ أَزْحَفَتْ» أَيْ أعْيَت ووقفَت. يُقَالُ أَزْحَفَ البَعِيرُ فَهُوَ مُزْحِفٌ إِذَا وَقَفَ مِنَ الإعْياء، وأَزْحَفَ الرجُل إِذَا أَعْيَتْ دابَّتُه، كَأَنَّ أمْرَها أفْضَى إِلَى الزَّحْف. وَقَالَ الخطَّابي: صوابُه: أُزْحِفَتْ عَلَيْهِ، غَيْرَ مُسمَّى الْفَاعِلِ. يُقَالُ زُحِفَ البَعير إِذَا قَامَ مِنَ الإعْياء. وأَزْحَفَهُ السفَر. وزَحَفَ الرجُل إِذَا انسَحَب عَلَى اسْتِهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَزْحَفُونَ عَلَى أسْتاهِهم» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
زَحَفَ إليه، كمَنَعَ، زحْفاً وزُحوفاً وزَحَفَاناً: مَشَى
وـ الدَّبَا: مَشَى قُدُماً.
والزَّحْفُ: الجَيْشُ يَزْحَفونَ إلى العَدُوِّ.
وـ الصَّبيُّ: يَزْحَفُ قَبْلَ أنْ يَمْشِيَ،
وـ البَعيرُ: إذا أعْيا فجَرَّ فِرْسِنَهُ، فهو زاحِفٌ، وهي زَحوفٌ وزاحِفَةٌ من زَوَاحِفَ.
ومزَاحِفُ الحَيَّاتِ: مَواضِعُ مَدَبِّها،
وـ السَّحابِ: حَيْثُ وقَعَ قَطْرُهُ.
والمُزَيْحِفَةُ: ة بِزَبيدَ. وكزُبَيْرٍ: جَبَلٌ، وبِئْرٌ.
ونارُ الزَّحْفَتَيْنِ: نارُ الشيحِ والأَلاءِ، لأنهُ يُسْرِعُ الاشْتِعالُ فيهما.
والزَّحَنْفَفَةُ: الذي يَكادُ عُرْقوبــاهُ يَصْطَكَّان، ومَنْ يَزْحَفُ على الأرض. وكهُمَزَةٍ: مَنْ لا يَسيحُ في البِلادِ، وسَمَّوْا زاحِفاً وزَحَّافاً، كشَدَّادٍ.
وأزحَفَ لَنا بَنو فُلانٍ: صارُوا زَحْفاً،
وـ فلانٌ: انتهى إلى غايةِ ما طَلَبَ،
وـ البَعيرُ: أعْيا، فهو مُزْحِفٌ،
ومُعْتادُهُ: مِزْحافٌ.
وتَزاحَفوا في القِتالِ: تَدانَوْا. وككتابٍ في الشِّعْرِ: أن يَسْقُطَ بين الحرْفَينِ حَرْفٌ فَيَزْحَفَ أحدُهُما إلى الآخَرِ،
والشِّعْرُ مُزاحَفٌ، بفتح الحاءِ.
وتَزَحَّفَ إليه: تَمَشَّى،
كازْدَحَفَ.

عَقَبَ

(عَقَبَ)
(هـ) فِيهِ «مَن عَقَّبَ فِي صَلاةٍ فَهُوَ فِي صلاةٍ» أَيْ أقامَ فِي مُصلاَّه بَعْدَ مَا يَفْرُغُ مِنَ الصَّلَاةِ. يُقَالُ: صَلَّى القومُ وعَقَّبَ فُلان.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «والتَّعْقِيب فِي الْمَسَاجِدِ بانْتِظار الصَّلاة بَعْدَ الصَّلَاةِ» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا كَانَتْ صلاةُ الخَوف إلاَّ سَجْدَتين، إلاَّ أَنَّهَا كَانَتْ عُقَباً» أَيْ تُصَلِّي طائفةٌ بَعْدَ طائفةٍ، فَهُمْ يَتَعَاقَبُونَها تَعَاقُبَ الغُزَاة.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وأنَّ كلَّ غازِيةٍ غَزَتْ يَعْقِبُ بعضُها بَعْضًا» أَيْ يَكُونُ الغَزْوُ بينَهُم نُوَباً، فَإِذَا خَرَجت طائفةٌ ثُمَّ عادَت لَمْ تُكَلَّف أَنْ تَعُودَ ثَانِيَةً حَتَّى تَعْقُبَها أخْرى غيرُها.
(هـ س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَنَّهُ كَانَ يُعَقِّبُ الْجُيوش فِي كلِّ عامٍ» .
(هـ) وَحَدِيثُ أَنَسٍ «أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ التَّعْقِيب فِي رَمَضان فأمرَهم أَنْ يُصَلُّوا فِي الْبُيُوتِ» التَّعْقِيب: هُوَ أَنْ تَعْمَل عَمَلا ثُمَّ تَعُودَ فِيهِ، وَأَرَادَ بِهِ هَاهُنَا: صَلَاةَ النَّافلة بَعْدَ التَّراويح، فكَره أَنْ يُصَلّوا فِي الْمَسْجِدِ، وأحبَّ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي الْبُيُوتِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «مُعَقِّبَات لَا يَخيبُ قائِلُهن: ثَلاث وَثَلَاثُونَ تَسبيحةً، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً» سُمِّيت مُعَقِّبَات لأنَّها عادَتْ مرَّة بَعْدَ مرَّة، أَوْ لأنَّها تُقَالُ عَقِيب الصَّلاة . والمُعَقِّب مِنْ كلِّ شَيْءٍ: مَا جاءَ عَقِيب ما قبله. (س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَكَانَ الناضِحُ يَعْتَقِبُه مِنَّا الخمسةُ» أَيْ يَتَعَاقَبُونَه فِي الرُّكُوب وَاحِدًا بَعْدَ واحدٍ. يُقَالُ: دَارَت عُقْبَة فُلَانٍ: أَيْ جاءَت نَوبَتُه ووقتُ ركُوبه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «كَانَ هُوَ وامْرَأته وخادمُه يَعْتَقِبُون اللَّيْلَ أثْلاثاً» أَيْ يتَنَاوبُونه فِي الْقِيَامِ إِلَى الصَّلاة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ شُرَيح «أَنَّهُ أبْطَل النَّفْح إلاَّ أَنْ تَضْرِبَ فتُعَاقِبَ» أَيْ أبْطَل نَفْحَ الدَّابة برجْلِها إِلَّا أَنْ تُتْبَع ذَلِكَ رَمْحاً.
وَفِي أَسْمَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «العَاقِب» هُوَ آخرُ الأنْبِياء، والعَاقِب والعَقُوب:
الَّذِي يَخْلُف مَنْ كَانَ قبلَه فِي الخَير.
(س) وَفِي حَدِيثِ نَصارَى نَجْرانَ «جَاءَ السيِّدُ والعَاقِب» هُمَا مِنْ رُؤسَائِهم وَأَصْحَابِ مَرَاتبهم. والعَاقِب يَتْلو السَّيِّد.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ سَافَر فِي عَقِب رَمضان» أَيْ فِي آخِرِهِ وَقَدْ بَقِيت مِنْهُ بَقِيَّة.
يُقَالُ: جاءَ عَلَى عَقِب الشَّهْرِ وَفِي عَقِبِه إِذَا جَاءَ وَقَدْ بَقِيت مِنْهُ أَيَّامٌ إِلَى العَشْرة . وَجَاءَ فِي عُقْبِ الشَّهر وَعَلَى عُقْبِه إِذَا جَاءَ بَعْدَ تَمامه.
وَفِيهِ «لَا تَرُدَّهُم عَلَى أَعْقَابِهم» أَيْ إِلَى حَالَتِهِمُ الأُولَى مِنْ تَرْك الهِجْرة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا زَالُوا مُرْتدِّين عَلَى أَعْقَابِهم» أَيْ رَاجِعِين إِلَى الكُفْر، كأنَّهم رَجعُوا إِلَى ورَائِهم.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهى عَنْ عَقِب الشَّيْطَانِ فِي الصَّلَاةِ» وَفِي رِوَايَةٍ «عَنْ عُقْبَةِ الشَّيْطَانِ» هُوَ أَنْ يَضَع ألْيتيه عَلَى عَقِبَيْه بَيْنَ السَّجدَتين، وَهُوَ الَّذِي يجعَلُه بعضُ النَّاسِ الإقْعاءِ.
وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَتْرك عَقِبَيْه غَيْرَ مَغْسُولَين فِي الْوُضُوءِ. (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ويلٌ للعَقِب مِنَ النَّارِ» وَفِي رِوَايَةٍ «للأَعْقَاب» وخَصَّ العَقِب بِالْعَذَابِ لِأَنَّهُ العُضْوُ الَّذِي لَمْ يُغْسَل.
وَقِيلَ: أرادَ صَاحِبَ العَقِب، فَحَذَفَ الْمُضَافَ. وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَسْتَقْصُون غَسْلَ أرجُلِهم فِي الْوُضُوءِ. وَيُقَالُ فِيهِ: عَقِبٌ وعَقْب.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّ نَعْله كَانَتْ مُعَقَّبَة مُخَصَّرة» المُعَقَّبَة: الَّتِي لَهَا عَقِب.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ بَعث أُمَّ سُليم لتنْظُر لَهُ امْرَأَةً فَقَالَ: انْظُرِي إِلَى عَقِبَيْها أَوْ عُرْقُوبَــيْها» قِيلَ: لِأَنَّهُ إِذَا اسْودَّ عَقِبَاها اسْودَّ سائرُ جَسَدها.
وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ اسمُ رَايتِه عَلَيْهِ السَّلَامُ العُقَاب» وَهِيَ العَلَم الضَّخْمُ.
وَفِي حَدِيثِ الضِّيافة «فَإِنْ لَمْ يَقْرُوه فَلَهُ أَنْ يُعْقِبَهم بمثْل قِرَاه» أَيْ يَأْخُذَ مِنْهُمْ عِوَضاً عمَّا حرَمُوه مِنَ القِرَى. وَهَذَا فِي المضْطَرّ الَّذِي لَا يَجدُ طَعَامًا وَيَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ التَّلَفَ. يُقَالُ: عَقَّبَهُم مُشَدّدا ومخفَّفا، وأَعْقَبَهُم إِذَا أخَذَ مِنْهُمْ عُقْبَى وعُقْبَةً، وَهُوَ أَنْ يأخُذَ مِنْهُمْ بدَلاً عمَّا فاتَه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سأُعْطيكَ منها عُقْبَى» أي بدلا من الإبْقَاء والإطْلاَق.
(س) وَفِيهِ «مَنْ مَشَى عَنْ دَابَّته عُقْبَةً فَلَهُ كَذَا» أَيْ شَوْطاً.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ الْحَارِثِ بْنِ بَدْرٍ «كُنتُ مَرَّةً نُشْبَةً فَأَنَا الْيَوْمَ عُقْبَةٌ» أَيْ كنتُ إِذَا نَشِبْت بإنسانٍ وعلِقْت بِهِ لَقِيَ مِنِّي شَرًّا فَقَدْ أَعْقَبْتُ اليومَ مِنْهُ ضَعْفاً.
(س) وَفِيهِ «مَا مِن جَرْعَةٍ أحْمد عُقْبَاناً» أَيْ عَاقِبَة.
وَفِيهِ «أَنَّهُ مضَغَ عَقَبا وَهُوَ صائمٌ» هُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ: العَصَب.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيّ «المُعْتَقِب ضامنٌ لِمَا اعْتَقَبَ» الاعْتِقَاب: الحبْسُ والمنعُ، مِثْلُ أَنْ يَبيعَ شَيْئًا ثُمَّ يمنَعه مِنَ المُشْتَري حَتَّى يَتْلف عِنْدَهُ فَإِنَّهُ يضمَنُه.

زَنَقَ

زَنَقَ
الجذر: ز ن ق

مثال: زَنَقَ على عياله
الرأي: مرفوضة
السبب: لشيوع الكلمة على ألسنة العامة.
المعنى: ضَيَّق عليهم بخلاً أو فقرًا

الصواب والرتبة: -زَنَقَ على عياله [فصيحة]
التعليق: وردت الكلمة في المعاجم القديمة والحديثة، ففي اللسان: «أَزْنَقَ وزَنَق وزَنَّق .. : ضَيَّق على عياله فقرًا أو بخلاً». (وانظر: زَنّق).
(زَنَقَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «وَإِنَّ جَهَنَّمَ يُقَادُ بِهَا مَزْنُوقَة» الْمَزْنُوقُ: الْمَرْبُوقُ بِالزِّنَاقِ، وَهُوَ حَلْقَةٌ تُوضَعُ تحتَ حَنك الدَّابَّةِ، ثُمَّ يُجْعل فِيهَا خَيط يُشَدّ بِرَأْسِهِ تَمْنَعُ جماَحَه. والزِّنَاقُ:
الشِّكال أَيْضًا. وزَنَقْتُ الْفَرَسَ إِذَا شكَّلت قَوَائِمَهُ الأربَع.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تعالى لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا قَالَ: شِبْه الزِّناق، (س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْآخَرَ «أَنَّهُ ذَكَرَ الْمَزْنُوق فَقَالَ: المَائلُ شِقّةُ لَا يَذْكر اللَّهَ» قِيلَ أصلهُ مِنَ الزَّنَقَةِ، وَهِيَ مَيْل فِي جِدَار فِي سِكة أَوْ عُرْقُوب وَادْ. هَكَذَا فَسَّرَهُ الزَّمخشري.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ «قَالَ: مَنْ يَشْتَرى هَذِهِ الَزَّنَقَةَ فيَزيدُها فِي الْمَسْجِدِ؟» . 

الكُرْسُفُ

الكُرْسُفُ، كعُصْفُرٍ وزُنْبورٍ: القُطْنُ.
والكُرْسُفِيُّ: نَوْعٌ من العَسَلِ، كأنه لِبَياضِهِ.
وكُرْسُفَّةُ، مُشَدَّدَةَ الفاءِ: ع.
والكِرْسافَةُ، بالكسر: كُدُورَةُ العَيْنِ، وظُلْمَتُها.
والكَرْسَفَةُ: قَطْعُ عُرقوبِ الدابَّةِ، وأن تُقَيِّدَ البَعيرَ فَتُضَيِّقَ عليه.
وتَكَرْسَفَ: تَداخَلَ بعضُه في بعضٍ.

نسو

نسو


نَسَا(n. ac. نَسْوَة)
a. Left an occupation.
ن سوالنِّسْوَةُ والنُّسْوَةُ والنُّسْوانُ والنِّسْوانُ جمع المرأة على غير لفظه والنِّسُونَ والنِّساءُ جمع نِسْوَة ولذلك قال سيبويه في الإِضافة إلى نساءٍ نِسْوِيّ فرَدّه إلى واحده والنَّسَا عِرْقٌ من الوَرِك إلى الكعب أَلِفُه منقلبة عن واوٍ لقولهم نَسَوان وقد قدمنا أنها منقلبة عن الياء لقولهم نَسَيان أنشد ثعلب

(ذِي مَحزِمٍ نَهْدٍ وطَرْفٍ شاخِصِ ... وعَصَبٍ عن نَسَوَيْه قالِصِ)
ن س و : النِّسْوَةُ بِكَسْرِ النُّونِ أَفْصَحُ مِنْ ضَمِّهَا وَالنِّسَاءُ بِالْكَسْرِ اسْمَانِ لِجَمَاعَةِ إنَاثِ الْأَنَاسِيِّ الْوَاحِدَةُ امْرَأَةٌ مِنْ غَيْرِ لَفْظِ الْجَمْعِ.

وَنَسِيتُ الشَّيْءَ أَنْسَاهُ نِسْيَانًا مُشْتَرَكٌ بَيْنَ مَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا تَرْكُ الشَّيْءِ عَلَى ذُهُولٍ وَغَفْلَةٍ وَذَلِكَ خِلَافُ الذِّكْرِ لَهُ وَالثَّانِي التَّرْكُ عَلَى تَعَمُّدٍ وَعَلَيْهِ {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237] أَيْ لَا تَقْصِدُوا التَّرْكَ وَالْإِهْمَالَ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ وَنَسِيتُ رَكْعَةً أَهْمَلْتُهَا ذُهُولًا وَرَجُلٌ نَسْيَانُ وِزَانُ سَكْرَانُ كَثِيرُ الْغَفْلَةِ.

وَالنَّسْيُ بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِهَا مَا تُلْقِيهِ الْمَرْأَةُ مِنْ خِرَقِ اعْتِلَالِهَا.

وَالنِّسْيُ بِالْكَسْرِ مَا نُسِيَ وَقِيلَ هُوَ التَّافِهُ الْحَقِيرُ.

وَالنَّسَى مِثَالُ الْحَصَى عِرْقٌ فِي الْفَخِذِ وَالتَّثْنِيَةُ نَسَيَانِ.

وَالنَّسِيءُ مَهْمُوزٌ عَلَى فَعِيلٍ وَيَجُوزُ الْإِدْغَامُ لِأَنَّهُ زَائِدٌ وَهُوَ التَّأْخِيرُ وَالنَّسِيئَةُ عَلَى فَعِيلَةٍ مِثْلُهُ وَهُمَا اسْمَانِ مِنْ نَسَأَ اللَّهُ أَجَلَهُ مِنْ بَابِ نَفَعَ وَأَنْسَأَهُ بِالْأَلِفِ إذَا أَخَّرَهُ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرْفِ أَيْضًا فَيُقَالُ نَسَأَ اللَّهُ فِي أَجَلِهِ وَأَنْسَأَ فِيهِ وَنَسَأْتُهُ الْبَيْعَ وَأَنْسَأْتُهُ فِيهِ أَيْضًا
وَأَنْسَأْتُهُ الدَّيْنَ أَخَّرْتُهُ وَنَسَأْتُ الْإِبِلَ نَسْئًا مِنْ بَابِ نَفَعَ سُقْتُهَا وَاسْمُ الْعَصَا الَّتِي يُسَاقُ بِهَا مِنْسَأَةٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالْهَمْزَةُ مَفْتُوحَةٌ وَسَاكِنَةٌ وَيَجُوزُ الْإِبْدَالُ لِلتَّخْفِيفِ. 
نسو
نسَا يَنسُو، انْسُ، نَسْوَةً، فهو ناسٍ، والمفعول مَنْسُوّ
• نسَا الشّيءَ: تركه "نسَا الشابُّ اللّهوَ". 

نَسا [مفرد]: ج أنساء، مث نََسَوان ونَسَيان: (طب) عصب يمتدّ من الوَرِك إلى الكعب، العَصَب الوركيّ "هو مصابٌ بالتهاب في عرق النَّسا". 

نساء [جمع]: مف امرأة (من غير لفظه): إناث من البشر، خلاف: رِجال "فازت ابنتُه بمسابقة الجري للنِّساء- {قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} ".
• النِّساء: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة
 رقم 4 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ستٌّ وسبعون ومائة آية. 

نِسائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نساء: "جمعيّة نسائيّة- اتِّحاد نسائيّ".
• الحركة النِّسائيَّة: (مع) حركة اجتماعيّة إصلاحيّة تنادي بتحسين وضع المرأة والدّفاع عن حقوقها وتأكيد دورها في المجتمع. 

نِسوان [جمع]: نساء؛ جمع امرأة من غير لفظه. 

نَسْوَة [مفرد]: ج نَسَوات (لغير المصدر) ونَسْوات (لغير المصدر):
1 - مصدر نَسا.
2 - اسم مرَّة من نَسا. 

نُسْوَة/ نِسْوَة [جمع]: مف امرأة (من غير لفظه): نساء " {مَا بَالُ النُّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [ق]- {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ} ". 

نسْويّ/ نسَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نُسْوَة/ نِسْوَة: على غير قياس "مدرسة الفنون النِّسْويّة- قائدت الحركة النِّسْوِيَّة". 

نسويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى نُسْوَة/ نِسْوَة.
2 - مصدر صناعيّ من نُسْوة/ نِسْوَة.
3 - (مع) حركة فكريّة مُهتمَّة بحقوق المرأة، تنادي بتحسين وضعها وتأكيد دورها في المجتمع وتشجيعها على الإبداع. 
نسو
: (و (} الِنُّسْوَةُ، بِالْكَسْرِ والضَّمِّ، {والنِّساءُ} والنِّسْوانُ {والنِّسَونَ، بكَسْرهنَّ) ، الأرْبَعةُ الأولى ذَكَرهنَّ الجَوْهرِي، والأخيرَةُ عَن ابنِ سِيدَه، وزادَ أيْضاً} النُّسْوانُ بِضَم النونِ: كلُّ ذلكَ (جُموعُ المرْأَةِ من غيرِ لَفْظِها) ؛ كالقَوْمِ فِي جَمْعِ المَرْءِ.
وَفِي الصِّحاح: كَمَا يقالُ خَلِفةٌ ومَخاضٌ وذلكَ وأُولئِكَ.

وَفِي المُحْكم أَيْضاً: {النِّساءُ جَمْعُ} نِسْوةٍ إِذا كَثرْنَ.
وَقَالَ القالِي: النِّساءُ جَمْعُ امرأَةٍ وليسَ لَهَا واحِدٌ مِن لَفْظِها، وكَذلكَ المَرْأَةُ لَا جَمْعَ لَهَا مِن لَفْظِها؛ (و) لذلكَ قالَ سِيْبَوَيْه فِي (النِّسْبَةِ) إِلَى {نِساءٍ: (} نِسْوِيٌّ) ، فردَّه إِلَى واحِدَةٍ.
(! والنَّسْوَةُ، بِالْفَتْح: التَّرْكُ للعَمَلِ) ، وَهَذَا أَصْلُه الْيَاء كَمَا يأْتي.
(و) أيْضاً: (الجُرْعَةُ من اللَّبَنِ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي، وكأنَّها لَغَةُ فِي المَهْموزِ.
(ونَسَا: د بفارِسَ) ، قالَ ياقوتُ: هُوَ بالفَتْح مَقْصورٌ بَيْنه وبينَ سرخس يَوْمان، وبَيْنه وَبَين، أبيورد يَوْم، وبَيْنه وبَيْنَ مَرْو خَمْسَة أَيامٍ، وبَيْنه وبَيْنَ نَيْسابُورسِتّ أَو سَبْع؛ قالَ: وَهِي مدينَةٌ وَبِيئةٌ جِدًّا يَكْثرُ بهَا خُرُوجُ العرقِ المَدِيني، والنِّسْبَةُ الصَّحيحةُ إِلَيْهَا {نَسَائِي، ويقالُ} نَسَوِيٌّ أَيْضاً؛ وَقد خَرَجَ مِنْهَا جماعَةٌ مِن أَئِمَّة العُلَماء مِنْهُم: أَبُو عبدِ الرحمنِ أَحمدُ بنُ شُعَيْب بنِ عليِّ بنِ بَحْر بنِ سِنانِ النّسائيُّ القاضِي الحافِظُ صاحِبُ كتابِ السّننِ، وكانَ إمامَ عَصْرِه فِي الحديثِ، وسَكَنَ مِصْرَ، وترْجَمَتهُ واسِعَةٌ. وَأَبُو أَحمدَ حميدُ بنُ زِنجوَيه الأزْدِي {النَّسويُّ، واسْمُ زِنْجَوَيه مخلدُ ابنُ قتيبَةَ وَهُوَ صاحِبُ كتابِ التَّرْغِيبِ، والأَمْوال، رَوَى عَنهُ البارِي ومُسْلم وأبَو داودَ النّسائي وغيرُهُم.
(و) } نَسَا: (ة بسَرَخْسَ) ، وكأنَّها هِيَ المَدينَةُ المَذْكورَةُ كَمَا يُفْهَم مِن سِياقِ ياقوت، وَهِي على مَرْحَلَتَيْن مِنْهَا.
(و) أَيْضاً: (بكِرْمانَ) مِن رَساتِيقِ. بَمَّ. وقالَ أَبو عبدِ اللهاِ محمدُ بنُ أَحمد الْبناء: هِيَ مدينَةُ بهَا.
(و) أَيْضاً (بهَمَدانَ) ؛ وقيلَ: هِيَ مدينَةٌ بهَا.
(! والنَّسا: عِرْقٌ من الوَرِكِ إِلَى الكَعْبِ) . قالَ الأصْمعي: هُوَ مَفْتوحٌ مَقْصورٌ، عِرْقٌ يَخْرجُ مِن الوَرِكِ فيَسْتَبْطِنُ الفَخذَيْن ثمَّ يمرُّ بالــعُرْقوب حَتَّى يَبْلغَ الحافِرَ فَإِذا سَمِنَتِ الدابَّةُ انْفَلَقَتْ فخذَاها بلَحْمَتَيْنِ عَظِيمتَيْن وجَرَى {النَّسا بَيْنَهما واسْتَبانَ، وَإِذا هُزِلَتِ الدابَّةُ اضْطَرَبَتِ الفَخذَانِ وماجَتْ الرَّبَلَتانِ وخَفِيَ النَّسا، وإنَّما يقالُ مُنْشَقُّ النَّسا، يريدُ موْضِعَ النَّسا، وَإِذا قَالُوا إنَّه لشَدِيدُ النَّسا فإنَّما يرادُ بِهِ النَّسا نَفْسَه؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) قَالَ أَبُو زيْدٍ: (يُثَنَّى} نَسَوانِ {ونَسَيانِ) ، أَي أنَّ أَلفَه مُنْقلِبَةٌ عَن واوٍ، وقيلَ عَن ياءٍ؛ وأَنْشَدَ ثَعْلب:
ذِي مَخْرمِ نَهْدٍ وطَرْفٍ شاخِصِ
وعَصَبٍ عَنْ} نَسَوَيْهِ قالِصِ قَالَ القالِي:! النَّسَى يُكْتَبُ بالياءِ لأنَّ تَثْنيتَهُ نَسَيان، وَهَذَا الْجيد. وَقد حكَى أَبُو زيْدٍ فِي تَثْنيتِه نَسَوانِ وَهُوَ نادِرٌ، فيجوزُ على هَذَا أَن يُكْتَبَ بالألِفِ.
وَقَالَ (الزَّجَّاجُ: لَا تَقُلْ عِرْقُ النَّسا لأنَّ الشَّيءَ لَا يُضافُ إِلَى نَفْسِه) .
قَالَ شَيخنَا: قد وافَقَ الزجَّاجَ جماعَةُ وعَلَّلُوه بِمَا ذَكَرَه المصنِّفُ، انتَهَى.
قُلْت: وَهُوَ نَصّ أَبي زيْدٍ فِي نوادِرِه؛ وَفِي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي: هُوَ النَّسا وَلَا تَقُلْ عِرْقُ النَّسا، كَمَا لَا يقالُ عِرْقُ الأكْحَل، وَلَا عِرْقُ الأبْجَل، وإنَّما هُوَ الأكْحَلُ والأبْجَلُ، انتَهَى.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: هُوَ النَّسا لهَذَا العِرْقِ؛ وأَنْشَدَ للبيدٍ:
مِنْ نَسا النَّاشِطِ إذْ ثَوَّرْتَه
أَو رَئِيس الأَخْدَرِيَّاتِ الأُوَلْوأَنْشَدَ الأصْمعِي لامرىءِ القَيْس:
وأَنْشَبَ أَظْفَارَهُ فِي النَّسَا
فقُلْتُ: هُبلتَ أَلا تَنْتَصِرْوقال أَيْضاً:
سليمِ الشَّظَى عَبل الشَّوَى شَنِجِ النَّسا
لَهُ حجباتٌ مُشْرِفاتٌ على الفَالِ.
قَالَ شيحنا: والصَّوابُ جَوازُه وَحمله على إضَافةِ العامِّ إِلَى الخاصِّ، انتَهَى.
قُلْت: وحكَاهُ الكِسائي وغيرُهُ، وحكَاهُ أَبو العبَّاسِ فِي الفَصِيح وَإِن كانَ ابنُ سِيدَه خَطَّأَه.
قَالَ ابنُ برِّي: جاءَ فِي التَّفْسِيرِ عَن ابنِ عبَّاس وغيرِهِ: كلُّ الطَّعام كانَ حلاًّ لبَني إسْرائِيل إلاَّ مَا حرَّمَ إسْرائِيل على نَفْسِه، قَالُوا: حَرَّم إسْرائيل لحومَ الإِبِلِ لأنَّه كانَ بِهِ عِرْق النَّسا، فَإِذا ثَبَتَ أنَّه مَسْموعٌ فَلَا وَجْه لإِنْكارِ قولِهم عِرْقُ النَّسا؛ قالَ: ويكونُ من بابِ إضافَةِ المُسَمَّى إِلَى اسْمِه كحبْلِ الوَرِيدِ ونحوِهِ؛ وَمِنْه قولُ الكُمَيْت:
إلَيْكم ذَوي آلِ النَّبيِّ تَطَلَّعَتْ
نَوازِعُ قَلْبِي ظِماءٌ وأَلْبُبُأَي إلَيْكم يَا أَصْحاب هَذَا الاسْم، قالَ: وَقد يُضافُ الشيءُ إِلَى نفْسِه إِذا اخْتَلَف اللَّفْظانِ كحبْلِ الوَرِيدِ وحَبِّ الحَصِيد وثَابِتِ قُطْنةَ وسعِيدِ كُرْز، ومثْلُه فقلْتُ انْجُوَا عَنْهَا نَجا الجِلْدِ؛ والنَّجا هُوَ الجِلْدُ المَسْلوخُ.
وقولُ الآخر:
تُفاوِضُ مَنْ أَطْوي طَوَى الكَشْح دُونه وقالَ فَرْوةُ بنُ مُسَبْك:
لمَّا رأَيْتُ مُلُوكَ كِنْدةَ أَعْرَضَتْ
كالرَّحلِ خانَ الرّحلَ عِرْقُ نَسائِهاقالَ: وممَّا يقوِّي قولَهم عِرْقُ النَّسا قولُ هِمْيان:
كأنَّما يَبْجَع عِرْقا أَنْبَضِه والأَنْبَضُ: هُوَ العِرْقُ، انتَهَى.
وَقد مَرَّ بعضُ ذلكَ فِي نجو قرِيباً، وَفِي قطن، وَفِي كرز، وأوْرَدَه ابنُ الجيان فِي شرْحِ الفصيح.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
تَصغيرُ نِسْوةٍ: {نُسَيَّةٌ؛ ويقالُ} نُسَيَّاتٌ، وَهُوَ تَصْغيرُ الجَمْع؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وجَمْعُ النَّسا، للعِرْقِ: {أَنْساء؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي لأبي ذُؤَيْب:
مُتَفَلِّقُ} أَنْساؤُها عَن قانِىءٍ
كالقُرْطِ صاوٍ وغُبْرُه لَا يُرْضَعُأَرادَ: تَنْفَلقُ فَخِذاه عَن مَوْضِع، النَّسا، لمَّا سَمِنَتْ تفرَّجَت اللحْمَةُ فظَهَرَ النَّسا.
وأَبْرق النّسا: فِي دِيارِ فَزارَةَ؛ وَقد ذُكِرَ فِي القافِ.
وَقد يُمَدُّ نَسا للمَدينَةِ الَّتِي بفارِسَ؛ قَالَ شاعرٌ فِي الفُتوحِ:
فَتَحْنا سَمَرْقَنْد العِرِيضَةَ بالقَنا
شِتاءً وَأَرعنا نَؤُوم {نَساءَ ِفلا تَجْعَلنا يَا قُتَيْبَة وَالَّذِي
يَنامُ ضُحًى يَوْم الحُرُوبِ سَوَاء ِنقلَهُ ياقوت.

فقو

فقو


فَقَا(n. ac. فَقْو)
a. Followed ( the tracks of ).
فُقْوَة [] (pl.
فُقًى
فُقًا )
a. Notch ( of a bow ).

فقو

1 فَقَوْتُ أَثَرَهُ or إِثْرَهُ I followed his track, or footsteps; i. q. قَفَوْتُهُ; (K, TA;) mentioned by Yaakoob among the words formed by transposition: so in the M. (TA.) فَقْوٌ: see its syn. فَقْءٌ, in art. فقأ.

فُقْوَةٌ The فُوق [or notch] of the arrow; (S, K, TA;) i. e. the part which is the place of the bowstring: (TA:) [also called فُوقَةٌ, from which it is app. formed by transposition, like the other words mentioned in this art.:] pl. فُقًى, (S, K,) also written فُقًا. (TA.) An ex. of the pl. occurs in a verse cited in art. عرقب, voce عُرْقُوبٌ. (S.)
(ف ق و)

الفقو: شَيْء أَبيض يخرج من النُّفَسَاء، أَو النَّاقة الماخض، وَهُوَ غلاف فِيهِ مَاء كثير، وَالَّذِي حَكَاهُ أَبُو عبيد: " فقء " بِالْهَمْز. والفقو: مَوضِع.

والفقا: مَاء لَهُم، عَن ثَعْلَب.

وفقوت الْأَثر: كقفوته، حَكَاهُ يَعْقُوب فِي المقلوب.
فقو
: (و ( {فَقَوْتُ أَثَرَهُ: قَفَوْتُهُ) ؛) حَكَاهُ يَعْقوب فِي المَقْلُوبِ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
(} والفَقْوُ: ع) ، وتقدَّمَ فِي الهَمْزِ أَيضْاً أنَّ الفَقْءَ مَوْضِعٌ. وقالَ نَصْر: {الفَقْوُ قرْيَةٌ باليَمامَةِ بهَا منْبَرٌ، وأَهْلُها ضَبّة والغَنْبَر.
(} والفَقَا: ماءٌ) ؛) عَن ثَعْلَب وَلم يَحُدّه؛ كَذَا وجِدَ بخطِّ ابنِ السيِّد البَطْلِيُوسي.
( {وفُقْوَةُ السَّهْمِ) ، بالضَّمِّ: (فُوْقُهُ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي، وَهِي مَجْرَى الوَتَرِ فِي السَّهْم، (ج} فُقًى) ، كَذَا فِي نسخِ الصّحاح، وَفِي كتابِ أَبي عَليّ بالألِفِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو بنُ العَلاءِ للفندِ الزِّمَّاني: ونَبْلي {وفُقاها ك
عَراقِيبِ قَطاً طُحْلِأَرادَ: وفُوقَها.

وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الفَقْوُ: شيءٌ أَبْيَضُ يَخْرُجُ من النّفساءِ أَو الناقَةِ الماخِضِ، وَهُوَ غِلافٌ فِيهِ ماءٌ كثيرٌ.
وحَكَاهُ أَبو عبيدٍ بالهَمْزِ وقالَ: هُوَ السَّابِياءُ، وَقد تقدَّمَ.

عو

الْعين وَالْوَاو

لَيْسَ عَنهُ العَوَّا بِالْقصرِ وَالْمدّ - وَالْقصر أَكثر -: نجم مُؤَنّثَة، قَالَ الفرزدق:

فَلَو بَلَغَتْ عَوَّا السَّماكِ قبيلةٌ ... لزادَتْ عَلَيْهَا نَهْشَلٌ وتَعَلَّتِ

والعَوَّى والعُوَّى والعَوَّاءُ والعُوَّةُ كُله: الدبر.

والعُوَّةُ: علم من حِجَارَة ينصب على غلظ الأَرْض.

والعَوّةُ الصَّوْت.

وعَوْعَى عَوْعاةً: زجر الضَّأْن.

عو

1 عَوَى, aor. ـْ inf. n. عُوَآءٌ (S, K, TA) and عَىٌّ and عَوَّةٌ (K, TA) and عَوْيَةٌ, with fet-h and then sukoon, thus in the M, but in the copies of the K عَوِيَّةٌ, (TA,) said of a dog, (S, CK, TA,) and of a wolf, and of a jackal, (S, TA,) He cried, or cried loudly: (S:) [meaning he howled:] he twisted his muzzle, then uttered a cry: or he prolonged his cry, not doing so with clearness: and ↓ اعتوى signifies the same: (K, TA:) [in the Ham p. 693, the former is expl. as signifying نَبَحَ and صَاحَ; but] it is said that عَوَّةٌ signifies a prolonged crying; and is not the same as نَبْحٌ [which means “ a barking ”]. (TA.) It is said in a prov. لَوْ لَكَ أَعْوِى مَا عَوَيْتُ [If to thee I were howling, I had not howled]; (TA;) or لَوْ لَكَ عَوَيْتُ لَمْ أَعْوِهْ, in which the ه may be the ه of pausation, or it may be put by metonymy for the inf. n. so that the meaning is لَمْ أَعْوِ العُوَآءَ: (Meyd:) it originated from the fact that a man used, [and still uses, as I have had occasion to do,] when becoming benighted, in the desert, to howl, in order that the dogs, if any person by whose presence he might be cheered were near him, might hear, and reply to him, and he might be guided by their howling: so this man howled, and the wolf came to him, whereupon he said thus: it relates to the seeker of succour from him who will not succour him. (Meyd, * TA.) And it is said in a trad., كَأَنِّى أَسْمَعُ عُوَآءَ أَهْلِ النَّارِ i. e. (assumed tropical:) [As though I heard] the crying or loud crying [or howling] of the people of the fire [of Hell]: (TA:) [for] عَوَىَ is used metaphorically as meaning he suffered distress, and complained; from the عُوَآء of the dog: (Har p. 634:) as IAth says, it is more especially used in relation to the wolf and the dog. (TA.) And one says of him who is esteemed, or found to be, weak, مَا يَعْوِى

وَمَا يَنْبَحُ (assumed tropical:) [He does not howl nor does he bark]. (Ham p. 693.) b2: And عَوَى إِلَى الفِتْنَةِ means (assumed tropical:) He called (K, TA) people, or a party, (TA,) [to conflict and faction, or the like;] عَوَى being used in this sense by way of likening the person who does so to a dog, or in contempt of him. (Ham p. 693.) [See also 10.] b3: عُوَآءٌ signifies also The grumbling cry (رُغَآء) of a weak young camel: used in this sense by a poet. (TA.) b4: عُوَآءُ المُغْتَابِ; and the phrase عَوَى عَنِ الرَّجُلِ; see in the next paragraph.

A2: عَوَى, (S, K, TA,) inf. n. عَىٌّ, (S, TA,) He bent a thing; as also ↓ اعتوى; and likewise a bow; as also ↓ عوّى, (K, TA,) inf. n. تَعْوِيَةٌ: (TA:) and (TA) he twisted hair, and a rope; (S, TA;) as also ↓ عوّى, inf. n. تَعْوِيَةٌ. (S.) One says also عَوَى العِمَامَةَ عَيَّةً He twisted the turban with a single twisting. (TA.) And عَوَيْتُ رَأْسَ النَّاقَةِ I turned the head of the she-camel by means of the nose-rein. (S, TA.) And القَوْمُ صُدُورَ رِكَابهِمْ ↓ عوّى and عَوَوْهَا The party inclined the breasts of their camels that they were riding. (TA.) And عَوَى البُرَةَ He bent, or inclined, the nose-ring of the she-camel. (K, * TA.) And النَّاقَةُ تَعْوِى بُرَتَهَا فِى سَيْرِهَا The she-camel twists her nose-ring with her خِطَام [or halter] in her going. (S, TA.) And عَوَاهُ عَنِ الشَّىْءِ He turned him from the thing. (TA.) And one says of the man who possesses prudence, or discretion, and precaution, or good judgment, and who is hardy, strong, or sturdy, ما ينهى ولا يعوى [i. e. مَا يُنْهَى وَلَا يُعْوَى He is not forbidden nor is he turned]. (TA.) b2: And عَوَى signifies also He (a man) attained to the age of thirty years, so that his arm, or hand, became strong, and he twisted vehemently the arm, or hand, of another. (ISd, K.) 2 عوّى عَنِ الرَّجُلِ, thus in the M, with tesh-deed in the case of عوى and also in the case of كذب in the explanation; but in the K, ↓ عَوَى

[without teshdeed]; (TA;) (assumed tropical:) He repelled from the man, or defended him; syn. كَذَّبَ, and رَدَّ: (M, K, TA:) in the S is said the like of what is said in the M; عَوَّيْتُ عَنِ الرَّجُلِ being expl. in the S as meaning (assumed tropical:) I repelled from, or defended, the man (كذّبت عنه), and replied against his backbiter or censurer (رَدَدْت عَلَى مُغْتَابِهِ): and in the A, this phrase is said to be metaphorical, and expl. as meaning (tropical:) I repelled from the man the clamouring [or, as we say, the barking] of the backbiter or the censurer (المُغْتَابِ ↓ رَدَدْت عَنْهُ عُوَآءَ): thus all these three are express authorities for the teshdeed. (TA.) [Freytag has represented the phrase in the S as agreeing with the reading thereof in the K, and has strangely expl. the verb with عن following it as meaning “ Mendacii arguit et refellit.”]

A2: See also 1, latter half, in three places.3 عاوى الكِلَابَ He cried, or cried loudly, [meaning he howled,] to the dogs, they doing so to him. (S, TA.) And [hence] عَاوَاهُمْ, (K, TA,) inf. n. مُعَاوَاةٌ, (TA,) He cried, or cried loudly, to them, [i. e. to men,] they doing so to him. (K, TA.) 6 تعاوت الكِلَابُ The dogs cried, or cried loudly, [meaning howled,] one to another. (TA.) b2: and تَعَاوَوْا عَلَيْهِ, (K, TA,) and تَغَاوَوْا, (TA,) They collected themselves together, (K, TA,) or aided one another, (TA,) against him. (K, TA.) 7 انعوى It became bent [or twisted]. (S, K.) 8 اعتوى: see 1, first sentence: A2: and the same also in the latter half.10 استعوى كَلْبًا [He incited a dog to cry, or cry loudly, or to howl]. (Esh-Sháfi'ee, TA in art. حمى.) b2: And اِسْتَعْوَاهُمْ He sought, or demanded, of them, aid, or succour: (K, TA:) or, accord. to the S, it means نَعَقَ بِهِمْ إِلَى الفِتْنَةِ [he urged them by clamour, or shouting, to conflict and faction, or the like]: (TA: [in one of my copies of the S, for إِذَا نَعَقَ بِهِمْ, the reading followed in the JM and PS as well as in the TA, I find اذا يُغْوِيهِمْ, which is app. a mistranscription: see also عَوَى إِلَى الفِتْنَةِ:]) accord. to Z, it means he desired, or demanded, of them, that they should cry, or cry loudly, behind him. (TA.) A2: اِسْتَعْوَيْتُهُ I desired, or demanded, of him, that he should twist hair, or a rope. (S.) R. Q. 1 عَاعَى, [mentioned in the K in this art., and also, but as unexplained, in art. عيع,] aor. ـَ inf. n. مُعَاعَاةٌ (K, TA) and عَاعَاةٌ; (TA;) and عَوْعَى, [app. the original form,] aor. ـَ (K, TA,) inf. n. عَوْعَاةٌ; (TA;) and عَيْعَى, aor. ـَ inf. n. عَيْعَاةٌ and عِيعَآءٌ [in some copies of the K عَيْعَآء]; He chid sheep by the cry عَا or عَوْ or عَاىْ (K, TA) or عَآءٌ. (TA.) عَا and عَوْ [in the CK عُو] and عَاىْ (K, TA) and عَآءْ (TA) are Cries by which sheep are chidden. (K, TA.) عَوٌّ: see العَوَّآءُ, last sentence.

عَوَّةٌ [mentioned in the first sentence of this art. as an inf. n.] A crying out, shouting, or clamouring; like ضَوَّةٌ: one says, سَمِعْتُ عَوَّةَ القَوْمِ i. e. [I heard] the cries, or shouts, or clamour, of the people, or party: so says Az, and As says the like. (S.) b2: See also العَوَّآءُ, last sentence. b3: Also A way-mark that is set up, composed of stones: mentioned by IDrd, but incorrectly as being with damm. (TA.) عُوَّةٌ: see the next paragraph, last sentence.

العَوَّآءُ (S, K) and العَوَّا (K) The dog (S, K) that howls (يَعْوِى) much. (S.) Hence the saying, عَلَيْهِ العَفَأءُ وَالكَلْبُ العَوَّآءُ [Upon him be the dust, and the howling dog]: a form of imprecation. (TA.) b2: And the latter signifies also The wolf. (TA.) b3: Also, both, (S, K, TA,) but the latter is the more common, and its ا is to denote the fem. gender, like that of حُبْلَى [in which it is written ى], the word being fem., (TA,) (tropical:) One of the Mansions of the Moon, (S, K, TA,) namely, the Thirteenth; (Kzw in his Descr. of the Mansions of the Moon;) consisting of five stars, (S, K,) said to be the haunch of the Lion [of which the Arabs, or some of them, extended the figure (as they did also that of the Scorpion) far beyond the limits that we assign to it: see ذِرَاعٌ]: (S:) or four stars [g, d, e and h, of Virgo], (K, and Kzw ubi suprà,) behind الصَّرْفَة [q. v.], (Kzw ibid.,) resembling an alif (K, Kzw) with the lower part turned back, in the Koofee handwriting [in which it is nearly like the Roman L (see زَاوِيَةٌ, in art. زوى)]; (Kzw ibid;) also called عُرْقُوبُ الأَسَدِ; (TA, as from the S, in my copies of which I do not find this;) they regard it as dogs following the Lion; and some say that it is the haunches of the Lion; (Kzw ubi suprà;) accord. to the A, it is thus called because it rises [a mistake for sets, aurorally, (see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل,)] in the tail, or latter part, of the cold, as though it were howling (كَأَنَّهُ يَعْوِى) after it, driving it away, wherefore they call it طَارُودَةُ البَرْدِ: (TA:) or it is an appellation applied by the Arabs to the star that is on the edge of the left shoulder of Virgo, which is the Thirteenth Mansion of the Moon: or, accord. to some, the stars that are upon her belly and beneath her armpit; as though they were dogs howling (تَعْوِى) behind the Lion; so called because of the vehemence of the cold; for when they rise or set [aurorally], they bring cold. (Kzw in his Descr. of Virgo.) And (assumed tropical:) [The constellation Bootes;] a northern constellation, called also الصَّيَّاحُ, consisting of two and twenty stars within the figure, and one without it; the figure being that of a man having in his right hand a staff, between the stars of الفَكَّةُ and بَنَاتُ نَعْشٍ: the one that is without the figure is a red, bright star, between his thighs, [i. e. Arcturus,] called السِّمَاكُ الرَّامِحُ, and, by the Arabs, حَارِسُ السَّمَآءِ and حَارِسُ الشَّمَالِ, because it is always seen in the sky, not becoming concealed beneath the rays of the sun. (Kzw in his Descr. of the Northern Constellations.) b4: Also, (K,) or the former word, (TA,) [The aged she-camel;] the نَاب of camels; (K, TA;) on the authority of AA. (TA.) b5: Also, both words, (K,) the former and sometimes the latter, (S,) the former said by Az to be the more common, but MF says that the latter is the more chaste, for the former was by AAF absolutely disallowed, (TA,) The سَافِلَة, (S,) or اِسْت, (K,) [each here app. meaning anus,] of a human being; (S;) app. from عَوَى, aor. ـْ signifying “ he cried,” or “ cried loudly:” (TA:) as also ↓ عُوَّةٌ (IDrd, K, TA) and ↓ عَوَّةٌ, (Lth, K, TA,) of which last the pl. is ↓ عَوٌّ [or rather this is a coll. gen. n.] and [the pl. properly so termed is] عَوَّاتٌ: but IAar is said to have expl.

العَوَّآءُ as meaning الأَسْتَاهُ [pl. of سَتَهٌ which is the original of اِسْتٌ]. (TA.) عَاوٍ [act. part. n. of عَوَى]. One says, مَا لَهُ عَاوٍ

وَلَا نَابِحٌ i. e. He has not belonging to him [a howler nor a barker, meaning sheep, or goats, among which the wolf howls and in the way to which the dog barks [to defend them]. (TA.) مُعَاوِيَةٌ A bitch excited by lust, (Lth, A, K, TA,) that howls (تَعْوِى) to the dogs when she is in that state, and to which they howl. (Lth, A, * TA.) b2: And A fox's cub. (K.) b3: And أَبُو مُعَاوِيَةَ is a surname of The فَهْد [or lynx]. (K, TA.) b4: The dim. of مُعَاوِيَةٌ is مُعَيَّةٌ; (S, K, TA;) thus say the people of El-Basrah; for when three ى s occur together and the first of them is the characteristic of the dim., one of them is suppressed [by them]; (S, TA;) and مُعَيِّيَةٌ; (S, K, TA; [in the CK مُعَيْيَةٌ;]) thus say the people of El-Koofeh, not suppressing anything, after the manner of those who say أُسَيِّدٌ; (S, TA;) and مُعَيْوِيَةٌ, (S, K, TA, [in the CK مُعَيْوَةٌ,]) after the manner of those who say أُسَيْوِدٌ. (S, TA.)

نَجَلَ 

(نَجَلَ) النُّونُ وَالْجِيمُ وَاللَّامُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ: أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى رَمْيِ الشَّيْءِ، وَالْآخَرُ عَلَى سِعَةٍ فِي الشَّيْءِ.

فَالْأَوَّلُ النَّجْلُ: رَمْيُكَ الشَّيْءَ. يُقَالُ: نَجَلَ نَجْلًا. وَالنَّاقَةُ تَنْجُلُ الْحَصَى بِمَنَاسِمِهَا نَجْلًا، أَيْ تَرْمِي بِهِ. وَمِنْهُ نَجَلْتُ الرَّجُلَ نَجْلَةً، إِذَا ضَرَبْتُهُ بِمُقَدَّمِ رِجْلِكَ فَتَدَحْرَجَ. وَقَوْلُهُمْ: " مَنْ نَجَلَ النَّاسَ نَجَلُوهُ "، أَيْ مَنْ شَارَّهُمْ شَارُّوهُ، وَمَنْ رَمَاهُمْ رَمَوْهُ. وَمِنَ الْبَابِ النَّجْلُ، وَهُوَ النَّسْلُ، لِأَنَّ الْوَالِدَةَ كَأَنَّهَا تَرْمِي بِهِ. وَفَحْلٌ نَاجِلٌ، كَرِيمُ النَّجْلِ. وَيَقُولُونَ: قَبَحَ اللَّهُ نَاجِلَيْهِ، أَيْ وَالِدَيْهِ. وَمِنْهُ النَّجْلُ: النَّزُّ، كَأَنَّهُ نَدًى تَقْلِسُهُ الْأَرْضُ وَتَرْمِي بِهِ.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ النَّجَلُ: سَعَةُ الْعَيْنِ فِي حُسْنٍ ; وَالنُّجْلُ: جَمْعُ أَنْجَلَ. وَالْأَسَدَ أَنْجَلُ. وَطَعْنَةٌ نَجْلَاءُ: وَاسِعَةٌ. وَرُمْحٌ مِنْجَلٌ: وَاسْعُ الطَّعْنِ. وَنَجَلْتُ الْإِهَابَ: شَقَقْتُهُ عَنْ عُرْقُوبَــيْهِ جَمِيعًا، كَمَا تُسْلَخُ الْجُلُودُ. وَإِهَابٌ مَنْجُولٌ. وَيُقَالُ: الْإِنْجِيلُ عَرَبِيٌّ مُشْتَقٌّ مِنْ نَجَلْتُ الشَّيْءَ: اسْتَخْرَجْتُهُ، كَأَنَّهُ أَمْرٌ أُبْرِزَ وَأُظْهِرَ بِمَا فِيهِ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَيْنَ الْبَابَيْنِ النَّجِيلُ: ضَرْبٌ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ مِنَ الْحَمْضِ. وَأَنْجَلَتِ الْأَرْضُ: اخْضَرَّتْ.

مَلَحَ 

(مَلَحَ) الْمِيمُ وَاللَّامُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ لَهُ فُرُوعٌ تَتَقَارَبُ فِي الْمَعْنَى وَإِنْ كَانَ فِي ظَاهِرِهَا بَعْضُ التَّفَاوُتِ.

فَالْأَصْلُ الْبَيَاضُ، مِنْهُ الْمِلْحُ الْمَعْرُوفُ، وَسُمِّيَ لِبَيَاضِهِ. قَالَ:

أَحْفِزُهَا عَنِّي بِذِي رَوْنَقٍ ... أَبْيَضَ مِثْلِ الْمِلْحِ قَطَّاعِ

وَيُقَالُ مَاءٌ مِلْحٌ، وَقَدْ قَالُوا مَالِحٌ، ذَكَرَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ:

صَبَّحْنَ قَوًّا وَالْحَمَامُ وَاقِعٌ ... وَمَاءُ قَوٍّ مَالِحٌ وَنَاقِعُ

وَمَلُحَ الْمَاءُ. وَسَمَكٌ مَمْلُوحٌ وَمَلِيحٌ. وَأَمْلَحْنَا: أَصَبْنَا مَاءً مَالِحًا. وَأَمْلَحَ الْمَاءُ أَيْضًا. قَالَ نُصَيْبٌ: وَقَدْ عَادَ عَذْبُ الْمَاءِ مِلْحًا فَزَادَنِي ... عَلَى مَرَضِي أَنْ أَمْلَحَ الْمَشْرَبُ الْعَذْبُ

وَمَلَحْتُ الْقَدْرَ: أَلْقَيْتُ مِلْحَهَا بِقَدَرٍ. وَأَمْلَحْتُهَا: أَفْسَدْتُهَا بِالْمِلْحِ. وَيُقَالُ مَلَّحْتُ النَّاقَةَ تَمْلِيحًا، إِذَا لَمْ تَلْقَحْ فَعُولِجَتْ دَاخِلَتُهَا بِشَيْءٍ مَالِحٍ. وَمَلُحَ الشَّيْءُ مَلَاحَةً وَمِلْحًا. وَالْمُمَالَحَةُ: الْمُوَاكَلَةُ. ثُمَّ يُسْتَعَارُ الْمِلْحُ فَيُسَمَّى الرَّضَاعُ مِلْحًا. وَقَالَتْ هَوَازِنُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " «لَوْ كُنَّا مَلَحْنَا لِلْحَارِثِ بْنِ أَبِي شَمِرٍ أَوْ لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ لَحَفِظَ ذَلِكَ فِينَا» "، أَرَادُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِيهِمْ.

وَيَسْتَعِيرُونَ ذَلِكَ لِلشَّحْمِ يُسَمُّونَهُ الْمِلْحَ. يُقَالُ أَمْلَحْتُ الْقِدْرَ: جَعَلْتُ فِيهَا شَيْئًا مِنْ شَحْمٍ. وَعَلَيْهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ:

لَا تَلُمْهَا إِنَّهَا مِنْ نِسْوَةٍ ... مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ

هَمُّهَا السِّمَنُ وَالشَّحْمُ. وَالْمُلْحَةُ فِي الْأَلْوَانِ: بَيَاضٌ، وَرُبَّمَا خَالَطَهُ سَوَادٌ. وَيُقَالُ كَبْشٌ أَمْلَحُ. وَيُقَالُ لِبَعْضِ شُهُورِ الشِّتَاءِ مِلْحَانُ، لِبَيَاضِ ثَلْجِهِ. وَالْمَلْحَاءُ: كَتِيبَةٌ كَانَتْ لِآلِ الْمُنْذِرِ.

وَالْمَلَّاحُ: صَاحِبُ السَّفِينَةِ، قِيَاسُهُ عِنْدَنَا هَذَا، لِأَنَّ مَاءَ الْبَحْرِ مِلْحٌ، وَقَالَ نَاسٌ: اشْتِقَاقُهُ مِنَ الْمَلْحِ: سُرْعَةُ خَفَقَانِ الطَّيْرِ بِجَنَاحَيْهِ. قَالَ: مَلْحَ الصُّقُورِ تَحْتَ دَجْنٍ مُغْيِنِ

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ: الْمُلَّاحُ مِنْ نَبَاتِ الْحَمْضِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي طَعْمِهِ مُلُوحَةٌ. وَالْمَلْحَاءُ: مَا انْحَدَرَ عَنِ الْكَاهِلِ وَالصُّلْبِ. وَالْمَلَحُ: وَرَمٌ فِي عُرْقُوبِ الْفَرَسِ.

كَفَرَ 

(كَفَرَ) الْكَافُ وَالْفَاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى مَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ السَّتْرُ وَالتَّغْطِيَةُ. يُقَالُ لِمَنْ غَطَّى دِرْعَهُ بِثَوْبٍ: قَدْ كَفَرَ دِرْعَهُ. وَالْمُكَفِّرُ: الرَّجُلُ الْمُتَغَطِّي بِسِلَاحِهِ. فَأَمَّا قَوْلُهُ:

حَتَّى إِذَا أَلْقَتْ يَدًا فِي كَافِرٍ ... وَأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلَامُهَا

فَيُقَالُ: إِنَّ الْكَافِرَ: مَغِيبُ الشَّمْسِ. وَيُقَالُ: بَلِ الْكَافِرُ: الْبَحْرُ. وَكَذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُ الْآخَرِ:

فَتَذَكَّرَا ثَقَلًا رَثِيدًا بَعْدَمَا ... أَلْقَتْ ذُكَاءُ يَمِينَهَا فِي كَافِرِ

وَالنَّهْرُ الْعَظِيمُ كَافِرٌ، تَشْبِيهٌ بِالْبَحْرِ. وَيُقَالُ لِلزَّارِعِ كَافِرٌ، لِأَنَّهُ يُغَطِّي الْحَبَّ بِتُرَابِ الْأَرْضِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} [الحديد: 20] . وَرَمَادٌ مَكْفُورٌ: سَفَتِ الرِّيحُ التُّرَابَ عَلَيْهِ حَتَّى غَطَّتْهُ. قَالَ:

قَدْ دَرَسَتْ غَيْرَ رَمَادٍ مَكْفُورْ

وَالْكُفْرُ: ضِدُّ الْإِيمَانِ، سُمِّيَ لِأَنَّهُ تَغْطِيَةُ الْحَقِّ. وَكَذَلِكَ كُفْرَانُ النِّعْمَةِ: جُحُودُهَا وَسَتْرُهَا. وَالْكَافُورُ: كِمُّ الْعِنَبِ قَبْلَ أَنْ يُنَوِّرَ. وَسُمِّيَ كَافُورًا لِأَنَّهُ كَفَرَ الْوَلِيعَ، أَيْ غَطَّاهُ. قَالَ: كَالْكَرْمِ إِذْ نَادَى مِنَ الْكَافُورِ

وَيُقَالُ لَهُ الْكُفُرَّى. فَأَمَّا الْكَفِرَاتُ وَالْكَفَرُ فَالثَّنَايَا مِنَ الْجِبَالِ، وَلَعَلَّهَا سُمِّيَتْ كَفِرَاتٍ، لِأَنَّهَا مُتَطَامِنَةٌ، كَأَنَّ الْجِبَالَ الشَّوَامِخَ قَدْ سَتَرَتْهَا. قَالَ:

تَطَلَّعُ رَيَّاهُ مِنَ الْكَفِرَاتِ

وَالْكَفْرُ مِنَ الْأَرْضِ: مَا بَعُدَ مِنَ النَّاسِ، لَا يَكَادُ يَنْزِلُهُ وَلَا يَمُرُّ بِهِ أَحَدٌ. وَمَنْ حَلَّ بِهِ فَهُمْ أَهْلُ الْكُفُورِ. وَيُقَالُ: بَلِ الْكُفُورُ: الْقُرَى. جَاءَ فِي الْحَدِيثِ " «لِتُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ مِنْهَا كَفْرًا كَفْرًا» ".

 مِنْ ذَلِكَ (الْكَنْفَلِيلَةُ) : اللِّحْيَةُ الضَّخْمَةُ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ النُّونُ مَعَ الزِّيَادَةِ فِي حُرُوفِهِ، وَهُوَ مِنَ الْكَفْلِ، وَهُوَ جَمْعُ الشَّيْءِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكَرْبَلَةُ) : وَهِيَ رَخَاوَةٌ فِي الْقَدَمَيْنِ. وَجَاءَ يَمْشِي مُكَرْبِلًا، كَأَنَّهُ يَمْشِي فِي الطِّينِ. وَهَذِهِ مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنْ رَبَلٍ وَكَبَلٍ. أَمَّا رَبْلٌ فَاسْتِرْخَاءُ اللَّحْمِ، وَقَدْ مَرَّ. وَأَمَّا الْكَِبْلُ فَالْقَيْدُ، فَكَأَنَّهُ إِذَا مَشَى بِبُطْءٍ مُقَيِّدٌ مُسْتَرْخِي الرِّجْلِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكَلْثَمَةُ) : اجْتِمَاعُ لَحْمِ الْوَجْهِ مِنْ غَيْرِ جُهُومَةٍ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ اللَّامُ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ كَثَمَ وَهُوَ الِامْتِلَاءُ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكَمْثَرَةُ) : اجْتِمَاعُ الشَّيْءِ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الْمِيمُ، وَهُوَ مِنَ الْكَثْرَةِ.

وَمِنْ ذَلِكَ (تَكَنْبَثَ) الشَّيْءُ: تَقَبَّضَ. وَرَجُلٌ كُنَابِثٌ: جَهْمُ الْوَجْهِ. وَهَذَا مِنْ كَبِثَ، وَقَدْ مَرَّ، وَهُوَ اللَّحْمُ الْمُتَغَيِّرُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكُنْدُرُ) وَ (الْكُنَيْدِرُ) وَ (الْكُنَادِرُ) : الرَّجُلُ الْغَلِيظُ وَالْحِمَارُ الْوَحْشِيُّ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ النُّونُ، وَالْأَصْلُ الْكَدَرُ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (كَرْدَمَ) الرَّجُلُ: أَسْرَعَ الْعَدْوَ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الْمِيمُ، وَهُوَ مِنْ كَرَدَ، وَقَدْ مَرَّ. وَمِنْ ذَلِكَ (الْمُكْلَنْدِدُ) : الشَّدِيدُ.

وَمِنْ ذَلِكَ (كَرْسَفْتُ) عُرْقُوبَ الدَّابَّةِ. وَهَذَا مِمَّا زِيدَتْ فِيهِ الرَّاءُ، وَالْأَصْلُ كَسَفْتُ، وَقَدْ مَرَّ.

وَمِنْ ذَلِكَ (الْكُرْدُوسُ) ، وَهِيَ الْخَيْلُ الْعَظِيمَةُ. وَهَذِهِ مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمٍ ثَلَاثٍ: مِنْ كَرَدَ، وَكَرَسَ، وَكَدَسَ، وَكُلُّهَا يَدُلُّ عَلَى التَّجَمُّعِ. وَالْكَرْدُ: الطَّرْدُ، ثُمَّ اشْتُقَّ مِنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لِكُلِّ عَظْمٍ عَظُمَتْ نَحْضَتُهُ: كُرْدُوسٌ. وَمِنْهُ كُرْدِسَ الرَّجُلُ: جُمِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ.

وَمِمَّا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ مَوْضُوعًا وَضْعًا مِنْ غَيْرِ قِيَاسٍ (الْكِرْنَافَةُ) : أَصْلُ السَّعَفَةِ الْمُلْتَزِقُ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ. يَقُولُونَ: كَرْنَفَهُ، أَيْ ضَرَبَهُ، كَأَنَّهُ ضُرِبَ بِالْكِرْنَافَةِ.

وَيَقُولُونَ: (الْكِنْفِيرَةُ) : أَرْنَبَةُ الْأَنْفِ.

وَ (الْكُرْتُومُ) : الصَّفَاةُ.

وَ (الْكُمَّثْرَى) مَعْرُوفٌ.

وَ (الْكِبْرِيتُ) : لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ.

وَ (الْكَمْتَرَةُ) : مِشْيَةٌ فِيهَا تَقَارُبٌ.

وَ (الْكَرْزَمُ) وَ (الْكَرْزَنُ) : فَأْسٌ. وَيَقُولُونَ إِنَّ (الْكَرَازِمَ) : شَدَائِدُ الدَّهْرِ. وَأَنْشَدَ فِيهِ الْخَلِيلُ:

إِنَّ الدُّهُورَ عَلَيْنَا ذَاتُ كِرْزِيمِ وَأَظُنُّ هَذَا مِمَّا قَدْ تُجُوِّزَ فِيهِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ وَمِمَّا لَا يَصْلُحُ قَبُولُهُ بَتَّةً.

وَقَالُوا: (الْكُنْدُشُ) : الْعَقْعَقُ، يَقُولُونَ " أَخْبَثُ مِنْ كُنْدُشٍ ". وَمَا أَدْرِي كَيْفَ يَقْبَلُ الْعُلَمَاءُ هَذَا وَأَشْبَاهَهُ.

وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: إِنَّ (الْكِرْبَالَ) : مِنْدَفُ الْقُطْنِ. وَيُنْشِدُونَ:

كَالْبُِرْسِ طَيَّرَهُ [ضَرْبُ] الْكَرَابِيلِ.

وَكُلُّ هَذَا قَرِيبٌ فِي الْبُطْلَانِ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.

كَسَفَ 

(كَسَفَ) الْكَافُ وَالسِّينُ وَالْفَاءُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى تَغَيُّرٍ فِي حَالِ الشَّيْءِ إِلَى مَا لَا يُحَبُّ، وَعَلَى قَطْعِ شَيْءٍ مِنْ شَيْءٍ. مِنْ ذَلِكَ كُسُوفُ الْقَمَرِ، وَهُوَ زَوَالُ ضَوْئِهِ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ كَاسِفُ الْوَجْهِ، إِذَا كَانَ عَابِسًا. وَهُوَ كَاسِفُ الْبَالِ، أَيْ سَيِّئُ الْحَالِ.

وَأَمَّا الْقَطْعُ فَيُقَالُ: كَسَفَ الْــعُرْقُوبُ بِالسَّيْفِ كَسْفًا يُكْسِفُهُ. وَالْكِسْفَةُ: الطَّائِفَةُ مِنَ الثَّوْبِ، يُقَالُ: أَعْطِنِي كِسْفَةً مِنْ ثَوْبِكَ. وَالْكِسْفَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْغَيْمِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا} [الطور: 44] .

فَجَوَ 

(فَجَوَ) الْفَاءُ وَالْجِيمُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ يَدُلُّ عَلَى اتِّسَاعٍ فِي شَيْءٍ. فَالْفَجْوَةُ: الْمُتَّسَعُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ. وَقَوْسٌ فَجْوَاءُ: بَانَ وَتَرُهَا عَنْ كَبِدِهَا. وَفَجْوَةُ الدَّارِ: سَاحَتُهَا. وَالْفَجَا: تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ عُرْقُوبَــيِ الْبَعِيرِ.

وَإِذَا هُمِزَ قُلْتُ: فَجِئَنِي الْأَمْرُ يَفْجَؤُنِي.

جَرَّ 

(جَرَّ) الْجِيمُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ ; وَهُوَ مَدُّ الشَّيْءِ وَسَحْبُهُ. يُقَالُ جَرَرْتُ الْحَبْلَ وَغَيْرَهُ أَجُرُّهُ جَرًّا. قَالَ لَقِيطٌ:

جَرَّتْ لِمَا بَيْنَنَا حَبْلَ الشَّمُوسِ فَلَا ... يَأْسًا مُبِينًا نَرَى مِنْهَا وَلَا طَمَعًا

وَالْجَرُّ: أَسْفَلُ الْجَبَلِ، وَهُوَ مِنَ الْبَابِ، كَأَنَّهُ شَيْءٌ قَدْ سُحِبَ سَحْبًا. قَالَ:

وَقَدْ قَطَعْتُ وَادِيا وَجَرَّا

وَالْجَرُورُ مِنَ الْأَفْرَاسِ: الَّذِي يَمْنَعُ الْقِيَادَ. وَلَهُ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، كَأَنَّهُ أَبَدًا يُجَرُّ جَرًّا، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَنْ يَكُونَ جَرُورًا عَلَى جِهَتِهِ، لِأَنَّهُ يَجُرُّ إِلَيْهِ قَائِدَهُ جَرًّا. وَالْجَرَّارُ: الْجَيْشُ الْعَظِيمُ، لِأَنَّهُ يَجُرُّ أَتْبَاعَهُ وَيَنْجَرُّ. قَالَ:

سَتَنْدَمُ إِذْ يَأْتِي عَلَيْكَ رَعِيلُنَا ... بِأَرْعَنَ جَرَّارٍ كَثِيرٍ صَوَاهِلُهْ

وَمِنِ الْقِيَاسِ الْجُرْجُورُ، وَهِيَ الْقِطْعَةُ الْعَظِيمَةُ مِنَ الْإِبِلِ. قَالَ:

مِائَةً مِنْ عَطَائِهِمْ جُرْجُورَا

وَالْجَرِيرُ: حَبْلٌ يَكُونُ فِي عُنُقِ النَّاقَةِ مِنْ أَدَمٍ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ جَرِيرًا. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الْجَرِيرَةُ، مَا يَجُرُّهُ الْإِنْسَانُ مِنْ ذَنْبٍ، لِأَنَّهُ شَيْءٌ يَجُرُّهُ إِلَى نَفْسِهِ. وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الْجِرَّةُ جِرَّةُ الْأَنْعَامِ، لِأَنَّهَا تُجَرُّ جَرًّا. وَسُمِّيَتْ مَجَرَّةُ السَّمَاءِ مَجَرَّةً لِأَنَّهَا كَأَثَرِ الْمَجَرِّ. وَالْإِجْرَارُ: أَنْ يُجَرَّ لِسَانُ الْفَصِيلِ ثُمَّ يُخَلَّ لِئَلَّا يَرْتَضِعَ. قَالَ:

كَمَا خَلَّ ظَهْرَ اللِّسَانِ الْمُجِرُّ

وَقَالَ قَوْمٌ الْإِجْرَارُ أَنْ يُجَرَّ ثُمَّ يُشَقَّ. وَعَلَى ذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُ عَمْرٍو:

فَلَوْ أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْنِي رِمَاحُهُمْ ... نَطَقْتُ وَلَكِنَّ الرِّمَاحَ أُجِرَّتِ

يَقُولُ: لَوْ أَنَّهُمْ قَاتَلُوا لَذَكَرْتُ ذَلِكَ فِي شِعْرِي مُفْتَخِرًا بِهِ، وَلَكِنَّ رِمَاحَهُمْ أَجَرَّتْنِي فَكَأَنَّهَا قَطَعَتِ اللِّسَانَ عَنِ الِافْتِخَارِ بِهِمْ. وَيُقَالُ أَجَرَّهُ الرُّمْحَ إِذَا طَعَنَهُ وَتَرَكَ الرُّمْحَ فِيهِ يَجُرُّهُ. قَالَ:

وَنَجِرُّ فِي الْهَيْجَا الرِّمَاحَ وَنَدَّعِي

وَقَالَ:

وَغَادَرْنَ نَضْلَةَ فِي مَعْرَكٍ ... يَجُرُّ الْأَسِنَّةَ كَالْمُحْتَطِبْ

وَهُوَ مَثَلٌ، وَالْأَصْلُ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ جَرِّ الشَّيْءِ. وَيُقَالُ جَرَّتِ النَّاقَةُ، إِذَا أَتَتْ عَلَى وَقْتِ نِتَاجِهَا وَلَمْ تُنْتَجْ إِلَّا بَعْدَ أَيَّامٍ، فَهِيَ قَدْ جَرَّتْ حَمْلَهَا جَرًّا. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا صَدَقَةَ فِي الْإِبِلِ الْجَارَّةِ» ، وَهِيَ الَّتِي تُجَرُّ بِأَزِمَّتِهَا وَتُقَادُ، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ الَّتِي تَكُونُ تَحْتَ الْأَحْمَالِ، وَيُقَالُ بَلْ هِيَ رَكُوبَةُ الْقَوْمِ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ أَجْرَرْتُ فُلَانًا الدَّيْنَ إِذَا أَخَّرْتَهُ بِهِ، وَذَلِكَ مِثْلُ إِجْرَارِ الرُّمْحِ وَالرَّسَنِ. وَمِنْهُ أَجَرَّ فُلَانٌ فُلَانًا أَغَانِيَّ، إِذَا تَابَعَهَا لَهُ. قَالَ:

فَلَمَّا قَضَى مِنِّي الْقَضَاءَ أَجَرَّنِي ... أَغَانِيَّ لَا يَعِيَا بِهَا الْمُتَرَنِّمُ

وَتَقُولُ: كَانَ فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ كَذَا وَهَلُمَّ جَرًّا إِلَى الْيَوْمِ، أَيْ جُرَّ ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ لَمْ يَنْقَطِعْ وَلَمْ يَنْصَرِمْ. وَالْجَرُّ فِي الْإِبِلِ أَيْضًا أَنْ تَرْعَى وَهِيَ سَائِرَةٌ تَجُرُّ أَثْقَالَهَا. وَالْجَارُورُ - فِيمَا يُقَالُ - نَهْرٌ يَشُقُّهُ السَّيْلُ. وَمِنَ الْبَابِ الْجُرَّةُ وَهِيَ خَشَبَةٌ نَحْوُ الذِّرَاعِ تُجْعَلُ فِي رَأْسِهَا كِفَّةٌ وَفِي وَسَطِهَا حَبْلٌ وَتُدْفَنُ لِلظِّبَاءِ فَتَنْشَبُ فِيهَا، فَإِذَا نَشِبَتْ نَاوَصَهَا سَاعَةً يَجُرُّهَا إِلَيْهِ وَتَجُرُّهُ إِلَيْهَا، فَإِذَا غَلَبَتْهُ اسْتَقَرَّ [فِيهَا] . فَتَضْرِبُ الْعَرَبُ بِهَا مَثَلًا لِلَّذِي يُخَالِفُ الْقَوْمَ فِي رَائِهِمْ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى قَوْلِهِمْ. فَيَقُولُونَ " نَاوَصَ الْجُرَّةَ ثُمَّ سَالَمَهَا ". وَالْجَرَّةُ مِنَ الْفَخَّارِ، لِأَنَّهَا تُجَرُّ لِلِاسْتِقَاءِ أَبَدًا. وَالْجَرُّ شَيْءٌ يُتَّخَذُ مِنْ سُلَاخَةِ عُرْقُوبِ الْبَعِيرِ، تَجْعَلُ فِيهِ الْمَرْأَةُ الْخَلْعَ ثُمَّ تُعَلِّقُهُ عِنْدَ الظَّعْنِ مِنْ مُؤَخَّرِ عِكْمِهَا، فَهُوَ أَبَدًا يَتَذَبْذَبُ. قَالَ:

زَوْجُكِ يَا ذَاتَ الثَّنَايَا الْغُرِّ ... وَالرَّتِلَاتِ وَالْجَبِينِ الْحُرِّ

أَعْيَا فَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الْجَرِّ ... ثُمَّ شَدَدْنَا فَوْقَهُ بِمَرِّ

وَمِنَ الْبَابِ رَكِيٌّ جَرُورٌ، وَهِيَ الْبَعِيدَةُ الْقَعْرِ يُسْنَى عَلَيْهَا، وَهِيَ الَّتِي يُجَرُّ مَاؤُهَا جَرًّا. وَالْجَرَّةُ الْخُبْزَةُ تُجَرُّ مِنَ الْمَلَّةِ. قَالَ:

وَصَاحِبٍ صَاحَبْتُهُ خِبٍّ دَنِعْ ... دَاوَيْتُهُ لَمَّا تَشَكَّى وَوَجِعْ

بِجَرَّةٍ مِثْلَ الْحِصَانِ الْمُضْطَجِعْ

فَأَمَّا الْجَرْجَرَةُ، وَهُوَ الصَّوْتُ الَّذِي يُرَدِّدُهُ الْبَعِيرُ فِي حَنْجَرَتِهِ فَمِنَ الْبَابِ أَيْضًا، لِأَنَّهُ صَوْتٌ يَجُرُّهُ جَرًّا، لَكِنَّهُ لَمَّا تَكَرَّرَ قِيلَ جَرْجَرَ، كَمَا يُقَالُ صَلَّ وَصَلْصَلَ. وَقَالَ الْأَغْلَبُ:

جَرْجَرَ فِي حَنْجَرَةٍ كَالْحُبِّ ... وَهَامَةٍ كَالْمِرْجَلِ الْمُنْكَبِّ وَمِنْ ذَلِكَ الْحَدِيثُ: «الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي جَوْفِهِ نَارَ جَهَنَّمَ» . وَقَدِ اسْتَمَرَّ الْبَابُ قِيَاسًا مُطَّرِدًا عَلَى وَجْهٍ وَاحِدٍ.

اقْلَعَفَّ

اقْلَعَفَّ الجِلْدُ: انْزَوَى،
وـ أنامِلُهُ: تَشَنَّجَتْ من بَرْدٍ أو كِبَرٍ،
وـ البَعيرُ: انْضَمَّ إلى الناقَةِ حينَ الضِرابِ، وصارَ على عُرْقُوبَــيْهِ مُعْتَمِداً عليهما، وهو في ضِرابِهِ.
والمُتَقَلْعِفُ: الراكِبُ على مَرْكَبٍ غيرِ وَطيءٍ.

الكِسْفَةُ

الكِسْفَةُ، بالكسر: القِطْعَةُ من الشيءِ، ج: كِسْفٌ وكِسَفٌ،
جج: أكْسافٌ وكُسوفٌ.
وكَسَفَهُ يَكْسِفُه: قَطَعَه،
وـ عُرْقُوبَــهُ: عَرْقَبَهُ،
وـ الشمسُ، والقمرُ كُسوفاً: احْتَجَبا،
كانْكَسَفا،
وـ اللُّه تعالى إياهُما: حَجَبَهُما، والأحْسَنُ في القمرِ: خَسَفَ، وفي الشمسِ: كَسَفَتْ،
وـ حالُهُ: ساءَتْ،
وـ فلانٌ: نَكَّسَ طَرْفَهُ.
ورجلٌ كاسِفُ البالِ: سَيِّئُ الحالِ.
وكاسِفُ الوَجْهِ: عابِسٌ،
وفي المَثَلِ: "أكَسْفاً وإمْساكاً": يُضْرَبُ للمُتَعَبِّسِ البَخيلِ.
ويومٌ كاسِفٌ: عَظيمُ الهَوْلِ، شديدُ الشَّرِّ.
والكَسْفُ في العَروضِ: أن يكونَ آخِرُ الجُزْءِ منه مُتَحَرِّكاً، فَيَسْقُطَ الحَرْفُ رأساً، وبالمعجمة: تَصْحيفٌ،
وبالتحريكِ: ة بالصُّغْدِ. وكَشْفَةُ: ماءَةٌ لبني نَعامَةَ، بالشينِ المعجمةِ. وقولُ جَريرٍ يَرْثِي عُمَرَ بنَ عبدِ العزيزِ، رحمهُ الله تعالى:
فالشمسُ كاسِفَةٌ ليستْ بطالعَةٍ ... تَبْكِي عليك نجومَ الليلِ والقَمَرا
أي: كاسِفَةٌ لمَوْتِكَ، تَبْكي أبَداً، ووَهِمَ الجوهريُّ، فَغَيَّر الرِوايَةَ بقولِهِ: فالشمسُ طالعةٌ، ليستْ بكاسِفةٍ، وتَكَلَّفَ لمَعْناهُ.

رَحاً

رَحاً:
بلفظ الرحا التي يطحن فيها: جبل بين كاظمة والسيدان عن يمين الطريق من اليمامة إلى البصرة، قال حميد بن ثور:
وكنت رفعت الصوت بالأمس رفعة ... بجنب الرّحا لما اتلأبّ كؤودها
ونزل بالراعي النّميري رجل من بني عمرو بن كلاب ليلا في سنة مجدبة وقد عزبت عن الراعي إبله فنحر لهم نابا من رواحلهم وصبحت الراعي إبله فأعطى ربّ الناب نابا مثلها وزاده ناقة ثنيّة وقال:
عجبت من السارين، والرّيح قرّة، ... إلى ضوء نار بين فردة فالرّحا
إلى ضوء نار يشتوي القدّ أهلها، ... وقد يكرم الأضياف والقدّ يشتوى
فلمّا أتونا واشتكينا إليهم ... بكوا وكلا الحيّين ممّا به بكى
بكى معوز من أن يلام وطارق ... يشدّ من الجوع الإزار على الحشا
فأرسلت عيني هل أرى من سمينة ... تدارك فيها نيّ عامين والصّرى
فأبصرتها كوماء ذات عريكة ... هجانا من اللّاتي تمتعن بالصّوى
فأومأت إيماء خفيّا لحبتر ... ولله عينا حبتر أيّما فتى
وقلت له: الصق بأيبس ساقها، ... فإن يجبر الــعرقوب لا يرقأ النّسا
فيا عجبا من حبتر! إنّ حبترا ... مضى غير منكوب ومنصله انتضى
كأنّي وقد أشبعتهم من سنامها ... جلوت غطاء عن فؤادي فانجلى
فبتنا وباتت قدرنا ذات هزّة ... لنا قبل ما فيها شواء ومصطلى
فقلت لربّ الناب: خذها ثنية، ... وناب عليها مثل نابك في الحيا
وقال معاوية بن عادية الفزاري وهو لصّ حبس في المدينة على إبل اطّردها:
أيا واليي أهل المدينة رفّعا ... لنا غرفا فوق البيوت تروق
لكيما نرى نارا يشبّ وقودها ... بحزم الرحا أيد هناك صديق
تؤرّثها أمّ البنين لطارق ... عشيّ السّرى بعد المنام طروق
يقول بريّ وهو مبد صبابة:
ألا إنّ إشراف البقاع يشوق ... عسى من صدور العيس تنفخ في البرى
طوالع من حبس وأنت طليق
ورحا: موضع بسجستان، ينسب إليه محمد بن أحمد ابن إبراهيم الرّحائي السجستاني، روى عن أبي بشر أحمد بن محمد المروزي والحسن بن نفيس بن زهير السجزي وغيرهما.

حَضْرَمَوْت

حَضْرَمَوْت:
بالفتح ثم السكون، وفتح الراء والميم:
اسمان مركبان، طولها إحدى وسبعون درجة، وعرضها اثنتا عشرة درجة، فأما إعرابها فإن شئت بنيت الاسم الأول على الفتح وأعربت الثاني بإعراب ما لا ينصرف فقلت: هذا حضرموت، وإن شئت رفعت الأول في حال الرفع وجررته ونصبته على حسب العوامل وأضفته على الثاني فقلت: هذا حضرموت، أعربت حضرا وخفضت موتا، ولك أن تعرب الأول وتخير في الثاني بين الصرف وتركه، ومنهم من يضم ميمه فيخرجه مخرج عنكبوت، [1] في رواية اخرى: صابت بدل صبت، ومن فوقه بدل شديدة.
وكذلك القول في سرّ من رأى ورامهرمز، والنسبة إليه حضرميّ، والتصغير حضيرموت تصغير الصدر منهما، وكذلك الجمع، يقال: فلان من الحضارمة مثل المهالبة، وقيل: سميت بحاضر ميّت وهو أول من نزلها، ثم خفف بإسقاط الألف، قال ابن الكلبي: اسم حضرموت في التوراة حاضر ميت، وقيل: سميت بحضرموت بن يقطن بن عامر بن شالخ، وقيل: اسم حضرموت عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائلة بن الغوث بن قطن بن عريب ابن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ، وقيل:
حضرموت اسمه عامر بن قحطان وإنما سمي حضرموت لأنه كان إذا حضر حربا أكثر فيها من القتل فلقب بذلك، ثم سكّنت الضاد للتخفيف، وقال أبو عبيدة: حضرموت بن قحطان نزل هذا المكان فسمي به، فهو اسم موضع واسم قبيلة. وحضرموت:
ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر، وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف، وبها قبر هود، عليه السلام، ويقربها بئر برهوت المذكورة فيما تقدم، ولها مدينتان يقال لإحداهما تريم وللأخرى شبام، وعندها قلاع وقرى، وقال ابن الفقيه: حضرموت مخلاف من اليمن بينه وبين البحر رمال، وبينه وبين مخلاف صداء ثلاثون فرسخا، وبين حضرموت وصنعاء اثنان وسبعون فرسخا، وقيل: مسيرة أحد عشر يوما، وقال الإصطخري: بين حضرموت وعدن مسيرة شهر، وقال عمرو بن معدي كرب:
والأشعث الكنديّ، حين إذ سما لنا ... من حضرموت، مجنّب الذكران
قاد الجياد، علىّ وجاها أشريا، ... قبّ البطون نواحل الأبدان
وقال عليّ بن محمد الصليحي الخارج باليمن:
وألذّ من قرع المثاني عنده، ... في الحرب، ألجم يا غلام وأسرج
خيل بأقصى حضرموت أسدها، ... وزئيرها بين العراق ومنبج
وأما فتحها: فإن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان قد راس أهلها فيمن راسل فدخلوا في طاعته وقدم عليه الأشعث بن قيس في بضعة عشر راكبا مسلما، فأكرمه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما أراد الانصراف سأل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يولي عليهم رجلا منهم، فولى عليهم زياد ابن لبيد البياضي الأنصاري وضم إليه كندة، فبقي على ذلك إلى أن مات رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فارتدّت بنو وليعة بن شرحبيل بن معاوية، وكان من حديثه أن أبا بكر، رضي الله عنه، كتب إلى زياد بن لبيد يخبره بوفاة النبي، صلى الله عليه وسلم، ويأمره بأخذ البيعة على من قبله من أهل حضرموت، فقام فيهم زياد خطيبا وعرّفهم موت النبي، صلى الله عليه وسلم، ودعاهم إلى بيعة أبي بكر، فامتنع الأشعث بن قيس من البيعة واعتزل في كثير من كندة وبايع زيادا خلق آخرون وانصرف إلى منزله وبكر لأخذ الصدقة كما كان يفعل، فأخذ فيما أخذ قلوصا من فتى من كندة، فصيّح الفتى وضجّ واستغاث بحارثة بن سراقة بن معدي كرب بن وليعة ابن شرحبيل بن معاوية بن حجر القرد بن الحارث:
الولّادة يا أبا معدي كرب! عقلت ابنة المهرة، فأتى حارثة إلى زياد فقال: أطلق للغلام بكرته، فأبى وقال: قد عقلتها ووسمتها بميسم السلطان، فقال حارثة: أطلقها أيها الرجل طائعا قبل أن تطلقها وأنت كاره! فقال زياد: لا والله لا أطلقها ولا نعمة عين! فقام حارثة فحلّ عقالها وضرب على جنبها
فخرجت القلوص تعدو إلى ألّافها، فجعل حارثة يقول:
يمنعها شيخ بخدّيه الشيب ... ملمّع كما يلمّع الثوب
ماض على الرّيب إذا كان الريب
فنهض زياد وصاح بأصحابه المسلمين ودعاهم إلى نصرة الله وكتابه، فانحازت طائفة من المسلمين إلى زياد وجعل من ارتدّ ينحاز إلى حارثة، فجعل حارثة يقول:
أطعنا رسول الله ما دام بيننا، ... فيا قوم ما شأني وشأن أبي بكر؟
أيورثها بكرا، إذا مات، بعده، ... فتلك، لعمر الله، قاصمة الظهر!
فكان زياد يقاتلهم نهارا إلى الليل، وجاءه عبد له فأخبره أن ملوكهم الأربعة، وهم: مخوس ومشرح وجمد وأبضعة وأختهم العمرّدة بنو معدي كرب ابن وليعة في محجرهم قد ثملوا من الشراب، فكبسهم وأخذهم وذبحهم ذبحا، وقال زياد:
نحن قتلنا الأملاك الأربعة: ... جمدا ومخوسا ومشرحا وأبضعه
وسمّوا ملوكا لأنه كان لكلّ واحد منهم واد يملكه، قال: وأقبل زياد بالسبي والأموال فمرّ على الأشعث بن قيس وقومه فصرخ النساء والصبيان، فحمي الأشعث أنفا وخرج في جماعة من قومه فعرض لزياد ومن معه وأصيب ناس من المسلمين وانهزموا، فاجتمعت عظماء كندة على الأشعث فلما رأى ذلك زياد كتب إلى أبي بكر يستمدّه، فكتب أبو بكر إلى المهاجر بن أبي أمية، وكان واليا على صنعاء قبل قتل الأسود العنسي، فأمره بإنجاده، فلقيا الأشعث ففضّا جموعه وقتلا منهم مقتلة كبيرة، فلجؤوا إلى النّجير حصن لهم، فحصرهم المسلمون حتى أجهدوا، فطلب الأشعث الأمان لعدّة منهم معلومة هو أحدهم، فلقيه الجفشيش الكندي واسمه معدان بن الأسود بن معدي كرب، فأخذ بحقوه وقال: اجعلني من العدّة، فأدخله وأخرج نفسه ونزل إلى زياد بن لبيد والمهاجر فقبضا عليه وبعثا به إلى أبي بكر، رضي الله عنه، أسيرا في سنة 12، فجعل يكلم أبا بكر وأبو بكر يقول له: فعلت وفعلت، فقال الأشعث: استبقني لحربك فو الله ما كفرت بعد إسلامي ولكني شححت على مالي فأطلقني وزوّجني أختك أمّ فروة فإني قد تبت مما صنعت ورجعت منه من منعي الصدقة، فمنّ عليه أبو بكر، رضي الله عنه، وزوّجه أخته أمّ فروة، ولما تزوّجها دخل السوق فلم يمرّ به جزور إلا كشف عن عرقوبــها وأعطى ثمنها وأطعم الناس، وولدت له أمّ فروة محمدا وإسحاق وأمّ قريبة وحبّانة، ولم يزل بالمدينة إلى أن سار إلى العراق غازيا، ومات بالكوفة، وصلّى عليه الحسن بعد صلح معاوية.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.